عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-09, 02:52 PM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السابع


جلس إيان بالقرب من الهاتف بمكتبه يحاول تهدئة نفسه . أحس برغبة ملحة في أن يعاود الاتصال بميشيل . تاق إلى رؤيتها والحديث معها لكنه تردد لعلمه باللحظات العصبية التى تواجهها بين شقيقها الذى كان ضحية حادث حملت بصمة ستوارت بشكل او بأخر وبين والدها الذى ما من شك في أنه بصدد التأمر للانتقام لنجله .
كاد عقله أن يطير قلقا على ميشيل لدى عودته إلى الفندق من موعده المتعلق بالعمل ليتبين أنها قد عادت إلى أتلانتا فجأة . كانت بضع الساعات التى تمثل زمن رحلة العودة إلى أتلانتا كافية لأن تطلعه على ما حدث . ورفض أن يصدق أنها لاترغب في أن تحدثه . كاد الشك أن يمزقه . ومع ذلك ظل يأمل في أن ترفض هي بدورها أن تصدق أنه المسؤول عن الحادثة التى وقعت لأخيها . لذلك ينبغى تلافى زيادة الموقف تعقيدا مهما كان الثمن .
سأله والده وهو يدخل المكتب :
- متى عدت ؟
- في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ؟.
حيث إن إيان لم يكن صورت ناطقة لأحد أسلافه من آل ستوارت كان من الطبيعى أن يشك والده في أبوته له بقدر بعد شبهه عنهم . أما براندون ستوارت فكان أقرب إلى النحافة ذا شعر أسود بدأ الشيب يدب فيه عند السوالف وذا عينين في مثل زرقة الحبر وملامح دقيقة كادت أن تتسم بالرقة . اتصف بعدم الاكتراث والهدوء وانه يعالج الأمور بحكمة وبقدر من الفتور مهما بلغ مقدار غضبه . رجل متعقل من جميع النواحى . تعلم منذ وقت مبكر جدا أن يعامل آل لوجان باحتقار لكنه لم ير قط أنه من الواجب أن يغرس مثل هذه المشاعر في ابنه . فقد استطاعت زوجته المتوفاة منذ بضع سنوات أن تقنعه بانه من الخطأ أن يعلم إيان كراهية الآخرين .
وإذ كانت نشاطتهما من النوع الذى يتجرأ وينفصل بين الحين والحين . شغل الوالد والابن معا مكتبين بالطابق الآخير بإحدى أكثر عمارات أتلانتا ارتفاعا لأسباب تنظيمية عالمية .
اتخذ إيان له مسكنا لا يبعد عن المكتب كثيرا وعاش والده في شقة مزدوجه على مقربه منه وبذلك نشأت بينهما علاقة متينة أساسها احترام متبادل وتفهم بديهى كل للآخر .
وعلى ضوء ما كان لهما من تقارب في شخصيتهما كانت مواجهاتها قوية وإن لم يتجاوز جدالهما - قط - حدود اللياقة بحال من الاحوال .
سأل براندون ستوارت وهو يتخذ مقعده من خلف مكتبه الكبير الفخم المصنوع من خشب الصنوبر :
- هل انهيت مهمتك ؟
- نعم . يأمل هوارد أن تصله التصميمات بحلول أول العام حتى يبدأ البناء في الربيع .
- تبدو مكتئبا جدا لا كرجل اكتسب مؤخرا عميلا جديدا !
- أصيب جوناثان لوجان أمس بموقع العمل ..
هكذا أجاب إيان رغم علمه التام بأن والده لابد أن يكون قد ألم بتفاصيل الحادثة كاملة .
- مواقع العمل والورش من الأماكن شديدة الخطورة وهذا ما ينبغى أن يعرفه وهو في هذه السن ..
- لم تكن حادثة عارضة .
- ومن المفهوم أن يتهموننا .. هذا لا يقلقنى لأنه ليست لديهم أدنى فرصة لإنهاء الأعمال في عمارتهم قبل الزمن المحدد لذلك .
سأل إيان على نحو مباشر :
- هل أنت وراء كل هذا ؟
- لا بالتأكيد ! مفرقعات ! لى من العقل ما يمنعنى من التورط في كل هذا النوع من أعمال العنف .
- أرجو ذلك من كل قلبي .
سأل براندون ستوارت ابنه وهو يفحص وجهه باهتمام :
- أتعتقد أنه من الممكن أن أقترف شيئا كهذا ؟
- أعتقد أنه من اللمكن أن تقعل أي شئ تقريبا إذا ما كان الأمر متعلقا بآل لوجان . وبذلك .. لاتعمل شيئا ولم تكن حاضرا حدوث شئ .
أجابه الوالد دون توتر باد :
- سبق ان أجبتك . لن أقول لك : أننى مشفق عليهم لكن .. إننى لا أرى فى هذه الرواية شيئا غير عادى . اراك غاضبا . لماذا ؟
- نجحت بمشقة فى أن أتحدث إلى أحد رجال حراستهم المكلفين بالأمن .. أحد الرجال الذين انتشلوا جوناثان من تحت الأنقاض بعد وقوع الحادثة .
- وماذا ؟
0 قبض جوناثان على الجانى متلبسا وأدعى ذلك الرجل أننى أنا الذى كلفته بهذا العمل .
- أمر مضحك . لم تكن في أتلانتا .
- دنوت جدا من الحقيقة يا أبى . في رأيى أن هذا الرجل حصل على مبلغ من المال كى يحملنى مسؤولية هذه العملية بأن ينسبها إلى .
- بحق الله يا إيان ما لديك سوى رواية جوناثان عن الحادثة . من الطبيعى أن يوجه إليك الإتهام . كان بحاجة إلى هذا العذر حتى يحول الموقف إلى حرب معلنة .
حاول إيان الاحتفاظ بهدوئه :
- أبى . ألم يخطر ببالك قط أن طرفا ما يمكنه محاولة الاستفادة من المشكلات القائمة بين عائلتينا ؟ وأن دافع ذلك الشخص قد لا يكون إعاقة آل لوجان عن التنفيذ والانتهاء من الأعمال وإنما إثارة كل من أسرتينا الواحدة ضد الأخرى بهدف إعاقة كلينا عن إنهاء الأعمال بأى من العمارتين في التاريخ المطلوب ؟
- هذا غير مقعول .
- لأنك لاترى أنه يتفق مع منافسة قديمة مضى عليها خمسمائة عام .
توتر وجه براندون ستوارت قليلا ثم قال :
- وإذا أقررنا بصحة نظريتك فماذا تريدنى أن أفعل ؟
- طلبت منك ألا تفعل شيئا .. وألا تتدخل في الأمر على الاطلاق حتى لاتزيد الموقف سوءا قبل أن اتمكن من كشف سر هذه العملية .
- لو اعتقدت أن آل لوجان سوف يلتزمون الهدوء فأنت مخطئ ! سوف يوجهون إلينا ضربة قاسية وأنا لا أقبل ذلك .
بدأ إيان يتفهم المبررات التى ساعدت هذا العدوان على أن يستمر على مدى خمسة قرون . تتابعت الضربات التى سددت وتلك التى أعيدت على نحو تلقائى وبغير هدى . وبإضافة الكراهية والشكوك إلى هذه الحالة تتألف أكثر دوائر الحقد تعقيدا .
- أبى . يتعين أن يتصدى أحد لهذه المهزلة ويضع نهاية لها .
- هل ترى في نفسك الكفاءة اللازمة .
- أرى أن أحاول على الأقل . أن أميط اللثام عن حقيقة هذه الظروف لكننى بحاجة إلى مساندتك .
فكر براندون ستوارت طويلا قبل أن يجيبه :
- سوف أشدد الحراسة حول مواقع عملنا وسوف ألزم الصمت التام مؤقتا . هذا كل ما يمكننى أن أقدمه لك يا إيان . ولا تتوقع منى أن أقف مكتوف اليدين إذا ما تدهور الوضع .
يمنح هذا الاتفاق إيان بضعة أيام من المهلة ليتصرف خلالها . لكن وقبل كل شئ يلزمه أن يرى ميشيل .
تأكد منذ بدء علاقتهما أن ما يكنه لها يفوق الرغبة والحرارة لكن حاجزا ذهنيا يحول دون مواجهته الحقيقة . من الصعب أن يتخطى ميراث كراهية وفقدان ثقة على هذا القدر من القدم . وإذا أقر لنفسه صراحة فكرة اشتهائها فإن فكرة حبه لها تبدو له واهية إلى أن فرض هذا الحب نفسه عليه .
عادت ميشيل فى وقت متأخر من ظهر أحد الأيام من مكتبها - الذى كانت قد توجهت إليه لمتابعة بعض الأمور المتعلقة بالحادثة وانجاز بعض الاعمال - مرهقة تعانى إحباطا لأنها كانت أشبه بسابح فى الظلام .
- ميشيل ..
رأت جوناثان يهبط الدرج وقد علق ذراعه بشملة . بدا القلق واضحا عليه وكانت هى قد اختارت ان تبقى خارج المنزل طوال اليوم . خاطبته بنبرة رقيقة :
- أليس من الافضل أن تبقى في فراشك ؟
- لا . أنا بخير . أين كنت ؟
- جوناثان ! متى تقتنع أننى لم أصبح طفلة صغيرة بعد ؟
أجابها معاتبا :
- إنه سؤال بسيط يا ميشيل أيضيرك أن تجيبينى عليه ؟
- لا . أعتذر عن حدة طباعى . ذهبت أولا إلى موقع العمل . أردت أن أطلع على الأضرار التى حدثت . وأن احاول العثور على بقايا القنبلة .
فاجابها باهتمام شديد :
- ما كان ينبغى أن تفعلى ذلك . ثم سألها :وهل وجدت شيئا ؟
- بقايا صغيرة لأشياء أشبه بحطام قنبلة زمنية أو شئ من هذا القبيل .
أحس جوناثان بتقديرللمعطيات التى أسفرت عنها عمليات البحق التى قامت شقيقته بها رغم أنه لم يكن راضيا قط عن اختيارها لهذا النوع من العمل . إلا أنه لم تسره على الإطلاق فكرة عبثها بالمخلفات التى ينبعث منها الدخان بينما أن مستخدمه يتوقعون أن يشب حريق تلقائى منهم . ولا فكرة تعاملها مع أفراد غير موثوق بهم في محاولة للاتصال بشركات التامين بوسائل من شانها ان ترغمها على الاستجابة لطلباتها .
- لن تفيدك في شئ يذكر .
- على العكس . عملت منذ أقل من ..
قال جوناثان بنبرة مرح :
- حسنا .. وبماذا أخبرتك ؟
اجابته بنبرة تنم عن الارهاق :
- من الناحية العملية والفنية لن نجد الآلة المستخدمة في عملية التخريب إلا على الساحل الغربي لو توفرت لدينا العلاقات الطيبة وقدر كاف من المال لاستعادتها .
- ثم ..
- وقد بحثت .. منذ ما يزيد على العامين لم يتسلم آل ستوارت شيئا من الساحل الغربي وما يزيد على ستة أشهر لم تهبط طائرتهم الخاصة على الجانب الآخر لروشيز ومنذ أشهر عديدة لم يغادر أحد من مستخدميهم جورجيا .
- ياإلهى ! كيف اهتديت إلى كل ذلك ؟
- هذا هو عملى يا جوناثان أن اتعامل مع الالغاز . وحيث أن شركات التامين تتعاون أحيانا مع الشرطة توصلت بسهولة إلى هذه المعلومات .
- لابد - في هذه الحالة - ان تكونى قد تعرفت على امر ما هو أن واحدا منهم قد طلب هذه القنبلة الزمنية تليفونيا أو أن يكون قد توجه في طلبها مستقلا طائرة تابعة لخط طيران منتظم .
- لم يكن هناك اتصال تليفونى واحد بالنسبة للساحل الغربي سواء على خطهم الخصوصى أو بالمكتب منذ الصيف الماضى ولا الوالد ولا الابن أستقل طائرة بأى من الخطوط المنتظمة منذ ما يزيد على عام .
- لا بد أنهم قد بعثوا بمندوب عنهم .
- ولماذا يفعلون ذلك ؟
ولماذا يتصرفون على هذا النحو المضحك .. ويستخدمون بعد ذلك فنيا يعرف اسمهم ؟ لامعنى لكل ذلك . وشئ آخر يا جوناثان من الذى أخبرك بذلك ؟
- كيف تريدينى أن أعرفه ؟
- ألم تسأل نفسك ؟ ألاتجد هناك غرابة في أن شخصا ما قد حذرك سابقا؟
- ربما أحد مستخدميهم قد انتابه خوف مما سوف يحدث .
- تعلم جيدا أن مستخدميهم دائما ما كانوا بعيدين كل البعد عن مجال منافساتنا . ومن ناحية أخرى فإن استئجار الفنى ليس من سمات آل ستوارت .
توجه جوناثان إلى ركن المشروبات بحجرة الاستقبال ليعد لنفسه كأسا . أما ميشيل التى أحست للمرة الأولى في حياتها أنها قد نجحت في زعزعة ما اعتقده فقد تبعته إلى تلك الحجرة وجلست فوق المسند الجانبى لأحد المقاعد الجلدية الفخمة .
خاطبته بنبرة تصميم :
- جوناثان طريقة التخريب التى وقعت تتنافى مع أسلوب عمل آل ستوارت كما تتنافى مع اسلوبنا ايضا . حقيقة ان عائلتنيا ظلتا متناحرتين على مدى خمسمائة عام لكن لم تبلغ العلاقة بينهما حتى الآن من الخبث والإيذاء . ظهرت في بعض الاحيان على هيئة أساليب خائرة وفي أحيان أخرى مجانبة القانون والشرعية . لكنها لم تسلك أبدا أساليب العنف واقتراف الجرائم . ودائما ما كانت القاعدة المفضلة هي عدم إقحام الشرطة .
أصغى جوناثان إليها باهتمام ونظرته مركزة على كأسه . قال أخيرا :
- حسنا جدا . سأقوم ببحث الامر من جانبى . ربما تكونين غير مخطئة . من الممكن أن يكون هناك من يرغب في الفوز بعقد تكترون . لايوجد بأتلانتا سوى بعض المقاوملين الذين يمكنهم تنفيذ هذا العمل . يتعين أن ألتقى بهم في مقار اعمالهم في غضون بضعة أيام .
كبحت الفتاة تنهدا :
- ووالدي ؟ هل يمكنك أن تحول دون اقترافه حماقة ؟
- سوف أحاول .
تنهدت الفتاة ارتياحا وهى تقول :
- شكرا لك على ما توصلنا إليه من نتيجة .
نظر شقيقها إليها من خلال عينين طارفتين كما لو كان يحاول أن يفهم معنى ما تقول . سألها :
- ما الذى حدث لك ؟
أحست ميشيل بانها اشبه بوعاء شفاف يفضح ما بداخله . ولم تكن هذه المرة الاولى التى تتحقق فيها من أن بوسع شقيقها أن يقرأ ما بوجهها . والاكثر من ذلك أنه من المؤكد أنه أصبح يشك في أن شيئا خطيرا ما قد انتابها حتى تنبرى للدفاع عن آل ستوارت . ومع ذلك رات ان اللحظة المناسبة للإفضاء لشقيقها بهذا السر لم تحن بعد . أجابته :
- سبق ان قلت لك : إننى لا أريد أن اكون لاموسة الأعوام الخمسمائة مدة طويلة جدا .
كان جوناثان بصدد أن يطرح عليها سؤالا أخر عندما سمعا رنين الهاتف . قالت له :
- لا تتحرك . سوف أجيبه .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس