آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-10, 04:59 AM   #1

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
B10 334 - ليلة مع العدو - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )*


ليلة مع العدو

بيني جوردان
أحلام الجديدة




الملخص :



عندما أوى رجل الاعمال ليو جفرسون الى سريره بعد يوم عمل متعب . وجد مفاجأة
امرأة فاتنه غارقة في النوم في سريره .. وانسته المفاجأة تعب يومه كله .
ولكن في صباح اليوم التالي , تحولت تلك الفاتنه الى معلمه صارمه هي جودي مارش التي اعترفت
انها غرقت في النوم في الغرفة الغلط ..
جودي الان مرعوبة فسمعتها تدمرت بسبب سوء تصرفها .. ولكن كان لدى ليو الحل .
فهل تقبل النجدة من عدوها !





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




كل الشكر لكاتبات الرواية : عذوب - سيدة نفسها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 25-11-17 الساعة 11:06 PM
عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:01 AM   #2

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- امرأة في سريره


- امممم ...
لم تستطع جودي ان تمنع نفسها من اختلاس نظرة استحسان اخرى الى الرجل الذي كان يجتاز ردهة الفندق .
انه طويل ... اكثر من 6 اقدام , وفي منتصف الـ30 من العمر . اسود الشعر واللباس , وتنضح شخصيته رجولة . انتبهت جودي اليها حالما رأته يسير نحو مخرج الفندق .
كان تأثيره عليها من القوة بحيث جعل نبضها يتسارع وجسدها يتجاوب بشكل غريب , وللحظة واحدة سمحت لنفسها بأن تهيم حالمة .
التفت فجأة ينظر اليها مباشرة , وكأن نوعا من اتصال شخصي حاد قد حدث .
مال الذي حدث لها ؟
لقد اهتم قلبها , ومعه اهتز عالمها كله , على محوره القوي النشيط ... وهو محور مبني على المنطق والواقعية والقايم بكل شيء بحساب ,
واذا بكل هذا يقذفها في عالم مختلف ..... عالم يتخذ من القول والخداع المأثور ( الحب من اول نظرة ) معنى .
حب من اول نظرة ؟ هي ؟ ابدا , وبحزم , استعادت جودي عالمها ومشاعرها .
لابد انه ضغط العمل الذي جعل مشاعرها تضطرب بهذا الشكل ( اليس لديك ما يشغلك عن هذا ؟) قالت ذلك تعنف نفسها بحزم اكثر مما تستعمله مع تلاميذها الصغار وان كان هذا لا يعني انها تسرف في الحزم مع تلاميذها !
كلا , فقد كانت جودي تعشق عملها مديرة ومعلمة مدرسة المنطقة الابتدائية وذلك بشكل محموم جعل اصدقاءها يشعرون ان الاحرى بها ان تمنح هذه العواطف لغرامياتها في حياتها او بالاصح لخلو حياتها منها .
ولأجل المدرسة وتلاميذها الصغار كانت هنا هذا المساء , جالسة في ردهة افخم فنادق المنطقة , تنتظر وصول ابن عمها .
- جودي .
تنفست الصعداء وهي ترى اخيرا ابن عمها تايجل مسرعا نحوها . وتايجل يعمل في احد المكاتب الحكومية على بعد اميال في نفس المنطقة , وكان اول من اخبرها عن التهديد لمدرستها الغالية .
عندما اخبرها بان اكبر مصانع المنطقة الذي يستوعب اكبر عدد من العمال , وهو مصنع لأنتاج القطع الاساسية في الالكترونيات .
قد اشتراه احد المنافسين ويمكن ان يقفل , لم تصدق في البداية .
القرية التي تعمل فيها جودي طويلا لكي تجذب اليها ارباب الاعمال , فتمتع بذلك نفسها من ان تصبح قرية اخرى في زاوية صغيرة .
عندما انشئ المصنع منذ بضع سنوات لم يجلب للمنطقة موجة جديدة من اليسر فقط . بل ايضا دفقة من الشبان .
واولاد هؤلاء هم الذين يملأون الآن الغرف في صفوف مدرسة جودي , وبدونهم تقفل مدرسة القرية الصغيرة , كانت جودي تشعر بلهفة للفوائد التي يمكن ان يجنيها التلاميذ الصغار من مدرستها هذه .
ولكن على السلطة ان تلقي نظرة على الموضوع نظرة اشمل , لأن التلامذة اذا قل عددهم عن رقم معين , تقفل المدرسة .
بعد ان بذلت جهدها في اقناع الآباء بمساندة المدرسة , لن تجلس جانبا تتفرج على رجل متغطرس عديم المشاعر متفرجه عليه وهو يغلق المصنع بأسم زيادة ارباحه .
ممزفا بذلك قل مجتمعهم !
وهذا هو سبب وجودها الآن هنا مع نايجل .
- ما الذي علمته ؟
سألته بلهفة وهي تهز رأسها رافضة عرضه عليها شرابا . لم تكن جودي تحب الشراب فقد كانت متحفظة بالنسبة الى من امضت سنوات في الجامعة والتعليم .
وكانت قد اشتغلت خارج البلاد فترة قبل ان تقرر ان مكانها الحقيقي في قريتها الريفية الهادئة .
- علمت انه حجز هذا الفندق , في افضل جناح فيه ويبدو انه غير موجود فيه حاليا .
وعندما تنفست الصعداء بارتياح . نظر اليها نايجل بجفاء :
- لكنك انت التي طلبت رؤيته , فإذا كنت غيرت رأيك .... ؟
- لا , عليّ ان افعل شيئا . القرية كلها تتحدث عن نيته في اقفال المصنع . الاباء يجيئون اليّ الآن قائلين انهم ربما يضطرون الى الانتقال من القرية , ولهذا يطلبون مني ان ازكي لهم مدارس اولادهم عندما يذهبون ... فإذا كان عليّ ان اخسر ولو 5% منهم ... اوه يا نايجل ... لو نستطيع فقط ان نبقى سنتين اخريين لوصلنا الى بر الآمان بشرط ان يبقى المعمل مفتوحا . هذا هو سبب اضطراري لرؤيته هذا .. هذا ... .
فقال :
- اسمه ليو جفرسون . استطعت ان اقنع موظفة الاستقبال بان تعطيني مفتاح جناحه .
وضحك وهو يرى التعبير الذي بدا على وجهها :
- لا بأس فأنا اعرف الفتاة , قلت لها انك على موعد معه ولكنك وصلت باكرة , وهكذا من رأيي ان تذهبي الى هناك , وتنتظريه حتى اذا عاد تنقضين عليه .
فقالت ساخطة :
- لن افعل شيئا كهذا , ما اريده هو ان يفهم مقدار الضرر الذي سيلحقه بهذه القرية اذا اقفل المصنع , ثم احاول ان اقنعه بتغير رأيه .
كان يراقبها بأسف وهي تتكلم . مبادئها السامية لا يمكن ان تتماشى مع عقل رجل له سمعة ليو جفرسون . تملكه الاعراء في ان يقترح عليها ان ابتسامه حارة , وغزلا انثويا سخيا قد يفيداها اكثر
من ذلك النوع من الحديث الذي يبدو انها ستجربه معه .
لكنه كان يعلم ماهية استقبالها لأقتراحه هذا , والذي هو ضد تزمتها الاخلاقي .
وهذا شيء مؤسف للغاية في رأيه لأن جودي تملك كل الصفات التي تفنن وتذهل أي رجل . فهي جذابة الى حد مذهل , ذات قوام كامل الانوثة , ما يجعل الرجال يتلهفون الى مجرد النظر اليه . حتى وهي تغطي جمال جسمها هذا بملابس عملية كئيبة .
كان شعرها كثا جعدا لامعا , واهدابها كثيفة سوداء فوق عينين زرقاوين مليئتين بالحيوية تعلون وجنتين عاليتين بشكل بالغ الرقة .
لو انها ليست ابنة عمه , ولو انه عرفها منذ كانا في عربة الاطفال لافتتن بها هو بنفسه .
بلغت الـ27 دون ان تتخذ أي علاقة جادة مع رجل وذلك على حد علم نايجل , مفضله تكريس نفسها لعملها , وكان هو يعرف رجالا كثيرون يعتبرون تكريسها ذاك خسارة كلية .
اخذت المفتاح من نايجل راجية انها تقوم بالعمل الصواب . شعرت فجأة بحلقها يجف , وعندما اعترفت لنايجل بذلك ابلغها بأنه سيأمر بأرسال شراب لها الى الجناح .
وهو يقول مداعبا انه لا يريد ان يدفعها العطش الى ان تغزو براد غرفة الرجل .
وضحك لنكتته فقال :
- هذا ليس مضحكا .
كانت ماتزال تشعر بالذنب لوسائل الخداعة التي استخدمها للوصول الى ليو جفرسون , ولكن حسب قول نايجل , هذه هي الوسيلة الوحيدة للحصول على حديث خاص مع الرجل .
كانت اساسا تأمل في ان تحصل على موعد . لكن نايجل سرعان ما سفه هذه الفكرة قائلا ان رجلا بمقام ووزن ليو لن يتنازل ابدا الى الاجتماع بمعلمة قروية متواضعه . ولهذا كانت هذه الحيلة السيئة ضرورية .
بعد ذلك بـ10 دقائق تمنت جودي وهي تدخل الجناح . ان لا يتأخر ليو . كانت قد استيقظت هذا الصباح في الـ6 واخذت تعمل في وضع مشروع لتلاميذتها الكبار الذين سينتقلون الى مدرسة كبيرة عند نهاية السنة الحالية .
بلغت الساعه الـ7 تقريبا متجاوزة موعد عشاء جودي فشعرت بالتعب والجوع معا .
تصلب جسدها وهي تسمع صوت باب الجناح يفتح ,لكنه كان النادل يحمل اليها الشراب الذي امر لها به نايجل .
نظرت الى ابريق العصير الطازج على المنضده امامها بعد خروج النادل , وسكبت لنفسها كأسا اخذت ترشفه على مهل بشيء من الاسف .
كان الماء الصرف يكفيها , وشعرت بفمها يجف توترا . سكبت لنفسها كأسا اخرى شاعره بطعم غريب فيه ولكنه ليس غير مستحب .
اخذت تقرأ الصحيفة التي وجدتها على المنضده ثم تدربت على ما ستقوله له عدة مرات . اين هو ليو جفرسون ؟ اخذت تتثاءب , وشهقت ذهولا حين وقفت واذا بها تترنح .
يا الله ّ! ... انها تشعر بدوار . نظرت بارتياب الى ابريق العصير . لا يمكن ان يكون ذلك الطعم الغريب فيه كحولا ؟ ذلك ان نايجل يعلم انها لا تشرب الكحول .
بحثت دائخة عن الحمام قبل ان يعود ليو لأنها تريد عند ذلك ان تبدو أنيقة رزينه عملية للغاية امامه . وأول انطباع , خصوصا في وضع كهذا , هو هام للغاية !
يبدو ان الحمام كان يلي غرفة النوم كما راته من خلال الباب الموصل بينه وبين غرفة الجلوس .
سارت نحوه بخطى غير ثابته . ما الذي كان في ذلك الشراب ؟ وفي الحمام الابيض الفسيح , غسلت يديها وغسلت اماكن النبض فيها وهي تنظر بقلق الى توهج وجهها في مرآة المغسلة قبل ان تستدير لتخرج .
وتوقفت في غرفة النوم تحدق طويلا الى السرير الواسع المريح .كانت تشعر بالتعب . متى سيأتي ذلك الرجل التعيس ؟ تثاءبت مرة اخرى , وشعرت بثقل في اجفانها . تمنت لو تستلقي لفترة لتتخلص فقط من هذا الدوار .
بتركيز حذر لإنسان سكران , تسللت الى ذلك السرير المريح الذي ينتظرها .
*******
فتح ليو باب جناحه وهو ينظر عابسا الى ساعته . كانت الـ10,30 مساء وقد عاد الى الفندق لتوه من معاينة احد مصنعين اشتراهما لتوه وقبل ذلك في اوائل النهار امضى معظم الوقت مشتبكا بجدل عنيف مع مالكه السابق او بالاحرى صهر المالك الذي كان احمق الى حد لا يصدق
وبذل جهده بالتخويف اولا ثم بالرشوة , لكي يجعله يغير رأيه ويرد اليهم عقد شراء المصنع , قائلا بلطف مصطنع :
- اسمع لقد اقترف حموي خطأ , وكلنا نخطئ . لقد غيرنا رأينا بالنسبة الى بيع المصنع .
وقد اجابه بجفاء :
- فات الوقت على ذلك , بعد توقيع العقد .
لكن جيريمي دريسكول استمر في محاولة اقناعه بتغيير رأيه :
- انا واثق من ان بأمكاننا ان نعثر على طريقة لإقناعك . ما رأيك في اجتماع آخر نعقده في احد نوادي الرقص الجديدة في ضاحية المدينة ؟ سمعت ان لديهم طعاما طيبا كما لديهم معاملة خاصة للغرباء من رجال الاعمال , وهناك نعاود الحديث براحة تامة .
فأجابه عابسا :
- لا سبيل الى ذلك .
ما سمعه عن جيريمي اعطاه عنه فكرة سيئة اذ يبدو انه اعتاد الوصول الى غرضه بوسائل سيئة . في البدياة , حاول ليو ان يستمع اليه لعدم كفاية الأدلة على وضاعته , ولكن
بعد التحدث اليه ادرك انه خارج عن الصواب وكرم الاخلاق . وهكذا اكتشف فيه شخصا زائف الدماثة وضيعا
وضايقه ذلك منه بقد ما كرهه . ولم يستطع ان يحفي ازدراءه لاقتراح الرجل .
لكن جيريمي له جلد تمساح , اذ تابع بقوله بابتهاج رافضا التلميح :
- لا ؟ ربما تفضل ان تستمتع بالنساء في عزلة عن الآخرين . حسنا , انا واثق من ان بالامكان تدبير شيء لك .... .
كلمة ليو الباردة له بأن ينسى ذلك ارسلت الى عيني جيريمي الباهتتي الزرقة نظرة كراهية قبيحة :
- هناك كثير من العداء في هذه المنطقة بالنسبة الى نيتك في اغلاق احد المصنعين . ورجل له سمعتك ... .
فقاطعه ليو بغيظ : عذوووب
- آه , اظن سمعتي يمكنها مواجهة اية اقاويل .
لاحظ ان ثقته زادت من كراهية جيريمي له , تماما كما رأى الحسد في عينينه وهو يسوق المرسيدس الجيب.
ومن زاوية عينه لمح الصحيفة التي كان جيريمي يتابع , بكل قلة تهذيب قراءتها بعد وصوله , هو ليو .
كانت هناك مقالة في الصفحة المفتوحه تشرح بأسهاب تفاصيل سقوط سياسي حاول دون نجاح ان يقاضي أولئك الذين كشفوا عن نواح معينه من حياته الخاصة ,
بما في ذلك زياراته الى صالة التدليك . وادعاء السياسي بانها كانت زيارات لاستعادة صحته لم تقنع القاضي ضده .
وقال جيريمي بلؤم وهو ينظر الى الصحيفة :
- لو كنت مكانك لما كنت واثقة من حسن سمعتي الى هذا الحد .
لكن ليو نبذه بنظرة وخرج .
**************
قطب ليو جبينه وهو يدخل جناحه . لايمكن ان يغير خططه ولو بعد ألف عام . لقد جاهد طويلا في تكوين نفسه من لا شيء ... بل اقل من لا شيء , شاقا طريقه بمخالبه صعودا ببطء , وحده , حتى بلغ النجاح .
كانت شركة اسرة دريسكول في منافسه مباشرة مع شركة ليو . وحيث ان عملهما كان متماثلا , كان من الطبيعي ان يغلق بعض مصانعهما الاربعة , ورغم انه لم يقرر بعد ايها سيغلق .
دخل ليو الجناح غير مهتم بإنارة المصباح لشعوره بالتعب . في مثل هذا الوقت من مساء حزيران كان ضوء النهار ما يزال كافيا ليريه طريقة , حتى دون ضوء البدر المكتمل هذا .
لكن غرفة النوم لم يكن نورها كافيا بهذا الشكل . هناك من استدل الستائر , ربما الخادمة , كما رجح . لكن مصباح الحمام كان مشتعلا والباب مفتوحا . قطب جبينه لهذا الاهمال ثم دخل الحمام واقفل بابه خلفه .
نظر الى صورته في المرآة ولامس ذقنه النابته ثم مد يده الى موس الحلاقة .
غطرسة جيريمي دريسكول اغاظته الى حد نبهه الى ان تحذير بعض افراد اسرته واصدقائه له من انه يتعب نفسه اكثر مما ينبغي قد يكون على حق .
ضاقت عيناه الفضيتان الثاقبتان المتفحصتان واللتان كانتا تخيفان أي شخص يحاول ان يخدعه فتجرداته من أي دفاع . كان شعره الاسود الجعد بحاجه ماسه الى تقصير .
لكنه لم يكن الآن يستطيع ان يخصص وقتا لشيء غير العمل ....
اعترف والداه بانهما لا يفهمان كليا من اينن ورث عقله البالغ التصميم للنجاح هذا , فقد كانا سعيدين بالعمل معا في وكالة الانباء الصغيرة التي يملكانها .
وقد تقاعد والداه الآن ويعيشان في ايطاليا موطن امه بعد ان اشترى لهما فيلا في ضواحي فلورنسا هدية في عيد زواجهما . وكان ليو زارهما في ايار في عيد ميلاد امه .
وضع الموس من يده وهو يتذكر النظرة التي تبادلاها عندما سألته امه ان كان في حياته امرأة . وقد اجاببها بسخرية جافة بان جوابه السلبي لا يعبر فقط عن الحاضر , ولكنه يعبر ايضا عن المستقبل .
ردت عليه امه بخشونه غير معتاده بانها في هذه الحالة , ربما حان الوقت لكي تذهب الى خبيرة الاعشاب الحكيمة في القرية التي كما تقول الاشاعات لديها وصفة مدهشة لدواء الحب .
ضحك ليو طويلا عند ذاك. لم يكن الامر انه لا يستطيع ان يجد رفيقة اذا شاء , عدد لا يحصى من النساء الرائعات الجمال اوضحن له سواء بصراحة ام بتحفظ انهن لا يمانعن ان يشاركنه حياته .
وطبعا حسابه في البن .... لكن ليو ما يزال يتذكر ان التلميذات في حفلات مدرسته الخاصة كن يرفضن الرقص معه عندما يرين رداءه المدرسي الذي كان اشتراه مستعملا .
والذي ينفق والداه عليه من كدحهما في وكالة صغيرة . علمته تلك التجربة درسا صمم على ان لا ينساه ابدا , نعم , كان هناك نساء في حياته .
لكنه اكتشف في نفسه نفورا من العلاقات العابرة . رغم حماقة هذا الرأي بالنسبة الى بعض الناس , هذا يعني ....
وتذكر بشكل لا ارادي , ردة فعله العنيفة نحو المرأة التي رآها في ردهة الفندق اثناء مروره متوجها الى اجتماعه هذا الصباح .
كانت صغيره الجسمه ممتلئة تحت ثوبها الكئيب الذي كانت ترتديه .
لم تكن والدته تملك دما ايطاليا سدى , وككل نساء بلادها كانت تملك حسا قويا بما عليها ان تلبس , ما جعل مستحيلا على ليو ان لا يدرك متى تلبس المرأة كي يبلغ تأثيرها غايته .
حتى انها ليست النموذج الذي يفضله .
واذا شاء ان يفصح عن النموذج الذي يفضله , فهو المراة الشقراء الهادئة الانيقة , وبكل تاكيد ليست مثيرة لعوبا ولا سريعة الغضب والحساسية .... لا .
انه لا يرديها من هذا النوع من النساء اللاتي يثرن فيه المشاعر العنيفة ويجعلنه يبتعد عن الطريق السوي , فيترك ما عليه عمله ويتحول اليها .
لم يحدث قط ان انحرف ليو عن طريق كان يسير فيه , خصوصا بسبب امرأة .
خلع ثيابه ثم وقف تحت الدوش ... في مراهقته كان يمثل مدرسته في رياضة شد الحبل , ومازالت بنيته الرياضية حتى الآن ,وبفروق صبر مد يده ليتناول المنشفه .
وعندما جفف جسده فتح باب الحمام وارتدى بيجامته ثم خرج الى رغفته متجها الى سريره . كانت العتمه قد ازدادت لكن ضوء القمر كان كافيا في تسلله من خلف الستائر .
ازاح غطاء السرير وصعد اليه واذا به يجمد مكانه وهو يدرك ان سريره مشغول بشخص ما .
اضاء المصباح الجانبي واخذ يحدق غير مصدق في الشعر الاسود الجعد على الوسادة ... والذي كان رأس انثى , وكذلك الذراع النحيلة والكتف المستديره برقة .
وتشمم بانفه الروماني الذي ورثه عن امه رائحة الكحول في انفاس المرأة الغافية .
كما شم رائحة اخرى ... هي مزيج من الهواء الدافئ النقي المعطر بالافندر , التي تجاوبت حواسه معها بشكل مختلف تماما .
انها الفتاه التي كانت في ردهة الفندق , فهو سيميزها في أي مكان , او بالاخرى قلبه يميزها .
وبشكل آلي خطرت له فكرة اخرى . صوت جيريمي وهو يقنعه بإعادة النظر بصفقة البيع .أترى هذه الفتاة طريقته التي فكر فيها لإقناعه ؟ لابد انها كذلك , لأن ليو لم يجد سببا آخر يفسر به وجودها في سريره !
حسنا , اذا كان جيريمي جرؤ على التفكير في انه هو ليو , من نوع الرجال الذين ....
ومر يه بغضب ليمسك بذراع جودي بأصابعه القوية ويميل فوقها يهزها لتستيقظ .
كانت جودي مستغرقة في النوم ساعدت الكحول على ذلك , مستمتعه بحلم لذيذ للغاية , كانت فيه بين ذراعي اروع الرجال واكثرهم جاذبيه .
كان طويلا اسود الشعر فضي العينين وذا ملامح مألوفة لها .
وعندما مال عليها يمر بأصابعه على ذراعها , همس يسألها :
- ما الذي تفعلينه في سريري بالله عليك ؟
كان ذهنها ما يزال تحت سيطرة كوكتيل العصير مع الكحول , ففتحت عينين رائعتين شاردتين .
لماذا يبدو حبيبها غاضبا بهذا الشكل ؟ منحته ابتسامه ناعسة واوشكت ان تسأله عن ذلك , ولكن لأمر ما تركز انتباهها على وجهه الحبيب .
واغمضت عينيها ثم عادت تفتحهما بسرعه , متلهفة الاتفوتها رؤية هذا الوجه . اخذت تنظر الى حركة عنقه وهو ينحني عليها وعصب ساعديه القويتين الممتلئتين بالرجولة بحيث لم يكن عليها سوى ان تمد اصابعها تتلمس اقرب ساعد له اليها .
متعجبه من الفارق بين ملمسها وملمس ساعدها هي , لم يصدق ليو عينيه ... هذه المتطفلة في سريره تتجاهل بوقاحة سؤاله الغاضب ثم تجرؤ على لمسه ! ولكن الغريب انه شعر بهذه اللمسة البسيطه وكانها تسري في دمه وشعر بانه لم يعد يمانع في وجودها . ما كانت تفعله , تبا لها , هو اغراء ... له !
جاهد بقوة للسيطره على نفسه . والتحكم بالنفس كان مبدأه في حياته , لكنه ذهل وهو يشعر بالهزيمة , ليس بالنسبة الى حملة عسكرية بل الى الحرب بأكملها !
لكن جودي اشتعلت الآن بشيء اكثر سحرا وغموضا بكثير واقوى بكثير , كانت غافلة كليا عن كل شيء ما عدا هذا الحلم الرائع الذي وجدت نفسها فيه .
عندما كانت تلمسه كانت تشعر بقلبها يخفق خفقات قوية غير عادية .
كانت محظوظة في وجودها هنا معه في هذه الجزيرة الخاصة الرائعه . مالت عليه برقة تضمه فشعر بان الحياة تنبض في كيانه من جديد .
لم يستطع ليو ان يصدق تأثير هذه المراة فيه . لم يدر ما يفعل !
فكأن هذه المرأة ساحرة القت شباكها عليه فأسرته اليها الى الابد .
حتى في جو الغرفة نصف المظلم , تمكن من رؤية وجهها الجميل , جف حلقه بتوتر غاضب وهو يشعر بقلبه يرتجف ولم يستطع ان يمنع يديه من ان تضماها اليه فابتسمت :
- آه , ما اروع ان اكون بين ذراعيك !
همست له بهذا وهي تغمض عينيها مستسلمة للاحاسيس التي تعصف بقلبها .
ولم يكد يصدق تجاوبها معه . حاول ان يذكر نفسه بانها هنا لهدف في نفسها , فهي تقوم بعمل استؤجرت له . لكن حواسه كانت من الخدر بحيث لم تسمح له بان يفكر بشكل عقلاني .
ادرك حينذاك , في تلك الثانية السريعه التي رآها فيها في ردهة الفندق , ان بامكانها ان تؤثر عليه بهذا الشكل , وانه سيرغب فيها بهذا الشكل , مهما حدثه به ضميره .
مديحها الانثوي الهامس الرقيق له لابد انه متعمد ليعطي اكبر تأثير على غرور الرجل ... أي رجل , كما حاول ان يذكر نفسه . لكنه مع ذلك , لم يستطع ان يمتنع عن الرغبة فيها .
لم يستطع ان يفهم كيف سمح لنفسه بان يتأثر بأمرأة الى هذا الحد .
انه ضد كل ما يؤمن به . لم يعرف قط في حياته مثل هذه المشاعر والتي تدفعه الى اخذ ما تقدمه هذه المرأة له .
كل حواسه كانت تستجيب لها بلهفة , ولكن عقله ينهره وينذره ان هذا كله وهم , عواقبه وخيمة .
كان يشعر برقتها وبراءتها ... ولكنه ضحك من نفسه , براءتها .... هذه المرأة بريئة ! يالي من غبي !
شيء في اعماق ليو ادرك ان هناك شيئا عليه ان ينتبه اليه شيئا هاما يحاول جسده ان يخبره به ...
شيئا ينتصر عليه ... لن يخضع لسحر هذه المرأة ....
واستطاع اخيرا ان ينفض نفسه ويبتعد عنها... عليه ان يكون اقوى من هذه المشاعر الفتاكة ... عليه ان يبتعد ... فهو شخص لا يحب الندم .
رآها تستلقي على السرير وتقول بلهجة تعسة :
- لماذا تركتني ياحبيبي ؟
وعندما نظر الى عينيها , اغمضتهما ثم استغرقت في النوم , بكل براءة وسرعة طفل .
اخذ يتأملها بشرود . لم يكن يشك في انها عميلة اشتراها جيريمي بنقوده .
وهو كاد يسقط في الفخ الذي نصب له كأحمق معتوه .
جيريمي لم يكن ذلك الشخص المحب للغير , ليس بأي شكل او طريقة . وهو يعلم انه لم يخطئ في رؤية الكراهية والحسد في عينين الرجل ذلك الصباح .
كان جيريمي يعلم ان ليو لا يمكن ان يغير رأيه إلا اذا كان لديه وسيلة يرغمه بها على ذلك .
والان تذكر ليو المقالة في الصحيفة التي كان يقرأها جيريمي .
بالنسبة الى رجل في مركزه , واعزب , وامرأة تبيع قصتها معه لصحيفة محلية .
لن يحطمه هذا لكنه سيكون اضحوكة للناس لسذاجته وسهولة انخداعه ما يفقده احترام الآخرين في دنيا الاعمال . عذوووب
واذا حدث هذا لن يمكن بعد ذلك ان يعول على المساندة والثقة التي اعتادها من الآخرين . ليس ثمة رجل اعمال , حتى وان كان بنجاح ليو , يرغب في ذلك .
عليه ان يرميها الآن خارجا ... حتى لا يتسنى لها اختراع قصة لهذا وهو سينكر انه رآها .
نزل من السرير وهو ينظر الى جودي بمرارة , كيف يمكنها ان تنام بهذا الشكل ؟ وكانها ... لم تستطع ان يمنع نظره من ان يستقر على وجهها الذي كان مبتسما بدفء .
حتى اثناء نومها كانت تحاول ان تدعي البراءه . ولكن , من ناحية اخرى , لاشك في مهارتها كممثلة فهذا هو دورها .
اندفعت الى ذهنه بقسوة حقيقية هذه المرة . كان سلوكه غريبا وسرعة انجذاب قلبه اليها اغرب , ولكنه حمد ربه لأنه استطاع الا يترك الامر يخرج عن السيطره
كان ما زال يقف بجانب السرير مداوما على النظر اليها , بينما المفروض ان يكون الحافز الاقوى فيه هو ان يقف تحت دوش شديد الحرارة ولكن , لسبب غير مفهوم وجد ذلك اخر ما يريده ... .
استطاع في الوقت المناسب , ان يمنع نفسه من ان يمد يده ويلمسها ان يلامس وجنتها الرقيقه بأصابعه .ما الذي يفعله في تركه لها تنام هنا بهذا الشكل ؟ ان لديه الحق ان يوقظها ثم يطردها الى الخارج .
نظر الى المنبه فوجد ان الساعه الـ2 صباحا , فحدث نفسه بأن شعوره الغريزي بالمسؤولية يمنعه من ان يفعل ذلك .
من غير المامون بالنسبة الى امراة , أي امراة ولو كانت مثلها ان تدور وحدها في الشوارع في هذا الوقت من الليل .
فقد يحدث لها أي شي! ولكنها ستستغل ذلك وتؤلف ما بدا لها . لا ! لا يستطيع ان يرميها خارجا .
ذهب الى الحمام واحضر معطفا منزليا عائدا للفندق ثم اتجه الى غرفة الجلوس بعد ان اغلق باب غرفة النوم خلفه , ثم اشعل الضوء .
اول ما رأى ابريق العصير الممزوج بالكحول والفارق تقريبا والكأس الذي شربت جودي منه .
ازاح ذلك الى جانب.عابسا . حتى انها من الوقاحة بحيث طلبت لنفسها شرابا , لأنها كانت بحاجه الى الشجاعة التي تحتاجها لتذهب الى السرير .
حذر نفسه من الوقوع في فخ الشعور بالاسف لأجلها . ومن اختلاق الاعذار لها . كانت تعرف ما تفعله بالضبط ... وعبس وهو يتحرك في كرسيه بضيف .
انه مستيقظ تماما الآن ولديه اعمال عليه ان ينجزها . وعندما تستيقظ تلك التي اغوته , سيدور بينهما حديث قصير حاد .
لا سبيل الى ان يسمح لجيريمي بان يبتزه لكي يتراجع عن الصفقة .
وتناول حقيبة اوراقه , وهو ما زال عابسا .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:03 AM   #3

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- ليتــه كــان حلمــاً !


اخذت جودي تفرك عينيها شاعرة بالإشمئزاز من مذاق الحموضة في فهمها .
كان رأسها يؤلمها .
حركته بحذر ، فتملكها الندم بعد أن أخذ صدغاها ينبضان بألم عنيف .
ومدّت يدها بحركة غريزية إلى المنضدة بجانب السرير وإذا بها تدرك أنها ليست في سريرها .
أين هي إذاَ بالضبط ؟ وإذا بذكريات ضبابية وصور وأصوات تتواتر إلى ذهنها بشكل خطير .
ولكن لا ، هذا غير ممكن! ونظرت بذعر إلى الناحية الأخرى من السرير ، وخفّت دقات قلبها عندما رأت المكان خالياً .
كان ذلك مجرد حلم لا غير .. حلم مذهل غير مقبول . ولم تستطيع أن تتصور كيف ،
ولماذا ؟؟ولكن .. وجمدت وهي ترى أثر رأس آخر على الوسادة بجانب رأسها .
ما كان ذكرى غامضة أصبح أكثر حدة وصفاء مع كل خفقة قلقة من قلبها .
كان هذا صحيحاً ! هنا في هذه الغرفة وفي هذا السرير .
أين هو ؟ ونظرت إلى الحمام متوترة وعلى الفور شرد ذهنها تفكر ..ماذا حدث البارحة ؟
كل شيء في ذهنها ضبابي ..تذكر أن هناك رجلاً كان هنا ... وماذا بعد ؟
تلهفت إلى أن تغتسل وتغسل أسنانها وتمشط شعرها لكنها لم تجرؤ على ذلك .
الذكريات أصبحت واضحة الآن تفرض نفسها على ذهنها الذي صدّعه الكحول .
لم تستطع أن تفهم ما الذي حدث ؟
ذكرت نفسها بإشمئزاز ، بأنها كانت تشرب عصيراً . ومهما كان ممزوجاً بذلك العصير الذي أرسلته إليها غرفة الكوكتيل
في الفندق فقد حولها بشكل ما ، من امرأة محافظة إلى ..عابثة .
عابثة ! وجمدت جودي . حسناً ، ولكن ماذا حدث ؟ لا تظن أن شيئاً حدث .. إنها لا تذكر .
تناولت حقيبة يدها ثم سارت على أطراف أصابعها إلى باب غرفة النوم بهدوء .
***
كان ليو يتساءل لتوه إلى متى تنوي ضيفته البقاء في سريره ، وما إذا كانت الساعة الخامسة وقتاً مبكراًَ لطلب الإفطار من غرفة الخدمة ،
عندما وصلت جودي إلى باب غرفة النوم .
رغم أنه كان متلهفماً إلى النوم ، كان مصمماً بعنف على عدم العودة إلى سريره أثناء وجودها فيه .
حتى الآن ، بعد حوالي ثلاث ساعات من العزالة ،مازالت نفسه تحدثه بالعودة إلى سريره ،بالعودة إليها ليكمل ما بدأه .
شعر بجاذبيتها عندما رآها في الردهة صباح أمس ، لكن معرفته بما كانت تريده قد حطّم ذلك تماماً . وأجفل حين رأى باب غرفة النوم يفتح .
في البداية ، إذ كانت مصممة على أن تهرب ، لم تره جودي وهو يقف دون حراك أمام النافذة .
كان ضوء النهار قد انتشر الآن صافياً نقياً ، وعندما أدركت أنه موجود ، توهج وجهها بلون حواشي السحب الوردية خلف النافذة .
سمعها ليو تشهق بشكل لا إرداي ورأى النظرة السريعة القانطة التي ألقتها على الباب الخارجي ، المنفذ الوحيد إلى الخارج ، وإذ توقع هربها أندفع إلى الباب فوصل إليه
قبلها وسدّه بجسده يمنعها من ذلك .
عندما رأته بوضوح شعرت بالإرتبارك يحرقها حتى الأعماق ، إنه هو! الرجل الذي رأته في ردهة الفندق ، الرجل الذي فتنها بجاذبيته !
ومن زاوية عينها رأت صينية الكوكتيل المعلومة .
قال بلطف : ( نعم ، ليس فقط إنك دخلت إلى جناحي بشكل غير قانوني ، ولكنك كنت من الوقاحة أيضاً بحيث وقعت فاتورة خدمة الغرفة ، أنتوين أن تدفعي شخصياً أجرة
استعمال السرير والشراب ، أم تفضلين أن أرسل الفواتير إلى جيريمي دريسكول ؟)
كانت جودي تنظر إلى إبريق الكوكتيل بكدر صامت فالتفتت إليه بحركة آلية وهي تسمع أسم أكره أبناء قريتها إليها .
سألته مترددة : ( جيريمي ؟)
قد يملك والد زوجة جيريمي دريسكول المصنع المحلي ، وقد يكون جيريمي هو مديره ،
ولكن ذلك لم يجعلهما محبوبين في المنطقة .
كانت له يمعه بأنه ماكر وخداع . حاول مرة أن ينشر في القرية عادات خطرة ضارة لولا أن أوقف ذلك قوى الأمن وإتحاد العمال .
أما علاقته بوضعها الحاضر المذل ، فهذا ما لا فكرة لها عنه .
وأجاب محاكياً بعدم لباقة لهجتها القلقة المرتجفة : ( نعم ، جيريمي .
وأنا أعرف بالضبط ما يحدث ، وسبب وجودك هنا ، ولكن إذا أنت ظننت للحظة واحدة بأنني سأسمح بأن أكون موضع ابتزاز لكي أذعن ..
كنت قادراً على رميك قبل الآن ولكنني إنسان فلم أستطع أن أرميك خارجاً في الليل ..).
شعرت جودي بغصة في حلقها لشعورها بالعار . هل يعتقد ليو جفرسن ، ولا بد أن هذا هو نفسه ، حقاً أنها امرأة وضيعة ؟
استعماله كلمة ( إبتزاز ) صدمها بشكل خاص . ولكن هل أسهل عليها أن تحتمل الحقيقة من الإعتراف بها لشخص آخر ؟
وهل من الأفضل أن تقول إنها كانت ثملة ، ولو مصادفة ؟
أن تذهب إلى السرير مع رجل غريب تماماً ، ولكن ما الذي حدث ؟ لم تستطع أن تقول شيئاً لأنها لا تدري ..ماحدث لها ، لا تدري ...
وارتجفت وهي تفكر في ما سيقوله عنها بعض آباء تلامذتها الصغار ، دون ذكر مجلس إدارة المدرسة ، لو أنهم عرفوا أنها قضت ليلة كاملة في غرفة رجل .
وكان ليو يقول لها بحقد : ( حسناً ، يمكنك العودة إلى ذلك الذي يدفع لك الأجر وتخبريه بأن خطته باءت بالفشل لأنني لم أغتر وأمضي معك لما كان يشتهي ، فأنا مازلت لا أريد
أن ألغي العقد وأسمح له بإستعادة المصنع ، لا أدري ما الذي سيكسبه من وراء دفع أجر لك لكي تنامي معي ،
ولكني رفضتك رغم إغرائك . وإذا كان يظن أن بإمكانه استعمال هذا ضدي بطريقة ما ..)
وهز كتفيه مظهراً عدم اهتمامه بينما هو يراقبها خلسه ليرى ردة فعلها إزاء لا مبالاته المصطنعة . شعرت بالراحة ...
لم يحدث شيء إذن !
ومع ذلك خافت من قوة لهجته ، وبدت في عينيها نظرة ربما في ظروف أخرى كان ليو ليفها بالقلق والرهبة .
جاهدت لتسيطر على اضطرابها وتفهم ما كان ليو جفرسن يقوله .
ستتجنب التفكير في إهانته القاسية لها بهذه التعليقات الشخصية ،
فهي أشياء عليها أن تفكر فيها ملياً على إتفراد .
ولكن إشارته إلى جيريمي درسكول واتصالها المفترض به ، كانت محيرة تماماً .
همت بأن تقول هذا . ولكن قبل أن تنطق بكلمة هتف : ( لا أدري من أنت ولماذا تبحثين عن طريقة للعيش أقل دماراً وحقارة من هذه ؟)
تجاهلت الجزء الأخير من كلامه ، شاعرة بالإرتياح لقوله : ( لا أدري من أنت ).
إذا كان قد لا يعرف من هي ، فهي لن تخبره حتماً . وإذا ساعدها الحظ قد تتمكن من إنقاذ كرامتها وسمعتها وذلك بتوخي الكتمان البالغ حتى لا يعلم سواهما بأنها أمضت ليلة في غرفة رجل .
تخلت عن أي تفكير في ملاحقة مهمتها . وكيف سمكنها أن تتوسل إليه لأجل مستقبل مدرستها الآن ؟ وهذا عبء آخر من الشعور بالذنب أصبح يثقل كاهلها .
إنها لم تتحدر بنفسها ومستواها فقط ، بل تخلت عن المدرسة وتلامذتها أيضاً .
ومازالت لا تفهم تماماً ما أصابها . نعم ، لقد أسرفت في الشراب ، ولكن من المؤكد أن ذلك وحده ..
وفكرت في مقدار تأثرها بليو جفرسن عندما رأته يسير في ردهة الفندق مساء أمس .
لم تكن حينذاك تعرف من يكون بالطبع ...
كانت فقط ..كانت قد رأته جذاباً .
دار رأسها وهي تفكر فيه .. لقد حاولت إغواءه ، ولكنه رفضها وملأها الخزي والعار بأكثر مشاعر اليأس وعدم التصديق كآبة .
****
صمتها المستمر وعدم جوابها ما هما إلا خطة مريبة للنجاح ، كما فكر ليو وهو يراقبها ، أما بالنسبة إلى الصدمة والإنزعاج اللذين
رآهما في عينيها ..حسناً ، إنها ممثلة بارعة حقاً !
- علي أن أذهب . دعني أمّر ، أرجوك .
صوتها الأجش الرقيق حّرك مشاعره من جديد . ماذا حدث له بحق الله ؟
رغم أنه لم يبتعد عن الباب ، إلا أنها تقدمت نحوه ، بقدر ما أمكنها من تصميم ، مذكرة نفسها بأنها ، وقد اعتادت على مواجهة
غرفة مليئة بالتلاميذ المراهقين مثيري الفوضى من الجنسين ، من المؤكد أن بإمكانها أن تواجه مجرد رجل ، استعمالها كلمة ( مجرد ) في وصف هذا الرجل بالذات أرسل شبه ضحكة ألم دون بهجة
في حلقها .
هذا الرجل لا يمكن أن يكون ( مجرد) أية صفقة ..هذا الرجل ..
إنها شجاعة كما أعترف ليو حين نظرت بهدوء إلى خلفة ، ولكن لا شك أن مهنتها المختارة تعني أنها غير غريبة عن التملص من القانون .
احتجازها بالرغم عنها كان ضد مبدئه ، رغم كراهيته لتركها تخرج دون أن يخبرها برأيه فيها وبمن يدفع لها أجراً .
تانية أخرى وتصبح معه وجهاً لوجه ، كما أدركت جودي وهي ترتجف كدراً عندما سمح لها ليو أخيراً بالتقدم إلى الباب .
تنفست بعمق ثم مدت يدها إلى مقبض الباب .
انتظر حتى أدراته قبل أن يقول عابساً : ( قد يظن دريسكول أن هذا عمل ما هر منه ،
ولكن أخبريه عني أن الأمر ليس كذلك . آه ، كلمة فقط للتنبية لك شخصياً ..أية محاولة لنتشر الإدعاء بأنك
أمضيت ليلة في غرفتي ... وسأجعلك عانين من السخرية عشرة أضعاف ما سأعانيه ).
لم تستطع أن تقول شيئاً ، فقد كانت هذه أشد ما مّر بها في حياتها من التجارب إيلاماً وخزياً .
ولكن يبدو أن ليو جفرسن لم ينته منها بعد ، لأنها عندما خرجت إلى ممشى الفندق ، أمسك بالباب واضعاً يده
على يدها بقبضة ، هي أشبة بوحدة كهربائية عنيفة تخللت جسدها وأحرقته .
- طبعاً ،إذا كنت ماهرة حقاً ، يمكنك أن تختلقي قصة وتبيعينها لمن يدفع لك أغلى ثمن .
لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تسألة : ( ماذا ...ماذا تعني ؟)
وجعلتها ابتسامته الساخرة الشامتة ترتجف : ( ما أعنيه هو أنني مدهوش لأنك لم تحاولي
أن تساوميني على دفع مبلغ مقابل سكوتك أعلى من المبلغ الذي دفعه لك دريسكول لقاء خدماتك ، فمع أنه لم يحدث شيء إلا أنك قادرة أن تتهميني بالإعتداء عليك.
هل هناك مبلغ تخططين لطلبة ؟)
ولم تصدق جودي ما تسمعه .
- أنا لم ...أنا لا ...
أخذت غريزياً تدافع عن نفسها ، قبل أن تهز رأسها وتقول بعنف :
( ليس هناك مبلغ من المال يمكنه أن يعوضني عما ..عما أشعر به ).
وقبل أن يقول أو يفعل أي شيء يؤذيها أكثر ، سخلت يدها من يده وركضت في الممشى نحو المصعد .
وقفت فتاة ترتدي ثوب مستخدمات الفندق تنظر إليها وهي تغادر جناح ليو ، لكن جودي كانت من الإستغراق في خواطرها بحيث لم تلاحظها .
وقف ليو ينظر إليها غاضباً غير مصدق . أي أحمق تظنه وهي تتظاهر أمامه بهذه العفة والتحفظ ؟
****
تملك جودي الإرتياح لعد انتباه أحد إليها وهي تجتاز ردهة الفندق بسرعة متجهة إلى باب الخروج .
وهم الذين اعتادوا رؤية النزلاء يروحون ويجيئون طوال الوقت .
نصحت نفسها بأن تتوقف عن التفكير في هذا الأمر وهي تخرج إلى نور شمس الصباح المتألق .
أول ما ستفعله عندما تصل إلى بيتها هو أن تستحم وثانياً أن تكتب الرسالة التي سترسلها إلى ليو جفرسن ،
تبسط أمامه الحالة التي تستوجب أن يبقى المصنع مفتوحاً ..
بعد أن لم يعد هناك سبيل إلى القيام باتصال شخصي معه الآن ؟
وثالثاً أن تذهب إلى سريرها وتنام ، بعد أن تنفي من ذهنها بحزم تام هذا الرجل ،
وتدفعه إلى قسم من ذاكرتها حيث تدفئه فيه فلا يصل إليه أحد!
****
فتحت جودي باب كوخها الصغير الواقع في صف مؤلف من ثمانية أكواخ كانت بنيت في القرن الثامن عشر ،
أمام كل منها حديقة جميلة صغيرة للغاية تطل على شارع القرية وعلى مروج خضراء من الخلف .
وبعد أن أقفلت الباب خلفها بعناية ، صعدت إلى الطابق الأعلى .
كان صوت جرس تليفونها هو الذي أيقظها أخيراً فمدت يدها ترفع السماعة وقد تملكها الذعر وهي ترى في ساعتها أن الوقت تجاوز العاشرة .
وعادة في هذا الوقت من صباح السبت تكون في المدينة تتسوق مؤونتها الأسبوعية ثم تنضم إلى أصدقائها لتناول الغداء .
ولكنها لم تكن قد قامت بأية ترتيبات لهذا النهار حيث أن أغلب صديقاتها كن في إجازات مع أسرهن .
تملكها التوتر وهي تمسك بالسماعة رغم أنها تعلم أن من المستحيل أن يكون المتكلم هو ليو جفرسن .
ذلك أنه لم يعرف من تكون والحمد لله ! وسرت في جسدها قشعريره خفيفة من الإثارة سرعنا ما تبعها فيض قوي من شيء لن تسمح لنفسها بأن تدعوه خيبة أمل
عندما أدركت أن المتكلم هو أبن عمها نايجل .
لا عجب ، بعد كل ما عانته ، أن تكون مشاعرها في حالة غير طبيعية من عدم الأتزان .
- أخيراً ، إنها المرة الثالثة التي أتصل بك فيها . كيف سار الأمر مع ليو جفرسن ؟ أنا متلهف لأعلم .
تنفست بعمق وابتدأ قلبها يخفق عندما تملكها الشعور بالذنب والخزي .
غرقت يداها . لم تكن قط كذابة بارعة .
- لم يحدث شيء .
- هل جبنت ؟
تنفست الصعداء فقد أعطاها جواباًُ ممتازاً لمأزقها .
- كنت ..كنت متعبة ، ثم غيرت رأيي ..و ..
وقبل أن تخبره بأنها ستكتب إلى ليو جفرسن بدلاً من التحدث إليه ،
قاطعها قائلاً : ( كنت أعلم أنك لن تتابعي الأمر . لا بأس .
لقد جاء العم نايجل لنجدتك . لقد دعاني رئيسي الليلة إلى العشاء ،
وسألته إن كان بالإمكان أن أحضرك معي . سيتحدث إلى ليو جفرسن بنفسة الأسبوع القادم ،
وإذا أنت عرضت عليه قضيتك أنا واثقة من أنه سيضيف قضية المدرسة إلى حديثه ).
- آه ، يا نايجل ! هذا لطف كبير منك . لكنني لا أظن ..
لم تكن في مزاج مناسب لحفلات العشاء ، أما بشأن فكرة وضع قضية مدرستها في عهدة رئيس نايجل
الذي كان رئيس مكتب التخطيط في المنطقة .. كانت فكرتها عن مصداقيتها ضعيفة للغاية إلى حد لم تشعر بنفسها صالحة للقيام بهذا الأمر .
لكن نايجل أخبرها بأنه لن يقبل منها رفضاً : ( عليك أن تأتي !
غراهام يريد أن يتعرف إليك . إن حفيدة أحد تلامذتك ، وهو من المعجبين بك ، أعني الحفيد وليس غراهام ..)
- نايجل ، لا أستطيع الذهاب .
- بل تستطيعين ، يجب أن ـأتي . فكري في مدرستك . سآتي لأخذك الساعة السابعة والنصف .كوني جاهزة .
وأقفل الخط قبل أن تقول شيئاً .
تفحصت جودي شاشة جهازها الكمبيوتر بملل . أمضت معظم فترة العصر محاول إرسال رسالة إلى ليو جفرسن .
كان صداعها قد زال ، ولكن في كل مرة حاولت فيها التركيز على ما عليها أن تفعله ،
كانت تتكون في ذهنا صورة ليو .
احمّر وجه جودي عندما حدقت في الشاشة فأدركت أنها قد ابتدأ ت تكتب رسالتها ( عزيزي ذا العينين المثيرتين ).
مسحت هذه الكلمات بسرعة ثم ابتدأت مرة أخرى ، مذكرة نفسها بمبلغ أهمية جعل ليو جفرسن يدرك أن إغلاق المصنع لا يؤثر فقط على مدرستها بل على القرية بأكملها .
في كل أنحاء الريف كانت القرى الصغيرة تموت أو تصبح مجرد أمكنه يقضي فيها عمال المدينة عطلهم الأسبوعية ، رغم أن كل شخص هنا في منطقتهم قد جاهد
لجعل قريتهم حية عاملة .
إذا استطاعت أن تكسب رئيس نايجل إلى جانبها فهذا سيساعد قضيتهم .
قطبت جبينها قليلاً وهي تدفع كرسيها بعيداً عن الكمبيوتر .
عليها أن تجاهد الآن لأجل بقاء مدرستها . عندما عينت في البداية مديرة لها ،
أخبرتها السلطة التعليمية أن ذلك سيكون لفترة مؤقتة فقط ، حيث إن المدرسة ستقفل في النهاية كغيرها من المدارس التي تغلق كل يوم.
ورغم علمها بأنها ستنال ترقية وراتباً أفضل إذا هي انتقلت إلى مدرسة أكبر ،
أخذت تبحث بعزيمة بالغة عن تلامذة جدد ، حتى إلى حد إقناع والديهم الذين سبق وصمموا على التعليم الخاص لأبنائهم ،
بأن يدعوا هؤلاء يحصلون على تعليمهم الإبتدائي محلياً .
نجحت جهودها في أكثر من مجال ، وأدركت أنها لن تنسى أبداً
ما شعرت به من زهو عندما استلمت مدرستهم تقريراً ممتازاً بعد زيارة تفتيشية .
لكن زهوها لم يكن إلى هذا الحد بنفسها ، بقدر ما هو يجهود التلامذه وبكل من دعم المدرسة .
وأن ترى كل ما أنجزوه يذهب هباء ، كان أكثر مما تطبق .
لقد أثبت كيف أن الأولاد ينتعشون ويتعلمون جيداً في جو من الأمان والحب .
كانت جودي مقنتعه بأن تقتهم بأنفسهم منذ البداية منحتهم شيئاً سيعينهم مستقبلاً في مسيرتهم التعليمية .
ولكن محاولتها أن تشرح كل هذا لليو جفرسن كان تأصعب كثيراً مما كانت تتوقع .
ربما ذلك لأنها اشتبهت في أنه سبق وقرر أمره ، وأن هذه القرية ،
التي سيدمرها ، لا تقاس بما سيربحه ، أو ربما لأن كل ما يمكنه التفكير فيه وكل ما يمكنها هي أن تراه ، و الليلة الماضية وما رافقها من أحداث .
توترها كان يمنعها من التركيز ، وأخذت تذرع غرفة جلوسها بإضطراب عاطفي عنيف .
الساعة السادسة تقريباً ورسالتها لم تنته بعد ، ولكن عليها أن تترطها الآن ثم تبدأ بالإستعداد للعشاء .
نايجل يزعج نفسه كثيراً لأجلها ، وعليها أن تشعر بالشكر له ،
ولكن بدلاً من ذلك ، كل ما تريده هو البقاء في البيت والإختباء عن العالم


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:04 AM   #4

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- درس في الاخلاق


عبس ليو وهو يمر بيده على ذقنه المحلوقة لتوها . لم يشعر برغبة للذهاب الى ذلك العشاء , ولكن عندما اتصل به غراهام جونسون رئيس مكتب التخطيط في المنطقة , ودعاه الى بيته ,
شعر بانه لا يستطيع الرفض .
كان تصرفا عمليا جيدا ان يؤسس علاقات مودة مع السلطة المحلية , وكان ليو سبق وتعرف الى غراهام واحبه , وعندما اخبره غراهام ان هناك امرأة سيسره ان يعرفها على المستوى الرسمي
شعر ليو ان غراهام لن يكون مسرورا منه اذا هو رفض الدعوة , على الاقل , سيسنسيه هذا التفكير في الليلة الماضية وفي تلك المراة الحقيرة بشكل لا ينسى التي اثرت عليه بشكل خطير .
حتى الآن لم يحاول جيريمي الاتصال به , فقد فشلت خطته ولم يحقق مبتغاه , ولكنه اخطأ عندما تركها نائمة لكاملة في غرفته ... فقد استغل جيريمي الامر .
اترى دريسكول يستفيد هو نفسه من مهارات معذبته ذات الشعر الاسود الجعد ؟ وذهل ل وهو يكتشف مبلغ كراهيته لهذه الفكرة .
اتراه جن بهذا الشعور التملكي نحو امراة بهذا الشكل ؟ امراة يمكن لأي رجل ان يتملكها ؟
*****
- جودي , انت لا تصغين اليّ .
فنظرت اليه جودي متعذرة وهو يوقف سيارته امام بيت رئيسه .
- انت لا تبدين طبيعية . اتراك قلقة على مدرستك ؟
تجاهلت سؤاله وتنفست بعمق , مصممه على مشاركته الموضوع الذي يثقل ذهنها :
- نايجل , أي شيطان تملكك فجعلك ترسل اليّ ذلك الكوكتيل الليلة الماضية ؟ انت تعلم انني لا اتعاطى الشراب , ولأنه لم يخطر لي انه مزيج بالكحول ... حسنا , كان يحتوي على فاكهة كثيرة .. .
فقاطعها بحيرة :
- هيه , انتظري انا لم اطلب لك أي شيء فيه كحول .
- حسنا , هذا ما احضره النادل الى جناح ليو .
- لابد انهم اساؤا فهمي , لقد طلبت ارسال كوكتيل فواكه وكان غالي الثمن ... فيا للخسارة ! اراهن على انك لم تلمسيه بعد اول جرعة , اليس كذلك ؟
لحسن الحظ , قبل ان ترغم على الكذب عليه , امسك بذراعها وسار بها بحزم الى باب البيت الذي انفتح حين وصولهما ليظهر منه
مظيفهما غراهام جونسون وهو رجل طويل اشيب الشعر حار الابتسامه .
هز يد جودي قائلا :
- لا بد انك جودي , سمعت الكثير عنك .
وعندما نظرت الى نايجل بجفاء ضحك مضيفهما :
- لا , ليس من نايجل , رغم انه اتى على ذكرك . كنت اشير الى حفيدنا هنري . انه احد تلامذتك ومعجب متحمس , ولديه الحق في ذلك حسب قول والديه . ابنتنا شارلوت معجبه تماما بالتحسن المثير الذي احدثته المدرسة في مهارة هنري في القراءة .
ابتسمت جودي شاكرة مديحه هذا .وابتدأ توترها يخف قليلا وهما يتبعان غراهام الى داخل المنزل .
رحبت بها ماري جونسون هي ايضا , خبرة جودي بانها هي ايضا كانت معلمة , رغم انها تركت المهنة منذ وقت طويل .
- لقلقت ابنتنا في البداية عندما سمعت بانك تؤيدين المزج بين نظرية التعليم التقليدية والآلعاب التربوية . لكنها اصبحت معجبة تماما الآن , فهي لا تنفك تحدثنا عن تحسن مواهب هنري بالنسبة الى قدرته على القراءة .
فقالت جودي :
- اننا نحب ان نشجع تلاميذنا من كل النواحي , اننا نشعر بمعنوياتنا ترتفع اذا استطعنا تشجيع كل تلميذ على اكتشاف المجال الذي يتمكن من العمل فيه جيدا .
- فهمت من ابنتي انك تجعلين بعض الاباء يسجلون اسماء اولادهم في المدرسة حال ولادتهم تقريبا .
فضحكت جودي :
- حسنا ,ربما ليس بهذا الشكل تماما , لكننا حتما وجدنا صيتنا ينتشر من فم الى فم . اننا فوق الحد الادنى الذي نحتاجه لنرضى السلطه بالنسبة الى التلاميذ , ومن المحتمل ان تبقى كذلك الا اذا اقفل المصنع ابوابه طبعا .
نظرت جودي الى غراهام متساءله وهي تقول ذلك , فقال بلطف :
- القرار النهائي يعود الى ليو جفرسون وهذا هو سبب دعوتي له للعشاء معنا الليلة . كانت فكرة نايجل وهي جيدة حقا , فقد تنجح الامور اذا التقيتما معا بشل غير رسمي , واظن انه , من وجهة نظره بصفته رجل اعمال , لم يفكر جفرسون اطلاقا في تأثير اغلاق المصنع على مدرسة القرية . وطبعا , ليس ثمة ما يمنع من ابقاء المصنع مفتوحا , لأنه كما فهمت , من اربع مصانع لن يقفل سوى مصنعين .
لم تكن جودي تصغي اليه فقد توقفت عن الاصغاء بشكل كامل منذ اللحظة التي نطق بها بتلك الكلمات المخيفة " دعوته للعشاء معنا الليلة "
ليو سيأتي الى هنا الليلة للعشاء وستضطر الى الجلوس معه في نفس الغرفة , وربما مقابلة له على المائدة .
شعرت بالغثيان وبانها مشلولة من الخوف . انتبهت حين قرع الجرس وسار غراهام لفتح الباب .
نظرت بذعر الى الباب المؤدي الى الشرفة متلهفة للهرب منه لكن الوقت كان قد فات , فقد عاد غراهام الى الغرفة يرافقه ليو جفرسون ... الرجل الذي نامت في سريره .
*****
كان ليو يصغي الى مضيفه وهو يسير به الى غرفة الجلوس , ثم فتح الباب ويشير الى ليو بالدخول , ثم تبعه ليقدمه الى الجالسين .
ولكن في اللحظة التي خطا فيها ليو من العتبة لم يعد يسمع كلمة مما كان غراهام يقوله , وهو يحدق الى جودي باستنكار عنيف .
كانت تقف بجانب باب الشرفة , تنظر الى العالم باجمعه وكأنها شهيدة على وشك ان تؤخذ لقطع عنقها , وعيناها متسعتان للغاية يملأهما الغم وقد اخرسها الخوف .
ما الذي يجري ؟ ولماذا هي هنا ؟ ثم ادرك ليو ان غراهام يقدمها اليه بصفتها مديرة المدرسة المحلية .
شعر وكانه يشاهد مهزلة . كان يعلم ان الامور في الارياف مختلفه عنها في لندن , ولكن ليس الى هذا الحد اللعين بحيث ان مديرة مدرسة تتخذ ايضا حرفة دنيئة !
تملكته الحيرة لموجة عارمة من الغيرة غمرت سيطرته المعتاده على نفسه وكذلك تلك الكراهية الفورية التي شعرها نحو الرجل الواقف بجانبها وكان غراهام يقول :
- وهذا نايجل مارس مساعدي وابن عم جودي .
ابن عمها ! وتملكه الارتياح بعد مشاعره السخيفة .
وبينما كانت ماري تتحدث الى ليو . همس نايجل لجودي :
- لدي مفاجأة صغيره لك .
فمنحته ابتسامه شاحبه , بينما كان غراهام يسألها ببشاشة :
- هل احضر اليك كأس ئاب ياجودي ؟
فأجابت بشكل آلي :
- انا لا اشرب عادة . شكرا .
ثم توهج وجهها احمرارا عندما رأت النظرة التي رمقها بها ليو جفرسون .
فقال نايجل لغراهام هازلا :
- انها متزمته متمسكه بالمبادئ الاخلاقية من قبل ان تصبح معلمة . لا استطيع ان اصدق اننا جئنا من مصدر جينات واحد . دوما اخبرها بان عليها ان تسترضي وتتلحلح قليلا وتستمتع بالحياة وتنطلق .
لم تشأ جودي ان تنظر الى ليو مرة اخرى . لكنها لأمر ما لم تستطع ان تمنع نفسها من ذلك . ذهلت عندما راته يقترب منها ,
وعندما كان نايجل يجيب على شيء كانت ماري تقوله , مال الى الامام وهمس لجودي ساخرا :
- انه تغيير كامل في الشخصية هذا الذي استطعت انجازه في 24 ساعه ؟
- ارجوك !
توسلت اليه بقنوط خائفة من ان يكون سمعه احد لكنها شعرت بالارتياح حين انتقل الجميع الى خارج مرمى السمع .
فقال يذكرها بنعومة :
- ارجوك ... اذكر انك قلت لي شيئا كهذا الليلة الماضية .
فتوسلت اليه بانزعاج :
- كفى . انت لا تفهم .
- معك الحق تماما في انني لا افهم . اخبريني شيئا هل يعلم اصحاب مدرستك ان لديك وظيفة اخرى هي الصيد ؟ انا اعلم ان مديرات المدارس قد لا يقبضن رواتب جيدة , لكنني لم اتصور قط انهن يضفن الى دخلهن مثل هذه الدروس الخاصة .
- لا , انت ....
كانت جودي تريد ان تستمر وتخبر ليو انه فهم الامر خطأ , لكن لهجتها العنيفة جعلت نايجل يقطع حديثه مع ماري وينظر اليها بقلق .
كان يعلم كم هي محمومه المشاعر بالنسبة الى مدرستها , لكنه لم يتوقع ان يسمعها تتجادل مع ليو في هذا الوقت المبكر من المساء . فهذا لا يبشر بخير .
وعلى كل حال قبل ان يرتجل نايجل بعض الكلمات الديبلوماسية , اعلنت ماري ان العشاء جاهز .
قال نايجل وهو يتنهد راضيا بعد ان تناول اخر ملعقه من الحلوى :
- كان ذلك لذيذا للغاية ! العيش منفردا شيء جميل . ولكن السخان لا يمكن ان يحل مكان الطهي المنزلي . دوما اقول هذا لجودي , لكنها لا تفهم بالاشارة .
قال هذا لماري وهو ينظر الى جودي مداعبا .
فأجابت جودي بحزم :
- اذا كنت تحب الطعام البيتي عليك ان تتعلم الطهي . انني اصر على ان يتعلم التلامذة , اناثا وذكورا مبادئ الطهي .
فاتفتت ماري الى ليو:
- اظن هذا رائعا . لقد فعلت جودي لمدرستها العجائب . عندما استلمت الادارة لم يكن ثمة سوى بعض التلامذة القائل , والمدرسة على وشك الاقفال , انما الآن الاباء يسجلون اسماء اطفالهم عند مولدهم لكي يضمنوا لهم مكانا .
شعرت جودي بوجهها يحمر عندما التفت ليو لينظر اليها . كان المساء باكمله كابوسا , وحتى الآن ما زالت نهايته بطيئة بالنسبة اليها .
قال نايجل :
- آه , نعم . جودي تحب مدرستها بشكل محموم .
- بشكل محموم ؟
شعرت جودي بتوترها عندما كرر ليو هاتين الكلمتين بنفور وسخرية كما كانت تتوقع . هل سيخذلها ؟ لكن الارتياح تملكها عندما تابع :
- انا واثق من ذلك .
فقال غراهام بهدوء وهو يبتسم لجودي :
- اظنها قلقة ايضا للضرر الذي سينعكس على مدرستها اذا اردت ان تقفل مصنع فراميتون .
عندما نظر ليو اليه بحده , هز غراهام كتفيه بخفة وقال له :
- ليس سرا انك تنوي ان تغلق واحدا او اثنين من المصانع , فقد ذكرت ذلك الصحف .
- هذا لم اقرره بعد
فسالته جودي :
- هل تفكر في اغلاق مصنعنا .
فقطب جبينه . انها لم توجه اليه كلاما طوال المساء , حتى انها لم تكد تنظر اليه , لكنه شعر بتوترها وعدائها بنفس الوضوح الذي يشعر هو بذلك نحوها .
لقد غاظه انها تقوم بدور معلمة متفانية كذبا وخداعا هو يعرف حقيقتها .
لابد انها خالية تماما من الضمير ! كم هي ماهرة في خداع كل من حولها بمثل هذا النجاح , وفي كسب ثقتهم واعجابهم واحترامه .
وحدث نفسه ان قوة مشاعره هي ردة فعل طبيعية لاكتشافه ازواجيتها . اذا شاء ان يكتشف حقيقتها .. لكنه طبعا لا يستطيع ذلك ....
ولكن لماذا فعلت ذلك ؟ هل لأجل المال كما ظن في البداية ؟ هل لآنها تستمتع بالمخاطر ؟ ام لنها تريد ان تساعد دريسكول ؟ ولأمر ما وجد هذا السبب الاخير اكثر هذه الاسباب كراهية .
كانت جودي تشعر بنظرات ليو تحرقها بالازدراء المر ... اذا تحدث عن الليلة الماضية ...! لو ان نايجل قد ابدى اقل اشارة الى ان ليو سيكون معهم ضيفا
لما استطاعت قوة في الارض ان تحملها على الحضور .
شعرت بالمذلة وهي تسمع الاخرين يمدحونها , ولم تجرؤ على التنفس كيلا يقول ليو شيئا .
قريبا سينتهي فصلهم الدراسي الحالي . وفي العادة كانت تشعر بالحزن عندما يحدث هذا , خصوصا في نهاية الفصل الصيفي حيث يكون على التلامذة الاكبر سنا ان ينتقلوا الى مدرسة كبيرة ,
لكنها حاليا كانت متلهفة الى ان تتوارى عن اعين الناس .
كان بعض اصدقاءها من ايام الجامعه قد دعوها الى القدوم معهم في عطلة يسيرون فيها على الاقدام . وهي تتمنى الآن لو انها قبلت الذهاب معهم .
وبدلا من ذلك قالت انها تريد ان تزخرف بيتها وتصلح من حديقتها . هذا الى انها ستحاول تحسين مدرستها .. وهو شيء كان في نظرها مصدر بهجة اكثر مما هو واجب .
والآن , بفضل ليو , كل تلك المباهج الخفيفة التي كانت تتطلع لها قد حجبتها سحابة شعورها بالذنب السوداء .
وسمعت غراهام يقول:
- حسنا سيخيب املنا جميعا اذا انت قررت اقفال المصنع . اننا هنا نعيش في منطقة ريفية صغيرة , وليس من السهل العثور على اعمال بديلة للأعمال الكثيرة التي سنفقدها .
فأجاب ليو :
- هذا كله يتوقف لسوء الحظ , على الحالة الاقتصادية , السوق ليس كبيرا بما يكفي لدعم مصانع كثيره كلها تنتج نوعا واحدا من السلع .
وفجأة , ما سمعته جودي كان كافيا . رغبتها المحمومه في ان تنتقد مدرستها تغلبت على الخوف والخزي اللذين ابقياها صامته طوال العشاء , فالتفتت الى ليو , وقالت غاضبة :
- لقد استطاع ان يدعمها جيدا قبل ان تستلمها انت , ويبدو لي ان الحقيقة هي ان الحالة الاقتصادية التي تعنيها انت هي ما يمس ارباحك فقط ... دون ان يكون لديك فكرة عن المشقات التي ستسسببها ! سيخسر الناس اعمالهم , وستتحطم اسر ومعيشات . لدي في المدرسة اطفال اسرهم تعتمد في معيشتها على المصنع ... الاباء , والامهات , الجدود العمات والاعمام . الا تهتم لشيء سوى كسب المال ؟
شعرت بذلك الصمت القصير الذاهل الذي احدثه انفجارها هذا . كان نايجل ينظر اليها محذرا , بينما غراهام مقطبا قليلا وهو يقول :
- كلنا نفهم شعورك يا جودي , ولكن الاقتصاد والارباح لا يمكن تجاهلها , ليو يتنافس في اسواق عالمية , ولكي تبقى اعماله ناجحة ...
فقاطعته لا تستطيع ان تتوقف بعد ان ابتدأت :
- في الحياة اشياء اهم بكثير من الارباح .
فنظر ليو اليها بحدة :
- مثل ماذا ؟ مثل ان يكون لديك في مدرستك ما يكفي من التلامذة للتأثير على مفتشي المدارس ؟ الست حريصة على ان تظهري عدد تلامذتك لكي تحصلي لقاء ذلك على مخصصاتك المالية من وزارة الثقافة , مثلي في استثماراتي المالية في عملي ؟
فقالت غاضبة :
- كيف تجرؤ على هذا القول ؟ الاولاد انفسهم , ثقافتهم , مستقبلهم , حياتهم , ذلك ما يهمني . اما ما تفعله انت ... .
- ما افعله هو محاولة اذارة عمل مربح . اما انت , مع الاسف فقد اعمتك نظريتك الضيقة . عليّ ان ارى صورة اكبر . اذا انا ابقيت الاربع مصابع مفتوحة لن يدر أي منها ربحا . وعند ذلك ساكون عاطلا عن العمل واخسر من الوظائف اكثر مما لو اغفلت اثنين منها .
- انك لا تهتم , اليس كذلك ؟ لا تهتم بما تفعله بالتعاسة التي ستسببها .
ادركت انها اجتازت الحد , وان غراهام ونايجل يراقبانها باهتمام وذعر , ولكن ثمة شيء كان يدفعها الى الاستمرار .
التوتر الذي كانت تمر به طوال المساء قد تغلب على عقلانيتها وتملكها دافع لتدمير النفس لم تستطع التغلب عليه .
قال ليو عابسا :
- ما يهمني هو ابقاء عملي في القمة .
فلوت شفتيها بازدراء :
- بالضبط .. الا يهمك ان ما تفعله هو لا اخلاقي كليا ؟
توترت وهي تسمع تنفسه الحاد :
- انت تجرؤين على اتهامي باللااخلاقية !
اترى الاخرين سمعوا كما سمعت الطريقة التي لفظ بها كلمة "انت" ؟ اخذت تتساءل مصدومة وهي تحاول ان تصمد ازاء نظرة الاحتقار التي رمقها بها .
وتدخل غراهام بشيء من الضيق :
- جودي , عزيزتي , اننا جميعا نقدر شعورك نحو كل شيء , لكن ليو لديه حق , فمن الطبيعي ان يكون عمله تنافسيا .
- آه هذا طبيعي !
قالت هذا بلهجة لاذعة بينما وقف نايجل معلنا ان الوقت حان لذهابهما. لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تلقي نظرة متحدية على ليو :
- في النهاية كل شيء ينتهي بالمال , اليس كذلك ؟ .
وعندما وقف هو بدوره , بينما اضاف ليو حين ذهبت ماري لتحضر لهم معاطفهم :
- يمكنك ان تخبري صديقك دريسكول .. .
فقاطعته :
- جيريمي دريسكول ليس صديقا لي , واذا شئت الحقيقة , انا اكرهه واشمئز منه مثلك تماما .
وكانت ترتجف وهي تلبس معطفها شاكرة ماري . ثم تسرع بالخروج الى دفء الليل امام نايجل الذي التفت الى مضيفهما يقول له شيئا .
عندما انتظرته بجانب السيارة وظهرهما الى المنزل , كانت تغلي من الغضب , بينما ابتدأت تشعر بتأثير رؤيتها ليو وطريقة جدالهما امام الجميع .
عندما سمعت صوت خطوات نايجل قادما نحوها , قالت بعنف متوسلة دون ان تنظر اليه :
- اخرجني فقط من هنا .
- الى اين تريدين ان آخذك بالضبط , ام ان بامكاني ان اخمن ؟ .
استدارت بسرعه وهي تشهق عندما ادركت ان من تحدثه ليس نايجل بل ليو .
- ابق بعيدا عني !
قالت هذا ثائرة وهي تبتعد عنه .
كان تصرفها هذا مبالغ فيه والذي لامبرر له , آخر ما امكنه احتماله , فقال :
- اوه . هيا ... ليس هنا كم يسمعك .
فردت عليه بحدة وهي ترتجف :
- انت لا تعرف شيئا .
فقال بعنف :
- ليس هذا ما اخبرتني به الليلة الماضية . الليلة الماضية .. .
فقالت بمرارة :
- الليلة الماضية لم اكن اعلم ما افعل . ولو كنت اعلم ... لكنت انت اخر رجل قد اقترب منه .
قالت هذا وهي ترتجف . ولم تكن تفكر بتعقل , بل كانت منجرفه في دوامه هائلة من مشاعرها القهارة , واكنت مشاعره مثلها .
مد يده يناولها حقيبة يدها التي كانت نسيتها في البيت قائلا ببرودة :
- انت نسيت هذه . ابن عمك ما زال يتحدث مع غراهام وماري فطلب مني ان احضرها لك . اظنه اراد ان يمنحك فرصة تعتذرين فيها اليّ عن فظاظتك المخيفة اثناء العشاء ...
- فظاظتي ...
ومدت يدها غاضبة تأخذ منه الحقيبة ولكنها جمدت مكانها عندما احتكت اطراف اصابعها بيده .
مجرد شعورها بلمسته ارسل شلالا من الطاقة الكهربائية غير المرغوب فيها في كيانها كله .
- لا تلمسني !
نهرته ثم تأوهت بصوت ناعم معذب عاجزة ,واسقطت حقيبتها ثم ترنحت نحوه في نفس الوقت الذي مد يديه اليها ليجرها اليه .
شعورها به كان مألوفا بشكل عنيف جعلها تتجاوب على الفور . رفعت بصرها الى وجهه ثم عانقها , معاقبا متملكا . شعرت به يرتجف عندما انغرزت اصابعه في اعلى ذراعيها .
ولكنه فجأة بدا وكأنه غير رأيه , فتركها فجأة واستدار على عقبيه مبتعدا .
مضت عدة ثوان وهي ترتجف حتى استطاعت ان تنحني لتلتقط حقيبتها واثناء ذلك سمعت صوت نايجل يناديها , ثم يقول بجفاء معتذرا وهو يفتح باب السيارة :
- آسف لتاخري . هل تشعرين بتحسن الآن بعد ان افرغت كل ما بصدرك .
فسألته بحده بعد ان صعد الاثنان الى السيارة :
- اشعر بتحسن ؟ وكيف يمكن ذلك بعد ان امضيت المساء مع ذلك ... مع ذلك ؟
- لا بأس ! لا بأس , فهمت عليك , اظننا جميعا مثلك . وانا افهم شعورك يا جودي , ولكن عنفك نحو ليو لن ينفعك . انه رجل اعمال , وعليك ان تحاولي رؤية الامور من وجهة نظره . عذوووب
- ولماذا ارى الامور من وجهة نظره بينما هو غير مستعد لرؤية الامور من وجهة نظري ؟
فنظر اليها بجفاء :
- هناك مثل ذكي للغالية عن انك بالعسل تلتقطين من الذباب اكثر مما تلتقطينه بالخل . رغم انني لا اراك في مزاج يحب سماع ذلك .
فشعرت بوجهها يتوهج :
- هذا صحيح .
وتنهدت :
- لماذا لا تبقى الامور كما كانت ؟ كان كل شيء على مايرام عندما كان المصنع ملكا لدريسكول .
فأجاب بهدوء :
- ليس تماما .
عندما نظرت اليها هز رأسه . لقد تكلم اكثر من اللازم وهو لم يصبح حرا بعد في ان يخبرها عن طرق الخداع والاحتيال التي اتهم جيريمي بممارستها في العمل .
ولم تلح هي عليه اكثر . وبدلا من ذلك انفجرت تقول :
- ليو جفرسون هو اكثر الرجال الذين قابلتهم فظاظة وغطرسه وصعوبة في التعامل معه . واتمنى ... اتمنى ...
كانت غير قادرة على ان تحدد بالضبط ماذا تعني , ولماذا .. عضت شفتها ونظرت الى خارج السيارة , فسرها انهما اصبحا في القرية وسرعان ما يصبحان في البيت .
*****
عبس ليو وهو يذرع ارض غرفة جلوسه في جماحه . كان يفكر في ان يتصل بموظفة الاستقبال ويطلب منها ان ينقلوه الى جناح اخر , فهذا الجناح يذكره كثيرا بها هي ... جودي مارش !
تلك المراة المثيرة للغيظ التي استحالت من مخلوقة فاسده الى خصم شرس الليلة . لديها من الوقاحة ما يجعلها تتهمه باللا اخلاقية في تصرفاته !
كيف استطاع ان يمنع نفسه من ان يتحداها ؟ ان تجد لنفسها بعد ذلك مبررا , فهذا ما لا يعرفه حقا. ثم انها معلمة مدرسة !ربما كان هو ساذجا للغاية , لكنه لا يستطيع ان يفهم شيئا .
اما بالنسبة الى ما قالته عن مصنعه وعما سيؤثر اغلاقه على حياة الناس ....
وقطب جبينه .. اتراها تظنه يستمتع باخراج الناس من اعمالهم ؟ انه ليس كذلك طبعا . ولكن حالة المصانع الاقتصادية لايمكن تجاهلها هكذا وبكل بساطه .
حسنا , انه فقط يأمل بان لا تضع في رأسها ان تأتي لزيارته الليلة , لأنها اذا جاءت فسيرميها خارجا ويهينها امام الملأ .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:04 AM   #5

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- مـــــن المخطــــىء ؟

- أنت دفعتني !
- لا ، لم أفعل .
بحزم مشوب بالرفق فضّت جودي نزاعاً أحدثه أكثر تلامذتها إثارة للمشاكل
وهي تسير في الملعب .
لم يكن ترك بن فانشاو ذي السابعة وشأنه تصرفاً قد يجعله صبياً اجتماعياً سعيداً.
ولكن بفضل أمه المتسلقة درجات المجتمع أصبح صبياً صغيراً يهرب منه الأولاد .
كانت جودي قد حاولت بلباقة أن تناقش الموضوع مع أمه لكن مشاكل بن كانت مؤلفة من حقيقة أن ميرا فانشاو لم تكن
أمه فقط .. لكنها أيضاً أحد أغضاء مجلس إدارة المدرسة ، وهو مركز وضعت عينها عليه منذ الدقيقة التي انتقلت
فيها مع زوجها إلى هذه القرية .
وكانت أوضحت لجودي ، هي الصديقة الحميمة لجيريمي دريسكول وزوجته ، وأضوحت أنها كانت تفضل أن ترسل أبنها
إلى مدرسة خاصة ، لولا أن والدي زوجها رفضا دفع نفقات المدرسة قبل أن يصبح في سن مناسبة لذلك
تشبهاً بالإجيال السابقة من ذكور العائلة ، ولهذا اضطرت إلى إدخال بن مدرسة القرية .
بعد أن شقت طريقها ، بمختلف الوسائل ، إلى عضوية مجلس إدارة المدرسة ، أخذت تمطر الإثنين ، جودي ومجلس الإدارة ، بإرائها
في تحسين المدرسة .
بعد أن خسرت ، ميرا ، آخر معركة لها كي تفرض على المدرسة نهجاً في الرياضيات رأته هي مفيداً جداً لأبنها ، أوضحت لجودي أنها
أصبحت من ألدّ أعدائها .
حاولت جودي بلباقة أن تقترح تشجيع ابنها على أن يتخذ مزيداً من الإصدقاء بين زملائه من التلامذه ،
لكن ميرا قابلت تلميحاتها الرقيقة بغضب بالغ وعداء قائلة لجودي بأنها لا يمكن أن تقبل بأن يختلط
أبنها بإبناء القرية العوام .
- عندما يغادر ابني هذه المدرسة ، سيتعرف إلى طبقة من الأولاد مختلفة جداً .
وهو يعرف هذا ،ويعرف أيضاً أنني كنت أفّل له أن يدخل مدرسة خاصة حقيقة .
ياليتني أستطيع إقناع جدية بأن من الأفضل جداً لو كان الآن في مدرسة خاصة!
لقد ذعر جيريمي وزوجته أليسون لمجرد تفكيرنا في السماح له بدخول هذه المدرسة .
على الأقل ، بعد أن أصبحت الآن عضواً في مجلس الإدارة .
صار بإمكاني أن أتأكد من أنه يتلقى أصول التعليم الصحيح .
لقد أخبرتني زوجة القسيس منذ أيام فقط كم تحسنت المدرسة منذ اشتراكي في إدارتها .
قالت هذا متباهية تاركة جودي مزعة بين الرثاء للصبي والحيرة من عدم مراعاة ميرا لأحاسيس الأخرين .
هذا مع العلم بأن أنّا ليزلي زوجة القسيس ،
كانت في الواقع أخبرت جودي أنها لا تطيق ميرا وتشمئز من غطرستها .
بعد أن لم يبق سوى وقت قصير على انتهاء الفصل الدراسي ،كان من الطبيعي أن يتملك الأولاد الحماسة والنشاط ،طكما أقرت جودي وهي تسير
إلى مكتبها .
وعندما رن جرس المدرسة يستدعي التلاميذ إلى التجمع لدخول الصفوف ،كانت هي مستغرقة في عملها بحيث
نسيت تقريباً ليو جفرسن.
تقريباً ...
أجفل ليوم عندما رن تليفونه الخليوي . كان في سيارته متجهاً إلى اجتماع مع محاسبه في مصنع فراميتون الذي كان موضوع ذلك الجدل الحار بينه وبين جودي تلك الليلة .
قطب جبينه وهو يرى الرقم المسجل لطالبه . إذا كانت تتصل به محاولة أن ...
رفع التليفون إلى أذنه لكن صوت الطالب لم يكن صوت جودي .
حتى ولا صوت امرأة بل صوت جيريمي بريسكول : ( إسمع . لقد فكرت في الإتصال بك لكي أرى إن كان بالإمكان أن نتفق .
ما أريد أن أقوله هو أنك مضطر إلى إقفال مصنعين على الأقل ، فأنا أقدم إليك هنا عرضاً جيداً وهو استعدادي لشراء مصنع ( فراميتون) منك ).
وكان ليو يصغي إليه عابساً .
- تشتريه ؟
سأله متحدياً وانتظر أن يهدده جيريمي بالإبتزاز لكي يوافق .
لكنه دهش عندما لم يُشر جيريمي إلى جودي وزيارتها له في سريره .
- إسمع . نحن الإثنين من رجال الإعمال . ونحن الإثنين نعلم أن هناك طرفاً ووسائل من وراء بيعك لي المصنع ستفيدنا نحن الإثنين مالياً...
لم يجب ليو!
كان جيريمي بريسكول يقوم مع زوجته برحلة إلى البحر الكاريبي عندما قبل والد زوجته عرضه لشراء المصنع،
وأخذ يبدو واضحاً لليو ، أن جيريمي لسبب ما ، لا يريد أن يرى البيع يتم .
فقال ، وكانت هذه الحقيقية : ( إنني لم أقرر بعد أي المصانع سأغلقها ).
- مصنع ( فرامبتون) هو الخيار الواضح ، أي شخص يمكنه أن يرى ذلك .
قال جيريمي هذا بإلحاح ، وأحس ليو بنبرة قلق في صوته :
كان ليو قد أوشك على الوصول إلى المصنع فأراد أن ينهي المكالمة : ( سأتصل بك عندما أتخذ قراري ).
عندما أنهى ليو الإتصال ازداد عبوسه . أزعجه أن جيريمي دريسكول لم يقل كلمة عن جودي .
هل أخبرته أنه رفضها ؟ لكنها بقيت تلك الليلة في غرفته وهذا كاف ليستغله رجل كدريسكول ...
دريسكول ليس بالرجل الذي يغفل فرصة تزيد من أرباحه إلى أقصى حد .
ورغم أن ليو يعلم أنه لن يسمح له بأن يبتزه ، إلا أنه مع ذلك ، في موضع ضعف .
ولكن لا يمكن أن يقاس ذلك بموضع الضعف الذي وقعت فيه جودي نفسها ، كما أقرّ عابساً .
*****
سأل ليو محاسبه بعد أن أنهيا جولة قاما بها في إنحاء المصنع :
( إذن ، أنت تنصحني بأن أغلق هذا المصنع ؟)
- حسناً ، يبدو أن هذها هو الخيار الوحيد . لأن مصنع ( نيوهام) يقوم بجانب شبكة طرق السيارات .
فقاطعة ليو : ( وهذا يعني سهولة بيع البضائع للمتعهد . وهذا سيسمح لي بأن أعزز الإنتاج في مصنع ( فرامبتون) وأستعمل ( نيوهام) للتوزيع فقط.
أو ، إذا ثبت أن ذلك غير إقتصادي ، أبيعه ).
فقال المحاسب : ( نعم ، يمكنك ذلك ).
فتابع ليو : ( كذلك (فرامبتون) لديه ميزة حصوله مؤخراً على خط جديد للإنتاج).
- نعم أعلم هذا . يبدو أن حريقاً شب في المصنع القديم وهذا يذكرني بشيء آخر .
وأخبره المحاسب بحذر : ( هنالك أمر أو أثنان غير مفهومين ).
- مثل ؟
- مثل شبوب حريقين في فترة قصيربة جداً ، وخلل معين في جهاز المحاسبة . يبدو أن هذا المصنع كان يدبره صهر المالك ،
والذي سبق له العمل في عمل أكسبه سمعة غير مقبولة من مصلحة ( الضرائب ).
فقال ليو بحدة : ( إذن هذا يعني الغش ).
- لا أدري ، لكنني لم أجد في الحسابات أي غش أثناء الإستلام .
وعلى كل حال ، قد لا تكون تلك الحسابات هي الوحيدة المسجلة للمصنع .
لكن هناك ما يحدثني أن الأمور ليست كما ينبغي أن تكون .
وتساءل ليو إن كان المحاسب أدرك ، دون وعي ، السبب الذي يجعل جيريمي بهذا القلق لإستعادة المصنع هذا بالذات .
وكان محاسبه يتابع : ( إذا كنت جاداً في البحث عمن يشتري مصنع (نيوهام) ، فأنا أعرف واحداً ...)
فقاطعة ليو : ( أفضل أن أقرر توزيع أعمالي بنفسي . ومع إرتفاع الأسعار كما هو الآن ،
ومن المفيد اقتصادياً السيطرة على تلك الناحية من العمل ).
مالذي يفعله بحق الله ؟ تساءل ليو في داخله ساخطاً . إنه يبحث عن مناقشات تبقي مصنع (فرامبتون) مفتوحاً !
من المؤكد أنه لا يسمح لنفسه بأن يكون تحت تأثير آراء عاطفية لامرأة لا تعرف شيئاً عن الإعمال .
رغم أنها تعرف كل شيء عن كيفية إغراء الرجل . امرأة كانت تخنقة وتقودة إلى الجنون ، كما قرر ليو ساخطاً .
افترقا ، هو ومحاسبه ، عند بوابة المصنع ، وكان وقت الغداء قد حل تقريباً ، وتذكر ليو أن هناك مقهى في القرية يمكنه أن يجد فيه ما يأكله.
إذا غير خطتة وأبقى على مصنع (فرامبتون ) فهذا يعني أنه سيمضي فترة لا بأس بها من الوقت في هذه المنطقة ، عدة أشهر على الأقل ،
ولهذا عليه أن يستأجر مكاناً يسكن فيه .
تذكر أن المقهى كان مقابل الكنيسة تقريباً . ويفصل بينه وبين المدرسة ، المقبرة وحقل معشوشب .
ولأن الوقت وقت الغداء ، كان ملعب المدرسة مليئاً بالأولاد .
فاتجه إلى موقف سيارات المقهى حيث أوقف سيارته ثم اتجه إلى المدخل الرئيسي .
أثناء ذلك استرعي انتباهه مجموعة من الأولاد يحيطون بشخص مألوف .
كان شعر جودي الجعد يلمع تحت أشعة الشمس .كانت ترتدي تنورة قطنية وبلوزة بلونها .
لم تره ، كما أعترف ، لكنها كانت تضحك لشيء قاله أحد تلاميذها ، وهي تلقي برأسها إلى الخلف كاشفة عن خط عنقها بلون
بشرتها الحنطية ، وخفق قلبه بعنف لمرآها - إنه يريدها !
كان تبتدو في دورها هذا الذي اختارته لحياتها كأنها في بيتها .
الأولاد كانوا معها مرتاحين تماماُ ، ثم ، وكأنها ، بشكل ما ، شعرت بنظراته ، فنظرت بإتجاهه .
جمدت مكانها وتلاشت البهجة فجأة من وجهها عندما تصارعت نظراتهما بصمت عبر تلك المسافة التي تفصلهما .
وكأنهما أحس الأولاد أيضاً بعدائهما ، فجمدوا وسادهم الصمت .
وما لبث ليو أن رآها تشير إليهم بالإبتعاد عن سور المدرسة إلى حيث تواوروا عن الأنظار .

كان المطعم مزدحماً ، لكن ليو لم ينتبه إلى أحد من الزبائن.
كانت أفكاره مع جودي ما جعله يتساءل عابساً عما يحدث له .
تناول طعامه بسرعة دون أن ينتبه إلى نوعه ، وهو مايزال يتخيل جودي محاطة بتلاميذها .لقد بدت ...
هز رأسه محاولاً أن ينبذ صورتها من ذهنه ماجعل النادلة التي خدمته ترتجف قليلاً
وتفكر كم يبدو خطراً .
بعد أن انهى عشاءه ورفض كوب قهوة ثانياً ، نهض ، غافلاً عما سببه للنادلة من خيبة أمل .
في عودته إلى السيارة ، لاحظ أن ملعب المدرسة خالٍ الآن ولا ريب أن الأولاد عادوا إلى صفوفهم .
بينما عاد إلى المدينة في سيارته وهو يعنف نفسه : ( أليس لديه ما يفكر فيه سوى معلمة المدرسة تلك ؟)
قال السمسار : ( حسناً ، ليس لدينا ، عادة ، أملاك للإيجار .ولكن ماحدث هو أنه طلب منا أن نجد مستأجرين لمنزل فاتن خارج قرية (فرامبتون) بالضبط .لاأدري إذا كنت تعرف القرية ).
- نعم أعرفها .
- أنا نفسي أعيش فيها . فإذا كان لك أولاد أنصحك بأن تضعهم في مدرسة القرية . المديرة جودي مارش رائعة .
فقاطعهم : ( أنا أعرف جودي ).
- تعرفها ؟ حسناً ، إن كنت صديقاً لجودي ستجد ترحيباً حاراً في القرية ،
فهي محبوبة جداً من أهل التلاميذ كما هي من التلاميذ .
وهي تستحق ذلك . زوجتي ترتجف خوفاً من فكرة مغادرتها القرية ,
وهي تقول إن المدرسة لا تساوي شيئاً من دونها .
كلنا معجبون بجهودها التي لا تكل ولا تملّ للإحتفاظ بالمدرسة مفتوحة .
ولجمع ما يكفي من المال لتشتري الملعل الرياضي القريب منها لكي تمنع جيريمي دريسكول من أن يشتريه
أرضاً للبناء.وهذا لم يجعل بينهما ، هي وجيريمي ، مودة على الإطلاق ،فهي لم تكن قط من أنصاره ، كا ربما تعلم ...
وألقى على ليو نظرة أخرى متفحصة ، لكن ليو أكتشف أنه كره بشكل غريب أن يصحح للرجل فكرته المغلوطة .
ذلك لأنه كان مشغولاً بتحليل قول السمسار المدهش عن كراهية جودي لجيريمي دريسكول ).
سأل السمسار : ( إذا كنت تريد أن ترى منزل ( آشتون هاوس ) ....)
حدث ليو نفسه أن عليه أن يرفض ، وأن أختبار العيش بعيداً عن جودي مارش بمسافة أقل من مئة ميل هو جنون تام.
ولكن لأمر ما ، سمع نفسه يوافق على رؤية المنزل ، وعلى أقتراح السمسار بأن يذهبا على الفور ...
- حدث لدي انطباع بأن جيريمي دريسكول غير محبوب هنا .
سأله ليو هذا بعد نصف ساعة وهما أمام المنزل الجورجياني الجميل : ( حسناً ، لا . إنه ليس محبوباً .
ورغم أنه متزوج ، إلا أنه يظن نفسه معشوق النساء ، وطبعاً جودي بالذات معروفة جيداً بتزمتها الأخلاقي ،
ولهذا أظن أنها أفهمته بصراحة أنه غير مرغوب فيه ).
جاهد ليو ليستوعب هذه المعلومات الجديدة عندما غيّر السمسار الموضوع ليخبره عن البيت : ( لقد بني المنزل أصلاً للإبن الأصغر لملاك أراضي .
ومع كل زخارفة الداخلية يعد جوهرة رائعة ، ولو كان لدي مال كاف لاشتريته .
صاحبته العجوز توفيت منذ أسابيع ، فأراد الوارثون أن يبيعوه ، لكنهم يريدون له مستأجراً الآن إلى أن يتم فرز
الأملاك . هل تدخل ؟)
كان المنزل جوهرة حقاً . وشعر ليو بأنه كان سيشتريه لو أنه يبحث عن بيت دائم .
ولهذا كان سعيداً بدفع الإيجار المتواضع نسبياً الذي طلبة السمسار .
وعندما عادا إلى مكتب السمسار لإنجاز أوراق الإيجار ، لم يكن بيته الذي استأجره يشغل أفكارة
أكثر مما يشغله ما أخبره به السمسار عن جودي .
لماذا يبدو أن كل شخص يعتبر جودي مثالاً للفضائل ؟
هل يمكن أن يكون رأية فيها خاطئ إلى هذا الحد ؟
بشكل ما وبعد عودته إلى الفندق ، عاد الشك يساوره بشكل لم يستطع التخلص منه .
هل يعقل أن كل أولئك الناس مخطئون وهو وحده على صواب ؟
وأخبره المنطق بأن ذلك غير صحيح .
ولكن لا شيء يغير حقيقة أن جودي كانت في غرفته وفي سريره .

أرغمت جودي نفسها على الإبتسام لمجموعة الآباء المجتمعين خارج بوابة المدرسة يتحدثون مع بعضهم البعض بينما هم يحرسون أطفالهم بانظارهم .
في المصنع تجري مجموعة تنقلات ، وهذا يعني بأن مجموعة كبيرة من الآسر التي يعمل فيها الأم والأب معاً ، قد قسم كل والدين
بينهما مهمة إحضار وأخذ أولادهما من المدرسة .
كان الآباء يفضلون لذلك فترة الظهر ، ولو لم تكن جودي مشغولة البال بليو جفرسن لوقفت معهم تتحدث قليلاً .
أثناء مرورها سمعت الرجال يتحدثون عن إمكانية إغلاق المصنع ، ونيتهم في إظهار اعتراضهم : ( علينا أن نفعل شيئاً يمنع ذلك .
لا يمكننا الوقوف متفرجين بينما أعمالنا ومصدر معيشتنا يضيع ).
قال رجل هذا بغضب ، فقال رجل آخر : ( نحن بحاجة إلى أن نقوم بمظاهرة ).
مظاهرة ! هذا ما سنفعله هي إذا ما هدّد أحد بإغلاق مدرستها الحبيبة .
قطبت جبينها . هؤلاء هم أنفسهم الذين ساندوها في تصميمها على إبقاء المدرسة مفتوحة .
وجمع التبرعات لشراء الملعب القريب منها .
أقل ما يمكنها عمله لأجلهم أن تساندهم بدورها ، ولا صلة لمشاعرها نحو ليو جفرسن بذلك.
واستدارت عائدة إلى المجموعة الصغيرة : ( سمعت أقوالك عن إقفال المصنع والمظاهرة التي تنوون القيام بها .
يمكنك حتماً الإعتماد على مساعدتي لكم ).
فقال أحدهم متحدياً : ( كيف ، أمام الجميع ؟)
- نعم ، أمام الجميع .
قالت هذا بحزم وهي تتصور بوضوح ليو جفرسن يراقبها بإزدراء بالغ أثناء العشاء .

- ليو ... لحظة واحدة !
في منتصف ردهة الفندق ، توقف ليو ونايجل مارش يهرع نحوه :
( إسمع ، كنت أتساءل إن كان بإمكاننا تبادل كلمتين ).
قطب ليو وهو يرى أبن عم جودي ،بينما بدا الضيق على الشاب والتصميم في نفس الوقت .
نظر ليو إلى ساعته : ( يمكنني منحك عشر دقائق ).
فبدا الأرتياح على نايجل : ( شكراً ، أريد فقط أن أحدثك عن جودي ، ابنة عمي ..أنت قابلتها ذلك العشاء ).
وتساءل ليو عما عسى أن يقوله نايجل لو أنه أخبره بأن جودي امرأة لن ينساها أبداً.
على كل حال ، لم يكن في نية ليو أن يكشف عن أي شيء وبدلاً من ذلك أجاب : ( أتعني المعلمة ؟)
- نعم ، أنا أعلم أنها ربما تعترض طريقك حيث أنها ...
مشوشة بالنسبة إلى استلامك ...المصنع ...
فقاطعة ليو ببرودة : ( إن لديها موقفاً عدائياً جداً بالنسبة إليّ).
- الأمر ليس شخصياً ! إنه فقط أن المدرسة تعني لها الكثير .
لقد جاهدت كثيراً لكي تجعلها ناجحة ، ودوماً هي منجذبة نحو العاجزين والمهزومين .
إنني أتذكر عندما كنا أولاداً ، وكانت هي تمثل دور الأم دوماً لشيء أو لشخص .
أنا أعرف أنها تاجوزت ذلك المساء بعض حدودها ، لكنها لم تكن تتوقع أن تراك هناك.
وأظن ذهابها إليك الليلة التي قبلها لتعرض عليك أمرها ، ثم جبنها عن ذلك ...
وسكت فجأة وقد بان عليه الخجل والضيق .مدركاً أنه قال أكثر مما ينبغي ، لكن الوقت كان قد فات ، فقد كان ليو يسأله بحده : ( هل لك أن توضح آخر جملة ؟)
كرر نايجل قوله وقد زاد ضيقة ، فسألة ليو غير مصدق : ( أتعني أن جودي أرادت أن تراني في جناحي لكي تعرض علي وضع
مدرستها وتطلب مني عدم بيع المصنع ؟)
- أنا أعلم أنه ما كان لي أن أشجعها أو أساعدها على ذلك ،
وربما إذا عرف غراهام بالأمر سيراني فوضوياً ، لكنني لم أستطع منع نفسي من مساعدتها .
لو كنت تعرفها جيداً لتفهمت الأمر .
لكن ليو يعرفها ، وازدادت معرفته بها كثيراً الآن .
مثل سبب وجودها في غرفته ...في غرفته ولكن ليس في سريره .
أتراها طلبت ذل كالكوكتيل الكحولي لتمنح نفسها بعض الشجاعة ؟ ثم ، ربما أفرطت بتعاطية ؟
إذا كان الأمر كذلك ...
وكان نايجل ما يزال يتكلم فأرغم ليو نفسه على الإصغاء :
( جودي تستحق استراحة , فقد جاهدت كثيراً لأجل مدرستها .
أولاً لتحسين مستوى التعليم لكي تحصل على مزيد من التلاميذ ، ثم ثانياً ضد جيريمي
دريسكول لكي تمنعه من شراء الحقل الذي تتخذه المدرسة ملعباً ).
- كنت سمعت شيئاً عن ذلك .
- استاء جيريمي جداً لخسارته قطعة الأرض تلك ، ثم إنها ، كما سبق وحذرت جودي ،
جعلته عدواً خطراً لها . وليس سراً أنه غير محبوب في المنطقة .
جودي لا تطيقة وأنا لا ألومها .
قطب ليو جبينه وهو يستوعب ما يسمع بصمت .
نايجل هو الشخص الثاني الذي يخبره بأن جودي تنفر من جيريمي دريسكول .
وهذا يعني ...يعني أنه هو ، ربما أساء الحكم عليها في أمرين ، نعم ، ولكن ذلك
لايوضح سبب قيامها بإغواءه .
إذا كان له أن يقبل رآي شخص آخر ، فهذا التصرف منها غير مناسب .
وكان نايجل يتابع : ( أنا أعلم أن جودي تجاوزت حدودها قليلاً ذلك المساء .
لكنها ، والحق يقال ، كانت محقة بالنسبة إلى المصنع ..)
- لأن مدرستها الغالية ستكون في خطر الإغلاق .
- إننا في منطقة ريفية وسيكون العثور على وظائف بديلة صعباً جداً .
وهذا يعني أن على الناس الذين يبحثون عن عمل أن ينتقلوا من هذه القرية ، ولهذا
من المحتمل أن تعود المدرسة إلى الحالة التي كانت عليها عندما استلمتها جودي .
لكنها من نوع الأشخاص الحساسين للغاية نحو مشاعر الآخرين ، واهتمامها بهم هو الذي دفعها إلى القلق البالغ
هذا الذي لم تعرف مثله من قبل .
لقد كانت مدرسة خاصة قد عرضت عليها راتباً كبيراً لتعمل فيها ، بما في تلك علاوة أضافية تتضمن تعليماً مجانياً لأولادها لو أصبح لديها أولاد.
- لكنها ليست على علاقة بأحد ، أليس كذلك ؟
لحسن الحظ لم يستغرب نايجل هذا السؤال ، فهز رأسه :
- آه ، كلا ، إنها سيدة صعبة الإرضاء ، العلاقات العادية ليست عادتها ،
وكذلك لم تصادف بعد الرجل الذي ترضاه لعلاقة جادة .
- امرأة عاملة ؟
- حسناً ، إنها تعشق عملها تماماً . أسمع ، أخذت الكثير من وقتك لأجل جودي ،.و أرجو المعذرة .
فهز ليو كتفيه : ( أنا نصف إيطالي . والولاء للأسرة هو بعض تراثي ).
وكانت هذه هي الحقيقة ، وشعر ليو بالإعجاب بنايجل مارش لدفاعه النشيط عن ابنة عمه .
لكن حديثهما ترك لديه أسئلة لا يمكن أن يجيب عليها سوى شخص واحد هو جودي نفسها .
ولكن هل ستجيبه عليها ؟ وهل من الحكمة أن يلقيها عليها مغامراً في تورط أكبر معها ؟
تورط أكبر ؟ أليس هذا ما يريده قلبه ؟

أغمضت جودي عينيها وتنفست بعمق هواء المساء النقي .
مضت ثلاثة أيام على رؤيتها ليو جفرسن لآخر مرة ، لكنه لم يكن
يفارق ذهنها حتى عندما يكون عليها أن تركز على أمور مثل إجتماع اللجنة
لأجل يوم المدرسة الرياضي الذي حضرته منذ يومين ،
والإجتماع المرتجل الأقل أهمية لبحث المظاهرة أمام لمصنع .
كانت مشارعها متوترة للغاية بالنسبة إلى إغلاق المصنع المحتمل .
ورغم أنها تحدثت مع نايجل عن ذلك ، إلا أنه لم يستطع أن يخبرها بأي شيء ، بل قال : ( كان ليو جفرسن في لندن مرتبطاً بعدة اجتماعات ).
مالم يستطع أن يخبرها به ، حفاظاً على أسرار العمل ، هو أن جيريمي دريسكول سيقدم إلى التحقيق بسبب تلاعب
في ملفات ودفاتر الحساب ، فقد كان فيها تناقضات كثيرة دون تفسير معقول لذلك.
كانت جودي تتسلق طريق المشاة الضيق صعوداً إلى أحد أماكنها المفضلة ،
( منزل آشتون هاوس ) ، ذلك المنزل الجورجياني الرائع الفخامة والجمال ، المبني على أرض خارج القرية .
أرض تم الإتفاق أثناء أجتماع الليلة الماضية على أن يقوم العمال بمظاهرة صباح الغد ،
وكانت جودي مصممة على الإنضمام إلى المظاهرة بعد انتهاء اليوم الدراسي .
عندما كانت تلميذة ، شاركت في العديد من المظاهرات لأجل حقوق الأنسان و الحيوان أيضاً .
وعند ذلك، مثلها الآن ، كما وضحت بحزم للجنة ، كانت تعارض بعنف استعمال أي نوع من العنف والقسوة .
وكانت والدة أحد تلامذة جودي قالت : ( أظننا اتفقنا جميعاً على هذا الموضوع .
وياليت الأمر لم يصل إلى هذا الحد ! لقد حاولنا أن نبدأ بالحديث مع ليو جفرسن ، لكنه قال إنه لا يعتبر من المناسب أن يجتمع بنا حالياً ).
ليو !
وأغمضت جودي عينيها وتنهدت . ربما لم تره منذ ثلاثة أيام ، لكن ذلك لا يعني ..وفتحت عينيها بسرعة ، إنها تفكر في ذلك
الرجل الذي لا يبارح مخيلتها لحظة ...


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:06 AM   #6

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- جرس انذار غبي

قطب ليو جفرسون جبينه وهو يسمع وقع خطوات على الطريق الضيق الذي يؤدي الى منزل اشتون هاوس . وكان انتقل اليه رسميا ذلك اصباح بعد ان رتب امر فريق تنظيف ليذهب امامه .
وكان الآن يتفحص الحديقة ليصل الى نتيجة انها بحاجة الى فريق بستانين ليعيدوها الى سابق مجدها .
امضى الايام القليلة الماضية في لندن حيث انجز عدة اجتماعات مختلفة تتعلق بتملكه المصانع ومستقبلها معا . والآن يبدو ان السلطة تريد ان تفتح تحقيقا حول اعمال المصنع المالية
وبالذات عندما كان تحت ادارة جيريمي . اذا هو قرر ان يبقي المصنع مفتوحا عليه ان يقرر ما سيفعله بالنسبة الى المصانع الاخرى .
واحد منها كان هو المصنع الاقدم , وينتج سلعا عتيقة الطراز ,وعماله مستفنزون ومن الافضل ان يغلق .
من الثلاثة الاخرين ... اذا شاء ان يبقى فراميتون منتجا عليه اما ان يبيع المصنع القريب من شبكة الطرق , او يغير استعماله الى التوزيع .
واذا فعل ذلك ... واجفل عندما توقف الخطوات عند البوابة في حديقته المسورة التي ينتهي عندها طريق المشاة وعند ذلك رآها بوضوح .
جودي مارش!
رأت جودي ليو في نفس الوقت الذي رآها فيه. وجمدت لرؤيته , ما الذي يفعله في حديقة هذا المنزل ؟
منزلها ّ انه المنزل الذي تمنته سرا منذ اللحظة التي وقع نظرها فيها عليه .
قبل ان تتمالك نفسها وتسرع متجاوزة المكان , كان قد فتح البوابة واتجه نحوها ثم وقف امامها سادا الطريق .
سمعته يقول لها بهدوء :
- اريد ان اتحدث اليك .
حملقت فيه داعية الله ان لايجعله يسمع دقات قلبها العنيفة او يتكهن بمبلغ تأثيره عليها . واجابت :
- حسنا , لكنني لا اريد ان اتحدث اليك .
كذابة , كذابة ... كما اخذ ضميرها يعذبها بصمت ... انك لا تريدين فقط ان تتحدثي اليه , بل .....
تملكها الذعر لاحتمال ان يحس بشكل ما , بما تشعر به .وحاولت ان تبتعد , لكنه سبقها بان امسك ذراعها , وبينما اخذت تقاوم الدوار الذي تملكها للمسته ,
وجدت انه كان يدفعها بلطف ولكن بحزم خلال البوابة الى الحديقة ... بدعوة من السيدة العجوز التي كانت تعيش هنا , وكانت مثل ليو , قد راتها مارة على هذا الطريق ذات يوم .
لقد تملكها الحزن حينذاك وهي ترى اهمال الحديقة , وتشوقت الى ان تكون هي التي تعيد الحديقة والبيت معا الى مجدهما الغابر .
وطبعا كان ذلك حلما مستحيلا , فقد خافت ان تتصور ما يكلفه ذلك من مال . كان ذلك كثيرا جدا عليها , ولكن كان يبدو ليس كثيرا على جفرسون .
- هل لك ان تكف عن استعمال العنف معي , رجاء ؟
سألته غاضبه عندما اغلق البوابة , ثم توهج وجهها احمرارا عندما رات الطريقة التي كان ينظر بها اليها .
نظر اليها عدة ثوان قبل ان يسألها بهدوء :
- ماذا كنت تفعلين في جناحي في الفندق ؟
نظرت اليه ذاهلة , واستغرق تنبهها من صددمة هذا السؤال المباشر عدة ثوان قبل ان تتمالك نفسها وتذكره بحزم :
- حسنا حسب قولك , كنت انا هناك لكي .... .
وسكتت عندما اخذ يهز رأسه :
- لا اريدك ان تخبريني بما كنت اعتقد انك تفعلينه هناك , ياجودي , اريد ان اسمع روايتك انت لما حدث .
روايتها هي ... لقد ادهشها الآن . وحولت نظراتها عنه , ثم قالت متحدية :
- لم يعد الامر مهما الآن , اليس كذلك ؟
- حسب قول ابن عمك . كنت هناك لتطلبي مني عدم اقفال المصنع.
فنظرت اليه بارتباك ثم سالته بقلق:
- هل تكلمت مع نايجل ؟
وادرك انه فاجأها .
- قلت له منذ البداية انها فكرة جنونية , لكنه لم يستمع اليّ ظننته في البداية يعني ان عليّ ان اتحدث اليك في ردهة الفندق , لكنه عاد فأخبرني انه استطاع ان يستعير المفتاح من المكتب .
- وهكذا صعدت الى جناحي لتنتظرني , واثناء ذلك طلبت شرابا .
فحدقت اليه :
- كلا .
انكرت ذلك بعف فأدرك انها الحقيقة . وهزت رأسها غاضبة :
- ما كنت لأطلب شرابا دون ان ادفع ثمنه . لا , لقد طلبت من نايجل ان يرتب الامر لأجلي , وظن نايجل انه طلب لي عصير فاكهة وليس ... .
وسكتت فجأة وهي تزم شفتيها وتحملق في ليو , ثم اخذت تقول :
- لا ادري ما هي صلة كل هذا بما نحن فيه الآن .
لكن ليو كان يريد ان يعلم ما حدث بالضبط ... ولماذا !:
- وهكذا اثناء انتظارك لي شربت العصير الممزوج بالكحول , ثم ... .
سمعت جودي ما يكفي فقالت بغضب :
- لا اريد ان اتحدث عن ذلك . ولا يمكنك ان ترغمني .
فقال يذكرها بلطف :
- لقد وجدتك في سريري , ومما سمعته عنك , ياجودي , يبدو هذا ... .
فأنكرت بحده :
- لم يكن شيئا . لم اكن واعية لذا دخلت سريرك دون ان ادري .
- تعترفين انك نمت في سريري .
وسكت فجأة لا فائدة من كل هذا الجدل , ولم يكن هذا ما يريده . وقال بهدوء :
- يبدو انني اسات الحكم على الوضع ... اخطات بالنسبة الى اسباب وجودك هنا , وفي هذه الحالة , ارى حقا ان نتحدث ...
فقفزت متوترة :
- لا شيء بيننا لنناقشه .
حقيقة انه كان قد اخطأ في فهم دوافعها للنوم في جناحه , لم يشكل فرقا لشعورها ازاء ذلك :
- ليس بيننا ما يقال .
قالت هذا مصممة على انهاء حديثهما , لكن الذعر تملكها وهي تراه يرفض ترك الموضوع :
- ربما هذا ماتظنينه انت لكن شعوري مختلف . دعيني اخبرك ان ليس من عادتي القيام بعلاقات عابرة مع سلسلة من نساء مجهولات .
اليس هناك نهاية لهذا الاذلال الذي ارغمتها تصرفاتها على معاناته ؟
وردت بحرارة :
- على كل حال لم يحدث شيء بيننا , ولمعلوماتك الخاصة , لم يكن لدي سلسلة من الرجال , وفي الواقع ...
وسكتت فجأة وقد توهج وجهها .لا عليها ان تخبره ذلك ! والا سيبدأ بإلقاء مزيد من الاسئلة , وما من مسبيل ابدا يجعلها تخبره عن شعورها الاحمق ذاك الذي تملكها حين راته اول مره في ردهة الفندق .
لا شك ان البعض قد يدعي انها وقعت في حبه من اول نظرة , وان هذا هو السبب ... لكنها هي , مصنوعه من مادة اكثر صلابة وواقعية . انها امراة عصرية التفكير ولن تهتم لمثل هذا الهراء !
*****
ما الذي اغاظه منها حتى تمنى لو يمسكها ويجعلها تصغي اليه ؟ اخذ ليو يتساءل شارد الذهن , غير قادر على منع نفسه من التركيز على وجهها متذكرا عناقها له ....
اراد ان يعانقها الآن , وهنا . لكنها كانت الان استدارت متجهة نحو البوابة , وحذرته موجة مفاجئة من
التعقل من ان يلحق بها بحماقة ويتوسل اليها ان تبقى بينما كان واضحا ان هذه ليست رغبتها .
- جودي ؟
ناداها في محاولة اخيرة للتحدث اليها , لكنها هزت رأسها كما كان يتوقع :
- لا , انا ...
لم تجد وقتا تشهق فيه غير مصدقه قبل ان تجد نفسها بين ذراعيه .... فحاولت ان تعترض ولكن ذلك تلاشى ازاء عناقه
وفي اعماقها دق جرس انذارا محذرا لكنها تجاهلته . كان ليو يعانقها ولا سبيل ان يقف بينها وبين هذه المشاعر أي شيء , خصوصا جرس الانذار الغبي العتيق هذا .
- مممم .
شعر بخفقات قلبه المجنونه عندما تخلت جودي فجأة عن أي مقاومة واصبحت ناعمه لينه بشكل ساحر بين ذراعيه ما تلهف معه الى ان يحملها ويدخل بها البيت .
لكن تقريد العصافير فوق رأسها اعادها فجأة الى عقلها . انتزعت نفسها منه شاحبه الوجه وهي ترتجف . ما الذي جعلها تسمح بحدوث هذا ؟
وتملكها الذهول لعدم تمكنها من السيطره على نفسها , فصرخت به بصوت معذب :
- اياك ان تلمسني مرة اخرى ... ابدا .
ثم هربت والتعاسة تتملكها وقلبها يخفق ألما وازدراء للنفس , رافضه ان تتوقف استجابة لندائه خلفها .
عندما وصلت الى بيتها كانت ماتزال ترتجف . كانت سمعت اشاعات في القرية بأن منزل اشتون هاوس استؤجر , ولكن لم يخطر ببالها قط انه قد يكون ليو .
كان نايجل نبهها الى ان ليو قال ان النقاش حول أي من المصانع التي ينوي اغلاقها يمكن ان يطول , ولكن لماذا اضطر للانتقال الى فراميتون هنا ؟
وشعرت بانه لم يعد ثمة ناحية في حياتها لم يخترقها او يغزوها , اسرعت الى مطبخها واخذت تجهز عشاءها . وكان نايجل سبق واتصل مقترحا ان يتناولا العشاء معا .
لكن جودي اجابته بانها مشغوله خائفة من ان يزل لسانها فتخبره عن المظاهرة التي سيقومون بها .
وهذا لا يعني ان عملهم ضد القانون , لكنها تعلم ان نايجل لن يواقفها تماما على اشتراكها بما سيحدث , وسيحاول جهده ان يصرفها عن ذلك .
لقد كانا مثل الشقيقين , وكانت تعلم كم سيصدم لو علم بأنها قضت الليلة في غرفة عازب , فقد كانت تشعر بالعار لذلك ....
غصت بريقها , محاولة التركيز على ما تفعل, لكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام . عندما وقفت في الحديقة مع ليو . ونظرت اليه , شعرت بشيء لم تشعر بمثله في حياتها .
*****
استيقظ ليو مجفلا متسائلا في البداية اين هو , وذلك في غرفة نومه غير المألوفة . كان يحلم بجودي وليس للمرة الاولى .
مد يده يشعل المصباح . كان البيت قد اعيد طلاؤه ومازالت رائحة الطلاء خفيفة في الجو . نزل من سريره الى النافذه يزيح الستائر وينظر الى الحديقة السابحة في ضوء القمر .
تذكر اثناء نومه شيئا عن جودي ازعجه , وهو شيء لم يكن سجله في ذاكرته تماما . لكنه شيء يقلقه ! ماهذا الذي يشعر به تجاهها !
اهذا هو الحب ؟
ستكون امه مبتهجة للغاية لو وقع في الحب واصبح لديها كنة تعجبها حتما وتتباهى بها اما مواطنيها الايطاليين .
اوووه , يا لها من افكار خطرة حمقاء تتجاوز في رأسه وفي لحظة جنونية ! تساءل عما اذا كانت امه نفذت تهديدها وجعلت حكيمة القرية توجه اليه بعض سحرها المتلعق بالحب .
وعبس . انه يريدها , وبطريقة لم يعرفها من قبل .
انه يريدها . يريدها ..... يا الله كم يريدها !
*****
تأوهت جودي بخفة أثناء نومها .وشفتاها تشكلان أسم ليو ،ثم استيقظت
فجأة ، فمحت حقيقة وضعها بهجة حلمها الضائع.
كانت تشعر بأمان أكثر عندما كان ليو يجهل هويتها .
عندما كان لسبب ما ، يظنها متفقة مع جيريمي دريسكول .جيريمي دريسكول !
وارتعشت ..ياله من رجل كريه !
إحدى النساء اللاتي سيشتركن في المظاهرة ،قالت في إجتماع اللجنة إنها رأت جيريمي
في المصنع ، خارجاُ من غرفة المخزن غير المستعملة .
قالت إنه لم يرها ، لكنه كان يتصرف بشكل ماكر يثير الشكوك .
لم يكن أي من العمال يحب جيريمي .وقد تساءلت جودي عما كان يفعله في المصنع بعد
أن أصبح ملكياً لليو .لكن هذا شيء لا يعنيها ... مايعينها هو أقرب إلى ذاتها من ذلك.
كانت على وشك أن تفضح نفسها هذا المساء عندما أخذ ليو يحقق معها .
لقد كادت تخبره بأنها انجذبت إليه منذ اللحظة الأولى .
أو عرف شعورها نحوه عندما رأته في ردهة الفندق .فإنها ستموت من الخجل والمذلة .
جذبت الأغطية فوقها ، وكان أيقظها حلمها بأنها بين ذراعي ليو وهو يعانقها برفق زائد ..
ماذا تراها تكون ؟ مراهقة تغرقها الأحلام ؟ أنها لن تحلم به مرة أخرى ، أبداً .
****
أول ما علم ليو عن المظاهرة ، كان حين تلقى اتصالاً تليفونياً من محطة الراديو المحلية تسأله
إن كان يريد أن يعلق على الوضع .
ومن عدة اتصالات أخرى علم أن المظاهرة غير عنيفة وأنها تطالب بعدم أقفال المصنع .
الاجتماعات التي سبق له ترتيبها مع مجموعة كبيرة من ناقلي البضائع الذين اهتموا باحتمال امتلاك المصنع
الواقع عند شبكة الطرق ، كانت تعني أن ليو لا يستطيع أن يذهب بنفسه إلى (فرامبتون) إلا في آخر النهار ، لكنه تحدث
مع قائد المجموعة لإقامة اجتماع معم لبحث الوضع .
رغم أنه غير مستعد لقول هذا في هذه المرحلة ،إلا أنه قرر فعلاً أن يبقى مصنع (فرامبتون) مفتوحاً.
وطبعاً ، ليس لهذا القرار صلة بجودي مارش .
وفي آخر النهار ، عندما اتصلت به الشرطة لكي بيلغوه أنهم ينوون مراقبة الوضع في المظاهرة ،أخبرهم
بأنه واثق من أن الأمور ستحل بسلام.
كانت الساعة الرابعة ولا سيبل له لمغادرة لندن قبل الخامسة .
وابتدأ يستاءل : ماالذي تفعله جودي الآن ؟ إنه حقاً بحاجة إلى أن يتحدث إليها .
****
نظرت جودي خلفها بشيء من القلق .لقد اشتركت في المظاهرة منذ ساعة،قادمة مباشرة من المدرسة .
كانت الأمور في البداية هادئة ،وأخبرها القائد بأن ليو جفرسن اتصل به لترتيب اجتماع في اليوم التالي .
ثم ، لدهشة الجميع ،منذ نصف ساعة وصل جيريمي دريسكول . طلب ، في البداية ، فتح بوابة المصنع للسماح له بالدخول ،
وعندما رفضوا ،خرج جيريمي من سيارته وتلا ذلك بعض الهرج والشجار لكن سمح له في النهاية بأن يدخل إلى مبنى المكاتب .
كان مايزال في داخله ،ولكن بعد عشر دقائق وقفت سيارة شرطة على بعد عدة ياردات
من المظاهرة وسرعان ماتبعها مصور ومخبر صحافي من الجريدة المحلية .
تغير الآن مزاج المعتصمين المسالم إلى مزاج عدواني ،عندما خرج جيريمي من المبنى فرآه أحد المتظاهرين الذي كان
جيريمي شتمه لكلمات بذيئة ،وهو في طريقة إلى داخل المصنع ,
وسمعته جودي يتحدى زميلها المتظاهر بقوله : ( لا أظنك تعتقد حقاً أن هذا التظاهر يمكن أن يجعل جفرسن يغير رأية فلا يغلق المصنع ).
فرد عليه الرجل : ( لقد وافق على الاجتماع بنا عند الصباح).
- وأنت تظنه سيصغي إلى ما ستقولونه له ؟ يالك من مخدوع !
لقد سبق وقرر أن هذا المكان عقيم .ومن يلومه بالنسبة إلى عماله الكسالى الذين لا يصلحون لشيء.
عمال مثلكم جميعاً ؟ لقد اضطررنا إلى بيع المصنع بسببكم ، كل شخص يعلم هذا ..
شهقت جودي ساخطة وهي تسمع ذلك ، وقاطعته بحزم : ( هذا غير صحيح ).
فالتفت جيريمي إليها وقال بصوت خافت : ( يا آلهي ، أهو أنت ؟
كان علي أن أتكهن بذلك).
وشخر ساخراً وهو يلقي على جسمها المكسو بالبنطلون الجينز والقميص المقفل نظرة فاسقة ،
ثم تابع : ( هذا لن يزكيك لدى اللجنة المدرسية ، ولكن ، طبعاً ستقفل مدرستك الغالية مع المصنع ، أليس كذلك ؟
سأحصل على قطعة الأرض لأنني فوقها ).
وابتسم منتصراً وهو يسير نحوها ، وحاول البعض أن يمنعه لكنه أسرع منهم ، مع أن أحد الرجال حاول أن يقف بينهما ليحميها .
كان فتى صغير السن لا يعادل القوة التي دفعه جيريمي لها جانباً .
رد الفتى الصغير على الأذى بمثله . وفجأة بدا لجودي وكأن جهنم فتحت أبوابها ، فقد أخذ الناس يصيحون ويتدافعو ن ،انفتحت
أبواب سيارة الشرطة ، ثم قبل أن تتحرك ، كان جيريمي قد أمسك بها وأخذ يجرها في فناة المدرسة .
حاولت أن تقاومه وقد تملكها الذعر ، وأخذت تضربه بيدها بينما تعمد هو استعمال العنف معها .
كان خوفها يشابة خوف أي امرأة من رجل تعرف أنه عدوها ، وليس له صله بدورها في المظاهرة .
جرها جيريمي نحو أحد ضباط الشرطة الأماميين مدعياً بأنها شتمته .
وسمعته جودي يقول وهو ينظر إليها بلؤم : ( أصر على أن تقبض عليها ياسيدي الضابط ، وربما أرفع دعوى قذف).
حاولت أن تحتج ببراءتها ، لكنها كانت قد دفعت نحو (فان) الشرطة التي كانت تزعق وهو تتوقف بجانب السيارة .
وطرفت جودي بعينيها إزاء وهج ضوء الكاميرا بينما المصور الصحفي يأخذ صورتها .
كان مخفر الشرطة مزدحماً ولم تكن جودي تصدق ما يحدث لها .
وأخذ رقيب أول رزين الهيئة لا تعرفه يلقي اتهاماته على الجميع.
كانت جودي تشعر بالغثيان والصداع والخوف والوضاعة وعلى ذراعها رضة من أثر قبضة جيريمي العنيفة .
- الأسم .
أجفلت جودي عندما أخذ رجل الشرطة يتحدث إليها .
- جودي مارش .
لم تستطع أن تفكر في كل ما سيظنه بها آباء التلاميذ المتحفظين ،
هذا عدا السلطة التعليمية أ ومجلس إدراة المدرسة .
- المعذره ، ياحضرة الضابط.
كانت حتماً على وشط الإغماء وهي تسمع صوت ليو جفرسن الذي
لا يمكن أن يخطئة سمعها ، يأتي من خلفها مباشرة ,
شيء في تصرف ليو الهادئ أثار انتباه الضابط .فوضع قلمه ونظر اليه .
وصل ليو إلى بوابة المصنع في الوقت المناسب ليسمع عن اللذين مازالوا موجودين ، ماحدث .
قال له أحد الشهود : ( نعم ،حتى إنهم أخذوا معلمة المدرسة )
وتساءل المتكلم عما جعل قوله هذا الرجل يستدير عابساً على الفور عائداً إلى المدرسة .
قال ليو يقدم نفسه إلى الضابط : ( أنا ليو جفرسن ، صاحب المصنع )
فقطب الضابط جبينه : ( صاحب المصنع ، حسب ماهو مسجل لدينا ، السيد جيريمي دريسكول الذي أبلغنا بأن هناك مشكلة)
فأجاب ليو بحزم : ( ربما ، لكن من المؤكد أنني أنا صاحب المصنع .هل لك أن تخبرني بالضبط .
عما حدث يا حضرة الضابط ؟
المظاهرة ، كما فهمت ، كانت مسالمة وقد رتبت أنا الأمر بحيث أجتمع معهم في صباح الغد ).
- حسناً ،ربما هذا ما حدث ، يا سيدي ، لكننا تلقينا اتصالاً تليفونياً من المصنع من السيد دريسكول قال إنهم لم يسمحوا له بالمغادرة وإنه ،
هو والمصنع ، مهددان بالعنف ..وعندما ذهبنا إلى هناك حدث بعض الهرج ، وهذه السيدة الشابة حاولت أن تشتم السيد دريسكول ز
توهج وجهها لهذه الإهانة وقفزت على الفور للدفاع عن نفسها بإنكار ذلك : ( أنا لم أفعل شيئاً كهذا .إنه هو الذي هاجمني ..)
وتملكها الذعر وهي تشعر بالدموع تملأ عينيها بشكل صبياني .
وكان ليو جفرسن يقول : ( أظن في الأمر خطأ ).
رغم أنها لم تستطع أن تنظر إليه ، شعرت به يزداد اقتراباً منها ولسبب جنوني شعرت
بجسدها يحاول أن يستمد الحرارة والحماية منه .
قال ليو كاذباً بهدوء : ( أنا أعرف الآنسة جودي مارش جيداً جداً .
وهي في الواقع ، كانت في المصنع بالنيابة عني ، وبصفتها نائبة عني لا أتصور لحظة أن من الممكن أن تشتم السيد دريسكول ).
قطب الرقيب أول جبينه : ( حسناً ، رؤسائي أبلغوي بأنه يصر على القبض عليها .
قال إنه يريد أن يرفع دعوى قذف عليها ).
أطلقت جودي شهقة صغيرة مختنقة .
وقال ليو : ( في هذه الحالة ، سيكون علي أن أرفع دعوى ضده بتهمة التعدي على أملاك الغير ، ذلك أنه لم يحصل قط على إذن مني بدخول المصنع ،
كما أنني أتصور أن مصلحة الضرائب سيهمها جداً أن تعلم ماذا كان يفعل هناك ، إن هناك بعض دفاتر الحساب المفقودة هم متلهفون جداً لرؤيتها ).
أجفلت جودي قليلاً لسماعها هذا ، والتفتت إليه عل ىالفور تخبره بسرعة : ( والدة أحد تلاميذي ذكرت أنها رأته يخرج من إحدى غرف التخزين في المصنع ).
وتلاشى صوتها وهي ترى كيف كان ليو ينظر إلى ذراعها ثم يسألها بصوت مخيف : ( هل دريسكول هو المسؤول عن هذا ؟)
ودون أنتظار جواب منها قال بحزم وتصميم : ( فهمت أنك ربما عليك أن تتهم الآنسة مارش يا حضرة الرقيب أول .
ولكن لا أدري إن كنت تستطيع أن تطلق سراحها على كفالتي وأعدك أن لا أدعها تغيب عن نظري ).
أخذ الرقيب . يتفحصهما ، هما الأثنين .لم تكن لديه زنزانة ولم يرى مانعاً من أن يطلق سراح جودي إذا كان ليو جفرسن مستعداً أن يكفلها .
- حسناً جداً ، ولكن عليك تحمل مسؤوليتها كاملة ، والتأكد من عودتها إلى هنا صباح الغد لكي تواجه إليها التهمة رسمياً إذا أصر بتعهد دريسكول غلى متابعة الدعوى .
- لديك كلمتي ضماناً لذلك.
وقبل أن تقول جودي شيئاً ،أدارها وهو يقودها إلى الباب برفق ليخرجها إلى هواء الليل ,
تملكها الذعر وهي تكتشف أنها كانت تبكي .وسمعته يقول لها وهو يقودها إلى السيارة : ( إنها الصدمة .ستكونين بخير عندما تأخذك إلى البيت ).
- أريد أن أغتسل ، وأريد أيضاً بعض الملابس النظيفة.
- يمكنني أن أقدم لك الحماما . أما الملابس فعلينا أن تمر لإحضارها من بيتك في طريقنا إلى بيتي .
- بيتك ؟ لكنني أريد أن أذهب إلى بيتي .
- يؤسفني أنك لن تستطيعي ذلك ، فقد أفرج الضابط عنك بكفالتي كما تعلمين .
علي أن أخذك إليه صباح الغد .
- ولكن لا يمكنني البقاء معك.
- آسف يا جودي ، أنت مضطرة لذلك.
-أنا لم أشتم جيريمي ، إنه الذي ..
وسكتت تعض شفتيها وهي ترى العنف في عيني ليو هو يلتفت ليتأملها : ( لو كان سبب لك ضرراً ....هل فعل ذلك يا جودي ؟)
عندما حولت نظراتها عنه شتم نفسه لعنف لهجته . فقد صدمها وأخافها بشكل واضح .
هذا بالإضافة إلى خوفها السابق هذه الليلة .
وقال هو يتجه عائداً إلى القرية : ( ظننت المظاهرة ستكون مسالمة )
- كانت كذلك ، لكن جيريمي واجه الأمر بعنف ، وبشكل ما خرجت الأمور عن السيطرة ، هل صحيح أنه استدعي إلى التحقيق ؟
- نعم ، ولكن ما كان لي أن أقول ذلك في الحقيقة .
عندما وصلا إلى كوخها أصر على الدخول معها ، وانتظر حتى حزمت بعض ضرورياتها .
وكانت مشتتة الذهن للغاية فلم تستطع المعارضة .
تصرف جيريمي نحوها جعلها تشعر بالعجز ، وتذكرت حين ربحت معركتها معه بشأن الأرض كيف هددها بالثأر .
كان رجلاً منتقماً خطيراً .وفي هذه اللية بالذات ، على الأقل، رغم اشمئزازها ،
عليها أن تعترف بالواقع ، وهي أنها ستشعر بالأمان إذا هي نامت تحت سقف ليو جفرسن ،أكثر بكثير من شعورها بذلك تحت سقفها .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:07 AM   #7

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- غرد عصفور القلب


- متى أكلت آخر مرة ؟
سألها وهو يفتح باب بيته ويشير إليها بالدخول ، فنظرت إليه مترددة إزاء سؤالة العادي هذا ،
كانت تقوي نفسها لمواجهة عدائة أو على الأقل بعض الأسئلة الحادة العنيفة .
- منذ الغداء ، لكنني لست جائعة .
أجابته بذلك دون وعي بينما انتباهها موجه إلى مشاعر أعمق مستوى .
فقال بلطف : ( هذا لأنك ما زلت مصدومة . المطبخ من هذه الجهة ).
في ظروف أخرى ، كانت ستبتهج لرؤية داخل المنزل الذي يفتنها ،
لكنها شعرت الآن بأن قدرتها على تناول أي شيء قد محته أحداث هذا النهار.
وكما قال ، رأت أنها ، فعلاً ، تعاني من صدمة وإلا لماذا تسليمها ليو قيادها في القيام بكل شيء لأجلها ؟
تركته يقودها بحزم إلى المطبخ ويدفعها للجلوس على كرسي ،بينما أخذ يشغل
نفسه يفتح الخزائن ثم الثلاجة ، مصراً بأن العشاء الخفيف الذي سيطهيه سيساعدها على النوم ،
مضيفاً بعد دقائق وهو يقدم إليها طبقاً لذيذاً من البيض المقلي : ( وهذا يذكرني مع الأسف ،
بأن عليك أن تنامي في غرفتي ، لأنها الوحيدة المفروشة حالياً ، يمكنني أنا أن أنام على أريكة في الطابق الأسفل).
- لا .
اعترضت على الفور راجية أن لا يدرك سبب احمرار وجهها فجأة ،
مجرد التفكير في أن تنام في سريره يرعبها .
وتملكها الذعر وهو يهز رأسه لرفضهاالغزيزي ويقول بهدوء :
( لا بأس ، يمكنني أن أخمن ما تفكرين به ، ولكن لا ينبغي أن تقلقي ).
أجفلت ، كيف يمكنه أن يعلم ما تفكر فيه ؟
وإذا كان يعرف ، كيف يجرؤ على أن يعاملها وكأنها ...؟
وعندما حاولت أن تستجمع أفكارها بشكل منطقي لتتحداه ،
سمعته يتابع : ( فرقة التنظيف جاءت اليوم ، وغيروا أغطية السرير ).
إنه لم يدرك ما كانت تفكر فيه . لكن كلامه منجها على الأقل وقتاً تستعيد فيه أفكارها ،
وتتذكر أن المفروض فيها أنها فتاة ناضجة متعلقة .
وقالت له بصوت حاولت أن يكون عملياً هادئاً : ( لا يمكن أن أحتل سريرك).
- ولماذا لا ؟ فقد فعلت هذا من قبل .
قال هذا بلطف وهو ينظر إليها متهكماَ . فشحب وجهها ثم عاد يتضرج احمراراً ،
وشعرت بيديها ترتجفان بشدة . دعابته هذه لم تخجلها فقط ، وإنما جعلتها تشعر بالمذلة أيضاً كما شعرت أن عيناها
تغرورقان بالدموع بإظهار ضعفها له .
ولكن ، وهي تغالب دموعها هذه بعنف ، كامن هو يتعذر : ( آسف ، ماكان لي أن أقول ذلك).
وسكت هو يتأملها ، معنفاً نفسة لجرحه مشاعرها .
لقد حيّره سرعة تغيّر مشاعره نجوها حالما علم بخطأ تقييمه للوضع .
آخر ما يريد أن يفعل هو أن يؤلمها بأي شكل .
قال بهدوء : ( أنا أعلم أنه ربما هذا الوقت غير مناسب لقولي هذا .
لكننا حقاً بحاجة إلى أن نتحدث يا جودي ..)
وضعت فنجان الشاي من يد غير ثابتة وسألته بقدر ما يمكنها من عنف : ( هل لهذا أحضرتني إلى هنا ؟
لكي تحقق معي ؟ إذا كنت تظن أنك بإنقاذي من قضاء ليلة في السجن ستجعلني أعترف لك بأسماء
المشتركين في المظاهرة . الأفضل أن تعيدني حالاً إلى المخفر ..)
فقاطعها بما أمكنه من رفق : ( جودي ، لا أريد أن أتحدث معك عن مشاكل المصنع والمظاهرة ).
عندما رأى الأرتياب في عينيها تساءل عما ستقوله لو أنه أخبرها أن ليس في ذهنه حالياً سوى مشكلة واحدة وشخص واحد هو هي ،
جودي ، وقال بهدوء : ( سبق ورتبت عقد اجتماع مع ممثلي عمال المصنع غداً ،
حيث أنوي مناقشة عروض لمستقبل المصنع معهم ).
فشعرت بإرهاق مفاجئ لم تعد معه تستطيع التفكير : ( نعم ، سمعت بذلك .ماذا هناك إذن تتحدث عنه معي ؟)
رأى ليو مبلغ تعبها فعنف نفسه لأنانيته .إنها مازالت تعاني من الصدمة ،
وهي بحاجة إلى راحة واسترداد قواها ، وليس لأن يزعجها بالأسئلة ،
فقال بلطف : ( هذا غير مهم . اسمعي ، لماذا لا تذهبين للنوم ؟تبدين منهكة تماماً ..)
ومدّ يده يساعدها على النهوض عن الكرسي . وعندما شعرت بأنه سيلمسها ،
تأهبت حواسها للدفاع ، مدركة تماماً أي ضعف سيتملكها لدى أي احتكاك به ، فتقع في نفس الأمر الذي كانت تريد أن تتجنبه .
وعندما تقدم ليجنبها السقوط . أمسك بذراعيها ، فسقطت عليه .
لم يمرّ سوى أسبوع على معرفتها به ..قبضة من الايام ، وهذا كل شيء ،فما الذي جعل ردة فعلها تجاهه وكأنها تكاد تموت حباً به ،
كلما حدث أي احتكاك مفاجئ بينهما ؟ كان الأستلقاء على صدره يشعرها بالسعادة والأمل ..يجعلها تشعر بالعافية مرة أخرى ،
بالقوة البالغة والضعف العاجز . شعرت بأنها وجدت هدف حياتها الذي خلقت لأجله ، وفي نفس الوقت كرهت نفسها لمشاعرها نحوه .
وبصمت ، أخذت تدفعه عنها تريد التحرر منه .
أطاعها ليو وسألها بصوت أجش : ( هل أنت بخير ؟)
- نعم ، أنا بأتم خير .
قالت هذا وهي تبتعد عنه ، مستترة بالظلال كيلا يرى المشاعر على وجهها .
كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟ ومن أين جاءتها هذه المشاعر التي كانت غريبة عنها تماماً بعنفها وحدتها ؟
أمسك ليو لها باب المطبخ لتمر ، فخرجت إلى الردهة وهي ترتجف .
ورافقها إلى أسفل السلم فصعدت وقلبها يخفق بعنف ولم تجرؤ على النظر إليه ولا أن تفعل شيئاً يفضح شعورها نحوه .
- الباب الثاني إلى اليسار . وستجدين مناشف نظيفة وكل شيء في الحمام .
سأحضر لك حقيبتك وأضعها عند باب الغرفة.
أدركت أنه بقوله هذا ، وكأنه يقول إن سيعاملها بلطف لا بشك رؤية كما حدث في المرة الماضية .
وقف يراقب مشيتها المتعبة ، متلهفاً إلى الذهاب خلفها واحتضانها بين ذراعية يحميها .
ثم استدار سائراً نحو سيارته ليحضر حقيبتها .
عاد بالحقيبة إلى جودي حيث وضعها قرب باب الغرفة ونقر الباب ثم عاد يهبط السلم ويحبس نفسه في غرفة الجلوس .
كانت جودي واقفة عند النافذة تنظر منها عندما سمعت صوت النقر .
عدّت إلى العشرة ببطء بالغ ، قبل أن تذهب لتفتح الباب حيث حدثت نفسها بأنها ارتاحت ولم تشعر بخيبة الأمل عندما وجدت المكان خالياً
دون أثر لليو .
تكومت في سرير ليو ، كانت ملاءات السرير تنطق بالنظافة ،
خالية من أي أثر لليو كالغرفة نفسها .أغمضت عينيها وهي تتكور في منتثثف السرير لكنها بالغرم مما يتملكها من إرهاق ، جافاها النو م.
كانت أكثر تعباً من أن تنام ، وأدركت أن القلق يملأ أفكارها رافضاً أن يسمح لها بالراحة .
وأغمضت عينيها وأخذت تتنفس ببطء وعمق .
وفي الطابق الأسف ، كان ليو مثلها يعاني من الأرق .
كان لديه عمل يملأ أفكاره ووقته ، لكنه وجد نفسه يذرع أرض غرفة الجلوس مفكراً في جودي ،
قلقاً لأجلها وليس فقط لهذا الوضع الشاذ بالنسبة إليهما معاً بسبب قضائهما ليلتهما معاً .
ذلك الرضّ في ذراعها الذي أحدثه جيريمي دريسكول جعله يتمنى لو يمزق ذلك الرجل عضواً عضواً ويلقي بجثته إلى أول وحش
مفترس ، مجرد التفكير في أنه حتى لمس جودي ..
توقف فجأة عن السير . مالذي حدث له ؟
هل هو حقاً بحاجة إلى هذا السؤال ؟وسخر من نفسه .
أنه يحب ! . هذا هو الحب ..
لقد تحول إلى رجل لا يكاد يعرفه ، رجل يتصرف ويفكر بشكل غير قانوني ..
رجل تقوده مشاعره . رجل هو حالياً ..
جمد مكانه وهو يسمع صوتاً في الطابق الأعلى ، ثم أسرع نحو الباب يفتحه في الوقت الذي سمعه فيه مرة أخرى .
إنه صوت حاد مرتفع يعبر عن تعاسة امرأة .
صعد ليو السلم درجتين درجتين . ليفتح باب غرفة النوم يدفعه واحدة ثم يدخل متوجهاً إلى حيث
ترقد جودي وسط السرير . وكانت مستيقظة ، فقد رأى عينيها تلمعان في الظلام وهي تستلقي صامتة لا تجرؤ على الحركة أو حتى التنفس .
- جودي ، ماذا حدث ؟
تملكها موجة من الإرتياح وهي تسمع صوت ليو .
وكانت ترتجف ، فقد كانت تحلم بجيريمي دريسكول .
وكان كابوساً فظيعاً مليئاً بأشخاص وتفاصيل نرعبة للغاية .
وكانت صرختها المرتاعة للغاية هي التي أيقظتها ليتسارع خفقان قلبها بعد دخول ليو ظناً منها أنه جيريمي .
لكن صوته الآن طمأنها ، مبدداً ذلك الكابوس تماماً .
وجعلها الأرتياح التام لا تفكر إلا في إنه أنقذها من ذلك الكابوس المرعب .
واستدرات إليه تخبره : ( رأيت كابوساً مرعباً للغاية عن جيريمي دريسكول ..)
مجرد ذكرها أسمه جعلها ترتجف وهي تجاهد للجلوس بشكل صحيح لكي تستطبع وصف الأمر لليو الذي كان الآن
مائلاً على السرير نحوها .
رأت القلق في عينيه بعد أن أعتادت عيناها الظلام.
- آسفة لإزعاجي لك .
وسكتت وهي تراه مازال في كامل ثيابه .
هل أريكة غرفة الجلوس غير مريحة ما جعله لا يزعج نفسه بمحاولة النوع عليها ، أم أنه مازال مرتدياً ثيابه فقط لأنها
في منزله ؟ هل هو خائف من أن تحاول أن تغوية للمرة الثانية ؟
- ما هذا ؟ ماذا حدث ؟
السرعة التي قرأ فيها أفكارها فاجأتها . وبالإضافة إلى أحداث النهار .
أنهكها هذا تماماً ، فقالت بصوت خافت : ( أنت ما زلت مرتدياً ثيابك .
أنت لم تذهب إلى السرير . إذا كان ذلك بسبب ...؟)
فقاطعها : ( هذا لأن السرير الوحيد الذي أريد أن أرقد فيه هو محّرم علي ، إلا إذا غيرت رأيك وشاركتني فيه ).
كان يعلم أنه يفعل بالضبط ما نهى نفسه عن عمله بأي شكل ، وأنه يتصرف كقطاع الطرق ،
مستغلاً ضعفها واعتمادها عليه ، لكنه مع ذلك لم يستطع منه نفسه ، مجرد منظرها جالسه في سريره ،
وذراعاها تطوقان ركبتيها وهي تنظر إليه بتشكك ، كان كافياً لكي يعلم أنه مستعد لأن يدخل
جهنم وكل جهنم بعدها في سبيل أن يأخذها بين ذراعيه مرة أخرى ، ويحتضنها ويعانقها .
شعرت بأنها ترتجف إلا أنه تأوه هاتفاً بأسمها بعد أن لم يعد يستطيع منع نفسه عنها .
مدّ يديه يأخذها بين ذراعيه وقد ضاع اسمها بين شفتيه .
كانت تعلم أن عليها أن تقاومه ، وأن تصر على أن يتركها ، فلماذا هي تتعلق به دون خجل ؟
بينما قلبها يغرد ، كانت تشعر الآن بين ذراعيه وكأنها ميت قد بعثت إليه الحياة ، فقد كان يعانقها بشكل كاد قلبها يتوقف معه .
أخذت جودي ترتجف ، وسمعت نفسها تقول دون اقتناع : ( هذا خطأ ).
- أعلم هذا ، لكنني لا أستطيع منع نفسي .
- لا أريدك أن تمنع نفسك .
أحقاً قالت هذا ؟ وأذهلها عدم تمكنها من التحكم في نفسها .
مالت إلى الأمام تضمه أكثر ، وعاد قلبها يغرد . ماهذا القوة التي يملكها هذا الرجل عليها ..
شعر ليو بنفسه يرتجف من رأسه حتى قدمية ، غير قادر على السيطرة على عنف تجاوبه معها .
شعر وكأن كل إحساس فيه قد تضاعف ألف مره .
أدرك أن هذا ليس مجرد شهوة . هذا هو الشيء الكبير الأكبر .
وهي ، جودي ، له ، وحده . لكنه أدرك بالغريزة أنه لا يستطيع أن يخبرها بذلك . ليس الآن .
الوقت لم يحن بعد ، ماكانا يبنيان بينهما مايزال هشاً للغاية .
- جودي .
همس بأسمها مرة أخرى وهو يأخذها بين ذراعيه ، وشعرت هي وكأنها ستنفجر لقوة المشاعر التي تختلج في أعماقها .
حدثت نفسها بأنها حسنة الحظ لأنها ليست مراهقة وإلا لخدعها ظنها بأن طريقة نظرة إليعا تعني أنه يحبها حقاً .
كانت تعلم أن عليها أن تنهي الآن ما يحدث بينهما قبل أن تصبح الأمور صعبة .وكانت تشعر بالخوف ..ماذا تفعل ؟ وماذا سيظن بها ؟
كان تخائفة من نفسها ومنه ومن كل شيء وكانت تشعر بالضياع ..
ماتفعله يخالف مبادئها ..إنها مديرة مدرسة ..
أنها ..ولكنها تريد ...وتصارعت جميع الأفكار في رأسها ..
وفجأة بدأت الدموع تنهمر من عينيها وتحول بكاءها نحيباً ..أين إحترامها لنفسها .
شعر ليو بدموعها فارتد عنها ..وعندما رأى نحيبها ، شعر بالذنب ..فقد كان منذ قليل يستغل ضعفها ليحصل على ما يتوق إليه قلبه ..
أهو بلا شفقة ؟ ..أهكذا يحول الحب المرء ...؟
كان يشعر بالذنب يتآكلة ...
- جودي ..أعتذر منك لقد تماديت .
وعندما أراد أن يضع عليها يده ..شعر بإرتجافها .
- حسناً ، سأتركك الآن تستريحين وغداً سيكون لنا حديث .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:08 AM   #8

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- الحب جنون


ابتسم ليو راضيا عندما وضع سماعة التليفون بعد حديث مع الشرطة استمر نصف ساعه .
وقبل ذلك امضى 5 دقائق متوترة حازمة يتحدث تليفونيا مع جيريمي يبلغه انه سيرفع دعوى ضده لدخوله املاك الاخرين اذا استمر في اتهامه جودي بأي شيء .
ثم سأله ان كان لديه دليل مادي على ذلك القذف المفترض من جودي مثل الدليل المادي الذي على ذراعها لموزاولته العنف معها ؟
وحاول جيريمي ان يتهرب متلعثما لكنه اذعن اخيرا .
لكن المناقشة مع الشرطة كانت اقل بسهولة . اولا , الضابط الاعلى قال له ببرودة انهم لا يتساهلون ابدا بالنسبة الى العنف في المظاهرات .
اعترض ليو بقوله انهم كانوا ينوون ان تكون المظاهرة سليمة وانه بصفته صاحب المصنع لم يجد ضرورة للشكوى من عماله .
ولهذا من المؤكد انه بامكانه السماح للقضية بان ترتاح . وكما يبدو , اكتشف ليو ان الشرطه لم تحجز ايا من المتظاهرين لقضاء الليلة في المخفر ,
فقط جودي ربما كانت الوحيده التي تواجه التهم . وذلك لدعوى القذف التي تقدم بها جيريمي ضدها.
وفي النهاية وافق الضابط على انه مادام جيريمي مستعدا لاسقاط دعوى القذف , لم تعد هناك قضية حقيقية تستدعي حضور جودي الى المخفر , ولم يعد لدى ليو سوى ساعه على موعد اجتماعه مع عمال المصنع .
بعد ان اغتسلت وارتدت ملابسها وقفت جودي على قمة السلم متردده , فهي لا تفهم ما يحدث لها ..
مع قلقها لما سيواجهها عندما تذهب الى المخفر , كانت اكثر اهتماما بالنسبة الى مشاعرها نحو ليو . مشاعرها ؟ متى ستكون لديها الشجاعه لتسميها بأسمها الصحيح ؟
حبها !
صوت ضئيل يتراوح بين الانكار والتأوه حدثها بهذا من اعماقها . لقد عاملها بشهامه البارحة وتركها تنام ... انه رجل شريف .. لو تصرف معها بغير تلك الطريقة لكانت لديها حجة للابتعاد عنه .
عندما ابتدأت تهبط السلم ظهر ليو فجأة في الردهة ووقف يحدق فيها ما جلعها ترتجف لاهثة ضعيفة ازاء قوة حبها له .
- انهيت لتوي التحدث مع الشرطة .
- نعم . لم انس ان عليّ ان اعود الى المخفر .
قالت هذا بسرعه وقد استطاعت ان تمنحه نظرة متكبرة متوترة :
- لا ادري ما هي الرسميات التي عليّ ان ابعها واظن انه عليّ استدعاء محام .
وكان صوتها متهدجا رغم محاولتها السيطره عليه .
- لا فائدة من ذلك ...
وسكت وهو يرى القلق في عينيها وقد شحب وجهها , فسارع يقول :
- جودي , كل شيء على مايرام . انا ... حسنا , قررت الشرطة ان لاحاجة بك للذهاب الى المخفر .
لم يكن ليو يدري تماما لماذا قرر ان لا يخبرها عن دوره في ذلك القرار . شعر فقط بان ذلك هو الصواب .
- لا حاجة بي الى الذهاب ؟
لم يكن صوتها وحده الذي كان يهتز , فقد رأى ليو جسدها يرتجف ارتياحا . الحافز الذي شعر به كان يدفعه الى ان ياخذها بين ذراعيه ويخبرها بانه لن يسمح ابدا لأي شيء بان يخيفها او يؤلمها مرة اخرى .
هذا الحافز كان من القوة بحيث جعله يتقدم خطوات قبل ان يستطيع ارغام نفسه على التراجع .
كانت جودي مقتنعه بانها لابد اساءت فهم ما قاله لها:
- اتعني ان لا ضرورة لذهابي حاليا اليوم ؟
- اعني ان ليس عليك الذهاب على الاطلاق . انتهى الامر يا جودي وليس عليك ان تقلقي لذلك .
- ولكن ماذا بالنسبة الى جيريمي ؟
- يبدو انه غير رأيه .
واستدار مبتعدا عنها اثناء كلامه . لم يكن يريدها ان تشعر بضغط عليها على الاطلاق .
انه يعتقد ان لديه الحق في ان يشرح شعوره الآن وكيف ان مقاومته مشاعره عائده جزئيا , الى سوء حكمه عليها ,
ولكنه لن يستعمل أي نوع من الابتزاز ليرغم جودي على القول بانها تشعر بنفس الشيء .
- اسمعي جودي , عليّ ان اذهب قريبا, ولكن قبل ذلك هناك شيء اريد ان اقوله . اعتذر لأنني حاولت اغواءك الليلة الماضية ... ماكان لي ان استغل ضعفك ... انها غلطة مني .
كانت تقوي نفسها للعاصفة التي تعلم انها على وشك الهبوب .
- فلندخل المطبخ . اعددت قهوة وانت لابد جائعة .
جائعة !
- ظننتك مستعجلا للخروج .
- لدي موعد عليّ ان احضره , ولكن بإمكاني ان اتكلم اثناء تناولك الطعام .
تأكل ؟ انها تعلم ان لا سبيل لها الى ذلك . ومع ذلك سمحت له بان يضع طيق الحساء امامها , وسكب القهوة لهما معا قبل ان يبدأ القول بهدوء :
- في المرة الاولى التي اجتمعنا فيها اسات الحكم عليك كليا .. ليس بالنسبة الى الوضع فقط . بل اليك انت ايضا .
سكت وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة بينما تصلب جسدها دفاعا :
- انا قلق ياجودي .. وهذا بشأن .. تأثيرنا في بعضنا البعض ... .
وسكت وهز رأسه :
- اسمعي ياجودي .. ما احاول ان اقوله هو انني رجل ... لا اريد ان .. .
خفق قلبها بعنف ونظرت اليه بذهول صامت . ماذا يريد ان يقول ... لا اريد ان اراك! ... ايخاف من تأثيرها فيه , ويريد الا يراها ثانية ؟
برد الدم في عروقها . كانت تتوقع منه ان يخبرها بأنه كاد يخطئ بحقها الليلة الماضية .. فهو لايريد ان يتورط معها .. وان رغبته فيها ليست سوى رغبة جسدية عليها الا تحملها على محمل الجد .
ولكن ان تعلم ان تفكيره وصل الى حد الرغبة في عدم رؤيتها ابدا ... آلمها . آلمها اكثر مما تستطيع احتماله . وفي نفس الوقت اغضبها اكثر من أي شيء اخر قاله او فعله .
ما الذي كان يقلقه حقا ؟ ان تستغل رغبته فيها لتحقيق مآرب مادية ؟ ...
ودون تفكير قالت بحدة وسرعه :
- لا يمكن لي ... ان اسمح بحدوث شيء كهذا .
كان تصرفها غريزيا فوريا . كيف يمكنها ان تستمر في حبه وهو لا يريدها ؟
بدت متأكده مما تقول الى حدد قطب معه جبينه .
- لا تفهميني خطأ !
- لا لقد فهمتك جيدا ... ماذا تظنني ؟ فتاة شارع قد تستغل علاقتها بك لتحصل على مآرب مادية . انت ... انت شخص وضيع .
قالت هذا وقفزت من مكانها مندفعة الى خارج المطبخ وهي تقول له ببرودة بالغة :
- ساجمع حاجياتي واخرج في هذه اللحظة . ولا اريد ان اراك مرة اخرى ابدا . منذ اللحظة التي جئت بها الى فرامبتون جئت بالتعاسة وجعلت الحياة صعبة بالنسلة لكل نسان , ودعني فقط اقول لم ان لا سبيل الى ان تراني ثانية ... اعدك بذلك .
*****
- هل انت وثقة من انك ستكونين على مايرام ؟
حملقت جودي فيه وهو يفتح لها باب السيارة لتصعد . اغاظها الى اقصى حد ان يرغمها على ان يوصلها الى بيتها بسيارته بعد انفجارها فيه ذاك .
- حسنا , ساكون في بيتي احسن كثيرا مما كنت في بيتك .
قالت هذا بلهجة ثلجية وهو يصر على ان يحمل لها حقيبتها الى باب بيتها ليطمئن على دخولها بسلام .
وعندما خضعت برغمها للاغراء بان تنتظر اليه يبتعد بسيارته تملكها الخوف البالغ على مستقبلها , والغضب من نفسها .
انها بالتأكيد انضج بكثير من ان تستسلم لهذه العواطف الحمقاء .
*****
عندما ابتعد ليو عن كوح جودي , اكتشف انه كان يصرف اسنانه . ىخر ما يفكر فيه الآن هو الجلوس الى مائدة المناقشة .
الشيء الوحيد الذي يريده هو ان يمسك جودي ويخبرها بشعوره نحوها , وكيف ستكون حياته من دونها .
لقد فهمت كلامه على غير محمل حين قال انه يخشى منها ان تستعمله ماديا , يا الهي لا ادري كيف يعمل عقل المرأة !
( لا تغلطي ياجودي مارش , انت تريدينني )
وتملكه الذعر وهو يدرك انه يحدث نفسه بصوته الذي كان يملأ السيارة . لا عجب في قولهم ان الحب نوع من الجنون !.
******
انهكها كل ما حدث اكثر مما تريد ان تعترف به , واكتشفت فجأة انها متلهفة الى الخلاص بالنوم . انها بلاغة الطاقة في العادة , لكنها في اليومين الماضيين شعرت بانهاك جسدي .
ما ايقظها في النهاية هو صوت جرس الباب , وادركت انها استغرقت في النوم بكامل ملابسها , هبطت الى الطابق الاسفل وقلبها يخفق وهي تتسأل عما اذا كان هذا ليو .
لقد آلمها بشدة ان تعلم لهفته للابتعاد عنها وحرصه على ان تعلم انه لا يريد رؤيتها وانه يخشى تأثيرها فيه .
على كل حال لم يكن الزائر الا نايجل ابن عمها ,
وعندما ادخلته كان يلوح امامها بصحيفة .
- انت على الصفحة الاولى . الم تري الجريدة بعد ؟
على الصفحة الاولى ؟ واخذت منه الصحيفة تتفحصها , ووجهها يشتعل ذعرا وارتباكا وهي تتفحص الصورة التي تبدو فيها مقبوضا عليا .
قال نايجل مازحا وهو يسير الى المطبخ :
- كنت متوقع ان اضطر الى كفالة ابنة عمتي المتزمته لتخرج من السجن . لكن ليو سبقني , كما فهمت .
- من اخبرك بذلك ؟
فنظر اليها ساخرا :
- اتصلت بمخفر الشرطة , ومن القارءة بين ال لسطور , بدا ان ليو زاول ضغطا جهنميا على جيريمي ليجعله يتراجع عن دعواه ضدك .
ان يتراجع ؟ وقطبت جبينها :
- لكن ليو قال ان جيريمي غير رأيه ؟
- نعم , ولكن فقط بعد ان انذره ان لم يفعل ذلك , سيغيره هو له , ويبدو ان ليو تحدث تلفونيا مع الشرطة قرابة نصف الساعه هذا الصباح , مصرا على انه لا يريد توجيه اتهامات لك او لأي من العمال , يبدو لي انه لا بد يفكر فيك كثيرا جدا , يا ابنة العم , لكي يزعج نفسه الى هذا الحد لأجلك . الا يمكن ان تكون هذه هي القصة القديمة المعتادة عن الحب بين خصمين ؟
وضحك لكنه سكت وهو يرى اليأس على وجهها الشاحب :
- هل انت بخير ؟
فاجابته كاذبه :
- بأحسن حال .
- اتحبين ان نخرج الليلة لنتعشى خارجا ؟
- لا . لدي اعمال عليّ ان انجزها للمدرسة قبل الاثنين .
كان نايجل قد اصبح عند الباب عندما عاد يلتفت اليها :
- كان ليو في اجتماع مع مممثلي المظاهرة هذا الصباح . هل لمح لك بما قرره ؟ بالنسبة للمصنع ؟
- لا , ولماذا يفعل ؟
رأته ينظر اليها بقلق :
- هناك شيء خطأ. انت لست كعادتك .
- لا شيء خطأ , انا متعبة فقط هذا كل شيء.
شعرت بالذنب لكذبها على نايجل الذي كان احسن اصدقائها الى جانب انه ابن عمها , ولكن ماذا بيدها ان تفعل غير ذلك ؟
تبع انكارها هذا صمت قصير غير مريح , استدار بعده ليفتح باب الخروج .
نظرت اليه وهو يخرج . كانت حادة الطبع معه وعليها ان تعتذر له وتشرح امرها ولكن ليس الآن .
حاليا غير قادرة على ان تقوم بأي شيء معقول , كل ما تريده هو ان تفكر في ليو وما اخبرها به نايجل .
شغل بالها ان تعلم انه تدخل مع الشرطة لأجلها . بينما جعلها تعتقد انهم هم الذين اتصلوا به وليس العكس , كما قال نايجل .
وغاظها ان تعلم انها مدينة له , وان يكن هذا لم يشكل أي فرق ازاء ما عناه هذا الصباح . لا سبيل الى ذلك . انها لن تصفح عنه لسوء رأيه بها . لكنها كانت تعلم ان عليها ان تشكره لما فعله لأجلها وكلما اسرعت بهذه المهمة كان ذلك افضل !
وصرفت بأسنانها ثم صعدت لتغتسل وتغير ملابسها .
*****
رأى ليو جودي وهي تسير صاعده الطريق الى الباب الامامي لبيته اشتون هاوس . كان واقفا في غرفة مكتبه وقد انهى لتوه اتصالا تلفونيا مع شريكه الجديد في عملية نقل البضائع وتوزيع الاعمال التي ينوي تعيين مواقعها عند المصنع الواقع شبكة الطرق .
وكما ابلغ ممثلي عمال مصنع فراسيتون منذ فترة , قرر الآن ابقاء ذلك المصنع مفتوحا . لكن عليهم ان يثبتوا له انه قام بالامر الصحيح ,
وذلك بزيادة الانتاج ليضمن ان يبقى عمله في مستواه التنافسي المظهر للغاية , وتحت السترة قميص ابيض .
وبعكسها كان ليو قد غير ملابسه الى ثياب خفيفة لكن هذا لم يمنع جودي من التفكير في مبلغ قوته ورجولته الفياضة . عندما فتح الباب لها قبل ان تلمس الجرس , يدعوها الى الدخول.
لماذا , آه , لماذا شعورها هذا النحو ؟ ألمها لحبها له كان مرتبطا بغضبها الشديد من قسوة رفضه لها هذا الصباح , وعندما دخلت المنزل خلف ليو قالت بحزم :
- جاء نايجل لرؤيتي , قال ان عليّ ان اشكرك لأنني لم اضطر للذهاب الى المخفر هذا الصباح .
الطريقة التي قالت بها هذه الكلمات . بتلك النظرات المحاربة , جعلت ليو يشتم ابن عمها بصمت .
- جودي ...
لكنها هزت رأسها تقاطعه :
- هل هذا صحيح ؟
فقال بلطف:
- لقد وافقتني الشرطة على ان ليس هناك سبب لتعقيد الامور .
- الامر صحيح اذن ؟ لماذا فعلت ذلك ؟ هل لتجعل لك فضلا عليّ ؟ لماذا تريد ذلك ؟ لتنفض يدك مني نهائيا ؟
قالت هذا منهكة فقال :
- اسكتي للحظة .
وجاء دورها لتسكت بينما اخذ يحملق فيها بغضب بالغ .
هل تظنه حقا يريد منها الابتعاد عنه ؟ خلف غضبه , في اعمق اعماقه كان يشعر بألم يمزق قلبه .
حدثت جودي نفسها بأنها لن تتراجع , او تجعله يشعرها بأنها على خطأ . عليه ان يتحمل وجودها . فهي لن ترحل ولو طلب منها ذلك .
كل العذاب الذي تشعر به تدفق في داخلها . فقالت كتجاهلة التوتر الذي بينهما والغضب المتوهج في عينيه .
- انت لا تهتم , اليس كذلك ؟ المشاعر , حياة البشر , كل هذا لا يهمك . فانت سعيد جدا بان تغلق المصنع وتترك الناس دون عمل ...
في اعماقها كانت تراه بطلا , رجلا غير عادي , يملك .كل الفضائل التي تعشقها نساء العالم , خصوصا غريزة حماية من هم اضعف منه . وهكذا آلمها ان تدرك كم كانت مخطئة للغاية .
سمع ليو ما يكفيه , كيف تجرؤ على اتهامه بالخلو من المشاعر ؟ لو كان قاسيا عديم الاهتمام كما تتهمه , حالا ستصبح بين ذراعيه .... وهو ...
عندما اخذ يجاهد للسيطرة على مشاعره العنيفة لم يستطع ان يمنع نفسه من القول بعنف :
- اذا كانت هذه طريقتك في اقناعي بان ابقى المصنع مفتوحا , دعيني اخبرك بأن الطريقة التي استعملتها في غرفتي في الفندق هي اكثر اقناعا بكثير .
ادرك ليو منذ اللحظة التي نطق بها بهذه الكلمات انه اخطأ , لكن الوقت فات لاستعادتها .
اهي آهة تلك التي صدرك عنه ؟ تساءلت بغضب انثوي عنيف . حسنا , انه يستحق ان يتألم .
غضبها فقط هو الذي من الانفجار . كيف انحددر الى حد ان قذفها بتلك الكلمات ؟ حسنا , سيعلم حالا ان بأمكانها ان تكون كريهة مثله !
- لو كنت اظن ان هذه الطريقة ستنجح . وانك لن تنكث بالعهد في أي اتفاقية تعقد من وحي اللحظة , لجازفت بذلك .
وقال ذلك بحلاوة مصطنعه سرعان ما تحولت الى برودة وهي تقول بصوت منقذ :
- لكنني لو كنت مكانك ... .
- هل كنت ستقومين بالامور بشكل مختلف ؟فالتفتت اليه والقت عليه نظرة اخيرة غاضبة وهي تقول :
- حسنا , لو كنت مكانك لتاكدت من حقيقتي قبل ان القي بالتهم حولي . لن اسمع المزيد من هذا .
ثم خرجت قبل ان تستطيع منعها , تاركة اياه وهو يشتمها ذهنيا , ويشتم نفسه .
لماذا لم يخبرها ببساطة انه وجد طريقة يبقي بها المصنع مفتوحا ؟ لماذا ؟
لأن كرامته اللعينة الغبية لم تسمح له بذلك .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:09 AM   #9

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- كلمة تجرح ... وكلمة تداوي !


كانت جودي تسمع همهمة متحمسه تدور بين مجموعه من الاباء والامهات قرب بوابة المدرسة . نظرت اليهم بحيرة . يوم الاثنين كانت العادة ان يتم تسليم الاباء العمل بعضهم لبعض بهدوء .
لكن المزاج هذا الصباح كان متفائلا جدا بعكس مزاجها وهي تقف , عندما سمعت من يناديها بأسمها من امهات التلامذة :
- هل سمعت الاخبار ؟ اليس هذا رائعا ؟ لم اكد اصدق عندما عاد جون صباح السبت وقال لي ان ليو اعلن انه سيبقي على المصنع مفتوحا .
حدقت جودي اليها .
- هل فعل هذا ؟ لكنه اخبرها .... وقبل ان تتمكن من التفكير بوضوح اشتركت معهما في الحديث أم اخرى ضحكت بحرارة وهي تهنئ جودي على دورها في المظاهرة عند المصنع :
- لقد دهشنا جميعا وتأثرنا بالطريقة التي تحدث فيها ليو عنك للمخفر ,واخبرهم بانه لا ينوي ابدا ان يجعل الامور تتفاقم , ثم علمنا انه ينوي ابقاء المصنع مفتوحا . لقد غير هذا رأينا فيه جميعا .
وابتسمت وهي ترمق جودي بنظرة لم تفهمها هذه ثم تتابع :
- وطبعا كنت تعلمين قبلنا جميعا ان هذا سيحدث .
وابتدأ وجه جودي يتوهج . بينما اخذت المرآتان تتأملانها بتسلية , ماجعلها تدرك دون فكرة مسبقه , لماذا لم تسمع الا الآن فجأة ميرا فانشو تهتف بحرارة :
- حسنا , انا شخصيا اعتقد ان هذا من عدم اللياقة كليا . امرأة في مركزها ... معلمة مدرسة . مديرة مدرسة .. تطلق لنفسها العنان في علاقة من هذا النوع , لكنني يجب ان اقول انني لست دهشة , تماما . فأنا لم اوافق ابدا على بعض مناهجها في التدريس .
كانت ميرا تتحدث الى احدى الامهات وظهرها الى جودي , وعندما اقتربت جودي همست المراة الاخرى لميرا شيئا بسرعه وقد توهج وجهها ارتباكا .
لكن يبدو ان ميرا لم تشاركها ارتباكها هذا فقد ألقت برأسها الى الخلف وقال بصوت اكثر ارتفاعا :
- حسنا , آسفة , لكنني لا اهتم في الحقيقة لو سمعتني , فهي المخطئة في تصورها بهذا الشكل ... حيث تمضي الليل في جناحه في الفندق بشكل مكشوف , ثم تحاول ان تقنعنا جميعا انها تمثل الفضائل جميعها !.
شعرت جودي بالاشمئزاز وهي ترى نظرة الانتصار الحاقده في عيني المرأة الاخرى . لم تحبها ميرا قط , وهي تعرف هذا , وايضا على جودي ان تعترف بانها هي ايضا لا تحب ميرا .
ذكرت نفسها , وان تكن بغير حاجه الى من يذكرها , بوضعها ومسؤولياتها بصفتها مديرة مدرسة . تنفست بعمق ثم واجهت المرأة الاخرى :
- اظنني موضوع حديثكما , وفي هذه الحالة ... .
قاطعتها ميرا بفظاظة :
- لن تستطيعي انكار ذلك فهذا لن ينفعك , ايلي , موظفة الاستقبال في الفندق التي رأتك في الفندق عند وصولك وعند مغادرتك في الصباح التالي , ايلي هذه هي ابنتي بالتعميد وقد عرفتك على الفور من صورتك في الجريدة. لم تصدق ما قرات من انك اشتركت في مظاهرة عند المصنع وهي تعلم انك امضيت الليل مع صاحبه .
هبط قلب جودي . ما تسمعه اسوأ مما توقعت , ورأت من وجوه النساء الاخريات انهن ذهلن جميعا مما سمعن .
كيف تدافع عن نفسها ؟ واية ظروف مخففة يمكن ان تذكرها للتوضيح ؟ وتملكتها الكآبة وهي تدرك ان ليس هناك ما تقوله يمكن ان يحسن الوضع . وقول الحقيقة .. يجعل الامور اسوأ !
وتابعت ميرا تقول :
- هل تعملين انه , بالنسبة الى مركزي في مجلس ادارة المدرسة , سيكون متوجبا عليّ ان اذكر الشكوك التي اثارها سلوكك في نفسي وكذلك صلاحيتك لتعليم ابناءنا ؟
- انا لم ....
حاولت جودي ان تقاطعها لتدافع عن نفسها لكن ميرا هزمتها بقولها بصوت مرتفع :
- وفوق كل شيء , قبض عليك البوليس . اعتقد انه ينبغي ابلاغ السلطة التعليمية بالامر . والاسيمتلكني القلق على اخلاق ولدي التلميذ . لو كنت مكانك ... .
وكانت تقول هذا مظهرة شعورا عميقا مما جعل بعض الامهات يحملقن فيها باعين مستديره .
تملك جودي الاترياح عند قرع الجرس يدعو التلامذه الى صفوفهم ما منحها عذرا للهرب من معذبتها .
ربما من معذبتها لكن ليس من العذاب نفسه ... كما فكرت بعد نصف ساعه من وقفها امام النافذه دون حراك .
لقد رات النظرات ابتداء من الرثاء وانتهاء الى الفضول والنظرات الداعرة الكريهة ... وذلك من الامهات اللاتي كن يتابعن ردة فعلها ازاء فضح ميرا لأسرارها .
كانت تعلم ان لدى ميرا السلطة لجعل الحياة صعبة امامها وامام اسرتها . من الطبيعي ان يهتم بقية اعضاء مجلس الادارة باستقامة وسلوك مديرة المدرسة .
ورغم انه لم يكن من الممكن احالتها الى مجلس التأديب , الا انها لم تكن تحب طبعا ان تكون على خلاف مع اعضاء مجلس الادارة او تحب ان يجلب طراز حياتها سمعه سيئة للمدرسة .
اما بالنسبة الى ما قالته ميرا عن السلطة التعليمية فقد تشككت في ان يكون مجرد تهديد, لكن ضميرها لن يسمح لها بان تبقى في المدرسة ضد رغبات اباء التلامذة او في وضع يشعرهم بانها غير مناسبة لتربية اولادهم . عذوووب .
ابتدأ الصراع يتملكها .
كلام ميرا محا كل شيء ما عدا شعورها عندما عملت انه بعكس ما كان اخبرها , قرر عدم اغلاق المصنع , لماذا تركها تتهمه بهذا الشكل ؟
كان وقت الغداء تقريبا عندما علم ليو بما حدث لجودي . فقد انشغل مع محاسبيه معظم الصباح . يراجعان نفقات التغيير الذي احدثه في مصانعه التي اشتراها .
ولكن كل ما كان يفكر فيه حقا في الصباح , ويقلق لأجله , كان جودي والخصام الذي نشأ بينهما امس . لماذا تركها تذهب بذلك الشكل ؟
كان لديه اجتماع في المصنع , وعندما وصل الى هناك ؟ اكتشف ان جيريمي كان ينتظره ليراه .
واجه ليو بغضب بالغ :
- اريد ان آخذ بعض الاوراق التي تركتها هنا . لكن اولئك المعتوهين الذين تركتهم للحراسة رفضوا السماح لي بدخول المخزن , والله يعلم تعليمات من هذه .
فقال ليو برصانه :
- تعليماتي .
كانت هناك نسخة من الجريدة المحلية على المكتب . وقطب ليو جبينه وهو يرى صورة جودي على الصفحة الاولى .
ويبدو ان جيريمي رآها ايضا , فشخر ساخرا وهو يقول :
- الآنسة الصغيرة الطيبة ! حسنا , قريبا سيعرف حقيقتها كل انسان .
رأى ليو الحقد في عيني جيريمي فسأله :
- ماذا تعني ؟
فأجاب ضاحكا :
- ماذا تظنني اعني ؟ لقد رأوها تغادر جناحك في الفندق , متسللة في الصباح الباكر . قد يكون لهذا تأثير جيد عليك لكنني لااظنه كذلك بالنسبة الى اباء التلاميذ عندما يعلمون . مديرتهم تتسلل الى جناح رجل في فندق ولا تغادره حتى الصباح ... لن يدهشني ان يطلبوا استقالتها .
هبط قلب ليو وهو يصغي . كان جيريمي بالغ الثقة بنفسه وهو يتباهى , يبدو ان هناك من رأى جودي وهي تغادر جناحه في الفندق .
اخذ ليو يبحث بعنف وسرعة عن طريقة يدافع بها عنها . لم يكن هناك سوى شيء واحد يمكن ان ينفع .
سمر جيريمي بنظرة بارده ضجره وقال له بهدوء :
- آه , لا اظن ذلك . وعلى كل حال ما هو الخطأ ان يمضي خطيبان الليل معا ؟
نظر اليه جيريمي بحيرة ثم قال متحديا :
- خطيبان ؟ اذا كان هذا صحيحا لماذا لم يعرف به احد ؟
- لأننا اتفقنا على عدم اعلان ذلك حاليا , وان كان هذا ليس من شأنك او شأن أي احد أخر . آه , وبالمناسبة , فهمت من المحاسبين في المصنع ان مصلحة الضرائب اتصلت بهم بسبب بعض التلاعب في جهاز المحاسبة الذي كنت انت وضعته مكان الجهاز القديم الذي التهمته النيران , بطبيعة الحال , وقد طمأن المحاسبون لديّ مصلحة الضرائب بأننا مستعدون لإعطائهم كل العون الذي قد يحتاجونه .
*****
نظرت جودي امامها على المكتب بتعاسة . هناك اجتماع لأهالي التلاميذ هذا المساء حيث المفروض فيها ان تتحدث عن خطط لزيادة نشاطات المناهج الدمدرسية المعدة للتلاميذ .. وتملكتها رجفة .
يمكنها ان تتصور مقدار الانتقاد والاستنكار اللذين ستواجهانها في الاجتماع , محدثة نفسها بأها تستحق ذلك .
دخولها جناح ليو دون اذن منه , وشربها الكحول حتى ثملت , ثم النوم في سريره , وكأن كل ذلك لم يكن كافيا ...
وقررت بتعاسة انها ليست اهلا لتكون معلمة ولا لتتسلم هذا المركز . كانت ميرا على صواب وهي تنبهها الى ان اهل التلاميذ سيأخذون عنها فكرة قاتمة للغاية لما فعلته .
ياليت صورتها تلك لم تظهر في الجريدة . لكن هذا ماحدث .
واجفلت وهي تسمع نقرا خفيفا على بابها . احمر وجهها عندما اطلت هيلين ريدنغ , اقدم المعلمات لديها , اطلت برأسها من الباب تسألها غير واثقة :
- هل انت بخير ؟ فقط ....
فقط ماذا ؟ اخذت جودي تتساءل بإنكاسار .. انها فقط سمعت بالاقاويل فهي تتساءل ان كانت صحيحة .. واذا كان كذلك ماذا يمكنها هي جودي ان تفعل ؟
وردت عليها :
- آسفة , انه دوري في درس الرياضة , أليس كذلك ؟
قالت هذه متجنبة عيني المرأة عالمة جيدا ان غرضها من القدوم الى المكتب ليس لتذكريها بذلك .
فهتمفت ايلين :
- آه , لكنك لم تتناولي غداءك . يمكنني ان انوب عنك في هذا الدرس اذا شئت .
وسكتت برهة ثم قالت بارتباك :
- ميرا في الملعب مع بعض الامهات ... .
وعندما قطعت كلامها فجأة قالت جودي :
- لا بأس يا هيلين . يمكنني ان اخمن ماذا يجري. واظنك , انت وبقية زميلاتك , سمعتن الاقاويل ... .
شعرت جودي بشجاعتها تفارقها . قالت هيلين باهتمام حقيقي :
- لا يبدو عليك انك بصحة جيدة , لماذا لا تذهبين الى بيتك ؟
وتساءلت جودي بمرارة ان كانت هيلين تعني ان تذهب الى بيتها قبل ان يزداد وضعها ضعفا فلا تجد امامها سوى الذهاب الى بيتها ... نهائيا ؟
- كلا يمكنني ان افعل ذلك .
وابتدأت تشعر بالمرض . الاقاويل , خصوصا هذا النوع من الاقاويل ينتشر مثل النار في الهشيم . متى تراها تصل الى مسامع اسرتها واصدقاءها ؟ ابن عمها ؟ اسرته ؟
امها وابوها يستمتعان بتقاعدهما برحلة حول اميركا . لكنهما لن يغيبا طويلا بكل تأكيد , ذلك انهما مزهوان بها وبكل ما انجزته للمدرسة . ولكنها ستخبرهما بالحقيقة وسيفهمان الامر ....
ولكن ماذا عن الناس ؟ وعندما غادرت هيلين مكتبها واغلقت الباب خلفها , تنهدت مشمئزة من نفسها .
هل ما تشعر به نحو ليو مجرد انجذاب ؟ ولكن الانجذاب لا يؤثر في المشاعر كما تأثرت مشاعرها .
الانجذاب لا يوقظ الشخص من احلامه ليلا باكيا من الألم والخسارة لأنه اكتشف حقيقة الشخص الذي يحبه .
شعرت وكأن جودي تلك تنتمي الى حياة اخرى ! كيف جعلت نفسها في وضع كهذا ؟
كانت تسمع دوما ان الحب نوع من الجنون .. الحب ! انها تدرك الآن انها كانت على وشك ان تفقد سيطرتها على الواقع . لا سبيل الى ان تداوم على التفكير في انها تحب ليو .... لا سبيل الى ذلك !
*****
نظر ليو الى ساعته . كان يحضر اجتماعا طوال بعد الظهر , لكنه اصبح حرا اخيرا .
كان واعيا تماما الى ان من الفطنة البالغة ان ينبه جودي الى خطبتهما , ولكن بعد طريقة افتراقهما اخر مرة , تملكه الشك في ان الاتصال بها هاتفيا سينفع .
لابد ان المدرسة الآن اقفلت لهذا النهار فلم يبق اماه سوى الذهاب الى بيتها في القرية ليخبرها بما حدث , وانه عندما يتبدد الغضب العام يمكنهما ان يعلنا انتهاء خطبتهما .
مجرد تذكره نظرة جيريمي الداعره وهو يخبره عن الاقاويل التي تتناول جودي , كان يكفي ليشعر ليو بالاجرام وبأن له الحق في ان يحميها بالطريقة التي يختارها هو .
وحتى الآن رأيه ان احسن ما يمكن عمله هو ان تضع خاتمه في اصبع يدها اليسرى .... خاتم الزواج .
كان ايطاليا حقا اكثر مما كان يدرك , وكان يفكر في ذلك عابسا وهو يتوجه الى سيارته .

وهذا ذكره بأن عليه أن يتصل بأسرته تليفونياً .الزيجة التي وعد أمه بها
يجب أن تؤجل ..على الأقل حتى يطمئن إلى أن جودي بخير .
- فهمت أنك ستحضرين الإجتماع هذا المساء.
أجفلت جودي عندما تركت ميرا فرانشاو أمهات التلاميذ المجتمعين قرب
بوابة المدرسة لكي تواجهها : ( الآن بعد أن حصلت على خطيب ثري تهتمين به ،
لا أظنك ستهتمين بمستقبل المدرسة أو تلاميذها . أليس كذلك ؟)
خطيب ثري ؟ لها هي ؟ ماهذا الذي تفعله ميرا؟
كانت جودي تتساءل بملل .إنها لاتتذكر أنها شعرت يوماً ، بعد انتهاء اليوم الدارسي،
بمثل هذا الإنهاك ،لكن هذا اليوم لم يكن عادياً طبعاً .وهي تشعر بأن كل ما تريده هو أن تنام.
كانت ميرا الآن واقفة أمامها ، وعيناها الصغيرتان الباردتان تضيقان بالعداء وهي تتابع : ( أرجو
أن لا تظني لأنك مخطوبة لليو جفرسن ، لن توجه إليك أسئلة معينة ،من الأمهات
إن لم يكن من مجلس الإدارة ، و ...).
فأسكتتها جودي بحدة : ( لحظة واحدة ، مالذي تعنينه بالضبط عن أنني مخطوبة لليو جفرسن ؟)
أخذت تتساءل من أين حصلت ميرا على هذه الفكرة الخيالية الفظيعة لتنشرها في الإنحاء بأسرع ما تستطيع كما رأت من مراقبة
الموجودين لهما .
فقالت ميرا بإزدراء : ( لقد فات الوقت الآن على أن تتخذي صفة الحذر والبراءة ،
إنما لا بد لي من القوم بأنني ، بصفتي أماً ، أظن أن امرأة في مركزك كان يجب أن تتخذ الصفتين معاً بدلاً
من جلب سؤ السمعة للمدرسة ).
- ميرا . . .

ابتدأت جودي تقول عابسة . ثم سكتت عندما تراجعت مجموعة صغيرة من الأمهات عن البوابة للسماح لسيارة مرسيدس كبيرة بأن
تقف خارجها . وعندما خرج ليو منها ، أعلنت ميرا تقول : ( ها قد جاء خطيبك .
أرجو أن لا يظن ، لأنه اشترى المصنع بثمن بخس ، محتالاً على الأسرة ليبيعوه المصنع رغم إرادتهم ،
كما أخبرنا جيريمي ...
فهذا يعطيه أي نوع من المركز أو السلطة محلياً !
كان جيريمي محترماُ جداً من عماله ).
قالت ذلك بعد اعتبار للحقيقة ماجعل جودي لا تصدق إذنيها .
كان ليو قد وصل إليهم الآن ، ولسبب لم تكن جودي تريد أن تحلله ، اكتشفت أن جزءأ صغيراً منها شع بالرضى لوجوده .
لكن هذا لا يعني أن ليده الحق في التواجد هنا ، ليزيد الوضع سوءاً بوضعه يده على ذراعها بشكل المتملك ،ثم ينحني ليمسح وجنتيها بقبلة
وهو يهمس في إذنيها : ( سأشرح لك الأمر عندما نكون وحدنا ..)
ثم أبتعد عنها قليلاً ليقول بصوت مرتفع : ( آسف لتأخري ،يا حبيبتي ،هناك ما أعاقني ).
ودون أن يمنحها فرصة لتقول فيها كلمة ، قادها إلى سيارته وأصعدها إليها قبل أن يصعد
هو إلى مقعد القيادة بجانبها .
انتظرت حتى أصبحا خارج مرمى الأنظار ثم سألته وهي ترتجف : ( هل لك أن تفسر لي ما يجري ، ولماذا تظن ميرا فانشاو أننا مخطوبان؟)
فسألها بحيرة : ( ميرا فانشاو؟)
- المرأة التي كانت معي عند وصولك .
قالت هذا بفروغ صبر . وكانت تشعر بالتعب والإستياء والجوع ورغبة سخيفة في أن تتوسل إلى ليو ليوقف السيارة لتستطيع أن تريح
رأسها على كتفه ثم تستغرق في بكاء بهيج عنيف هو من القوة بحيث كاد يهزمها كلياً .
- إنها صديقة حميمة لجيريمي دريسكول ..و ..
- آه ، أحقاً ؟ لا عجب في إنها تعلم بخطبتنا .
فتأملته غاضبة : ( خطبتنا ؟ أية خطبة ؟ لسنا مخطوبين ).
- ليس رسمياً .
فقاطعته ثائرة :
- ولا بأي شكل .

فقال بهدوء : ( لم يكن لدي خيار يا جودي . فقد أخبرني دريسكول أنهم رأوك
خارجة من جناحي في الفندق ذلك الصباح وكان يبدو ..)
وسكت لا يريد أن يخبرها كيف كان وضع جيريمي وافتراضة كريهين ،
فقالت بحرارة : ( أنا أعلم ما تريد قوله . رأوني أغادر غرفتك .
ما يعني أنني امرأة ساقطة وغير صالحة كلياً للتعليم في مدرسة أطفال أبرياء .
بالله عليك ، كل ما فعلته هو النوم في سريرك لا معك ..وهذا لا يعني ..)
وذعرت عندما اغرورقت عيناها بالدموع وبدت مشارعها العنيفة في صوتها ..
فحاول أن يطمئنها : ( جودي ، أنا أعرف تماماً ما يعني هذا وما لا يعني . لكن تلك المعرفة هي بيننا نحن الأثنين فقط.
أنت تعلمين ما أقوله أليس كذلك ؟)
سألها هذا برفق ، وعندما لم تجب بل حولت نظراتها عنه إلى خارج النافذة ، رأى احمرار وجهها فتألم لأجلها .
- لأ أظنك ستهتمين بشكل خاص لو أنني أعلنت في صحيفة كاملة من الجريدة المحلية بأن لا شيء حدث بيننا في تلك الليلة .
- هذا لا يعني أن عليك أن تدعي بأننا خطيبان .
- فعلت هذا لأحميك .
لكي يحميها ! كيف يدعي هذا بينما ألمح سابقاً بأنه يريد ألا يراها ثانية ...
وتملكتها التعاسة ..هل هذا مجرد خدعة ساخرة؟
فقالت بغضب : ( أنت غير مسؤول عن حمايتي )
- ربما ليس في نظرك .
قال هذا بجد مفاجئ بطريقة جعلت قلبها يخفق بمشاعر أنثوية خالصة نحو
رجولته البالغة وقوته . ومبلغ تلهفها إلى الإعتماد على قوته والتماس السلوى والحماية والحب...
لكنها لا تسطيع طبعاً ! ولا ينبغي لها ذلك ..!
- في نظري أؤكد لك أنني أعتبر ذلك مسؤوليتي تماماً .
أنت لست وحدك التي تملك سمعة عليها أن تصونها ،كما تعلمين.
قال هذا بصوت موجز إلى حد مؤلم جعلها تلتفت إليه ، وسرعان ماندمت على ذلك بعد أن أثار مشهد جانب وجهه الشوق في نفسها طارداً أي شعور آخر .
يجب أن لا تشعر نحوه بشيء كهذا ، كما حدث نفسها بذعر .
عليها ألا تتوق إليه ، أو تحبه ..
وصدرت عنها آهه هي بين الألم واليأٍس فقال : ( كيف تظنين تأثير ذلك علي عندما ينتشر بين الناس ،
أننا أنا وأنت ..؟)
- أتعني أنك تقوم بهذا لأجل نفسك وليس لأجلي ؟
هذا هو الأمر إذن ؟
فقال بحزم : ( أنا أفعل هذا لأنه حالياً هو خيارنا الوحيد )
شعرت بنفسها تضعف . ستكون راحة كبرى لها أن تدع ليو يستلم المسؤولية ..أن تدعه يقف بينها وبين استنكار الناس.
وأن تدع الناي يعتقدون أنه يحبها وأن ..

لا ، لا يمكنها أن تفعل هذا ! لأنها إذا فعلت ستصبح في خطر تصديق ذلك هي نفسها .
وهزت رأسها رافضة بعنف : ( لا ! لن أختبئ خلفك يا ليو .
لن أكذب ، لن أدعي ..قد يكون وجودي في غرفتك خطأ وغير أخلاقي في نظر بعض الناس .
ولكن في نظري ، الأسوأ من ذلك هو أن أكذب بشأنه .
إذا شاء الناس أن يتنقدوني أو يدينوني عليّ إذن أن أقبل حكمهم عليّ، وأن أقبل نتيجة سلوكي ).
عندما أخذ ينظر إليها فيرى الخوف يتصارع مع الكرامة في عينيها ،
امتلأ إعجاباً بصدقها وإشفاقها على ضعفها .
اكنت صادقة للغاية وساذجة للغاية ، وعليه أن يحميها من نفسها بقدر ما هو من الآخرين .
وعندما اتجه بسيارته نحو منزله ( آشتون هاوس ) قال لها بخشونة : ( سيصلبونك . هل تريدين حقاً أن تخسري كل ما عملت لأجله ياجودي ؟
المدرسة وكل إنجازات ).
فقالت مجاهدة لإخفاء الألم الذي شعرت به : ( هناك مدارس أخرى ).
أوقف سيارته فأدركت أين هما : ( لماذا أحضرتني إلى هنا ؟ أريد أن أذهب إلى بيتي ).
وسكتت وهزت رأسها قائلة بعجز : ( لا يمكننا أن نكون خطيبين . هذا ليس ..نحن لا ..)
فقال مبدداً مابقى لديخا من ضبط النفس : ( علينا أن نكون كذلك يا جودي . لا نستطيع أن نكون غير ذلك ).
فقالت بتعاسة : ( خذني إلى بيتي . لدي اجتماع الليلة ، فإذا لم أذهب سيكون لدى ميرا فانشاو
مناسبة رائعة للكلام ضدي ).
*******
بأن تبقية مفتوحاً . على كل حال ، الحب يهزم كل شيء ، كما يقولون ).
أخذت جودي تفكر بتعاسة في أن الحب قد يفعل هذا ، لكنها لن تعرف أبداً مادام ليو لا يحبها .
رن جرس تليفونها ، وهذه المرة توقعت أن يكون المتكلم نايجل .
رفعت السماعة ، فقال : ( أنت جواد رابح ، أليس كذلك ؟)
فبط قلبها : ( أنت سمعت إذن )
- طبعاً سمعت . . . كل المدينة سمعت .آه ، وبالمناسبة ،اتصل الأ[وان بي يسألان متى بإمكانهما أن يتعرفا إلى الخطيب .
أظن أني ستتصل بك عصر هذا النهار.
فصرخت بذعر : ( ماذا ؟ لكنني لا أريدهما أن يعلما ..).
فقال بحيرة : ( ماذا ؟)
- أعني أنني لا أريدهما أن يعلما الآن ، لأنني أريد أن أخبرهما بنفسي وبكل ما حدث بهذه السرعة ..
- نعم ، وبسرعة بالغة . لقد صدمت قليلاً عندما علمت أنك أمضيت ليلة مع ليو في فندقه.
خصوصاً بعد أن عاملته أمام الناس في حفلة العشاء وكأنه عدوك رقم واحد.
- آه . يا نايجل.
ثم سكتت . كيف يمكنها أن تشرح لابن عمها ما حدث ؟
وإذا لم تستطع أن تشرح له خو ، كيف يمكنها أن تفعل هذا لأي شخص آخر ؟
عندما أخبرت ليو أنها لا تريد أن تورط نفسها في الخداع أو تختبئ خلفه ،
كانت تعني ما قالت ، لكنها أدركت الآن فجأة أن الأمر ليس بهذه السهولة .
وأن هناك أناساً آخرين في حياتها عليها أن تراعي مشاعرهم .
مضت عدة دقائق بعد انتهاء حديثها مع نايجل ، وهي تعض شفتها مفكرة ، ثم تناولت سماعة التليفون .
طلبت رقم ليو بأصابع مرتجفة ، مجرد سماعها صوته جعلها بأجمعها ترتجف ، وقالت بصوت أجش : ( أنا جودي .كنت أفكر في ما قلته بالنسبة إلي ..
إلى خطوبتنا ..وأنا الآن موافقة ..).
وعندما لم يجب ليو ، جف فمها ، ماذا لو أنه غير رأيه ؟

ماذا لو أنه لم يعد يهتم بسمعته أو يشعر بمسؤوليته ، كما كان قال عن حمايتها ؟
ثم سمعت صوت السماعة توضع مكانها فجأة فتملكها الغثيان .
لقد غير رأيه !
ماذا ستفعل الآن ؟
وبعد ذكل بعشر دقائق وكانت قد تكومت على أريكتها . قطبت جبينها وهي تسمع جرس الباب يُدق .
لا بد أنه نايجل ! وسارت لتفتح الباب .ولكنه كان ليو ، وعندما خطا إلى ردهتها وعندما حدقت إليه ذاهلة قال : ( ما أعلمه أن على الخطيبين
أن يحتفلا بخطبتهما ، مع الانعزال والسربر .والأفضل أن يكون السرير واسعاً والعزلة طويلة الأمد .
ولكن بما أن خطبتنا لن تكون عهداً مدى الحياة ، فسنلغي الأنعزال والسرير .
ونظر إليها ، فشعرت أن وجهها كان يحترق ليس بالخجل بل بالغضب ، كما أدركت مع شعور بالذنب .
وقال بلطف : ( وطبعاً ، إذا كنت تفضلين الخيار الأول ..)
فنظرت إليه ساخطة : ( ما أفضلة هو أن لا أكون في هذا الوضع على الأطلاق ).
وعندما ابتعدت عنه تساءل عما ستقولة لو أنه حملها بين ذراعيه وسار بها إلى مكان منعزل ليبقيها هناك حتى يشبعها حباً ..
ثم ماذا ؟ تخبره بأنها تحبه ؟ تساءل ساخراُ من نفسه ثم سألها بلطف : ( كيف سار اجتماع الأمهات ؟)
فقالت بجفاء : ( منحت خطبتنا المجال لمختلف وجهات النظر )
ولم تخبره بأن ميرا قررت أن واجبها الأخلاقي يدفعها إلى إبلاغ السلطة التعليمية عن الوضع .
فقال ليو برقة : ( إنها مجرد زوبعة في فنجان . بعد ستة أشهر سيكون كل شيء منسياً ).
ليس هذا ما قاله من قبل عندما أصر على أن السيبل الوحيد إلى حماية وظيفتها هو أن يعلنا خطبتهما . وعضت شفتها . ومع ذلك ، قد ينساها ليو في ستة أشهر لكنه
هي لن تنساه أبداً .
- بل علينا أن نحتفل . ماذا لديك لنشرية ؟
- أنا أكره الإدعاء والخداع . ولهذا من الخطأ أن تحتفل بهذا التقليد الشاعري بشيء هو مجرد زيف ..وادعاء..
- جودي !
بعث صدقها الصريح غير المتوقع غصة في حلقة .
بدت حزينة للغاية ، رصينة العيني وحبيبة إلى حد أراد أن يأخذها بين ذراعيه و ..
- هذا ليس ..
- أرجوك ، لا أريد أن أناقش هذا أكثر من ذلك .

جلست جودي على أريكتها الصغيرة . كان الاجتماع من السوء بقدر ما كانت تخاف بالضبط
حيث حاولت ميرا فانشاو بوضوح أن تحوله إلى مناقشة أخلاقية تريد بذلك أن تخجل وتذل جودي قدر إمكانها .
لكن جودي لم تكن دون مساندين فهناك عدة أشخاص جاؤوا يهنئونها على خطبتها بحرارة حقيقية .
وقالت إحدى الأمهات متعاطفة معها : ( لا بد أن الأمر بينكما كان صعباً ، حين كان خطيبك يريد أن يغلق المصنع بينما أنت ملتزمة
ثم نهذت وأخذت تسير في أنحاء الغرفة بقلق .
كانت تعلم ما كان سيقوله . وأن عدم الصدق غير مهم بالنسبة إلى الظروف .
ربما هو غير مهم بالنسبة إليه لكنه مهم بالنسبة إليها خصوصاً أن هناك شيء
مؤلم بشكل لا يطاق .. وقالت بصوت مختنق : ( أريد ..أريدك أن تخرج الآن ).
تردد ليو لحظة ، بدت له ضعيفة هشة للغاية إلى حد أن يبقى معها ..كما بدت شاحبة متعبة أيضاً .
أخذ يتفحصها مرة آخرى مقطباًُ جبينه : ( جودي ، لا أردي ما أقوله لك الآن ).
فقالت بحدة : ( لا تقل شيئاً ).
تملكتها المرارة . لو كانت تساءلت ، عما إذ كانت أساءت الحكم عليه .
فقد أتبت لها الآن أنها لم تسئ الحكم .
وإذا كانت أيضاً من الحماقة بحيث رأت نوعاً من العاطفة في حضوره إلى بيتها الليلة والأشياء
التي قالها لها ، إذن فقد أدركت خطأها تماماً .
قالت بفتور : ( أنا متعبة وأريدك أن تخرج ).
قالت هذا وسارت إلى الباب ،فتبعها . وعندما جلس في سيارته أخذ يتساءل عما كان يرجو أن يستفيد
من تصرفاته تلك . هل ظن حقاً أن مجرد اتصال تيلفوني منها ليحتفلا بخطوبتهما الزائفه سيغير من عدم حبها له ؟
وقرر وهو يعود إلى بيته أنه ربما كان أحمق لكنه مازال رجلاً شريفاًُ ، ويريد أن يطمأن تماماً إلى أن جودي وسمعتها مصانتان
سواء شاءت هي ذلك أم أبت ، أما الآن فهما خطيبان في نظر الناس ، وقريباً ستلبس خاتمه لإثبات ذلك .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:09 AM   #10

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- مشكلة اسمها الحب

لم تستطع جودي ان تمنع نفسها من ان تحدق في الخاتم الماسي السوليتير الهادئ المتألق والذي لا عيب فيه . الذي تلبسه .
كانت قد عارضت ان يشتري ليو خاتما لها , لكنه رفض الاذعان وما لبثت ان اذعنت هي ضعفا وجبنا .
دعاها عمها وزوجته مع ليو الى حفلة عشاء , وكانت تعلم كما ان ليو نبهها . ان عمها وزوجته يتوقعان ان يريا الخاتم في اصبعها .
ولهذا فقط سمحت لليو بان يشتري الخاتم . واصرت في البداية على ان يكون الخاتم زائفا رخيصا , لكن اقتراحها اغضبه الى حد صدمها فأذعنت .
لم يسمح لها بان تعرف ثمن هذا الخاتم الذي اختاره لها , حاولت اولا ان تختار اصغر ماسه , لكن ليو اصر على ان تجرب عدة خواتم قبل ان يعلن ان الخاتم السوليتير هو الذي اعجبه .
كان اختياره صدمة اخرى لجودي , لأن هذا الخاتم هو ما كانت ستختاره هي في ظروف مختلفه . والآن وهي تجلس بجانبه في السيارة , لم تستطع منع نفسها من ان تلمسه بخجل عندما اخذت الماسه تتألق في الضوء .
لم تكن متشوقه الى حفلة العشاء هذه رغم حبها لعمها وزوجته . فقد كانا تقليديين للغاية , خصوصا زوجة عمها التي كانت حتما ستلقي عليها اسئلة كثيرة صعبه .
وقالت لليو مرتبكة وهي ترشده الى طريق البيت :
- ما كان لك ان تفعل ذلك . كان يمكنني ان اعتذر . وعلى كل حال , مع استسلام ...
فقد انتشر في القرية الآن ان مصلحة الضرائب تحقق مع جيريمي , ولكن حتى هذه الاقاويل لم تسكت ميرا فانشاو عن مداومة الاشارة الى قلقها من سلوك جودي .
*****
- اتريدين ان تتحدثي الى السيد ليو جفرسون ؟
سألت سكرتيرة ليو الجديدة في المصنع المرأة المتصلة بليو والتي قالت انها لم تستطع الاصال به الى تليفونه الخليوي وانها لم تسمع منه خبرا منذ ايام .
-آسفة لأنه غير موجود حاليا , وربما اقفل تليفونه لأنه ذهب ليقابل خطيبته .
ومن الناحية الثانية من الخط , اوشكت السماعه ان تسقط من يد لويزا جفرسون , والدة ليو :
- خطيبته ؟ آه , حسنا ... طببعا !
- هل اخبره بأتصالك ؟
- آه , هذا ليس ضروريا .
ووضعت السماعه وذهبت تبحث عن زوجها الذي كان بجانب البحيرة , فقالت له :
- عليّ ان اذهب الى انكلترا لأرى ليناردو .
*****
كانت السهره جيده فقد ضحك ليو , تأدبا من نكات عمها ومدح طهي زوجته باخلاص جعل من الواضح انهما سيتقبلانه في اسرتهما بكل ترحيب .
وكانت جودي تراقب كل هذا بتسامح ساخر . وعند تناول القهوة في غرفة الجلوس سمعت زوجة عمها تسأل :
- والآن , متى سيكون العرس ؟ الم تحددا موعد بعد ؟
- لا .
- نعم .
عندما تكلم الاثنان في وقت واحد نقلت زوجة عمها نظراتها الحائرة من وجه ليو الباسم الى وجه جودي الرصين .
فقالت جودي :
- لقد عقدنا خطبتنا لتونا .
وقال ليو :
- ساتزوج جودي غدا لو وافقت .
ونظر باتجاه جودي بابتسامه مشرقة ماكرة جعلتها تريد ان تصرخ وهي تراه يستمتع بذلك .
واجابت زوجة العم .
- طبعا على جودي ان تنتظر عودة والديها . وماذا بالنسبة الى والديك . ياليو ؟
فأجاب بلهجة صادقة :
- اريد ان آخذ جودي الى ايطاليا لتتعرف اليهما وذلك بأسرع ما يمكنني . لكنني ادرك انهما سيحبانها بقدر ما احبها .
ثم امسك بيدها .
شعرت جودي بمشاعر تبعث الرجفة في جسدها منذ لمسها .
اذهلها ذلك واخافها , كما اغضبها جدا , غضبت من ليو لنه جعلها تحبه , وغضبت من نفسها ايضا , ومع ذلك لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تغمض عينيها وتتمنى لو ان كل هذا كان حقيقة , وانه يحبها وان مستقبلهما سيكون معا حقا .
ودعهما عمها وزوجته عند الباب , وكان ليو قد احاط خصر جودي بذراعه وهم يسيران الى الباب ومن ثم الى السيارة خارج المنزل . وعندما وصلا الى السيارة قالت له :
- يمكنك ان تتركني الآن . لا احد سيرانا .
سألها برقة :
- وماذا لو انني لا اريد ان اتركك ؟
كان ضوء القمر كافيا لكي ترى جودي حرارة المشاعر تلمع في عينيه وهو ينظر اليها .
تراجعت نحو السيارة وهي ترتجف وقلبها يخفق بشدة , ولكن ليس من الخوف .
قالت تعترض :
- ليو.
لكنه كان قد تسلل بيديه ببطء الى ذراعيها فإذا بها ترتجف , ومشاعرها من التوتر بحيث خافت مما قد تفعل مجرد ملامسة عفوية من يديه تجعلها تشعر بهذا الشكل .
لكنها تحبه ... تحبه كثيرا !
قال هامسا :
- اننا خطيبان , لا تنسي , وبالتالي مسموح لنا بهذا العمل ... بل هو متوقع منا ... ثم انني اريد ذلك !
قال ذلك بصوت اصبح فجأة يلتهب بالمشاعر ما جعل جودي ترتجف مرة اخرى :
- لكن خطبتنا ليست حقيقية .
ووضع يده على خصرها بينما احاط وجهها باليد الاخرى ... وامسكت هي انفاسها واذا به يخفض رأسه ويعانقها .
- ما الذي فيك يجعلني اشعر بهذا الشكل ؟
كان ليو يسألها بصوت مخنوق , لكن جودي كانت تعلم ان هذه الكلمات المثقلة بالشوق لا تقاس بما تشعر هي به .
وسمعت ليو يقول بصوت اجش :
- حاليا يمكنني ....
وصاحت بومه فوق رأسيهما فأجفلا , وفجأة ابتعد ليو عنها وتركها تشعر بالبرودة والوحدة وهو يسير ليفتح باب السيارة .
*****
في الطابق السفلي سمعت جودي حركة ساعي البريد يضع رسائلها في الصندوق . لقد انتهى اخيرا الفصل الدراسي , وبهذا لم يعد عليها ان تسرع للذهاب الى العمل .
انهت لبس ثيابها ثم نزلت الى الطابق الاسفل , جامعة رسائلها في طريقها ,
هناك رسالة من والديها , ومجموعة كاملة من بريد تافه لا اهمية له . وكان عليها ان تجلس قبل ان تنظر الى البطاقة ...
والداها ؟ عليها ان تخبرهما بما حدث معها ... قبل ان تصل الاقاويل الى مسامعهما .
كانت قد طلبت من عمها وزوجته ان لا يذكرا شيئا عن خطبتها لوالديها اذا تحدثا اليهما , قائلة انها ستخبرهما بنفسها .
ثم لعلمها بانهما لن يعودا الى الوطن قبل شهرين على الاقل, اقنعت نفسها بان لديها الوقت الكافي لاستعادة حياتها الطبيعية قبل عودتهما , انما الآن .....!
سيحبها ابواها ويصدقانها فهما يعرفان من اية طينة هي .
*****
- امي !
اخذ ليو يحدق مذهولا في زائرته التي لم يتوقعها وهو يفتح لها الباب . كان اخبر والديه انه انتقل الى منزل استأجره في فرامبتون ,
وانه سيعيش فيه حتى يحل كل التعقيدات العائدة للعمل . كان يعلم بانه لم يستطع ان يفي بوعده ويذهب الى زيارة والديه مرة اخرى في ايطاليا ,
لكنه حتما لم يتوقع ان يرى امه على عتبة بابه .
سألها وهو يقطب جبينه حين رأى سيارتها الاجرة تتوارى :
- اين ابي ؟
- جئت وحدي . ولن استطيع البقاء اكثر من ايام معدودات , لكنها تكفي للتعرف اثناءها الى خطيبتك ؟
وكان ليو ينحني ليحمل حقيبتها فوقف فجأة وحدق اليها .
عدة اجوبة توارت الى ذهنه , لكن امه هي امه . وهي امرأة بالغة الفطنة والداهء كما عرفها طوال اكثر من 30 سنه وقدرها .
امسك بذراعها يدعوها الى الدخول .. ورافقته امه ثم قالت :
- هذا المنزل يمثل بيت اسرة جيدا جدا ياليوناردو. انه قوي حسن البناء والاولاد سينشأون هنا بشكل حسن جدا وقد اعجبتني الحديقة رغم حاجتها الى اصلاح . هل تحسن العمل في الحديقة خطيبتك هذه ؟ هذا ما ارجوه . المرأة التي تطعم حديقتها ستطعم زوجها واولادها .
كانت امه الشخص الوحيد في العالم الذي تناديه بأسمه الكامل ليوناردو . واخذ ليو يفكر في ذلك وهو يدخلها الردهة , ورآها تنظر متأمله الى زهرية فيها ازهار كانت جودي تسقتها على منضده الردهة منذ ايام عندما اخذها ليو الى بيته وهما في طريقهما لزيارة عمها وزوجته , وبهذا امكنه ان ينهي بعض اوراق العمل .
كان قد جاء اتصال تلفوني استغرق بعضا من وقته , وعندما انضم اليها اخيرا وجدها جمعت بعض الازهار من الحديقة ثم نسقتها في فاز , قائلة له ان من المؤسف ان تترك هذه الازهار تموت دون تقدير او حب .
قالت امه :
- خطيبتك اذن ربة منزل ماهرة . هل تطهي لك طعاما ؟
بدت له امه في محاولتها معرفة صفات جودي الانثوية والامومية بدت له ايطالية للغاية , وتنهد وهو يأخذها الى المطبخ :
- ماما , هناك شيء يجب ان تعلميه .... وان اخبرك به يستغرق بعض الوقت :
- هناك شيء واحد يجب ان اعرفه ولن يستغرق منك قوله سوى وقت قصير جدا , هل تحبها ؟
ظنت لحظة انه لا يريد ان يجيب . وذكرت نفسها بأسف بانه رجل على كل حال وليس صبيا . واذا به يكشر بشكل هزلي وهو يدفع شعره عن وجهه الى الخلف ما ذكرها بحركة لأبيه ثم قال :
- نعم , لسوء الحظ . انا احبها .
- لسوء الحظ ؟

- هناك مشكلة ؟
حضور أمه غير المتوقع كان تعقيداً للأمور لم يكن ينتظره ، ولكن بعد أن أصبحت
هنا أكتشف ، بشعور من المذلة أنه يريد حقاً أن يتحدث إليها عن جودي .
ليطلعها ليس فقط على حبه لجودي ولكن أيضاً على قلقة وارتباكة وتشوش أموره .
أجابت أمه هازلة : ( دوماً هناك مشكلة في الحب ، وإلا فهو ليس حباً .
أخبرني إذن ماهي مشكلتك ..إلا يحبك أبوها ؟ هكذا الأب مع ابنته . وأنا أذكر أن أبي ..)
- لم أتعرف بعد إلى والد جودي يا ماما ، وعلى كل حال أنا أخبرتك بأنني أحب جودي ، أما لم أخبرك
به بعد فهو أنها لا تحبني .
- لا تحبك ؟ لكنكما مخطوبان ، ولا بد لي من القول إن معرفتي بخطبتك من الكسرتيرة لم تعجبني ، على كل حال ..
- أرجوك يا ماما . دعيني أشرح الأمر .
وعندما فعل . كان حريصاً على أن يهذب قصته كي لا تقفز أمه إلى استنتاج خاطئ عن جودي كما فعل
هو لكنه شعر بأنها ليست راضية تماماً عن شرحه للأحداث .
- أنت تحبها ، لكنها رضيت بالخطبة لتصون سمعتها حيث أنها صداف أن نامت في سريرك في غرفتك في الفندق .
ثم رأوها تغادر غرفتك في الصباح الباكر ؟
وارتفع حاجباه بطريقة أظهرت كل أنواع المشاعر ، ماجعل قلب ليو يهبط : ( يهمني جداً أن أقابل خطيبتك تلك يا ليوناردو).
- حسناً لا أستطيع أن أعدك بأن تريها . عليّ أن أذهب إلى لندن في عمل هذا اليوم وسأمضي هناك عدة أيام.
يمكنك أن تأتي معي إذا شئت أن تتسوّقي .
فنظرت إليه شزراً : ( أنا أعيش في إيطاليا الآن وعندنا مدينة ( ميلان) ،
فأنا لست بحاجة إلى التسوق .بينما أنت في لندن سأنتظرك هنا حتى تعود .
أين تعيش خطيبتك؟).
فتنهد : ( إنها تعيش هنا في ( فرامبتون) . أنا أعلم أن نيتك طيبة ، ولكن أرجوك ، أريدك أن لا ..لا ...).
- لا أتدخل ؟ أنا أمك ، يا ليوناردو ، كما أنني إيطالية ...
- أفهم هذا ، لكنني أرجو أن تفهمني أن ذلك ، مادامت جودي لا تحبني ، لن يسبب لي سوى
المذلة والإحراج إذا عملت بأنني أحبها ، وأنا لا أريد أن أبعث هذه المشاعر في نفس أي منا ..
ما سأخبرك به يا أمي بيني وبينك فقط وأريد أن يبقى كذلك ، وأن لا تذهبي للبحث عن جودي ولتناقشي أيا من هذا معها ،
لا أريد أن تتكدر أو تحرج بأي طريقة ومن أي شخص .
مضت لحظة ظنها فيها سترفض ، لكنها تنفست بعمق ووافقت :
( لن أبحث عنها ).
- شكراً .
وعندما انحنى ليقبلها سمعها تقول متذمرة : ( عندما دعوت الله أن يجعلك تقع في الحب ، لم أكن أعني أن يحدث كل هذا ).
-أعلم أنك تريدين أحفاداً .
وابتسم محاولاً أن يبعث المرح في حديثهما .
- نعم ، أريد أحفاداً ، لكن ما أريده أكثر هو أن أراك تتزوج امرأة تحبها .
أريد أن تكتمل حياتك وتسعد بنفس نوع الحب الذي عشنا فيه ، أنا وأ*** . اريد لك ما تريده كل أم لأبنها .
أريدك أن تكون سعيداً .
قالت هذا بعنف وعيناها تتألقان بحب وحنان الأمومة .
****

لا يمكن أن ترغب أمه له هذه الأشياء التي وصفتها أكثر مما يرغب هو فيها لنفسه ،
كما أقر ليو وهو يقود سيارته بعد ساعتين نحو (فرامبتون) في طريقة إلى لندن .
وكان قد ترك أمه تنسق الورود بعد أن رفضت أن تصغي إلى أي اقتراح منه بأنها بإمكانها أن تعود إلى إيطاليا .
وفي القرية كان الإغراء بأن يتحول إلى بيت جودي من القوة بحيث أخذ يتمسك بعجلة القيادة بكل قوة لكي يكبحه .
لن تكون حياته الآن سعيدة أبداً ، كما أخذ يفكر بإكتئاب ، من دون جودي وحب جودي ، وحضورها وحرارتها .
****
جلست جودي أمام شاشة الكمبيوتر تقرأ بعناية رسالة الإستقالة التي أمضت في كتابتها ثلاث ساعات.
وقد أنهتها الآن ، ولن يمنعها شيء من طباعتها وإرسالها بالبريد .
لكنها ، لأمر ما ، لم تستطع أن تحمل نفسها على القيام بهذا العمل ..
نهضت ثم أخذت تسير في إنحاء الغرفة ، وفجأة ، التقطت مفاتيحها وسارت نحو الباب.
كان نهاراً صيفياً رائعاً ، وحدائق الأكواخ في القسم الذي تسكن فيه من شارع القرية تفيض بالإزهار ،
مشكلة مشهداً رائعاً .
عادة ، كان هذا المشهد يرفع معنوياتها ويجعلها تفكر كم هي محظوظة
في العيش هنا ، وأن تكون بشخصيتها هذه : شخصية امرأة ذات عمل تحبه ، وأسرة تحبها ، وحياة تحبها .
ولكنها ليست مع رجل تحبه . . الرجل الذي تحبه . وقريباً ، لن تكون مع العمل الذي تحبه أيضاً ..
مع أن المدرسة والعمل كانا يهمانها جداً ،إلا أنهما لا يقارنان بعنف حبها لليو .
انشغالها بالتفكير في ليو ،جعلها تسير دون وعي نحو المدرسة .
وكان أمامها ، خارج الكنيسة ، مقعد خشبي مستطيل جلست عليه ،
وأخذت تنظر في أنحاء المكان الذي كان يعني الكثير لها ، والذي طالما جاهدت لأجله .
لم تكن من الغرور بحيث تعتقد أن ليس لمعلمة أخرى تحب مدرستها بقدر حبها هي لمدرستها ؟
وهل ستحب امرأة أخرى ليو بقدر حبها هي له ؟
إغرورقت عيناها بالدموع ، وعندما أسرعت بفتح حقيبة يدها لتخرج منديلاً لتمسحها به .
انتبهت إلى امرأة جاءت وجلست على نهاية المقعد الذي تجلس عليه .
- هل أنت بخير ؟ لم أستطع إلا أن ألاحظ أنك تبكين .
تملك جودي الحذر . ذلك أن ليس من عادة الإنسان الإنكليزي أن يعلق على حزن شخص غريب .
مهما كان شعورة بالعطف أو الفضول بالغاُ .
رفعت جودي رأسها بكبرياء ثم التفتت إلى المرأة : ( أنا بأحسن حال ، شكراً ).
لكن الذعر تملكها عندما نفجرت من عينيها دموع جديدة سالت على خديها وأخذ صوتها يرتجف .
أدركت أنها ستتفجر بالبكاء في أية لحظة الآن كأي طفلة صغيرة .
وقالت المرأة بحنان : ( لا ، أنت لست كذلك . بل أنت متكدرة جداً كما أن غاضبة مني لقولي هذا ،
ولكن أحياناً ثمة فائدة من الحديث إلى الغرباء .رأيتك تنظرين إلى المدرسة ..)
- نعم ، أنا ...أنا أعلمّ فيها ..كنت كذلك ...أما الآن ...وعضت شفتها .
- الآن قررت ترك العمل . ربما وقعت في الغرام فأنت مضطرة إلى الأنتقال إلى مكان آخر ، وأنت تبكين لأنك ستفتقدين هذا المكان الرائع الجمال .
أحست جودي أن هذه المرأة ليست انكليزية رغم انكليزيتها الممتازة .
ربما هي زائرة ..امرأة مارة في المنطقة ..امرأة لن تراها ، هي جودي ، أبداً أبداً بعد الآن .
وفجأة ،لسبب متعذر تفسيرة ، اكتشفت جودي أنها تحب أن تتحدث إلى هذه المرأة لكي تخفف عن نفسها ولتبحث ،
أن لم يكن عن تفسير لما يحدث لها ، فعلى الأقل عن التفهم من إنسان آخر .
شيء ما حدثها بأن هذه المرأة متفهمه . رأت ذلك في دفء عينيها وتشجيع ابتسامتها .
- أنا أحب ، لكنه حب غير متبادل ..الرجل الذي أحبه لا يحبني .
فقالت المرأة بحزم : ( لا يحبك ؟ إنه مجنون إذن . كل رجل لا يحب المرأة التي تحبه هو مجنون ).
وابتسمت لجودي مرة أخرى ، فأدركت هذه أن المرأة أكبر سناً مما خيل إليها في البداية .
ربما في أواخر الخمسينات من عمرها .
- لماذا لا يحبك ؟ هل أخبرك السبب ؟
وجدت جودي نفسها تبدأ في الإبتسام : ( تقريباً ، لقد ألمح إلي ..)
- لكنكما عشيقان ،أليس كذال ك؟
شعرت بوجهها يحمر وهي تعترف : ( لا ، لم يصل الأمر إلى هذا الحد ، مع أنني حاولت إغواء مرة عن غير قصد ..)
وسكتت وعادت تعض شفتها . هناك أشياء لم تستطع التلفظ بها ، ولكن لم يبد على جليستها مثل هذا العائق : ( إغويته ؟ كيف ذلك ؟)
بدت ممتسلية أكثر منها مصدومة ، وعندما نظرت إليها جودي رأت ضحكاً في عيني المرأة السوداوين : ( حسناً ، كنت ..فاجأته تقريباً .
فقد رقدت في سريره ، ولم يكن هو يعلم بأنني هناك .وعندما استيقظت ورأيته .و...)
وسكتت . وجدت متنفسأً في ماتفعله وذلك لإفضاء ما يقل صدرها إلى امرأة أخرى .
وابتدأت تقول بصوت منخفض : ( كنت رأيته قبل ذلك في ردهة الفندق ، ولم أكن أعرفه حينذاك ولكنني ..)
وسكتت ، فقالت المرأة : ( هل أنجذبت إليه ؟).
فأومأت جودي موافقة بحماسة : ( حرك مشاعري بشكل لم يفعله رجل آخر ..وأعتقد أنني أحببته من أول نظرة وقد يبدو هذا جنوناً ،
وأظنني عندما استيقظت ووجدت نفسي معه في السرير ..لا بد أن جسدي تذكر شعوري السابق نحوه ،
و...لكنه ، حسناً ظنني في البداية ..تركني وقد ظنني مومساً تحاول إغواءه ، لتحصل على المال ..
ما كان لي أن أدخل إلى غرفة رجل مهما كان السبب . لقد شعرت ببالغ الخزي !).
فسألتها المرأة وهي تهو كتفيها : ( هل لوقوعك في الحب ؟ ولماذا يتملكك الخزي من ذلك ؟ هذا شيء طبيعي جداً ).
- ربما ليس لوقوعي في الحب ، ولكن لسؤ تصرفي ..كيف لامرأة مثلي أن تقضي ليلة في غرفة رجل ..هل سيصدقني أحد لو أخبرته بأن سخرية القدر أدت إلى ذلك؟
وهزت رأسها وغصت بريقها وأخذت تغالب دموعها .
لكن المرأة عادت تٍسألها : ( وهكذا اجتمعت بالرجل الذي أحببته .
أنت تقولين إنه لا يحبك .ولكن هل أنت واثقة ؟)
- تماماً .
- وها أنت ذي هنا تبكين لأنك لا تطيقين العيش بدونه .
- نعم ، وأيضاً لأسباب أخرى .
- أسباب أخرى ؟
فسحبت نفساً مرتجفاً : ( بعد ..بعد أن أدرك أنني لست كما ظنني في البداية ..حسناً ، عندما أدرك حقيقتي ،لمح إلي أنه يخشى من تأثيري فيه وأنه لا يريد أن يراني ثانية ).
- لمّح ؟ أتقصدين أنه لم يقل ذلك بالحرف ؟
- نعم ولكنني فهمت ..أن يخاف أن أستغله .
وعضت شفتها وحولت نظراتها وقد عادت عيناها تغرورقان بالدموع : ( حدثت نفسي بأن من المستحيل أن أحب رجلاً مثله ،
رجلاً يسيء الظن بي بهذا الشكل ..أنا امرأة شريفة ولا يمكن أن أستغله أبداً ..ولكن الأغنياء يظنون أن كل شيء هو المال ).
وهزت رأسها بينما سألتها المرأة :
- ربما أنت مخطئة بشأنه ..لقد قلت إنه لمّح ولم تقولي إنه قال .
لعل عقلك أوحى لك ذلك ..عقل المرأة يفكر بغرابة أحياناً .
- أؤكد لك أنني فهمته جيداً.

-ربما أنت مخطئة بحقه .
-إنه رجل شهم بطبيعته وهذا مادفعه إلى حمايتي .
كان علي أن أواجه تحقيقاً رسمياً لأن هناك من رآني أغادر غرفته في الفندق وأشياء أخرى.
وبصفتي مديرة المدرسة ، من المتوقع طبعاًُ أن أكون ..هذا هو السبب الذي جعله يقول إننا مخطوبان .
لأجل الأقاويل وليحميني .
ورفعت جودي يدها اليسرى حيث كانت ماسة ليو تتألق كدموعها المنهمرة ,
قالت لها المرأة : ( ولكن كيف يقدم إليك الحماية وهو لا يريدك في حياته ..بماذا تفكرين؟)
فجذبت جودي نفساً عميقاً : (قررت أن أنتقل من هنا وأبدأ حياة جديدة في مكان آخر ).
-دون أن تخبري حبيبك بذلك؟
تساءلت جودي كيف يبدو كل هذا الأستنكار على المرأة بعد كل ماأخبرتها به : ( ولماذا أتحدث إلى رجل لا يريدني ؟)
لم يكن لديها فكرة كم مكثت هنا تفضي بأمورها إلى هذا المرأة الغريبة ، ولكنها شعرت الآن بالإنهاك والتعب فأرادت العودة إلى البيت لترتاح .
وقفت وهي تقول للمرأة بإبتسامة متعبة : ( شكراً لإصغائك إلي ).
واستدارت لتذهب لكن المرأة وقفت بدورها ، وأدهشت جودي حين عانقتها بحرارة وبكل حنان : ( تشجعي ، كل شيء سيصبح على ما يرام . أنا واثقة من ذلك).
وعندما ابتسمت لها ، ساور جودي شعور غريب بأن هناك شيئاً في المرأة هذه مألوف لشكل ما .
لكن ذلك شيء سخيف طبعاً ، فهي تعلم أنها لم ترها قط من قبل .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.