آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-08, 11:30 PM   #21

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي


((دعني أعود لبيتي .. أرجوك))

سارت (بيج) على مهل عبر ممر ملتو .. كانت ترتدي فستان زفافها الأبيض الطويل .. وبعيون جامدة , راقبتها الأبواب التي توصد خلفها كلما مرت من إحداها .. ظهر رجل في أقصى الممر .. كان طويلاً , عريض المنكبين .. اتجهت إليه و استدار نحوها معطياً إياها إيماءة متبرمة .. بدأت تحث خطاها .. ولكن دون جدوى إن آخر الممر يزداد تعرجاً و طولاً .. إلى أن سدته جدراناً شاهقة .. لقد اختفى الرجل وأصبحت (بيج) لوحدها في هذا المكان الغريب من الأشباح والظلمات ..لفها الخوف في أحضانه الباردة .. ..

فجأة تنامت إلى أسماعها ضوضاء بعيدة .. و دقات من وراء الجدار .. هناك شخص ما .. شخص سيساعدها ..

طق طق طق






"سيدة (فولر)؟! "





تأوهت (بيج) بصوت خافت و هي لا تزال في شرك هذا الحلم المشوش ..





عاد الطرق المزعج مرة أخرى ..




طق طق طق




" سيدة (فولر) ؟ هل لازلتِ نائمة يا سيدتي ؟ لقد طلب السيد (فولر) إخبارك بأن الإفطار صار جاهزاً "




السيدة (فولر) !!



طار النوم من عيني (بيج) و فتحتها هامسة ..
" (آلن) ؟ "


فُتح الباب .. و ظهرت امرأة تحمل صينية ذهبية .. و خطت بتردد إلى الحجرة الغارقة في الظلام ..

" أنا (نورا) يا سيدتي .. لقد أحضرتُ لكِ بعض القهوة "

وضعت المرأة الصينية على المنضدة المجاورة لفراش (بيج) , ثم تنحنحت , وقالت : "هل أنتِ أفضل يا سيدة (فولر) ؟ هل أحضر لكِ بعض الأسبرين أو ما شابه ؟ "


" (نورا) ؟ "


كانت آثار النوم ما زالت عالقة في صوت (بيج) ..

أومأت المرأة , ولمعت عيناها بالاحترام وهي تقول : " مدبرة المنزل يا سيدتي , ولكن .. هل أنتِ بخير يا سيدة (فولر) ؟

بللت (بيج) شفتيها بلسانها و قالت : " نعم , أنا بخير .. مجرد أنني ..


و تنبهت ذاكرتها فجأة ... السيدة (فولر) .. إنها هي ولكنها ليست زوجة (آلن) ..
بل زوجة (كوين) !


جلست في فراشها ببطء و أجرت يديها في شعرها المبعثر .. أحست بدوار .. و كأنها أفرطت في الشرب .. . إنها رحلة الطائرة النفاثة .. ونتيجة التركيز في نهاية يوم أمس لمدة أربع ساعات استغرقتها الرحلة من نيويورك إلى لندن .. شيء آخر ..
إنه الطريق الذي انتقلت له حياتها في الساعات الأخيرة ..


كانت (نورا) تقول شيئا عن جمال الطقس لهذا اليوم ..
رفعت (بيج) بصرها وابتسمت لها بتردد ..

" آسفة يا (نورا) . يبدو أنني مرهقة بعض الشيء .. كم الساعة الآن ؟ "


" تجاوزت الثامنة بقليل يا سيدتي " .


وضعت (بيج) يديها على رأسها .. و سألت بضحكة محدودة :
" صباحاً أم مساءً ؟ "


ابتسمت (نورا) , وقالت : " صباحاً يا سيدتي .. هل تحبين أن أعد لك الحمام ؟ "

" لا , شكراً "


أومأت المرأة وقالت : " لقد أعددت الإفطار في المكتبة , أرجو أ، يلقى هذا قبولك " ..



بعد كل الذي حدث لها , ضحكت (بيج) من فكرة أن يكون هنا من يتساءل عما يلقى قبولها ..

و رفعت مدبرة المنزل حاجبيها وهي تسألها مرة أخرى :
" هل أنتِ واثقة أنك على ما يرام يا سيدة (فولر) ؟ ربما يجب أن أرسل لكِ السيد (فولر) ! "


قالت (بيج) بحدة : " لا "

ثم التقطت أنفاسها , وقالت بحذر :
" لا .. شكرا لك يا (نورا) "

و ابتسمت وهي تتابع :
" أنا بخير "


و طوحت بالأغطية قائلة :
" إن فنجان من القهوة سوف ......



تعثرت الكلمات .. وصمتت عندما نظرت إلى نفسها في المرآة ..

كانت ترتدي ثوب نوم بلون الكريم الباهت .. واحد من الثياب المزركشة التي اشترتها لها أمها في جهازها ... ولكن متى ؟! .. ومن ؟! ..
تراءت لها ذكرى سريعة مروعة ليدين قويتين داكنتين و وهما تفكان أزرار بلوزتها ..
ولكن لم تتذكر أي شيء بعد ذلك ..

" سيدتي ؟! "


التقطت (بيج) أنفاسها , وقالت : " فقط أخبري .. أخبري السيد (فولر) أنني سأهبط خلال دقائق قليلة .. فقط سأفرغ حقائبي "


هزت مدبرة المنزل رأسها , وقالت : " سأقوم أنا بذلك أثناء تناولك الإفطار يا سيدتي .. كنتُ سأقوم به ليلة أمس بعد ما أرسلني السيد (فولر) لأساعدك على ارتداء ثياب نومك . ولكن طلب مني ألا أزعجك . . لذلك ...


أصدرت (بيج) ضحكة مرتعشة , و قالت : " تقصدين أنك أنتِ ... شكراً يا (نورا) ليس من عادتي أن أكون بهذا العجز .. "

ابتسمت المرأة في سرور .. وقالت :" أنتِ لم تكوني عاجزة على الإطلاق يا سيدة (فولر) .. فقط كنتِ منهكة , ومن لا يكون كذلك بعد مثل هذا اليوم المثير ؟ إنه لشيء خيالي جداً "


" خيالي ؟! "


" فرارك للزواج دون موافقة أهلك يا سيدتي . من كان يظن أن السيد (فولر) سيعود إلى المنزل مع عروس ...

جميلة "


توردت وجنتا (بيج) , وقالت : " حقاً ؟ " , و اغتصبت ابتسامة بشفتيها المتيبستين , و أضافت :
" من كان يظن ؟ "



بمجرد أن أُغلق الباب .. اختفت الابتسامة المصطنعة .. وسبحت في أفكارها ..
شيء مثير .. خيالي ..

أوه .. نعم .. هذا ما يظنه الجميع ..
لا يحلم أي إنسان بأنه جاء إلى هذا المنزل في لندن , رُغماً عنها .. و كأسيرة أكثر منها زوجة ..
لقد رتب (كوين) أن يراهما العالم كعاشقين .. سقطا في الهوى رغماً عن إرادتهما .. ولقد أدى الدور ببراعة لعينه .. فقط هي و (كوين) يعرفان الحقيقة البشعة ..


وضعت (بيج) فنجان قهوتها على المنضدة .. وسارت إلى النافذة .. أزاحت ستائرها الثقيلة جانباً ..
و مدت بصرها إلى الشارع المشمس ..

إنها لندن .. و راقبت المنظر الذي تطل عليه , والغير مألوف لها ..
كان المنزل مُحاطاً بشوارع هادئة .. ضاحية ماي فير .. نعم لقد سمعت (كوين) يقول اسم الضاحية لسائق التاكسي الذي أحضرهما من المطار ..
في ظروف أخرى , كان ينبغي أن ترقص من الإثارة .. سروراً بسحر هذا الشارع المرصوف بالمربعات الحجرية الكبيرة , والبيوت الصغيرة المبنية على الطراز المنسوب للملك (إداور) , والسيارات التي تسير على الجانب المخالف من الطريق .

تركت الستائر تعود لمكانها مرة أخرى .. كان منظر الشارع يؤكد إحساسها بالانتقال من موطنها إلى هنا .. إنها في بلد غريب ولا تعرف أحداً .. فقط (كوين) ..
و كأن ****ب الساعة قد عادت للوراء أربعة أو خمسة قرون .. و هاهو (كوين) يمتطي جواداً راقصاً و يختطفها .. نعم .. إنها رهينة لديه الآن ..

التقطت (بيج) نفساً عميقاً عندما بدأت في ارتداء ملابسها ..
إنه وقت مواجهة (كوين) و وضع قواعد لحياتها الجديدة .. معه ..

ستكون هناك ((تعويضات)) .. هكذا قال لها عندما أخذها من منزل آل (فولر) منذ مليون سنة ..

لم تطالب بهذه التعويضات منه .. فقد كانت مأخوذة تماماً بما يحدث .. ولكنها ستطالب بها الآن .. ستخبره أن هناك حدوداً لما يمكن أن يحدث بينهما أو يطلبه منها ..
قد تكون سجينته .. لكنها لن تكون جاريته أبداً ...





مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:33 PM   #22

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

كان الصمت يخيم على الرواق خارج حجرتها .. لقد رأت جزءاً يسيراً من المنزل ليلة أمس .. فمن بين ذراعيه استطاعت أن تلمح جدراناً داكنة و أركاناً معتمة .. والآن .. يكشف ضوء النهار عن منزل جميل ملئ بالأجهزة الكهربائية التي تحمل طابعاً رجالياً ..
حادثت نفسها .. لا توجد هنا جسور متحركة ولا خنادق سرية .. وندت عنها ضحكة ساخرة وهي تنزل الدرج .

كان من الواضح أنه منزل (كوين) , الجدران تزدان بإطارات تضم صوراً بالأبيض والأسود لمناظر و أماكن مختلفة من البلاد .. يجمع بينهما درجة من الكآبة التي تتدفق كأنهار مظلمة ..
أدركت (بيج) سريعاً أن (كوين) هو الذي التقط هذه الصور .
و على المنضدة بالصالة الأمامية .. كانت هناك كومة من الخطابات , كُتبت عناوينها بنفس الخط المتدفق الثابت الذي تعرفه .. إنه خط (كوين) !
و على ظهر احد الكراسي , رأت سترة (تويد) مُلقاة بلا اهتمام , إنها سترته , لمستها بيدها , وأحست بضربات قلبها الثقيلة المفاجئة تجتاح صدرها ..

وصلت الموسيقى إلى أسماعها ,, إنها تنساب من باب نصف مفتوح في بداية الصالة . موسيقى موتَسارت .. وسارت تجاهها على مهل .. و عند مدخل الحجرة , توقفت , و فجأة .. جف حلقها ..

كان وحده في حجرة الضيوف .. و كانت تقول في نفسها أن من السهل أن تضع القواعد التي ستحكم حياتها الجديدة .. في هذه اللحظة .. عرفت أن الأمر لن يكون بالبساطة التي تخيلتها ..
ولكنها ستفعل .. هذا هو المهم .
رفع التصميم من هامتها .. وتقدمت خطوة , وطرقت الباب النصف مفتوح ...



" ادخلي يا (بيج) .. أغلقي الباب ورائك "



كان (كوين) يجلس إلى مكتب عتيق الطراز في أقصى الحجرة .. نهض عندما دخلت و ألقى ببعض الأوراق على المكتب الذي يفتقر إلى النظام ..

كانت الحجرة جميلة .. إلى جوار المكتب كانت هناك منضدة من النحاس و أخشاب الساج .. يعود طرازها لعصر حملات نابليون , و قد وضع عليها جهاز كومبيوتر أنيق ..
كانت الكتب تكاد تحجب الجدران مع مزيد من الصور .. بعضها دون إطار وقد لصق على الحائط ببساطة .. و أكثر ما يلفت النظر في الحجرة كان مُصطلى النيران الرخامي , وقد اتقد الفحم بداخله طارداً برد الصباح .
كانت الستائر تُغطي بابين داخليين يطلان على ما افترضت (بيج) أنه حديقة , وبين البابين وُضعت منضدة صغيرة .

عادت عيناها إلى (كوين) .. كان يرتدي سروالاً رمادياً و سترة زرقاء قصيرة . وكان يرقبها بنظرة مندهشة .



سألها: " ما رأيك ؟ هل أعجبتك الحجرة ؟ "


نظرت له بثبات , وقالت : " قالت (نورا) أنك تريد رؤيتي ! "


ارتفع حاجباه دهشة , وقال : " لم تكن تلك الرسالة التي بعثتها على وجه الدقة , لقد طلبت منها إخبارك أن الفطور جاهز . "


ارتسم الخجل الخفيف على وجنتها , وقالت : " نعم , هذا ما قالته .. ولكني لا أتناول إفطاراً , شكراً لك , أنا أشرب القهوة فقط في الصباح و ...


قال مبتسماً : " و كذلك أنا . ولكنني ظننت .. حيث أن هذا يوم خاص ...


ازداد تورد وجنتيها , وبدأت تشيح بوجهها .. وهي مصممة على ألا تنزلق في لعبة القط والفأر .


" إذا كان هذا كل ما أردتَه ...


" هل تفضلين قهوتك سادة ؟ أم مع القشدة والسكر ؟ "

اجتاز الحجرة إلى المائدة القصيرة الأنيقة و التي وُضعت عليها الصينية .


" سادة .. ولكن ...


كرر : " سادة "

و تناول إبريق قهوة فضي . وعبقت الحجرة برائحة عطرية عندما ملأ فنجانين وناولها أحدهما , وقال : " سأتذكر ذلك .. يجب أن يعرف الزوج القهوة التي تفضلها زوجته .. ألا ترين ذلك ؟ "


التقطت نفسهاً عميقاً ..


" (كوين) , هناك أموراً يجب أن نناقشها ...


" القهوة أولاً .. وبعد ذلك سأنظر في أمر النقاش "

ارتشف بعضاً من قهوته ثم عاود النظر إليها , وقال : " هل تشعرين بتحسن ؟ "


أومأت , وقالت : " أفضل كثيراً , أنا .. فقط كنتُ متعبة على ما أظن .. أنا ..


" نعم كنتِ غائبة عن العالم " .


عادت لها صورة كأنه احلم .. لمسات دافئة .. و شفتان تلمس باطن يدها بأرق القبلات ..


" وعندما رأيتك في الصباح وددت أن أدعك تنامين قدر ما تريدين .. ولكن هذا يزيد من صعوبة التعود على فارق التوقيت ..

و أمال رأسه جانباً , وقال : " هل بقهوتك شيء خطأ يا (بيج) ؟ "



لكنه يعلم ما الخطأ .. ذلك اللعين ..
إنها تستطيع أن ترى السخرية في أعماق عينيه الباردة الزرقاوية كمياه المحيط ..


" هل كنت في حجرتي أثناء الليل ... ثم هذا الصباح ؟ "


هز رأسه موافقاً .. فتابعت : " لكنك قلت ..


قال بتأوه : " في الواقع .. أنا كنتُ في حجرتي يا (بيج) "



حجرته .. لقد نامت في حجرته !! .. في فراشه ...


" حجرتك !! "



كان صوتها مرتفعاً فبدت الكلمات كأنها ترتعش في الهواء , و أضافت : " لقد ظننت .. لقد افترضت أنني كنتُ في حجرة الضيوف "


التقت عينا (كوين) بعينها و هو يسألها :
" لماذا تنام زوجتي في حجرة الضيوف ؟ "


" (كوين) ..


ابتسم وقال : " لقد نمتُ أنا في حجرة الضيوف .. يا (بيج) "


اندفع زفيرها قوياً من رئتيها , وقالت :
" لم يكن هذا ضرورياً .. "

و تخضب وجهها خجلاً مرة أخرى , وتابعت :
" أقصد أنني سأنام في حجرة الضيوف .. أنا لا أجد بأساً في ..



" ولكنني أجد بأساً "
كان صوته واضحاً وكلماته حادة .


" حقيقة يا (كوين) , سيكون ذلك على ما يرام .. أنا ..


" لا أظن أنك تفهمينني يا (بيج) . فنحن لن ننام في حجرتين منفصلتين "


اهتز صوتها و هي تقول : " ليس لدي أي نية لــ ...


قال : " أنتِ زوجتي " .. وكأنه التوضيح الوحيد اللازم لذلك ...
مسحت عيناه جسدها ببطء .. كادت هي أن تشعر بعناقهما .. ثم أضاف :
" لقد رأت (نورا) أنها شهامة مني أن أدعك تنعمين بنومك في ليلتنا الأولى معاً "


" أنا لا أكترث البتة لما قد تقوله (نورا) .. فأنــ ..


" لم تبغ الحقيقة نصف هذا الاحترام " ..


سرت كلماته خلالها كالبرق في السماء المظلمة . و أضاف : " الحقيقة هي أنني أريد أن تكوني متيقظة و دافئة و أنتي بين ذراعي (كوين) " .

و التقت عيناه بعيناها , وتابع : " ولهذا أمضيتُ ليلة أمس خراج فراشنا " .



فراشنا !


حدقت فيه وتساءلت إن كان سمع دقات قلبها , ورأته قد اختار هذه الكلمات الناعمة عن قصد لكي يفقدها توازنها . ولكن نظرة واحدة إلى وجهه .. إلى وضع فكه المتحدي والبريق المتوحش في عينيه.. كل ذلك أنبأها أن ماقاله كان الحقيقة المجردة .

سارت (بيج) عبر الحجرة حيثُ وضعت فنجانها والصفحة على المائدة . وقالت بسرعة : " هذا مستحيل .. نحن لسنا ..

ضحك قائلاً : " لسنا زوجة و زوجة ؟ توجد وثيقة رسمية على مكتبي تقول ذلك " ..

رفعت ذقنها قائلة في تحد : " إن زواجنا عار .. كلانا يعرف ذلك يا (كوين) .. نحـ ..

اجتاز الحجرة إليها في خطوات واسعة فتراجعت حتى وصلت إلى الحائط .


قال بتأوه : " أنصتي لي يا جميلتي جولييت ... أنا أحب أخي .. ولكنني لستُ مرشحاً لأكون قديساً .. كان الزواج منكِ لحماية (آلن) شيء .. أما عدم الاستفادة مما حدث فهو شيء آخر , مختلف تماماً "


أشاحت بوجهها عندما مد يده إليها , ولكنه أمسك بذقنها وأدار وجهها إليه , وقال : " سأكون جديراً باللعنة , لو كنتُ أنا الخاسر الوحيد في هذه العملية " ..


أجبرت عينيها أن تلاقيا عينيه دون إجفال . . وسألته بتأوه :
" ماذا خسرت يا (كوين) ؟ .. لقد آذيتَ أخاك .. و أربكتَ عائلتك , وأفسدتَ حياتي .. "


اشتدت قبضته عندما انزلقت لمؤخرة عنقها .. و تساءل :
" أفسدتُ حياتكِ "


كان صوته في صمت القبور , وتابع : " لقد بلغتِ مأربكِ يا حبي .. لقد أردت أن تتزوجي المال .. و أنا لدي أموال يا (بيج) أكثر مما يستطيع (آلن) أن يقدمه لكِ .. لقد أردت أن تتزوجي أحد أبناء (فولر) .. بحق الله , كان لابد أن تتزوجي أحدهم من أجل والدك .. حسناً , أنا أحد أبناء (فولر) "

ثم انفرجت شفتاه كاشفة عن أسنانه ., و أضاف : "ليس الشخص المُستهدف بخططك .. ولكن هذه ميزة , أليس كذلك ؟ "


قالت (بيج) بسرعة : " لا تقارن نفسك بـ (آلن) .. أنت لا تشبهه في أي شيء "


كتمت أنفاسها عندما جذبها (كوين) إليه , وقال في همسة خافتة :
" بالضبط .. يكفي أن تفكري في متعتك و أنتي بين أحضاني أكثر منك بين أحضانه "


أحست بالدماء تهرب من وجهها , وقالت : " هذا شيء مثير للغثيان . أنتـ ..


قال (كوين) بهدوء : " يمكنني أن أفهم الآن .. هذه الرجفة البريئة على شفتيكِ , ونظرة الخوف التي تملأ هذه العيون الواسعة .. "

و تحرك إبهامه بخفة على امتداد حلقها , و تابع : " لا عجب أن ظن (آلن) ..


قالت بحدة : " لن أعيش معك ..


" ستفعلي ما يمليه عقدنا "


" ما يمليه ماذا ؟! "


" عقدنا .. قسم زواجنا " , وابتسم ببرود , و أضاف : "لا تقولي أنكِ قد نسيتِ فعلاً تسوية الأمور التي توصلنا إليها "


مست (بيج) شفتيها بطرف لسانها , وقالت : " كانت كذلك بالضبط .. تسوية و ..


" أنا أعرف المصطلحات يا (بيج) , صدقيني ليس لدي أي وهم بشأن حب ضخم قد يكون بيننا "


" ولا أنا .. وهذا سبب لـ ..


قاطعها بصوت مرتفع : " سبب أنكِ كنتِ تفضلين (آلن) , أليس كذلك ؟ .. سيكون (آلن) عريكة .. لن يطلب أي شيء مطلقاً , ولن يسأل عن أي شيء .. وسيكون ممتنا لأي فتات تلقين به إليه "

و أطبقت يداه على كتفيها بقوة قائلاً :
" ولكنني لستُ (آلن) "


تجمعت الدموع في جانبي عينيها , وقالت بسرعة : " لا . أنت لا تشبه (آلن) في أي شيء .. إنه عطوف و مراع لمشاعر الآخرين و ..


" و هو لا يصلح لمومس مثلك "


التوت ضد القوة الحديدية ليديه , وقالت بصوت مخنوق : " لا تصفني بذلك أيها اللعين .. أنا ..


" لا عليكِ يا (بيج) , لا داعي لهذا الهراء .. كلانا يعرف حقيقتك "



همست وهي تحاول أن تمسح دموعها بيدها :
" أنت لا تعرف عني أي شيء "


" بالعكس أنا أعرف عنكِ كل شيء . لكن (آلن) هو الذي لا يعرف شيئاً .. لقد تبعتني مثل ..

سألته في تحد : " أنت لم تأبه عندما عرفت أنني مخطوبة لشخص آخر أليس كذلك ؟ .. لقد قلت (الجحيم على خطيبك انسيه ) .. ولكن عندما أدركت أنني مخطوبة لـ (آلن) ...


توترت عضلة فكه , وقال : " تقصدين عندما أدركت أنكِ قد خدعته , و أنكِ جعلته يراكِ على غير حقيقتكِ "

ثم أضاف بهدوء : " أنا أعرف كيف أتعامل مع امرأة مثلك . لكن (آلن) لا يعرف .. إن الأبرياء يحتاجون لمن يحميهم . وهذا سبب أنني أخذتكِ منه "


سددت نظرتها الحاقدة إليه قائلة : " رائع جداً .. (كوين) تقدم على تضحية لأجل أخيه الصغير "


" بمعنى ؟ "


ابتسمت ببرود , و قالت : " هل هذا هو السبب الذي تردي أن تصدقه ؟ "


أظلمت عيناه , وقال : " بحق الله .. مالمقصود بهذا السؤال ؟! "


قالت بصوت يفيض بالغل : " فقط أنصت لنفسك يا (كوين) .. كل هذا الحديث عن (حماية) الأبرياء هل يدخل ابتزاز النساء ودفعهن إلى فراشك ضمن هذه (الحماية) .. إنك حتى قد تقدمها بكرم شديد "



" اللعنة عليكِ يا (بيج) "


" لماذا لا تحاول أن تكون صادقاً مع نفسك ؟ .. أنت لم تتزوجني لتحمي (آلن) .. لقد فعلت ذلك لأنك أردتني لنفسك أيها البغيض "


اعتصرت يداه يديها وهو يجذبها إليه بوحشية , وقال : " أنتِ تتمنين أن تصدقي هذا , أليس كذلك ؟ "


قالت : " لا أدري لم أرى ذلك قبل الآن ...

و هنا ذهبت رغبتها في إيذائه بصوابها .. وأكملت : " هل كنتَ تحاول استغفالي أم استغفال نفسك ؟ .. ليس هذا ما يهم ... كلانا يعرف الحقيقة , أليس كذلك ؟ .. أراهن أنك أعدت على أن تخطف لُعب (آلن) منه أيضاً "




مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:34 PM   #23

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

ضحك قائلاً : " أنا أكبر من (آلن) بتسعة أعوام يا (بيج) .. الأشياء الوحيدة التي آخذها منه هي فقط ما تؤذيه " . وتوقف .. وارتسمت على جانبي فمه ابتسامة لا تحمل من الابتسام شيء , و أضاف :
" أشياء مثلك مثلاً "


" ماذا تعرف عني أو عن (آلن) ؟ لقد خرجت من حياته منذُ سنين .. تلهو بالمعيشة مُغترباً .. تعبث بأجهزة الكومبيوتر ..


ضاقت عيناه وهو يحدق فيها , وقال : " يؤسفني أن أخيب أملك , غير أن هذا لم يحدث . أنا لم (أعبث) بأي شيء .. لقد عملتُ بكل جدية كي أصل إلى ما حققته " .


" إنه (آلن) الذي عمل بجدية , وحمل على كاهله العبء في مؤسسة (فولر) بعد انسحابك " .


سقطت يداه عن كتفيها , وقال بهدوء : " أنتِ لا تعرفي أي شيء بخصوص ذلك "


عندما راقبت وجهه , عرفت أنها قد نفذت تحت سطح الهادئ , و أنها مست بعض الجراح الخفية , وتحدثت بسرعة .. باحثة عن الكلمات التي قد تجرحه ..


" أنا اعرف ما يكفي .. لقد تركت عائلتك ..

ضحك لاشمئزازها , وقال : " أنا في ثقة الجحيم مما فعلت .. لقد غادرت بناءً على طلبهم .. ألم يخبرك (آلن) بذلك ؟ "


حدقت فيه (بيج) وقالت : " تقصد أن والديك هما من طلبا منك المغادرة ؟ "


ابتسم قائلاً : " أنا نفسي لا أستطيع صياغة ما حدث في كلمات أفضل من هذه "


استرسلت في محاولة جرحه أكثر , وقالت : "أنت تبدو .. أنت تبدو وكأنك فخور بذلك "


" لأنها الحقيقة اللعينة .. أنا فخور بما فعلته ...


" يا لـ (آلن) التعس .. وكان يسميك (أخي الأكبر) ! .. وهو يتحدث عنك كأنه .. كأنك من طراز سيد خاص "

نظرت له , ثم أشاحت بوجهها , وتابعت : " أنا سعيدة لأنه لا يعرف الحقيقة "


قال (كوين) بهدوء ساخر : " ياله من إخلاص "


اتقدت عينا (بيج) بالغضب .. وقالت : " أعرف أنه شيء أبعد من أن تفهمه , ولكنني لا أريد أن أرى (آلن) و قد مسه الأذى "


خفض (كوين) رأسه في تقدير ساخر , وقال : " رائع .. لولا معرفتي الجيدة بكِ , لربما أكون قد صدقتك ! "


قالت بصوت كالفحيح : " فقط لو أنك لم ترجع , فقط لو بقيتَ بعيداً "


قال : " ولكنني لم أبق بعيداً " , وجذبها إليه قائلاً : " لقد عاد الابن المعربد ... وأفسد كل خططك الدقيقة البارعة . حظٌ سيء يا محبوبتي "


" لا فائدة من النقاش معك .. أليس كذلك ؟ .. فأنتَ على يقين لعين أنك على صواب "


" أنا على صواب فيما يخصك يا (بيج) .. ستجدين من الصعب أن تصدقي ذلك , ولكن النساء أمثالك .. ليس شيئاً نادراً " .


رفعت بصرها متسائلة : " و ما المقصود بذلك ؟ "


" ما قلته فقط , لقد قابلتُ أمثالك من قبل .. أنتِ و أمثالكِ تبعن أنفسكن مقابل أي شيء يمكن الحصول عليه .. لذة عابرة .. أو إثارة طويلة المدى .. حسب المناسبة والمشتري .. أنتن يمكن أن تقمن بأي شيء "


" يا إلهي , كم أكرهك .. لا عجب أن قذف بك والدك بعيداً .. ربما كنتَ من أولئك الصبية الملعونين اللذين يخلقون المشاكل في كل آن "


ضحك قائلاً : " لقد كنتُ من ذلك النوع الذي يفكر لمصلحته يا (بيج) .. ولا زلت كذلك . لو أن (آلن) طوًر من موهبته الفطرية فربما تمكن من الرؤية الصائبة و أكتشف مسرحية الملكة الثلجية التي تمثلينها"


شحب وجهها , وهمست : " لا حق لك في أن تقول ذلك لي .. أنا لم أكذب على (آلن) مطلقاً بشأن .. بشأن هذا الأمر .. إن (آلن) يعرف أنيــ


" (آلن) لم يعرف أي شيء . لقد جعلت ذلك اللقيط التعيس نصف مقتنع أنك الجمال النائم و أنه الأمير المنقذ الذي ستوقظك قبلته الأولى " .. قبض على كتفيها بقوة و جذبها غليه قائلاً : " فقط لو كان يعرف الحقيقة " .


التوت (بيج) محاولة الإفلات منه , وقالت : " أنا لم أغر أخاك على الإطلاق .. لقد كان يطاردني .. أنا ..


قاطعها : " نعم .. أراهن على أنه فعل ذلك "
كان صوته حاداً يفيض بالسخرية , و أضاف : " لقد جعلته كفرد مروض .. تدلين له بالجزرة فيتبعك إلى أي مكان .. وكنتِ ستنجحين لو أنكِ لم تلتقي بي صدفه " .


رفعت (بيج) نفسها إليه , وقالت بتصميم : " مرة أخرى نعود لنفس نقطة البدء : ( (كوين) ينقذ (آلن) من براثن المرأة الفاتنة ) , أنا مندهشة أنك لم تحكي لجميع من قابلك عني .. إذا صدقوا أكاذيبك .. لكان مكانك قد تغير بين عشية وضحاها من خروف العائلة الأسود المنبوذ إلى البطل الخارق " .

لمعت عيناها بالتحدي .. و أضافت : " أتمنى ألا تكون أحمقاً لدرجة أن ترى فيما فعلته تذكرة عودتك إلى عائلتك يا (كوين) .. لقد زاد إسوداد اسمك أكثر مما مضى "


ضحك بصوت ناعم مرعب .. وتظاهر بالاستحسان قائلاً :" أداء رائع , أنا أكرر ما قلته سلفاً يا (بيج) : مثيلاتك لسن شيئاً فريداً , ولكن قد تكون مواهبك فريدة .. علم نفس أخرق تافه و تمثيل حقير .. اللعنة .. ولكنك بارعة "

انزلقت يداه إلى خصرها و جذبها إليه أكثر , وأضاف : " ولكنكِ لستِ بارعة بدرجة كافية " .

سرى الخوف في أوصالها عندما أحست بحرارة جسده وهو يلامس جسدها ..



" دعني "


ابتسم ببرود , وقال : " هل أفاد ذلك مع (آلن) "

و شهقت عندما ضغطها إليه مستعرضاً قوته و أضاف : " بيقين الجحيم إن ذلك لن يحرك لي ساكناً "


" لا تـ ..


ارتفعت يداه على ظهرها ثم أحاط بها وجهها وأماله إليه , وقال : " لم يكن هذا ما قلته على الشاطئ "

ردت بسرعة : " كان لا بد أن أقوله .. و ها أنا ذا أقوله الآن .. أرجوك ..


قال بهدوء : " عودة ملكة الثلج .. يالها من فتنة "


تحرك إصبعا إبهامه ببطأ على حلقها .. وابتسم لها ابتسامة خطرة خاطفة , وقال : " ولكن الوقت متأخر جداً لمحاولة ذلك يا (بيج) , لن يجدي .. ليس معي .. "


سألت في يأس : " أليس بإمكانك .. أليس بإمكانك أن تنسى تلك الليلة ؟ لقد قلت لك مراراً وتكراراً أنها كانت غلطة .. إنها كانت ...


بدت عيناه غامضة وهو يلف يديه حول عنقها , وقال بصوت ناعم : " لقد عرفت نساء كثيرات يا جولييت الجميلة .. أرادت بعضهن القيام ببعض الألعاب التي ربما تصيبك بالخجل ولكن ما حدث على ذلك الشاطئ .. "


بسطت يداها على صدره , وقالت : " أنا .. أنا لا أريد أن أتحدث عنه .. لقد كان ذلك .. كان كما لو أنـ ..


ضحك بهدوء , وقال : " أنتِ لستِ مضطرة لإخباري كيف كان .. أنا أذكره .. و سأظل دائما أعيش ذكراه .. " , وغلظ صوته ثم تابع : " لماذا لم تعودي لي في تلك الليلة ؟ "


" أنا .. أنا لم أستطع .. لقد كانوا .. كانوا ينتظرونني .. وقد كان ما فعلناه خطأً .. كنتُ .. كنتُ سأتزوج (آلن) خلال أيام قلائل .. كنتُ ..


أظلمت عيناه , وقال : " كنتِ خائفة من ضبطك " .


" نعم .. لا لا .. ليس كذلك .. أنا كنتُ مرتبكة جداً .. فقط لم أرد أن أؤذي (آلن) "


" تقصدي أنكِ لم تريدي أن تخسري الربح الذي جاهدتي بقوة لتحقيقه .. لقد عدتِ إلى قاعة الرقص و واصلتِ إمتاع نفسك .. ماذا لو كان شخص ما قد رآنا ؟ كانت كل خططك ستذهب أدراج الرياح "


" أنت على خطأ يا (كوين) .. أنا ..


حاولت أن تشيح بوجهها بعيداً عنه , ولكن منعتها يداه ..


" لا شيء تمنحيه لـ (آلن) بدون زواج .. هذا كل ما في الأمر , أليس كذلك ؟ كان هذا ما أوقعت به ذلك المسكين في المقام الأول "


" لقد سمعت ما يكفيني .. لن أدعك تقول هذه الأشياء لي .. أنا ..


" أجيبيني .. هل كنتِ ستسمحين لـ (آلن) أن يفعل ما يريده معك ؟ "


تمتمت : " نعم "


" لأنه سيكون زوجك ؟ "


قالت مرة أخرى : " نعم "


التقط (كوين) أنفاسه بعصبية , و قال : " لأن هذا سيكون مكافأته إذا جعلك أحد أفراد عائلة (فولر) "


رفعت رأسها في حدة , وقالت صارخة: " لا .. عليك لعنة الله يا ابن (فولر) "


كان هناك شر يتأرجح في عينيه , وقال بهدوء : " حسناً .. أنتِ الآن أحد أفراد هذه العائلة يا (بيج) "

ثم انزلقت يداه إلى أسفل حلقها ..

إلى كتفيها ..

إلى ظهرها ..

و تأوهت بألم عندما جذبها إليه بقسوة قائلاً :
" و هذا وقت المكافأة "


بدأت ترتعد بين يديه , وقالت :
" لا تفعل ذلك يا (كوين) .. لقد عقدنا صفقة ..


" نعم . و أنا قلت أنني سأحمي والدك إذا تزوجتني "


" ولقد تزوجتك يا (كوين) .. أنا ..


تحركت يداه على جسدها مضرماً فيه النار ببطء .. وهمس :
" نعم .. لقد فعلتِ .. و أنا الآن أريدكِ في أحضاني "


كانت لمسته واثقة , وخبيرة .. و بدأت هي ترتجف تحتها ..

التقطت أنفاسها قائلة : " دعني أعود لبيتي يا (كوين) , أتوسل إليك ..


" هذا بيتك يا (بيج) "


" طلقني .. افسخ عقدنا ..


ضحك بتأوه , وقال : " لن يكون هناك أي مجال للفسخ .. ليس بعد الليلة "


ومع أخر ذرة في جهدها , رفعت (بيج) رأسها و سددت نظراتها إلى عينيه ..


قالت في كراهية واضحة : " أتمنى أن تُحرق في الجحيم "


ومض ضوء ما في أعماق عينيه الزرقاء بلون أغوار البحر ..


و همس :
" أحياناً يا جولييت الجميلة .. أعتقد أنني فيه فعلاً "







مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:40 PM   #24

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

((إنه رجل يعرف ما يريد))

سيدة (فولر) ؟ هل يمكنني الدخول يا سيدتي ؟

أدارت (بيج) طهرها للمرآة .. وقالت : " نعم يا (نورا) .. ما الأمر ؟ "


فتحت مدبرة المنزل الباب ودخلت إلى الحجرة قائلة :
" لقد ظننتُ أنني يجب أن أتوقف قبل أن ...


وصمتت فجأة , و وضعت يدها على فمها , ثم قالت :
" ألا تبدين رائعة في هذا الفستان يا سيدة (فولر) ؟ ياله من لون مثالي لكِ "


رنت (بيج) ببصرها للمرآة ..
لقد كان ثوباً مُخملياً اشتراه لها (كوين) بعد ظهر اليوم .. أحست أنه رائع .. أو هكذا كان سيبدو في ظل ظروف أخرى .


هزت (بيج) كتفيها بلا مبالاة , وقالت : " نعم .. أظن ذلك "


مست (نورا) قميصا داخلياً مكوماً على أحد المقاعد . و ابتسمت لـ (بيج) قائلة :
" كل شيء جميل جداً .. هل أنتِ واثقة أنكِ لا تريدينني أن أفرغ باقي الصناديق ؟ "


مدت (بيج) بصرها إلى كومة الصناديق المجاورة لخزانة الثياب والتي لم تُفتح بعد , وقالت : " لا , شكراً يا (نورا) .. سأعني بها فيما بعد " ..


احمر وجه (نورا) و هي تقول لها : " أوه .. ولكنني لستُ أدري .. هل سيكون لديكِ الوقت .. أقصد أن السيد (فولر) قد أعد سهرة رائعة .. لقد طلب مني إعداد المائدة في المكتبة , و أن أبدر بعض الشمبانيا "


قالت (بيج) بسرعة : " هذا طيب .. سوف .. سوف أجد الوقت .. هل هناك شيء آخر يا (نورا) ؟"

هزت المدبرة رأسها , وقالت : " فقط أردتُ أن أخبرك أنني في إجازة يا سيدتي "

و وضعت يدها على مقبض الباب , وابتسمت لـ (بيج) قائلة :
" لقد اتصلت بأختي وأخبرتها أنني سأقوم بزيارة مفاجئة لهم .. و لقد أبدت سرورها لذلك .. كما أنني أخبرتها بالأشياء الجميلة التي منحتها لأجل ابنتها .. أنا فعلاً لا أستطيع أن أفيكِ حقكِ من الشكر يا سيدة (فولر) . يالها من فساتين جميلة تلك التي تنازلتِ عنها لابنة أختي .. ومعظمها جديد .. سوف تسعد بهم (ليلي) كثيراً " ..


" نعم .. أرجو ذلك يا (نورا) , إذا كان ذلك هو كل ما ..


طرقت مدبرة المنزل بإصبعها على فهما , وقالت باستغراق :
" أظن ذلك .. آه نعم .. توجد بطة في الشواية والحساء جاهز .. لقد طمأنني السيد (فولر) على أنه سيهتم بهذه الأمور "


استدارت (بيج) بسرعة , وقالت : "نعم أنا متأكدة أنه سيفعل "


" حسناً , سأذهب أنا إذن "

و توقفت بالباب , وقالت :
" هل أنتِ متأكدة بشأن الملابس يا سيدتي ؟ لم استطع تصديق السيد (فولر) عندما طلب مني التخلص منها كلها .. أنا ..


ربتت (بيج) على ذراع المرأة , وقالت بسرعة :
" يسعدني أن ابنة أختك ستستطيع استخدامها .. أخبريها .. أخبريها بأن تستمتع بكل شيء "


ابتسمت المرأة الأخرى و جذبت الباب وفتحته , ثم قالت :
" أليس غريباً ؟ "

نظرت (بيج) مستفهمة , بينما تابعت (نورا) قائلة :
" السيد (فولر) يا سيدتي .. أي شيء على الأرض يجعله يريدك أن تتخلصي من كل جهاز عرسك الثمين هذا !! "


" لأنه لقيط "

.. هكذا ودت (بيج) أن ترد , ولكنها قالت : " أنا .. أنا فعلاً لا أعرف يا (نورا) "


" حسناً يا سيدتي .. طابت ليلتك "

" طابت ليلتك يا (نورا) "



استطاعت (بيج) أن تحتفظ بابتسامتها حتى أُغلق الباب .. ثم استلقت على فراشها ونظرت في الساعة الثامنة تقريباً ..
فكرت بسخرية .. تكاد تكون ساعة الصفر ..
لقد اهتم (كوين) فعلاً بكل الأمور ..
الشراب البارد ..
الفستان المخملي الضيق الذي ترتديه .. لقد كان هو من انتقاه و اشتراه ..
بل إنه فكر في أن يعطي (نورا) أجازة لهذه الليلة ..
هه .. هل يخشى أن تصرخ طالبة النجدة عندما يأخذها إلى حجرة نومه !! ..


نهضت (بيج) و أخذت تذرع الحجرة جيئة و ذهاباً وقد تجهم وجهها .. لم يكن به حاجة للقلق .. إنها لا تنوي إعطائه رضا الإحساس بأي نوع من الاستجابة .. ولا حتى استجابة سلبية ..
ستفعل المطلوب منها فقط .. تماماً مثلما كانت طوال اليوم .. بدءاً من الصباح عندما أخبرها في هدوء أنه سيتخلص من كل جهازها ..
كل ما فعله - وما سيفعله – يقصد بها تذكيرها بأنه يمتلكها .. أنها تحمل اسمه , وتعيش في بيته .. إنها ملكه ..

نظرت (بيج) لصورتها في المرآة .. كان وجهها شاحباً .. ماعدا نقطتين ملونتين على وجنتيها .. مست وجهها بكفيها الرطبتين .. لا تتركي (كوين) يرى مدى خوفك .. إنه يمتلك كل المزايا .. ولكنه بالنسبة للحب .. فمن الصعب أن تتذكر أنها أحست بأي بادرة حب تجاهه على الإطلاق .. إن استحواذه عليها شيء .. واندماجها العاطفي التام معه شيء آخر تماماً .. هذه الحقيقة رغم كل شيء ..



((وقت المكافأة )) ..
هكذا قال في الصباح .. وقد حان الوقت ..



شراب .. و ربما شموع .. موسيقى هادئة .. لم يكن (كوين) همجياً أبداً ..
لو استطاع إغوائها .. فسيفعل .. و أما إذا لم يستطع ...
سرت رعدة خلالها ..
لن يوقفه شيء ..
إنه رجل يعرف ما يريده .. و يحصل عليه دائماً .. نعم .. لقد أمضى طوال اليوم يثبت لها ذلك ..


عندما همت بالخروج مسرعة من المكتبة هذا الصباح .. لاحقها بصوت أجش :
" أين تذهبين ؟ "


أجابته بتحد : " إلى حجرتي "

و انتظرت نصف متوقعة أن يذكرها بأن ليس لها حجرة تدعي ملكيتها .. ولكنه هز رأسه فقط و قال: " سنخرج . أحضري معطفكِ "


" سنخرج ؟ .. ولكن ..


كرر بصبر نافذ : " أحضري معطفك .. لدينا الكثير لنفعله "


في السيارة أخبرها بأن عليها التخلص من كل شيء أحضرته معها من أميركا ..




" أعطه لـ (نورا) لو أردتِ .. إنها لديها ابنة أخت أو ابنة عم أو شيء كهذا ..




احتجت متبرمة :" ولكن .. كل حاجياتي جديدة يا كون ! لا معنى لذلك "


أدار لها وجه بارد , وقال : " لقد أخبرت (نورا) فعلاً أنها تستطيع أخذ ما تريد .. وطلبت مني إبلاغك امتنانها العميق لذلك "




ارتجف فم (بيج) , وقالت بلهجة حادة : " أنا متأكدة من ذلك "
ثم أشاحت بوجهها و حدقت في لا شيء عبر نافذة الجاجوار الخضراء الداكنة ..



لقد تخلص من حاجياتها دون أن يستشيرها حتى .. ليس من الصعب تفهم الأسباب التي دفعته لذلك .. لقد أراد (كوين) أن يفصلها عن حياتها السابقة . و في نفس الوقت يسمها بطابعه كأحد ممتلكاته .. بينما كانت هي عاجزة عن أمامه ..


اجتازوا الشوارع .. وتداخلت الألوان وهي تمر أمام ناظريها .. قصر باكنجهام .. وقبعات الحرس الكبيرة المميزة و معاطفهم الحمراء .. ثم مبنى الحكومة البريطانية .. و الألوان السوداء والفضية لحارس يمتطي جواداً ساكتاً كأنما نُحت من الجرانيت .. و علم بريطانيا يرفرف بألوانه الحمراء والبيضاء و الزرقاء فوق مباني البرلمان ..


كم كان هذا اليوم رائعاً .. وكم كان قلبها مليء بالأسف ..

لقد كانت هناك ومضات سريعة لأمور أخرى عاشت لحظاتها معه ..

ذلك الرجل العجوز يسير بخطى عسكرية في ميدان بيكا ديللي , مفرود الظهر مسدد نظره للأمام و هو يحمل لافتة توضح أن الوجبة المليئة بالبروتين , هي سبب كل آثام العالم ..
بدا من الطبيعي أن تضحك لذلك .. استدارت إلى (كوين) بجانبها , وقالت قبل أن تفكر :
" إن هذا الرجل لابد أن له مثيلاً في نيويورك يلقي باللوم على آكلي اللحوم "

ضحك (كوين) أيضاً إلى أن التقت عيونهما فماتت ضحكاتهما ..



ثم كانت تلك اللحظة حينما وقفا عند متجر للملابس في شارع بوند .. و كانت (بيج) تجرب ذلك الفستان المخملي الذي ترتديه الآن ..
بقبقت موظفة البيع من السرور عندما أشار (كوين) بإصبع متعجرف لنصف دستة من الثياب التي جربتها (بيج) ..

قال : " سنأخذ هؤلاء "

و سألت الموظفة : " و الفستان التي ترتديه السيدة ؟ إنه مضبوط عليها تماماً , وهذا اللون الأرجواني الشاحب .. إنه نفس لون عينيها "




قال (كوين) بسرعة : " لا .. لون عينيها أعمق .. إنهما بلون البنفسج "



توقف قلب (بيج) عندما نظرت له في المرآة .. وللحظة كأنها الدهر .. كانا وحدهما , على شاطئ لا يضم سواهما .. وعندئذ قهقهت الموظفة عن عمد .. ضاقت عينا (كوين) و أطلق زفراته .





قال بخشونة : " سنأخذ الفستان أيضاً "




و ولت اللحظة القصيرة إلى الأبد ..




لم يسترداها على الإطلاق .. في أي من المحلات أو المتاجر .. ولا وسط الصخب المحبب بمحلات هارودز .. كان (كوين) يشير إلى ما يوافق هواه .. و جربت (بيج) في فتور ما بدا أنه عدد لا نهائي من الفساتين والتنورات و السترات والسراويل من الصوف والحرير والكشمير , و .. و .. و ..
و بدت جميعها كأنما صنعت من مسوح الحداد ..


قال (كوين) : " أخبريني بما يعجبك "



كانت تعطي نفس الإجابة دائماً :




" لا فرق "




بعد فترة أصبحت إجابته معروفة سلفاً مثل إجابتها .



كان يقول بصوت أجش كلما سألتهم موظفة البيع عن ما يريدوه :
"سوف نأخذهم جميعاً " ..




و أخيراً تكومت الصناديق في حقيبة الجاجوار الخلفية و في مقعدها الخلفي و فاضت عنهما .. و اضطر (كوين) أن يطلب من البائعين الجاحظي العيون أن يعملوا على توصيل تلك الأشياء , التي اشتراها بحماسة لا مبالية , إلى منزله .


كان آخر ما اشتراه لها خاتم الزفاف .. كانت الجواهر تبرق إزاء المخمل الأسود الذي يغطي كل شيء في محل هادئ الذي أخذها إليه ..

أجلسهما صاحب المحل .. ثم أحضر لهما بعض صواني تضم خواتم رائعة تلتهب جميعها ببريق الماس و الزمرد والياقوت .
لم يبد أي تعبير في يعيني (كوين) عندما حدقت (بيج) في المعروضات البراقة .. ألقى على المعروضات نظرة خاطفة لا مبالية , وقال : " خذي أي شيء يعجبك "


خطف أبصارها عقد يزدان بالياقوت , وفكرت في الحجر الأحمر الدموي الذي يرقد ساكناً ملتصقاً بجسدها .. مختفياً عن الأنظار تحت بلوزتها القطنية الناعمة ..
و تذكرت ليلة أعطاها إياه (كوين) .. و صعدت غصة إلى حلقها ..

قالت لصاحب المحل بعد برهة :
" أنا لا أريد أي شيء من هذه .. هل لديك شيء أقل زخرفة ؟ "



هز الرجل كتفيه , وقال : " إذا كانت السيدة تفضل فعلاً ..



قاطعه (كوين) بحدة :
" هل عندك شيء آخر أم لا ؟ "



" نعم .. بالطبع .. ولكن هذه من أثـ





" أحضر لزوجتي ما طلبته "



عندما وقفا خارج المحل مرة أخرى .. حدق فيها كوين وقد اكتسا وجهه بتعبير حذر غريب
سألها : " هل أنتِ متأكدة أن هذا هو الخاتم الذي تريدينه ؟ "





نظرت بيج إلى الخاتم الذهبي البسيط بإصبعها و أومأت قائلة :
" لقد اشتريت لي الكثير فعلاً ..





وضع يده على ذراعها وأجاب كأنه يفسر كل شيء :
" أنتِ زوجتي "





ضاقت عيناها قليلاً , و همست :
" اعرف من أكون , لستَ مضطراً لأن تكسوني بذهبك لمجرد أن تذكرني بذلك ! "



" هل هذا ما تعتقدين أني أفعله ؟!! "



قالت بحدة أدهشتها هي ذاتها :
" لأي سبب آخر قد تفعل ذلك ؟ "





و قبل أن تتمكن من الإجابة تخلصت من يده و هبطت الرصيف .










حدث كل شيء قي لحظة ..









علا نفير سيارة .. كأنه في أذنها ..










و أطبق (كوين) ذراعه حولها و رفعها إلى الرصيف بجانبه .. ولمحت (بيج) من خلال رعبها شبح باص أحمر يمرق كالسهم بالمكان الذي كانت تقف فيه لتوها ..





و زمجر (كوين) صارخاً فيها : " أيتها البلهاء الصغيرة ! "





و أدارها إليه قائلاً :
" لقد كدتِ تقتلين نفسك "




قالت بأنفاس متقطعة :
" أنا .. أنا نسيت نظام المرور هنا .. أنا ..








وبلا سبب مفهوم امتلأت عيناها بالدموع ..





سألها (كوين) :
"ما الأمر ؟ .. (بيج) "




رفعت إليه بصرها .. كانت عيناه متقدمتان بنظرة تحيطها بالحماية ..
كأنهما تقولان .. أنتِ زوجتي ..
اضطربت نبضاتها .. فاستندت إليه ..



قبضت يداه على يديها .. وقال بصوت أجش :
" دعينا نعود للمنزل "




عاد الواقع في لمح البصر , وقالت ساخرة :
" ستحصل على ما دفعت ثمنه الليلة يا (كوين) .. ألا يمكنك الانتظار بضع ساعات أخرى ؟ "


ارتسمت خطوط على جانبي فمه و هو يصيح :
" (بيج) ... "



" وهذا المنزل ليس بيتي .. ولن يكون يا (كوين) "


تصلب فمه و زمجر :
" إنها حقيقة كالجحيم .. و سأنظر في ذلك "


و احتك عقباها بالرصيف وهو يجذبها تجاه السيارة .



ظلا صامتين وهما يمرقان بالسيارة خلال شوارع لندن .. مندفعاً بمجرد تغير إشارات المرور و منزلقاً بين السيارات في اندفاع متهور ..

عندما توقف أمام منزل من القرميد بشارع هادئ .. كانا بعيدين عن بعضهما مثلما كانا أثناء رحلة الكونكورد .


قال (كوين) بلهجة مقتضبة :
" لقد طلبت من المحامي إعداد بعض الأوراق . لن يستغرق هذا كثيراً "


كان محامي (كوين) لطيفاً .. و لكن , و بدرجة واضحة .. كان غير مريح ..

دفع إليها عبر مكتبه , وثيقة قانونية طويلة , وقال :
" نحن نفعل ذلك دائماً يا سيدة (فولر) "



سألت : " ما هذا ؟! "


و لكن كان (كوين) هو الذي أجاب ..
" عقد زواج .. إذا اضطررت لطلاقك .. سيضمن لك ملابسك و عشرة ألاف جنيه "

و تفحصت عيناه وجهها بينما تابع :
" إنه قانوني تماماً , فقد وضع اعتباراً لكل شيء . ألا توافقين يا (بيج) ؟ "


التقت عيناها بعينيه دون أن تجفل , وقالت :
" و إذا طلبت أنا الطلاق ؟ "


ابتسم (كوين) , و قال بهدوء :
" لن تفعلي .. أم أنكِ نسيتِ والدك ؟ "


استمدت الشجاعة التي تحتاجها من وجه محاميه الشاحب الغير مصدق , وقالت :
" لن أوقع على هذا " ..
و أزاحت الأوراق جانباً ..


ضحك (كوين) بصوت مرتفع , وقال :
" نحن نركز تفكيرنا هنا على الأساسيات. أليس كذلك ؟ "


كانت ابتسامتها باردة , وقالت :
" الأساسيات الجوهرية . إن كل ما أريده منك هو تذكرة ذهاب فقط إلى أميركا "

تنحنح المحامي , وقال :
" في الحقيقة يا سيدة (فولر) , هذا شيء بالغ الغرابة "


كانت ابتسامة زوجها لها باردة كابتسامتها , وسألها :
" ما هي اللعبة هذه المرة يا محبوبتي ؟ "

رفعت (بيج) ذقنها وقالت :
" هذا لا يهم .. طالما أنك أنت الرابح في كل الحالات "


قال موافقاً :
" أنا أتفق معكِ "




مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:42 PM   #25

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

و الآن .. وهي تنظر في المرآة .. وتحس بنعومة الفستان المخملي الذي اشتراه لها (كوين) على كتفيها , أدركت (بيج) أنه قد امتلكها , و يمكن أن ينبذها عندما يريد , وسيفعل ..
لقد أقنعها هذا العقد الذي وقعته بشجاعة مزعومة ..
عندما يمل منها .. عندما يكتفي بما نفس عنه في جسدها من الغضب ما سوف يلقي بها بعيدا عنه..
لا تأثير للحب على رغبته .. ولكن لا يهم .. فقد اتضح أن الغضب والرغبة والهوى تؤدي جميعاً إلى نفس النهاية ..


إنها الثامنة ..

وقت الساعة ..

ساعة الصفر ..

وقت تمثيل العشاء ..

امتدت يدها إلى الزر الكهربائي و أغرقت الحجرة في الظلام .






* * *




كان (كوين) ينتظرها في المكتبة مثلما فعل في الصباح ..
توقفت وراقبته من مدخل الحجرة .. كانت المائدة قد أُعدت بتكلف بجوار البابين الداخلين ..
أحست (بيج) بلمسة من السخرية عندما لاحظت الزهور التي تزينها ..
و على مكتب (كوين) وُضع كأسان زجاجيان و دلو به زجاجة الشراب تحيطها قطع الثلج المتلألئة ..
كانت الأنوار خافتة .. وكما توقعت .. كانت هناك موسيقى .. موسيقى رشمانينوف تنساب برقة .
أحست أنه مشهد إغواء كامل .. وعندئذ نهض (كوين) واقفاً و استدار ليواجهها ..


قفز قلبها إلى حلقها .. كيف تستطيع أن تكرهه بينما تظل تشعر بهذا الحساس كلما تراه ؟
كان يرتدي ثياباً تماثل ما كان يرتديه في أول لقاء بينهما .. بذلة سهرة و قميص مكشكش ..
برقت عيناه بينما كان يجريها على جسدها .. لقد كان وسيماً جداً .. كأسد في ريعان قوته ..

لاحت ابتسامة سريعة على فمه وهو يقول برقة : " مساء الخير " .


" مساء الخير " .



و نظرت إله مرة أخرى , وطالت نظرتها له حتى تورد وجهها , وقالت :
" آسفة لأنني تأخرت , ولكني ..





" لقد كان الأمر يستحق الانتظار أنت تبدين رائعة يا (بيج) "




ازداد تورد خديها , وقالت : " شكراً .. لكنه لست أنا , بل هو ذلك الفستان الذي اشتريته " .


" هل ترغبين في بعض الشراب ؟ "


" لا .. أقصد نعم , لا مانع "


ظنت أن الشمبانيا ستسهل مما سيحدث فيما بعد بينهما .. أليس من المفروض أن يصيبها الخمر بالدوار وتبلد الإحساس ؟ ..




أخذت الكأس التي ناولها إياها و افتعلت ابتسامة مصطنعة .




" لقد تركت لنا (نورا) وليمة كبيرة تنتظرنا .. عندما تستعدين ...


عندما تستعدين ..



بمجرد أن سمعتها .. أسرعت تقول له : " ليس بعد "
قالتها بسرعة كبيرة ..


نظر لها (كوين) ورفع أحد حاجبيه في تعجب ..



قالت في ارتباك : " أنا .. أنا أريد مزيداً من الشراب أولاً "
وأمالت الكأس إلى شفتيها وتجرعت السائل الذهبي الشاحب , وقالت : " رائع جداً "




ابتسم وهو يملأ كأسها ببطأ , وقال : " أها .. لقد فهمت الآن .. فقط المهم أن تسكري , أليس كذلك ؟ "


" أنظر يا (كوين) ... ماذا تفعل ؟!! "



" آخذ الكأس منكِ .. لا أريد أن تصاب معدتك بسوء يا (بيج) , سوف نتناول العشاء , و ..


قالت بسخرية : " لا , بالطبع أنت لا تريدني أن امرض .. ليس الليلة "


انزلقت ذراع (كوين) بخفة حول خصرها , وقادها للمائدة , وقال لها بلطف :
" و لا في أي ليلة ... آخر مرة حاولت فيها مساعدة مخمور .. لم أنجح في ذلك ! "


ضحكت (بيج) بقسوة وهو يقدم لها الطعام , وقالت :
" (كوين فولر) العظيم .. ليس ماهر في شيء ما ؟!! لا أستطيع تصديق أُذني .. لابد أن من وصفك بهذا هو أفاق ! "


" (آلن) هو الذي قال ذلك .. منذُ أعوام مضت وقبل أن أترك المنزل مباشرة .. كان كلانا .. حسناً , دعينا نقول أنه لم يكن لدينا مشاكل .. كان هو في الثانية عشر من عمره , وكان قد احتسى معظم ما يحتويه صندوق به ست زجاجات "

و هز رأسه لدى تلك الذكرى .. وتابع : " يا للجحيم .. ولكنه أصبح ثملاً فعلاً "

أمال كأسه أمام عينيه و هو يضيف :
" آسف , ولكني لا أتحمل مسؤولية ذلك , لقد فعل الأخ الأصغر كل شيء بنفسه .. كان بالخارج مع بعض رفاقه .. ودخل متسللاً بعد عودتي مباشرة من حفل زفاف أحد الأصدقاء "

وجه لها نظرة خاطفة , ثم أضاف :
" ألم يقص عليكِ (آلن) هذه القصة مطلقاً ؟ "


هزت (بيج) رأسها ببطأ نافية ذلك , وفكرت في مدى ضآلة ما كانا – هي و (آلن) – يتقاسماه , وقالت:
" لا , لم يفعل "


أومأ (كوين) وقال مبتسماً : " ربما تكون ذكرى مزعجة جداً .. ولكنها لم تكن مخيفة .. كان مجرد طفل .. يجرب راغباً في أن يكون كبيراً .. قبل أن يعرف أن الكبار يريدون تماماً أن يكونوا أطفالا.
كان لنا حمامً مشتركاً .. و سمعته يصدر آهات المرض .. بالطبع ذهبت لمساعدته "

ابتسم كاشفاً عن أسنانه لدى هذه الذكرى , وتابع : " المشكلة أن معدتي لم تكن على ما يرام في تلك الليلة , لذلك عندما رأيت ما حدث لـ (آلن) ... "

ضحك وهز رأسه , وتابع : " عندما عثرت علينا أُمنا .. استشاطت غضباً "

كان صعباً ألا تبتسم , وقالت : " نعم يمكنني تخيل ذلك , ماذا فعلت . هل أرسلتكما إلى حجرتيكما ؟ "


تلاشت ابتسامة (كوين) , وقال : " هذا ما فعلته مع (آلن) .. وبالنسبة لي , كنتُ أكبر بعض الشيء من أن أُرسل لحجرتي "

و ضع شوكته و سكينه و دفع بنفسه إلى الوراء , و أكمل : " ولذلك فعل الرجل الكبير أفضل شيء .. طلب مني الرحيل "

حدقت فيه بإنشداه وقالت : " الرحيل ؟ ولكنك لم تفعل شيئاً ؟ "

" هذا من وجهة نظركِ .. أنا لا أصدق أن (آلن) لم يحكي لكِ شيئاً عن تلك الحادثة .. لقد سببَت له إحباطاً كبيراً "


قالت : " نحن .. أنا و (آلن) لم ...

رفعت (بيج) نظرها عن طبقها وأكملت : " لقد كنتما قريبين فعلاً . أليس كذلك ؟ "


أومأ (كوين) , وقال : "ربما بسبب فارق السن .. لقد اعتدت على أخذه لزيارة بعض الأماكن .. ومشاركته في بعض الألعاب .. يعلمُ الله أن والدنا لم يفعل لنا ذلك مطلقاً .. لقد علمته ركوب الدراجات و لعب الشطرنج "

وضاقت عيناه في محاوله منه للتذكر , وأكمل : " لقد ظللتُ أعواماً أفكر في ترك ذلك المنزل .. كنتُ أقول في نفسي أني لا أستطيع فعل ذلك , حتى لا أترك (آلن) بمفرده .. الحقيقة أنني أدركتُ كم إفتقدته إلى أبعد الحدود " .


وضعت (بيج) شوكتها , وقالت : " ليس هذا ما يظنه الناس " .

ضحك قائلاً : " نعم أعرف ذلك .. لقد كان يُنظر إلي على أني خروف العائلة الأسود المضروب به المثل " .. رفع كأس الشراب وراقب تصاعد الفقاقيع , وأضاف : " أظن أنني كنتُ كذلك بطريقة ما.. في منزل (فولر) أنتِ تفعلين ما يُقال لكِ .. لا أسئلة تُقدم البتة " .

قالت بتأوه : " نعم "
و فكرت في خطط السيدة (فولر) للزفاف و في قرار السيد (فولر) بأن يرسل (آلن) إلى أميركا الجنوبية عقب زفافهما مباشرة ..


وكررت : " نعم .. أنا أعرف "


أومأ (كوين) قائلاً : " لقد توافق (آلن) مع ذلك مبكراً ... أنا لم أستطع ذلك على الإطلاق "


حدق في الفضاء ثم أخذ رشفة من كأسه , وتابع : " حتى ذلك الوقت لم يظهر شيء على السطح غير أنني ارتكبتُ الكثير من الأخطاء "


" أيُ أخطاء ؟ "


نظر لها بعينين ضيقتين , وقال : " هل تريدين فعلاً سماع كل هذا ؟ "


فجأة أحست أنها ترغب في ذلك , كانت تريد أن تعرف المزيد عن ذلك الرجل الغامض الذي قلب حياتها رأساً على عقب .. إنه زوجها الآن .. ولابد لها أن تعرف ..


قالت ببساطة : " نعم " .


حدق فيها (كوين) ثم أومأ قائلاً : " حسناً " ..

و نهض على قدميه وضحك قائلاً : " لم لا ؟ "

ولكنها لم تكن ضحكة بقدر ما كنت رد فعل ساخر , وقال : " لا يجب على الزوجين استخرج اسرارهما من بعضهما .. أليس كذلك ؟ "

لم تقل (بيج) شيئاً ..

بينما سار هو في الباب الداخلي و سدد بصره إلى الظلام , وقال :
" إنها ليست أسوء قصة في العالم .. أظن أنني كنتُ دائماً ما أُسبب لوالدي أوقاتاً صعبة .. لقد سجل اسمي في مدرسته الإعدادية يوم مولدي .. عندما بلغتُ السابعة عشر , طلب مني بكياسة أن أرحل لدخول الكلية .. لكِ أن تتخيلي كم أنه أحب ذلك .. و عندئذٍ انقطعتُ عن الذهاب إلى الكلية .. كليته الأم طبعاً .. و عندما طلبتُ منه أن يسجل اسمي في مدرسة للكومبيوتر , قال لي : كفى غباءً لا مستقبل للكومبيوتر "


هزت (بيج) رأسها , وقالت : " ولكنك تملك مؤسسة كومبيوتر .. لقد قلت ..


قاطعها متأوهاً : " نعم قلتُ ذلك "



" هل غير رأيه إذن ؟ "



استدار (كوين) بيديه إلى إطار المصطلى , وحدق في قطع الفحم قائلاً : " أنا و والدي لم نتفق على الإطلاق حول أي شيء .. لقد طلب مني العودة إلى الكلية والكف عن إثارة المشاكل .. إذا كنتُ أريد منه أن يساندني .. و إلا ..







قالت بلهفة : " و إلا ..






هز كتفيه وقال بعدم اهتمام : " و إلا سيكون علي التكفل بنفسي .. "




و ابتسم مضيفاً :" ولذلك بحثتُ عن عمل ... حمل شكائر الإسمنت .. كانت تدر علي دخلاً طيباً .. طبعاً بالنسبة لفتى يتدرب على أي شيء غير استخدام الشوكة والسكين في تناول طعامه .. و طبعاً لقد جُن والدي لذلك " ..

و عادت ابتسامته مرة أخرى : " يا إلـهي .. كم كره أن أدخل و أخرج من المنزل وأنا في ثياب العمال تلك .. و أمي , كانت تقول لي : ماذا سيظن الناس ؟ .. الجحيم .. في الوقت الذي اتجه فيه (آلن) للشرب ... كنتُ أنا أنضل في سبيل نجاحي .. كان لابد أن أرحل قبل ذلك بوقت طويل " .



" هل اتهموك فعلاً بأنك السبب في إسراف (آلن) في الشرب حتى السُكر ؟ "



" نعم , قالوا أنني كنتُ دائماً ذا تأثير سيء عليه " , أظلمت عيناه , وتابع : " وقتها بكي (آلن) .. كان مجرد طفل .. و أنا ... أنا حزمت متاعي : فرشاة أسنان و سروال أخر من الجينز .. وهكذا , رحلت "



" ولكن إلى أين ؟ كيف عشت ؟ "



" لم يكن الأمر بهذا السوء يا (بيج) .. لم أكن طفلاً .. كنتُ تقريباً في الواحدة والعشرين .. لقد نظرت للأمر على أن يوم الاستقلال قد تأخر كثيراً "


انثنى و ألقى بقطعة خشب إلى النار .. وتابع : " خلال العامين التاليين أرسلتُ لـ (آلن) خطابات من أكثر من مائة مكان مختلف .. لقد عملت في أي مكان يأويني و في أي شيء يُطلب مني " .


و ابتسم ابتسامة واسعة قائلاً : " لقد تبدلت عضلاتي التي شببت بها بعضلات جديدة من جراء اشتغالي كعامل .. لقد تعلمت يا (بيج) أنه : استخدام يديك في صنع حياتك أشد قسوة من استخدام عقلك " .



تنقلت نظرة (بيج) بين كتفيه و ذراعيه و تباطئت على العضلات البارزة تحت سترته .. و رأت أن ذلك يُفسر الكثير .. كل شيء حكاه لها يُفسر الكثير ..

(كوين) لم يكن الرجل الذي انسحب من الميدان .. بل كان الرجل الذي حمل المسئولية ..
لم يحملها كعبأ .. إنما كعلامة على الاعتداد بالنفس .


راقبت وجهه و هي تقو ل: " ولكنك وجدتَ طريقة لتدرس الكومبيوتر "


أومأ برأسه , وقال : " لقد دخرت كل سنت كسبته .. لقد استغرق ذلك عامين , ولكن في النهاية توفر لدي ما يكفي مصاريف الدراسة لمدة عام في مدرسة (كال تك) .. بعد العام الأول .. قدمت لي المدرسة منحة دراسية " ..
نظر عبر حافة كأسه و ابتسم لها : " و الباقي .. كما يقولون .. هو تاريخ " .



" حصلتَ على درجتك ثم ذهبت إلى انجلترا حيثُ كونت شركتك الخاصة "



ابتسم قائلاً : " لم يكن الأمر بهذه البساطة .. لقد قدمت إلى المملكة المتحدة , وقمتُ بجولة , وقررت أنه المكان الذي أود أن أعيش فيه .. أحببت الناس .. أسلوب الحياة .. و بدت المكان المناسب بالنسبة للكومبيوتر .. كان الكومبيوتر حديثاً نسبياً .. ولكن كان السوق الأمريكي مزدحماً بالفعل .. بدت الفرصة لي طيبة هنا في المستقبل .. غير أنني كنتُ في حاجة ماسة لرأس المال .. و حيثُ أنه لم يكن لدي أقارب .. فقد ابتلعت كبريائي و ذهبتُ لأبي.. "


خفتت كلماته حتى صمتت .. و مدت (بيج) يدها إليه .. ولكنها سحبتها قبل أن تلمسه .. وقبل أن يشعر بها حتى ..



" هل وافق على إعارتك النقود ؟ "


ضحك (كوين) قائلاً : " أنتِ تبدين مندهشة مثلما أحسستُ أنا .. إلى أن وضح لي شروطه "
و استوى صوته , و أكمل : " لقد أعارني النقود بالفعل .. ولكن حملني نسبة 2% أكثر من نسبة البنك "






ولكن .. ولكن هذا ربا فاحش !! "






هز كتفيه باستخفاف : " ما فائدة الأب ؟ .. رغم ذلك .. أعدتُ له كل سنت خلال خمس سنوات بثلاثة في المائة فوق نسبة البنك "





ضحكت برقة , وقالت : " أستطيع تخيل ما كان عليه إحساسك .. كأنك .. كأنك كنت تتسلق إيفرست أو تصعد إلى القمر "





التقت عينا (كوين) بعينيها , وقال : بالضبط .. هذا ما أحسستُ به " ..





" و الآن .. هل صرتما أنتَ و والدك أكثر قرباً من قبل ؟"





ابتسم ساخراً : " مثل قرب القط من الفأر .. لا هذا غير حقيقي ... طبعاً لقد أصبحت الأمور أفضل بيننا .. تركته يشعر بأن نجاحي كان نجاحه .. و ضحك بشأن طردي منذُ أعوام , وبشأن شروط قرضنا .. وقال أنه كان فقط يحاول تحفيزي على النجاح .. وأبدت والدتي موافقتها على ذلك .. ؟ أظن أنه كان أسهل من مواجهة الحقيقة " ..




انتظرت أن يستمر .. ولكنه لم يقل شيئاً ..






مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:44 PM   #26

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

و أخيراً سألته :
" هل تشعر بأي ندم ؟ .. أقصد ألم تشعر مطلقاً بأنك افتقدت البيت ؟ "



ضحك (كوين) , و قال: " هذا هو بيتي " .. و أصدر إيماءة واضحة تشمل ما هو أكثر من المنزل , و تابع : " كنتُ أعود إلى أميركا في مهمات عمل , ولكنني لم أذهب إلى كونكت كت منذُ أعوام .. إلى أن اتصل بي (آلن) و أخبرني عن ...



تغير وجهه .. واكفهرت قسماته .. كان قد نسيا لدقائق قليلة , سبب لقاءهما ..
الآن و هي تنظر إليه ... أدركت (بيج) أن سلامهما الهش قد تحطم ! ..



قال بهدوء : " أنتِ امرأة متعددة المواهب . لم ألحظ بأنكِ تستطيعين أداء تلك المهمة الجديرة بالتصديق بادعاء الإصغاء إلى قصة لم تكن بالغة التشويق "



قالت بسرعة : " لم أدع ذلك . لقد كانت شيقة .. إنها توضح الكثير من الأمور عنك "



و ضع كأسه على المائدة , وقال : " أي أمور ؟ "



" مجرد ... أمور .. أقصد أنك تختلف كثيراً عن (آلن) " .








كان خطأ أن تفوهت بذلك .. رأت ذلك في إمالته المفاجئة لرأسه .






و تمتم " هذا صحيح " ..






و أخذ الكأس من بين أصابعها المضطربة , وتابع : " أنا لا أشبه أخي في شيء "





دق قلبها بجنون , وقالت : " (كوين) .. أرجوك "






" أهكذا خدعت ذلك المسكين يا (بيج) ؟ .. الثرثرة الدافئة .. والأسئلة عن طفولته ؟ "




" لم أفعل ذلك "







" إن سلب لبي ليس سهلاً إلى هذه الدرجة " , وانفرجت شفتاه كاشفة عن أسنانه , وأضاف :
" و أنا لستُ بنصف صبره "







" (كويــــن) "








" إذا وضعتُ خاتمي في إصبع امرأة .. فأتوقع أن تكون كلها لي "







"كيف تغير بهذه السرعة ؟ ..

حدقت (بيج) في وجهه الغاضب ..

منذُ لحظات كانت تلقي بنظراتها على الرجل الذي قابلته في قاعة الرقص بملهى هانت ..

إنه الآن شخصاً آخراً .. غامض و مخيف ..






همست بقوة : " لا تفعل "






ولكنها كانت متأخرة جداً .. لقد جذبها بالفعل بين أحضانه ..







وقال بهدوء : " أنتِ تريدين خاتم زواجي .. ما معنى ذلك في رأيك ؟ "




وثبت نبضاتها عندما طافت عيناه بجسدها , وقال :
" الجحيم .. لقد انتظرتُ طويلاً فعلاً "









" لاااا "






ضمها إليه في عناق ساحق .. مخدراً صرختها التي لم تصل إلى حلقها حتى ..


أحست بقسوة يديه .. و عطش جسده إليها .. و هي تقف متصلبة بين ذراعيه الغاضبتين ..




زمجر : "لا داعي لهذه الألعاب معي "






لمعت الدموع في عينيها .. أحست بالمهانة والذل وهي عند يديه ..






حدق فيها .. و تمتم بلعناته ..






قال بصوت خشن : " لا تبكِ .. جولييت







جلب الاسم معه قورة حلوة من الذكريات .. وقد تذكرها هو الآخر بدوره ..


ثم خبا الإشراق الوامض في أعماق بحار عينيه ..




غطى فمه فمها و هو يحتويها بين ذراعيه .. دار بها المنزل مثلما حدث ليلة أمس ..







ليلة الأمس ..







ليلة الأمس كانت منهكة و خائفة .. و قد قدم ذراعاه لها السلوان ..








أما الليلة فقد كان ذراعاه تذكيراً بما ينتظرها معه ..




لن ينتهي هذا الأمر إلا بالوقوع في شركه و مبتغاه .. ولن يكون ذلك إلا في وحشية غضبه و نزعته الإمتلاكية ..







همس : " لا مزيد من الألعاب يا (بيج) .. إنه وقت المكافأة "







و طافت يداه بجسدها في تهور محموم .. كانت تعبث في شعرها في قسوة بالغة ..


بينما تقلصت هي من الخوف والرعب الذي ملأ قلبها .. جراء لمسته التي كانت تُشعل فيها الحب منذُ أيام قلائل ..




طارت أفكارها إلى تلك المرة الوحيدة التي كادت تنساق فيا وراء رغبتها مع ذاك الرجل في نيويورك .. كانت ذكرى للألم و الخزى .. للأحلام التي ماتت مواجهة للواقع المسموم ..

كانت تظن أنه لا يوجد أسوء من ذلك .. لكنها أدركت خطأها لدى لمسات (كوين) الخشنة ..



كان هذا أسوأ ..


إنه أساء الاستعمال ذلك السلطان الطاغي , الذي كان يسيطر عليها في لقاءها الأول مع (كوين) ..
لقد استغل الفتنة التي سرت بينهما وحولها إلى سلاح ضدها ..








أغمضت عينيها و وقفت جامدة بين ذراعيه بلا حراك ..







و أخيراً رفع رأسه وحدق فيها ..







قال بحدة : " قبليني أيتها اللعينة .. أين كل تلك النيران التي أذكرها ؟ "







و تحركت يداه تضمها من جديد ..





قال بصوت أجش : " لقد كنتِ تُريدين مني الحب عندما ظننتِ أنكِ لن تريني مرة أخرى .. ماذا حدث يا جولييت الجميلة ؟ ألا يمكنك مجارة رجل يعرفك على حقيقتك ؟ "




همست : " افعل ما تريد , و تخيل أن هناك من يجاريك "



أشاحت بوجهها عنه و أغلقت عينيها و هي تبكي بدموع حارة في صمت .. منتظرة انتهاء هذا الكابوس ..







خيم الصمت فترة .






.
وفجأة .. لفظها (كوين) من بين ذراعيه ..





" انظري إلي يا (بيج) " ..






وببطء , ودون رغبة .. ركزت عليه عينيين ممتلئتين بالدموع الصامتة ..





تهدلت خصلة من الشعر الداكن على جبهته ..


قال في همسة خشنة : " لن يجدي ذلك نفعاً .. أنتِ تظني أن بإمكانك إنزالي إلى شيء أحقر من الإنسان .. إلى رجل يأخذ امرأة بين ذراعيه في صمت .. "


برقت عيناه , و أضاف : " لكني لن أتيح لكِ ذلك "







و فجأة تقدم منها و قبض على كتفيها و جذبها إليه في خشونة , وقال :
" عاجلاً أو آجلاً .. ستحتاجين إلى رجلاً .. مثلما حدث ليلة أن التقينا .. وعندما تفعلين ..
سأكون هنا ..
و سأبادل حبك حباً .. حتى تتوسلي لي أن أبتعد ..
و عندها ..











تركزت عيناها على وجهه .. وهمست من بين دموعها :
" و عندها ؟؟ ..










لم ترغب في سماع بقية كلامه .. لكن كان لابد من أن تسمع ..











غاصت يدا (كوين) في جسدها ..
ثم دفع بها قائلاً :
" و عندها , أكون قد تحررتٌُ منكِ أخيراً .....













مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:49 PM   #27

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

(( لماذا لم تخبريني؟ ))

من المذهل أن يستطيع شخصان يعيشان في منزل واحد صغير .. أن يتجنبا بعضهما إذا قصدا ذلك فعلاً ..
في اليوم التالي نقل (كوين) حاجياته إلى حجرة الضيوف .. و بعدها أصبحت (بيج) تراه بالكاد ..

في البداية ..كان وقع خطواته خارج بابها يحبس أنفاسها في حلقها .. ولكن مشيته لم تكن تضطرب على الإطلاق .. كلن يغادر المنزل قبل موعد نزولها في الصباح .. ولا يرجع مطلقاً حتى وقت متأخر..
بعد العاشرة في العادة , فأصبح من السهل تفادي اللقاء في المساء ..
كانت هي تتناول عشاءها في السابعة , وتذهب لحجرتها في التاسعة .. و طبعاً كان من النادر أن يلتقيا في الصالة .. أو لدى الباب .. بينما كان هو ملتزماً في بروده .. طبعاً هذا الجو خلق ما يشبه الهدنة بينهما نتج عن عما حدث في السابق ..


مر أسبوع ثم أسبوعان .. أحياناً .. كانت (بيج) تظن أن (كوين) قد نسي وجودها .. لكن هذا مستحيل .. لابد أنه كان واعياً لوجودها مثلما هي واعية لوجوده .. لا يمكن أن تسره الحياة بهذه الطريقة حبيساً مع غريبة في منزله ..

وعلى العكس ما كانت تراه بدأت تأمل في الخلاص .. لم يكن (كوين) أبله , عاجلاً أم آجلاً سيضطر للاعتراف بأن هذه المهزلة الزواجية لا معنى لها .. و عندئذ سيطلق سراحها لابد أن يفعل ذلك
إنه الشيء الوحيد الذي يبدو معقولاً .



تزايدت أمالها مع مرور الأيام ..
ثم في صباح يوم ما .. تحطمت كل هذه الآمال .. كانت تحث الخطى في طريقها , لحضور محاضرة في المتحف البريطاني .. أصبحت تهوى استكشاف المدينة كوسيلة لتقل الوقت ..
إن لندن مكان رائع ..

هكذا حادثت نفسها .. وهي تغلق أزرار معطفها قبل خروجها .. لا عجب أن اختار (كوين) الحياة هنا ..
كان يمكنها أن تسعد هنا ..

فقط لو

فقط لو


" سيدة فولر .. أنا سعيدة أن لحقت بك قبل خروجك

التفت (بيج) مندهشة إلى مدبرة المنزل
كانت (نورا) أبرع من أن تعلق على الترتيبات الخاصة بنوم مخدومها ولكن منذ انتقال (كوين) إلى حجرة الضيوف وهي تعامل (بيج) بلامبالاة مهذبة ..



" سأتأخر عن موعدي يا (نورا) ألا يمكن الانتظار "


هوت (نورا) رأسها وقالت :
" إنه بشان حفلة العشاء مساء السبت ..


حدقت (بيج) قي المرأة بإنشداه و قالت :
" حفلة عشاء ؟ "


" نعم يا سيدتي .. هل سيكون تناول الطعام وقوفاً أم جلوساً .. سنحتاج إلى مساعدة إضافية في حجرة الطعام .. يمكنني الترتيب لذلك إذا أردت .. ولكن متعهد الأطعمة يفضل أن يخطر قبلها بأيام قليلة "

هزت (بيج) رأسها :
" أنا لا اعرف شيئاً عن خطة السيد (فولر) ليوم السبت يجب عليك أن تسأليه "

قالت (نورا):
" لقد فعلت .. وقد قال أن تقرير هذه الأمور يرجع إليكِ .. هناك ستة مدعوين للعشاء .. هل تريدين الشراب والخبز المحمص المغطى بالجبن أو ...


قالت (بيج) بصوت قوي :
" أنتِ على خطأ .. أنا لا شأن لي بذلك "



هزت مدبرة المنزل رأسها , وقالت :
" أنا لم أخطئ يا سيدتي "



و التقت عيناها بعيني (بيج) , بينما تابعت :
" صدقيني يا سيدة (فولر) لقد كنت بمثل دهشتك "



تسربت حمرة الخجل إلى خدي (بيج) :
" حسنا (نورا) سأنظر في الأمر "






ظلت المحادثة الغريبة عالقة بذهنها .. طوال اليوم ..




ماذا يعني ..





كانت تعرف أن (كوين) يستضيف عملاء من خارج المدينة من وقت لآخر .. لقد تصادف أن سمعته يحادث فندق كونوت .. مرات عديدة لحجز موائد للعشاء .. لكنه لم يسبق وان يحضر ضيوفه للمنزل على الإطلاق وحتى إذا فعل فلا دور لها في مثل هذه الترتيبات .. هل من المؤكد أن (نورا) قد أخطأت فهم تعليمات (كوين)

لم ترى (بيج) بديلاً عن مواجهة ذلك المغرور .. و أن تطلب إليه أن يوضح ذلك الأمر لمدبرة منزله ..



جلست في حجرة الجلوس .. تنتظر عودة الأسد في تلك الليلة ..
نهضت عندما سمعته يدير المفتاح في الباب .. جف حلقها وعلت دقات قلبها ..







" تكوني بلهاء "






هكذا قالت لنفسها وهي تلتقط أنفاسها وتأخذ طريقها إلى الباب ..









" (كوين) .. أريد أن أتحدث معك لحظة "








تجعد أنفها .. وهو يتبعها إلى حجرة الجلوس .. كانت تفوح منه رائحة شراب قوية تخالطها رائحة عطرية غامضة ..






سألها من دون تكلف وجمود ..
" ماذا حدث ؟ "






قالت :
" لقد سألتني (نورا) عن عشاء تزمع إقامته و قد قلت لها أنها أخطأت ..






" إنها لم تخطئ "





و اجتاز الحجرة إلى خزانة زجاجات الشراب , و أضاف : " سيكون هناك ستة أفراد .. بما في ذلك أنتي و أنا .. أظن أنه ينبغي أن نعد شيئاً غير رسمي .. ولكن القرار الأخير لك " .




حدقت فيه (بيج) مندهشة .. بينما يصب لنفسه . . كأس من البراندي وقالت :
" لكن ... لكن ... هذا شيء غير وارد يا (كوين) .. أنتا وأنا لسنا .. لا يوجد لدينا سبب لإقامة عشاء .. آه





تجرع السائل الكهرماني جرعة واحدة وقال :
" لدينا جميع الأسباب يا (بيج) .. نحن متزوجان "





طافت نظرته الباردة على جسدها في بطء , وأضاف :
" هذا منزلنا .. أنا أتكفل بفواتير كل شيء .. ماذا تفعلين أنتِ بالتحديد ؟ "











" لا تتجاوبي مع الإغراء "






هكذا حادثت نفسها .





" أنا أفكر في الذهاب إلى إحدى الوكالات والبحث عن وظيفة ..





ضحك (كوين) وقال : " إنهم لا يعلنون عن حاجتهم لنساء بمثل مهاراتك يا محبوبتي ..











" اللعنة عليك يا (كوين) "






وضع كأس البراندي على البار و قال بصوت أجش :
" إن لديكِ وظيفة فعلاً .. أنتِ زوجتي "







تلاشى غضبها وراء إحساس الخوف الذي سرى بدمائها , و قالت :
" ظننت أننا سوينا الأمر "






اجتاز الحجرة في خطى واسعة و قبض على كتفيها .. ثم سألها بتأوه :
" سويناه ؟ "

أصبحت رائحة الخمر أقوى ..
و أدركت أنه شرب منه الكثير قبل أن يشرب البراندي ..





التوى فم (كوين) بابتسامة قاسية , و قال :
" يا جميلتي جولييت , لم ننته من الموضوع , ولكننا سنفعل .. أعدك أنه سيحدث في يوم من الأيام "



نظرت في عينيه مباشرة .. وقالت بتردد :
" لقد .. لقد أسرفت في .. الشراب ! "






تفاجأ (كوين) لهذه اللفتة منها .. و لكن ضاقت عيناه و هو يقول لها :
" إن أفعالي شيء خاص بي . "





أومأت (بيج) له وقال بتحد :
" بالضبط .. وبالمثل حفلة عشاؤك .. أنا لن ..




شهقت عندما اشتدت قبضة يديه على كتفيها , وقال :
" يا لإرادتك اللعينة .. لقد أمضيت الأسابيع الأخيرة كغريب في بيتي .. ولستُ معجباً بذلك "





و هوت يداه فجأة إلى جانباه , و أضاف :
" إنه الوقت الذي تؤدين فيه دورك هنا .. أنا أنتظر أن تتناولي عشاءك معي في كل سهراتي "



" لماذا ؟ .. أنت و أنا ..




زمجر بصوت عال :
" أنا و أنتِ متزوجان يا (بيج) .. و هذا يعني أن نتناول العشاء معاً .. ونتحدث معاً .. ويرانا الناس معاً .. لقد مللتُ انتحال الأعذار بشأن غياب عروسي .. كانت عادتي أن استقبل ضيوفي في منزلي "



و ابتسم ببرود . ثم تابع : " سيكون من الصعب أن أتقبل وجودك في حجرتك بينما أتناول عشائي مع الضيوف "




" لا شأن لي بكل ذلك .. "



" لقد حان الوقت أن ترتفعي لمستوى تعاقدنا وتبدئي تمثيل دور زوجتي المحبة "




و سدد نظراته إلى عينيها قائلاً :
" بالتأكيد أن إنسانه بمواهبك تستطيع ذلك "




"هذا مستحيل .. أنت لا تتوقع منــ ..




" أنا أستطيع .. بل و أتوقع بالفعل يا (بيج) .. إن الكياسة ثمن ضئيل بالنسبة للنقود التي أودعها لحسابك في البنك , أليس كذلك ؟ "






أحست بوجهها يلتهب إزاء ابتسامته الساخرة و أخيراً .. أصدرت إيماءة مبتسمة ..
" حسناً .. ماذا تريدني أن أفعل ؟ "




تلاشت ابتسامته .. و ظنت للحظة .. كاد يتوقف فيها قلبها .. أنه سيأخذها بين ذراعيه .. تسارعت أنفاسها ..
لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة لمسها فيها .. ولكن لا يزال بإمكانها تذكر إحساسها بجسده , وطعم قبلته ..


غير أن كل ما فعله (كوين) هذه اللحظة معها .. أن حك يده بخفة إزاء وجنتها ..








" فقط ما تستطيعين عمله يا جولييت الجميلة .."




كان صوته رقيقاً .. مشوباً بلمحة من الإعياء , لم تتوقعها مطلقاً ..



و ارتفعت عيناها ببطأ إلى عينيه ..








همست :
" (كوين) ؟ "









" ما الأمر يا (بيج) ؟ "






" أنا .. أنا سأفعل ما تريده "








لاح العبوس في عينيه , وقال ببطء :
" حقاً ؟ "








ثم عاد البرود يغلف كلماته , وهو يضيف لها :
" حسناً .. يمكنك البدء بتناول الإفطار معي في الغد .. يمكننا عندئذ بتناول الحديث عن حفلة العشاء "









أومأت (بيج) له .. و بعد فترة صمت .. استدار (كوين) وهو يقول لها :
" حسناً "






غمرتها الرائحة العطرية مرة أخرى ..





فجأة أحست كأن قبضة قوية اعتصرت قلبها ..








عطر ..





عطر امرأة !! ..





إلا أن ذلك لا يهمها .. فليكن مع من يشاء ..
لكن رغم ذلك .. رقدت (بيج) نصف متيقظة في تلك الليلة ..
تعذبها صورة نساء مجهولات , يرقدن في رضا , بين ذراعي زوجها ..




مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:51 PM   #28

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

انضمت له في الصباح التالي .. ومرة أخرى على العشاء في المساء ..
جلسا متقابلين في صمت , كأنهما غريبين يتقاسمان مائدة في المقهى ..
إلى أن وضع (كوين) فنجان قهوته الفارغ و نظر إليها ..



" سيكون من الصعب أن نتحدث في وجود الضيوف ونحن لا نعرف عن بعضنا شيئاً "



أجابت (بيج) بجفاء :
" ليس لدينا ما نقوله "



كان وجه (كوين) متجهماً , وقال :
" إذن سنجد شيئاً "




كانت أحاديثهما الأولى مناقشات متكلفة عن الطقس و الأحداث الجارية .. ثم صار الأمر سهلاً عندما اكتشفا غراماً مشتركاً برسوم الكاريكاتير السياسية ..


و في صباح يوم ما سألت (بيج) عن كتاب مصور قد عثرت عليه في المكتبة ..


" هل هي صورك ؟ "



أومأ (كوين) , و أجاب :
" لقد حملت الكاميرا كهاو , لعدة أعوام .. أنا لستُ ماهراً جداً .. "



قالت بسرعة دون تفكير و هي تقلب نظرها بين صفحات الكتاب :
" بل أنت ماهر فعلاً .. "



ثم توردت وجنتاها , وأضافت :
" أقصد أنني لا أعرف الكثير عن التصوير الفوتوغرافي , ولكن صورك تتميز بالإثارة "



ارتسمت على شفتيه ابتسامة مسرورة , وقال بهدوء :
" حسناً .. شكراً لك "



و عرض أن يريها معمل التحميض الخاص به في بيته بالدور السفلي منه ..
كانت معرفتها بالأفلام تبدأ وتنتهي عند كونها تأتي معبأة بإتقان في علب صفراء صغيرة .. و تدخل بحذر إلى الحجرة الصغيرة المظلمة .. و كانت تعتقد أن ما يحدث في تلك المحاليل الكيماوية ليس إلا معجزة من صنع إنسان !


في اليوم التالي وكان يوم السبت .. التزم (كوين) الصمت مرة أخرى أثناء الإفطار إلى أن وضع فنجانه فجأة ونظر إليها ..


" سأذهب لالتقاط بعض الصور في حديقة هايد بارك .. هناك مهرجان للطائرات الورقية و .. "
تابعت عيناه عيناها وسألها : " هل يهمك أن تأتي معي ؟ لستِ مضطرة بالطبع أن ..




قالت (بيج) بسرعة :
"بالطبع .. أود ذلك كثيراً " , وابتسمت له بطريقة لم تفعلها على الإطلاق و تابعت :
" شكراً أن طلبت مني مصاحبتك "




ستظل تذكر هذا اليوم على أنه نقطة تحول كبيرة في حياتها ..

لقد استنفذ (كوين) في هذا اليوم ثلاثة أفلام , ثم اشترى لها طائرة ورقية من أحد الباعة .. و خلال دقائق كانت تلك الطائرة التي تتخذ هيئة التنين .. تلمع بألوان زرقاء وحمراء فضية .. محلقة فوق رأسيهما ..
ضحكا يومها كأنهما طفلين .. و أرخيا للتنين ياردات قليلة .. وراقباه وهو يطير فوق قمم الأشجار
لكن عندما اقتلعت الريح خيط الطائرة فجأة .. أحست (بيج) ببؤس كئيب ..




قالت بحزن صادق :
" لقد فقدتها .. أوه (كوين) .. أنا آسفة "



ابتسم (كوين) بهدوء و قال لها :
" أنا لستُ آسفاً .. لقد كان يوماً رائعاً "




أحست أن وجهها بدأ يلتهب .. و قد حادثت نفسها بأن ذلك من تأثير نفحة الهواء البارد .. ولكن , عندما حان وقت انصرافهما .. بدا من الطبيعي أن تتشابك أصابعهما و هما يسيران نحو السيارة ..

بعد ذلك صار من الصعب ملاحظة الطرق التي انفتح بها كل منهما على الأخر .. ولكن أدركت (بيج) أن هذا اليوم قد ترك أثراً طيباً على وقت عودة زوجها إلى المنزل ..
صحيح أنه نادراً ما كانا يخرجان لتناول العشاء خارجاً .. مفضلين تناوله في دفء المكتبة .. إلا أنه و في كثير من أمسيات إجازة (نورا) , كانت (بيج) تصر على القيام بعمليات الطهي !




قالت له في إحدى الأمسيات أثناء تناولهما عشاءهما المكون من فطائر البيتزا و حساء السمك :
" أنا أحب الاهتمام بأمور المطبخ "

و عندما أثنى (كوين) ببعض الكلمات على وجبتها البسيطة تلك .. امتلأ قلبها بالفرحة ..




بعد العشاء كانا يجلسان بجوار المصطلى ..
كانا يقرآن ..
علمها لعب الشطرنج .. و شجعها عندما هزمته أول مرة .. رغم شكها القوي أنه تركها تفوز عليه..
أصبحا يذهبان سوية إلى الحفلات الموسيقية في باربيكان .. أخذا يترددان على المسارح وسط المدينة..

و في إحدى الأمسيات التي كان يسقط فيها المطر رذاذً ..سارا على مهل خلال ضاحية ماي فير الهادئة .. يتضامان في بهجة تحت مظلتهما الواسعة ..


تحدثا في كل شيء .. ماعدا ما جمعهما في الأساس ..
كم من المرات التي ودت فيها (بيج) أن تتحدث معه عن ذلك .. لقد كانت تريد أن تترك الماضي كما هو:
((مجموعة غامضة من الظروف التي فرضها عليهما الآخرون ..)) ولكنها كانت مترددة ..

و أخيراً ..

و في إحدى الأمسيات .. فتحت الموضوع ..




" لقد حادثت والدي اليوم .. لقد قال أنه ممتن ...




برقت عينا (كوين) بالتحذير , وقال :
" أنا لا أريد امتنانه و لا امتنان أي شخص آخر "
و أشاح بوجهه عنها ..

ولكن بعد لحظة , سألها :
" كيف كان يومك ؟ "

و سرعان ما استجابت لقصده الواضح لتغيير ذلك الموضوع الذي كان مشحوناً بدرجة تثير الإحساس ..



كان الأمر أسوأ عندما ذكرت آلن .. عندما وصل خطاب منه , أخذه (كوين) إلى المكتبة و أغلق الباب , تفحصت (بيج) وجهه بقلق لدى خروجه .. وعندما لم تستطع تحمل صمته لفترة أخرى ..
سألته جزافاً :
" كيف حال آلن ؟ "



" بخير "



" هل هو ...




قال بحدة : " لا أريد أن أتحدث عن آلن .. هل تفهمين ؟! "



قالت في نفسها : أنا فهمت ..

لقد تحسنت علاقتهما .. ولكنها لا زالت هشة و غامضة , لا معنى لها لنكأ الجراح القديمة ..
و في ظلام الليل .. سمعت تحذيراً لصوت صامت بأن تجاهل الأمور لم يكن مثل التفاهم بشأنها ..
و لكن مع شروق الشمس .. رأت أن شكوكها كانت بالنسبة لها شيئاً سخيفاً ..

المهم أنها و(كوين) كانا يقتربان من بعضهما بدرجة أقوى ..
كان ذلك بالطبع لتتمكن من القيام بواجباتها العلنية كزوجة له .. ولكن باستثناء حفلة العشاء الأولى تلك .. لم يريا أي إنسان أخر سواهم ..
لقد كانا كمن يعيشان في عالم خاص بهما ..
عالم تدب فيه الحياة بمجرد أن تسمع صوت مفتاح (كوين) وهو يدور في الباب كل مساء عائداً من عمله ..
وجدت (بيج) نفسها تلقي بنظراتها إلى ساعتها بعد ظهر كل يوم .. متسائلة عما إذا كان سيأتي مبكراً أم متأخراً ..
مبكراً يعني حوالي الساعة السادسة .. لم يسبق أن عاد إلى المنزل قبل ذلك ..


و عندما تحين هذه الساعة تكون قد اطمأنت إلى إعداد النيران في المكتبة وبدلت ملابسها ..

في عصر أحد أيام لخريف الباردة .. كانت قد أعدت النيران .. ولم تكد تبدأ في صعود الدرج مهرولة حتى سمعت الباب يُفتح ويُقفل ..


توقفت في منتصف الدرج .. و حدقت في (كوين) مندهشة عندما توقف في المدخل ينظر نحوها ..


قالت بلهجة مرتبكة :
" لقد عدت ! "


كان ينظر إليها باستغراب .. و أجرت يدها على شعرها في خجل , وقالت :
" أنا أيضاً عُدت لتوي .. كنتُ في محلات فيكتوريا و ألبرت و قد أصابني المطر بالبلل "


يا إلـهي .. إنها تهذي كما هي دائما ً .. ولكن تلك النظرة من عينيه .. كانت قد أثارتها بالفعل ..
تابعت حديثها : " لم أدرك أن الوقت تأخر إلى هذه الحد "

كانت ابتسامة (كوين) لطيفة وهو يقول لها :
" لقد عدتُ مبكرا لأنني رأيت أنه سيكون من الرائع أن نقوم بنزهة بالسيارة قبل العشاء "



لماذا كان يحدق فيها ؟ ..
إن به شيئاً مختلفاً هذه الليلة .. ولكن ما هو ؟

ابتلعت (بيج) رقها لترطب حلقها الجاف .. ثم قالت بحذر :
" أنا أرغب في ذلك .. فقط أعطني دقيقة لأبدل ملابسي و .. "

أسكتتها نظرته , و قالت :
" حسناً .. دعنا نذهب " .





في الجاجوار .. شحب الإحساس السلس بزوال الكلفة الذي نما بينهما خلال الأسابيع الأخيرة ..
كان حديثهما متكلفاً .. و عندما توقفا للعشاء في ملهى , من الطراز المنسوب للملكة إليزابيث , يشرف على نهر التايمز .. كان هذا الإحساس قد اختفى تقريباً ..


خيم عليهما الصمت طويلاً .. بعد أن أمرا بطعامهما .. إلى أن سألها (كوين) بخفة :
" هذا مكان عتيق جميل .. أليس كذلك ؟ "


أومأت (بيج) موافقة :
" نعم إنه رائع "




" هل تريدين مزيداً من الشراب ؟ "



" لا .. شكراً "



اتصل الصمت بينهما مرة أخرى .. عندما وصلت وجبتهما .. وجدا فيها شيئاً يلهيهما عن ذلك الصمت .. ولكن (بيج) لم تستطع أن تأكل ملء فيها .. وعندما اقترح (كوين) أن ينصرفا .. كادت أن تسقط كرسيها في اندفاعها للنهوض ..




قال باقتضاب :
" لقد تأخر الوقت "


أومأت هي موافقة .. و لأول مرة أحست بشوق بالغ لعزلة حجرة نومها ..

زفرت أنفاسها في ارتياح عندما وصلا للمنزل .. كان هناك شيئاً ما بينهما .. ولكن لم تدري بالضبط ما كنهه ..


أغلق باب المنزل خلفهما .. و عند أول درجة للدور الأول , قالت له :
" طابت ليلتك .. شكراً لك على هذه النزهة الرائــ ....



" ربما قد ترغبين في بعض البراندي قبل أن تخلدي للنوم ؟ "



هزت (بيج) رأسها , وقالت بلطف رافضة الدعوة :
" لا , شكراً سوف أخلد للنوم فوراً .. أنا تعبة حقاً "



أومأ (كوين) رأسه , قائلاً :
" كما ترغبين "



استدارت و بدأت في صعود الدرج .. لقد أحست أنه خلفها مباشرة .. يتبعها ..




نعم .. لقد وجد (كوين) نفسه يتبعها إلى حجرتها من دون سبب ..



كادت أن تقول له ..أنه من السخيف أن تعيش في بيته بينما ينام هو في حجرة أخرى بمفرده ..
ولكن شيئاً ما حذرها من الجدال مع هذا الرجل القوي ..
بدأت نبضة في حلقها تخفق عندما فكرت فيه وهو يراقب ردفيها وساقيها وهي تصعد أمامه ..

و عندما وصلا إلى الطابق العلوي .. أسرعت إلى باب حجرتها المغلق ..





" (بيج) ! "


كان صوته هامساً مبحوحاً ..


" (بيج) ! "




استدارت قائلة له :
" طابت ليلتك " ..



بدا كل شيء كأنما يحدث في بطء مصطنع .. نظرت له و رأت النيران الغامضة في عينيه ..

و عندما وضع يده على ذراعها ..فهمت كل شيء فجأة ..

يبدو أن الإحساس الكهربائي الذي جمعهما معاً .. قد بدأ يومض في الهواء المشحون ..

(كوين) يريدها الآن .. و هي أيضاً تريده بشده ..

لقد قادت الأسابيع الماضية شعورهما إلى هذا الإحساس .. غير أنه أدرك هذا قبلها ..

نعم .. هذا هو سبب عودته بها للبيت مبكراً .. وسبب التوتر الذي كان بينهما طوال المساء ..




أشاحت بوجهها عنه في ارتباك .. لكنه أحاطها بذراعيه و جذبها إليه هامساً باسمها مرة أخرى ..

كان صداه على لسانه كأنه العسل نفسه ..


أحست بدفء جسمه و قوته إزاء جسدها ..
أغلقت عينيها وتركت نفسها تستند عليه .. وتريح ثقلها على صدره وذراعيه المحيطان بها ..

كان باستطاعتها الإحساس بتلك الحرارة المشعة المحيطة بهما .. وأن تشم رائحته المميزة ..

لثمت شفتاه شعرها ..
كل ما كان عليها أن تفعله هو .. أن تستدير و ترفع وجهها إليه ..


(( ستحتاجين رجلاً .. و سأكون هنا ))


قفزت الكلمات البشعة إلى عقلها .. و لكن (كوين) قال ذلك قبل أن يعرف كل منهما الآخر ..
هل من المؤكد أن الأمر يختلف الآن ؟!



تذكرت قوله ((سأبادلك حباً .. حتى تتوسلي لي أن أتوقف عندها سأكون قد تحررتٌُ منكِ أخيراً ))



أحست كأن يداً باردة اعتصرت قلبها , وقالت :
" الوقت متأخر يا (كوين) .. و أنا تعبة "




" جولييت ...



أغمضت عينيها .. ممتنة أنه لم يستطع رؤية وجهها , وهمست :
" أرجوك "



غاصت أصابعه في كتفيها .. ثم انزلقت يداه عنها ..




قال : " نعم بالطبع "




و فجأة .. كانت وحدها في ذلك الرواق الطويل .



* * *


في الصباح التالي .. كان قد خرج عندما هبطت لتناول الفطور ..
إنها المرة الأولى منذ أسابيع التي لا يبدءان فيها اليوم معاً .. و أدهشها كيف بدا المنزل خاوياً بدونه ..

عندما دق جرس الهاتف في الضحى .. اختطفت السماعة من يد (نورا) التي اندهشت .. و ابتسمت هي لدى سماعها صوت (كوين) ..

و دون أن تفكر قالت :
" لقد افتقدتك هذا الصباح " ..


ثم كانت لحظة صمت .. قال بعدها :
" لقد طلبتُ من (نورا) أن تدعكِ نائمة .. وقلت لها انكِ كنتِ متعبة ليلة الأمس "


ابتلعت ريقها بسرعة , وقالت :
" (كوين) .. بشأن ليلة الأمس ...


قال بفظاظة :
" انسيها .. أريد أن أتحدث بشأن الليلة .. لقد وفد أحد عملائي للمدينة .. وتريد زوجته أن تحضر حفلة موسيقية بقاعة ألبرت هول "



" هل تريدني أن أحجز لكم التذاكر ؟ "



زفر أنفاسه , وقال :
" إنهم يصرون على الصحبة يا (بيج) .. حاولت أن أصرفهما عن ذلك ولكن .. أنظري , هل تجدين بأساً لو أننا صحبناهما .. إنه رجلٌ مزعج .. لكنه سيقدم طلباً ضخما لبعض البرامج , و ..



قالت بسرعة :
" أنا لا أجد بأساً في ذلك على الإطلاق "

و أحست بالأمان الذي ستوفره صحبة الغرباء ..



و أضافت :
" هل يرضيك ذلك ؟ "




" مالت نبرته إلى الرقة وهو يقول لها :
" شكراً يا (بيج) .. أراكِ الليلة "




اهتمت بثياب سهرتها أكثر من المعتاد , و كادت أن تتأخر في مغادرتها المنزل ..
و عندما نزلت من إحدى سيارات الأجرة أمام قاعة ألبرت هول .. نظرت حولها بلهفة .. وعيناها تبحث عن زوجها .. (كوين) ..

كانت حشود الزوار تتزاحم حول الدرج المؤدي إلى المبنى .. ولكن خلال لحظة .. أدركت أنه لم يصل

لم تكن لتخطئ وجوده أبداً بعد الآن .. لقد أصبحا منسجمان مرة أخرى .. تماماً مثلما كانا في حفلة عيد جمع القديسين ..
أحست أن قلبها يطفر بدقات الفرح المتسارعة ..

(كوين) ..

(كوين) ..



أجفلت عندما انزلقت ذراع حول خصرها .. و ظهر لها (كوين) مبتسماً ..


قالت :
" مرحبا .. لم ألحظ قدومك , لابد أني استغرقت في أحلام اليقظة "



كشف عن أسنانه في ابتسامة واسعة , وقال:
" هذا اعتراف أقل من الواقع .. بدا كأنك تحلقين على بعد مليون ميل .. فيم كنتِ تفكرين ؟ "




" في الليلة الماضية .. عندما كنتُ غبية لدرجة أن خرجت من بين أحضانك و أبعدتك يا حبيبي "




ودت أن تقول ذلك .. لكنها استعادت توازنها بسرعة مذهلة .. وبطريقة ما استطاعت أن تصدر ضحكة مرح صغيرة ..

" كنتُ أتساءل عما إذا كنتَ ستحضر إلى هنا من الأصل .. ماذا سيقول عميلك لو أننا تأخرنا ؟ "



أخرج (كوين) زفراته و قادها نحو المدخل الواسع , وتمتم :
" لسنا متأخرين لتلك الدرجة "
و نظر إلى التذاكر في يده قائلاً :
" لا بد أنهم قد بدأوا لتوهم "



قالت تشاركه إحساسه :
" ياله من شيء بغيض "

ولكن كان من المستحيل أن تحتفظ بوجه صارم .. و بدأت تغرق في موجة ضحك ..
أحست و هي تنظر إلى الوجه الباسم بجانبها .. أن الضحك معه شأن آخر ..
و ارتفع قلبها محلقاً .. كل شيء رائع وهي بصحبته ..
و قالت و الموسيقى تتسلل إلى أذنيها :
" أنا أتفق معك في الواقع .. إنها موسيقى ماهلر الليلة .. أليس كذلك ؟ يا إلـهي , كم أكره موسيقاه "




أومأ قائلا :
" ولكن (جاك ويرد) يحبه "


نظرت له (بيج) مقطبه .. فأشار لها بوجهه :
" إنه العميل الذي سنقابله بالداخل "


" أوه , الرجل الذي سيقدم عرضاً بطلب مليون برنامج كومبيوتر "

و سرت رجفة خلالها عندما وصلت لأسماعها مرة أخرى تلك الموسيقى الصاخبة للسيمفونية الخامسة ..



" أظن أنها ستكون سهرة طويلة "



تنهد (كوين) :
" أطول مما تتخيلين .. إذا كنتَ تظنين الموسيقى شيئاً مملاً , فانتظري حتى تقابلي (جاك ويرد) العجوز الطيب "


و ابتسم وهو يقودها إلى القاعة , وتابع :
" لكنني أظن أنني أستطيع تحمله لليلة واحدة .. دعينا نأمل أن يخطط لتقديم ذلك الطلب الأضخم و الذي تلقته الشركة على الإطلاق " ..







بعد فترة من بدء السهرة .. رأت (بيج) في اشمئزاز أن ما خطط له " (جاك) العجوز الطيب " سرعان ما طبقه عليها ..

عندا أخذوا مقاعدهم .. وضع البروتوكول , (كوين) بجوار السيدة (ويرد) .. بينما وضع (بيج) بجوار زوج السيدة .
طبعاً كانت هناك بعض مقدمات التعارف السريعة ..

كان (ويرد) نفسه طويلاً .. و ذا وجه وسيم .. وكتلة من الشعر الأشقر الكثيف ..
بينما كان لزوجته وجه جميل .. و عينان حزينتان ..

لاحظت (بيج) ذلك في فترة التوقف قبل أن تستأنف الموسيقى عزفها مرة أخرى من خلال بضع كلمات تبادلوها تعليقاً على العزف ..




في البداية , ظنت (بيج) أنها خيالاتها عندما احتكت يد (ويرد) بفخذها ..
خطفت بصرها إليه من جانب عينها .. أيقنت أنها تخيلاتها .. فقد كان له وجه متجهماً في تركيز مستغرق مع الفرقة الموسيقية ..
بعد خمس دقائق .. اتضح مخطط ذلك السيد .. وتمتم عندما امتدت يده إليها : " آسف ! "
ثم احتكت يده بكتفها .. وقال مرة أخرى : " آسف " ..


عندما انتهت الحفلة الموسيقية .. كانت هناك نصف دستة من "التأسفات" .. ولم تقنع (بيج) بأي واحدة منها ..
لا يمكن أن تحدث لفرد كل هذه المصادفات ..
لمست قدم (ويرد) قدمها .. و احتكت ساقه بساقها .. و عندما ركبوا الجاجوار , متجهين لتناول العشاء في إحدى الملاهي .. احتكت فخذه بفخذها ..



لم يكن هناك ما يمكنها عمله .. كانت حركاته بالغة السرعة .. والإتقان ..
لقد قابلت رجالاً مثل (ويرد) من قبل .. و هي تعرف كيف تُسيٍر اللعبة .. إذا قالت شيئاً ما ..
كأن تطلب منه أن يكف آذاه عنها .. سينكر عمل أي شيء ..
الخاسر الوحيد سيكون (كوين) بالتأكيد .. فلن يعقد (ويرد) صفقاته مع شركته إطلاقاً بعد أن تفضح أمره..


لن تربح السيدة (ويرد) شيئاً أيضاً .. انقبض قلب (بيج) بشفقة لأجل تلك المرأة ..
لا عجب أن لها مثل هاتين العينين الحزينتين .. إنها تعرف تماماً ما يفعله زوجها ..
ربما مرت بهذا الحرج من قبل .. لقد ظلت تلقي بنظرات معتذرة إلى (بيج) .. كأنما تعبر لها عن أسفها ..
إن سؤال (جاك) أن يكف لعبته الحقيرة .. المثيرة للغثيان , لن يجلب سوى المزيد من الخزى على رأس تلك البائسة ..
و تساءلت عما سيفعله (كوين) لو علم بما حدث .. ربما يجدع أنف (ويرد) أو يسويها بوجهه ..
أحست ببعض الرضا الذاتي لهذه الفكرة ..

عندما يصبحان بمفردهما فيما بعد , ستخبر زوجها أن هذا الـ (جاك) لم يكن شيئاً ثقيلاً فحسب .. بل كان جلفاً ! ..

وبعد أن يعودا للمنزل .. ربما تقترح إعداد قليلاً من الشاي أو ما شابه .. بل ربما يقترح (كوين) بعضاً من البراندي مثلما فعل ليلة أمس ..
ستقول "نعم" .. وستدع سحر هذه الليلة يصلح من شأنهما ..


رفعت نظرها .. كان (كوين) يراقبها .. باستطاعتها أن تشعر بحرارة نظراته ..

و تحت المائدة .. كان (جاك) يحك ساقه بساقها في إيقاع منتظم .. ولكنها لم تكن واعية لذلك ..
كانت على وعي بـ (كوين) فقط .. لقد كانت عيناه غامضتين وغير ممكن قراءة ما بهما ..
التهبت وجنتاها .. يا ترى ما عساه الذي يفكر فيه .. ما وراء تلك القوة الغامضة ..




" . . . . . أخبركِ بطالعك "





طرفت عيناها وتساءلت :
" ماذا ؟ هل قلت شيئاً يا سيد (ويرد) ؟ "





ابتسم الرجل بخبث , وقال :
" إنه (جاك) يا حبيبتي .. لقد قلت ، أنك لو أعطيتني يدك الصغيرة , فسأخبرك بطالعك .. لقد تعلمتُ ذلك من غجرية عجوز "




" لا شكراً يا سيد (ويرد) .. أنا ....




قبض (ويرد) على يدها و جذبها , وقال :
" تشجعي ولا تخشي شيئاً .. دعينا نلقي نظرة على خط الحب لديكِ "





رفعت بيج نظرها مرة أخرى .. كان (ويرد) لا يزال يتحدث , لكنها كانت قد نبذته ..
كان (كوين) ينصت للسيدة (ويرد) وكان يثني لها رأسه مجاملة ..
تساءلت .. لماذا يبدو فمه صارما هكذا ؟! ..
لا إنه ليس صارماً على الإطلاق ..
إنه مثير ..
و عيناه .. ليس بهما أي برود .. كانت بلون البحر ..
ولكن البحر الجنوبي حيث يرى المرء مائه أحياناً بلون الدفء الدموي ..



استدارت رأس (كوين) تجاهها ببطء .. و استقرت عيناه على وجهها ..
على فمها ..
أحست بحرارة نظراته .. و مست عيناها شفتيه في اعتراف لا واعي بالرغبة في تقبيله ..
لاحظت نظرة رهيبة على وجهه ..
هل هو غاضب ؟! .. لا .. لا يمكن ..




طرفت بعينيها وقالت باهتياج و هي تجذب يدها من يد (ويرد) بقرف واضح :
" بحق الله يا سيد (ويرد) لا تفعل ذلك !! "





تساءل (ويرد) ببراءة :
" أفعل ماذا ؟ "



هزت بيج كتفيها باشمئزاز .. و مسحت يدها بمنديل المائدة ..
لقد كانت شديدة الانشغال بـ (كوين) لدرجة أن مرت فترة قبل أن تدرك أن (ويرد) كان يجري سبابته عبر بطن يدها ..

ودت لو يسعدها الحظ ذات يوم لتخبره أن ما يفعله لم يحمل إليها أي إثارة أو اهتمام .. لقد أحست كأن قوقعاً يزحف على يدها مخلفاً ذيلاً لزجاً .. ولكن لا مجال لأن تخبره بذلك هذه الليلة ..
إنها الليلة مشغولة جداً بفيضان من الإكتشافات التي تقوم بها حول (كوين) .. زوجها ..





" هيا يا حلوتي .. دعينا نُري هذين الإثنين كيف يكون الرقص .. "




جذب (ويرد) كرسيها , وقبل أن تحاول الأعتراض كان قد أحاطها بذراعيه متجهاً بها نحو دائرة الرقص





قالت في نفور:
" في الحقيقة .. أنا لا أشعر بالرغبة في الرقص "






و حاولت أن تترك مسافة بينها وبينه , و أضافت :
" بالله عليك يا سيد (ويرد) .. أرجــ





" (جاك) .. (جاك) أفضل .. لماذا أنتِ متصلبة هكذا يا حبي ؟ ألم يعلمك أي أحد الرقص مطلقاً ؟ "





قالت في تجهم :
" أنا لستُ متصلبة .. غير أني لا أحب أن يمسك بي شخص عن قرب بهذه الطريقة ! "




ولكنها نسيت كل ما يتصل بـ (ويرد) عندما رأت زوجها من فوق كتفي الرجل و هو يقود السيدة (ويرد) إلى الدائرة ..
كان (كوين) يمسك بها على مسافة مهذبة .. ولكن بيج أحست بعقدة قوية من الغيرة تنتفخ أسفل صدرها .. إنه لم يرقص معها على الإطلاق .. و هاهي رقصتها الثالثة مع ((جاك) العجوز الطيب)
ورقصة (كوين) الثانية مع السيدة (ويرد) .. و لكن ..



ضاقت ذراعا (جاك) حولها .. وصدته (بيج) محاولة التخلص منه .. وقالت له بغضب واضح :
" لا تفعل ذلك من فضلك "



" تعالي يا عزيزتي يمكنكِ أن تكوني ألطف من هذا ..






كررت مرة أخرى :
" قلت لا تفعل ذلك "






كانت رائحة (ويرد) مشبعة بالعرق والسجائر وهو يلتصق بها بسخافة ..
أحست فجأة بمدى حماقتها .. لن يريد (كوين) مطلقا أن تدع (جاك) ينشب فيها مخالبه مهما كان عدد الأوامر التي يمكن أن يكلف الشركة بتنفيذها ..
كم هي مخطئة أن اعتقدت أن أمر هذا العميل أهم من كرامتها التي بدأ يبعثرها ..
إن (كوين) شديد الاحترام .. شديد النبل .. شديد المراعاة .. وهو لن يسمح لأي كان بأن يفعل هذا بزوجته ..
نعم .. كم هي مخطئة أنها لم تخبره من البداية ..





جذبها (ويرد) إليه مرة أخرى .. فقالت له بحدة :
" كف عن ذلك "




و عندما حاولت دفع صدره بيديها .. شبك هو قدماه بقدميها .. فتعثرت (بيج) دون أن تتمالك زمام الأمر , لتجد نفسها و قد تعلقت بعنقه مرغمة لكي لا تسقط ..





لف ذراعاه حول خصرها , و قال :
" هكذا هي المرأة ! "



كان ضغط جسده عليها مثيرا للغثيان بالنسبة إليها .. لم تجد بداً من أن تصرخ في وجهه :
" دعني ! "




همس : " لا تلعبي علي دور الخجل والحياء الآن ... "




و أحست بالاحتكاك الرطب لفمه على وجنتها .. و أحتك جسده بجسدها مرة أخرى , وهو يقول لها بإصرار :
" لماذا لا تقابلينني بالفندق الذي أنزل فيه غداً ؟ سوف أرسل زوجتي للتسوق لمدة ساعتين .. سوف ...





و ارتفع صوته في ذعر :
" هيــه , ماذا هناك ؟!! "




اتسعت عينا (بيج) عندما رأت (ويرد) يتقهقر أمامها ..
ظهر (كوين) من حيث لا تدري .. ووقف بينهما جامداً غير باسم كأنما نُحت من صخر .. و قد لف ذراعيه أمام صدره في علامة للقوة ..




مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:52 PM   #29

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

قال لـ (بيج) :
" سننصرف "

كان صوته هادئاً , و كانت عيناه تستقران عليها في نظرة غامضة ..





ارتفع صوت (ويرد) متمتماً :
" ما هذا بحق الله يا (فولر) ؟ زوجتك ...






شحب وجهه عندما قبض (كوين) على ذراعه , وقال بصوت يمتلئ حقداً :
" بالضبط ... زوجتي يا (ويرد) .. وليست زوجتك , ولا زوجة أحد غيري .. إنها تنتمي لي "




سرت رجفة بأوصالها ...
خلال الأسبوعين الأخيرين .. كانت قد نسيت هذه النزعة التملكية المفرطة ..
لقد أخافتها في ذلك اليوم الأول لها في لندن ..
و هي الآن تثيرها .. لقد انتمت إليه .. و هذا ما كانت تريده دائماً ..




تحولت عينا (كوين) إلى عينيها , وقال :
" منذُ متى وهو يتطاول عليكِ ؟ "





ابتلعت (بيج) ريقها , وقالت :
" (كوين) أنا بخير .. أنا فقط ..






" هل سمعت ما قالته يا (فولر) ؟ أنا ..





برقت عينا (كوين) بسرعة , وقال بصوت ثابت :
" لقد وجهت السؤال لزوجتي يا (ويرد) وليس لك "



و عاد ينظر إلى (بيج) قائلاً :
" أجيبيني .. هل كان يفعل ذلك طوال الليل ؟ "




" نعم .. ولكن ..




" لماذا لم تخبريني ؟ "




نظرت إلى وجه (ويرد) الشاحب , وقالت :
" لقد فكرتُ في ذلك , ولكنه عميلك .. إنه







" لقيط .. السيد (ويرد) لقيط "







هكذا قاطعها (كوين) في رد ساخر بطيء .. و أضاف :
" وهو محظوظ لأني لم أهشم رأسه على الحائط .. و الآن , اجمعي حاجياتك وقابليني عند الباب "




أومأت (بيج) له .. ودارت سريعاً خلف (جاك) (ويرد) ..
كادت تشم رائحة الذعر تفوح من الرجل .. و هي لا تستطيع أن تلومه على ذلك ..
إن (كوين) عدو مرعب .. ومن المروع مواجهة غضبه ..
لكنه لم يكن غاضباً منها .. بل كان فقط يبدو كذلك ..
ليس لديه ما يدفعه للغضب منها .. إلا إذا ..
و تذكرت كلماته ..


هل كان يفعل ذلك طوال الليل ؟

لماذا لم تخبريني ؟





رفعت السيدة (ويرد) بصرها عندما وصلت (بيج) المائدة لتأخذ حاجياتها ..
ابتدرتها (بيج) قائلة لها بلطف :
" أنا آسفة ! "

قالت المرأة الأخرى في تسليم حزين :
" لا عليك .. (جاك) هكذا دائماً , إنه لا يعتقد مطلقاً أن هناك من يعرف ما يفعله مع الآخرين "

و مدت بصرها إلى حيث لا يزال الرجلان واقفين , وتابعت :
" على أية حال , سيشكمه رجلك لفترة . يبدو (جاك) و كأنه سيموت من الخوف "


أومأت (بيج) لها , لم تجد ما تقوله .. و رأت (كوين) يتجه إلى الباب بعد أن أقحم النادل ملء يديه من الأوراق النقدية ..


دس ذراعه حولها عندما وصلت إليه .. و ضمها بقوة حتى كادت تصرخ , ولكن الإنضغاط إلى جسده كان راحة في حد ذاته ..
رفعت بصرها إليه و هما يخطوان إلى ظلام الليل ..

قالت :
" يالها من تعسة السيدة (ويرد) .. أنا أشعر بالأسف لأجلها "


لم تكن هناك إجابة . .
فتح لها (كوين) باب الجاجوار .. فانزلقت إلى المقعد بعصبية .. وراقبته وهو يدور حول السيارة
ثم أكلمت معه حديثها بعد أن أخذ مكانه خلف المقود :
" لقد قالت أنه فعل ذلك من قبل .. قالت أنها تأمل أن تشكمه أنت .. وهي ..


علا صرير السيارة وهو يندفع بها مبتعداً عن الرصيف :
" يسعدني أن السيدة (ويرد) استحسنت تصرفي "




نظرت إليه (بيج) .. كان صوته مليء بالغضب البارد ..
مدت يدها ووضعتها على يده الممسكة بعجلة القيادة ..
كانت المرة الأولى على الإطلاق التي تلمسه فيها بملء إرادتها ..





قالت بتردد :
" (كوين) .. هل .. أنت غاضب مني ؟! "




انفرجت شفتاه كاشفة عن أسنانه , و تساءل :
" لماذا ينبغي أن أغضب منكِ ؟ "





كانت تلك هي الإجابة التي تريدها .. ولكن كان في صوته شيئاً تشعر بعدم الارتياح ..
حدقت فيه ثم في الشارع المظلم .. إنها بحاجة إلى حمام دافئ سريع ..
لا زالت تشعر بزحف يد (ويرد) , كأنه زحف ثعبان على يديها ..
وارتجفت بتقزز لدى تذكرها ذلك ..
نعم الحمام أولاً .. ثم .
ثم ..




وثب قلبها هلعاً .. و خطفت نظرات خجلة إلى (كوين) , ماذا سيحدث بينهما الليلة ؟ ..
ارتجفت وهي تفكر في تلك اللحظات التي حبست فيها أنفاسها وهي بين ذراعيه ليلة أمس ..
نعم .. نعم ..
سيحدث مثل ذلك مرة أخرى .. ولكن ..
لن ترده هذه المرة ..
هذه المرة ..




توقفت الجاجوار بجوار الرصيف بالشارع الهادئ .. ثم أوقف (كوين) المحرك , ولفهما سكون الليل ..







جف حلقها مقدماً ..






" ذكريني أن أرسل إلى (جاك) العجوز الطيب علبة سجائر نهار الغد "




كان تعليقه غير متوقع لدرجة أضحكتها , و التفتت إليه قائلة :
" (جاك) ؟؟! .. إن زوجته هي من تستحق هدية وليس هو .. دستة من الورود مثلاً .. على الأقل لصبرها على الأذى الذي يلحقه بها في كل مرة تضطرها الظروف لأن تكون في صحبته خلال سهراته"






نزل (كوين)م السيارة ودار إلى الجانب الآخر منها حيث تجلس وفتح لها الباب و هو يقول :
" لستُ أدري ما نوع سجائره ! "

و مد يده فاستندت (بيج) إليها و هي تخطو خارج السيارة إلى الرصيف .. و أضاف :
" هل تصادف أن عرفتِ ؟ "




رفعت بصرها إليه و هو يحيط خصرها بذراعه , وقالت :
" كيف سأعرف نوع سجائر السيد (ويرد) يا (كوين) ؟!! لا أدري لماذا ينبغي أن ترسل أي شيء بعد الذي فعله "




صفق (كوين) الباب خلفهما , وقال لها بذلك الصوت الناعم الخطر الذي تعرفه جيداً :
" لا عليكِ يا محبوبتي .. كلانا يعرف ما فعل .. لقد أعدّكِ (جاك) العجوز الطيب "





وبرقت أسنانه بيضاء بينما تابع :
" إنه يستحق شيئاً نظير ما فعل .. ألا ترين ذلك ! "







تجمدت (بيج) وقالت له ببطء :
" أعدّني ؟ ... عن أي شيء تتحدث يا (كوين) ؟ "





أغلق ذراعيه حولها و زمجر :
" لابد أنكِ تظنينني أعمى .. ولكن لمَ لا ؟ الجحيم , لقد تصرفتِ كما لو كنتِ كذلك في الأسابيع الماضية "





اتسعت عيناها غير مصدقة وقالت :
" هذه الأسابيع الماضية كانت بالنسبة لي أكثر من رائعة .. إنها ..







" أراهن أنها كذلك .. ما إحساسك بأدائكِ دور السيدة (فولر) ؟ "







شهقت (بيج) عندما غاصت الأصابع الطويلة بقوة في جسدها , وتابع هو دون أدنى اهتمام لتألمها :
" كيف يبدو ذلك ؟ أن تلعبي اللعبة حسب قواعدكِ يا محبوبتي ؟ "






همست بجنون :
" لا .. لم يكن الأمر كذلك يا (كوين) و أنت تعرف ذلــ








هزها قائلاً :
" أنا أعرف ما رأيته الليلة .. أنتِ لم تفعلي ما يدعو للخجل , أليس كذلك ؟ ملاحقة (ويرد) أمام زوجته .. أمامي ..










هزت (بيج) رأسها تنفي ذلك بقوة :
" لا .. غير حقيقي ..أقسم أنــ









" لا عليكِ يا (بيج) .. فقط لا تضيعي وقتي بالأكاذيب , لقد رأيتكِ .. و رأيت عينيكِ وقد بدأتا تظلمان و أنتما تلعبان بأقدامكما تحت المائدة .. لقد رأيتُ الرجفة التي لم تستطيعي إخفاءها من على شفتيك ِ عندما احتضن ذلك اللقيط يدكِ "





و التوى فمه بالاشمئزاز و تابع :
" يا إلهي .. وطريقتك في الاحتكاك به أثناء الرقص .."








حدقت في وجهه .. منتظره أن يضحك و يخبرها بأن كل ذلك كان نكتة بغيضة .. ولكن عيناه لمعت بالغضب الشديد .. لا بد أن هناك وسيلة لحمله على الفهم .







" لقد فرض نفسه علي يا (كوين) .. أتوسل إليك أنـ ..







" مثلما فعلتُ أنا يا طفلتي ؟ "







حول صوت ضحكته الدم إلى جليد , و تابع يقول لها بوقاحة:
" دعينا لا نضيع كل جهوده هباء يا (بيج) "








صرخت عندما جذبها بين ذراعيه :
" ماذا ستفعل ؟ (كوين) ..







اشتد ذراعاه حولها .. وقال بتأوه :
" كثيراً ما قلنا ((طابت ليلتك)) عند باب حجرتي يا جولييت الجميلة "







انقض فمه على شفتيها في قبلة ذهبت بأنفاسها ..







ثم استحال صوته خشناً و هو يحدق إلى أعلى الدرج قائلاً :
" ليس الليلة يا (بيج) ..
الليلة لن تردعيني "












مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-08, 11:54 PM   #30

مجهولة

? العضوٌ??? » 8052
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 387
?  نُقآطِيْ » مجهولة is on a distinguished road
افتراضي

(( ليتني لم أقابلك ! ))

"(كوين) ... لا .. "






أسكت صرختها بقبلته ..
سحق فمه فمها بينما قيدت ذراعاه حركتها ... بينما بدت هي عاجزة أمام غضبه .. ولم تستطع شيئاً سوى أن تضرب كتفيه بيديها وهو يحملها خلال الظلام ..










كيف يمكن أن تتبدل الأمور بهذه السرعة ؟!..
منذ لحظات كانت غارقة فيما يخبئه الغيب مع هذا الرجل الغامض .. الآن .. فإن أقل ما تستطيع أن تشعر به هو أن ألهب الذعر نبضاتها ..








لا ..

لا يمكن أن يحدث هذا .. لا ليس الآن , ليس عندما إقتربا كثيراً حتى كادا أن يستعيدا ما بدأ بينهما في تلك الليلة البعيدة ..











نفد ضوء القمر من باب شرفة حجرة النوم حتى فراش (كوين) ..


الفراش الذي نامت فيه ليالٍ كثيرة ..


أسقطها في وسط الفراش وحدق فيها ..













قالت سريعا : " (كوين) أنصت لي . أنا ...
















فتح سترته واستدار بعيداً قائلاً لها بقوة : " إنزعي ملابسك .. "
















كان صوته خشناً .. كانت الكلمات تفيض بالوعيد ..
راقبته وهو يتجه إلى الباب ويصفقه ويحكم إغلاقه ..
كانت الرسالة واضحة , ودفعت بموجة من الذعر تسري خلالها ..






لن يوقفه شيء الليلة ..











وببطء , بدأ يسير إليها .. رأت ثقبين من الضوء البارد يتراقصان في عينيه المتحجرتين ..

فك ربطة عنقه , ثم الزرار العلوي من قميصه ..

















زمجر بصوت مخيف :
"انزعي ملابسك أيتها اللعينة"
















زحفت (بيج) وانزوت في مقدمة السرير , وقالت :
" (كوين) بحق السماء .. أنصت لي . لا يمكن أن تظن أنني كنت ألهو مع ذلك الرجل . لا يمكن أن تظل تعتقد أنني ... "














ضحك قائلا :
" تلهين ؟ .. هل هذا ما تسمينه ؟ "














وتلوى نازعاً سترته وطوح بها جانباً .. وقال :
" هيا , نحن نضيع الوقت "















" سأصرخ منادية (نورا) "















ضحك مرة أخرى , وقال :
" لقد ذهبت (نورا) في زيارة لأختها "
















ابتلعت ريقها لتزيل الغصة التي ملأت حلقها , وقالت :
" إذا كنت تحاول أن تخيفني يا (كوين) ...
















ثبتت عيناه على وجهها و قاطعها قائلاً :
" أنتِ تضيعين وقتك يا (بيج) , إنزعي ملابسك و أسرعي بذلك "
















ملأت الدموع عينيها , وقالت :
" (كوين) أتوسل إليك ....














قاطعها مرة أخرى :
" ستتوسل لي كثيراً .. قبل أن تنتهي هذه الليلة "














وبيقين اقشعرت له المسكينة .. عرفت (بيج) أنه يقول الحقيقة ..








ثم .. و في حركة رشيقة , تدحرجت إلى الجانب الآخر من السرير .. ولكنه كان أسرع منها .. و أطبقت يداه بقوة على كتفيها ..

















و قال بصوت يفيض بالحقد :
" سنفعل ذلك طوعاً أو كرهاً .. ويمكنني أن ألتزم بما تفضلين "










شملته القسوة بسهولة .. كيف نسي كل ما حصل بينهما خلال الساعات الماضية بهذه السرعة ؟



بدأ الغضب يحل محل ذعرها .. ليس فقط من (كوين) .. بل أيضاً من نفسها ..















" لا يمكنك أن تفعل ذلك أيها اللعين .. هناك قوانين ...















" ضد ماذا ؟ أنا زوجكِ أيتها البلهاء الصغيرة .. أي محكمة تلك التي ستنكر حقوقي ؟ و تلغي واجباتك ؟ "
















و قبضت يداه على كتفيها و جذبها إليه هامساً بوقاحة:
" لقد قلتُ لكِ أنني سأكون هنا عندما تريدين رجلاً .. حسناً .. هأنذا يا طفلتي .. جاهز و قادر "















صرخت متوسلة :
" (كوين) أرجوك !! "


















" ماذا حدث يا (بيج) ؟ لقد أثرتُ أحاسيسك عند أو مرة تقابلنا فيها "















وبرقت عيناه في عينيها , ثم ضحك قائلاً :
" لا تقولي أنكِ قد نسيتِ سحر تلك الليلة .. كانت تقليدية جداً .. رومانسية جداً "
















تدفقت الدماء لتلون وجنتيها , وقالت :
" كان خطأً .. أعرف ذلك .. لكنني أحسست .. أنا لم ..
















" سقطت يداه عن كتفيها .. وزمجر قائلاً :
" وفري جهدك .. أنا اذكر كل المسرحية .. كانت مشاهدتك مع جاك ويرد هذا المساء .. إعادة لهذا العرض .. لا عجب أن سقط ذلك التعس أسيرك "
















عارضته بقوة :
" أنا لم أفعل "
















تراجعت شفتاه المصرة على التقدم , فيما يشبه ابتسامة ذئباً , وقال :
" بحق الله .. إنها تمثيلية رائعة .. امرأة جميلة تُقنع رجلاً أنها تحترق بالنيران .. و ليس عليه سوى أن يلعب دور رجل المطافئ " ..













و اختفت الابتسامة المروعة من وجهه , وقال :
" أراهن أن هذا الدور لم يفشل مطلقاً حتى مع (آلن) "















كررت بإصرار :
" قلت لك أنني لم ...





























و أسرعت تقبض يديها إلى صدرها عندما مد يده إليها , وسألته في ذعر :
" ماذا تفعل ؟؟ "






















قال ببساطة :
" سأنزع ملابسك "



















و دفع يديها بخشونة جانباً , وقال :
" هذا ما كان يجب أن افعله منذ أسابيع مضت "






















جف فمها , وقالت :
" نحن لسنا كما كنا عندئذ يا (كوين) , نحن ...

















وحدق فيها هامسا :
" بحق الجحيم , كيف تبدين بهذه البراءة ؟ فقط لو ...



















احتبس نشيجها في حلقها عندما جذبها إليه وقبلها في رغبة ملحة , ولكنها لم تشعر بشيء ..

ذات مرة ضمها (كوين) بين ذراعيه , وأحست بحرارة ألف شمس تلتهب في دمها أما الآن فإن القشعريرة الباردة التي تسري خلالها قد أماتت قلبها ...















تلألأت الدموع في عينيها , أي مصير مظلم ذاك الذي أرسلها له (كوين) ؟ كان الرجل الذي حررها من السجن الثلجي .. وها هو يعيدها إليه للأبد ...














رفع رأسه وسدد نظراته إليها , كانت أنفاسه غاضبة , وعيناه كأنهما نجمين باردين ...
وقال :
" إن تمثيل دور الملكة الثلجية لن يوقفني هذه الليلة يا (بيج) , ربما تستطيعين تسهيل الأمر على نفسك .. تخيلي أنني ويرد "
















ارتطم قلبها بضلوعها , وقالت :
" لو كانت بك ذرة اللياقة...


















" لياقة !!"



















وقبض على كتفيها ورفعها حتى أوقفها على أطراف أصابعها وقال :
" من أنت حتى تتحدثي عن اللياقة ؟ أنت لا تعرفي معنى الكلمة . يا إلهي , لو أن (آلن) التعس أبصر حقيقتك .. فقط لو أنه أدرك أي مومس ماكرة أنتِ ..

















انتحبت قائلة :
" أنا أتمنى من الله لو أنني لم أقابل أخاك .. وليتني لم أقابلك مطلقاً, أنا ...
















زمجر وهو يجذبها إليه :
" ولكنكِ فعلت .. سأريكِ يا (بيج) معنى اللياقة مع (كوين)"














كان صوته يحمل حتمية القدر .















وخفض رأسه إليها وهمس :
" لقد عقدنا اتفاقاً , وسأكون حقيراً إذا تركتك تنسينه "
















و جذبها إليه في قسوة أخيرة . جعلت جسدها يُسحق بين ذراعيه الخشنتين ..













وقفت بين ذراعيه كأنها تمثال من الرخام . جامدة , باردة , متبلدة الإحساس , وانتظرت أن ينتهي مما صار حتمياً ..

















بدا شيئاً مستحيلاً أن تتذكر أنها تاقت ذات يوم لأحضانه المشتعلة ..
ولكنها تعرف أنها فعلت ذلك .. ذات مرة ..



كانت لمسة يديه على بشرتها .. واحتكاك فمه بوجنتيها يملآنها بنشوة حلوة إلى حد يصيبها بالدوار ..


إنها لا تشعر بشيء الآن .. كأنها في عالم آخر ..

تراقب زوجها و هو يبادلها الحب و كأنها امرأة نُحتت من صخر ..


























" ما هذا ؟؟! "
























أفاقت على صوته .. و فتحت عينيها ببطء .. و نظرت إليه ..






كان ينظر إليها بعينين ضيقتين ..







و كان يبسط يده .. بينما كان يبرق في كفه ذلك الخاتم الياقوتي الذي أهداها إياه ..



















" إنه .. الخاتم الذي أعطيتني إياه "











لمعت على وجهه ابتسامة في رهبة البرق , وقال :
" نعم أنا أذكر .. "















أطبق يده على الخاتم .. و على امتداد السلسلة الذهبية التي يتدلى منها ذلك الحجر الياقوتي ..
جذب السلسلة الرقيقة ليقربها منها ..















قالت بنبرة من التحدي :
" أنت قلت لي أنه لي .. و قد قدمته لك ولكنك قلت ...
















سقطت السلسلة من يده إلى صدرها , وقال :
" أنا أعرف ما قلته ..














و نظر في عينيها مباشرة و هو يتابع :
" هل كنتِ تريدينه دائماً ؟ .. "

















رفعت ذقنها , وقالت :
" نسيت أن أخلعه .. هذا كل ما في الأمر "
















" نسيتي ؟ كل هذه الأسابيع و أنتِ تنسين ؟ "














و انزلقت ذراعاه حول خصرها .. ومست أنفاسه الدافئة و جنتيها , و قال :
" هل تذكرين ليلة أن قدمته لكِ ؟ "














قالت سريعاً :
" لا .. "

















رد بهدوء :
" أنا أتذكرها ... أتذكرها كأنها الأمس .. لقد قلتُ لكِ أن البريق الذي يلتهب في قلب الياقوت سيذكركِ بي .. "
















" أنا .. أنا لا أذكر شيئاً .. أنا ..
















اشتد ذراعاه حولها .. و همس برقة :
" لقد قلتُ لكِ أنه سيجعلك ترين كيف سيجمع بيننا مرة أخرى "

















سرت رجفة خلالها .. و همست :
" لقد كان ذلك في زمن آخر من عمري .. كان ..

















" نعم .. لقد كان زمناً ساحراً .. "










و ضمها إليه قائلاً :
" أخبريني أنكِ تذكرين تلك الليلة يا (بيج) .. أرجوكِ "







مجهولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
40 - ابتسامة الذئب - ساندرا ماراتون سماالياقوت منتدى روايات أحلام القديمة 1450 13-04-24 03:17 PM
48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون فرح منتدى روايات أحلام القديمة 1907 05-04-24 08:28 PM
115 - صراخ الصمت - ساندرا ماراتون حبة رمان منتدى روايات أحلام القديمة 2365 04-04-24 12:35 PM
510 - الربيع في روما - ساندرا مارتون ( تكمله فريق الروايات المكتوبة بطلب الاعضاء**) دموع الشموع السوداء روايات عبير المكتوبة 728 10-07-23 08:47 AM


الساعة الآن 07:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.