آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-08, 10:58 PM   #11

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي


لما صعدا على متن اليخت لاحظت سارا إن إنجيلا غاضبة لكنها لم تعرف إذا كان انسحابها هو السبب أو إذا كان قد حصل حادث ما في غيابها.
أوصلت عائلة ستيفنست الفتاتين الى ناسو في السادسة وعرفت ساره في الطريق أن سهرة راقصة تقام مساء في الفندق حيث يرقص النزلاء على الشرفة الكبيرة غير أن حفلة كبيرة كانت تقام مرتين في الأسبوع مع أوركسترا واستعراض.

ورده قايـين

وعندما دخلت الفتاتان غرفتهما, قالت إنجيلا لأختها:
- حقا ياسارا أنت جافه وفظة الطبع , كيف تذهبين بعد الظهر دون استئذان؟
- اعتقدت أن أحدا لن يلاحظ غيابي.
- وكنت أيضا وقحه مع بليكر الشاب .
- أبدا... لكنه لم يعجبني ... هذا كل ما في الأمر.
- أتصور أنك تفضين لازلو البشع.
- بالتحديد.
- أنت فعلا غريبة.. وغير معقولة... انتي أسوأ من الأطفال يجب أن تعرفي من هو..
فردت سارا مرتبكة:
- ماذا تقصدين؟
نظرت إليها إنجيلا بطريقة يائسه و قالت:
- الأمر واضح هذا النوع من الرجال موجود دائما في أماكن مماثلة فهو يتبع ألأغنياء ويعيش على حساب النساء..
- ما هذه التفاهة ما هذه الفكرة قال لي إنه إستاد في التزلج المائي.
- وعرض عليك دروسا ..أنا أراهن على ذلك.
- بالفعل.. ذكر ذلك.
- أيتها الحمقاء طبعا ذكر ذلك... فهو يعتقد أنك مثل تلك الأمريكية الصغيرة ابنة رجل يمشي على الذهب. فالفتيات الصغيرات مثل دولوريس بلبيكر الضحيات المثاليات. فهي تنفق كل مصروفها لتشتري له هدايا . ولو كانت أكبر سنا لأقنعها بأنها مغرمة به وسحب منها ومن والدها اموالا كثيرة.
نظرت ساره إلى اختها بدهشة , متأثرة بالأسلوب وبنمط صوت انجيلا السام أكثر منها بالتعابير المستعملة وحتى لو كانت شكوكها صحيحة لماذا تحكم بهذه القساوة على الرجل؟
عندما نزلت الفتاتان في المساء كان المكان مهرجان من الفساتين المتعددة الألوان والتطريز أللماع والمجوهرات البراقة. اختارت إنجيلا فستانا من الساتان المطرز الأكتاف وارتدت سارا فستانا من ألأورغندي الأصفر.
وقف رونالد فينسنت الذي كان جالسا مع والدته ليستقبل الصبيتين , أما عن والدته فعدا عن المجوهرات العديدة وبالرغم من الطقس الصيفي فقد ارتدت معطفا من الفراء الأبيض سرعان ما أسندته على طرف كرسيها .
بعد العشاء دخل الجميع إلى قاعة الرقص حيث كانت الفرقة تعزف موسيقى الكاليبسو. وبعدما طلب رونالد الشراب صرخت أمه:
- هاهو السيد لأزلو الجذاب . لم يقل لنا بأنه سيأتي.
رونالد اذهب واطلب منه الانضمام إلينا. سيكون رفيق سارة فلا عجب في ذلك فأنا اعتقد إنه أتى من اجلها .
وأضافت متوجهه بالحديث إلى سارة:
لاحظت أنه تبعك اليوم الى الشاطئ ..لا شك أنك أعجبته .
أحمر خدا أساره وألقت نظرة إلى أختها التي كانت تشعل سيكارا وعلي وجهها تعبير لا يفسر.
- أه ..برافو . لقد نجح ابني رونالد بأحضاره إلى طاولتنا .
قبل بيتر لازلو يد السيدة الأميركيه بأناقة اعجبتها , ثم ابتسم لسارة وهنأها على أناقتها , وكتفى بانحناءة بسيطة أمام إنجيلا . وقبل أن يجلس الرجلان بدأت الفرقة بالعزف فدعا رونالد انجيلا للرقص فقالت السيدة ستيفنست :
- لقد خبأت علينا نيتك في الحضور هذا المساء ياسيد لازلو .
- لم أكن أنوي ذلك قبلا, ثم قررت في آخر لحظة . هل تودين الرقص يا سيدتي ؟
- هذا لطف منك , لكني متأكدة من انك تفضل الرقص مع ساره ....اذهبا معا فيجب ان يتسلى الشبان و الشابات ....انا افضل البقاء هنا ...لقد تعبت اليوم .

- هل تتفضلين علي بهذه الرقصة انسه غوردون ؟
ترددت سارا لكن السيدة ستيفنست اصرت:
- هيا أسرعي فلا بد أن قدميك يرقصان سلفا.
كانا قد دار حول المرقص مرة واحدة عندما سأل الهنغاري :
- هل تحبين الرقص يا آنسة غوردون ؟
فأجابت سارة:
- لا امارسه كثيرا.
ارتاحت الصبيه عندما شعرت بسهولة اللحاق بخطواته لأنها لم تكن تعرف الكثير عن خطوات الرقص وزاد ارتياحها عندما لاحظت إنه لم يختار الخطوات المعقدة.
- الا تخرجين كثيرا في لندن؟
- بلى لكني أفضل الذهب إلى السينما أوالمسرح ماذا تفعل أنت في أوقات فراغك ياسيد لازلو ؟
- ارجوك .. ناديني بيت في نآسو لاوجود ولا ضرورة للأصول الجميع في عطله الوقت يمر بسرعة فحرام إضاعة بالتعقيدات المماثلة.
تساءلت ساره إذا كان بيتر حور الحديث بهذه الطريقة قاصدا عدم الإجابة على سؤالها ...إن وضعه الظاهر كاذب فعلا, أو أن حكم أنجيلا عليه جعلها تشك في أمره .
- حسنا إذا كانت هذه ارادتك .
- بالطبع.


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 10:59 PM   #12

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

توقفت الموسيقى وأعادها إلى الطاولة ممسكا بذراعها . ولما بدأت الرقصة التالية دعا رونالد سارا بكل أدب فقبلت وبعد لحظات لمحت سارا إنجيلا ترقص مع بيتر ولم تستطع إلا ملاحظة جمالهما معا على عكس تناسق أختها مع رونالد ستيفنست .
كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل عندما أعادت ساره الرقص مع بيتر . وفجأة كاد نفسها ينقطع وأحست بالدهشة تخرج من عينيها ...ستيفان راند هنا ..., يقف قرب الباب مرتدي سموكينج ابيض , كادت لا تصدق إنه هو ... كانت باحة الرقص مليئه لدرجة جعلتها تضيعه, ومع كونه آخر من فكرت بإمكانية وجوده في تلك السهرة فأنها تأكدت إنه هو بلحمه ودمه إلا اذا كان له أخ توأم , ماذا جاء يفعل في هذا القصر؟
عندما رأته قرب البحر في اليوم السابق وفي صباح ذاته لم تكن تتخيل إنه يملك ثياب سهرة ...هل اتى من ........؟..لا مستحيل مستحيل فقد كان لطفا منه أن يأخذها معه الى الشاطئ... أظهر بعض الأعجاب بها لكنها لا يمكن أن تتخيل إنه أتى الليلة ليراها .
- مساء الخير ساره .
- اوه ..ستيفان ...بيتر ..اقدم لك ستيفان راند ...ستيفان ...السيد لازلو ...
- مساء الخير هل أستطيع أخذ ساره منك لازلو؟
وهي تنتقل بعينيها من الواحد الى الآخر فهمت ساره ببعض الأنزعاج ان الرجلين يعرفان بعضهما
وبينهما نوع من الفتور المتبادل.
اعتقدت للحظة ان بيتر سيعترض ..ثم وبعد ما انحنى معتذرا لتركها وقال بصوت لا نبرة فيه :
- طبعا ....الى اللقاء يا ساره.
وبعد أن أخذها بين ذراعيه للرقص سألها ستيفان هادئا :
- تبدو عليك الدهشة من رؤيتي؟
- بالفعل ...نعم ....ماذا تفعل هنا ؟
- الم تحزري ؟
ابتسامته والطريقة التي كان يشدها فيها إليه , جعلت خفقات قلب ساره تزداد ......
- كيف كأن غداؤك ظهر اليوم ؟
- جيدا ...ممتعا جدا...كدت لا اعرفك بهذا الزي.
- آنا دهشت ايضا ....لم أتوقع رؤيتك ترقصين مع لازلو .
- تعرفنا عليه اليوم على متن اليخت لماذا ألا يعجبك؟
- ليس لي اي موقف ضده , لكنه لا يصلح كصديق لك .
- لماذا؟
- كادي يجيب على سؤالها عندما صمتت الموسيقى وأطفأت الأنوار في القاعة تدريجيا, فقال ستيفان محاولا حماية سارة من الناس العائدين إلى طاولاتهم :
- سيبدأ الاستعراض.
فكرت سارة بأنهما سيتجهان أيضا نحو الطاولة التي جلسوا عليها مع آل ستيفنست لكن ستيفان أخذها الى الناحية الثانية من القاعه وجلس الأثنان على كرسيين في موقع يريان منه استعراض بوضوح .
استغرق استعراض الفرقة الوطنية نصف الساعة أعيدت بعدها الأضواء الى القاعه وعادت الموسيقى.
- لا أعتقد إني أستطيع النهوض باكرا والخروج للسباحة إذا نمت في الثانيه صباحا .
فسألها ستيفان وهما يدوران معا ببطء على نغم رقصة الفالس.
- هل تودين الصعود إلى أراضي الصنوبر غدا بعد الظهر؟
- هذه فكرة جميله لكني أجهل مشاريع أختي للغد .
- اذن عليك دائما أن تفعلي ما تريده هي ؟
- لا ..ليس فعلا ...لكنها هي التي تقرر المشاريع اجمالا.
- اذن يجب تقديمي أليها... أين الطاوله التي تجلسون حولها ؟
- كانوا هناك قرب الباب ..... ستيفان .. لست مدرسا في التزلج المائي ..ولا شيء من هذا القبيل اليس كذلك؟
فأبتسم مستغربا ثم رأت في عينيه تعبيرا قاسيا :
- أعطيت بعض الدروس لبعض الناس لكن من باب الهواية وليس الاحتراف لماذا تسألينني هذا ؟
- لا ادري .. هكذا.
انتظرت وتأملت أن يقول لها ماذا يفعل في الحياة ليكسب عيشه, ولم تعرف اذا كان يتجاهل حشريتها أو إذا كأن يرفض فهم السئوال,
لم يخيب آل ستيفنست ظنها , استقبلوا استيفان بلطفهما وحسن ضيافتهما المعهودة, وكأنت إنجيلا مؤدبه , بسيطه , لم تظهر شعورا بالأنزعاج كما فعلت مع لازلو .
هل أنت هنا بصدد عمل معين أم أنك في عطلة يا سيد راند ؟
فأجاب ستيفان السيدة ستيفنست :
- أنا أعيش هنا .
- فعلا ..هذا شيق.. يجب اذن أن تكون عشت جو العواصف الهائلة التي كلموني عنها اليوم.
- عواصف الخريف نعم من الممكن أن تكون شديدة القساوة .
- أه ... هذا مثالا ساطعا عن أسلوبك البريطاني في تصغير الأشياء.. أكد الشخص الذي أخبرني والذي لم اذكر من هو أن العاصفة تهب بسرعة 15. كيلو متر في الساعة , أتمنى من كل قلبي آلا تحدث عاصفة مماثلة خلال مكوثنا هنا .
فاجأب ستيفان مطمئنا الأمريكيه المضطربه :
- هذا غير وارد ففصل الأعاصير هذه تراوح بين آب وتشرين الأول وقلما هبت لتعكر الفصل السياحي. عندنا بعض العواصف لكنها لا تقارن بالأعاصير.
فتدخلت إنجيلا سائلة:
- ماذا يحدث عند هبوب أعاصير مماثلة؟
- نختبئ وننتظر مرور العاصفة ..سآخذ سارا غدا إلى أراضي الصنوبر فهل تودون مرافقتنا ؟
القت إنجيلا نظرة على أختها ولكن قبل أن تتفوه بكلمة قال رونالد :
- الآنسة إنجيلا وأنا سنقوم بالصيد تحت البحر الا تريد المجيء معنا يا سيد راند ؟
فأنت بلاشك تجيد هذا الصيد ما دمت تسكن هنا. سنذهب في الساعة العاشرة وسنبقى طيلة النهار.
فنظر ستيفان إلى ساره قائلا:
- اتفضلين هذا؟
وتخلل نظراته نوعا من السخرية اذ إنه كان يعرف أنها تفضل البقاء معه , لكن تنقصها الجرأة للبوح بذلك.
ولحسن الحظ أخذت السيدة ستيفنست القرار بدلا عنها:
- أعتقد أن يوما بكاملة في البحر يتعب ساره . بينما تريحها نزهة طويلة في الغابة. لذلك أقترح عليكم أن نلتقي جميعا للعشاء وبعد ذلك نستطيع الذهاب إلى نادي ليلي...
لم يعترض أحد على هذا المشروع ولكن استيفان أضاف:
- حسنا جدا سأنتظرك في في باحة الفندق غدا ظهرا يا ساره .
وبعد وقت قليل أقنع السيدة ستيفنست بالرقص معه تبعهما رونالد وانجيلا , بينما بقيت ساره وحدها مع بيتر .
كان ينظر إلى كأسه منذ عدة دقائق ولو دعا ساره للرقص لخيل اليها انه غير سعيد .
- سأبقى هنا هذه المرة.. أشعر بالكسل.
- ربما تشعرين بالحر هل تريدين التنزه قليلا على الشرفه؟
كانت طاولات العشا قد نقلت واستبدلت بمجموعات من الكراسي الخاليه من الناس عندما وصلا إلى الشرفة فجاءت نسمات البحر ناعمه منعشة بعد جو قاعة الرقص العابق بالعطور والدخان .ورده قايين
كانت الساعة قد قاربت الواحدة صباحا ولكن في مكان ما على الطول المرفأ كانا أحد الباهاميون السود يغني الكاليبسو بصوت جميل والبحر الفضي اللون تحت القمر المنير يدغدغ بصوت امواجه أطراف السفن واليخوت الراسيه, وعندما رفعت سارا رأسها رأت سلسلة هائلة من النجوم.
- ما أروع هذا المنظر.
ودأرت صوب جزيرة هوغ وفكرت بنزهتها الى باراديس بيتش مع ستيفان حيث سبحت في صباح اليوم نفسه. .. فتمنت لو كانت هناك الآن تسبح تحت ضوء القمر وتشعل نارا من الأخشاب الموجود وتشوي اللحم ..على شاطئ البحر.
وقاطع بيتر أفكارها وكأنه عرف ماذا يدور في رأسها:
- أحيانا تنظم الفنادق حفلات عن الجزر الصغيرة تؤكل فيها اللحوم المشويه على الفحم .
هل تعرفين ذلك؟ على حاضريها الاستراحة والنوم بعد الظهر... فا الباخره التي تقلهم تذهب في منتصف الليل ولا تعود إلا مع طلوع الشمس.
- حقا علي ان استعلم فهذا مسل جدا .
- الا تشعرين بالبرد بعد حرارة قاعة الرقص؟
قال هذا محاولا تغطية كتفيها بيده .
- لا أبدا فهذا نسيم منعش.
- في كل حال أعتقد إنه من الأفضل العودة فربما لن تستحسن أختك فكرة بقائنا معا مدة طويلة.
فنظرت ساره اليه بطريقة شكت فيه بمصدر شعوره.
- لماذا تقول ذلك ؟


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:00 PM   #13

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

- إنه انطباع شخصي.
فشعرت الصبية ببعض ألأنزعاج كان يتكلم بدون اكتراث لكن الاحتمال كبير بأن تكون انجيلا قد استفادت من الرقص معه لتضع النقاط على الحروف مبدية انزعاجها من برودة هذا الشاب تجاهها .
- إنجيلا غير منفتحة على الغرباء ... هذا تصرفها الطبيعي مع كل من تجهله .
- ربما هي غاضبة لأني لم اضطرب أمام جمالها فهي بلا شك معتادة على الإعجاب الدائم فيها .
- هي معتادة على ذلك لكنها بعيده عن الادعاء والكبرياء .
فأجاب بيتر متهكما :
- المرأة الجميلة متكبره دائما ... إذا لم يقع الرجل في غرامها ..مطلق رجل , لصدمت وأصابها الحزن والقلق.
- أنا لست من رأيك ... هذا صحيح عن بعض النساء ولكن ليس عن إنجيلا .. فليس لأنك لا ...
صمتت ساره فجأة ...
- ماذا؟
- علينا أن نعود بسرعة.
رافقها بيتر ولكن قبل الدخول إلى قاعة الرقص قال لها :
- إذا كنت وحيدة غدا صباحا ربما وددت تعلم التزلج المائي إجمالا لا أعطي دروسا قبل الغداء لذلك وبما أنني أعرض عليك الدروس بصفتي صديقا تستطيعين البدء غدا .
كان العرض مغريا لدرجة منعت ساره من المقاومة مهما كلف الثمن مع أختها .
- أه ...شكرا , شكرا جزيلا, يسعدني ذلك .
- عظيم انتظرك اذن في مكتبي تحت الشرفة في العاشرة صباحا .
والآن سأعيدك الى اصدقاءك استأذن منهم.
بعد ذهاب بيتر بقليل تمنى لهم استيفان ليلة طيب بدوره وانسحب . وما ان ادار ظهره حتى قالت السيدة ستيفنست :
- هل تريدون رأيي ؟ هذا الرجل الصورة أصلية التي أتخيلها عن رجل انجليزي . هل تفهمون ما أعني؟ هذه اللهجة الجميلة والحركات الأنيقة.
فساءلت إنجيلا أختها :
- اين عرفته يا ساره ؟
- على المرفأ ..فقد .. فقد أخذني معه على الشاطئ.
فبان العبوس على وجه إنجيلا ولكنها لم تتفوه بكلمة لكن السيدة ستيفنست سألت :
- أتساءل من هو.... أحد أعضاء الحكومة ربما..
فأكمل ابنها مع مسحة تسلية في عينيه:
- لماذا لم تسئليه يا أمي؟
- سألته بطريقة غير مباشرة لكنه من نوع ألذين لا يحبون التكلم عن أنفسهم فتهرب من سؤالي .
وتابعت إنجيلا مقطبة حاجبيها :
- أتمنى أن لا يكون في خروج سارا معه غدا خطرا عليها ؟
فطمأنتها الاميركيه:
- أنا متأكده من إنه رجل محترم.
فاقترح رونالد :
- اذا كان من سكان هذه المنطقة أو هذا الفندق فنستطيع الأستفسار عن اصله .
فصرخت سارا:
- أه ..لا..
التفت إليها الجميع فأحمر خداها :
- أعتقد أني رشيده وأستطيع اختيار أصدقائي دون...دون ضرورة الاستفسار عنهم.
على العموم اشعر الآن بالنعاس سأصعد الى الغرفة.
تبعتها إنجيلا بعد نصف ساعة ولما لم ترغب ساره في التحدث اليها افتعلت النوم العميق.
استفاقت الفتاتين متأخرتين ولما نزلتا الى الشرفة كان رونالد قد بدأ فطوره , وبعد بضع دقائق جاءت امه بسرعة ولهفة وكأنها تريد إعلان نبأ مهم جدا:
- لا أريد أبدا أن تعتقدي ياعزيزتي ساره بأني اتدخل في شؤون غيري , لكني لاحظت اضطراب انجيلا في ما يتعلق بموعدك بعد ظهر هذا اليوم , لذلك نويت التكلم مع موظفة الأستقبال الخدومه عن الشاب , فغضبت ساره ولكن السيده ستيفنست أكملت :
- لقد كنت كتومه جدا وحريصة في حديثي . فسرت للموظفة أنني تعرفت على سيد راند في الحفلة الراقصة وإنني أود الحصول على عنوانه لدعوته إلى حفلة في بيتنا , وبنظري أحسنت في خطوتي هذه والا لبدونا كلنا كالبلهاء أمامه , كان يجب رؤية وجه الفتاة الهازئ عندما سألتها عنه. تخيلو أن هذا الرجل هو صاحب الفندق الذي نحن فيه.
استقبل النبأ بصمت قصير قالت بعده سارة:
- صاحب الفندق ؟ لا ..لا يمكن...
فاندهشت السيدة من ردة فعلها.
- ما بك ياسارة ؟ لماذا امتقع لونك هكذا ؟ يا إلهي هل أنت مريضة ؟ ربما ذهبت الى النوم متأخرة.
- لا ...لا .. أنا بخير.. فقط صداع بسيط.. سأتناول حبة دواء أعتذر ..
وصعدت ساره بسرعة إلى غرفتها و لما دخلتها اتكأت على الباب بعد أن أقفلته بقوة.
بعد لحظات ارتسمت على وجهها ابتسامة مرة ساخرة... هكذا اذن . بعيدا عن كونه رجلا من الجزر لا تقبل به إنجيلا كان استيفان أحد أكبر أثرياء أصحاب الفنادق في ناسو. على مستوى غنى رونالد ستيفنست .... إذا لم يكن أكثر... سرواله وقميصه المهترئان لم يكونا إلا طعما جذباها إليه.... يا لها من بلهاء .. تنغر بالمظاهر .. لم يكن في الواقع من نوع الرجال الذي تحب.. بل من النوع الآخر. الثري, السطحي ,الناجح, المادي. ...
ورده قايين


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:04 PM   #14

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

3 - المغامرة


عندما ذهبت إنجيلا بصحبة ال ستيفنست الى الصيد ارتدت ساره ثياب السباحة تحت قميصها وسروالها
وحضرت حقيبتها ونزلت إلى صالون المراسلة . بعد أن مزقت العديد من أوراق الرسائل الراقية المطبوع عليها اسم الفندق استطاعت كتابة بضع كلمات وجهتها الى ستيفان راند معتذرة عن عدم مقدرتها على مرافقته إلى غابة الصنوبر.
ابتسمت لها موظفة الاستقبال عندما رأتها اتيه نحوها :
- بماذا أستطيع أن أخدمك يا آنسة غوردون ؟
- أود لو سمحتي أن تعطي هذه الرسالة إلى السيد راند .
- بكل سرور لكنه موجود الآن في الفندق اذا اردت التكلم معه .
- لا ..لا .. الأمر غير مستعجل .
شعرت بالراحة عندما رأت بيتر يصل في الوقت المحدد . فعندما كانت تنتظره على شرفة الفندق خافت أن يراها استيفان ويلحق بها . خاصة وأنها كانت ستجد صعوبة بالرد عليه اذا سألها عن سبب إلغاء موعدهما.
زورق بيتر كان من النوع القوارب المتينة القوية واسمه وايتسبرايت وهو لونان أسود وفضي.
جلس فيه رجل باهامي بلباس بحري خاص ممسكا بالدفة الخشبية وإلى جانبه رجل أسود يراقب قطر السفينة ابتسم عندما رأى بيتر يحمل ساره إلى القارب . وعندما ابتعدا عن الشاطئ امسك بيتر بأدوات التزلج وبدأ بتعليم ساره
:
- اذا وقعت في اثناء التزلج يجب ترك الحبل مباشرة فتقعين مسببة دويا كبيرا دون أن تتضرري أو تتألمي ونذهب بعدها لننتشلكي من الماء . عليك الا تهتمي بأدوات التزلج . فهي تطوف وحدها أهم شئ هو ترك الحبل . إحدى التلميذات بعدما شعرت بقرب وقوعها تمسكت بالحبل فكانت إصابتها لا بأس بها . لم يجرها القارب بعيدا لأن السائق لاحظ ما حدث فخفف سرعة سيره . لكن التلميذة أرتعبت وخافت .
- بأي سرعه يسير القارب عندما يجر متزلجا ؟
- حوالي 3. عقدة عند الراشدين طبيعي أن تكون السرعه أخف مع ألأطفال الذين يتزلجون على ألواح خشبية اصغر .
- 3. عقده ؟ بدأت أشعر بالخوف.
- لأتأبهي فسأكون بجانبك وعندما تعتادين على هذه الرياضة ستودين ممارستها طيلة اليوم.
عندما صار القارب في عرض البحر نزل الأثنان وسبحا لتمرين العضلات , ثم أعطاها الشاب الأسود الواح التزلج .
فسأل بيتر ساره عندما كان الأثنان في الوضع الصحيح لبدء التمارين:
- مستعدة؟
فهزت ساره رأسها بالإيجاب وشدت يديها على مسكه الحبل الخشبية . كانت شبه جالسة على الهواء والواح التزلج أمامها قليلة الأنحناء .
- حسنا.. والآن سنبدأ لا تنسي ان تبعدي ركبتيك عن بعضهما .
بالرغم من كونها سابحه جيدة لم تستطيع ساره أن تتمالك خوفها عندما بدأ القارب يبتعد كانت أصابعها تشد قبضة الحبل الخشبية ورجلاها تغرقان في المياه فوق لوحي التزلج شعرت بأن عضلاتها مشدودة متقلصه استعدادا... وفجأة وبسرعة هائلة اشتد الحبل وشعرت بأن القارب يتأرجح صعودا ونزولا على سطح الماء وهي تتبعه فصرخت بشكل لا شعوري ثم أحست بنفسها ضائعة في رغوة هائلة.
أخبرها بيتر في ما بعد أن منظرها كان مضحكا لدرجة كاد يقع من جراءه فلم تصدق ساره أنها واقفه على الماء .... وحتى لو وقع بيتر لم تكن لتلاحظ ذلك... ولما أصبحت مستقيمة على الماء غابت عن العالم الخارجي وتركت لنشوتها العنان .. تلك النشوة والتي لا توصف ... الجريان على سطح الماء تحت شمس رائعة في جو عطله وراحة لم يسبق لها أن نعمت بها .... كان الهواء يدغدغ خصلات شعرها وطعم الملح والهواء على فمها.
بعدما خفف القارب سرعته وبنما كان الأثنان يسبحان سألها بيتر :
هل اعجبك التزلج المائي ؟
فهزت ساره رأسها وكانت ماتزال تحت تأثير تجربتها الجديدة محمرة الخدين وفي عينيها بريق سعادة لايخفى :
آه بيتر . هذا رائع كنت اود الا اتوقف ابدا ان التزلج المائي اسهل مما يبدو عليه .
رائع . كنت متأكد انه سيعجبك . تعالي . سنجرب مجددا .
بعد دورات عديده شعرت ساره بانها اكيده من قدرتها لدرجه انها بدأت تتبع بيتر وتتعلم منه الحركات الصعبه ...فكان فرحها اكبر وسرورها اعمق وسرعتها على سطح الماء اقوى .

مر ذلك الصباح بسرعة هائلة وأصيبت ساره له بخيبة أمل عندما حاولت التزلج وهي ممسكه بالقبضة خشبية بيد واحدة اذ عرف بيتر ان الوقت صار متأخرا وعليه العودة إلى الفندق.
- حقا حان وقت رجوعنا؟ شكرا يا بيتر ... لا أعرف كيف أشكرك.
ساعدها على الخروج من القارب قائلا:
- لا شكر على واجب فأنت موهوبة جدا. توازنك رائع ولا يصيبك الخوف مثل الأخرين. مع بعض التمارين الإضافية ستصبحين مستعده للقيام ببهلوانات على الماء .
فخجلت ساره من هذا الإطراء .
- هل تعتقد هذا فعلا؟ كم أود ذلك.
لو لم تكوني مأخوذة بعد الظهر لأكملنا التمارين خاصة وأن تلاميذي قد اعتذرو عن الحضور
- لكني غير مرتبطة بعد الظهر.
- الست ذاهبه إلى الغابة مع راند ؟
فنفت ساره بحركة رأسها .:
- حصل تغير في المشاريع.
ثم أكملت مغيرة الحديث :
- بيتر ... لا أستطيع أن أقبل منك الدروس دون مقابل .
فأجابها بلهجة صارمة:
- تستطيعين وستفعلين فلا أحد يقبل المال من أصدقائه والآن هل نعيد الكرة .
كانت الساعة قد قاربت الواحدة عندما قال بيتر :
- لو عرفت أنك ستبقين معي لجلبت بعض الأكل. ما رأيك لو نذهب ونأكل في بيتي؟ تستطيعين بعد ذلك الاستراحة في الحديقة متفاديه بذلك ضربة شمس .
- ورده قايين -
يسكن بيتر في إحدى الفيلات البيضاء الصغيره المتعددة المحيطة بالشاطئ وبينما كانت ساره تصعد من الشاطئ إلى حديقة بيت بيتر فكرت في أنجيلا ستقتلها إذا رأتها ففي لندن كانت انجيلا نفسها تتردد في قبول دعوة رجل تكاد لاتعرف عنه شيئا . لكن هنا في الباهاماس وفي جو مماثل تختلف الاعتبارات و طريقة التعامل عموما كانت سآره متأكدة من شعورها مهما فكرت أختها : بيتر رجل اهل بالثقة.
تأكدت سأره من حدسها فيما يتعلق ببيتر عندما رأت داخل منزله .. لم تكن هناك أي دلاله على كونه رجلا يلحق النساء ويود اغراءهن بما يملك في بيته. كل ألأثاث غاية في البساطة . بعض المقاعد وطاولة منخفضة خشبية وبعض النباتات الخضراء . والذي يفرق هذا البيت عن غيره من البيوت المجاورة هو بعض معدات التزلج والغوص وآلة تسجيل واسطوانات ... هناك أيضا الكثير من الكتب والمجلات وبندقيتا صيد مائي.
اعتذر بيتر عن الفوضى ودل سارة على الحمام الذي كان يستعمله كغرفة سوداء لتظهير الصور . .. وكان ينشر بعضها فوق المغطس .
غسلت سأره يديها وجهها ووضعت بعضا من أحمر الشفاه وسرحت شعرها الرطب ولما عادت إلى غرفة الجلوس رأت بيتر يحضر لها عصيرا من الفواكه:
- اعتذر يا ساره فالخادم غائب اليوم , لذلك لن أستطيع أن اقدم لك وجبة طعام شهية.
- هل تريد مساعدة؟
فأجابها ضاحكا:
- الفوضى عند رجل عازب مثلي توقظ شعور سيدة البيت عندك .
- لا.. أبدا في كل حال أنا لا أسمي هذا فوضى.. المكان مريح وقريب إلى القلب.
- حسبتك حساسة أمام الفوضى واعتقدت إنك شديدة الاهتمام بالترتيب .
- إذا كنت هكذا فالأمر يعود إلى الضرورة أكثر منه إلى الذوق الشخصي . بيتنا كان صغيرا لدرجة أن ترتيبه كان واجبا والا غرقنا بالأغراض والحاجيات ... فالبيت بكامله كان بحجم هذه الغرفة...
بعد هذا الاعتراف البرئ وبعد الغداء خرج بيتر بصينية القهوة إلى الشرفة المطلة على البحر وجالسا مع سارة على كرسي قماشي طويل.
- بعد الظهر, سأصورك , وهكذا عندما تعودين إلى لندن تتذكرين هذه العطلة.
- وآنت ماذا ستفعل؟ هل تنوي الأستقرار هنا وقضاء كل حياتك ؟
- من يدري؟ أنا لا أقوم بأية مشاريع. إني مرتاح هنا أحب المكان . وأكسب عيشي بطريقة تعجبني ... أما المستقبل فيبرهن عن نفسه بنفسه لم أعد شابا لأحلم .
كم عمرك يا بيتر ؟
- واحد وثلاثون عاما .
- ليس كثيرا .
- عدد السنوات ليس مهما ... المهم هو طريقة التي يعيش بها الإنسان.
حتى الآن لم تكن سارا قد تجرأت على سؤاله عن حياته فلا بد أنها ستوقظ عنده ذكريات مؤلمة . لكنها أسرعت بالسؤال حتى لا تغير رأيها :
- ماذا كنت فعلت لو لم تترك هنغاريا يابيتر ؟ هل كان لديك عمل تحبه ؟
أمسك بيتر إبريق القهوه وسكب لهما من جديد :
- هل تعرفين التوكاي؟
- أعتقد أنه شراب أليس كذلك؟


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:05 PM   #15

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

- بالتحديد إنه نوع من عصير العنب أهلي كأنو يملكون كروما منذ اجيال عديدة . ولما كنت صغيرا علمني أبي كيفية زراعة الكروم . لكن حياتنا بدأت تصعب بعد موته حتى قبل الثورة وعلمت حينها أنني من غير الممكن أن أبقى هناك فأن يكون الإنسان بلا وطن شيء صعب بلا شك لكن البقاء في وطنه والشعور بالتعاسة شئ أصعب .
كان يتكلم ويتأمل البحر في وقت في واحد شعرت ساره ببعض الحزن عليه خاصة وإن ثنيات فمه عبرت عن تأثره البالغ . وفجأة نظر إليها مقاطعا مجرى الحديث والتفكير :
- يكفي التكلم عني الآن ....اذا كنت مستعدة سنعود الى القارب لمزيد من تمارين التزلج المائي...عليك قبل ذلك وضع الزيت على جسمك , فحرام ان يحترق جلد بطراوة جلدك .
في نهاية بعد ظهر ذلك اليوم ., استطاعت ساره بمهارتها التزلج ويديها على خصرها وقبضة الحبل الخشبيه بين رجليها . عند اول محاولة لها لهذا التمرين , فشربت الكثير من ماء البحر لكنها اعادت المحاولة ونجحت . وعندما رافقها بيتر الى الفندق ليوصلها , قال لها ممازحا ان عدم مشاركتها له في التعليم خساره اذ انها تستطيع تمرين الرجال وهو تمرين النساء ....
في الوقت الحاضر . ليس لدينا معلمات جميلات ...وهذا التجديد في اسلوب التعليم لابد ان يلاقي رواجا كبيرا .
فأجابته :
- اود لو استطعت البقاء .
كانت تشعر بنشوة التعب الجسمي الممزوج بالأكتفاء المعنوي من جراء يوم ملئ بالشمس وهواء البحر.
- ولم لا تبقين ؟ لست مجبرة على العودة الى لندن , اليس كذلك ؟
فردت مبتسمه وهي تفكر بردة فعل انجيلا اذا سمعت بمشروع كهذا :
- لا . لست مجبرة على الرجوع .
فلم يشدد بيتر وسأل :
- في أي ساعه تعود اختك من رحلة الصيد ؟
لا اعرف , لقد تكلموا عن عشاء متأخر ثم الذهاب الى ناد ليلي للرقص .
- ربما تأخروا اذا كان يوم الصيد ناجحا . هل تودين العشاء معي ؟
اذا كنت تحبين الأكل الصيني , لدينا الخيار بين مطعمين جيدين : غولدن دراغون وبلاك بير .
- اود ذلك يابيتر لكنني افضل انتظارهم .
- لابأس . سنذهب معا في مساء آخر .
عند عودتها الى الفندق , ارادت ساره الصعود بسرعة الى غرفتها خوفا من رؤية ستيفان راند لكن مفاجأتها كانت عندما صادفت اختها انجيلا في المصعد .
- مساء الخير يا انجيلا . هل استمتعت بوقتك ؟
حاولت ساره اخفاء المفاجأة عند رؤيه اختها لكن شعورها خانها .
- نعم كثيرا . لقد اصطدنا العديد من الأسماك .. كانت نبرة صوت انجيلا محببة ومقرونه بابتسامه ولكن
ما ان اصبحت لوحدها مع اختها غيرت نبرتها :
- ماذا فعلت اليوم ؟ التقينا الان السيد راند الذي أنبأنا بأنك الغيت موعدك معه ؟
- فعلا , لقد غيرت رأيي .
- كيف يمكنك يا ساره ان تكوني بهذا الحمق ؟ ماهو العذر الذي اعطيته ؟
- لم اعط أي تفسير , قلت له بكل بساطه انني لن اكون معه اليوم . ولما دخلتا الغرفه صرخت انجيلا بغضب :
- بعض الأحيان تتصرفين بعدم شعور بالمسؤوليه . اود ان تتذكري ان افعالك تقع عواقبها علي ...هلا قلت لي ماذا فعلت اليوم ؟
فاعترفت ساره وهي تفك ازرار قميصها :
- تزلجت على الماء مع بيتر لازلو . ولو كان عندي القليل من الذوق لقبلت دعوته على العشاء...فكان هذا اكثر تسليه لي من رؤيتك عاقدة الحاجبين طيلة السهرة .
وللمرة الأولى لم يزد غضب انجيلا . كانت على وشك الصراخ . لكنها حركت كتفيها , دلاله على عدم الأكتراث وقالت ببرودة :
في اية حال اذا قررت القيام بكل ما تريدينه فليس بيدي حيلة , لكن حذار ان تطليبي مساعدتي اذا ما خلق لك هذا الأنسان مشكلة وانصحك بتفادي ستيفان راند فهو ليس من نوع الرجال الذي يقبل بتصرف مثل تصرفك .
خلال العشاء توقعت ساره رؤية ستيفان لكنه لم يظهر ...
عندما تركوا طاولة الأكل , كان مفروضا ان يأخذها أل ستيفنست الى ناد ليلي
وبما أن هذا النادي لايفتح قبل الساعة الحادية عشرة ذهب الجميع إلى مقهى الفندق بعد نصف ساعه تذمرت انجيلا من الحرارة الشديدة
فاقترح عليها رونالد القيام بنزهة بحرية على الكورنيش وسأل أمه بعد ما وافقت انجيلا :
- وأنت يا امي ؟
- لا ياحبيبي فأنا اشعر بالتعب . اذهبا معا وإذا لم تجدانا هنا عند عودتكما سوف تجدوننا في الصالون الكبير.
فأخذ رونالد انجيلا بينما مالت السيدة ستيفنست مبتسمة نحو ساره و قالت :
- أتمني آلا تكوني حانقه علي لأني لم أقترح عليك التنزه معهما ياعزيزتي . لكني متأكده أنهما بحاجة للبقاء وحدهما ... أو بالأحرى هذا ما يريده رونالد .
- طبعا أنا أفهم ذلك.
- هل تعرفين أنني قلقه بشأنه.. حتى أيام الجامعة قليلا ما يخرج مع صبايا في سنه. وفي الفترة الأخيرة كان منهمكا بأعمالنا لدرجة لم تعطه دقيقة واحدة للراحة. وقد تعذبت كثيرا في اقناعة بالمجئ معي الى هذا المكأن في عطلة.
توقفت السيدة ستيفنست عن الحديث لحظة لتشرب الشراب , بينما تساءلت سارة عن هدف هذا الحديث .
- أنا متأكد إن ابني ليس نادما الآن على ن المجيء ولن افاجأ إذا كانت هذه العطله تاريخية في حياة رونالد ...
ماذا تعتقين انت يا ابنتي الصغيرة ؟
فردت ساره بنوع من الأرتباك وعدم الراحة :
لا اعرف .
- الم تقل لك اختك شيئا ؟ ربما لا ...انتم الأنكليز اكثر تحفظا منا ...حتى بين ابناء العائلة الواحده . فتخيلي ....


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:05 PM   #16

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

وقاطعت الأمريكيه حديثها وعلى وجهها علامه مضايقة مفاجئه :
- آه ....يالهي , ليتني لم آكل فواكه البحر ...فهذا النوع من الأكل يزعج كبدي ..هل تعرفين ..ساره يا حبيبتي اكون لك شاكرة اذا صعدت الى الغرفه وجلبت لي ادويتي ...فأذا تناولت حبة دواء فورا , تكون عواقب العشاء سليمه .
- طبعا , حالا ..
اجاتها ساره وفي نفسها فرحه لاتوصف لأنها ستهرب من هذا الحديث ولو قليلا .
- هذا مفتاح غرفتي , تجدين الأدوية على طاولة ادوات الزينه في علبه صغيرة ملونه ...لايمكن اضاعتها .
بعد ضجيج طابق الفندق الأرضي وجدت ساره نفسها غارقه في هدوء الطابق الأول . دخلت ساره الى غرفة السيدة فيسنت وفتشت عن زر الكهرباء ...طاولة الزينه كانت مخبأة بعدد هائل من زجاجات العطور والمراهم وادوات الزينه مما اضطرها للبحث مطولا قبل العثور على العلبه الصغيرة الملونه . تساءلت ساره عما تفكر الخادمات عندما ترين غرفا مثل هذه ..ورده قايين ...

ولاحظت بأن الغرفة بكاملها كانت بهذه الفوضى... فنفخت على العلبة المغطاة بالبودرة ومشت نحو الباب عندما ارعبها صوتا أت من خلفها:
- مساء الخير يا آنسة غوردون .
شعرت سارة بالخجل والانزعاج واستدارت لتواجه ستيفان راند كان يرتدي بدلة خفيفة رمادية فاتحة مع قميص من الحرير الأبيض وربطة عنق غامقة من لون واحد .
- لقد ندمت كثيرا لأنك لم تستطيعي المجيء معي الى الغابة.
كانت ساره مرتبكة لدرجة أنها قالت أول كلمة مرت في رأسها :
- كنت ...كان عندي صداع .
فرأت جفنا من جفنيه يرتفع بقصد الهزء :
- اذن أنا أخطأت فقد كنت على متن باخرتي بعد الظهر وخيل إلي إنك كنت تتزلجين على الماء .
لم تعرف ساره أين تذهب بوجهها لم يكن الكذب من عاداتها .
قالت ما قالته لأن هذا الرجل الواقف أمامها يفقدها توازنها ...
- نعم هذا صحيح. اعتذر الآن لإني أتيت لآجلب شيئا للسيدة ستيفنست .
كان المصعد والسلم ء عن يمينها مما جعلها مجبرة على المرور أمامه.
فما أن تقدمت حتى وقف في عرض الممر وسألها :
- هل تلغين مواعيدك في بصورة دائمة؟ عندما يعرض عليك مشروع أفضل؟
فازداد احمرار خدي ساره : لم يسد راند الممر نهائيا بوجهها لكنها شعرت أنه لن يلبث ان يفعل .
فأجابته ببرودة:
- لم يكن هذا السبب.
- ما هو السبب اذن ؟
فترددت بين الهروب منه اوالإجابة بصراحة. فقررت الانتهاء من الموضوع:
- كان عليك أن تقول ألي بأنك صاحب الفندق.
ابتسمت لكن عيناها كانتا تبرقان وجسمها يرتعش .
- لماذا؟ لإنك تعتقدين أن أصحاب الفنادق غير اهل بالثقه ؟
فتفاجأت ساره بتحليله وفتحت عينيها بغضب :
- طبعا لا .. فأنت تعرف أن هذه ليس السبب.
- عفوا لكني لا أجد علة أخرى.
- ارجوك السيده ستيفنست تنتظر دواءها.
- تستطيع أن تنتظر قليلا.
أريد أن أعرف ما يحدث ؟
- السبب بسيط لا أحب أن يهزأ مني الناس.
فضحك ستيفان راند بقوة مما زداها حيرة:
- اعذريني لكنني لاافهم.... كيف توصلت الى هذا التحليل الغريب؟
- عرفت إنني من نزلاء الفندق ...مع هذا لم تقل لي شيئا... جعلتني أصدق إنك تسكن جزيرة صغيرة..
- إذا كانت ذاكرتي جيدة... اعتقد أنني قلت لك أنني أعمل في ناسو ..
- لكنك لم تقل لي ماذا تفعل في ناسو ؟
- لإنك لم تسأليني عن ذلك.
- أه .. كل هذا بلا جدوى لافائدة للنقاش.
- فعلا... لاجدوى لهذا لكنني أريد أن أؤكد لك أني لم أهزأ منك. فلنبدأ من الصفر .
ما رأيك بزيارة إلى جزيرتي غدا؟
سألها راند هذا السؤال بابتسامة جعلتها تتأكد أكثر وأكثر من جماله و جاذبيته مما زاد ارتباكها :
- اوه ...لا .. لأعتقد إني أستطيع اسمع... علي أن اخذ الدواء الى السيده ستيفنست وإلا قلقت علي .
- حسنا سآتي معك وافسر لها كل شيء.
لم يترك لها ستيفان الوقت لتعترض اذ امسك بيدها وقادها نحو المصعد . وعند وصولهما وبعد اعتذار ساره عن تأخرها قالت السيدة الأمريكية:
- مساء الخير يا سيدي راند ... هل تود الجلوس معنا ..؟ لقد أكلت كثيرا هذا المساء.. لكن ماكولات فندقك لذيذه لدرجة لا يتمالك الإنسان نفسه...
فرد استيفان وهو يجلس والتسليه ببادية على وجهه:
- هذا شرف لي يا سيدتي . اسمحي لي أن أقترح لك عليك علاجا افضل من هذه الأدوية مجتمعه .
أشار إلى أحد الخدم وأعطاه أوامر بصوت منخفض ثم أكمل :
- هل تودين مع ابنك والآنستين القيام بنزهة معي. في الغد إلى جزيرتي؟
- هذا لطف منك .. يسعدنا ذلك اليس كذلك يا ساره؟
شعرت الصبية ان استيفان يراقبها . فتفادت النظر إليه لكن السيدة ستيفنست لم تترك لها فرصة التعبير عن رأيها إذ سألته عن كيفية مجيئه للعيش في باهاماس :
- أنا أدرس دائما الأماكن التي نزورها بهدؤ... البارحة مساء قرأت في سريري تقارير مذهلة عن تاريخكم المحلي , تدور حول أول من جاء إلى هذه الجزر واستعمرها وغامر فيها ... هل أنت من سلالات أحد أولئك المغامرين ؟
- اوه...لا ... أن عائلتي منحدرة من أحد اللصوص المشهورين واسمه جاك راند لونوار ...
فبدا الرعب لوهلة صغيرة على وجه السيدة ستيفنست وظلت فاغرة فاها . هنيهة قبل اطلاق صرخة عبرت عن دهشتها :
-أه ...طبعا يا سيد راند ....لا اصدق لا استطيع ان اصدق . نظرا لكتبي التي قرأتها كأن هؤلاء الناس مذهلين , هائلين ,مخيفين . ... على العموم أعتقد أن الميول الوراثيه قد اختفت منذ مدة بعيده .
فأجاب ستيفان ساخرا:
- خاصة منذ تلك الفترة البعيدة .
في تلك اللحظة جأء الخادم حاملا الوصفه التي اوصاها ستيفان ... كوب مليء بالسائل بلون الكراميل البني .
- لا تخافي ياسيدة ستيفنست طعم هذا السائل لذيذ .
فنظرت إليه الأمريكية بطريقة حذرة منه ومن إلشراب . خاصة بعدما أعلن عن السلالة التي ينحدر منها ثم ذاقت السائل وقالت :
- آه ... طعمه لذيذ .
عندها نهض ستيفان عن كرسيه:
- المعذرة علي الانصراف فلدي الكثير من الأعمال ستكون الباخرة جاهزة في الساعة الحادية عشر .. إذا أردتم المجئ معي .
- حسنا... مساء الخير... ليلة طيبه يا ساره .
فانحنى بأدب وخرج مسرعا من الصالون.
- أعتقد بأيمان ساطع أن هذا الشراب قام بمفعول إيجابي .
وبعد وقت قصير قالت :
- اشعر بالتحسن البارز . ألا تعتقدين إني جرحته بكلماتي البلهاء ؟ فلو شككت لحظة بأن أحد جدوده لص لما سألته . اتساءل إذا كان كتابي يذكر جاك راند لونوار .... يجب أن أعيد قراءة هذا المقطع.


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:06 PM   #17

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

- السيد راند كان يمازحنا يا سيدة ستيفنست .
- لا.. فهذا ليس موضوع مزاح.. أنا مندهشه من كيفية اعترافه بأصل كهذا؟ إذا أردنا القيام بهذه النزهة معه علينا النوم باكرا . انتي متعبة أيضا .. مارأيك لوصعدنا؟ سنقول لخادم هنا أن ينبئ رونالد وانجيلا بأننا نائمتان فأنا متأكده من أنهما لن يغضبا بل على العكس سيفرحان.
في اليوم التالي حوالي الساعة الثالثه كانت سارة تستكشف الجزيرة, صغيرة ,مهجورة ,وضائعة في زرقة المحيط الكبير.. بين نيوبرفيدس والوثير . كانا آخرون يتفيأون تحت شمسية بحر كبيرة مركزة في المركب والأشجار الكثيرة تخبئهم عن عيني سارة ... وعندما اختفى صوت الراديو الذي حمله رونالد معه خالت سارة نفسها وكأنها ضائعه وحيدة في هذا العالم بعيدة عن كل الحضارات.
هذه الجزيرة كانت صغيرة نوعا لتمثل الانزواء والانطواء المثالي .
كان طولها 8.. مترا على 1.. متر عرض مليئة بالأعشاب الشائكة وبعض أشجار النخيل التي يمكن لمن يريد السكن في الجزيرة استعمال أوراقها كسقف .ورده قايين .
انتصبت سارا واقفة بعدما نظرت إلى قعر حوض بين الصخور ورأت ستيفان يأتي نحوها من بعيد . كان يرتدي سروال بحر قصير . عاري الصدر وعلي كتفيه منشفة . شعرت لوهله دون أن تدري السبب برغبة بإهماله وكأنها لم تره . والاختفاء وراء أكوام ألأعشاب .
عدا تحية صباحية مؤدبه . ومساعدته لها في النزول إلى المركب للذهاب إلى الجزيرة لم يعرها ستيفان أي انتباه . وخيل إليها في بعض اللحظات إنه يتجاهلها عن قصد. جلست على الرمل تنتظره وأعصابها شديدة التوتر . ولما وصل رمى بنفسه قربها وقال:
- هل تعرفين إنك من بعيد تحت القبعة الكبيرة التي تعتلين تبدين وكأنك صبيا في العاشرة من عمره يصطاد السلطعون ؟
- حقا ؟
اغرقت سارا أصابع رجليها في الرمل الدافئ . وأخذت تتأمل المركب الراسي أمامها. كانت قد خلعت تنورتها البرتقالية التي يتماشى لونها مع قميصها . وابقت سروالا قصير ابيض ... اعطى تناقضا جميلا مع لونها العسلي الذي أقرت عليه أشعة الشمس خاصة بعد درس التزلج المائي الذي أعطاها إياه بيتر . مما جعل لون رجليها جميلا جذابا.
أشعل استيفان سيكاره ولاحظت أنه على عكس رونالد الذي كان يحمل علبة مذهبه رائعة مخصصة للسكائر وولاعه ذهبية متناسقة كأن استيفان مكتفيا بالعلبة الأصلية وبولاعه بسيطة قديمة لا قيمة لها.
- الآن وبعدما رأيت بعض الجزر الصغيرة ما رأيك ؟ هل مازلت تحلمين بمنافسة روبنسن كروز ؟
- طبعا . هذا لا يزعجني . لكني اعتقدت أنك ستأخذنا لنتفرج على جزيرتك .
- كنت فعلت ذلك لو اتيت لوحدك .
- الا تحب آل ستيفنست ؟
- أنا ارى العديد من السياح في نآسو.
- وأنا أيضا سائحه .
- لكنك لست امريكيه سمينه ثرثاره .
فأحنت ساره رأسها ورسمت شكلا من التراب .
لم يكن لطفا منك ان تهزأ منها البارحه مساء . ربما هي محدودة الأفكار نوعا ما لكنها طيبة القلب .
- اهزأ منها .
- تتذكر ...عندما قلت لها انك تنحدر من قرصان لص . لقد صدقتك ؟
- وانت ...الم تصدقينني ؟
فرفعت ساره رأسها ونظرت اليه بطريقة يائسه ثم بدأت تضحك .
- طبعا لا ؟
- ولم لا ؟ لا ارى السبب.
اوه ...انا اعرف ان هذا ممكنا طبعا . لكنه يخيل الي انه اذا بقى قراصنه في هذه البحار لانتهوا على المشنقة . في كل حال اعتقدت انهم في المنطقه الأكثر جنوبا ...في جزر الانتيل .
- نعم ..كان الجنوب مركز عملياتهم . لكنهم لم يهملوا الباهاماس . خلال خمسين عاما كانوا يحكمون هذه المنطقه اذا صح التعبير . ويسنون فيها القوانين . اكثرهم بطشا شنقوا في فور شارلوت . لكن الكثيرين منهم تعقلوا وتمركزوا هنا واصبحوا محترمين جدا .
- بما فيهم جاك راند لونوار ؟
فأجابها بهزء :
بلا شك ..والا لما كنت هنا اليوم لأروي القصه والتاريخ . بديهي اني لم اكن مجبرا على البوح بأصلي الحقيقي . كان بوسعي مثلا ان اقول لها ان ابي جاء هنا بهدف شراء الأراضي واستثمارها قبل وفود السياح اليها ...لكن هذا الأمر لم يكن ليهمها ؟
هل تعلم انها ستردد ماقلته لها على مسامع الجميع ؟
فابتسم ستيفان بقوة :
سيزيد هذا بلا شك عدد نزلاء الفندق .
ثم اكمل حديثه مستعيدا جديته :
ماذا اتى بكما الى ناسو , انت وأختك ؟
انها فكرة انجيلا . اعتقدت ان ناسو تغير جو حياتنا .
تأملها ستيفان واكمل :
لايمكن تصوركما كأختين .
نعم ..هذا ما يقوله بيتر لازلو ....وما يقوله الجميع .
فجلس عندما سمع الأسم الذي ذكرته وقال بنبرة غريبه :
على فكرة ..نسيت امر لازلو .
يخيل الي انك لاتحبه .
فلنقل انه لو كانت لدي اخت شابه طيبه القلب وساذجة مثلك , لما شجعتها على الأهتمام به .
فعبست ساره وقالت بانزعاج :
انه رجل مؤدب وشيق .
حقا ؟ هل كلمك عن هجرته المشهورة من هنغاريا ؟
لم يخبرني عن كيفيه هروبه والطريقه التي ترك فيها بلاده فهذه بلا شك ذكريات يريد نسيانها .
هذا ممكن ..
بعد جواب ستيفان الامبالي شعرت ساره بنوع من الأحتقار بصوته فغضبت وقالت :
-يبدو لي انه بحاجه الى الشفقه اكثر منه الى الشك .
فلم يخفف ستيفان تسليته بالحوار الذي يدور وقال :
- اتساءل اذا كانت هنالك امرأة واحدة في العالم قادرة على الصمود امام لهجة اجنبيه غريبه وامام انطباع الشجاعة عند الرجل .
لا يعجبك لأنه ربما اثر على السياح. فمن غير الأئق ان يذكرهم بان الحياة ليست عبارة عن حفلات وسهرات وحمامات شمس . تكون مخطئا اذا قلقت , فبعد الذي رأيته حتى الآن معظمهم يهزأون ولا يبالون ابدا بصعوبات غيرهم , فهم منهمكون بسرورهم واكتفاءتهم الذاتيه .
- انت مثلهم على الأرجح . اشك بأن نصيب ومستقبل هنغاريا منعك من النوم قبل لقائك بصديقنا لازلو .
- هذا ممكن , لكني على الأقل لم احتقر احدا لأنه فقير او غير مهم .
- ياه ..دقيقة ...انت تغضبين بسرعة دون سبب . انا لا احتقر لازلو ....على العكس فهذا الشاب يعجبني وانا اقدره .
- بكل تواضع .
رأت ساره فم ستيفان يلتوي وبرقت في عينيه قلة الصبر . شعرت انه غضب ولسبب ما بدأ قلبها يخفق بسرعه اكبر واحست بأن حوارهما اخذ اطار اخطر مما توقعت . كان عليها ان توقف الحديث لكن حدسا اخر جعلها تكمل :
- اعتقد انه لو كانت عندك اخت صغيرة بلهاء وطيبه وساذجه وسهلة القياد . لكنت شجعتها على بعض الأمريكين الأثرياء مثل رونالد المسكين ...
لم تكد تنهي جملتها حتى ندمت على جنونها العفوي . تبعت هذه الجملة فترة صمت ثقيل جعلها تحمر اكثر من الأنزعاج . لم تجد الشجاعة الكافية لتسمع جواب ستيفان بل وقفت بسرعة :


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 11:06 PM   #18

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

علينا اللحاق بالباقين ..

- لا ...انتظري ...

قال قال هذا وامسك يدها بيده السمراء مجبرا اياها على الجلوس من جديد . كان ستيفان قد غير ملامح وجهه فلم تعد ترى فيه قلة الصبر بل تعابير اخرى ...تعابير جعلتها ترتجف من التأثر ...فقالت محاولة التكلم ببرودة دون التوصل الى التحكم بصوتها :

- ارجوك..اتركني ...

هل تعرفين انك تبحثين عن المتاعب ؟ لا ادري أي دواء افضل لك , ضربة على كتفك او هذا ....لم يعطها الوقت الكافي لتجيبه ..ترك يدها واخذها بين ذراعيه ...لم تفكر او بالأحرى لم تستطع ان تفكر بمقاومته .. كان اقوى منها بكثير ما جعل مجهودها لمقاومته يذهب سدى ...زد على ذلك ان قبعتها وقعت على وجعلت الشمس تصب اشعتها في عينيها مباشرة ...لم تقدر على تحريك رأسها رفضا لأنه امسك بذقنها وشد باصابعه على ذراعيها ازدادت غضبا عندما فكرت بان حدسها وشعورها اتيا بها الى الوضع الذي قبلت به ورفضته في الوقت نفسه..

- الأمر ليس جديرا بالخوف يا صغيرة لكن هذه التجربة البسيطه ربما تجعلك تعين الحقيقة والواقع ...مازلت طفلة يصعب عليها معاشرة الذئاب .

- اوه ....

انتشلت قبعتها من يده وترددت ثم صرخت في وجهه :
انت افظع مخلوق التقيته في حياتي .
ونظرت اليه بطريقه كادت تدفنه فيها تحت التراب , تركته واكملت سيرها على الشاطئ .
كانت السيدة ستيفنست وحيدة في المكان الذي اختاروه ليجلسوا فيه عندما وصلت ساره .
- اعتقدت انك مع ستيفان يا ساره . رونالد وانجيلا اختفيا ...اظن انهما في الناحية الثانية من هذا المكان .
فتمتمت ساره وهي تفتش في حقيبه البحر :
- حقا ؟ اشعر برغبة في السباحه .
ذهبت لتغيير ملابسها وراء بعض الأشجار . كان قلبها لا يزال يخفق بقوة ويداها ترتعشان لدرجة انها وجدت صعوبة في ترتيب ملابسها . كان ستيفان في الناحيه الثانية من الشاطئ عندما نزلت الى الماء . بعد بضع دقائق وبعدما قامت ببعض التمارين في الحوض الهادئ استرجعت هدوء اعصابها .
الرجال مثل ستيفان راند عندهم مناعة ضد الكره ...غضبها الهاه وسلاه افضل شئ هو نسيان الحادثه التي حصلت اليوم وتجاهلها وكأنه لم تكن ....ندمت لأنها لم تتحكم باعصابها وتظل على هدوئها ...لكن الندم لا ينفع الآن بعد فوات الأوان ...بعد قليل رأت رونالد واختها عائدين اليد باليد انجيلا تضحك على كل ما كان يخبرها اياه ..
عندما عادت ساره الى الشمسيه التي جلسوا تحتها كان ستيفان موجودا ...قامت بمجهود هائل لتنظر اليه وترد على نظرته الساخرة بنظرة كثر سخرية ..عندما حان وقت العودة تركته يساعدها على الصعود الى المركب دون اظهار شعورها ..
هذا الشعور بالتأثير الشديد عندما يمسك يدها او يقترب منها او يشعرها بوجوده بجانبها .
عندما وصلوا الى نيوبروفيداس كانت الساعة تقارب السادسه حين رأو باخرة لوكارونيان تصل الى المرفأ ..اوقف ستيفان مركبه قرب سلم الفندق وقفز الى الأرض ثم مد يده ليساعد السيدة ستيفنست على الخروج وتبعها الباقون . وبنما هم يشكرونه على اليوم الرائع الذي امضوه ظهرت شابه بصورة مفاجئه ونادته ضاحكة :
ستيفان ...لماذا لم تأت لاستقبالنا ؟
كانت طويلة القامه من عمر انجيلا تقريبا بلا شك احدى القادمات على لوكارونيان , لأن الشمس اثرت على بشرتها . على عكس السياح الأتين من اوروبا بالطائرة مع لون بشرتها وشعرها الأسود وعينيها السوداوين بدت وكأنها غجرية رائعه , اضافة الى فستانها الأحمر والحلق الذهبي في اذنيها .
- فال . كم انا مسرور لرؤيتك . هل كانت سفرتكم ممتعة ؟
ورده قايين
- رائعه .لكنني لم اصدق اللحظة التي وصلت فيها . ابتسمت ابتسامة عريضة ابرزت اسنانها الناصعة البياض .
ونظر ستيفان الى الباقين :
اسمحوا لي ان اعرفكم بالأنسه فاليري لانغدن اوين ...فاليري اقدم لك السيدة ستيفنست .
حياها الأمريكيان بطيبه , كعادتهما لكنها لم تكترث لهما بل التفتت مجددا الى ستيفان .
تعال لتحيي ابي وامي. تعال بسرعة .
فأجابها ناظرا الى ساعته ومعتذرا من الأخرين :
- طبعا . اعذروني .
عندها لاحظت ساره وجه اختها والتعبير المندهش المرتسم عليه . كانت انجيلا ممتقعة اللون بصورة استثنائيه . تتبع فاليري اوين بنظرة حقد وهي تبتعد .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 02:48 AM   #19

abo.od_999

? العضوٌ??? » 1000
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » abo.od_999 is on a distinguished road
افتراضي

وين التكمله

abo.od_999 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-08, 11:20 AM   #20

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo.od_999 مشاهدة المشاركة
وين التكمله



اخيرا احد سأل عن التكملة حسيت اني كاتبتها لنفسي ...على كل حال راح اكملها شاكرة لك متابعتك ...


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
125 - امرأة لكل الفصول - آن ويل - ع.ق pink moon منتدى روايات عبير القديمة 558 01-11-17 09:29 AM
توه الفصول otilsalim دعوني أتنفس 16 03-10-09 01:01 AM
أطول لحية امرأة واطول اضافر امرأة ^RAYAHEEN^ مـنـتـدى الــصـــور 16 17-09-09 08:46 AM
*#*الفصول الاربعه*#* فضه دعوني أتنفس 6 15-03-09 10:58 AM


الساعة الآن 04:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.