آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree42Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-10, 04:18 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



تذكرت كايسي كيف كان سميتي وجوني يداعبانها وهي صغيرة ويقولان لها أن سام يتيم من أبناء القبائل الرحل التي هاجمها الهنود وأنهم ربّوه كأحد أبناء الهنود.
وقد ساعد شكل سام المهيب ووجهه الذي لا يدل على سنه , ساعد كايسي على تصديق هذه القصة حتى قال لها والدها أنها قصة لا يمكن أن تحدث , ومع ذلك كانت تلك هي الصورة التي بدا بها سام وولفر لكايسي وسيبدو دائما بها , أنه ينتمي الى عهد مضى والى نوع آخر من الرجال.
وكادت كايسي أن تصل الى بوابة تدعى بيرنت هولو عندما شاهدت التراب المنبعث من سيارة سميتي وهي تقترب , وعندما أوقف سيارته بجانب سيارتها , كانت كايسي قد حلّت جوادها ثالي وأنزلته من المقطورة وأخذت تفتح البوابة , ومثل كايسي لم يضيع سميتي وقتا في أنزال حصانه وقيادته عبر البوابة , فقد آمن كل منهما بأن للعمل أولويته ثم يليه الحديث , وبمجرد قفل البوابة أعتلى كل منهما صهوة جواده وأخذ الجوادان يطويان الأرض بينما هز شيب ذيله وهو يمرح أمامهما.
وبعد أن سارا بمحاذاة السور لمسافة معينة , بدّد سميتي الصمت بينهما متسائلا :
" ماذا قال مارك عندما علم بمجيء الرجل الجديد؟".
" أنت تعرف مارك جيدا , فأن أكبر كارثة في حياته وأهم ما يشغل باله هو أعتقاده بأنه لن يزداد طولا".
وضحكت كايسي , لكن سرعان ما ظهرت على جبينها تقطيبة لا شأن لها بشمس الصباح الساطعة وقالت:
" بدا عليه الأرتياح لأن أعماله ستقل أثناء الصيف بقدوم الرجل , وأعتقد أنه رد فعل طبيعي لفتى في مثل سنه".
وعاد سميتي يقول مداعبا:
" هكذا تتكلم السيدة العجوز , وهي تعبّر عن حكمة الأيام والسنين!".
فأصطبغ وجه كايسي بحمرة الخجل وهي تشعر بما كان في صوتها من نبرات تنم عن السيطرة , وأضفت هذه الحمرة على وجنتيها وهجا جميلا من الأنوثة , وكان شعرها مكشوفا للشمس التي أضفت على اللون البني بريقا ذهبيا , وداعب النسيم شعرها القصير فلامست خصلات منه وجهها وكأنها تقبله , وكان حاجباها طبيعيين , لم تمس قوسيهما معدات التجميل , أما عيناها اللتان كانتا أحيانا تعكسان أمارات الغضب فقد بدتا اليوم دافئتين يغلب عليهما الخجل ,وقد زاد من مظهر البراءة البادية عليها نقط النمش المرتسمة على أنفها ووجنتيها , وبالرغم من صغر فمها الذي يتناسب مع حجم بقية قسماتها , فقد كانت شفتاها مكتنزتين , وأشارت كايسي بيدها قائلة:
" ها هي الفتحة الموجودة في السور".
وكانت أمامها تماما شجرة جرّدها برد الشتاء , وحر الصيف الجاف , من أوراقها وقشور جذعها الذي أصبح بلونه الكالح يبرز لون البراري الأخضر وقد سقط فرع من الشجرة فجذب معه جزءا من السور أثناء سقوطه.
وبسرعة ثبّت كل من كايسي وسميتي حبالهما حول الفرع وجذباه بعيدا عن السور , ثم نظّفا المكان من بقايا الأسلاك الشائكة المحطمة , وعندما أمتطيا جواديهما ودخلا من فتحة السور أشار سميتي الى الجهة التي رأى فيها ماشية أنكور بار.
وكانت التلال ممتدة أمامهما توحي لمن يراها أنها منبسطة , ألا أن المنخفضات التي تتخللها كانت غائرة بحيث يمكنها أخفاء أي بقرة كبيرة أو حتى أي جواد براكبه , وفي أماكن متفرقة كان عشب البراري قد تآكل من جانب التل بحيث تعرّت الأرض الصفراء , وكانت الطيور تشدو وتحلق حولهما.
وكثيرا ما سمعت كايسي بعض الناس يصفون المكان بأنه مهجوز بسبب السماء المفتوحة , والتلال الممتدة عبر الأفق , ألا أن كايسي سمعت بفرح همس الرياح , وتغريد الطيور , ووطء حوافر جوادها وهو يخطو بين الأعشاب والرمال , وكانت كايسي تحب الأستيقاظ مبكرة لترقب الشمس وهي تبرز من بين السحاب , كما ترقبها وراء الأفق , كان هذا موطنها الذي لم تشعر فيه بالوحدة , وكيف تشعر بالوحدة وحولها أشخاص تحبهم ومناظر جميلة من صنع الخالق!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-10, 04:29 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وعندما وصل الفارسان الى قمة التل رأيا قطيع البقر الصغير وهو يرعى في الوادي الخصيب , ورفعت الماشية رؤوسها ببطء عندما أقترب كل من كايسي وسميتي منها , بينما مشى شيب وراءهما في صمت فاتحا فمه فيما يشبه الأبتسامة السعيدة وأخذ يلهث , وجال بعينيه البراقتين ليفحص الماشية منتظرا أشارة من سيدته لجمع القطيع , وقالت كايسي برفق.
" أرى سبع بقرات عليها علامة أنكور بار".
وأومأ سميتي لها بموافقته , بينما هما يطوفان حول القطيع ورأيا ثلاث بقرات أخرى ترعي بعيدا عن المجموعة الكبيرة , وأشارت كايسي بيدها نحوها فأندفع شيب مسرعا ليقوم بجمع البقر , وكان الكلب كالدوامة الهوائية وهو يجري ويقفز من بقرة الى أخرى حتى تجمعت معا في دائرة واسعة , فوخز كل من كايسي وسميتي جواده ليندفع الى الأمام لكي يفصلا بين بقر أنكور بار والبقر الآخر , وظل شيب جالسا في سكون على الأعشاب بلا حركة ألا عندما يشعر أن أحدى بقرات أنكور بار تحاول أن تنضم للبقر الآخر.
" أقسم بأن هذا الكلب يستطيع قراءة علامات البقر".
قالها سميتي عندما أنتهى الكلب من فصل آخر بقرة عن القطيع الآخر , وصحب الجميع البقرات العشر نحو الفتحة الموجودة في السور .
وقالت كايسي مبتسمة للكلب وهو يجري بجوار الماشية:
" أحيانا أشعر بشيء غريب عندما أنظر اليه ".
وكانت رحلة العودة الى السور أسرع من رحلة الذهاب , فبسرعة عادا مصطحبين معهما ماشية مزرعة غيلمور , ثم أخذا يصلحان الأأسلاك الشائكة حتى عاد السور كما كان.
وبينما أخذ سميتي يعيد معداته الى جرابها بالسرج , قالت له كايسي وهي تدعوه لتناول شيء من المرطبات:
" لدي بالسيارة بعض عصير الليمون".
فقال وهو يجفف العرق عن جبينه بظهر يده :
" أنني حقا بحاجة لتناول شيء منه ".
ثم أضاف:
" هيا نتسابق".
ولم تهتم كايسي بتلبية دعوته شفويا , بل أمسكت بجوادها وقفزت الى السرج ووراءها مباشرة جاء سميتي على ظهر جواده وسارا في طريقهما الى بوابة المزرعة , وعندما توقفا كانت قد سبقته بمسافة طويلة , وقالت والفرحة تغمرها:
"على الخاسر أن يقوم بتلطيف حرارة الجياد".
فأخذ منها سميتي اللجام وقال:
" لا مانع لديّ طالما يتولّى الفائز تقديم عصير الليمون".
وبعد دقائق أنضمت كايسي اليه وقدمت له كوبا من الليمون البارد , وقال سميتي بعد برهة:
" كنت أقص على أبي ليلة أمس , الترتيبات التي أتفق عليها والدك بخصوص الشخص الذي سيدير المزرعة أثناء أقامته في المستشفى , وعندما طلب مني المزيد من التفاصيل التي لم أستطع أن أمده بها , أتصل تلفونيا بالمستشفى ,أتعرفين أسم الشخص القادم اليكم؟".
" كلا , ولا يهمني معرفته".
قالتها وهي تحاول ألا تدع وجهها يعبّر عما يجري بنفسها:
" أسمه فلينت ماكاليستر".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-10, 04:44 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتمهل سميتي برهة لتعي كايسي الأسم جيدا , وأستمرت في سيرها وهي تنظر أمامها وكأنها لا ترى شيئا , كما أنها لم تعلق على عبارته , ومضى يقول:
" أنك تعرفينه . أليس كذلك؟".
" لا أستطيع القول أنني أعرفه".
وكان جوابها باردا بحيث تعمدت أن يشعر بتأففها من هذا الموضوع :
" أنه ينتمي الى شركة ماكاليستر للأراضي وشركة المواشي في أوغالالا ,ولقد سمع بهم جميع مربي المواشي في الغرب الأوسط".
فرفعت كايسي أنفها معبّرة عن كبريائها وأحتقارها.
" آه , تلك الشركة!".
فعاد سميتي للموضوع بأصرار وقال:
" لا تحاولي أقناعي بأن الخبر لم يكن له وقع قوي عليك , فلا بد أنك سمعت أنه كان في أستطاعة ماكاليستر الكبير وأبنه أن يستوليا على منطقة ساند هيلز كلها ويقتنيا أكبر أمبراطورية للمواشي في الولايات المتحدة في سنوات الجفاف , ومع ذلك بذل الأب ما في وسعه لمساعدة أصحاب المزارع , وبلغ به الأمر أن قدّم لهم القروض حتى بعد أن أصبح عاجزا عن ذلك , وكاد هو نفسه أن ينهار كما أنهار غيره , أن فيلنت ماكاليستر هو حفيد ذلك الرجل العظيم".
ولاحظ سميتي تعبير الأعجاب الذي حاولت كايسي ألا يظهر عليها وتابع كلامه قائلا:
" أنت تذكرين أنه منذ سنوات أشترك فيلنت ماكاليستر في برنامج تبادل زراعي , وقضى سنوات في أستراليا يدرس طريقة الناس في أدارة المزارع".
" أذكر ذلك ولا بد سيصدم عندما يكتشف أنه سيتولى هنا أدارة مزرعة هزيلة قوامها ستة عشر ألف فدان فقط".
" يا ألهي , يا كايسي! ألا تكفّين عن هذه المرارة , وتفكرين في الفرصة التي ستسنح لك؟ فكري فيما ستتعلمينه من هذا الرجل أثناء وجوده هنا , وهناك أشاعة تقول أن الأب سيعتزل هذا الشتاء وسيجعل فيلنت يتولى أدارة الشركة ويمنحه السلطة الكاملة عليها".
" كيف تكون بهذا الغباء؟ ألا ترى كيف سيسطر علينا هذا الرجل العظيم بعجرفته وكبريائه؟ أنك أمام فتاة ترفض أن يأمرها ذلك الرجل الذي يدّعي العلم بكل شيء".
قضم سميتي شفتيه بجدّية أذ أيقن ألا فائدة من الجدال معها , ففي أمكانها أن تكون عنيدة , الأمر الذي لا يؤدي ألا الى مزيد من الكلمات الصارمة , لذا تعمد أن يسحب جواده الى مقطورة السيارة ويحمّله عليها , وفهم من الأصوات التي كان يسمعها أن كايسي كانت هي أيضا تحمّل جوادها على مقطورة سيارته , وسرعان ما قال لها بأقتضاب قبل أن يركب سيارته:
" سأتبعك الى المزرعة لآخذ المحرك المعطل".
فأومأت كايسي برأسها موافقة على أقتراحه , وهي تدفع المزلاج الذي يغلق باب المقطورة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-10, 09:21 PM   #24

عاشقه الهوي

? العضوٌ??? » 134831
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » عاشقه الهوي is on a distinguished road
افتراضي



عاشقه الهوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-10, 11:30 AM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- التفاحة المهترئة

فلينت ماكاليستر , فيلنت ماكاليستر , فيلنت ماكاليستر!
شعرت كايسي أنها ستنفجر أذا سمعت ذلك الأسم مرة أخرى , فقد كان الأسم على فم كل من زار والدها في المستشفى أثناء عطلة نهاية الأسبوع ,ولاحظت أن سرور والدها يتزايد كلما فكّر في أن ذلك الرجل سيدير مزرعته , وكأنه يفخر بأن شخصا معروفا ومحترما مثل فيلينت ماكاليستر سيكون رئيسا في أنكور بار , ومما زاد في رضاه فعل أصدقائه وزملائه المزارعين وحماسهم لوجوده , أما كايسي فقد قززتها نبرات التبجيل التي تسمعها في أصواتهم كلما ذكروا أسمه , وكانوا يتكلمون عنه وكأنه رئيس الولايات المتحدة , ونجم سينمائي مشهور.
فيوم الأحضر حضر جوني وسرّ هو أيضا للخبر , لأنه أنقذه من الشعور بالذنب الذي كان يعذبه .
وكانت كايسي محقة عندما قررت أن لا فائدة من مناشدة أخيها منع ذلك الرجل من الحضور , لأن جوني كان محبذا حضوره , وحتى مارك أنتابته عدوى المديح في تلك الأسطورة المسماة فيلينت ماكاليستر فقد أتحف كايسي في طريق العودة للمنزل مع أمها بكل القصص التي سمعها عنه , وكانت الأم هي الوحيدة التي لاحظت صمتها وهي تحاول السيطرة على غضبها المتزايد , لكنها لم تسترح لنظرات الوالدة المتعاطفة , فقد تأكدت أن لوسيل غيلمور هي الأخرى سعيدة بأن رجلا سيحضر لأدارة أنكور بار في غياب زوجها.
وكانت كايسي في مكتب والدها صباح ذلك اليوم لتكلم سميتي بالتلفون بخصوص حضوره لمعاينة المضخة المكسورة المثبتة على البئر رقم 10 , وقد سميت تلك الغرفة بالمكتب لأنها تضم مكتبا وملفات المزرعة و وكانت الغرفة مخصصة أصلا لتكون غرفة طعام لقربها من المطبخ ألا أنها لم تستعمل لهذا الغرض , بل أصبحت تلقائيا مكتبا للمزرعة حيث كان جون غيلمور يضع فيها خزانة أسلحته , ويزيّن جدرانها برؤوس الحيوانات التي أصطادها وجوائزها , كما وضع فيها مقعده المريح المفضل , وفي السنوات الأخيرة وضع جون غيلمور سريرا ليستريح عليه أثناء النهار , وذلك بسبب زيادة الأعمال الكتابية وساعات السهر في تلك الغرفة.
ودخلت الأم في اللحظة التي أعادت فيها كايسي السماعة لمكانها , وكانت ذراعا لوسيل محملتين بأدوات التنظيف من مكانس ومماسح ومنافض , ولم تلتفت كايسي لها بأهتمام ألا عندما أثارت كلماتها أنتباهها وأوقفتها عند الباب وهي تقول :
" توجد بعض الملاءات النظيفة والبطانيت على طاولة الردهة , يا كايسي , هلاّ أحضرتها".
" لماذا تريدينها؟".
" لكي أغيّر فراش السرير".
ومرت فترة صمت بينما فحصت السيدة غيلمور الفرشة العارية وقالت:
" ما رأيك لو أخذت الفرشة للخارج لتهويتها!".
ثم أضافت وهي تمد يدها بطريقة آلية:
" يحسن أن تساعديني في نقل خزانة جدتك من البيت الصغير الى هنا , كما سنحتاج لسام لمعاونتنا في نقله , أما خزانة الأطباق وأدوات الطهي فيمكننا أنزالها من مكانها".
وجالت الأم بنظراتها الفاحصة في أرجاء الغرفة بينما فطنت كايسي الى معنى ما يحدث ,وأسترسلت الأم تقول :
" يمكننا تنظيم الغرفة بطريقة ملائمة , بحيث يستطيع أن يضع ملابسه في مكان مناسب".
فأنفجرت كايسي قائلة:
" أتعنين أنه سيقيم هنا في هذه الغرفة؟ ولماذا لا يقيم في المنزل الصغير حيث يسكن بقية العمال الأجراء؟ لماذا يسكن هنا؟".
فردّت لوسيل غيلمور بصوت هادىء ينطوي على شيء من التأنيب :
" ليس السيد ماكاليستر أجيرا بالمعنى المعروف يا كاساندرا".
وكانت الأم لا تنادي أبنتها بأسمها كاملا ألا عندما تكون غاضبة منها , فقالت األأبنة بحدة تدل على أعتراضها:
" لكن هذه غرفة أبي".
وترقرقت الدموع في عينيها , عندما أيقنت أن ذلك الفلينت ماكاليستر , لم يكن يستولي على مركز أبيها فحسب بل على مكتبه الخاص أيضا , لذا أنسابت كلمات الغضب من فمها , لكن الأم أوقفت سيل كلماتها بنظراتها التي تحمل معاني التأنيب وهي تقول:
" ظننتك تغلبت على شعورك بالعداء نحوه , فمن حسن حظنا أننا عثرنا على رجل يمثل خبرته وعلمه".
" أنني أمقته".
وخرجت الكلمات كالهمس من بين أسنانها المطبقة من الغيظ ولم تصدق أمها ما سمعته فقالت وهي في قمة دهشتها:
" كاساندرا غيلمور!".
وعند سماعها كلمات أمها أندفعت كايسي مسرعة خارج الغرفة , فقد قررت ألا تستمع للمزيد من الحديث عن فلينت ماكاليستر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-10, 11:48 AM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نادت كايسي سام ليذهب للمنزل حيث كانت أمها تحتاج اليه ثم أستقلّت السيارة وأغلقتها بعنف وحينما ثارت الرمال تحت العجلات المسرعة , رأت سام وهو يتجه نحو المنزل وقد رفع قبعته أحتراما للسيدة غيلمور , التي ظهرت في الشرفة وهي تحجب الشمس عن عينيها بيدها وتراقب كايسي وهي تسرع في الطريق , ولم تنتبه كايسي الى أنها خرجت الى الطريق المرصوف بالحصى , أو الى صوت عجلات السيارة وهي تطحن الأرض متجهة جنوبا الى الطريق العام , ولم تهدأ ثورتها ألا عندما وصلت الى أجيت فوسيل بيدز حيث لم يبق منها ألا رماد غضبها المكبوت , وفجأة أوقفت السيارة قرب الجسر الذي يعبر نهر نيويرارا ثم أدارتها لتعود ثانية الى المزرعة.
فلينت ماكاليستر! وتصورته في ذهنها وهو يلبس بدلة أنيقة مثل أهل الغرب , ويضع على رأسه قبعة بيضاء أنيقة ,ويلبس حذاء طويلا من الجلد الناعم ,ولا بد أنه يلبس رباطا رفيعا للعنق يثبته بمشبك مرصع بالماس بزخرفة مميزة , فقد سبق لها أن سمعت عن هؤلاء الكبار من أصحاب مزارع الماشية , وسمعت عن تفاخرهم بما كوّنوه من ثروات وكم خسروا في نزهاتهم القصيرة في نهاية الأسبوع للاس فيغاس , ولا شك أن والد ماكاليستر رحّب بأرساله الى أستراليا لمدة عام حتى لا يبدّد ثروة الأسرة , فقد سمعت عن تصرفات بعض الأحفاد المدللين لأصحاب لمزارع من الرواد القلائل , ولا بد أن ذلك الرجل القادم اليهم قد تفنن في كيفية العبث بأسم أسرته , لذلك لا عجب أن يكوّن الناس في الخارج فكرة خاطئة عن الأميركيين ويتصورونهم قوما مدّعين يحبون المظاهر , وذلك سبب أمثال فلينت ماكاليستر الذي يعتبر كتفاحة مهترئة في صندوق تفاح مرسل الى الخارج.
وكانت كايسي تقترب من قمة أحد التلال عندما لفتت نظرها سيارة بمقطورة للجياج وهي تسير بسرعة أقل من سرعة سيارتها , فلم يكن أمامها غير حلين : أما أن تضغط على مكابح السيارة حتى لا ترطم بها من الخلف , أو أن تسرع وتتخطاها , وفي اللحظة التي نظرت فيها أمامها لتتأكد من خلو الطريق , أدارت كايسي عجلة القيادة , وداست على البنزين لتضمن المرور بجانب السيارة والمقطورة قبل أن تصل الى التل التالي , ولم تكن كايسي تشك في قدرتها كسائقة ماهرة , أذ قامت بقيادة جرار المزرعة ثم تدرجت منه الى سيارة النقل بمجرد أن سمح طول ساثيها بذلك.
وظهرت عليها أبتسامة الرضا عندما مرت بجانبها السيارة وتعدّتها بمسافة كافية قبل أن يظهر التل أمامها , وكان صوت الهواء المنبعث من نافذة سيارتها يصم أذنيها ويمنحها شعورا بالنصر حتى أنها لم تقلل من سرعتها بل زادتها الى ثمانين ميلا وهي تنحدر في طريق النزول , وفجأة وبلا سابق أنذار سمعت كايسي دويا أزعجها , وأرتجفت عجلة القيادة تحت يديها وكادت أن تفلت منها........لقد أنفجرت أطاراتها , وبكل قواها أحتفظت بعجلة القيادة في أتجاه مستقيم , ورفعت قدميعا عن البنزين وضغطت على المكابح.
وأخيرا توقفت السيارة , وكانت ذراعاها وساقاها ترتعد من هول الموقف , بحيث لم تقو كايسي على الحركة , بل أسندت رأسها الى عجلة القيادة وهي تؤنب نفسها على السرعة التي كانت تسير بها محاولة التخفيف عن نفسها بالتفكير في أن لديها أطارا أحتياطيا في حالة جيدة , وفي لحظة فتح باب السيارة بعنف ووجدت نفسها أمام عينين رماديتين لم تر لغضبهما مثيلا , وفي لمح البصر تذكرت السحب القاتمة التي تنذر بالعاصفة , والتي كانت تغطي أحيانا سماء ساندهيلز , بلونها الذي ينذر بهدير الرعد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-10, 03:57 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أيتها المجنونة ! لماذا هذه السرعة؟ هل كنت تحاولين قتل نفسك أم تتعمدين الأنتحار؟ النساء أمثالك يتسببن في مضايقة كل سائق عاقل على الطريق".
فثار غضب كايسي وردّت على ذلك الغريب الشرس قائلة:
" شكرا! أنني لست مصابة , كما أنه كرم منك أن تقلق عليّ وتسأل عني".
" الذي يسأل عادة هو المخطىء ..... أين الرافعة؟".
" أنني قادرة على تغيير الأطار بنفسي".
وخرجت كايسي من السيارة , ومدّت يدها وراء المقود لتأخذ الرافعة وهي تنظر بكبرياء الى الرجل لتتحدى نظراته الساخرة المتعالية التي تكاد لا تصدق ما ترى , ودارت حول السيارة لتصل الى الأطار الأيمنت الأمامي.
ولم تحاول كايسي أخفاء غضبها عندما سمعت خطواته تتعقّبها , وبسرعة جمّعت الآلة الرافهة ورفعت بها مقدمة السيارة , وأخذت تحل الصواميل , ونجحت في حل الصالومة الأولى بيسر , أما الثانية فأبت أن تتحرك ,وشعرت كايسي بنظرات الرجل الغريب وهي تحاول أن تحل الصامولة بلا طائل , حتى كلت يدها من المحاولة الفاشلة برغم مجهوداتها العنيفة.
وقبل أن تمنعه أبعدها الرجل عن طريقه ليقوم هو بالعمل , ومع ذلك أحتجت بغضب وهي تقول:
" في أمكاني القيام بالعملية بنفسي".
فردّ وهو يسخر منها قائلا:
"هذا ما أراه فعلا!".
وبسهولة وخبرة فكّ المسمار وقال لها هازئا:
" أذا أردت المساهمة في العمل , ومساعدتي , أحضري الأطار الأحتياطي".
فضمّت كايسي قبضتي يديها وهي في طريقها لأحضار الأطار , فيما أثارتها طريقته الآمرة , وعند عودتهاوجدت أنه نزع الأطار وبسرعة وضع الأحتياطية في مكانها , ولأول مرة سنحت لكايسي الفرصة لتأمل الرجل الذي فرض عليها مساعدته بدون أستئذان , بل بثقة وكبرياء.
كانت قبعته من القش وقد أزاحها الى مؤخرة رأسه كاشفا بذلك عن شعر بني كثيف تتخلله خصلات متموجة من لفح الشمس , وكان جانب وجهه قويا يتدفق رجولة من الجبهة الملساء الى الأنف المستقيم ثم الصدغ المربع والذقن ذات العظام المتناسقة , وكان حاجباه بنفس لون الشعر القاتم , أما الجانب الأيسر فكان مرفوعا في سخرية واضحة , وكانت عيناه الرماديتان داكنتين بحيث بدتا وكأنهما سوداوان , وكان جلده مصطبغا بسمرة زادت من شدّة بياض بياض القميص لذي يرتديه , وعرفت كايسي في اللحظة التي وقفت بجانبه أنه فارع الطول : ستة أقدام أو تزيد , لذا وصفته كايسي بأنه طويل ونحيل وهي ترقب ظهره بعضلاته القوية وخصره النحيل في بنطلونه البسيط.
أخيرا قام الرجل وقال:
" اليك الأطار السليم".
ثم نزع الرافعة من مكانها وفكّها وأعادها الى كايسي , وقد بجت على وجهه طيف أبتسامة , وظهرت كسرتان على خدّيه يمكن وصفهما لو كان في أي شخص آخر , بأنهما غمازتان , أما في حالته هو , فقد عمّقتا نظرة السخرية المرتسمة في عينيه ,وراقبته كايسي وهو يعيد الأطار التالف الى مكانه في السيارة , بينما أخذت هي تسحر الرافعة في هدوء ممزوج بالغيظ المكبوت والحرج.
وعندما تقاعست كايسي عن أبداء الشكر لمساعدته , قال لها :
" لا شكر على واجب!".
فردّت كايسي قائلة:
" أنني لم أطلب مساعدتك".
فلبس قبعته بتحية هازئة وقال في سخرية واضحة :
" هذه غلطتي ولن أكررها ثانية ,لكن عليك أن تقودي سيارتك ببطء فقد لا يلازمك نفس الحظ في المرة القادمة".
هنا قفزت كايسي داخل السيارة , وأدارتها بسرعة , وأبتسمت بأستهزاء في المرآة الجانبية وهي تضغط على البنزين مبتعدة بسرعة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-10, 10:12 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- لقاء على غسل الصحون

بعد أن تركت كايسي مسافة بينها وبين السيارة ذات المقطورة , هدأت من سرعتها وسارت بسرعة معتدلة , فلم يعجبها أن تعترف لراعي البقر الذي أثار غضبها أن أنفجار الأطار قد أفزعها ولو قليلا , وشعرت كأن الدنيا ضدها لمجرد أنها أنثى , حتى هو... فقد ألقى عبارة مهينة عن الفتيات الغبيّات ,لا عجب أذن أن تقوم المرأة بتلك الحركة التحررية لترد بها على عداوة الرجال.
وعندما وصلت الى المزرعة كانت كايسي تقود سيارتها بسرعة أقل من السرعة التي تركتها بها , وتوقفت عند محطة للوقود لتملأ خزان السيارة , الذي كاد يكون فارغا , ورأت سام وهو يحاول تهدئة أحد العجول الصغيرة وبدا كأنه أنتهى من معاونة والدتها في نقل الأثاث أستعدادا لوصول فلينت ماكاليستر , وبعد ملء خزان السيارة قادتها كايسي الى الشجرة الوحيدة الوارقة الموجودة في الفناء وأوقفتها تحتها , وجاء الكلب شيب يرحب بها بعودتها بحماس شديد عبّر عنه بحركاته الفرحة بها.
وبمجرد أن وطئت قدما كايسي درج الشرفة في طريقها الى المنزل , سمعت صوت سيارة أخرى تسير في الطريق المؤدي الى البيت , ولأول وهلة , حجبت الأتربة التي أثارتها السيارة القادمة الرؤية , بحيث لم تتبينها جيدا وهي تدور حول منحدر التل , ولم يستطع شيب بحاسة سمعه الحادة , أن يتعرف على صوت السيارة المقتربة من المنزل , لذا وقف شعر شيب على ظهره ترقبا , وهو يتقدم بشجاعة متحديا المتطفل الجديد القادم اليهم.
وعندما تعرّفت كايسي على السيارة والمقطورة حاملة الجواد , وضعت يدها على خصرها في حركة كلّها تقزز وغضب , بينما ضغطت على شفتيها بحركة تدل على الصرامة ,وتوقفت السيارة أمام المنزل , ونزل منها الرجل الغريب الطويل الذي سبق له أن عاونها في تغيير الأطار ولم يهتم الرجل بتهديدات شيب الشرسة وقالت كايسي بأستهزاء:
" لم تكن هناك حاجة لأن تتبعني , فأنا قادرة على العودة للمنزل بدون مساعدة ".
فقال الرجل بصوت أجش عميق , لكنه هادىء مع ما فيه من لهجة الآمر :
" أليست هذه مزرعة غيلمور؟".
فردت عليه كايسي بحدّة وتبرم:
" نعم ,ولكن أذا كنت تبحث عن عمل فيمكنك أن تعود من حيث أتيت , لأننا لا نحتاج الى عمال , وأذا أحتجنا اليهم فلا نريد أستخدام رعاة بقر من النوع الرخيص".
وألتقت نظراتهما في تحد صامت بينما ظل شيب يزمجر لوجود الرجل الغريب , وبالرغم من تأجج الغضب الواضح في عيني الرجل الرماديتين , ألا أن كايسي عجبت من رؤية بريق من الدهشة في عينيه ممزوج بنظرة كلّها أهتمام وتسلية ,وشعرت كايسي كأنها زهرة تحاول أن تمنع أسدا مفترسا من التعرض لطريقها , بكل ما يحمل هذا الشعور من يأس لا طائل من ورائه , فهذا الغريب ليس ألا متطفلا تسلّل الى مزرعتهم , وسمعت كايسي والدتها وهي تسأل :
" هل سمعت صوت سيارة تقف هنا؟".
وجاء السؤال من الداخل قبل أن تفتح الأم الباب وقبل أن تجيبها كايسي , رأت لوسيل غيلمور الرجل الغريب واقفا أمام الكلب المزمجر , فصفّقت الأم بيديها لتدعو الكلب اليها حتى يترك الرجل , كما ألقت على أبنتها نظرة تأنيب وعقاب , وبأدب رفع الغريب قبعته تحية للوالدة وتقدم نحوها وهو يسأل :
" هل أنت السيدة غيلمور؟".
" نعم , أنا هي , هل من خدمة تسديها اليك؟".
وكان صوت الأم يدل على ترحيب ودود وكرم طبيعي وهو أمر عادي بالنسبة اليها.
" أسمي ماكاليستر .....فلينت ماكاليستر".
أندهشت الأم وأبنتها أشد الدهشة لكلامه , وكان فلينت يرقب ردة فعل كشفه عن شخصيته بالنسبة الى كايسي بالذات , فقد أنزلت يديها عن خصرها , بينما خفّضت من كتفيها الشامختين بكبرياء , بحركة تدل على عدم تصديقها لما تسمع , ولو كانت فتحت فمها من الدهشة لما عبّرت عما بنفسها أكثر مما فعلت , فقد أنتابها ذهول فجائي لم تعرف كيف تواجهه , وتنبهت الى أمها وهي تقول للقادم الغريب:
" أننا لم نتوقع حضورك قبل منتصف الأسبوع".
أما كايسي فظلت تحملق في الرجل الذي لم يشبه تصوّرها السابق لفلينت ماكاليستر , الذي بدأ يقول:
" أرجو ألا أكون تسبّبت في مضايقتكم".
فأبتسمت لوسيل غيلمور وهي تقول مرحبة به:
" كلا , لقد أنتهيت لتوي من أعداد بعض الفطائر , أما القهوة فهي دائما على الموقد , هلا تفضّلت بالدخول؟".
فأشار نحو المقطورة وقال:
"يسرني ذلك , لكن يجب أن أعنى بأمر جوادي أولا".
" ستريك أبنتي كاسندرا مكانا تتركه فيه".
ومما أغضب كايسي أن والدتها نادتها بذلك الأسم الذي لا تحبه , كما أنها لا ترحب بأطلاع ذلك الرجل على أي شيء خاص بالمزرعة , ألا أنها لم تكن في مركز يسمح لها بعدم أطاعة والدتها , فقد نفّذت أمرها وهي مرغمة.
وألتقت نظراتها الثائرة بنظرات الرجل المتهكّمة برهة قبل أن تتجه كايسي نحوه , وقد عرفت من صوت أغلاق الباب أن الأم دخلت الى المنزل , وظلّت نظرات كايسي متجهة الى الأرض لفترة , ثم ذهبت الى خلف المقطورة حيث سبقها فلينت ماكاليستر , وكان العداء الذي شعرت به نحوه قبل أن تقابله , والعداء الذي شعرت به نحو الغريب الذي فرض عليها مساعدته بغطرسة وكبرياء قد تجمعا معا في شعور هائل من الكراهية , وكانت عيناها مثل قطعتين من الفحم المتوهج وهما تلتهبان بالشرر الداكن , بينما أخذ الرجل يسحب جواده من المقطورة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-10, 10:40 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولو كانت الظروف مختلفة لوقعت كايسي في حب ذلك الحصان الذي رأته , فقد كان من نوع الأبالوشا الأسود النادر المحلّى باللون الأبيض في بعض أجزاء جسمه , وكل ما جال في خاطرها وقتئذ هو أن في مقدور أي شخص أن يقتني جوادا كهذا أذا كان لديه القدرة المالية على شرائه , ولو فكرت كايسي في ذلك قبل الآن , لما أختارت في مخيلتها غير هذا الحصان ليقتنيه فلينت ماكاليستر ويركبه ويجذب به الأنظار الى نفسه , وسرعان ما قالت:
" أتريد أصطبلا لحصانك ؟ أن جياد مزرعتنا تنطلق في الأحراش وتحتمي تحت تعريشة بسيطة".
فردّ عليها قائلا:
" أنه فحل جواد , وأفضل أن يكون منفصلا عن غيره , ولا داعي للأصطبل".
وكان رده مقتضبا مثل سؤال كايسي تماما , وأشارت نحو الحظيرة ,وقالت :
" يستطيع سام الذي يعمل في مزرعتنا , أن يعد مكانا مناسبا لجوادك , فهو يعننى ببعض المواشي الصغيرة اليوم".
وسارا نحو المبنى يتبعهما الحصان بهدوء وصاحبه يقوده من لجامه , وكان سام متكئا على أحد الأعمدة , والسيكارة تتدلى من فمه ,وهو يتحدث بهمس للمهر الصغير الواقف بجواره , ولم تشأ كايسي أن تبدد صفو أنسجام هذه الخلوات التي كان سام يمرّن فيها أذني المهر الذي كان يستمع بأنصات الى كل كلمة يقولها سام , ولم تكن هناك حاجة لأشعار سام بأنهما واقفان يرقبان , أذ كان يشعر فعلا بوجودهما , ونظرت كايسي بطرف عينها الى فلينت متوقعة أن يبدي تأففه ونفاذ صبره , لكنه لم يكن مستاء , بل كان يرقب المنظر بنفس الأهتمام الذي كانت كايسي تبديه عادة عندما كان سام يقوم بعمله السحري في تدريب الخيول الصغيرة , وأخيرا قاد المهر الى بوابة المرعى ونزع عنه اللجام وربت على فخذه وهو يطلقه نحو الحقول الواسعة.
وعندما عاد سام اليهما , راقبت كايسي وجهه جيدا لترى رد فعله نحو الرئيس الجديد , فمهما كانت أفكار سام وهو يصافح الرجل الغريب ...بعد أن قدمته اليه كايسي , فقد أخفاها عن أعينهما , الأمر الذي لا يستغربه أحد من سام المعروف بالغموض دائما , وبسرعة أنتهى التعارف بين الرجلين وقاد سام الجواد الجديد مبتعدا عنهما , وعادت كايسي بتثاقل الى المنزل , وكانت تتمنى أن تتخلص من صحبة ماكاليستر بتركه مع سام , فقد كانت متأكدة أن فلينت لن يدع سام يقوم بالعناية بأمر جواده الثمين بدون ملاحظته هو نفسه , ألا أن فلينت عاد معها , وبعد برهة قال :
" قابلت أباك صباح اليوم , وراجعنا معا كثيرا من الأمور المتعلقة بالمزرعة , لكنني سأحتاج الى مساعدتك لي في الأسابيع القليلة القادمة يا كاسندرا".
فحدجته كايسي بنظرة حانقة وسألت نفسها عما عساها أن تفعل , هل جلس عند قدميه شاكرة له ألقاء بعض الحلوى أليها كصدقة منه , في حين أن الحلوى كلّها يجب أن تكون لها ومن حقها؟ لذا قالت له بلهجة التهكم:
" أنه لكرم منك أن تقول هذا , خاصة وأنه موجه الى أنثى".
وعندما رفع حاجبيه مستغربا , وتابعت كلامها قائلة:
" أرجو أن تخبر والدتي بأنني سأذهب الى هاريسون لأصلاح الأطار وأنني سأتناول الغداء هناك".
وأستدارت كايسي وأنصرفت فجأة , تاركة لغيرها مهمة الترحيب بالضيف الجديد , لأنها قررت بينها وبين نفسها أنها لن ترحب به ولن تفوه بأي كلمة ترحيب زائفة لا تشعر بها , فهو بالنسبة اليها رجل دخيل وغير مرغوب فيه.
وعندما أدارت السيارة نحو الطريق رأته ينظر اليها , ورأت مظهره ينم عن غضبه من سوء أدبها معه وحماقة تصرفها , ومع ذلك كان رأسه يميل قليلا الى الجنب فيما يبدو وكأنه يتعجب لأمر طريف جدا.
وعند عودة كايسي من المدينة , قابلت سميتي وهو في طريقه الى مزرعتها , فأستخدم آلة التنبيه ليلفت نظرها , وأشار الى الجزء الخلفي من سيارة النقل , ورأت كايسي محركا موضوعا في السيارة , وأتضح أنه أصلح المضخة اللازمة رقم 10.
وعندما أنزل سميتي المضخة لأعادتها الى مكانها الأصلي سألها:
" لماذا تبدو عليك الكآبة اليوم؟".
فردّت عليه بتقطيبة غيّرت من ملامحها.
" لقد حضر!".
" ماكاليستر ؟ فلينت ماكاليستر؟".
ثم أخرج صفيرا من بين شفتيه وتوقّف عن عمله لغرابة الخبر وقال :
" أذا قابلت الرئيس الكبير , ما رأيك فيه؟".
" أنه ليس كبيرا , بل فارغ القامة فحسب".
وأستدارت كايسي في يأس وأستندت على السيارة , و قالت وهي تتوق الى الأفاضة في مشاعرها.
" أنه يا سميتي أسوأ مما تخيلت".
وبرفق أستدرجها سميتي الى الحديث , فبينما هي تقص عليه مقابلتها له في الطريق العام , أحتفظ سميتي بهدوئه الخارجي بينما أخذت يداه تثبتان المضخة في مكانها , وهو يلحظ الأسى في صوتها بسبب غضبها من فلينت ماكاليستر وكان سميتي يعرف أن كايسي لا تحب أن يراها أحد عندما تستسلم لجانب الأنوثة فيها وتبدي الضعف الذي تعتبره نوعا من الجبن , وأنهت قصتها بقولها :
" كان الموقف فظيعا يا سميتي , قد عاملني وكأنني مخلوقة خاوية المخ , وليست لديها ذرة من الحكمة ,ولا شك يمكنك أن تتخيل رأيه في أي سيدة تدير مزرعة , لذا شعرت بأنه مستبد ويميل الى السيطرة عندما تنازل وطلب مني مساعدته".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-10, 04:24 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وسألها سميتي الذي وقف بجانبها:
" وكيف عرفت أن هذا هو شعوره؟ لماذا لا تقبلين الواقع؟ قد يكون فعلا في حاجة الى مساعدتك وأرشادك له في عمله الجديد؟ أنك أنت التي تعانين من مركب النقص".
" كلا , هذا غير صحيح".
" أذن لماذا تأخذين كل عبارة على أنها أهانة موجهة الى بنات جنسك؟".
قال سميتي عبارته هذه وهو يبتسم ليخفّف من حدّة كلماته حتى لا تغضب كايسي.
" هذا غير صحيح! كيف نشأ هذا الموقف من أول الأمر؟ لأنني لست رجلا! ولذلك أضطر والدي لتعيين شخص لأدارة المزرعة لكي يرضي هؤلاء الرجال في البنك الذين لا يؤمنون بأن في أستطاعة المرأة أن تدير مزرعة ,ولا بد أن هذا الرجل يتفق معهم في الرأي".
" أرجو أن تعرفيني بهذا الطاغية الذي تولّى أمر مزرعتكم".
" بكل سرور".
ألا أن الفرصة لم تسنح لكايسي أن تفعل ذلك , فعندما عادا الى المنزل في المزرعة أخبرت السيدة غيلمور أبنتها بحدة بأن السيد ماكاليستر ذهب ليتفقد المزرعة بمفرده وقد أنّبتها أمها على غيابها قائلة:
" كان من واجبك أن تعرّفيه بالمزرعة بنفسك , يا كايسي ".
وبالرغم من النظرة الثائرة في عينيها , فقد خفضتهما خجلا , فأن لوم لوسيل غيلمور الهادىء وتأنيبها قد أشعرا كايسي بتصرفها الصبياني , وبالرغم من كرهيتها للأعتراف بخطئها فقد تمتمت لأمها بعبارات الأعتذار , ألا أن الأم قالت :
" لا داعي للأعتذار لي , قدّمي أعتذارك للسيد ماكاليستر نفسه".
فسألتها كايسي بغضب ظاهر:
" ومتى سيعود ؟".
" قلت له أن العشاء في الساعة السادسة".
فقال سميتي ردا على عبارة السيدة غيلمور :
"لا يمكنني الأنتظار حتى ذلك الوقت , قد أحضر الليلة لمقابلة رئيس كايسي الكبير ".
وأبتسم أبتسامة جانبية صوّبها نحو كايسي لمداعبتها وقال لها:
" هل تصحبينني حتى السيارة؟".
" ما شكله؟".
هكذا سألها مارك بألحاح وهو يستند الى جانب الزريبة حيث كانت كايسي تحلب بقرتهم ميزي.
" لا أدري..... فهو مديد القامة ,ربما ست أقدام وبوصة أو بوصتين , أي يفوق جوني في الطول".
وحاولت أخفاء تبرمها بأسئلة أخيها وأستطردت تقول:
" وسيم بصورة مغرورة متعجرفة , ويغلب عليه التهكم , ولكن ما أهمية شكله؟".
ولم يهتم مارك بسؤالها وعاد يقول:
" وكم عمره؟".
" كيف لي أن أعرف ذلك ؟ أنني لم أسأله أو أطلب منه توضيح هذه الأحصائيات التي لا تهمني ".
" هيّا حولي أن تحمّني سنّه".
" لعله في أوائل الثلاثينات".
وربتت كايسي على جانب البقرة وهي تزيح الوعاء من تحتها وتهم واقفة وقال مارك وهو يأخذ الوعاء من أخته:
" يبدو أنه رجل مسل".
" يا ألهي , يا مارك! أنك تفكر فيه كأنه الممثل آلان ديلون ! أنه مجرد الأبن المتكبر والمتعجرف لأحد المزارعين الأغنياء , والذي يتسّلى بمحاولة الظهور كأحد رعاة البقر".
وعندما سمعت كايسي صوت سيارة قادمة الى الفناء بصحبة نباح شيب قالت:
" قد يكون هذا هو الرجل العظيم".
وأتجه مارك نحو الباب لكنه أبطأ في سيره عندما حذرته كايسي من سكب الحليب , وتلكأت في الزريبة أطول مدة ممكنة لتشغل نفسها بالخيول التي سبق أأن أطعمها مارك قبل أن تتجه أخيرا للمنزل , وكانت الساعة وقتئذ تقترب من السادسة , فعندما تقول والدتها أن العشاء سيكون معدا في الساعة السادسة فهو فعلا يعد في موعده , وقد أفلحت في محاولتها التلكؤ , فعندما دخلت الى المطبخ لم يكن فلينت ماكاليستر هناك , وبسرعة بدأت كايسي في العمل, فغسلت يديها قبل معاونة والدتها في وضع الأطباق الساخنة على المائدة وبعد ثوان دخل مارك الغرفة وتبعه مباشرة مباشرة فلينت ماكاليستر , وحاولت كايسي ألا يتجه نظرها اليه , لأنها شعرت بالغضب والضيق والمذلة ومع ذلك كانت كل حواسها متنبهة الى وجوده , فرائحة الصابون وعطرا الحلاقة كانا ممتزجين برائحة اللحم المحمّر , ومن ركن عينها رأت الفرق الشاسع بين بياض قميصه ولون شعره الداكن الذي كان لا يزال يلمع بسبب أبتلاله بالماء بعد الحمام , كما سمعت صوت سحب كرسيه على الأرض وهو يجلس أمام المائدة , ونبرة صوته العميق , وهو يرد على أسئلة مارك بصبر وأهتمام.
وعندما تم وضع جميع الصحون على المائدة , لم يكن أمام كايسي مناص من الجلوس هي الأخرى , وكان الكرسي الوحيد الخالي هو الذي على يمينه , وألقت نحوه بأبتسامة , وهي تعلم جيدا زيف هذه النظرة , وتلاقت نظرته الرمادية بنظرتها وهو يتنازل يوميء برأسه ردا على تحيتها , وقدّمت اليه كايسي البطاطا وهي ترفع ذقنها متحدية , وكانت متأكدة أن الموجودين يلاحظون صمتها , ألا أن أسئلة مارك , كانت لا تنتهي بحيث ملأت الفراغ الذي خلفته هي بسكوتها.
" أرجو أن تقص علينا ما تعرفه عن أستراليا".
قالها مارك وهو يحث الضيف على الكلام , بينما يأخذ قطعة كبيرة من البطاطا برغم نظرة أمه التي تحمل معنى التأنيب على تصرفه الصبياني .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.