آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          239 - عندما يقفل الحب بابه - كاثرين روس (الكاتـب : عنووود - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-10, 04:12 PM   #11

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي


10- العين بالعين

كان الرصيف الذي وجدت ليليان نفسها عليه عريضاً غير مستو تشرف عليه مصابيح ترمي بركاً من النور زادت من عتمة ما يحيط بها أكثر من إنارتها، ولكن لن يخيفها شيء حتى هذه العتمة متى اكتشف امر هربها..نظرت بلهفة للوصول إلى المعطف حيث بممقدورها أن تتجه اتجاهاً آخر، فالبقاء في الشارع نفسه يجلب لها المتاعب.
بدا لها عن يمينها زقاق مظلم ولكن الخوف من ان يجدها مطاردوها دفعها إلى دخوله..كان ضوء القمر ينير الظلمة، فأبطات السير خوفاً من الاصطدام بصناديق القمامة الفارغة المنتشرة.
تصاعدت من ورائها صيحات الغضب فارتدت تضغط نفسها إلى باب جانبي ضيق غير مبالية بخشونة الخشب الذي خدش بشرتها. لامس شيء بارد مكسو بفراء خشن ساقيها، فكتمت صيحة رعب، غيرا نها اكتشفت قمر الليل انها قطة فظلت واقفة بلا حراك.
تناهى إليها وقع أقدام وهنا تحت جناح هذا الليل شاهدت شكلاً يتقدم نحوها، صاح صوت من بعيد فتوقف الشكل وأجاب ..ولكنها لم تفهم ما يقال بل كان كل ماشعرت به انه لن يمضي وقت حتى يكتشفوا مكانها..فأغمضت عينيها لتحجب منظر القادم إليها.
عاد الصوت ثانية ينادي، في هذه المرة توقفت الخطوات، ثم أصبحت شئياً شبيهاً بالصرير وكان الأقدام تستدير مبتعدة نحو الشارع.
أطلقت ليليان أنفاسها المحبوسة وتنفست الصعداء، ولكن الخوف أبقاها جامدة، فما زال الرجلان على مرمى السمع وقد يعودان بسرعة، زادت التصاقاً بالباب و تمسحت القطة فيها مصدرة مواء عالياً وكأنه صوت رادار يدل على مكان وجودها.
تقصد العرق من وجهها ولكنها لم تجرؤ على مسحه، ظلت عدة دقائق جامدة لا تحرك ساكناً، من بعيد هدر صوت محرك سيارة.. أهي سيارة السجن؟ هل بدات بالتحرك ام أنهم يوهمونها بذلك حتى تخرج من مكمنها؟
أخيراً خطت ثانية إلى الزقاق، ثم هرعت راكضة وكأن الشيطان يلاحقها ، الله وحده يعلم في أي جزء من المدينة هي والله وحده يعلم كم يبعد منزل السيدة بارف! كانت مفلسة وهذا يعنى ان لا أمل لها بركوب سيارة طلباً للعون، ربما أصبحت الآن الكاميرا في حوزة لوك.. وهي أملها الوحيد في إثبات براءتها.
ظلت تركض و تركض ولكنها بين الفينة و الأخرى كانت تتوقف لسترد أنفاسها ثم تعود إلى العدو ثانية، ولكن هذا العدو كله لم يوصلها حتى الآن أمام مبنى تعرفه، من الأفضل التوقف عن العدو.. لقد نجح هو وكوني بتنفيذ خطتهما.
رأت من بعيد مفترق طرق.. فالسيارات تروح وتجيء ولكن جميع لوحات السير كانت باللغة المحلية، فاتجهت نحو اليسار، بدا لها الطريق طويلاً لا ينتهي وكأنه طريق لا ينتهى.
غشيت عينيها الدموع، غير أنها لمحت من خلالها لافتة مضيئة تكبر وتصغر، فمسحت عينيها وأوقفها يأسها بلا حراك.. إنها لافتة توشيبا..اسم شركة يابانية شهيرة.
لم تفكر قط أنها ستسعد برؤية لافتة..إنها رائعة! ليبارك الله توشيبا! إنها الشركة الشهيرة القريبة جداً من منزل السيدة بارف!
حثت قمر الليل الخطى وماهي إلا دقائق حتى أصبحت امام الأبواب.. إنها مقفلة! رفعت يداً لتدق الجرس، ثم سحبتها بسرعة..أليس من الخطر استدعاء الحارس الليلي.. فإن رآها عرف انها هربت وهي تخشى ان يستدعي الشرطة.
بدات السير من جديد وهي تلازم جدار السور متخذة طريقاً ضيقة تحدها أشجار صغيرة، راح الحصى على الطريق يصدر صوتاً تحت قدميها..انعطف السور ثانية فتبعته، عرفت قمر الليل انها الآن خلف المنزل مباشرة وتذكرت ان هناك بوابة اخرى تقود الى الجزء الذي يقطن فيه الخدم في المنزل بمن فيهم حارس الليل الذي ينام نهاراً.
فجأة وصلت إليها، فدفعتها ثم توقفت في مكانها خافقة القلب من فرط إحباطها.. فاتكات عليها خشية ان تتهادى من ضعفها وتعبها.. ما ان لقت البوابة لا تفتح. فعلمت أن البوابة موصدة، إنما بقفل ضعيف.
وضعت كلتا يديها مكان القفل ودفعت بأقى قدرتها لها، فتعالى صوت احتجاج الخشب،نظرت حولها بحذر وارتدت قليلاً ثم رمت بثقلها على البوابة، في هذه المرة انفتحت بدون ان تصدر صوتاً عندئذ لم تتوقف ليليان لتلتقط أنفاسها بل تسللت من البوابة إلى الحديقة.
إن كان الحارس وزوجته يستخدمان المطبخ فهذا يعنى ان باب المنزل الخلفي مفتوح.. تسللت على اطراف أصابعها قاصدة إياه.. فالباب الخلفي يؤدي الى حجرة المؤن، وهناك باب يقود إلى الردهة، كان باب المطبخ مفتوحاً، يتصاعد منه همهمات واحاديث، وهذا يعنى أن أحداً لم ينتبه إلى تسللها.
حتى الآن ..كل شيء على مايرام!
رفع مجرد نجاحها في الوصول إلى المنزل روحها المعنوية، تقدمت على أطراف أصابعها لتلقي نظرة إلى الخارج من نافذة صغيرة قرب الباب الرئيسي.. لاأحد في الممر الخارجي.. نظرت إلى ساعتها.. إنها العاشرة، وهذا يعنى ان لوك سرعان مايصل، وربما هو الآن في طريقه إلى هنا، لا وقت لديها لتهدره بل لا وقت لديها حتى للا تصال بجوك، ستقوم بالاتصال بعدما تجد الكاميرا وتتتزع الفيلم منها.. ذلك الفيلم المهم!
لم تصدر قدماها صوتاً وهي تهرع نحو غرفتها.. ضاحكة فرحاً، فتحت الباب لتدخل ولكنها لم تضئ النور بل اتجهت إلى الخزانة لتفتحها وتفتح الدرج العلوي في داخلها، كانت علبة خشبية صغيرة بين الثياب الداخلية، في قفل درج المنضدة، وبعد ذلك دست يدها إلى الداخل لتخرج الكاميرا.
فتحت بسرعة غطاء الكاميرا وبدأت تلف الفيلم داخلها.. وبسبب ارتجاف أصابعها تأخرت اكثر من المعتاد في لفه، لكنها اخيراً أحست بالفيلم يمتد، فضغطت القفل، وفتحت أسفل الكاميرا، واخرجت الفيلم منها.
سحبت قمر الليل نفساً عميقاً واطلقته ببطء ثم سحبت نفساً آخر، ولكن الأنفاس لم تتطابق مع حركة صدرها..وسرعان ما ادركت أين يكمن الخطأ.
في الغرفة شخص آخر يتنفس!
شدت قبضتها على الفيلم، واستدارت بسرعة وهي تعلم علم اليقين من سترى.
إنه لوك!
- مرحباً ليليان، قيل لي إنك هربت.
- واتيتني فرصة اغتنمتها!
- وكيف..كيف عرفت؟
- اتصلت بالسجن قبل مجيئي إلى هنا..ربما القدر دفعني إلى ذلك.
- القدر..لقد حاولت مرة أن تجلعني أؤمن به.
- بت آمن به الآن،وإلا لما تمكنت من الهرب! كيف عرفت أنني سأقصد هذا المنزل؟
- انه المكان البديهي، اعطيني الفيلم ليليان.
- بإمكاني تظهيره في وقت أسرع.
- وهل لديك صلات خارجية أيضاً..؟ أعتقد أحياناً أن الحياة ستتوقف هنا لولا هذه الصلات!
- الفيلم..ليليان.
تجاهلته وتابعت كلامها:
- أستطيع القول إن جوك قادم في أية لحظة..تركت رسالة في الفندق أقول له فيها إنني قادمة إلى هنا..
- لم تتركي له أية رسالة فقد اتصلت بفندقه قبل أن أتصل بالسجن، وقيل لي إنه سافر ليلتحق بالسيدة بارف وكوني..أنت الآن وحيدة هنا ليليان.
- لاتصور المسألة وكأنه أمر ميؤوس منه، فأنت أملي.
-طبعاً..دعيني أساعدك،ألم يكن هذا هو المقصد؟ سأظهر لك الفيلم ..تعالي عزيزتي، ودعك من المرواغة.,اعطينى الفيلم.
تجاوز الوقت الآن اي ادعاء..كان لوك يلاعبها لعبة القط و الفأر وقد تعبت من هذه اللعبة!.
- لا!لا ..لن أعطيك الفيلم.
التفتت بحدة ثم رمت الفليم نحو الزواية حيث الكراسي و المنضدة و الطاوبة.
قال بهدوء:
- انه فعل سخيف..ان جل ما تفعلينه هم اكتساب بعض الوقت والآن اذهبي إلى هناك وجديه.
- جده بنفسك..فأنا اعرف من انت، وماذا فعلت! أنت شريك كوني في اللعبة..انت الرجل الذي كان معها في حديقة الفندق.. انت من اعطاها إطار الصورة.
- أجل يا عزيزتي..اجل لكل ما قلته، ما ان سمعت بخبر فرارك حتى تساءلت ما إن كنت قد أدركت الحقيقة، يؤسفنى انك عرفتها،آسف جداً..بذلت جهدي لئلا أفضح نفسي ولا ادري كيف وقع ذلك!

ظلت صامتة فتقدم منها:
- ماذا فعلت؟ ماذا فعلت؟ اجيبي ليليان..اريد أن اعرف اين أخطأت..إذ لا أريد ارتكاب الخطأ مرة أخرى.
جمد المعنى الكامن وراء كلامه الدم في عروقها، فارتجفت .
- الورق الذهبي..كنت تعرف أن الاطار ملفوف بورق ذهبي..مامن احد شاهد الرزمة إلا انا و مندي وكوني و الرجل الذي اعطاها إياها.
تنهد لوك:
- يالغبائي! طالما كنت غبياً..فما إن أصبح بقربك حتى أفقد السيطرة على نفسي.
- وفر عليّ سماع هذا.. لا حاجة إلى المزيد من الادعاء!
- انا لم أدع قط بشأن مشاعري تجاهك، لقد عنيت قولي.
- وهل كنت مستعداً للزواج بي؟
- طلبت منك الزواج..ليتك لم تتدخلي في هذا! لماذا أخذت الإطار؟ وعندما عرفت مابداخله، لماذا لم تقولي إنه ليس لك؟
- لأنني أردت حماية جوك!
- آه ..أجل.. المحادثات!
- ليس هذا فقط..بل لأنني أحبه كذلك!
صمت لوك لبرهة وراح ينظر إليها فعرفت أنها قالت ما يؤلمه..سألها:
- ألم تهتمي بي يوماً؟
- بلى..ولكنني لم أحبك.
- فهمت..يبدو اننا أضعنا حبنا سدى..فأنت لن تحصلي على جوك وانا لن أحصل عليك.
- وماذا ستفعل الآن؟
- الشيء الوحيد المهم..سأتلف الفيلم و ..أنت معه على ما أخشى.
- لن تنجو بفعلتك!
- ولكنني نجوت..سينتهى بعد دقائق كل شيء..لقد سهل عليّ فررك من السجن الأمور..جئت إلى هذا المنزل لأنني كنت متأكداً أنك موجودة فيه، فحاولت إطلاق النار عليّ..ولكنني قاومتك و انتزعت المسدس منك وفيما كنت أنتزعه انطلقت منه رصاصة، وياللأسف!.. حادثة مؤسفة ولكنها حادثة مهما كانت النتيجة.
اقتربت قمر الليل إلى منتصف الغرفة، فرأت في يده شيئاً لامعاً صوبه نحوها..عندها فقط ارتعبت..لم يكن الوضع مجرد لعبة..بل معركة حياة أو موت..لا.. ليست معركة، فالمعركة تستدعي الشك في النتيجة، وهنا لا مجال للشك في ما ستكون عليه النتيجة..
- وهل ستقتلني؟
- ليس أمامي خيار آخر..أقوم بأي شيء مقابل عدم قتلك..لكن..
- إذن لا تقتلني؟
- لا أستطيع، أحبك كثيراُ ولكنني أحب بلادي أكثر!
- ولأنك تحبها، تريد تدميرها!
- انا أنقذها! أتظنين أنني أريد رؤية بلادي مرتبطة بأمريكا إلى الأبد؟ نحن نريد حريتنا ونريد ان نملك الحق في تطويرها بطرقنا الخاصة..لقد كنا عبيداً مدة طويلة.
- أنت مجنون!
-لأنني أرى مستقبلنا مع بلاد آسيوية أخرى؟
- بل لأنك قومي متطرف.
- ستنال بلادي حرية تفوق تلك التى ستنالها لو تعاملنا مع أمريكا، كنا سنسعد معاً ليليان.
رفع يده..فقالت متوسلة:
- لا..لا تقتلني.
هز رأسه، وحرك أصبعه..فصاحت:
- لا!
لكن صرختها امتزجت مع دوي الرصاص الحاد.. فترنحت الرائحة النفاذة في أنفها، وطعم الخوف في فمها..
ولكنها على قيد الحياة بل لم تصب بأذى!
مدت قمر الليل ذراعيها في الهواء وهي لا تصدق نفسها ثم شعرت بأنهما بين قبضتين قويتين.
- الحمد لله لأنك سليمة.
كان صوت جوك في أذنيها، ووجه جوك في مواجهتها لكنه وجه لم تشاهده قط هكذا، نحيلاً متوتراً خالياً من اللون و ناضحاً بالعرق.
ابتعدت عيناها عنه، لتستقرأ على الأرض،كان لوك راقداً هناك يتلوى من الألم، ويده ممزقة و مدماة، لا مسدس فيها، عندما كانت تراقبه شده رجلان بثياب رسمية واخرجاه..
تمتمت:
- انه مثال حي للقول الشهير.
- أي قول.
- العين بالعين، إنما في هذه المرة كان الأمر مختلفاً: إنها يده مقابل حياته..
وغابت عن الوعي.
بعد فترة بدت طويلة جداً وجدت نفسها على أريكة في غرفة الجلوس حيث كانت السيدة بارف تذرع الغرفة وحيث كان جوك واقفاً عند رأسها.
قالت السيدة:
- لقد استيقظت أخيراً، ظننتك ستمضين الليل فاقدة الوعي!
ردت بصوت ضعيف:
- كدت أمضي حياتي فاقدة الوعي! لولا وصول جوك..
اتجهت السيدة إلى الباب:
- سأذهب لأحضر بعض الطعام لنا، لا أدري إن كنتما جائعين ولكنني أتضور جوعاً!
عندما انفردت به سألته قمر الليل:
- كيف عرفت بفراري؟ بل كيف عرفت أنني سأكون هنا؟
تردد قليلاً ثم قال:
- في البداية ظننتك تحمين تود..عندما وصلت إلى ريتشموند جاء يهدد بقتلي إن لم أرجع إلى هنا لإنقاذك! فقلت له إنه الوحيد القادر على هذا..فأقسم أنه لا يعرف شيئاً عن الإطار أو المخدرات، فقررت أن أعود إلى هنا فوراً.
علقت بمرارة:
رد عليها بجفاء:
- الحكم على الناس جزء من عملي، مع أنني لم أنجح في هذا فيما يتعلق بك! كنت واثقاً أن الغموض سينجلي حينما أتحدث معك..
لكن لسوء الحظ زاد ماقلته من الأمر سوءاً فقد كررت أنك تريدين حماية شخص ما فتصورت أن هذا الشخص هو لوك، ويبدو أنني أسأت فهم كل شيء.
- اعتقدت أن معنى ما قلته واضحاً.
- كان واضحاً إلى درجة الرغبة في قتل لوك! ما إن تركتك بعد الظهر حتى عقدت النية على ملاحظته، لكن المنطق أنقذني..
فاتصلت بالجنرال لأخبره بكل شيء، ولأرى إذا كان هناك وسيلة لخداع لوك ليعترف بذنبه.
- إنما لماذا اعتقدت بأن لوك أراد أن أهرب المخدرات له؟
- بسبب قيمتها الغالية الثمن، أعرف أنه أراد الزواج بك، وأعتقدت أنه يحاول تهريب أمواله من البلاد ليعيش معك في الخارج.
حاولت استيعاب ما يقول بينما اتجه هو ليقف قرب النافذة.. ثم قالت أخيراً :
- لم تكن عائلته رافضة الزواج بي.
- أعرف هذا الآن، لكن في الصباح..حينما تركتك..
- وكيف توصلت إلى معرفة الحقيقة؟
- لم اتوصل إلى شيء..لم يسمح لي مزاجي بالتفكير بسبب غضبي الشديد منك، كنت في طريقي لمقابلة الجنرال حينما مرت السيدة بارف أمامي بسيارتها، وكانت متوجهة إلى منزل كوني الريفي..فطلبت من السائق أن يلحق بي، ولكنها وجدتني في مزاج عكر، وعندما عرفت أنني قابلتك صممت أن تعرف كل شيء فقلت لها إنك تحمين الرجل الذي تحبينه و إنني ذاهب لمقابلة الجنرال حتى يضغط على لوك للاعتراف بالحقيقة.. وماقلته السيدة بارف رداً على هذا، أتركه لمخيلتك. وخلاصة القول إنني رجل غبي مجنون لأنني لم أعرف أن الرجل الذي تحبينه هو أنا! وبعد معرفتي بذلك اتضح لي كل شيء فعدت إلى السجن، وإذا بي أفاجأ بأمر فرارك.
- لكن..لماذا توجهت إلى هنا؟ إنه آخر مكان قد ألجأ إليه.
- هنا يلعب الحظ دوره..فقد اعتقدت أنك ستلجئين إلى السفارة،اما السيدة بارف فاعتقدت انك ستحاولين اللحاق بها.
لكن احد مسؤولي السجن اقترح ان نكلم المايجور لوك لأنه آخر من قابلك في السجن..كنت أعلم أن حديثنا مسجل في غرفة المراقبة كحال جميع أحاديثك..
صمت جوك وكان الذكرى كانت مؤلمة إلى درجة عدم الرغبة في التكلم عنها ثم اردف:
- حاولت إقناع مسؤول السجن ان يسمعني تسجيل حديثك مع لوك.. ولكنه رفض حتى اتصلت بالجنرال الذي أمره بالسماح لي بالاستماع إلى الشريط..وما ان سمعته حتى اتضح لي كل شيء.
- وهل سمعته يتحدث عن الرزمة الذهبية؟
أغمضت قمر الليل عينيها تتصور ماحصل..فرغم عدم رؤيتها جوك أحست بكل حركة من حركاته، تذكر كيف قطع الغرفة ليقف قربها وتذكر الدفء و الحنان المفاجئين اللذين سيطر على صوته عندما قال لها:
- أعتقد أن السيدة بارف على صواب؟
- بصدد ماذا؟
- بصدد حمايتك لي؟
ابتلعت ريقها بصعوبة:
- اعتقدت أن فضيحة قد..قد تفسد المحادثات.
- لكنك بالغت بالولاء لوطنك..فهل كان الدافع هو الولاء وحده؟
- أجل.
- انت كاذبة!
كانت كلماته ملتهبة التهاباً جعلها تفتح عينيها بحدة..عندما شاهدت وجهه الأصفر تحت بشرته السمراء أدركت عمق اضطرابه.
إن اقترابها من الموت وعلمها بأنه من حماها من الموت المحتم جعلاها تشعر بأن كبرياءها سخيفة، وماذا يهم الآن أن عرف أنها تحبه؟
- انت محق.. لمأفعل هذا من أجل المحادثات بل من اجل.. بل من اجل..انت تعرف..
- أريد منك إيضاحاً اكثر..لماذا ظننت أنني قد أرغب في تهريب المخدرات؟
- بسبب ماقلته عن حاجتك إلى بعض الإثارة وإلى القيام بتجربة تختبر فيها جرأتك ضد السلطات وذلك بزج نفسك في خطر، هذا ما قلته.. هنا في هذه الغرفة!
- قد أستمتع بالمخاطرة..غير أنني لن أقوم بعمل أبله مجنون كالتهريب..
- أنا آسفة.
- آسفة؟ آسفة لأنك حاولت حمايتي؟لأنك سُجنت مدة أسبوعين؟ ياإلهي ليليان..إذا كان على أحد أن يشعر بالأسف فهو أنا!..ثمة أشياء كثيرة عليّ قولها لك..لكنني لاأعرف كيف أبداً.
- لا أريد أن تشكرني..لا داعي إلى ذلك.
- موافق، فشعوري تجاهك أبعد مايكون عن حدود الشكر..
لامست يده شعرها بخفة، لترفع خصلة حمراء دكناء ثم راح يتلاعب بها بين أصابعه.
- تركتني لأنني لم اكن أعرف لونه..ولكنك لم تعرفي ان هناك أشياء كثيرة فيك لاحظتها..رقتك و عطفك و قدرتك على معرفة ما أفكر فيه قبل أن أعرفه أنا بالضبط. كنت قد بدأت أثق بك اكثر من أية امراة أخرى..وبدات أؤمن أنك الوحيدة القادرة على..حينما قلت انك تريدين السفر، ظننتك تحاولين القول إنك لا تهتمين بي.. وانك تنظرين إليّ كرب عمل فقط.
- لأنك لم تظهر لي شيئاً آخر. كنت بارعاً في إخفاء مشاعرك، فلماذا لم تلمح ولو بإشارة؟
- وهل كنت ستصدقينني؟ كنت ستظين انني أقول هذا لئلا أفقد سكرتيرة ماهرة!
- لم يكن في الأمر مبرر للشك إذ كانت كوني موجودة.
- آه..اجل..حسناً..لم ادع قط انني ناسك، فعندما احسست انني أفكر فيك كثيراً، حاولت المقاومة.
ابتسمت قمر الليل:
- وكانت مقاومة شديدة استخدمتني خلالها لطلب الزهور لها!
- ظننت ذلك سيشعل غيرتك..أفكر أحياناً ان ثلجاً يجري في عروقك بدل الدم!
- ونجحت في إخفاء مشاعرك، حتى حين جئت إلى هنا.
- لأنني كنت خائفاً منك.
- لماذا؟
- لأنني عندما رأيتك آخر مرة في المكتب في ريتشموند، كنت فتاة بسيطة غير محنكة،أما حين وقع نظري عليك فكنت جميلة كبجعة. لوقلت لك فوراً انني أحبك..لظننت دافعي الرغبة فقط! ولكنني أحببتك اكثر مما مضى..احببتك..أحببت طريقة تفكيرك..طريقة تصرفك..كل شيء فيك يجعل منك ماانت عليه الآن.
ازداد صوته ارتجافاً، فتوقف عن الكلام، لكنه ظل قريباً منها ويداه تمسكان بخصرها..
- اعرف الآن كم كنت اعمى، وربما أنا حتى الآن لا أرى بوضوح.فهل ستساعديني..؟ أحبك ليليان! أتفهمين ما أحاول قوله؟
- اظن أنني أفهمك.
- ماالذي يقلقك إذن؟أعرف أن هناك شيئاً في رأسك.
- لا شيء..لاشيء مهم.
- قلت لي يوماً إن الحب الحقيقي يأتي مع التفاهم ..إذاكنت تعنين هذا حقاً فلن تكذبي عليّ!
- إنها كوني..استمر في تذكر نهاية الأسبوع الذي قضيته معها.
- بقيت في منزلها، ولكن لم يكن بيني و بينها شيء وذلك منذ عرفت حقيقة مشاعري نحوك..لم اتمكن من..بل لم ارغب في امرأة اخرى! وإذا قالت كوني ماهو عكس هذا فهي كاذبة!
لم تشك ليليان في صدقه، تلاشت غيرتها من كوني فأمامها ما يتحدثان عنه غيرها، ولكن في الوقت الحاضر، فأهم شيء هو انهما معاً، وان مستقبلهما معاً..تمتمت كلمات غير مفهومة ثم تقدمت لتستريح بين ذراعيه ثم عقدت ذراعيها حوله، وشدته إليها بقوة..
- لن أذكر كوني بعد الآن.
- ولا حتى للسؤال عن مصيرها؟ لقد تركت البلاد بالأمس. لدي إحساس بأنها كانت قلقة من تسرب المعلومات، فسافرت في رحلة استجمام ، كما ادعت، إلى الكاريبي..لااظنها ستبقى هناك طويلاً بل ستحاول الوصول إلى الصين، فهي تعرف انها لن تستطيع العودة إلى هنا..ليس بوجود الحكومة الحالية..فلنتحدث عنك..أعتقد أنك تحبينني؟ لم تعترفي بذلك حتى الآن.
- وهل أنا بحاجة إلى الاعتراف بهذا بالكلمات؟
- أظنني أفضل الأفعال.
للرد عليه، رفعت يديها لتعقدهما حول وجهه..ظلا للحظات يتبادلان النظرات قبل ان يتعانقا عناقاً عنيفاً فيه مطالب سلبتها من كل قدرة على التفكير..كان تجاوبها يظهر له بأفضل الطرق مدى خضوعها لحبه..فأخذ يرتجف..شدت نفسها إليه أكثر وقد تضاعفت ضربات قلبها لتتماشى مع دقات قلبه.
شهقت:
- جوك..احبك..كثيراً..
- حبيبتي..
فجأة ارتد عنها ودفعها بعيداً:
- لا..لن أجرؤ على معانقتك طويلاً..فأنا من البشر..و هل ستبدئين بتمثيل دور صعبة المنال؟
- وكيف أستطيع؟ وأنا ملكك!
- لم تصبحي ملكي! أقصد أنني أريد الزواج بك سريعاً أي حالما يرخصون لك،أعرف أن لديك عملك..لكن..
قاطعته قمر الليل:
- أنت أولاً..أرغب في الاستمرار في مهنة التصوير..إنما هناك الكثير لأصوره في أميركا.
- بإمكانك السفر إلى الخارج إذا رغبت..لن أقف في طريقك.
حدقت إليه وهي تعلم مدى الجهد الذى لزمه لقول هذا.
شكرا لك جوك..إنما لا أظن أن عملي مهم إلى درجة أن أبقى بعيدة عنك؟..أنا واثقة أنني سأتمكن من تكييف سفري ليتناسب معك.
انعكس على وجهه كل الحنان في العالم، غير أنه رفض التراجع.
- اعني ما أقول ليليان..سأحاول الا اكون شديد التملك.. لديك حياتك و موهبتك..وإذا أردت استخدامها..
- موهبتي الأساسية تتحقق في أن أكون زوحة لك..وفي ان أسعدك..ليس لدي القدرة أو الاندفاع اللذان كانا لدى أمك إلا أنني سعيدة بماعرضته عليّ حبيبي..
لم تترك له مجال الرد إذ عادت تنضم إلى صدره وهمست:
- لا أريد كلمات..بل أفعالاً.
- أفعالاً..؟ الترخيص أولاً..وبعد تحصلين على ماترغبين فيه من أفعال!


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:12 PM   #12

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

i hope u like it

lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 04:16 PM   #13

يافا
 
الصورة الرمزية يافا

? العضوٌ??? » 695
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,451
?  نُقآطِيْ » يافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond reputeيافا has a reputation beyond repute
افتراضي

الله يعطيك العافية متابعينك

يافا غير متواجد حالياً  
التوقيع

أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ أن رحت وعندي عقدة المطر
وأمطرت الدنيا وأنت لست معي
وأصابتني بعدك
عقدة المطر
وعقدة الخوف
وعقدة الفقد
وعقدة الموت
رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 07:48 PM   #14

princes_roro

? العضوٌ??? » 115622
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » princes_roro is on a distinguished road
افتراضي

thank you

princes_roro متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 08:36 PM   #15

احلام العمر

? العضوٌ??? » 81650
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,354
?  نُقآطِيْ » احلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond reputeاحلام العمر has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لك

احلام العمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 09:00 PM   #16

keme

? العضوٌ??? » 3907
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » keme is on a distinguished road
افتراضي

:44:

keme غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 09:29 PM   #17

ورد النرجس

? العضوٌ??? » 320
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 557
?  نُقآطِيْ » ورد النرجس is on a distinguished road
افتراضي

شكرا

ورد النرجس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 09:34 PM   #18

#أرجوان#

? العضوٌ??? » 254
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,851
?  نُقآطِيْ » #أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of
افتراضي

تسلم الأيادي

#أرجوان# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 10:51 PM   #19

لدينه

? العضوٌ??? » 116150
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 265
?  نُقآطِيْ » لدينه is on a distinguished road
افتراضي

جميله ورائعه

لدينه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 11:03 PM   #20

رياح
 
الصورة الرمزية رياح

? العضوٌ??? » 53849
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 413
?  نُقآطِيْ » رياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond reputeرياح has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموااااااااا

رياح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.