آخر 10 مشاركات
همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree33Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-08, 12:56 AM   #21

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي


كان يجب ان تعاد القصة مرارا وتكرارا وأحست ليلي بالخجل من أنها أصبحت تجيد الكذب. بل أنها أصبحت تضيف للقصة بعض الزخرفة وتذكرت ما أعتزمه رويز آلدوريت من بيع المصنع والعودة الى المكسيك وأن هذا جعله يوقن من انه لن يراها ثانية وأذ لم يكن على علم بخطبتها لعدم ارتدائها الخاتم اثناء العمل فقدأخذها على غرة وسألها فجاة ان تتزوجه. بل كان من السهل ان تقنع كل أمريء بان تريطها في بروس بدأ يسبب لها تأنيب الضمير بدرجة مؤلمة.
ولكنها استغرقت في البكاء اذ أوت الى فراشها حتى بللت وسادتها ثم تمالكت نفسها وكبحت دموعها واستلقت على ظهرها محملقة في السقف. لقد أدت المهمة وأصبح كل امرئ يعرف أنها ستتزوج من رويز آلدوريت بدلا من بروس.
وفي طريقها الى العمل في الصباح التالي شعرت ليلي بمزيد من الغثيان لأنها مضطرة للتظاهر بحب رويز عندما يكون معها. وراحت تتمثل حاجبيه السوداوين يرتفعان في عجب بارد أذا ما نادته باسمه مجردا فما بالك بالاظرار لبعض النظرات الناعمة وكلمات الاعزاز. وتمنت من أعماق قلبها لو انها لم تقترح قط التظاهر بالحب ولكنها أصبحت ملزمة بالمضي في ذلك لأنه السبيل الوحيد لنجاح الخدعة.
وشعرت بلحظة ارتباك حين سمعت الجرس يدعوها اليه بعد وصولهما الى المكتب. ولكن ما كان ثمة ما يدعو للانزعاج اذ كان العهد به دائما حتى انه لم يذكر شيئا عن خطبتهما!
غير أن كيري اتخذت وضعا مختلفا تماما. فقبيل انتهاء عمل اليوم أقتحمت مكتب ليلي وأثارت الموضوع مباشرة, بصراحتها المعهودة:
" هل علمت ان هناك شائعات بأنك ستتزوجين من رويز آلدوريت؟ لقد بلغتني منذ لحظات فقط, والا لكنت أوقفتها... لكم أود أن أخنق الغبية التي أطلقتها! الله وحده يعلم ما سوف يقول اذا ما ترامت الى أذنيه!"
تطلعت اليها ليلي, وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ببطء متعمدة, وقالت:
" أنا الت أطلقتها."
فحملقت فيها كيري بغباء.... وأردفت ليلي:
"أنها ليست شائعة انني سأتزوجه!"
" أنك مجنونة."
"كلا, بل أنني أحبه حقا."
صاحت كيري في استهجان وأصرت على ان تعرف الحقيقة فروت لها ليلي القصة التي أصبحت تجيد روايتها و أذا كانت القصة مقنعة لكل امرئ فانها لم تكن ذات أثر يذكر على كيري التي قالت في أستهجان:
" هذا أسخف كذب مكشوف سمعته يوما! الآن بالحقيقة! أنني أعرفك أمدا طويلا ونظرتي لأمورك مختلفة تماما عن نظرة أهلك."أخيرا هزت ليلي كتفها وقالت في أعياء:
" الحق, ما من أحد منا يهوى الآخر. أنه اتفاق مصلحة منذ البداية للنهاية. فهو مضطر للزواج والعودة للمكسيك ليرث ضياع الاسرة..."
وأرسلت كيري صفيرا خفيفا وهزت رأسها قائلة:
" هذا أقرب للمعقول. ولكن ماذا يدعوك بحق السماء لا تفاق مصلحة؟ وبروس؟"
قالت ليلي معززة ما كان في خاطر صديقتها:
" بروس يريد الزواج من ستيلا" وشعرت بالارتياح في حديثها الى كيري وهي لا تدرك ان صديقتها كانت تتحرق شوقا الى أن يخنق شخص ما ستيلا, وهي تصغى في صمت واجم الى ليلي وقد راحت تروي كيف أكتشفت الامر, وكلنلتها المقتضبة تكشف عن مدى ألمها... واختتمت ليلي حديثها قائلة:
" هكذا رأيت أن شيئا كهذا كفيل بأن يساعدهما. فان ستيلا قد تلوم نفسها وتأبى الزواج من بروس, اذا لم تصدق أنني أحب سواه."
ودار بخلد كيري: ما كان محتملا لستيلا أن تلوم نفسها على شيء ما, وودت كيري في تلك اللحظة ان تفجر كل شكوكها في ستيلا ولكنها كبحت جماح سخطها مدركة أن ليلي لن تصدقها وبأن تعزف عن صداقتها, أو تسبقيها متوترة. لذلك عادت تلزم الصمت... ثم أزداد أشفاقها وجزعها فجأة, اذ خامرتها فكرة فرمقت صديقتها بنظرة مترددة وقالت:
" هذا ال... الاتفاق التجاري... ألا يلزمكما بانجاب وريث للاراضي؟"
شعرت ليلي بالدماء تتدافع لوجهها بشدة وأسرعت تقول:
"كلا طبعا وأن لم تتمالك ان تشعر بأن الوريث هو بالذات ما قصد به شرط الوصية ولكن اذا كان رويز يؤثر ان يتغافل عن هذا الجزء غير المكتوب من الشرط, فليس لها أن تثيره ولا كانت راغبة فيه. فما كانت تتصور شيئا من أن تسلم نفسها لرويز آلدوريت البعيد عن المشاعر الآدمية . ولو كان هذا صريحا في الشرط لما قبلت مهما تكن الظروف!
وتساءلت ليلي في شيء من القلق:
" أتظنين أن أحدا غيرك سيشعر بالسبب الحقيقي للخطبة؟"
فهزت كيري رأسها وهتفت بحرارة:
" يا الله!... كلا أنا نفسي ام أكن متأكدة."
وقالت:
" قد تعتقد الاخريات أنك كنت تحبينه طيلة الوقت ولكن كيف ستتغلبين على أنه مجرد اتفاق تجاري؟ لو أستمر صاحب السيادة على سلوكه المتباعد المعتاد فان أمك أول من سيرتاب."
وأقرت ليلي وقالت وهي تحاول معرفة تأثير كلامها على صديقتها:
" لقد سألته عما أذا كان يمانع في أن يتظاهر بالحب."
ولم تخيب كيري توقعها ففغرت فمها لحظة, واختلجت اهذابها ثم هزت رأسها وهتفت:
"ماذا؟ لا داعي لأن تكرري ما قلت, فقد سمعته ولكن لم أصدقه."
وأبتسمت ثم سألتها بصراحه وفضول مغتبط في تلك اللحظة:
" كم دام الصمت الجليدي وكيف انفجر صاحب السيادة عندما تغلب على الصدمة المشدوهة؟"
قالت ليلي بهدوء:
" لقد وافق...."
وعادت كيري تحملق فيها وتهز رأسها وتقول:
" ماذا؟ لا أصدق!"
هزت ليلي كتفيها وقالت:
" أنتظري ... وسترين."
فأبتسمت كيري فجأة وقالت:
" لا أستطيع الانتظار."
ثم ضحكت وتحولت عن الخوف من مكر ستيلا الى فكرة الجديدة المثيرة فكرة تظاهر رويز آلدوريت بالحب لسكرتيرته, وقالت:
" أتمنى لو أختلس النظر خلال ثقب الباب عندما يحتويك الرجل في عناق حار."
وأتبعت كلماتها بابتسامة تستثير بها صديقتها مداعبة. ولدهشتها تضرج وجه ليلي ولو كانت الظروف غير هذه لرمتها كيري بنظرة متفحصة ومتألمة.
وأسرعت ليلي قائلة:
" لا أكاد أظن أن هذا محتمل... ثم أننا لن نضطر لهذا ونحن وحدنا!"
فهزت كيري رأسها قائلة:
" مازلت لا أتصوره يتظاهر بالحب لأي امرئ وأن كان الجدير به ألا يكون جبل الجليد الذي يمشي على قدمين كما هو حقا أذا راعينا انه نصف أسباني."
وتطلعت الى صاحبتها وأبتسمت في مداعبة خبيثة وأسترسلت:
" لا أقول هذا لأنني أظن أن هناك ما يدعو للاكتراث بهذا الصدد وأنما لأنني لا أستطيع أن أتصوره يتحول الى هذا الطراز وأن لم يكن بوسع المرء أن يتكهن بما قد تفعله به بلاده الاصليه!"
رمقتها ليلي بجفاء وأمتنعت عن التعليق على الفكرة السخيفة فكرة أن ينتهك رويز اتفاق عذريا افلاطونيا. بل كانت مرتابة في أن سيكون قادرا على أن ينفذ بنجاح الخدعة البسيطة التي لم يكن منها بد أمام الملأ. وأختلست كيري نظرة جاذبية وهي تعجب... كيفي سينتهي هذا الارتباط المتورط الرهيب؟. وودت لو تنصح ليلي بألا تتعجل الامور وأن ترجيء هذا الزواج غير العاطفي أطول ما تستطيع فقد كانت موقنة بأن ستيلا ستدخل تغييرا جديدا على الموقف في القريب. كانت موقنة بأن ستيلا لم تحب بروس وأنما كانت تدفع الملل فحسب بانتزاعه من اختها. ولعلها في الحقيقة كانت تعتزم أن تتخلص من بروس وتصده بمشهد عاطفي قبل رحيلها الى لندن وكان الامر بالنسبة لستيلا مجرد لعبة ولكن ليلي ولا ريب قلبت الامور بوصولها الى البيت دون أن يفطن أحدهما وما كانت ستيلا في رأى كيري لتستسيغ أن تجد بروس يلاحقها ولم تعد تربطه الى ليلي أية خطبة أذ هذا كفيلا بأن تضطرها الى أيضاح وتفسير لبروس فقد كان آخر رجل تود ان تتزوج به وقد أصبح لزاما عليها بعد تحرره من خطبة ليلي أن تتخلص منه. فعندما تقرر ستيلا الجميلة المشهورة أن تتزوج فما من شك في أنها ستنتقي رجلا موفور المال لتحظى بكل الرفاهية و الترف اللذين تشتهيهما دون أن تضطر للعمل باستمرار. أذ كانت ستيلا برغم حبها الشهرة خاملة
لم تكن كيري تملك سوى أن ترجو أن تحدث ستيلا نفسها تطورات في الموقف قبل أن تمضي ليلي بعيدا مع رويز آلدوريت فلو رغب بروس في أن يعود الى ليلي فلن يشدها رويز آلدوريت بالتأكيد الى ذلك الاتفاق التجاري غير المعقول!



أنتهى الفصل الرابع

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:06 AM   #22

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

المدير... الخطيب

تنامت بلدة كورفيستون في سرعة فائقة. وحرصت بلديتها على توزيع الابنية القديمة و الحديثة في تناسق. وتحيط بها طبعا الضواحي السكننية بمنازلها الصغيرة بينما ظلت على الجانب الآخر للنهر الضواحي القديمة محتفظة بطابعها الريفي الهاديء... وعلى قمة أحد المرتفعات كانت دار ذات طابع يوحي بالود بنيت من الطوب الذي أضفى عليه الجو طبقة رمادية.
كانت مرغريت في المطبخ تغسل الاطباق بمساعدة ابنتيها اذ كان يوم السبت وليس من عمل يشغلها كما راح التوأمان يساعدانهن وان كان الشطر الاكبر من مساهمتهما صخبا أكثر منه عملا مما أنتهى بطردهما الى الحديقة. و التفتت الام الى أبنتيها مبتسمة فخورة بهما, وقالت منتقية كلماتها:
" يبدو ان احدثا تلم بهذه الاسرة أخيرا."
وما كانت الفتاتان في بعاء ستيلا حقا ولكنهما كانت جذابتين... جولي بشعرها النحاسي الطويل ينساب معقوصا على شكلا ذيل الحصان , وليلي بشعرها البرونزي المجدول في ذلك الصباح في ضفيرتين التفت كلن منهما مع الاخرى في مؤخرة عنقها.
قالت جولي موافقة أمها:
" أنني أرى هذا , لاسيما اذ فاجأتنا ليلي باعتزامها الزواج من رويز آلدوريت, وبرس يوشك أن يدبر أمره مع ستيلا."
فقالت مرغريت ضاحكة:
" أن الامور لا تسير في رتابة حقا."

كان نبأ بروس وستيلا يحير الاسرة منذ تسعة أيام ولكنهما لم يستطيعا بعد أن يعلنا خطبتهما.فقد ذهب بروس الى لندن ليقابل ستيلا فوجد مسكنها معلقا وذهب الى شركة الافلام, فتلقى جوابا غير مشجع... كان من الواضح أن أحدا لم يدر بشيء عن الخطبة المتوقعة بين نجمتهم الاولى وهذا الرجل غير المعروف الذي يوحى مظهره بأنه غير ذي أهمية فظنوه من أولئك الذين يلاحقون نجوم السينما, فرفضوا أن يعطوه عنوانها. كل ما تفضلوا به عليه أن اللقطات الأخيرة في الفبلم الذ تمثله كانت تلتقط في موقع أحداثه ولكنهم لم يخبروه أين كان ذلك الموقع. وعاد بروس متوتر الاعصاب محبطا الى المدينة وحاول أن يتبين ما أذا كان آل ديرموت يعلمون أين يستطيع الاتصال بستيلا. وأضطر طبعا ان يحدثهم بما جرى. ولم يجد لديهم عنوانا فاضطر في النهاية الى أن يكتب لها بعنوان مسكنها املا أن تصلها رسالته.
كبحت كيري تعليقا حادا حين سمعت أن ستيلا سافرت لموقع أحداث الفيلم دون ان تسمع تحلل بروس من خطبته لأختها. ورأت في داخلها أن الأقدار كانت في صف ستيلا. كانت تأمل أن ترفض ستيلا الشاب صراحة فيثوب الى رشدة.... وأتفاق المصلحة يزداد أقترابا من موعده.
وقالت جول معلقة على ذلك:
" أن أمر بروس وستيلا مستغرب. ما خطر لي قط أنها تختار شابا مثل بروس."
وأبتسمت وهي ترنو الى ليلي بخبث مردفة:
" أما رويز آلدوريت فأوقن الآن بأنه خبير بمبادلة الفتيات الغرام."
وشعرت ليلي بدفء يثير الشك يتصاعد لوجهها نذيرا بالخجل وأن لم تكن تتصور حدوث شيء كهذا ولكن ضحكة جولي أكدت ذلك وهي تقول:
"هذا هو الدليل! وأراهن بأنه لا يقل حرارة ولعل لانتمائه للاسبان يدا في ذها."
وعاد التوأمان الى المطبخ وأن هي الا لحظة حتى تصاعدت صيحاتهما من الحديقةثانية منبئة بأنهما يمثلان حرب الهنود الحمر.. وكان جدار من الحجر الذي كسته الطحالب يفصل الحديقة عن بستا الفاكهة ويحول دون رؤيتهما ولكن صرخاتهما وضجيجهما كانا يعلنان أن الحرب الهندية أو رقص الحرب مستمرة.
* * *
تناولت جولي كتابا وخرجت الى الحديقة بعد تنظيف الادوات بينما ارتدت ليلي سروالا قديما بلون الكاكي وبلوزة بيضاء بدون أكمام وأخذت تقطع الحشائش... وأتجهت مرغريت بالسيارة الى الجزء الحديث من كورفيستون فأودعت السيارة في موقف السيارات ريثما تشتري لوازمها.. وأتمت مهممتها ولكنها حين عادت للسيارة وجدتها لا تعمل فوقفت حائرة... فسألها حارس الموقف:
" أهناك مشكلة يا سيدة ديرموت؟"
والتفت فجأة عند سماع أسمها. رجل كان على بضع ياردات.. بينما أجابت مرغريت الحارس:
" لست أدري ماذا أصاب هذه السيارة المتعبة!"
ورفع الحارس غطاء المحرك وتأمل ما تحته وعبث بأصابعه فترة ثم أستوى واقفا وهز رأسه قائلا:
" ما من شيء واضح فيها. يبدو أنه لا بد من أرسالها الى الكاراج."
وأنبعث صوت عميق ينطوي على أختلاف بسيط عن الاصوات المحيطة بهما:
" هل أستطيع تقديم أي عون؟"
فالتفتت مرغريت لترى أن الرجل الاسمر الطويل الذي كان يقف بجوار سيارته على بضع ياردات قد أقبل عليهما. كان له طابع مميز ولاحظت عيناها على الفور ثيابه الانيقة, وقد ارتداها في عفوية الشخص الذي ألف هذه الثياب وعزز ظنها أن الحارس أجابه باحترام بالغ:
" بعض الخلل في السيارة يا سيدي..."
قال الرجل وقد أشرقت وجهه الأبتسامة النادرة:
" أذن فقد يكون بوسعي أن أقل السيدة ديرموت الى البيت."
وأردف يخاطبها:
" أنني رويز آلدوريت"
وشعرت مرغريت بهزة دهشة تعتريها ثم باهتمام طريف يغشاها. أذن فهذا الشخص هو الصهر الذي كانت ليلي تعتزم أن تقدمه اليها! ودبر , بروح الشخص الذي أعتا اصار الاوامر وهوموقن من أطاعتها أمر نقل سيارتها الى الكاراج, فشكرته وهي ترمقه بنظرة أنثوية شاملة, يخالطها شوق الأم لمعرفة نوع الرجل الذي اختارته أبنتها!
ولاحظت بحاستها الانثوية على الفور جاذبيته السمراء ودقة القسمات والعينين السوداوين والشعر الاسود اللامع يتخلله وميض أزرق تحت الشمس والاسنان البيضاء القوية والفم على الحزم و الذقن الناطقة بعناد يكاد يبلغ درجة القسوة. وكانت بشرته شاحبه لا عن مرض ولكن... كأنما كانت بحاجة الى لمسة من الشمس أشد مما ألقت خلال السنوات العشرة الاخيرة. كانت عينا الأم أكثر خبرة من عيني الابنة فلاحظت أمورا كثيرة ما كانت ليلي مدركة لها... فالفم الحاوم كان حازما عن قصد كأنما صاغته السنوات من السيطرة العميقة على النفس, ومع ذلك فقد بقى ظل واهن من توجس يكاد يبلغ مبلغ التجهم الصبياني وبقى التقوس الغريب لشفته العليا الذي خيل لليلي يوما على أنه شاهد على مشاعر قوية وأستبعدته في الحال مستنكرة مجرد التفكير بهذا ولكن أمها رأت فيها اموارا أخرى... فها ذا الرجل معتد وحيد أصيب بجرح نفسي بالغ في وقت ما من الماضي فانطوى على نفسه متظاهرا بأنه فوق أن يصاب ثانية بجرح نزوات الدنيا وقسواتها. وتجلى للأم أن الكبت البارد الذي كسا قسماته وصوته ظاهرة غير طبيعية فلم يساورها قلق مما قد يكون له من تأثير على ليلي. ةغلى أي حال فان شكله كان يتغير تماما اذا ما ابتسم ولعل هذه هي الناحية التي عرفتها ليلي يه.
قال رويز أذ انسابت السيارة الفخمة السوداء بهما:
" أمل ألا تكون خطبتنا قد وقعت موقع هزة مفاجئة!"

فهزت مرغريت رأسها وقالت ضاحكة:
" هزة؟ الواقع لا أدري كيف أستطاعت أبنتي التكتم الى هذا الحد!"
ومرة أخرى لمحت ومضة الابتسامة الدافئة التي كانت تغير شكله وهو يقول:
" آمل ألا تحمليها في نفسك ضدي."
فابتسمت وهي تهز رأسها ثانية, وقالت مطمئنة:
" سصفح عنك...."
وعجبت من نفسها أن ليلي اوحت اليها بأنه كان جامدا... كان رجلا فاتن بالرغم من الفم الحازم الذي كان يحي بقسوة لكنها أدركت بغريزتها أنها لا يمكن أن تكون قسوة ظالمة. كان رجلا قادرا على أن يمزج الحزم بالطف. وأذ ذاك تبددب آخر هواجسها نحو الاختيار المفاجئ الغريب صدر عن ليلي فبالرغن من قصر عمر المعرفة أدركت مرغريت أن رويز آلدوريت أهلا للثقة وأنه كفيلا بأن يسعد ليلي .
كان قطع على ليلي انهماكهما في العمل في الحديقة, وعلى جولى انصرافها للقراءة قدوم التوأمين وقد خططا وجهيهما بأحمر شفاه جولي وزينا رأسيهما بالريش وأخذا يصرخان بجنون, وهتفت جولي:
" يا ألهي! عاد الهنديان الى الحرب ثانية!"
فقالت تيس في صرامة:
"المرأة الشاحبة الوجه أسيرتنا."
وهتفت جول بأن تبادر بالانسحاب. وأبتسمت الصغيرة ابتسامة متملقة وقالت لجولي:
" ألن تقبلي؟"
فأومأت جولي بأستسلام. والتفتت تيس الى ليلي قائلة:
" وأنت الأخرى ؟ أنك لا تصلحين أسيرة فأنت تجيدين تسلق الشجر."
وتأملها توم بعناية ثم قال لجولي:
" أنك تصلحين لأن تكوني اميرة هندية أسرتها قبيلة أخرى ."
وأومأت ليلي : وأنت الزعيم الشهير الذي يحاول انقاذها.
وكان لزاما أن يخطط التوأمان أختيهما بأحمر الشفاه. وتحمست جولي وأخذت تعبث بشعر أختها الكبرى وهتفت تيس مغتبطه:
" الآن تبدو هندية حقا!"
وأقبلت تزين جبينها بنطاق من الريش . وأخذ توم يرسم خطوطا على وجهها غير آبه باحتجاجها. وأنصاعت ليلي وهي تشعر بأنها ما كان ينبغي أن تفعل ذلك. وأتكأت جولي على شجرة تفاح قديمة تتأملها صامته بينما غاب توم لحظات وعاد يحمل صندوقا كبيرا من الورق المقوى مصطحبا كيري التي بهتت لأول مرة ثم انطلقت ضاحكة لزميلتها:
" ليتك ترين شكلك!"
جلس التوأمان القرفصاء حول الصندوق يتشاوران بينما راحت جولي وكيري تتيادلان نظرات متغبطة تتعجلان الاحداث وليلي ترمق الصغيرين بحذر... ثم رأت توم يقبل بقطعة من الطباشير الازرق فيرسم خطا عريضا بعرض جبينها وآخر على طول أنفها وهي صامتة مستسلمة... ثم أحاط السروال الكاكي الذي كانت ترتديه بحزام جلدي تدلت منه مدية وأعطاها بلطة من الورق المقوى ووقف وتيس يتأملان نتيجة ما فعلا... وهتفت كيري وعيناها ترقصان:
" النتيجة النهائية تفوق ما يصدقه العقل... هذا منظر جدير بالتسجيل. و التفت الى جولي, وقالت:
" هلأحضر آلة التصوير؟"
صاحت ليلي معترضة:
" لا"
ولكن الضغيرين أخذا يلحن فانصاعت مرة أخرى ودخلت كيري الدار لتحضر آلة التصوير بينما أستسلمت جولي وهي متمتعة بما جرى للصغيرين اللذين أخذا يوثقانها الى الشجرة بطريقة كان بوسعها أن تتحرر منها متى شاءت. وأبتسمت ليلي وقالت للتوأمين وهي ترفع البلطة الورقية فوق رأس جولي:
" أتودان أن أقف مهددة عند التقاط الصورة؟"
فصاحت جولي:
" المفترض أنك جئت لأنقاذي."
وتأملت تيس المنظر ثم قالت لأختها الكبرى:
" أرى من الافضل أنتتسلقي الشجرة."
وتحت الحاح الصغيرين, أضطرت لتسلق شجرة التفاح بمهارة اكتسبتها في ماضي السنين. وبسطت جسمها على أحد الفروع غير العالية متشبثة بالشجرة باحدى يديها ممسكة بالبلطة الورقية باليد الاخرى.

* * *
في تلك الاثناء كانت كيري قد دخلت البيت وعندها سمعت سيارة تقف في الخاج. وتناولت آلة التصوير ثم خرجت متقدة أن مرغريت ديرمموت قد عادت... وأتسعت حدقتاها ذعرا, حين رأت الشخص الذي كان يصحبها!
هتفت مرغريت مبتسمة:
" مرحبا كيري ! أظنك على معرفة بالسيد آلدوريت."
وغص حلق كيري انفعالا وكان رويز قد رآها في العمل طبعا ولكنه لم يولها أنتباهه أما الآن فقد أدرك أنها كانت مع ليلي في مقصورة المطعم يوم أوسعته هذه انتقادا...
تساءلت مرغريت:
" أين الفتاتان؟"
وأضطرت كيري وهي مترددة الى أن تقول انهما في الحديقة, وأن هي الا لحظة, حتى أنبعثت صيحة حرب منكرة, فضحكت مرغريت قائلة وهي ترمق آلة التصوير:
" أتلتقطان صورا للهنديين؟"
فأقرت كيري ذلك متلعثمة وهي تساءل نفسها... كيف تستطيع أن تنبه ليلي وقالت أخيرا:
" أرى من الأفضل أن أخبر ليلي بأنك رجعت..."
وفي هذه اللحظة أنبعثت صرخة من الحديقة وبدت أنها صرخة ليلي فقالت مرغريت ضاحكة:
" أذن فقد أستدرجا ليلي الىأحدى ألعابهما الهندية."
فقالت كيري تنبهها وهي ترمق رويز بنظرة جانبية:
" أجل. وقد أكيباها هيئة الهنود... يحسن أن أخبرها ...أعني...."
ونظرت مرة أخرى نحو خطيب ليلي.
وهزت مرغريت رأسها وقالت ضاحكة:
" أعتقد ان السيد آلدوريت لن يمانع."
وأبتسمت للرجل , وفي عينيها وميض ماكر, وقالت:
" أنه منظر جدير بالمشاهدة حقا... اذا كان شبيها بما فعله بها التوأمان في آخر مرة."
فقالت كيري في ارتباك:
"أنه أسوأ. ولكن مرغريت قالت:
" هذا أفضل وتناولت آلة التصوير من كيري وهي تقول:
" وأنى أوافق على أن نلتقط لها صورة."

وعندما خرج الثلاثة من البيت كانت ليلي فوق الشجرة. وهكذا وصلوا الى الحديقة في لحظة مثالية ليرى ريوز آلدوريت أعجب منظر أذهله في حياته... فالى شجرة التفاح عتيقة كانت ثمة فتاة حسناء موثقة بطريقة بدائية و الريحتعبث بشعرها وعلى وجهها تظاهر بالخوف تخالطه الرغبة لا تقاوم في الضحك. ومن خلف شجرتين صغيرتين برز وجهان صغيران مخططان بالألوان يعلوهما الريش ولكن المشهد الرابع هو الذي سبب الشعور المفاجأة المدهلة الواضحة على وجهه... فعلى أحد فروع الشجرة كانت سكرتيرته الكفء- التي أعتادت السيطرة على نفسها - وقد تدلى شعرها البرونزي اللامع واصطبغ وجهها بالخطوط الحمراء والزرقاء.


sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:09 AM   #23

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

والتفتت ليلي اذ سمعت ازيز آلة التصوير فاذا الذعر يقفز فجأة الى عينيها وودت لو أنها تستطيع أن تغوص في جوف الشجرة... وأطلت غير مصدقة فالتقت بعيني رويز آلدوريت السوداوين اللتين تجلت فيهما الدهشة الطاغية مع انبساط لا سبيل لأنكاره.
وأذ اقترب من الشجرة تحركت ليلي بغية الهرب بطريقة ما, ولو بالتسلق لارتفاع أكبر والاختباء بين أوراق الأشجار, ولكن حيرتها وأرتباكها افقداها توازنها... وحاولت أن تستعيد بالتشبث باليد التي كانت تمسك بالبلطة الورقية... وأذ بها تهوى فيتلقاها بين ذراعيه وظلت لثانية واحدة بينهما وقد جمد حراكها من الصدمة.. ثم أنتزعت نفسها متخلصة وهي تغمغم بكلمات غير واضحة وجرت بكل ما أوتيت من قوة فلم تتوقف الا حين لاذت بحجرتها. وهناك رأت لأول مرة كيف كان شكلها تماما!
كان البنطال والبلوزة قديمين وعليهما آثار من التربة خلفتها عنايتها بالحديقة وبضع بقع من طلاء اخضر منذ ساهمت في طلاء الكاراج... وعلى كل شفة خطوط عريضة من طلاء الشفاه الأحمر وشريطان أرزقان عبر الجبهة وخط يفزع اى هندي حقيقي بالاضافة الى عصابة خضراء تلف الشعر البرونزي وفوقها ريشة مائلة. وكانت المدية تتأرجح عند خاصرتها... وأنتبهت اذ ذاك فقط الى أنها كانت مازالت قابضة على البلطة الورقية التي طليت باللونين الاحمر الفاقص والأسود.. كانت صورة غنية بالألوان غير التي أعتاد رويز ظان يواجهها!

* * *




ما لبثت ان ألقت بالبلطة وجلست على السرير وتملكها ضحك كضحك الاطفال. وهكذا وجدتها كيري حين دخلت الحجرة فحملقت فيها في البداية منزعجة ثم عاودتها الابتسامة اذ أبصرتها وقالت:
" الحق أن منظرك عجيب!"
فقالت ليلي وهي تكاد تبكي:
" ماذا ترينني فاعلة يا كيري؟ لا أستطيع أن أنزل وأواجهه!"
قالت كيري:
" يبدو أنك مضطربة لذلك... أنني آسفة اذ لم أنذرك ولكن أمك سمعت صيحات الحرب فأدركت ما كان يجري وظنت أن خطيبك العزيز سيعجب بالمنظر."
فشرعت ليلي في الضحك ثانية وهي تقول:
" ما رأيت على وجه أحد ما كان على وجهه من دهشة ولكنه ضحك!"
ونهضت فخلعت حزام توم ومديته ونزعت العصابة و الريش, وقالت وهي تغيب في الحمام:
" يحسن أن أشرع في أزالة اصباغ الحرب"
وعادت بعد برهة كانت بشرتها ناصعة لامعة وخصلات شعرها متهدلة على كتفيها.. فلما خلعت ثوبها رأت صديقتها أنها كانت أكثر فتنة من أن ترتبط بزواج مصلحة ولكن رويز آلدوريت كما تبادر لذهنها كان أبعد ما يكون عن العذرية المتزمتة.
وراقبت كيري ليلي وهي تتناول تنورة سوداء وبلوزة بيضاء, ثم قالت مبتسمة:
" ألا ينبغي أن ترتدي شيئا أكثر أنوثة؟ أنك لست في المكتب الآن... والمفترض أنه الحبيب المفضل."
فترددت ليلي لحظة ثم اعادت القطعتين وتناولت ثوبا اكثر انوثة ذا لون أخضر ضاربا للاصفرار الليموني كان خير ما يبرز لون شعرها. وراقبتها كيري في تقدير ملاحظة التصاق الثوب بقوام صديقتها الممشوق, بينما كانت ليلي تفكر في أن هذا كله كان عناية ضائعة بالنسبة لرويز, فما كان ليلاحظ أي اختلاف فيما ترتدي. كان بروس هو الجدير بأن تتأنق له, وليس الرجل البارد العواطف الذي ينتظر باطابق الأسفل!

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:17 AM   #24

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

وألقت على كتفيها وشاحا وتحولت تعنى بشعرها البورنزي البهي المتموج على ظهرها ولكن كيري تنازلت الفرشاة منها قائلة:
"دعي هذا لي فذلك أسرع."
وبعد فترة وجيزة كان شعرها تاجا براقا معقوصا حول رأسها وأكتسى وجهها بزينة خفيفة ذات لون طبيعي . وتهيأت للنزول وهي موجسة تماما... كيف سيقدر لها أقناع أسرتهها بأنها كانت تحب رجلا لا قيمة شخصية لديها؟ والاسوأ أننه رجل مغلق بارد من الناحية العاطفية اعتاد أن يبعث فيها اضطرابا كتلميذ يخشى أن يبدر عنه ما يعتبر قحة!
كان التلطف الوجيز الذي ابداه في أول صباح لخطبتها قد تلاشى وعاد لطبيعته العادية الى حد كبير مما جعلها تسائل نفسها عما كانت ستصادف في ذلك الصباح.
غمغمت كيري وهما تغادران الحجرة:
" اعاننا الله... أن تيس على الاقل بعيدة عن طريقنا."
وتصاعدت صيحات التوأمين من الحديقة فقد كانت لتيس عادة النطق بما يتبادر الى ذهنها.
وأحدث ثوبها حفيفا وهي تهبط الدرجات... وشعرت أنه كان يجدر بها ارتداء هذا الثوب لبروس... وأحست بحنين يفوق ما كان يخالجها في أي يوم قبل أكتشافها حبه لستيلا. كان الألم في أعماقها قاسيا حادا وساءلت نفسها:
" هل ستكون مثل جانيس مارتن تتحسر بقية عمرها على رجل ما كان من الممكن أن تحظى به."
لقد قالت جانيس مارتن أن الزمن يلئم الجرح ولكن الوجع الصامت يظل كامنا حتى لحظة أثارة الكوامن. وكانت تلك هي اللحظة التي لا ينبغي لها أن تتذكرها. كان عليها أن تجبر نفسها على النسيان بقدر ما تستطيع وأن تركز أهتمامها على ما ينبغي أن تفعله. كان هذا صعبا و الموق على ما هو عليه دون حنين الى الرجل الذي أحبت لا الرجل الذي تظاهرت بحبه لأن عليها أن تكون ابرع اداء من أية ممثلة. بل أن دورها أصعب أذ أنها تمثل في الحياة وليس على المسرح.

أجتازت البهو وكيري بجوارها ودخلت قاعة الجلوس الكبيرة وكانت دائما مريحة نظيفة يسودها جو البيت الحقيقي بما للبيت من معنى الطمأنينة والسكن.
وكان أبوها قد عاد في تلك الاثناء وأنضم الى الأسرة. ولاح أن رويز كان يتحدث اليه بقدر من عدم التكلف. ولكنه نهض واقفا اذ دخلت الفتاتان وعيناه السوداوان تتأملانهما... كانت الرابطة الوثيقة بينهما واضحة له, ثم صادفت نظراته عيني كيري فرأى بأنها مثل ليلي لم تكن شديدة الاطمئنان الى مقدرته على المضي في التمثيلية... كانت موزعة بين قلقها على ليلي, وأستغرابها فكرة أن يقوم بدور كهذا. وتذكر كلمات سمعها في مقصورته بمطعم ريكي.
أما ليلي فكادت لا تجسر على النظر اليه ولكنها لاحظت لأول وهلة بمجرد دخولها اذ رأته يتحدث مع أبيها, أنه كان ذا طباع لطيفة اذا ما شاء أن يبديها, وكان جذابا بدرجة غير عادية. وبذلت مجهودا لترسم ابتسامة على شفتيها ولدهشتها أذا به يحييها بابتسامة كانت كمفاجأة اذهلتها, ولكنها مفاجأة سارة ولو أنها أضطربت لها قليلا... ما كانت تتصور قط أن تحدث أبتسامة كل هذا التغير... كانت ثمة مناسبات في العمل شهدته فيها يبتسم ولكن الابتسامة في هذه المرة كانت تنطوي على شيء مختلف بدرجة كبيرة, حتى أنها جعلت أنفاسها تتهدج بطريقة غريبة, وأوحت اليها بأنه يستطيع أن يكون خطرا على راحة بال أية أمرأة بفتنته السمراء ومغناطيسيته عندما يبتسم.
وقال وهي تجاهد لتفيق من هزة أبتسامته غير المرتقبة:
" مساء الخير يا عزيزتي..."
وبدا وكأنه كان يستخدم كلمة الاعزاز منذ سنوات طويلة... قد يكون أستعملها لأنه لم يكن يعرف أسمها الاول, فقد كانت متأكدة من أنه لم يفكر فيها قط الا ك... آنسة ديرموت. ثم ليزيد من دهشتها جذبها اليه واحاط كتفيها بذراع مسيطرة نوعا ما وكأن ذلك كان تصرفا طبيعيا بالنسبة اليه.
وأردف بلهجة جعلت الاسرة تضج بالضحك:
" لعلك تعرفينني بالآنسة التي قابلتها فوق الشجرة منذ قليل."
فقالت وهي تحاول أن تألف ذراعه حول كتفيها:
" أرجو أن تنساها."
وضحكت مرغريت قائلة وهي تهز رأسها:
" كلا... لقد ألتقطنا لها صورة جميلة وسأعطي خطيبك نسخة منها."
وأجاب رويز:
" شكرا لك. أستطيع أن أبرزها لها اذا حاولت الاسراف في الوقار معي."
وأبتسم لها بالطريقة ذاتها فضحكت ليلي باضطراب وتخلصت من ذراعه بالجلوس على الاريكة.
ضحطت أمها قائلة:
" أستطعنا أن نقنعه بأنه لا يتزوج هندية حمراء ولكن هذا تطلب جهدا."
وأثار قولها الضحك من جديد فسرت ليلي لذلك لأنه كان كفيلا بتبرير الارتباك والحيرة اللذين تجليا على أساريرها. وقد جلس رويز الى جوارها وأحاط كتفيها مرة أخرى بذراعه بنفس الحركة الطبيعية المسيطرة وما كانت بقادرة على أن تتقبل الشعور بذراعه وهي متمالكه الجأش... وزادها أضطرابا غريبا وجوده قريبا منها.
راحت مرغريت ترمقها مبتسمة.. وأذا كانت قد لاحظت بعض التحفظ في مسلك أبنتها فكان من السهل تفسيره بأنها ما كانت ابدب ممن يكشفن عواطفهن أمام الملأ..وأذهلت ليلي ازاء التبسط الذي أنساق به رويز لدوره. وتبادلت مع كيري نظرة تظهر انها غير مصدقة بينما قالت نظرة كيري صراحة: ما كنت أطنه ينطوي على شيء كهذا... واعترضت نظرة رويز نظراتها ولعل هذا ما دفع بابتسامة مفاجئة الى فمه الحازم. وسرها وادهشها سهولة اندماجه مع أسرتها فلم يبد أن أحدا منهم كان يفكر في مركزه أو ثروته, لهذا خلا الجو من التوتر... بينما تجلى عليه شيء من الجاذبية جعل نظراتها تتعلق به مبهورة رغما عنها.

* * *
تحول الحديث بعد فترة الى موضوع وطنه القديم فسألته مرغريت بابتسامة:
" حدثنا عن بيتك في المكسيك, أظنه كما قالت ليلي يسمى كاراسترانو."
فأومأ برأسه قائلا:
" هذا صحيح. أنني لم أره منذ عشر سنوات."
وشردت نظرات عينيه السوداوين بعيدا, وأختلجت شفتاه بابتسامه شبه حزينة وكأنما نسي كل الموجودين وهو ينظر الى ماض دفنه. فقالت باندفاع لم تتمالكه:
"مأحسبك نسيت ابدا!"
التفت اليها وقد رقت نظراته بدرجة لم تكد تصدقها فلم تدر أكان هذا جزءا من التمثيل أم أنها كانت رقة صادقة لأنه كان يفكر في شيء مهم له... وقال برقة:
" كلا لم أنس قط... وبدا في عينيه السوداوين للحظة عابرة ألم مرير جعلها تود ان تمد اليه يدها... وأردف:
" ما أظنني سأنسى أبدا. وما كانت ثمة حاجة به لأن ينسى وقد آل قصر كارسترانو اليه."
وما لبث أن أبتسم فأدركت في هذه المرة أن ابتسامته تظاهر لأنها كانت الابتسامة الدافئة التي كانت تثير فيها اضطرابا, وقال:
" سنعود الى هناك معا, وهكذا أفضل بكثير من ذهابي وحيدا"
وقطع الصمت صوت صفير سليط: عندما تفرغ من أبداء حبك لها, نود أن نسمع مزيدا عن المكسيك. فصاحت مرغريت وقد عرفت صوت ابنتها الصغرى دون أن تلتفت اليها تيس! كانت الصغيرة تجلس على النافذة مدلية ساقيها داخل الغرفة وحول رأسها أحد اربطة عنق ابيها تلتصق به ريشة, كان منظر تيس أو تيريزا ديرموت مضحكا, وأن لم يبلغ مبلغ أختها الكبرى قبل قليل. وأبتسم رويز وهو يقول لها:
" ماذا تودين أن تعرفي؟"
كانت ليلي جديرة بأن تنذره بأن اختها لا تقنع بالقليل. ورمقته تيس باهتمام صريح, ثم انزلقت عن النافذة وأقتربت تتأمله عن قرب. وأرتجفت ليلي أشفاقا مما قد يصدر عن أختها التي لا سبيل لكبح جماحها... وأخيرا قالت تيريزا الصغيرة:
" هل ينحدر أجدادك من سلالة الفاتحين؟"
"أجل كان منشىء فرعنا من الاسرة دون اكزافيير ويقال انني أشبهه نوعا ما."
هتفت تيس عجبا وعادت تتأمله باهتمام وتساءل, وقالت:
" ما شكل قصركم؟"

قال:
" كارسترانوا؟"
وأبتسم بطريقة أنبأت ليلي بأن أفكاره ارتدت الى هناك وقال:
" أنه كبير مترامي الاطراف, عتيق جدا, تحف به الزهور من كل جانب. وفي الفناء الداخلي نافورة يبدو كأنها تغرد, غني بالزهور لا سيما الورود لأن أمي كانت تحبها أكثر من الزهور... كانت انكليزية, ولكني لم أعرفها قط, لأنها ماتت عند مولدي... وأغتيل والدي بعدها ببضع سنوات."
وشعرت ليلي بجزع اذ سكت خشية أن تسأله تيس عما دعاه لترك موطنه والاقامة في انكلترا. ولكن الصغيرة قالت:
وكأنها تسدي اليه صنيعا: " أتود أن تحضر حفلة عيد ميلادي؟"
همت ليلي بأن تعتذر نيابة عنه, ولكن رويز أدهشها أذ ابتسم لتيس وقبل دعوتها بجدية رصنة قائلا:
" شكرا يا آنسة ديرموت... يشرفني أن أحضر , فلعلك تخبرينني أذ حان موعده."
وأطرب تيس أن يدعوها الآنسة ديرموت وبادرت بأخباره بأنها وضعته فعلا في قمة معارفها من الكبار. وفي اللحظة ذاتها, التقت عينا ليلي بعيني خطيبها فابتسما...

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:26 AM   #25

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

وبسبب النظره الوجيزه, والابتسامه, ادركت ان الامر لم يكن ادعاء, اذ شعرت بخجل لا تفسير له, غضت بصرها وبدلت موضوع الحديث.



وبعد تناول الشي خرجت ليلي مع رويز الى البهو, وهو ما بدا ان الجميع توقعوه, كرغبه منها في الفرار من الحرج, ورغبة منهم هم في ان يخلوا لهما الجو, لتوديع ليلي خطيبها, وبادرت ليلي بإثارة عيد ميلاد تيس, فقال بصراحه:
" اترين الا احضر؟ "
واجابته:
" كلا....كلا, طبعا. انما عنيت انها لا تكاد تكون مناسبه مما يروق لك "
" لعلك لا تعرفين ما يروق لي...الا ترين هذا؟ "
وظنت للحظه انه ليس راغبا في الحضور فقالت:
" بلى..لهذا اتيح لك الفرصه, ان شئت الرفض. وبوسعي ان ادعي اصابتك بانفلونزا طارئه. ان حفلات تيس عاده تنتهي بصخب
فنظر اليها واساريره تنم عما في نفسه, وسألها:
" اكان خطيبك السابق يحضر حفلاتها؟ "
فلما اومأت بالايجاب قال بحزم قاطع:
" اذا فلست ارى ما يدعوني لرفض دعوة اختك "
وقالت في نفسها:
" اذا فلا يلومن الا نفسه, اذا تورط في دعابات تيس". على انها وهي تفكر في احدى اللعب المحببه الى اختها, رأت ان تبذل جهدا اخيرا الى تحذيره
من العاب تيس المفضله لعبه العقوبات فهي توجه اسأله, بحيث تفرض عقوبات على احد منا. وفي عيدها يطلق لها العنان اكثر من المعتاد, واذا امكن فإننا ننفذ كل ما تقضي به. وسيكون مرتقبا منك ان تحذو حذونا "
ابتسم وسألها:
" ما الذي تخافينه بوجه خاص؟ "

فقالت:
" لا ادري...ولكن لا يستغرب من تيس اي شيء! "
وتحولت نظرته اليها فجأه الى نظره ثاقبه, متفحصه, وقال:
" اذا سنحاول الا ندع اسألتها توقعنا. وهناك امر اخر...تمثيلنا هذا...عليك ان تكوني افضل اداء, والا كشفت انه تظاهر وادعاء! "
تضرج وجه ليلي وقالت:
" انني اسفه...من العسير...."
ومنعها صوته المتميز بشيء من السخريه, من ان تكمل, اذ قال:
" هذا صحيح, ولكنه كان اقتراحك, وليس لك ان تتراجعي في هذه المرحله "
فنظرت اليه ورفعت رأسها في كبرياء وقالت:
" ما كنت افكر في التراجع يا سيد الدوريت. انني لا ابدأ عادة الا ما اوقن انني سأكمله "
قال في رفق:
" انني متأكد من هذا "
ثم عاد يرمقها بتطفل ساخر بدا يضايقها, واردف:
" اسمي على فكره رويز...مثل لويس فيما عاد تغير الحرفين الاول والاخير في كل منهما. وسيبدو مستغربا ان تواصلي مخاطبتي بتكلف, لا سيما امام اسرتك. "
واومأت برأسها, وهي تشعر بشيء من الحرج اذا تضطر لأن تناديه باسمه.
وفجأه قال وقد عاودته اللهجه الهازئه, وكأنه شعر بما ساورها:
" انني اسمح لك تماما ان تناديني به, ثم هناك امر اخر "
ودس يده في جيبه واخرج علبه سوداء صغيره, وحدست بغريزتها ما جعلها تعقد يديها خلف ظهرها في حركه طفوليه لم تستطع مقاومتها. كان تقديم الخاتم رمزا للحب وعهدا للمستقبل, ولكن هذا الخاتم بالذات كان وجها اخر من وجوه التظاهر...كان الدليل الظاهري لصفقه فارغه لم يعرف حقيقتها الا كيري طبعا وبروس.
ارتفع الحاجبان الاسودان في استغراب هازئ واضح, وامسك باحدى يديه الرفيعتين رسغها الايسر, وقال:
" يؤسفني انه شر محتوم. انني ادرك هواجسك, ولكن لا داعي لاعتباره رمزا لارتباط باق "
فرفعت رأسها بتحد وهي تتساءل عما عساه كان يساور افراد الاسره لو رأوا هذا المشهد. رويز يقف ممسكا بمعصمها باحدى يديه لا يفلته, بينما يمسك بيده الاخرى علبه وقد ارتفع غطاؤها عن خاتم ذي حجر من الياقوت العميق الزرقه. وقالت اخيرا:
" ما كنت افكر على هذا النحو...انما بدا لي انه...تبذير لا داعي له "
" ولكني أظنك توافقين على أنه أجراء طبيعي... فستتوقع أسرتك أن ترتدي خاتما."
وأقرت رأيه وهي تقف بلا حراك بينما أحاط أصبعها بالخاتم بعكس ما توقعت من أن يعطيها العلبة ويطلب منها أن ترتدي الخاتم. كان هذا أكثر تمشيا مع اتفاقية المصلحة التي أبمتها معه, ولكن هذا لم يخطر له, واذا كان قد خطر فانه آثر أن يتجاهله لتكون الخطبة أقرب الى ما هو متعارف عليه وأدهشها أن الختم ناسب أصبعها تماما, وكأنه صنع خصيصا لها!
قال وفي عينيه نظرة غامضة المعنىوجدت أن من العسير أن تصمد لها:
" أتمنى أن يكون فألا حسنا..."
ولم يذكر لأي شيء هذا الفأل ولكنه زادها ذهولا أذ أنحنى ومس بشفتيه النحيلتين يدها, قائلا بفكاهة ساخرة:
" وهذا أيضا متعارف عليه عند تقديم خاتم الخطبة."
بينما تحاشت ليلي الظر الو وجهه!

* * *
تمتمت أخيرا:
" أنه خاتم جميل جدا!"
قال صوته رنة التهكم ثانية:
" لعله كان ينبغي أن أقول أنني أخترته ليناسب لون عينيك."
فعقبت على الرغم منها:
" ماتصورت أنك تعرف لونهما!"
رفعت يده ذقنها فجأة للحظة أمسكت فيها أنفاسها, اذ خامرتها فكرة رعناء بانه يوشك ان يقبلها. ولكنه اكتفى بأن ابتسم في شيء من الاستهجان - أراه حدس ما جال بخلطرها - وتركها قائلا:
" لابد أنني اعرف الآن ان لونهما لون الخاتم تماما. أنني على الاقل لم أفكر في انك قد تفضلين الماس."
ما كانت تظنه يعرف شيء عما تفضله ولا عن لون عينيها ... كان أعجب رجل حقا. وقالت متلعثمة:
" أنني ... أفضل الياقوت."
قال وهو يوجه بصره الى باب قاعة الجلوس المغلق خلفهما:
" حسن. أترين من المناسب الآن أن أنصرف؟ أترينهم أنهم أفسحوا لنا وقتا كافيا؟"
وشعرت ليلي بالدم يتدافع الى وجهها ثانية, وسخطت في نفسها اذ خطر لها أن أي أمرىء خليق بأن يظنها تلميذة طائشة... ما الذي أصاب هدوء اعصابها واتزانها اللذين اعتادت الاحتفاظ بهما تكن الازمات؟
قالت في تردد:
" أظن... أظن ذلك."
وأجفلت على الرغم منها, أذ مد يدا قوية الى شعرها فعبثت بتناسقة , قائلا في أقتضاب:
" هذه أضافة ضرورية! لا سيما لفتاة المفترض أنها كانت تودع الرجل الذي تحبه!"
ومرة أخرى شعرت بوجهها يتضرج ولم تجد كلمة واحدة تقولها, وهي بعد تشعر بلمسة شفتيه الجامدتين ليدها. وأخيرا رفعت رأسها في كبرياء غير متعمدة, وقالت:
" طبعا, أذا كنت تعتبر أن التأثير غير واقعي بدرجة كافية..."
لم تكن ثمة حاجة الى التهكم في صوته أذ قال:
" أنني أعتقد أنه واقعي بدرجة كافية."
وتلاشت تحت تهكم صوته ونظراته الكبرياء التي خالطت صوتها. بينما أردف هو:
" أذن أرى الوقت قد حان لأقول ... أديوس."
وذهلت للمفاجأة مرة أخرى, أذ أستعمل الكلمة الاسبانية للوداع, ومع ذلك فقد لاحت مناسبة تماما, في تلك اللحظة!
ردت ليلي بالكلمة ذاتها, وهي تعجب مما جعله يستعملها, فما عهدته ينثر الكلمات الاسبانية في حديثه. أترى فكرة العودة الى كارسترانو تحطم حاجزا ما؟ وأذا صح هذا, فماذا كان خلف الحاجز؟ وقال:
" أليس لديك شيء آخر تضيفينه؟"
فقالت و الحياء يغلبها:
"أديوس... يارويز."




وقفت بعد أنصرافه مستغربة في التفكير لا تدري حقيقة رأيها به. كانت الشخصية الباردة المتباعدة في المكتب مالوفة لديها حتى الطريقة الساخرة الهازئة... أكان هكذا في كل معاملاته مع النساء اذا تجاوزن التكلف المحض؟ ولكن الشخصية الثالثة لرويز آلدوريت هي مبعث الدهشة الكبرى لديها شخصية مجهولة منها تماما... شخصية الرجل الذي أبتسم لها في دفء متكاسل و الذي جعلتها لمسته تفطن بقوة الى جاذبيته شخصية شديدة ما كانت تعلم أنه أوتيها!

* * *

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:32 AM   #26

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

كانت عيناها توحيان باستغراب في التفكير حين عادت الى قاعة الجلوس لتقابل بنظرة مبتسمة من أمها, وهي تبادرت قائلة:
" أعرف أنك ستوجهين سؤالا لامناص منه, وسأوفر عليك العناء.. أنني أميل اليه.. كثييرا جدا."
فتحولت ليلي الى أبيها تسأله:
" وأنت؟"
قال جون ديرموت وهو يهز رأسه مقطبا نوعا ما:
" رجل بديع لا أتمنى سوى أن أتأكد من أن الامور ستنتهي خير انتهاء بالنسبة لستيلا وبروس."
فسألته وهي تحرص على الا يبدي صوتها الفضول العادي:
" ولم لا؟"
قالت مرغريت:
" أننا لم نصارحك من قبل, ولكنا غير مطمئنين قليلا حينما خطبت الى بروس."
فعادت ليلي تتساءل:
" من حيث؟"
فقال أبوها:
" لقد قلتها مرة من قبل , حين فسخت الخطبة... أنه ضعيف, يريد الاتكال على الناس."
فقالت:
" لم ألاحظ هذا أبدا."
قالت أمها:
" أنه شيء متوار, تحدسينه أكثر مما تعرفينه عن يقين. لهذا دهشنا حين قيل أن ستيلا وقعت في هواه."
فقالت جولي:
" لعله دبر هذا اصطناعا."
فبادرت ليلي باندفاع غير أرادي وهي تتذكر ما رأته حين فتحت باب قاعد الجلوس بهدوء:
" كلا... أعني أن هذا شيء سمعت ستيلا تقوله."
وأذ نظروا اليها في تساؤل لم تشأ أن تذكر لهم السبب الحقيقي فيتأكيدها وقالت:
" لم أشك في البداية ولكن الامر تجلى لي فيما بعد."
علقت ججولي:
" هذا غريب حقا, عندما يفكر المرء فيه... ما تصورت قط أن ستيلا قد تود الزواج من شخص مثل بروس ولكن قد يكون هذا رد فعل لما تلقاه من الرجال الذين تمثل معهم."
وأضطرت ليلي لأصطناع ابتسامة واهنة, وهي لا تدري ما يدعوها لتقبل هذه الملاحظات عن بروس وهي ساكنة النفس. ومالبثت أن قالت:
" أعتقد أنه عادي... والامر كما قلت رد فعل من ناحية ستيلا ولكني أثق بأن كل شيء سيبتهي الى خير نهاية."
وفكرت كيري مكتئبة:
" سينتهي الى خير نهاية لستيلا فهكذا حظها دائما."
يبدو أن فكرة صغيرة, غريبة, خطرت لها في تلك اللحظة.. كان من المؤسف أزاء الاداء الذي مثل به رويز آلدوريت دوره في ذلك اليوم الا ينتهي الزواج الى زواج حقيقي. أذا كان الرجل الذي رأوه في ذلك اليوم هو رويز آلدوريت الحقيقي, وليس مجرد ممثل فقد داخلها شعور بأنه كفيل بأن يفوق بروس بكثير في أسعاد ليلي.
ابتسمت مرغريت فجأة في تخابث وقالت:
"أليس صاحبك رويز فارساً أسبانيا عظيماً حقا؟"
فتضرج وجه ليلي وقالت:
" نعم, أراه كذلك. الواقع أنني ما لاحظت هذا من قبل. لقد أعتاد... أن يكون باردا متباعدا منطويا, حتى أك لتنسين أنه نصف أسباني."
فأبتسمت جولي قائلة:
"أراهن أنه يدعك الآن تنسين هذا."
ماكان من سبيل لتفادي حمرة الخجل وهي تتذكر الدفء الذي كان في عينيه السوداوين, والذي كان أبعد الأمور عن التوقع. وتساءلت كيري وهي ترمقها:
" أصحيح هذا؟"
والتقت نظراتهما فابتسمت ليلي ابتسامة ضئيلة وقالت: "لن أتكلم!"
ولكي توقف تدفق الاسئلة أرتهم اخيرا خاتم الخطبة. وكانت حتى تلك اللحظة تبقي يدها متوارية لسبب لم تدر كنهه وهي خجلى مترددة. وصاخت جولي في أعجاب ردده الأخرون وهم يتأملون الحجر الياقوتي المربع والحجرين الماسيين الدقيقين اللذين أحاطا به.

* * *

عندما أستلقت ليلي في فراشها في ذلك المساءء وجدت فكرها يستعيد كل دقيقة من تلك الأمسية. الفارس العظيم كما وصفته أمها, كيف سيكون في كاراسترانو؟ كان يبدو بالتأكيد انه يتمتع بالشهامة والمجاملة التي فطرت عليها العائلات الاسبانية العريقة, ولكنه لم يؤت الخصلة الاخرى التي أشتهر بها عنصره... ثم تذكرت اللمحة الخاطفة التي مرت بها في البهو, حين خالت انه يوشك أن يقبلها... أكان ذلك مجرد تةهم, أم أنها كانت نزوة لم يشأ أن يستسلم بها؟.
ثم بدأت تتذكر الفكرة التي ساورتها قبيل انصرافه. أكان التفكير في العودة الى كاراسترانو يحطم حاجزا أخفى نفسه وراءه خلال السنوات العشر التي قضاها في انكلترا؟ أذا كان الامر كذلك فكيف كانت حقيقته أكان الرجل البارد المشاعر المتباعد الذي عرفته في العمل؟ أم الغريب الساخر؟ أو كان هناك رويز آلدوريت ثالث لم تحدث وجوده قط قبل اليوم ولا عرفت عنه سوى أنه كان قادرا على أن يبتسم وفي عينيه ذلك الدفء المتكاسل؟
وعندها فطنت الى أنها طيلة الوقت الذي قضاه معها لم تفكر في بروس وكان هذا أغرب الامور جميعا!




أنتهى الفصل الخامس

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:52 AM   #27

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

التوأمان

لم يرد أثناء العمل يوم الاثنين التالي أي ذكر للتمثيل الذي أياد بعد ظهر يوم السبت فيما عدا تساؤل متهكم اذا كان كل شيء في البيت على ما يرام فاستطاعت ليلي أن تجيب في رصانة كاملة بأن كل شيء بخير وعندها انغلق رويز على نفسه, وأستأنف املاء خطاباته. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم أخبرها بأنه كان معتزما السفر الى كاراسترانو في يوم الاربعاء وأنه كان يتوقع أن يغيب حوالي أسبوعين. وتلقت ليلي هذا النبأ على الفور على أنه طريقته لتفادي حفلة تيس, وهذا ما لم تلمه عليه, لأن أي أمرئ لم يألف هذا النوع من الأمور كان خليقا بأن يراه ثقيلا على أعصابه. ولكنه بادر بتبديد هذه الفكرة اذ أردف قائلا أنه عائد في وقت مناسب لحضوره الحفلة!
جاء بروس بعد ظهر ذلك اليوم ببعض تقارير لرويز, كما حدث حين التقت به لأول مرة. وحشدت ليلي صلابتها لتسيطر على نفسها ولكن السحر كان قد غاب للمرة الاولى. وقالت في نفسها لعل هذا طبيعي فأن السحر قد تهشم على أية حال يوم عادت الى البيت فوجدته وستيلا بين ذراعيه! وما خطر لها أن ألم ذكرى تلك الامسية لم يكن بالغ الحدة, أو أنها تذكرت قول جانيس ان الزمن يلئم الجروح اذا ما اتيحت له فرصه مما خفف عليها.
وسألته:
" الم تتلق بعد نبأ من ستيلا؟"
وأستغرب في نفسها أنها أستطاعت أطلاق السؤال دون أتفه تهدج في صوتها! فأجاب في شبه اكتئاب:
" كلا... يبد وأن خطابي لم يصلها بعد."
فقالت تطمئنه:
" لاتقلق فهي ستتلقاه وعندها ستتصل بك على الفور."
وهزت رأسها وأردفت:
" أنني آسفة لأنني لم أفاتحك في ... في اليوم ذاته ما كان ينبغي أن أرجيء ذلك الى أن ظننت أنني أوتيت عذرا معقولا لفسخ الخطبة!"
وكاد بروس يقطب جبينه ولكن لسبب غير الذي خطر لها في البداية وقال:
" أنا لست مرتاحا لما تفعلين. ألا بد لك من الزواج منه حقا؟"
فهزت كتفيها قائلة:
" أحسبنا تحدثنا في هذا من قبل فلسوف يسهل ذلك لستيلا الامور ولن يضيرني."
وأضافت محاولة أن تمزح:
" سأقضي بضعة أشهر للراحة في المكسيك دون مقابل."
قال في شيء من التجهم:
" آمل ألا يضيرك ذلك ألا تدركين.."
فقاطعته بهدوء:
" أنك تعرف رويز آلدوريت ليس لدي أتفه شك في أنه سيلتزم بالاتفاق. ومهما يكن ما يخالجك حين ترانا معا, فثق أنه مجرد تمثيل. وهو لم يتغير في الواقع لا يزال تحت مظهره بارد العواطف كالعهد به دائما."
وساءلت نفسها:
" ترى ألم يتغير حقا؟ كان هذا شيئا لا تستطيع الجزم به."

ووافقها بروس على مضي قائلا:
" ربما ولكني مازلت لا أرتاح لذلك." سواء أرتاح أو لم يرتاح. فلم يعد هناك ما يملك ان يفعله. لقد اختارت المخرج ورفضت ان تعدل عنه. وقالت معقبة:
" على أية حال فانني حين قبلت الاتفاق وعدت بألا أرجع عنه في اللحظة الاخيرة. أنه أوتى فترة معينة لتنفيذ شروط الوصية ولو تخليت عنه فسيكون عليه ان يبدأ من جديد."
سيكون الوقت متسعا ليعثر على سواك."
" ربما , ولكن ما من ضرورة لذلك بجانب هذا, كيف تتقبل ستيلا الامر في رأيك اذا أنا فسخت الخطبة الى رويز؟"
" لابد من أن تفسخ بعد مدة لابد من فصم الزواج على الاقل."
فهزت كتفيها قائلة:
" سيكون هذا بعد شهور على الاقل وكثير من الزيجات تنفصم بعد ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر. ولا تنس أن لدي عذرا مشروعا تماما. فان رويز في وسط لاتيني ومع أه قضى في انكلترا عشر سنوات فسيكون من المفهوم ان تتجدد اذا ما عاد للمكسيك كل الآراء والأفكار القديمة مما يسبب عدم التكافؤ. أن للمكسيك تراثا أسبانيا قويا ولديهم آراء عن تبعية النساء للرجال. وأنا شديدة الاعتداد بالاستقلال. أنني أكره خداع الاسرة طبعا ولكن..." وتوقفت عن الكلام وهزت كتفيها ثانية. فتمتم بروس:
" ما أزال غير مستريح لذلك. وعلى أية حال فلست أفهم كيف أقتنعت أسرتك بهذه السهولة. أنا شخصيا لم أقتنع."
" أنك تبينت الحقيقة عفوا. ما كنت أعتزم ذلك. أما بالنسبة الى الاسرة.. فأرجو الا أجرح غرورك بنفسك اذا قلت أن في المحيط سمكا آخر وهم يظنوني عثرت على واحدة."
وتضرج وجهه في أرتباك بينما أستطردت هي:
" ما كنت أقصد هنا وأنما كنت أمزح... ما قصدت أن تحمل قولي على هذا المحمل."
فتمتم وهو يغالب الارتباك:
" مازلت غير مستريح."
" ولا أنا ... ولكني ماضية في الاتفاق. لو كان في الامر فتاة أخرى لاكتفيت بفسخ الخطبة. ولكن لأنها ستيلا فاني اعتزم ان أبذل كا ما يمكن لأجعل الامور تسير نحو نهاية صحيحة. فلندع الأمور على هذا النحو..."

* * *


أقترب يوم عيد ميلاد تيس ورويز مازال غائبا وأضطرت ليلي الى أن تجعل الجميع يظنونه رحل ليتفقد ممتلكاته خشية أن تكون ثمة ضرورة لبعض التعديلات قبل أن يذهبا معا الى كاراسترانو. وما كان في الواقع قد قال شيئا من هذا القبيل حتى أنه لم يخبرها بسبب ذهابه الى هناك. ولكن هذا الايضاح بدا مناسبا أذا ما صادف ان سألها شخص ما.
وحان يوم الحفلة وما من نبأ من رويز عن عودته. بل أنه لم يرجع الى انكلترا في الليلة السابقة. وكانت ليلي تهز كتفيها في غير مبالاة اذا ما سئلت وتقول:
" أنني أتوقع وصوله في آخر لحظة."
ولم يعلق أحد على أنها لم تتلق منه خطابات لأنها جعلت أهلها يعتقدون أنها تسلمت منه رسائل في المكتب. والواقع أن الرسائل وصلت من للمكتب ولكنها كانت مقتصرة على العمل. ومع ذلك فأنها حرصت على اختيار ثيابها وزينتها كما يفترض في فتاة ترتقب خطيبها, بالرغم من أنها لم تكن متأكدة من قدومه. كان ثوبها في هذه المرة أزرق يضاهي لون حجر الخاتم الذي أهداها اياه, مما ابرز تألق زرقة عينيها.
وعندما نزلت الى البهو ابتسمت جولي ثم ضمت شفتيها في صفير اعجاب وتمتمت:
" لا عجب في أنه قرر أنه لا يستطيع العودة الى المكسيك بدونك."
فأومات ليلي مهددة في مزاح بأنها ستقتلها ما جعل جولي تضحك.
كانت تتوقع وجود بروس الى جوارها, حين بدأت التدابير للحفلة قبل مدة من في حين أن رويز آلدوريت هو الذي سقوم بدور الخطيب الولهان الآن, واد ان الكلمتان الاخيرتان اثارتا تململ وعجبا... اما العجب فلأنها الى وقت قصير ما كانت تتصور أنه أوتى اقل فكرة عن أداء دور كهذا... أما التململ فلأنه كان عليها هي الاخرى ان تقوم بدور الخطيبة الولهانة.
وكان خليقا بتيس وقد أقامت حفلة للاطفال بعد الظهر أن تكون متعبة مهيأ للنوم ولكن أمورا كهذه كانت مستبعدة التوقع من الآنسة تيريزا ديرموت. بل أنها في الواقع كانت أكثر أشراقا مما أسيقظت في الصباح وفي أوج النشاط, وأن لاحت وتوأمها في تلك اللحظة غير طبيعين.. كانا في نظافة تامة وشعر منسق ولكن الى متى كان مرتقبا لهذا الحال ان تدوم. كان الكل يسمونها حفلة تيس ولكنها في الواقع كانت حفلتهما معا ومع أن توم كان يبدي ضجرا الحفلات زاعما أنها تليق بالفتيات وتاكا أخته توجه الدعوات فكان بالطبع يود حضور الحفلة.
عندما دخلت ليلي غرفة الجلوس كان الصغيران يركعان على الاريكةوانفهما ملتصقا بزجاج النفاذة بينما كانت مرغريت ترتب الحجرة. وفجأة أطلق توم صيحة انفعال واعجاب:
" يا لها من سيارة ممتازة!"
فأضافت تيس:
" أنها تقف هنا."
وما كان التوأمان قد رأيا سيارة رويز في زيارته السالفة اذ كانا في الحديقة عند وصوله وعند رحيله. وكانت سيارة جديرة بالآعجاب... فخمة غالية دون ما تبهرج وفخفخة كما كانت ثيابه. كانت تلك الاشياء هي التي تذكر ليلي بين آن وآخر بأنه واسع الثراء.
قالت مرغريت لابنتها:
" يحسن ان تذهبي لاستقباله يا عزيزتي... كانت تتيح لها فرصة لتحية الرجل الذي كان مفترضا أنها تحبه بعيدا عن عيون الباقين وأحمر وجه ليلي أذ ادركت ما تعنيه امها. وزادها ارتباكا اذ لمحت جولي تبتسم وكان من الافضل, أنها لم تنتبه الى النظرة التي قفزت فجأة الي عيني صغرى بنات ديرموت. وأذ خرجت ليلي الى البهو وأغلقت الباب خلفها تسللت تيس من أحد أبواب الحديقة الخلفية فاختفت فجأة.. وعادت تدخل الدار من باب المطبخ وتزحف في حرص خلال الردهة المؤدية الى البهو..
شعرت ليلي اذ فتحت الباب للرجل الطويل الاسمر الذي ترجل من السيارة الفخمة بشيء من الدهشة اذ بدا متغيرا. فان الاسبوعين اللذين قضاهما في كارسترانو زادا من سمرة بشرته وهتفت في أرتباك:
" أذن فقد عدت في الوقت المناسب؟"
فقال:
" لقد قلت أنني سأعود في الوقت المناسب..."
وكأنما كان قوله اذ ذاك فصلا. ثم أردف بابتسامة اضطربت لها:
" أنك تبدين جميلة جدا هذا المساء."
شهقت ليلي وشعرت بالدفء يتصاعد الى جبينها وهي تساءل نفسها عما دعاه لهذا القول... لم تشعر ليلي بأختها تراقبها في حين رويز لمح الوجه الصغير يسترق النظر.
أحاط رويز كتفي ليلي بذراعيه وكأنه يهم بالتوجه الى قاعة الجلوس وأذا بصوت رفيع تثقله خيبة الرجاء:" ألن تقبلها ؟ هكذا كان بروس يفعل دائما!"
ودت ليلي لو تصفع أختها برغم حبها لها ولكن صوتها نبهها على الاقل الى التصرف الذي أذهلها من رويز.. وراقبته وهي مبهورة بسهولة سيطرته على الموقف, قائلا هذا لا يجوز على مشهد منك. ولاح أن تيس رأت هذا الجواب معقولا , فقالت:
" أذن فسأنصرف."
أستدارت ليلي لتتأكد من أبتعاد الصغيرة عن مرمى البصر والسمع, ثم التفتت الى رويز وقالت:
" أرجو ألا تلقى بالا الى تيس. أنها مفطورة على الجهر برأيها في أي وقت وبما أنها تعرف أننا مخطوبان فانها..."
وأمسكت حائرة فأكمل عبارتها والتهكم في عينيه:
" تتوقع أن ترى مظهرا لذلك؟"
هزت ليلي رأسها وهي تعجب من أمر تيس فما كان من عادتها أن تتسلل لتسترق النظر الى الناس ومن ثم فلا بد أن في رأسها شيئا يتخمر وما كانت تحب أن تفكر في كنهه. فكل شيء يحتمل حدوثه من تيس لا سيما في عيد ميلادها أذ تطلق لها الحرية أكثر مما تطلق في أي وقت آخر.
أن دخلا الحجرة حتى توجهت عيون الجميع اليهما كانت تيس قد عادت الى الحجرة حين خاب رجاؤها في مشاهدة موقف غرامي!
أبتسمت مرغريت اذ دخل رويز قائلة:
" أذن فقد قررت أن تخوض المجازفة. أننا نقول دائما أن من يخرج من حفلات تيس سالما يكون قد تدرب على أن يخرج سالما من أي شيء حتى القنابل الذرية."
فضحك رويز قائلا:
" أذن فهذه مقردة ثمينة ينبغي للمرء اكتسابها."
وحيته جولي في رزانة أكثر مما كانت في العادة ولكن روحها المتوثبة ما كانت لتسمح لها بأن تبقى طويلا مرتبكة أو مبهورة بأن أختها خطيبة صاحب ميريديث. فما لبثت بعد فترة أن أصبحت أكثر من أختها نفسها تبسطا معه. وظل توم ملصقا انفه بزجاج النافذة يتأمل بأعجاب صامت السيارة العملاقة اللامعة. مكتفيا بالتفاتة وجيزة الى رويز عند دخوله.
أما تيس فكانت على النقيض ولسبب كان يقلقها وتمنت ليلي صادقة أن تكتمه في نفسها راحت تحملق في أختها ورويز باهتمام ملح وتوقع ورجت ليلي وهي التي تعرفها حق المعرفة ألا يكون أمر مستهجن يدور في رأسها!
وبعد برهة قدم رويز حزمة أجتذبت أنظار التوأمين.. حيث ضمت زوجين من الاحذية الحقيقية للهنود الحمر كان قد أمر بصنعهما لهما أثناء رحلته! فتطلعت اليه ليلي خلسة وفي عينيها دهشة وتساؤل... أنه لم يحرص على العودة في الموعد المناسب فحسب لكي لا يخيب رجاء ولد وبنت صغيرين بل أنه تجشم عناء تدبير صنع الحذائين خصيصا لهما... متذكرا ولا ريب أغارتهما الهندية. هل تذكر كذلك هندية أخرى كانت معهما. تلك التي كانت على فرع من شجرة التفاح وهوت لتتلقها ذراعاه؟
التفت فجأة فرأى نظراتها.. ودلت اساريره على أنه تذكرها. أذ شاعت في وجهه أبتسامة مداعبة لا تشبه في شيء الابتسامة المتهكمة التي رمقها بها في البهو وقال:
" لعله كان جديرا بي أن آمر بصنع شيء لمدام جيرونيمو!"
وهتفت راجية وهي تعجب كيف عرف الاسم الذي ابتكرته لها كيري في ذلك المشهد:
" لا ... أرجوك دعها تمت خزيا وخجلا."
فصاح وهو بعد محتفظ بالابتسامة الخالية من التهكم:
" لماذا ؟ بل أوقن أنها جديرة بالتسجيل للاجيال المقبلة."
" كان الافضل أن تغوص في الشجرة وتغيب عن الابصار اذ ذاك."
قال بصوت خافت لم يسمعه سواها:
" يسرني أنها لم تفعل!"
كان الآخرون منصرفين الى الصغيرين وقد ألاتديا الحذائين وراحا يطوفان بالحجرة واردف قائلا:
" أنني اعجبت بما رأيت اذ ذاك."
قالت بصوت هامس:
" بهذه البشاعة المخضبة بالالوان؟"
قال برقة:
" الفتاة التي تحت الخضاب هي المهمة. أتعرفين ما كنت أظنه قبل ذلك؟"
فهزت رأسها شبه مسحورة بينما أستطرد قائلا:
" كنت أظن سكرتيرتي من الكمال بدرجة لا تجعلها من البشر, كفاءة فوق ما ينبغي خلو من الشوائب والنقائض. ثم قابلته فتاة مختلفة كل الاختلاف فتاة مستعدة لأن تفسخ خطبتها لتسع اختها, وتأبى وأن شقيت أن يشعر أحد أنها تمادت في التضحية لكي لا يشوب شيء هناءة أختها, بل أنها لتمارس العاب الاطفال مع اخيها وأختها الصغيرين."
وقفت ليلي لحظة مسحورة ونظراتها لا تفقه ما كان يدور حولها... ثم دوى رنين جرس الباب , فتحولت الى البهو في ارتياح قائلة وهي تقعد أمها عن الذهاب للباب:
" لابد أن هذه كيري."
ووقفت في البهو ثانية وكأنها تفيق من أغفاءة السحر ثم فتحت الباب فاذا كيري تحييها بابتسامة عريضة وهي تقول:
" أذن فصاحب السيادة هنا؟ كيف تسير الامور؟"
قالت في تردد وهي تتذكر عبارته الغريبة الأخيرة:
" أنني لا أستطيع أن أفهمه تماما."
فعلقت كيري في أقتضاب:
" أهناك تقصير من ناحيته؟ كان يجب أن نتوقع هذا... وأن كان قد أدى تمثيلا جيدا في المرة السابقة."
فهزت ليلي رأسها بابتسامة حائرة وقالت:
" كلا... لا شيء من هذا اطلاقا. الوافع أنه أحسن اداء منه في المرة الماضية!"
" أذن فما المشكلة؟"
" لا أدري... لعل خيالي هو الذي يصور لي هذا."
ما كان بوسعها أن تقر حتى امام كيري بأنها كانت تزداد شعورا به كرجل فاتن.
" هل قالت تيس شيئا منكرا؟"
عندما دخلتا الغرفة وجدت كيري نظراتها تتجه الى الرجل محاولة اكتشاف أي أختلاف طرأ عليه كان جذابا دائما ولكنه بدا في هذه المرة- مفعما بالحيوية , تشعر النساء بجاذبيته المتوارية بدلا من عدم المبالاة والبرود اللذين كانا يسببان الانكماش عنه. كانت حيويته السمراء خطورة جلية, كما وصفتها لنفسها. لعل هذا كان الاختلاف الذي استشعرته ليلي ولم تستطع أن تفهمه. ولعلها كانت بعد لا تزال على حب بروس ولكن رويز آلدوريت أصبح من ذلك الصنف من الرجال الذي يجتذب من المرأة نظرة ثانية, ثم يظل في أفكارها بعد ذلك.

* * *
صح ما حذرت ليلي منه رويز. فان تيس ما لبثت ان قررت أنها تريد لعبة العقوبات. كان عقلها قد شغل بالهدية لفترة ثم ارتد الى فكرة تمتلكها في وقت مبكر وتوقعت واليوم عيد ميلادها ان يباح لها توقيع ما تشاء من عقوبات اذا أوقعت بهم. وحذرتهما أمها قائلة:
" في نطاق المعقول" وبهذا بدأت اللعبة.
قالت تيس لرويز:
" سنبدأ بك فما أحسبك لعبتها من قبل, لهذا فسأخبرك بما يجري. سأوجه اليك بعض الاسئلة فاذا لم تستطع الاجابة عن أحدها أو باغتتك وأنت تغش فسأوقع عليك عقوبة."
هز رأسه وقال ميتسما:
" ولكن لا تكوني شديدة القسوة علي."
فقالت متفضلة:
" سنبدأ بسؤال سهل كم عمرك؟"
أجاب :
" أربعة وثلاثون عاما."
" أين ولدت؟"
" في كارسترانو."
قالت ليلي لنفسها, لا ضير الى الآن... وأذا تيس تقول:
" هل خطبت من قبل؟"
كان كل امرئ يعرف أن ليلي خطبت من قبل, فلم تر تيس ما يدعو لأن يحرج اذا كان هو الآخر قد خطب مرة . وجمد رويز لحظة وتردد ولكنه في النهاية قال متباطئا:
نعم... خطبت مرة من قبل."
رمقته ليلي ولكن أساريره لم تفصح عن شيء جعل ذلك الحاجز الصلب حوله. سألته تيس بغتة:
" كم عمر ليلي؟"
وبدا عليه الجهل فورا. وشرعت ليلي تشير له بأصبعها في تلهف, اذ تعرف عقوبة تيس. ولكن الصغيرة أعترضت وعادت تلتفت الى رويز مؤنبة وقالت:
" أذن فأنت لا تعرف عمر خطيبتك؟ أذن أعلم أنه خمس وعشرون."
وهزت رأسها بما أوحى الى ليلي بما عزز شكوكها. وقالت تيس تدعم رأيها:
" سأدخر العقاب الى ما بعد . الآن دور ليلي."
وأنتبهت ليلي الى اجاباتها بحرص مدركة أنها أذا أستطاعت أن تتجاوز الحد الزمني لأسئلة تيس فستكون في مأمن. كان الخطر الحقيقي في الافتقار لمعلومات تجيب بها, كما حدث لرويز بالنسبة لعمرها, وأخذت تيس تطلق أسئلتها بسرعة لتربك أختها:
" كم قضيت في العمل بالمصنع؟"
وأجابت ليلي:
" ثلاث سنوات."
" أين كنت تعملين قبل ذلك؟"
ولما أجابت ليلي عادت الصغيرة تسألها:
" وقبل ذلك؟"
" كنت في المدرسة."
كانت تيس تعرف كل هذا, ولكنها كانت تستدرج ليلي بمكر الى شعور زائف بالأمان ثم سألتها:
" هل قبلك يوما أي شخص عدا بروس؟"
قالت ليلي بصدق تام:
" كلا." ما كان أحد ليلقي هذا السؤال سوى تيس وما كان ينبغي في الواقع ان ينطق به لسانها الشيطاني.
ولكن جوابها كان أسوأ فقد كان غير صادق في رأي بقية الموجودين أذ لابد أن رويز قد قبلها بوصفة خطيبها... وبادرت تعدل اجابتها:" أقصد.... نعم."
ورمقتها تيس متشفية وهي تدرك أنها الفائزة وقالت:
" ليس المهم ما قصدت أنما الاهمية لما قلت."
وتماسكت ليلي أنتظارا لما يعقب ذلك... وأخيرا قالت تيس بجدية:
" أظنك تعرفين أنني أؤلف كتابا."
وكانت الاسرة قد صادفت دليلا كافيا ممثلا في أوراق متناثرة في كل مكان تحمل خطها العشوائي الذي لم يجعل الامر مفاجأة تذكر وأستأنفت أبنة العشر المذهلةك
" ولكني أعاني صعوبة أزاء مشاهد الحب... وكأنما ران على قلب ليلي ثقل من الرصاص هوى به في شدة. أنها ما كانت بحاجة للذكاء لتعرف ما سيتلو ذلك وأكملت تيس حديثها وهي تنظر لأختها ورويز في أمل:
" خطر لي أنكما قد لا تمانعان في عرض هذه المشاهد."

* * *

جلست ليلي جامدة وعقلها يعمل محاول التفكير في مخرج. كان بوسعها أن ترفض وقد أدركت لماذا تسللت تيس الى البهو عند وصول رويز... أخيرا قالت بحزم:
" لن أفعل شيئا كهذا أختاري أي عقاب آخر"
فأجابت تيس في عناد:
" ولماذا؟ ان للعبة قواعد."
لم تقو ليلي على النظر الى رويز في تلك اللحظة ولو كان في ذلك حياتها وواتاها الرد, فقالت متظاهرة بالمرح:
" لن يعطيك هذا فكرة صحيحة فان وجود جمع.."
فأتمت لها تيس عبارتها وكأنها خبيرة:
" أتعينين أنه يقيد حريتكما؟ صحيح... ما رأيك؟ أي امرئ جدير بأن يظنك لم تقبليه من قبل."
قال رويز:أنها خجلى."

"ورمقته ليلي بجانب عينيها فألفته يبدو مأخوذا في أنبساط.. كان هو الذي اتهمها بأنها التي تجد أن التظاهر صعب الاداء, وها هو ذا يكرر الاتهام في صمت وسرها ان ستيلا وبروس لم يكونا حاضرين لا سيما وأنها قالت أن أحدا غير بروس لم يقبلها. وأرتاحت حيث سمعت أمها تعنف تيس بشدة.
ومع أن الأمسية أستمرت بعد ذلك بشكل مرض فان ليلي كانت تشعر بظل من القلق يكتنف أمها. فأدركت أن أمها كانت تسائل نفسها عما أذا كان ثمة داع لرفض أبنتها تقبيل الرجل الجالس الى جوارها. وتمنت ليلي أذ ذاك لو تركته يقبلها ولكن هذا بدا مستحيلا اذ ذاك... ولقد علق رويز على ذلك فيما بعد كما توقعت وأن يبد أية حركة لمساعدتها في الخروج من المأزق في ذلك الوقت.
كانا يقفان في البهو حيث نركهما الآخرون للحظات الوداع كالعادة. وفجأة رأت ليلي حاجبيه الاسودين يرتفعان في أهتمام ساخر أصبح مألوفا وقال:
أنني أسأل مرة أخرى من منا يجد هذا التظاهر صعبا؟"
أحمر وجه ليلي وقالت محتجة:
" تقبيل أي شخص على مرأى من الناس صعب بطبيعته فما بالك اذا كان شخصا.."
وتوقفت محرجة فتولى اكمال العبارة عنها:
" لم يسبق لك تقبيل؟"
خرجت مرغريت ومعها كيري بعد خمس دقائق فوجدتا ليلي تقف جامدة في البهو. وقالت الام ضاحكة:
" أفيقي يا حبيبتي... أنك تبدين مذهولة!"
وأجفلت ليلي ثم تدافع الدم الى وجهها والتفت الى أمها . وظهرت جولي وكأنما اجتذبها ضحك أمها وقالت ليلي:
" ما سمعت خروجكن!"
فابتسمت مرغريت وقالت مداعبة:
" لا تنزعجي فقد أتينا للتو حين سمعنا سيارته تنطلق."
غمغمت ليلي بشيء غير واضح وأسرعت تغادر المكان.

* * *
ظلت ليلي مستلقية على فراشها معظم الليل تحاول أن تستبين كل ماحدث. طيلة عمرها لم تشعر بكيانها مهتزا بهذه الدرجة وكان اعجب ما في الامر ان رويز آلدوريت هو الذي فعل بها هذا.
ولم يكن قلبها مرتاحا في الواقع الى أن تكون باقية على حب بروس وتنبهر مسحورة برجل آخر ولم يكن لديها أتفه فكرة عما كان يقوله لها عندما افلتها في النهاية من ذراعيه. كانت هناك صورة باهتة له وهو ينظر اليها بنظرات غريبة باحثة, ثم يغمغم بكلمات لم تذكرها ويستدير فينصرف. ول يعد الى ذهنها شيء من التماسك وأدراك الواقع الا حين خرجت الأخريات الى البهو, وأن ظلت أعصابها تشدو وتغرد حتى الآن وبعد انقضاء ساعات.
وعندما تبينت أن عليها أن تواجه رويز وذكرى هذه الامسية بينهما بدا لها الامر مروعا. ولكنها لم تكن بحاجة للقلق, اذ بدا حين رأته كأن شيئا لم يحدث. فقد أستدعاها الى مكتبه وأملى عليها خطابات كما أعتاد أن يفعل طيلة ثلاث سنوات غير أنها لم تدر أنه بعد أنصرافها مسرورة بأنها أستطاعت الحفاظ على رصانتها ورزانتها المعهودين جلس لحظات طويلة يحدق في الباب الذي خرجت منه وقد ارتفع حاجباه الاسودان في تقطيب خفيف.
وكان من الطبيعي أن تلتقي بكيري في وقت لاحق من ذلك اليوم. ومع أن صديقتها تأملتها بنظرة غريبة فأنها أعرضت عن ذكر شيء عن التعبير الذي حمله وجه ليلي في المساء السابق وأن كانت لابد قد أدركت كما أدرك الاخرون معناه. أما بالنسبة الى بروس فقد سرها وأن أستنكرت ذلك في نفسها أن ألم فقدانه أخذ يخبو بسرعة. زكان الاستنكار لأنها ما كانت تعتقد انها تقبل على الحب بهذه البساطة والسرور... كانت تظن في البداية أنها ستعيش على حنين الى شيء لا سبيل لأن تحطى به, كما فعلت جانيس غير أن القدر فيما يبدو قرر غير ذلك, وما كانت تملك سوى أن تحمد له ذلك ولو أنها شعرت بشيء من الاشمئزاز من نفسها لأنها كانت موقنة من قبل بأن الحياة بدون بروس خواء.
وشرعت تسائل نفسها عم جعل الامر يحدث هكذا فجأة بيد أنها ويا للغرابة ! لم توغل في هذا التفكير طويلا أذ تراءى لها أن فيه شيئا من الخطورة وأنها ما كانت راغبة في مواجهة هذا الخطر أيا يكون في الوقت الراهن!




أنتهى الفصل السادس

يون سي likes this.

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 01:55 AM   #28

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى لكم قراءة ممتعة
وبتمنى انو تعطوني رأيكم بالنسبة للرواية وشكرا لكل المتابعين


sltana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-08, 04:42 AM   #29

ميلاف

? العضوٌ??? » 9677
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » ميلاف is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك ألف عافية .. ما قصرتي يا غالية ..

ميلاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-08, 12:56 AM   #30

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك يا ميلاف وهلق رح كمل لكم الرواية

sltana غير متواجد حالياً  
التوقيع
الحب.......
كثيرون ...ينطقون بها ......
وقليلون.....قليلون فقط يشعرون
بمعانيها.......ويعيشونها......... ...!!!









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.