24-06-10, 08:22 PM | #19 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 1- كيف تجرؤ؟ حدقت روث بالرجل الذي دخل لتوه , حقا أن وساومته لم تكن ملفتة للنظر , فهو شخص عادي كأي شاب رقصت معه هذا المساء , ولكن عينيه العميقتين تدلان على تجربة ونضج , ولونه البرونزي يضفي عليه هالة من الوسامة. دخل برفقة السيد جيمس ستيفنسن والد جوليا , الفتاة الجذابة ذات العينين الزرقاوين , والشعر الداكن المجعد , كانت روث قد ألتقت بجوليا في المدرسة الداخلية , ومنذ ذلك الحين وهما صديقتان حميمتان , أحداهما شقراء والأخرى سمراء , كانت روث الشقراء تشبه الفتيات الأسكتلنديات بجمالها . كانت الحفلة رائعة , ولكن روث قدّرت بأن السيد جيمس ومرافقه دخلا ليتفقدا أحوال الحفلة فقط , حيث أن مثل هذه الحفلات لا تشد أهتمام السيد جيمس ستيفنسن , وربما أن صديقه مثله أو لعله معجب بهذه الحفلة , فكيف لها أن تعرف ولا يهمها أصلا أن تعرف. وبعد دقائق غادرا القاعة ولم تدر روث الى أين , ولكنها شعرت بخيبة أمل لأختفائهما , وهرعت مسرعة الى حيث تقف جوليا لتسألها بأندهاش: " من هذا الذي كان مع والدك منذ لحظة؟". أجابتها جوليا بأبتسامة: " تقصدين باتريك , باتريك هاردي , أبن عم والدي؟". " أذا كان باتريك هو الرجل المرافق لوالدك فهو من أسألك عنه , لأنني لم أره قبل اليوم". " بالفعل لأنه يعمل في فنزويللا وعاد لتوه من هناك في أجازة , أظن أنه يعمل كيميائيا أو فيزيائيا , غير متأكدة من ذلك , ولكنني أعلم أنه يعمل في أحدى شركات النفط الكبرى , لماذا تسألين عنه؟". " حب أستطلاع , لا أكثر". " ما الأمر , هل بدأت أسهم مايكل بالهبوط لديك؟". أجابتها روث بتردد: " أنت تعرفين أنني ومايكل صديقان لا أكثر". " ولكن باتريك ليس كما تفكرين , فهو كبير السن , لا بد أنه تجاوز الخامسة والثلاثين". " هذا لا يعني أنه كبير جدا". " أنه كبير بالنسبة الينا يا روث , فأنت مثلا لا تتجاوزين الواحدة والعشرين ولا يمكن أن تكوني معجبة بشخص بهذا العمر". " لم أقل أنني معجبة به". " أعرف ذلك ولكنني أحذرك في أية حال". " هل هو متزوج أو له صديقة؟". " لا لم يتزوج بعد على ما أظن , عمله يشغل كل وقته , أنت ترينه يزورنا الآن لأنه في أجازة في أنكلترا". " آه.... تبدين قلقة يا جوليا ؟ ألا يحق لي أن أبدي أعجابي برجل ما؟". هزت جوليا رأسها وأجابت: " أنه لا يملك سوى راتبه". " هل هذا يهم؟". " أنه يهم والدك على الأقل". " يا ألهي , جوليا , أنك تفترضين بكلامك وكأنني وقعت بحبه فعلا". " لم أفترض شيئا , ولكنني أعرف هذه النظرة في عينيك , رأيتها من قبل , أرجو ألا.......". " ألا ماذا؟". " ألا تستسلمي لعواطفك". نظرت جوليا في أنحاء الغرفة وكأنها تبحث عن شيء يلفت أنتباهها , كانت الموسيقى تصدح عالية , حتى أن أحدا لم يلحظ ما دار بين الفتاتين من حديث, أما جوليا فتمنت لو أن هذا لم يحصل , ولكنها أعلم بطبيعة روث المتمردة والتي تجرها دوما الى المتاعب منذ أيام الدراسة , فبالرغم من أن روث كانت تلميذة محبوبة من قبل التلميذات والمدرسات على السواء , ولكن معظم أصدقائها المقربين من الجنس الآخر , كانت تختار الطويل والنحيف والأنيق فيهم دوما , وكانت روث بجمالها تجذب الرجال. كان السيد جوزف فاريل مليونيرا عصاميا , وأنتقل بفضل جهوده المتواصلة من محل صغير في شارع خلفي في ليفربول الى مكانه الحالي كمدير لسوبر ماركت , كان يحب المال جدا ويفضله على أسرته , ومنذ أن توفيت زوجته قبل ثلاث عشرة سنة حوّل كل حبه وعواطفه نحو أبنته روث , يلبي كل ما تطلبه , ومع هذا لم تفسد هذه المعاملة طبيعة روث , بل كانت فتاة طيبة القلب تطمع في محبة كل الناس من حولها , تلك الصفة التي ربما قد تسبب لها المشاكل في المستقبل برأي جوليا , أما جوليا فقد عاشت في جو مختلف تماما عن ذاك الذي عاشته روث , لم تكن عائلتها غنية أو على الأقل ليس بمقدار غنى جوزيف فاريل , ولكنهم كانوا محبوبين أجتماعيا أكثر , ولذلك شعرت جوليا دوما بنوع من المسؤولية أتجاه صديقتها روث , ربما لأنها كانت يتيمة الأم. أقتربت جوليا من روث وسألتها: " هل تأتين معي لنأكل شيئا , فأنا أرغب أيضا في كأس من العصير". "حسنا , هيا بنا". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|