آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          [ تحميل ] عابرات فـوق السنة النيران ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          577 - انتظار ديبورا - بيتي نيلز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-08, 09:06 PM   #1

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
B11 125 - امرأة لكل الفصول -ع ق ( كتابة /كاملة )**






امرأة لكل الفصول

آن ويل
125



قلب للبيع ....انجيلا عرضت قلبها للبيع رغبة منها في الثروة
والخلاص من الفقر . سافرت الى جزر الباهاماس مع شقيقتها ساره
بحثا عن العريس الذي تقدم له قلبها على صحن من فضة ....
هل يباع القلب كما تباع الأشياء الأخرى ؟؟

انجيلا اعتقدت ان قلبها في يدها تعطيه للعريس المناسب ..
لكن القلب متمرد .. مجنون ...يهوى من يدغدغه ويجيد لغته ...
ويتجاوب وخفقاته هذه اقوال ساره التي تعتبر الوقوع في الحب من اهم شروط الزواج
الأختان كالماء والنار لا تلتقيان .
انجيلا اعلن قلبها العصيان عليها ... وأوقعها في حب لازلو البوهيمي في غفله منها وسلمه مفتاح حياتها .
اما ساره فمنحها الحب من نعمه وهداياه الشئ الوفير حين احبت ستيفان راند . لكنها احترقت لوعة بعد ظهور
فاليري الجميلة في حياته .
فهل تغير الغيرة من مسار القلب ؟؟؟







روابط الرواية
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

اتمنى ان تعجبكم هذه الرواية وان لاتبخلوا علي بردودكم ....




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-05-16 الساعة 09:22 AM
ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:08 PM   #2

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

آن ويل

كتابة " ورده قايين "


1- الارث



انجيلا , استفيقي يا انجيلا
واستفاقت انجيلا غوردون من حلم لذيذ على صراخ شقيقتها ودفنت وجهها في الوسادة , فصرخت ساره:
انجيلا انهضي لقد حصل الأمر وقد حمله البريد الينا 0
- ماذا , ماذا حصل ؟
الفلوس طبعا 0فلوس عمتي دوروتي 0
دفعت انجيلا غطاءها عند سماعها كلمة فلوس واستوت على سريرها قائلة :
هل هذا صحيح ؟
والتقطت الأوراق الثبوتيه من ساره وسألت :
أرني كم معنا ؟
فأجابت ساره :
. الفان وستمئة جنيه ويزيد0

ماتت عمة الصبيتين منذ سنتين تاركة لهما جميع ما تملك : بيت عتيق في ضواحي مدينة فيفان واثاث رث لا يصلح الأ للمجموعات الاثرية وأوان اخرى لا فائدة فيها ، مما جعل انجيلا وساره غير مهتمتين بالامر . وكان الكاتب العدل قد نبههما الى ان قانون الارث يستوجب وقتأ قبل تنفيذه وانه ، بعد احتساب المصاريف المتوجبة لا يبقى لهما شئ يذكر . لذلك نسيت ساره الارث ولم تتذكره الأ عندما لمحت الرسالة الرسمية الكبيرة في علبة البريد . وبحماس قالت : . يجب الاحتفال بالامر . سندعو اصدقاءنا واطلب من ديك ان يجلب اسطواناته وسأحضر طبقأ من المعكرونة ونشتري عصير الفواكه و. .. . ما بك ؟
- يبدو انك غيرمتحمسة للامر يا انجيلا . . . هل انت متعبة ؟

والقت انجيلا نظرة تائهة على شقيقتها ممسكة بطرف قميصها الشفاف . وقالت وهي تفكر وتعبث بحليها : . كنت اتمنى ان نحصل على خمسة آلاف جنيه على الاقل 0
. خمسة آلاف ؟ انا اعتبر الالفي جنيه ثروة.. قالت انجيلا وقد اعترى وجهها بريق اهتمام :
. حسنأ سنتدبر الامر .
نتدبر الامر؟ انه مبلغ لم نحصل على مثله في حياتنا . سنعيد تزيين البيت ونذهب في اجازة و. . . نفعل اشياء كثيرة .
يا الهي انظري الى الساعة0
- ستتاخرين عن الموعد . ساحضر الفطور بسرعة . . . كان المطر ينساب على الزجاج ولم تكن المدفأة تشيع جوأ من
الدفء في الدار، لكن ذلك لم يمنع ساره من ان ترتب الطاولة وهي تغني . كانت تكسب معيشتها من الضرب على الألة الكاتبة لدى شركة للتامين ، بينما كانت انجيلا تعمل بائعة في مخزن ازياء في حي نايتبردج مما جعل حياتهما تدور بصعوبة . فبالرغم من اقتصاد ساره ، كانت المصاريف المفاجئة تذيب المال المدخر . لم تكن الاختان فقيرتين ولكنهما لم تستطيعا ادخار مبلغ من المال يقيهما العوز, وتركة العمة تسمح لهما الآن بمجابهه جميع الكوارث لذلك شعرت ساره بانها شبه غنية . انها اصغر من اختها بثلاث سنوات لكن ثقل المصروف كان يقع دائمأ على عاتقها هي . وغالبأ ما كانت تتمنى ان تكون اختها مقتصدة نوعأ ما , واقل ميلأ الى التبذير وذلك عندما كانت تجد صعوبه في الانفاق حتى آخر الشهر . صحيح ان السلع الرخيصة تصبح اكثر كلفة على المدى الطويل بفعل الاستعمال , ولكنها لم تكن تستطيع ان تفهم ان احذية جوردان وحقائب هرمس وادوات التجميل ديور كانت تباع بأسعار باهظة خصوصأ وان انجيلا كانت بالغة الجمال بحيث انها لم تكن بحاجة إلى اثواب انيقة او تجميل خاص لتبدو غاية في الاغراء0.
خرجت انجيلا من الغرفة وشعرها مبعثر بذوق واجفانها مرسومة بعناية فائقة , فقالت ساره :
- خسارة ان تكوني مضطرة للذهاب الى العمل أليوم0


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:09 PM   #3

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

مكان عمل ساره يقفل يوم السبت في حين ان انجيلا تعمل في ذلك اليوم حتى الظهر . فاجابت انجيلا بتثاقل وهي تسكب لنفسها فنجان قهوة :
- لا عليك , لن اتاخر كثيرأ .
. ماذا تقصدين ؟
. ساقدم استقالتي . . . واستقالتك انت ايضأ.
فارتبكت ساره وكادت ترمي مقلاة البيض أرضا :
استقالتك ؟
فردت انجيلا بنفور المتسلط :
-أجلسي , كلي واسمعيني .سنترك وظيفتينا المرهقتين واللتين لا تؤديان الى شئ . سنتخلى عن هذا الكهف التعيس ونبدأ حياة جديدة .
- ولكن ...انجيلا ..
- سنشتري حقائب وملابس للبحر ونصف دزينه فساتين سهرة وحالما أنتهي من دراسه التفاصيل سنستقل الطائره الى باهاماس .
ظلت ساره فاغره فمها وصامته هنيهات ثم تفرست في وجه اختها وتمتمت بصوت خافت :
انت مجنونه تماما .
أبدا بالعكس , فأنا افكر بهذا المشروع منذ عدة أشهر وهو مناسب جدا .
لكننا لانستطيع التخلي عن كل شئ . الفا جنيه ...شئ عظيم لكننا اذا توقفنا عن العمل فلن يبقى معنا شئ بعد سته أشهر ...
فردت انجيلا بهدؤ :
الم يذكر أحد امامك بأن صيد الأسماك يتم بالطعم ؟ فلوس العمه دوروتي ستشكل الطعم الكبير الذي يجعلنا نصطاد السمكه الكبيره .


وقفت ساره متسائله اذا ما أثرت رساله الكاتب العدل على عقل اختها لكن انجيلا تابعت حديثها بالهدؤ ذاته :
ستعترفين بنفسك ان الحياه لم تكن غايه في البهجه في الفترة الأخيره وليس هنالك بريقأ أمل لتحسين الوضع اذن هذه فرصتنا لنتحرر ونخرج من هذه الدوامه .

ورده قايين
تقصدين ..أن نبذر كل ما لدينا خلال أسابيع , للرفاهيه ؟ وماذا سيحدث اذا اضطررنا للعودة الى الأرض الواقع ؟
بالتحديد . اذا سار كل شئ على مايرام , لن نضطر للهبوط ثانيه او على الأقل ليس في مكان تعيس كهذا .
رفعت ساره يديها الى شعرها الكستنائي القصير محاولة اخفاء حيرتها التامه .
اسمعي , انا لا افهمك . ماهو قصدك ؟ بماذا تفكرين ؟
فسكبت انجيلا لنفسها القهوه ثانية وأشعلت سيكاره .
عمري 25 سنه . حتى الأن عرض علي الزواج ثلاث مرات لم اكن لأقبل بأحدهم ولو من بعيد . والرجل الذي أردت الزواج منه كان متزوجا .
رأت ساره مسحه من الحزن في عيني أختها التي اكملت :
اذا صدق المثاليون وأذا انتظرت كثيرا فسأقع حتما على فتى احلامي . لكن ما اريده الأن هو زوج مريح كثير المال طبعه متساهل ولهذا السبب ياصغيرتي الحبيبه , سنطير معا نحو بلاد الهند الغربيه المشمسه .
فصرخت ساره :
هل تنوين جديا تبذير كل رأسمالنا لتحاولي الأمساك برجل غني ؟ أنت فعلا مجنونه .
أجابت انجيلا بجديه :
انها طريقه خشنه وفظة للتعبير , لكن هذه نيتي في الاجمال . فلا ترتعبي هكذا ياحبيبتي .لن اتزوج رجلا كهذا لمجرد انه غني لكنني اعتقد انه بامكاني ايجاد رجل مقبول , ليس في لندن لأننا لانعاشر الأوساط الراقيه , لكن ناسو عاصمه باهماس , تقدم لنا خيارا مهما مغريا .
انك تهزأين بي . انا لا اصدقك.فأطفأت انجيلا سيكارتها ووقفت :
يجب ان اسرع في ارتداء ملابسي .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:16 PM   #4

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

عادت الى الغرفه تاركة ساره مصعوقه من الدهشه ,لاقابليه لها للأكل ومتأكدة بأن اختها لم تكن تمزح بل تتكلم بجديه .
عشر دقائق مرت , ظهرت بعدها انجيلا بفستان اسود , انيق فوقه شال من الحرير الأبيض . سألت اختها :
هل راقت لك الفكرة ؟ اتتصورين فكرة قضاء شهر في الشمس ؟انه الصيف كل السنه في الباهاماس .
فأجابت ساره بصوت يرتجف:
- وأذا رفضت الذهاب معك ؟ لاتنسي ان نصف هذا المال لي .


ارتدت انجيلا معطفا واقيا من المطر وقالت بصراحه والأبتسامه تعلو شفتيها :
ليس لديك خيار يا حبيبتي . فأنا استطيع ان انظم سفري بثمانمئه جنيه لو أردت . لكنه يصعب علي تركك وحيدة هنا .
آه لا تخدعيني فأنت تعرفين انك لن تسافري لوحدك .
لبست أنجيلا قفازيها وأمسكت بحقيبتها السوداء اللماعه .


فاكتشفت ساره عند اختها تعبيرا لم تعهده من قبل . كانت عيناها المتوحشتان تلمعان من الحنق .
لاداعي للنقاش يا ساره فأنا افكر بهذا منذ وصلتنا اول رساله من الكاتب العدل وأنا مصممه على تنفيذ مشروعي . بامكانك الأعتراض حتى اخر نفس من انفاسك فلن اعدل من قراري . أما الآن فسأودع المال في المصرف ويوم الأثنين سأشتري بطاقتي سفر .......أمهلك حتى ذلك الوقت لتقرري مجيئك او بقائك هنا , وأتمنى ان تتعقلي وتأتي معي ..والا ذهبت كل واحدة منا في طريق ...وما كادت ساره تستوعب حده هذا الأنذار حتى كانت أنجيلا قد خرجت من الشقه .
بعد مرور ألأسبوع الأكثر اثاره وحركه في حياتها كانت ساره جالسه في مقهى في ريجنت ستريت تنظر الى اختها ...وبعدما جادلت وتوسلت وناقشت بقسوة وفاضت الدموع من عينيها رأت نفسها في نهاية الامر مضطرة للرضوخ والآن بعدما تركت الأختان محلهما وبيتهما شعرت ساره بأنها مركب صغير تكسرت حباله وجرفه تيار خطير . وأذ بأنجيلا تقول اشتريت البطاقتين والحقائب اللائقه وحجزت غرفه في الفندق فعليك الآن ان ترتدي ملابسك فمن غير الضروري ان ابدو انا رائعه اذا لم تكوني انت على المستوى المطلوب يجب ان نبدو نحن الأثنتين وكأننا معتادان على الرفاهيه وحتى الآن لا أمل فيك من هذه الناحيه . لا اريد ان تغضبي لكنك بعيده عن مظهر الفتاة التي تنعم بمال والد وافر الثروة .
- لأن الأمر ليس كذلك وهذا حالك .
- لا ,لكن هذا هو الأنطباع الذي نريد اعطاءه فأول خطوة هي تصفيف شعرك وترتيب يديك .
- ماهي ملاحظاتك على شعري ؟ وما بهما يداي ؟


على عكس انجيلا التي ورثت جمال امها كانت ساره تشبه والدها عينان عاديتان جميلتان وأسنان ناصعه لكن انفها كان قصير جدا يعلوه النمش .
اجابت انجيلا :
افضل ما يمكن , هو قصة شعر ناجحه . ويجب ايضا ان تطلي أظافرك وتفركي يديك بالمرهم . وأذا ماحدثك أحد عن آلة الطباعه فيجب ان تتظاهري بعدم معرفة ماذا يعني . تعالي سنرى اذا كان من الممكن تزيين شعرك الآن وسنمضي بعد الظهر في شراء الأثواب لك .


في ذلك المساء وبينما كانت انجيلا تستحم جربت ساره بعضا من ملابس عطلتها وبما ان شعرها كان مجعدا كانت تغسله بنفسها وتصففه ولاتذهب عند المزين الا مرة كل شهرين لتقصه .
كانت ساره تفكر دائما بأن الفرق بين صالونات التزيين في الشوارع الكبيرة والصالون الذي تصفف فيه شعرها في زاوية الشارع هو الديكور الهندسي الأجمل والاسعار الفائقه الارتفاع ولكن كان لابد من الأعتراف بأن المزين بربطه عنقه وحركاته كان فنانا بالفعل . الغرة الجديده الخفيفه جملت وجهها وخففت من عرضه .
شعرت ساره بنوع من الرعشة في جسمها وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرتدية سروالا مرجانيا مع قميص حريري ابيض . كانت مقتنعه تماما منذ البدايه ان مخطط اختها لعين ولابد ان ينتهي بكارثه ......لكنها انسانيه ولهذا شعرت بالفرح عندما رأت نفسها بهذه الأناقه متخلصه من رتابة عملها وسلبيات شتاء لندن .
خرجت انجيلا من الحمام تفوح منها رائحه العطور الثمينه وجلست على السرير ترتب أظافرها .
هذا اللون يليق بك ياحلوتي , لكنك بحاجه لتجميل وجهك اكثر . حاولي ان تضعي لونا على اجفانك اضافة للكحل .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:16 PM   #5

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

فانتزعت ساره ملابسها وارتدت ثوب نومها بعدما طوت بترتيب ثيابها الجديده .
انجيلا ......قلت في ذلك النهار انك أردت الزواج من رجل واحد .هل هو روس اندرسون ؟سألت ساره ذلك بصوت متردد متذكرة ذلك الشاب الجذاب الذي جاء ليخرج مع شقيقتها مرتين او ثلاثا خلال الربيع وذات يوم لم يعد يتصل فبدت انجيلا مضطربه بعض الشئ لفترة . غير أن شيئا لم يدل ان انجيلا كانت ضحية صدمه قويه ولا ان هذه القطيعه أغاظتها .
أكاد لا أصدق انك تتذكرينه , تمتمت انجيلا دون ان ترفع رأسها :
الأفضل ان تعرفي كل شئ الآن مع ان احدا لايتعلم من اخطاء غيره ولكن ....تعرفت عليه عندما قدمنا تلك المجموعة الكبيرة في آذار فهو يعمل في احدى دور الملبوسات الجاهزة . وكنت أجهل حينها انه تزوج ابنه رب العمل ليتعلم المهنة قبل التربع على كرسي مريح في مجلس الأدارة .
كيف عرفت ذلك ؟
فأجابت انجيلا :
لحسن الحظ , رآنا شخص معا فأخبرني بذلك ...لولا ذلك لكنت ارتكبت خطأ هائلا ...فقد كان روس اندرسون يعتقد بأني على علم بزواجه .فلو خبأ عن قصد وضعه , لكان ثقل الحزن اقل علي . والمزعج هو ان تري نفسك واقعه في حب رجل يعتقد انك من نوع النساء اللواتي يجدن لذة في المغامرات مع رجال غيرهن .


لزمت ساره الصمت هنيهة . كان يخيل اليها انها تعرف أختها ولكن الآن تراها غريبه أمامها . لم تترك انجيلا المجال مرة واحدة ليكتشف احد أساها وخجلها العميقين وردت على اختها بنعومه :
ولكن ياحبيبتي ليس كل الرجال من هذا الصنف . فمن الجنون ان تدمري حياتك بسبب خطأ .
ليس في نيتي تدميرها .
بامكانك ذلك اذا تزوجت بلا حب .
لم تقعي في الحب بعد ياحلوتي فلا تتكلمي عنه اذن .
ممكن , لكني اعرف ان النهاية ليست دائما سيئه .
فما كان من انجيلا الا ان ردت :
حتى ولو توصل الاثنان الى الزواج بعد حب كبير فماذا يحدث ؟ بعد خمس سنوات ينكسر الرونق ويفقد الأثنان كل مالديهما من نقاط مشتركه . اما اذا كان الزواج عن سابق تفكير فلا مجال لخيبة الأمل او بالأحرى لايتوهم الواحد بخصوص الآخر .
ورده قايين
فلم ترد ساره ظانه في نفسها ان الطريقة الوحيدة لكي تغير انجيلا رأيها بهذا الموضوع هي ان تقع في الحب مرة ثانية .
أقلعت الطائرة من مطار لندن ومعظم المسافرين كانوا أزواجا متقدمين في السن الرجال منهم صلع , اما النساء فظهرن بملابس راقية مغطيات بالفراء الثمين . وبعد الأقلاع مباشرة انطفأت الأضواء الفرديه وتمركز المسافرون في كراسيهم للنوم . لكن أنجيلا كانت قد بدأت تتنفس بانتظام اذ سبقتهم الى الرقاد بينما بقيت عينا ساره مفتوحتين غير قادرة على السبات .
كانت الساعة قد قاربت الثانية عندما استطاعت اغماض عينيها ونامت بعمق لدرجة ان انجيلا اضطرت الى هزها عدة مرات لايقاظها . كان النهار قد طلع وعلى الاف الأمتار من اجنحه الطائره والأطلسي الشمالي يشع تحت الشمس .
بعد الفطور ثرثرت انجيلا مع المسافرة الجالسه في الصف الموازي بينما اطلعت ساره على الدليل السياحي الذي تقدمه شركه الطيران للمسافرين ومنه خارطه لارخبيل باهاماس بكامله .......مع أسماء الجزر : غراند اباكو , ماياغانا , ايلوتير ...........وفكرت وهي تقرأ هذه الأسماء بأن الامر يسهل اذا اخذت مع شقيقتها باخرة ودارتا في هذه الجزر المتوحشه بدلا من البقاء في مركز سياحي كبير .
كان من المتوقع ان تحط الطائرة في نيو بروفيدنس ظهرا . وما كادت تقترب من المطار حتى فاجأها اللون الفيروزي الذي غطى المحيط وأبصرت ساره الجزيرة التي كونت نقطة غامقة تحت المساحة الزرقاء ....
آه انجيلا ,انظري .
لكن انجيلا كانت مأخوذة بطلاء شفتيها بالأحمر , فلم تكترث.
بعد نصف ساعه كان الركاب يطأون السلم للنزول ...خيل لساره أنها في عالم آخر ...تحت الشمس الساطعه ورائحه الصيف ونسيمه ...لم تصدق أنها بين ليلة وضحاها انتقلت من سماء لندن الكئيبه الداكنه الى هذا الجو الاازوردي الصيفي .
الفندق الذي حجزت فيه انجيلا غرفتهما , آمنت خدمة السياحه الوصول اليه . فما أن خرجتا من الجمارك حتى استقبلهما رجل باهامي أسود البشرة , يرتدي بزة بياضها ناصع كأسنانه قادهما الى عربه بيضاء يقودها حصان وغطت مقعدها خيمه زهرية فاقعه .
فالتفت السائق باسما وقال بصوت هادئ بلهجة بلده :
الهواء عندنا دائما مؤاتيا للمراكب الشراعيه في الجزر يا أنستي .


ذهلت ساره عند مرورها في شوارع ناسو العاصمه . من وجود الزهور في كل مكان ...فالاصفر والاحمر الفاقع والنباتات المنقطه بالذهبي والألوان الزهرية والبيضاء ...حدائق كيفما ادارت رأسها ..هكذا كان انطباعها وهي تسير بين السيارات الأمريكيه الكبيرة والأنكليزية الأصغر .
لما وصلتا الى الفندق في باي ستريت , شارع المدينه الرئيسي , اقتربت انجيلا من اختها هامسه :
لاتندهشي ياساره , فهنالك بلا شك الكثير من الناس في البهو والأنطباع الأول هو الأهم .


فتبعت ساره اختها بدون ان تبدي حركة اعجاب الى قسم الأستقبال الذي دلهما الى غرفتهما التي تطل شرفتها على الخليج واقعه في قسم ذكر سارة بفندق في فنيس لأن البحر كان يصل الى شرفة الطابق الأرضي حيث كان عدد من الزبائن يتناولون طعام الغداء . ورأت ساره باخره ذات محرك واحد تتوقف ويصعد ركابها على درجات المطعم ليتناولوا طعامهم على الطاولات المحجوزه سلفا .
لحقت أنجيلا اختها الى الشرفه وقالت :
سنتناول غداءنا في الغرفه ونرتاح بعد الظهر . فأنا لم انم جيدا كما يبدو الأرهاق عليك انت ايضا .
لكنني لست متعبه وأستطيع ان ابدأ السياحه .
لاداعي للأسراع . سنظهر ساعه ابتداء السهرة . اطلبي الغداء الآن . سأستحم .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:18 PM   #6

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

كانت ساره تريد ان تقول بأنها ليست هي التي تبحث عن زوج ثري فلا بأس اذا لم يعجب بها أحد . لكنها لم تقل شيئا .
بعد قليل استلقت انجيلا على احد السريرين واضعة قناع التجميل على وجهها , بينما جلست ساره تستمع للضحكات الخارجه من الشرفه الأرضيه وفكرت بالأستفادة من وقتها ,فحرام ان يذهب هذا المصروف سدى , فقررت بعد نصف ساعة من الأنتظار ان تخاطر وتنزل حتى لو كان غضب انجيلا هو الثمن . فاختارت ملابس رزينه بنطلونا من القماش الأبيض وقميصا بسيطا وخرجت الى الشمس . وبعدما تجولت في باي ستريت متأملة المباني القديمه وصلت الى الخليج حيث رأت بواخر من جميع الأشكال والأنواع ابتداء من تلك التي تنقل السياح الى الجزر المختلفة مرورا بالبواخر الخصوصيه الى الشراعيه . فجلست ساره على حافه لتراقب منها قدوم ورحيل البواخر , والهواء يدغدغ شعرها ويجعل كل خصله تتطاير والشمس تحرق كتفيها , على نغم صوت رجل باهامي يغني الكاليبسو الغناء الوطني . وبينما كانت تتبع بنظرها باخرة تجتاز الخليج باتجاه جزيرة هوغ سمعت صوتا يناديها :
هاي , انت , فوق , اربطي لي هذا , أرجوك .


وشعرت بأن ربطة الحبال وقعت على ركبتيها آتيه من مركب وصل الى المرفأ ......فلما فهمت ساره ماحدث , لم تر الرجل الا ظهره القوي العضلات من خلال غرفه قياده المركب . لم تكن تعرف كيف تربط حبال المركب فحاولت جهدها .
لا , ليس هكذا .
كان الرجل قد قفز ووقف امامها , أسمر البشرة , عيناه رماديتان باسمتان وجلده غامق لوحته الشمس ..
اعتذر ...فأنا لا اعرف ..
سأعلمك .انظري , هكذا .
اخذ الحبل وأراها كيف تربطه ثم سألها بعدما استعاد وقفته :
لست معتاده على البواخر اليس كذلك ؟
لا ..لأنني لم أركب باخره في حياتي .


فضحك وأعاد ترتيب قميصه الازرق الباهت على صدره القوي ونظم سرواله الذي ناله بياض ملح البحر.
- إنه اعتراف مخجل في هذه البقعة من الأرض فالباهاميون يعتبرون من أفضل بحارة العالم يخافون من خيالهم لكن البحر لا يخيفهم فيه شيء ،فالصبي هنا يركض كيلومترين إذا تخيل أن شبح يتبعه بينما يفرح إذا اجتاز عاصفة بحرية هائلة.
أخرج الغريب علبة سكائر أمريكية وقدم واحدة إلى سارة
- شكرا لك لا ادخن .

وبينما هو يشعل سيجارة فاستطاعت سارا أن تتأمله وتتفحصه
فكان يبدو انكليزيا في 3. من عمره ولكنه أمضى بلا شك أيام حياته في الهواء والشمس
تجاعيد صغيرة بيضاء بدت حول عينيه وقاطع أفكارها سائلا:
- اهذا اليوم الأول لك هنا ؟
- نعم كيف عرفت؟
- عرفت أن طائرة حطت اليوم من لندن .. هذا ما فضحك.
وضع يده السمراء على مقربة من يديها التي لم ترى الشمس منذ زمن فبدأت بيضاء باهتة
يجب أن تجلبي نظارات الشمس أو قبعة فهذا النور يسبب وجع في الرأس لغير المعتادين عليه .
فأجابت سارا:
- نسيت نظارتي السوداء في الفندق فعلا هذه الشمس محرقة ....أه هل ذهبت قبلا إلى جزيرة غرين ترتل؟
- نعم ...طبعا.... إنها في شمالي اباكو ..هل يهمك أمرها ؟ وسألها مازحا:
- هل اعطاك أحد طريقة للعثور على كنز فليبستري ؟
- لقد قرأت اسمها في دليل الطائرة هل هناك كنز فعلا ؟
- من يدري فيمكن الحصول على الكنوز في أي جزيرة....عندما كنت طفلا كنت أمضي وقتي في التنقيب والنبش مازالت هنالك الكثير من المناطق غير منقب فيها.... حيث يمكن العثور على أي شيء..
- من المؤكد أن تمضية الطفولة في مناطق كهذه شيء رائع أود لو أجد الوقت لرؤية هذه الجزر المتوحشة.
- المخاطرة جميلة بالنسبة إليك واكتشاف الغابات مغري ولكن الاناس المعتادين على الرفاهية يضجرون بسرعة بعض السياح يأتو إلى أماكن كهذه لكنهم بعد يومين يتعبون ويسعدون باللقاء من جديد مع المخازن وملاهي الليل .
خيل إلى سارا أنه تعود على نوعية معظم زائري ناسو وتساءلت إذا كان يعتبرها أبنه مدللة من المجتمعات الراقية فلم ترق لها هذه الفكرة وجدت نفسها تقول:
- السبب بلا شك هو أن معظمهم متقدمون في السن.
- مما يعني من الثلاثين وما فوق بنظر ابنت السابعة عشرة مثلك؟
- لست في السابعة عشرة بل في الثانية والعشرين.


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:19 PM   #7

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

وما أن لفضت ساره هذه الجملة حتى على خدها احمرار خجل لأنها تذكرت بأنها أفصحت لمجهول بأشياء شخصية حتى في ناسو ألتكلم مع مجهولين غير مرغوب فيه. فقالت في لهفة:
- يجب أن أعود إلى الفندق إلى اللقاء.
- في أي فندق تنزلين ؟
طرح عليها هذا السؤال وهو يمشي معها بكل بساطة ولم تستطع إلا أن تجيب بالبساطة ذاتها.
- هل يعجبك هذا الفندق ؟
- نعم كثيرا فعندنا منظر رائع على الخليج.
- اذا اردت التأمل الى منظر جميل فعليك الصعود إلى فورت فنكاسل .
وتابع ممازحا:
- 22 عاما إنها فعلا سنا متقدمة.


وما كاد ينهي جملته حتى خرج صبي أسود مجعد الشعر من شارع فرعي واصطدم في سارا حتى كاد يرميها أرضا لو لم يمسك بها رفيقها من خصرها ويسندها فشعرت الصبية الشابة بحرارة هذا الرجل القوي وتمتمت وعلى شفتيها ابتسامة مترددة:
- شكرا , لو كانت الضربة الأقوى لوقعت أرضا.
لما اوصلها إلى شارع العام ودعته مجددا وتوجهت إلى الفندق.
ولما التفتت وراءها بضعة أمتار شعرت بحرج إذا رأت عيني الشاب المجهول تتبعان خطواتها فشعرت بالنار في خديها وعجلت في سيرها .

******

- بالله عليك أين ذهبت؟
- نزلت إلى المرفأ . اعذريني يا انجيلا ولكن النوم كان مستحيلا علي.. ثم ما الذنب الذي ارتكبته ؟
- الأمر يتوقف... أتمنى ألا تكوني قد تكلمت مع أحد؟
- رجل واحد فقط يربط مركبه قرب المكان الذي جلست فيه ولا أمل من ملاقاة هذا الشاب في الفندق هنا.
- من غير المسموح به أن تنزلي لوحدك خاصة وأنني حددت أننا سننزل معا في المساء.
- أنا لم أهرب من الفندق ولا تنسي أنها عطلتي أنا أيضا.
فهمت أنجيلا إن لهجتها الشديدة لم تكن في موقعها فحاولت تخفيف حدة الحوار.
- أعتذر منك فأنا متوترة الأعصاب لأني لم أجدك عندما استيقظت فخطرت على بالي الف فكره و فكرة.
- أي نوع من الأفكار؟
- أنت تجهلين نفسك تتعرفين على أشخاص وتقيمين ومعهم علاقات صداقة وتخبرينهم قصصا
لم يكن لهذا أهمية في لندن لكن هنا الأمر مختلف... إذ شك احدا بوضعنا الحقيقيي لا اعتقد بأننا نبحث عن المغامرة.
فأجابت سارة:
- ونحن مغامراتان في الواقع ..أنت.. أنت لن تكذبي على الناس بكل بساطة أليس كذلك؟
- لا ..ياحبيبتي لأن أحدا لن يطرح علي الأسئلة مباشرة فيكفي أن ندعي أن هذه هي طريقة عيشنا العادية الطبيعية.
- يبدو لي هذا غير صحيح. لماذا يتوجب علينا الإدعاء؟
- يا إلهي كم أنت بسيطة آلا تفهمين أن نخبة الناس يعيشون في دوائر مقفلة لا يخترقها الا منهم فيها؟
وردت سارا بحزن:
- لا أدري إذا كنت أود فعلا دخول عالم هذه النخبه وهذا المجتمع.
- أما أنا فأريد ذلك .هيا اذهبي واستحمي الآن . سأبدأ الأن في تزيين وجهي وسأرتدي فستاني الموسلين الأخضر واقترح أن ترتدي أنت فستانك الحريري الأبيض وبهذا تكمل إحدانا الأخرى.
وانتهت ساره من ارتداء ملابسها بينما كانت إنجيلا ترتب رموشها. لم يكلف فستانها الحريري الأبيض مبلغا كبيرا لكنه كان بسيطا لدرجة تغش الناظر فيه فيفكر أن دار ازياء كبيرة صممته وهو عبارة عن صدر ضيق بلا أكمام وتنوره واسعة مثنية . وانتعلت ساره معه صندل بنفسجي وتحلت بحلق من اللون نفسه ورثته عن أمها.
" وردة قايين "
لم تتذمر ساره من انتظار اختها على الشرفة لمدة ساعة لأن المنظر كان جميلا يضج بالناس والحركة
ولما دخلت الغرفة لم تستطع إلا أن تبدي دهشتها عند رؤية جمال أختها وروعة تصفيف شعرها على شكل تاج
وقوامها الرشيق المغطى بالموسلين فصرخت:
- أنت رائعة.
فأجابت إنجيلا وهي تنظر الى ظهرها العاري في المرآة:
- ارجو ذلك لكن هنالك خطر المنافسة فأنت لابأس بك أبدا يا حبيبتي.
فإن استطعت تمالك نفسك وإذا برهنت عن ثقة في النفس لاستطعنا إدهاش الجميع.
وبينما هما تنزلان إلى قاعة السهرة شعرت ساره بنفسها متضايقه وطالما فضلت العودة والمكوث في غرفتها
كانت قاعه السهر مليئة عندما وطأت أنجيلا عتبة الباب وساره وراءها بقليل.
وفجأة صمت الحضور هنيهه ونظرا الموجودون إلى الفتاتين فاضطربت ساره وافتعلت إضاعة شيئ ما أخذت تبحث عنه في حقيبتها .
بعد ذلك تقدمت إنجيلا نحو الكراسي الحمراء الفارغة بهدف الجلوس على أحدها وتابع الحضور الحديث بينهم
وألقت ساره نظرة عامة على وجوه الناس حولها فلاحظت أن معظمهم كركاب الطائرة متقدمون في السن ماعدا فريقا من الشبان والشابات المجتمعين حول طاوله وبعض الشبان وحدهم هنا وهناك.
كل شيء حتى الآن كان هادئا وناعما وتساءلت سارا وهي تآكل بعض الزيتون الذي وضعه خادم أمامها عن موعد العشاء فقد فتح الهواء والبحر قابليتها للأكل.
في هذه الأثناء اقتربت من سارا سيدة ممتلئة القوام زرقاء الشعر ترتدي ثوبا أبيض مطرز الأطراف
وطلبت من الخادم شراب بلهجة أمريكية واضحة ثم التفتت وتوجهت موجهة بحديثها إلى جارتها.

- ياالهي .. ما هذا اليوم ذهبنا هذا الصباح لنقوم بنزهة في الحديقة الكبرى بعد الظهر اصر رونالد وشدد لكي نزور معا أعماق البحار وحدائقه وفي منطقة ليفورد كاي يجب يا عزيزتي زيارتها بأي ثمن فهي هائلة ....يذهب المتفرج إلى أعماق البحار بواسطة بواخر زجاجية شفافة ويتمتعون بألوان لا مثيل لها ...عفوا لا أعتقد إني رأيتك قبلا. هل وصلت اليوم؟
لم تجد سارا جوابا بل أدهشها هذا الكلام الكثير وأثر على رأسها مفعول عطر هذه المرأة الغريبة فأكتفت بالابتسام.
- اه.. أنت إنجليزية لقد زرنا أنكلترا السنة الماضية خلال دورتنا حول أوربا.
وقد أعجبتني كثيرا كل شيء في بلدك جميل وهاديء كأننا في عالم آخر.
سأعرفك على نفسي اسمي اميلي ستيفنست.
ألقت سارة نظرة على إنجيلا لتحاول معرفة ردة فعلها على تصرف هذه السيدة وردت بأدب:
- تشرفنا بمعرفتك اسمي ساره غوردون وهذه أختي أنجيلا .
- أه... هاهو رونالد.
وأومأت السيدة بيدها متجهة بنظرها نحو شاب طويل بلباس سموكنغ حاد عن ألباب ليترك الممر لسيدتين أنيقتين وما أن اقترب من امه حتى قالت الأخيرة:
- هذا إبني رونالد....رونالد اقدم لك آلأنستين آنجيلا وسارة غوردون.
وصلتا آليوم من إنجلترا.
رونالد ستيفنست شاب عمره بين 25 و 3. عاما لم يكن جميلا المظهر بشعره الأحمر ونظاراته الكبيرة لكن ابتسامته الجذابة جعلته ينال إعجاب سارا مباشرة بعد الانتهاء من تقديم ابنها الى الصبيتين قالت السيدة ستيفنست:
- رونالد عندما كنا في لندن التقينا بالسيد والسيدة غورودن هل تذكر ؟ وأنا متأكدة من أنهما كلمانا عن ابنتيهما كان ذلك في وستبوري فهل من الممكن أن تكونا أنتما الأبنتين ؟ يا للصدف!!
فتمتمت سارة:
- إن والدينا متوفيان للأسف.
- أنا آسفه أعتذر لقد أخطأت بسؤالي ..إذا أنتما لوحدكما ؟ رونالد الا تؤمن بشجاعتهما فتاتان صغيرتان لوحدهما .... إذن والحالة هذه ستتعشيان معنا الليلة فأنا اعرف كم هو صعب النزول في فندق لا تعرفان أحدا فيه.
تساءلت ساعتها عن الطريقة التي ستتخلص فيها إنجيلا من هذه الدعوة وتعجبت عندما رأتها تجيب بابتسامة عريضة:
- إنه لطف كبير منك ياسيدة ستيفنست ولكي أكون صريحة معك فنحن نشعر ببعض الضياع فهي المرة الأولى التي نسافر فيها لوحدنا... فاالسنة الماضية...


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 09:20 PM   #8

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

قطعت إنجيلا حديثها وعضت على شفتها محنية رأسها بينما فاضت شفقة السيدة ستيفنست:
- يا لها من كارثة محزنة افهمكما جيدا واعي رغبتكما في ترك أوربا في هذه الفترة من السنة.
وهذا تماما ما فعلته عندما فقدت السيد اوتواي زوجي الأول ..رجل طيب كريم ..كان علي أن اطير فورا إلى هاواي لأنسى الصدمة. علينا الآن آن ننسى هذه القصص المحزنة وأن نتعلم كيف نعيش معها ونتطلع إلى المستقبل الأفضل أليس كذلك؟
خلال العشاء تبادلت إنجيلا أحاديث عديدة مع رونالد بينما تحملت سارا أحاديث السيدة ستيفنست
الكثيرة وهي تروي وتسلسل حياتها وتآكل في الوقت ذاته وجبة دسمة من الأطباق المحلية التي أرادت تقديمها للصبيتين
بعد العشاء كانت السيدة فنسينت وابنها متواعدين مع أصدقاء أمريكيين ليذهب الجميع إلى نادي ليلي في أحد الأحياء الوطنية فقالت إنجيلا بعدما وجهت السيدة فنسينت لهما الدعوة.
- إنها فكره رائعة.. كنا نود الذهاب معكما لكن ساره تشعر بنوع من الإرهاق منذ مدة وعليها أن تنام باكرا فالنوم في الطائرة لا يكفي أليس كذلك؟
نظرت السيدة فنسينت إلى سارة:
- خيل إلي إنك متعبة ونحن نتناول طعام العشاء فأنا حساسة لكل ما يصيب أحدا حولي فعليك أن تفعلي ما نصحتك به أختك الكبرى.. لا شيء أفضل من النوم لأسترداد العافية.
في هذه الأثناء وجهت إنجيلا ركلة الى رجل اختها التي فهمت دورها ولعبته دون نقاش:
- لكنك ستذهبين ياإنجيلا أليس كذلك ؟ أنا متأكده أنك لست متعبة.
- طبعا لا يا حبيبتي لكني لن أتركك وحدك.. سننام معا باكرا هذا ألمساء.
- لا داعي لذلك فأنا متأكده بأنك تحبين الذهاب أقنعيها أرجوك ياسيدة فنسينت.
- أجل تعالي معنا يا انجيلا فستنزعج أختك إذا عرفت أنها السبب في حرمانك من السهرة.
فكرت سارت في نفسها والغضب يكاد يخنقها... أحقا انتظري ياإنجيلا حتى تعودي من سهرتك..
- إذا كنت متأكدة من عدم ضرورة وجودي بجانبك ياسارة...
- طبعا لا ضرورة لذلك يا حبيبتي والآن عن اذنكم ...
ما أن وصلت سارا إلى غرفتها حتى تركت العنان لغضبها
فبعثرت احذيتها في زاوية الغرفة ورمت بنفسها على السرير
لم تفهم قصد أختها بهذا التصرف ولكن مهما كان القصد فعلى إنجيلا أن تقنعها وهمت بالخروج وحدها
لكنها بعد التفكير فهمت أن نآسو مدينة من غير المستحسن أن تخرج فيها فتاة بمفردها في المساء فعلقت ثيابها بتآن وارتدت ثياب النوم.
كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة ليلا عندما دخلت عن الشرفة ولم ترجع إنجيلا من سهرتها ألا بعد ذلك بساعتين فما كان من سارا الا ان أضاءت الضوء الصغير المجاور لسريرها وقالت:
- أتمنى أن تكون قد أمضيت سهره ممتعة.
- أنا آسفة يا حبيبتي خفت أن أزعجك.
- تزعجينني بصراحة أريد أن أصرخ من الغضب إنجيلا ..أنت...
- إسمعي لقد تصرفت هكذا من آجل مصلحتنا لم أكن أريد حرمانك من السهرة على العموم تعرفت على شاب ملائم جدا لك.
- شكر جزيلا على طيبتك التي أخجلتني هل لي الآن أن اسألك لماذا تصرفت هكذا؟ لماذا جعلتني مريضة وطفلة بحاجة إلى النوم؟؟
- لأني لم أريد أن تغرقك أميلي في بحر من الأسئلة.. الواقع أنها بمجرد الانتهاء من قصة حياتها ستبدأ بالاستفسار عن حياة الآخرين فوددت أن تطرح الأسئلة علي اولا... على فكرة... سنتناول الغداء معهما ومع أصحابهما غدا لقد بدأنا أفضل مما كنت أتوقع.
- ظننت أنك ستتتخلصين منهم فهم لا يعطون انطباع النخبة من المجتمع.
- إنهم ليسوا أفضل وأرقى العائلات الأمريكية... هذا ليس هدفي الم تري الماس في يديها؟
- إنه يشبه البحص النهري.
- غريبة أنت يا سارا لاتفرقين بين الياقوت والزجاج الأحمر إنه ماس رائع.
- إنجيلا.. لا تهدفين على إلقاء شباكك على رونالد ؟
- إنه لطيف وأعتقد أني أعجبه لكني أود دراسة الأحوال كلها قبل القرار ..غيره أقل جمالا ورونالد لابأس به.
نظرت سارا بقلق إلى أختها وهي تخلع ملابسها وتزيل مساحيق التجميل عن وجهها بدأت إنجيلا أقسى قليل من السابق مما خلق عند سارة شعورا بالكارثة القريبة.
و ر د ه ق ا ي ي ن


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 10:57 PM   #9

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

اللقاء


استيقظت سارة في إلساعه السادسة
فمنذ 15 يوما كانت تحلم بالنوم العميق دون التفكير بهم تنظيف البيت أما اليوم وبما أنها ليست مضطرة للقيام باكرا شعرت بنشاط وجرأة غريبة لبدء نهار جديد
كانت إنجيلا قد أخبرتها بأنهم سيحضرون الشاي في الغرفة في الساعة الثامنه فقررت سارا النزول للسباحة لأن المدينة ما زالت هادئة ولأن لديها ساعتين من الوقت قبل الفطور وتركت هذه المرة لشقيقتها كلمة على طاولة الغرفة تعلمها بمكان وجودها.
خرجت سارة من الغرفة بهدؤ وحاملة منشفة البحر وثياب السباحة تحت ملابسها.
لم يكن في الفندق حوض سباحة لكنها سمعت السيدة ستيفنست تقول أن الجميع يذهبون إلى مسبح باراديس بيتش على جزيرة هوغ وبما أن مكتب استعلامات الفندق كانا مقفلا لم تجد سارة أحدا يدلها على كيفية الذهاب للمسبح
اتجهت الصبية نحو المرفأ باحثه عن أحدا يدلها ووجدت نفسها في المكان الذي جلست فيه البارحة و المركب الأبيض فلامنكو أمامها راسيا في النقطه ذاتها وعرفت أن المجهول الرمادي العينين مازال في ناسو وخفق قلبها بخفقه غير عادية.
- هل تبحثين عن مركب أو وسيلة تنقلك الى الشاطيء؟
قفزت ساره وأدارت رأسها وفتحت عينيها على وسعهما عندما عرفت من يتكلم كأنه المارد خرج من المصباح فكرت فيه فحضر.
- خدمة بواخر الفندق تبدأ في السابعه لكني وللصدف بالاتجاه إلى شاطئ تستطيعين ألمجئ معي.
- أه ... شكرا جزيلا.
أخذ الغريب حقيبة سارا وقفز بها الى المركب وبعدما وضع الحقيبتين مد يده لضيفته ليساعدها على الصعود إلى المركب
فشعرت ساره للمرة الثانية بيديه الكبيرتين ألدافئتين على خصرها.
ببعد 2. دقيقة ركضت ساره على الرمال ورمت نفسها في المياه الخضراء المشعه
كانت ترتدي لباس بحر أصفر أجبرتها أختها على شراءه اذ كانت تفضل شراء لباس اكثر حشمه
وبعد استمتاعهما بالسباحة مدة نصف ساعة غير مكترثه لوجودها مع هذا الغريب اكتفت بنشوة الرياضة الجسدية في هذه المياة الدافئه الهادئه.
وخرجت من الماء لترى مرافقها يجلس على الشاطئ
بجانب ترمس زرعه في الرمال.
فصرخت سارة بعدما نزعت قبعة السباحة:
- أه ... رائع .. من غير المستغرب أن يسمى هذا الشاطئ باراديس
فقدم لها الشاب فنجان من القهوه أخذته وقالت بعدما غطت ظهرها بمنشفة . أمسكت ببعض الرمال بيديها :
- لماذا لون الرمل زهري هنا ؟
- لأنه من المرجان المقشر . يجب أن يكون أحد أجدادك من رموز البحار.
فطريقة سباحتك رائعه.
- تعلمت السباحة في سن صغيرة جدا وأنا اعشق البحر لكن التمرين ينقصني فقد توقفت منذ ان سكنا لندن .
فسألها الغريب بعدما قسم بينهما ما تبقى من قهوة:
- آلا تعتقدين أن الوقت قد حان لنتعرف على بعضنا اسمي ستيفان راند .
- وأنا ساره غوردون.
- ساره ....اسم يليق بك. فا بالرغم من لباس السباحة المتعجرف الذي ترتدين والطلاء الذين يخفي أظافرك تبدين خجولة ورصينة.
فشعرت ساره بالحرارة تصل إلى خدودها لكنها تابعت محاولة إدعاء اللا مبالاة:
- خجوله ورصينة؟ تعبيران قديمان جدا.
- تعبيران قصدت أن أمدحك بهما. ففي ناسو نسأم من الأناس المتعجرفين الفارغين.
- هل تأتي كثيرا إلى هنا؟ اعتقدت أنك تسكن في الجزر الصغيرة؟
- بيتي في فلامنكو كاي . لكني أشتغل في ناسو.
- فلامنكو كاي ... اسم جميل لجزيرة , لم آرى دواسا زهري اللون الا في السينما طبعا
وابتسمت سارا وكأنها تذكرت حادثة معينه وأكملت:
- هل تعتقد أن الدواس عصفورا ناعم؟
فرفع حاجبيه بين علامة النفي:
- طبع لا ... إنه من نوع العصافير الفائقة الأناقة والترفع .
بعد ذلك حدثت سارة استيفان عن السيدة ستيفنست بدون قصد الإساءة ولكن فقط لأنها أرادت إن يشاطرها تسليتها فرحت عندما رأته يقهقه بصوت عال بعدما أخبرته عن وصف السيده الأمريكية لحدائق ما تحت البحار وخاصة ليفورد كاي وصندوق مجوهرات رمز البحر.
- لا أريد أن أكون شريرة فاالسيدة ستيفنست سيدة فاضلة فعلا لكني لا أستطيع تمالك نفسي من الضحك عندما أفكر بأنها قامت بدورة في أوربا في 3 أسابيع وتعتقد أنها تعرف كل شيء.
- أنا أعرف هذا النوع من الناس جيدا في الواقع أفضل طريقة لمعرفة أعماق البحار هي الغوص هناك نزهات بحرية منظمة توصلك الى الصخور تحت سطح البحر فبواسطة قناع وجهاز تنفس تستطيعين الغوص والتنزه تحت الماء لساعات وساعات . هناك باخره لهذا الغرض تبحر من أمام فندقك بعد الفطور.
- رائع ..سأذهب.. ولكن ..لا.... فقد اتفقت مع أختي أن نتناول طعام الغداء على متن لست متأكدة آي باخرة أمريكية يالسوء الحظ ويا له من عبء ثقيل .
- لابأس فقاع البحر لن يهرب واليخوت الكبيرة تروح وتجئ بلا توقف, ستكتشفين الأعماق مرة ثانية.
- بألرغم من كل هذا أفضل الذهاب إلى صخور المائية.
وقف استيفان ومد يده لسارة
- هيا بنا يجب أن اعود الآن وإلا قلقت عليك اختك .
- تركت لها كلمة على الطاولة أعلمها اين أنا.. أرجوك أن تنتظرني دقيقه واحدة فقط لأرتدي ملابسي فنزلاء الفندق لا يحبذون فكرة التنزه بلباس بحر مبلل .
احتاجت سارة لدقيقة واحدة لتختفي وراء شجرة نخيل لتخلع لباس البحر وعندما عادت كان ستيفان قد إرتدى سرواله وقال لها بعدما أصبحا في المركب :
- إذا آردت أن تسبحي غدا صباحا فسأمر حوالي السابعة.
معظم الناس يمضون سهراتهم في النوادي الليليه وينامون قبل الظهر لذلك تكون الشواطئ خالية في هذه الساعة.
- شكرا لهذه النزهة وللقهوة.
- رفقتك تشرفني ويوما عندما تتخلصين من ارتباطاتك على اليخوت والبواخر سأخذك واعرفك على جزيرتي
- أنتظر هذا بفارغ الصبر هل هي فعلا لك؟
- نعم تستطيعين أنت استئجار جزيرة إذا اردت بشرط أن يكون فيها ماء صالح للشرب وإذا كنت لا تخافين من نظام يقتصر على الأسماك وفواكه البحر, بإمكانك العيش بثمن بخس جدا في كوخ من قش سطحه من نخيل.
- ياليت.. ارجو ذلك ولكن عندما ينتهي المال الذي معنا....
تمتمت سارة هذه الجملة وعرفت خطأها فاستطردت بصوت عال لتغطي أثر ماقالته :
- هذا مشروع عظيم لكن من غير المعقول أن ينقطع الإنسان مرة واحدة عن الحضارة فأنا لا أتخيل نفسي أعيش وحيدة أبديا بلا كتب ولا موسيقى مثلا.
- تستطيعين إيجاد رفيق لك ثم تستطيعين أخذ الكتب والراديو معك.
- اذا كان هذا معقولا بنظرك ,فلماذا لاتمضي كل وقتك على جزيرتك ؟
- لأنني مثلك بحاجة الى رفيقه . فحتى الأن لم أعثر على فتاة تقبل بغسل الثياب في الساقية , وطبخ الأكل على نار الحطب ...كلهن في انحدار مستمر , يتوقف مصيرهن على الغسالة الكهربائيه والطباخات الألكترونيه .
عندما وصلا الى المرفأ استطاعتت ساره رسي السفينه كما يجب او بالأحرى كما علمها ستيفان عند اول لقاء لهما فقال لها وهو يناولها حقيبة البحر :
الى اللقاء غدا واستمتعي بوقتك مع الأميركيين الأثرياء .
دخلت ساره غرفتها في الثامنه الا خمس دقائق , وبينما أنجيلا ماتزال نائمه . ولم تتذكر ساره كلمات ستيفان الا بعد ما رمت الورقه التي تركتها لأختها . عليها ان تعود باكرا كي لاتشغل بال اختها ....
وبينما أخذت تغسل لباس البحر انتبهت انها لم تكلمه عن انجيلا ....فكيف عرف ان لديها أختا ؟

************


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-08, 10:58 PM   #10

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

أحضرت موظفة الفندق الشابة الشاي والكعك والبرتقال المقشر للفتاتين فشكرتها ساره . وبدأت تسكب لنفسها الشاي عندما استيقظت انجيلا ومططت جسمها كالهرة :
- أه ...هذه هي الحياة الحقيقيه .
- لقد عدت الأن من البحر حيث سبحت .
- ياالهي . في هذه الساعة ؟ هذا جنون فعلا .
البحر كان دافئا .
حتى ولو كان دافئا . انا لا أبلل لباس البحر وشعري لايحتمل الماء المالح .

أمضت الفتاتان قبل الظهر في التنقل بين المخازن الأنيقه وزيارة السوق في الهواء الطلق , الذي اعجب
سارا أكثر من محلات باي ستريت اشترت لنفسها قبعة الكبيرة من القش بينما اهتمت إنجيلا بفارق الأسعار بين ناسو ولندن فاشترت لنفسها عطر الجزر.
كان يخت بليركرفي في عرض "شاطئ الحب"في الناحية الشمالية الغربية فقاد رونالد الصبيتين في سيارة الكادلاك التي استئاجرها جلست أنجيلا بقربه وساره في الخلف قرب السيدة ستيفنست التي ارتدت ثوبا يتناقض مع عمرها وغطت نفسها بالمجوهرات ..كان شاب باهامي بانتظارهم لينقلهم الى اليخت , وهم في طريقهم كانت الضحكات تعلو على بعضها والضجيج يعلو من اليخت الراقي فذهبت أفكار سارة في النزهة الحلوة التي توصلها إلى أعماق البحاروالذي تخلت عنها بسبب هذه الحفلة.
اتى معظم المدعوين ساعة ابتداء المشروب وبعد قليل لم يبق إلا 5 أشخاص فقط.
بالرغم من توقعات أنجيلا لم يكترث السيد بيتر بساره تماما كعدم اهتمامها هي به عند الساعة الرابعة وبما أن أحدا لم يهم بالذهاب اعتقدت سارا أن انسحابها لن يؤثر على أحد ولن يلاحظه أحد فذهبت تسبح لوحدها على الشاطئ القريب وبعدها جلست على الرمال واضعة يديها على ركبتيها . كان الماء نقيا هادئا كالزيت. مال لونها الى الليلكي في المنطقة التي غطتها ظلال إليخت .
اغمضت ساره عينيها ووضعت خديها على ركبتها لترتاح لكن صوتا ما جعلها تفتحهما من جديد وإذ ببيتر لازلو يقترب منها سائلا بأبتسامة:
- هل يضجرك الأمريكيون ياآنسة غوردون ؟
- لا ..لأ ..أبدا إنهم لطفاء لكنني شعرت برغبة في المجيء إلى هنا.
- هل تسمحين لي بالجلوس معك ؟ أو تفضلين البقاء وحدك ؟
فإجابت بأدب :
- أرجوك. تفضل .
فتناول علبة الدخان من بنطلونه القصير الذي كان يرتديه .
- أعتقد أنك لا تدخنين .
وجلس قربها بعدما أشعل سيجارته غير أنها كانت الأولى التي تقطع الصمت بينهما :
- من اي منطقة من أوربا أنت يا سيد لازلو ؟
- كنت من هنغاريا ...اما الآن فأنا بدوي رحال إذا صح التعبير .
- أعتذر لأني سألتك هذا .
فأدار رأسه وحاول معرفة ما وراء أفكارها.
- لماذا الاعتذار يا آنسة غوردون ؟
فأحمر وجه سارة:
- لأنك فقدت بلدك.
فأجابها وهو يحرك يده باتجاه البحر:
- ألا تعتقدين إن كل هذه الشواطئ وهذا النخيل والبحر الرائع ...أليست كل هذا أفضل من شتاء أوربا الوسطى؟
- انا ...لا اعرف؟
- هذا لاشك فيه , فالإنسان يجد هنا كل ما يشتهيه و كل ما تقدمه الدنيا.
قاله هذا ونظر بعيدا في الأفق فحاولت سارة تأمله للتعرف إذا كان فعلا بهذه السطحية واللامبالاة أو أن كلامه إدعاء.
- في الجزر الصغيره ربما لكني لا أفكر هذا عن ناسو, ومع ذلك فنشوة الشمس ليست كل شيء.
أجابها بنوع من السخرية:
- حقا ؟ ماذا تطلبين من الحياة غير ذلك يا انسة غوردون ؟
- لو كنت رجلا لشعرت بوجوب القيام بعمل ما. بعمل يهمني .
- أتعتقدين أن التسلية الدائمة هي نوع من الانحطاط؟
- انحطاط وضجر..
- أود لو اشاطرك الرأي لكن بالنسبة إلي المضجر هو العمل بالدرجة الأولى.
- ماذا تفعل في الدنيا؟
فرفع كتفيه مبديا عدم الاكتراث:
- أعطي دروسا في التزلج المائي وقد كانت الأمريكية الصغيرة تلميذتي .وأنت يا انسه غوردون ماذا تفعلين ؟ أنا متأكد من أنك لا تتسلين كل الوقت.
أحرج سؤاله سارة لأن انجيلا انذرتها من ضرورة عدم التكلم عن حياتهما في لندن . فحاولت تغيير مجرى الحديث :
- لا شيء جدير بالذكر فبالنسبة للنساء الزواج هو أحلا مهنه ألا تعتقد ذلك؟
فنظر إليها قبل أن يبتسم ويجيب :
- نعم أعتقد هذا في ما يتعلق بك.
لم تعرف ساره كيف تحور جوابها, لذلك فضلت تغيير الحديث والموضوع:
- كلمني عن التزلج المائي هل هو صعب التعليم؟
- هذا يتوقف على التلميذ فبالنسبة إلى فتاة مثلك لاتخاف الماء تتعلمين التزلج المائي بعد جلستين أو 3. بعد ذلك يجب ممارسة هذه الرياضة للتمكن منها والقيام بحركات طموحة.
هل تودين ان تجربي يوما ما؟
طالما أرادت سارا التزلج كالهواء أمام مركب سريع كان عرضه فكره رائعة لكنها خافت ألا يكفيهما المال لأكثر من درس واحد لذلك أجابت بنوع من اللامبالاة:
- أخشى ألا يكن لدي وقت للتعلم الذي اريده فعلا هو الغوص في أعماق البحر .
- فعلا هذا منظر يجدر اكتشافه.
وإرتاحت سارا لأنها ابتعدت عن المواضيع الشخصية لكن السيد لازلو سرعان ما أعاد الحديث عن حياتهم الخاصة قائلا:
- أنت مختلفه جدا عن شقيقتك يا آنسة غوردون . لا اتكلم عن جمالها فأنت لديك جاذبيتك الخاصة. أنا أقصد فرق النفسية فهذا يهمني.
- تتكلم وكأنك عالم نفسي. الفرق بيننا غير مستغرب. إنجيلا تشبه أمنا وأنا اشبه ابينا .
- هل والدكما معكما هنا ؟
- لا , نحن هنا وحدنا .
وتمتمت ساره وهي تهم بالوقوف:
- والدانا متوفيآن.. علي أن اعود إلى اليخت فربما أراد الباقون الانسحاب بعد قليل , وسبحت سارة عائده وهو يتبعها :
- إذا غيرت رأيك بالنسبة إلى تعلم التزلج المائي ,أنذريني فيسرني .ان اعلمك .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
125 - امرأة لكل الفصول - آن ويل - ع.ق pink moon منتدى روايات عبير القديمة 558 01-11-17 09:29 AM
توه الفصول otilsalim دعوني أتنفس 16 03-10-09 01:01 AM
أطول لحية امرأة واطول اضافر امرأة ^RAYAHEEN^ مـنـتـدى الــصـــور 16 17-09-09 08:46 AM
*#*الفصول الاربعه*#* فضه دعوني أتنفس 6 15-03-09 10:58 AM


الساعة الآن 06:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.