آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          روايات الكاتب عبد الله البصيّص (الكاتـب : Topaz. - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          أزهرت بساتين الورد (2)..سلسلة حكاية بلا نهاية *مكتملة* (الكاتـب : Heba aly g - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-10, 07:12 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أكملت جيرالدين حديثها بصوت رقيق ومتزن وهي تصف المنزل الذي ستعيش فيه ترينا , يقع المنزل في الريف ويبعد قليلا عن سيدني , أخبرتها أن أندرو يسكن في شقة في سيدني حيث مركز عمله ويذهب الى منزله , براكيه في عطلة نهاية الأسبوع , وبراكيه منزل يملكه آل دلوين منذ مئة وخمسين سنة , أخبرتها أيضا أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء في براكيه خلال أيام الأسبوع أما في نهاية الأسبوع فيتوجب عليها أن تبقى هي والأولاد بعيدين عن رؤية وسمع أندرو.
كأن ترينا تريد أن تقترب من الرجل .... يبدو أنه كريه وبغيض .
كان أندرو شابا في الثلاثينات.... أراؤه خاصة به ولا يهتم أبدا لمباهج الحياة , وبينما جيرالدين تكمل حديثها في وصفه , فهمت ترينا بطريقة مواربة أنها تحذرها بالأبتعاد عن طريقه وأن لا تدخل في رأسها أي أفكار رومانسية عنه , أنه لا يهتم بالنساء.... لم تكره ترينا جيرالدين لهذا الأنذار اذي زادها كراهية للرجل الذي لم تلتقه بعد والذي ستعمل عنده , لقد أصبحت فكرتها حول الأستاذ أندرو قاسية ومريرة.
قالت بهدوء مع أنها كانت تغلي من الغضب في داخلها:
" أؤكد لك يا سيدة جيرالدين أنني لن أسبب لأبن أخيك أي أزعاج أو أهتمام".
فكرت في نفسها : ( يا ألهي ! وهل يعتقد الرجل أنه أدونيس كي تقع في حبه كل فتاة تلتقيه؟).
أكملت حديثها :
" ثم أنا مغرمة بشخص آخر..........".
أبتسمت جيرالدين مستنكرة تصريحها الأخير , وقالت:
" أنا مسرورة لأنك تفهمت الوضع , لم أقصد أهانتك , أنا فقط أنذرك لمصلحتك , يعتقد أندرو للأسف الشديد , أن أية أمرأة تهتم به يكون أهتمامها بالدرجة الأولى مركزا على أمواله وهذا ما يجعله قاسيا ومريرا في تعامله مع المرأة".
هذا يضيف بعدا جديدا للموضوع , يختلف كثيرا.... ومع ذلك شعورها بكرهه لا يزال على حاله , أنها غلطته ولا شك في أن أمواله هي التي تجذب الناس للتعرف اليه.... ومن الغريب أيضا أن تكون جيرالدين الرقيقة اللطيفة عمته.
سافرت ترينا بعد ثلاثة أيام الى براكيه , منزل حجري قديم يملكه رجل ذو قلب حجري , ولكنه لن يحضر الى براكيه ألا في نهاية الأسبوع , وهي لن تبقى هنا سوى أربعة أسابيع , ستتحمل أزعاجه مهما كان الأمر.
نزلت ترينا من القطار السريع في مدينة ميونا التي أخذت أسمها من البحيرة ذات الماء الصافي التي تقع المدينة على ضفافها , تبعد المدينة حوالي سبعين ميلا الى جنوبي غربي العاصمة سيدني , أنها مدينة ريفية خلابة تحيط بها المصانع الحديثة ذات الحدائق المسورة الخضراء.
كان أول ما لفت نظرها في المحطة مجموعات ملونة من الزهور في أحواض كبيرة فوق رصيف المحطة , هناك ثلاث شجرات طويلة تكسوها الأزهار الحمراء المتوهجة خارج المحطة , سألها رجل بعد أن قدمت تذكرتها وخرجت من المحطة.
" آنسة مريتون؟".
ألتفتت بسرعة ,كان الرجل يرتدي ثياب سائق , وهو في متوسط عمره .
" نعم , أنا ترينا مريتون".
رحّب السائق بها وهز رأسه ناحية السيارة وهو يقول:
" أرسلتني السيدة جيرالدين لأستقبالك في المحطة , هي بأنتظارك في براكيه".
أنتقلت حقائبها بمهارة الى السيارة الفخمة , وبعد أن جلست ترينا داخلها تحركت في طريق جيدة ولكن ضيقة وسط سهل منبسط , كانت أشجار الصمغ الطويلة ذات الجذوع الرفيعة تحيط بها مرت السيارة بعد نصف ساعة بمستوطنة , هذه القرية الكبيرة هي أقرب مكان حضاري لبراكيه , أخبرها السائق ساندرز تلك المعلومات بجفاف , وبعد قليل تخلى السائق عن الرسميات وبدأ يثرثر معها عن حوار, قال ساندرز:
" أن آل دلوين يملكون معظم الأراضي هنا ".
أنعطفت السيارة بعد خمس دقائق ودخلت سهلا منبسطا سيّج بالأعمدة الخشبية حول منحدراته ألا من الناحية التي دخلتها السيارة , شكل المكان يشبه الهلال ويق المنزل في الوسط , المنزل حجري قاس , ونوافذه العديدة تضحك وهي تعكس أشعة الشمس كأنها ترحب بمقدمها.
وسألته:
" هذا منزل براكيه؟".
" نعم يا آنسة , أنه ملك آل دلوين منذ مئة وخمسين سنة تقريبا".
نزلا ممرا ضيقا تصطف على جانبيه أشجار الصمغ الطويلة , المنزل مربع ومتين ومبني على طريقة أبنية المستعمرات القديمة , فيه قناطر متعددة تضفي الظلال على الشرفات في الطابق الأرضي والعلوي , بعد أن توقفت السيارة نزلت ترينا ودخلت الى قاعة كبيرة باردة , وبعد لحظة حضرت جيرالدين لأستقبالها والترحيب بها:
" تعالي لأعرفك على الأولاد مسؤوليتك التعليمية".
مشت جيرالدين وتبعتها ترينا الى غرفة واسعة بها نوافذ على الطريقة الفرنسية تطل على الحديقة , كان الأولاد مصطفين للتعرف عليها , فتاتان صغيرتان كالملاكين , شعرهما أصفر ذهبي وتبدوان أصغر حجما من عمرهما , صبي وبنت يميلان للعبث والأزعاج , شعرهما أحمر كاللهب , والنمش يكسو وجهيهما وقد بدا الأرتباك عليهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-10, 07:46 PM   #12

مس اشواريا

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية مس اشواريا

? العضوٌ??? » 104389
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,964
?  نُقآطِيْ » مس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond reputeمس اشواريا has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموووووووووووووو امولة بليز حبيبتي كمليها متشوقين للنهاية

مس اشواريا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 24-06-10, 06:42 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تم التعارف كما يجب بأحتفال مهيب , ضحكت الفتاة الكبيرة جولي ضحكة أستهزاء وعيناها تغمزان بعبث:
" الحمد لله , أنك شابة صغيرة , كنت أخاف أن تكوني عجوزا شمطاء".
قالت ترينا:
" أنا أغضب قليلا وأثور أحيانا".
كانت تذكرها بمكر أنها صارمة وقت اللزوم ولن تكون متساهلة معهم , فتح رود شقيقها التوأم عينيه:
" يظهر أنك لست معلمة مدرسة".
" هل ليست معلمة مدرسة".
قالت جيرالدين بجفاء , كانت تجيل نظرها بين الأولاد الأربعة الصغار الذين يتمتعون بصحة وعافية واضحة , أنها راضية عن تعليقاتهم مع أنها تحاول أن تبدو شديدة صارمة معهم في بعض المناسبات.
" هي راقصة باليه".
" هي ماذا؟".
تعجبت جولي وصرخت مسرورة من الفرح لهذه المفاجأة .
" أذن لن ندرس دروسنا".
" أنت مخطئة".
قالت جيرالدين عابسة:
" هي راقصة باليه ولكنها تحمل شهادة جامعية تؤهلها لتدريسكم".
كان الأولاد يراقبون ترينا بعيون صادقة , وجيرالدين مسرورة من وجود ترينا للقيام بهذا العمل , سيسر الأولاد بهذه الأستاذة وسيطيعونها بسهولة , أن الحظ قد لعب دورا كبيرا في وجودها والفتاة تستطيع أن تقوم بالمهمة الموكولة اليها خير قيام , ستبقى هي والأولاد بعيدة عن طريق أندرو.
صرفت جيرالدين الأولاد ليلعبوا في الحديقة ثم مشت مع ترينا لتريها المنزل وتشرح لها ما يلزم قبل أن تعود لمنزلها الذي يبعد حوالي عشرين ميلا عن براكيه.
المنزل كبير ولكنه جيد الصيانة ومفروش بأفخر الأثاث وأثمنه , دلائل الثراء في كل مكان بالمنزل ولكن المعروضات متناسقة تنم عن ذوق ولا تثير الأعصاب في تفاخر.
قادت جيرالدين ترينا الى القسم الخلفي من المنزل لتعرّفها على مديرة شؤون المنزل السيدة جاميسون وهي سيدة أسكتلندية عجوز ولا تزال تحتفظ بلكنتها الأصلية مع أنها هنا منذ ثلاثين سنة , تساعد السيدة جاميسون فتاتان شابتان من المزارع المجاورة في تلك المنطقة , ثم هناك الطاهية السيدة بيري نحيلة صغيرة الحجم على عكس أغلب الطهاة الضخام , تشبه السيدة بيري في تنقلاتها العصفور الدوري , وهي تفاخر بأن عائلتها تقطن أستراليا منذ قدم آل دلوين , وهناك رجلان يعملان في الحديقة والسائق ساندرز , أنتهت جيرالدين من الطابق الأرضي وأعطت جيرالدين تعليماتها الى ترينا وأشارت الى الغرف التي يمكنها أستعمالها هي والأولاد , أشارت الى مكتب أندرو وأنذرتها بالأبتعاد عنه ألا حين يطلب هو اليها الأجتماع به لتصريف بعض الشؤون المتعلقة بالأولاد وتعليمهم , أن أندرو رجل غريب الأطوار , الحمد لله لا يحضر الى براكيه ألا في نهاية الأسبوع.
مشت جيرالدين الى السلالم العريضة التي تربط الطابق الأرضي بالطابق العلوي , لحقت ترينا بها صامتة , في الطابق العلوي شرفة كبيرة لها ثلاث واجهات تشرف منها على القاعة الكبرى في الطابق الأرضي , وهناك ممر طويل من وسط الشرفة الى الطرف الآخر للمنزل حيث توجد سلالم أخرى ليست بعرض ولا زخرفة السلالم العريضة , أنها ولا شك سلالم يستعملها الخدم في المنزل , وتقع غرفة أندرو في بداية الممر , بينما غرف الأولاد وغرفة ترينا في الجانب الآخر بعيدا عن غرفة أندرو , وهناك أيضا غرفة الدراسة وضمنها غرفة التسلية , وقد أسمتها جيرالدين غرفة الضوضاء أو الضجيج , بعيدا جدا عن شقة أندرو.
" أظن أنه يسرك أن تكون غرفة الدراسة بعيدة عن الجميع ,هنا يمكنك أن تضربي رؤوسهم بعضها ببعض أذا تمادوا في شيطنتهم وهناك غرفة ثانية ضمنها يمكن أستعمالها للتسلية وقت الراحة , أنا لا أريدهم أن يدرسوا بأستمرار بدون توقف بل أن يقسموا وقتهم بين الدرس واللعب".
تحتوي غرفة الدراسة على أربعة مكاتب بأحجام مختلفة وقد رصت فوقها كتب القواعد والحساب التي طلبتها ترينا , ومكتبة صغيرة في مقدمة الغرفة لأستعمال ترينا وخلفها اللوح الأسود , الأضاءة جيدة والنوافذ كبيرة تغطي حائطا من الغرفة.
" أنها ممتازة , ماذا قال الأولاد عنها؟".
" لقد رأوها وغادروا الغرفة على رؤوس أصابعهم بدون أي تعليق , كل منهم يكشر تكشيرة شيطانية , أنا لا أحسدك على مهمتك , عليّ أن أعترف لك".
ضحكت ترينا كثيرا وهزت رأسها بأنها لا تكترث , فتحت جيرالدين الباب الى الغرفة المجاورة , غرفة اتسلية , في زاوية من الغرفة حصان خشبي للقفز والرياضة البدنية وبالقرب منه بعض الأخشاب المتوازية وأدوات للرياضة غيرها , وفي زاوية أخرى طاولة مغطاة بقماش أخضر من أجل لعب كرة الطاولة , النوافذ كبيرة وعريضة وتقع تحتها مباشرة خزائن عديدة ملونة بألوان متناسقة مليئة بالألعاب والألغاز التي يتسلى بها العقل. هناك أيضا طاولة كبيرة في الوسط وحولها بعض الكراسي وفوقها رتديو ومسجلة وبعض الأسطوانات.
أنحنت ترينا الى المسجلة وهي تبتسم:
" هل أستطيع أن أتفحصها؟".
" طبعا , سيعجبك قسم منها , جولي لها ذوق الكبار في الموسيقى".
هزت ترينا رأسها موافقة وقد بدا الأهتمام على وجهها , هذه المجموعة من الأسطوانات ستخبرها الكثير عن ميول الأولاد , سألتها:
" هل أختاروا هذه الأسطوانات بأنفسهم؟".
هزت جيرالدين رأسها موافقة:
" لقد حصرت العدد بست أسطوانات لكل منهم , أنها تسلية مفيدة في المساء أو في أيام الشتاء حين ينتهون من تحضير دروسهم بالطبع".
وافقتها ترينا وقالت:
" طبعا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-10, 07:57 PM   #14

panda10

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية panda10

? العضوٌ??? » 38271
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » panda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond reputepanda10 has a reputation beyond repute
افتراضي



panda10 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-10, 06:03 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تنس مهمتها الأولى في براكيه وهي تعليم الأولاد , سيسرها أن تسمع الموسيقى برفقتهم , جميع أسطوانات جولي من الموسيقى الكلاسيكية , بينما أسطوانات رود من المغامرات , أسطوانات الصغيرتين كلها من القصص الخيالية الحالمة وقصص الجنيات.
" حسنا , هل أختيارهم ينبئك أي شيء عن أخلاقهم وميولهم؟".
" قليلا, سأكتشف بنفسي كل شيء عنهم تقريبا".
أخرجت ترينا حوائجها من حقيبتها في المساء , كانت مسرورة في غرفتها الأنيقة التي تشرف على الوادي المنبسط وتمنت أن تكون مهمتها هنا سهلة , لقد غادرت جيرالدين براكيه وأصبحت هي المسؤولة عن الأولاد , المنزل مليء بالخدم , أذن هي ليست وحدها المسؤولة عن الأولاد , أحست براهة كبيرة مع موظفي المنزل , ستعيش معهم بأطمئنان وشعرت بأنهم جميعا أصدقاؤها- سرى الدفء في قلبها , فهم سيساعدونها في مهمتها ولن تكون حياتها صعبة برفقتهم , يكفيها أن مالك المنزل ومديرها صعب التعامل....
أندرو دلوين ؟ كيف هو؟ أنه شاب.... عليها أن لا تقترب منه.... فهو نكد ونزق وسريع الغضب مثل أي عازب كبير ... ما دامت ستبتعد عنه هي والآولاد فلن يكون هناك أي مشكلة , من الغريب أن لا توجد في المنزل أي صورة له.
هزت ترينا كتفيها بدون أكتراث وطرحت جانبا هذه الفكرة الغريبة , همها الآن أن تتعرف الى الأولاد , جلست تتحدث معهم قليلا , لم يعدوها بالهدوء , أنها تخشى هذه المشكلة , لن يكونوا مطيعين ولن ينقادوا بسهولة , لهم أرواح متمردة ولقد أعتادوا أن يظهروا أحاسيسهم أمام الجميع , كانت تفكر ببعض الوسائل التي تجعل مهمتها معهم أقل صعوبة , ستجرب هذه الطرق معهم لترى فعاليتها , الأهم في نظرها أن تبقى هي والأولاد بعيدا عن طريق الأأستاذ أندرو , وهي لا ترغب في أن تزعج سلام وهدوء سيادته.
كانت الشمس تسطع من النوافذ فوق وجوه الأولاد الصغار , وترينا تقف قبالتهم بأناقة فائقة ترتدي فستانا كحليا محتشما وتعقص جديلتيها كتاج فوق رأسها , لقد شدت غرتها السوداء اللامعة الى الخلف بعيدا عن جبهتها , كانت عيناها الزرقاوان تشعان بالحيوية والشباب ,وقد وضعت القليل من البودرة فوق وجهها ولونت شفتيها بحمرة باهتة , شكلها يؤكد أنها ليست معلمة مدرسة بل جنية صغيرة مقنّعة تمثّل دور الأجتهاد والجدية.
كشرت جولي ثم صفرت بأعجاب ونظرت من طرف عينيها وقالت:
" أنت لن تعطينا دروسا ؟ أليس كذلك؟".
" بلى".
أكدت لها ترينا وهي عابسة :
" أنني هنا من أجل تعليمكم وهذا بالتأكيد ما سأفعله لا يكون لديك أدنى شك بهذه الحقيقة".
أقترح رود ضاحكا:
"ماذا لو لعبنا؟".
هزت ترينا كتفيها كأن ذلك لا يعنيها لا من بعيد ولا من قريب وقالت:
" عندئذ , حين تذهبون جميعكم الى المدرسة , ستكونون الأغبياء في صفوفكم وربما الأواخر , ومن الممكن أيضا أن يضعوكم في صفوف أدنى مما تتطلب أعماركم".
عبست جولي وهي تفكر جاهدة في نجاح دراستها , قالت ترينا:
" أنت تعرف يا رود أن أيام التهرّب من المدرسة قد ولّت , لقد هربتم بما فيه الكفاية , ولا مجال للتذمر من العلم بعد الآن ".
وافقت جولي على كلام ترينا وهي مسرورة لأنها تعاملها على قدم المساواة مع الكبار وقالت:
" أعتقد ذلك".
لم يقل رود أي شيء , كان يفكر في أمكانية تصنيفه مع الكسالى في الصف وهذا لا يتماشى مع عزة نفسه وكبريائه , الصغيرتان لينت وغايل لم تفهما الوضع ولكنهما حتما ستتبعان جولي ورود في حل هذه المشكلة , قالت ترينا:
" من الأفضل لنا أن نبحث هذا الأمر بوضوح الآن , أنا لا أسألكم التعاون معي بل أؤكد لكم أنني أذا لم أنجح بمهمتي التي حضرت من أجلها الى هنا سيطلبون لكم معلمة غيري لتقوم بالمهمة , أو ربما تذهبون الى المدرسة لتكتشفوا أن الأولاد الذين هم أصغر منكم سنا يعرفون أكثر منكم , حان الوقت لتكبروا قليلا وتعرفوا مصلحتكم".
" أعتقد أنك على حق".
قالت جولي موافقة:
" وأذا لعبنا وأهملنا دراستنا سوف يحضرون لنا عجوزا شمطاء بدلا من الآنسة ترينا".
وافقتها ترينا كأن الأمر لا يعنيها أبدا وقالت:
" ربما".
" أوه , حسنا سنحاول أن نجيد التصرف قدر الأمكان ".
قالت جولي عابسة وهي تغمز بشيطنة محببة :
" ربما سيكون الدرس صعبا علينا ,لأننا لم نعتد الدراسة وواجباتها".
كانت الدراسة صعبة عليهم بدون شك ولكن ترينا تعترف أنهم يحاولون جاهدين , كانت جولي قائدة المجموعة في كل شيء , ورود ساعدها الأيمن ويتبعها فيما تفعل بتحفظ بينما الصغيرتان تتبعانهما بدون أدنى تحفظ , عندما تكون جولي سهلة القيادة ومطيعة تكون المجموعة كلها كذلك , ولكن شيطنتهم موجودة في داخلهم ولا بد من أن تنفجر في وقت من الأوقات.
أمضت ترينا الصباح الأول في أعطائهم تمارين مختلفة لتتعرف الى مستواهم العلمي , وجدت معلوماتهم أفضل بكثير مما أنتظرت , أو مما أخبروها عن مدى تأخرهم , ربما كانوا يعبثون في الظهور بمن يعرف أقل من حقيقته , تنهدت ترينا براحة , لقد وجدت أن الأمر لن يكون صعبا كما توقعت , تستطيع أن توصلهم الى مستواهم المطلوب قبل بدء الموسم الدراسي , أذا واظب الأولاد على التعاون معها كما وعدوها , تغدوا جميعا في غرفة التسلية ثم عادوا بعد الغداء الى غرفة الدراسة , في الرابعة بعد الظهر مسحت ترينا اللوح وهي تبتسم راضية وقالت:
" أنتهينا اليوم".
" سألتها جولي بمرح:
" كيف كنا؟".
" جيد تقريبا , ولكن لا يركب رأسك الغرور ".
قالت ترينا مازحة :
" داومي على الأجتهاد لتبقي جيدة وربما غدا تكونين أفضل".
" ليكن عندك قلب ".
قالت جولي معترضة :
" أنت سيئة مثله , مثل زيوس".
" من؟".
سألتها ترينا وقد أخفت ضحكة مرحة حين عرفت أن الفتاة ترمز الى أندرو:
" هل تقصدين عمك؟".
" أنه ليس عمنا".
قالت غايل:
" أنه مسؤول عنا الآن فقط".
أخفت ترينا عبوسها هذه المرة , حتى الأولاد الصغار يعرفون أنهم غير مرغوب فيهم في هذا المنزل , شعور بغيض بعدم الأمان يملأ كيان الأولاد ,هم يتوقعون أن يغادروا براكيه في أي وقت.
سألتهم ترينا متعجبة:
"لماذا تدعونه زيوس؟".
هزت جولي كتفيها دون أكتراث وكشرت:
" زيوس كبير الرموز عند اليونانيين القدماء , وهم دائم العبوس والوعيد".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-10, 07:44 PM   #16

عيون2008

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عيون2008

? العضوٌ??? » 25176
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,897
?  نُقآطِيْ » عيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond reputeعيون2008 has a reputation beyond repute
افتراضي

شكلها روايه جميله ارجوا الا تطيلي علينا الانتظار

عيون2008 غير متواجد حالياً  
التوقيع

غفرانك يا ارحم الراحمين
رد مع اقتباس
قديم 26-06-10, 07:49 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا الوصف لأندرو يؤكد لها أنه ميؤوس منه , أكتأبت ترينا قليلا وكرهت لقاءه مسبقا.
" ولكن لزيوس وجها آخر , وربما لا يعجب عمكم لو سمعكم تنادونه بهذا القلب".
" أوه؟ ما هو؟".
سألتها جولي بأهتمام فائق:
" هل كان يتقبل القرابين ويحرقون له البخور .... أو شيء من هذا القبيل؟".
" لا , كان دائم السعي وراء الفتيات الجميلات على الأرض , وكانت زوجته تهيمن عليه بسحرها وتغير فتياته الجميلات الى بقر أو حيوانات أخرى".
ضحكت جولي كثيرا ولكن رود كان يضحك كمن يصرخ , أنضمت الصغيرتان وشاركتهمضحكهما بدون أن تفهما أسبابه بوضوح.
" هل تعرفين أنك معلمة غير عادية".
قالت جولي بعد أن هدأت موجة الضحك معها:
" معلمتنا الأخيرة في المدرسة كانت تشبه الأرنب البري .... علينا أن نبقيك هنا".
" شكرا".
قالت ترينا بصرامة :
" لنرى أذا كان الشاي جاهزا , لقد أكلنا الكثير وقت الغداء ولا أعلم أين سنضع كل هذا الطعام".
ضرب رود فوق معدته الخاوية وقال:
" المكان هنا يتسع للكثير".
لقد أكلوا بشهية وربما أكثر مما أكلوا على الغداء , قالت جولي تخاطب ترينا:
" سترقصين لنا هذا المساء , أليس كذلك يا ترينا؟".
تناست ترينا أستعمال أسمها بدون مقدمات مع أنها كانت واثقة بأن ذلك لا يجوز في مجال التربية , سألتها:
" ما الذي أوحى اليك بهذه الفكرة؟".
" أنه الألهام ".
قالت جولي مكشرة :
" سترقصين لنا ؟ أليس كذلك؟".
ترددت ترينا قليلا قبل أن توافق:
" حسنا , عندما تستعد الصغيرتان للنوم ننتقي أسطوانة مناسبة ".
سألتها الصغيرتان وقد فرحتا بموافقتها:
" وهل نستطيع أن نتفرج أيضا؟".
حان وقت تنفيذ وعدها , ذهبت ترينا الى غرفتها وأستبدلت ثيابها الضيقة ولبست فستانا أبيض واسع التنورة وأنتعلت حذاء الباليه , كانت قد أحضرت معها ملابسها لأنها ترغب في أن تتمن في غرفتها وقت فراغها, ثم خرجت من جديد قاصدة غرفة التسلية , كان رود مع جولي يفتشان بين الأسطوانات عن أسطوانة مناسبة , سألتهما:
"هل أتفقتما على الأسطوانة؟".
حمل رود اليها الأسطوانة يتصدر غلافها عربة قطار تحتمي من هجوم الهنود الحمر , وقال:
" يمكنك أن تؤدي رقصة حرب بديعة على أنغام هذه الأسطوانة".
أرتجفت ترينا خوفا , لماذا سمحت لهم بوضعها في هذا المأزق؟ قالت جولي ضاحكة:
" ألا تستطيعين أن تخترعي بعض الحركات وأنت ترقصين ؟ لقد أعتقدنا أن الصغيرتين ستحبان ذلك أكثر من أي شيء آخر".
كانت جولي صادقة فيما تقول بالرغم من ضحكتها المازحة , وجدت ترينا نفسها راغبة في الأنتهاء من هذ المأزق بسرعة , سترقص لهم مهما كان الثمن ,طلبت اليهمأسماعها الأسطوانة أولا , وبعد أن سمعتها تمنت أن تنجح في هذه المهمة الصعبة , يلزمها بعض الأدوات للزينة لتكون الرقصة أقرب الى الحقيقة , الأدوات موجودة ضمن ألعاب الأولاد في الخزانة تحت النافذة , أنها رقصة حرب هندية تقليدية , أي عضو من قبيلة الأباتشي يستطيع أن يؤدي الرقصة أفضل منها بكثير مع أنها راقصة محترفة , حين دخلت الخادمة مارغريت مع الصغيرتين لينيت وغايل برّت ترينا بوعدها وقامت لترقص لهم , وضعت فوق رأسها قبعة الريش التي جلبها لها رود من بين الألعاب وناولها الفأس القاطع وهو لعبة من النايلون لتم*** بيدها اليمنى لتحارب.
سألته ترينا بمكر:
" وهذا أيضا؟".
قالت جولي بأصرار:
" حتما".
أدار رود الأسطوانة وللفور سمع قرع الطبول , أبتعد الجميع عن المسجلة وتجمعوا في زاوية يراقبونها.
بدأت ترينا ترقص مسرورة فرحة , موسيقى الأسطوانة لها أيقاع حماسي , كان قرع الطبول يسمع صداه في قلبها ودمها , وكانت تتجاوب مع الأيقاع وتزيد من سرعتها أكثر فأكثر مما جعل شعرها يقع عن رأسها الى كتفيها مما أعطاها شكل المحاربة الهندية , صفقت لها جولي أعجابا وكذلك رود , تنبهت ترينا أن باب غرفة التسلية فتح بهدوء ودخل رجل وجهه أسود كالرعد وقف يتفرج على هذا المشهد , ولم يكن من الضروري أخبارها من يكون , لقد عرفته لفورها........


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-10, 10:14 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- وجه أمام المرآة

توقفت ترينا عن الرقص فورا , سقط لباس رأسها فوق عينيها ,بدأت جولي تضحك على شكلها ولكنها لاحظت أن توقف ترينا عن الرقص يعود لسبب آخر غير سقوط الريش فوق عينيها , نظرت جولي الى الباب وشحب وجهها وصرخت:
" يا ألهي!".
صرخة جولي التعجبية جعلت ترينا تتمالك أعصابها وتبعد عنها الخوف , أكتشفت أنها لا تزال واقفة على رؤوس أصابعها ويدها مرفوعة بالفأس , نزلت مستوية الى الأرض وتنفست نفسا عميقا , ورمت الفأس الذي بيدها فوق الطاولة , ونزعت عن رأسها لباس الريش ووضعته قرب الفأس , تستطيع الآن أن تركز أهتمامها بالرجل الواقف بالباب , أحست أن نفسها قد علق ببلعومها , كانت ندبة مثلمة خشنة طويلة فوق خده الأيمن أول ما لفت نظرها , عرفت الآن لماذا لم تر له أية صورة في المنزل .
" قالت لي السيدة جاميسون أنني أستطيع مقابلة معلمة الأولاد الآنسة مريتون هنا".
" أنا ترينا مريتون".
قال أندرو:
ط فهمت!".
كانت نظرات عينيه السوداوين باردة ومعادية كصوته , تفحصتها من أخمص قدميها الى قمة رأسها .
" أنت لست كما كنت أنتظر".
قالت جولي وقد أستعادت شيئا من جرأتها:
" وليست كما أنتظرنا أيضا".
نظر أندرو الى جولي بعينيه الباردتين الخاليتين من الدفء أو الحنان :
" بالتأكيد لا".
ثم نظر الى ترينا من جديد كأنه عاصفة ثلجية مدمرة.
" ربما يا آنسة مريتون تستطيعين الحضور الى مكتبي عندما تنتهين من عرضك بالطبع".
أستدار أندرو وخرج بعد أن أغلق الباب بكل هدوء بدون أدنى صوت .
أندرو دلوين غير عنيف , أنه لا أنساني ولا يمكن لأي مشاعر أو أحاسيس أن تتحكم في تصرفاته , هو بالطبع مستاء من أختيار عمته لمعلمة للأولاد.
" بررر.......".
أرتجفت جولي بطريقة مصطنعة :
" أشعر بالبرد".
" لم نكن ننتظر أن يحضر قبل يومين ( سأل رود) لماذا حضر قبل موعده؟".
نعم لماذا؟ غرفة التسلية مخصصة للأولاد ليفعلوا هنا ما يحلو لهم , أذا رغبت معلمتهم أن تلهو برفقتهم فهذا ولا شك من شؤونها الخاصة , طالما هي تحافظ على النظام فلن يلومها أحد على لهوها معهم , لا يمكن لأندرو أن يحضر الى غرفة التسلية وهو يحمل وجها كالعاصفة , أذا كان لا يستطيع أن يتمتع بمباهج الحياة فليترك الآخرين يتمتعون بها أذا رغبوا , كان بأستطاعته أن يرسل خادمة يطلبها للأجتماع به ولا يحضر بنفسه كما فعل.
نظرت مارغريت الى ترينا وهي ترثى لحالها , أبتسمت وأمسكت بالتوأم الصغيرتين:
" سآخذ الصغيرتين الى فراشيهما يا آنسة مريتون , جولي ورود يتأخران ساعتين بعدهما".
ذهبت خارج الغرفة قبل أن يعترض أحد.
عبست جولي من كلام مارغريت ثم نظرت الى ترينا مواسية , كانت ترينا تلتقط دبابيس شعرها عن الأرض لتعيد جديلتيها كما كانتا فوق رأسها , قالت جولي:
"أتمنى لك حظا سعيدا , أنتبهي من وعيده!".
مشت ترينا الى غرفة مكتب أندرو لتجتمع به , كانت تتمنى لنفسها الحظ فهذه بداية غير مشجعة , كانت تريد أن تكون مرتدية الثياب المحتشمة والمظهر اللائق بها كمعلمة مدرسة في أول لقاء لها معه , وبدلا من ذلك رآها تلبس قبعة من الريش فوق رأسها وتمسك الفأس بيدها وهي ترقص رقصة حرب هندية , لا يمكن أن يكون شكلها أسوأ مما كان , هل من المعقول أن يطلب اليها أن ترحل فورا؟ لا , لا بد أن يتعرف الى قدراتها ومؤهلاتها التربوية قبل أن يطلب منها الرحيل , بأمكانها أن تعلّم الأولاد وتقوم بواجبات الوظيفة التي قدمت من أجلها.
رفعت ترينا يدها ,ترددت قليلا ثم دقت بلطف على الباب وسمعت أمرا بالدخول , دخلت , نظرت الى أندرو كان واقفا أمام مكتبه طويلا أسمر البشرة , عيناه سوداوان وكذلك رموشه وحاجباه , شعره أشقر بلون البلاتين , أنه جذاب ووسيم , الندبة فوق خده الأيمن لا تعيبه , بل على العكس تضفي عليه مزيدا من الوسامة , ربما تعود وسامته الى شعره الأشقر الذي يحيط بعينيه السوداوين , هذه المفارقة العجيبة هي من صنع الطبيعة , تكاوينه رقيقة وقد لوحته الشمس وزادت من سمرة بشرته , أنه ولا شك وسيم وجذاب , كيف سيكون شكله لو أبتسم؟ أن ذلك غير معقول فهو يبدو أنه لا يعرف الأبتسام في حياته , رفع أندرو يده الرقيقة والقوية ولامس الندبة فوق وجهه ونظر اليها ساخرا وقال:
" ألا تلاحظينها ؟".
قالت ترينا بدون تردد:
" نعم".
لا يمكنها أن تنكر وجودها , أن الندبة ظاهرة بوضوح فوق وجهه ولكنها لا تعيبه أبدا , من غير المعقول وهي فتاة غريبة أن تقول له أنه الرجل الوحيد الذي ألتقته ويحمل ندبة في وجهه تزيده وسامة.
قال أندرو متذمرا , كأنه لا يريد أن يمدحها ولو بكلمة هي حقيقة واضحة:
" أنت صادقة على الأقل".
لم تعلق ترينا على كلامه , موقفها لا يحتاج ألا لين , وقفت أمامه شكلها بسيط وجديلتاها معقوصتان فوق رأسها بأنتظام , تمنت ترينا أن لا يعترض حتى على شكلها الخارجي ويقرر أيضا أن شكلها لا يعجبه , أنه من الأشخاص الذي يتأثرون بالنظرة الأولى ويحكمون على هذا الأساس , تذكرت شكله العاصف ساعة وقعت عيناه عليها لأول مرة.
" هل توافقينني أن العرض الذي شاهدته منذ لحظات ليس كما أنتظر من أنسان حضر الى هنا في مهمة تربوية تعليمية".
" أعترف أن العرض ليس تربويا , ولكن الأولاد كانوا يتسلون مسرورين , أن ساعات التدريس لهذا اليوم قد أنتهت".
تعجبت ترينا من جرأتها , أنها ليست آسفة , عليها أن تريه منذ البداية , أنه لا يحق له أن يتكبّر عليها , لقد أقتنعت ترينا اليوم أن مؤهلاتها ممتازة لهذه الوظيفة لا ينقصها ألا الخبرة .
رفع أندرو حاجبيه السوداوين , وعلى فمه أبتسامة ساخرة , سألها:
" صحيح , أنت لا ترغبين في تعليمهم في المساء؟".
" أنهم أولاد أذكياء , أذا تابعوا دراستهم بجدية لن يحتاجوا لدراسة مسائية أيضا , لو كان.....( توقفت عن متابعة حديثها وهزت كتفيها) بالطبع لو أحتاجوا دروسا أضافية في المساء فسأعطيهم ما يلزمهم".
هز أندرو رأسه موافقا وهو يفكر برصانة وقال:
" أنت تعرفين أننا لا نحتاجك هنا ألا لبدء الفصل الدراسي؟".
كانت عيناه تراقبانها بدون أن يبدو أي تعبير فيهما.
" لن يحتاج الأولاد لممرضة أو رفيقة أو أي شيء من هذا القبيل".
رفعت ترينا رأسها الى الخلف بكبرياء وقالت ببرود مصطنع:
" أنا أعرف ذلك جيدا , وأنا أيضا لا أرغب في البقاء , لدي عملي الذي أحبه كثيرا وسأعود اليه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-10, 07:56 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ليأخذ أندرو كل أمواله ويدخنها في غليونه , أمواله لا تهمها , تذكرت ما قالته لها جيرالدين حين حذّرتها من التعامل معه , من غير المعقول أن ترغب أي فتاة في التعرف اليه فهو لا يحاول أن يغيّر منن طباعه القاسية وعبوسه , الذنب ذنبه أذا كانت النساء حوله يرغبن في أمواله أكثر من رغبتهن في شخصه.
" حقا؟".
كان صوته بارد :
" هل لي أن أسألك ما هو تخصصك وفي أي حقل تعليمي؟".
" أنا لست معلمة مدرسة ".
توقفت قليلا ثم أضافت عن قصد:
" أنني راقصة باليه".
بعد أن سمعت كلماتها أحست أنه من غير المعقول ولا يمكن أن يكون حقيقة , تأسفت ترينا لأنها أخبرته الحقيقة ثم غيّرت رأيها لأنها تود أن تكون صادقة في معاملاتها معه منذ البداية , هي لم تخف حقيقة أمرها عن جيرالدين فلماذا تخفيها عنه , لن يتهمها مرة ثانية بأنها لا تملك الخبرة في التعليم , نظرت اليه , سرتها نظرة المفاجأة التي كست وجهه.
" راقصة باليه !". عبس أندرو:" ولديك الوقاحة لتحاولي تعليم الأولاد".
أنه مغرور ومتزمت , يتمسك بالمبادىء ,حتى الأزعاج , أخفت ترينا غضبها وسخريتها , لن تنفعل أمامه حتى لا يعتقد بأنها راقصة هوائية المزاج.
" ربما لدي.... الوقاحة , كما تقول أن أقبل القيام بعمل لم أمارسه من قبل , ولكنني شرحت الوضع لعمتك بصراحة , في البداية قالت لي أن ذلك لا يناسبها , ولكن كل اللواتي حضرن لمقابلتها بعد أن قرأن الأعلان في الجريدة كنّ لا يناسبنها ولا يستطعن الحضور , لقد كنت أنا الوحيدة التي تقدمت للوظيفة".
" كنت أفضل المعلمات السيئات".
أنهى أندرو كلامه وصمت قليلا:
" شكرا".
قالت ترينا ببرود وهي لا تخفي كراهيتها له.
"لو كنت أسوأ المتقدمات أم لم أكن.... لقد طلبتني عمتك لمقابلتها للمرة الثانية , ووجدت بعد أن درست مؤهلاتي العلمية أنني أستطيع تدريس الأولاد".
سألها بخشونة وسخرية:
" وما هي هذه المؤهلات؟".
" حصلت على درجة علمية متفوقة من جامعة دورمنستر في مواد مشتركة بين العلوم والآداب , ونجحت في مادة الحساب في شهادة الثانوية العامة الرسمية بدرجة ألف , لن أجد صعوبة في شرح الكسور العادية أو الكسور العشرية للأولاد أذا كان هذا ما يزعجك يا أستاذ دلوين , عن أذنك ,سأعود الآن الى جولي ورود , ربما تعلمني في الصباح أذا كنت تريدني أن أبقى أم أرحل".
أنحنت ترينا ببرودة وتركت الغرفة في أعقابها , أغلقت الباب بتحفظ شديد كما فعل هو ساعة غادر غرفة التسلية مع أنها كانت ترغب في أن تغلقه بشدة وخشونة وتصفقه صفقا.
كم هو كريه وبغيض ولا يحتمل , لم تلتق شخصا يماثله في حياتها ,أبتسمت ترينا وهي تذكر معاملتها القاسية له , لقد طلبت رأيه في الصباح كأن الأمر لا يعنيها أن بقيت في وظيفتها هذه أم خسرتها , طريقته وأسلوبه فرضا عليها أن ترد له الصاع صاعين , لم تكن مهمتها سهلة , تركت الأبتسامة وجه ترينا وحل محلها العبوس وهي تتذكر أمكانية رحيلها عن براكيه , ستعود لتواجه مشكلتها من جديد , ستعود لرؤية دنيس , لقد وجدت ترينا في عملها الجديد وفي تعليم أولاد كامبل الأربعة بعض ما يلهي تفكيرها ويبعده عن دنيس , ولكن وقت النوم لم يحل دون وجوده في تفكيرها , الليلة الماضية بالرغم من تفكيرها بمسؤوليتها في تعليم الأولاد ألا أن ذكراه المؤلمة عاودتها بقوة , تشتاق الى صوته وحنانه , لا تستطيع قطعا أن تنساه , الليلة الماضية كانت ترغبه قربها أكثر من أي وقت مضى , هي تعلم أنه بعيد جدا عنها وعليها أن تحاول نسيانه ,أذا ألتقته مرة ثانية ستحاول أن يكون لقاؤها به سطحيا وأن تنسى تأثيره عليها.
أن دنيس رجل فاسد وهو فاسد معها ومع غيرها , لقد أعطت ماردا رأيها فيه بصراحة , بأنه سيء وعفن في جوهره وقد وافقتها ترينا على قولها وهو أناني وقاس ولا يقيم أي وزن لقيم أو مبادىء ولا يحترم العقائد التي تربت هي عليها ومع كل ذلك لم تستطع ترينا أن تمنع نفسها من الوقوع في حبه وربما لن تفلح أبدا في نسيانه , المثلث دنيس وليندا وترينا.... دنيس متزوج من ليندا , ترينا تحب دنيس وليندا لا تمنحه الطلاق , ما هي نتيجة حب ترينا ودنيس , لا نهاية سعيدة.... لا أمل.
أهو حب ما تشعر به نحو دنيس أم أفتتنان ؟ من الصعب على ترينا أن تقرر : كم تتمنى أن يكون أفتتنانا ويزول عنها هذا الكابوس البغيض يوما ما ليتركها حرة من جديد , حرة في عواطفها وحرة في تفكيرها ومحررة من قبضته الى الأبد , ربما عندئذ ستقع في الحب.... الحب الحقيقي هذه المرة , ومع شخص آخر حر في أن يرد لها حبها مضاعفا , وأذا لم تقع في حب جديد فأنها ستهب حياتها لعملها , ستكتفي بالعمل الشاق في الحياة وأذا وجدت أن ما يربطها بدنيس هو الحب وليس الأفتنان ستنخرط في عملها كليا كي تنساه , ربما حزنها سيحسن أخلاقها ويساعد على أبداعها في الرقص لتصبح راقصة باليه شهيرة , سيحضر دنيس ويتفرج على عرضها من بين الحضور ويحن اليها من بعيد.
ضحكت ترينا لخيالاتها , كانت تعرف أن بأستطاعتها أن تنجح في الرقص ولكنها لن تصبح شهيرة وعظيمة , ستنجح علىقدر أمكاناتها التي تملكها , وهذا بالنسبة اليها سيكون كافيا ومرضيا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-10, 04:21 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دخلت ترينا غرفة التسلية , كانت عيون جولي ورود المتسائلة بأنتظارها , سألتها جولي كأنها صديقتها:
" هل كانت المقابلة خشنة وقاسية؟".
رفعت ترينا أصابعها المتشابكة كأنها تطلب حظا وقالت:
" ربما أرحل غدا أو ربما أبقى".
" من الأفضل له أن يتركك هنا ولا يرسلك بعيدا ( قال رود) سنقيم الدنيا ونقعدها أن فعل".
أعترضت ترينا بلطف:
" رود! أنتبه الى ألفاظك!".
لقد سرها كثيرا شعورها بأن الأولاد يحبونها.
" يحق له أن يرفضني أن أراد : أنني لست معلمة مدرسة محترفة".
" سيندم الرجل العاصفة أن فعل".
قالت جولي ثم وضعت يدها مواسية فوق ذراع ترينا وأضافت :
" لن تدعيه يرسلك على أعقابك ؟ تدريسك لنا مفيد وملذ , سيزعجنا كثيرا لو حضرت عجوز شمطاء مكانك".
حاولت ترينا أن تخفي ضحكتها ولكنها لم تفلح:
" أنا لم أعطكم دروسا بعد , لقد أعطيتكم بعض التمارين فقط ,ولا أستطيع فعل شيء أن رغب في ترحيلي".
قالت جولي:
" هذا صحيح , ليس بيدنا أي حيلة".
كانت تحاول أن تفكر بحل لهذه المشكلة , وقف رود مفكرا أيضا وقد وضع يده خلف ظهره وبدا عابسا .
" علينا أن نجد وسيلة.... ترينا ألا تستطيعين ...".
توقفت جولي قبل أن تنهي كلماتها تنظر الى ترينا وهي تتساءل:
" لا , لا تستطيعين , أنت لست من هذا النوع من الفتيات".
سألتها ترينا بأنزعاج:
" أي نوع تقصدين؟".
ضحكت جولي وقالت:
" أنت لا تستطيعين أغواءه!".
قالت ترينا مؤكدة وقد أزعجتها فكرة جولي كثيرا:
" لا أحد يقدر!".
" أقترح رود بمكر:
" ماذا لو نستعمل معه التنويم المغناطيسي؟".
سألته جولي بأستغراب:
" وهل تعرف أحدا يتقن هذا الفن؟".
" لا".
أعترف رود , وبالتالي سقط هذا الأقتراح غير العملي , ران الصمت بينهم , هؤلاء الأطفال الأذكياء , لم تتمكن ترينا ألا أن تبتسم راضية , لم تعد تريد البقاء في براكيه من أجل الهروب من دنيس.... بل ترغب البقاء من أجل الأولاد ,لقد أحبتهم كثيرا وتريد تدريسهم ليصبحوا من الأوائل في صفوفهم , وترغب أيضا أن تتحدى أندرو دلوين وتجعله يندم على مخاطبتها بهذه اللهجة أو ربما في الشك بمقدرتها في تعليم الأولاد.
" هو لم يقرر بعد , لم يقل لي أن أرحل".
نظرت ترينا الى ساعتها تود تغيير دفة الحديث لناحية أخرى :
" لدينا ساعة ونصف قبل موعد النوم , ماذا تفضلون أن نفعل سويا؟".
قال رود:
" عليّ أن آخذ الجرو في نزهته المسائية قبل موعد النوم".
كل ليلة وبمعاونة السيدة جاميسون يأخذ رود جروه الصغير خلسة الى غرفته , لا أحد يعرف حقيقة الأمر , هل كان أندرو يعرف هذه الحقيقة ويتغاضى عنها ,ترينا تعتقد أنه يجهل هذا الواقع , فهو من النوع الذي سيرفض السماح برود بأصطحاب جروه الى غرفته , خرج رود في مهمته المسائية المعتادة , نظرت ترينا الى جولي وهي تبتسم , سألتها جولي:
" ترينا , هل ترغبين حقا بالبقاء؟".
" نعم , أريد أن أبقى , أريد أن أبتعد في الوقت الحاضر عن سيدني".
أضافت ترينا بسرعة بعد أن رأت نظرة أهتمام تكسو وجه جولي :
" لا , لا تعتقدي أنني هاربة من وجه العدالة".
" أوه أنك تهربين من رجل , تهربين من ثور كبير مجنون , هذا هو الحال عادة".
صعقت ترينا من قول جولي لدرجة أنها فقدت معها القدرة على التفكير , لم تستطع أن تنفي رأي جولي بالموضوع , حين حاولت ترينا الكلام سبقتها جولي وهي تهز كتفيها بدون أكتراث.
" أعرف أنني طفلة مبكرة النضوج , كان والدي يقول ذلك عني , لن نستطيع أن نغير الحقيقة , لقد تأخر الوقت".
أنها بالفعل مبكرة النضوج ومذهلة , سألتها ترينا:
" وهل يجب أن يكون رجلا؟".
" ليس بالتأكيد , ولكن غالبا ما يكون الهروب من رجل , عرفت أن هناك ما يشغل فكرك وأعترفت أنت برغبتك في الهروب من سيدني , الرجل هو السبب الأقرب لمشكلتك".
لم تجد ترينا ما تقوله , هزت رأسها:
" أفضل أن لا نتكلم بهذا الموضوع يا جولي , أن ذلك.........".
" من الأمور الصعبة ؟".
أكملت جولي عنها جملتها :
" لنتكلم في شيء آخر , هل ترقصين لي؟".
قالت ترينا بأستغراب:
" أرقص مرة ثانية؟".
" لقد أفسد علينا الرقص الرمز زيوس بدخوله علينا".
رددت ترينا:
"وربما يدخل علينا مرة ثانية".
قالت جولي تترجاها:
"لا , من غير المعقول أن يدخل الغرفة مرتين في ليلة واحدة , لقد قام بزيارته الملكية , هل ترقصين؟".
وافقت ترينا لأنها تحب الرقص في أي وقت كان ولأي سبب , وقد وجدت فيه فرصة جيدة لأبعاد أفكارها عن دنيس , لقد حركت جولي ذكراه في قلبها بقوة.
جلست ترينا تربط حذاء الرقص بينما شرعت جولي تنتقي أسطوانة من المجموعة , منذ أول لقاء لها مع جولي ورود لم تستطع أن تعاملهما معاملة الأطفال , كانت ترينا تعرف بالغريزة أن عليها معاملتهما كالراشدين وعلى قدم المساواة معها , لكنها تحتفظ لنفسها ببعض السطوة لتستطيع السيطرة عليهما حين ترغب , بما نجاحها معهما يعود لهذا السبب , فهما يكرهان معاملتهما كالأطفال , وهذا أهم سبب من أسباب رفضهما وثورتهما ,هما أنضج بكثير من عمرهما , التوأم الصغيرتان تقلدان التوأم الكبيرين , وهما لينّا العريكة وطيعان.
سمعت ترينا موسيقى بحيرة البجع تنساب من المسجلة في غرفة التسلية وقفت منتصبة على الفور وبدأت تميل على أيقاع الموسيقى الساحرة لمؤلف مبدع خلدته أعماله الموسيقية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.