عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-09, 07:02 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السادس

تساءلت جاكى بصوت شابته نبرة توتر :
- هل تحدثت مع جوناثان في هذا الأمر ؟
انقضت ثلاثة أيام تحينت الصديقتان بعدها فرصة تغيب إيان - الذى كان قد ذهب إلى قلعة فرنسا للوفاء بموعد مع أحد عملائه - لتتناولا غداءهما معا بشرفة الفندق . لم تتوافر لدي أى منهما شهية قوية للطعام وبدأ الحوار بينهما فاترا مملا . حنت ميشيل رأسها وهى تقول :
- حاولت لكننى .. لكنى لم أستطع .
- وما نهاية ذلك يا ميشيل ؟ لاحكمة فى ذلك ..
أجابتها الفتاة بصوت مرتعش :
- لو كنت تعتقدين أننى لا أحسب لخطورة هذا الموقف حسابا فأنت مخطئة . جاكى إننى شديدة الخوف مما يفلعه هو أو أبي إذا ما علما :
- وهل من الضرورى أن يعلما ؟
- بالتأكيد خاصة وأن الأمر لا يقتصر على كونه مغامرة .
التفتت جاكى تنظر إلى عينى صديقتها البراقتين .
- وهو كذلك . وماذا يقول إيان ؟
- حاولنا مناقشة الأمر بيننا لكننا لم نتوصل إلى أى حل . أيا كان ما نفعله فسوف يسئ ذلك حتما إلى أسرتينا . لم تكن العلاقات في أى وقت مضى على هذا القدر من التوتر الذى يسودها الآن . يتنافس والدانا للحصول على ذلك العقد الضخم ويبذل كل منهما قصارى جهده . لوضع العقبات فى سبيل الآخر . لا أعلم شيئا عما يجرى الآن فى أتلانتا . لكن جوناثان مقتنع تمام الاقتناع بأن آل ستوارت قدموا رشوة إلى بعض المفتتشين في محاولة لكسب بعض الوقت لصالحهم .
قالت جاكى مؤكدة ببساطة :
- ليست هذه هى المرة الأولى التى يفعلون فيها ذلك .
- هل تعتقدين ذلك بحق ؟ هذا هو الجانب المخيف لتلك الكراهية يا جاكي وإذا كنت لاترين ذلك فأنت عمياء لاترين شيئا .
- لكن عم تتحدثين ؟
- عن الافعال التى لم يقم عليها دليل قط . اتهامات على أحد الجانبين ونفى للاتهام على الجانب الآخر وهكذا دائما . لكنه مؤشر لمعركة خاصة . اتفق معك في أن جميع أهل الجنوب على علم بها لكنها غير معلنة . لا إجراءات ولا أدلة تخدم دعوى . ليس هذا اسلوبنا لأننا نرفض تشويه الآخرين لكننا نواصل كراهيتنا لهم لأن أحدا لم يحاول وضع نهاية لهذه المهزلة .
رمقت جاكى صديقتها بنظرة حازمة ثم قالت :
- وعلى حد علمى : إن حبك لإيان لن يضع لها نهاية . ومن ناحية أخرى ما الذى يؤكد أنه يبادلك حبك بمثله بحق ؟
ناقشت جاكى الرأى مرة أخرى . أحست ميشيل بأن ملاحظة صديقتها قد جرحت مشاعرها بسبب إحساسها بضعف لم تعرف مثله من قبل . لأن شكوكها المخيفة أبت إلا أن تلازمها .
قالت جاكى تذكرها .
- تلك الفاكهة المحرمة .. ربما كانت لديه هو أيضا الرغبة في أن يذوقها .
قالت ميشيل هامسة :
- لكن ذلك لا يكفى لدفعه لأن يخوض مثل هذه المغامرة الخطرة .
أجابتها جاكى :
- وبماذا يخاطر هو ؟ لن يحرمه والده من الميراث .. لأنه الوارث الوحيد لثروته . ومن ناحية أخرى قد يعتقد براندون ستوارت أن نساء لوجان أهل لمثل هذه التصرفات . ومضاجعتك ابنه يهيئ له سببا إضافيا لدغدغة والدك .
- كفي !
خفضت جاكى بصرها . إذ تبينت أنها قد بالغت في إطلاق العنان لأفكارها .
- حسنا . لكن عليك أن توقنى أنك تغامرين بالكثير . لن يقبل والدك ولا جوناثان علاقة حب تربطك بإيان . إطلاقا يا ميشيل إنهما يفضلان أن يرياك جثة هامدة أمام عيونهما .
نهضت ميشيل من أمام المائدة دون أن تنطق بكلمة واحدة وقد فاضت عيناها بالدموع متوجهة إلى حجرتها مثل حيوان جريح يقصد ملاذ عرينه .
أحست بحاجة ملحة إلى إيان .. إلى حماية ذراعيه القويتين ودفء جسده طاغى الرجولة . هو وحده الذى يستطيع إراحتها من المعاناة وتبديد الظلمات التى تجمعت من حولها وكادت أن تصيبها بالاختناق .
كانت قد وصلت بمشقة إلى حجرتها عندما فاجأها رنين الهاتف .
إيان ! خف لنجدتها ؟
- ميشيل .
سرت في جسدها قشعريرة خوف جمدت أوصالها . لابد أن يكون شئ خطير قد حدث حتى يتصل والدها بها هكذا .
- والدى ؟ ماذا حدث ؟
أجابها شارل لوجان بصوت فاتر :
- أصيب جوناثان فى ساعة مبكرة من صباح اليوم أثناء وجوده بموقع العمل .
سألته وقد استبد الخوف بها :
- وهل إصابته خطيرة ؟
- لا أعلم تماما . لم يخبرنى الأطباء حتى الآن بأى شئ محدد . كان شبه مغشي عليه عندما نقلناه من المستشفى لكنه تمكن من تحديد المسؤول عن إصابته .
قالت الفتاة مرددة وقد احتوتها برودة قاتلة :
- المسؤول ؟ لم تكن إصابته إذن أمرا عارضا ؟
- يا إلهى .. لا ! ..
هكذا صاح والدها بصوت قاتم أثار فيها مشاعر عنيفة رديئة .
استطرد والدها يقول :
- أمسك جوناثان بمخرب متلبسا بارتكاب جريمته وعندما كاد أن يتوصل منه إلى حقيقة دوافعه كاد الجدار الذى كان قد تعرض إلى عملية التلغيم الدنيئة ان ينهار فوقه .
سمعت الآن فى صوت أبيها رنين الكراهية :
- كان ذلك الابن الفاسق إيان يعتقد أنه بسفره بعيدا عن البلاد يمكنه أن يبعد الشبهة عن نفسه لكن حارس منشأته .
اضطر إلى الاعتراف .
كان ستوارت قد خطط لذلك منذ أسابيع مضت وبالأمس اتصل بالرجل المنوط به القيام بالعملية هاتفيا وأبلغه تعليماته بالتنفيذ . لو لم يكن قد توفرت لدى جوناثان فكرة عن هذا الأمر ولم يكن متواجدا بالموقع لكانت خسائرنا قد تضاعفت بمقدار عشرة أضعاف .
قالت بصوت خافت بدأ أن والدها لم يسمعه :
- لا ..
- أريدك أن تعودى إلى البيت يا ميشيل .
فأجابته هامسة :
- سأستقل أول طائرة .
- ستكون السيارة في انتظارك بالمطار .
أعادت ميشيل سماعة الهاتف إلى موضعها وقد أدهشها أنها لا ترتعد . أحست بخواء بداخلها وبأن أعصابها مخدرة تماما .
سألتها جاكى التى كانت قد تبعتها منذ أن غادرت الشرفة :
- ما الذى حدث ؟ إنك شاحبة مثل ميت .
قصت ميشيل عليها الحديث الذى دار بينها وبين والدها بصوت خلا من كل تعبير ثم أضافت قولها :
- يبنغى أن أعود .
- أعدى حقائبك وسأتصل أن بشركة الطيران . سأعود معك.
لم تحاول ميشيل إقناع صديقتها بغير ذلك . مرت الساعتان التاليتان فى زحام الاستعداد للسفر ولم تبرحها حالة التخدر التى انتابتها إلا على متن الطائرة المتجهة إلى أتلانتا وكى تفسح مكانها لإجهاد واضطراب من الحدة بحيث أفقداها القدرة على التفكير .
كان كل ذلك خطأ رهيبا . يبنغى أن يكون خطأ لأنه يستحيل على إيان أن يرتكب فعلا كهذا . لقد أكد لها أنه لم يحارب جوناثان قط مهما كان موقف هذا الآخير منه .. هل كذب عليها متعمدا ؟ هل احتواها بين ذراعيه بهذا القدر من الحرارة فى ذات الوقت الذى تأمر فيه على أسرتها ؟ لن يمكنها قط أن تحب رجلا على هذا المستوى من الخداع . على أية حال ستظهر الحقيقة فى الوقت المناسب .
ومع ذلك لاذت بالفرار مثل شخص جبان دون أن تترك له رسالة .. دون أن تجرؤ على مواجهته ؟ لأن شكوكها تمزقها .. هى التى يقتلها الأسى من أجل شقيقها والتى لن يراودها أى أمل من الآن فصاعدا في أن تضع نهاية سلمية لهذه الكراهية .
كانت سيارة المنشأة فى انتظارهما عند منفذ الخروج بالمطار حيث أقلتهما إلى المستشفى رأسا عبر المدينة الكئيبة التى خيم الضباب عليها وتساقطت أمطار الخريف بغزارة .. اصبح الفردوس بعيدا الآن .
أقبل شارل لوجان لاستقبالهما ببهو المستشفى . بدا طويل القامة قوي البنية يحتفظ في هذه السن - التى تجاوز الستين - بقوام معتدل لايتناسب مع مثل هذا العمر المتقدم . وكان وجهه غليظ الملامح والذى اكتسب سمرة من خلال حياة حافلة بالعمل في الهواء الطلق بعيد الشبه بوجه ابنته زى السمات الرقيقة والتى لم ترث عنه سوى لون عينيه الرماديتين.
أسرعت الفتاة إلى ذراعي والدها وهي تصيح :
- كيف حال جوناثان يا والدي ؟
- بخير . رضوض بالجمجمة ومواضع أخرى وتمزق بالرسغ . سوف يغادر المستشفى غدا .
رغم الارتياح الشديد الذى أحسته ميشيل على أثر ما سمعته من والدها تأثرت بملامح وجه والدها التى سادها التوتر وبالبريق الجليدى الذى لاح في عينيه مثل الصلب الذى حمى حتى أبيض لونه .
- هل يمكننى رؤيته ؟
- إنه موجود بالحجرة رقم 484 . وهو مستيقظ الآن .
وبأسلوب الإعجاب الرقيق - الذى طالما أتبعه فى حضور الفتيات خاصة إذا ما كن من الحسناوات - قدم شارل لوجان ذراعه إلى جاكى وهويقول :
- ما رأيك فى أن نتناول قدحا من الشاى أثناء زيارة ميشيل لشقيقها ؟
- ميشيل ! سامحينى إننى قد أفسدت لك رحلتك . ما كان واجبا أن يستدعيك والدي .
توجهت الفتاة إلى الجانب الآخر من الحجرة حتى تعانق أخاها الذى غطت رأسه الضمادات ووضع رسغه في الجبس . حملت نفسها على أن تقول :
- لا تكن أحمق .

كان جوناثان أسمر كبير الحجم ذا عينين زرقاوين فولاذيتى النظرات مثل والده . كمان كان صلبة الراى متعجرفا قليلا وسريع الغضب . ورغم الخمسة الأعوام الفاصلة بين عمريهما كان شديد القرب من شقيقته وعلى استعداد دائم لحمايتها بدافع من حبه لها تارة وبإحساس شديد بالمسؤولية الأخوية تارة أخرى .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس