آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-08, 02:07 AM   #1

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Elk 329- أيظـــن ....؟ - بربارة ماكماهون ( كتابة /كاملة )



الملخص

هي...تحتاج خطيبا لليلة واحدة...
يتوقف مستقبل مولي ماغواير على ان تقنع شابا ذا مواصفات عالية ان يلعب دور خطيبها لليلة واحدة.
وعندما يضع القدر " نك بايلي" الساحر في طريقها تشعر مولي بأنها وجدت الحل لمشكلتها...
إنه رائع المظهر و ناجح و ممثل ناجح و سيكون رهن امرها للمدة التي تطلبها.
حصلت مولي على ما تريد لكن "نك" لن يتركها قبل ان يتأكد من انه اخذ حقه في الصفقة بالكامل...وبشروطه"



روابط كتاب الرواية
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-11-18 الساعة 12:31 AM
هبهوبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:09 AM   #2

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الأول : طويل,أسمر , خطر


كانت "موللي" على شفير الانهيار وهي تسير على الرصيف المزدحم أمام فندق <ماغيللان> باتجاه ساحة "يونيون" وكانت أفكارها مشتتة في ألف اتجاه و اتجاه.
لم تكن تريد أن تصعد إلى الحفلة و لكن عدم ذهابها سيكون جبنا , ويزيد الأقاويل التي وقعت ضحيتها طوال الأشهر الثلاثة الماضية إنها حقا لا تريد أن تضيف المزيد إلى ذاك النهار!
وقفت سيارة أخرى أمام مدخل الفندق الرئيسي .تقدم الحارس ليفتح باب السيارة فرأت موللي هارولد ساتين و زوجته و هو أحد أصدقاء جاستين و من المتنفذين في شركة <زنتك> التي يعملون جميعا فيها.وكان من سوء حظها أن رأياها في اللحظة نفسها التي رأتهما فيها. كان الزوجان في طريقهما الى حفلة <زنتك> وهي الحفلة التي يفترض بها أن تصل اليها منذ حوالي 10 دقائق , وسألها هارولد وهو يقف بجانبها :
- مرحبا يا موللي هذا هو المكان أليس كذلك؟
فأجابت وهي تبتسم لزوجته بأدب: في الطابق الخامس والعشرين.
سألها : هل نذهب معا؟
فأجابت كاذبة بسهولة غير عادية: أنا بانتظار شخص.
- آه ظننتك لوحدك !
جاهدت كيلا لا يبدو العبوس على وجهها. هل أصبح العالم كله يعلم عن ذلك الانفصال الكبير؟ حسنا هذا طبيعي فقد حرصت بريتاني على ذلك. مسكينة موللي! ذلك أن بريتاني لم تكن تقصد أن تقف حائلا بينها و بين جاستين, ولكن عندما وقعا في الغرام ماذا كان بإمكانهما أن يفعلا؟ ألقت هذا السؤال على كل شخص يمكنه أن يسمع , وعادة عندما كانت موللي في مرمى السمع هي أيضا.
و كررت: لا, أنا في انتظار شخص . و مضت تبحث بعينيها بين المارة في الشارع المزدحم.
فقال هارولد: سنراك هناك إذن.
بقيت تنظر اليهما بابتسامتها المهذبة الزائفة حتى ابتعدا, فتنهدت ارتياحا. ظهورها في الحفلة ضروري, و تمثيل دور المرأة المبتهجة ضروري أيضا.فقد كانت الفكرة من تصميمها على كل حال و أفكارها المبتكرة هي المحور الأساسي في التوقيع على احد العقود المربحة للغاية مع شركة "مشاريع هاماكوموتو" الضخمة.
أليس ذلك ما جعل بريتاني تغضب؟ ذلك أن المرأتين كانتا في القسم الفني من "زنتك" وهي شركة رفيعة المستوى و رائدة في تقديم الأفكار للصناعيين.و منذ اليوم الأول لموللي في العمل أضمرت لها بريتاني تايلور الأذى لها. بعد سبع سنوات تقريبا كان المفروض أن تشعر موللي أن وضعها أصبح منيعا و لكن إغواء بريتاني لجاستين كان القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال. لن تستسلم موللي لنظرات الشفقة و تمتمات المواساة لانفصالها عن جاستين.لم تعد الآن (الآنسة اللطيفة ) كما يطلق عليها.... سوف ترد الصاع صاعين.
ابتدأت حفلة الافتتاح منذ عشرة دقائق.الصحفيون و الاعلاميون و المتنفذون كلهم كانوا على قائمة المدعوين . كل شخص مميز سيكون هناك! بما في ذلك جاستين موريس... و بريتاني !
سارت موللي على الرصيف و الأفكار تتقاذفها.ربما عليها ان تختفي لمدة أسبوعين ثم تخبرهم انها تعرضت للخطف او ربما يمكنها ان تقول انها وقعت و التوى كاحلها, او ربما بامكانها تبني الفكرة التي عرضتها عليها جارتها شيلي , و هي ان تدعي انها مخطوبة ولكن خطيبها لم يستطع القدوم معها .بامكان هارولد ان يشهد انه رآها فعلا على الرصيف بانتظار شخص ما .

كان الأمر محزنا... ربما هي المرأة الوحيدة في سان فرانسيسكو التي لم تستطع ان تجد مرافقا يصحبها الى احتفال مهني.لكن الرجال الذين تعرفهم الى حد يجعلها تطلب منهم ذلك, يعملون في شركة "زنتك" نفسها.و آخر ما تريده هو ان يعرف أي شخص في الحفلة انها تفكر في ذريعة لتخفف بها الأذى الذي سببته لها بريتاني.
عادة, لم يكن ذهابها وحدها إلى حفلة تقيمها الشركة شيئا مهما على الاطلاق,كان ذلك قبل مؤتمر الأسبوع الماضي حين طعنت بريتاني في قدرة موللي على الاحتفاظ بمشروع طويل الأمد و كأن موللي هي التي تخلت عن جاستين! صرفت موللي بأسنانها وهي تفكر في بريتاني و الآخرين و هم حول المائدة ينظرون إلى بعضهم البعض.إنها تعرف أن ذلك غيرة مهنية ذلك أن أفكار بريتاني لم تقبلها الشركة بعكس أفكار موللي.
منذ أربعة أشهر كانت موللي قد ابتدأت تفكر في حفلة الزفاف حين كان جاستين يواعد بريتاني خفية و هكذا تبددت احلام موللي عند علمها بالجقيقة.اذا كان يريد بريتاني تايلور فليذهب اليها! و الأسوأ من ذلك انها وجاستين و بريتاني يعملون في الشركة نفسها.وقد شاهد الجميع موللي و جاستين معا في حفلة عيد الميلاد الماضي. لكن الجميع يعلم الآن ان بريتاني باتت الآن حبيبة جاستين. قطبت موللي جبينها فقد ساءها ان تشعر انها منبوذة بينما جاستين يستعرض امام الجميع و يتباهى ببريتاني بالغة الجمال.
غبية,غبية,غبية! كان عليها ان تكون اكثر حكمة فلا تتواعد مع أحد زملائها في العمل.في كل مرة تراه الآن في الشركة تتذكر كيف كان يحوم حولها.وتفكر في انها لم تكن بالنسبة اليه سوى واحدة من كثيرات و أن بريتاني ستلقى النهاية نفسها ذات يوم و لكن ليس الآن.المتوقع من موللي الآن ان تظهر في الحفلة وتتصرف و كأن الحياة على خير ما يرام.تنفست بعمق و قررت ان تواجه الأمر بأحسن ما يمكنها من ذكاء. نظرت حولها مرة أخيرة وكانها تتوقع معجزة وادركت انها ستحضر الحفلة وحدها الا اذا تمكنت من دعوة رجل غريب وسيم.
لقد حان الوقت لتلبس محبس الخطبة الذي احضرته معها مصرة بكل وقاحة على انها مخطوبة, الا اذا تمكنت بريتاني من كشف هذه الخطة.فهذه المرأة ليس من طبيعتها الجلوس بصمت لتدع الآخرين يتابعون حياتهم. انها تحب ان تتأمل و تستنتج و تطيل التفكير بخبث. و تملكها الغضب... لو كان جاستين يكن لها ذرة من المودة لما حضر هذه الحفلة التي كان يفترض ان تكون تكريما لها هي,لا ان يأتي حبيبها السابق الذي يعرف الجميع كل شيء عنه مع حبيبته الجديدة ليسلبا الأضواء منها بكل دناءة.
أملت ان تنجح من صون ماء الوجه امام رجال الأعمال المتنفذين فرفعت رأسها و دخلت رأسا الى بهو الفندق المزدحم حيث لفت نظرها لافتة تشير الى اليسار كتب عليها "مقهى ماغيللان".
كان المقهى خاليا الا من رجل و امرأة في شهر العسل يجلسان الى مائدة بجانب الجدار و رجل يتكئ على البار يتحدث الى النادل.كان واضحا ان الوقت لا يزال مبكرا.

سارت الى البار و جلست بحذر على المقعد المرتفع .ترك الساقي حديثه و توجه اليها قائلا بابتسامة ودود:" هل من خدمة؟"
فكرت بكآبة لا بد انه لا يعلم شيئا عن مسألة بريتاني ووضعها هي,والا لاستحالت ابتسامته الى شفقة:"أريد كأسا من الصودا..لا,انتظر فأنا اكره الصودا ... اعطني كأس عصير حالا..لا,انتظر ربما فنجان قهوة يفي بالغرض...لا, انتظر حضر لي كوكتيل عصير..."
فسألها الساقي:"ماالذي تريدينه حقا؟"
- ما أريده حقا, حقا ... هو رجل طويل أسمر خطر
قالت هذا بكآبة متمنية لوأن بامكانها ان تأمر باحضار خطيب مؤقت بنفس السهولة التي تطلب بها كأس شراب .نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى الرابعة و النصف تقريبا.اذا لم تذهب الى الحفلة حالا فسوف تبدأ الأقاويل.
فقال:" ما رأيك بأشقر ودود؟"
- ماذا؟
نظرت الى عينيه الزرقاوين اللامعتين تحت شعره الكثيف الأشقر.بدا لها رجلا ظريفا للغاية و لكن ليس من النوع الشاعري.
- لا اما ان يكون أسمرا طويلا خطرا و اما لا شيء على الاطلاق.
سألها و هو يحضر لها الكأس :"لديك مشكلة؟"
- و هل كل من يأتي الى هنا لديه مشكلة ؟
- فقط أولئك الذين يأتون مع الرابعة عصرا.
ووضع الكأس امامها:" وانا شبه عالم نفسي."
- هممممم ...
ارتشفت بعض العصير و نظرت الى ساعتها مرة أخرى, كان الوقت يتأخر.أترى بريتاني بدأت بالحديث والتحريض عليها؟ انها تسمع تلميحاتها السيئة و الخفية و ترى البراءة في عينيها الواسعتين و هما تدعيان العطف.وتساءلت موللي ان كان بامكانها مواجهة مبارة أخرى.
سألها الساقي:" هل تنتظرين رجلا في موعد؟"
- يا ليت! المفروض ان اكون في حفلة زنتك في الطابق الخامس و العشرين.
عادت ترشف كأسها, و فتحت حقيبة يدها و أخرجت منها خاتم جدتها و نظرت اليه ثم نظرت الى الرجل:"اذا انا لبست هذا هل ستظنني مخطوبة؟"
- وهل أنت مخطوبة؟
- ليس هذا هو الموضوع, ماذا كنت ستظنني؟
- كنت سأظن أن امرأة جميلة مثلك مقبولة بخاتم خطبة أم من دونه
طرفت بعينيها و ابتسمت:" أوه, ربما الأشقر الظريف سينفع على كل حال."
غمزها مشيرا الى الطرق الآخر من البار,فنظرت الى هناك فرأت رجلا أسمر عابسا.تأملته لحظة,فرأته ملائما ... انه طويل اسمر خطر حتما. بدا أشبه بقرصان في بذلة عمل.لم يكن وسيما بالظبط و لكن هالة الغطرسة التي تحيط به بامكانها أن تردع بريتاني و تعيدها الى حجمها.من تراه يا ترى؟
وعادت تنظر الى الساقي الودود:" إنه ينفع"
- أتظنين ذلك؟
- هذا اذا توقف عن العبوس ليبدو خطيبا مغرما.لكنني لظنني سألبس الخاتم و اعتذر من الحاضرين.
- عم تعتذرين؟
- سأقول ان شيئا طرأ في اللحظة الأخيرة فلم يستطع خطيبي الحبيب ان يحضر.
- وما الحاجة الى خطيب حبيب؟
سألها وهو يتكئ على البار مستعدا كما يبدو للإصغاء حتى النهاية.عادت تشعر بالإحراج الذي سببه لها جاستين,غريب هذا هو الاحساس الوحيد الذي شعرت به,ألم تكن تحبه حقا؟لقد كانت تستمتع بصحبته حتى انهما تحدثا عن الزواج اليس من المفروض ان يكون قلبها محطما؟ لكن بدلا من ذلك كانت تشعر بالإحراج ليس الا.و أجابت:" لحفظ ماء الوجه, هل تعلم ان اليابانيين يهتمون كثيرا بحفظ ماء الوجه؟"
- وما دخل اليابانيين في الموضوع؟
- سيكون في الحفلة عدد من اليابانيين. انا أعرف السيد <ياما موتو> و السيد<هاريشي> انهما يحبان تصميماتي و لهذا علي ان احضر و لكن الأمر سيكون أسهل بكثير لو واجهت الجميع برفقة خطيبي.
- و السبب؟
- سيكون الأمر اسهل لأن الرجل الذي كنت سأتزوجه سيكون موجودا برفقة حبيبته الجديدة.لقد حاولت جهدي ان اتجنب أي منهما طوال اسابيع, لكن الأمور لا تنجح دوما بهذا الشكل.وانا اريد ان ارقص خالية البال مع شخص وسيم.جاستين و بريتاني زميلان في العمل و لهذا يعرف الجميع الوضع و يشعرون بالأسف لأجلي وانا اكره ذلك.
- و الخطيب الطويل الأسمر الخطر سيمنحك الشعور بخلو البال الذي تحتاجينه؟
- نعم !
فضحك:" لدي الرجل المناسب,ويمكننا ان نصيب عصفورين بحجر واحد.انتظريني."



ثم توجه الى آخر البار بينما كانت تراقبه بلهفة.هل حقا سيطلب من ذلك الغريب الطويل الأسمر ان يمثل معها دور الخطيب؟ حتى لو فعل ذلك لا يمكن ان يوافق الرجل أبدا.لا يبدو من ذلك النوع الذي يوافق على شيئ لا يتماشى مع مصلحته الشخصية.ألم يكن جاستين كذلك؟ كانت حينذاك تشعر بالغرور ازاء اهتمامه بها اما الآن فهو يعاملها وكأنها حمقاء مسلوبة اللب اساءت تفسير صداقته.
اذا تورطت بعلاقة أخرى مع أي شخص كان فستحرص على ان يكون ودودا طيبا و ليس لديه رغبة خفية في التقدم الى الأمام.
هز ذلك السيد الطويل الأسمر رأسه فهبط قلبها.أتراها حقا كانت تأمل ان يوافق؟
لم تستطع ان تسمع الحديث و لكنها رأت الساقي يناقش معه الموضوع.شيء قاله لا بد ترك تأثيرا فلقد تأملها الغريب لحظة طويلة.ثم القى نظرة خاطفة على ساعته,ثم على باب المقهى,ثم وقف و توجه نحوها.
خفق قلب موللي,رباه, أترى الرجل جاء جاء ليتحدث إليها؟ اشتدت يدها على الخاتم؟وتسمرت نظراتها عليه و هو قادم.لقد كانت تمزح مع الساقي عندما فالت له ذلك.
- أنا بايلي.دوني يقول إنك بحاجة الى مرافق الى حفلة شركة "زنتك".
ابتلعت ريقها بصعوبة.هل ستحصل حقا على رجل طويل أسمر خطر؟:" نعم, كلا في الواقع,أنا بحاجة...أعني أريد،أعني...شيئا أكثر من مجرد مرافق.أنا بحاجة الى خطيب مؤقت...لهذه الليلة فقط"...
قالت هذا بسرعة,فرفع حاجبيه:"طوال الليل؟"
- أوه لا!لأجل الحفلة في الطابق الأعلى فقط.وهي ستنتهي الساعة الثامنة على الأكثر.
تأملها لحظة و كأنه يزن كلماتها:" ما الذي تتوقعينه بالضبط من خطيب مؤقت؟"
- ليس كثيرا.
وشملته بنظراتها و قلبها مازال يخفق بشكل غريب.كان طويلا بالغ الأناقة و قد بدت بذلته ثمينة للغاية و عيناه سوداوين تتفحصانها بثبات.وارتجفت... مازال يبدو شبيها بالقرصان. لكنها ابتسمت له و تملكها شعور عنيف بالطيش:" كل ما عليك فعله هو الوقوف بقربي و أظن ان بامكانك القيام بذلك على اكمل وجه.و سأقدمك الى اناس مختلفين, ولكن ليس عليك أن تفعل أو تقول شيئا كثيرا. ويمكنني,فيما بعد, أن ادعوك للعشاء على حسابي إذا شئت كعربون شكر."
- إذا كل ما علي أن افعله هو أن اكون موجودا؟
فأومأت, سيكون كاملا لا عيب فيه, إنه أطول من جاستين, و أكثر رجولة منه بعشر مرات.وقد لا جعلها تشعر بأنه خطيب حقيقي.
- آه, ربما ليست فكرة جيدة على كل حال.
و نظر ساخطا إلى الساقي ثم أومأ إلى موللي:" لا بأس, سأذهب معك.إذا استعطت أن تنتظري عدة دقائق,فأنا أتوقع حضور شخص".
و نظر إلى ساعته.و نظرت هي أيضا إلى الساقي الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة:" آه, لماذا؟" سألته خائفة من ان تصدق حسن حظها.
- لم لا؟
- لأنك لا تعرفني.
- ليس بإمكانك أن تفعلي الكثير في قاعة مليئة بالنساء و رجال الأعمال.كما أنك أنت أيضا لا تعرفينني.
فقالت بتبلد:" لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يقدم خدمات للغرباء."
- ليس عادة.ولكن في هذه الحالة سيساعدني هذا على الخروج من مأزق, أنا أيضا.
- آه...
و نظرت إلى الخاتم ثم وضعته في إصبعها. كانت على صواب فهو رجل لا يسير الا وفق خطة مرسومة. و لحسن الحظ تطابقت خطته مع خطتها الليلة:" لا بأس إذن, لن يدوم ذلك طويلا و أنا شاكرة لك. اسمي موللي ماغاير."
- موللي ماغاير؟
- أنا اعلم أن معنى اسمي في لهجتنا المحلية الإيرلندية هو بلادة الإحساس و لكن لا تصدق هذا.
بدت التسلية في عينيه وهو يقول:" أدعى نك بايلي."
و قبل أن تصافح اليد الممدودة, إذا بصوت امرأة مثير يخترق جو المقهى:" نك حبيبي, كنت أبحث عنك في كل الأنحاء.قال لي أحد الحرس إنه رآك تدخل إلى هنا."
استدارت موللي فرأت امرأة مثيرة داكنة الشعر.وللحظة, تمنت لو أن شعرها هي البني الفاتح القصير طويل أسود كشعر هذه المرأة, ولو أن بإمكانها أن تبدو ممتلئة داخل ثيابها كهذه المرأة. أوقفت تأملاتها عندما انتبهت إلى أن جسم الرجل بجانبها قد تصلب و ازداد اقترابا منها قبل أن يحيي القادمة الجديدة:" متى عدت إلى المدينة يا كارمن؟"
قال هذا باتزان و لكن نبرة توتر بدت في لهجته لم تفهم موللي ما كان يحدث لكنها أدركت أن الأمور تتوتر.
- أخبرتك أنني سأعود, يا حبيبي, و ليس في نيتي الرحيل قبل أسابيع.
و تقدمت كارمن إليه لتعانقه ولكنه تحول جانبا وهو يضع ذراعه حول كتفي موللي:" موللي, أعرفك إلى كارمن هيرنانديز و هي صديقة قديمة.كارمن لا أعتقد أنك سبق و قابلت موللي... خطيبتي."
- خطيبتك؟
توهج وجه كارمن اللاتيني المثير غضبا:" ما الذي تعنيه بحق الله؟"
و نظرت إلى موللي غير مصدقة ثم عادت تنظر إليه متابعة:" إذا كان هناك من سيتزوج فهو أنا و أنت! أي لعبة تلعبها؟ لا أصدق هذا.لا يمكنك أن تتخلى عني بهذه السهولة. أنت لي وليس لامرأة أخرى."
و ازداد غضبها وتوهج وجهها.و حملقت بموللي بعينيها السوداوين:" لا أدري من تظنين نفسك, لكنه لي"
وشملت موللي بنظرة احتقار:" ليس لديك ما يجذب رجلا مثل نك." ثم عادت تنظر إليه:" نك..."
فقالت موللي :" ربما عليكما أن تتناقشا على انفراد." لقد لسعها كلام المرأة.أتراها تتقبل الإهانات بهذه السهولة؟
شدد نك ذراعه حول كتفهاو كأنهما يواجهان العالم معا. فكرت في أنه تمثيل حسن من جانبه رغم أنها تساءلت أي وضع جعلت نفسها فيه.كانت تظن أنها بحاجة إلى عون, لكن الظاهر أنها ليست الوحيدة في ذلك. هل كان نك في نفس وضعها؟ يا للسخرية! ومع ذلك فهذا يفسر سرعة موافقته على اقتراحها الغريب وشعرت موللي و كأنها دفعت إلى خشبة المسرح من دون نص مسرحي.
قال نك مواجها ثورة كارمن:" ولكننا انفصلنا منذ أسابيع."
قال ذلك بلطف لكن موللي شعرت بالفولاذ وراء هذه الكلمات.وكانت تحب الرجل الذي يخفي النار وراء هدوئه. و أجابت المرأة بلهجة مثيرة وهي تمد يدها لتمسك ذراعه:
- نعم, أنت قلت إن علينا أن ننهي الأمور بيننا, لكنني لست مستعدة لذلك,فأنا أحبك,و أنت تعلم هذا.
- كارمن, لقد انتهينا ولا شيء في العالم يمكن أن يغير هذه الحقيقة.هذا إلى أنني خاطب الآن امرأة أخرى. و رفع يد موللي يريها تألق الماسة في الخاتم.
بالكاد نظرت المرأة إلى الخاتم حتى حولت نظرها إلى موللي مباشرة:" ربما تظنين أنك أحرزت نجاحا بالغا في إغواء نيكولاس بايلي, ولكن دعيني أخبرك أن الأمور لا تنتهي هنا."
ثم رفعت عينيها الغاضبتين إلى نك:" لا يمكنك أن تتخلص مني بهذه السهولة أيها العاشق." ثم استدارت خارجة من المقهى بخطوات سريعة خلافا لتلك الخطوات البطيئة المثيرة التي دخلت بها.
قال الساقي:" انتهى الأمر بشكل جيد"
- اخرس. اجابه نك بهذا ثم ترك موللي و رفع حاجبيه:" هل نتوجه إلى حفلة <زنتك>؟ بعد تصرف كارمن ذاك سيبدو هذا سهلا."
- على الأقل هذا يجيب على سؤالي عن سبب موافقتك على هذا المشروع.فأنا أشك في أن جاستين سيصبح عاطفيا للغاية إذا سمع بخطبتي.
قطب نك حاجبيه:" ستهدأ."
فقال دوني:" لكنني أشك في أن تكون هذه آخر مرة تراها فيها.لو كنت مكانك لتوقعت رؤيتها في العرس,فهذه طريقتها الوحيدة للتأكد."
قال الساقي هذا فنقلت موللي نظرها بين الرجلين:" أي عرس؟"
فقال نك :" عرسنا طبعا. هيا بنا لنرى من يمكننا أن نصدمه في حفلة <زنتك>."


هبهوبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:10 AM   #3

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني - تمثيل



كانت موللي و نك وحدهما في المصعد المتوجه بهما إلى الطابق الأعلى في ذلك الفندق المترف و كانت أفكارها تدور.ستدخل الحفلة مع هذا الرجل البالغ الحيوية, الذي يفترض أنه خطيبها.هل من الممكن أن تستمر هذه الخطبة؟ هذا ما فهمته كارمن في فورة غضبها. لكنها عند التفكير هل ستدرك مدى استحالة ذلك؟
قال بفظاظة:" ما فهمته أن رجلا تركك لأجل حبيبة أخرى و تريدين أن تبدي له انك مخطوبة لئلا يظن متكدرة بسببه."
فقالت و قد اغاظتها طريقته في الكلام:" أرى أن التدريب على الإحساس يلعب دورا هاما في حياتك."
- ماذا؟
- لا تهتم! أظنك فهمت ذلك.و إذا سمحت لي باقتراح لا أحد سيصدق أننا مخطوبان إذا بقي الغضب على ملامحك. هل يمكنك أن تبتيم أو ما شابه؟ و أثناء ذلك هل يمكنك أن تتظاهر أنك تراني فاتنة؟
- فاتنة؟
فأومأت:" دوما كنت أريد أن افتن أحدا.ألا تظن أن الخطيبة الجديدة يمكنها أن تكون فاتنة؟"
- تماما.
عرفت من لمعان عينيه أنه كان يسخر منها.فليكن مادام يفعل ما طلبته منه.ما تريده فقط هو أن تجتاز هذه الحفلة, و بعد ذلك يمكنها أن تؤلف قصة تفسخ بها خطبتهما خلال أسابيع قليلة.وعندما يرى زملاؤها في العمل نك فإن كل شفقة على موللي المهجورة ستتلاشى فورا. كان الاحتفال في أوجه عندما دخلا قاعة الرقص الفسيحة المزينة التي تطل على مناظر رائعة لسان فرانسيسكو.
- هاأنت أخيرا يا موللي؟ كنت أسأل عنك.
حياها رئيس الشركة " جون بيلينغز" ثم نظر إلى نك بفضول:
- مرحبا يا جون.أقدم لك خطيبي نك بايلي,و نحن آسفان لتأخرنا هذا فقد حدث ما أعاقنا.
سبق السيف العذل.و رجت أن لا تكون اقترفت غلطة كبرى.
- سعيد بمقابلتك، يا نك. لقد سمعت شائعات تقول إن فتاتنا موللي تصادق شخصا غير عادي.لا بد أن تعلم كم نحن فخورون بموللي وعملها. لقد كان حجر الأساس لهذا الاحتفال, و من دونها ما كنا أقمنا هذا الاحتفال اليوم.
توهج وجهها سرورا و دهشة. لم تكن تتوقع مثل هذا التكريم.و ازدادت دهشتها عندما وضع نك ذراعه حول خصرها و قال:" موللي ذات عزيمة بالغة لا تستسلم ما لم تحصل على ما تريد."
شعرت بالأحاسيس تتفجر من لمسته و نسيت طبيعة الحديث للحظة. لم يتملكها من قبل شعور كهذا من مجرد لمسة.ما الذي يحدث؟
تابع جون سيره و تحدث إليها آخرون أثناء سيرها يهنئونها على جودة تصميماتها متبادلين التحيات وكانت تقدم نك إلى الجميع.و فجأة أفسح القوم طريقا ليمر منه جاستين و بريتاني,و هدأ المحيطون بموللي و أخذوا يرقبون المشهد بشوق.
قال جاستين:" موللي, تسرنا رؤيتك.كنا نتساءل أين أنت.هل جد عليك عمل في آخر دقيقة؟"
- ماذا حدث يا موللي؟ كنا بدأنا نتساءل عما إذا كنت ستحضرين أم لا؟
قالت بريتاني هذا و هي تتأبط ذراع جاستين و كأنها غريق يتمسك بحبل النجاة.كانت الشقراء الطويلة ممشوقة القوام و الثوب الأزرق الفضي محكم التفصيل على جسمها النحيل. شهدت لها موللي بالأناقة الآن. و لكنها للمرة الأولى لم تهتم ببريتاني او جاستين.كانت تستمتع بتذوق لحظة النصر.
تقدم نك مادا يده:" أنا السبب فب تأخر موللي.أنا نك بايلي.هل تعملان لدى موللي؟"
كانت نظرة جاستين المجفلة لا تثمن.قطب جبينه وصافح نك وهو يهز رأسه:" أنا لا أعمل لدى موللي.بل نعمل معا أحيانا في المشاريع.أنا جاستين موريس محاسب في شركة <زنتك>."
و نظر إلى موللي :" لم أكن أعلم أنك ستحضرين مع شخص ما"

- أحقا؟ أجابته موللي و هي تنظر باسمة إلى نك و قد أجفلت عندما رأت الدفء في نظراته إليها.وعاد يحيط كتفها بذراعه بينما تابعت هي تخاطب جاستين:" ما الذي جعلك تفكر في ذلك؟"
قالت هذا دون أن تنظر إلى بريتاني بينما قال نك:" من الصعب أن أدع شيئا يشاركني في موللي. لكن هذا الاحتفال كان هاما يالنسبة إليها و لهذا جئنا,التأخر خير من العدم كما يقال." و مر على بريتاني بنظرة عدم اهتمام عابر ثم عاد بانتباهه إلى موللي.
كادت موللي تقهقه ضاحكة و هي ترى ذهول بريتاني فهذه بجمالها لم تعتد أن يرمقها الرجال بنظرات عابرة.نظرت موللي الى جاستين و شعرت بوخزة مفاجئة.لقد أضاعت أسابيع سدى في الحداد على نهاية علاقتهما, ثم هاهي ذي الآن لا تشعر بشيء.أتراها متقلبة إلى هذا الحد؟ أم كانت رغبتها مجرد مباهاة بأن لديها حبيبا تخرج معه إلى المطاعم الحديثة الطراز و إلى الحفلات و النزهات؟ مهما يكن فقد شعرت بالارتياح الآن كونها لم تعد تحت سحره,و لم يعد لديها ما تثبته لجاستين أو بريتاني.
قالت:" علينا أن نتابع سيرنا.لقد قابلنا جون و أنا أريد الآن أن يقابل نك شركاءنا اليابانيين الجدد."
- هل هذا خاتم خطبتك؟ سألتها بريتاني هذا و هي تحملق غير مصدقة في يد موللي. رفعت موللي يدها متباهية بخاتم زواج جدتها.عند ذلك التقط مصور صورتين فأجفلوا للوهج المفاجئ.
رتبت موللي نفسها ومالت قليلا باسمة نحو المصور بينما تراجعت موللي خطوة إلى الوراء إلى جانب نك ثم رفعت بصرها إليه باسمة:" هل نقترب أكثر من بعضنا البعض؟"
فمال إلى الأمام و همس:" هل ما فعلته يكفيك؟"
فقالت بصوت خافت:" عملك عظيم,و أنا أقدر لك هذا."
وسطع وهج آخر. قررت موللي أخيرا أن تدع جاستين و بريتاني يلتمسان الأضواء كانت مستعدة للذهاب فقد أكملت مهمتها.و قالت وهي تبتعد:" نستأذن."
وعندما أخذا يخترقان جموع الضيوف كانت يد نك على كتفها فقالت راضية:" هذا كل ما كنت أطلبه.شكرا."
- مواجهة جاستين و بريتاني... هل هذا هو السبب الوحيد لهذه الخدعة العظمى؟
- بريتاني أكثر, فأنا لا أطيقها لقد عملنا معا في شركة <زنتك> مدة سبع سنوات تقريبا و مع ذلك لم نتفق.
- إنها امرأة أنانية!
- معظم الرجال يجدونها فاتنة.
فقال بحزم:" بل معظم الرجال يجدون جسدها فاتنا وهذا مختلف."
- لا أدري ما الفرق
- ربما عليك أن تكوني رجلا لتدركي الفرق.والآن أخبريني يا موللي ماغاير,ما هو عملك في شركة <زنتك>؟ فكرة رئيسك عنك رفيعة.
- عملت في الشركة منذ تخرجت من كلية الفنون.وأنا أحد مديري القسم الفني الآن و حديثا حالفني الحظ و حصلت على مشروع شركة<هاماكوموتو>.
- هل أنت محظوظة ؟ أم موهوبة؟
فضحكت:" يعجبني تفكيرك.أنا أهتم بالتصميمات التخطيطية و الإعلانات."
- وماهو دور جاستين في كل هذا؟
إنه رجل ارتبطت به فترة من الزمن, لولا تصرف بريتاني الفظيع لما كان لانفصالنا أهمية كبرى.لكنها امرأة قذرة و قد سئمت من موقفها المتعالي. و نظرت من فوق كتفها فرأت المرأة تتحدث إلى المصور.ربما ترتب أمر صورة أخرى يمكنها أن تفيدها بشيء: "جاستين هو أحد المحاسبين المتنفذين في الشركة و نحن غاليا ما نعمل معا. أردت أن أسترد كرامتي أمام بقية الفريق فمن الصعب أن أشعر دوما أنني موضوع شفقة حين أدخل أي مكتب."
- إذا أنجزنا المهمة و انتهينا هنا؟
فأومأت:" حالما ننتهي من الحديث مع زبائننا.هل أنت مستعجل للرحيل؟"
فهز رأسه:" كانت مواجهتنا هنا أخف من مواجهتنا لكارمن."
ابتسمت موللي و هي تومئ محيية ضيفا آخر:" لو كان جاستين لاتينيا أتظنه كان سيظهر الغضب؟"
نظر نك إلى الجموع فرأى جاستين:" لا, إلا اذا كان هذا يخدم مصالحه."
- إنه يركز على الفرصة الرئيسية التي هي ترقيته.ولكن ألسنا جميعا من الطراز نفسه؟
- ربما كلامك صحيح.
رغم شكوكها الماضية, أدركت أنها مستمتعة بالحفلة.كانت تشعر بوخزة ذنب في كل مرة قدمت فيها نك بصفته خطيبها, و لكن خفف من ذلك علمها بأن أكثر من تحدثت إليهم لا يعرفونها إلا من خلال صلة العمل.فرتبت الأمر بحيث ينتشر خبر الانفصال خلال أسبوعين. انتهت الحفلة حوالي الثامنة, ولم يكن لديها ما تشكوه بالنسبة إلى اهتمامه الذي كان مركزا عليها طوال الوقت.في الواقع كان ذلك نصرقا ذكيا منه. و تملك موللي شعور بالأسف لانتهاء الحفلة.
- شكرا لك مرة أخرى نك.و أنا ممتنة لك كل ما فعلته.
- العون كان متبادلا. كان دوني يعلم أن كارمن ستثير المتاعب.
- ألم تتكهون أنت بذلك؟
- لقد انفصلنا منذ شهرين و هي تعلم ذلك لكنني سمعت أنها قادمة هذا النهار, ففكرت في مواجهة في المقهى في مثل هذا الوقت أسهل منها في مكان أكثر ازدحاما. ذلك أنني لم أكن أريد أن أنفرد بها.إياك أن تثق بامرأة تحتقرها, كما يقال.
- هذه نصيحة سأتذكرها دوما. إنها تبدو من النوع المولع بإثارة المشاكل بين الناس
- إنها تحب الاستعراض مثل بريتاني صديقتك.
- أرجوك برتاني ليست صديقتي.ولا أريد أن أراها مرة أخرى.
- لكنها ستكون غدا صباحا في الشركة كعادتها.
- آه حسنا هناك أشياء يجب الصبر عليها.
على الأقل ارتاحت موللي من شفقة زملائها في العمل.فقد سر أكثرهم بالتعرف إلى نك و بدت عليهم السعادة من أجلها.
- هل لديك سيارة؟
- لا فقد جئت في تاكسي.سأنادي سيارة و أصل إلى البيت بسرعة فائقة.
أومأ إلى حارس الباب فأحضر لها تاكسي في لحظة. فمدت يدها إليه لتصافحه:" شكرا مرة أخرى يا نك لمساعدتك."
- أنا واثق أن للخطيب بعض المزايا. ثم أخذها بين ذراعيه في عناق سريع.
ما الذي حصل؟ لم تدرك موللي ما يحدث. عدة ساعات من الثرثرة مع هذا الرجل وما زالت جاهلة به.لم تتوقع عناقه ولا استجابتها له: "الوداع , يا موللي ماغاير."
تنهدت و هي تنظر إليه من نافذة السيارة التي كانت تبتعد بها. جاستين ليس الرجل الذي يجب أن تبكي على فراقه إنما هذا الرجل نك بايلي .



هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:11 AM   #4

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث:خدمة مدفوعة



في صباح اليوم التالي, أخذ نك يحدق في الصحيفة التي وضعتها سكرتيرته على مكتبه و قد تملكه الغضب...تبّا! كان عليه أن يتكهن بذلك الليلة الماضية.و الآن عليه أن يصلح ما أفسده قبل أن تخرج الأمور من يده.سألته هيلين:" هل هناك ما تريد قوله سيدي؟"
عملت معه هذه المرأة البالغة الخامسة و الخمسين من العمر منذ استلم إرثه من أبيه و المتمثل في سلسلة <فنادق ماغيللان> التي تغطي الساحل الغربي. وكان فندق <فلاغ شيب> هو الأول, و قد جعله مركز قيادته كما فعل أبوه قبل وفاته منذ عشر سنوات.
تبّا لماذا لم يفكر في الصحف عندما أخذت الكاميرات له الصور الليلة الماضية؟
تملكه وهو ينظر إلى الصور شعور بالضيق هل كان الأمر مجرد خطة موضوعة؟ نوعا من الخداع؟ تمثل دور الخطيبة لتبدأ بعد ذلك بابتزازه؟ أم أنها مجرد محاولة منها للتعرف إليه أملا في نوع من الربح؟
تعود نك على ملاحقة النساء له منذ ابتدأ في دنيا الأعمال... طمعا في حصة من ماله أو التألق الذي تجلبه إدارة الفنادق.لكنه لم يتوقع شيئا كهذا. كانا, هو و موللي, يحتلان عناوين القسم الاجتماعي في الصحيفة.
مالك الفنادق الكاره للزواج يستقر أخيرا... نك بايلي يتزوج. كان واثقا من أن دوني لم يكن يتوقع النتيجة عندما اقترح أن يمثل نك دور الخطيب لفتاة غريبة. كان الاقتراح يستحق التفكير نظرا لمتطلبات كارمن المتزايدة. ولقد حاول فسخ علاقتهما برفق لكنها لم تفهم أن ما بينهما قد انتهى. و شعر بوخزة من خيبة أمل وهو يفكر في أن موللي ستسرع إلى الاتصال به مقدمة اقتراحا او طالبة شيئا.وقفت هيلين بجانب المكتب متأملة الصور مائلة إلى الأمام لتقرأ المقالة. ثم تمتمت: "لم أرسل إليها أزهارا أو أحجز لها مائدة في أي من مطاعمك المعتادة"
- ليس الأمر كما تظنين. قال هذا وهو يطوي الصحيفة ثم يلقي بها في زاوية المكتب. لقد طلب من دوني أن يتحرى عن موللي ماغاير وما تسعى إليه و أن يقضي على أي شيء قد يكون نما في ذهنها.
قالت هيلين:" ما الذي علي أن لا أظنه؟ ألا تعني الخطبة التصميم على الزواج؟ "
- مخبر الصحيفة أخطأ . نحن غير مخطوبين.
- في إحدى الصور يبدو خاتم الخطبة.
- هل وصلتك الأرقام من موقع البناء في بورتلاند؟
- هل تغير الموضوع سيدي؟ قالت هذا و هي تعود إلى مكتبها و تأخذ في مراجعة التقارير و الملفات المكدسة.
و عندما رن جرس الهاتف تناولته بسهولة ثم رفعت بصرها باسمة: "دوني على الخط يا سيدي ".
فاختطف السماعة: " تبا لك و لأفكارك اللعينة!"
- أظنك قرأت الصحيفة
- لم أفكر قط في أن الصحافة ستكون هناك
-ربما موللي هي التي تدبرت هذا طمعا بالمال أو بمصلحة.ما الذي تعرفه عنها؟
- إنها تبدو لطيفة بما يكفي.هل تريدني أن أتحرى عنها؟
- نعم و أخبرني إذا وجدت شيئا ذا أهمية.
- أنت محظوظ لأنك لم تظهر على نشرة الأخبار فقد كان العناق جيدا.
- أي عناق؟ كان ذلك العناق جيدا و لكن كيف عرف به دوني؟
- ألم تر الصفحة الثانية؟
قلب نك الصفحة إلى حيث بقية المقالة, فرأى صورة لعناق وداعه, تبا لذلك!
و سأله دوني: " إذا, هل ستراها مجددا؟"
- لا فقد كان ذلك لليلة واحدة فقط.هل نسيت؟تبا! ألست أنت الذي سعيت بذلك؟ هذه المقالة تبدو مشبوهة. عليك أن تتحرى عن سبب نشرها و انظر ما بإمكاننا فعله لإصلاح الأمر. كذلك عليك أن تكتشف ما هي لعبة موللي.
- هيه... أنا أعيش للعمل هذا صحيح. و لكن أليس لديك من يمكنه القيام بعمل أفضل؟
- أدع أناسا آخرين يعرفون الوضع؟ هذا مستحيل.
- و كارمن؟
- لقد فهمت الأمر بالأمس.
- إلى أن تراك في مكان ما من دون خطيبة . فإذا اشتبهت أن هناك خلافا بينكم ستعود إليك هذه المرة بشكل يجعل رجوعها عنك مستحيلا.
- هذا جميل. سأهتم بذلك في حينه.ألم تفعل شيئا بالنسبة للأمر الآخر؟
- أعطني فرصة, يا نك, فقد ابتدأت لتوي منذ يومين. هذه الأشياء تأخذ وقتا. علي أن أبدي المودة قبل أن يفضي إلي أي شخص بالأمر.فإذا استعجلت الأمور سيشككون للأبد.
كان دوني مورغان قد أنشأ وكالة للتحريات الخاصة منذ عدة سنوات بعد أن عمل عشر سنوات في " قسم شرطة لوس أنجلوس".و كان نك قد استخدم ابن خالته هذا ليتحرى له عما إذا كان هناك اختلاس في المقهى, ذلك أن أرقام المبيع تدهورت مؤخرا على الرغم من ازدحام المكان الدائم.تملكته الشكوك لكنه كان يريد برهانا قبل أن يتصرف. ووافق دوني على أن يسعى متخفيا إلى العثور على برهان.
و سأله دوني: " كيف حال خالتي؟"
- على حالها. كان هذا هما آخر يتملكه فصحة أمه تتدهور منذ أسابيع. كانت الممرضة التي ترعاها طوال الوقت متفائلة على الدوام لكن الطبيب كان أكثر تحفظا. كان نك يكره العجز الذي يشعر به عندما يكون بجانب أمه. إنه يريدها أن تشفى و تستعيد نشاطها المعتاد لتعود مجددا تلك المرأة النابضة بالحياة.
- بلغها تحياتي عندما تراها. على أن أذهب الآن.
أدخلت هيلين إليه الملف الذي يريده ثم أخذت الصحيفة و هي تتأمل الصورة الجديدة.
ركز نك انتباهه على الملف باذلا جهده في نبذ موللي ماغاير من ذهنه. إذا فكرت في أن تستفيد بشيء مما حدث الليلة الماضية فسوف تندم. كانت بينهما اتفاقية لليلة واحدة و هذا كل شيء. لكنه أخذ يتساءل عما كانت تفعله تلك اللحظة... تخطط و تتآمر.

كانت موللي تعمل أثناء تناولها الغداء. لقد وصلت إلى المكتب باكرا لكي تتمكن من إنهاء عدة مشاريع كانت وضعتها جانبا عندما أخذت تعمل لحساب شركة<هاماكوموتو> و قد صممت على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع للمياه المعدنية...ابتداء من الغد. فساعات العمل الطويلة التي تطلبتها إبرام تلك الاتفاقية مع الشركة اليابانية استهلكت الكثير من ساعات فراغها. و لهذا أخذت عطلتها بعد ظهر الجمعة مباشرة حتى صباح الاثنين.و لم تكد تستطيع الصبر!
تناولت ملفا آخر مستمتعة بحس الإنجاز الذي يرافق إنهاء العمل.نشرت التخطيطات على منضدة الرسم ثم تناولت القلم الفحمي.كانت تريد أن تنهي آخر رسم لديها قبل أن تأخذ فترة استراحة.
ساد الصمت فجأة في القاعة الواسعة المخصصة للفنانين فرفعت موللي بصرها ليقع مباشرة في عيني نك بايلي.
حدقت إليه بدهشة. ألم يودعا بعضهما إلى الأبد الليلة الماضية؟
و على الفور تذكرته و هو يغازلها ممثلا دور الخطيب العاشق الليلة الماضية.لكن لم يكن يبدو عليه اليوم أي استعداد للغزل. البذلة القاتمة و القميص الأبيض اللذان يرتديهما أبرزا شخصيته الفياضة بالرجولة.وبدا لها أن مجرد وقوفه هناك ملأ القاعة.كان هذا غريبا. فهي لم تلحظ قط من قبل أن هذا المكان الفسيح المكشوف ضيق بهذا الشكل.
نظر إلى الفنانين الآخرين الذين أسرعوا جميعا للاهتمام بعملهم, ما عدا بريتاني التي أخذت تحملق فيهما من بعيد. و اذا كان نك قد لاحظ هذا فقد تجاهله تماما إذ كان ينظر إلى موللي مباشرة:" علينا أن نتحدث"
بدا الفولاذ وراء لهجته اللينة تماما كما كان مع كارمن. نظرت إليه بحذر:" نتحدث في عماذا؟"
ما الذي يفعله هنا؟ و كيف جاء إلى هنا؟ إنه يعلم طبعا أنها تعمل في شركة <زنتك>.ألم يجد صعوبة في الظهور أمام المكتب الخارجي و السؤال عنها؟و لكن لماذا تركته موظفة الاستقبال يدخل من دون مرافق؟هذه ليست العادة المتبعة.
سألها :" هل رأيت صحيفة اليوم؟"
فهزت رأسها :" نادرا ما أقرأ الصحيفة المحلية. لماذا؟"
استدار ووضع يديه في جيبي بنطلونه وهو يتأملها بتقطيبته المألوفة. توقفت موللي عن الحركة و لكن هذا استلزم منها جهدا بالغا. نظرت في أنحاء الغرفة بسرعة و لاحظت كيف أن الجميع كان يبدو مشغولا. لكنها تعلم أنهم يصغون بفضول. بريتاني على الأقل كانت أبعد من أن تستطيع سماع شيء لكن موللي رفضت أن تصب الزيت على نار الأقاويل فقالت له :" تعال معي"
و نزلت من على مقعدها العالي و اتجهت الى باب الخروج. كان المكان الوجيد الذي يمكنها الانفراد فيه هو قعر السلم. فتحت الباب ثم أطلت منه لتتأكد من أنهما وحدهما قبل أن تستدير لتواجه نك :" ما الذي تريده؟ لم أتوقع أن أراك مرة أخرى".
- أصحيح هذا؟ من الصعب تصديق ذلك خصوصا بعد تغطية الصحافة لما حدث الليلة الماضية.
- الصحافة؟ كنت أعلم أنهم سيكونون هناك. ذلك أن شركتنا الجديدة هي حدث هام. وما لدينا من مخططات يؤثر على عدة شركات في سان فرانسيسكو و حول العالم. هل حاول أحد أن يجري معك مقابلة؟
و كان هذا مستحيلا لأن نك كان بجانبها طوال الوقت إلا إذا حصل هذا بعد ذهابها.
- هناك صور لنا في الصحيفة اليوم بالإضافة إلى مقالة عن زوبعة حبنا و خطبتنا.
حدقت موللي إليه ذاهلة :" ماذا؟ أنا لم أعطهم أي قصة حتى إنني لم أتحدث إلى أي صحفي. كنت أنت معي طوال الوقت و تعرف أنني لم أفعل هذا."
كيف كتبت الصحيفة قصة الخطوبة و لماذا؟ كان من المفترض أن تتركز التغطية الصحفية على اتفاقية الشركة الجديدة.
- لا يهم كثيرا من الذي أعطى القصة للمراسل الصحفي. الموضوع هو أن القصة في صحيفة هذا النهار و ربما قرأها الجميع.
- لكن هذا سينتهي بعد يوم أو يومين. أعني من يهتم لخطبة مديرة فنية في <زنتك>؟"
- المجتمع بأكمله و القطاع المالي في سان فرانسيسكو سيهتم بذلك إذا كان خطيبها هو نيكولاس بايلي صاحب <فنادق ماغيللان>".
تخلخلت ركبتا موللي فهبطت جالسة على درجة السلم و هي تحدق فيه و تجفف راحتيها اللتين رطبهما العرق ببنطلونها.ثم هزت رأسها :
" مستحيل! لا يمكنك أن تكون رئيس <فنادق ماغيللان>.إنها موجودة منذ عشرات السنين وهي إرث عائلي."
- أنشأها جدي بعد الحرب ثم ورثتها أنا بعد وفاة منذ عشر سنوات.
- ما الذي كنت تفعله في المقهى عند العصر إذن؟ ظننتك... و سكتت فجأة.
أراح قدمه على الدرجة بجانبها ثم انحنى يتكئ على ركبته:" ظننتني ماذا؟"
- دعك من هذا عندما سألك الناس عن عملك لم تقل إنك صاحب الفندق! قلت فقط إنك تعمل في حقل الصناعة.
- أعني بذلك الفنادق. لكن <زنتك> لم تكن شركتي و لهذا لم أشأ أن أسرق الأضواء منك أثناء حفلتك.
- الآن ماذا تريد؟ أن أرسل تصحيحا للصحيفة؟
لم تستطع موللي أن تصدق هذا... أن رئيس <فنادق مغيللان> وافق على أن يقوم بدور خطيب مؤقت لها! لم تجد هذا معقولا.
سألها :" هل أعطيتهم أنت القصة؟"
فهزت رأسها.
- من غير المحتمل إذن أن يقبلوا تصحيحا منك. و بعد نشر الصور أشك في أن أحدا سيصدق ذلك على أي حال. و من ناحية أخرى تجاوز الأمر هذا الحد. فلقد رأت أمي المقالة و الصور.
- و هي لم تقبل بذلك؟
كوللي تتفهم فكل أم ترغب في رؤية خطيبة ابنها قبل الخطبة.
- أخبرها الحقيقة فأنا واثقة من أن مجيطها غير محيط بريتاني و جاستين و على أي حال أنا أفكر في إعلان انفصالنا قريبا.
- و كيف؟
فهزت كتفيها :" سأذهب إلى عدة مناسبات وحدي و إذا سألني أحد أقول بأن خطبتنا لم تنجح."
فتردد :" ليس الآن".
- ماذا تعني بقولك ليس الآن؟
- عليك أن تتمهلي قليلا
- ماذا؟ و لماذا؟
- أمي مريضة منذ فترة و هذه المقالة غيرت وضعها تماما. طبيبها و ممرضتها يظننا أن الحدث هو ما جعلها تعود إلى الوقوف على قدميها. لقد بدا عليها من التحسن بعد قراءتها المقالة أكثر مما اكتسبته منذ أسابيع."
- ما هو مرضها؟
- أصيبت في الشتاء الماضي بالتهاب رئوي لم تشف منه تماما. هزلت و فقدت اهتمامها بكل شيء.
فأجابت موللي :" لا بأس, لن نصحح الخبر إذن."
- هناك المزيد. إنها تريد أن تتعرف إلى خطيبتي.
- أخبرها بأننا انفصلنا.
- لقد أخبرتك لتوي بأنها تغيرت تماما لأنها ظنتني سأتزوج و هي تريد أن تقابل عروسي المقبلة.و إذا كنت تظنين أنني سأقضي عليها فأنت مجنونة.
فقالت باستنكار :" لكننا غير مخطوبين."
- أنا و أنت نعلم هذا و كذلك دوني. لكننا لسنا كذلك بالنسبة لبقية العالم. ألم تقدميني في حفلتك على أنني خطيبك؟ يمكنني أن أستدعي عشرات الشهودعلى ذلك الآن.
أخذ الشك يتملكها بالنسبة إلى قصده من هذه المناقشة :" لكن ذلك كان لتلك الليلة فقط."
- أنا ساعدتك في الخروج من مأزقك و عليك أن تساعديني في الخروج من مأزقي.
- لكني ساعدتك مع كارمن
- أنا ساعدتك مع بريتاني و جاستين و هما اثنان مقابل واحد. مازلت مدينة لي بواحد.
قفزت واقفة بغضب:" أنا لست مدينة لك بأي بشيء."
وقف بدوره و أخذا يحدقان ببعضهما البعض فلاحظت نظراته القاسية و ما فيهما من عزم و تهجم.
- إذن أنت لا تمانعين إذا أنا مررت على مكتب جاستين أثناء خروجي وأخبرته أن كل شيء كان مجرد ادعاء؟ و ربما أخبرت بريتاني أننا كنا نخدعهم جميعا.
- لن تفعل هذا
فقال بنعومة :" جربيني".
- لماذا تريد أن يعتقد معارفك أنك خطيبي؟ أنا فنانة أعيش في أحلام اليقظة و ألبس الجينز و الصندل.إذا كنت أنت حقا كما تقول فأنت غني و ربما لديك عشرات من النساء يرتمين عند قدميك. من سيصدق أننا خطيبان؟
- هذه ملاحظة هامة, أليس كذلك؟ لكن الحقيقة هي أن الصحيفة هي التي قالت ذلك, مكملة بصور تجعل من يراها يصدق الخبر.
- أنت مخبول من أدراني بأن ما تقوله صحيح؟
فقال و عيناه تلمعان بشكل خطر:" أتظنني أخترع كل هذا؟ اشتري الصحيفة."
أخذت تفكر كيف أن خدعة صغيرة لا ضرر منها يمكن أن تستحيل قضية معقدة كهذه.
سألته بارتياب:" ما الذي تريدني أن أفعله؟"
- تعالي الليلة لتتعرفي إلى أمي و ستتناولين العشاء في بيتها.لا أضمن لك أنها ستجلس معنا على المائدة.لكنها ستتعرف إليك على الأقل. تظاهري بأننا خطيبان و عندما تتحسن صحتها سنخبرها بأننا فسخنا الخطبة. و لكن ليس قبل أن تشفى! فهذا أول دليل مشجع رأيناه و أنا لن أعرضه للخطر.
- و كيف أتأكد من أنك حقا صاحب فنادق ماغيللان؟ أتراه يظنها تخرج مع رجل غريب عنها تماما؟
- عودي معي إلى الفندق إذا شئت و سأريك مكتبي و أجعلك تقابلين سكرتيرتي التي ستشهد معي. لقد عملت مع أبي من قبلي و هي تعرفني منذ كنت صبيا صغيرا.و سأدعو "دوني" ليشاركنا هذه الليلة إذا كان هذا يشعرك بمزيد من الارتياح.
- دوني؟
- ابن خالتي... الساقي في البار.
- ابن خالتك يخدم في بار؟ و تتوقع مني أن أصدق أنك صاحب سلسلة <فنادق ماغيللان>؟"
- إنه مخبر خاص يعمل في قضية فلا تخبري أحدا بذلك. ومادام وضعني في هذه الورطة أتصور أن الأفضل أن يكون موجودا ليساعدني على الخروج منها.
- كان يمكنك أن ترفض.
- و من يساعدني على كارمن؟
فهزت رأسها :" لا تحاول أن تقنعني بذلك.. أنت لست بحاجة إلى مساعدة مني ضد كارمن أو أي امرأة أخرى."
- لكنني بحاجة إلى أن تساعديني مع أمي. لقد جربنا كل علاج اقترحه الطبيب و هذه هي المرة الأولى التي تمنحني أملا.
حدقت إليه وهي تسمع الإخلاص في صوته. لقد ساعدها الليلة الماضية فهل سيكون صعبا أن تمثل دورا لأجله ليلة أخرى؟ و تنهدت.
- لا بأس. أعطني العنوان و ٍاذهب إليكم عند الساعة السابعة. هذه الليلة فقط و نصبح متساويين.
- لا انا أريدك أن تجاريني في هذا الأمر حتى تتحسن صحة أمي و بعد ذلك نتظاهر بالخصام ثم نفسخ الخطبة و يذهب كل في طريقه.
- و كم تظن هذا سيستمر؟
- حسب ما يقتضيه الأمر. أسابيع قليلة أو شهرا أو شهرين على الأكثر.
- شهرا أو شهرين؟ لا يمكنني أن أقيد حياتي شهرا أو شهرين. أنت تطلب مني أن أعطل حياتي كليا لأجلك بينما أنا لا أعرفك.
- كنت أعلم أننا سنصل إلى هذا الحد. كم تريدين؟
حدقت إليه مذهولة.
- هل تستلقي في سريرك ليلا لتفكر كيف يمكنك أن تهين الآخرين؟
ثم سارت نحو الباب و قلبها يخفق لشدة الانفعال من هذا الظلم.
- لدي أشياء أفضل أقوم بها في السرير
و على الفور قفزت إلى مخيلتها صورته مع كارمن و لم تشأ أن تفكر في ذلك.
- موهبتك إذن تظهر بشكل عفوي. أنا لا أريد شيئا منك! و قد تراجعت عن وعدي بالخروج معك الليلة. و تابعت وهي تفتح الباب:" ابحث عن طريقة تخبر بها أمك الحقيقة."


- الحقيقة؟ أي حقيقة؟
ألقى جاستين هذا السؤال من حيث كان واقفا قرب الباب الذي يؤدي إلى قاعة العمل. أرادت موللي أن تقفز عائدة إلى السلم ة تصفق الباب في وجهه. ثم ما الذي يفعله جاستين هنا؟
و تدخل نك يساعدها :" أمي تريدنا أن نقيم عرسا مترفا بينما موللي تريد حفلة هادئة تدعو إليها أصدقاءها المقربين.لكنها تكره أن تؤذي مشاعر أمي."
و سألت هي جاستين :" هل تريد شيئا؟" أما هي فلم يسألها أحد ماذا تريد طبعا ... و هكذا وقفت تنظر إلى خطيب حالي و حبيب سابق يحدقان ببعضهما البعض ... كما كان الأمر في الماضي عندما كان الرجال يتقاتلون لأجل امرأة.
وقال جاستين:" أنا بحاجة إلى ناثان لكي يخطط لي نموذجا لكنه يقول إنه مشغول بعمل أوكلته به لذا يريد موافقتك.ساعديني في هذا يا موللي"
حملقت موللي فيه. كانت تعلم أنها تفرغ احباطها عليه لكنه يستحق ذلك فقد أدركت أنه كان يحصل على ما يريد منها بظرفه و عذوبته أثناء علاقتهما. هل كان هذا هو سبب إظهاره الاهتمام بها و الحرص على إرضائها.
- اذهب و اسأل بريتاني إن كان لديها أحد ليساعدك.
- انتظر دورك إذن.
ثم عادت بانتباهها إلى نك و كان متكئا على إطار الباب ببساطة و كأن لا شيء في العالم يشغل باله ما عدا التوتر حول عينيه الذي كان يناقض ادعاءه. وقالت بحدة :" إذا لم يكن لديك ما تفعله, فأنا لدي."
- سأمر لاصطحابك بعد العمل, نحن لم ننته من حديثنا.
أدركت أن عيون الجميع منصبة عليهما فأومأت بالإيجاب لكنها لم تكن راضية بالوضع:" عملي ينتهي عند الخامسة و لكن سيكون علي أن أغير ملابسي.يمكنني أن أقابلك هناك."
ثم انتبهت إلى أنها لا تعرف أين يقيم و المفروض أن تعرف الخطيبة ذلك. لكنها لم تستطع أن تسأله بوجود جاستين.و كأنه استطاع أن يقرأ أفكارها فهز رأسها:" أنت تعلمين أن ليس لدي مانع من أوصلك إلى بيتك ثم أنتظرك ريثما تغيرين ملابسك. أراك عند الخامسة يا حبيبتي."
ثم مال إلى الأمام و عانقها.
و كادت موللي تنفجر.لم تكن تريد ذلك لم تكن تريد شيئا من هذا الرجل, لكن وجود جاستين و بريتاني و بقية الزملاء جعلها تتمسك بالهدوء. كان خفقان قلبها يعلو وهو يتركها و يغمز بعينه ما كاد يصيبها بالجنون! نظرت إليه وهو يخرج, ثم نظرت إلى جاستين الذي مازال واقفا بقربها يكبت غضبه:" متى تعرفت إليه؟ "
- بعد أن انقطعت علاقتنا. أنا مشغولة الآن
- أنا بحاجة إلى ناثان. قال جاستين و هو يتبعها إلى مكتبها.
- أي جزء من كلمة " لا" أنت لم تفهمه؟
قالت هذا و قد ازداد غضبها. لو كان لديه ذرة عقل لاستعملها و تركها و شأنها.
- هيه ما الذي كدرك؟ إنها خدمة بسيطة. كنت دوما تساعديني في الماضي. نحن مازلنا صديقين يا موللي أليس كذلك؟
و ازداد اقترابا منها و كأنه يريد أن يؤثر عليها بسحره لكي تستجيب له.
و تصورت موللي الأقاويل التي سرعان ما تنتشر عصر ذلك اليوم, فبقيت عيناها على أوراقها:" لا, نحن لسنا صديقين و أنا لن أدع ناثان يترك عمله الحالي. اذهب و اسحر بريتاني و هي تعطيك ما تريد بكل تأكيد فأنتما الاثنين متلائمان."
فقال بلطف :" أتغارين؟"
فأجابت ساخرة :" لا. انفصالنا كان أفضل ما حدث لي فقد تعرفت إلى نك فانظر أين أنا الآن."
كانت في مأزق لكن جاستين لم يكن يعرف هذا. و بعد أن أدرك أخيرا أنها تعني ما تقول ذهب متذمرا بينما حاولت أن تعود حيث تركت عملها لكن صورة نك كانت تتراقص في ذهنها. إذا استمرت العلاقة بينهما سيؤدي بها إلى الجنون.ماكان له أن يعانقها أمام جميع الموظفين! إنه خبير حتما! و لكن إذا كان عليهم أن يتناقشا في مسألة خطبة مزعومة ستكون هناك شروط ثابتة عليه اتباعها و ستوضح له ذلك عندما يأتي ليأخذها. و لكن هل صحيح ان والدته مريضة؟ و هل خبر العرس جعلها تتحسن؟ أن ان نك بايلي يقوم بلعبة ما؟
لقد بدا لها منزعجا حقا مما أصدرته الصحيفة. و هنا تذكرت فاتصلت بموظفة الاستقبال و طلبت ارسال نسخة من الصحيفة اليومية. و عندما وصلت هذه قرأت موللي المقالة في صفحة الاجتماعيات كلمة كلمة و تأملت كل صورة. و كانت الأوضاع التي اختارها المصور مقنعة حتى كادت تصدق أنها حقيقية لولا أنها تعؤف الحقيقة. كما أن المقالة أخبرتها المزيد عن (كاره الزوج)! و تفحصت بسرعة أسماء نساء اقترنت باسمه مفكرة أن تلك النسوة لا بد كرهن أن توضع أسماءهن بصفتهن حبيبات سابقات ما عدا كارمن التي ربما من النوع الذي يحب الشهرة مهما كان نوعها.
لكن موللي ليست كذلك. و مع ذلك ما كان لها أن تلوم سوى نفسها لهذه المقالة و للمأزق الذي وجدت نفسها فيه.يا ليتها فقط لم تشترك هي و شيلي في اختراع هذه الفكرة السخيفة! و يا ليتها دخلت تلك الحفلة وحدها وواجهت جاستين و بريتاني و شفقة زملائها!
فتحت دليل الهاتف بحثا عن رقم <فتدق ماغيللان> في ساحة "ساحة يونيون" ثم طلبته.و بعد لحظة قصيرة أجابها نيكولاس بايلي:"بايلي"
بإمكانها أن تميز ذلك الصوت في أي مكان.
- أردت فقط أن أتأكد من أنك أنت حقا من تقول إنك هو. ثم أقفلت الخط.
يبدو أنه حقا صاحب تلك السلسلة الضخمة من الفنادق الناجحة.يمكنها ان تواجه ذلك أما ما لم تكن واثقة منه فهو الاستمرار في تلك التمثيلية نزولا عند رغبته.
ماذا لو بدأت أمه حقا ترتب أمر الزفاف؟ سيكون من الظلم أن تنتزع هذا الأمل منها بعد أن تتحسن صحتها؟ أليس من الأفضل أن تخبرها بالحقيقة الآن و تمنحها أملا حقيقيا في أن يجد فتاة يقع في حبها
و يتزوجها؟ تساءلت إن كانت الأم تعرف كارمن.ولم تستطع موللي أن تتصورها من نوع النساء اللاتي يرغب نك أو أي رجل آخر أن يأخذها إلى بيته و يقدمها إلى أمه.
في الخامسة تماما خرجت موللي من مبنى المكاتب الضخم. و بالرغم من الازدحام البالغ في الشارع و مواقف السيارات كانت سيارة نك راكنة أمام المبنى بالضبط. عندما رأته لم تستطع موللي أن تتجنب الشعور بالبهجة الذي غمرها و تمنت لحظة لو أنهما خارجان معا للمرة الأولى ليكتشفا ما يحبانه و ما لا يحبانه.
قال وهو يفتح لها باب السيارة: "هل أنت راضية الآن؟ "
- عن ماذا؟
- عمّن أنا حقا.
تجاهلت قوله و دخلت السيارة, كانت المقاعد وثيرة ناعمة و خاطبت نفسها باستغراب: مرحبا بك يا موللي في عالم الثراء!
و جاءها صوت دوني من المقعد الخلفي: " مرحبا, يا موللي ماغاير".
التفتت إليه جزئيا فكانت ابتسامة التحري الخاص عريضة مرحة كالعادة: " مرحبا أظن أنه كان عليك أن تملأ كأسي فقط في الأمس و تتجاهل الطلب الثاني".
- آه يا لها من شبكة أكاذيب نحوكها... لكن الأمر بالنسبة إليك و إلى نك غير معقد. هو ساعدك على الخروج من مأزقك و أنت ساعدته على الخروج من مأزقه.
و دخل نك خلف المقود ثم أدار المحرك.
- تحدثت مع السيدة براوم قبل أن أترك المكتب.إنها ممرضة أمي. أمي متلهفة إلى التعرف عليك. سنتوقف امام بيتك كي تغيري ملابسك ثم نتابع طريقنا.
انطلق نك بالسيارة و سرعان ما تحول إلى شارع "إمبركاديرو".
- ألست بحاجة إلى معرفة الاتجاه؟
- أعرف الطريق.
- من أين أخذت عنوان مسكني؟
- أخبرني دوني بذلك.
التفتت إلى المقعد الخلفي:" كيف عرفت ؟"
فضحك دون خجل :" أنا أعرف كل شيء و الأفضل لكما أن تتعرفا الآن على بعضكما قبل أن تقابلا الخالة ايلين. لقد أعطيت نك المعلومات الرئيسية عنك ثم كتبت لك صفحة سريعة عنه."
ثم ناولها ورقة تحتوي على المعلومات الأساسية عنه: العمر, تاريخ الميلاد, مكان دراسته. فتمتمت موللي:" هل لدى نك معلومات وافرة عني هو أيضا؟"
- أنت ابنة وحيدة أبواك يعيشان في فريمونت حيث نشأت أنت و حاليا هما في رحلة بحرية أمنتها الشركة التي يعمل فيها والدك. أمك تعمل في مدرسة للصم.أنت كنت متفوقة في المدرسة الثانوية, في كلية الفنون. و تسكنين في شقة قرب الحي الصيني.و يبدو أن لديك اصدقاء كثيرين و لكن ...
و ألقى عليها نظرة خاطفة :" قليل من الرجال الأصدقاء المحبين"
- كان عليك ان تسألني فأعطيك ما تريد من معلومات.
استاءت لأنه كلف دوني بالتحري عنها. كان عليها أن تكلف شخصا بالتحري عنه ليرى إن كان هذا يعجبه!
و قال نك :" مازلت أريد أن أعرف نوع الألوان التي تفضلينها, والطعام و الأفلام و الكتب و ما إلى هنالك"
- و أنا أيضا أريد أن أعرف ذلك عنك.
أتراها تجاريه في هذا؟ و ماذا حدث لإصرارها على الشروط الأساسية؟ لقد سلمت بأنه أنقذها أمس من موقف صعب و اليوم من جاستين. لكنها تعرض نفسها للقلق و الاضطراب رغم انها غير واثقة من أنها تشعر نحوه حتى بالمودة.
كان نك يتخلل الزحام بمرونة وهو يجيب:" لوني المفضل هو الأزرق, طعامي المفضل هو الدجاج المقلي رغم أنني أعرف أن الطعام المقلي مضر بالصحة. أحب أفلام المغامرات و اذا استطعت أن استأجرها نادرا ما أذهب إلى السينما.و لدي تذاكر دوما للقاعات الموسيقية حيث أستمع إلى السمفونيات.لا أقرأ كثيرا لكنني عنما أقرأ أفضل القصص البوليسية الغامضة.ماذا عنك؟"
- أحب اللون الأزرق أنا أيضا, الشوكولا هو أكثر ما أفضل من الأطعمة و أظن انه ينبغي تصنيفه أحد الأغذية الأساسية. أفضل الأفلام و الكتب الهزلية و أحيانا الروايات العاطفية الحقيقة. لعبة كرة القدم لا تهمني البتة و أحب كل أنواع الموسيقى.
فقال دوني من الخلف:" الآن أعلنكما خطيبا و خطيبة."
و رد عليه صوتا نك و موللي في وقت واحد :" اخرس"
قالت:" هل وجدت سببا تتذرع به أمام أمك و يبرر عدم إطلاعها على خطوبتنا.أعني أليس هذا غريبا؟ أم أنكما غير متقاربين؟"
- إننا متقاربان كمعظم الناس كما أظن. و السبب الذي منعني من أن أحدثها عنك هو مرضها طبعا.
- و كانت علاقتنا عاصفة على كل حال أليس كذلك؟
- ماذا تعنين؟
- ألم تقرأ المقالة في الصحيفة؟ أم أنك اكتفيت بمشاهدة الصور؟ فحسب مصدر موثوق, و أظنه تلك السافلة بريتاني, كانت قصة حبنا عاصفة. ولا بد أن هذا صحيح ما دمت أنا قد قطعت علاقتي حديثا بجاستين و كلنا نعلم عن كارمن.
فقال دوني:" أرجو ألا تكون خالتي ايلين تعلم بأمرها"
وقف نك أمام مبنى من ستة طوابق ثم نظر إليها:" سننتظر هنا"
- هذا حسن. لن أتأخر.
فتحت الباب و دخلت بسرعة شاكرة لحصولها على عدة دقائق تنفرد
فيها بنفسها.ربما عليها أن تقفل باب شقتها ولا تعود إلى الخروج مطلقا. لم تكن واثقة من حكمة تورطها في هذا المشروع إلا أن الفضول كان يتملكها بشأن نك.
عادت إلى تلك السيارة المترفة بعد ثلث ساعة و أخذت تنظر إلى نك وهو يخوض زحام السير بكفاءة.قبل أن يصعد في طريق خاص ليقف أمام بيت عتيق جميل تلتف حوله نباتات متعرشة يتصاعد الشذا من أزهارها.
- هل تسكن هنا؟ سألته موللي وهي تنظر إلى بعض البيوت الفسيحة الجميلة التي كان يعود بناؤها إلى مائة عام.
- أمي تسكن هنا أما أنا فأسكن في شقة في منطقة "توب هيل". اسمعيني جيدا يا موللي لا أريد أن تتكدر أمي إنها واهية ضعيفة الصحة و سأفعل كل ما بإمكاني لكي تتحسن.هل نحن متفقان؟ لا ينبغي أن يدور أي حديث مثير للجدل .أفهمت؟
- آه , يا لروعة هذا الزواج! تهديد ,أهانات, تحريات, مزيد من التهديد.ماذا تتمنى المرأة أكثر من ذلك؟
خرج دوني و فتح الباب لموللي:" هل حفظت المعلومات التي أعطيتك إياها؟"
- لم أنته بعد من تلاوتها. أظنني سأتسلل إلى الحمام و أحفظ كل شيء عن ظهر قلب ثم أمزق الورقة قطعا صغيرة و أرميها في المرحاض.
وقال نك لابن خالته:" كان ممكنا أن يكون الوضع أسوأ لو انها لا تتحلى بروح الفكاهة." ثم عبس و مد يده فوضعت يدها في يده على مضض شاعرة بأصابعه تلتف حول أصابعه.
استدارت تواجه المنزل آملة أن ينجحا في تمثيل مهزلتهما الجنونية لأجل المرأة المريضة. لكن شعورا سيئا تملكها بالنسبة لهذا الأمر.


هبهوبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:12 AM   #5

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع: خلف الكواليس:



قاد نك موللي إلى غرفة استقبال مترفة ثم استأذن للذهاب و الاطمئنان على أمه.و تمنت فجأة لو انها امضت قليلا من الوقت مع نك لمراجعة قصتهما.أخذت تنظر مأخوذة رغم قلقها.وكانت الغرفة أنيقة فاخرة و سألت دوني:" هل نشأ نك هنا؟"
أومأ الشاب و هو ينظر حوله :" نعم و كانت أمه تخشى دائما أن يتلف أيا من تحفها.و عندما كنا نحن الأقرباء نجيء للزيارة كنا نمضي وقتا سيئا.لا تلمس هذا, لا تجلس على ذاك! لا أدري كيف احتمل العيش هنا. هناك غرفة خاصة في الناحية الخلفية من المنزل كان نك يمضي فيها أكثر أوقاته فالخالة ايلين كانت أكثر قلقا على لحفها و أغطية مقاعدها المطرزة من أن تسمح لنا باللعب في هذا القسم من المنزل."
و تساءلت إن كان نك مشاغبا في صغره, يركض في أنحاء المنزل يصرخ و يلعب. هل كان يلعب كرة القدم في المدرسة؟ إن بنيته تشير إلى ذلك.و أخذت تقرأ الورقة التي أحضرها دوني معه إذ ربما ستجد الأجوبة فيها.
دخل نك بعد دقائق فرفعت بصرها إليه لكنها لم تستطع أن تقرأ شيئا
في ملامحه.فقالت:" لا أظنها فكرة حسنة."
- إذا كانت فكرة حسنة الليلة الماضية فهي فكرة حسنة هذه الليلة.
- كانت الليلة الماضية مختلفة.
- و كيف؟
لوحت بالورقة التي أحضرها دوني:" لم أكن أحاول أن أخدع أسرة هل يفترض بي حقا أن أتذكر كل هذه الأشياء؟"
- ليس فيها الكثير فأنا في السادسة و الثلاثين فقط
- لقد درست في جامعة ستانفورد و حزت على ماجستير في إدارة الأعمال.أنت تحب السفر و سافرت إلى بلدين لم أسمع باسمهما قط.
- و ما هو اعتراضك؟
- إننا غير متلائمين على الإطلاق و ستلاحظ أمك ذلك فورا.
- إذا أنت أديت دورك جيدا لن تلاحظ. لقد صدقت القصة الآن و لن تحاول أن تحلل شيئا.
و أمسك بذراع موللي برفق:" هيا بنا, إنها مستيقظة و متلهفة لرؤيتك."
و نظر إلى دوني:" سنعود حالا."
- خذا وقتكما. سأذهب إلى المطبخ و أرى ما يعدانه.
- عندما اتصلت أمي تدعونا للعشاء فالت إن شوــ وين ستجهز العشاء عند السابعة.قريبا سيكون جاهزا.
قالت موللي شاكية و هما يصعدان السلم:" أنت لا تصغي إلي. نحن لا نعرف بعضنا."
عندما وصلا إلى أعلى السلم أخذها نك بين ذراعيه:" أنا أصغي لكنني أتجاهل ما تريدين قوله.إننا سنجعل هذا الأمر ينجح فالكثير يتوقف على ذلك."
- و لكن...
و فتحت فمها لتعترض لكنه شدد من احتضانها مسكتا أي اعتراض قد تتفوه به. و قفت بين ذراعيه شاعرة فجأة بدفاعاتها تذوب. عرفت رجالا من قبل و لكن لم يعانقها أحد بمثل هذا الشكل و لا عجب أن كارمن لم تشأ أن تتخلى عنه. و بعد لحظات ابتعد عنها ثم أخذ ينظر إليها و الرضى في عينيه فسألته وهي تحدق في عينيه الداكنتين اللتين تخفيان الكثير:" لم فعلت هذا؟"
- أريد أن تصدق أمي هذه الخطوبة. سأمثل أنا دور المفتون ما دمت تمثلين أنت دور المحبة المشغوفة.
- آه, مشغوفة...؟ لا بأس. سأبذل جهدي!
كانت موللي الذاهلة على استعداد أن تعد بأي شيء.
عندما دخلا غرفة النوم الفسيحة, أول ما لفت نظر موللي هو سرير مستشفى بدا و كانه يحتل الغرفة و نهضت ممرضة من على كرسيها و تقدمت إليهما باسمة.
- سأترككما مع السيدة بايلي.نادوني إذا احتجتم لأي شيء.
ثم خرجت بينما اقترب نك و موللي من السرير:" أمي أريدك أن تتعرفي على موللي.موللي هذه أمي ايلين بايلي."
بدت المرأة المستلقية في السرير أضعف من أن تستطيع الجلوس. وكانت غائصة بين الوسائد نحيلة إلى حد محزن بشرتها أشبه برق قديم.
بدا الفضول في عينيها لكن ابتسامتها كانت مرحبة:" أهلا و سهلا بك يا موللي ماغاير.أتمنى لو أقول إني سمعت عنك لكن نك أخفى الأمر عني تماما."
- يسرني جدا التعرف إليك يا سيدة بايلي.
- ادعيني ايلين يا عزيزتي.أما بالنسبة إليك أيها الشاب فسنتحدث فيما بعد عن سبب إخفائك هذا الحدث عن أمك.
تقدم نك إليها و قبل خدها:"لم يكن لدي ما أخبرك به حتى مؤخرا.و الآن موللي هنا وأمامكما وقت طويل لتتعرفا إلى بعضكما, لذا لا تستائي."
ربتت على السرير بجانبها و قالت لموولي:" تعالي و اجلسي بجانبي وحدثيني عن نفسك."
جلست موللي بجانبها:" ليس لدي الكثير لأخبرك عنه.أنا أعيش في هذه المدينة وو أعمل في شركة زنتك في القسم الفني وقد و لدت و نشأت في كاليفورنيا."
- مثل نك أنا من بوسطن.لم أكن أظن أني سأغادرها يوما لكن توماس بايلي أرغمني على ذلك.أخبريني كيف قابلت نك.
حملقت موللي فيها بينما أخذت أفكارها تدور بسرعة.ما عساها تقول لها؟ فتدخل نك بنعومة:" قابلتها في حفلة عمل اقامتها شركتها في الفندق لقد افتتنت بها منذ البداية."
- إذن لهذا أعلنت خطبتك الليلة الماضية في حفلة زنتك.
و أومأت برأسها و كأن الأمر توضح أخيرا. لاحت ابتسامة واهنة على شفتي موللي و نظرت إلى نك.فليجب على كل السئلة فهذا سيوفر عليها توتر الأعصاب! و قالت له أمه مقطبة:" اجلس يا نك.تسبب لي وجعا في عنقي."
سحب نك كرسيا إلى قرب موللي و جلس فاحتكت ساقه بساقها.وانتبهت إلى قربه هذا منها ما سبب لها رجفة في داخلها و فقدت تسلسل أفكارها. لماذا تسبب لها لمسته هذه الفوضى في أعصابها؟
- هذه أول مرة تجلسين فيها مع الناس منذ شهرين.لا أريدك أن ترهقي نفسك.
- إياك أن تمرضي يا موللي فسيقلقك حتى الموت في محاولته أن يشفيك حالا.في الواقع انا لا أرهق نفسي بل اشعر أنني أقوى مما كنت عليه منذ زمن طويل.و ربتت على يد موللي:" كل هذا لأنني قابلت المرأة التي سيتزوجها نك. لم اظن قط أنني سأرى هذا اليوم.عندما كنا أنا و أبوه في مثل عمره كنا متزوجين منذ خمس سنوات و كان نك يتعلم المشي."
ضاقت عينا نك بنظرة محذرة لموللي و كأنها لحاجة إلى تحذير. وشعرت أنها تسير في حقل ألغام.نظرت إليه بجانب عينها:" أراهن على أنه كان صعب المراس, ومازال كذلك."
فضحكت ايلين:" ستكونين مناسبة له.حدثيني عن خططك للعرس! لن تدعاني اقرأ عن هذا في الصحف أليس كذلك؟"
هزت موللي رأسها الذي فرغ الآن من كل فكرة. لم تتعود ان تكون خطيبة زائفة ولم تفكر قط في عرس. سألتها ايلين:" هل ستتزوجين هنا في سان فرانسيسكو أم في منطقتك؟ من أين أنت أساسا؟"
شعرت موللي بقدم نك تحتك بقدمها محذرة.إذا كان لا يثق بها في سير التمثيلية فلماذا تزعج نفسها؟ فقالت:" لم نناقش التفاصيل بعد. أنا اساسا من <فريمونت> لذا سأرغب في الذهاب إلى منطقتي لنتزوج. ومادامت المسافة تستغرق أكثر من أربعين دقيقة فسيكون سهلا على الأصدقاء قطعها بالسيارة."
- وهل حددتما تاريخ الزفاف؟
- مازال الوقت مبكرا. علينا ان نختبر بعضنا أولا.
فقالت ايلين:" قاعات الحفلات تحجز عادة قبل أشهر أو حتى سنوات. هذا إلى أن موللي ستحتاج إلى وقت لشراء الجهاز و التخطيط لشهر العسل. هل ستسكنين في شقة نك؟ أم تريدين مكانا أوسع؟"
بدت عند الباب امرأة صينية قصيرة القامة حاملة طبق طعام: "العشاء جاهز يا سيدة بايلي."
قالت هذا و هي تدخل محيية نك فقدمها إلى موللي بأنها شوــ وين مدبرة المنزل.و تبعتها الممرضة السيدة براوم إلى غرفة النوم.و سألت:
" أتريدين أي مساعدة يا سيدة بايلي؟"
- بعد دقيقة ما زالت الزيارة قائمة.
- سنتركك الآن لتتعشي يا أمي. و أنا واثق من أن عشاء شو ــ وين ينتظرنا في الأسفل و سأعود مع موللي قبل أن نخرج.
قال نك هذا وهو يقف مادا يده إلى يد موللي فوضعتها في يده و ابتسمت له ابتسامة ترجو بها أن تعبر عن الشغف لكن الصدمة تملكتها للأحاسيس البهيجة التي شعرت بها.كانت يده دافئة حازمة. و عندما اشتبكت أصابعه بأصابعها خفق قلبها. و نصحت نفسها بأن تحاذر. قادها إلى الطابق السفلي. ومن نظرة الرضى التي لمحتها موللي في عيني الأم قبل أن تغادر الغرفة أدركت أن المرأة زالت شكوكها و اطمانت لتصرف ابنها.لو انها تعرف الحقيقة!

عندما دخلا غرفة الجلوس سأل دوني:" كيف سارت الأمور؟"
- بشكل ممتاز.
و ترك نك يد موللي. فقالت موللي شاعرة بالحرمان لترك نك يدها: "أمك مريضة جدا أليس كذلك؟"
فقال دوني:" إنها مريضة منذ أشهر."
- تبدو أحسن اليوم.
و قال نك مخاطبا موللي:" اكتسيت وجنتاها بعض اللون كما ان عينيها عادتا تلمعان كالعادة. ما كنت أعلم أن خطبتي يمكن ان تشفي أحدا. و لكن اذا كان الأمر كذلك فليكن."
كانت موللي متفهمة قلق نك. اذا كان ادعاؤهما سيساعد أمه على الشفاء فعليها اذن ان تستمر في تلك التمثيلية إلى أن تشفى هذه المرأة. يمكنهما أن ينجحا في ذلك إذا تركت له أمر الإجابة عن أسئلة أمه الشخصية.كل ما عليها فعله هو التحدث قليلا ثم تحدق في نك بشغف. مازالت طبيعة خداعهما تزعجها’ فقد كانت ايلين بايلي سعيدة حقا لظنها بأن ابنها سيتزوج.و سيخيب أملها عندما تكتشف الحقيقة. عندما انتقلوا الى غرفة الطعام للعشاء, سرها أن يستغرق الرجلان في الحديث حيث أضبح ب‘مكانها أن تفكر.نظرت في أنحاء الغرفة إلى الأثاث التراثي و الستائر المقصبة وهذا أثيت لها الفارق مرة أخرى بين خلفياتهما. ودهشت لأن ايلين لم تظنها طامعة في أموال ابنها.
قال نك :" أراك هادئة يا موللي."
فنظرت إليه:" ليس لدي ما أقوله."
فقال دوني مداعبا:" أي امرأة لا تتكلم إلا عندما تجد ما تقوله؟ أخبريني يا موللي كيف نجح الخداع بين أصدقائك في زنتك؟"
- يبدو أنهم صدقوا ذلك.
- هذا غريب ربما لديك موهبة في التمثيل.
- هل ظننت أني لن انجح؟
هز دوني كتفيه و عيناه تلمعان هزلا:" و كارمن, ما الذي ستفعله بها؟"
- لا شيء. لقد فهمت الأمر.
غمز دوني:" ربما. الأيام ستبرهن لنا ذلك."
عندما انتهى العشاء توقف الحديث و نظر نك إلى موللي:" يمكننا أن نودع أمي ثم اوصلك إلى بيتك."
- يمكنني ان أستدعي سيارة أجرة
فقال نك بفروغ صبر:" بل أوصلك أنا. أي رجل يرسل خطيبته إلى بيتها وحدها بينما بإمكانه أن يوصلها بنفسه؟"
أومأت موللي شاعرة بغبائها فالخطيبان الحقيقيان يترافقان حتى باب المنزل حيث يودعان بعضهما. عندما دخلا غرفة ايلين كانت هذه قد غلبها النعاس فأشارت إليهما الممرضة أن يقتربا قائلة:" لقد طلبت مني أن اوقظها . لقد أكلت معظم طعامها.هذه أول مرة تكمل فيها طعامها تقريبا منذ بدأت أعمل هنا."
ربتت على كتف ايلين برفق ففتحت هذه عينيها على اتساعهما. وعندما رأت نك و موللي ابتسمت ابتسامة عريضة و سألتهما و هي تحاول الجلوس:" هل استمتعتما بالعشاء؟"
فقالت موللي و هي ترى وجه المرأة المتعب:" كان لذيذا أرجو أن تتحسني قريبا."
- سأتحسن. كنت أفكر في أن علينا أن نقيم حفلة خطبة, لكي اقدمك إلى كل الأقارب و الأصدقاء. ما رأيك يا نك؟
وضعت الممرضة عدة وسائد خلفها بينما قال نك:" فكرة رائعة يا أمي. لكننا سننتظر حتى تشفي تماما."
- حسنا جدا. فكرا في ذلك بينما أشفى أنا بأسرع مما تتوقعان.
انحنت موللي تقبل وجنتها:" تصبحين على خير."
- تصبحين على خير يا عزيزتي. في المرة القادمة سنمضي انا
و أنت مزيدا من الوقت معا.
و في السيارة التفتت موللي إليه:" نحن بحاجة إلى خطة محددة نسير عليها."
- ماذا تعنين؟
كان دوني قد اختار أن يستدعي تاكسي لنفسه و بهذا اصبحا وحدهما في السيارة.
- أنت تعلم ما نخبر به الناس وما نفعله بصفتنا خطيبين. لا اظن أن علي توطيد علاقتك بأمك لأنها ستتكدر جدا عندما نفترق.
- بامكاننا أن نضع خطة نسير عليها, مساء غد. عليك أن تمري عليها من وقت لآخر و الا شكت في أمرنا وهذا يسبب لها قلقا لا أريده لها.
- ماسء غد؟ لن أكون هنا’ فأنا راحلة لقضاء عطلة الأسبوع
فقال بحدة:" مع رجل؟"
- لا ليس مع رجل ثم هذا ليس من شأنك.
أخذت تفكر في غرابة ردة فعله.لو كان لها صديق لما طلبت من رجل غريب أن يرافقها لحضور حفلة زنتك.
- إلى أين ستذهبين؟
- إلى منتجع في "نابا".
فقطب جبينه:" منتجع؟ حيث تخوضين في الأوحال و تشربين عصير الكرفس؟" ز كان صوته أقرب إلى الرعب.
- بذلت جهدا كبيرا في العمل لأجل <هاماكوموتو> وهذه مكافأتي منهم.
- إلغي ذلك. دوني على صواب في قوله إنه لم يعد بإمكاني الخروج وحدي بعد أن ذاع نبأ خطبتي و إلا وصلت الشائعات إلى أمي. سأحضر
مناسبة خيرية يوم السبت و سيكون عليك مرافقتي.
- ليس علي أن أفعل أي شيء فقد خططت لهذه العطلة الأسبوعية منذ دهور.
- عندما ينتهي هذا الأمر سأدفع لك نفقات أسبوع كامل تقضينه هناك.
تقبضت يدا موللي غيظا:" هل هذا فقط ما تفكر فيه؟ ألم يخطر ببالك أن تلتمس ذلك بصفته خدمة؟"
هز نك رأسه ببطء:" تصورت أنه بما أنني أطلب منك إلغاء عطلتك الأسبوعية فأقل ما يمكنني فعله هو أن أعوضها عليك."
- حاول أن تلتمس فترى ما سيحدث
فقال صارفا أسنانه:" هل لك أن تأتي معي إلى الحفلة الخيرية ليلة السبت؟"
- طبعا! لقد التمست هذا بمثل هذه الرقة فكيف أرفض؟


و عندما حل ظهر يوم الجمعة كانت موللي قد غيرت رأيها مرة بعد أخرى. لم تشأ أن تتخلى عن تلك العطلة الأسبوعية الفريدة.وتساءلت عما يجعلها تذهب إلى حفلة خيرية ستشعر فيها حتما بأنها في غير موضعها.ثم إن والدة نك لن تعرف مطلقا بأنها لم تذهب إلى الحفلة, كما أنها لا تتصور أن نك هو موضع اهتمام الصحافة بحيث ينشرون له المزيد من الصور في الصحيفة بهذه السرعة بعد هذه النشرة الأخيرة.
تناولت غداء سريعا ثم عادت للعمل.سمعت حركة من خلال الباب المفتوح لكنها ما لبثت ان رفعت بصرها و إذا بها تهتف بصوت منخفض:" عجباً,عجباً."
فقد تسمرت لمرأى كارمن هيرناندز تشق طريقها خلال طاولات الرسم
و المكاتب و كأنها تتنزه في منتجع عصري.و استقرت عليها عيون كل الرجال في القاعة و كذلك عيون النساءو لكن لأسباب مختلفة.ومرة أخرى أخذت موللي تتساءل عما أصاب موظفة الاستقبال لتدع الناس يتسكعون في المكاتب كما يشاؤون؟ عندما وصلت كارمن أمام موللي نظرت حولها مقطبة:" هل تعملين هنا؟"
و لم يكن لمعان عينيها يبشر بخير
- نعم.
ما الذين كانت كارمن تتوقعه؟ و كيف عثرت عليها؟ ربما قرأت ما كتب عنها في الصحيفة و رأت صورها في احتفال زنتك. نظرت المرأة حولها و كأنها تختبر ردة فعل كل رجل هناك.و بعد أن رضيت بلفت انتباههم عادت تنظر إلى موللي:" أين خاتمك؟"
نظرت موللي إلى يدها.كانت قد خلعت خاتم جدتها عندما انتهت الحفلة ذلك المساء. و سرعان ما وجدت العذر:" على أن أغسل يدي من الأضباغ عشرات المرات في اليوم و أنا أخاف عليه من ان يضيع."
فقالت كارمن بلهجة مسرحية:" لو أن نك ألبسني الخاتم لما خلعته من إصبعي أبدا."
- لكنه لم يفعل أليس كذلك؟ قالت موللي هذا ببشاشة منتظرة أن تفصح المرأة عن سبب زيارتها هذه إذا كان هناك سبب.
ضاقت عينا المرأة:" ليس بعد لكنكما غير متزوجين.أين تعرفت عليه؟ هل يعلم أنك تعملين هنا؟أم يظنك غنية مثله؟ رجل في مركزه عليه أن يخاف من صائدات الثروات."
فأجابت موللي قائلة:" نك يعلم كل ما يريده عني."
نهضت موللي و هي تنظر حولها بعد أن لاحظت اهتمام جميع زملائها و سرها أنها لم تر بريتاني و لكنها أدركت من العيون المتلهفة حولها أن مزيدا من الأقاويل سيطالها.
- لا أدري ما الذي أعجبه فيك. كنا حبيبين مدة طويلة. قالت كارمن هذا وهي تتأمل موللي بوقاحة.
- أنا سعيدة لأجلكما.
فسألتها كارمن بدهشة:"ألا تشعرين بالغيرة؟"
- وهل يفترض أن أغار؟ كل ما بينكما انتهى قبل أن أعرفه.
- مثل تلك العواطف المحمومة لا تنتهي بهذه السهولة.إنه متكدر لسبب ما و يحاول أن يثبت لي أن بامكانه أن يطلب الزاوج من أية فتاة تافهة.أنا يمكنني أن أثير فيه النيران و العواطف المشبوبة ماذا بامكانك أنت ان تمنحيه؟أنت نحيلة هزيلة شاحبة اللون.إنه بحاجة إلى امرأة حقيقية! تأكدي أنه سيفسخ خطبته بك ليعود قريبا إلي زحفا.
استبد الضيق بموللي لهذا القول و فكرت في أنها لو كانت تهتم حقا بنك لضايقها أن تعلم عن تلك العلاقة المحمومة.
- لا أظن أن هذا سيحدث.
قالت موللي هذا و هي تتساءل كيف يمكنها أن تتخلص من زائرتها غير المرغوب فيها.هل هذا جزء من كونها مخطوبة إلى مالك فنادق؟
- سترين!و نظرت مرة أخرى في أنحاء القسم بازدراء ثم استدارت لتبتعد قائلة:" ليس لديك شيء بينما بإمكاني أعطيه أن كل شيء ."
كان الصمت يصم الآذان و العيون تتبعها خارجة. ضحكت امرأتان تعملان بجانب موللي, و قالتا:" إذا كان ذلك الرجل الرائع الذي كان هنا أمس هو محور القتال بينكما فقد أحسنت يا موللي من هي هذه المرأة."
- لا أحد ذات أهمية.
حيرتها ردة فعلها الهادئة إزاء محاولات كارمن الوقحة لإثارة فضيحة. تسللت خارجة بعد دقائق و اتصلت به. حولتها السكرتيرة إليه مباشرة إذ يبدو أنها تعتقد أن هذه الخطبة حقيقية.
- بايلي
فقالت بصوت غنائي عذب:" مرحبا يا حبيبي, كنت متشوقة لسماع صوتك.هل يسير يومك جيدا كيومي؟"
- موللي؟
- هل لديك خطيبة أخرى كامنة تترصد؟ واحدة يمكن أن تضايقها كارمن بزياراتها؟
- كارمن؟ ماذا يحدث؟
- أرادت أن تخبرني شخصيا عن العلاقة المحمومة التي كانت بينكما و كيف أنكما ستستعيدانها حالما تلقي بي جانبا. دعنا نوضح شيئا بالنسبة لهذا الوضع... عندما تنتهي هذه المهزلة أنا من سيلقي بك جانبا فقد تعبت من كوني دوما الضحية المنبوذة.
- هل جاءت إلى مكتبك؟
- نعم و لكن لا تخف. فأنا أشك في عودتها.
- لم أتوقع أن تفعل شيئا كهذا.أرجو أن تكوني قد قمت بدورك جيدا.
- أنا أعيش لأرضي الآخرين.لكنني سأقدر لها عدم عودتها مجددا.
- ليس لدي نفوذ عليها.لكنها اذا اقتنعت ان خطبتنا حقيقية فستتركني و شأني.
فقالت مفكرة:" أتوقع أن تبقى منتظرة إلى أن تفسخ خطبتنا فتعود إليك عندئذ."
- كارمن ليست صبورا إلى هذا الحد.
- إلى أي حد عليها أن تصبر؟ فخطبتنا لن تستمر طويلا ذلك أن أمك ستشفى قريبا.
- لا تستمري في الحديث عن إنهاء الخطبة فقد يسمعك أحد.
-لا أحد سيسمع فأنا لا أتحدث الآن أمام جمهور.
- ليس الآن. و لكن اذا بقيت في حالتك الذهنية هذه سيزل لسانك أمام أي أحد.
آه, ما أسوأ ما سيكون ذلك!
- سأحرص على أن يكون سيئا للغاية. و كان الفولاذ في لهجته واضحا جليا .
- هذا تهديد آخر. هل هذه هي طريقتك في الحياة؟ أنا خطيبتك فأظهر بعض الشغف و الحب.
و كادت تضحك وهي تتصور وجهه في الناحية الأخرى من الخط.
- معك حق.سآتي لآخذك الى العشاء الليلة و سنمثل دور العاشقين الهائمين المفتونين.تمثيلك الليلة الماضية لم يكن وافيا.
- ماذا؟ أنا تصرفت بشكل رائع و أمك مقتنعة أنني أعبدك.
أجفلت لانزعاجها من قوله هذا.أي نوع من الأداء كان يتوقعه منها؟
- كنت تتوترين كل ما لمستك و المغرمون يزدادون ارتياحا بجانب بعضهم بعضا.
- ربما أنت تعلم عن ذلك بعد العلاقة المحمومة مع كارمن.
- انسي أمر كارمن.فأنت بحاجة إلى تدريب.
- أما أنت فلا؟
- حسنا سنتدرب نحن الاثنين.هل الساعة السابعة وقت مناسب؟
وافقت موللي على الموعد ووضعت السماعة و قلبها يخفق توقعا. أي نوع من التدريب يفكر فيه نك؟و كيف سيجعلها ترتاح بجانبه؟

لم يصدق نك أنه سيتعشى مع موللي مرة اخرى و انه اصر عليها بذلك. لقد رافقها ليلة الأربعاء الماضي إلى الحفلة.ثم ذهب معها الى منزل أمه و حطط لرؤيتها ليلة غد و حفلة الرقص الخيرية.لكنه الليلة مرهق للغاية. الواقع أن موللي ماغاير تثير فضوله فهي لا تشبه أي امرأة عرفها و لديها الاتزان الذي تفتقده معظم النساء أمثال كارمنو آخر ما تفكر فيه هو المال.
عندما يفكر بموللي يجد من الصعب أن يتذكر أي شيء عدا عينيها اللامعتين و فمها الجميل و سلوكها الجريء. وقف و سار إلى النافذة و نظر إلى ساحة يونيون الفسيحة حيث يبدو الخليج.لم يستطع أن يرى شقتها في الحي الصيني أخذ يحدق في بالمباني متأملا.أتراها تقوم بلعبة ما؟ أم أنها واضحة كما تبدو؟
لم يستطع أن يرى كيف كان بإمكانها أن ترتب فرصة تعارفهما الأولى. كيف لها أن تعلم عن كارمنو سبب وجوده في المقهى؟ و مع ذلك لم يستطع إلا ان يفكر كيف ظهرت صورهما في الصحيفة و كم أحدثت الصحيفة من ضجة حول خطبته المزعومة.موللي بحاجة إلى أن توضع تحت المراقبة.لكنها مادامت لا تثير مشكلة فسيتابع معها التمثيلية.لأن شفاء أمه يأتي في المقام الأول و إذا ساعدها ادعاؤه على الشفاء فهو حتما سيطيل من أمر الخطبة.
سيكونان مرغمين على البقاء معا بطبيعة خداعهما.كان دوني يتحرى عن خلفيتها ذلك أن نك ليس بالرجل الذي يؤخذ بالمظاهر.و مع ذلك لم يكن من الصواب تضييع الفرصة. فهو لم يصل إلى ما وصل إليه في دنيا الأعمال بتجاهله الفرص عند ظهورها.
عند السابعة بالضبط سمعت موللي قرعا على بابها ففتحته من أن دون أن تدهش لرؤية نك. أما ما أدهشها فعلا خفقان قلبها عندما رأته. بدا أطول مما تتذكر و أكثر حزما ببذلته الداكنة و قميصه الرمادي.
قال من دون ابتسامة تضيء وجهه ولا لمحة ترحيب:
- جاهزة؟
أومأت بالإيجاب و هي تتساءل إن كانت معتوهة لتمضي السهرة معه.إذا كان سيمضي العشاء مقطبا جبينه هكذا فالأفضل لها أن تخرج و تأكل وحدها!
- هل هذا مناسب؟
قالت ذلك مشيرة إلى ثوبها الأزرق الصارخ.لم يكن لديها فكرة إلى أين سيأخذها, فبدت بالمقارنة مع شكله الرزين أشبه بإعلان مضيء.ولكنها تحب الألوان الصارخة. انحدرت نظراته من وجهها إلى جسمها و شعرت بقلبها يزداد خفقانا.
- يكفي أن تقول نعم أو لا. قالت هذا بحدة خائفة من تأثير مظهره عليها.
- نعم.
حملقت فيه باستياء لأنه لم يقل أكثر من ذلك و لكن كان عليها أن تتذكر أن هذا ليس موعدا غؤاميا حقيقيا.
- انت لم تخبرني إلى أين نحن ذاهبان.هل ملابسي أكثر تألقا مما ينبغي؟ سألته و هي تخطو جابنا لكي يمر.
- هذا يعتمد على نوع خططك. و مد يده يمسك بذقنها و يطبع قبلة خفيفة على خدها:" إذا كنت ستذهبين إلى النوم, فملابسك حتما اكثر مما ينبغي."
- العشاء؟
قالت هذا و قد تملكها الغيظ لتسارع خفقان قلبها بسبب القبلة البسيطة, إنه على صواب! كلاهما بحاجة إلى تدريب ليشعرا بالارتياح مع بعضهما البعض:" لكن القبلات ليست طريقة للابتداء"
- الابتداء بالعشاء؟
قطبت جبينها و قد أدركت أنها فكرت بصوت مرتفع. فتراجعت عنه عدة خطوات:" لا بل الابتداء بالشعور بالارتياح.أظنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب لنشعر بالارتياح مع بعضنا البعض."
أومأ و هو يتأملها بعينين ضيقتين:" علينا أن نبدو كحبيبين حقيقيين أمام الناس."
- حسنا, لكننا لسنا أمام الناس الآن.
هز رأسه وهو ينظر في أنحاء الشقة القائمة على السطح.و تفاجا بصغر حجم المكان و افتقاره للمساحة كما تفاجا بالصور الملونة المرسومة على الجدران و قطع الأثاث المتنوعة المريحة. كانت الأرضية خشبية و قطع السجاد ملقاة هنا و هناك. فكر في أن
ذلك يتلاءم مع شخصيتها.و نظر إلى السلم الحلزوني الصاعد إلى غرفة النوم. كيف تراها تبدو غرفتها تلك؟ ما قاله سلفا قصد به أن يثيرها.فهي تشتعل كالنار عندما يغيظها,و كان قد ابتدأ يتطلع إلى الدلائل. ثوبها كان ملائما تمام لعشاء لشخصين.ولاحظ نك التصاقه على جسدها الرشيق.لم يكن لديها مزايا كارمن الطبيعية من امتلاء لكنها كانت تمتاز بشيء أنثوي مثير تفتقر إليه كارمن.وحاليا, وجد نفسه يفضل الرشاقة الهادئة على الإثارة الصارخة.
تناولت موللي معطفا دافئا فدرجة الحرارة تنخفض بسرعة بعد حلول الظلام.مد يده يمسك بالمعطف مظهرا لياقة فأثار بذلك فضولها. بالرغم من إكراهها على خطبة المصلحة هذه و على الأخص مصلحته هو افتتنت بالرجل.عندما يعرفان بعضهما البعض بشكل أفضل قليلا ربما سيتلاشى هذا الافتتان.ولكن حتى ذلك الحين ستستمتع بهذا اللغز.
اللغز الأكبر هو لماذا احتاج إليها لكي تمثل دور الخطيبة بينما بإمكانه أن يحصل على أي امرأة في سان فرانسيسكو فتقفز فرحا لهذه الفرصة؟



هبهوبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:13 AM   #6

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس: تحريات:


بقي نك صامتا طوال الطريق أقسمت موللي في سرها على ألا تكون هي البادئة بالحديث.فأخذت تنظر حولها و كأنها لم تر المدينة من قبل. وعندما اقترب نك من منطقة <ليتل إيتالي> حيث تكثر المطاعم و النوادي الليلية, و أوقف السيارة و نظر إليها:" هل الطعام الإيطالي يناسبك؟"
- ممتاز. وكادت تضحك لنظرة الحرص التي بدت في عينيه.و كانت تتحدث بمثل إيجازه فسألها:" ما المضحك؟"
- لا شيء.تساءلت فقط عما إذا كان هذا كله جزءا من خطتك.
- خطتي؟
- انت تعلم. التدريب يجعل الخطو كاملة. لأنها إذا كانت كذلك على أن أخبرك بأن عليك أن تقطع طريقا طويلا.
-أحقا؟
- أذا كان هذا موعدا حقيقيا ألا تظن أن عليك أن تتصرف بشكل مختلف؟
- هذا موعد يمكننا فيه أن نرسخ بعض القواعد المتعلقة بخطبتنا.
- يا له من حب شاعري تغمرني به.
مال إليها و عيناه تلمعان:" هل تريدين حبا شاعريا؟"
فتنتها نظرته و تعلقت عيناها بعينيه, و مرة أخرى عرفت خفقان القلب و انحباس الأنفاس.و غامت عيناها بحس من الإثارة.كيف سيكون شعورها لو كانت علاقتهما غرامية؟
فقالت :" لا."
أتراها تنكر ذلك على نفسها أم عليه؟ و مالت إلى الخلف محاولة ان تفك عنها السحر الذي تملكها:" لا, انا لا أريد حبا شاعريا.لكنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب.و كنت أتوقع مزيدا من ... الرقة كما أظن."
- الرقة؟
و بدا عليه الإجفال ثم ضحك. و طرفت بعينيها لتغير ملامحه و خفق قلبها ثم غمرتها موجة ساخنة وهي تنظر إليه.
الأفضل لها أن تحاذر بقرب نك بايلي!
- جاء دوري لأسألك ما المضحك؟
- أرى أن أهذب تصرفاتي.
و مد يده إلى مقبض باب السيارة يفتحه و يشير إليها بالخروج.
- شيء ما يخبرني بأنك لست بحاجة إلى تدريب.
فقال وهو يشير إلى مطعم إيطالي صغير عبر الشارع:" وما هو هذا (الشيء)؟"
- أنا واثقة من أن لديك خبرة واسعة
- أنت تمنحينني قيمة أكثر مما أستحق.
- لا أدري في السادسة و الثلاثين من عمري.أتظنين رجلا في عمري لم يواعد في حياته؟
- يواعد؟ آه, هذا ما تصف به الأمر إذن! هذا الوصف قد يكدر كارمن.
فتوتر فكه:" أنا حقا لا أريد أن أمضي السهرة في الحديث عن كارمن بل أفضل أن أمضيه في الحديث عنك."
فقالت بدهشة :"عني؟"
كانا قد وصلا إلى المطعم فدخلاه و تفاجآ بالحشد فيه:" تيا لذلك! نسيت أنها ليلة الجمعة." تمتم بذلك وهو يسير إلى المديرو قال ينبهها:" سيكون علينا ان ننتظر."
فهزت كتفيها:" لا يهم"
عندما ذكر اسمه للمدير منحه هذا ابتسامة عريضة:" السيد بايلي هذا سرور لنا. أنا مسرور برؤيتك و رؤية خطيبتك.تفضلا من هذه الناحية.لدي مائدة رائعة لكما."
تبعته مذهولة, متجاهلة تذمر الناس من خلفها.وخلال ثوان كانت تجلس حول مائدة صغيرة في زاوية منعزلة أنيقة و هادئة في المطعم. أحضر لهما النادل قائمة الطعام فاختفت خلفها حتى غادر الرجل ثم رفعت بصرها إلى نك:" لا بد من حصولك على صديق في مكان مناسب هو شيء حسن."
- أنا لا أذكر أنني رأيت هذا الرجل من قبل.لكنني أكلت هنا مرة أو اثنتين.
خفضت بصرها إلى قائمة الطعام
- هل يحدث هذا معك غالبا؟ سألته و هي تلقي بالقائمة جانبا إذ كانت تعلم أنها ستطلب لحم العجل, فهذا ما تطلبه في المطاعم الإيطالية.
فوضع قائمته جانبا:" أحيانا,إذا كانوا يعرفونني و يعرفون أنني سأمنحهم شيئا."
- بقشيشا جيدا؟
- توصية من فندقنا عندما يسأل النزلاء الأجانب عن مطعم جيد يقصدونه.
- هممم... هذا جميل. ربما علينا أن نكثر من الأكل في الخارج طالما دامت هذه الخطبة.أراهن أنني سأرى أماكن لم أعرفها من قبل.
تصلب جسم نك للحظة بشكل غير ملحوظ لكن موللي انتبهت لذلك: "ماذا؟"
- ماذا تعنين؟
ضاقت عيناها و هي تتأمله:" لم يعجبك ما قلته.ما الذي جعلك تنقبض؟"
- فلنقل أن لدي بعض التحفظات.
- بالنسبة إلى ماذا؟
- إلى الوضع كله.
طرفت بعينيها ثم استندت إلى الخلف:" أي وضع؟ خطبتنا الزائفة؟"
- منذ يومين لم أكن اعرفك. و الآن مدينة سان فرانسيسكو بأجمعها تعتقد بأننا خطيبان, ومازلت أنتظر لأعرف ما الذي تتوقعينه من هذا كله.
قطبت جبينها:" أنت تثير جنوني.أنا احتجت إلى شخص لأجل حفلة زنتك لليلة واحدة فقط.أنت الذي أدمت الخطبة فلماذا تصر أنني أريد منك شيئا منك؟ هل تراودك دوما هذه الشكوك؟"
تجاهلته و بحثت في حقيبة يدها ثم اخرجت قلما و بطاقة و أخذت تكتب عليها.
- ماذا تفعلين؟
- لا أدري إذا كان هذا قانونيا, و لكن هذا ما ينبغي أن يكون.إنه اعتراف بخطي بأنه لا يحق لي أن أطلب أي شيء منك.
ووقعته و دفعته إليه عبر المائدة.وهي تقول متوترة:" إذا لم يناسبك هذا فاعتبر إذن أن خطبتنا قد انتهت و فكر في طريقة تخبر بها أمك."
نظر إلى البطاقة و في هذه اللحظة جاء النادل فوضعها نك في جيب سترته بينما وضع الرجل كأسي ماء على المائدة:" ماذا ترغبان في الأكل؟"
عندما اخبره نك بما اختاراه. نظر إلى موللي التي كان الاحمرار مازال يكسو وجنتيها و الغضب يلمع من عينيها.ما كان له أن يضايقها لكن الفضول مازال يتملكه لردة فعلها هذه.

- نك بايلي, هذا ما ظننته.
و تقدم إلى مائدتهما رجل طويل يرتدي بذلة عمل:" تهاني. قرأت عن خطبتك في الصحيفة.هل هذه خطيبتك؟"
نهض نك و صافح الرجل و أومأ:" موللي أعرفك إلى جاسون هولتون. هذه موللي يا جاسون."
ابتسم الرجل لها:" يسرني أن أتعرف المرأة التي استطاعت أأن تفوز بصديقنا.لم يظن أحد أنه سيرى هذا اليوم.متى موعد العرس؟"
و نظر إلى نك:" أتوقع أن يكون أفخم عرس في سان فرانسيسكو. فكر في كل الذين سيحضرون المناسبة فقط كي يروا حدوث المستحيل."
- هل كان نك يتهرب من الزواج؟ ألقت موللي هذا السؤال متفكهة بالارتباك الذي سببه جاسون لصديقه.
- كان يعبث بشكل...
و أدرك فجأة إلى من يتحدث:" آه, أنت تعرفين حال الرجل قبل أن يعثر على المرأة المناسبة."
فقال نك بجفاء:" ربما عليك أن تدع موللي تستمتع بجهلها بماضيّ و عد أنت إلى سيليست"
- لقد ابتدأنا العشاء لتونا.ربما عندما ننتهي جميعا نجلس معا لتناول القهوة.
فقال نك بحزم:" لدينا مشاريع لبعد العشاء."
نظر جاسون إلى موللي ثم عاد إلى نك:" بكل تأكيد.إنني أفهمكما.فلندع ذلك لوقت آخر."
و ربت على ظهر نك ثم أومأ إلى موللي محييا:" يمكنك أن تتعرفي إلى سيليست في المرة القادمة.تهاني لكما."
انتظرت موللي إلى أن أصبح بعيدا ثم مالت إلى الأمام وقالت بهدوء: "كيف يكون حال الرجل بالضبط قبل أن يجد المرأة المناسبة؟"
فرفع حاجبيه:"أعتقد ان هذا النوع من الأمور لا يأتي الرجل أبدا على ذكره عندما يجد المرأة المناسبة."
- ولكنك تحاول أن تخبرني بأن ليس لديك كل تلك الخبرة؟
- جاسون يبالغ, فقد تزوج سيليست حال خروجه من الجامعة ومازال يشعر بأنه كان عليه أن يعبث قبل الزواج.
- وهل هذا صحيح؟
فهز نك رأسه:" أظن زواجهما سعيدا, لم تنتشر قط عنهما أي نوع من الشائعات أنا أحد أصدقائه الذين مازالوا عازبين."
- ولماذا؟ لقد أدركت موللي فجأة أنها تريد أن تعلم كل شيء عن الرجل.ليس لكي تجيب على أسئلة قد توجه إليها.ولكن إرضاء لفضولها.إنها تعرف اللون الذي يحبه و الطعام الذي يفضله و لكن هناك الكثير مما لا تعرفه.وليس هذا لأنها بحاجة إلى الانخراط التام في حياته.ذلك أن الخطبة المؤقتة قد تنتهي بنفس السرعة التي حدثت بها, ولكن حتى ذلك الحين تريد أن ترضي فضولها بمعرفة ما تستطيع ت أن عرفته عن هذا الرجل.
هز كتفيه:" في العمر الذي يبدأ فيه الرجل بالبحث عن رفيقة حياته كنت أكافح في سبيل التحكم بسلسلة فنادق ماغيللان.وكان أبي قد مات فجأة بنوبة قلبية, فرأيت نفسي في سن الخامسة و العشرين أخلف أبي و أدير السلسلة عنه."
- أتريد أن تخبرني أنك لم تخرج مع نساء طوال السنوات العشر الماضية؟
- كلا بالطبع.لكن نوع النساء اللاتي عرفتهن لم يكن يصلح للزواج.كانت مواعيد لمناسبات عمل أو احتفال جمعيات خيرية.
- أو لمجرد المتعة
فأومأ:" أو لمجرد المتعة."
- لكنهن لسن من نوع النساء اللاتي تأخذهن إلى بيتك وتقدمهن إلى أمك.
- عندما يأخذ الرجل امرأة إلى بيته ليقدمها لأمه, عليه أن يكون حذرا.
ابتسمت موللي محاولة أن تتصور نك خائفا من تعليقات أمه إذا أحضر امرأة إلى البيت.و لأمر ما لم تقنعها الصورة ذلك أن نك لم يكن ممن يرهبهم أحد.
- لدي احساس بأن بإمكانك أن تواجه أمك.
- ليس مؤخرا. ما زلت لا أعرف ما تريدينه من وراء كل هذا لكنني سأبذل جهدي كي تشفى أمي.
نظرت إليه موللي متسائلة كيف لا يستطيع أن يفهم أن بعض الناس
يساعدون الآخرين لمجرد الخدمة.إنه مقتنع بأن دوافعها مادية.هل يمكن له يوما أن يغير نظرته إليها؟
- عليك أن تنتظر لترى.
- أقول على سبيل التحذير إنني لست خصما يسهل التغلب عليه.حذار وإلا ستكونين أنت التي ستتألمين في النهاية.
بعد وجبة لذيذة وخدمة ممتازة خرجا وهما يلوحان لجاسون و زوجته مودعين. وقد سرت موللي لعدم اضطرارها إلى تناول القهوة معهما. فالإدعاء أمام أمه المريضة هو شيء و التمثيل أمام أصدقائه هو شيء آخر لأنه من المحتمل أن يحلل أصدقاؤه الأمور أكثر من أمه.
عندما جلست موللي في السيارة بعد ذلك بلحظات, تذكرت أنهما لم يتدربا على شيء. أو لم يكن هذا سبب خروجهما؟ و بدلا من ذلك أخذا يثرثران,أثناء العشاء,بأسلوب ودي تقريبا كما أنه لم يمسك يدها و لو يعانقها كما لم يدعها حبيبتي أو عزيزتي أو بأي شيء شاعري حتى أمام النادل. عندما جلس نك وراء المقود التفتت إليه:" ماذا عن ذلك التدريب الذي تحدثت عنه؟"
- هل في ذهنك شيء خاص؟
سألها بكسل وهو ينظر إليها. كان الظلام قد حل والضوء الوحيد كان ضوء الشارع ولافتات النوادي الليلية والمطاعم حول الساحة. تحت الأضواء الخافتة والظلال بدا شكله أكثر شبها بالقرصان. وارتجفت موللي هل يمكن السيطرة على مشاعرها؟
- أنت أثرت الموضوع.ماذا في ذهنك؟
فقال بكسل:" أولا, أن نتعرف أكثر على بعضنا و بهذا لن تنفعلي عندما تكونين بقربي."
- أنا لست سريعة الانفعال!
مال نحوها وتسلل بيده إلى رقبتها فتسارعت خفقات قلبها.و سمرتها عيناه السوداوان اللتان اشتبكتا بعينيها.حاولت أن تأخذ نفسا عميقا تهدئ به أعصابها و تسترجع تسلسل أفكارها.
سألها:" إذا عانقتك هل ستعتبرين ذلك تدريبا؟"
كلمة (تدريب) ليست الكلمة المناسبة, كما أخذت تفكر! "البهجة" و"الإثارة" ... قد تصلح أكثر وهذا لا يعني أنها ستشارك هذا الرجل المتغطرس هذه الانفعالات.لقد حان الوقت لكي يشعر بالإذلال:"سأعتبره كذلك و لكن هل ستعتبره أنت كذلك؟"
قالت هذا وهي تميل نحوه و كادت تبتسم لما أحست به منه من إجفال. ولكن سرعان ما جذبها نحوه و أخذ يغذي بخبرته المشاعر المحمومة التي بدأت تثور.أحاطها بذراعيه مشددا من احتضانها بينما تشبثت هي بكتفيه و كأنها تتشبث بحبل النجاة.
تفجر عالم من الألوان خلف جفنيها المغمضين و رهفت حواسها. وتراقص قلبها فرحا و سمعت خفقات قلبه,و ارتفعت الحرارة بشكل مثير حتى تمنت موللي أن تفتح النافذة لتدع ضباب الليل ينعش الجو. ولكن ليس إلى حد يجعلها تقطع هذا العناق الذي أملت أن يستمر إلى الأبد. بعد لحظات طويلة تراجعت موللي و رفعت بصرها إلى نك. تنحنحت و تمنت لو أنها كانت محنكة حاضرة البديهة ولكنها أكثر من ذلك تمنت لو تعود فتلقي بنفسها عليه وتعانقه حتى الصباح. قالت:
" ربما هذه ليست فكرة جيدة.أنا أعلم أنك تريد تدريبي وما شابه و لكن هذا يكفي لهذه الليلة."
لامس نك وجهها ثم استند إلى الخلف و نظر حوله:" تبا! لا يمكنني أن أصدق أنني نسيت أننا وسط "ساحة واشنطن" في منتصف ليلة الجمعة. على الأرجح أن نصف سكان مدينة سان فرانسيسكو قد رأونا."
- لا أحد يمكنه أن يرانا في هذا الظلام.
قالت هذا و هي تستند إلى الخلف شاعرة فجأة بالبرد.كان بإمكانه أن يقول شيئا يلطف هذا التوتر لكنه بدلا من ذلك عاد إلى التقطيب, متجها بالسيارة إلى الحي الصيني ومنه إلى شقتها.كلاهما بقي صامتا طوال الوقت.
نظرت إلى الأنوار محاولة أن تتجاهل الدم الذي مازال يندفع في عروقها و الشوق الذي كلأ كل خلية فيها. لم تعرف مثل هذا الشعور من قبل. هل هذا لأنها عانقت رجلا لا تكاد تعرفه؟ فاكهة محرمة كما يقول المثل؟ أم أن هناك شيئا فريدا في شخصية نك؟
لم تشعر أن من السهل معرفته.فقد أرغمها على التعاون معه في هذه التمثيلية مع أن ذلك يتناقض مع سمعته.و بعد أن اقترح هذا المشروع وضعها تحت المراقبة.و مع ذلك كان سلوكه الليلة ودودا و حريصا على الإرضاء.عندما وصل إلى شقتها أوقف السيارة و نظر إليها:" أنا لن أصعد معك إذا كان هذا لا يزعجك؟"
كبحت موللي ضحكة قصيرة فهذا جل ما تريده الليلة إذل عليها التحكم بمشاعرها.
- حسنا. سأراك غدا إذن.
- الحفلة تبدأ عند السابعة سآتي لآخذك قبل ذلك بربع ساعة ولن يستغرق وصولنا إلى الفندق وقتا طويلا.إنها حفلة رسمية.
ونظر إليها بعينين ضيقتين متأملا.
أومأت موللي ثم فتحت الباب:" هذا ما توقعته.شكرا للعشاء فقد كان ممتعا."
ثم نزلت قبل أن يقزل شيئا و أسرعت إلى الباب الأمامي.
- موللي؟
التفتت إليه و كان قد نزل من السيارة و أخذ ينظر إليها:" ذلك العناق الذي تبادلناه... لم يكن لمجرد التدريب."
وقفت حائرة بينما عاد إلى سيارته ثم تحرك بها مبتعدا.

في الصباح الباكر من يوم السبت تنشق نك الهواء المنعش العابق بشذا أورق شجرة "الأوكالبتوس" و برائحة البحر.وكان يتهيأ للركض في "حديقة البوابة الذهبية" العامة الأمر الذي لم يعد يقوم به بقدر ما يتمنى.هناك خمسة كيلومترات يستمتع بقطعها و تؤدي به إلى أهدأ نواحي الحديقة العامة حتى أن بإمكانه أن يتمشى على الشاطئ.
وقفت سيارة جيب داكنة اللون خلفه و ترجل منها دوني.
- ألم تجد وقتا و مكانا آخرين؟
قال هذا متذمرا وهو يسير إلى نك و يرشف قهوة أحضرها من بائع جوال.
- لا.
كان كلاهما يرتدي سروالا قصيرا و حذاء للركض و قميصا مقفلا فضفاضا.
- أجاهز أنت للركض؟
- لا علي أن أنهي قهوتي أولا.
ومال متكئا على السيارة و أغمض عينيه:" أنا لست مثلك. بقيت ساهرا حتى الثالثة صباحا."
و فتح عينيه و نظر إلى نك:" متى اوصلت موللي إلى بيتها الليلة الماضية؟"
- قبل الثالثة بوقت طويل.
ز مد نك يده يتناول فنجان القهوة يرتشف من جرعة طويلة.
- مهلا ... هذا فنجاني.
فقال نك و هو يناوله الفنجان :" كلما أسرعنا في إنهائه أسرعنا في البدء من جديد. هل عرفت شيئا جديدا؟"
- عن موللي أم عن المقهى.
- عن الاثنين.حاول نك أن يجعل لهجته طبيعية لكنه كان فضوليا وحذرا
- لا شيء عنها.إنها مستقيمة.
- أنا لست بحاجة إلى رأي الشرطة.فأنا لا أظنها متورطة في جريمة ما. أتظن أن لديها خطة في ذهنها؟
- الشيء الوحيد الذي تمكنت من معرفته هو أنها لم تمض قط علاقة طويلة مع شخص.لا أظنها تحاول أن تحطمك.ماضيها لا يوحي بذلك و لن تتحول فجأة إلى امرأة مخادعة.
أومأ نك و هو يستدير لينظر إلى الطريق.كان يعلم أن موللي ليست مخادعة و لكنه يريد إثبات ذلك.قال وهو يبدأ الركض:"فلنذهب."
أدركه دوني في ثانية, ثم ابتدأ الاثنان يركضان معا.
سأله نك :" وماذا عن المقهى؟"
- هناك حتما خطب ما و أظنه هاري كوكر.
- هاري؟ إنه هناك منذ سنتين و نحن لم نلحظ النقص إلا قبل ثمانية أشهر.
- الأشياء تتغير على كل حال و أنا أبحث في الخلفيات.ربما برز شيء منذ ثمانية اشهر فغيره.
- هل أنت واثق من أنه هاري؟
- هناك برهان سأحصل عليه
ركضا فترة صامتين عاد دوني بعدها ليسأله:" هل ستتخذ ضده الإجراءات القانونية عندما أحصل على البرهان؟"
- نعم على الفور.تبا له !
- هذا ما تصورته.ماذا لو كان لديه طفل بحاجة إلى عملية جراحية أو ما شابه؟
- تحر عما يحدث و دع الأمر لي.
- نعم, يا سيدي, كما انني لست مهتما تقريبا بهذا الأمر قدر اهتمامي بما ستفعله بالنسبة لموللي.
- أنا لا أفعل شيئا معها.
- الخروج برفقتها أربع مرات هذا الأسبوع يبدو و كأنه شيء ما.
- كيف عرفت بمسألة ليلة امس؟
- هيه ... لا تنسى أنا التحري الخاص البالغ المهارة.
خرجا من تحت الأشجار إلى الجزء الذي ينحدر نحو الشاطئ. فكر نك في سؤال دوني عن موللي عندما ابتدأ الركض على طريق ترابي. ما الذي ينوي عمله بالنسبة إليها؟
لم يتعلق عناق الليلة الماضية بالتدريب. كان ناجما عن مشاعر صرفة. لم يتملكه مثل هذا الشعور نحو امرأة منذ سن المراهقة كما أنه كان معروفا بضبط النفس. لكن عناق موللي نسف ذلك.
- هل تشاركني النكتة؟
- ماذا؟ و نظر إلى دوني
- أنت تبتسم. ما المضحك؟
- لا شيء.
كان يتساءل عما عسى تكون فكرت فيه بالنسبة إلى آخر ما قاله لها عندما افترقا في الأمس.

********

السبت هو يوم موللي المفضل ففيه تنهض باكرا و تتناول فطورا بسرعة ثم تبدأ في الرسم. وهو بالنسبة إليها يوم راحة تبتعد فيه عن الزبائن و ذوي النفوذ و الرؤساء الذي يتوقعون المعجزات أحيانا والذين يعتبرون الفن سلعة و ليس إبداعا. أحب العمل في شركة زنتك لكنها احبت الرسم و حلمها ان تتمكن ذات يوم من أن تعيل نفسها من فنها , لكن ذلك اليوم لم يأت.
هي دائما تعرض بعضا من لوحاتها في معرضين للفنون في المدينة. واحد بجانب المرفأ و الآخر قرب " ساحة يونيون". كلاهما صغير لا يزال في طور النمو.إلا أن اللوحات التي باعتها ساعدتها في زيادة دخلها و مكنتها من شراء شقتها.فضلا عن هوايتها كما يدعوها والداها خولتها قضاء إجازاتها في أماكن غريبة.
كانت اليوم تريد وضع اللمسات الأخيرة على لوحة أمضت في رسمها عدة عطلات اسبوعية في " حديقة البوابة الذهبية" العامة و هي تمثل جزءا من " حديقة الشاي اليابانية". حيث تبدو أغصان الصفصاف منحنية وكانت مسرورة من النتيجة.
ارتدت بنطلون جينز مريحا و قميصا قطنيا ناعما ثم دست فوق ثيابها
مئزرا ملطخا ترتديه أثناء الرسم.كان الجو دافئا إلى حد استغنت فيه عن الحذاء. اغتسلت بسرعة و غسلت اسنانها.ثم رفعت شعرها إلى الخلف كي لا يزعجها أثناء الرسم. تفحصت اللوحة لحظة فرأت أنه بعد ساعتين ستكون اللوحة قد انتهت.و مدت يدها إلى الألوان.
عادة ما إن تلمس الفرشاة حتى تضيع في عالم الألوان و الأشكال. لكنها اليوم لم تشعر بالراحة. رسمت ورقة شجر ثم أخذت تفكر في نك و عناقه.
تأملت صورة المياه و لكنها بدلا من ذلك رأت صورتهما هما الاثنين أثناء عشاء الليلة الماضية. ورغم جهودها لم تعرف عنه ما تريد أن تعرفه.إنه إما بطل في النفاق و إما أكثر تحفظا مما تظن.
مرة أخرى حولت انتباهها إلى اللوحة.لم تكن تريد مداومة التفكير في نك , فاليوم هو اليوم الوحيد الذي بامكانها فيه أن تكرس نفسها للرسم. وغدا لديها واجبات منزلية عليها أن تقوم بها و بعد ذلك يبدأ العمل الأسبوعي.
ماذا كان يفعل نك اليوم؟ هل أمضاه في المكتب؟ في لعب الغولف؟ في رحلة بحرية؟ أما عليها أن تعرف هوايات خطيبها المزعوم؟
وضعت فرشاة و لوحة الألوان ثم سارت تبحث في حقيبة يدها. أخرجت الورقة التي أعدها لها دوني. كانت تلقي عليها نظرة عندما ذهبت إلى بيت والدة نك ذلك اليوم, لكنها لم تستوعب كل شيء.و أخذت تقرأ بسرعة. كان الأمر كما ظنت تماما ذلك أن دوني لم يسجل هوايات نك.
تملكها الغضب وعادت إلى الرسم. أخذت تضع اللمسات الأخيرة على اللوحة بينما أفكارها مشتتة بين العمل و نك بايلي.



هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:14 AM   #7

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




: مسرح الخداع:



بعد وقت قصير أجفلت موللي لرنين الهاتف.نادرا ما كانت تتلقى مكالمات يوم السبت, فمعظم أصدقائها يعرفون أنه اليوم الذي تتفرغ فيه للرسم.و رفعت السماعة:
- آلو؟
- موللي.أنا ايلين بايلي أرجو ألا يكون اتصالي في غير وقته. بدا صوت المرأة أقوى مما عهدته سابقا.
- على العكس. كيف حالك؟
- أحسن بكثير شكرا. لكنني أشعر بنفسي قوية بما يكفي لأحظى برفقة على الغداء.هل لك بالمجيء؟ ذلك سيمنحنا فرصة للتعارف دون أن نهتم لنك.
- نهتم لنك؟
ضحكت ايلين برقة:" حسنا, لا يمكننا أن نتحدث عن كل ما نريده إذا كان جالسا معنا."
تملك موللي الفضول:" وما الذي عسانا نتحدث عنه من دونه؟"
- عن طفولته مثلا... لدي ألبومات إذا كنت تحبين رؤية بعض صور الأسرة القديمة.
نظرت موللي إلى اللوحة التي كانت قد انتهت لتوها من رسمها والتي لا تزال تتمسك بها لأنها تكره دوما أن تنهي مشروعا.و إلى أن تجد موضوعا جديدا, تبقى شاعرة بالضياع.
و قالت ايلين بكبرياء:" إذا كان لديك مشروع آخر سأتفهم ذلك."
لم يكن لدى موللي أي مشروع آخر, أو أي سبب يجعلها ترفض ما عدا أنها لم تشأ أن تتورط أكثر من ذلك.لكن الوحدة في صوت المرأة أثرت عليها. كم سيكلفها قضاء ساعتين مع ايلين بايلي؟
- لا ليس لدي مشروعات أخرى. متى علي أن أحضر؟
- في الثانية عسر و النصف. ثم اقفلت الخط.
ترددت موللي لحظة ثم حاولت الاتصال بنك في الفندق.دهشت قليلا وهي تكتشف أنه لا يعمل يوم السبت.ولم يكن هناك من يخبرها أين هو. أقل ما كان يمكنه فعله هو أن يعطيها رقم هاتفه الخليوي أو رقم بيته, كما أخذت تفكر متذمرة و هي تبحث عبثا عن ذلك في دليل الهاتف. قلقت من ردة فعل نك عندما يعلم أن موللي و أمه تناولتا الغداء من دونه و فكرت في أنه ربما سيتهمها بمحاولة خداع أمه لتتنازل لها عن ميراثها.


**********


عندما وصلت موللي أرشدتها مدبرة المنزل إلى غرفة ايلين بايلي.وكانت ترتدي قميصا ملونا و تجلس مستندة إلى عشر وسائد. وعندما وصلت موللي بادرتها بابتسامة عريضة مرحبة وكان التحسن باديا عليها.
أنا مسرورة جدا لمجيئك موللي. وسامحيني إذا لم أقف لك فقد سبق وحاولت ذلك فكان مجهدا للغاية. لذا قررت أن أرتاح و أكرس طاقتي لهذه الزيارة بدلا من أجلس على كرسي.
- لا عليك. إذا كان وجودي هنا يتعبك أخبريني بذلك فأخرج حالا.
نظرت موللي إلى الممرضة فابتسمت لها مرحبة ثم انتقلت لتجلس بجانب النافذة.
- وجودك هنا أشبه بالدواء المقوي.أتريدين أن تشربي شيئا؟
- سأنتظر حتى الغداء.كيف حالك؟ و جلست على كرسي بجانب السرير.مازالت ايلين تبدو هشة كما كانت تلك الليلة و فكرت في أنها لا بد هزلت كثيرا أثناء المرض.
- أنا احسن بكثير. شكرا يا عزيزتي.لاحظت تلك الليلة أن خاتم الخطبة لم يكن في اصبعك و تصورت أنك لا بد تركته في البيت أو ماشابه.ألم أر خاتما في صورة الصحيفة؟
- آه. حاولت موللي أن تفكر راجية أن لا تفضحها ملامحها لا سيما أنها لم تكن بارعة في اختلاق الذرائع:" لدي في الواقع خاتم جميل, لكنني لا ألبسه أثناء الرسم.لا أريده أن يتلطخ و عندما اتصلت بي كنت أرسم. وهكذا نسيت أن اعيده إلى إصبعي عندما غسلت يدي."
عليها ان تتذكر دوما أن تضع خاتم جدتها في اصبعها. و أخذت ايلين تسألها بلهفة:" أنا متلهفة لرؤيته.أخبريني مرة أخرى كيف تعرفت إلى نك وكيف عرض عليك الزواج هل كان الأمر مفاجأة؟ هل كان ذلك رومانسيا؟"
- دوني عرفنا ببعضنا البعض.
قالت موللي هذا آملة ألا تلح المرأة في إلقاء الأسئلة.ما الذي أخبره نك لأمه؟ماذا لو اختلفت قصتيهما؟ و تابعت تقول:" ليس من وقت طويل في الواقع كان ذلك بحب عاصف."
على الأقل عليها ان تقول هذا ... و عادت تقول:" أنا متلهفة لرؤية نك وهو صغير."
أفضل طريقة لتمضية فترة الغداء هو أن تدع ايلين تتحدث عن نك مكتفية هي بالإصغاء. و بهذا تأمن زلة اللسان.
قالت ايلين مخاطبة الممرضة:" هلا ناولتني أول ألبوم يا سيدة براوم؟"
نهضت الممرضة و أحضرت لها الألبوم وهي تقول:" سأنزل إلى المطبخ لأرى ماذا جرى مع شو ــ وين بالنسبة للغداء الذي لا بد أصبح جاهزا الآن."
- سنكون هنا. قالت ايلين هذا بجفاء بعد خروج الممرضة ثم ابتسمت لموللي:" إنها عزيزة علي.لكنني أظن الوقت حان لكي تذهب. فقريبا سأقف على قدمي و أساعدكما على التخطيط لهذا الزفاف. أنا متشوقة للتعرف على والديك أيضا. هل كانا مسرورين لسماعهما أن ابنتهما ستتزوج؟"
- هما ... لا يعلمان عن الخطبة.
- لم لا؟
- إنهما حاليا في رحلة بحرية و من الصعب نوعا ما الاتصال بهما. طبعا كان لدى موللي كل ما يلزم للاتصال بوالديها لكنها لن تخبرهما عن هذه الخطبة.و إذا حالفهما الحظ ستكون انتهت قبل عودتهما. قالت ايلين ببطء وهي تتأمل موللي مفكرة:" أنا واثقة أنهما متشوقان لسماع أخبارك."
أومأت موللي و أشرق وجهها بالابتسام و هي تتظاهر بالنظر في الألبوم:" هل لديك صور لنك و هو طفل رضيع؟"
و عندما انفتح الباب بعد عدة ثوان رفع كل من موللي و ايلين والممرضة نظرهن بدهشة. وكانت النسوة الثلاث يتأملن الصور في الألبوم. كانت موللي مستغرقة بالنظر إلى نك الذي بدا لها طفلا مشاغبا. متى أصبح بهذا الشكل الجدي الجاف؟

وكان نك يقف عند الباب ينظر إليهن غير مصدق.
- ماذا تفعلين هنا يا موللي؟
- أزور أمك.
قالت هذا و هي تحملق فيه باستغراب. لقد ذهب ذلك الثري ذو البذلة الفخمة و الحذاء الايطالي ليحل مكانه رجل أكثر شبها بذلك القرصان الذي يذكرها به. كان يرتدي سروالا رياضيا قصيرا و قميصا ضيقا يحتضن صدره الرحب فكاد منظره يخطف أنفاسها. كان واضحا أنه كان يمارس الرياضة. تقابلت نظراتهما فرات الشك في عينيه. فكرت أنهما عادا إلى ذلك مرة أخرى و نظرت خلسة إلى الأم و الممرضة. أتراهما لاحظتا؟
و قالت خارقة الصمت:" إننا نشاهد صور الأسرة."
و سألته أمه :" ما الذي تفعله هنا يا نك؟"
- اتصلت بي شو ــ وين وقالت إن علي أن أحضر فورا فظننت شيئا حصل.
فقالت الأم :" أنا طلبت منها أن تتصل بك لتعلمك أن موللي هنا. لقد دعوتها للغداء و رأيت أنك ربما تريد أن تقلها إلى بيتها فيما بعد. لكن الأمر لم يكن مستعجلا.
- موللي ستبقى للغداء؟
- نعم.
من النظرة التي رمقها بها عرفت موللي أن بقاءها هناك لا يعجبه. كانت تحاول جهدها أن تفكر كما تفكر أي خطيبة. ماذا يتوقع منها نك أن تفعل إذا دعتها أمه إلى الغداء؟
- سأغير ملابسي و انضم إليكما و لكن هل يمكنني أن أرى موللي لحظة الان؟
فقالت الأم بابتسامة عريضة:" طبعا"
كانت تعلم أن أمه تتصور لقاء محموما بين عاشقين. وبدلا من ذلك تبعته إلى الردهة خائفة من التعنيف بينما أغلق هو باب غرفة النوم فبقيا وحدهما. ثم سألها بخشونة:" أي لعبة تقومين بها الآن؟"
- أممممم ... أعتقد أنها اللعبة التي ابتدأت بها. أخدع أمك حتى المدة التي تناسبك.
- اعني لماذا جئت إلى هنا هذا الصباح؟ هل ظننت حقا أنن لن أعرف؟
كانت قد تضايقت قليلا لشكوكه المستمرة:" هي التي دعتني. لقد ترددت لكنها ألحت علي. ألست أنت الذي تحاول أن تجعلها تتحسن؟ أظنها كانت تشعر بالوحدة و السأم فجئت أسليها."
- تشعر بالسأم؟ لديها أصدقاء كثر.كان بإمكانها أن تدعو أحدهم.
- و ماذا عن ابنها الشغوف؟
- أنا لا أتجاهلها نحن لا نتحدث عني الان. أنا لا اريدك أن تجلسي مع أمي عندما لا أكون موجودا. هل هذا واضح؟
- ولم لا؟
تخلل شعره بإحباط:" دعي الأمر عند هذا الحد. سأغير ملابسي و أنضم إليكما."
و بجرأة اخذت تمرر أصابعها على ذراعه:" لا تغير ملابسك بسببي."
قالت هذا مداعبة و كادت تضحك و هي ترى ملامحه المجفلة. ربما عليها أن تبدأ في لعب دور الخطيبة لترى إن كان هذا ما يريده حقا.
أمسك اصابعها يضغط عليها برفق دون أن يتركها وقال:"ما هذا الآن؟"
- لم لا تحاول أن تثق بالآخرين أحيانا؟
- علمتني الحياة أن الثقة قد تحطم لي أسناني.
فمالت عليه:" آه, لا نريد أن يحدث لك ذلك لأن أسنانك جيدة للغاية."
- جيدة للعض. قال هذا وهو يجذبها إليه ثم يحيطها بذراعيه.
- و هل أنت تعض؟ سألته باسمة و قلبها يخفق توقعا.
- أحيانا.
و أخذ ينظر إليها وهو يحني رأسه ببطء حتى انعدمت المسافة بينهما. كان عناقه دافئا و مفعما بالرجولة و تسربت إليها حرارة جسمه الصلب حتى كادت تشتعل.
كان يعلم ان عليه الابتعاد فهو لا يريد التورط أكثر مع موللي ماغاير. لكنها كانت بالغة الليونة بين ذراعيه و بالغة العذوبة, ما اشعل نيرانا في عروقه... و تراجع عتها ببطء ثم أراح جبهته على جبهتها ناظرا إلى عينيها و هما ترمشان.
- سألتحق بكما حالما أغير ملابسي.
- هل عليك أن تذهب إلى بيتك لتغير ملابسك؟
وكان صوتها منخفضا ما جعل نك لا يريد أن يتحرك مقدار سنتمتر.
- لا. لدي بعض الملابس هنا و لن أتأخر.
- سأحاول إذن أن أتحكم بمشاعري حتى تعود.
و تراجعت ثم اتجهت إلى الباب المفتوح فقال ينبهها:" حذار مما تقولينه لأمي."
- نحن ننظر فقط إلى صور الطفولة. كنت طفلا جميلا. هل كنت حينذاك تشك في كل شيء مثل الآن؟
- الحياة تعلم بعض الدروس الصعبة.
- لا أستطيع أن أتصور أن أي شخص يمكن أن يعلمك شيئا.
أجابته بذلك بابتسامة جريئة و هي تتابع:" و لكن سيسعدك أنني أتقدم في هذا التظاهر.إنه التدريب كما تعلم."
و فتحت الباب و خرجت منه و كأنها من أصحاب البيت.
أراد أن يتبعها على الفور و ينظر إلى كل ما تفعل ليتأكد من أنها لا تحاول أن تصل إلى قلب أمه. فقد كانت موللي تعلم أن أمه واهنة الصحة. أتراها تحاول بشكل ما أن تستغل ذلك لمصلحتها؟
اغتسل و غير ثيابه في وقت قياسي. فهو لا يثق بموللي إذ يعلم أن النساء يردنه للأموال التي ينفقها عليهن و للمتعة التي يشعرن بها فالحب و الوفاء لم يعد لهما أثر هذه الأيام.
عندما سار متجها إلى غرفة أمه حاول ان يتذكر متى بالضبط انعدمت ثقته بالنساء. هل عندما هجرته جيليان برينتس أثناء سنته النهائية في الجامعة؟ أم بعد تلك التمثيلية التي قامت بها ماريا بيلينغهام حين استلم <فنادق ماغيللان>؟ مازال مدينا بالشكر لصديقه هاملتون الذي جعله يسمعها من حيث لا تعلم و هي تعترف بأنها فقط تتزوجه لأجل ثروته. وكان في ذلك النهاية العاصفة. كل امرأة عرفها بعد ذلك جعلها تفهم منذ البداية أنه لا يفكر في الزواج. حتى كارمن رغم رغبتها في تغيير القاعدة. لم يكن لديه سبب يجعله يرى موللي مختلفة عن غيرها. بل العكس,فالفرق بينهما اكبر مما كان عليه بينه وبين النساء اللاتي اعتاد الخروج معهن. فهي تعيش في شقة صغيرة في الحي الصيني وهو يعيش في "تلة توب" كما أنها ترسم لتزيد دخلها بينما هو لديه ثروة طائلة تسنده. دوني يثق بنواياها, لكن نك يشك في عدم استغلالها للفرصة التي نزلت عليها من السماء. سيصبر عليها ليساعد أمه لكنه سيراقبها عن كثب.
فتح الباب فدهش وهو يرى أمه تضحك. كان اللون يكسو وجنتيها ولمعت عيناها و هي تنظر إلى نك بسرور. كان التغيير فيها أشبه بمعجزة.
- تعال و استمع إلى موللي و هي تخبر كيف قامت بطلاء شقتها.
سحب كرسيا و جلس قريبا من موللي إلى حد احتكت ركبتاه بركبتيها. و عندما ابتعدت عنه قليلا, مال نحوها ووضع ذراعه على مسند مقعدها.
كانت تبذل جهدها لتسلية أمه لكنها تشعر بانعقاد لسانها و تحس بأن وجوده يكاد يعصف بها.
تمتم يقول :" ظننتك ترسمين لوحات."
نظرت إليه ثم انتقلت قليلا إلى اليسار.
- فعلا لكنني أردت أن أبعث بالإشراق إلى شقتي. كانت الجدران قاتمة كئيبة فأردتها براقة مشرقة.
- حدثيه عن البديل المؤقت للسقالة الذي صنعته.
نظرت موللي إلى نك مترددة. أنه لا يتصور ماذا يمكن أن تكون البدائل لأنه يستطيع أن يستخدم فرقة من الدهانين إذا أراد تغيير أي لون.
- حسنا انت تعلم أن في بيتي علية تحت السقف, و بهذا تعلو الجدران من ثلاث جوانب سبعة امتار تقريبا.
أومأ بالإيجاب.لم يذهب إلى منزلها سوى تلك المرة الوحيدة لكنه يتذكر ذلك.
استعرت طاولة جارتي شيلي ووضعتها مع منضدتي بجانب بعضهما البعض ثم وضعت عليهما كرسيين عليهما لوح خشب كالجسر. ونجح ذلك تماما.
- كان بالإمكان أن تقعي و تكسري عنقك.
- كان مزعجا جدا نقلها كلما احتجت تغيير موقعي. لكنني نجحت تماما ووفرت علي مبلغا كبيرا. أحضرت دهانا كي يخمن التكاليف لكنها كانت أكثر مما أردت أن أدفعه بكثير.
تصورها نك على تلك السقالة المؤقتة ثم تخيلها و قد وقعت و انهارت السقالة بالكراسي ولوح الخشب فوقها, فقال بحدة:" لا تفعلي مثل ذلك مرة اخرى."
فنظرت موللي إليه:" ماذا؟"
- هذا بالغ الخطورة لا تفعليه مرة أخرى.
- لكنني كنت شديدة الحذر.
فقالت ايلين:" كان هذا قبل أن تعرفك نك. وأنا واثقة من أنها لن تحتاج إلى القيام بذلك مرة أخرى. وعلى أي حال لن تستمر موللي في السكن هناك طويلا. نحن لم نتناقش في عرسكما على الإطلاق. ولكن لا تدعا مرضي يؤخركما, فأنا أشعر بأنني أقوى لحظة بعد لحظة. وتحديد موعد زفافكما سيسرع حتما في شفائي."
حملقت موللي في نك. ماذا الآن؟ هما لا يجرؤان على تحديد موعد, بصرف النظر عما سيحدث لإيلين. ولكن كيف سيحتالان للتأجيل دون الكشف عن تمثيليتهما؟
- علينا أن ننتظر عودة والدي موللي.
- أحسنت.
تمتمت له موللي بذلك بصوت خافت من دون أن تسمعها ايلين ثم التفتت إلى المرأة:" أنا واثقة من أنك تتفهمين أنني أريد أن أتحدث معهما قبل أن نتابع هذا. لقد كان حبنا مفاجئا عاصفا كما تعلمين."
- لكن هذا الحب خلق ليبقى فأنتما مناسبان تماما لبعضكما البعض.
عندما انتهى الغداء, طلب نك من أمه أن ترتاح ريثما يأخذ موللي إلى بيتها. عندما وصلا إلى الطابق الأسفل من البيت اوقفته قائلة:" ليس عليك أن تفعل ذلك. سأستدعي تاكسي."
- أريد أن أتحدث معك.
- آه ه ه ... محاضرة أخرى؟
فقطب جبينه:" أنا لا ألقي محاضرات."

ابتسمت وربتت على ذراعه شاعرة بعضلاته القوية و الحرارة التي تنبعث منه. ثم استدارت و هي تتنهد أسفا على مما لن يكون. وتمنت لبرهة لو أن الأمور كانت مختلفة بينها وبين هذا الرجل ولو بامكانها أن تصدق أن الرجال والنساء من مختلف الخلفيات يمكنهم أن يجدوا قواسم مشتركة. لكن هذه لم تكن حتى مجرد محاولة للعثور على القواسم المشتركة فقد عقدا هذه المعاهدة فقط ليساعدا امرأة مريضة على الشفاء. وبينما كانا يسرعان باتجاه المرفأ مالت إلى الخلف في تلك السيارة الفارهة و أخذت تنظر من النافذة بكسل. لقد استمتعت بهذه الزيارة و عرفت الكثير نك. كما ارتبطت بإيلين بايلي بشكل غريب.
سألها:" ما الذي تحدثتما عنه أنت و أمي ؟"
- عن هذا و ذاك.و بالأخص عن طفولتك, ظنا منها أنني أريد أن أعرف
كل شيء عنك. يبدو أنها تلوم نفسها بعض الشيء, فقد كانت أكثر انشغالا بأثاثها و تحفها من أن تدع صبيا صغيرا يركض و يعبث في أنحاء البيت.
- كانت أما مميزة.
- وكانت تتمنى لو انجبت المزيد من الأولاد.فتاة صغيرة حتما.
ألقى نظرة باتجاهها :" لم أعرف ذلك قط. كنت أظن أنها تريد ولدا واحدا."
- قالت إنها هي ووالدك كانا يتمنيان المزيد لكن هذا لم يحدث.كما أنها افتقدت أباك إلى حد بالغ. مات منذ عشر سنوات و مازالت تشعر بالوحدة. ومن الطبيعي أن تفتقده وربما ستمضي حياتها في ذلك.
- كان بإمكانها أن تتزوج مرة أخرى.
- لو وجدت من تحبه كما أحبت أباك لربما فعلت.ألا تظن ذلك؟
- رأيي أن ما يسمونه حبا هو شيء مبالغ في أهميته. والرجال والنساء يتزوجون لأسباب مختلفة.فإذا افتتنوا او أعجبوا بأحدهم سموا ذلك حبا.
- أظنك ستحصل حتما على جائزة السنة لأكثر الرجال سخرية. ولكن كونك لا تؤمن بالحب لا يعني أن أمك لا تؤمن به.
- وأنت؟ هل تؤمنين بالحب؟
سكتت موللي لحظة طويلة:" أنا أريد أن أؤمن."
قالت هذا بحزن لكنها والحق يقال تساءلت إن كانت ستعثر عليه يوما ما. كان الافتتان صعبا بما يكفي فهل ستميز حب حياتها إذا هي صادفته يوما.
ربما كل ما في الأمر أنها لم تصادف بعد الرجل المناسب.كان أبواها سعيدين وكانت ايلين سعيدة مع زوجها, أما هي موللي التي بلغت الثامنة و العشرين من العمر فقد ظنت مرتين أنها وجدت الرجل الذي يمكنها أن تتخذه شريكا لحياتها, و بعد خيبة أمل كان غشاء الوهم ينزاح عن عينيها. ربما كانت تتوقع أكثر مما ينبغي.
عندما توقف نك قرب بيتها. مدت يدها لتفتح باب السيارة لكنه وضع يده على ذراعها يعترضها:" سآتي لآخذك الليلة في السابعة إلا ربعا"
- سأكون جاهزة.
- سأفتح أنا الباب.و نزل من مقعده و دار حول السيارة يفتح لها الباب فقالت:" إلى اللقاء."
وعندما توجهت إلى بيتها قال :" موللي؟"
- ماذا؟
- سيكون في الحفلة كثير من الناس ينظرون إلينا ليتأكدوا من أن خطبتنا حقيقية.بما في ذلك كارمن.
فقالت ضاحكة:" لا تخف. سأرتدي أكثر ملابسي إثارة و التصق بك كما تلتصق صلصلة الخردل بالسجق."
ابتسم بخفة وهز رأسه:" يا له من تشبيه فاتن."
فلوحت له بيدها و ابتعدت بينما وقف ينظر إليها.كانت تبدو مثيرة في بنطلون الجينز فكيف ستكون في الثوب المثير؟ وشعر تقريبا بالخوف من أن يعرف ذلك.
- حدثيني عن هذا الرجل. سألتها شيلي بعد أن أنهت تصفيف شعرها. وكانت تنظر إلى صديقتها في المرآة:" آخر ما أتذكره هو أنك كنت تتظاهرين بأنك مخطوبة و تتباهين أمام جاستين بخاتم جدتك جائلة في أنحاء القاعة و بعد ذلك رأيت وجهك في كل الصحف مع خطيبك المزعوم و الآن تذهبين إلى مكان حيث ربما سيراك كل شخص في سان فرانسيسكو و تخبرينني بأنها مجر تمثيلية؟"
فاعترضت موللي:" إنها ليست تمثيلية."
و لمست خصلة من شعرها بمرح:" هذه تبدو عظيمة.شكرا شيليي."
ثم سارت نحو سريرها وتناولت ثوبها تريها إياه و تسألها:" إنه أسود. لكنه ينفع للمناسبة.أليس كذلك؟"
- أنا أتذكر متى اشتريته.أنت تحاولين أن تجربي تأثيره على هذا الرجل, أليس كذلك؟
فقالت موللي ضاحكة:" لا أظن ذلك. ابقي هنا سترينه عندما يحضر.إنه من النوع الذي يعتبر أن العمل هو كل شيء."
- لهذا هو قمة في الثراء.
نظرت موللي إلى شيلي:" إنه غني,أعلم ذلك, ولكن (قمة في الثراء)؟"
- هيه ... إنه صاحب فنادق ماغيللان.
- وهذا ليس أمرا بسيطا.قد لا يكون من أغنى أغنياء أميركا لكنه يلعب بالمال و يتمرغ به.
- دوما كانت أمي تقول إن الفتاة تقع في غرام الغني بنفس السهولة التي تقع فيها في غرام الفقير.
- لكنني لست مغرمة بأحد.
قالت موللي هذا وهي تلبس الثوب.كان أنيقا و ملائما ومحاكا بخيوط فضية متألقة ما جعله يجذب النظر كما يجذب اللهب الفراشة. كان قصيرا مكشوفا عند الذراعين و الجزء الأعلى منه محكم على جسدها. من حسن الحظ أنها تذهب إلى عملها سيرا على الأقدام فبقي وزنها كما كان لأن هذا الثوب يبرز أي زيادة في الوزن. انتعلت حذاء عالي الكعب مع أنها تعلم أن نك يبقى أطول منها بحوالي عشرين سنتمترا وجاءتها شيلي بأحمر شفاه صارخ:" هذا يناسب ملابسك و وضعك أيضا."
- وضعي؟
- نعم. وضعك هذه الليلة, لأن عليك أن تنافسي كارمن, ومن يعلم من أيضا في هذه الحفلة؟
- أنا لن أتنافس مع أحد فهذه خطبة زائفة.فإذا أراد أن يتركني من أجل امرأة أخرى فهذا لا يهمني.
لكنها عندما ازدادت اقترابا من المرأة لكي تصبغ شفتيها شعرت بوخزة من الغيرة.أزعجها على الرغم منها أنه قد يميل إلى امرأة أخرى. وكان هذا حماقة بالغة منها. لقد عقدا الخطبة لأجل مصلحة و هي لن تدوم. وستكون معتوهة لو ظنت لحظة واحدة أن نك بايلي يمكن أن ينجذب إلى امرأة مثلها!


هبهوبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:15 AM   #8

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل السابع : رقص الأقنعة



عند السابعة إلا ربعا بالضبط قرع جرس الباب.
- رجال الأعمال دقيقون في مواعيدهم كما هي حالهم بالنسبة إلى أي شيء آخر.
تمتمت موللي بذلك و هي تسير إلى الباب لتفتحه. وعندما رأت نك حبست أنفاسها.ظهر ذلك اليوم بدا لها وسيما بما يكفي لتعود إليها شهيتها للطعام.أما الآن فهي تعلم لماذا تريد النساء أن يرتدي الرجال ملابس السهرة.إنها تسبغ عليهم روعة خلابة.سألها وهو يشملها بنظراته: "جاهزة؟"
ظنت نفسها قد رأت شعلة من اللهب في عينيه.
- تقريبا,أدخل و تعرف إلى جارتي شيلي.
قامت بواجب التعارف بسرعة شاعرة بالتسلية لرؤية الحذر على وجه نك و الارتياب على وجه شيلي.
سألها نك:" كانت الخطبة الزائفة فكرتك,أليس كذلك؟"
فأومأت:" لكنك أحدثت تغييرا.لم يكن في خطتي رجل."
- ما كان الأمر لينجح.
- وهل هذا سينجح؟ ماذا لو أن أحدا اكتشف الخدعة؟
- مادام الأمر في سبيل شفاء أمي فلا ضرر في ذلك.
فقالت موللي وهي تتناول معطفا خفيفا:" المعذرة. ليس لدي ما أقوله في هذا الأمر."
فقال نك لها بجمود:" هل نذهب؟"
فقالت شيلي:" استمتعا بوقتكما.ولا تنسي يا موللي ما قالته أمي."
ثم خرجت قبلهما و دخلت بابا في آخر الممشى. عندما اطمأنت موللي إلى أن بابها مقفل سألها نك عن آخر ما قالته شيلي. تصورت ملامحه إذا هي أخبرته فقالت:" لا شيء,مجرد نصيحة أم. هل هناك شيء علي أن أعرفه قبل أن نصل إلى هناك أم أن علي أن أبقى هاربة طوال الليل؟"
- سنجلس مع بعض الأصدقاء,آل بيترسن و آل هاربل.فأنا أعرف الرجلين منذ سنوات.زوجة تيم بيترسن هي زوجته الثانية و قد تزوجا منذ أشهر فقط أما بيتسي و باكستر هاربل فقد تزوجا منذ أيام الجامعة.
- هل عرفتهما في الجامعة؟
كانا قد وصلا إلى السيارة ففتح لها الباب لتصعد. و ارتجفت قليلا في برودة الليل فقد كان الضباب يغطي سان فرانسيسكو.وكانت أضواء الليل تبدو متألقة و جلس نك وراء المقود وما لبث أن اتجه بالسيارة إلى فندق "ريفال" حيث تقام الحفلة الخيرية الراقصة.
قالت تذكره:" كنا نتحدث عن أصدقائك وهل هما من أيام الجامعة."
- لا بل منذ الطفولة.
- هل كانا يعيشان في جوار منزلكم؟
- لا بل كنا نرى بعضنا البعض في مدرسة السيدة بورتر للرقص التي كانت أمي تصر على أن أحضرها كما يفعل الآخرون.
فتمتمت:" مدرسة للرقص؟"
- إياك أن تتفوهي بكلمة عن هذا أمام أحد!
فضحكت برقة:" سأتذكر هذا.إذا صديقاك القديمان متزوجان بينما أنت عازب؟"
- نعم
- و لم تتزوج قط؟
- لا
- ولن تتزوج على الإطلاق؟
بقي لحظة صامتا:" أتوقع ذلك يوما ما. وأنت؟"
- نعم إذا وجدت الرجل المناسب.
- وكيف تعرفين بأنه مناسب؟
- أرجو أن أعرف توأم روحي عندما يظهر.إذا أردت زواجا طويل الأمد على أن أحرص أن لا أقترف أي غلطة.
- لكن الطلاق سهل.
- ليس بالنسبة إلي.أنا سأتزوج بنية البقاء كذلك حتى أموت كوالدتي ووالديك. أمك مازالت تحب أباك كما تعلم.
لم يجب نك.و أدركت موللي أن حركة السير ليست السبب..فقد كانت خفيفة. وسرعان ما ركن السيارة في موقف الفندق.
خرجت من السيارة و انتظرت نك الذي أمسك بذراعها ثم دخلا الفندق. من الآن فصاعدا عليها أن تتذكر أنها خطيبة رجل بالغ الأهمية, و هي ترجو أن تتمكن من تأدية دورها ببراعة بحيث تخدع العالم و خصوا كارمن هيرناندز.
وجدا مائدتهما بسهولة و سرعان ما تعرف موللي إلى صديقي نك القديمين. أحبتهما و كذلك انسجمت مع زوجتيهما. و كانت انيسا زوجة تيم الثانية أصغر من الآخرين بسنوات حتى إنها اصغر من موللي. وكانت جميلة ودودا و تبدو كما تكهنت موللي في الثالثة و العشرين من العمر. هل كان تيم قد اجتاز أزمة منتصف العمر فاقتنى عروسا صغيرة دليلا على انتصاره؟ ونظرت إلى نك. ربمما انتظار الشريك المناسب هو أكثر عقلانية فهي لا تريد أبدا أن تحطم قلبها بالطلاق.
بعد تعارفهما هي و تيم قال هذا:" ليس من عادة نك أن يفاجئنا.لكنه فعل ذلك الان بالنسبة إليك.آخر مرة رأيته فيها كان يسير مع..."
و سكت فجأة و نظر إلى نك بما يشبه الذعر.فقال نك بسهولة:" كارمن! لا تخف لأن موللي تعرف كل شيء عن كارمن."
مالت نحوه و ابتسمت وهي تقول هامسة بإغراء:" كل شيء عنها؟"
ضحك الآخرون و اشتبكت عينا نك بعينيها. و للحظة شعرت موللي بأنهما وحدهما. ارتفعت يده و كأنه لم يستطع أن يقاوم ولامس خدها وأجاب:" مل الأشياء المهمة."
فقال باكستر :" آه, آه, لقد فتنته منذ الآن."
فقال نك و عيناه لا تفارقان عينيها:" بل سحرته."
كادت موللي تصدقه.حتما عندما يقع في غرام امرأة سيخلص لها طوال حياتها.يا لها من امرأة محظوظة!
ابتدأت الموسيقى فنهض نك و مد يده إلى موللي:" هل نرقص؟"
اعترض الآخرون قائلين إنهم يريدون أن يتعرفوا إلى موللي بشكل أفضل, لكنه ابتسم لهم ثم أخذها بيدها إلى حلبة الرقص. وقالت موللي وهو يأخذها بين ذراعيه:" في المرة التالية سأخبرهم بكل شيء مسبقا. فأنا أشعر و كأن علي أن أشرح قصة حياتي باستمرار."
قادها نك في الرقص بانسجام تام و كانا يتحركان على الأنغام بخيرة بالغة فقالت:" كلية الرقص فعلت فعلها حتما."
- التساؤل سيدوم تسعة أيام و بعد ذلك هذه الخطوبة سيطويها النسيان. لو أنني لم أوافق من قبل على الحضور لبقينا بعيدين. لكن القدوم من دونك سيشير الأقاويل في صفحة المحليات وهذا ستلحظه أمي على الفور.
- كانت تبدو أحسن اليوم.
- هذا صحيح و هذا سبب استمرارنا معا.
- مازلت أظن أننا إذا أخبرنها فستصاب بصدمة.

توقفت الموسيقى وعاد الاثنان إلى مائدتهما. وعندما اقتربا رأت موللي كارمن جالسة مكانها. تنفست بعمق استعدادا لمواجهة أخرى مع ( القنبلة الاسبانية) وقالت له:" صديقتك عنيدة و أنا أشهد لها بذلك.:
شعرت به يتوقف لحظة و قد بدا عليه الغضب تقريبا:" هذا أكثر من مجرد العناد."
- مرحبا يا حبيبي.
قالت له كارمن هذا وهي تبتسم بغرور. و نظرت إلى الآخرين حول المائدة متباهية بالأعين المنصبة عليها.
- قال لها نك:" لا أعتقد أن هذه طاولتك."
- و أنا لا أعتقد أنك مخطوب. إن ما يعنيه الواحد منا للآخر هو أكبر من أن يجعلك تغرق بحب امرأة أخرى خلال الأسابيع القليلة التي افترقنا فيها. إذا كنت تحاول إثارة غيرتي, فأنا اعترف بأنك نجحت في ذلك. والآن تخلص منها.
فقال تيم بنعومة:" آه, يا إلهي."
وقالت موللي وهي تمسك بذراعه و تضغط بصدرها عليه:"آه, يا حبيبي لا تصغ إليها.فأنا أحبك و قد خلقنا لبعضنا البعض فلا تدعها تأخذك مني يا حبيبي. لا أحتمل الحياة بدونك."
نظر إليها و كأنها فقدت صوابها ثم إذا به يأخذها بين ذراعيه و يعانقها بشدة حتى ذابت عظامها و أحست بالعالم بأسره يتلاشى من حولها لدرجة أنها نسيت مسألة التمثيلية ولم تشعر سوى بقوة هذا الرجل وجاذبيته و إثارته التي لا يمكن لها أن تنكرها. استمرت العناق طويلا طويلا و أخيرا ابتدأ يتضح لها العالم الخارجي فتأوهت بصوت ناعم.
وقف نك وهو يبتعد عنها ببطء و عيناه عليها:" هل يقنعكم هذا بأنني مأسور تماما؟"
مضت لحظة شعرت فيها موللي فيها بأنها أسيرة شعورين مختلفين : الأول هو أن نك يحبها حفا و قد أرى العالم ذلك و الثاني خطتهما الموضوعة لخداع الجميع بأي طريقة كانت.
قالت بتسي :" أنا مقتنعة."
و قالت أنيسا:" و أنا أيضا.أنت لم تعانقني قط بهذا الشكل يا تيم."
- لا أظن أن امرأة في العالم تلقت عناقا بهذه الطريقة يا حبيبتي."
حملقت فيهم كارمن ثم انتفضت واقفة و انطلقت مبتعدة كالعاصفة. صفق باكستر وهو يقول:" هذا حسن للغاية. بعض الناس لا يفهمون إلا أذا تلقوا ضربة على الرأس."
جلست موللي و حاولت أن تشترك معهم في مداعباتهم و مزاحهم لكن عقلها كان مركزا على ذلك العناق, و تساءلت متى تهدأ خفقات قلبها؟ لم تستطع أن تمنع نفسها من النظر إلى نك خلسة من تحت أجفانها. كان يتأملها و ابتسمت راجية أن تبدو حقا تلك الخطيبة الشغوف التي يريدها أن تمثلها. ما كانت تريده الآن هو العودة إلى شقتها و الابتعاد عن الأعين الفضولية و حقل الألغام الذي يتخلل الأحاديث... و بالأخص الابتعاد عن إغراء نك بايلي.
كانت تعلم أنها هي التي طلبت منه أن يتصرف كالمفتون. ولكن هل كان مضطرا إلى القيام بذلك بهذا الشكل الرائع؟ لن يكون بإمكانه أن يبعد نفسه عنها الآن بعد أن أقنع الجميع بأنهما غارقان في الحب. و إذا لم تتحكم في مشاعرها فسوف تفقد عقلها من دون شك و بالتالي قلبها.
سألتها نيسا:" ما هو مجال عملك يا موللي؟"
- أنا اعمل كمصممة فنون تخطيطية في شركة زنتك.
أجابت موللي بذلك مسرورة لتحويل ذهنها عن نك.فسألها باكستر: "زنتك؟ أليست هي إحدى الشركات التقنية القائمة في منطقة باي؟"
فأومأت بالإيجاب.
- كيف تعارفتما إذن؟
- عرفنا دوني ببعضنا البعض.
قال نك هذا و ذراعه ممتدة على ظهر كرسي موللي و أصابعه ترسم خطوطا على كتفها. لم تستطع موللي أن تركز على الحديث.فقد كان ذهنها منصرفا إلى ملامسات نك و ما تثيره فيها من احاسيس أليس لديه فكرة عما يفعله بها؟
سأله تيم:" متى موعد الزفاف؟"
فقالت موللي بسرعة :" لم نقرر بعد. والداي في رحلة بحرية و نريد أن ننتظر عودتهما قبل أن نقرر شيئا."
و سأل باكستر نك:" كيف حال أمك؟"
- إنها تتماثل للشفاء.شكرا.
فسألته بيتسي بابتسامة عريضة:" وهل هي سعيدة لأن ستتزوج؟" أرهن على أنها متلهفة لتصبح جدة."
نظرت موللي إلى نك وكادت تضحك لملامحه المذهولة.أكثر الناس يتوقعون أن ينجبوا أولادا بعد الزواج ولكن يبدو أن هذه الفكرة لم تخطر ببال نك قط.
فأجاب: "لم تقل هذا."
ابتدأ الندل يشقون طريقهم خلال الموائد يقدمون الطعام. ومالبثت الموسيقى أن تيرت فأصبحت ناعمة. وفي نهاية الوجبة أعلن عن مجموع التبرعات التي جمعت. وعندما انتهى التصفيق عزفت موسيقى أخرى فأمسك نك بيد موللي و أخذها إلى حلبة الرقص.
- الأمر يسير بشكل حسن أليس كذلك؟
قالت له و هما يرقصان على انغام الموسيقى الحالمة:" الجميع يظن أني اعبدك.أنا ممثلة عظيمة حقا و ربما كان علي أن أحترف التمثيل."
نظر إليها ثم شدد قليلا من احتضانها:" لا تغتري بنفسك فأنا أعرف هؤلاء الناس منذ وقت طويل."
- وما هو رأيك؟
- لست واثقا من أنهم اقتنعوا.
نظرت إلى المائدة و لكنها كانت خاوية فقد ذهب الآخرون هو أيضا إلى الرقص :" وكيف يمكنك أن تقول ذلك؟ لقد ظننوا ما بيننا حبا عاصفا."
- ربما صدقوا هذه الليلة و لكن عدم معرفتك بشقتي عندما ذكروا المشهد الذي تطل عليه أثار ارتياب تيم.
- لكن إذا عرفوا الحقيقة لن يخبروا أمك أليس كذلك؟
- بالطبع لن يذهب أحد إلى بيتها ليقرع الباب ليخبرها بأنني لست مخطوبا لكن الأخبار تنتشر. انظري إلى الوضع الذي نحن فيه.
- حسنا لم يكن لدي فكرة عن أن حفلة زنتك سيكون فيها مصورو
صحف أو سيكون لديهم أي اهتمام بخطوبتي الزائفة.كان على ابن خالتك أن يخبرني بشخصيتك الحقيقية بدلا من أن يعقد الاتفاقية.
- ربما كان يظن أنك سبق و عرفت ذلك.
- هل عدنا إلى ذلك مرة أخرى؟ صدقني يا نك بأنني لا أدري كيف تسير بك الأيام بكل هذه الشكوك التي تساورك.
و تبددت بهجة الرقص:" أريد أن أذهب إلى بيتي. لقد جئنا و رآنا الناس و أهانتنا عشيقتك السابقة و رأى أصدقاؤك عرض حبنا العميق الراسخ فما الذي يبقينا هنا؟"
فشدها إليه:" ولماذا العجلة؟ ألا تحبين الرقص؟"
- مع شخص يعجبني.
- ألست من تلك الفئة؟
هزت كتفيها و فجأة ابتسمت في عينيه مباشرة وهمست بحيث يسمعها وحده:" كارمن إلى يساري."
و بعد ذلك بلحظة قالت بصوت مرتفع:" يمكننا أن نذهب إلى شقتي يا حبيبي."
أدرك أنها قالت هذا لتسمعها كارمن التي لا بد تقترب منهما.لكنه اجفل وهو يدرك أنه يريد فعلا الذهاب إلى شقة موللي. لقد تعب من هذه الليللة و من التعامل مع الأفكار و المناورات... شقة موللي هادئة طبيعية غير متكلفة.
- فلنذهب إذن ونودعهم.
و بعد دقائق كانا في سيارة نك متجهين إلى الحي الصيني. استرخت موللي في مقعدها وهي لا تزال تترنم بآخر أغنية:" أمضينا جميعا وقتا طيبا."
سألها نك:"تبدين كدهوشة.أما كنت تتوقعين ذلك؟"
- لا كل ذلك في الحقيقة لم أتعوده.كنت خائفة من أن أقترف غلطة شنيعة و يشفق عليك جميع أصدقائك لخطبتك لي.
أحقا؟
ملأه ذلك بالفضول.لم يستطع أن يتصور أيا من النساء اللاتي عرفهن تفكر بهذا الشكل او تعترف به بصوت مرتفع.كلهن كن متحمسات للظهور معه و آخر ما كن يفكرن فيه آراء أصدقائه فيهن. عندما بقيت صامتة خطر بباله مدى الفضول الذي تثيره موللي في نفسه. مازال غير واثق من ان تعارفهما كان مصادقة تماما.لكنها لم تندفع لتستحوذ على انتباهه كما هو المفروض.كانت واثقة من نفسها بهدوء. تبدو راضية بحياتها كما هي. في الحقيقة لم تطلب شيئا قط. قطب نك حاجبيه... هذا غير معقول!
فالجميع يريد منه شيئا. لكنها رفضت حتى تعويضها عن إلغائها قضاء إجازة الأسبوع في المنتجع. للمرة الأولى ابتدأ نك يتساءل إن كانت تصرفات موللي حقيقية و ليست تمثيلا. هل يوجد نساء لا يخرجن مع رجل لهدف حقيقي؟


عندما اوقف نك السيارة قالت له:" أظنك مستعجلا للذهاب إلى بيتك؟"
- ادعيني إلى فنجان قهوة.
فنظرت إليه بدهشة.
- قهوة فقط؟
نزل يفتح لها باب السيارة. لم يكن لديه موعد هذه الليلة وموللي تبدو حلم كل رجل في هذا الثوب وهذه التسريحة. كان شعرها يتوسل ان يطلق سبيله لينهار على كتفيها و هاتان الكتفان المغطاتان الآن بمعطفها كانتا تجذبانه طوال السهرة.
عندما دخلا الشقة خلعت معطفها و ألقت به على كرسي, ثم سارت إلى المطبخ. فك ربطة عنقه و خلع سترته. لقد أصبح الجو حرا فجأة.
تبعها و اتكأ على الطاولة مشبكا ذراعيه على صدره بينما كانت هي تعد القهوة و كانت تنظر إليه من وقت لآخر. هل تشعر نحوه بنفس انجذابه نحوها؟ أم أنها لا تفكر إلا في التخلص منه؟
- يمكنك أن تنتظر في غرفة الجلوس.
- أتحاولين التخلص مني؟
واجهنه قائلة:" نعم أن توتر أعصابي."
تقدم منها وهي تتراجع حتى اصطدمت بحوض الغسيل فوضع يدا على كل جانب منها ثم مال إلى الأمام:" حقا؟"
بسطت راحتها على صدره فانتظر إن كانت ستدفعه عنها لكنها لم تفعل. وببطء مال إلى الأمام ليعانقها. لقد اشتاق إلى ضمها إليه.
- هذه ليست فكرة جيدة.
و تأوهت برقة و هي تغمض عينيها.كان عناقا رقيقا عذبا حنونا. قاطعهما أزيز غليان إبريق الماء فتركها ببطء رغم رغبته في المزيد. قالت:" اذهب إلى غرفة الجلوس و سأحضر القهوة إلى هناك."
أومأ وهو يغادر المطبخ الصغير. وعندما دخل الغرفة تذكر ما أخبرت به أمه عن طلائها. كانت الجدران عالية.إذا أرادت أن تفعل هذه مرة أخرى فهو يرجو أن تستخدم دهانا.
كان يفصل غرفة النوم عن غرفة الجلوس نصف جدار.أراد أن يصعد السلم ليرى غرفتها. هل لديها سرير مزدوج أم مفرد؟
صرف تلك الأفكار من ذهنه و أخذ يتأمل اللوحة الموضوعة بجانب النافذة. وتكهن بأنها تجسد" حديقة الشاي اليابانية" في الصباح الباكر
وكان الضباب يسبغ على المشهد سكونا وصفاء رائعين.لم يكن يعلم أنها موهوبة بهذا الشكل.
سألته:" هل تضع السكر في قهوتك."
فالتفت دون أن يبتعد عن اللوحة:" لا. هل لديك شار لهذه اللوحة؟"
سارت إليه تناوله الفنجان ثم هزت رأسها نفيا.
- من يدير اعمالك؟
- لدي بعض اللوحات في معرضين للفنون.معرض"بوكارد" في السوق و معرض " صامويل" عند المرفأ.
عاد ينظر إلى اللوحة :" سأشتري هذه."
رشفت موللي الشاي و تاملت الصورة ثم نظرت إلى نك بفضول: "لماذا؟"
- ماذا تعنين بقولك لماذا؟ أليست للبيع؟
- أظنني مدهوشة فقط, هذا كل شيء.
نظر إلى الصور المعلقة على الجدران متأملا كل منها.كانت الأولى تمثل مشهدا بحريا فيه تحد و جرأة و كان نك يشعر بمذاق الملح في الهواء. واللوحة التي بجانب الكرسي و المصباح كانت تمثل حديقة في الريف الإنكليزي فيها أزهار كثيرة و شاعرية بحيث تعجب النساء في كل مكان. أما الثالثة و هي قرب خزانة الكتب فقد كانت تمثل ناحية أخرى من حديقة " البوابة الذهبية" العامة حيث الأرض وفيرة العشب وتتنزه فيها الأسر و يلعب الأولاد.
التفت ينظر إليها:" لماذا تعملين في زنتك طالما كنت بإمكانك أن تكوني ثروة من الرسم؟"
فقالت:" زنتك هي الأساس."
- ستبيعينني هذه اللوحة؟
- بكل تأكيد . ذكرت له ثمنا رأه زهيدا بشكل سخيف, لكنه لم يساومها لرفع الثمن.إذا كان هذا هو الثمن الذي تطلبه فليكن.
جلست على الأريكة ثانية ساقيها تحتها. ووضعت كوب قهوتها على الطاولة ثم نظرت إليه:" لقد قرأت الورقة التي كتبها دوني عنك قبل أن أذهب لزيارة امك من باب الاحتياط. لكنه لم يدون أي هواية.هل تعمل طوال الوقت؟"
جلس بجانبها و كان من القرب منها بحيث توترت اعصابها.وضع فنجانه بجانب فنجانها ثم استند إلى الخلف على الوسائد:" ليس لدي وقت للهوايات إلا إذا اعتبرت الركض هواية.إنني احاول ان افعل ذلك بضع ساعات في الأسبوع.لكن فنادق ماغيللان تاخذ معظم وقتي.ليس الفندق الذي هنا فقط ولكن كل تلك الممتدة على طول الساحل.احيانا اظن نفسي أعيش في طائرة."
- هل تقرأ أثناء وجودك في الطائرة؟
- بكل تأكيد.التقارير الأوراق تحليلات السوق.لماذا تهتمين بذلك؟
- من باب الاحتياط فقط.
- الاحتياط؟
- ستسألني امك عن كل شيء اثناء وجودي معها و سوف تستغرب أذا كنت لا اعرف شيئا عن حياتك.أخبرتني عن نشأتك لكنها لم تخبرني عن مدرسة السيدة بورتر للرقص.
- تلك المعلومات ليست للتداول كما ان عليك ان لا تنشريها.
ضحكت فضاع عقل نك فمد يده إليها و سره ان جاءته طائعة.
لكنها لم تمنحه سوى عناق سريع ثم تراجعت عنه ملامسة خده بخفة و هي تنهض:" عليك أن تخرج."
فوقف بجانبها وهو يحيط عنقها بيده و يدنيها منه:" أو أبقى."
لكنها بقيت حازمة:" لا. لا يمكنك أن تبقى يا نك.إنها خطبة زائفة اتفقنا عليها فقط لمساعدة أمك على الشفاء وأنا لست من تلك الفتيات العابثات."
- وهل تظنين أنني أعبث مع أي امرأة؟
- يمكن لكارمن أن تجيب على هذا السؤال.
هزها برفق ثم تركها:" ربما لدي علاقة أو اثنتان في الماضي.هل تتوقعين مني في هذا العمر أن أكون راهبا؟"
- أنا لا أتوقع شيئا منك, ما عدا أن تغادر بيتي الآن.
سألها وهو يتناول سترته:" ماذا ستفعلين غدا؟"
- بعض الأعمال المنزلية لماذا؟
- أعمال منزلية؟
- الغسيل التنظيف وما شابه.أي شيء مفروض القيام به.
فقال :" امضي النهار معي.إذا سألتني أمي لا تريدينني أن أكذب أليس كذلك؟"
فضحكت:" كل هذه التمثيلية هي كذب في كذب ماذا لو أضفت كذبة جديدة؟"
- امضي النهار معي.
- ماذا ستفعل؟
كانت تعلم انه لا ينبغي لها ذلك لكن الإغراء كان قويا. إنها تريد أن تمضي معه مزيدا من الوقت قبل أن يفسخا خطبتهما.و إذا استمر شفاء أمه بهذه السرعة فسيكون عليهما الانفصال قريبا جدا قبل عودة والديها من رحلتهما بوقت طويل.
- ما تشائين.
- آه هذا شيء مغر للغاية
فأضاف بسرعة:" إنما بالمعقول."
- منذ متى لم تركب الترام؟
- ماذا؟
فابتسمت:" حسنا. هذه هي الاتفاقية.نتقابل في أول شارع لومبارد ثم نسير متجهين نحو المرفأ.يمكننا أن نتسكع هناك فترة ثم نركب "الترام" إلى المدينة الصينية حيث نتناول الغداء.هل فريق العمالقة يلعب غدا؟ يمكننا أن نذهب إلى الملعب و نتفرج على المباراة.أنا لست مجنونة بكرة القدم لكنني لا أمانع في التفرج على البيزبول سيكون ذلك رائعا غدا."
- يبدو و كأنها نزهة سياحية تتضمن كل الأماكن الجديرة بالمشاهدة في المدينة.
- لماذا يحصل السياح وحدهم على كل المتع؟ إننا نعيش عنا وعلينا أن نتمتع بكل تلك المشاهد الممتعة.
- الساعة العاشرة؟
- أول شارع لومبارد. أومأ برأسه ثم خرج. حدقت موللي في الباب لحظة طويلة و قد أذهلتها موافقته.لم تكن تتوقع ذلك.هل سيتمتع بيومه؟ تمنت ذلك و بالنسبة إليها يمكنها على الأقل أن تختزن ذكرى هذه النزهة معه لتستمتع بذكراها في سنواتها القادمة.




هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:16 AM   #9

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثامن: القرصان:



في العاشرة بالضبط وصلت موللي إلى أول شارع لومبارد حيث كانت الأشجار وفي أوج إزهارها و ألوانها الزرقاء والوردية تزيد المشاهد الجميلة جمالا. كانت قد ربطت شعرها لتبعده عن وجهها إزاء هواء البحر.وكانت ترتدي بنطلون جينز فوقه و كنزة ناعمة و تساءلت عما سيلبس نك.ربما سروال الركض ذاك!
ضحكت لهذه الفكرة و أخذت تنظر إلى السيارات التي كانت تمر بقربها
نظرت إلى ساعتها.كانت تظن أن نك دقيق دوما في مواعيده فقد كانت الساعة اجتازت العاشرة بدقيقتين.
وقال من خلفها:" ركن السيارة هو معاناة في هذا المكان."
و عندما التفتت انحنى نك يعانقها وكأن ذلك شيء عادي.
- أنا اركب الترام وهذا يجنبني متاعب توقيف السيارة
- ألم يكن لديك يوما سيارة؟
فهزت رأسها:" ولماذا أزعج نفسي طالما أن المواصلات حولي سهلة للغاية؟ أأنت جاهز؟"
- هيا بنا. و شبك أصابعه بأصابعها ثم ابتدآ نهار الأحد معا.
أمسكت بيده مستمتعة بالتظاهر بأنهما خطيبان و أنها تخرج معه الآن لتكوين ذكريات سعيدة و مستمتعة بقضاء النهار معا. لم يحاول جاستين قط أن يبذل جهدا لأجلها غلا إذا ألحت هي بطلب شيء.كان كل وقتهما مكرسا من اجله هو.كيف أقنعت نفسها بأنها تشعر بأي شيء تجاه ذلك الرجل؟
- أنت لم تعترض حين اقترحت عليك الذهاب إلى مطعم صيني لتناول الغداء. هل تحب هذا النوع من الطعام؟
- أنسيت أن طاهيتنا صينية؟ أنها تعمل عند أمي منذ سنوات و كثيرا ما تطهي لنا طعاما صينيا. عندما كنت صغيرا كنت أحب أن أمضي وقت العاصر في المطبخ أراقبها وهي تطهي وكانت دوما تشركني معها في اختيار الطعام وهكذا كنت أبدأ بالعشاء باكرا.
- أنا أحبه أيضا و بإمكاني أن أتغدى طعاما صينيا يوميا إذا استطعت.لكن معظم زملائي في العمل لا يهتمون به إلى هذا الحد لذا لا آكله إلا مرة أو مرتين شهريا.
- وهل تحبين الطعام الياباني أيضا؟
و هكذا أخذا يتحدثان عن الطعام طوال سيرهما.
و عندما صعدا إلى التلال بدا الخليج الأزرق يمتد أمامهما و الأمواج المزبدة تلوح في الأفق. شعرت موللي بحر شديد وكانت يدها في يد نك فلم يصعب عليها مجاراته في السير خصوصا وهو غير مسرع في سيره. وأخيرا وصلا إلى المرفأ حيث احتشد الكثير من الناس و قد فتنها نك بطريقة حمايته لها إذ كان يبعدها عن طريق بعض المراهقين المشاكسين أو يمنع بنظرة واحدة بائعي الشوارع من إزعاجها. وتمنت لو بإمكانها أن تفوز بتلك النظرة. وفي الواقع تمنت لو بإمكانها أن تفوز بكل النهار, ذلك أنها كانت مستمتعة أكثر مما تتوقع بكثير.فقد كان وجودها مع نك شيئا بالغ البهجة.
لقد ذهب ثري الفنادق المتشكك ذاك ليحي محله رجل عادي راغب في تمضية يوم رائع برفقتها. لكنها عادت فذكرت نفسها بأن ذلك كله مجرد ادعاء. عندما تجاوزا معرض صامويل للفنون, توقف نك ثم عاد وهو يجذب موللي معه.
- أليس هذا أحد المعرضين اللذين يعرضان لوحاتك؟
- بلى. دهشت موللي لتذكره ذلك. وقبل أن تتمكن من قول أي شيء قادها معه إلى الداخل.
قال :" أريني"
أشارت إلى اليسار حيث كانت لوحاتها معروضة و اخذت تنظر إليه وهو يتامل كلا منها. لم تكشف ملامحه الجامدة عن شيء فأخذت تتساءل بقلق عما إذا كان عملها قد أعجبه أم انه يبحث عن طريقة يظهر فيها العكس بشكل مهذب.
نظر اليها :" إنها لوحات جميلة."
- شكرا.
- أعجبتني لوحة الزورق الشراعي بشكل خاص.
فابتسمت:" و أنا أيضا. بذلت محاولات كثيرة لكي أستطيع رسم البحر كما أريد."
اقترب البائع منهما متسائلا:" هل يمكنني المساعدة؟"
سحب نك محفظته و أخرج بطاقته الخاصة وناولها إلى البائع:" أريد أن أشتري هذه اللوحات."
قال هذا مشيرا إلى لوحات موللي. طرف الرجل بعينيه و هو يقرأ البطاقة ثم نظر إلى نك:" كل اللوحات؟"
- كل لوحات موللي ماغاير.
- ماذا؟ هل أنت مجنون يا نك؟ لا يمكنك أن تشتري كل اللوحات. هتفت موللي بهذا معترضة ذاهلة لمجرد الفكرة.
- لدي ثمانية فنادق فخمة و نحن نزينها بقطع فنية قيمة فلماذا لا يمكنني أن أضيف اللوحات إلى مجموعتنا؟
لم تعرف موللي ماذا تقول. إنها سبع لوحات و قد استغرق منها رسمها أكثر من سنتين. هل هو جاد في شرائها كلها لفنادقه؟
لماذا ينفق كل هذه النقود على تلك اللوحات لمجرد أنه يعرف من ريمها؟ لا بدا أن هناك غرضا خفيا لا تعرفه.
نقل البائع النظرات بين الاثنين لا يعرف ما عليه أن يفعل و كادت تبتسم لحيرته هذه لأنه لم يحدث قط أن اشترى رجل سبع لوحات مرة واحدة... خصوصا بأسعار وضعها صامويل نفسه.
- سأعطيك العناوين غدا لترسل اللوحات.لا اريدها كلها إلى فندق واحد. هل لشركتك أن ترسل الفاتورة؟
تنحنح الرجل:" المعذرة لحظة, لا أدري كيف سأقوم بهذا الأمر."
و اتجه بسرعة إلى مؤخرة المعرض, بينما عاد نك يتأمل اللوحات.
فقالت:" أنت لست مضطرا لشرائها."
فقال بغطرسة:" طبعا لست مضطرا. لكنني سأكون أحمق لو تجاهلت الأعمال الجيدة عندما أراها.ومن ناحية أخرى أتوقع أن يرتفع سعرها."
شعرت موللي بانتعاش داخلي. رجل الأعمال هذا يشتري لوحاتها لأنه يظن أن سعرها سيرتفع! هذا كان احسن مدح لعملها تلقته على الإطلاق. و إذا بهارولد صامويل يأتي من مؤخرة المعرض و في إثره البائع:" آه يا عزيزتي موللي.ما أجمل أن أراك و كذلك يا سيد بايلي! زيارتك للمعرض شرف كبير."
ثم عاد بنظره إلى موللي بابتسامة عريضة:" و أظن على أن اهنئك.لقد رأيت المقالة في الصحيفة عن خطبتك."
ابتسمت و كبحة آهة أترى العالم كله رأى تلك المقالة؟
و قال لنك:" يسعدنا أن نرسل اللوحات إلى المكان الذي تريده,يا سيد بايلي. نرجو أن تزودنا بالعناوين غدا فنرسلها لك يوم الأربعاء."
و أشار إلى البائع بأن يتقدم ثم قال له:" موللي هي الفنانة و هذا خطيبها.إنها بادرة رومانسية أن تشتري مجموعتها لتوزعها على فنادقك.و أنت لن تندم لأن موللي ترسم بشكل رائع."
فقال نك :" أظن ذلك."
- لكنك اخذت كل لوحاتها التي لدي.
و هز رأسه ناظرا إلى موللي:" متى يمكنني أن أتوقع المزيد؟"
فقالت وهي تنظر إلى نك:" قريبا لأن اللوحة التي أنهيتها لتوي قد بيعت."
فقال نك:" تلك لمجموعتي الخاصة."
تمتمت و هما يتابعان السير على رصيف المرفأ:" لا أدري ماذا أقول"
كانت تسير متجنبة السياح ناظرة إلى طيور النورس من بعيد. ثمن اللوحات السبع الإجمالي كان مذهلا. عندما علقها المعرض لأول مرة ظنت الثمن الذي وضعه لها باهظا جدا. لكن نك لم يفكر حتى في المساومة.ربما هارولد كان يعرف ماذا يفعل!
سألها:" أتودين أن تأتي معي لنختار المكان المناسب لتعليق اللوحات في كل فندق؟"
نظرت إليه مترددة.أتراه يمزح؟ هذا محتمل جدا. فرئيس الشركة لا يعلق لوحاته بنفسه و لديه عشرات الموظفين لمثل هذه المهمات. هزت كتفيها و لم تجب. فمن غير الوارد أن تدعه يعلم كم تود رؤية لوحاتها معلقة في ردهات فنادق ماغيللان.ربما تذهب إلى الفندق في ساحة يونيون لترى إن كانوا يعرضون إحدى لوحاتها.
سألها:" هل تشعرين بالجوع؟"
- نعم.

كانت أشعة الشمس و الهواء النقي قد أثارا شهيتها. فقررا أن يسيرا إلى الحي الصيني وراحا يتأملان تغير المباني من الجديدة الطراز قرب المرفأ إلى القديمة منها. نظرت إلى المطعم الذي أكلا فيه منذ أيام وهما يمران به.لقد أصبح لديها ذكريات مع نك.
و سرعان ما انعطفا إلى الشارع الكبير حيث كانت موللي تشعر دوما بأنها في تايوان. كانت الروائح المنبعثة من المطاعم شهية للغاية ومنظر النسوة اللاتي يحملن الأكياس و يسرن منحنيات تحت ثقل أحفادهن الصغار المشدودين إلى ظهورهن يظهر حضارة مختلفة للغاية.
سار أمامها إلى مطعم معروف ثم دخلا و إذا بها تذهل وهي ترى أنهما وحدهما من غير الآسيويين في المكان. قالت عندما أجلسهما النادل على الفور:
- المكان رائع هنا.
- أشهى طعام في المدينة.
عندما طلبا منم النادل ما يريدانه اكتفت بالنظر. لو سألها عما تختاره لطلبت أن تتذوق كل الأنواع حتى تلك التي لا تعرفها.
طلب الطعام باللغة الصينية و ليس بالإشارة إلى الأطباق المعروضة. وكانت تعلم أنه تعلم ذلك من طاهيتهم شو ــ وين.
قالت بعد أن تذوقت أول لقمة:" لذيذة, هل تطهي شو ــ وين هذا النوع؟"
- أحيانا في الدعوات الكبرى.
عند ذلك رن جرس هاتفه الخليوي, فأجاب فورا. تناولت لقمة أخرى و أخذت تنظر حولها محاولة عدم الاستماع إلى ما يقوله رغم استحالة ذلك لقربه منها.
- نعم في الحقيقة إنها هنا.
عند ذلك نظرت إليه فقال لها:" المكالمة لك."
فأخذت منه الهاتف:" آلو."
- موللي عزيزتي توقعت أن تكونا معا. يسعدني أن نك يعطل نفسه عن العمل لعض الوقت ليمضيه معك.لقد استمتعت بالغداء معا أمس.
قالت ايلين هذا بحرارة فقالت موللي:" و أنا أيضا."
- ما هذه الضجة عندك؟
- إننا نتغدى في المطعم.
- آه توقيت مكالمتي سيء. لن أعطلك يا عزيزتي.أردت فقط أن أعلم إذا كنت غير مشغولة مساء السبت القادم.أفكر أن أدعو مجموعة صغيرة من أصدقاء الأسرة ليتعرفوا إليك. لن تكون حفلة خطبة رسمية فأنا أعلم أنك تنتظرين عودة والديك. لكنني متلهفة للمباهاة بك أمام أصدقائي.
نظرت موللي إلى نك بذعر فأخذ منها الهاتف:" ماذا هناك يا أمي؟"
و رأت موللي وجهه يسود:" لا, لا تفعلي ذلك. عليك أن ترتاحي لتتحسن صحتك قبل أن تستضيفي الناس."
سكت لحظة ثم تنفس بعمق:" أمي, هل يمكننا التحدث في هذا الأمر فيما بعد؟ ... لا في الواقع لقد خططنا لزيارة بعض الفنادق الأخرى.سنغيب طوال العطلة الأسبوعية."
انحبست أنفاسها. هل سيغيبان معا في العطلة الأسبوعية؟ لم تكن تظن ذلك.إنه يتحجج بذلك فقط ليقنع أمه . أقفل الهاتف بعد لحظة:" الأمور تخرج عن السيطرة."
- ربما و لكن يبدو أن خطتنا تنجح, فهي تشعر بتحسن كبير أليس كذلك؟
- سترهق نفسها إذا أقامت حفلة في العطلة الأسبوعية القادمة مهما كان عدد المدعوين قليلا. على كل حال أخبرتها أننا لن نكون في المدينة.
فتنحنحت :" هذا يبدو عذرا جيدا."
- عذر جيد؟
- اعني إذا ظنت أننا خراج المدينة فكأننا فعلا خارج المددينة.أليس كذلك؟
- لكنني كنت أعني ذلك.سنذهب بالطائرة إلى لوس أنجلس أو سان دييغو و نقيم هناك في الفندق.
فقالت معترضة:" ربما تعودت أن تأمر مستخدميك لكنني لا أتلقى الأوامر منك."
- ماذا؟
- ربما لدي خططي الخاصة للأسبوع القادم.
- أحقا؟
توقف ذهنها عن التفكير.لا بد أن هناك ما تدعيه:" على مراجعة مفكرتي."
- هيا يا موللي. ليس هناك ما لا يمكن تأجيله. سبق و ألغيت زيارتك
إلى المنتجع.دعيني أعوضك عن ذلك برحلة إلى فندقنا في سان دييغو. إنه رائع و يقع على شاطئ خليج ميشين تماما حيث الزوارق و الرمال الذهبية و وجبات الطعام التي تبهج الحواس.
فقالت ضاحكة:" أنت تتحدث و كأنك مندوب تجاري."
- أنا فخور بفنادقنا خصوصا هذا الفندق.
- لماذا ذلك الفندق بالذات؟
- لأنه فندقي. لقد اقتنيته منذ مات أبي و بنيت له شهرة بأفكار مبتكرة. وهو الآن أحد أكثر فنادقنا شعبية.
ثم أوقف عربة تحمل أطعمة ليطلب لها نوعين إضافيين. وكانت قد ابتدأت تشعر بالشبع لكن الطعام كان من اللذة بحيث لم تشأ أن تتوقف.
سألته:" هل السعي وراء المال هو الذي أملى عليك أن تشتري فندق سان دييغو.؟"
فهز رأسه:" كان ذلك مقامرة.الفنادق التي تركها أبي كانت ناجحة, ولكن ليس بشكل كبير.كان المال قليلا نوعا ما فابتدأت ألتمس تمويلا لها. لكني وجدت فندقا معروضا في السوق, اشتريته."
- مجازفة
- طبعا, ولكن إذا أردت شيئا من كل قلبك فهو يستحق كل مجازفة.
- ولكن لماذا أردته؟ أعني ألم يكن ما لديك كافيا؟
- كان كافيا فعلا, لكنها كانت من إنشاء أبي و جدي من قبله.فأردت شيئا يثبت أن بإمكاني أنا أيضا أن أنشئ شيئا مختلفا.أردت شيئا لأظهر للموظفين في كل الفنادق التي أعرفها أن بإمكاني أن أقود الشركة للتغيير و أن بإمكاني أن أقود الشركة في اتجاه جديد و أجعلها مزدهرة.
- وقد نجحت لأن فنادق ماغيللان ذات شهرة عالمية.
أومأ بهدوء ثم وضع قطعة حلوى أخرى في صحنه.
- هل كان ذلك مخيفا؟
- بل كان تحديا.
كانت تعلم أن الرجال ينظرون إلى الأمور بشكل مختلف. ولكن أن يعرض الرجل شركة ناجحة للخطر من خلال مجازفته بمشروع جديد فإن ذلك يستلزم عزيمة و إرادة قوية و ثقة بالغة بالنفس.
- هل ستأتين إذن لتري فندقي؟
- يمكننا أن ندعي أننا سافرنا إلى هناك إذا لم يجب أي منا على هاتفه أثناء تلك العطلة.أمك لن تعرف أبدا أننا في المدينة كما أنه ليس بإمكانها الخروج لتتجسس علينا.
- أنا أود أن تأتي معي.
لم تتوقع ذلك فسألته:" لماذا؟"
- لكي تري الفندق. لقد فاتتك الرحلة إلى المنتجع فدعيني أعوضك عن ذلك لعونك لي في الخروج من مأزقي.
- لكنك فعلت بشرائك سبع لوحات. و هز رأسها ومازالت ذاهلة لعمله ذاك.
- لوحة الزورق ستكون رائعة في ردهة فندق سان دييغو. تعالي معي يا موللي انظري إليها هناك.
رن جرس هاتفه مرة أخرى فقال متذمرا وهو يفتح الخط:" تبا! ألا يمكن للمرء أن يأخذ نهار عطلة؟"
سرت موللي لانقطاع الحديث.لم تستطع أن تتصور نفسها تمضي عطلة نهاية الأسبوع مع نك. حتى لو كانت علاقتهما مختلفة, هي ليست من نوع النساء اللاتي يمضين عطلات نهاية الأسبوع مع الرجال, وعلاقتهما ليست كما يدعيانها. و لكن إذا أمكنها أن تملي بعض الشروط فهل تجرؤ على اغتنام الفرصة؟ لم تنزل قط من قبل في أي من فنادق ماغيللان, وربما لن تنزل فيها أبدا في المستقبل, فهي غالية الأجر, فلماذا لا تطلق لنفسها العنان ما دامت علاقتهما رسمية أمام الناس وكل منهما يعرف حدودها؟
- سأكون هناك حالا.
اخترقت أفكارها كلمات نك هذه فنظرت إليه وهو يقفل الهاتف و يقول: "علي أن أذهب."
ثم رفع يده يستدعي النادل ليدفع الحساب.
- ماذا هناك؟ هل هي أمك؟
أترى حدث لأمه شيء بين المكالمتين؟
- لا.دوني أمسك بشخص يعتقد بأنه هو من يختلس النقود من البار.وأنا أود أن أتحدث إليه قبل أن نستدعي الشرطة. كانت المسافة من المطعم إلى ساحة يونيون قصيرة للغاية فأوسع نك خطواته.
- أليس من الأفضل أن تدع الشرطة تستجوبه؟
- بلى لكنني أريد أن أقابله أولا. فقد اختلس من فندقي.
وصلا إلى الفندق فتوجه نك رأسا إلى المصعد الذي اتجه بهما إلى الطابق الثالث عشر.
- هل مكتب الفندق في الطابق الثالث عشر.
سألته في أنهم لو كانوا سألوها لاختارت الطابق لجمال المنظر.
- بعض الناس يتشاءمون من الرقم 13 لذا فهم يرفضون الإقامة في هذا الطابق مع أن المنظر منه يضاهي الطابق الأخير جمالا.
قال هذا بشرود فأدركت أن أفكاره كانت منصبة على ما اخبره به دوني.
كانت المكاتب فخمة رائعة و لون الجدران رماديا فاتحا علقت عليه أعمال فنية أصلية و فرشت بسجادات سميكة.كانت مكاتب زنتك الفاخرة مخصصة فقط للموظفين الرفيعي الشأن. أما في فندق ماغيللان فجميع الموظفين يستمتعون بهذه الأمكنة المرفهة. خرج نك من المصعد و بعد لحظة كان يدفع باب أحد المكاتب.
وقفت موللي عند الباب و نظرت إلى الداخل فرأت دوني واقفا بجانب النافذة و قد تبدل من الرجل اللطيف إلى رجل حازم مخيف مثل نك. أخذا يحملقان في الرجل الجالس على كرسي أمام المكتب والذي كانت يتململ ارتباكا و قد بدا عليه التوتر. حاول أن يبدو شجاعا لكن الرهبة كانت تتملكه إزاء الرجلين الواقفين أمامه.
- سأنتظر في الخارج. تمتمت موللي بذلك وهي تتراجع مغلقة الباب خلفها.ثم جلست بجانب مكتب السكرتيرة.و أخذت تفكر.

مع نك لا يمكن للسأم أن يتملكها. إنه يثير فضولها يوما بعد يوم.هو ممتع و يتصرف بمرح و ذهن خال من أي هم لكنها تعلم أن ذلك مجرد تمثيل و أنه دوما وراء مظهره السطحي يركز على أولوياته.وعمله كان في القمة. حتى الآن لم تكتشف أي دلالة علة مناورة أو تملق لأجل مكسب كما كان الحال مع جاستين.
قطبت جبينها متمنية لو أنها لم تفكر في جاستين.لم يكن حكمها صائبا عليه.كيف فكرت يوما في أنه يحبها أو أنها تحبه؟
إنها تعرف الآن... و توقف ذهن موللي عن التفكير.
لا لم تكن تريد أن تقول أنها تعرف الآن الفرق.فهي لا تعرف شيئا ولن تفكر في ذلك والواقع أنها لم ولن تحب نك بايلي!
ليس بينهما أي قاسم مشترك. ولولا الرجل الذي اختلس نقود البار ما تعارفا.وهكذا عقدا اتفاقية مؤقتة لتسريع شفاء أمه. وهذا لا يعني حتى أن عليهما أن يكونا صديقين. فهي لا تحبه !!
نهضت... و نظرت إلى الباب ثم اتخذت قرارها. هو لن يفتقدها أبدا.وعليها أن تنشئ لنفسها حياة خاصة بها, حياة بعيدة عن تأثير نك بايلي المزعج والأفكار المتعلقة به.
أخذت ورقة عن المكتب و كتبت كلمة سريعة و تركتها حيث يراها نك ثم انطلقت خارجة كالسهم.بقاؤها مع نك أشبه باللعب بالنار.وما دامت بلغت هدفها فقد أصبح عليها أن تخرج من حياته بأسرع وقت ممكن ذلك أن من الجنون المستحكم أن تنمي أي شعور نحو ذلك الرجل.
لكنها وهي تنزل بالمصعد خافت من أن يكون الأوان قد فات.خرجت إلى أشعة الشمس لكن البهجة بالنهار بددها القلق من أن تكون قد ارتكبت خطأ فادحا مثل الوقوع في حب ذلك الرجل.
قد يفيد الهواء النقي في أخلاء ذهنها من الحماقات لكنها بقيت تفكر في كل دقيقة أمضتها مع نك.من الرقص بين ذراعيه الليلة الماضية إلى أول مرة رأته فيها إلى المعانقات التي تبادلاها.
أجفلت حين رفعت رأسها فرأت نفسها أمام بيتها, فهو يبعد عن ساحة يونيون أميالا.اندفعت إلى الداخل ثم أخذت تقرع جرس شيلي بنفاذ صبر ففتحت هذه لها الباب دهشة.
- هيه موللي. ظننتك خرجت اليوم مع ذلك الرجل؟
اندفعت موللي إلى الداخل واتجهت إلى غرفة الجلوس وهي تقول:" أنا غاضبة للغاية."
- ألم ينجح موعدكما؟
قالت شيلي و هي تنظر إلى موللي التي كانت تذرع الغرفة بضيق. فلوحت بيدها:" بل كان بأحسن حال حتى قبض على اللص و أظنني وقعت في غرام ذلك الرجل المدمر."
- أحببت اللص؟
- لا ... بل نك بايلي.
فابتسمت شيلي:" وما هي المشكلة إذن؟ سبق و أخبرتك أن الوقوع في حب رجل ثري هو بنفس سهولة الوقوع في حب رجل فقير. فكري كم سيسعدك أن تمضي الليل في فندق مختلف منى شئت!"
- لا يهمني أبدا النزول في الفنادق. فأنا أملك شقة رائعة في هذا المبنى.
- لكنك لن تمكثي فيها إذا تزوجت نك.لا أظنه سيرب في السكن هنا.
- الزواج؟ نحن أبعد ما يكون عن الزواج.أنت تعرفين غايته من كل هذه التمثيلية.ما إن تشفى أمه حتى يقول وداعا يا موللي.
- وربما لا. بدا لي أنه يعزك عندما جاء ليأخذك .هل عانقك مرة؟
هزت موللي كتفيها:" ربما مرة أو اثنتين.لكن ذلك لا يعني شيئا. لقد عانقني جاستين لكن ذلك لم يسفر عن شيء أيضا .
فقالت شيلي بجفاء:" ما كنت لأضع نك بايلي وجاستين في الخانة نفسها. إنهما غير متشابهين بشيء."
توقفت موللي عن السير و نظرت إلى صديقتها:"ماذا سأفعل؟"
- بأي شأن؟
- هجر جاستين لي بذلك الشكل الفظ آذى شعوري. لكن هذا الأمر الآن أكبر بكثير,شيلي. نحن نتحدث هنا عن قلبي.
تقدمت شيلي منها تحتضنها بسرعة و أشارت إلى الأريكة:" اجلسي لنتحدث عن ذلك. ربما بإمكانك أن تجعليه يحبك."
- آه لا. أنت لم تري كارمن... لتعرفي نوع النساء اللاتي يعاشرهن. صدقيني سأتوقف عن رؤيته الآن. ألا تظنين أنني ربما أتخيل كل ذلك
و أن كل هذا مجرد أمنيات تساورني كردة فعل لهجر جستين لي؟
- بكل تأكيد.المثل يقول: بعيد عن العين بعيد عن القلب. يمكنك أن تبقي بعيدة طوال الأسبوع مشغولة بعملك و في العطلة الأسبوعية اذهبي إلى المنتجع كما خططت سابقا. عند ذلك تكون أمه قد تعافت تماما فتخرجين من هذه المشكلة!
أومأت موللي و حاولت أن تشعر بالحماسة لاقتراح شيلي.بإمكانها أن تشرع برحلتها المرجأة لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير في عطلة أسبوعية في أحد فنادق ماغيللان في سان دييغو.
قالت ببطء:" لقد اشترى كل لوحاتي."
- ماذا؟
- ذهبنا إلى المرفأ فتذكر أن معرض صامويل للفنون يعرض بعض أعمالي فذهبنا إليه و اشتراها جميعها.
حدقت شيلي إليها:" أنت تمزحين!"
- لا.حتى لم يساوم. وقد طلب مني اللوحة التي أرسمها حاليا أيضا.
- أووووه .... يا لها من لفتة شاعرية.
و اتسعت عيناها وهي تفكر في هذا الخبر.
-لا بل هذا مجرد عمل. لديهم لوحات جميلة في فنادقهم.وهي نسخ أصلية, وهو يريد أن يضيف لوحاتي إلى مجموعة الفندق.ما عدا اللوحة التي أنهيتها لتوي فقد قال تلك لمجموعته الشخصية.
- ربما عليك أن تبرئيه فأنت لم تري منه سوءا.فأنا لم أسمع قط عن شخص اشترى مجموعة أعمال كاملة لفنان غير معروف نسبيا.
- لقد رأيت مدى قسوته مع كارمن. وكان عليك أن تريه عندما دخل على اللص... لم يظهر أي رحمة على الإطلاق. و أنا لا أريد أن أكون يوما في ذلك الموقف. إذا قطعت علاقتي به الآن بإمكاني أن أنساه بسرعة. ربما أنا أسبغ معنى عاطفيا على الأمر كله لا سيما و أننا استمتعنا معا هذا الصباح.
فقالت شيلي بحيرة:" أنا لا أفهمك."
قفزت موللي واقفة:" ولا أنا أفهم نفسي. سأذهب إلى بيتي و أعد كوبا من الكاكاو و أفكر في كيف عساي أنسى نك بايلي."
وقفت شيلي هي أيضا ورافقت موللي إلى الباب:" امنحي نفسك فرصة. أنت فتاة رائعة يا موللي. ولا ادري لماذا لا يقع في غرامك."
احتضنتها موللي قائلة:" أنت صديقة مخلصة.أتريدين أن نذهب إلى السينما معا هذا الأسبوع؟ سيكون لدي وقت فراغ."
- أحقا لن تريه مجددا؟
- وما الفائدة؟ لا أظن فعلي هذا ينبئ عن ذكاء كبير.يمكنه أن يخبر أمه أننا نرى بعضنا البعض و يختلق شيئا عن انشغالي البالغ عن زيارتها و عندما تشفى يخبرها بأننا انفصلنا.
و ابتسمت آملة بألا تلحظ شيلي الكآبة التي تغلف قلبها.ثم اتجهت إلى شقتها.
و لكن رغم كلماتها الشجاعة اغرورقت عيناها بالدموع و غاص قلبها بالألم.كانت مغرمة بالرجل. ويا له من مأزق! حاولت أن تخرج من وضع سيء فأوقعت نفسها في وضع أسوأ. هذا بالإضافة إلى أنها تشك في أنها ستنساه في فترة قصيرة.
وعندما انفردت بنفسها في غرفتها سارت إلى اللوحة وهي تمسح دموعها. لقد أعجبه عملها و هو يريد اللوحة ليضمها إلى مجموعته الخاصة. عندما ينظر إليها هل سيفكر في الفنانة التي رسمتها؟ أم أنه سيرى فقط الصباح البارد في " حديقة البوابة الذهبية" العامة؟
رم جرس الهاتف فتجاهلته. ثم استمعت إلى الرسالة التي تركها المتصل:" موللي أنا نك. هل أنت في البيت؟ اتصلي بي عندما تصلين."
ثم أقفل الخط.سارت إلى الهاتف و أعادت الصوت مصغية إلى صوته ثم محته. لن تنوح كالمراهقات. استدارت و رفعت الصورة. غدا ستأخذها و تؤطرها ثم تضعها في صندوق و تشحنها إلى عنوانه.
وهكذا ينتهي الأمر.


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:17 AM   #10

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع:فردوس استوائي:




مع حلول يوم الأربعاء ابتدأت موللي تفكر في أنه كان عليها أن تواجه نك و توضح له أنها تريد إنهاء الاتفاقية. لقد ساعدها ليلة واحدة و من المؤكد أن كل ما ساعدته به حتى الآن قد سددت به حسابه عليها.
كانت يوم الثلاثاء قد فتحت المجيب الصوتي إذ لم يعد بإمكانها إبقاؤه مقفلا لكثرة الرسائل التي محتها دونما الاستماع إليها. ربما سترسل إليه رسالة قصيرة و بذلك لا تضطر إلى رؤيته مرة أخرى بل توضح له أن علاقتهما انتهت و أن عليه أن يختلق قصة لأمه كي يفسر سبب فسخ خطبتهما. وكلما أسرعت بذلك كان أفضل فهي تمضي من وقتها في التفكير به أكثر مما تمضيه في العمل. لقد امضت في تأمل هذا اللتخطيط أمامها عشر دقائق دون أن تتذكر ما يمثل.
و فجأة تملكها القلق فرفعت نظرها و إذا بها ترى نك يجتاز القاعة المكشوفة و كأنه مالك شركة زنتك و لكن حتى المالك لا يسير بهذه الغطرسة. وضعت القلم من يدها و استجمعت شجاعتها.بدا رائعا كعادته و أقرب إلى القرصان الغاضب. التقت نظراته بنظراتها فلم تستطع أن تشيح بنظرها.ربما كان عليها أن تجيب على مكالمة واحدة على الأقل.
قال نك دون تحية وهو يقف بجانب مكتبها يحملق فيها:" هل المجيب الصوتي في هاتفك معطل أم انك لا تجيبين؟"
فرطبت شفتيها الجافتين مجيبة:" ولماذا أفعل هذا؟"
- هذا سؤال حسن ليس لدي الإجابة عليه.احاول الاتصال بك منذ يوم السبت.لماذا خرجت بذلك الشكل المفاجئ؟
- لم اكن اعلم كم سيستغرق التحقيق مع الرجل الذي تشك فيه.هل كان مذنبا؟ هل هو الشخص الذي اختلس النقود؟
- نعم وهو في حراسة الشرطة الآن.
- عمل دوني في البار انتهى الآن ؟
أومأ وقد ضاقت عيناه قليلا ثم نظر إلى ساعته وقال :" حان وقت الغداء تقريبا, أحضري حقيبتك و سنذهب لنتغدى معا."
كانت تعلم أن عليها أن تعترض ففتحت فمها لترفض و إذا بجاستين يظهر.كان مؤخرا يعمل مع ناثان في عمل فني لكنه استمر ينظر في اتجاه موللي.
نظرت إلى نك بابتسامة حب متألقة:" ما أجمل هذا يا حبيبي! كم أحب ذلك"
تناولت محفظة يدها وهي تقول:" فليكن مطعما عاديا لأن ثيابي لا تليق بمكان فخم."
ثم تأبطت ذراعه وهي تخفق له بأهدابها. توترت عضلات ذقنه: "مسرور جدا يا حبيبتي لأنك منحتني من وقتك."
- وقتي كله لك يا حبيبي.
قالت هذا بصوت مرتفع ليسمعه جاستين و يقتنع بأنهما هي ونك مازالا حبيبين!
عندما استدار رأى نك جاستين فأومأ باتجاهه ثم نظر أمامه.
- ما الذي يجري يا موللي؟ تتجاهلينني حتى تعود حاجتك إلي فتتمسكي بي لتخدعي خصمك.
- خصمي؟
- أعني جاستين.
- نك, أنت دعوتني إلى الغداء و نحن مخطوبان على كل حال.فلماذا لا يسرني أن أرى خطيبي؟
- أخبريني أولا لماذا تجاهلت مكالماتي؟
سكتت حتى أصبحا في المصعد فتخلت عن مظهر الشغف الذي كانت تتظاهر به.و كان الراكبان الآخران في المصعد يجعلان من الحديث بينهما مستحيلا, فانتظرت حتى يصبحا وحدهما. ثم قالت له و هما يسيران نحو "ماركت ستريت":" كنت مشغولة هذا الأسبوع."
- مشغولة إلى حد أنك لم تستطيعي الاتصال بي لتخبريني بأنك مشغولة؟ أو لتجيبي على مكالمات أمي؟
لم تكن أصغت إلى المكالمات بعد اليوم الأول ظنا منها أنها كلها منه:"لم أكن أعرف."
- إنها تريد جوابا لاقتراحها إقامة حفلة عشاء صغيرة في العطلة الأسبوعية القادمة.
- أنا خارجة من البلد.
- هذا ما أخبرتها به. سنذهب إلى سان دييغو لنشرف على تعليق لوحاتك.
توقفت عن السير متجاهلة دفع الناس لها و هي تقف فجأة, وحملقت فيه: " ماذا فعلت؟"
أمسك ذراعها يقودها على الرصيف المزدحم:" تحدثنا عن ذلك يوم الأحد و من المؤكد أنك لم تنسي ذلك."
- أنت اقترحت ذلك لكنني لم أقل قط أنني سأذهب.
- لقد حجزت تذاكر لصباح السبت الباكر و سنعود مساء الأحد.
- يا لوقاحتك! لكنني لن أذهب معك يا نك0 إنها خطبة زائفة هل نسيت؟
- هل هذا ما يقلقك ؟ لقد حجزت جناحا بغرفتي نوم. شرفك مصان معي يا موللي.
- لا ليس هذا ما يقلقني.
وسكتت فجأة و قد أدركت ما كانت ستقوله.آخر ما تريده هو أن تنبئه بأنها تعاني من تغيير مشاعرها نحوه. ألن يبهجه هذا الخبر؟
- ماذا إذن؟
- أنا ذاهبة إلى المنتجع هذه العطلة. ذلك الذي كنت سأذهب إليه من قبل.
قالت هذا بشيء من الفظاظة.
- تعالي معي إلى سان دييغو.
رفعت بصرها فرأت حدة المشاعر في نظراته و بدت عيناه و كأنهما تخترقان أعماقها. سألها:" ألم تذهبي إلى سان دييغو قط؟"
هزت رأسها و قد سمرتها نظرته. وقالت:"سمعت أنها جميلة."
- " خليج ميشين" ساحر للغاية و فندق ماغيللان مصصم لكي يسحر السحر نفسه. قولي إنك ستأتين.
حولت نظراتها بعيدا محاولة أن تتذكر سبب رغبتها في الابتعاد عنه. حتما لا ضرر هناك من عطلة أسبوعية ... كما أنها ستحظى بفرصة كي تزور سان دييغو... ترى لوحتها في ردهة فندق شهير... وتقضي عطلة أسبوعية مع نك.سوف تراه في مكانه الطبيعي صاحب الفندق المهيب مباهيا بأحد فنادقه.ربما ستشمئز منه فيصبح من السهل عليها أن تقول له مساء الأحد وداعا.
لكن هذه الاستنتاجات توقفت :" لا أستطيع الذهاب."
- إما هذا و إما تلك الحفلة في بيت أمي.
- لا. هذا ير ممكن.أخبر أمك أننا راحلان.ثم اجلس في بيتك ولا تجب على الهاتف.
- كما فعلت أنت طوال الأسبوع؟
فقالت رافضة الهزيمة:" كنت مشغولة."
تنحى نك جانبا و أشار إلى موللي بالدخول إلى مكان لبيع الشطائر. انضما إلى الصف بانتظار ما يريدان شراءه.فنظرت حولها و رأت شخصا يعمل معها. كانت غالبا ما تأكل في هذا المكان وكانت تعلم أن كثيرين من موظفي زنتك يفضلونه على سواه. وعندما لوح لها زميلها بيده ردت عليه بالمثل. ثم التفتت إلى نك آملة بأن تبدو مستمتعة بوقتها وليس غاضبة. إذا أنهت علاقتها مع نك ستسري الأقاويل عنها في العمل! لقد تعبت من كونها مصدرا للشائعات و الأقاويل.
سألها:" هل هو من أصدقائك؟"
- زميل في العمل.
ثم تقدمت بطلبها و انتظرت حتى طلب نك ما يريده و دفع ثمن الشطيرتين و الشراب ثم سارا ينتظران ما طلباه.
- هل نأكل في الخارج؟
سألته ذلك, غير راغبة في التحدث في مثل هذا المكان المزدحم. من يدري من سيسمعهما؟
- يمكننا أن نذهب إلى "إمباركاديرو" إذا شئت
كان لطيفا سمح الخلق. وتمنت لو أنه متغرطس كعادته أحيانا فذلك يسهل الأمور عليها.
- أي تهديد ستستعمله معي لإرغامي على الذهاب إلى سان دييغو؟
بدا الهزل في عينيه:" تهديد؟ ألا تصلح الدعوة البسيطة؟"
فهزت رأسها بحذر:" لا أريد أن أذهب."
- ألا تريدين الذهاب بشكل مطلق أم أنك لا تريدين الذهاب معي؟
سكتت قليلا ثم قالت :" معك"
- قلت لك ليس هناك ما تخافينه.
- مجرد وجودي معك يجعلني أخاف.
- آه و السبب؟
كان قلبها يخفق و نبضها يتسارع لمجرد وجودها بقرب نك فكيف يكون الأمر لو أمضت نهاية الأسبوع معه؟ كانت واثقة من أنهما سيحصلان على أفضل خدمة. و سان دييغو معروفة بتألق شواطئها و مناظرها الطبيعية و جوها الدافئ ... وهي لن تحصل على مثل هذه الفرصة مرة أخرى.كما أنها سترى لوحتها معروضة في الردهة و ستمضي أياما أخرى مع نك بايلي.
و نظرت موللي إليه مرة أخرى:" لا بأس, صباح السبت سننطلق إلى سان دييغو, كيف حال أمك ؟"
- تتحسن بشكل ملحوظ.
- لن يكون علينا إذن أن نتابع هذه التمثيلية لفترة طويلة؟
هز كتفيه.ولسبب ما لم يشأ أن يعطي موللي موعدا يمكنهما فيه أن ينهيا هذه <التمثيلية> كما تسميها.صحة أمه كانت تتحسن بسرعة وقد تحدث مع طبيبها أمس فأخبره هذا [أنها ستستعيد عافيتها تماما في أسرع وقت.
كان أذكى من أن يعتقد أن صحة أمه ستنهار حين يخبرها بأنه و موللي انفصلا لكنه كذلك لا يريد أي انتكاسات. واستمرارهما لمدة أطول ليس فيه أي ضرر.

سألها:" هل هناك رجل آخر تفضلين رؤيته؟"
- طبعا لا. بعد خدعة جاستين أتظنني أريد أن الخروج مع رجل بهذه السرعة؟ هذا مستحيل.
- ما الداعي إذن إلى الإسراع في إنهاء اتفاقيتنا؟
أخذ يتأمل ملامحها متمنيا لو استطاع أن يقرأ الأفكار. ما الذي يجري داخل رأسها هذا؟
لقد عادت عليه هذه الاتفاقية بفوائد كثيرة. فكارمن توقفت عن إزعاجه وأمه تتماثل للشفاء, كما أصبح لديه مرافقة للمناسبات الاجتماعية مرافقة لم يكن يتوقعها ولا تحاول التأثير عليه على الدوام. وهذه الصفة الأخيرة كانت مفيدة أكثر مما كان يتوقع في البداية. ربما كان عليه أن يعقد خطبة مماثلة منذ وقت طويل.
قال ببطء:" أنا في الواقع غير مستعجل على إنهاء الخطبة."
نظرت إليه بدهشة :" هل تمزح؟ لم لا؟"
- ولماذا ننهيها إنها تمنحنا حماية ضد الآخرين و يجد كل منا شخصا يقوم معه بنشاطات دون ارتباط.
نظرت بعيدا وهي تنهي آخر قضمة من شطيرتها:" أنا أفهم رغبة الرجال في عدم الارتباط لكنني أريد أن أتزوج يوما ما و يكون لدي أولاد.أريد أن أشيخ أنا و زوجي."
قطب نك حاجبيه إذ لم يعجبه أن يتصور موللي في سن الشيخوخة مع أي رجل.إنها شابة رائعة الجمال مليئة بالحيوية. بإمكانه أن يراها مع
أولاد و يعلم أن عينيها تتألقان بهجة بهم و ستكون مرحة خالية البال وتملأ أولادها بالبهجة. حاول أن ينسى تلك الصورة لكنها لم تفارق خياله. سألها:" لا أحد يقول إنه لا يمكنك الحصول على ذلك. ولكن هل أنت مستعدة للقيام بذلك الآن ؟"
- الآن ... فيما بعد ... من يعلم متى يأتي الحب؟
- الحب شعور عاطفي بالغوا في تقديره تمنحه النساء لتجميل الغرائز الأساسية التي ترافق البشر.
قالت مازحة:" رجل ساخر."
فأجاب باللهجة نفسها:" امرأة حالمة."
فقالت وهي تنهض واقفة:" مسموح للفنان بذلك.لا بأس لقد بلغت هدفك لأننا سنذهب معا إلى سن دييغو. علي أن أعود الآن إلى عملي. سأراك صباح السبت.هل أوافيك إلى المطار؟"
فقال وهو ينهض أيضا:" آه لا. لن أجازف بذلك. إذ ربما تكتشفين أنك مشغولة جدا.سآتي لأخذك عند السادسة."
- صباح السبت؟إنه اليوم الذي أتأخر فيه في النوم.
تقلع طائرتنا عند الثامنة صباحا. أظنك ستحبين تضييع النهار سدى.يمكننا أن نكون على الشاطئ في سان دييغو قبل الغداء.
لم تكن موللي معتادة على مثل هذه الرحلات العفوية. فهي نادرا ما تذهب في إجازة و فكرة الطيران إلى سن دييغو للاستلقاء على الشاطئ عند الظهر ملأتها بهجة.لقد حصل نك على هدفه و هي ستذهب معه في العطلة الأسبوعية المقبلة.كيف حدث هذا؟ في عطلة الأسبوع يحصل الكثير.
افتتنت موللي بسان دييغو تماما كما توقع نك حتى عندما رأتها من
الطائرة. كان الهواء أكثر دافئا و رقة من هواء سان فرانسيسكو الجاف. كما كانت أشجار النخيل تتهادى على جانبي الجادة التي كانت سيارة الفندق تنطلق بهما فيها إلى الفندق. كانت النباتات المتعرشة تغطي جدران البيوت و تحيط بأبوابها, فيزيد ذلك في بهجة النفس.
عندما وصلا إلى فندق <ماغيللان سان دييغو> تلقيا استقبال الأمراء. طبعا كان المستخدمون يعرفون نك و ربما هو يلقى تلك المعاملة في كل مكان. لكن البهجة تملكت موللي إزاء الترحيب الحار. كانت النافذة الواسعة تطل على الشاطئ, في ميناء ميشين الهادئ حيث عشرات العائلات تستمتع بالشمس والمياه المنعشة. وكانت مياها زرقاء مغرية للغاية.
وقف نك عند عتبة الجناح ينظر إليها و يداه في جيبيه:" أتريدين الذهاب للسباحة؟"
التفتت إليه موللي بابتسامتها المتألقة:" بكل تأكيد سأغير ملابسي حالما تصل حقائبنا. إنه فندق جميل."
- فلنأكل أولا, ثم نمضي طوال فترة العصر على الشاطئ إذا أحببت. ويمكننا فيما بعد التسكع في أنحاء البهو لتختاري المكان المناسب لتعليق لوحتك. لقد اخترت لوحة الزورق لهذا الفندق.
أومأت موللي و هي تعود لتتأمل المياه. لديهما أكثر من أربع و عشرين ساعة معا و هي تريد أن تستغل كل دقيقة.
عندما وصلت الحقائب ارتدت ثوب السباحة ثم لبست فوقه ثوبا فضفاضا و رفعت شعرها إلى أعلى و لبست صندلا خفيفا. ثم عادت إلى غرفة الجلوس في الجناح و انتظرت حضور نك وهي تتمشى في أنحاء الغرفة المترفة معجبة بالأثاث و حس الأناقة في كل قطعة.
- جاهزة؟
سألها من الباب المؤدي إلى غرفته. كان يرتدي سروالا قصيرا قطنيا.
- جاهزة!
قادها إلى مقهى خارجي و مظلل بالأشجار و المظلات يطل على الخليج. وكان أصص الأزهار المتألقة منتشرة في الفسحة فشعرا أنهما يتناولان الطعام في فردوس استوائي. نظرت موللي إلى قائمة الطعام وقالت:" أريد سلطة القريدس. إنه الشيء الوحيد الذي يناسب هذه الجلسة. ما أجمل المكان هنا! أنا متلهفة إلى الرسم..."
و أشارت بيديها إلى أنحاء المكان. كم تحب أن تمسك بيديها ظلال لون المياه الأزرق بدرجاته المختلفة. حمرة و صفرة الأزهار و خضرة الشجر الداكنة. كانت هذه وليمة لحواسها.
قال لها نك بعفوية:" هودي إلى هنا مرة أخرى و ارسمي هذه المناظر."
كانت عيناه مختفيتين وراء نظارات قاتمة فتساءلت عما يفكر فيه. هل يحتمل أن يعودا معا ذات يوم؟ أم أنه يعد الأيام حتى تتعافى أمه فيتخلص منها؟
عندما انتهى الغداء, انتقلا إلى الشاطئ الذي كان مزدحما بالعائلات و العشاق. لكنهما رأيا, أثناء سيرهما, كرسيين خاليين فنشرا عليهما المنشفتين التين أحضراهما معهما من الفندق.
حاولت موللي أن تبقي نظراتها على المياه, لكن جاذبية نك كانت قوية للغاية. كان لون جسده بلون العسل و كان واضحا أنه تعرض للشمس عدة مرات قبل ات يأتي في هذه الزيارة إلى فندقه.
خلعت ثوبها و ركضت إلى الماء المنعش و سرعان ما غطست فيه تخفف حرارة جسمها, و تحاول أن تركز اهتمامها على أي شيء ما عدا نك.
لكن هذا لم يكن سهلا إذ ما لبث أن وافاها نك, بعد أن غاص إلى الأعماق ليبرز بجانبها:" هذا حسن."
قالت هذا و هي تختبر الماء و تنظر حولها. و مرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و بجرأة مدت يدها تلامس كتفه فسألها:" هل أنت مسرورة لمجيئك؟"
- نعم.
كانت فترة العصر رائعة. تخبطا في المياه. ومرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و سبحا إلى الأعماق الباردة و استلقيا في الشمس فترة على الشاطئ و سرعان ما انتقلا إلى تحت مظلة واسعة ليتجنبا حروق الشمس. كان الحديث بسيطا متقطعا. لكن جلستهما كانت مريحة للغاية بحيث لم تستطع أن تمنع نفسها من النعاس. انتبهت و نظرت إلى نك وكان هذا يتأملها:
- ربما كان عليك أن تنامي هذا الصباح.
- آه, لا. ما كنت لغير شيئا هذا اليوم. يمكنني أن أنام غدا أليس كذلك؟
- كما تشائين. لكن هناك مركبا سيخرج صباح الغد في نزهة قصيرة. ظننتك ربما تحبين ذلك.
ابتسمت حالمة. إنه يتصرف كخطيب حقيقي... يبحث عن أشياء بهيجة يقومان بها في هذه العطلة الأسبوعية. هل سيتجاهل شروطها فيما بعد؟ ويطلب أكثر من ذلك؟ وتمنت ألا يحدث ... سيفسد كل شيء.

- نك بايلي, ماذا تفعل هنا؟ ظننتك لا تترك مكتبك أبدا.
رفع نك بصره, ثم مد يده مصافحا. كان سام بيركنز أحد أصدقائه منذ أيام الجامعة لكنه لم يره منذ استلم إدارة الفنادق بعد وفاة أبيه.
- وماذا تفعل أنت هنا؟ ظننتك لم تغادر لوس انجلس قط.
فقال سام بزهو:" أنت تعلم أنني تزوجت و عندما يتزوج الرجل لا يمكنه العمل طوال الوقت."
و أشار إلى شقراء جميلة تلاعب طفلا يدرج على الشاطئ:" تلك هي ستيفي و طفلنا جويل. أريدك أن تتعرف إليها. لم أصدق عيني حين رأيتك تسبح منذ فترة. ولم أكن متأكدا من أنه أنت."
ابتسم نك و نظر إلى المرأة الجميلة. تعلق بصره لحظة بالصبي الصغير الذي كان يركض إلى الماء دون خوف, لتختطفه أمه حين أخذ يركض و ضحك الاثنان و كأنهما يستمتعان باللعبة. ثم عادت توقفه على قدميه و مرة اخرى توجه نحو الماء.
كان نك و سام في فريق السباحة في الجامعة معا.و بعد ذلك أنشأ سام شركة استيراد و تصدير في لوس انجلوس مختصة بالفن الآسيوي. وكان آخر رجل يتوقع منه أن يتزوج. وتذكر مدى دهشته عندما تلقى الدعوة إلى زفافه, رغم أنه لم يستطع تلبية الدعوة. وكان منذ ثلاثة أو أربعة أعوام.
و الآن أصبح لدى سام ابن.
و شعر بانقباض في صدره. إنه في السادسة و الثلاثين و هو يكبر في السن وكما تقول أمه دوما, كان لدى والديه طفل في سن الدراسة عندما كانا في عمره. نظر إلى موللي التي جلست لتلقي التحية:" سام, أقدم إليك موللي ماغاير. موللي, سام صديق قديم كنا معا في الجامعة."
- سررت بمعرفتك يا موللي.
قال سام هذا و هو يمد يده مصافحا. ثم نقل نظراته بينهما وهو يرفع حاجبيه مستفهما بصمت. فقال نك :" أنا و موللي خطيبان."
ربت سام على كتفه:" حان الوقت لذلك.هذا خبر عظيم. تهاني! موللي لقد حصلت على رجل هائل. لماذا لا تتعشيان معنا أنا وستيفي؟ يمكننا أن نحتفل بذلك بشكل مناسب في مطعم "كوف" طبعا."
قال هذا ذاكرا أحد مطاعم الفندق فأومأ نك :" عند السابعة؟"
- عظيم سأراكما هناك.
و ابتسم لهما ثم اتجه حيث زوجته و ابنه.
راقبهم نك للحظة ثم نظر إلى موللي التي كانت تتأمل الأسرة مفكرة. العشاء مع سام و زوجته سيخفف من مفعول العشاء مع موللي وحدها. أليس لديها فكرة كم تبدو مذهلة في ثوب السباحة ذاك المؤلف من قطعتين؟ و حول نظراته عنها مرة أخرى متسائلا عما إذا كان بحاجة إلى غطسة أخرى في الماء البارد ليبرد أحاسيسه الملتهبة.
أغمض عينيه و حاول أن يفكر في شيء آخر. في أي شيء ما عدا موللي و بشرتها الذهبية و شعرها الرطب المكوم فوق رأسها. كم كان يود أن يفكه و يسدله على كتفيها و يدفن وجهه فيه و يتشمم رائحتها.
لكنه سينفذ رغبتها إلا إذا أبدت رغبة في تغييرها.
قالت:" كان ينبغي أن تقول إنني مجرد صديقة."
فالتفت إليها:" ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه؟"
- لم يكن ضروريا أن يظننا مخطوبين.غنه سيتساءل عن المستقبل.
- هذه مسألة سهلة.
فتمتمت و هي تغمض عينيها :" طبعا."
كان نك يعلم أن سام متزوج لكن رؤيته مع زوجته و ابنه جعل ذلك حقيقيا. و غير نظرته إلى صديقه القديم.
نظرة سام المزهوة حين تحدث عن زوجته و ابنه اخترقت صميم الموضوع. سام يحب حياته الزوجية. يحب كونه زوجا و رب أسرة و تساءل عما إذا كان سيحب هو أيضا شيئا كهذا.
*******
لم تعرف موللي ما إذا كان الثوب الذي أحضرته معها للعشاء جيدا بما يكفي. كانت تظن أنها و نك سيجلسان فقط في مطعم هادئ. وهي, بكل تأكيد لم تتوقع أن تمثل دور الخطيبة المغرمة أثناء تناول العشاء مع صديق قديم. وهذا لا يعني أنها لا تريد أن تتناول العشاء مع الزوجين فهي بهذا ستعرف المزيد عن نك.
و لكن إلى أي حد؟ تساءلت و هي تحدق في صورتها في المرآة. كان الاسمرار يكسو وجنتيها و أنفها نتيجة قضاء عصر هذا النهار في الشمس. كومت شعرها على رأسها باختلاف قليل عما كان عليه بعد الظهر فقد تركت بعض الخصلات تنسدل على كتفيها. تعمددت أن تبدو مغرية قدر إمكانها.
ألا ينبغي على الخطيبة أن تبدو مغرية؟ إنها جاهزة, وليلتهب قلب نك شوقا لامرأة عابرة. لكنها ترجو أن يتمكن قلبها هي من التماسك ...


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
308 - الوجه الآخر للقمر - بربارة ماكماهون عنووود منتدى روايات أحلام الجديدة 1860 27-03-24 05:06 AM
265 - لن تندمي - باربرة ماكماهون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* Jamila Omar روايات أحلام المكتوبة 311 17-08-23 11:05 AM
نهاية إمرأة ثرثارة !! ^RAYAHEEN^ منتدى الضحك والفرفشة 14 13-07-16 10:54 AM


الساعة الآن 03:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.