آخر 10 مشاركات
2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-10, 04:47 PM   #21

سكون العاصفة
 
الصورة الرمزية سكون العاصفة

? العضوٌ??? » 82842
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » سكون العاصفة will become famous soon enoughسكون العاصفة will become famous soon enough
افتراضي


مششششششكورة

سكون العاصفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 08:05 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تململت أيلاين في سريرها وهي تتذكر الزيارات ,وتمنت لو أنها لم تكن بريئة وغبية الى تلك الدرجة , فلو لم تتكر المقابلات , التي أدت الأحاديث خلالها الى أثارة شكوكها بالنسبة الى بيار , لما كانت الأمور ساءت على ذلك النحو وأرغمتها على التخلي عن زوجها , فبغض النظر عن الكيفية التي كانت تبدأ فيها احاديثهما العامة في ذلك المحترف اللعين , ألا أنها كانت تتحول دائما الى بيار ......الى مدى تعلق سولانج به أثناء فترتي المراهقة والشباب ...الى الأجازات الأسبوعية المتعدة التي كانا يمضيانها معا ... والى التلميحات الواضحة طوال الوقت بأن العلاقة بينهما لم تكن بريئة أو سطحية وتذكرت أيلاين بأنزعاج بالغ حوارا معينا , أثار أعصابها وقضّ مضجعها , قالت لها سولانج , وهي تهز كتفيها:
" أوه , أنا أعرف تماما أنني لم أكن الفتاة الوحيدة في حياته... ولكنه كان يعود الي دائما , وحتى مع زواجه الآن...".
وضعت يدها فجأة على فمها , ثم أضافت بصوت منخفض :
" رباه, ماذا أقول؟ أنني أنسى بأستمرار".
"ماذا تنسين, يا سولانج؟".
" أنسى أنك زوجته , أنت صغيرة وبريئة جدا , بحيث أجد صعوبة في تخيلك مع رجل قاس ومحنك مثل بيار , يمكنني تصورك بسهولة أكبر مع شاب طيب طري العود مثلك ......شاب بريطاني أشقر الشعر أزرق العينين يمسك يدك ويأخذك الى حفلة راقصة ويضحك بفرح وزهو كلما طوقك بذراعيه, أوه , أيلاين , لماذا تزوجت بيار؟".
"لأنني أحبه, يا عزيزتي".
لمعت عينا سولانج ببريق غريب أشبه بالشفقة الهازئة , أو التأثر الساخر , وقالت:
" طبعا , طبعا , أنت شابة رومنطقية تؤمنين بالحب , وتعتقدين أنه تزوجك لسبب مماثل ,ولكن زواج أبناء العائلات الميسورة أو الثرية كان , حتى نصف قرن مضى , يتم بموجب ترتيبات أجتماعية أو مادية معينة , لم يكن للحب أي مكان داخللل هذه الترتيبات , ألا أذا لعب الحظ دورا كبيرا في حياة الزوجين وتعلما كيف يحبان بعضهما بصدق وأخلاص , أما في أيامنا هذه , فأحتمالات زواج العاشقين من بعضهما متاحة بشكل أوسع وأفضل,ولكن بيار......زورث الكثير عن أمه مارجريت دوروشيه".
" لا أفهم ماذا تعنين بهذا الكلام؟".
"حالت الظروف الأجتماعية والعقلية الطبقية المتحجرة دون زواج مارجريت من أرمون سان فيران , فأقدمت على أفضل خطوة بديلة , تزوجت من جان دوروشيه, الشاب القوي الذكي الطموح الذي يعمل في خدمة سيد القصر , كان جميع الناس هنا يعرفون أن مارجريت لم تتزوج جان بدافع حبها له , بل لتتواجد قرب رامون بصورة دائمة تقريبا وتصبح قادرة على التحكم بالقصر .....وبمن فيه , وعندما مات زوجها , تزوجت أبن الخامسة والستين وحققت حلمها القديم بحمل أسم سان فيران".
" أذا أقدمت مارجريت على الزواج بدافع المصلحة ولتحقيق مكاسب أجتماعية أو مادية , فهذا لا يعني أن بيار تزوجني أنا بدوافع مماثلة , لم يعد الناس هكذا في عصرنا الحالي , يا سولانج".
" يا لك من فتاة ساذجة! لا شك أن بيار وجد سهولة فائقة في أغرائك وأغوائك , أستغل سحره وجاذبيته , وخبرته الطويلة في الأثارة , فأقتنعت بأنه يحبك , أختلط عليك الأمر , كمعظم الصغيرات السخيفات مثلك , فلم تعرفي الفرق بين الحب الحقيقي والمشوة الآنية".
تذكرت أيلاين مدى الصدمة التي أصابتها لدى سماعها تلك الكلمات الجارحة في صراحتها , وكيف تحاملت على نفسها للأحتجاج مرة أخرى بالقول:
" ما هي المكاسب التي يمكنه تحقيقها من زواجه مني ؟ أنا فتاة عادية لا تملك جاها أو ثروة".
" هذا صحيح في الوقت الراهن ,ولكن المستقبل القريب قد يحمل لك الكثير , فأنت , بالنسبة لأرمون , الأنسان الوحيد الذي يحق له وراثة شامبورتن بعد وفاته...نظرا لروابط الدم , لا أستبعد أبدا أن تكون مارجريت أحست بهذا الأمر , وشجعت أبنها على الزواج منك , ولا أشك كثيرا أنها أقنعت أرمون بذلك , على أساس أن بيار هو أبن زوجته والمرشح الأمثل لمشاركة حفيدة شقيقته في وراثة شامبورتن ... بخاصة لأن الفتاة التي يعتبرها كأبنته تحب بيار! ".
" أوه , يا له من كلام سخيف وتافه! من أين أتتك هذه الفكرة الجهنمية المذهلة ؟".
" من أين يا عزيزتي ؟! من بيار ذاته, من زوجك.......وحبيبك , هل تظنين أن الزواج كان سيتم بينكما , لو لم يوافق أرمون على شرط بيار بتغيير وصيته وجعله الوريث المشارك؟".
" لا, لا أصدقك أبدا ! لم يتزوجني بيار ألا لأنه يحبني , أنا متأكدة من ذلك".
"حقا ؟ أسأليه أذن عن سبب حضوره الى هنا , أسأليه عن الليالي العديدة التي أمضاها معي في هذه الشقة بالذات , منذ عودتي الى فرنسا , أسأليه لماذا كان هنا الليلة الماضية , ولماذا ترك قفازيه وقداحته ,هل تصرين بعد الآن , على الأعتقاد بأنه تزوجك بدافع الحب؟ أنا أعرف أنه لم يفعل ذلك , فهو أنسان هادىء عملي يخطط للمستقبل البعيد بحكمة وذكاء ... مثل أمه ,كان يتطلع قدما لزواج ملائم يحسن أوضاعه الأجتماعية والمالية , ووجد فيك الضحية المناسبة , أما بالنسبة للحب , فهو يحبني أنا دون سواي , لقد أحبني دائما , وسيظل يحبني حتى.....".
لم تنتظر أيلاين سماع بقية تلك الجملة التي قلبت حياتها رأسا على عقب, أذ أنها خرجت بسرعة من المحترف الواقع على سطح بناية عالية ونزلت راكضة على درجاتها المئة كشخص فقد عقله.....زوليس قلبه فقط.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 08:34 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

رمت بنفسها وراء مقود السيارة التي أخذتها من خالها أرمون للحضور الى هذه البلدة , وحاولت جاهدة السيطرة على أرتجاف جسمها الناجم عن الصدمة القوية التي أنزلتها بها سولانج , ولكن وقع المصيبة كان كبيرا جدا, بحيث أنها لم تنتبه الى ما يجري حولها ألا بعد حلول الظلام.
غادرت البلدة المشؤومة , وهي تشعر بوحدة قاتلة وعذاب لا يقاوم ,وفي الطريق أحست بأنها غير قادرة على العودة الى شامبورتن , توجهت الى بواتيه , فوصلتها منهكة القوى ومرهقة الأعصاب , أخذت غرفة في أحد الفنادق الصغيرة , ولكنها ظلت مستيقظة طوال الليل... لا تعرف كيف تحد من ألمها وغيظها.
قادت سيارة خالها صباح اليوم التالي الى أقرب محطة وقود , ثم أستقلت أول قطار متجه الى باريس ,ومن العاصمة البعيدة, التي لا يمكن لأحد في منطقة شامبورتن أو المقاطعات المجاورة الوصول اليها بسرعة , أتصلت بالقصر وطلبت من جاك أبلاغ بيار لدى عودته بأنها ذاهبة الى لندن لزيارة أبن عم والدها.......وسوف تكتب له من هناك.
قررت أيلاين لدى وصولها الى العاصمة البريطانية ألا تذهب مباشرة الى منزل عمها في آشلي , بل أمضت بضعة أيام مع صديقة تعرفها منذ أيام الدراسة , كانت تود البقاء منعزلة في هذه الشقة الصغيرة الى أجل غير مسنى , ولكن وضعها النفسي أقلق صديقتها الى درجة كبيرة , فأتصلت بتشارلز وجيني وأبلغتهما عما جرى , ونتيجة لذلك , حضرت جيني بعد ظهر اليوم الثالث للأتصال الهاتفي وأخذت ايلاين الى آشلي.
كانا طيبين جدا معها ,ولم يعلقا بشيء على قولها أنها تركت بيار ولن تعود اليه أبدا , وظّفها تشارلز في مكاتب الشركة ,وفي الدائرة التي يرأسها جيرالد مورتون , كتبت رساة لبيار أبلغته فيها أنها أدركت الآن الخطأ الذي أرتكبته بقبولها الزواج منه بمثل تلك السرعة , وأنها بحاجة الى بعض الوقت لتفكر بموضوع علاقتهما , جاءها الرد على تلك الرسالة من خالها أرمون , الذي حثّها على العودة الى زوجها , أما بيار , فلم يكتب لها ألا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على عودتها الى لندن ,قال لها بأيجاز:
" أعتبر أن هذه الفترة كافية للتفكير والتحليل , أرجو أعلامي بموعد عودتك".
أعادت الغطرسة الباردة فتح جروحها و لو أنه اتى ال لندن وطالبها بالعودة اليه ...زلو أنه قال لها في رسالته تلك أنه يحبها ويريدها , لكانت عادت دون تردد ولكن سياسة اللامبالاة وعدم الأكتراث ظلت مهيمنة على تصرفاته وردود فعله , فأقنعتها برودته بأنه فعلا لم يتزوجها بدافع الحب والهيام , بعثت له برسالة قالت فيها أنها قررت البقاء في لندن ,وأنها تأمل في توصلهما قريبا الى اعداد الترتيبات اللازمة لطلاقهما , لم يكتب لها بعد ذلك أي رسالة على الأطلاق.
تقلبت في سريرها أكثر من مرة , ثم نامت على ظهرها وراحت تحدق في السقف , يا لسخرية الأقدار! ها هي الآن في المكان الذي أقسمت على ألا تأتي اليه أبدا , والجميع يظنون أنها عادت الى.......زوجها , لا يعرف الحقيقة المرة ألا شخصان ... هي وبيار , لقد أوقعت نفسها في الرمال المتحركة للأدعاء الخطر , ووضعت حاضرها ومستقبلها على كف عفريت ,ولكن ...
سمعت طرقة خفيفة على الباب , ثم رأته يفتح بهدوء ليطل منه وجه بيار , هبت جالسة في سريرها بسرعة وتحفز , فأبتسم بنعومة:
" هل يمكنني الدخول؟".
"نعم".
دخل وأغلق الباب وراءه , فتمنت لو أنها لم تتسرع في الجلوس , وقع الغطاء من يدها وكشف عنها أمام عينيه اللتين كانتا تتفحصانها بدقة وروية , حاولت ألا تظهر أنفعالها أو جخلها , فرفعت ركبتيها وضمتهما بذراعيها ثم سألته ببرودة:
" ماذا تريد؟".
" حذاء العمل".
أقترب من السرير ومضى الى القول:
" لا بد لي منة شكرك على نقل أمتعتي الى الغرفة الأخرى ,ولكنك نسيت لسوء الحظ , الحذاء الذي أحتاجه لهذا اليوم , أرجو تقبل أعتذاري على دخولي في هذا الوقت المبكر , فأنا مضطر لأخذه ".
أذهلها تهذيبه الفائق الى درجة الصدمة و فأرتعش جسمها وأحست بالبرد على الرغم من دفء الغرفة , قالت له متمتمة:
" طبعا".
فتح بيار الخزانة وأخرج الحذاء , ثم ..ززويا لخوفها ....جلس قربها على السرير , حاولت التسلل بهدوء وعلى نحو طبيعي الى الجانب الآخر من السرير , ولكنها لاحظت أنه يجلس على جزء من قميص النوم الذي ترتديه , وضع قدمه في الحذاء , وسألها بتلك اللهجة المهذبة ذاتها:
" هل نمت جيدا؟".
أجابته وهي تشعر بتوتر شديد في أعصابها , نتيجة لأقترابه منها بهذا الشكل المثير:
"نعم , شكرا ,وأنت؟".
أدخل القدم الأخرى , وقال:
"نمت بأرتياح بالغ".
تأملت وجهه الأسمر المتوتر , الذي تبدو عليه ملامح التعب , فأحست بتأنيب الضمير لأصرارها على الأنفراد بهذا السرير الكبير وأرغامه على النوم في حجرة مخصصة للأطفال , قالت له بعفوية واضحة:
" أنا آسفة , من المؤكد أن ذلك السرير ليس مريحا أطلاقا... فهو ضيق وصغير جدا".
"ربما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 12:37 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وقف بيار , فأحست أيلاين بالراحة النفسية , سار نحو النافذة وفتحها على مصراعيها , فتدفقت أشعة الشمس لتنير الغرفة شبه المظلمة ,ثم أضاف قائلا بهدوء:
" لم أنم فيه , وعليه فلست قادرا على أعطاء أي رأي ثابت عنه , ".
سألته بسرعة , ودون تردد:
" أين نمت أذن؟".
كان بيالا لا يزال واقفا قرب النافذة , يتطلع الى شيء ما في باحة القصر , فبدت أحدى وجنتيه وكأنها مغطاة بقناع ذهبي , أستدار نحوها باسما , فتحطم ذلك القناع الجميل لأن الوجه لم يعد معرضا لأشعة الشمس , قال لها بأستفزاز رقيق ناعم أغرق تفكيرها في دوامة مزعجة من التساؤلات والأفتراضات :
" عليك أنت معرفة المكان بنفسك".
علقت على كلامه بشيء من البرودة , والتظاهر بعدم الأهتمام :
" قد يكون من الأفضل أن أنام أنا في الحجرة الثانية".
تأملها جيدا ,وقال:
" هذا حل واحد للمشكلة , ولكنني لا أعتبره الحل الأفضل ".
أبتعد عن النافذة ,وبدأ يتجه نحو باب الغرفة , أصطدمت قدمه برجل الطاولة التي كانت أيلاين تكتب عليها في الليلة السابقة , فوقعت رسالتها الى جيرالد على الأرض , أنحنى لألتقاطها وأعادتها الى مكانها ,وما أن لمح الكلمات الأولى , حتى رفع حاجبيه وبدأ يقرأ بصوت عال .... مشددا على لكنته الفرنسية:
" عزيزي جيرالد , وصلت اليوم الى شامبورتن دون أي عناء يذكر , قابلت خالي , فتمنى علي البقاء قريبة منه لبعض الوقت ".
رمت أيلاين الغطاء عنها وقفزت نحو بيار , وهي تمد يدها لأستعادة الرسالة وتقول له بحدة بالغة:
" كيف تجرؤ على قراءة رسالتي!".
لم تتمكن من أخذ الورقة الصغيرة من يده , لأنه رفعها عاليا فوق رأسه وراح يلوح بها مستفزا أياها, وبسبب أندفاعها بقوة نحوه وفشلها في الأمساك بيده , لم تتمكن من السيطرة على سرعة تحركها , فهوت عليه , مد ذراعه الأخرى كلمح البصر وطوق جسمها , فوجدت نفسها مرة ثانية قريبة منه , حاولت التخلص من قبضته القوية الشريرة , صارخة بوجهه:
" أتركني! أتركني! أعطني رسالتي!".
قال لها بهدوء زاد من عذابها وألمها:
" لن أعطيك أياها , ألا عندما أعرف من هو جيرالد هذا ".
شهقت بأنفعال , قائلة:
" بيار , أنك تؤلمني!".
" لا , أنت مخطئة كثيرا , أذا توقفت عن الحركة , فلن تشعري بأي أوجاع أو آلام , ستشعرين دائما بالأذى والضرر , نتيجة لطيشك وعنف أندفاعك , قليلا من الهدوء , أيتها الحبيبة ,وسيكون كل شيء على ما يرام".
أرغمتها القوة الواضحة في جملته الأخيرة ,وقبضته الضاغطة عليها بطريقة لا تعرف الشفقة على التوقف عن محاولاتها الفاشلة.... فيما كان صدرها يعلة ويهبط بشكل أنفعالي متوتر ,وهي تحاول ألتقاط أنفاسها , سألها بلهجة حازمة وصارمة:
" هل هو حبيبك؟".
أنتفض رأسها بعصبية بالغة, ونظرت اليه متحدية متمردة ثم قالت:
" لست مضطرة لأبلاغك أي شيء على الأطلاق".
" بلى , فمن حقي الأطلاع على مثل هذه الأمور".
ضحكت بحنق وأستهزاء ,وقالت:
" أوه , أنت وحقوقك! أنا أيضا لدي حقوق! أليس من حقي معرفة المكان الذي نمت فيه ليلة أمس؟".
" نمت على الأريكة الموجودة في غرفة المكتبة".
أربكها جوابه الرصين , فأسندت ظهرها الى ذراعه القوية وحدقت به... لتدرس عينيه وتحاول قراءة ما يجول فيهما ووراءهما , بادلها تلك النظرا الفاحصة بالمثل, فتحول نظرها بهدوء الى شفتيه الجذابتين الباسمتين بسخرية ... وقالت له بلهجة جافة جدا:
" لا أصدقك".
نظر اليها شزرا , وقال لها بصوت يرتجف حنقا وسخطا:
" حسنا , سأحاول مرة ثانية , نمت في سرير أمرأة أخرى... ستصدقين هذا الأمر بالتأكيد , ودون تردد!".
ضغط على خصرها قليلا ,ومضى الى القل:
" حدثيني الآن عن المدعو جيرالد , هل هو سبب مطالبتك بالطلاق؟".
وضعت أيلاين يديها على صدره وحاولت دفعه عنها , ولكنها فودئت بذراعه الأخرى التي كانت حتى لحظات خلت فوق رأسه... تنزل بسرعة وتنضم الى أختها في عملية التطويق المحكمة , حاولت تجنب الموضوع بقولها:
" أوه , لا يمكنني بحث أي مسألة معك ,وأنت تعصرني على هذا الشكل".
" وكيف تريدينني أن أعصرك أذن؟".
" لا... أعني... أنني.".
لم ينفع أحتجاجها بشيء , أذ ذكّرها بأيام السعادة والهناء , أشتعلت الرغبات المكبوتة في داخلها ,وثارت أحاسيسها ومشاعرها طالبة المزيد , نظرت اليه بعينين شبه مغمضتين , فرأت عينيه تحومان فوق وجهها كنسرين على وشك الأنقضاض , تأوهت وتمنت لو أنه يحملها الآن بعيدا عن العالم , وما هي ألا لحظة وجيزة , حتى أحست به يعانقها ... أوه! ذابت بين يديه ,وشعرت بالدماء الحارة تغلي في عروقها , رفعت ذراعيها لتطوق عنقه ولكن الباب فتح فجأة وسمعت ماري تقول بصوت يغلب عليه التلعثم والتردد... والخوف:
" أوه , عفوا , سيدي , سيدتي!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 02:36 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أبتعد بيار عن أيلاين وألتفتا معا نحو الخادمة الشابة التي كادت الدماء تتدفق من وجنتيها خجلا وحياء , سألها بيار بصوت رقيق ناعم , كيلا يزيد أضطرابها وخوفها:
" ماذا تريدين يا ماري؟".
كانت الفتاة ترتجف بقوة نتيجة الصدمة التي أصيبت بها , فلم يصدر عنها سوى أصوات مبهمة , ثم خرجت بسرعة , لتعود بعد لحظة حاملة صينية عليها سلة من الخبز الطازج وصحن من الحلويات وأبريق قهوة , وضعتها على الطاولة , وقالت:
" هذه... هذه... للسيدة".
" شكرا , شكرا جزيلا يا ماري".
خرجت الفتاة دون تردد , فألتفت بيار نحو أيلاين وقال:
" أوه! الفطور في الغرفة! يبدو أن أحدا , في هذا البيت يحاول أقناعك بالبقاء".
خرج من الغرفة وأغلق الباب وراءه , دون أن يضيف شيئا أو ينتظر جوابا , صبت فنجانا من القهوة الشهية الطعم والرائحة , وهي لا تزال تفكر بجملته وتحاول تحليلها , لا شك في أن مارجريت هي التي طلبت من ماري أحضار الفور الى غرفة النوم , في محاولة لتدليل كنتها كما كانت تفعل قبل سنوات عديدة.....عندما لم تكن أيلاين آنذاك سوى طفلة صغيرة ,وحفيدة شقيقة زوجها , رفعت فنجان القهوة الى شفتيها , فشاهدت قربه وردة حمراء ذكية الرائحة رائعة الجمال... كعنوان بارز للترحيب الحار.
ولكن بيار لا يريدها أن تبقى في شامبورتن , وقد بدأ هذا الأمر يتأكيد لها أكثر فأكثر وساعة بعد ساعة ,ويمارس معها شتى الأساليب السلبية القاسية , لحملها على مغادرة القصر , تبا لها ولضعفها أمامه! كيف سمحت لنفسها بالتصرف معه بتلك الطريقة الأستسلامية الوضيعة , لا بد أنه يضحك عليها الآن , ألم تقل له قبل أقل من أربع وعشرين ساعة فقط , أنه لا يمكنها النوم في سرير واحد.... أو حتى في غرفة واحدة ....مع شخص لا تحبه ؟ فماذا فعلت قبل دقائق؟ تحول جسمها , بمجرد تطويقها بذراعيه وضمها اليه بقوة , الى كتلة من نار.... لو لم تدخل ماري في تلك اللحظة , لكانت...لا, لن تسمح لنفسها حتى بتخيّل ذلك! يتحتم عليها تجنب تكرار مثل هذه الأمور , وألا فأنها..
تناولت فطورها ثم أرتدت ثيابا صيفية رقيقة , ولكنها محتشمة كالعادة, وتوجهت الى المطبخ لتعيد الصينية , شاهدت مارجريت هناك , فألقت عليها تحية الصباح , أبتسمت السيدة الهادئة , ورحبت بها قائلة:
" أسعدت صباحا , يا أيلاين , كيف حالك اليوم؟".
"لا بأس".
لاحظت أيلاين آثار التعب والأرهاق والقلق على وجه مارجريت , فسألتها:
" كيف حال الخال أرمون هذا الصباح؟ هل نام جيدا؟".
"لا! كان أرقا ومتململا جدا , وأصر على التحدث مع بيار في وقت متأخر من الليل , لحسن الحظ ,كان بيار لا يزال مستيقظا , أوه , أنا آسفة لأنك تضايقت الى هذه الدرجة في الليلة الأولى لعودتك الى البيت , مسكين بيار أيضا... فقد ظل جالسا قرب أرمون حتى الرابعة من صباح هذا اليوم".
" أنا لم أكن متضايقة , ولكنني لم أعرف أنه بقي مع خالي معظم الليل ,لم يقل لي شيئا من هذا القبيل".
" وعليه فأنك تفترضين أنه ليس من النوع القادر على القيام بمثل هذه الأعمال الرقيقة الكريمة , أليس كذلك؟ لا يا عزيزتي, فبيار رجل طيب جدا كما كان والده من قبله. .....وأنا أتمنى له دائما أن يكون سعيدا".
" أليس بيار سعيدا؟".
" لا أعتقد ذلك , مع أنه لا يتحدث أبدا عن هذه المواضيع , فهو ليس من النوع المتذمر المتباكي , أو الذي يحب أطلاع القاصي والداني على حقيقة مشاعره وعواطفه, ولكنني أشعر أحيانا بأنه متشائم ويحس بالأسى والكرب, وأميل بالتالي الى ألقاء اللوم عليك وتحميلك مسؤولية هذه التطورات السلبية في حياته".
" أنا؟.............. أنا؟".
"نعم! فأنت لم تكوني زوجة طيبة معه ,وأتساءل أحيانا عما أذا كان يشعر بالندم لزواجه منك".
أخذ جسم أيلاين يرتجف كورقة خريفية في يوم عاصف , فيما كان الغضب الساخط في داخلها يكاد يحرق أعصابها ومشاعرها , ثمة سبب واحد فقط لأحتمال ندمه , وهو رغبته في الزواج من سولانج , هل تخبر أمه عن علاقته مع تلك المرأة , وعما قالته سولانج عن مارجريت وأبنها؟ هل تقول لها أنها كانت مستعدة تماما للطلاق منه فورا ودون تردد , لأنه بعيد كل البعد عن كونه الزوج الصالح المثالي ؟
تذكرت أنه يفترض بها التظاهر بعودة المياه الى مجاريها الطبيعية مع بيار , وأدركت فجأة أن مارجريت تدلي فقط برأيها التقليدي فيما يتعلق بالزواج , فمهمة الزواج , حسب أعتقادها ونظريتها , أسعاد زوجها وأنجاب الأطفال والأهتمام بعائلتها , لن تتمكن هذه السيدة المسنة , ولو بعد مئة عام , من تفهم نقطة بالغة الأهمية ......وهي أن الزواج لا يعني بالضرورة أرغام المرأة على التضحية بقلبها وكرامتها وكافة حقوقها , لن تجادل مارجريت وتجرح شعورها! قالت لها وهي تشير الى الصينية والوردة:
" تمتعت كثيرا بهذا الفطور الرائع , وبلفتة الترحيب الكريمة".
" أنا أرحب بك دائما , أيتها العزيزة , ولكنني لم أقل لماري أي شيء عن أضافة وردة حمراء , أتركي الصينية في مكانها , فسوف تهتم بها ماري في وقت لاحق , أخبريني الآن.... هل تحبين القيام بأمور معينة؟".
لم تسمعها أيلاين ,بسبب تركيز أهتمامها بكامله على تلك الوردة الجميلة ,من وضعها أو أمر بوضعها , يا ترى؟ بيار؟ لا , لا يمكن! أخذت الوردة ووضعتها في صدرها ,ثم أدارت وجهها نحو الباب , وهمّت بالخروج , كررت مارجريت سؤالها بصوت أعلى , يغلب عليه طابع المرح والأرتياح , فأفاقت أيلاين من ذهولها وقالت:
" أريد مساعدتك, هل يمكنني الجلوس مع الخال أرموت لمعاونته والأهتمام به؟".
" ربما في وقت لاحق , على أي حال , فهو سيطلب مقابلتك في وقت ما قبل الظهر , لماذا لا تقومين الآن بنزهة في الحديقة , طالما أن الطقس يسمح بذلك؟ ستشتد الحرارة خلال فترة قصيرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 02:59 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سارت أيلاين في الحديقة لبعض الوقت , ثم توجهت الى النهر على طريق ترابية ضيقة تحيط بها وتظللها كروم العنب وأشجار السرو , وفي نهاية الممر الطويل , شاهدت الزورقين شبه المسطحين اللذين كانا يستخدمان لنقل الأنتاج الزراعي والحيواني الى أقرب الأسواق التجارية , سرت أيلاين كثيرا , لأنها تذكرت الرحلات النهرية التي كانت تقوم بها أثناء كل فصل صيف كانت تمضيه في شامبورتن, نزلت الى أحدهما وفكت الحبل الذي يربطه بالرصيف الخشبي القديم , فأنساب الزورق بهدوء مع مياه النهر , أنحنت لألتقاط المجذاف من المكان الذي يوجد فيه عادة , فلم تجده! أصيبت بدهشة قوية , تحولت خلال لحظات الى تأنيب ذاتي بسبب التسرع والأهمال ,وما أن أستفاقت من ذهولها وصدمتها , حتى تبين لها أنها لم تعد قادرة على القفز الى حافة الرصيف أو الى نقطة أخرى على ضفة النهر.
وضعت يديها حول فمها ونادت بأعلى صوتها , لجذب أنتباه أحد الرجال العاملين في الكروم والحقول المجاورة .....فلم يسمعها أحد, كان الطقس جيدا , والجو دافئا , ومياه النهر تبدو هادئة ساكنة ....فلم تشعر أيلاين بالخوف أو القلق , تمددت على الزورق ووضعت يديها تحت رأسها , علّ وجهها الشاحب يكسب بعض النضارة والأحمرار.
فتحت عينيها بعد قليل وجلست ,فلاحظت أن زورقها الذي ينطلق بسرعة أكبر الى ما أصبح في وسط منطقة عريضة جدا من ذلك النهر , أنبطحت فورا على الحافة القريبة منها وراحت تجذف بيدها اليمنى بأقصى قوتها على الأقل من تحويل الزورق الى أحدى ضفتي النهر ولكن الزورق كبير الحجم وثقيل الوزن , فلم يتجاوب مع محاولاتها المتعددة اليائسة , وفجأة , سمعت هدير مياه على بعد بضع مئات من الأمتار , تذكرت الشلال المزمجر , الذي لم يجرؤ على تحديه سوى نفر قليل من المغامرين الأشاوس في زوارق مطاطية معدة خصيصا لمثل هذه الرياضة المحفوفة بالأخطار.
أصيبت بهلع شديد , وقررت فورا التخلي عن الزورق قبل تعرضها لمشاكل هي بغنى عنها , قفزت منه الى الماء وسبحت الى الضفة , فوصلتها متعبة بسبب قوة التيار وأندفاع المياه , جلست على صخرة ووضعت رأسها على ركبتيها , لألتقاط أنفاسها وأخذ قسط من الراحة.
وقفت بعد لحظات وتطلعت نحو االنهر , فلاحظت أختفاء الزورق , هزت رأسها وراحت تعصر شعرها المبلل ,وهي تفكر بهذه المغامرة التي قامت بها في مستهل اليوم الأول لوصولها , ضحكت عندما تخيلت نفسها جالسة مع بيار , تشرح له ما حدث معها :
" يسرني أنك لا تزالين قادرة على الضحك".
شهقت دهشة وأستغرابا , وأستدارت نحو مصدر الصوت المألوف لتشاهد بيار واقفا قرب دراجته الهوائية , سألته بلهفة:
" من أين أتيت؟".
"كنت عئدا من جولة تفتيشية في منطقة قريبة من النهر , فرأيت زورقا خاليا يندفع مع التيار نحو الشلال ثم رأيتك جالسة هنا , ماذا كنت تحاولين ؟ أغراق نفسك؟".
" طبعا لا! لم أكتشف عدم وجود المجذاف , ألا بعد أبتعاد الزورق عن المكان الذي يربط فيه ,وعندما فشلت في تحويل مساره الى أحدى الضفتين , قفزت منه وسبحت الى هنا ,على أي حال , أشك كثيرا في أمكانية غرق أي أنسان يعرف السباحة جيدا .....في هذا النهر ... فهو ليس عميقا جدا , وتياره..".
قاطعها بهدوء قائلا:
" ومع ذلك, فقد غرق فيه أبي".
"أوه.... لم ... لم أكن .... أعرف...".
" لا تعرفين أشيا كثيرة , يا عزيزتي ,وعوضا عن الأستفسار عن الأشياء التي تجهلينها ومعرفة الأمور بالطرق الصحيحة والسليمة تتسرعين في أستنباط وأنطباعات هوجاء , ثم تقنعين نفسك بأنها حقائق ثابتة لا غبار على صحتها وسلامتها!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 07:12 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفوجئت بهجومه المباغت , وأحتجت قائلة:
" لا , ليس هذا الكلام محقا أو منصفا! فأنا لم أكن أدري بحادثة والدك المؤسفة , لأنك لم تخبرني أي شيء عنها , لم تطلعني على أي موضوع , هاما كان أم تافها".
" لأنك لم تهتمي أبدا الى درجة تدفعك الى توجيه أسئلة صريحة ومباشرة ".
" بلى , بل كنت أهتم".
" ولكن ليس بما فيه الكفاية لتسألي مثلا عما أذا كان كلام سولانج صحيحا أم كاذبا , أو لتعطيني مجالا لتوضيح بعض الأمور ,لكل أنسان حقه في شرح مواقفه , ولكنك حرمتني من هذا الحق المقدس , مبمجرد أكتشافك شيئا عني لم يعجبك , وتصورت أنه يجرح شعورك وكرامتك , وأحترامك لنفسك , تصرفت حسب عادتك كفتاة مدللة سخيفة , قررت الهرب , عوضا عن مواجهة الأمور كأي زوجة عاقلة, مضت ثمانية أشهر على فرارك ,وأنت لا تزالين غير قادرة على تحمل مسؤولياتك كزوجتي".
أشعلت كلماته القاسية وقود غضبها وسخطها , فتحفزت للمبارزة والقتال ,تنهدت بأنفعال بالغ, للتمكن من الرد عليه بعنف مماثل ,وقالت:
" المسؤولية! مسؤوليتي كزوجتك ... هذا كل ما سمعته منك منذ عودتي! أذا كنت تعتقد أنني سيئة جدا كزوجة , فلماذا لا تطلقني؟".
" لأنني سألعن نفسي أذا سمحت لك بالزواج من شخص يدعى ... جيرالد".
" تقول ذلك لمجرد تحويل أفكاري عن لب الموضوع! لا ليس هذا هو السبب أطلاقا! أنت تريد شامبورتن ,ووصية الخال أرمون في وضعها الحالي لا تمنحك سوى النصف".
حدق بها لحظة ثم هز كتفيه ,وكأنه يعتبر المضي في هذا الجدل العقيم هدرا لوقت ثمين , تأمل بسرعة الوردة المبللة ,وقال لها:
" تبدين في وضع لا تحسدين عليه أبدا , من حيث الشكل والرائحة".
"كم أنت لطيف ولبق وأجتماعي!".
أستدارت بعصبية نحو القصر وبدأت تمشي حافية القدمين , وهي تشعر بالوخز المؤلم للحجارة الصغيرة الحادة ,أوقفها في مكانها صارخا بأنفعال:
" هل تركت البيت دون حذاء؟
ردت عليه بحدة مماثلة ,وهي تتتابع طريقها:
" خلعت الحذاء في الزورق, عندما قررت القفز الى الماء والسباحة الى اليابسة ".
لحق بها بيار , وهو يمسك دراجته , ثم قال لها مؤنبا:
" لم يكن هناك أي لزوم للتخلي عن الزورق, فذلك يتعارض مع كافة قوانين السلامة , كان يجدر بك القاء فيه , لأن الغرق في النهر لم يكن بعيد الأحتمال".
"كنت سأتعرض للغرق أيضا لو لم أقفز منه , بسبب السد المقام قبل الشلال".
"السد؟ أي سد, وأي شلال؟".
"الشلال الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار , أنني أسمع هدير الماء".
"في مخيلتك فقط , أيتها الذكية , فالسد الوحيد في هذه المنطقة كلها يقع قرب قرية لوتين ,وهي تبعد حوالي سبعة كيلومترات من هنا , لم يكن بأمكانك الوصول الى منطقة السد , لأن الزورق كان سيتوقف على أحدى الضفتين بسبب التعرجات العديدة التي يمر بها النهر, وعندها , كنت ستنزلين منه بهدوء الى اليابسة وتعودين الى القصر سيرا دون خسارة الزورق .... أو الحذاء".
لم تشك أيلاين في صحة كلامه , فهو يعيش هنا منذ طفولته ويعرف كل شيء عن المنطقة ونهرها , لقد تصرفت مرة أخرى بأندفاع وتسرع , وها هي الآن مضطرة للسير حافية القدمين ,وتحمل كافة الأوجاع والآلام التي ستنجم عن ذلك , قال لها بيار بهدوء:
" أذا أحببت أن تجلسي أمامي على الدراجة , فسوف آخذك الى البيت, ليس لدي وقت كاف لكي أسير معك".
" شكرا , لا حاجة لذلك أبدا لا أريد تأخيرك عن عملك ".
لن تقبل أي خدمة منه ,ولن تفسح له أي مجال للأقتراب منها , رفعت رأسها بعنفوان وتحد, وعادت الى السير بأتجاه القصر , ولكنها توقفت ثانية وهي تكاد تصرخ من الألم , بسبب الحجر المسنن الصغير الذي داست عليه خطأ ,وقفت على رجل واحدة ورفعت قدمها لتفحص الأضرار التي لحقت بها , فشاهدت ثقبا صغيرا يسيل منه الدم , صرخ بها بيار , بأنزعاج واضح:
" رباه , كم أنت عنيدة! وأنانية أيضا , تضعين نفسك دائما في المقام الأول , ولا يهمك ما قد يلحق بغيرك من مضايقات نتيجة تصرفاتك السخيفة المهورة!".
أفرح وهلل! أنا عنيدة وأنانية وغبية , ولكنني لا أرى أي علاقة أطلاقا بين عودتي الى البيت سيرا... وكيفية التسبب في مضايقة الآخرين".
" ستصاب قدماك بجروح بالغة وتورم شديد ,مما يحرمك السير عليهما فترة طويلة , قد تتحملين العذاب لمسافة قصيرة, ولكن البيت يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات من هنا , هيا , يا أيلاين, وأصعدي أمامي , لن تكون المرة الأولى التي نركب فيها معا".
هل ستتحمل القرب منه للمرة الثانية خلال يوم واحد, دونما أي أضطراب في مشاعرها أو أحاسيسها؟ ولكن الطريق طويلة وصعبة ,والحر شديد ومرهق...".
"حسنا".
جلست أمامه ,وهي تتظاهر بالبرودة واللامبالاة , وما أن مد يده الأخرى للأمساك بالمقود , وأنحنى قليلا الى الأمام ليتمكن من دفع الدراجة , حتى أحست بحرارة جسمه تذيب أي مقاومة قد تحاول اللجوء أليها... في حال تعرضها لأي هجوم محتمل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 07:15 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



4- الأرث .... والحل الوحيد

يا له من جو شاعري حالم! خرير المياه , زقزقة العصافير , تموّج الظلال و.... وجودها بين ذراعيه القويتين! نسيت أمتعاضها وكرهها له , وتخيلت نفسها فجأة بطلة أحدى قصص الفروسية والغرام, أنقذها الفارس الشجاع من النهر الذي كان يتحول الى قبر, وها هو الآن ينطلق بها على صهوة حصانه الى القصر .... حيث ستكافئه على حسن صنيعه.
ولكن قوة تنفس منقذها الوسيم جعلتها تفيق من أحلام اليقظة , وتنتبه الى أن الطريق لم تعد مستوية , هل ستجرح شعوره وكبرياءه أذا أقترحت عليه النزول عن دراجته والسير مسافة قصيرة لحين عبورهما هذا المرتفع الصغير؟ سيعتبر كلامها تحديا لرجولته وقوته ,و.... لقد تأخرت كعادتها في أتخاذ القرار المناسب , أذ تجاوزا مراحل الصعود وتحولت الطريق الى الأنحدار.
كبح بيار الدراجة فجأة, فأرتجّت بين ساعديه وصدره ,وشعرت بأنحباس أنفاسها , سألته عنا حدث , فأجابها بهدوء:
" كنا ننطلق بسرعة كبيرة , كادت تشكل بعض الخطر علينا".
" هل أشكل عبئا ثقيلا على الدراجة؟".
" أنت؟ لا يا عزيزتي , فأنت خفيفة كالريشة".
لم تعلق على جملته , فبدأ يدندن لحنا حزينا تصورت أنه مألوف لديها الى حد , سألته عن النغم الذي يردده , فقال:
"أنها أغنية قديمة تتحدث عن نبع صاف , تذكرتها عندما شاهدتك قرب النهر".
هل يعقل أن يكون هذا الرجل القاسي , رقيق القلب والمشاعر أحيانا؟ دفعها الفضول الى معرفة المزيد عن هذه الأغنية.... وعنه, فقالت له:
" أخبرني كلماتها من فضلك".
"المقطع الأول فقط , عندما ستسمعين كلماته , ستعرفين لماذا تذكرت الأغنية".
ردد لها الكلمات بهدوء , فأحست أيلاين أن ما من ترجمة لها ستعطيها حقها وتحافظ على رقتها وجمالها ,ومع أنها ليست ضليعة في أي من اللغتين , ألا أن المعنى الحقيقي لهذا الشعر العذب لم يفتها أطلاقا, أبتسمت ضمنا , وهي تفسر الكلمات الحلوة لنفسها:
" عندما كنت واقفا قرب النبع الصافي , شعرت بأغراء الماء الذي لا يقاوم , لبيت الدعوة صاغرا مسرورا , ونزلت اليه لأسبح".
لاحظ بيار أنها تحاول التمعن بكلمات الأغنية , فسألها:
" هل وجدت مطلع الأغنية ملائما لما حدث؟".
" نعم , أعتقد ذلك , هل تذكر مقاطع أخرى من الأغنية؟".
" نعم , ولكنها ليست عن الماء أو السباحة".
" عما تتحدث أذن".
" عن حب مضى , يقول آخر بيت في الأغنية( أحببتك منذ زمن طويل, ولن أنساك أبدا)".
أغرورقت عيناها بالدموع , فلم تعد ترى أي شيء بوضوح , الأشجار , النهر , الطريق ,أصبحت كلها صورة مشوهة , ملطخة.... وحزينة , لو أنه يعني هذه الكلمات التي يغنيها لها الآن! لو أنه على الأقل كتبها في تلك الرسالة ,التي طالبها فيها بالعودة , لكانت عادت اليه على جناح السرعة! لو أنه يحبها .... ولكنه لم ولن يحبها أبدا, لقد أحب دائما أمرأة أسمها سولانج.... ولا يزال ...وسيظل يحبها حتى آخر يوم في حياته ,قالت له بصوت منخفض:
" أغنية جميلة ,ولكنها حزينة".
" أنها حقا حزينة , ولكن الندم بأستمرار على علاقة حب مضت وأنتهت , من شأنه أدخال الحزن والأسى الى قلب الأنسان.... وأضاعة وقته وهدر طاقته".
" وأنت لن تقبل بحدوث أمر كهذا , أليس كذلك؟".
" طبعا لا! فأنا رجل عملي , وأؤمن بضرورة أتخاذ الأجراءات اللازمة لمواجهة مثل هذه المشاكل".
ولكنه لم يتخذ أي أجراءات , عندما تركته قبل حوالي تسعة أشهر , أذن , فهو يشير الى علاقته مع سولانج , فما أن ظهر حبه القديم , حتى سارع الى أتخاذ الخطوات الضرورية ... عوضا عن أضاعة وقته وطاقته في الندم على قرار الزواج , ويبدو أن قسم الأخلاص والوفاء لها مدى الحياة , لم يكن يعني له أي شيء على الأطلاق.
ومع ذلك , فقد ذكرت أمه هذا الصباح أنه حزين , لماذا؟ أي شيء يحزنه أذن, أن لم يكن نادما على فقدان حبه القديم؟ عقدت أيلاين جبينها فجأة , وهي تتذكر كلام بيار عن الليلة التي أمضاها في باريس ... وكيفية ملاحقته لها دون أقدامه على محاولة تجاوزها وأيقافها , لو لم تنزلق سيارتها الى تلك القناة , لما كان حذرها من موقف خالها أتجاهها ... وكانتى ستعود الى لندن وقد حرمت من الأرث بسبب رفضها المصالحة مع زوجها.
ألا يثبت ذلك كله أن حزنه ناجم عن حضورها الى شامبورتن؟ لا يريد عودتها , ولكنه لا يوافق على الطلاق , لماذا؟ الجواب بسيط للغاية , ومزعج الى درجة مذهلة , فهو يحاول أبعادها الى لندن كي تخلو الساحة مع حبيبته ,ويعارض الطلاق كيلا تفوته فرصة المشاركة في وراثة شامبورتن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 07:17 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أوقف بيار الدراجة فجأة , فتوقفت هي بدورها ... ولو مؤقتا ... عن التفكير بتلك الأمور السوداء المزعجة , تطلعت حولها , فشاهدت الرصيف الخشبي الذي أنطلقت منه قبل بعض الوقت ,من المؤكد أن بيار سيطالبها بالنزول , فيما ظل ممسكا بالدراجة:
" أجلسي على المقعد مكاني ,لأدفعك بقية الطريق".
تأملت وجهه بسرعة , فبدا كعادته قناعا يحجب أفكاره ومشاعره عن الآخرين , لم تلاحظ سوى التململ والتأفف , وكأنه يعتبرها عبئا ثقيلا ومصدر أزعاج.... أو بالأحرى عقبة كبيرة يريد التخلص منها , مع أنه غير قادر على ذلك , قالت له:
" بيار , أعرف أن لديك أعمالا كثيرة و....".
" لا تضيعي وقتي ,أذن , بالنقاش والجدال , على أي حال , أنا ذاهب الى البيت".
" يمكنني ركوب الدراجة بمفردي".
" ألا تلاحظين أن الدراجة كبيرة جدا , وأن الواستين مسننتان؟ ألا تعلمين أننا قد نتوصل الى نوع من الحل الوسط , أذا حاولت التوقف عن معارضتي في أي شيء أريده أو أطلبه".
" حل وسط؟ أوه , أشك كثيرا في أحتمال توصلنا الى حل وسط في أي موضوع كان , فأنت أنسان بعيد كل البعد عن المرونة والليونة ".
" وأنت تتغيرين وتتبدلين بأستمرار , يجب على أحدنا أن يظل مستقر على رأي ما , هيا , أجلسي على مقعد الدراجة , فلدي أعمال كثيرة يجب أنجازها قبل موعد الغداء".
تأملت أيلاين الدراجة والدواستين والطريق, فتأكدت من صحة كلامه , أنه على حق , كعادته! اللعنة عليه , وعلى غطرسته! ستضطر للرضوخ مرة أخرى! جلست على مقعد الدراجة وأمسكت بقميصه , كيلا تهوي الى الوراء , وما أن وصلا الى باحة القصر , حتى ظهرت أمامهما السيارة الحمراء الصغيرة , نزلت أيلاين عن الدراجة وقالت لبيار:
"أوه ! نسيت أن أخبرك عن الرينو!".
" تصورت ذلك , ماذا ستفعلين بها؟".
" ماذا سأفعل بها؟ ماذا تعني؟".
" أما أن تحتفظي بها وتتحملي نفقات أستئجارها الباهظة , وأما أن تعيديها الى الشركة ,وهذه مسؤولية أخرى يتحتم عليك أتخاذ قرار بشأنها , يا أيلاين؟".
" هل يوجد فرع لهذه الشركة في المناطق المجاورة؟".
" لا أعرف , فأنا لا أستأجر سيارات , ألم تسألي مكتب المطار عن ذلك؟".
" لا , لم أفكر.......... ".
قاطعها بلهجة ساخرة:
" أنت لا تفكرين أبدا ".
" آه منك ومن ملاحظاتك اللاذعة الجارحة! كنت أتوقع عودني الى لندن صباح الأثنين , وبالتالي أعادة السيارة بعد ظهر غد الى باريس".
" ألن تفعلي ذلك؟".
" طبعا لا! قلت أنني سأبقى هنا الى أن يصبح وجودي غير ضروري , سأظل في شامبورتن , طالما أن خالي أرمون لا يزال على قيد الحياة".
" وماذا ستفعلين بعد وفاته؟".
" لا أدري , فثمة أشياء....أرجوك يا بيار , أن تفهم موقفي , لست قادرة بعد على أتخاذ أي قرار منطقي ومعقول , بالنسبة لموضوع البقاء هنا بصفة دائمة , فهناك أمور عديدة بحاجة الى الدرس والتحليل , قبل التوصل الى مثل هذا القرار".
"حسب معرفتي بك , فأنت غير قادرة أطلاقا على أتخاذ أي نوع من القرارات المنطقية المناسبة , لا يصدر عنك في أي قضية , حقيقة كانت أم من صنع خيالك , سوى ردود فعل عاطفية وأندفاعية متهورة , فعلت ذلك قبل تسعة أشهر , وأقدمت على خطوة مماثلة , عندما قفزت من الزورق , لا تحاولي مناقشتي الآن , فنحن لسنا في المكان والزمان الصحيحين لبحث هذه الأمور , أنت بحاجة للأغتسال ولثياب جافة ,وأنا أريد مقابلة دان سميث".
أحست فجأة برغبة قوية لملاطفته , ولأقناعه بأنها ليست دائما أنانية لا تفكر ألا بنفسها....كما يحلو له وصفها بأستمرار , قالت له:
" بيار , أنا آسفة لأزعاجك هذا االصباح ... وشكرا جزيلا على أيصالي الى هنا".
أستدار نحوها ليقول شيئا ولكن مارجريت خرجت في تلك اللحظة من الباب الكبير وسألتها بأستغراب بالغ:
" آه , أيلاين , ماذا فعلت بنفسك ؟ ماذا حدث لك؟".
أخبرتها عما حدث معها في النهر , فأنّبتها مارجريت قائلة بحدة:
" يا لك من فتاة متهورة طائشة , توقع نفسها في ورطة بعد أخرى كطفلة صغيرة ! حان الوقت يا عزيزتي , لتنضجي وتصبحي شابة راشدة , أوه ,وما هذه الرائحة الكريهة التي تفوح منك أشبه برائحة المستنقعات ! أصعدي فورا الى غرفتك وأخلعي هذه الثياب الوسخة , ثم أحضريها الى غرفة الغسيل لتنظفها لك ماري , هيا أسرعي! أستيقظ أرمون قبل قليل , وهو يريد التحدث اليك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 07:32 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نفذت أيلاين تعليمات السيدة المسنة بسرعة ودقة , ودونما أي أعتراض أو تعليق , ولما ذ.... كما شاهدته في اليوم السابق ,ولكنه أبتسم لها عندما حيّته , وقال بصوته المتعب الضعيف:
" عدت أخيرا , أيتها الحبيبة , كان قرارك خطأ كبيرا , ولكنك عدت الآن وستبقين , أليس كذلك؟".
تطلعت أيلاين بدهشة وذهول نحو مارجريت , فهمست في أذنها:
"لقد نسي أنك حضرت أمس , لا تعتبي عليه كثيرا , فذاكرته لم تعد قوية أطلاقا , سيكرر لك الأقوال ذاتها بضع مرات , فكوني طويلة الباب معه".
ضغطت أيلاين برفق وحنان على اليد المرتعشة التي مدها لمصافحتها , وقالت له:
" نعم , سأبقى , يا خالي , سألبقى معك".
" ومع بيار ,مع زوجك , على المرأة أن تبقى دائما مع زوجها , أنا أعترض جدا على ما يسمى الزواج العصري , وعلى التقلبات المذهلة التي تحدث خلاله , وأعترض أيضا التي تدّعي بأنها زوجة عصرية متحررة , هل تسمعين يا أيلاين؟ لا تعجبني أبدا المرأة التي تتخلى عن زوجها فجأة , بمجرد أكتشافها أن الزواج لا يقتصر على تبادل العناق أو الحب ....بل أنه أيضا مسؤوليات وواجبات ومشاركة , أريد أن أسمع منك الآن أنك ستبقين معه , ولن تتركيه أبدا".
" سأبقى معه , يا خالي".
تنهد الرجل المريض , ثم أغمض عينيه , وتمتم قائلا:
" عظيم , عظيم , يمكنني الآن أن أموت مطمئن البال مرتاح الضمير , كنت قلقا جدا عليك , يا أبنتي , بحيث أنني بدأت التفكير جديا بتغيير وصيتي مرة أخرى".
فتح عينيه وركز نظراته الضعيفة عليها , مضى الى القول:
" أرى ألآن شعرك الأشقر الجميل يلمع تحت أشعة الشمس الذهبية , أنت صبية جميلة , ولكنك عنيدة جدا كجدتك , أصرت رحمها الله , على أن تكون شامبورتن لك دزن سواك , قلت لها مرات عديدة أن فتاة صغيرة مثلك لا تقدر على أدارة القصر والممتلكات , بما في ذلك الكروم والبساتين والمعمل".
أغمض عينيه مرة أخرى , وتابع قائلا بصوت ضعيف هامس:
" ليست لديك , أيتها الحبيبة , القوة والخبرة الكافيتان لتحمل هذه المسؤولية الضخمة بمفردك , أنت بحاجة الى شخص مثل بيار , فهو رجل قدير وطيب , ولهذا السبب , فقد أعددت الترتيبات اللازمة".
" أي ترتيبات , يا خالي؟".
" زواجك من بيار , أقدمت على تلك الخطوة , لأنني وجدتها الحل الأفضل ... أو بالأحرى الحل الوحيد , لم أتمكن من الزواج من مارجريت , الى أن تجاوزنا سن الأنجاب , وعليه , كان زواجك من بيار الحل الوحيد ... الحل الوحيد....".
أنتظرت أيلاين بضع لحظات حتى تأكد لها نوم الرجل العجوز , فسحبت يدها بتمهل من يده وتوجهت نحو النافذة للتحدث مع مارجريت, كانت السيدة الهادئة منهمكة في تطريز أحدى قطع القماش , وكأنها ليست مهتمة أطلاقا بما يجري حولها , وقفت أيلاين قربها , وراحت تتأمل النهر المشع وضفتيه الخضراوين .... وتفكر بموضوع زواجها , لقد ثبت لها الآن ,وبشكل قاطع وحاسم , أن زواجها من بيار جاء كنتيجة لترتيبات وتدابير معدة سلفا ,ولكن , هل يعقل أن يكون أرمون قد أقدم على هذه الخطوة الهامة دون تشجيع من السيدة الحكيمة؟ قالت لها:
" عاد الخال أرمون الى النوم مجددا ".
" سينام قريبا الى الأبد".
ثم تنهدت وأضافت قائلة بصوت هامس :
" آه , يا حبيبي المسكين! كم عانيت وتألمت في حياتك , وكم كانت السعادة الحقيقية بعيدة عنك معظم حياتك!".
تأملتها أيلاين بضع لحظات ,فيما كان رأسها يضج بأسئلة لا بد يوما من توجيهها وسماع أجابات صريحة عنها , لماذا لا تسألها الآن؟ قالت لها:
" أبلغني بيار هذا الصباح أن والده غرق في النهر , فكيف وقعت تلك الحادثة؟".
نظرت اليها مارجريت بدهشة , وسألتها:
" هل تذكرين جان؟".
" قليلا جدا , لم يكن يأتي كثيرا الى القصر ,أليس كذلك؟".
" صحيح , وكان يأتي عادة للتحدث مع أرمون في أمور تتعلق بالعمل , ولكنني متأكدة من أنك شاهدت جان أكثر من مرة في بساتين شامبورتن".
" ربما , ألا يشبهه بيار الى حد ما؟".
" نعم , فالبنية ذاتها , وكذلك المنكبان العريضان والصدر الواسع والرجلان القويتان , ولكن ملامح الوجهين مختلفة بشكل واضح ".
" أذكر جيدا أنه لم يكن يتحدث ألي أبدا".
" كان صريحا مع نفسه ومع الآخرين , لم يكن يحب جدتك , ومما لا شك فيه أنه كان يعتبرك صورة مصغرة عنها".
" أوه! لماذا لم يكن يحبها؟".
أبتسمت مارجريت بطريقة غامضة , وقالت:
" سمعها مرة تتحدث معي بفظاظة بالغة ,فقرر ألا يغفر لها أبدا , كان عنيفا في أستقلاليته وأعتماده على الذات , وشرسا في دفاعه عن حق كل أنسان بالحرية والكرامة , لم يحب ألانور أطلاقا , لأنها كانت تعتبر عائلة سان فيران أرفع وأرقى من أي عائلة أخرى , لمجرد أنها عائلة عريقة تعيش في شامبورتن منذ مئات السنين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.