115 - واشتعل الحب - ديانا بالمر عبير الجديدة (كتابة /كاملة **)

[saranomy]

-وكيف ترسلنى انا بينما سالى وباربرا تملكان خبرة اكثر منى ؟ صرخت بذهول 0
-نعم تماما 0
تذكرت تريسيا كلمات جدتها الايرلندية . " لا تعترضى كثيرا ، اغتنمى الفرصة عندما تسنح امامك . وفكرى فيما بعد " 0
-وهل اخترتنى لهذه المهمة بسبب مقالى عن حادث الطفل تيمى ؟
-تقريبا ، هذا المقال اكد رايى بك ... يجب اولا ان اشرح لك بعض الاشياء ، بولى فاران لم تقابل اى صحفى لسبب بسيط . لم يتمكن اى صحفى من مقابلتها حتى الان لان شقيقها فاران الذى يكون الوصى عليها ايضا يرفض استقبال الصحفيين 0
-لماذا ؟
-لان راؤول يكره الصحافة 0
امام هذه الكلمات ، تراءى لتريسيا وجه رجل لا يقاوم سحره ، فاسرعت بطرد هذا الوجه من فكرها كى تركز جيدا على كلام مديرها 0
-اذا انت تريدنى ان اجرى مقابلة مع بولى فاران ؟
-سيكون هذا نجاحا كبيرا للصحيفة .... ولك 0
فهمت تريسيا فجاة انها امام فرصة حياتها واخذ قلبها يدق بسرعة 0
-كيف سادخل الى منزلها ؟ ايجب استخدام مسدسا وادخل بالقوة ؟
-لا ، ستستخدمين جمالك . اجابها كارل سامسون بجدية ، ثم تابع متجاهلا دهشتها 0
-راؤول فاران هو شقيقها الكبير .... اما غارى فهو شقيقها الاصغر البالغ الخامسة والعشرين من العمر ، والمعروف بضعفه امام الفتيات الجميلات 0
-سيد سامسون .....
-انت جميلة جدا ، انسة ماكسول ، انا متاكد انك ستنجحين معه 0
اصيب كبرياء الفتاة بخيبة كبيرة . اذا لم يختارها المدير بسبب مزاياها المهنية ، ولكن بسبب شكلها الخارجى ، فقط المفاجاة منعتها من التعبير عن امتعاضها 0
-انا لا انوى الزواج من غريب ، حتى من اجل الحصول على مقابلة سيكون لها دوى عالمى 0
-من كلمك عن الزواج ؟ غارى فاران وقع فى الحب عشرات المرات 0
-اذا ، اعلم سيدى باننى لست من النوع الذى يقبل بعلاقة ....
-انت لديك مبادىء ، هذا شانك الخاص . كل ما اطلبه منك هو فقط حضور سهرة ستقام فى الاسبوع القادم . ستلتقين بغارى فاران وانا اعتمد عليك كى يلاحظك . اذا تمكنت من لفت نظره فهو سيدعوك بالتاكيد لقضاء عطله نهاية الاسبوع عنده 0
-وبنفس الفرصة ، استجوب بولى لنفرض اننى نجحت بلفت اعجاب غارى فاران ، فان اخاه راؤول لن يستقبلنى عنده لانه يرفض عادة استقبال الصحفيين 0
-مع قليل من الحظ ، سيكون غائبا . هو يسافر كثيرا ، على كل حال ، لن تقدمى نفسك لهم كصحفية ، ولكن كعارضة ازياء 0
جحظت عينا الفتاة ، فاضاف كارل سامسون بهدوء : مع جمالك ورشاقتك ، الجميع سيصدقون 0
-لا يمكننى القيام بهذه المهمة 0
عقد المدير حاجبيه ونظر اليها مهددا 0
-هذا ... ليس شريفا . قالت الفتاة متلعثمة وهى تتذكر مرة ثانية وجه ذلك الرجل الذى انقذ الصبى تيمى ، نظرة الاحتقار فى مقلتيه عندما عرف مهنتها 0
-لا وجود لاى شئ غير شريف فى هذه المسالة ، ومن الناحية المادية ، ستكونين رابحة 0
المال ؟ كم هى بحاجة للمال فى هذا الوقت 0
-لن اكشف ابدا معلومات شخصية 0
-كل ما اريده بعض ذكريات بولى حول عملية الخطف ، مع بعض الصور . كان المدير يعلم كم ان هذه التجربة مهمة بالنسبة لها 0
-اذا نجحت فى كتابة هذا المقال ، ستتقدمين فى مهنتك بسرعة ، والا سيلزمك سنوات طويلة كى تتسلقى درجات السلم ، هذا اذا تمكنت من الوصول 0
-لكنى لست .... لا اشبة العارضات بشئ 0
وتزاحمت الافكار فى راسها ، كانت تكره هذا الرجل الذى وضعها فى هذا الموقف الحرج ، لكنها من جهة اخرى ، تفكر بجيرى ....
-عندما ترتدين ملابسا انيقة عصرية ، ستبدين كاية عارضة . قولى نعم وستذهبين غدا لشراء كل ما تحتاجين اليه 0
ثم نهض بحزم ورافقها حتى الباب 0
-انا بانتظار قرارك 0
-ستاتين ؟ اوه نعم ... ارجوك !

[saranomy]

( 3 )

نظرت تريسيا مبتسمة نحو الشاب المرح اللطيف الجذاب الذى يحاول اقناعها 0
-دعنى افكر . من سيكون هناك غيرنا ؟
-شقيقتى بولى . لقد خرجت لتوها من تجربة صعبة 0
ظهرت فى عينى غارى الزرقاء لمحة حزن 0
-رفقة فتاة اخرى ربما تسليها . اضاف الشاب 0
ندمت تريسيا لانها تعرفت على هذا الشاب الساحر كما امرها كارل سامسون . لو تعرفت عليه فى ظروف اخرى لكانت قبلت دعوته بسرور كبير 0
-هذا الشامبانيا التى قلبتها على ملابسى ، لا يمكننى ان اصدق انها مجرد حادث بسيط . قال غارى 0
-ماذا تعتقد اذا ؟ سالته تريسيا بقلق 0
-انه القدر . قال بمرح 0
-القدر ، نعم ، انا متاكد من ذلك 0
انه القدر الذى صنعه كارل سامسون ، فكرت تريسيا بامتعاض ، وتمنت ان تتراجع وترفض دعوة غارى فاران لقضاء عطلة نهاية الاسبوع عنده . لكنها فكرت بشقيقها جيرى المسكين 0
اظهر كارل سامسون رضى كبيرا عندما اخبرته تريسيا بنجاحها ومنحها مبلغا سلفا عن اتعابها 0
-لم اكن اشك بنجاحك لحظة . اكد مديرها بحماس 0
-الجزء الاصعب كان عملية الدخول الى منزل ال فاران . الان ، لم يعد الامر سوى لعبة اطفال اطمئنى 0

[saranomy]

بعد ثلاثة ايام ، تذكرت تريسيا هذه الكلمات وهى تعبر اراضى فاران . برفقة غارى . اكتشفت منزلا اكبر مما كانت تتخيل محاطا ببساتين واسعة . ما ان اوقف غارى سيارته السبور امام مدخل المنزل ، حتى احست الفتاة ببعض الاضطراب ونظرت خلسة الى غارى اى نوع من الناس يعيشون فى هذا الاطار الرائع الفاخر 0
وكانه قرا افكارها ، قال لها بصوت هادىء 0
-لا تتركى المكان يؤثر عليك تريسيا ، اتمنى ان تقضى اجازة طيبة معنا 0
ابتسمت الفتاة ولم تتمكن من نسيان مهمتها ، فاجتاحها احساس كبير من الذنب وهى تدخل مع غارى الى بهو المنزل الرخامى البلاط والمرتفع السقف . توقف غارى عند اقدام سلم حلزونى وصرخ : انا هنا ، بولى !
بعد لحظات نزلت الفتاة ترتدى بنطلون جينز وقد رفعت شعرها على شكل ذيل فرس . عندما قام شقيقها بالتعريفات ، ابتسمت الطفلة ابتسامة شاحبة 0
-انا سعيدة بمجيئك ، انسة ماكسويل . قالت الطفلة التى يحلم كل الصحفيين باجراء مقابلة معها 0
-تشعرين بالملل ، يا اختى الصغيرة ؟ سالها غارى بمحبة 0
-اوه ، نعم ، انتظر نهاية الاسبوع بفارغ الصبر ! ثم نظرت الى تريسيا بعينيها الزرقاوين واضافت : اشعر بوحدة كبيرة !
-لنشرب الشاى على حافة حوض السباحة . اقترح غارى 0
-اولا سأدل تريسيا على غرفتها . اخترت لها الغرفة المجاورة لغرفتى . ثم التفتت نحو اخيها من جديد 0
-بالمناسبة ، اتصل راؤول منذ قليل ، سيقضى نهاية الاسبوع معنا 0
انقبض قلب تريسيا . كانت تعتمد على غياب الشقيق الاكبر ، ووصوله سيزعج مخططاتها . لاحظت ايضا ان غارى يشاركها استياءها 0

[saranomy]

-آه نعم ! اجاب غارى محاولا ان يبدو طبيعيا 0
-لا تقلق ، غارى . انه على علم بزيارة تريسيا ولا يرى اى اعتراض . انه يرحب بكل الناس باستثناء الصحفيين 0
-حسنا ، سنلتقى قرب الحوض بعد ربع ساعة 0
تزاحمت اسئلة كثيرة على شفتى تريسيا وهى تدخل الى غرفة واسعة مغطاة بموكيت سميك ناعم . لكن حدسها امرها بكبت فضولها . لا يزال الوقت باكرا على الاسئلة 0
جحظت عينا تريسيا وهى تنظر الى اثاث الغرفة الخشبى وشرشيف السرير الازرق والستائر الرائعة ، حبست انفاسها وهى تقارن بين هذه الغرفة وشقتها فى ديربان التى تتقاسمها مع زميلتها سالى 0
-جميل ان يسكن المرء منزلا بهذا الجمال 0
-نعم .... اجابتها الطفلة وهزت راسها بحزن 0

[saranomy]

فجاة ، شعرت تريسيا بشفقة عليها . فهذه الطفلة تعيسة فى هذا المنزل الكبير ، وربما كانت تفضل ان تستبدله بشقة تريسيا المتواضعة ، مقابل ان تعيش بحرية اكثر 0
-بامكانك ان تبدلى ملابسك وتوافينى الى حوض السباحة ، اتجهى نحو اليسار ، لن تضيعى 0
عندما وصلت تريسيا الى حوض السباحة ، كان غارى يسبح بينما بولى تدهن زيت الشمس على كتفيها . كانت نحيفة جدا فى مايوهها البيكينى . هل نحفت خلال فترة خطفها 0
تحت روبها الزهرى الحريرى ، كانت تريسيا ترتدى مايوة بيكينى ايضا بنفس اللون . كانت تعلم انها جميلة جدا ، لكن هذه الفكرة كانت تقلقها . حقيبتها كانت غنية بالملابس الانيقة الضرورية التى اوكلها لها مديرها 0
نظرت الى غارى يعوم فوق المياة باعجاب ، وحاولت ان ترد افكارها السوداء ، واقنعت نفسها انها هى التى تخلق كل هذه المشاكل الغير ضرورية كما كان يدعى كارل وسالى ، بما انها دخلت الى منزل ال فاران ، الا يجب عليها ان تقوم بواجبها على اكمل وجه ؟
وقع نظرها على جرح فى قدم بولى اليسرى 0
-ماذا حصل لك ؟ سالتها بقلق ولم تكن تستمع سوى بقلبها 0
-احرقونى ... اجابتها الفتاة بنظرة ملؤها العذاب 0
-اوه ! صرخت تريسيا بانفعال صادق 0
-الرجال .... انت ..... تعرفين ، اليس كذلك ؟
-خاطفوك ..... ؟
-نعم ، احرقونى بعقب سيجارة 0
اثناء اطلاق صراح بولى فاران ، سرت ضجة حول تعرضها لمعاملة سيئة . لكن احدا لم يكن يعرف تفاصيل العملية ، وهكذا . باقل من ساعة على وصولها ، عرفت تريسيا شيئا من هذه التفاصيل ففكرت بالولاعة التى تحملها فى حقيبة يدها ، انها عبارة عن الة تصوير سرية . قدم بولى المصابة تشكل وثيقة ممتازة . لكنها رفضت استعمال كاميرتها السرية وقالت بلطف : لا تعتقدى انك مرغمة على ان تروى لى كل شئ 0

[saranomy]

-انا بحاجة للكلام . افكر فى اعتقالى ليلا ونهارا و .... اعتقد اننى لن انسى ذلك ابدا ! وتلالات مقلتيها بالدموع 0
-تعذبت كثيرا ؟
-كان فظيعا . وبعد ذلك ، ارهقنى الجميع بالاسئلة . الصحافة و .....
-اعتقد انك لم تسمحى باية مقابلة مع الصحافيين 0
-اخى الكبير راؤول لا يوافق على استقبال اى صحافى هنا 0
ارتبكت تريسيا ولعنت الرجل الذى ارسلها الى هذا المكان 0
-لماذا يعارض اخوك ان تنشر الصحافة شيئا عن قصتك ؟
-راؤول يكرة الصحفيين . احيانا اتساءل اذا .... سكتت الطفلة ونظرت الى قدمها بحزن واضافت بصوت مرتجف 0
-لقد احرقونى لكى ....
-بولى ! قاطعتها تريسيا التى لم تعد ترغب فى معرفة المزيد 0
فليذهب كارل سامسون ومقاله الى الجحيم ! لن تشترك فى هذا العكمل الحقير حتى ولو ضحت بمهنتها 0
لكن بولى لم تكن تريد التوقف عن الكلام 0
-كانوا يرغبون بالحصول على معلومات عن اعمال راؤول . لكننى لم اكن اعلم شيئا ، ورددت لهم ذلك مرارا ....
-لماذا تخبرينى بكل هذا ؟
-لاننى احببتك . غارى لديه اصدقاء كثيرون ، لكنك لا تشبهينهم انت مختلفة ، وانا اثق بك 0
يالهى ، يجب ان ترحل بسرعة قبل ان تستغل ثقة هذه الطفلة اللطيفة 0
من حافة الحوض ، اشار لهم غارى بيده 0
-انا انتظركما

[saranomy]

-ليس الان ، نحن نتحدث . اجابته بولى 0
نفض غارى المياة عن شعره واقترب منهما وقال ممازحا 0
-ايتها الثرثارتان ! ثم جلس قرب تريسيا واحاط كتفيها بذراعه 0
فجاة سمعوا صوتا خلفهم 0
-اتمنى الا اكون قد ازعجتكم 0
راؤول ! صرخت بولى 0
بنفس اللحظة تجمد الدم فى عروقها تريسيا . هذا مستحيل ! ! لا .... لا .... انها تحلم !
-راؤول ، لقد عدت باكرا ! قال غارى 0
-كان بامكانك ان تبقى فى المكتب قليلا ايضا . قال القادم ضاحكا 0
-الن تعرفنى على ضيفتك ؟
انه هو ، نفس الرجل الذى انقد الصبى تيمى . عيناه الزرقاوان تحدقان بها الان وكانها تخترقها 0
-تريسيا ، هذا شقيقى راؤول . راؤول اقدم لك تريسيا ماكسول 0
هل سيشير الى لقائهما السابق ؟ ربما لا يذكرها !
-تشرفت بمعرفتك ، انسة ماكسويل ! قال راؤول بصوت لا يدل على المفاجاة ولا على الغضب ربما نسيها 0
-صباح الخير ، سيد فاران . اجابت وارغمت نفسها على الابتسام 0
-اتعرف الانسة تريسيا منذ مدة طويلة ؟ سال راؤول اخاه 0
-منذ اربعة ايام فقط . التقينا فى حفلة السيدة لوفين وعقدنا الصداقة بعدما سكبت تريسيا الشمبانيا على بدلتى ! هذا الحادث البسيط قربنا من بعض !
-آه ، الحوادث ! تمتم راؤول بهدوء . لكن غارى الذى لم يلاحظ اضطراب ضيفته ، قال : تريسيا هى عارضة ازياء 0
-لماذا لم احرز ذلك ؟ قال راؤول بابتسامة ساخرة 0
-هذا واضح ، يكفى ان تنظر اليها 0
*****

[saranomy]

(4)
بجهد يفوق قدرة البشر ، تمالكت تريسيا نفسها بينما اخذ راؤول يتاملها بكل جرأة ، ولم يكن المايوه البيكينى يخفى سوى القليل من جسدها 0
-رائعة . قال اخيرا باعجاب وتعجرف ثم طرح عليها سؤالا بريئا بظاهره 0
-منذ متى تزاولين هذه المهنة ؟
-منذ مدة طويلة . اجابته بهدوء مصطنع 0
-انها مهنة متعبة اتمنى .... ان ترتاحى هنا و .... تنسين كل ما يتعلق بعملك 0
دق قلب تريسيا بسرعة . انه يسخر منها ، يلعب دور الهر مع الفارة . كى تدافع عن نفسها هى مضطرة لاظهار فظاظة امام غارى وبةلى . قررت اذا تمالك نفسها ، وان لا تدع راؤول فاران ينجح بارباكها 0
-لا تقلق على ، راؤول .انوى ان اتمتع باجازة نهاية الاسبوع جيدا 0
رماها راؤول بنظرة احست تحتها بانها عارية . ولم يجيبها . الوضع لا يحتمل تعليقات ، بينهما ، كل شئ بات واضحا 0
اعتذر راؤول للحظات كى يبدل ملابسه لم تلاحظ تريسيا لاية درجة اضطرابها واضحا 0
-لا تتركى اخى يؤثر عليك . قال لها غارى بلطف 0
-انه لا يؤثر على ابدا 0
-احذرى منه ، فكل النساء يجب ان تحذر منه 0
من الطبيعى ان غارى كان يفضل قضاء هذين اليومين بدون وجود شقيقه . تريسيا ايضا تشاركه اسفة . وجود راؤول يزعجها ايضا ، ولكن لا سباب اخرى 0
-لنسبح الان . قالت وهى تغطس فى المياه 0
انضم غارى اليها واخذ يرشها بالمياه . عاد راؤول عندما كانت تتمدد تحت اشعة الشمس قرب رفيقيها 0
كان يرتدى مايوه ازرق ، تاملته رغما عنها ، واحست بانفعال غريب ، كان جذابا بملامحه الساحرة وجسده المتناسق . كتفاه عريضان وصدره قوى ، خصره ضيق وساقاه طويلان ، كل عضلاته البارزة تدل على انه رجل يمارس التمارين الرياضية ويعيش فى الهواء الطلق 0

[saranomy]

التقت نظراتهما ، والعينان الزرقاء تتاملها بجرأة بينما يتراقص فيهما بريق ساخر . ايدرك ارتباكها ؟ كم تكره هذا الرجل اذلى يدير راسها ، احست ببعض الراحة عندما رفع نظره عنها ورمى نفسه فى الماء 0
لحقته بنظراتها وهى تفكر بانه على حق فى منع الصحافيين من مقابلة شقيقته . الم يكفيها ما لاقته من عذاب ؟
لم تكن تريسيا ترغب فى الرحيل فقط من اجل حماية الطفلة . لكن ايضا من الهرب من قدرة راؤول التى يمارسها عليها . يجب ان ترحل وتنسى مهنتها التى تسمح لها بمساعده اخيها ماديا .
-الانسة ايفون تطلبك على الهاتف . اعلنت الخادمة التى ظهرت فجاة 0
تساءلت تريسيا كيف يمكنها ان تستاذن من غارى وبولى بهذه السرعة . هل سيسامحانها اذا اعترفت لهما بالحقيقة ؟ ثم وقع نظرها من جديد على راؤول الرياضى . ابدا لن يسامحها هذا الرجل . هى تعلم ذلك 0
بينما كان الشقيقان مشغولان احدهما على الهاتف والاخر بالسباحة ، اخذت تريسيا تتحدث مع بولى عن الموضة والازياء الى ان خرج راؤول من المياه وحدق بها من جديد بنظرات السخرية 0
كانمت بولى تجد لذة كبيرة بالتحدث مع تريسيا . وقد فقد وجهها كل ملامح العذاب ، واصبح مشرقا يبدو انها كانت تفتقد للرفقة رغم غناها العائلى 0
-حياة العارضات بالتاكيد مثيرة . قال راؤول اثناء تناول العشاء 0
-بالفعل ، هى مهنة مثيرة . اجابته تريسيا بابتسامة جريئة ، وقد قررت ان تتركه يؤثر عليها 0
-اذا حدثينا عنها قليلا 0
-اوه لا . كانت ترفض الوقوع فى الفخ الذى ينصبه لها 0
- لا اريدكم ان تملوا 0
-على العكس ، نحن نريد ان نتعرف عليك اكثر . اكد لها راؤول بلطف فهمت معناه وحدها ، ابتسمت لها بولى مشجعة 0
-مذن مدة طويلة لم امضِ يوما كهذا ، نحن مسرورون تريسيا بوجودك معنا 0

[saranomy]

تجرأت تريسيا على رفع نظرها نحو راؤول لاول مرة خلال تناول العشاء . تفاجات كثيرا من تبدل ملامحة الساخرة التى حل مكانها حنان كبير نحو شقيقته الصغيرة . اكتشفت تريسيا ان هذا الرجل لا يحتفظ بالتعجرف والسخرية الا لها ، لتريسيا ماكسول الصحفية 0
واكتشفت فيه كنوزا من الحب بامكانه ان يمنحها لاولئك الذين بحاجة له . لشقيقته التى لا تزال متاثرة بعملية خطفها الماساوية . ولاخيه الاصغر الذى كان بدون شك غيورا قليلا منه ، لكنه معجب به كثيرا . ذات يوم سيمنح حبه ايضا لزوجته واولاده0
راؤول بالتاكيد يعلم هدف دخولها متنكرة كعارضة ازياء . صمته يشرح الرغبة فى عدم اثارة فضيحة امام غارى وبولى . كانه يريد ان يسوى المسالة بينه وبين تريسيا فقط . فكرة مواجهتها له الحتمية جعلتها ترتعش 0
تاملته وهو يتحدث مع شقيقته ، هذا الرجل تنبعث منه قوة كبيرة . تحت نور الكهرباء ، تبدو مقلتاه اكثر زرقة ، كا ابتسامة كانت تحفر خطوطا جذابة حول شفتيه . رغما عنها ، ظلت نظراتها معلقة بذلك الفم المبتسم الساحر ، كم من امرأة قبلت هاتان الشفتان ؟
فاجاها راؤول وهى تنظر اليه حالمة ، انتفضت رغما عنها وخانتها انفعالاتها . اخفضت نظرها وتركت لرفاقها مهمة استئناف الحديث . لكن وجود راؤول كان يربكها حتى وهى تحاول التهرب من نظراته 0
-اوه ، بطاطا ايضا ! لا يمكننى ان اكل البطاطا دون ان افكر باختطافى .... قالت بولى بألم عندما احضر الخادم بقية الطعام 0
-عزيزتى . قاطعها راؤول بهدوء 0
-الم تشاهدى البرنامج التليفزيونى مساء امس حول السيراميك 0
-نعم . اجابته مولى وكانت تدرك انه يحاول تغيير الموضوع 0
بينما انطلقت بولى فى الحديث عن الديكور ، فكرت تريسيا باعجاب بشخصية راؤول الذى استطاع بكل سهولة ان يمنع شقيقته من الكلام حول عملية اختطافها 0
وبدون شك سيسهر على ذلك طوال هذين اليومين كى لا يترك لها مجالا بتسريب معلومات الى الصحافة 0
ازداد تريسيا تصميما على الرحيل ، سترحا صباح غد وستجد عذرا يرضى غارى وبولى وراؤول ايضا 0
-اتحبين القيام بنزهة حول المنزل . اقترح غارى عليها بعد العشاء 0