آخر 10 مشاركات
نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          119 - شمعة تحت المطر - روبين دونالد (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          استسلام رايدر (31) للكاتبة: Marin Thomas ..كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-10, 02:16 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- جوهرتان في المحيط
نظرت ليزا الى نفسها بالمرآة بأعجاب وكانت ترتدي بنطالا أبيض قصيرا كشف عن ساقيها البرونزيتين محلى بحزام طوّق خصرها النحيل , أما بلوزتها الخضراء الفاتحة فأظهرت محاسن عنقها وأكتافها , لم يكن المشوار الى بيت آدم ببعيد حيث ذهب لتحيته , ولكنها كانت تحاول تهدئة خفقات قلبها الذي خانها وأزدادت دقاته بأقترابها من المنزل , وكلما خطرت ببالها خطتها الفظيعة ودت لو أنها تعود أدراجها الى البيت , وعندما تتذكر تحدي جوناس لها في دكان الكتب وعدم مبالاته , ومنظر خاتمها الجميل يلمع في أصبع ليندا تصر على المضي في طريقها حتى وصلت الى منزل آل ستيلنبرغ , وفي لحظة وصولها شعرت بموجة من الأسى أوهنت قواها مما جعلها تستند الى البوابة خوفا من السقوط , وما أن تذكرت ليندا وجوناس مرة أخرى حتى فتحت البوابة وسارت في الممر الطويل المؤدي الى المنزل , فتح لها آدم بنفسه الباب , تفاجأت ليزا بطلعته البهية , وطوله الفارع , والملامح الفطنة الذكية والأناقة التي تنم عن ذوق رفيع , وودت ليزا لو تطلق ساقيها للريح , حيث خشيت أن لا يتعرف عليها آدم بينما مد يده مصافحا بحرارة مرحبا بها:
" أهلا , أهلا ليزا .... ليزا لانغ؟ يا للمفاجأة الحلوة".
أرتاحت ليزا لأستقباله الحار وترحيبه اللذين أعادا الهدوء الى قلبها وحاولت أستعادة ما حاكته في ذهنها من حوار تمرنت عليه قبل مجيئها الى البيت , فقالت:
" لقد علمت من والدتي أنك حضرت الى دوربان , وبما أنني قريبة من المنزل عرجت للسلام عليك".
كان صوت ليزا متهدجا لخوفها من أن يعرف آدم خطتها , ولكنه من فرط سعادته بحضورها لم يلحظ أي شيء بل فاجأته العينان الجميلتان الجذابتان وأجابها:
" أنني سعيد جدا لرؤيتك , فلو لم تحضري الآن لمررت عليك بنفسي".
" كيف حال والدتك؟".
وأجابها قائلا:
" لا بأس عليها اليوم , أنها نائمة , كنت أود الذهاب للسباحة , هل تأتين معي؟".
أجابت ليزا بأبتسامة عريضة , وقد هدأ قلبها قليلا:
" يسعدني أن أذهب معك , ولكن يجب أن أذهب الى المنزل لأحضار ثياب البحر".
" بالطبع , سنمر على منزلك في طريقنا الى الشاطىء".
بقي آدم منتظرا في السيارة , بينما دخلت ليزا الى المنزل لتغيير ملابسها , دخلت ليزا الى المطبخ لتخبر والدتها عن عزمها بالذهاب الى البحر وسرت السيدة لانغ للخبر , وفكرت ليزا عما تكون ردة فعل والدتها لو أعلمتها عن خطتها , هل ستفرح لها؟
لبست ليزا ثوب البحر الوردي اللون , وعندما تذكرت جوناس همّت بتغييره لأنه كان يفضله , ولكنها أقنعت نفسها بأن كل ما يهمها اليوم أن تبدو على أحسن صورة وأجملها , كان لباسها الزاهي يكشف عن محاسن جسدها الجميل , وعكس اللون الوردي على وجهها المليح أحمرارا زاد وجنتيها لمعانا وأنوثة , وبدت عينيها كجوهرتين على صفحة مرمر , وقد أنسدل شعرها الكستنائي الطويل على كتفيها , مما بعث الأرتياح والثقة في نفسها.
حملت ليزا منشفة الحمام وأسرعت لتلحق بآدم الى السيارة , لم يرغب آدم بالذهاب الى الشاطىء المزدحم بالمصطافين .
فقاد سيارته وبجانبه ليزا , مخلفا مدينة دوربان وراءه الى مكان قصي من الشاطىء , مرا في طريقهما بالحدائق الغناء على طول الطريق ممتعين نظرهما بالأعشاب الخضراء تارة , وبمنظر الأغصان المتشابكة المترامية تارة أخرى , وطورا بمشاهدة مزارع الموز التي تتدلى منها قطوف الموز كسبائك الذهب , وبين الحين والآخر , يطل منظر البحر من ورائها , وكانت هناك أشجار البامبو الكثيفة بفروعها المتشابكة المتدلية المائجة مع هبات الريح.
وأحياناتبدو في الأفق السفن الكبيرة المحملة بمختلف البضائع تشق طريقها الى الميناء , وتارة تظهر مزارع قصب السكر المشهورة في هذه المنطقة حاجبة منظر البحر , كان آدم أحيانا يبطىء السيارة معطيا الطريق لأحدى سيارات الشحن الكبيرة المحملة بقصب السكر , ولا يعود للسرعة ألا أذا خلت له الطريق.
كان آدم مأخوذا بمنظر الريف يتحدث كثيرا , مما منح ليزا الفرصة لمراقبته عن كثب , كان شابا يختلف نهائيا عن آدم الذي عرفته سابقا , ويختلف تماما عن جوناس الذي يبدو أصغر من سنه بوجهه الطفولي , أما آدم فأنه يبدو أكبر من سنه الحقيقي , فهو رجل نافذ قوي , ونظراته العميقة المتفحصة توحي بأنه خبر الحياة ونزل معتركها , وأنه أذا عزم وصل.
بقيت ليزا تراقب آدم الذي كان يقود سيارته بسلاسة وسهولة توحي بثقته العظيمة في كل عمل يقوم به , حتى وصلا الى قرية بالتو الجميلة , الواقعة على منحدر سحيق على الشاطىء , أوقف آدم السيارة قرب شجرة الكانوبي الكبيرة الوارفة الظلال.
سارا على الرمال الذهبية الحارة تاركين الرمل يمر خلال أصابعهما , لم يزتم آدم على الأرض كما كان يفعل جوناس بل ظل سائرا حتى وصل صخرة عالية تطل على الشاطىء , فوقف عليها , وأخذ يحدق بالأمواج التي ترتفع بشدة مخلفة وراءها الزبد وكأنه الثلج الأبيض , وتحوم حولها طيور النورس التي ملأت الجو بصخبها وضجيجها الضائع مع هدير البحر , نظر آدم الى ليزا وقال لها:
" لقد أفتقدت كل هذه المناظر الرائعة , هيا لنسبح".
ترددت ليزا في خلع ملابسها حيث خجلت أن تبدو أمامه في ملابس البحر , لم يلحظ آدم ترددها بل بدأ في خلع ملابسه , وبعد أن فرغ نظر اليها متعجبا لأنها لم تغير ملابسها بعد وقال:
" ألا تريدين السباحة؟".
" نعم".
" سأعطيك دقيقة واحدة".
كشفت ضحكته عن أسنان ناصعة البياض تظهر لون وجهه الذي لوحته الشمس وبدا شعره أصفر لامعا في وهج الشمس وأكتافه عريضة وصدره واسعا وخصره نحيلا وهذا دليل على تكوينه الرياضي الجذاب ,حتى أن ليزا التي لم تكن لتحب أحدا غير جوناس , أدركت جاذبيته وتساءلت لماذا لم يتزوج , فمن المؤكد أنه ليس مرفوضا من قبل النساء , وبدا كل ذلك سخيفا لها لأنه ولا شك رجل يصعب أصطياده , ثم أنذرها فجأة بقوله:
" ثلاثون ثانية".
وتساءلت ليزا بينما كانت تخلع بلوزتها وبنطالها , ماذا عسى أن تكون النتيجة لو لم ترضخ لتهديده المازح , ثم وقفت أمامه بثياب البحر , سألته:
" ها قد أنتهيت في الوقت المحدد".
لم يجبها ,ولكن وجهها أحمر خجلا لنظرته , وأبتسامته المتفحصتين وتقدم ممسكا ذقنها بيده محدقا في عينيها , ثم ركضا سوية الى البحر حينذاك ترك يدها وغاص في الموجة القادمة غائبا عن نظرها , وعادت لتراه مجددا بين الأمواج المتكسرة يحرك ذراعيه القويتين ببراعة , وأستدار اليها ملوحا بيده لتنضم اليه بينما وقفت على الشاطىء تاركة الأمواج ترتطم بكاحليها , أمسك آدم بيد ليزا تاركين الأمواج المتلاطمة تارة ترفعهما وتارة تخفضهما كما تشاء , وفي غمرة السعادة وضحكات آدم المرحة لم تعد تشعر بآلامها وأحزانها.
لم تتوقع ليزا الموجة المرتفعة التي حملتها ورمتها في وسط الماء فأرتعدت من الخوف وأخذت تستنجد بآدم الذي جاءها كالبرق من حيث لا تدري وحملها بين ذراعيه وطوق خصرها بشدة حتى لا تسحبها الأمواج معها الى أن هدأ الموج وأستعادت قوتها وكان بأمكانها أن تنفلت من بين ذراعيه ولكن شعور غريب جعلها تتمنى ألا يفلتها أبدا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 05:59 PM   #12

samome

? العضوٌ??? » 84388
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,383
?  نُقآطِيْ » samome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond repute
El7qoni

riwaya

samome غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 07:32 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ومن ثم طلب منها أن تخرج من الماء وتجفف جسمها وترتدي ملابسها , نشفت ليزا جسدها ثم أستلقت على الشاطىء تحت أشعة الشمس وحمدت الله على هذه الفرصة التي تركها لها آدم لتبقى وحيدة وتستعيد كل ما تزاحم في مخيلتها , مضت ساعة من الزمن كانت خلالها بصحبة آدم ولم يكن هناك مجال للتفكير بما حدث حينذاك , أما الآن وقد حضرتها صورة جوناس في دكان الكتب وهو ممسك بذراع ليندا وأحست كأن سكينا حادا غاص في أعماقها, لم تصدق أنه بأستطاعة جوناس نسيان كل الحب الذي كان بينهما , وأنه جاد في زواجه ,ولكنها عندما تذكرت خاتم الخطبة في أصبع ليندا آلمها الواقع.
أخذت ليزا تفكر أذا كان بأستطاعتها التوقف عن محبة جوناس, وهل بأستطاعتها أن تحب أنسانا آخر غيره أو نسيان الألم الذي سببه هجره لها , أستبعدت ليزا فكرة أن يكون هذا الشخص آدم , وفكرت أن المهم ألا يعلم جوناس مدى تأثرها لفراقه.
تذكرت ليزا ذراعي آدم القويتين عندما حملاها بين الأمواج بمحبة وحنان , وشعرت كيف أنها تجاوبت معه وأستمتعت بهما , وأقرت في نفسها أنه من الممكن الأرتياح لشخص آخر غير جوناس , ولكنها فكرت , هل ستظلم الشخص الذي ستتزوجه لأنها لا تزال تحب جوناس؟ وكانت ليزا مستغرقة بالتفكير حين تساقطت على بطنها قطرات الماء , فنظرت لتجد آدم الذي خرج لتوه من البحر ,أخذ آدم ينشف جسمه المبلل مما أعطى الفرصة لليزا لترقب هذا الطول الفارع ببشرته البرونزية وقامته الرشيقة وكأنه جني من البحر , تساءلت ليزا عن سر هذه المشاعر المختلطة التي داهمتها أهي مجرد أستلطاف لآدم أم ماذا؟ وتعجبت حيث منعتها تلك المشاعر المتعة وأنستها الألم , وشعرت بالرجفة في جميع أجزاء جسمها ولما رآها آدم سألها بصوت يفيض بالحنان:
" هل تشعرين بالبرد؟".
وفجأة أنتبهت ليزا وحاولت أخفاء حقيقة مشاعرها فأجابته ضاحكة :
" أنت السبب , لقد رشقتني بالماء البارد بعد أن كاد جسدي يجف".
رمقها آدم بنظرة ثاقبة أحمرت لها وجنتاها وقال مازحا:
" أذا كان هذا السبب , فأنا سعيد".
وتمنت ليزا ألا يلحظ آدم أرتباكها لرؤيته.
كان آدم ينشف جسده وليزا تنظر اليه , وتفكر بمدى أختلاف هذا الأنسان عن آدم الذي خطبها منذ سنوات , أنه يبدو أنسنا ناضجا يفيض بالرجولة والحيوية وكأنه أكبر من سنه , فهو لا يشبه جوناس بوجهه الطفولي , وحبها لجوناس مختلف تماما عن مشاعرها أتجاه آدم , أنها تشعر بشيء لا تدري كنهه , ولا تزال المقارنة قائمة في خيالها الى أن أنتبهت الى ضرورة أعداد نفسها للبحث عن وظيفة والخروج من كل هذه الأفكار والمأزق , وفجأة تنبهت الى أن التفكير بآدم قد أنساها جوناس ولو لفترة , فنظرت حولها وكأنها تبحث عنه لتجده يفرش منشفته على الأرض أستعدادا للتمدد بجانبها , ومرة أخرى أحست بمشاعر قوية تنتابها أتجاه هذا الشخص , مرت فترة وهما مستلقيان على الشاطىء تحت أشعة الشمس الذهبية , ثم قال لها آدم:
"كان البحر رائعا اليوم , لقد أفتقدته كثيرا".
" هل أفهم من هذا أنك تركت دوربان بدون أرادتك؟".
" بل تركتها بكامل أختياري".
وشعرت ليزا بحقيقة جوابه , لأن آدم من النوع الذي يعرف ما يريد.
" والدتي أخبرتني أنك تعمل في جبال الترانسفال".
" هذا صحيح , فأنا أعمل في المنطقة الشرقية المسماة لوفيلد , هل سبق أن زرت تلك المنطقة؟".
هزت ليزا رأسها بالنفي , فقال لها آدم:
" لقد أضعت عليك فرصة جميلة , ففي نظري أن هذه المنطقة من أجمل مناطق أفريقيا الجنوبية".
سألته ليزا ليحدثها عن هذه المنطقة لا بدافع الحماس لها, بل لجعل آدم يواصل حديثه , فقال:
" من الصعب وصف هذه المنطقة بجبالها الجميلة وقد غطاها الضباب وظهرت خلفها القرى وكأنها آتية من الغيب , يجب أن تريها بنفسك".
" أنني أرغب بزيارتها فعلا , ماذا تعمل هناك يا آدم؟".
" أنا مهندس , أعمل ببناء السور والسدود ,وحاليا أنا مشغول في بناء سد".
" هل تعني أنك أنت الذي يخطط لبناء هذا السد؟".
أجابها آدم ضاحكا:
" وأكثر من هذا , فأنا المسؤول عن المشروع كله , هندسيا وأداريا حتى أفضي بالخلافات التي تنشب بين العمال , ولم أتوقع ما أنا مقدم عليه حتى بدأت العمل".
" هل يشغلك أنهماكك بالعمل عن بلدتك".
وكانت ليزا تنظر اليه بأعجاب لثقته العظيمة في نفسه.
" بالطبع لا , أنني أفتقد بلدتي , ولكنني أحب هذه المناطق أكثر لجمالها , وكذلك أعتقد أنني عندما أنتهي من هذا المشروع سوف أبحث عن عمل آخر في هذه المنطقة أيضا".
وبدأت ليزا مرة أخرى تقارن بينه وبين جوناس الذي يعمل في تجارة النسيج ,ولم ترتح للمقارنة مع أنها أقرت أن جوناس يكسب كثيرا من عمله ,وليندا سوف تتمتع بما كسبت يداه , وبينما كانت مستغرقة في التفكير , سمعت آدم يسألها:
" وماذا عنك يا ليزا , لقد أخبرتك كل شيء عن نفسي".
تساءلت أذا كان آدم قد عرف بعلاقتها بجوناس , ثم سمعته يقول:
" لا بد أن هناك شيئا ما تحدثيني عنه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 07:53 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأمتدت يده لتمسك يدها التي كانت مستندة الى خدها , فسرت رعشة في جسدها جعلتها تنتفض كالريشة في مهب الريح , ثم قال لها :
" لقد مضت سنوات عديدة منذ رأيتك لآخر مرة , فلا بد أن هناك ما تخبريني به".
" أنني أعمل لدى محامي".
" أنه لعمل ممتع".
شعرت ليزا بحرارة وجنتيها بين يدي آدم فقالت متلعثمة :
" أنني أرغب في تغيير عملي".
" لماذا , هل أنت غير سعيدة في عملك؟".
وكان آدم ينظر اليها محاولا قراءة أفكارها .
" أود التغيير فقط".
ولا تزال مرتبكة تحاول أن تتجنب نظراته , ولكن آدم أمسك يدها اليسرى أيضا وأخذ يتحسس أصابعها , ثم قال:
" ألم تتزوجي بعد؟ فليس هناك خاتم في يدك؟".
أغتصبت ليزا ضحكة وأجابت :
" أنها فكرة مضحكة".
" لا أعتقد أنها مضحكة فأنت فتاة جميلة جدا ومثيرة".
ثم نظر آدم اليها محاولا أن يستشف مشاعرها نحوه , ولكن ليزا أسبلت أهدابها لتغطي عينيها الجميلتين متمنية ألا يتطرق آدم الى موضوع جوناس حين قال:
" أعتقد أنه لديك الكثير من المعجبين".
أجابت ليزا بالنفي محاولة أن تظهر صامدة رابطة الجأش ,وقال آدم:
" أكاد لا أصدق".
أقضي أوقاتا طيبة مع كثير من الأصدقاء, ولكن ليس هناك شخص خاص".
" هذا ما عنيت بقولي".
أجابها وهو لا يزال ممسكا بيدها ومطرقا رأسه وصدره قريبا من وجهها مما أربكها فحاولت حبس أنفاسها حتى لا يدرك آدم كنه مشاعرها المحتدمة حينذاك وقال لها:
" منذ عدة سنوات سألتك أن تتزوجيني".
هذا ما ودت سماعه ليزا بالضبط فشعرت بتجمد أعصابها حتى لم تستطع أن تتنفس بسهولة , فشعر بها آدم وأمسك بوجهها بين يديه مجبرا أياها النظر اليه وسألها :
" هل تتذكرين هذا يا ليزا؟".
أجابته ليزا بهمس:
" نعم".
" ولكنك رفضت طلبي حينذاك".
لم تحتمل ليزا فيض المشاعر التي أنتابتها تلك اللحظة حيث نالت ما تاقت اليه وخططت له وودت لو أنها تستطيع أن تغريه بطلب يدها هذه اللحظة ,ولكن قواها خانتها وشعرت وكأنها طفلة مذنبة , أما آدم فسألها وهو ينظر اليها محاولا معرفة ردة فعلها:
" هل تسمحين لي بأن أتقدم لطلب يدك مرة أخرى؟".
" أذا أردت معرفة الجواب فما عليك ألا أن تتقدم".
وأنتاب آدم خليط من المشاعر الودية , وسألها بصوت متهدج:
" هل تعنين ما تقولين يا ليزا , هل تقبلين بي زوجا؟".
" نعم".
أجابته ليزا بهمس فقد جف حلقها من هول الصدمة المفاجئة بينما أختلطت مشاعرها وتمنت أن يكون السائل هو جوناس , وبدأ قلبها يخفق بشدة وضاعت صورة جوناس من مخيلتها بعد أن حاولت جاهدة الأحتفاظ بها , لم تشعر ليزا بمثل هذه المشاعر الغريبة من قبل , لقد شعر آدم بالخدر في جميع أنحاء جسده وقال:
" يجب أن نتزوج بأسرع وقت ممكن".
" كما يعجبك".
" اليوم أذا أستطعت ,ولكن أعرف أن هذا غير ممكن , فأنك بحاجة لوقت أكثر".
سألته ليزا وهي تحاول أخفاء صراعها الذي بدا ظاهرا في عينيها :
" متى ستعود الى لوفيلد".
" الأسبوع المقبل , هل نتزوج قبل أن أعود؟".
" ولم لا؟".
" ولكن ليس هناك فرصة للتحضير لكل المباهج التي ترغب فيها الفتيات أمثالك عند الزواج".
فأجابته محاولة تجنب النظر اليه:
" هذا لا يهم , فكل ما أوده أن أكون الى جانبك".
أمتلأت عيناها بالدموع التي سالت ساخنة على وجنتيها بصمت , لم تعرف ليزا سر هذه الدموع , فقال لها آدم :
" أنني أحبك كثيرا يا ليزا , وأعدك أن أعمل كل ما في وسعي لأسعادك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 12:58 AM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- عينان تلمعان بالحب
أخبرت ليزا والدتها عن الخطبة فصاحت مستنكرة :
" لا أصدق ؟ بالتأكيد أنك تمزحين يا ليزا".
" أنا لا أمزح يا أماه , بل أقول الحقيقة , ألست أنت التي أقترحت علي زيارة آدم من البداية؟".
" نعم , لقد أقترحت عليك زيارته فقط لا أن تتزوجيه".
دار الحديث على مسمع من والد ليزا الذي كان قرب النافذة يقرأ الجريدة , وعندما سمع ما دار بينهما من حديث رفع نظره قائلا :
" ماذا يجري هناك , ما الخبر؟".
فأجابته زوجته السيدة لانغ:
" ليزا وافقت على الزواج من آدم ستيلنبرغ ".
" ولكن ليزا مخطوبة الى جوناس , أليس هذا صحيحا يا عزيزتي ؟".
ضحكت ليزا وأومأت بالأيجاب , يبدو أن والدها الذي يحبها بشغف , لم يلحظ صمت الهاتف عن الرنين , ولم يفتقد زيارات جوناس الى بيتهم , لقد فاته كل ما حدث , هرع ليزا الى والدها وكأنها تبحث عن عطفه وحنانه , تماما كما كانت تفعل وهي طفلة , ثم قالت له:
"فسخنا خطبتنا منذ مدة يا والدي".
" هل تشاجرتما؟ ولكنكما في كل مرة تتشاجران فيها تصلحان أموركما مجدا".
وأخذ يتلمس شعرها الكستنائي الطويل وقال لها:
" لا تيأسي يا أبنتي سيعود لك جوناس بالتأكيد".
" ليس هذه المرة , لقد خطب فتاة أخرى , ليندا غريستون وأعطاها خاتمي".
" يا للعار ... كيف يستطيع أن يغضب أبنتي هكذا؟".
ووقف السيد لانغ غاضبا وأخذ يزمجر ويهدد ويتوعد , ثم قال:
" يجب أن أكلمه حالا".
ولكن ليزا حاولت تهدئة والدها وطلبت منه أن يعود الى كرسيه قائلة:
" هو حر بتصرفه وأنا حرة بتصرفي , فأنا قررت أن أتزوج آدم , ولقد دعوته الليلة الى العشاء".
كانت تنظر الى والديها وكأنها ترجوهما أن يوافقا بدون ضجة , ثم تابعت حديثها:
" سيحضر الليلة ليطلب يدي منكما , فأرجو أن توافقا".
" لم تتركي لنا فرصة للتفكير يا ليزا , أنها مفاجأة , في أي حال أنت فتاة عاقلة ويمكنك تقرير مصيرك بنفسك , فلقد تجاوزت الواحدة والعشرين".
" حتما سيفرح آدم أذا علم بموافقتكما , وأنا كذلك".
وأجابتها والدتها بقولها:
" وأنا سأكون سعيدة جدا أذا تأكدت بأن آدم يليق بك".
وكان من الصعب على ليزا أن تحتفظ بهدوئها عندما قالت:
" أننا نليق ببعضنا البعض يا أماه".
ومضت فترة صمت لم تعلق خلالها السيدة لانغ عل شيء , حتى قالت ليزا:
" هل تعتقدين أنني قبلت الزواج من آد ردا لأعتبار كرامتي فقط؟ لا أنكر أن ما حدث كان هائلا جدا , لا أستطيع نسيانه أو وصفه في كلمات ".
ونظرت ليزا الى أمها لتجدها منهمكة في ترتيب مائدة الطعام , وهمست بتردد:
" ماما....".
تنبهت السيدة لانغ لأبنتها وأسرعت نحوها تطوقها قائلة:
" يا حبيبتي ليزا أن آدم شاب ممتاز أذا تعلمت أن تبيه وأنا واثقة أنه سيسعدك كثيرا".
وما أن أتمت الأم حديثها حتى سمعت قرعا على الباب حيث كان آدم.
سيطر الوجوم على والديها لدى رؤيته ولكنهما تقدما لتحيته وحاولت ليزا السيطرة على هدوئها أمامهم , في حين أن آدم لم يلحظ ما كان يحدث , فمن فرط ثقته بنفسه لم يخطر بباله أنه من الممكن أن يكون غير مرحب به أبدا.
شعرت ليزا وكأنها منعزلة عن المجموعة ومتفرجة على مسرحية بطلها آدم , وأكثر ما أعجبها في البطل هي ثقته العظيمة بنفسه , وفكرت ليزا بأنها حتى لو لم تحبه ستكون فخورة به , ولن يصدق أحد بأنها تزوجته فقط ردا لأعتبار كرامتها المهدورة بهجران جوناس لها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 06:20 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بدأ الجميع بتناول الطعام وكأن على رؤوسهم الطير , فوالديها لم يكونا على طبيعتهما أبدا, ولكن آدم لم يلحظ ذلك , فقد كان يحدثهما عن عمله في لوفيلد التي يحبها ويعتبرها بلدته , وكان يوجه حديثه الى ليزا , وينظر اليها بعينين تلمعان بالحب والسعادة , وبينما يتناولون القهوة بعد العشاء , تقدم آدم الى والد ليزا طالبا يدها , كانت ليزا تنظر الى والدها منتظرة جوابه بفارغ الصبر , ودت أن يوافق والدها لتتزوج وتسافر الى دوربان قبل موعد زواج جوناس وليندا , مع أن بعض المشاعر التي راودتها جعلتها تتمنى أنه يرفض , شعرت وكأنها زجّت بنفسها في مأزق للتخلص من مأزق آخر .
أما والدها فقد أعجبته شخصية آدم الجذابة , وأحس بأنه الرجل المناسب الذي يمكنه أسعاد أبنته الغالية ليزا , فأجابة بالموافقة وقد بدت على وجهه علائم الرضى والسعادة , مما أكد لليزا أعجاب والدها بآدم.
لم تدر ليزا هل تفرح أم تحزن , لقد تقرر مصيرها ومستقبلها مع آدم , وحددا موعد الزواج ليكون يوم السبت , أي بعد أسبوع فقط.
خرج والدا ليزا من غرفة الجلوس ولم يبقى سوى آدم وليزا وحدهما , بدا الأرتباك على ليزا بسبب نظرات آدم التي أشعرتها بالخجل , فحاولت تجنب النظر في عينيه , ولكن أدم أمسك بوجهها مجبرا أياها على النظر نحوه , ولم تدر ليزا ما كنه المشاعر التي أختلطت عليها , فلم تنتابها مثل هذه المشاعر من قبل حتى ولا مع جوناس , وأحست بالحرارة تسري في جسدها , وضمها آدم اليه بقوة , ولم تكن هي قادرة على رجولته الطاغية.
حاولت ليزا الأفلات من قبضة آدم القوية ثم أبتعدت عنه قليلا ونظرت اليه , فقال لها:
ط يا ألهي , ليزا أن سحرك لا يقاوم , وأعتقد أنه من الصعب أن أصبر أسبوعا لموعد الزواج".
أذهلها تصريح آدم وأحست بالسعادة مما دفعها للتحليق في عالم الخيال , وبعد أن عادت الى الواقع , فكرت ليزا كيف تم ذلك؟ كيف تجاوبت معه؟ ولكنها أستدركت بأن آدم ليس غريبا عنها , فهو خطيبها وسيصبح زوجها بعد أيام معدودة ويجب أن تتعلم أن تحبه وتحاول نسيان جوناس, لم يلحظ آدم أنفعالات ليزا وأفكارها , لأنه كان ينظر من النافذة , ومن ثم نظر اليها وقال:
" ليزا غدا ستقابلين والدتي".
" هل يا ترى ستحبني والدتك؟".
فأجابها آدم :
" لم لا تثقين بنفسك ؟ فأنت فتاة رائعة وجميلة , ألم تدركي هذا؟"
نظرت ليزا اليه فوجدت الحب في عينيه , مما أثار مشاعرها التي أرادت أن تخفيها بالكلام فقالت:
" علينا أنجاز الكثير قبل يوم السبت".
" هل تشعرين بالندم يا ليزا؟".
" بالطبع لا, هل تشعر به أنت؟".
" ليس لدي وقت للندم في حياتي ,ولكنني ما عنيت بقولي هو ضيق الوقت , فليس لدينا الوقت الكافي لمراسيم الزواج التي تتمناها كل فتاة في عمرك , وليس لديّ مانع في تأجيل الزواج حتى أعود من لوفيلد أردت ذلك".
" لا أرغب بالتأجيل أبدا , وأدري أنه علينا أن ننجز الكثير , ولكنني واثقة بأننا نستطيع تدبير الأمر".
وأبتسمت ليزا لتشعره بسعادتها وقالت:
" لن أفتقدالمظاهر التي أعتاد الناس عليها , فأنها لا تهمني , فكل ما يهمني أن أكون زوجتك".
وطبع آدم قبلة على جبينها وقال:
" يجب أن أذهب الآن يا حبيبتي , فوالدتي لن تنام قبل أن أعود الى المنزل , ولو طاوعت مشاعري لما فارقتك أبدا".
ثم أضاف ضاحكا:
" أتمنى لك أحلاما سعيدة يا حبيبتي".
ودّعها وأنصرف.
لوّحت له ليزا مودعة , وظلت ترقبه بأعجاب حتى غاب عن نظرها ثم عادت الى غرفتها لتنام.
لم تكن قادرة على النوم فنهضت من فراشها وتوجهت الى النافذة تتطلع الى ضوء القمر حيث أنعكست صورته على صفحة الماء مرسلة أشعته الفضية فوق الأمواج , أشتمت ليزا رائحة الياسمين المختلطة لأزهار الغاردينيا مما يبعث النشوة , وودت لو تنزل الى الحديقة ولكن الظلام كان شديدا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 06:21 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الساعات الأخيرة من ذلك اليوم كانت حافلة بالأحداث المثيرة , حتى لم تجد ليزا وقتا للتفكير بأحزانها , أما وهي وحيدة فقد عاودها الحزن , وبدأت الصور المؤلمة تمر في خيالها وتجعلها كئيبة , تذكرت جوناس وليندا تلبس خاتمها الماسي يخرجان من الكنيسة بعد أن أصبحا زوجا وزوجة , وتذكرت خطبتها التي بدأت بتنفيذها هذا الصباح , وفجأة خطر لها آدم , وحاولت أستعادة صورته القديمة التي عرفته عليها .
كانت صورة باهتة , لم تميز منها الكثير , تذكرته عندما خطبها في أحدى الحفلات وبالرغم من أنها رفضته حينها فلطالما حملت له مشاعر الود والأحترام والتقدير التي لم تتعد ذلك.
لم تصدق ليزا التغييرات التي طرأت على شخصيته , فعندما أخبرتها والدتها عن وجوده في دوربان ذلك الصباح تخيلت آدم بالأمس , الشاب الضاحك محترف المهارات , الذي كان سباحا ماهرا وراقصا ماهرا يسعد كل من كان بصحبته , أما آدم اليوم فهو رجل جاد بكل معنى الكلمة , ليس من السهل تخطيه , وليس بأمكان أمرأة تجاهل شخصيته الجذابة , بل ستعجب به وتحبه وما حدث اليوم بينهما من امودة والحنان بعث الأرتياح والأمان في قلب ليزا , فأطمأنت الى مستقبلها معه , فهو أنسان قوي , حنون , معطاء , يمكن الأطمئنان اليه , ولكنه رجل صعب يتوقع من شريكته المعاملة بالمثل , وفكرت ليزا عما أذا كان بأمكانها مجاراته ؟ وبدأت تقارن علاقتها مع آدم بعلاقتها بجوناس , ففي علاقتها السابقة كان جوناس دوما يرضخ لرغباتها راضيا مرضيا , أما آدم فأنه لا شك يود أن يراها راضية سعيدة , ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة جوناس ,وبدأت تراودها الهواجس , فآدم لن يرضخ لرغباتها بل سيحاول أسترضاءها بطريقته الخاصة , فهو الأقوى في هذه العلاقة , وهنا فكرت ليزا هذا فعلا ما تريده , حاولت أقناع نفسها بأن زواجها من آدم سيحل مشاكلها , أنها ولا شك ستواجه مشاكل من نوع آخر , ولذلك قررت أن تعتذر لآدم في اليوم التالي عن تسرعها بالموافقة على هذه الخطبة , وسوف تحصل على جريدة الستار وتبحث فيها عن الأعلانات لوظيفة في جوهانسبرغ , هذا هو الحل لمشاكلها وستسافر قبل العرس , ونامت ليزا بعد أن أقتنعت بهذا الحل.
وفي اليوم التالي وبينما كانت ليزا تبحث في الجريدة عن أعلان لوظيفة , أعلمتها والدتها بأن آدم حضر لأصطحابها في نزهة , وأعتقدت ليزا أن الفرصة مواتية لمفاتحة آدم بقرارها حيث أن مشاعره لا تزال حديثة العهد ولن يؤلمه كثيرا أن يسمع هذا الخبر.
قاد آدم السيارة أتجاه البحر وليزا تحدق به متعجبة من صمته وعما أذاكان هو الآخر تراوده بعض الأفكار المماثلة , وودت فتح الحديث مباشرة ,ولم توافها الشجاعة , وقررت أن تنتظر حتى يصلا الى الشاطىء , حيث تسنح الفرصة بذلك.
وعلى العكس من الأمس كانت السماء ملبدة بالغيوم , والأمواج مرتفعة ترغي وتزبد من شدة الرياح, والشاطىءالذي كان مزدحما بالأمس أصبح خاليا اليوم ألا من بعض الفتيان المراهقين , والجو يشي بهطول الأمطار الغزيرة , مر آدم بجسر فيكتوريا القريب من مرسى السفن , حيث تأتي لتفريغ حمولتها بمختلف البضائع , حتى وصلا الى أبعد بقعة من الميناء , وبدأ المطر يتساقط رذاذا مختلطا برذاذ البحر , كانت هذه البقعة دائما مزدحمة بالمصطافين في الأيام المشمسة العادية , حيث يراقبون السفن وهي تحمل أو تفرغ حمولتها , كانت هذه البقعة دائما محط أنظار بعض هذه الجماعات من الناس , حتى ليزا التي ألقت هذا الشاطىء , أعجبت بمنظر السفن القادمة الى الميناء, بعد أبحار دام مئات ألوف الأميال في المحيطات , وكم تساءلت عن مشاعر البحارة وهم يبتعدون عن الميناء مخلفين اليابسة وراءهم منطلقين في رحلة. وهم يعلمون أن رحلتهم ربما دامت أسابيع أو عدة شهور قبل عودتهم الى الوطن.
هدأ الشاطىء تماما ألا من بعض طيور النورس التي تتنافس على ألتقاط الأسماك التي خلفها المد بسبب رداءة الطقس , وبعد قليل أقتربت سفينة من الميناء وظهر بحارتها على السطح , كان آدم يرقب البحارة بشغف , مما دعى ليزا للأعتقاد بأنه أفتقد هذا المنظر طويلا لعمله بعيدا في الجبال , فقالت ليزا برقة شاعرة بعواطفه الملتهبة نحو البحر.
" أنظر هناك سفينة أخرى آتية الى الميناء".
أجابها آدم والسرور يلمع في عينيه مبتهجا بهذا المنظر االبديع:
" نعم , أنني أراها , أحببت البحر كثيرا ولولا أنني أحببت الجبالأكثر لأصبحت بحارا".
" يبدو أنك تحب الوحدة والعزلة في الأماكن النائية ".
وفكرت ليزا بأن الفرصة مواتية لتفاتحه بالموضوع , فهو شخص قوي ويستطيع تحمل قرارها بقلب ثابت وعزيمة قوية , وأذا به يجيبها قائلا:
" أن كلمة الوحدة , كلمة تعتمد على فهم الشخص لها , فأنا لم أشعر أبدا بالوحدة في الجبال , وأعتقد أنك أنت أيضا لن تشعري بها هناك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 06:22 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان آدم يحدثها متطلعا اليها بعينيه البنيتين العميقتين ملؤهما الشوق والمحبة , فأجابته ليزا وهي تخالط مشاعرها:
" لا أدري...".
وقررت أنها الفرصة لتقول له بما عزمت عليه , بينما تابع آدم حديثه قائلا:
" سوف تجدين الناس ودودين هناك , وستصادقينهم وتعتادين الحياة وتحبينها".
" نعم".
وأحتبست نفسها وشعرت بثقل في صدرها وأخذت شفتاها ترتجفان , عزمت على مصارحته , ولكن نظراته الحنونة ألجمت لسانها , وأخذت ليزا تقاوم هذا السحر وتتمالك قوتها وشجاعتها قبل أن تفوتها الفرصة , فبادرته:
" آدم...".
ومات الكلمات على لسانها حين تقدم آدم منها وضمها بشدة معبرا عن كل العواطف التي تجيش في أعماقه محوها , خفق قلب ليزا خوفا من فقدان السيطرة على نفسها , فحاولت الأفلات من قبضته قائلة له:
" آدم يجب أن نتحدث".
أجابها آدم هامسا:
" ليس الآن يا حبيبتي".
ثم أفلتها من بين ذراعيه وهو لا يزال ينظر اليها بوله وهيام مما أنساها الغرض الذي أرادت أن تكلمه من أجله , ثم قال آدم:
" أنت جميلة جدا وسحرك لا يقاوم , وكلما عجلنا في الزواج كان أفضل لنا".
كانت ليزا لا تزال تنظر اليه مشدوهة مأخوذة بعواطفه التي تصعب مقاومتها.
أخرج آدم علبة صغيرة من جيبه , فتفاجأت ليزا وبقيت غير قادرة على أستيعاب ما يدور حولها ,وكل ما أستطاعى فهمه هو أن هذه العلبة تحمل خاتم مستقبلها , خاتم الخطبة ,كان الخاتم مزينا بأسلاك فضية ناعمة ومحلى بالياقوت الأحمر , كان مختلفا عن الخاتم الذي أعطاها أياه جوناس , تقدم آدم ورفع يدها اليسرى وألبسها الخاتم ثم سألها:
" هل أعجبك الخاتم؟".
كان صوته متهدجا هامسا وهو ينظر الى ليزا بشغف منتظرا ردها فأجابته:
" أنه جميل جدا ".
" أردت لك شيئا مختلفا , فجبت المدينة أبحث لك عن خاتم جميل حتى رأيت هذا مناسبا , فهو ما أردته لك".
سرت ليزا للأهتمام الزائد بها , وأسرتها طريقته بالتعبير حتى وجدت نفسها تقول له:
" أنه أجمل خاتم رأيته في حياتي ".
فأجابها آدم:
" أنا أحبك يا ليزا , أريدك أن تقابلي والدتي هذا المساء".
" وهل تعرف والدتك بأمر علاقتنا".
" بالطبع , فهي تعرف , لقد تركتها تكتب رسائل لتزف الخبر لأخوتي , وكذلك فقد أرسلت أنا برقية الى موقع عملي أعلمهم بأنني خطبت , فهذا سيفرحهم كثيرا".
" ألا ترى أنك تعجلت؟".
فرد عليها آدم , وعيناه تشعان بالسعادة:
" أريد أن أعلن الخبر للعالم كله بأنني محظوظ بك يا حبيبتي".
فأجابته ليزا معاتبة بطريقة ودية:
" أن عائلتي لا تزال جاهلة بالخبر , بينما عائلتك جميعها علمت بالنبأ".
" أرجو أن يسرك هذا يا ليزا , أعلمت عائلتي لتبدأ بالتحضير للفرح من الآن , فعليهم أن يجهزوا كل شيء".
فأجابته قائلة:
"بالطبع , هذا يسرني".
كانت ليزا تغالب مشاعرها المختلطةوالتي لا تدري كنهها , فلن تستطيع أن تخيب ظنه بعد أن نشر الخبر بين أهله وأصدقائه وما عليها الآن ألا أن تتقبل الواقع وتتزوجه وتتعلم كيف تحبه وتخلص له.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 06:27 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سارت جميع ترتيبات الأحتفال بسهولة ويسر , فالملابس وأدوات المطبخ وما يلزم البيت جميعها تم شراؤها.
وطلبت والدة آدم منهما أن يتزوجا بالكنيسة نفسها التي تزوجت فيها , سعدت ليزا بالموافقة على هذا الطلب حيث وفرت عليها الخجل من القس الذي شهد خطبتها لجوناس , ثم أستأذنا للفترة القصيرة للزواج وحصلا على التصريح اللازم .
وبينما كانت ليزا في أحد الأيام تشتري بعض الملابس في أحد المخازن قابلت أديث جورثون وفجأة أنتابها شعور بالأكتئاب حين تذكرت أن أديث كانت أول من أخبرها بعلاقة جوناس وليندا , وأقتربت أديث منها وحيتها بينما أرادت ليزا الخروج من المخزن . ولكن أديث وقفت بالباب وكأنها تمنعها من الخروج , وقالت لها بأبتسامة خبيثة:
" مبروك سمعت أنك خطبت".
شكرتها ليزا محاولة أخفاء غضبها , في حين تابعت أديث حديثها محاولة أثارة غضبها.
" هكذا أذن خطبت الى آدم بدون رجال العالم ,فأنه لم يعجبك قبل سنوات عندما رفضته".
تعجبت ليزا كيف وصل الخبر هذا الى أديث , وأجابتها:
" لقد غيرت رأيي , فهذا حق لكل أنسان , أليس من حقي أن أفعل هذا؟".
ثم أستأذنتها بالمرور لتخرج ولا تزال تفكر بأمر هذه الفتاة التي تبحث عن مشاكل الناس وتتشفى بهم وتستغيبهم وكأنها تبث السم القاتل , وأبتسمت أديث بخبث وقالت:
" بالطبع أنت مشغولة خاصة وأنك أستعجلت الزواج , فلو لم نعلم بأنك تعرفينه من سنوات , لفكرنا بأن هذا الزواج فقاعة بارودة".
أستأذنتها ليزا مرة أخرى لتخرج , وقد بدا عليها الأمتعاض , فقالت أديث:
" أنني أمزح معك يا عزيزتي , أرني خاتمك".
رفعت ليزا لتريها الخاتم وهي تفكر بأنها لو لم تفعل ذلك لأستوقفتها بالباب أكثر , فصاحت أديث:
" يا له من خاتم جميل , أنه غير عادي".
شكرتها ليزا وهمت بالخروج وأذا بأديث تقول لها:
"ولكن هذا الخاتم لا يساوي ثروة بجانب الخاتم الذي أعطاك أياه جوناس ".
أستشاطت ليزا غضبا ورمقتها بنظرة طويلة علها تسكت , ولكن أديث تابعت:
" في أي حال هذا لا يهم , المهم هو أنك وجدت من يلبسك الخاتم".
صاحت ليزا بها وقد نفذ صبرها:
" أنك فتاة لئيمة وخبيثة ولن تجدي من يلبسك أي خاتم أيتها الحسودة".
نجحت ليزا بأستثارة غضبها , فأستدارت أدريث اليها قائلة :
"ستندمين على قولك هذا يا ليزا وسوف تدفعين الثمن".
أما ليزا فأبعدت أديث من طريقها بقوة وخرجت.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-10, 01:18 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- قطار الحقيقة!
في مساء يوم السبت بعد أنتهاء مراسيم زواج آدم وليزا أقاما أحتفالا بالمناسبة في حديقة والدي ليزا أقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين , بقي بعض المدعوين في الحديقة يتمتعون بمنظر أزهار الأضاليا الرائعة ونسيم المساء العليل , بينما غيرت ليزا فستان الفرح الأبيض وأرتدت فستانا بلون التركواز وكان آدم يبدو أنيقا جذابا, وما أن رأى عروسه مقبلة حتى أسرع اليها وتأبط ذراعها وسار الى جانبها يبتسم مما دعى أحدى المدعوات للتعليق :
" ما أجملهما من زوجين!".
لم يلحظ علامات القلق على ليزا سوى والديها الذين لمحا ما تخفي خلف أبتسامتها الجذابة.
قاد آدم السيارة أتجاه أوهلغا روك حيث يوجد فندق بيفرلي هيلز الذي سيقضيان فيه شهر العسل , لم يبق على سفرهما الى لوفيد سوى يومين يبقيان فيهما في هذا الفندق.
كان آدم يقود السيارة بأحدى يديه بينما يده الأخرى كانت ممسكة بيد ليزا , وكان يتطلع اليها مبتسما بين الحين والآخر.
كان الأسبوع الماضي حافلا بالأحداث والمشاغل مما لم يدع مجالا لليزا بالتفكير بأي شيء آخر , فكان كل همها أن تسافر قبل فرح جوناس وليندا , وكانت تتعجب أحيانا كيف أنها أصبحت زوجة لآدم وعليها أن تخلص له , ثم تبعد هذا التفكي عن خيالها , وعندما قاربا على الوصول الى الفندق أحست ليزا بحزن وتطلعت الى آدم الذي أصبح زوجها , في حين أنها كانت تتمنى جوناس , وليس هناك رجعة في القرار , وأخذت ليزا تقارن بين علاقتها بجوناس الرومانسية وعلاقتها بآدم.
فبالرغم من قدرة آدم على المعاملة اللطيفة ألا أنه يتمتع برجولة طاغيى , في علاقتها مع جوناس كانت دائما تشعر بالأمان لأنها قادرة على السيطرة على أي موقف بسهولة كبيرة , وتفقد هي كل تحكم بأي أمر .
ركز آدم أنتباهه على شاحنة أمامهما مما سمح لليزا أن تدرس ملامحه , كان آدم يرتدي بذل غامقة اللون لحفلة العرس مما جعله يبدو غريبا أكثر , أنيقا وجذابا , وبلا شك كان الرجل الظاهر والبارز في الحفل.
في حين أنه أرتدى الآن بنطالا وقميصا أظهر تقاطيع جسده الرياضي , وكانت تبدو عليه القناعة والرضى , ولكن هذا لم يغير من واقع أنه مزاج عصبي ويتمتع بقوة وهيمنة , بالأضافة الى نوع كامن من القسوة موجود لدى الحاجة , وتساءلت ليزا كيف يمكن لأنسان أن يتغير بهذا الشكل ؟ لأ بد أنها مجنونة لتتزوجه أستردادا لكرامتها فقط فآدم شخص تصعب مجاراته من جميع النواحي , وأنتابها شعور بالأرتباك وخالت نفسها على وشك الأغماء.
ولم تلحظ أن آدم قد تجاوز الشاحنة وأنتبه لأختلاط مشاعرها وأستدار اليها وأمسك بيدها وضغط عليها مطمئنا وعيناه تفيضان بالحنان.
وفكرت ليزا:
" أنه يعلم أنني خائفة , أنه يعرف أنني لم أنم في حياتي مع رجل من قبل , ولكنه لا يعرف السبب الحقيقي لخوفي وأنني بحاجة لجوناس في هذه اللحظة".
كانت غرفتهما في الطابق العلوي من الفندق وبرغم أغلاق النوافذ فقد كان صوت الأمواج تتكسر على الصخور مسموعا , وحدقت ليزا بالغرفة الفاخرة الأثاث من حولها.
وشعرت فجأة بالأختناق فأسرعت الى النافذة وفتحتها , فلربما نسيم البحر يزيل شعورها بالدوخان , وتطلعت من النافذة تعب من هواء البحر المملح.
كان الشاطىء مهجورا ,وفي الضوء الخافت شاهدت رجلا يمشي بسرعة و كلبه الى جانبه , فألتقط الرجل خشبة يابسة ورماها ليجري الكلب وراءها , يا له من أنسان محظوظ , أنها تدفع كل ما تملك لتكون حرة مثله تجري على الشاطىء والهواء يبعثر شعرها في كل مكان , ومياه البحر المالحة تلوث شفتيها , وتشنجت ليزا عندما لفّها آدم بذراعيه , وبقيا صامتين محدقين بالبحر والرمال والرجل يسير مع كلبه , وفقدت ليزا كل شعور بالسرور بسبب خوفها , وأدارها آدم اليه ورفع ذقنها بيده ونظر اليها , فتجمدت من الخوف ونظرت اليه بفزع:
" لماذا أنت خائفة يا حبيبتي؟".
أجابته بصوت متهدج منقطع الأنفاس قائلة:
"أنا لست خائفة ".
" ولكنك ترتجفين , سأصب لك كأسا من العصير الطازج علّه يهدىء روعك يا حبيبتي , فأنا أشعر وكأنني الكابوس الذي سبب لك كل هذا الخوف".
" سأرتاح بعد أن أشرب كأس العصير".
كانت ليزا مدركة تماما أنه ما من شيء سيختلف , ولكنها حاولت جاهدة أستعادة هدوئها لتبدو طبيعية , تقدم منها آدم وأخذ الكأس ووضعه جانبا , وحضن ليزا بقوة وحنان ليهدئها , ثم أجلسها بقربه على الأريكة , وبدأ قلبها يخفق بشدة حتى خالت أن آدم سمعه , فخبأت رأسها في صدره , وأحست بتسارع أنفاس آدم ودقات قلبه , لم تفكر بجوناس هذه اللحظة فقد كان بعيدا عن خيالها , ولكنها كانت خائفة حتى تجمدت عضلاتها.
" حبيبتي ليزا هدئي من روعك , لماذا تجمدت هكذا؟".
أحتضنها آدم وحاول أن يهدىء خوفها ثم همس:
"يا أجمل مخلوقة عرفتها".
ولا زال يبثها حبه وعواطفه حتى غابا عما حولهما.
رن جرس الهاتف , فأنتفضت ليزا وعادت الى الواقع وأخذت تفكر بجوناس وتقارنه بآدم الذي أحست يديه القويتين تطوقانها بمحبة أزالتا صورة جوناس من مخيلتها تماما , فلم تر ألا صورة آدم ولم تحس ألا بحرارة حبه.
أستيقظت ليزا متأخرة في صباح اليوم التالي , وأخذت تتملل مستطلعة علّها تميز الغرفة التي نامت فيها , لأنها ليست غرفتها , وتذكرت أحداث الليلة الماضية وأدركت أن آدم أصبح زوجها , وشعرت بأحمرار وجهها فنادت زوجها:
" آدم".
لم تتلق جوابا , فنظرت جنبها الى الفراش ولكن آدم لم يكن بجانبها وأخذت أنفاسها تصاعد وتفكر بما عساها فاعلة , فهي تخجل أن يدخل الغرفة أي وقت فيراها عارية , ثم أسرعت الى الحمام لتأخذ دوشا , ووجدت أن آدم قد سبقها في ذلك وخرج , راق لها الأمر أن تكون وحيدة هذه الفترة حتى ترتدي ملابسها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.