آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          249- عذاب الحب -بيني جوردان -مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-09, 07:50 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
20 160 - لولا هيامي - كارين فان درزي -عبير القديمة(كتابة /كاملة **)



160- لولا هيامي- كارين فان درزي - روايات عبير القديمة

الملخص
لا تعرف النفس اين تولد وتعيش وتجد السعادة.جاكلين ولدت وترعرت في غانا ودرست وتخرجت من امريكا ,وظل وهج افريقيا يناديها للعودة......
عادت الى ارض الطفولة مسلحة بالمعرفة والخبرة, ولكن صدمتها كبيرة حين قابلت رئيسها في العمل الذي رفض كونها انثى وكان قاسيا معها ....فاذلها وابدى عدم اعجابه بمؤهلاتها ....لماذا ؟سالت جاكلين نفسها ما سبب هذه الكراهية, وهذه الحرب ؟نشب بينهما عداء لا يقاوم... ولكنها لن تعترض لعله يكتشف كفاءتها بنفسه .اخيرا عرفت بان قلب ماتيو مجروح......
.ديانا الجميلة رفضته وهجرته ،حاولت جاكلين التقرب من ماتيو ففشلت... وعندما قررت الابتعاد فشلت ايضا فقلبها رفض تنفيذ الاوامر!
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 04:17 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 09:22 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- لا وقت لدي
1- ي
أنهمكت جاكلين كثيرا بتهية حاجاتها خلال الأسابيع التي سبقت سفرها الى أفريقيا الغربية , فبدت كلعبة أوتوماتيكية تدور بجنون وأضطراب وسط دوامة من نشاط متزايد , فلا بد لها من الحصول على تأشيرة الدخول اللازمة , وأجراء التلقيحات وشراء ما يلزم , وحزم الحقائب , وتوديع الأصدقاء.
أستقرت جاكلين في الطائرة ,وما من شيء أمامها ألا أن تأكل وتشرب وتنام , وفجأة أعتراها قلق غامض , مما لا شك فيه أنها أرادت العودة الى غانا ولكن ترى هل ستصمد أمام تحديات عملها الجديد؟ وهل أدركت تماما ما تزج نفسها به , فالعيش في بلد غريب بمفردها لكسب قوت يومها , يختلف تماما عن العيش فيه مع والديها.
وقّعت جاكلين عقد عمل لمدة سنتين , ولكنها لم تقابل بعد الرجل الذي ستعمل معه , نظرت من نافذة الطائرة المحلقة بمحاذاة الساحل الأفريقي الغربي, فرأت غابة أستوائية خضراء , كانت الشمس تجنح للمغيب مشبعة الدنيا بتألقها الذهبي , ومتيحة للظلام أن يحل مكانها خلال دقائق , لم تستطع جاكلين أن تطرد أفكارها المزعجة وقلقها , ترى هل بلغت ثقتها بنفسها مرحلة الغرور عندما قبلت عملها الجديد كمساعدة أدارية في شركة الأنتاج الغذائي الدولي المحدودة؟
تدفقت في ذهنها كلمات كريستوفر جينكنز رئيس الشركة الذي قال لها أثناء المقابلة التي جرت بينهما:
" أنه عمل غير قابل للثناء , ومزعج يا آنسة دونلي أريد أن يكون الأمر واضحا تماما".
رنت هذه الكلمات في أذنيها كموجات من الفزع , فقالت لنفسها :
" لا تكوني مضحكة , فهذا النوع من العمل لا يحتاج ألا الى الثقة بالنفس , والأصرار , وبعض الخبرة , وهذا متوفر لديك".
كانت جاكلين تدرك أن مظهرها الخارجي لا يوحي بمنطلق أيجابي , ولهذا تملكها شعور طبيعي بعدم كفاءتها , كم تمنت لو أن مظهرها يتناسب مع أعوامها الثلاثة والعشرين , لكن الكثيرون يعتبرونها مجرد طالبة مدرسة سيما وأن شعرها ذهبي مجعد , وعينيها زرقاوين , وقامتها لا تتجاوز الخمسة أقدام وسنتميترين , لم يكن باليد حيلة ألا أذا قيّمها رئيسها الجديد كشخص فعال دون النظر الى هذه الصفات الشكلية.
نظر جينكنز الى جاكلين عاقدا ما بين حاجبيه نظرة أقلقتها عندما أستفسرت عن شخصية رئيسها الجديد ماتيو سيمونز وقال:
" أنه قاس يا دونلي , مجد ومنكب على العمل ,وسيتطلب منك بذل كل ذرة من أمكاناتك".
حسنا أنها قاسية أيضا , ومجدة ومحبة لعملها , فأهلا وسهلا بماتيو سيمونز هذا الذي سيتطلب منها تسخير كل أمكاناتها.
شعرت جاكلين بيد السيدة تورنر التي كانت تجلس الى جوارها , تلمس ذراعها , فنظرت الى عينيها الرماديتين الصافيتين , كانت السيدة تورنر قصيرة بدينة ومفعمة بالحنان والصداقة.
" تبدين متعبة يا عزيزتي".
" أشعر ألم في رأسي سأرى أن كان لدى المضيفة بعض الأسبرين ".
خرجت جاكلين من مكانها متخطية السيدة تورنر وزوجها الأشيب لتبحث عن المضيفة , فبدت الطائرة لها تالفة كركابها , أذ مضى على مكوثهم بداخلها عشر ساعات , تمدد معظم ركابها باسطين أقدامهم وأيديهم بلا حيوية ونشاط , أخذت جاكلين الأسبرين من المضيفة وأبتلعته مع قليل من الماء , ثم ناضلت وسط الزحام كي تعود الى مكانها , وأخذت تفكر بما يجول في ذهن السيد والسيدة تورنر.
لمعت عينا السيد تورنر البنيتان بضحكة قائلا:
" سنصل بعد وقت قصير".
كان السيد تورنر مزارعا من مينسوتا أصطحب زوجته في هذه الرحلة التي تطلبت منهما شجاعة كبيرة , كي يشاهدا حفيدتهما المولودة في أكرا وما أن علما أن جاكلين أمضت أعوامها الدراسية في أفريقيا , حتى أنهالا عليها بوابل من الأسئلة , عن الشعب؟ والطعام.. والطقس... وطرحا عليها بعض الأسئلة الشخصية فيما أذا لسعتها أفعى مثلا؟ أو هل أصيبت بالملاريا؟ وكيف وصلت الى غانا أول مرة؟ وهل كان والدها موظفا؟
" لا... لا ".
ضحكت جاكلين قائلة :
" لقد عمل والدي في شركة التنمية الدولية....".
وأخبرتهم الكثير عنها وعن عائلتها عندما سكنوا في سويسرا وتركيا وكيف كانت تفكر بالسفر عبر البحار متى نالت شهادتها , سألها السيد تورنر:
" ما طبيعة عملك في أكرا؟".
" سأعمل في شركة الأنتاج الغذائي الدولي , أنها شركة خاصة تساعد الدول في تنمية أنتاجها الغذائي".
وبما أن السيد تورنر كان مزارعا , فقد راق له الأمر كثيرا , وأنهال عليها بوابل آخر من الأسئلة التي أجابته عليها على أحسن وجه.
ساد صمت قصير بينهم , كان الظلام قد حل على المدينة , فلم تشاهد جاكلين سوى بعض الأنوار المتلألئة هنا وهناك , فتنفست الصعداء أذ كانت ترغب بالخروج من جو الطائرة الحار , والمشبع برائحة الأطعمة والحليب الفاسد , ورائحة التبغ والنايلون الدافىء.
بدا هبوط الطائرة وشيكا , وأخذ الركاب ينهضون من سباتهم مما أضفى على جو الطائ
رة نشاطا , ربطت أحزمة الأمان ,ووضعت الأشياء في حقائب اليد , كما أخذ الأطفال يصرخون بأنسجام مع بعضهم بعضا , عندما حاول أهلهم أعادتهم لمقاعدهم ليبعدوهم عن جناح الطائرة.
وبدهشة كبيرة ,وصبر نافذ حدقت جاكلين من النافذة لترى أكرا تتلألأ بأضواء مرصعة كالنجوم , أنحنت السيدة تورنر أيضا , ثم ضحكت وهزت رأسها قائلة:
" يبدو أن أكرا مدينة حقيقية , أنني أشعر بالغباء أذ لم أتصورها الا مدينة ذات أكواخ من اللبن , ومواطنات نصف عاريات , وفيلة".
ضحكت جاكلين قائلة:
" نعم هناك الكثير من الأكواخ المصنوعة من اللبن , لكنك لن تشاهدي الفيلة ألا في حديقة الحيوان".
هبطت الطائرة أخيرا ,وبدا الجميع في هرج ومرج , كل يريد أن يصارع الآخر , ليشق طريقه خارجا في اللحظة نفسها.
أنحشر السيد والسيدة تورنر في الصف , بينما جلست جاكلين في مقعدها تنظر ريثما تهدأ الأحوال , وما أن خرجت من الطائرة حتى لفح وجهها الهواء الحار الرطب , فعبست أـذ لم تكن بحاجة لحمام بخاري في تلك اللحظة.
وصلت جاكلين الى قسم الجمارك فأنتظرت دورها ,وعلى الرغم من ثيابها الملتصقة على جسمها من شدة تعرقها , وحذائها الضيق , أخذت تتساءل كيف ستتعرف على السيد ماثية سيمونز من خلال أوصافه المذكورة , رجل طويل , ثلاثة وثلاثون عاما , وعيناه عسليتان , وملايين الرجال في العالم يتمتعون بهذه الأوصاف ولكن ليس هنا في أكرا.
تمكنت جاكلين أخيرا من سحب حقيبتها الى الصالة الرئيسية , ولكنها لم تر أحدا يشبه ولو بشكل طفيف الرجل الذي تبحث عنه , لا....لا أحد , ولم تجد أيضا أي أثر للسيد والسيدة تورنر أذ أنها كانت آخر من هبط من الطائرة.
وبخوف كبير أخذت جاكلين تفكر ما عساها أن تفعل , لن تجد أحدا في المكتب , فالساعة تشير الى ما بعد التاسعة ليلا ,وليس لديها أية فكرة عن عنوان السيد سيمونز , أحتارت في أمرها وهي تفكر بغضب وتوتر , وأحتشد حولها الكثير من الشباب المراهقين يختصمون لحمل حقائبها.
أتجهت جاكلين بقلق الى مكتب الأستعلامات , فأنزعجت الفتاة النائمة على يدها ذات الشعر المستعار الطويل وقالت:
" نعم".
أجابتها جاكلين:
" أسمي جاكلين دونلي وأود أن أستفسر أن كانت لي أية رسالة".
" أية رسالة؟".
تنهدت جاكلين شارحة الأمر للفتاة :
" لقد أتيت لتوي من نيويورك ., ولم أجد أحدا بأنتظاري , فربما أجد رسالة لديك؟".
أجابتها الفتاة :
" لا شيء لدي".
وبأضطراب أبتعدت جاكلين عن المكتب , وأستقلت سيارة أجرة الى فندق الكونتيننتال القريب من المطار , كانت متعبة وحانقة ولم تهتم للتكاليف :
" فليدفعوا ما شاؤوا أذ أنهم لم يتعطفوا بأرسال أحد لأستقبالي "
في صباح اليوم التالي حاولت جاكلين الأتصال بالهاتف , ولكن عبثا فالخط معطل.
" أهلا وسهلا بك في غانا ".
قالت هذا لنفسها , ثم أسترخت على السرير .
" أين هو ماثيو سيمونز هذا الذي يدعي أنه بحاجة ماسة لمن يساعده ؟".
بحثت جاكلين بين أوراقها عن العنوان , فلم تجد ألا رقم صندوق البريد , لا بد أن تجد عنوان البيت أو المكتب , لهذا حاولت جاهدة الحصول عليه عن طريق الأستعلامات فلم تفلح.
عضت جاكلين شفتها لتسيطر على غضبها المتصاعد ,هل هذا نذير شؤم يا ترى!
أستغرق أستفسارها عن طريق السفارة الأميركية , وشركة التنمية الدولية ,ما يزيد عن الساعة , ولم تعثر على العنوان ألا بعد أن تأكدوا أنها ليست جاسوسة.
أستقلت مرغمة على أمرها سيارة أجرة سيئة من النوع الكلاسيكي , كان حشو فراشها خارجا منه , ونوافذها الجانبية لا تفتح , وسائقها يقود بجنون.
نظرت جاكلين بعينين ملؤهما الفضول الى شوارع أكرا النابضة بالحياة , فوجدت الناس هنا وهناك واقفين غير آبهين لأشعة الشمس , ولا لأصوات السيارات الصاخبة التي تصم الآذان.
تنفست جاكلين الصعداء عندما رأت البناء المؤلف من طابقين يحمل الأشارة الزرقاء , فلم يكن من الصعب العثور عليه , ساعدها السائق في حمل حقائبها الى غرفة الأنتظار , ثم تناول منها النقود بتكشيرة عريضة .




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 10:22 PM   #3

همسات القلوب
 
الصورة الرمزية همسات القلوب

? العضوٌ??? » 85442
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,560
?  نُقآطِيْ » همسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond reputeهمسات القلوب has a reputation beyond repute
افتراضي

باين عليها حلوووه

يسلمو حبيبتي

وننتظرك


همسات القلوب غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 01:09 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت جاكلين بدهشة الى فتاة يافعة جلست وأمامها الآلة الكاتبة , كانت زينتها متقنة , وتدلت من أذنيها طارتان ذهبيتان , أبتسمت جاكلين وقالت لها:
" أريد أن أقابل السيد سيمونز من فضلك , أسمي جاكلين دونلي".
" لحظة أذا سمحت , كان صوت الفتاة رقيقا وخجولا ".
نهضت الفتاة مترنحة بزيها الغربي , وبعد لحظة عادت لتقود جاكلين الى مكتب مكيف عبر رواق حقير.
جلس ماتيو سيمونز خلف مكتبه يوقع بسرعة بعض الأوراق , أمعنت جاكلين النظر به, شعره بني مجعد حول أذنيه , يرتدي قميصا أبيض بنصف كم , وبلا ربطة عنق , رفع رأسه ووقف مصافحا ,كان طويلا جدا شامخا كالبرج أمامها , حاجباه غريبان , ولونه أسمر غامق يناسب رجلا في حقل ذرة أكثر من موظف في مكتبه.
تساءلت جاكلين عندما قبض على يدها بشدة مصافحا , هل لهذا علاقة في تحديد شخصيته؟
وسرعان ما دار في مخيلتها كلمات رئيسها:
" أنه قاس , ومجد ومنكب على العمل".
ليس في هذا من شك فها هو يبدو قاسيا فعلا , أصبح قلق جاكلين الغامض مرعبا عندما عرفته بنفسها ,ولم تلمع عيناه الداكنتان بأي بريق , بل قدم لها ببرود كرسيا وقال:
" تفضلي".
جلس الى مكتبه , ونظر اليها بلباقة وتجرد وقال:
" ماذا يسعني أن أفعل , من أجلك يا آنسة دونلي؟".
فتحت جاكلين فمها ,ثم أغلقته بدهشة , أذن أنه لا يعلم من تكون؟ ثم أجابته:
" ألا تتوقع قدومي يا سيد سيمونز؟".
قطب جبينه ونظر الى مذكرته قائلا:
" لا أنني آسف , ليس بيننا أي موعد".
" موعد!".
لا بد أن هناك خطأ ما , لقد قطعت نصف المسافة عبر العالم لتستلم عملها , ويدّعي ماتيو سيمونز بأنه لا يعلم بالأمر , كانت جاكلين تتوقع لقاء دافئا وديا على الأقل , أنقلبت تساؤلاتها الى جنون أنصب كالصخرة في معدتها , أبتلعت لعابها وقالت:
" أنني المساعد الأداري الجديد يا سيد سيمونز , فالمكتب الرئيسي في نيويورك قد وظفني منذ ثلاثة أسابيع".
أعقب كلام جاكلين صمت جليدي , ثم نظرت الى ماتيو سيمونز بقلق وقد تعاقبت على وجهه ملامح الدهشة , والتكذيب , والغضب معا , تقلصت عضلات وجهه وتطاير الشر من عينيه.
" لا لست أنت.. لا بد أن هناك خطأ ما....".
أنفجر صوته مبددا الصمت ,فشعرت جاكلين وكأنها تلقت صفعة على وجهها , ماذا يعني ؟ عما يتكلم؟ حملقت في وجهه العاصف بدون أن تفهم شيئا ... تنهدت وقالت له:
" ماذا تعني غلطة؟ ألست بحاجة الى مساعد أداري؟ لقد وظفوني وها أنذا..".
نظر اليها بحنق وقسوة وقال:
" لا أعلم أية نكتة هذه ...لم أستلم أية رسالة أو برقية تؤكد ما تقولين... ولو كان لي علم مسبق بذلك ,لما سمحت لك بالقدوم , لقد طلبت رجلا على وجه التحديد , أنني أرفض أن تستلمي هذا العمل ".
أسكتتها الصدمة , ولم تفهم معنى كلماته , أنفجر غضبها مزمجرا في أعماقها , حتى غدا وجهها ساخنا وأردفت:
" هل لي أن أذكرك يا سيد سيمونز بأننا نعيش في القرن العشرين , وأنك مغالط في تعصبك".
لم يأبه ماتيو سيمونز لكلامها وتابع:
" أحب أن أذكرك , أنك هنا لست في الولايات المتحدة , بل في أفريقيا , علي أن أتكيف مع الحقائق التي تفرضها الظروف والمكان".
" وما هي هذه الظروف يا ترى؟".
" لا أستطيع أن أخبرك بذلك , كان عليهم أن يقدروا هذه الأمور قبل توظيفك".
صمتت جاكلين غاضبة , من يعلم أفضل منه ؟ عليه أن يدرس الحقائق قبل أن يقرر , أنها واثقة من المكان والظروف ,ومتأكدة من أن هناك أشياء كثيرة لن تتحقق في مكان يتعطل فيه الهاتف عن العمل , ومن الصعب أيضا العثور على قطع تبديل السيارات عندما يحتاجها المرء , كان النظام الأداري بطيئا ومغايرا لما أعتادته في وطنها , أن المسألة هنا تكمن في أن يراعي الأنسان مزاج الآخرين دون أن يصاب بالأحباط ,ومع أن الصبر ليس من شيم جاكلين , ألا أنها تضع نفسها على المحك الآن , فقد قاومت تصرف ماتيو سيمونز وحاولت عبثا أن تجد ما تقول.... لم يكن في جعبتها شيء , مضى وقت لا بأس به وكلاهما صامتان , ثم نهض سيمونز ونادى:
" بيشنس".
سمعت جاكلين وقع خطوات مسرعة في الرواق , وما لبثت الفتاة أن ظهرت بالباب قائلة:
" نعم يا سيدي".
" أحضري لنا بعض القهوة".
جلس ثانية وهو ينظر الى جاكلين , لم يكن رجلا أنيقا , لكن وجهه يوحي بالرجولة , فكرت جاكلين بمرارة :
"أن هذا الرجل يريد أن يذلني"
" ماذا سأفعل بك الآن يا آنسة جاكلين؟".
أذهلتها نبرة صوته ألا يعلم مع من يتكلم؟ هل يظنها أحدى المراهقات العنيدات؟
" أقترح يا سيد سيمونز أن تنسى أنني أنثى , وتدعني أستلم عملي".
حاولت أن تبدو هادئة كأي رجل من رجال الأعمال , رفع ماتيو سيمونز أحد حاجبيه ,وأرتسمت على فمه أبتسامة ساخرة قائلا:
" أعتقد أنه من الصعب أن أنسى أنك أنثى لأن ذلك واضح من أول نظرة".
نظرت اليه ببرود وقالت:
" أذن أعتقد أن عليك أن تتقبل هذ الواقع المر , أنا هنا ولدي رغبة صادقة في البقاء والعمل".
" هكذا أذن؟".
قرع الباب وحضرت القهوة , فقال ماتيو سيمونز:
" آسف فليس لدينا سكر , حتى أن السكر غير متوفر في المنطقة بأجمعها هذه الأيام".
نظرت جاكين الى عينيه , هل كان يتوقع منها أن تغضب وتصرخ مزمجرة لأنها لا تستطيع أن تشرب قهوتها بلا سكر ,حسنا ستدهشه الآن.
" أعتقد أنني أستطيع أن أتحمل هذه المعاناة".
تفحصها بعينين متقدتين وقال:
" أذن تحافظين على وزنك بهذه الطريقة".
حملقت به دون أن تجيب فسألها:
" حسنا متى وصلت؟".
" الليلة الماضية ".
أحتست قليلا من القهوة الساخنة.
" آسف فلم يستقبلك أحد ما ".
وبدا جادا فيما يقول هز رأسه وتابع:
" أن قدومك مفاجأة لنا وأعجب لما حدث , كان عليهم أن يرسلوا برقية تشير الى وصولك".
رفعت جاكلين كتفها وقالت:
" قد تكون البرقية موجودة في مكتب البريد مهملة , كما يحدث في كثير من الأحيان".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 02:21 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظر اليها بحدة ... ثم أمسك سماعة الهاتف وأعادها الى مكانها أذ كان الهاتف معطلا وأردف:
" لقد قطعت سيارة جمع النفايات أثناء عملها خط الهاتف ,وسيستغرق أصلاحه عدة أسابيع".
ثم فتح الباب ونادى بيشنس , وطلب منها أن يذهب سامسون الى مكتب البريد مستفسرا عن البرقية , وتابع حديثه مع جاكلين قائلا:
" ماذا فعلت عندما لم تجدي أحدا بأنتظارك؟".
" ذهبت الى فندق الكونتينتال ... أخذت حماما ونمت , وهذا الصباح تناولت فطوري وتقفيت أثرك".
نظرت اليه بتحد , ترى ماذا كان يتوقع منه؟
" هل كان عنواننا لديك؟".
" رقم صندوق البريد فقط ورقم الهاتف والآخر معطل".
" هذا صحيح".
حملق كل منهما بوجه الآخر وكأنما يقيّمان بعضهما بعضا.
ثم سألها:
" كيف عثرت على الهنوان أذن؟".
" أنهرت وبكيت حتى أتت جدتي الجنية , وأرشدتني الى الطريق".
" لما تسخرين يا آنسة دونلي؟".
أنفجرت غاضبة أذ لم تستطع كبت خيبة أملها وقالت:
" لا ... هل تريدني أن أقفز فرحا بعد أن قطعت نصف العالم لأحصل على عمل أرغب به , علمت أنك تتوق لمن يساعدك ... وأنظر كيف تتصرف... أستقبال رائع... ترحيب دافىء , وعلاوة على ذلك , فأنني لا أصلح للعمل لأنني أمرأة , يبدو أنك فوجئت لأنني أستطعت العثور عليك".
" أهدأي ... أهدأي... تعالي نحكم المنطق بيننا".
صكت جاكلين أسنانها ونظرت اليه .
" حسنا هل لدي أوراق خاصة بك؟".
" لا ... أخبرني السيد جينكنز أنه سيرسلها لك مع نتيجة المقابلة التي جرت بيننا ,وجميع أوراقي الأخرى التي أعتقد أنها لم تصلك بعد".
تنهد قائلا:
" قد يعلم الله أين أختفت هذه الأوراق".
" ستظهر عاجلا أم آجلا , هذا ما يحصل دائما".
أحتسى ما تبقى من قهوته وقال:
" أعتقد أنك من حملة الشهادات؟".
" أدارة أعمال".
" وماذا كنت تفعلين قبل مجيئك الى هنا؟".
" تخرجت لتوي".
كان هذا جزءا من الحقيقة , ولكنها لم تخبره بأنها عملت كمساعدة للمدير في دار العجزة , وأنها عملت عدة مرات في أشهر الصيف مع العمال المكسيكيين المهاجرين في كاليفورنيا.
وعلى الرغم من أن تلك الأعمال أكسبتها خبرة , ألا أنها كانت السبب في تأخر تخرجها عاما كاملا.
لن أخبره بشيء بل سأدعه يظن أنني أمرأة غير كفء للعمل .
تابع ماتيو سيمونز الحديث بعصبية قائلا:
" لقد تخرجت لتوك أذن... معنى هذا أنهم أرسلوا لي طالبة مدرسة , يا ألهي كان عليهم أن يدركوا هذا".
شعرت جاكلين أنها تغلي غضبا , ولكنها أقنعت نفسها أن تحتفظ بهدوئها وسألته ببرود:
" ماذا كان عليهم أن يدركوا يا سيد سيمونز؟".
" عليهم أن يدركوا أن الشهادة ليست كل شيء , وأن الخبرة ضرورة حتمية , يجلسون في مكاتبهم في الولايات المتحدة , وينسون أن العمل في هذه البقاع أمر مختلف تماما , ويتطلب مؤهلات مختلفة أيضا".
" هكذا أذن!".
رفع ماتيو أحد حاجبيه بسخرية وقال:
" هل تدركين ذلك".
نعم أنها تدرك الأمر تماما... لقد علمت أنه حكم عليها من أول نظرة على أنها خريجة جديدة , وشقراء غبية ... أذن لن تنال منه ألا المتاعب والأزعاج ... أنها تعلم بماذا يفكر.
" أسمعي يا آنسة دونلي , لست مستعدا أن أدربك على العمل مدة ستة أشهر , لتجدي بعدئذ أنك لا تستطيعين الأستمرار به , أنظري جيدا , وأدرسي الأمر , هل سمعت شيئا عما يسمونه بالصدمة الحضارية؟".
" أعتقد ذلك".
" أن هذا العمل ليس بعمل عادي في ظروف عادية... ولن تجدي بين دفتي الكتب المعلومات التي تفيدك . أن الزمن وحده كفيل بهذا وأنني أفتقر لهذا الوقت ياآنسة دونلي".
علقت جاكلين قائلة:
" ألم يدرك السيد جينكنز في نيويورك هذا؟".
عقد ما بين حاجبيه بغضب وقال:
" كان عليه أن يدرك ذلك , كنت واضحا تماما في تحديد نوعية الشخص الذي أريد".
وبعصبية دفع بكرسيه ,ونهض واقفا , وأتجه نحو النافذة , تأملت جاكلين منكبيه العريضين القويين , وشعره الطويل المتدلي الى حافة ياقة القميص.
مضت لحظات ساد الصمت خلالها , وجلس ماتيو مرة أخرى الى مكتبه هادئا ورابط الجأش وسأل جاكلين ببرود:
" أخبريني رجاء كيف تم قبولك لهذا النوع من العمل؟".
نهضت جاكلين من كرسيها وقدماها ترتجفان , والدم يتدفق في رأسها . ودت لو تخبره بأنها ليست خريجة جديدة , وأنها عاشت هنا مع عائلتها ... ومارست أعمالا أكسبتها خبرة , ولكنه لم يسألها عن تلك الأمور , لهذا أبتسمت أبتسامة عذبة وفق ما أملته عليها الظروف , وقالت:
"لقد منحت العمل يا سيد سيمونز لأنني رافقت الرئيس".
أدارت جاكلين ظهرها , وخرجت من الغرفة وقد أغلقت الباب وراءها بحذر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 02:58 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- التحدي
مكثت جاكلين في الحمام عشر دقائق حاولت أثناءها أن تهدىء من روعها , بدا وجهها شاحبا , فلا عجب في ذلك بعد تلك الرحلة الشاقة , والأستقبال السيء الذي لاقته , رفعت شعرها الى الأعلى مبعدة بعض الخصلات عن عنقها , كي تحافظ علىبرودتها , ثم غسلت وجهها , فالرطوبة مزعجة في شهر آذار مما يجعل الجو لا يطاق , وعلى الرغم من هذا أنها ما زالت تحب أفريقيا , وكثيرا ما حلمت بالعودة اليها لأنها أمضت فيها ثلاث سنوات دراسية كاملة , ما من شيء محدد على وجه الدقة يشدها الى غانا , لكنه حنن ممزوج بأشياء كثيرة , أنها حرة وآمنة في شوارع غانا حتى ولو كانت وحدها , وأهل غانا ذو سمعة حسنة, أنها تحب نفسية نسائهم المرحة , يعيشون بسعادة ومرح على الرغم من ظروف حياتهم الفقيرة القاسية , كانت جاكلين تتمنى من أعماقها أن تعود الى أفريقيا , وأن تخدمها بشيء له أهمية , فمن أين ظهر لها هذا الشاب المدعو سيمونز الذي يحاول أن يحطم آمالها ؟ نظرت مرة أخرى الى المرآة , ثم شدت كتفيها مصممة ألا تدعه يفعل, ستبقى في أفريقيا , وستقوم بعملها دون أن تأبه لرأيه , فتحت بيشنس باب الحمام , ونظرت الى جاكلين بحياء وقالت:
" أن السيد سيمونز يريدك".
ضحكت جاكلين في سرها ,أن السيد سيمونز لا يريدها ,ولكنه مرغم على ذلك شاء أم أبى.
دخلت جاكلين المكتب , رأسها مرفوع , ونظراتها باردة ومتجاهلة نظرات ماتيو اليها ,جلست وقالت:
" يا سيد سيمونز أريد أن أعرف أين سأمكث , كي أستقر وأباشر عملي , فقد أخبروني أنك تهتم بأمور السكن ".
" هذا ما أردت أن أحدثك بشأنه, فلدينا مشكلة".
" ما هي؟".
" أن ميزانية أجور السكن لا تسمح هذه الأيام بأيجاد سكن ملائم , وخاصة بعد أرتفاع أجرة المنازل للضعف والضعفين وذلك لعدم توفرها ".
كانت نظراته تنم عن تحد , وحقد وتأملات ثم أردف:
" وبمعنى آخر لن تجدي سكنا مناسبا , هل هذا مفهوم؟".
" نعم مفهوم".
"أذا كان هذا الشاب يستفزني ليثير جنوني , فعليه أن ينتظر مدة أطول ".
سألته:
" أذن وماذا تقترح؟".
" الحقيقة أود لو أعيدك الى وطنك على متن الطائرة التالية".
" لن تستطيع طردي , ألا أذا أخفقت بأداء عملي على الوجه اللائق , وأنني أخطط أن أقوم به بشكل يفوق الأتقان".
" أذن سأمنحك فرصة لنرى أمكاناتك يا آنسة دونلي ما دمت هنا , ومصممة على العمل معي , ولكنني أحذرك , عليك أن تتقني عملك فليس لدي الوقت لأهدره , ولا الرغبة في تدريبك ... أنني بحاجة للمساعدة , فأن لم تتمكني من ذلك , فسأطردك وليذهب جينكنز الى الجحيم".
تجاهلت جاكلين تهديده وعادت لتسأله:
" وماذا عن المسكن؟".
تنهد وسكت لبرهة ثم قال:
" يمكنك أن تشغلي جناح الضيوف في منزلي أذا وافقت على ذلك ... أنه قسم مستقل عن المنزل , وله مدخل خاص , وغرفة نوم وغرفة أستقبال وحمام , أما المطبخ فستشاركينني أياه".
" هل لدي مجال للأختير؟".
" كلا , ألا أذا دفعت ثلاثمئة وخمسين من مالك الخاص , وهذا المبلغ كبير بالنسبة لما تتقاضينه".
طبعا أنها لا تستطيع دفع ذلك المبلغ , ولكن كيف ستعيش في المكان نفسه , ومع رجل تكرهه , ليس باليد حيلة الآن , أجابته:
" لا أعلم بالضبط ماذا أفعل , دعني أرى المنزل".
كان المنزل قريبا من المكتب , عبارة عن فيللا ذات شرف واسعة , محاطة بحديقة بحاجة الى عناية , أما أرضية الغرف فكانت من الخشب , والمراوح تتدلى من السقف , وجميع النوافذ محاطة بمناخل واقية من الحشرات الطائرة.
" هذا هو مسكنك ".
قال لها سيمونز , وهو يفت باب غرفة الجلوس والطعام.
وجدت جاكلين نفسها في غرفة صغيرة ذات أبواب زجاجية تفتح على الشرفة , شاهدت غرفة النوم والحمام , فوجدتهما مقبولين على الرغم من صغر المساحة ,تابع سيمونز قائلا:
" لم يستعمل هذا القسم على الأطلاق , أستعملت أحدى غرف النوم في المنزل من أجل الضيوف... ".
وفتح النوافذ, فأمتزج النسيم مع رائحة الغرف المفعمة بالعفن.
"أن المنزل بحاجة لبعض التحسينات".
هذا واضح يجب أن نبدأ بعملية الدهان أولا , أن حالة المنزل سيئة , ولهذا أستأجرته بثمن زهيد , كان عليك أن تري المطبخ قبل أصلاحه".
ثم أقترب منها , ونظر اليها بتحد وقال:
" ماذا قررت؟".
" حسنا لا بأس به , أن كل ما أريده , أن يكون لي مكان خاص بي".
" سأريك المطبخ وأعرفك على كويسي".
بدا كويسي كلاعب ملاكمة أكثر منه كخادم , كان يحرك الحساء في وعاء على النار , وما أن أرى جاكلين حتى حياها بضحكة ودية عريضة , ومد يده مصافحا:
" أهلا وسهلا".
غدت أبتسامة كويسي أعمق بينما كان ماتيو ينظر اليها بتهكم بالغ وتابع:
" يجب أن تتعلمي لغة البلاد مع العلم أن اللغة الرسمية هي الأنكليزية ".
تجاهلت جاكلين تعليقه ونظرت الى الوعاء , فوجدت حساء النخيل ممزوجا بالبهارات وبينما كان ماتيو يقود جاكلين خارج المطبخ الى الغرفة الرئيسية قال:
" أن كويسي يقوم بطهي الطعام وتنظيف المنزل , أنني أعطيه النقود وهو يقرر ما يطعمني , أنه يطبخ كأهل غانا , وأذا أردت أن تعلميه الطبخ على طراز آخر فيا حبذا".
حمل كويسي حقائب جاكلين الى غرفة الجلوس فتبعاه , أشار سيمونز الى حفرة في الجدار وقال:
" آسف , أن جهاز التكييف لا يعمل , وعندما يتم أصلاحه بأمكانك وضعه في غرفة النوم ,لكن هذا سيستغرق وقتا طويلا كالعادة هنا , ليس لدي مكيف آخر لتقديمه لك , لأن الثاني يتم أصلاحه أيضا".
علت وجهه مسحة من الأحباط , بينما عضت جاكلين شفتها , لتكبح جماح الضحك , وأذا كان ماتيو نفسه لا يتحمل ظروف الحياة القاسية في أفريقيا ,فكيف بجاكلين وهي أمرأة؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 06:24 PM   #7

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك العافيه يالغاليه على الروايه الرائعه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 06:51 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لن يغيب عن مخيلته أفتقارهم للسكر , ولعجلات السيارات , وقطع التبديل بمختلف أنواعها أو أختفاء سفن الشحن التي وصلت ال شنغهاي أو التي بقيت في الميناء لعدة أشهر , لن يستطيع كل غربي أن يتلائم مع هذا النوع من الأحباط.
" علي أن أعود بسرعة الى المكتب , فلدي موعد , سأعود بعد ساعة لأتناول الغداء , فألى اللقاء".
جلست جاكلين على السرير محتارة في أمرها ,هل تفك أمتعتها , أم تنتظر لتنتقل الى منزلها , ستلقي نظرة أخرى على المكان , خرجت من الغرفة , فوجدت كويسي في طريقها فسألها:
" هل تريدين قهوة أم ماء معدنيا؟".
" أي شيء بارد من فضلك , ماء".
" أننا لا نغلي الماء هنا يا سيدتي".
" حسنا يا كويسي , أن ماء أكرا نظيف".
" هذا ما يظنه سيدي , ولكن السيدة تغليه لمدة خمسة عشرة دقيقة ".
لم تعلم جاكلين فيما أذا كان ماتيو سيمونز متزوجا أم لا , فسألت كويسي:
" هل تقصد السيدة سيمونز؟".
هز كويسي كتفيه وقال:
" لا أعلم أن كانت زوجته أو لا".
أذا كان ماتيو سيمونز متزوجا , فماذا ستظن زوجته بها , أذا وجدتها تقطن غرف الضيوف؟
" أليست السيدة سيمونز هنا؟".
هز كويسي رأسه وأجاب:
" لا أنها في الولايات المتحدة على ما أعتقد".
لم ترغب جاكلين أن تسأل كويسي أية أسئلة أخرى , ستكتشف ذلك بنفسها , لا , لن تمكث في هذا المنزل فربما أعترضت سيدة المنزل على وجودها.
أخذت جاكلين كأس الماء من كويسي , وألقت نظرة حذرة على المنزل , سيحسن الدهان وضع المنزل ,ويجب أن تبدل الناموسيات , ولكنها شعرت بالراحة عندما وجدت مياه الحمام تجري , ولفت أنتباهها سرب من النمل , فالحشرات موجودة في كل مكان حتى في هذا الحمام المهمل , حشرات صغيرة لا تؤذي أحدا , ولكنها تجتمع أسرابا أذا شعرت بوجود ذرة خبز صغيرة ,لم تستطع والدة جاكلين التخلص من هذه الحشرات على الرغم من أستعمالها الكثير من المبيدات , بدت الأرض الخشبية مهملة تماما , لا بأس سيتصلح الأمر بقليل من الشمع , سرت جاكلين بمنظر الشرفة أذ أزدانت بنبات البوغنفيليه الأميركي المتعرش ببراعمه الحمراء والصفراء , وألقت نظرة على الديقة الخلفية , فرأت نبات الموز الطويل , ونخيل جوز الهند الضخم موزعا على نحو غريب , والى اليمين رأت منزل الخدم المغطى بنبات البوغنفليه , ستصبح الشرفة ملائمة للجلوس بقليل من النباتات والكراسي الجدد.
عاد ماتيو سيمونز بعد ساعة , فتناولا طعام الغداء المكون من البيض وشرائح الأناناس.
أرتبكت جاكلين وقالت:
" أنه لطف كبير منك يا سيد سيمونز أن تدعوني للسكن هنا , ولكن ما رأي السيدة في مشاركتي هذا المنزل! أعني هل توافق على أقامتي هنا , وعلى مشاركتي لها المطبخ".
أجاب ماتيو سيمونز ببساطة:
" تقصدين دايانا, أنها ليست زوجتي".
وضعت جاكلين في فمها قطعة أناناس , ورفعت رأسها لتجده ينظر أليها قائلا:
" قد تظنين أنك شخص صلب... ولكني أريد أن احذرك , أن الأقامة في هذا البلد , تحتاج الى مزيد من القدرة على التحمل , أياك أن تظني أنك أتيت الى هنا لقضاء أجازة".
ثم دفع كرسيه الى الخلف , ونهض , فتبعته جاكلين وقالت بنبرة ملؤها التصميم:
" لم أحضر الى هنا لقضاء أجازة".
" ليتك لم تأتي , أذ ليك التكيف مع عمل صعب وظروف قاسية, وهذا ما لا أتوقعه منك , أو من أية خريجة جديدة".
أزعجها تهديده , فنظرت الى عينيه بضراوة , أنه يقيّمها كشقراء غبية قصيرة , تمنت في تلك اللحظة أن تكون سمراء طويلة , وأن يتناسب شكلها مع عمرها , كيلا تضطر أن تحترم هذا المغرور العملاق والمتحيز للرجال , وتابعت بثبات وبرود:
" أن ثقتك بي تسحقني".
ألتقت عيونهما لبرهة , فأبتسم وهو ينظر اليها , فلاحظت أن الأبتسا مة قد أضفت رقة على وجهه , حتى ظنت أنها تنظر
الى رجل غيره وقال مجيبا:
" طبعا , قلما أخطأ حدسي ".
" تماما".
أجابت وهي تبتسم بدورها , قاد ماتيو سيمونز جاكلين الى المكتب لتتعرف على بقية الأعضاء فيه , تعرفت على بيشنسي سكرتيرة الأستقبال , ثم على سامسون مراسل المكتب , كان سامسون يافعا ونحيلا جدا , يرتدي سروالا ضيقا وقميصا مفصلا , حاول أن يشعرها بأهميته عندما صافحها , ولكن تكشيرته الرخيصة أفسدت الموقف.
" أن سامسون شاب طيب , يريد أن يؤثر في الناس لكنه لا يعرف كيف يحقق ذلك".
ضحكت جاكلين معلقة:
" لاحظت ذلك".
عرفها ماتيو سيمونز أيضا على المحاسب السيد أسانتي , كان أسانتي رجلا متقدما في السن قصيرا , ذا شعر رمادي عند الصدغين , يضع نظارة سوداء أعطته طابع الرجل الأفريقي العجوز المصور في قصص الأطفال.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 08:17 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أما أوفاري ولواني غير موجودين الآن ,ويعملان كمساعدين للمدراء في المشاريع , ويأتيان للمدينة مرة أو مرتين في الأسبوع , ستقابلينهما فيما بعد ثم قرع بابا آخر ودخل قائلا:
" هذا هو ستيفن , ساعدي اليمين في المسائل الزراعية , أنظر يا ستيفن هذه هي المفاجأة التي قدمها لنا الرئيس : جاكلين دونلي , مساعدتنا الأدارية الجديدة".
علق ستيفن قائلا:
" أهلا وسهلا, أنني سعيد بلقائك , وأتمنى أن نكون أصدقاء حتى ولو شاهدت تقارير النفقات التي أجريها".
تأوه ماتيو سيمونز قائلا:
" أن تقاريره مروعة , فهو على علم بكل ما يتعلق بالماعز ,ولكنه لا يستطيع أن يضيف حقلا من الأرقام مرتين بالطريقة نفسها".
عبس ستيفن لهذا التعليق ونظر الى جاكلين قائلا:
" أنه لا يحبني ,ولكنه لا يستطيع الأستغناء عني , ولهذا فأنه يطعنني ".
أجابته جاكلين ضاحكة:
" لقد سمعت ذلك".
وتكرت مديح جينكنز لستيفن وقالت:
" ولكنك يا سيد ستيفن تتمتع بسمعة حسنة طولا وعرضا ,وسمعتك تملأ الدنيا".
رفع ماتيو نظره نحو السماء بخيبة أمل وقال متسائلا:
" لم تقولين هذا يا جاكلين؟ ... كفاه أعتدادا بنفسه".
ثم قادها خارج الغرفة , وهما يسمعان قهقهة ستيفن العالية تملأ الرواق.
" يبدو أن ستيفن شخص لطيف".
" من الدرجة الأولى وفي كل المجالات , وعامل مجد أيضا".
" لقد أخبرني جينكنز بذلك ".
رماها بنظرة مفعمة بالتهكم قائلا:
"لن أسألك ماذا أخبرك عني...".
" خرافات ليس ألا خرافات.".
رفع أحد حاجبيه وقال:
" أهذا كل ما في الأمر؟ أنني أتساءل لماذا فعل ذلك".
ضحكت جاكلين وقالت:
" لأن الحقيقة مؤلمة أحيانا , ومحفوفة بالمخاطر".
" محفوفة بالمخاطر؟".
" أجل لو أنهم قالوا الحقيقة , لما وجدوا من يجرؤ على القدوم الى هنا ,ولو كانت خريجة جديدة غبية مثلي".
" أنه لمن المسيء جدا أنك تصدقين القصص الخيالية".
كان ماتيو سيمونز مشغولا , فغاب عن المكتب طوال فترة بعد الظهر , تحدثت جاكلين قليلا مع بيشنس أذ أصبحت مسؤولة عن تنظيم أعمالها وفقا لعملها الجديد , شغل مكتب جاكلين الصغير جزءا من صالة الأستقبال التي أتسعت أيضا لمقاعد الموظفين , بدت الغرفة بدهانها الأخضر الفاتح , وستائرها ذات الألوان الباهتة المطبعة على الطراز الأفريقي حقيرة ومتسخة , وضعت جاكلين كرسيها مقابل النافذة علها تبتهج بمنظر الورود , كما أدخل سامسون الى الغرفة صندوق كتب خشبي , ومروحة , وكرسيا مما ساعد على تنسيق الغرفة قبل أن تكتسب هي نفسها أوصاف الغرفة من غبار , وتلف , وذبول , تفحصت جاكلين المكتب , فوجدت أكداسا من الموضوعات الزراعية المنوعة المهملة , فقررت أعادة تنسيقها لأن بيشنس لا تستطيع القيام بهذه المهمة , وبمزيد من الجد والنشاط والتصميم , باشرت جاكلين عملها لتثبت فعاليتها ووجودها , وسرعان ما راودت جاكلين بعض الأفكار المزعجة:
" ترى هل هي فعلا تتحدى صعوبات العمل الجديد , أم أنها تتحدى ماثيو سيمونز نفسه؟".
وفي الأمسية نفسها تناولا العشاء معا , وبدا سيمونز مسرورا عندما قدمت له جاكلين حساء النخيل ,وقطع لسان الجدي المقلية.
" أنتبهي أنها حارة جدا أذ أن كويسي يكثر من الفلفل الأحمر".
" سأنتبه , حاضر يا سيد سيمونز".
" لا داعي أن تناديني بهذه الصفة الرسمية , ما رأيك بماتيو فقط؟".
" سأجرب , أن كنت مصرا على هذا".
" نعم أنني مصر على ذلك يا جاكي".
أنزعجت جاكلين وأجابته بحدة:
" جاكلين من فضلك".
أنها لن تسمح لهذا المغرور الغريب أن يناديها جاكي كما يفعل أصدقاؤها.
" جاكلين أليس كذلك؟".
أحرق الطعام بلعومها , ولكنها كانت معتادة على ذلك , وتظاهرت بأنها لم تشعر بماتيو وهو يراقبها أثناء الطعام , كانت تحب طعام غانا الحار عندما كانت صغيرة , ولما كانت طالبة في المدرسة الدولية , كثيرا ما كانت تشتري مع صديقاتها قطع اللحم من الحوانيت الموجودة على قارعة الطريق , لقد ذاقت كل أنواع الطعام بما فيه الأفاعي ,مما جعل والدتها تموت فزعا فلربما ألتقطت جاكلين بعض الجراثيم التي تسبب الديزانتريا وتؤدي للموت , ولحسن الحظ لم يصب جاكلين أي ضرر حتى ولو كان عسر هضم خفيف ,كان ينظر اليها عندما أنهت طعامها وقالت بلهجة دفاعية:
" يا له من طام لذيذ , لقد أستمتعت به".
" ستندمين غدا على ما أكلته الآن لأنه سيسبب لك بعض الضيق".
" لا تقلق فلدي معدة كالحديد".
" أذن أنت صلبة من جميع النواحي".
هزت جاكلين رأسها مجيبة:
" من يدري , ربما كنت أصلب كي أتلاءم مع غانا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-09, 01:46 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستاءت جاكلين من العداء الذي أخذ ينمو في أعماقها , لم ترغب أن تكون الخلافات الشخصية بداية للعلاقة بينهما ,وكأنه قرأ أفكارها سألها:
" هل هناك من شيء؟".
" لا , أشعر بتعب , وسأنام باكرا".
وفي صباح اليوم التالي , أستبقظت جاكلين على صوت الدجاج والبط , بدا ما حولها غريبا للوهلة الأولى , ولكن شعورها الضئيل بالألفة أتجاه هذه الأصوات الغريبة , جعلها تدرك أنها ليست في عالم جديد , كما أن ضوء النهار الوهاج في مثل هذه الساعة المبكرة من الصباح أدهشها , حركت المروحة الهواء الداخلي الممزوج بالرطوبة والحر محاولة أن تلطف جو الغرفة ما أمكن , تذكرت أنها في غانا , فأعترتها موجة من الفرح والسرور .
جلست في الغرفة تنظر الى الستائر المتمايلة مع النسيم , فسمعت صوت أحدى النساء تتكلم لغة لم تفهمها , فنهضت ونظرت من النافذة , رأت فتاة صغيرة تملأ دلوها من صنبوبر الماء قرب جناح الخدم , وفي ظل شجرة المانغا جلست أمرأة عارية الأكتاف , مغطاة بقمش ملون من صدرها الى أخمص قدميها , تحرك طعاما وضعته على موقد الفحم , والى جانبها طفل عار يزحف وسط الأقدار الحمراء , ويلعب بثمرة المانغا القاسية , هذه عائلة كويسي على ما أظن , بكى الطفل فتركت أمه عملها ,ووضعته في حضنها , ثم أخرجت ثديها , فجذبه الطفل بيديه الصغيرتين ,وبدأ ينهل من لبنها.
راقبت جاكلين هذا المشهد لمدة , ثم أبتعدت عن النافذة والسعادة تغمرها لأنها عادت الى غانا , كم كانت سعيدة وهي تستقبل هذا اليوم , أستحمت وأرتدت قميصا قطنيا وصندلا من الجلد , رفعت شعرها الى الأعلى , ونظرا لشدة الحر , فكرت في أن تجعله قصيرا قبل مجيئها ,ولكن الشجاعة خذلتها أذ سيستغرق بعدئذ أعواما ليعود طويلا.
وجدت جاكلين كويسي في المطبخ يحضر طعام الأفطار , فحيته تحية الصباح وسألته:
" هل الطفل الصغير والفتاةمن عائلتك؟".
أجابها بفخر وأعتزاز:
" نعم , ولدي ولد آخر يعيش في القرية مع جدته لأمه".
" أين قريتك؟".
" في مانكسيم أنها على الطريق الى ساحل الكيب".
دردشت جاكلين معه قليلا ليجهز وجبة الأفطار , خرجت الى الشرفة التي أضفت على الغرفة نورا , وتساءلت وهي تنظر الى الجذوع الخضراء الضخمة , أن كان هناك بستاني يعتني با لحديقة أم لا... يجب أن تشذب هذه الأشجار , وسرعان ما
خطف بصرها حركة تمساحين صغيرين يتسابقان عبر الشرفة , ويقفزان تحت الجذوع.
" تماما كالغابة أليس كذلك؟ ".
همس ماتيو من خلفها , كان أنيقا مرتديا قميصا أبيض وبنطالا فضفاضا.
" الى حد ما , لكنني أحب النباتات الخضراء".
" حسنا لن تفتقدي هذا , فالبستاني هنا يعتني بالحديقة مرة أو مرتين في الأسبوع , ولكنه غائب منذ شهر , كان عليه أن يعود لقريته لأن جده مريض ,ولا أحد يعلم متى يعود".
" يوجد هنا الكثير من أشجار الموز".
" نعم... ولكن أحذري أن تأكلي من تلك الأشجار على الضفاف , فتلك ليست بأشجار الموز".
كانت تلك الأشجار فعلا شبيهة بالموز , فأن لم تكن كذلك , فلا بد أن لها أسما آخر.
" أنها موز الجنة ".
قالت بلهجة أيجابية خالية من الأستفهام.
فسألها ونظراته تفضح دهشته الكبيرة:
" وكيف عرفت ذلك؟".
هزت كتفيها وقالت:
" أعلم أشياء كثيرة أخرى".
" نعم هذا صحيح!".
" ألا يجب أن أعلم؟ لقد تخرجت لتوي من الكلية".
ثم دخلت لتساعد كويسب تاركة أياه وحيدا على الشرفة , كان ماتيو باردا ومهذبا أثناء تناول وجبة الأفطار ,وما أن أنهيا طعامهما , حتى غادرا المنزل الى المكتب في تمام الساعة السابعة.
" من الأفضل أن نبدأ عملنا باكرا , فلدي الكثير , وعليّ أن أحدد أعمالك وأنظمها ".
لم تدرك في اليوم السابق أن مكتبه كغرفتها بالية وتالفة ,والعمال ضجرون من مكيف الهواء الذي لا يعمل.
حدثها ماتيو كأي رجل أعمال آخر , أراها تقارير ولوائح وملفات , شارحا الأعمال الداخلية للمكتب.
" أنت مسؤولة يا جاكلين عن هيئة النسخ وسيعمل معك بيشنس وسامسونكما أخبرتك أمس , ستهتمين أيضا بجدول الرواتب والحسابات , والتقارير المالية, فعليك أن تتبعي خطة معينة لذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.