آخر 10 مشاركات
23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree44Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-10, 04:56 AM   #21

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




تابع/ الفصل الثاني عشر
.
.
.
.
.
.


اول ما دخلت الجناح راحت لغرفتها بدون ما تلتفت لاي شي ثاني ،سكرت الباب و شالت عبايتها وحجابها وحطتهم بجنبها .. مر الوقت بها وهي تحاول تلتهي بأي شي .. مشكلة اذا ما كان في شي يشغل بال الانسان الا افكاااره .. استلمها التفكير الين ما حست انها راح تجن من هالوضع .. فتحت شنطتها اللي رتبتها وبدأت تطلع ملا بسها وتعيد ترتيبهم في نفس الشنطة .. وانتبهت لكيس عريض تحت ملابسها لونه بنفسجي غامق ، ما انتبهت له من قبل .. اصلا هي لما فتحت الشنطة اخذت اول شي قابلها .. ما دققت لأنها عارفة وش حاطة فيها ..
فتحت الكيس بفضول ، وهي متأكدة انها مو هي اللي حطته بالشنطة .. لقت فيه علبتين .. وبطاقة مكتوب عليها :
"الف مبروك حبيبتي ديما ..
..خالتك المحبة منى بالنيابة عن الجميع"
ابتسمت وهي تفتح العلبتين بسرعة ، وتشوف بوحدة منهم سلسال رقيق من الذهب الابيض وبالعلبة الثانية زجاجة عطر فخمة مزخرفة من الخارج بشكل جميل ..
دمعت عينها وهي تتذكر اجتماعهم عندها قبل الزواج .. شعور جميل لما تحس ان حولك اهل .. واسرة محبة .. فاقدة هالشي.. وبقوة ..
استلقت على ظهرها وسحبت قرآنها من الشنطة تقرا فيه الين ما يأذن العشا ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.

دخل لغرفته وسحب شريط الحبوب من الخزانة ، متضااايق جدا من نفسه .. يكره كونه مجبر عليها... يكره تعبه بسببها .. ناظر الشريط بملل ، ماباقي فيه غير اربعة ... مضطر يشتري المزيد منها .. اتصل على واحد من اصدقائه وقال له ينتظره عشان يجي ياخذ منه كم شريط .. هالفترة بالذات ، محتاج للمهدئات بشدة ..!!
خرج من البيت بعد ما طل على باب غرفة ديما المغلق .. تمنى يعرف ايش قاعدة تسوي لحالها داخل .. ؟؟؟ في احد يطيق يحبس نفسه هالحبسة ؟ واخرتها ؟؟ هو،، ما كانت عنده اي توقعات لافعالها بعد الزواج .. بس مو معقولة بتجلس على ذا الحال على طول ..؟ كيف تكون ديما عنده وحياته مثل ما هي ؟؟ وهو مثل ما هو ؟؟ لازم في شي يتغير .... شي يختلف .... بس ماينفع وهي كذا .. كل اللي يبيه تكون طبيعية .. يشوفها على طبيعتها... يحس بوجودها بشكل طبيعي !!!!!
كل يوم يندم على تهوره السابق اكثر واكثر ..
يبيها تجلس قدامه ... تكلمه .. بدون اضطرار .. بدون خوف .. بدون نفوور !!
يبيها تكون................. طبيعيــــــــة !!!
كيف ؟ وشلون ؟؟ ما يدري ... واضح انها تكرهه .. وتكره وجوده بالقرب منها !
وهذا اللي يزعجه .. لاقصى حد .. لازم يشوف حل .. لاازم !!


.
.
.
.
.
.
.

سمعت صوت باب يتسكر .. اكيد هذا باب الجناح اللي تسكر لانه مايسكر غرفته .... يعني وأخييييييييييييراً طلع .....!!
طلعت برا الغرفة وطلت على غرفته ، ومنها للصالة وللمطبخ ومالقته .. ابتسمت ابتساامة ارتيااااااح وراحت على طول لغرفتها جهزت ملابسها وراحت للحمام .. أخذت شاور على السريع وطلعت بحذر وفوطتها على راسها ، وطلت من الباب تتأكد انه لسا ما رجع .. راحت للمطبخ واخذت لها من الثلاجة عصير وصبت منه بكاسة واخذتها معها وهي تمشي في الجناح براحة وبخطوات واسعة .. دخلت لغرفته مرة ثانية بتردد ..ريحة الغرفة عطر مختلط بكآآبة .. !! لفت انظارها بالغرفة .. دايماً اغرااضه قليلة وغاامضة مثله .. التسريحة ماعليها غير كم زجاجة عطر واشياء بسيطة مثل فرشاة ، وكريم وغيره ... اقتربت من السرير الواسع وجلست على طرفه وبيدها العصير .... تأملت الغرفة ..ثواني و قامت للخزانه وفتحتها ....، ملابسه قليلة واغراضه محدودة ، وثلاث ارباع الخزانة فاضية .. رجعت سكرتها وهي تتسائل عن اللي هي قاعدة تسويه .. انتبهت لفوطتها اللي كانت على السرير مكان ما كانت جالسة ، قربت وسحبتها بخفة ، ثقل الفوطة المبلولة صدم بالكاس الخفيف اللي شايلته وطاح بالارض وانكسر وانكب العصير !!
شهقت ديما وحذفت الفوطة بعيد عنها وهي تشوف بقعة العصير والزجاج المكسور اللي بالارض .. مدت يدها لعلبة المناديل ومسحت العصيرمن على الارضية وحمدت ربها انه ما طاح على السرير ولا السجادة ولا كانت الحين متورطة !!
حاولت تلملم الزجاج اللي طايح على الارض وما تبقي له اثر .. سمعت صوت المفتاح يدور بباب الجناح وقامت بسرعة وهي تلقي نظرة اخيرة على الارض بعد ما اختفى اي اثر للعصير ..
رجعت لغرفتها بسرعة وسكرت الباب وهي تزفر بارتياح !!

.
.
.
.
.
.
.


دخل لغرفته بتعب بعد ما انهى مشواره .. والقى بجسده على السرير .. دقائق و رجع تفكيره لديما .. وشلون بتنام ؟ عالاقل لازم يكون عندها غطا .. يـكـره يكــره يكررره قلقه عليها !!!!!!!!!
زفر و اعتدل وهو يفكر .. لازم يحل هالمشكلة قبل لا ينام .. فتح الخزانة يدور اي غطا زايد عنده ..لكنه مالقى .. نزل من الجناح لغرفته القديمة ، واخذ اللحاف وطلع لعند غرفة ديما .. كان بيدخل لولا انه ولسبب ما يعرفه ويقهره ،، دق الباب أول ..
ديما اللي كانت تصلي العشاا قلبها ارتجف وحاولت تركز بصلاتها وتتجاهل دقه على الباب .. ثواني وسمعت الباب ينفتح وصوته يقطع تركيزها ..
" ديمااا ؟"
شافها تصلي .. ثواني وقف فيها تحت سيطرة مشاعره ،، هز راسه ورمى الغطا على جنب .. وجا بيطلع .. لكن... في شي جذبه للخلف بقوة... تراجع عن الخروج ، ووقف يراقبها ..
ديما حاولت تطول بصلاتها قد ما تقدر .. .مراقبته لها افقدتها تركيزها بالصلاة .. سلمت و انهت صلاتها وهي تستغفر...رفعت راسها تشوف وش يبي .. ولمحت اللحاف المرمي على الجلساات ..

فتحت عيونها بخوف ودهشة لما شافته يجلس قريب منها .. ابتعدت شوي لورا .. وفياض ناظرها بتركيز ،
قال ببطىء : وبعدين ؟؟؟
قالت بصوت خافت متوتر : نــعم ؟؟؟؟؟
قال باستفسار : مطولة على هالحال ؟
قالت وقلقها يتصااعد : ا..ايــش ؟؟
قال : بتجلسين هنا طول الوقت .. ؟؟
قالت بضيق : ايش تبي مني ؟؟
قال : انتي ايش تبين ؟؟؟؟ مو انتي صاحبة فكرة الزواج ؟؟
فتحت فمها بصدمة ..
كمل بسخرية لما شاف صدمتها : ولا ّ ؟؟؟؟؟
قالت بقهر : يعني .. انت تزوجتني عشان انا قلت لك ..؟
قال يتدارك كلامها : طبعا لأ ..انا بكيفي تزوجتك ..وبكيفي مشيت الموضوع .. كان بإمكاني اكنسل كل شي لو بغيت !!
قالت فجأة بألم وانفعال : كذااااب !!!
رفع حواجبه من الصدمة .. وللحظة عم الصمت ..
قطعه بقوة وهو يكرر : كذااب ؟؟؟؟
قلبها يخفق بعنف ،من شكله وهو معصب ..اخطأت لما انفعلت.. أخطأت !!!!!
فياض انقهر وهو يسمع كلمتها ..اول مرة احد يقول له كذااب !!
وبنفس الوقت انقهر من خوفها ..
قالت بتلعثم : قصدي ... مستحيل كنت تخليني بعد ما .... يعني انا .بنت عمك و..انته .....
قاطعها وهو يقوم ويعتدل : ويعني.. عشان هذا الشي السخيف اللي انتهى بتظلين حابسة نفسك بهالشكل ؟؟؟؟؟
" الشي السخيف اللي انتهى ؟؟؟!!!! "
كررت بصدمة : شي سخيف انتهى ؟؟؟؟؟؟؟
قال : ايه .. انتهى ؟؟ فات ومااات .. ليه معلقة عليه ..!؟ الحين وضعنا اختلف.. حياتك الجديدة الحين.. ليه ما تعيشينها وتنسين اللي قبلها؟؟
قالت بانفعال مستنكر : حياة جديدة مع من ؟؟ انته دمرت حيااااتي !!!!!
وكملت لما شافته ساكت يسمعها: اصلا انت ..انت آخر شخص كان ممكن ارتبط فيه.... انته..حتى منت بحاسس باللي سويته فيني .. حرااام عليك انت ما تخاف من ربك ؟ ضميرك ميت ؟؟
دموعها سالت وهي تطلع اللي بقلبها اخيراً بكل حرقة وألــم ..
كملت بتقطع : حتى .. وانا بنت عمك .. وببيتك .. و.. انا كنت مريضة و .. ما خفت ربك .. وتعديت .. آ .. و ...
قال بانزعاج : ديمــــا ..!!!!!!
صرخت فيه :و المصيبة..،، المصيبة للحين...للحين مو حاسس بغلطتك .. ولا .. ولا كأنك سويت شي .....
تراجعت بخوف وهو يتقدم منها بغضب .. حست انها زودتها بالكلام .. واغضبته ..
مسك ذراعها بقوة وقال : يكفي ... !! لا تصارخين !!!
كمل وهو يهزها بقوة :اسمعي زين .. اللي صار هذا بالمااضي وماني مستعد اشغل بالي او افكر بشي صار وانتهى وماعادت له قيمة الحين..
وترك ذراعها وهو يتراجع ويقول بلهجة أهدى : والحين عندك خيارين .. اما تصيرين طبيعية وتعطين نفسك فرصة تتقبلين هالوضع.. أو أتصرف معك تصرف ثاني !!
راقبته برعب وهو يتحرك في مكانه .. ويدها على ذراعها اللي آلمها من مسكته ..
كمل بتساؤل :قرري الحين ايش تبين ؟؟ راح تعطين نفسك فرصة .. او أ....
قاطعته برجااء : اتركني بحالي ....لو سمحت .. !!!
تجاهلها وقال بلهجة آآمرة : اختااري !!!!!!
غمضت عيونها بقهــر ..
قالت : ايش اختار ؟؟ انا ما ابي منك شي ..غير انك تروح وتخليني بحالي !!
قال بتهديد متجاهل كلامها :قرري الحين.. منتظر جواابك !!
قالت بصوت مخنوق : تبيني اعطي.... اعطي نفسي فرصة لإيش ؟؟؟؟؟؟؟؟
قال بجدية : فرصة نعيش مثل الخلق !!
بنفسها "قول قصدك فرصة توصل فيها لمبتغاك !!"
قالت : يعني ايش المفروض اسوي ؟؟
قال :عالاقل انسي اللي صار وخلك طبيعية........!!
قالت بيأس : ما اقدر .. !!!
قال بلهجة تهديد : يعني خلاص؟ ما تبين الفرصة ؟؟
قالت بتوتر : لا ... بحاول ..
قال بلهجة غامضة : حاولي مثل ما تبين .. !!
لمحت شبه ابتسامة على وجهه .. نزلت راسها بحيرة وتوتر.. ولما رفعتها كان طلع من الغرفة ..
قامت بسرعة للباب تتأكد انه طلع نهاائياً .. سكرت الباب ورجعت تجلس وهي تمسك راسها وتحاول تركز .. تنهدت وهي تسترجع الكلام اللي دار بينهم ...... اي فرصة واي خرابيط ذي اللي يتكلم عنها..؟؟؟ مافهمت هو يهددها او..ايش يبي بالظبط ؟؟ ...فكرت ... يمكن يحاول يضحك عليها بكلمتين .. ويستغلها .. بس هو لو يبي منها شي فعلا ماراح يستخدم هالاسلوب .. اذا كان اخذه منها بالغصب من قبل .. فايش راح يمنعه الحين وهي عنده ؟؟
ليه هو بهذا الغموووض ؟؟ ياربي !!!
بس ما عليه .. بتجاريه بكلامه عشان تأمن شرّه .. وبتشوف ايش راح يصيير ..
بس والله لو حاول يأذيها لاتقلب كل شي فوق رااسه!!!!
.
.
.
.
.
.
.


طلع من عندها وهو عارف انه راح يندم على كلاامه ..،، على انخرااطه ورااء مشاعره .. ،، وعلى تفكيره الجديد ....!!
ابتسامته مازالت عالقة على شفتيه من بعد صراااعه العنيف مع مشااعره قبل شوي ..
اللي اعجبه انه طلعها من سكوتها اللي جننه !
واللي ضايقه الاسلوب اللي استخدمه معها .. مازالت نافرة وخاايفة منه ...!!
اخذ منها كلاام كثير .. صحيح اغلبه اوجعه بشكل كرييه ... لكن اهم شي .. فيه نقطة بداية تحددت وانرسمت.. ومنها راح تبدأ اشياء وتتغير اشياء كثيرة !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.


عايض بالشركة ، في دوامه المعتاد ... كان ينتظر أحمد صديقه ، اللي قرر انه يشاركه في أحد المشاريع المربحة .. وطبعا عايض كان موافق بشدة ، وين بيلقى أفضل من أحمد أخلاقاً وإخلاصاً ؟
عايض من بعد ما ديما تزوجت .. ومن اول ليلة .. حس بالفرق الوااضح .. لاول مرة يتملكه شعور الوحدة من وفاة والديه .. ان تماسك كان يتماسك عشان ديما ..وان احس بفقدانهم كانت ديما موجودة ويلهيه الاهتمام بها عن شعوره .. اما الحين ، فالوحدة اللي يشعر بها قاااتلة تلفه وتخنقه بقسوة .. يعيش لوحده .. يأكل لوحده .. ينام ببيت خالي إلا منه !!
قبل وفاة ابويه .. كان حلمه انه يكون انسان ناجح في شغله ، يكوّن نفسه ، ويكوّن اسرة .. ظل مشتت لشهور من بعد وفاة والديه .. لكن الحين وبفضل الله ، الله عوضه كثير وحقق حلمه الاول وصار مسؤوول عن شركة والده بأكملها .. والحين ..وده يحقق حلمه الثااني واللي لطالما رافقه .. لكن صوت من دااااااخل اعماقه يدعوه للتمهل والصبر ..الزواج ماهي بخطوة سهلة .. الزواج مسؤولية كبيرة .. لازم يكون مستعد لتحملها على اكمل وجه !!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.




جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 04:57 AM   #22

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث عشر
.
.
.


كانت غااطة بنوم عمييق .. بالامس ماجاها نوم من الارق والقلق ، ظلت مو مستوعبة ردها عليه ومواجهتها له وانفعالها لفترة و كانت ندمانة بالبداية ، لكنها لما راجعت نفسها شافت ان كلامها كان اقل شي ممكن ينقال ..
فتحت عيونها على الضوء القوي المزعج لاشعة الشمس .. قامت بسرعة وهي تتذكر صلاة الفجر .. وانصدمت لماشافت الساعة اربع العصر !

قامت بسرعة ورتبت اللحاف ، وطلعت من الغرفة وهي تدعي ربها انه ما يكون موجود بغرفته وبالجناح كله ..
لكن خابت آمالها لما طلت على الغرفة وشافته .. كان جالس ومعه جهااز كمبيوتر محمول واوراق وخرابيط .. تأففت ..
مو معقوولة كل يوم بتمر بهالازمة .. لازم تتشجع شوي .. !!

وتلقائيا تذكرت حواارهم بالامس ، وطلبه منها... وتقدمت من الباب المفتوح اكثر ودقت عليه دقات سريعة متوالية ..

رفع راسه بدهشة وكأنه اخر شي توقعه يشوفها الحين جاية لعنده.. وتحولت نظراته للاستفسار .. تلعثمت وحست بخفقاتها تزيد والخوف بدأ يسيطر عليها ..
قالت بصوت شبه مختفي وهي تأشر على الحمام : احـ .. احتاج الحمام ..
رد بهدوء : ....... احد مانعك ؟؟
استوقفها رده بحنق خصوصا وهي تتخيله يبتسم ، وتحركت للحمام بسرعة ..
خلصت و توضت وطلعت مثل ما دخلت بنفس السرعة بدون ما تناظر اي شي حولها
راحت للغرفة وجات بتسكر الباب .. وخافت تسكره من تذكرت كلامه بالامس ...وتركته مفتوح ..

مافي فرق اصلا لو فتحته او قفلته .. لو بغى يفتحه راح يفتحه في اي وقت بتسلط !! عليها تكون حذرة فقط !!
صلت الفجر والظهر والعصر .. واستغفرت ربها على هالصلوات اللي فاتتها وظبطت جوالها على وقت الفجر عشان يصحيها من بكرة
ثواني وسمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة .. اجفلت لثوااني ووقفت لا شعوريا ،،
فياض لما شاف الباب مفتوح ، ابتسم .. يعني كلامه جاب نتيجة معها .. جاية للغرفة برجولها .. وفاتحة باب غرفتها على غير العادة .. اختفت ابتسامته وهو يوقف عند الباب ويطل عليها ..
قال لما شافها واقفة تطالعه بترقب : جهزي نفسك بنطلع بعد شوي !
وعلى ما رفعت راسها كان طلع ..
راح للصالة وجلس على الكنب يستناها .... دقائق وجات ديما .. وطلعوا بكل هدووء..
.
.
.
.
.
.
.
.








مرت ثلاثة ايام ..
فياض كان فيهم في حالة صمت وهدووء ما كان ناوي عليها .. لكنه كل ما فكر يتقدم لخطوة ، في شي قووي جدا يمنعه ولو من مجرد الكلام ..
كان يلاحظ تصرفات ديما اللي كل يوم تصير عادية اكثر من اللي قبله .. صارت تتخطى اماكن وجوده بشكل عادي ولو كان ما يلمحها من سرعتها .. وكل ما طلعوا للغدا برا او العشاء كانت تطلب وتأكل باستسلام ..
مجرد احساسه بأنها قريبة منه كان يطمنه ويدعوه لعدم الاستعجال في الاحتكاك بها بأي شكل من الاشكال .. وبالطبع كان لكلامها اللي مازال عااالق بذهنه دور كبير في هدووئه وابتعاده عن طريقها ..
أما ديما .. كانت متوقعة أي وقت راح يهاجمها بالكلام او بغيره مثل المرة السابقة ،، صحيح بدأت تتشجع وتنازلت عن كثير من خوفها لكن كان اضطرارا ً منها عشان تعرف تمشي حالها .. وطبعا ما هي قاصدة تنفذ كلامه ..!
ماصدقت ان ثلاث ايااام هن اللي مروا .. حستهم شهووور مو ايام..



.
.




قبل المغرب .. جلست بالصالة ، كنوع من التغيير .. متطمنة انه اغلب الاوقات بغرفته فأخذت راحتها للمرة الاولى .. فتحت التلفزيون وهي تتسائل ليه ما فكرت تفتحه الايام اللي فاتت ..؟ عالاقل وسيلة ترفيه في هالحبسة اللي خانقتها ..
ولولا وجود فياض 24 ساعة كان ارتاااحت وما تمنت أي شي ثاني غير غيابه!!
ما لحقت تندمج مع احد البرامج الا وشاافته جاي للصالة .. ركزت انظارها على الشاشة وكأنها ما حست بوجوده .. اما فياض فكانت تبهجه التطورات اللي قاعدة تصير .. قرر يرجع بكرة لدوامه.. علاقته مع ديما تحتاج صبر هو ما اعتاد عليه .. مجبوور يصبر ويتمهل ،، على الاقل بدوامه بينشغل نص اليوم ويضمن في هالوقت بُعْدَه عن أي تهور او اندفاع ممكن يقدم عليه ويخرب كل شي زيادة على ما هو خرباان .. ما صار يضمن نفسه اللي خذلته اكثر من مرة في الاونة الاخيرة ..
اقترب من مكان جلوسها وجلس مقابلها .. وطول ما كانت مركزة انظارها على الشاشة كان مركز انظاره عليها .. كل مرة يحتار اكثر واكثر كيف يتصرف معها .. ليش هي بالذاات اللي حتى ما طالعت فيه ولا عطته وجه للآآن !!
التفتت بضيق وعيونها الرمادية التقت بعينه .. ارجعت انظارها على الشاشة بسرعة وهي تتمنى صوت التلفزيون يعلى ..يمكن يغطي على صوت خفقاتها المتعالية المتوترة ..

.
.


حس برغبة مجنونة انه يطلعها عن صمتها بأي شكل من الاشكال ..

قال بهدوء : يعني الحين انتي شايفة انك... تتصرفين بشكل طبيعي ؟؟
سكتت ومازالت انظارها بمكانها .. تفاجأت بكلاامه لها .. ايش يبي الحين منها ؟؟؟؟؟؟
مد يده بانزعاج وسكر التلفزيون ..
قال بصوت عالي : اكلمك انا !!
قالت بضيق : نعم ؟؟؟
قال : الظاهر منتي عند قرارك ..
بلعت ريقها وهي تحاول تكتشف على ايش ناوي ثواني وتجاهلته بالاخير بضيق ووقفت وهي تتحرك باتجاه غرفتها .. واسرعت خطاها لما شافته يلحقها ..
قال بصوت عالي : ما خلصت كلامي !!
وقفت بنصف الممر واستدارت بحنق وقالت : أي كلاام ؟؟ وانا ما عندي كلام اقوله لك .. !!
قال وهو يوقف قريب منها : انا عندي !!!
غمضت عيونها بضيق وانزعاج ، وهي تنتظره يقول اللي عنده ويخلصها ، وماهي الا ثاانية وحست بقبضته القوية على معصمها ، جذبها ورااه الى الصالة من جديد .. حاولت تفلت يدها من مسكته الحديدية ،،،
نفضت يدها وهي تقول بعصبية :.. اتركني !!!!
شدد قبضته لثانية ،وهو يرص على اسنانه .. وتركها فجأة مرة وحدة ..
مسكت يدها تدلكها وهي تتراجع لخطوات بعيد عنه ..
ناظرها بهاللحظة وهو يحس بمشاعر مجنونة تجتااحه .. وده يصارخ فيها ليه تكرهه لهذا الحد ؟؟ ووده يم***ا مثل قبل شوي ويقربها .. وماا يتركها ابد ..
راقب حركات يدها المنفعله والسريعة .. مازالت واقفة بمكانها ... ودها تروح لغرفتها وتبتعد من مكان وجوده .. لكن خوفها منعها .. خافت تعصبه اكثر وتخليه ينفعل مرة ثانية ..
شافها مازالت مستمرة بتدليك يدها مكان قبضته لا شعوريا .. احتاار وشك بالموضوع ومد يده لمعصمها وقربه يشوف وش صار فيه ؟؟
ما شدت يدها هالمرة بقوة، لكن سحبتها بعد ثواني ببطىء منزعج .. ولفت بشويش وراحت لغرفتها .. وهي تترقب أي ردة فعل منه .. وسكرت الباب هالمرة ..
تنهدت وهي تجلس على الارض .. ملت من هالمواجهات السخيفة سواء كانت مواجهات مشحونة بالكلام او صاامتة لما يطلعون للغدا .. بعد كل مواجهة تحس وكأنها خارجة من ساحة المعركة .. جسمها كله يسخن من القهر والانفعال والتوتر والخووف ..
متأكدة انه ماراح يتركها بحالها هو والطبيعية حقته ذي اللي ما***ا عليها .. احسن لها تتقي شره وتسايسه .. ماراح تخسر شي بينما لو عاندت ممكن تخسر الكثييير ...

مواجهتها معه المرة الاولى خلتها تطمن خلال هالثلاثة ايام اللي مروا .. اما الحين فهي في قمة قلقها وتوترها ...تنهدت بتعب وارهاق..

سمعت صوت جوالها اللي من زمااان ما رن الا للمنبه .. وسحبته بسرعة وهي تلمح اسم اخوها بالشااشة ..
ديما بفرحة انستها الضيق : السلاااااااام عليكم ..
عايض : وعليكم السلام هلاا والله
ديما : اهلييين عايض كيفك ؟؟
عايض : تمام والله انتي شلوونك ؟؟ طمنيني عنك ؟؟
ديما : الحمد لله انا بخير .. اشتقت لك ولبيتنا ..
عايض بضحكة : وانا والبيت اشتقنا لك ..و شلون زوجك ؟
بلعت ريقها : الحمد لله ..
سألها : هو عندك ؟
توترت : آآه .. ايه بالصالة ..
قال : اجل قوليله يفتح جواله لاني من امس اتصل عليه وما يرد ..
سكتت لثانيتين وقالت : ان شاء الله ..
عايض : قوليله الحين عشان اسأله متى انسب وقت اجيكم ؟؟ ابي اشوفك واسلم عليه ..

ديما ببهجة : تعال بأي وقت مو لازم تسأله ..
عايض :شلون ؟ لا ما يصير ... لازم اسأله قبل!!
ديما باحباط : طيب ..
عايض : يللا حبيبتي اشوفك قريب ان شاء الله ..
ديما : ان شاء الله .. مع السلامة
سكرت منه وهي شايلة هم وشلون بتوصل الرسالة لفيااض ؟؟
فتحت الباب وطلعت بخطوات ابطأها التفكير .. وصلت لعند الغرفة ومالقته ،، وراحت للصالة ، وللمطبخ .. كان واقف يصب لنفسه عصير ، والتفت على ديما اللي اعتلى وجهها علامات الاحباط ..
قالت بتردد : آه .. الـ ...عايـ ..

قاطعها وهو يمد لها كوب العصير اللي بيده : خذي ..
قالت باعتراض :لاا .. ما أبي ..!
قال بصرامة : امسكي يا ديماا
مسكت الكاسة باضطرار ..
قال بعد ما مسكتها : ايواا .. وش كنتي بتقولين ؟؟
قالت وعيونها عالعصير : عايض اتصل و ..قال لي اقولك تفتح جوالك ..عشان يبي يكلمك !
قال بفهم : آهاااااااا .. اوكيه
وراح يصب له عصير في كاسة ثانية ..
لفت ورجعت لغرفتها وبيدها العصير .. وفي عقلها الف تساؤل ..
.
.



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 05:00 AM   #23

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الثالث عشر / 2


.
.
.
.

ديما كانت منتظرة جية اخوها بفارغ الصبر .. بدلت ملابسها ولبست تنورة جينز بيضاا وبلوزة زهرية حريرية واسعة بأكمام طويلة ..
اللي كان قاهرها.. الفكرة اللي عايض ماخذها عن فياض واحترامه الشديد له ..

الله يعينها لما يجي عايض.....ما تدري كيف راح تتصرف قدامه بحضور زوجها المبجل ..!!!

بس عاايض تأخر وما جاهم غير بالمساا بعد العشا ،
.. نزل فياض لتحت وصعد مع عايض للجناح .. وديما خرجت للصالة اول ما سمعت صوته .. متجاهلة أي شي غير شوفتها لاخوها ..
.
.


لقائها به كان مؤثر جدا بالنسبة لها.. سلمت عليه في الوقت اللي من شوفته حست بقلبها ينزف الم وشوق لكل شيء في حيااتها قبل ما تدخل هالقفص ..شوق لاخوها وللامان والهدووء وراحة البال ..
" قدر الله وماشاء فعل !!!

.
.

بترقب ، كان يلتفت لاي كلمة تقولها .. من اول ما دخلت للصالة لاستقبال اخوها ، بهيئتها الجديدة وملابسها المختلفة وابتسامتها... وهو كاتم غيظه بصعووبة ! .. بالرغم من خجلها من اخوها ، الا ان مجرد ابتسامتها له قهرته لابعد حد ..شعور جديد مفاجىء خلااه مو طااايق هالمنظر .. عايض ما طول .. ربع ساعة وقال انه كان ناوي فقط يسلم ... وديما اول ما اعلن عايض رغبته في الخروج حست بالدموع تحرق عيونها ..
الحت عليه يجلس ولو لدقااائق ..
قالت برجااء : اصبر طيب ..بجيب لك عصير ..
قال بابتسامة : ماعليه ديما بروح هالمرة ورااي كم شغلة وبمر عليكم بيوم ثاني
قالت بيأس : طيب ..
خرج و معه فياض من الجناح .. وبخروجه ، حست بالنور كله يطلع معه .. ويحل بالمكااان ظلام كئييييب ..
جلست على الكنب بإحباط ، مالت بجسمها وحطت راسها في مكان جلوس اخوها وهي تستنشق بقايا رائحة عطره المميزة .. ليه دايما يتركها في الاوقات اللي تكون بأمس الحاجة له فيها !!!!؟!؟
احرقت عيونها الدموع وتحولت بثواني لبكااء ثم نحيب مكتووم ..من زمان وهي كاتمة وحان وقت انفجارها .. حست بأنفااسها تضيق والدموع تستجدي المزيد من الدموووع .. ... تجرعت ما يكفي من الآلام لوحدها بسبب هالفيااض اللي عقد حياااتها وحولها لكتلة من التعاااسة .. كل يوم تتعب اكثر وتضييق اكثر ..
متى الله بيعوضها متى ؟؟

.
.
.
.
.




بعد ما عايض راح ،فياض ركب سيارته وراح لاحد المطااعم اخذ ساندويشات بسيطة ورجع ، مر وقت طويل من بعد ما تغدوا ، وحس بالجوع يدااهمه وتوقع اكيد ديما الشااحبة حاسة باضعاافه !!


دخل للجناح ويده اللي مازالت على المفتاح تصلبت بمكانها لوهلة وهو يلمح من مكانه ديما وهي شبه راقدة على الكنبة اللي بالصالة ،، سكر الباب وحط الاكياس على الطااولة وعينه على ديما اللي واضح انها كانت غاافية لانها ما حست بصوت المفتاح او الاكيااس ..
قرب منها يبي يتأكد ان اللي يلمع على خدها دمووع .. وبكل ثانية تمر ينغرز سكين اخر بصدره ..
وغير عن أي شعوور اعتاده من الانجذاااب والميل لهاا .. كان شعوره الوحيد والطاغي ولدهشته ... هو الحزن ..
حزن خلااه يقرب يده منها .. يمسح على شعرها الحريري .. ويتحول منه الى خدها ببطىء ليمسح بلل دمعتها بمسحات متتالية متكررة ..و مليئة بعطف ، لاول مرة يخرج من اعماقه ..

.
.
.
.
.
.
.



حست بيد حاانية تمسح على راسها .. ولوهلة تخيلت انه اخوها بحركته اللي اعتادتها منه في السابق .. وكأن عقلها البااطن المتعلق بعااايض منذ وقت خرووجه ، اقنعها بهذا الشي ..
شوي وبدت تستعيد تركيزها .. خافت تفتح عيونها وتتحطم ، ايش قاعد يصير .. ؟؟ ليه قريب منها وليه يده على وجهها .. ماقدرت توقف ضربات قلبها المرعوووبة .. شهقت .. وفتحت عينها فجأة وهي تستوعب اللي قاعد يسويه ..
نفضت يده عن وجهها بعنف وهي تصرخ : لا تلمسني !!!!!
.
.
.
.
.
.
.



فياض وقف بذهول وهو متفاجىء .. ورجع يجلس على طرف الطاولة القريبة منها ..
قال بقوة يهديها : اهدي.. اهدي.. ما بسوي لك شي !!!
اعتدلت بجلستها بحركة مضطربة وهي تضم كفوفها اللي مو قادرة تسيطر على رجفتهم ..
فيّاض برجاااء : ديماااا ..!! ..يا ديمااا ناظريني !!
رفعت نظراتها الزاايغة لوجهه وحاولت تركز في..
قال بحيرة خلفتها مشاعره الملتهبة : أنا ..... أنا آسف..
كمّل باندفاع : آسف إني خوفتك .. ماكان قصدي شي ..
مع اخر كلمة نطقها دموعها بدأت تنزل بصمت وهي تشيح بوجهها بعيد عنه ..
حاولت توقـّف عشان تبتعد عن المكان.. مو طايقة جلوسه بقربها وسماعها لصوته .. لكن رجولها ما شالتها...
تراجعت وهي تترنح ورجعت تجلس وهي تشهق بالبكاااء ..
جا بيتكلم : ا...
قاطعته بانهيااار من بين شهقاتها : الله يخلييك لا تقول شي ..الله يخليك .. خليني بحاالي بس .. خليني بحااالي ..
قال باستنكار : اهدي .. ماصار شي ... !
زادت شهقااتها وهي تبكي بصوت مسموع..

.
.


قلبه كان بحالة يرثى لها .. مع كثرة السكاكين اللي اخترقته .. شعر بألم عنييف جداً ما قدر يتحمله .. وده يسوي لها أي شي .. أي شي وتطمئن .. يشوفها هادية مثل اليومين اللي راحوا ..
انهيارها بهذا الشكل يدفعه للجنون ..
كلمات كثيرة تتدافع لعقله ما عمره فكر ينطق بها .. ليه الحين تسيطر عليه رغبة مجنووونة ينطقها ..؟؟

يبي يمسح على يدها المرتجفة لكن خاف يزيدها خوف وانهيار ..
راقبها بعجز مو عارف ايش ممكن يسوي .. كل ما قرب رجع يبتعد .. وكل ما جا يتكلم سكت .. عمره ماكان بهذا الاضطراااب ..

ظل يراقبها وهي ترجع راسها على ورا وتغمض عيونها ودموعها تنسااب بصمت وهو يفقد لحظة بعد لحظة اي راحة باقية في قلبه ..!!!

.


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 05:06 AM   #24

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرابع عشر





.


.





تقلبت براحة وهي تفتح عيونها ببطىء ، و ما شافت شي غير الظلام ، حست بثقل اللحاف عليها ، سحبته وهي تقوم وتعتدل وتحاول تستوعب هي وين ..؟
بدأت تتوضح معالم المكان من أثر الاضاءة الخفيفة خارج الغرفة ،، وشهقت فجأة وهي تكتشف انها جالسة على السرير الوااسع ، في غرفة فياض ..!!!
قامت بسرعة وهي تحس بقشعريرة قوية تسري بجسدها كله .. كيف جات لهنا ؟ وكيف ؟؟؟ وليش ؟؟
طلعت للصالة بخطوات سريعة مضطربة وراحت لغرفتها ..مدت يدها لزر الاضاءة لكن يدها تجمدت بمكانها لثانية ..... !!
صعقت لما شافته ناايم بنفس مكانها اللي تعودت تنام فيه الايام اللي راحت وكان متلحف بغطاها ..
تراجعت بخطوات متوترة لغرفته من جديد .. ما تذكر ايش صار بعد انهيارها امس .. اللي يهمها الحين .. هو ليش سوا كذا ؟؟ مو معقولة بنيته يأذيها وهي عنده من فترة وما سوا لها شي ..وموقف امس اكبر دليل!!!!
غامض وما هي بعاارفة كيف تتعامل معه ..حتى موقف الامس ما قدرت تعرف منه أي شي ... لوهلة حسته بيدمرها من جديد .. ولوهلة ثاانية حست بحزنه وندمه .. ما تدري تهيأ لها او لا ..هي كانت منهارة وبصعوبة استوعبت ردات فعله ..
احتارت .. هل تستسلم للأمر الوااقع وتتجاوب مع كلامه واوامره البسيطة وتتجنب المشاكل .. او تظل على جمودها وعزلتها ؟؟؟؟
طالعت بساعتها ، ما بقى شي على الفجر .. قامت وتوضت وصلت الوتر ،، وأذن الفجر بعدها بدقائق .... تسحبت لغرفتها وهي تشوفه نايم بنفس وضعيته.. وسحبت الجلال اللي كان لحسن الحظ على المجلس القريب من الباب..
رجعت لغرفته وصلت و رجعت تنسدح على السرير باطمئنان غمرها بعد ما شافته مستغرق في النوم .. استلقت على ظهرها وهي تستمتع بنعومة السرير والراحة اللي تحسها تنتشر على طول ظهرها .. من زمااان ما نامت على سرير واسع ناعم وريّحت بهذا الشكل .... اهم شي ان الامس مر بسلام
بنفسها : ".. عقبال الايام الجااية !!"
فكرت شوي.. ما قام للصلاة كالعادة .. هي للحين ماشافت منه أي شي يتعلق بالدين .. لا صلاة ولا قرآن ولا حتى ذكر .. ابتسمت بسخرية ، ايش تتوقع منه ؟؟
كل ما جات تبي تحسن الظن فيه .. يخيب أملها .. بالبداية فكرت انه راح يكون ندمان على اللي سواه ، ويبي يصحح غلطته .. وللحين مو متخيلة انه بعد اللي سواه فيها ما عبر عن ندمه بكلمة او اعتذر !! يمكن كانت عذرته او اعطته فرصة ..؟؟ لكنه فوق كل هذا شايف انه شي عادي .. كيف تتحمل مثل هالانساان كيييف ؟؟
افضل حل فكرت فيه لوضعهم هو الانفصال ..هم الاثنين لا يمكن يجتمعوون ابد !!
كانت ناسية ان هذا الزواج فقط لتصحيح الخطأ اللي صار .. وبس !! يعني مافي داعي يكملونه .. !!.. لو كلمها بتعرضها عليه .. هي ما تتمنى شي اكثر من رجوعها لحياتها الطبيعية .. تعلقت بهالفكرة وعقلها ماصار يفكر الا فيها!!
تقلبت بتوتر .. التفكير دايما يجيب لها القلق .. استغفرت وبدت تقرأ اذكار الصباح وتستفتح فيها اليوم وهي تأمل انه يعدي على خير ويكون افضل من اللي قبله ..
بدأ النوم يتسلل لها ، لحظات ورجعت تغرق في ساابع نومة ..




.
.
.
.
.
.
.





قام فجأة على صوت منبه مزعج ، لمح اضاءة جوال ديما ومد يده وسكره بضيق وانزعاج .. رجع يسكر عيونه وحس بظهره متصلب من نومة الارض اللي ما تعود عليها .. شوي ورجع يسمع صوت المنبه .. اعتدل وهو يسب ورجع يمسك الجوال اللي ازعجه والغى المنبه نهائياً ورماه على الجلسات .. ظل جالس لثواني ، وقام وهو يرمي اللحاف القصير لبعيد .. طلع من الغرفة وراح لغرفته وتذكر تدريجيا اللي صار امس مع ديما .. انهيارها المؤلم .. وكيف اوصلها للسرير لما نامت ..
دخل بخفة للغرفة وحس براحة وهو يشوفها ناايمة بهدوء على السرير ، وملامح وجهها ساكنة ومرتااحة .. مازالت تكرهه لاقصى حد .. ولعلمه بهذا الشيء تركها تناام براحتها .. وقرر يتنازل لها عن الغرفة .. ما يدري للحين كيف تحملت النوم بذيك الطريقة اذا هو وما تحمله ..؟؟
دخل للحمام وخرج بدون ما يصدر أي صوت ، فتح الدولاب طلع ملابسه وحبوبه وخرج من الغرفة ..
بعد نص ساعة .. ما جاه نوم .. قام من مكانه وبباله فكرة لازمته ..راح للغرفة الثانية و شال شنطة ديما واغراضها واخذها لغرفته ، حاول يفتح الدولاب ويدخلها بهدوء بدون ما يطلع صوت .. سكر الدولاب وهو يلف ويناظرها ، شيء جذبه ناحية السرير ..لكنه توقف بعد خطوات بسيطة .. ما يبي يكرر مأساة أمس.. يخاف تنهار مرة ثانية ويعاوده نفس الالم اللي يكرهه .. خرج من الغرفة وهو ناوي يطلع من البيت .. فيه اماكن من زماان ماراح لها .. غريبة ...دخول ديما لحياته انساه اشياء كثيرة كان معتاد عليها .. للحين مو مستوعب انجرااافه وانجرااف مشاعره خلفها بهذا الشكل .. والاغرب استسلامه التااام لهذا الوضع .. !!


.
.
.
.
.
.



قامت الساعة 2 الظهر وشالت اللحاف بسرعة وهي تلتفت حولها بريبة .. راحت للحمام مستغلة انه مو بالغرفة ولا حست بوجوده للحين .. يمكن مازال نايم ؟؟ توضت وصلت الظهر .. و زفرت وهي تطلع برا الجناح تستطلع الاجوااء .. تسحبت لغرفتها ، ومالقته فيها... واكتشفت انه مو بالجناح كله ،، ريحها هالوضع بشكل كبير ... و رجعت لغرفتها بعد ما تأكدت من انه مو موجود وانصدمت وهي تكتشف اختفااء اغرااضها .. شالت الجوال وراحت تدور الشنط .. كان واضح انها مب موجودة بأي مكان في الجناح دورت فيه.. ماعدا الدولاب المغلق .. فتحته وهي تتنهد .. ليه نقلها هنا ؟؟ وعلى ايش نااوي ؟؟
جات بتشيل الشنطة وسمعت صوت من وراها .. التفتت بصدمة ..
كان واقف عند باب الغرفة يناظرها ، كيف ما حست فيه ؟؟
قال باستنكار : خليهم بمكانهم!
نزلت الشنطة من يدها بتوتر ..
قالت : برجعهم الغرفة !
قال بعدم اقتناع : هنا .. اسهل لك
قالت برفض وهي تتنحى على جنب وتلصق بالدولاب : هناك .. اسهل لي !
قال وهو يمد يده ويسكر باب الدولاب المفتوح جنبها : خليهم بمكانهم لانك بتنامين هنا ..
رفعت حواجبها برفض وجات بتتكلم ..
قاطعها : انا بنام بالغرفة الثانية لو يريحك ..!!!
نزلت راسها بتوتر .. بدت تندهش من تصرفااته .. احيانا تحسه يدور راحتها .. واحيانا تحسه خبيث ويتلاائم عليها .. ما تدري كيف ترد عليه؟؟
قالت : طيب
وجات بتطلع من الغرفة ..
استوقفها : ديما .....
التفتت بدون ما تطالع فيه : نعم ؟؟
قال بنفس الهدوء : ممكن نتكلم شوي ؟؟
ما لقت أي عذر .. فقالت بعد لحظة : ايه
مشى لعند السرير وجلس على طرفه ..
قال : بلنسبة لامس ،،
كمل : ما ودي يتكرر منك اللي صار لو سمحتي
استغربت من كلامه .. وبان على ملامحها التسااؤل ..
قال بصدق : حيرتيني معك !!
سكت شوي .. وما تدري ليه حست بدموعها تهدد بالنزول ..
كمّل فياض بحيرة : ما عرفت وش اسوي عشان تهدين !!
اشاحت بوجهها وهي تحس باختناق .. ما تدري ليه اليوم هادي بهذا الشكل .. كلماته تخرج بلهجة صاادقة ، تخليها عاجزة عن الرد او الرفض .. موقف امس والحين خلاها تتسائل.. يكون اخيرا حس بعظم اللي سوااه ؟؟؟ ويبي فعلا يصلح حالهم ؟؟
قال لما لمح شرودها : ديما انتي معي ؟؟؟
رفعت راسها وعيونها على الارض ..
قال : ما عندك كلام ؟؟
ما تدري ليه خطر تفكيرها الصباح على بالها .. يمكن لانه وقت مناسب دامه يطلب منها تتكلم .. ويمكن عشان تلحقه قبل مما يحاول يصلح وضعهم بطريقته ..
قالت بتوتر وبلهجة خااافتة :ممكن..تطلقني .. بعد فترة ..
رفع حواجبه بدهشة ... تحولت لضيق شديد .. ثم اختنااااق
قال بعصبية : ايش قلتي ؟؟.. مستحيل طبعا !!
رفعت راسها تبي تشوف انطباعاته .. ليه عصب؟ مو هو اللي ماكان يبي هالزواج اصلا ؟؟ وهو اللي ملّ من وضعهم من قبل حتى لا يكملون اسبوع ؟؟ وشلون ببعديين ؟؟ اصلاً حياتهم واضح انها من الآن .. لا ..و حتى من قبل الزواج .. انه مكتوب لها الفشل !!
ما انتبهت لفياض اللي تقدم منها وهو يقول بعصبية مجنونة : مستحييل .. هذا الكلام شيليه من بااالك نهااائيا.. وهالحاال اللي انتي عايشة عليه مارح يستمر .. فاهمة ؟؟؟
في هاللحظة الخوف سيطر عليها وهي تتراجع بخطواتها لورا .. عصبيته بقدر ما ادهشتها بقدر ما خوفتها ..
قالت بتوتر : طيب .. فاهمة ...
وقف بعصبية وهو ينتبه لتراجعها : ليش خفتي ؟؟؟؟
وقفت بارتباك وتوتر ..
قال وهو يهز راسه بيأس :انتي مافي فايدة معك.. !!
كانت تراقب ردات فعله بخلسة ورهبة ،،تتمنى تعرف ايش اللي يفكر فيه عشان ترتاح .... تقدم منها ، وهالمرة ما تراجعت لانها كانت حاسة انه راح يوقف بعيد عنها كالعادة .. لكنه استمر بالتقدم حتى ما بقى بينه وبينها اكثر من سنتيمترات معدودة .. تراجعت ديما ولصقت بالدولاب وقلبها يدق بعنف ...
.
.
.
.
.
.











من اول ما دخل كان حاسس بالضيق .. ما تحمل شخص بحياته كلها مثل ما تحمل ديما .. صحيح في شي من داخله يجبره على تحملها .. غير عن شعوره القااتل بالذنب كل ما شافها .. لكنه صبر عليها كثير ....بيجن من طريقتها وتجنبها له وصدها عنه .. لو انها تتكلم وتنفس عن غضبها بالكلام يمكن كان اهون .. لو تسوي أي شي ثاني غير صمتها وسكوتها ونفورها كل ما قرب او تكلم معها .. كله بيكون افضل من مقابلتها بروده بالبرود و كلاامه بالصمت والتسفيه ..
زفر بضيق .. لاول مرة يحتاار بهذا الشكل في مشكلة وما يلاقي لها حل ..
.
.


ازعجه كثير كلامها عن الطلاق .. ايش تقصد ؟؟ هو اصلا ما فكر كثير بالزواج لما اقدم عليه عشان يفكر بالطلاق ..!
كل اللي شافه في الزواج وسيلة يحصل بها على ديما وتقربه منها .. فكيف بهالسهولة بيتنازل عنها وهو للحين مو حس بوجودها بشكل كامل؟؟
اذا كانت مفكرة هالشي ممكن يصير فلازم تقتنع باستحالة حصوله .. !!
يكفي انه .. من يوم ما عرفها واحساسه بالضياع اختفى .. لاول مرة يلاقي شي يبيه بصدق .... شي تتعلق فيه حيااته .. مختلف عن أي شي عرفه من قبل .. ابيض مخالف لسوااد ايامه ..
ومن بين كل اعترافاته لنفسه كان حاسس باختنااق شديد ..
ماحس انه يقرب منها الا لما توقفت عن التراجع بخطواتها .. وتوقف هو.. ونظره مركز عليها ..
قال بصوت منفعل : ديما ..
لصقت اكثر بالدولاب ..
مد يده لمعصمها .. حركت يدها بعيد عنه لكنه التقطها وشد عليها.. انتفضت وهي تحاول تبتعد ، مازال ممسك بمعصمها بقوة .. رفعت راسها تشوف ملامحه .. يمكن تكتشف على ايش ناوي ؟؟ ..
لكنها تفاجأت انه ما كان يناظرها .. كان يطالع بعيد عنها وحواجبه معقودة بانزعاج كأنه يقاوم شعور معين ..
قالت بتألم : يدي .. !
شد على يدها اكثر ..
قالت : عورتني ..!!
رفع عيونه لها يناظر ملامحها المتألمة .. كره نفسه لأنه رجع يخوفها.. ويؤلمها .. بس ما يقدر .. شي فوق طاقته واحتماله .. شي ما تعود انه يقاومه ويقيّده .. سحبها من يدها فجأة .. بخفة وبلهفة ..
انتفضت ديما بقوة وهي تصطدم بصدره واطلقت صرخة مكتومة .. لف ذراعه حولها بقوة .. وهو يناظر وجهها ..عيونها الدامعة .. وشفاتها المرتجفة ..
صرخت فيه وهي تحاول تدفعه بعيد عنها: اتركني ..!!
لحظة مرت وهي تحاول تفلت من مسكته .. وهي حاسة بقرب انتهااائها .. كانت غبية لما احسنت ظنها فيه ..
كان معصمها الايمن في يده ، ويدها اليسار تحاول تدفعه فيها .. امسك يدها اللي انهالت عليه بدفعات وضربات عشوائية .. حاول ينزلها لكنها كانت تسحبها بعنف ...
وصلها صوته برجاء : هدّي .. ديما .... ماراح اسوي لك شي .. والله .. والله ..!!!!
شهقت بالبكاء ومقاومتها تخف تدريجيا .. ونزلت يدها مستسلمة ..
لحظات حتى استوعب استسلامها وسكونها ..وشدد من احتضانه لها ...
يبي يستشعر ولو لمرة وحدة قربها .. ولو كان غصبن عنها ..!
يبي ولو لمرة وحدة يسقي مشااعره المزعجة الملحّة ..




أريحيني على صدرك


لأني متعب مثلك


دعي اسمي وعنواني وماذا كنت


سنين العمر تخنقها دروب الصمت


وجئت إليك لا أدري لماذا جئت


فخلف الباب أمطار تطاردني


شتاء قاتم الأنفاس يخنقني


وأقدام بلون الليل تسحقني


.
.
.


وليس لدي أحباب


ولا بيت ليؤويني من الطوفان


وجئت إليكِ تحملني


فهل أرتاح بعض الوقت في عينيكِ؟


أم أمضي مع الأحزان؟



" عبد العزيز جويدة"


* * *




شاف وجهها محمرّ من كتمها لشهقاتها ... مد يده ومسح دموعها بألم وهو مازال محتضنها .. ما يدري ليه حس وده يصيح معها .. حاول يتذكر اخر مرة نزلت دموعه فيها وما نجح .. اشاحت بنظراتها للأسفل وهي تنتظر مصيرها بين يديه .. بكل استسلام ..
لحظات وانرسم على عيونها الذهول التام وهي تشوفه يتركها ويبتعد لخطواات ويترك بينهم مسافة ...
قال : تطمنتي الحين ؟؟
كحت وهي تمسح دموعها وحاولت تتحرك لكن ما تدري ليه ما قدرت تخطو ولو لخطوة ..
قال بجدية : اتأكدي ان اللي صار هذيك المرة مارح يصير مرة ثانية ..!!! ياليت تتركين عنك هذا الخوف وتتكونين على طبيعتك من هاللحظة ..
كمّل بإلحاح : ممكن يا ديما .. ممكن ؟؟؟ممكن ؟؟؟؟
قالت بصوت مبحوح : ان شاء الله ..
سألها بتأكيد : اكيييد ؟؟
قالت : ان شاء الله..
ما تدري ليه نطقت وليه طاوعته..يمكن لانها تبي تشكره لانه تركها .. يمكن لانها حست بجديته وصدقه ..او.. يمكن لان الموقف بالامس والموقف قبل شوي وصّل لها شيء من هذا الصدق .. او لانها استشعرت من لهجته ونبرة صوته حزن وتأثر ما تعرف سببه بالظبط ..
الا انها فهمت انه يترجااها بكلاامه .. يمكن هو يبي يعتذر بس مو عارف ؟؟ مع انها شكت في كل هالتوقعات وصحتها لان فكرتها عنه بالاصل انه عديم الاحسااس ..
لكنها بالرغم من كل شيء .. شعلة من التفااؤل نبتت بداخلها .. وعدها للتو وطمنها بأنه ماراح يأذيها .. وهذا اكثر شي ريحها ..!!
.
.
تحركت اخيرا بتطلع برا الغرفة .. لكنه قال :ماراح نتكلم الحين ؟؟
لفت وهي ما كانت متوقعة انه بيكمل كلام ..
قال بابتسامة : ولا غيرتي رأيك ؟
قالت بهدوء : لا ..
قال : اجل تعالي للصالة ..
راح وراحت وراه وهي تحاول تفهمه .. وللآن مازال كل شي يسويه ويقوله يحيرها ..
اشر لها تجلس وجلست باستسلام .. ما تدري ليه حست انها مستسلمة لأي شي يصير .. خلاص تعبت من التفكير والحيرة ومن كل شي .. ليه ما تستسلم لقدرها ؟؟؟ ولو حاليا عالاقل ..
جلس مقابلها وهو يسألها: جوعانة ؟؟
قالت وانظارها كعادتها بالاسفل : لا ..
قال :.. بعد شوي نطلع نتغدا ..
اومأت براسها مرة وحدة ..
قال : عايض قال لي انك كنتي بتسجلين بالجامعة .. صحيح ؟
قالت باختصار : ايه
على ايش كنتي ناوية ؟
ترددت .. هذي اول مرة يكلمها كلام عادي ..
قالت بصوت خافت : انـ..ـجليزي ..
قال : آهاااا .. تدرين اني ما شفت ابوك الا مرتين او ثلاث ..
تمتمت بصوت منخفض : الله يرحمه ..
قال : حتى اني ما عرفت ان له بنت. يادوب لمحت عايض مرة من المرات ..
كان ينطق بأي شي يخطر على باله.. يبي يجرها للكلام .. ومو عارف ايش يقول .. مو من عادته يتكلم كثير .. دائما يستقبل ويسمع بس ما يتكلم .. الا انه الحين مضطر .. يبيها تكلمه ويكسر هالحاجز المتعب بينهم ولو شوي ...!
بحث عن اسئلة .. مو مهم بإيش تتعلق .. المهم انها اسئلة تجاوبه عليها .. ومواضيع تخرجها عن صمتها .. بس مالقى شي .. ولاا شي
الموضوع الوحيد اللي كان ممكن يفتحه هو عن اهلها .. اكيد راح تتكلم عنهم .. بس ما قدر يتطرق له .. خاف تكتئب اكثر وهذا اخر شي يبيه الحين ..
قال بالاخير : خلنا نطلع نشم هوا .. ونتغدا ..
كمّل : روحي البسي وانا بنتظرك ..
قامت وراحت للغرفة بخطوات مضطربة .. ما تدري قرارها هو صح ..و لا تسرعت .. ما تدري .. ؟؟
كل اللي حست فيه انها مشتتة لابعد حد .. وما تبي تفكر بأي شي ثاني .. ليه ما تريّح نفسها وتعيش بهدوء شوي.. دامه طيّب معها الحين.. ليه تعذب نفسها .. تريّح شوي عقلها وقلبها من هالعذاب والخوف والتردد ..
لفت طرحتها وعدلت نقابها عند المراية وطلعت للصالة ..
قام لما شافها وقال : يللا ..
.
.
.






و في الطريق ..
سألها :...في مكان معين تحبين تروحين له ؟؟
قالت: لا ..
قال :ترا خلصت المطاعم اللي احبها واعرفها.. وديتك لها كلها ..
سكتت وماردت عليه ..
كمّل : وين تبينا نروح ؟؟
قالت باختصار : أي مكان ..
غمضت عينها .. صعب جدا تتصرف طبيعي .. بتحاول .. بتحاول بس صعب !!!
وقفوا بعد شوي عند مول معروف .. ونزلوا ..
مشت وراه بفارق بسيط جدا .. المول كان فاضي في هالوقت .. واغلب المحلات داخله كانت موقفة عملها عشان الصلاة والباقي كانوا بادين يسكرون ..
قال فيّاض : اووه .. جيناا على وقت الصلاة !!
لمحت ديما اشارة عليها مصلى النساء ..
قالت وهي تأشر عليها : بـ ..باروح اصلي ...
شاف اللوحة وراح باتجاهها وهو يقول : اوكيه ..
مشى معها الين باب المصلى وتركها وهو يقول : اذا خلصتي اتصلي علي .. بكون هنا استنااك ..
دخلت وهي تتسائل .. بيستناها يعني ما بيروح يصلي ..؟ ولا بيروح يصلي ويرجع يستناها .. ؟
ما عليها منه اهم شي انها دخلت للصلاة...
دخلت للمكان وهي تشيل غطاها وترفع نقابها
.
.
.
.
.
.







وقف شوية محتار .. خصوصا ان مصلى الرجال قريب من مصلى النساء وبدأ يشوف المصلين يتوافدون عليه .. يحس بأنظارهم تلاحقه .. ما يدري هم فعلا يطالعونه ولا هو يتوهم .. سحب نفس عميق وهو يفكر بخاطر جااله فجأة، انه يجاريهم ويدخل معهم ويصلي ..
ابتسم ابتسامة كان لها صدى الضحكات في داخله .. ومثل ما دخلت الفكرة بسرعة . طلعت بنفس السرعة ..
هو وييين والصلاااة وين .. هذي اخر شي يفكر انه يسويه اساساً .. !! ولو صلى بتكون فقط مجاراة للناس .. ما تليق عليه الصلااة بتاتااً ..!
تمشّى بعيد عن المسجد وهو يرجع لسيارته ويجلس فيها ويفتح جواله .. تذكر لولوة .. كيف نساها ولا عادت تخطر على باله .. توقع كل شي منها الا انها تقطع ولا ترجع تتصل فيه .. صح اريح له .. بس استغرب لانه يعرفها عنيدة ..
مرت ربع ساعة وديما ما دقت عليه .. نزل ورجع لمكان المصلى .. وفعلا كانوا الناس بدوا يطلعون .. انتظرها كثير وما دقت ..


.
.
.

خلصت صلاتها وطلعت تدوره .. مالقته .. توقعت يمكن راح يصلي وتأخر .. انتظرت لدقائق بقلق .. الين ما لمحته وعرفته من طريقة وقفته.. راحت لعنده ..

زفر اول ماشافها و قال : تأخرتي ..!
قالت : كنت ادورك ..
قال بضيق : ليه ما دقيتي علي ؟؟
نست انه قالها تدق عليه .. بس كيف تدق اصلا وهي ما عندها رقمه ؟؟
قالت : ما عندي الرقم ..
قال باستنكار : ماعندك رقمي ؟؟شلون للحين ما عندك رقمي ؟؟
اتصل عليها من جواله .. وطلعته وهي تشوف رقمه ظاهر على شاشتها
اخذ منها جوالها وخزن الرقم باسمه .. ورجعه لها
قال: يللا نروح للمطعم قبل لا يصير زحمة ..
مشت معه وراحوا لمطعم مخصص للبيتزا .. واتخذوا طاولة منعزلة شوي .. في ظهرها عازل خشبي يعزل ما بينها وبين الطاولة اللي خلفها ..
جلست ديما واعطت للعازل ظهرها .. وجلس مقابلها وهو يناولها قائمة ويفتح الثانية اللي قدامه ..
قال : اكيد تحبين البيتزا صحيح؟
قالت : ايه ..
قال : اختاري من القائمة اللي يعجبك
قالت وهي تحطها قدامها : أي شي ..
سكت شوي وهو يطالع فيها .. حست انه يترجاها تتكلم
قالت بتوتر: أي نوع يعجبني ..
نادى النادل وعلمه بطلبه .. والتفت لديما اللي كانت تراقب المكان من الجدار الزجاج العاكس بجانبهم والمطل على الموول من الخارج ..
كان حاسس ببهجة سببها الرئيسي هو التطور اللي صار اليوم .. ما يدري كيف انطبااع ديما الداخلي من تصرفاته معها اليوم .. بس اهم شي انه هو نفسه بدأ يحس بحرية في كلامه وتعامله معها .. مع انصياعها المبدئي له وتجاوبها معه ..
جا الاكل بسرعة، الغريب انهم ظلوا ساكتين لدقائق وماحد قرب من الاكل الا لما قطع هو الصمت : ماراح تاكلين ؟؟
وبدأ يقطـّع البيتز بالسكين ويحط لها بصحنها مع مقبلات كان طالبها ..
خلصوا اكل وطلعوا للمول .. ديما شردت بخيالها لعالم ثاني .. مليء بالافكار والتخيلات والذكرياات ..
رجعوا للسيارة بعد فترة وبعد ما رفضت فكرة التسوق لما اقترحها عليها ..
وفي السيارة .. فياض ما كان وده يرجعها البيت .. ما يدري ليه صار يكره الجناح ، والصمت والكآآبة اللي فيه .. هنا يحسها اقرب وفي قابلية اكثر انها تتجاوب معه .. مع ان المفروض العكس ..!
.
.
.
.

وقف عند سوبرماركت كبير وقال : انزلي ناخذ اشياء للمطبخ .. الثلاجة فاضية تقريبا.. مو كل ما جعنا بنطلع برا .. عالاقل ناخذ الاساسيات ..
ارتاحت للفكرة كثير .. من زمان كانت تفكر فيها بس ماعندها الجرأة تطلب منه شي .. بترتاح من فكرة الخروج اليومي هذي .. وهي تعرف تطبخ وتحب الطبخ ..
تركها تختار اللي يعجبها وهو لو عجبه شي كان يحطه .. اخذوا مكرونات وتوابل ولحوم واجبان وخضراوات وفواكه وعصيرات وغيره .. احيانا كان فياض ياخذ انواع سيئة كانت تبي تاخذ غيرها بس خانتها شجاعتها .. بعد ما انتهوا تقريبا وسألها اذا في شي ناقص .. تركها وراح يحاسب على الاغراض .. تسحبت ديما بحذر واخذت شيء خاص بها وراحت لابعد كاونتر من فياض وحاسبت عليه وحطته بشنطتها .. ورجعت قريب منه ووقفت تستناه ..
خلص وشال الاكياس ومشى قدامها للسيارة ..
واول ما ركبوا سألها : ايش اشتريتي ؟؟
توترت وظلت ساكتة .. ما تدري هو شافها ولا شلون ؟؟
قال : براحتك بس ليه ما اخذتيه يوم كنا نتسوق .. كان حاسبنا عليه مع الاغراض مو تحسبين انتي عليه !!!!!
سكتت وهي مو عارفة ترد عليه والتوتر يتصااعد بداخلها ..
كانت حاسة بقرب دورتها والحمد لله انها تذكرت تاخذ احتياطاتها قبل لا تتورط وما تعرف تتصرف ..
وكم كانت شاكرة له لما تركها براحتها وما اصر يعرف وش اشترت ..
.. ليته يظل كذا على طوول .. وضعه هذا يطمنها ويهدّي من خوفها .. كثيير
.
.
.
.
.
.
.
.
.




ودا الاكياس للمطبخ وحطت الاكياس اللي كانت بيدها معهم .. راح فياض للغرفة وهي استغلت وقت وجوده فيها وبدأت بترتيب الاغراض على الارفف وفي الدواليب وفي الثلاجة .. ومازالت لابسة عبايتها ..
خلصت وطلعت برا المطبخ راحت للصالة ووقفت على جنب واتخذت موضع القبلة وصلت المغرب .. لما خلصت شافت فياض جالس قدامها على الكنب .. راحت للغرفة .شالت عبايتها واخذت ملابسها ودخلت للحمام ..
ربع ساعة وكانت واقفة تطلع ملابسها من الشنطة وترتبها في الجزء الفاضي من الدولاب ..
ثواني وسمعت صوت باب الجناح يتسكر .. طلعت للصالة وكان فياض مختفي من الجناح كله ..
رجعت لغرفتها تكمل شغلها .. وهي تتنهد براحة ..
ساعة مرت .. صلت العشا من بعدها وراحت للسرير المريح ..
مع إنها قامت متأخر .. إلا إنها حست بالتعب ، استلقت على السرير وهي تتلحف بالللحاف الناعم .. الشي اللي فعلا تبي تشكره عليه انه ترك لها هالسرير .. مع انه اقل شي يسويه !!!!




.
.
.
.
.
.
.
.
.












قامت على صوت جوالها وسكرت المنبه .. فركت عيونها ودخلت للحمام .. توضت وطلعت تصلي .. قرت الاذكار بعد الصلاة واذكار الصباح .. وطلعت من الغرفة بهدوء راحت للمطبخ وشرب مااي .. وقبل لا ترجع تنام ، اطلت بنظرها على غرفته .. ودها تعرف هالانسان يصلي ولا
فعلا ما يصلي ؟؟ وقفت عند الغرفة ورفعت حواجبها بدهشة ..
ما كان له اثر بالغرفة .. ولا بالجناح كله ..
غريبة ... معقولة للحين مارجع ؟؟
ايش ممكن يكون صار له ؟؟
حست بقلق .. لا يكون صار معه حادث ولا شي .. !!؟؟
راحت لجوالها بتردد ..تكلمه ؟؟ ولا تكلم عايض ؟؟ لو صار له شي فعلا
فمن حق أي احد يلومها انها ماسألت عنه لما تأخر بهالشكل .. احتارت ايش تسوي.. وبالاخير ما قدرت تتجرأ وتتصل عليه .. لكنها عجزت ترجع تنام والقلق يملأ قلبها ...


.
.
.
.
.
.
.


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 05:18 AM   #25

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

--------------------------------------------------------------------------------


الفصل الخامس عشــر

صارت الساعة 8 الصبح وفياض مارجع
ظنت انها راح تكون مرتاحة اكثر لعدم وجوده لكنها للاسف كانت محتاارة وقلقة من اختفاءه .. واحد يغيب طول الليل عن بيته ولحد ما اشرقت الشمس ما رجع وش معناها ؟؟
دقت على عايض بالاخير ...

في الجهة الثانية كان عايض بمكتبه وسمع جواله.. رد على ديما اللي كان نفسه يسأل عنها بس كان منتظر تمر فترة اطول على زواجها ..
: السلااام عليكم ..اهلييين بالغااالية والله
ديما : وعليكم السلام ورحمة الله
عايض باهتمام : كيفك ديما ؟؟
ديما : الحمد لله انا بخير .. انته كيفك ؟؟
عايضببطىء وهو يراقب مساعده اللي دخل الغرفة ويأشر له : الحمد لله... انا تمام ..
ديما : وكيف الشغل وياك ؟؟
عايض : هذااني بالدواام .. الحمد لله الشغل تمام ..
ديما حست عنده احد .. قالت: مشغوول ؟؟
عايض حس ةدها تقول شي : لا بس ..بعد شوي عندي اجتمااع .... في شي صاير ؟؟ كيفك وكيف فياض ؟؟
ديما : الحمد لله .. امم عايض ..

عايض قال بهمس وهو يأشر للرجال ينتظره : خمس دقايق وجايك ...
ورجع يكلم ديما : ايواا .. معاكِي
ديما : شكلك مشغول .. خلاص مو مشكلة اكلمك بعدين
عايض : طيب .. ايش كنتي بتقولين؟؟
ديما واقلعت عن فكرة اخباره : مو مشكلة بقولك بعدين لما تفضى..
عايض بنبرة منخفضة : اوكي ..معليش حبيبتي يبوني ضروري الحين.. اول ماخلص بكلمك ..
ديما : ان شاء الله .. مع السلامة ..
عايض : في امان الله ..
سكرت بإحباط وهي تلعب بجوالها بتوتر .. وين ممكن يكون رااح وتركها حتى بدون ما يقول او يوضح بكلمة .. جلست تحسب الساعات من اول ما خرج .. تقريبا اكثر من 10 ساعات مرت على خروجه ..
زفرت .. ايش تبين منه ؟؟ شوي وتلقينه راجع ويجثم على انفااسك مرة ثاانية بكلامه وتحركاته .. بس ممكن يكون صار له شي جااايد .. وشلون تتأكد من العكس؟؟
راحت للغرفة وبدلت ملابس النوم بتي شيرت اسود بناتي طويل يشبه القميص الين ركبتها عليه ورود بيضاء .. ومن تحته بنطلون ابيض ضيق .. ملابس ساترة مريحة ..
و دخلت للمطبخ واخرجت اشياء من اللي شروها بالامس وسوت لها فطور او غدا ما تدري .. المهم انها ما اكلت أي شي من اللي سوته بالاخير..
.. مر الوقت وصارت الساعة 12 .. طلعت للصالة ..لبست جلال الصلاة والنقاب من فوقه وخرجت من الجناح ..
ماكانت فيه اي سيارات في الحوش ...يعني ما في مانع تتمشى شوي .. تتنفس وتشم هوا تحت بدال هالحبسة ..
نزلت للطابق الارضي وبدأت تستكشف المكان .. فيه غرف لاول مرة تشوفها وتدخلها .. حتى المطبخ اول مرة تشوفه .. بس غريبة الشغالة ما كان لها وجود ..!!
للحظة خاافت وهي تكتشف انها لحالها في هالبيت بكبره ..واللي كان في منطقة منعزلة شوي عن البيوت الثانية ..
دقائق و سمعت صوت سيارة تدخل الحوش وقدرت تلمح سوادها من شباك الصالة ، ركضت بسرعة للدرج ..
شكله رجع ، اللي استوعبته .. انه بخير وما فيه شي .. أجل وين كان كل هالوقت ؟؟
ما كانت تبيه يشوفها تحت ..و مالها نفس تواجهه او تحتك معه بأي كلام ..
تنهدت وهي تدخل الجناح بتوتر وتسكره مثل ما كان .. ومشت للغرفة وهي تتنفس بسرعة من الركض على الدرج .. وصعدت على السرير تبي تسوي نفسها نايمة ...هي اصلا من الفجر ما نامت .. لكن فجـــــــــأة .. حست بعموود من النار يخترق قدمها اليسرى .. وما حست بنفسها الا وهي تطلق صرخة قصيرة مدوية من الصدمة والألم .. !!!!!!!!!!!!!!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

صعد الدرجات وهو تقريبا مو شايف قدامه .. تعبان وفيه نوم وارهااق سيطر على كل خلية في جسمه .. فتح الجناح ودخل ..وبتلقائية رمى شنطة المحمول على الكنب في الصالة ورمى بجسمه على الكنبة المجاورة .. غمض عيونه بارهاق ، والصداع المؤلم يرج رااسه رج.. فتح جيب الشنطة اللي بجنبه يدور حبوبه .. طلعها وقبل لا يخرج الحبة سمع صوت صرخة .. ايقظت كل خلاياه مرة وحدة ..
ركض للغرفة وهو ينادي بخوف : ايش صار ؟؟؟؟ ديماااا ؟؟
دخل وشافها جالسة على طرف السؤرير ومادة رجولها وهي ما*** قدمها وهي تتلوى من الالم ، قرب ولمح نقاط من الدم متناثرة على السرير .. هااااله المنظر وركض بسرعة ناحيتها .. وشاف بوضوح.. قطعة زجاج بحجم الاصبع مغروسة في قدمها من اسفل وهي تحاول تشيلها باضطراب ..
امسك يدها بحزم وابعدها وهو يقول : اتركيها .. لا تحاولين تشدينها ..
نزلت يدها اللي ترتجف وطالعت فيه بعيون دامعة وكأنها تطلب منه يساعدها وتستنجد فيه .. قطب حواجبه وهو يفكر بحل سريع ومناسب .. وراح لدولابه ..فتحه و سحب شماغ من شماغاته البيضاء ...وبقوة قطعه وشقه لنصفين ..
راح لعند ديما اللي كانت ما*** رجلها ومغمضة عيونها الدامعة بألم .. وامسك قدمها المصابة .. انتفضت وقدمها تصلبت من الخوف والالم ..
قال بجدية : اتركي لي رجلك .. وخلك مغمضة لا تطالعين فيها ..
غمضت عيونها اكثر وضمت يدينها مع بعض باستسلام ورجولها ماهي راضية تثبت من الالم .. ثبت فياض رجولها بيده ..ولف الشماغ من تحت رجلها وباطراف اصابعه التقط الزجاجة وسحبها وهو يراقب التواء ملامح ديما بوجع ..
قال : خلاص شوي وتطلع .. اصبري ..
تأوهت بالرغم من محاولاتها لكتم ألمها .. حست وهو يسحب الزجاجة كأنه يقطع رجلها تقطيع
.. فتحت عيونها بعد شوي لما حست بزوال الزجاجة ..
رفعها فياض قدامها وهو يقول بعجب: من وين جات هذي .. ما اكبرها ؟؟!!!
رماها في السلة بجنب السرير ..ولف الشماغ بقوة حوالين قدمها اللي بدا الدم ينزل منه اكثر ..
قال لها بتأكيد وهو يلفه بإحكام حول رجلها لفة ثانية : لا يخوفك منظر الدم .. ترا علامة زينة انك تشوفين الدم بعد خروج الزجاج .. هذا معناه مافي شي دخل جسمك ..
راقبت يده وهو يربط الشماغ ربطة اخيرة ..
قال وهو يناظرها بقلق : تبين نروح المستشفى ؟؟ مع انه خلاص العملية انتهت ..
هزت راسها بلا وقالت :لا .. مافي داعي ..
قال بشك: تعورك ؟؟
قالت بصوت خافت : اقل عن قبل..
قال بدهشة حقيقية : إلا .. وشلون انجرحتي ؟؟؟من وين جاتك هالزجاجة ؟؟
قالت بتوتر وهي تمسح عيونها : اه .. قبل .. قبل ايام طاح مني كاس وانكسر ..نظفته بس .. يمكن هذا باقي منه ..
قال : اهاا ..انتبهي و نادي الشغالة بعدين تعيد تنظيف الارضية .. يمكن باقي قطع صغيرة ما تبان ..
قالت : طيب ..
وناظرت السرير وقالت فجأة بقلق وهي تشوف الدم اللي ترك بقع على الملاءة الفخمة : السرير ...!!!
فياض بابتسامة : ما صار شي .. اهم شي سلامتك ..
سكتت وهي تناظر رجولها .. وقالت فجأة لما استوعبت انها ملفوفة بشماغه :و شمااغك ...؟؟
قال بسرعة : فدااك ..
ما تدري ليه حست بغصة فحلقها من كلمته .. وحاولت تنزل من السرير وتبتعد ..
قال باستنكار: كيف بتمشين على رجلك وهي كذا .. انتظري عالاقل لين يوقف الدم ..
قالت : ماصارت تألمني زي اول ..
قال : ارجعي ارتاحي وين رايحة ؟؟
ترددت وهي واقفة على بعد خطوتين منه .. فعلا ما تدري وين رايحة .. بس لانها عارفة انه راح يبدل الحين اكيد ! .. واكيد يبي الحمام ، فما تبي تجلس وهي عارفة انه راح يطوّل بالغرفة .. لكنها رجعت للسرير بتردد وهي تعرج بسبب الالم .. وجلست على طرفه وهي ترفع رجلها المصابة .. تجاهلت مراقبة فياض لها .. صارت مطمنة نسبيا من ناحيته من بعد اخر كلام له معها .. الشي اللي للحين محيرها وتتمنى يقول لها عنه .. وين كان طول الليل ؟؟ بالرغم من كل شي من حقها تعرف .. خصوصا ان كانت ناوية تستسلم لوضعها معه ..
لكن بالاخير ظلت ساكتة وما جاتها الجرأة تتكلم .. شافته يقوم من مكانه ويروح للحمام .. اعطت الغرفة ظهرها وجلست على السرير بالعكس تجنباً لشوفته .. وتذكرت الاكل اللي سوته .. اكيد ما رح يطلعون عشان رجلها .. !!
اول ما طلع وهو مبدل ملابسه .. التفتت عشان تقول له عن الاكل .. شافته يمسك راسه بألم وهو يتسند على الدولاب .. قطبت حواجبها باستغراب وقلق .. وبدأ الشك يدخل قلبها .. يمكن فيه شي ؟؟ عشان كذا من امس ما رجع ... ؟؟ شكله تعبان وكأنه بينهار بأي لحظة من التعب .. رجعت تدير ظهرها له لما التقت بنظراته ..
خرج من الغرفة وراح لحبوبه اللي تركها .. راح للمطبخ واخذها مع الموية ، والتفت على ريحة الاكل البسيطة اللي وصلته من الاوعية المتغطية .. رفع الغطا عنها وشاف الاكل اللي سوته ديما .. ابتسم وراح للغرفة .. كانت مسندة ظهرها على ظهر السرير ومادة رجلها قدامها .. اول ما شافته داخل ويبتسم اعتدلت بتوتر ..
قال باستفسار : انتي عاملة حسااابي بالاكل اللي بالمطبخ ؟؟
قالت بارتباك : ااااا .. ايه ..
قال بصدق : ما قصرتي .. مافيني حيل انزل بهالوقت ..
وراح لدولابه وهو يدور على شي معين .. بعد شوي تنهد براحة وهو يخرج مطهر كان يستخدمه قليل.. ورجع لديما ..
قال : وريني الجرح ...
رفعت قدمها باستسلام ..
فك الشماغ من عليها وقال : يمكن يألمك شوي .. بس لازم نطهر الجرح ..
صب عليه شوي من المطهر اللي احرقها .. عضت على شفاتها بألم .. ورجع ربط القماش عليه بقوة .. خلص وقام .. كلمة شكرا كانت بتطلع منها بس ما قدرت تطلعها ..
سألها قبل ما يطلع : اجيب لك تاكلين معي ؟
قالت بسرعة : لا ..
ناظرها بشك ..
قالت بتوضيح : مو جيعاانة ..
قال وهو يخرج : براحتك ..
خرج وراح يحط له من الاكل البسيط اللي سوته .. ولانه كان جيعان ما دقق بطعمه .. اسند رااسه على الكنب ومد رجوله عليه واغلق عينه .. واستسلم لنوم عمييق ..
.
.
.
.
.
.




دق على فياض اكثر من مرة .. لكنه مارد .. كالعادة اما يغلق جواله او ما يرد .. كان حاسس بقلق على ديما من اول ما سكر معها .. هي نادرا ما تفصح له بصراحة عن شي سواء كان مضايقها او مريحها ..عادتها ما تتكلم معه كثير .. واليوم بالذات حسها تبي تقول له شي .. ليته ما سكر معها .. !!
حاول يعيد الاتصال بفياض... يبي يروح لهم ويشوفها افضل .. بالتليفون كذا ما ينفع .. والمرة اللي فاتت ما طول الجلسة معهم عشان ما يثقل عليهم او يتسبب بأي حرج لهم ..
بالاخير يأس من فياض انه يرد عليه .. واتصل على ديما ..
ردت عليه بصوت مبحوح من النوم : اهلا عايض
قال : يا هلا والله .. يا اختي الحمد لله انك رديتي من اول مرة وريحتيني لا كان بتجيني عقدة .. اذاني زووجك من كثر ما اتصل عليه وما يرد !!!
قالت :هههههه .... ايش تبي منه ؟؟
قال : بسأله عنك ..كنت ناوي اجي اشوفك ..
قالت : انا بخير الحمد لله ..
قال : ايش كنتي بتقولين الصباح ؟؟
قالت : لا .. ماهو شي مهم ..
قال بشك : ديما كوني صريحة .. فيك شي ؟؟
قالت بتأكيد : لاء .. مافيني الا الخير
قال : اتمنى يكون كلامك صحيح .. وش فيه صوتك اجل ..
قالت : امم .. كنت نايمة!
قال بحرج : لا يكون اتصلت بوقت غير مناسب
قالت : لا لا .. شدعوة .. اتصل بأي وقت يريحك ..
قال : عاد مو تاخذين رااحتك وانتي تقولينها .. و وين فياض؟؟
قالت بارتباك: اه .. اظن انه ..نايم ..
قال : طيب لما يصحى قوليله عايض ريقه نشف وهو يتصل علييك .. خليه يتصل علي ..
قالت : ان شاء الله ..
قال : يللا نشوفك على خير ديووم ..
قالت : بإذن الله .. مع السلامة
.
.
.
فركت عيونها ولمت شعرها المبعثر على جنب ، وتحسست رجلها اللي مازالت ملفوفة .. قامت وراحت للصالة بخطوات بطيئة بسبب رجولها ..الساعة كانت 5 المساا .. وكانت ستااير الصالة المغلقة في هالوقت معطية الجو هدووء وعمق .. شافت فياض ممدد جسمه على الكنب ونايم بتعب ..
بالكنبة اللي جنبه كانت شنطته .. وتساائلت للمرة المئة عن سبب اختفااءه بالامس ..
راحت للمطبخ وشافت الاكل اللي مسويته تقريبا نصفه واكثر من نصفه مختفي .. ابتسمت .. ما تدري ليه ابتهجت .. يمكن لانه كان تعبان وتنااسب اللي سوته مع تعبه .. طلعت من المطبخ وجات بترجع للغرفة ، سمعت صوت من ورااها ،
لفت عليه وهو نايم بنفس وضعه .. حاولت تستوعب الصووت اللي يصدره .. وشكت في انها كلمااات .. جاها فضول تعرف وش قاعد يردد ... اقتربت شوي .. لكن ما سمعت شي .. ايش فيه ؟؟ حتى وهو ناايم غامض ومحيّر ؟؟
خافت تغامر و تقترب اكثر ... عشان ايش يعني ؟؟ من متى وهي تفكر فيه .. !! منتديات *****
لفت عشان ترجع.. بخطوات بطيئة ..و رغما عنها محبطة .. لكن سمعت اسمها فجأة او تهيأ لها .. ما تدري .. المهم انها لفت بسرعة وهي تدقق سمعها ..
" ديمااا .. ديمااا ..."
ليش يناديها ؟؟ اقتربت وهي مقطبة حواجبها بدهشة ... يمكن يحلم فيها .. او يمكن من تعبه يهذي .. ضاقت ملامحه بشكل واضح وبدأت تحس بحركته .. تراجعت شوي لورا وهي تراقب انفعالاته .. فتح عيونه ببطىء وهو يناظرها .. بعدم تركيز ..
قال : انتي ديماا ؟؟
تحمحمت بارتباك وهي مو عارفة كيف راح تبرر وقوفها هنا بهالشكل .. ما توقعت انه يصحى فجأة .. وخانتها شجاعتها وما لحقت تهرب ..
قالت : أيـ .. ـه ..
قال : كم الساعة ؟؟
قالت بعد ما طالعت ساعتها : خمس وربع ..
اعتدل وهو يفرك عيونه .. ورجع يطالع فيها ..
قالت بحرج : عايض ..يبيك تكلمه ..
قال باستفسار :ليه ؟؟ في شي ضروري ؟؟
قالت : لا ..
قال : كنتي بتصحيني ؟؟
قالت بتوتر : لاا ..
قال وهو يأشر على قدمها الملفوفة : وكيف رجولك ؟؟
قالت : طيبة .. ما تعورني ..
قال : اشوااا ..
وهز راسه وهو ياخذ جواله اللي على الطاولة ويفكه من الصامت .. شاف مكالمات كثيرة من عايض واصحاابه اللي كان معهم امس .. اتصل على عايض .. وديما كانت واقفة ما تدري ليه هي واقفة وماراحت للحين ..تراجعت اخيرا عشان تترك الصالة ، لكنه استوقفها
قال : تعالي اجلسي .. بشوف ايش يبي عايض ..
جلست بالكنبة البعيدة وهي تنشغل بقدمها .. فكت القماش من عليها ، وشفت اثار الدم فيه .. شافت اثر الجرح .. ما كان جرح عميق بس يمكن منظر الزجاجة هو اللي كان مكبر الموضوع .. شهقت شهقة بسيطة وهي تشوف يد فياض تمتد قريب منها ، شال الشماغ بعيد وهو يناظر الجرح ..
قال : لا تخافين جرح بسيط .. بس صعوبته في مكاانه .. بيصير صعب تمشين عليه ..
اومأت براسها ..
قال بتلقائية : اذكر مرة دخل مسمار طويل برجلي .. وما عرفنا نطلعه الا عند الطبيب ..
رفعت راسها تناظره .. وابتسم لها ..
قال : توني اذكر الحين وانا اشوف جرحك ..
مسح على الجرح بسرعة ..وارجع القمااش عليه ببطىء ..
قال : ما في داعي تربطينه بقوة .. بس انتبهي لا يتلوث ..
قالت : طيب ..
رجع يمسك الجوال وهو يقول : الحين اخوك اللي مايرد .. شكله ينتقم مني عشاان ما رديت عليه ..
ابتسمت لا شعوريا وهي تتخيل اخوها مستحيل يسوي كذا
فياض لمحها تبتسم واتسعت ابتسامته ..
لف عليها بحذر وهو يقول : ياليت تظلين كذا على طول ..
مافهمت مقصده وبان على وجهها الاستفسار ..
قال يوضح لها : قصدي ..هادية .. ومرتاحة .. و تبتسمين ..
نزلت راسها بحرج .. ليه بدت تحس بكلماته تدخل بسهولة .. وتنطلي عليهااا .. كان هذا اصعب شي عليها .. او يمكن اسوأ شي .. ظلت ساكتة وهي عارفة انها مستحيل تقدر تهرب الحين من قدامه بدون عذر .. وانتظرت بفارغ الصبر عاايض يرد عليه عشان تتخلص من مراقبته ..
فياض كان لاول مرة حاسس برااحة عظيمة تدخل صدره .. حس بديما بدت تتقبله .. بدأ يشوف جزء من طبيعتها ولو شيء يسييير و شحيييح جدا .. لكن في أمل .. وعرف اخيراً وشلون يتعامل معها .. اكتشف في الايام الماضية اثر اذيته لها من قبل .. وعظمها .. وكل اللي هي محتاجته يحسسها بالاماان من ناحيته.. ولدهشته،، كان مستعد يصبر عليها ويتسناها تتقبله .. دامها راح تبقى جنبه بهذي الطريقة.. بهدوء ورااحة .. بدون خوف .. بدون نفور ..بدون كره .. ،،، او ..عالاقل مو بنفس الدرجة الساابقة .. !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وقفت بالغرفة تبي تختار ملاابس مبهجة ، بيروحون لبيتها الحين .. عايض اقترح الفكرة واعجبتها وفياض تقبلها .. هي كانت تبي تاخذ باقي اغراضها اللي تركتها لما جات هنا ..
شافت بنطلونها الابيض اللي جااته بقع دم من الجرح ..
اختارت تنورة جينز سماوية وعليها بلوزة بيضاء بأكمام طويلة .. تجهزت ولبست عبايتها وخرجت للصالة تنتظر فياض اللي نزل من الجناح يكلم اخوانه يجون معه ..


.
.
.

.
.

.
.


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 08:14 PM   #26

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس عشر



نواف جالس بالصالة وماسك مجلة بيده والتلفزيون مفتوح ،

اول ما شاف اخوه نازل قاام من مكااانه وهو يبتسم ..

قال : توني كنت افكر ادق عليك ..

فياض رفع حواجبه بتساؤل : ليش؟

نواف : ...... أبيك بموضوع !

فياض : أي موضوع ؟

نواف بعد تردد : امم .. ابيك تتوسط لي عند نايف..!

فياض بتهكم : أنــا ؟؟!

نواف برجاء : هو يحترمك ويسمع لكلامك .. لأنك اكبر منه!

فياض بتكشيرة : مافهمت .. !!

نواف : ... أبي اسافر ..

فياض بدهشة : تسافر؟!!

نواف بتوضيح : أكمل دراستي ... براا

قالها وناظر فياض برجاء ..

قال : ابيك تساعدني اقنع نايف .. ادري انه بيرفض .. ومابي اسافر وهو

مب راضي !!

فياض كشر بحيرة وهو يفكّر .. وفي هاللحظة دق جواله

رد عليه : هلاا عايض .. خير ؟؟ آهااا .. مو مشكلة .. خذ راحتك .. خليها

مرة ثانية .. اوكيه .. مع السلامة

سكر منه ورجع يطالع بنواف اللي سأله : كنت طالع لمكان ؟؟

فياض : كنا بنمر على عايض .. لكنه اعتذر مني الحين ..

نواف حس بإحراج ، لانه فهم ان فياض كان بيخرج مع زوجته .. وهو

لاول مرة يكلمه بهذي الاريحية وفوق هذا يطلب منه طلب.. عموما

بالاخير التجربة اسهل بكثير مما كان يتخيل ...!!!

قال : ودي ااجل الموضوع .. بس مافي وقت .. انا ارسلت للجامعة

ببريطانيا واقبلوني .. وباقي احجز وبس !!

فياض قال بعد تفكير : اوكيـه .. بشوف يا نوااف .. لا شفت نايف كلمته

عن الموضوع ..

نواف بابتسااامة بطيئة : متى يعني ؟

فياض بتهكم : هو اخوك ينشاف اصلاً ؟؟

نواف يقترح : ليه ما تتصل عليه ؟؟

فياض ببساطة : انته ليه مستعجل .. بكرة ولا بعده اكلمه..

قال بلهجة مأسااوية : لازم استعجل مارح يمديني عالحجز .. !!!! وانا

اعرفه نايف مارح يرضى غير بعد مده والحاح .. راسه يااابس !!!

ناظر نواف والحيرة تتصاعد بداخله .. بالرغم من انه مو عارف كيف

يتصرف ، إلا انه لأول مرة يحس بحاجة اخوه له .. بالرغم من صغر

الطلب نوعاً ما ، لكن تأثره به كان أعمق من بساطته !!

نواف كان ممتن لاخوه بالرغم من بروده اللي قهره ..

كان بيتكلم لكن قاااطعه صوت نايف اللي دخل من وراهم بهدوء بدون ما

يحسون فيه : ومين قال اني مارح ارضى ؟؟

لفوا عليه بدهشة ، كان لنواف نصيبه الاكبر منها ..

فتح عيونه وهو يقول : ناايف؟؟؟

نايف بعصبية : انته تحسبني يوم ارفض ولا اهاوشك على شي .. يكون

عناداً فيك مثلاً ؟؟؟

نواف ما زال يطالع في اخوه بدهشة ..

كمل نايف بصوت أهداا وبتأنّي: انا ما ابغى غير مصلحتك .. !! ولوانت

فعلا تبي تسافر عشان الدراسة وعشان تبني مستقبلك .. وش المانع ؟؟ ما

أقدر أرفض .. بالعكس اشجعك واشد على يدينك لانك حددت هدفك .. وبالاخير هذا مستقبلك
وانت لك كامل الحرية فيه ..

نواف يحس بحرارة الدمووع في عيونه .. فرحة بكلام اخوه .. واحساسه

بالعتاب المختبىء خلف الكلمات ..

نايف بهدووء : ولهنا انا مهمتي تنتهي .. مارح اتدخل بأي شي تسويه ..

انت رجال وتقدر تكون نفسك وتعتمد عليها وتعرف الصح من الخطأ و....

نواف يقاطعه برجااء : نايف ...!!

التقى بنظرات نايف الحادة وهو يقول بخجل : انا اسف ..

نايف بجدية : انت ما سويت شي غلط عشان تعتذر !!

نواف بشبه ابتسامة : اسف لاني اسأت الظن فيك .. وشكرا على موافقتك

..

لحظة ورد له نايف بابتسامة قصيرة وبدأ يسأله عن الترتيباات حقت

السفر وايش اللي خطط له .. وايش راح يدرس ... باهتمام حاول انه ما

يكون مسيطر .... !!









.

.

.

.

.

.







كان واقف يراقبهم من قرب وهم تقريبا ما كانوا منتبهين لنظراته اللي

تختلف عن مجرد المراقبة العادية ..

كأنه اول مرة يناظرهم بتمعن .. كأنه للمرة الاولى يكتشف وجود اخوانه

حوالينه بهذا القرب .. يمكن قبل هذي اللحظة ماكانوا يعنون له أي شي

اكثر من اسماااء ارتبطت باشخاص تعود يشوفهم ويلتقيهم بنفس البيت ..

لكن الحين .. يتسااائل بعجب ..

انا جيت قبلهم ، وكانوا دايما حوااالي .. كيف ولا مرة فكرت فيهم بهذا

الشكل ؟؟

التفت للدرج بهدوء وصعد وهو ينفض افكااره ويرجع بها لديما ..

الحين ما بنروح لاخوها ..!!! اكيد راح تكتئب لو قلت لها من بعد ذيك

البهجة اللي ظهرت عليها لما عرفت انّهم رايحين لبيتها ...

دخل للصالة وشافها جالسة على الكنب بعبايتها...

وطرحتها ونقابها على حجرها ..

قال بهدوء : .. يللا ؟؟



.

.

.

.

.



لمجرد معرفتها انها بعد دقائق راح تكون في بيتها ، قريبة من اخوها .. ساورها شعور خالص
بالبهجة والاطمئنان ..

تسللت بأنظارها خلسة للشخص الجالس بجانبها ويده مطوقة المقود

الصلب بقوة .. وملامحه الجامدة المتصلبة على نفس وضعها !! مستحيـل

تحاول تخمّن في أي منحنى تتجه أفكاره ؟؟

رجعت تلف على قدام وتناظر الطريق المظلم الطوييل .. ما تدري هو

طويل فعلاً ولاّ من لهفتها طااال ؟؟

الصمت الرهيب اللي سكن السيارة بهذي اللحظة خلاها تسمع صوت

انفاسها بكل وضوح ،، سحبت نفس عميق وزفرته بهدوء ..

حست بأنظاره تتجه لها وتتركز عليها .. صدت ناحية الشباك بارتباك

ويدها مرخيّة في حضنها ، متجاهلة ان كان يناظرها أو لا !!

وتفاجأت لما لمحت من الشباك سوااد مااي البحر من بعيد .. كانوا ماشيين

بمحاذاة الشاطىء ، اللي ارهبها منظره في هالظلاام الداكن وادخل على

قلبها مزيج طفيف من الكآبة والتوتر ..

حاولت من دون جدوى تسترجع طريق بيتهم .. ما تذكر انه فيه بحر .. !!

ولا تذكر أي طريق مشابه لهالطريق مروا عليه من قبل ؟؟!!

لفت على فياض بحيرة وترقّب ..وتمنت لو تقدر تسأله وتتأكد من وجهتهم

؟؟

وللحظة خاطبت نفسها !! ليه ما اسأله ؟؟ مافيها شي .. سؤال

بسيط........ ماراح يصير شي !!

قالت اخيرا : هذا طريق بيتنا ؟؟

فياض ابتسم بدون ما يلتفت

قال بغموض : لا !

من شوي وهو حاسس فيها تتلفت وتتحرك .. واخيرا تكلمت ..!!

يبيها من نفسها تتكلم .. وتسأل ..! عشان كذا كان ساكت من البداية ..و

قرر يختصر بقدر الامكان ردوده ..

قالت بتأكيد : هذا مب طريق بيتناا !

فياض ببساطة: أدري!

قالت بعد تردد : اتصل عل عايض اسأله؟!

فياض : لا .. ليش نزعجه ؟؟

قالت بتوتر: كذا بنضيّع !!

فياض : مو مشكلة ..

سكتت بقهر وما حبت تكثر كلام معه .. اكيد هو عارف ايش قاعد يسوي ..

بس ليش يلعب باعصابها ؟؟

فجأة دار بالسيارة ودخل لمنطقة الشااطىء .. ديما شهقت وتسااائلت

بصدمة ، وش بيسوي هالمجنون ؟؟؟؟؟؟

مشى داخل الرمل تقريبا لخمسة امتار .. ووقف ..

نزل من السيارة وراح لجهة باب ديما وفتح لها ..

قال : اطلعي ..

قالت بخوف وصدمة : ما أبي .. !!

قال بابتسامة : وصلنا .. يللا اطلعي !!

قالت باصرار : مااا أبي والله ..!!

قال بدهشة : ايش فيك ؟ خاايفة ؟

قالت بارتباك : ايه ..

سأل بحذر : مني ؟؟

قالت بتلعثم : لـ .. لا

قال: اجل ؟؟.... من ايش ؟

قالت بتوتر : ظلااام ! ليه جينا هنا ؟؟

ضحك وهو يقول : والظلام يخوف ؟؟

سكتت وزاد ارتباكها وهي تشوف ابتسامته تتحول لضحكة

"ما عنده احساس يضحك على خووفها ؟؟؟؟؟"



اما هو فكان مندهش بقدر دهشتها ..!! ومبتهج لدرجة اطلاقه لضحكة ما

طلعت منه من زماااااان... بغض النظر عن قصرها !

في الظاهر كان يضحك على خوفها .. لكن بداخله كان سببها الاول راحة

ملأت قلبه لاكتشافه انه مب سبب خوفها مثل كل مرة !!

مسك يدها بجدية وسحبها وهو يقول : تعالي !!

قامت بعد ما حست بغبااائها ..وهي خايفة من الظلام مثل الصغار ..!!

مازال ماسك يدينها اللي حاولت تسحبها ..

مشى لحد ماقرب من الموية ، ووقفت ديما رافضة انها تتحرك اكثر ..

التفت عليها : تقدرين تشيلين عباتك .. محد يجي هنا ..

ما تحركت و سحبت يدها من يده وهي تقول بقهر: ليه مارحنا لعايض

؟!!!!!

قال : في واحد من ربعه متوفي ابوه وراح يعزيه ..

قالت : كان رحنا البيت .. في اشياء ابي اخذها من هناك ..!!

قال ببساطة : نروح بعدين بأي وقت .. مو مشكلة ..



رفعت عبايتها باستسلام وقربت من المااي وهي واقفة بعيد عن فياض ..

بدأت تحس بهدوء المكاان .. شكله ناوي يطول هنا ..!!

فصخت نعالها واقتربت اكثر تبي تحط رجلها بالماي وهي متحاشية

وصول الماي لقدمها المجروحة ...

وقفت حركتها وهي تسمع سؤاله : تحبين البحر ؟

قالت بتردد : أيـه ..

كملت : لكنه.. بعيد مررة ..!!

ابتسم لمجاراتها لحواره : هذي ميزته !!

سكتت وهي تحس بالاحراج يلفها ودخلت قدمها بالمااي وهي تصدر

صوت بسيط يطغى على ارتباكها ..

لثواني ما تدري وشلون سرحت بخيالها وبتفكيرها ..

لما تفكر بالموضوع بشكل اوسع ، تعجز عن استيعاب فكرة انها واااقفة

الآن مع قاااتلها لحالهم في مكان انسب ما يكون لزوجين متحاابين ..

والمصيبة انها مستسلمة تماما لكل شي يقوله او يسويه .. لاااااه ،

وشكلها بدأت تاخذ وتعطي معه !!!!!

حست بصوته يخترقها وعظامها كلها ترتجف منه : ديماا ..

يمكن تفكيرها وشرودها هو اللي خلاها تفزع بهذا الشكل .. وتمنت انه

ماشافها .. اكيد تعقد من جبنها.. ومو نااقصته يسوي لها سالفة من جديد

على هالخوف !!

قالت بهدوء: نعم ؟

قال : تبين نروح ؟ برّد الجو ..

قالت وهي تستشعر لوهلة ملامسة الماء البارد واصطدامه بقدمها : طيب

..!

راقبها وهي رافعة عبايتها الى ما تحت الركبة بشوي .. وقدمها اليسار

تحت الموية .. لهجتها المستسلمة ، وهدوئها وهيئتها في هذي اللحظة ،

اججت في عقله امنية وحدة بس .. امنية وحدة انه يسحبها ويضمها.. ولو

لثوااني معدودة ..!

ما استغرق كثير في حلمه ..و صد بوجهه وهو يسحب نفس عميق ..

للحين مو فاهم شعووره .. غير عن الميل .. غير عن أي شي حسه من

قبل .. ليه ديما بالذات .. من بين كل اللي عرفهن ؟؟ لييييه ؟؟؟

تفاجأ بالسؤال الاخير يرجع يستقر بعقله .. اخر مرة سأل نفسه هالسؤال

كان قبل اشهر .. من اكثر الاسئلة اللي حيرته وما لقى لها جواب لحد

الآآآن ..!!!

دقائق ورجعوا للسيارة .. وانطوى يوم اخر... هادىء .. مليء بالمشااعر

المضطربة .. والاحاسيس الغامضة .. !!



.

.



.

.

.



















"البقــاء لله .. الله يرحمه ويغفر له .."

" احسن الله عزاءكم وعظم اجركم ورزقكم الصبر والسلوان"

" الله يرحمه ويغفر له ويغمد روحه الجنة .."

" الله يثبته عند السؤال ويغفر له ..."

.

.



عبارات ترددت بالقرب منه ، ما مضى وقت طويل من اخر مرة سمعها

فيها .. كل عباارة ترجـّّع له الذكرى الاليمة .. !

اتجهت انظاره لأحمد اللي وقف يسلم على النااس اللي كانوا بمجلسه ,,

يعزّون من بعد الدفن و الصلاة على الميت ..

كان واضح على وجهه مقدار الحزن العمييييق جداً وتأثره الباااالغ ..

خصوصا انه كثير ما حكا له عن مدى تعلقه بأبوه ..

اقترب منه وحط يده على كتفه وهو يقول : احمد ..!

التفت احمد لعاايض بعيون دامعة ..

قال عايض بتأثر : ابوك محتاج لدعاائك .. واهلك محتاجين لصبرك ..

هز راسه وقال : مشكور يا عايض تعبتك معي ..

عايض : لا تقول هالكلاام .. انت في منزلة اخوي واكثر .. الله يرحم الوالد

ويغفر له .. ويجمعكم به في الجنة ..

ابتعد عايض شوي عشان يترك لاحمد المجال يرد على تليفونه ..

شاف الفزع على وجهه فجأة وهو يقول : ايييش؟ طيب .. لبسوهاا

عبايتها بسرعة .. انا جااي

سكر جواله وهو يلتفت للرجال بالمجلس بتوتر وهلع ..

عايض يقرب منه بسرعة وهو يسأله : خير ان شاء الله .. صاير شي ؟؟

قال بتشتت والدموع بعيونه : اختي .. اختي طايحة عليهم .. ولازم نوديها

المستشفى ..بس ماا اقدر اخلي النااس واروح ..

عايض يقول بحزم : اهلك محتاجين لك الحين.. روح لهم وانا بحل محلك

هنا .. !!

احمد حس انه عايض هدية جاته من ربي تصبيراً له ..

قال بامتنان : معروفك هذا مارح انسااه طول عمري يا عايض ... الله

يجزيك كل خير ..

عايض يأكد عليه ويستعجله : روح لاهلك .. وان شاء الله اختك ما فيها

الا الخير .. ولا تنسى تطمني !!

.

.

.

.

خرج من المجلس ودخل للبيت ، شاف امه بصالة البيت واخواته بجنبها

وعلى الكنبة متمددة اخته فاقدة وعيها ..

الكل ما فارقت الدموع وجيههم ، بالذات امه اللي حطت كفها على جبهة

بنتها وهي تدعي ربي يسترها معها ..

احمد قال وهو يتحرك بسرعة وبخوف ناحية امه : ايش صاار لهديل يمه

؟؟

قالت : ما ادري .. وديها المستشفى ...عن افقدها .. وديها ..

نادى خواته المذهولين بعجل: مريم .. هالة .. ساعدووني !!

رفع هديل من ظهرها واسندها بمساعدة البنات ، ووصلوها للسيارة ..

.

.

في المسشفى .. الممرضات نزلوا هديل من السيارة ،

وشخصوا الحالة بإنها مجرد فقد للوعي بسبب الصدمة القوية ..

اول ما تطمن على اخته ، اتصل بأمه وخواته طمنهم .. ورجع يتصل على

عايض يطمنه ويشكره ..

جاته الممرضة بعد دقائق تقول له انهم نجحوا في ايقاظ المريضة ..

واكدوا عليه انها بخير ، وتحتاج فقط مراعاة لحالتها النفسية ..



اخر شخص كان يتوقعه ينهار هي هديل !! اعتاد دايما يشوفها الاعقل

والاقوى ايماناً .. صحيح هي اكثر وحدة فيهم تعلقا ً بأبوها ، لكن ما توقع

توصل لدرجة الانهيار!

.

.

دخل عندها بالغرفة وهو يشوفها جالسة على السرير وبيدها موصل

محلول الجلوكوز ..

قال بحنان : كيفك الحين ؟؟

قالت بلهجة هادية مبحوحة : مو بخير ..

قال بحزن: وانا اللي كنت ناوي اجيك تصبريني !

سكتت ودموعها على خدها ..

قال : هديل .. وين ايماانك ؟؟ وين رضااك بالقدر ؟؟

قالت بانفعال : انا ما اعترضت على قدر ربي.. حاشا لله ... بس هذا ابوي

يا احمد .. ابوي وانته ادرى .. !!

احمد وهو يقرب منها ويشد على يدها: ادري .. ادري يا هديل .. لكن

تدرين ؟؟ انتي اكثر وحدة ابوي محتاج لها الحين ... لقوتها ولايمانها

ولدعاها.. !!

هزت راسها بتأثر وسكتت شوي ..

قالت بعد لحظات : فين عبايتي ؟ ابي اطلع من هنا ..

التفت وجاب عبايتها من على الكرسي وهو يقول : متأكدة تبين تطلعين

الحين ؟؟ مو تعبانة ؟؟

قالت وهي تقوم : بروح لامي اكيد محتاجتني الحين ..

قال بهدوء : هذي هديل اللي اعرفها ..

نادى الممرضة تشيل لها المحلول ،، دقاائق وطلعت معه من المستشفى

،،، ونزلت عند البيت بمساعدة من احمد ، وبعد ما ادخلها وتطمنت امه

عليها ،

رجع لعاايض اللي وقف معه اليوم وقفة مارح ينساها له طول العمر ..



.

.

.

.



احمد وعايض بعد ما خلاا المجلس من المعزّين ..

عايض : الحمد لله تطمنت على اهلك ؟؟

احمد ببطىء : ايه ،، فقدت وعيها من الصدمة .. والحمد لله عدت على

خير ..

عايض : الحمد لله

قال بشرود : تصدق .. اخر وحدة توقعتها تنهار من الخبر كانت هي .. مع

انها كانت كانت الاقوى فينا بإيمانها وصبرها .. يمكن لانها كانت الاقرب

من ابوي ...

عايض حاسس انه عارف البنت اللي يتكلم عنها احمد ..

قال بعد لحظة : انا .. بستأذن منك الحين .. اكيد تبي تجلس مع اهلك .. الله

يعينك ، ويصبرهم ..مالهم سند من الحين بعد الله غيرك ..

احمد : اعذرني يا عايض عطلتك معي اليوم .. بس من غيرك مدري وش

كانت حالتي ..ّ!

عايض باستنكار : لا تقول هالكلاام ... مصابك من مصاابي يا احمد والله

..... يالله استودعك الرحمن

احمد وهو يودعه ويوصله لعند السيارة : جزااك الله خير



.

.

.

.

.

.

.

.

.













شالت الغطا من على طبختها ، وذاقتها وهي تبتسم .. وأخيرااا ظبطت

معها !!

ذاقتها مرة ثانية وهي تتذكر موقفها الصباح مع فياض ..





.

.

.







اول ما قامت من النوم على رنين الرسالة المزعج من جوالها ، سحبت

اللحاف من عليها ، وسمعت صوت خفيف من داخل الحمام ..

احتارت تقوم وتطلع من الغرفة وتتركها له أو ترجع تمثل النوم ..

مالحقت تقرر وهي تسمع صوت باب الحمام ينفتح .. نامت بسرعة وغطت

نفسها باللحاف وهي تراقبه من تحته بعيون نصف مفتوحة..

شافته يفتح دولابه ويطلع ثوبه ،، اغلقت عيونها بإحراج لما جا يبدّل .. والتفتت على الجهة الثانية ..

كان منتبه لحركتها ، وتقلبها ..

سألها وهو شبه متأكد : صاحية ؟؟؟

سكتت للحظة لما حست انها انكشفت ..

وقالت باستسلام : أيـه ..

قال بقلق من صوتها المكتوم تحت اللحاف : فيك شي ؟

بلعت ريقها وهي تشوفه يقرب منها ، وما تكلمت ..

مد يده وسحب اللحاف من على راسها وهو يقول : شفيك ؟

اعتدلت بسرعة وجلست وهي تشوفه واقف فوقها : ولاشي!

ناظرها بهدوء وهو يقول : انا رايح للدوام ..

وناظر جوالها اللي على الكومدينة : اذا احتجتي شي كلميني..

هزت راسها بنعم وأنظارها تتجه بعيد عنه ..

توقعته بيلف ويخرج من الغرفة ، لكن ريقها نشف وهو يقرب راسه منها

.. وبخفة ..باس راسها ، والتفت وطلع من الغرفة ..

.

.

.



تحسست راسها لاشعورياً وهي ترتجف ..

ايش صار فيني ؟؟ وانا ليش لهالدرجة مستسلمة له ؟؟

هو بالنهااية .. زوجي .. زوجي ...

كررت الكلمة بعقلها تحاول تقتنع بهالحقيقة .. واغلقت عينها بقوة من كل

الحيرة والاضطراب اللي توقد مشاعرها ..



.

.

.

.



استذكرت الموقف وكأنها عاشته مرة ثانية .. بيدها الملعقة الخشبية اللي

ذاقت بها الاكل .. لعقتها بطرف لسانها وهي تبتسم .. وناظرت ساعتها

وبراسها سؤال واحد فقط ..

" متى الناس يرجعون من دواماتهم؟؟؟؟ "











.

.

.

.

.

.









في الجهة الثانية .. عايض وصل متاخر لشغله .. دخل لمكتبه وشاف

مساعده ينتظره بتوتر ..

سأله : معليش يا محمد تأخرت عليك .. ايش صاير ؟؟

بدأ يشرح له بعض المشاكل اللي واجهتهم ، ويعرض عليه بعض

المشاريع اللي تحتاج لموافقته والمستندات اللي تحتاج لتوقيعه ...

بعد ما انتهى من مشاغله ، اتجه للكنب اللي بمكتبه ومدد جسمه عليه ،،

وهو يسترجع السبب في تأخيره اليوم ، بالامس ما قدر ينام من التفكير

المتواصل اللي اسهره ..

اليوم بالظبط يكمل 30 سنة من عمره .. وحان الوقت لتحقيق حلمه ..

لمتى ناوي يتأخر .. ما عادت له حجة .. يبي يستقر بشكل كامل .. ويكون

له اسرة .. واطفاال .. حتى شركة ابوه .. مين لها بعده ؟ غير اولاد يحملون اسمه ؟؟

اول ما خطر على باله .. يكلم عمااته يخطبون له .. لكنه رجع يتذكر

شخصية استقرت في عقله من فترة طويلة .. تذكرها بالامس في عزا

أبوها .. ليه بيروح لبعيد وهو قدامه انساانة متدينة صار له و تأكد من

تدينها بنفسه ..

لازم ينتظر مرور فترة مناسبة من بعد وفاة ابوها حتى يكلم احمد

بالموضوع ..

وبهالفترة يستعد هو بعد نفسياً ...!





.

.

.

.

.

.



سكر شنطة سفره المتوسطة الحجم بحماس وهو يحطها على ارضية

الغرفة .. وفتح ملف كبير كان على مكتبه ، وبدأ يراجع اورااقه ..

البارحة راح وحجز فورا بعد موافقة نايف وفياض على سفره .. تذكر اخر

كلمة قالها له ناايف وحزت في خاطره ..

" مو تنسى بلادك ودينك مثل اخوك اللي ما عاد يعرفنا له اهل !! "

كم تمنى يثبت لنايف قبل لا يسافر انه مو مثل ما هو يعتقد ..

دائما يشوفه بنظرة سلبية ونوعاً ما تشاؤمية ..

لكن اول الغيث قطرة ..سماحه له بالسفر ، هي البداية عشان يثبت جدارته

للجميع .. واولهم نفسه ..

سكر الملف بعد ما تأكد من جميع الاوراق .. باقي ثلاثة ايام على سفره ..

نايف بيساعده في ترتيبات الاقامة هناك والسكن له ولاصدقائه ، بحكم

سفره اكثر من مرة لبريطانيا ومعرفته بها ...

وبيشتري في هالايام ملابس شتوية استعدادا لجو بريطانيا المثلج غالبا ..

تمنى من اعماااقه من الله يوفقه .. وما نسى يستخيره قبل أي خطوة

ثانية ..!






جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 08:17 PM   #27

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع عشـر



.

.

.

.



رنين تليفونه المزعج ما كان السبب الوحيد في
صداعه ، لكن تأخره اليوم بالدوام وتكادس اشغاله
عليه .. ونسيانه لحبوبه .. أو تناسيه ..الصداع
فعلا كان بيفجر راسه !!!

كان بالسيارة راجع للبيت .. لما رن تليفونه برقم
من زمااااااان ما استقبل منه أي مكالمات ..

ما يدري ليه رد عليها .. يمكن لفضوله ..

ليه تخلت عن عنادها طوال الفترة الماضية
وماحاولت تتواصل معه ..؟؟ و ايش راح تقول لو
عرفت انه تزوج خلااص ..!!

قال ببرود : هلاا ..

لولوة بنبرة غامضة : اهليين .. كيفك فياض ؟؟

قال مستغرب من لهجتها الغير متلهفة : بخير ..

لولوة بنفس الغموض :فياض احتاجك في خدمة ..
ممكن تمر علي الحين ؟؟

قال بدهشة : ما ينفع !

لولوة برجاء : مارح اطول عليك .. ثواني بس ..
ارجوووك ..

ما يدري ليه جته رغبة يوافق.. يمكن لانه
تجاهلها كثير ، ويمكن لانها وقفت معاه كثير من
قبل واعطته من دون مقابل ..! او يمكن لمجرد
الفضول !..

قال : وينك انتي؟

قالت : عند بقالة ** بجنب ***

واتجه لعندها ..



.

.

.



فتحت باب السيارة ودخلت ولدهشته جلست وراه
..

قال : ليه جلستي ورا ؟

قالت : امشي بالاول بعدين اقول لك ..

حرك السيارة ...

قال : ايش الخدمة اللي قلتي عنها ؟

قالت بهدوء : اول شي .. انته كيفك ؟؟

قال باختصار: بخير ..

قالت باحباط : .. ماراح تسألني عن احوالي ؟

قال بتهكم : كيفكِ ؟

قالت بحزن : مو بخير ..

: مستدعيتني عشان اسألك عن احوالك وتسأليني عن احوالي ؟؟

: انته تزوجت ؟

: ايه ..

: مين هي ؟

: بنت عمي

قالت بعجب : تدري انك اخر شخص بهالعالم
توقعته يتزوج !!!!

قال بتهكم : وخابت توقعاتك !

قالت : اكيد في شي اجبرك على هالزواج ..

قال بضيق واستنكار: اجبرني ؟؟ تدرين انه ما
شي يقدر يجبرني .. !

قالت :هذه هي المشكلة .. انته مستحيل تسوي
شي غير برغبتك .. فهمني ليه تزوجت ؟؟

قال بتهديد : لولوة لا تخليني اندم اني طاوعتك
..قولي وش تبين واخلصي .. ولا تتدخلين في
حياتي !!!

قالت : تدري ..؟؟ انا حاسة انك تقول هالكلام من
ورا قلبك .. انا عارفتك زين .. لو انك ما تبي
..ما كنت راح تسمع كلامي وتجيني .. بس جيت
لانك ما زلت تحبني صح ؟

قال بعصبية : وش رايك تنزلين الحين ؟

قالت بجدية : فياض انا ما كنت ناوية اقولك اللي
بقولك اياه .. لاني اكره اني اذكرك بجمايلي عليه
.. لكن انت مديين لي بأشياء كثيرة .. وللاسف
نسيت بلحظة وش تعني لي .. ونسيت كل دقيقة
قضيتها معي .. وكل الاشياء اللي قدمتها لك ..
واللي اولها قلبي ..

قال بهدوء : يعني ؟؟ تمنّين علي ؟

قالت بسرعة: مو قصدي.. انا اقصد انك مستكثر
علي حتى خدمة بسيطة مع كل اللي سويته
عشانك ؟

قال وهو حاس بالذنب : وايش الخدمة اللي
تبينها؟

قالت بعد ما زفرت بارتياح : ابي منك فلوس ..!

قال بدهشة : نعم ؟؟ فلوس ؟؟!!

قالت : محتاجة مبلغ بسيط .. صدقني ما كنت راح
اطلب منك بس ما بقا لي غيرك اطلب منه !!

ظل ساكت يسمعها ..

كملت : تعرف اني كنت عايشة مع اختي بشقتها ،
وهي سافرت مع زوجها بعد ما كانت تدفع الايجار
.. لازم ادفع فلوس هالشهر ولا بلقى نفسي
بالشارع .. ابي مبلغ بسيط عشان اكمل فلوس
الايجار حق هالشهر الين ما ادبر حالي..

قال بعد لحظة : وكم تبين ؟

قالت بعد تفكير : خمس آلاف ..

سكت للحظات و طلّع محفظته وقبل لا يخرج منها
المبلغ ، حس بيدها تمسك يده وتبعدها عن
المحفظة..

رفع راسه لها بدهشة ..

قالت : خلاص .. هوّنت ..مشكورة!!

قال بعدم فهم: ايش ؟؟!!

قالت : هونت .. مابي الفلوس ..

قال بعصبية : انتي وش سالفتك بالظبط ؟؟

قالت بحزن : كنت اختبرك .. !!

قال بنفس العصبية : يعني تكذبين ؟؟

قالت : لا ماكذبت..كل اللي قلته صحيح ما عدا اني
مو محتاجة فلوس ..عندي مبلغ اقدر ادبر فيه
حالي ..

سكت وهو متعجب منها ... لكن ما يدري ليه
كسرت خاطره .. يمكن لانه حس بكلامها فيه جدية
وانها ما بالغت بكلام زائف مثل كل مرة .



قال بهدوء وهو يوقف السيارة : انا بنزلك هنا ..

قالت مؤيدة : وانا ماراح أعطلك .. بس .. ممكن
أسألك سؤال واحد بس..؟؟ بعد كذا تنزلني
واضمن لك ما تشوفني بعدها ابد..

سكت ينتظر سؤالها ..

كمّلت : لكن بشرط..توعدني تجاوبني بصراحة ..!!

تنهد باستسلام وهو يقول : اسألي !!

قالت : ليه تزوجت بنت عمك ؟؟

سكت .. هالمرة ما يدري ليه ما انزعج من
سؤالها ..

ما يدري ليه جاته رغبة يفضفض لها مثل زمان؟

وما يدري ليه حس بحزن طفيف لما قالت " ماراح تشوفني بعدها ابد "..

ما تخيل لولوة تتخلى عنه بهالبساطة .. في العادة
تتشبث فيه ، وهو اللي يتجاهلها ...

ما صار يدري هو ايش يبي بالظبط !!!

.

.

"ليه تزوجت بنت عمك ؟؟"


جاوبها ببطىء : عشــــاان ..... انا ...

سكت وما عرف وشلون يكمل .. التفت لها وكانت
بنظراتها المتألمة تحثه على الاستمرار ..

لقى نفسه يحكي لها .. يحكي كل شي صار .. وكل
شي بدر منه ..كل الاحداث اللي قلبت حياته من شهور ...

ومقابل كلماته ، كان يشوف عيونها المفتوحة
بصدمة .. وذهول ..

قالت بانفعال : انته ايش سوييييت ؟؟؟

قال يستدرك كلامه: كنت مشوش .. ما تحكمت
بنفسي ...

ناظرته بخيبة أمل .. ما تخيلت ابدا هالشي يصدر
منه
مع كل الانحطاط اللي عاشت فيه ومع كثر اللي
شافته من هالحوادث الا انها ما تخيلت فياض
يسوي كذا ... وببنت عمه ...ومو حاسس بفداحة اللي سوااه ؟؟؟؟ صدمتها فيه.. كانت اكبر من كبيرة !!!

دائما كانت تشوف فيه شي مميز عن غيره .. شي
يجذبها .. يخليهاتحبه لذااته مو لشيء ثاني ..
شي يخليها تتنازل عن كل الاشيااء الثانية مقابل
انها تكون رفيقته .. وحتى عشيقته ..!!


عادت كلامها له بحسرة : انته ايش سوييت ؟؟!!

قال بضيق : خلاص .. لا تذكريني !!!

قالت بنفس النبرة : تغيرت .. كثيييير !!

سكت وما رد عليها ..

راقبته للحظة بصمت ..

كثر ما كرهت وحقدت على بنت عمه لما قال انه
بيتزوجها ..

كثر ما اشفقت عليها الحين .. وكثر ما كرهت
فياض لفعلته ..

سألته فجأة : تحبها ؟؟

هنا حس كأنه باب وانفتح له ..

قال بضيق : ابيها تنسى اللي صار .. ما ابيها
تكرهني ..

عادت سؤالها : انته تحبها ؟؟

هز راسه بصعوبة وهو يقول : أكيــد.. وابيها
تحبني ..!

قالت باشفاق : كيف تبيها تحبك بعد اللي سويته
فيها ؟ مستحيل تسامحك بسهولة ...

سكت وباان في عيونه مدى العذاب اللي عايشه ..

اول مرة تشوفه بهالوضوح .. وتسبر اغواره ..

من زمااااان ما طلع عن صمته وبروده معها ..

وللحظة تمنت لو ما كان تكلم !!

قالت بألم : تدري ؟ يمكن اكون انا اكثر وحدة
فاهمة شعور بنت عمك .. ... ويمكن هذي اول
مرة اقول هالشي لأحد ... تراني مريت بنفس
ظروفها ...

ناظرها بتساؤل ..

قالت وهي ترجع بذكرياتها : انا.. كنت مثل أي
بنت ..حلمي الاول والاخير انجح
بدراستي..واتزوج .. واستقر .. لكن جا ذاك اليوم
. اللي تحطمت فيه كل احلامي ..

سكتت وهي تناظر بعيد عنه لثانية ...

كمّلت بحزن : كان صديق اخوي ومو أسوأ عنه
..... ما رحمني .. حطمني بكل قسوة .. بلا رحمة
... وعشت في خوف وقلق وذل .. الين ما فقدت
احساسي ..و فقدت أي طعم لحياتي .. صرت مثل
ما شفتني.. خرقة بالية تتناقلها الايدي العابثة ...

كان يسمعها ومع كل كلمة يزداد ذهوله من قصتها

اذا كانت هذي لولوة .. لوولوة اللي يحتقرها ...
متعقدة من اللي صار لها .. فكيف بديما ؟؟؟
الطفــلة الطاهرة ؟

.. وكأنه للمرة الاولى يكتشف فداحة خطئه ..
فداحة جرمه ..

قالت لولوة تكمل وتزيده : صدقني .. هذا أسوأ
شي ممكن يصير مع أي بنت .. كيف تبيها تنسى
يا فيااض؟؟ هذا الشي ما رح تنساه طول عمرها
...... انته حطمتها يا فياض .. حطمتها ...!!!

قالتها بحرقة وكأنها تتكلم عن حطامها هي ...
انفعالها الصادق خرج مع ذكرى مشاعرها
المحطمة .. وحياتها اللي انقلبت لجحيم في
الماضي .. وانقاض هالجحيم اللي تشوفها في
اعماقها الآآن ..

اشاح بوجهه لقدام .. وقلبه يحترق من الألم ..
يتآآكل من الذنب .. يصرخ من العذااب ..

قال وهو يتنهد: ما راح تنزلين ؟؟

قالت وعيونها مليانة دموع : فياض .. تكفى ..
ارحمها ... اللي سويته مو قليل .. لا تخليها تصير
مثلي .. مأساتي.. لو بيدي ما خليتها تتكرر مع أي
بنت بهالعالم كله .. حاول تنسيها .. انته ..انته ......

واشرت على صدره باصبعها : قلبك هذا .. بالرغم
من كل الظلام اللي حوله .. وبالرغم من كل
البرود اللي تتظاهر فيه ..بداخله جنة ..جنة ما
توقع كثير يملكونها هالايام ..اذا كنت ما شفتها ..
انا شفتها .. وعرفتها طول ما عرفتك .. وحبيتك
عشانهاا

كملت وصوتها يتقطع : لا تحسب اني بيوم اعجبت
بطولك ولا بشكلك .. كنت دايما بنظري شي مميز
من بين الكل عشان داخلك مو مظهرك .. صدقني
يا فياض ..هذي فرصتك وجاااتك .. بنت عمك
هي فرصتك تتغير وتصلّح من حالك وترجع لاصلك
الطيب..... ارجووووك لا تعيد مأساتي .. وحاول
تصلح اللي كسرته بيدك !!!

دموعها اغرقت غشوتها الخفيفة ...كلماتها كانت
طالعة من قلب .. مع كل الذكريات المؤلمة
والعنيفة اللي اجتاحتها .....

مد لها علبة المنديل .. وهو متوتر مو عارف وش
يسوي .. راسه بينفجر من كثر الصداع والافكار
.. وقلبه بينفجر من كثر الالم ..

اخذت منه المناديل وهي تفتح باب السيارة تبي
تطلع

قالت بسرعة: باخذ هالعلبة ذكرى معي ..

ناداها : لولوة ..؟؟

التفت عليه بألم : نعم ؟

قال : اه .. اذا .. اذا احتجتي فلوس كلميني ...

قالت برفض : لا.. مرح اكلمك .. ولا تنسى تمسح
رقمي ..

وسكرت الباب قبل ما تتأثر وبعد ما قالت : مع السلامة ..

.

.

نزلت من السيارة .. ووقف شوي قبل ما يتحرك,
يستوعب اللي صار ..و تمنى ...يوصل بسرعة
البرق للبيت ،و يترجاها تسامحه ..

"حطمتها .. حطمتها .. حطمتها ... "

كلمات لولوة ما زالت تنعاد في ذهنة بقوة ..!

اخرج من شنطته الحبوب لما حس بصداعه
يزداااد اكثر

حط بيده حبتين .. وقلبهم فيها بتوتر .. ما يبيها ..
يكرهها .. ما يبييييهاا !!

حطها بفمه وبلعها بصعوبة .. وبقهر ..

اختناقه هالمرة كان اكثر من أي مرة ..

وصل للبيت وصعد الدرج بخطوات بطيئة متعبة ..
وكااهل مثقل بالالم والذنب ..

دخل للجنااح وهو يلف الصالة بعيونه .. لمح
اضاءة المطبخ .. وراح له بعد ما رمى شنطته
على الكنب ..



.

.

.



سمعت صوت الباب ينفتح ،و كل اطرافها ارتجفت
، واقتربت شوي من باب المطبخ تبي تتأكد انه
جا .. او تهيأ لها ؟؟

كان متأخر كثير عن موعد رجعته اللي اعتادت
عليه ،و تسلل لها الاحباط وهي ترتقب رجعته ..

اما الحين .. ترددت تطلع برا المطبخ تستقبله
وتسأله ان كان يبي غدا ... او تتراجع عن فكرتها
...!!

وفجأة شافت ظله وسمعت صوت خطواته القريبة
.. تراجعت لورا وهي تسحب نفس عميق استعدادا
لدخوله ..

.

.

دخل ببطىء وهو يناظرها ..

اول ما شافته ، حست فيه شي مو طبيعي .. هيئه
غير مرتبة .. ملامح مرهقة.. وشي ثاني لمحته ،
نظره حزيينة لابعد حد ..

نزلت راسها بتوتر وهي تحرك اطرافها لا شعوريا
بارتباك ..

قال : ديماا .. ممكن اتكلم معك ..

يااه ..! هالكلمة سمعتها قبل كذا... بس الفرق
هالمرة انها مستعدة ... غير عن المرة اللي قبل
..ومالها أي رغبة تصدّه..

قالت : ايوا ..؟

قال بتلعثم وغصة بحلقه : ابيك .. ابيك تسامحيني
يا ديما..

حست بسكين حاار يخترق قلبها .. اثرت بها
لهجته العميقــة

والحزن المتقاطر منها ...

عاد كلامه : ابيك تسامحيني !!!

.

دائما كان بارد وجامد .. لاول مرة يعتذر.. لااء ..
ويترجاها بعد ؟!!!!

.. معقولة يكون مب صادق .. مستحيل احد يمثل
نظرة الحزن هذي .. ؟

استمرت تطالع فيه بنفس النظرة المندهشة ..


قال بصدق : أنا آسف .. يمكن كان لازم اقولها من
زمان .. بس .. اتمنى تسامحيني ...سامحيني
على اللي سويته ...!!!

.

.

غمضت عينها مع جملته الاخيرة ، ورجعت بذهنها
لورا .. وتذكرت .. هي ما نست . لكن تناااست
.... بدون أي رحمة .. بدون أي احساس .. طعنها
..

كانت مضطربة .. كلامه خلاها تسترجع الذكرى ..
وبنفس الوقت تتأثر باعتذاره ورجااءه ..

ضاق اكثر بصمتها وقال برجاااء : قولي شي يا
ديما .. أي شي ..لا تعذبيني اكثر !!!

قالت فجأة بألم : امي وابوي .. ما كان .. ما مر
كثير على وفاتهم ... وكنت مريضة .. ومجروحة
..... ما رحمتني .....

سكتت وهي تحاول تمنع نفسها من الندم على
هالكلام ..

كمّلت : صعب مرة .. بس.... والله اني احاول
انسى .. احاول ..

قاطعها: انا ما ابغى منك أي شي يا ديما غير انك
تسامحيني .....!!

وكمّل بجنون : تدرين لو حتى بعدها تبين الطلاق
اعطيتك اياه .. بس الحين ... اهم شي تسامحيني
...



نزلت راسها والافكار تدور بسرعة جنونية بعقلها ..
ما يبي منك شي يا ديما غير تسامحينه ؟؟ رب
العباد غفار الذنوب يتوب على الانسان ولو كان
قااتل .. ليش اعقد عليه الامور .. مو اولى انا
اسامح واغفر له .. دامه تزوجني وستر علي ..
وعرف غلطته .. وهو زوجي الحين ...ليه ما اسامحه ليه ؟؟

قالت وهي تلف على جنب وتزفر بهدوء : اذا كان
ربي يغفر ويسامح وهو رب العباد .. فليش انا ما
اسامحك ؟

ناظرها بعدم تصديق .. قال : ديما ..!!

قالت ببطىء وهي ترتجف : رح اسامحك ..بس
بشرط... تطلقني .. وفي اقرب وقت !! لاني ...
لأني مستحيل اقدر اعيش معك !!!

طلعت من المطبخ ركض بعد ما القت كلمتها وراحت لغرفة الجلوس الصغيرة ..سكرت الباب
وجلست بالارض مسندة عليه ظهرها و يدها على
وجهها تمسح دموعها اللي نزلت بغزارة وبحرقة ...



.

.

.

.

.

.



بعد ما اختفت من المطبخ .. غمض عيونه بقوة
وهو يذكر كلماتها ويسترجعها كلمة كلمة .. ومع
كل كلمة يتأكد من صدق كلام لولوة ..

ما نست .. ولا هي اللي كانت ناوية تسامحه ..
بالرغم من استسلامها هالايام وتصرفاتها اللي بدأ
يحسها اقرب لطبيعتها .. لكنها من داخلها ما
نست....!! ما نست ولا عمرها كانت راح تنسى
.. ضرب الباب بقبضته بقوة..و بكل القهر والالم
اللي بقلبه ..

.

.

" تحبها ؟؟"

تذكر سؤال لولوة المفاجىء ..

يحبها ..؟؟ يحبها ..يحبها ....

تكررت الكلمة بعقله بجنون ..

هو لو يحبها كااان هانت ... تعود يحب اشياء كثيرة في حياته بشكل مؤقت ..
لكنه.......
......... يعــشــقــــها ..!!
صورتها منطبعة في كل خلية من خلاياه ..صارت تجري منه مجرى الدم ......
لا يمكن يتخيل حياته بدونها ...!!
لا يمــكـــن ...!!!







عُيونُكِ رَغمَ ما فيها مِنَ الأحْزانْ




تَمُدُّ إليَّ أشْرِعَةً




وتُلقي لي بِعَرضِ البحرِ آلافًا من الشطآنْ




عُيونُكِ كلُّ أحلامي ،




وأيَّامي ،




وشَيءٌ لا يُفارِقُني ..




بأيِّ مَكانْ




وأُقسِمُ .. دونَ عينيكِ ، ولولاكِ




أنا ما شَدَّني شيءٌ ..




بهذا الكَونِ




مَهما كانْ







ارتجف من اعترافاته المتلاحقة لنفسه .. واسترجع كلمة وحدة علقت بذهنه ..

" اذا كان ربي يغفر ويسامح وهو رب العباد .. فليش انا ما اسامحك ؟ "

وتردد سؤال واحد في عقله :

يمكن لاني ما تبت لربي ولا عملت حسابه.. ما خلاها تسامحني.. وبيبعدها عني؟؟!!

يمــكن ؟؟

يمـــكـــن ؟؟

يمـــــكــــن؟؟

.

.
.




جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 08:19 PM   #28

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الثامن عشر
.
.


(1)

أنا عِشتُ أشعُرُ ..

بالضَّياعْ

وأُحسُّ أنِّي دائمًا

أحتاجُ في هذا الزمانِ لِضمَّةٍ

مِن أيِّ صّدرٍ أو ذِراعْ

وأُحِسُّ أنِّي قد أتيتُ إلى الحياةِ

لِكي أذوقَ مَرارةً مِن غيرِ داعْ

وأُحسُّ أنِّي ضائعٌ حتى النُّخاعْ

وأُحسُّ أنَّ نِهايتي

ليلٌ رَهيبٌ فيهِ يَنطَفئُ الشعاعْ

وأُحِسُّ أنَّ سَفينَتي مَثقوبةٌ

وبأنَّ ريحًا سوفَ تَقتلِعُ الشراعْ

(2)

لا تَنظُري لي حَسرةً

ما عادَ عِندي ما يُقالْ

جُرحي أنا طولَ المُحيطِ وعَرضَهُ

والعُمقُ في بُعدِ المُحالْ

إيَّاكِ أنْ تتخيَّلي ..

رَدْمَ المُحيطِ

بِمِلءِ أعيُنِنِا أسىً

أو مِلءِ كَفَّينا رِمالْ

(3)

مُدِّي يَديكِ بِداخِلي

وتَحسَّسي قلبي

لَعلِّي أطمَئنْ

ليسَ الضَّياعُ حبيبتي

طِفلاً تَشَرَّدَ في طُفولَتِهِ

ولا زَمنًا يَضِنْ

إنَّ الضَّياعَ حبيبَتي

قلبٌ يَذوبُ مِنَ الحنينْ

مِن أجلِ قلبٍ لا يَحِنْ


.
/
.
\
.
/
.
\





انتفض فجأة على نغمة الجوال اللي تردد صداها
بالغرفة الواسعة ، رفع الجوال لأذنه بآلية وعيونه
على ساعته
: نعم ؟
وصله صوت نايف المنزعج : وينك ياخي الساعة صارت ثلااااث !!
قال باستفسار : ايش فيه ؟؟
نايف بهدوء يائس : نسيت موعد طيارة نواف !!!؟؟
رفع حواجبه بدهشة ..وصدمة : الحيــن ؟؟
نايف : مو قلت لك امس ؟
فياض ينفض راسه بضيق : وينكم فيه الحين ؟
نايف : بنطلع عالمطار وانت الحقنا ..
وكمّل بعد لحظة برجاء : هذا أخوك يا فياض .. حتى لو ما كنت مهتم .. اليوم بس اظهر شوية اهتمام لو سمحت !!
فياض بهدوء : مين قال انا مو مهتم ..؟
نايف بتهكم : واضح !
فياض يزفر بضيق : الساعة كم طيارته ؟
نايف : اربعة ونص .. لازم تجي .. !!!
فياض وهو يوقف ويمشي لعند سيارته : خلاص روحوا وانا بلحقكم ..
نايف : ان شاء الله ..
ادخل الجوال بجيبه وبيده الثانية فتح سيارته ..
فجأة تسند على الباب ، داهمته دوخة قوية لأول مرة
مسك راسه يضغط عليها .. صداااع عنيييف اثقل راسه ،
جلس وحط شنطة اللابتوب بالمقعد بجنبه وظل
مركز انظاره عليها يقاوم رغبته المجنونة انه
يفتحها وياخذ منها الحبوب .. حبة وحدة بس ،
وبيرتاااح من كل هذا ... الصداع .. والدوخة ..
وحتى الافكار المتعبة واللي ما نام من امس بسببها !!!
واحتار .. من الدافع القوي والمجهول اللي خلاه
للحين يتجاهل الحبوب .. ويقرر انه يحاول يتركها من هذي اللحظة !!
حاول يركز على الطريق قدامه وهو يرجع يخرج
جواله .. يدور على رقم نواف .. يأكد عليه انه جاي
يعرف انه قصر كثييير بحقه .. وانه نايف معه كل
الحق في عتابه! واقل شي يسوييه انه يودعه يوم سفره ..بصدق..!
وبدلاً من انه يبحث عن رقم نواف .. جلس يدور
بالارقام بدون تركيز .. فجأة وقف عند رقم ديما .. وضغط بدون احساس عليه ..
كان بيضغط زر الغاء الاتصال بسرعة يتدارك خطأه .. لكن .. ما قدر ..
وكأنه لو ألغاه بيلغي ديما من حياته ..
واستشعر صعوبة كلامها امس ... مستحيييل ينفذ اللي قاله .. مستحيل يستغني عنها ..
وشلون عرض عليها هالعرض الغبي ... ؟؟
رفع الجوال بسرعة لأذنه ،،ولآخر رنة ماردت ..
.. ترك الجوال من يده وهو يرجع يناظر الطريق قدامه ،لكن اللي شافه قدامه ..
خلاه يشهق فجأة بصووت عالي وهو يلف المقود بكل ما اوتي من قووة !!

.
.
.
.
.
.

ارتجفت يدها وهي ما*** الجوال ،
وعيونها متعلقة بالرقم اللي على شاشته .. ليه داق عليها ؟
انتظرت لدقائق بدون احساس يمكن يرجع يتصل
.. لكن الدقائق مرت وما دق ..
سحبت نفس عميق وتركت الجوال من يدها ..
وش لازم تسوي ؟ تتصل عليه مثلاً ؟؟
يمكن يبيها هي اللي ترجع تتصل ؟ او يمكن ..... زفرت وهي تلف وتطلع من الغرفة وكأنها بتغييرها لمكانها راح تغير افكارها ..
ليه حاسة بقلبها ينغزها من امس .. المفروض ترتاح .. ويرتاح قلبها .. اخيراً بتفتك منه ..
اخيراً لقت فرصة ترجع فيها لحياتها الطبيعية ..
اخيرا لاح لها أمل !!!
ليه الضيقة اجل ؟؟
يمكن عشان بتصير مطلقة ...وهي بمثل هذا العمر ؟
يمكن عشان راح ترجع تثقل على اخوها ؟؟ اسباب كلها كانت غير منطقية وما تدخل عقلها ..
لكن ان ما كانت هي السبب .. فليش الضيق اللي تحس به ؟؟
ولا شعوريا ً .. كانت واقفة من جديد داخل الغرفة وقدام الجوال ..
ما انتبهت في وسط صراعها انها رجعت لنفس المكان اللي كانت فيه قبل دقائق ..
رفعت الجوال بحيره ..اتصلت وحطت الجوال على اذنها وهي شبه سامعة للرنين السريع اللي تناغم مع توترها ..
طوّل كثييير ، وما رد .. كانت على وشك تقفل وتتراجع ،
لكن بآخر لحظة ، سمعت صوت من الطرف الثاني ..
: آلووو .. من معي ؟؟
صوت خشن مهتز ، غير عن صوته اللي تعرفه ..
قالت بسرعة بارتباك : أنا ... ا..كنت ..
قاطعها الصوت : اختي أنا مو صاحب التليفون .. أنا بس رديت عشان ابلغكم ان صاحبه مسوي حادث .. على طريق الـ ....
قشعريرة باردة سرت على طول ظهرها ..
حادث .. ؟؟ حاااادث ؟؟؟
فتحت عيونها بصدمة .. وما سمعت باقي الكلام ..
الصوت : آلوو .. أختي .. أختي ... لحظة ..لازم تعرفين ان صاحب السيـ ...
حطت الجوال من يدها ببطىء بدون حتى ما
تسكرالمكالمة .. وقفت لثواني تحت وقع الصدمة تستجمع شتاات انفاسها ..
والتفتت ناحية التليفون فجأة وهي تنتبه للغباء اللي هي فيه .. دقت على اخوها بسرعة ..
عايض بعد فترة : آلووو .. اهلييين ديوووم..
ديما بخوف : عايض .. فيــ .. فياض مسوي حادث !
عايض بصدمة : ايش ؟؟ !
قالت بتوتر : ما ادري .. ما ادري .. توني دقيت
عليه وفي واحد غريب رد علي وقال لي ..
عايض بقلق : طيب .. انتي اهدي وانا بشوف وبطمنك .. خلك جنب التليفون !
هزت راسها تلقائيا وهي تقول : حاضر
سكرت وحطت الجوال من يدها.. ما تدري ليه فجأة استرجعت كل كلمة قالها امس ..
جلست وهي مازالت تحت تأثير الصدمة ..
كان يعتذر منها بإلحاح .. وبندم وااضح .. يمكن ..يمكن كان حاس بيصير به شي ؟؟؟
وهي ما ريحته ، بالعكس اشترطت وصعبت الامور عليه !! يعني لو ماات الحين ....... مااااات ؟؟
.. بالرغم من كل شي ما تتمنى موته .. لاااا .. يارب ما يموت !!!!
حست بشي دافي على خدها ، تحسست دموعها بسرعة وكأنها للتو تكتشف انها تبكي .. ما تدري هو خوف ولا صدمة ولا انفعال تابع للأمس ..
شعورها الوحيد بهاللحظة كان الندم .. ليه ما سامحته بسهولة وريحته؟؟
ما تعودت تصير قاسية مهما كان ...و مو هذا طبعها؟؟
تنهدت وهي تردد بسرها ... قدر الله و ما شاء فعل .. ان شاء الله ما بيموت ..ان شاء الله!!
غرقت بأفكارها وما تحركت من مكانها الا لما سمعت صوت قريب فجأة ،
استغرقها دقيقة كاملة حتى تستوعب انه صادر من داخل الجناح ..
قامت بخطوات مذعورة ،، وطلعت للصالة بتردد وهي تخمن ...............
شهقت بصدمة وهي تشوفه واقف قدامها ..
كلمة واحدة ترددت داخلها بدهشة ..
كيــــــــــــــــــــف ؟؟!!!
.. رفعت عيونها له بعدم تصديق ...
كيف مستوي معه حااادث ..وهو هنا ؟؟؟؟
واقف قدامها بشحمه ولحمه !!
.
.
.
.
.

سكر باب الجناح ودخل ،
رمى شنطته على الكنب ووقف يراقب ديما اللي اقتحمت الصالة بخطوات سريعة ..
لحظات صامتة مرت وهي تناظر فيه بنفس الصدمة ..
استغرب من وقوفها بهالشكل ..
قال وهو يرمي نفسه على الكنب بتعب :..كيفك ؟
تقدمت لخطوات بتردد وهي تحاول تستجمع قواها وتنطق ..
ومع اقترابها قدر يلمح دموعها ، اوووف ما هو ناقص زيادة ..
هو لحاله تعبان ومخه متخربط ، وقلبه ملياان أسى !
قالت وهي تأشر على كتفه : .... دم ؟؟
ناظر بكتفه وهو للتو يستشعر الالم اللي انتشر على طوله ،
وكأنه كان حاس فيه بس مو عارف وين مكانه ؟
قال : آه .. هذا من الـ ...
قاطعته بدون ما تنتبه : انته سويت حادث ؟؟
زم شفايفه بضيق وهو يقول : كيف عرفتي ؟
قالت بتوتر : اتصلت ،، على جوالك ...
التفت بصدمة على شنطته ، ودخل يده بجيبه يدور الجوال..
قال بخيبة امل : اوووه وينه !!
قالت وهي تشوفه يدوّره : في واحد رد علي ..
وقال لي انك مسوي حادث !!!
ارخى جسمه على الكنب ويده مازال قابضها على كتفه بقوة ..
كانت واضحة عليه معالم الارهاق والتعب .. وشكله وكأنه خارج من معركة دامية خصوصا مع الجرح اللي لطخ ثوبه ..
وقفت *****ة ،، وعلى وجهها واضح التأثر ... صحيح كانت صدمة لها انها تشوفه راجع بهالوقت!!
وتسائلت للمرة الالف ،، كيف صار الحادث ؟؟ وشلون نجا منه ؟؟ وكيف وصل بهالسرعة للبيت ؟؟ وليه راجع الحين ؟؟؟
ظلت بمكانها وكلها حيرة ، ناظرت كتفه اللي غرقان دم ..
مو كأنه المفروض تسوي شي بهالخصوص او تساعده؟؟
بس ما تقدر .. وشلون بيفسرها ؟؟؟
لامت نفسها بشدة .. الرجال قاعد ينزف وانتي ماهامك الا نفسك ..
وبسرعة مر على ذهنها يوم ما انجرحت وكيف عالج جرحها بكل مهارة و....طيبة !
راحت للغرفة وطلعت من اغراضها منشفة بيضا صغيرة ،
وراحت تاخذ صحن عميق من المطبخ وحطت بداخله المنشفة وهي تصب من فوقها الماي ..
ترددت كثير قبل ما تخرج عنده..
لكن بالاخير اقنعت نفسها بأنه هذا اللي لازم تسويه..وهذا واجبها كإنسانة اولا واخيرا!
.
.
.
.
.
.

غمض عيونه بتعب منعه حتى من انه يقوم ويهتم بجرحه ..
سمع صوت خفيف من جنبه ، فتح عيونه وناظر الصينية اللي حطتها ديما قدامه ..
رفع راسه بدهشة يناظر ديما اللي وقفت بارتباك...
سألها بلا معنى : ايش هذا ؟؟
توترت ، ولفت لجهة المطبخ وهي تقول : هذا .. هذا عشان الجرح ..!
لفت نص التفاتة تشوف انفعالاته تجاه اللي سوته ، وشافته يبتسم ..
ابتسامة قطعها تألمه الواضح .. توترت اكثر ووقفت بمكانها تطالع بملامحه المتألمة وهي حاسة انها هي المصابة مو هو ..
شوفة الدم والجروح دايما توجعها من وهي صغيرة ..
قال وهو يراقب توترها : ليش واقفة ؟
قالت تتهرب : بجيب .. بجيب اكل ...
قال بابتسامة واسعة : لا تجيبين شي ، تعالي ساعديني ..
رجعت بخطوات بطيئة وهي تسمعه يقول بهدوء: في مطهر بالدولاب ، ثاني رف على اليمين .. هاتيه لو سمحتي ..
راحت للغرفة بسرعة وجابت المطهر ،
اول ما دخلت الصالة وقفت شوي مصدومة وهي تشوفه ينزع قميصه المتلطخ بالدم ويرميه بعيد .. بلعت ريقها بتوتر وتقدمت وهي متحاشية تناظر أي شي ثاني غير الارض ..
حطت المطهر قدامه وتراجعت ..
سمعته يزفر وهو يقول : ألاقي عندك بندول ؟
قالت : ما عندي !
كمل تنظيف الجرح ..و ظلت منزلة راسها
ما تدري ايش ممكن تسوي له بعد ؟؟
تمنت بلحظة يقول لها تفاصيل كل اللي صار معه
.. لكنها عارفة ان هالشي مستحيييل !!!!!
تذكرت فجأة عايض اخوها .. اكيد توهق والحين يدور فياض ويحاول يتصل فيه ...
قامت بسرعة للغرفة تجيب جوالها عشان تطمن اخوها ،،
وفياض يراقبها براحة وبهجة ما اكتملت بسبب الألم ..!

.
.
.
.
.
.





مغمض عيونه بقهر ماله حدود ..
قاطع افكاره صوت شخص تكلم بالانجليزية .. وصله من فووقه بالظبط ..
فتح عيونه ببطىء وهو يناظر المضيف اللي يبتسم برسمية وهو يسأله إن كان يبي أي خدمة ...
شكره بودّ ورجع يناظر بالشباك اللي بجنبه ،
يتأمل معالم وطنه الحبيييب وهي كلمالها تصغر اكثر واكثر والطيارة ترتفع لاعلى !!
مقهووور من فياض ..
كان منتظر حضوره طوال الساعة ونص اللي سبقت موعد الطيارة،
على امل كبيير انه يجي ويودعه ويوصيه مثل نايف ...
لكنه خيب أمله بجدااارة !!!!
فجأة ، حس إنه وحيد .. أو اكتشف هذا الشيء !! ...
معقولة ما في بهالدنيا انسان يهتم فيه غير ناييف.. نايف وبس ؟؟
وفياض ما هو اخوووه ؟؟
..ابدا ما راح يتغير !!!
.
,
التفت على صديقه أيمن اللي راح يشاركه نفس الحلم ونفس الطموح ..
عالاقل في احد معه من نفس وطنه ..
يعني بالاخير مارح يكون وحيد بالمعنى الكامل للوحدة ...
تنهد.....وبمحاولة ،، قدر يسترجع همته وعزيمته اللي ضعفت من تجاهل أخوه له ... !

.
.
.
.
.






بعد ما قالت له ديما ان فياض رجع وانه بخير .. هدى باله اخيرا ، وطلب منها يكلمه عشان يفهم منه السالفة كلها .. واللي فهمه ان الحادث اللي صار ماكان بسيط .. الظاهر انه دعم بحاوية او شي صلب ..ما يعرف وش هو بالظبط.. لكنه نجا منه والحمد لله ...
رجع يطالع بالجهاز اللي قدامه ويكمل شغله بعد ما اطمن تماما على فياض وعلى اخته ..
.
.
.
.
.



رجعت بخطوات مترددة للصالة ،
رفعت حواجبها بحيرة وهي تشوفه يمسك راسه ويتألم بقوة ..
تسااائلت .. يمكن الحادث اثر براسه ؟؟
يمكن فيه شي قوي صابه؟؟
تقدمت شوي وهي تحاول تقوى نفسها ..
يمكن يحتاج شي ثاني منها .. او يمكن تقدر تساعده ..
...!!
.
.
.. طالع بديما اللي اقتربت بعيونه المحمرة بشكل مخيف ووجهه الشااحب المصفرّ ..
وما قدر يتحمل .. !!!الالم فظيع .. وصل لدرجة لا تحتمل !!
مد يده للشنطة بجنبه
وقال لديما عشان يصرفها : ممكن تجيبين لي ماي ؟
راحت للمطبخ بسرعة وبدون تردد ، صبت الماي وجابته له ..
بلع الحبة وهو يغمض عيونه يبي يستشعر مفعولها بأسرع وقت !
اما ديما ظلت واقفة مكانها تناظره بتأثر وماهي عارفة ايش ممكن تسوي ..
يمكن لازم يروح المستشفى ..
خرجت افكارها على شكل اقتراح متردد : ليــش .. ما تروح للمستشفى ؟
رفع راسه وكأنه ما توقع سؤالها : أيـش ؟
التفتت يمين ويسار بارتباك.. لازم تجاوبه؟؟!
قالت : يمكن .. يمكن تأثرت من الحادث !
ابتسم برغم آلامه ..اعجبه هذا الاهتمام منها .. حتى لو كانت شفقة .. أو اهتمام عفوي ..
قال : لا ما يحتاج مستشفى ..
السبب الرئيسي لرجوعه بهذي السرعة هو هروبه من التحقيق .. والمستشفى ..
هناك كان ممكن بكل سهولة يكتشفون موضوع الحبوب ..
لاحق على السيارة بعدين ....اكيد الشرطة مارح يتركونه
راح يوصلون له بس اهم شي لما يجون يكون رجع لحالته الطبيعية !!!
ناظر بديما اللي جلست على طرف المقعد البعيد ولاحظ هزة رجلها المتوترة ..
ولدهشته .. كان ناسي كل شي صار بالامس .. رجع فجأة يتذكر كل شي ...
ناظرها بضيق وهو يقول : انتي ...مازلتي عند كلامك ؟
رفعت راسها بدهشة ، ما توقعت انه يقصد كلام امس وهو بحالته هذي ..اصلا هي الثانية نست وما جا على بالها ..
قالت باستفسار : أي كلام ؟
قال بهدوء : شرطك اللي اشترطتيه !!
سكتت ونزلت عيونها ..
قام من مكانه بهدوء بعد ما هدأ الألم شوي ..وجلس على المقعد القريب منها ..

حست به وهو يتحرك بس في شعور منعها انها ترفع عيونها من مكانها وتشوف وين راح ..
كانت راح تسكت بدون ما تجاوبه .. لكن .. لحظة ..
هذي فرصتها تعوض عن خطأها اللي اعترفت به لنفسها من ساعة......
سحبت نفس عميق وكأنها تستجلب القوة تتكلم ..
قالت : أنا .....
سكتت شوي تفكر بأفضل صياغة لكلامها ..
سألها بهدوء : انتي ايش ؟
ارتبكت لما حست بصوته قريب منها ..
قالت : أنا... مسامحتك ..
قال بتهكم : ايه .. اذا طلقتك .. صح ؟
قالت بارتباك :.. ما كان .. ما كان قصدي كذا...
سألها بوضوح : ايش كان قصدك يا ديما ...؟
وكمّل برجاء :ممكن تريحيني !!!
حركت عيونها باضطراب وهي متوهقة .. لازم تشرح له ؟!!
تأثرت وهو يقول .. ريحيني ....
هو اصلا حالته حاالة وشكله ميت تعب ..
قالت بصوت خاافت: ما كان قصدي ....اشترط عليك ..يعني ..امم
قال يحثها : ايش كان قصدك؟
قالت بعد صرااع مع نفسها : سامحتك وخلاص ... وبس ..
ابتسم برااحة .. حس باللي تبي تقوله ..
يعني تنازلت عن شرطها ..؟!!!
قال بعد فترة من الصمت : شكراً .... فعلاً ريحتيني..
وكمل بصدق وبنبرة عالية : لأني مو ناوي اطلقك !
تلعثمت وهي ترفع عيونها بتوتر
وسكتت لما اصطدمت عينها بعينه .. ابعدت انظارها بسرعة ، وجات بتقوم ..
قاطعها : لا تهربي !!
قالت بسرعة : ما أهرب ...
قال بابتسامة: أجل ؟؟
سكتت وهي واقفة بمكانها ..
تأملها لحظات .. وهو متأكد انها متوترة من قمة راسها لاطراف رجولها ، واضح من حركتها المضطربة..
قال : اجلسي ..
سحبت نفس عميق .. وهي تجلس بنفس مكانها اللي كانت جالسة فيه ..
قال بعد لحظة بصدق : انا جوعان ..
قالت بتردد : ا..اجيب لك أكل ؟
ابتسم .. بالرغم من كرهها له .. الا انها تبي تساعده بأي طريقة ..
طيبة .. حنوونة ..وآسـرة.. متى بيشوف هذا كله وهي على طبيعتها .... ؟؟
وهي ماخذة راحتها ومتقبلته ؟؟
تمنى ترفع عيونها ولا عاد تنزلها..
ما ترفعها الا لثواني معدودة وترجع تنزلها او تشتت انظارها حواليها.. !!
قاطعهم صوت دقات على باب الجناح ..
قام يفتح الباب ، وديما دخلت للمطبخ بسرعة عشان ما تبان للطارق..
فتح فياض الباب وتفاجأ بنايف اللي اول ما شافه
قال بكل ما للعصبية من معنى : فيااض بتجلطني والله !!!!! الحمد لله اني لقيتك ...
فياض وهو يسحب اخوه لناحية الدرج بعد ما سكر باب الجناح ..
قال : .. والله ما قدرت اجي المطار !!!
نايف وهو ينتبه على فياض اللي كان واقف بدون قميص او بلوزة .. وانتبه للجرح اللي بكتفه...
قال : ليه ما اتصلت علي لما صار معك الحادث ؟؟
فياض تفاجأ ..اخوه درى عن الحادث ، وهو اللي ظن انه بيعاتبه عشان نواف ..
قال : جوالي بالسيارة ..نسيته
نايف : اتصلوا علي المرور .. لازم تروح لهم وتكتب تقرير عن الحادث
وتستلم سيارتك اللي حاجزينها.. نفسي افهم
كيف تركت سيارتك و الدنيا مقلوبة وجيت هنا ...!!!
فياض : .. المهم انا الحين بمشكلة يعني ؟؟
نايف : لا لا .. ماظن دام ما في اضراربالحاددث..
يمكن يطلبون غرامة .. ما ادري بس اكيد ناويين يلعوزونك بالاسئلة !!
فياض بضيق: اووف ماني برايق لهم ..
وكمل باهتمام : ونواف ؟
نايف : سافر ..!! كان منقهر لانك ما جيت .. وطبعا مايدري عن الحادث ..
فياض عقد حواجبه بضيق ..
نايف : كيف صار الحادث ؟ لهالدرجة كنت مستعجل توصل المطار ؟
فياض : الوقت كان ضيق!
نايف : عالعموم حصل خير ..لازم تعقم الجرح عن يتلوث .. ما تبي تروح المستشفى ؟
فياض : لا ما هو بعميق .. ما يستاهل
نايف : غريب .. وش اللي جرحك ؟
فياض بعدم اهتمام : علبة كانت بالسيارة اطرافها
حادة ..مع قوة ضغطي عليها جرحتني ..
نايف بتأثر:يالله .. الحمد لله جات سليمة .. الحمد لله على سلامتك
التفت فياض راجع للجناح وهو يردد : الحمد لله ...!
نايف ناداه : ما بتروح للمرور الحين.. وترجّع سيارتك ؟
قال : رجااءً نايف اتصل فيهم وقول لهم تعباااان ومايقدر يجيكم الحين ..
اخاف لو كلمتهم بنفسي ..يمسكوني بالاسئلة !
نايف وهو يلف وينزل من الدرج : ان شاء الله الحين اتصل عليهم .. المهم لو تبي سيارتي خذها .. وبعدين باروح معك للمرور ، يمكن تحتاج واسطات ولا مساعدة ...
فياض ابتسم : اكيد بروح معك !
نايف : يللا ارتاح وانتبه على جرحك ..
وكمّل قبل ما يختفي : ولا تنسى تسلم على بنت عمي !
.
.
.
.
.
.
.

رتبت الصحون الفاضية على الصينية ، وفتحت الغطا من على الاكل اللي بالفرن ، تذكر كيف كانت متحمسة بالامس انه يذوق اكلها .. وطبعا نهاية اليوم المأساوية ما سمحت لاي مجال انها تعزم عليه .. حطته بالثلاجة مثل ماهو ..وهذي هي الحين قاعدة تصخنه على الناار .. لانها فعلا ميتة جوع .. وفياض بعد !!
حست بدخوله للمطبخ من وراها .. ما التفتت وعبثت بالصحون اللي قدامها وهي تغير ترتيبهم ..
قال : لو سيارتي هنا كان طلعنا اتغدينا ..
قالت وهي تلتفتت نصف التفاتة : عادي ..فيه أكل ..
قال بفضول: ايش سويتي ؟
قالت : رز بالخضاروالدجاج ..وشوربة
قال بدهشة : واااو .. يعني طباخة محترفة!
لفت وهي تحس بوجهها سخّن ، وقالت : لا .. مو كذا ..
قال وهو يشم ريحة الاكل : الحين من جد اقدر اقول اني جيعان !!
كشفت الغطا من على الرز وحاولت تقلبه من دون
ما تطيح منها الملعقة من التوتر ..
مد يده واخذ منها الملعقة وهو يقول : خليني اساعدك..
راقبته وهو يقلب الرز ..كان لبس تي شيرت ابيض .. وجرحه مو باين ..
راحت للجهة الثانية وطفت النار وكشفت عن الشوربة ..
قربت الصحون عشان تحط فيها الاكل.. تحت مرااقبة فياض ..

.
.

واقف يتأمل تحركاتها بعد ما ترك الملعقة من يده ..
الحين هو متأكد من مشاعره وحبه العمييييق لديما ..
مرتاح انه مستقر على تفسير لهذا الهووس ..
ليت اليوم اللي بتسامحه فيه فعليا وتنسى يكون قريب .. يالييت ..!!

.
.
.

حطت الاكل لشخص واحد في الصينية الواسعة وغطت باقي الاكل ..
رفعت الصينية وناولته اياها ..
سألها بدهشة وهو يحملها منها : حطي لك ؟؟
قالت : انا شبعانة !
هز راسه باعتراض : لا ..لازم تاكلين .. !!
قالت : ما أبي ..
قال وهو يحط الصينية من يده على الرخام : ما راح اكل لحالي !
قالها بمحاولة معها .. لأنه طول عمره ياكل لحاله !
عادت بنفس النبرة : مب جيعانة ..
فتح الدواليب وطلع كم صحن منهم وحطهم قدامها وهو يقول : راح تاكلين ... ولا كيف ناوية تثبتين لي انك مسامحتني ..!!
سكتت وهي تشوفه يحط الصحون قدامها ..
مدت يدها بعد تردد وحطت لها ..
ما قدرت تعاند قدام اصراره .. ولانها ما اكلت شي من امس تقريبا ..
لكنها اكتفت بكميات قليلة لانها سبق وجربت صعوبة الاكل قدامه !!
.
.
.
.







التعديل الأخير تم بواسطة جرح الذات ; 07-05-11 الساعة 01:38 AM
جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 08:27 PM   #29

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







الفصل التاسع عشر

ادخلوا الشنط في سيارة الاجرة بعد ما تأكدوا من عنوان السكن اللي المفروض راح يسكنون فيه طوال مدة دراستهم..
جلس نواف بجنب السواق وأيمن صديقه جلس ورا..
أيمن ببهجة وصوت عااالي: ويلكااااااااام لاااااااااندن..
نواف التفت عليه بضحكة شاركه فيها السائق الانجليزي ..
نواف بمزح : الله يستر من هاللهجة ..
أيمن باستغراب : انته ليش كذا جدّي .. والله اللي يشوفك قبل سنة يا نوااف ما يقول انك الحين نفس الشخص اللي ميت عالدراسة ..
نواف بقهر : الناااس تتغير ايمنووووه ..!!
ايمن : حشى مو تغيّر هذا انقلاب .. !! خخخ
نواف : احمد ربك لولا هالانقلاب ما كنت الحين معك ..فلا تقعد تتحرطم عالفاضي ..
ايمن : خلااص ذليتني !!! ..
وكمل فجأة وهو يتذكر شي : تعااااال .. الحين مو لك اخ يدرس بفرنسا ؟؟
نواف : ايه .. سالم اخوي
ايمن : اهااا .. مافكرت تسافر لعنده..وتدرس هناك ؟
نوافبتهكم : هذا إن كان توه يدرس .. المفروض انه مخلص دراسته من اربع او خمسسنين ،، مدري شقاعد يسوي هناك .. الظاهر عجبته فرنسا ..
ايمن :و ما كان يجيكم ؟
نواف : لا ،،الله يهديه ، حتى عرس اخوي فياض ما حضره ..
قاطعهم الساائق وهو يسألهم بالانجليزي: انتو من وين يا شباب ؟
نواف : من السعودية ..
السائق منصدم : اووووه .. وليش جايين هنا ؟
نواف : عشان الدراسة ..
السائق يتلفت باضطراب ..
ايمن بتريقة : شكله خااف منا...وش سامع هذا ؟ يمكن يحسبنا ارهابيين !!
نواف بضحكة : يمكن .. !
والتفت على السائق بعد لحظات بجدية وهو يأكد عليه العنوان ...

.
.
.
.
.
.
.




تقلب بمكانه وكل محاولاته للنوم فشلت ..
امسك بمخدة من جنبه وحاول يسند كتفه عليها ، لكن نومة الارض اصلا كانت غير مناسبة ابداا لجرحه اللي بدأ يألمه أكثر لما حاول ينام ..
اعتدل وجلس بالنهاية وتكى بظهره على الجدار ..

واعترف لنفسه ،،
السبب الرئيسي لعدم قدرته على النوم كان استرجاااعه للحظة الحادثوتكررالمشهد في باله اكثر من مرة ، وكأن في شي معين ينااديه ويبي ينتبه له ..
تذكر لحظة ما شاف الحاوية المعدنية قدااامه ولما تأكد انه لاااااااابد وراح يصدم فيها ..
اول ما جا على باله فذيك اللحظات .. انه ميت لا محاااااااااله ..
ويتذكر زين .. انه ... دعا في ذيك اللحظة.. من كل قلبه ان الله ينجيه ...
وكانت معجزة انه قدر يتحكم بالسيارة .. و ....ينجو !!
يمكن ما هو عارف يفسر شعوره .. بس اللي متأكد منه مئة بالمئة انه خجلان ... ايه خجلان ،،
من ربه اللي اليوم سواا له شي كبير واستجاب لدعوته واستغاثته ،
بالرغم من انه ما يستحق .. ماستحق حتى نظرة منه .. فكيف بعد كل هذا ينجيه ويرحمه ؟؟

حس فجأة انه مراااقب ، وكأنه يستشعر للمرة الاولى مراقبة ربه له .. يبي يتخبااا...!! يهرب من هالمراقبة بأي شكل!!
،لكنه عاارف انه لو راح لوين ماراح .. ربه يشوفه ويقرا خفاياه...
ياااه وش قدر القذارة اللي ربك اطلع عليها فيك ؟
زفر وقام يطلع من الغرفة اللي حاصرته فيها هالافكار ..
يهرب من مواجهته لنفسه .. دوومه عند هالنقطة يخاف ويهتز .. وقف للحظات قبل ما يطلع .. والخواطر تنهاال عليه ..
لو انه ماات .....؟؟
لو ان الله ما نجاه ، وأخذه في ذيك اللحظة ؟؟
وش كان بيصير .... ؟؟؟
رفع راسه لاعلى وهو يشكر الله بصدق انه ما اخذه بهالحادث ...!!
.
.
.
.
.
.
.
.


تقلبت هي الثانية على سريرها بمحااولة مستميتة لاستجلاب النوم ..
تسكر عيونها دقائق وترجع تفتحها بملل ..وبلا جدوى!
رن جوالها برقم غريب ... رفعتهوترددت في البداية ترد او لا ...
لكنها بالاخير ردت مع الحاح المتصل ..!!
بحذر : آلو ؟
الصوت باندفاع : هلاااااااااااااااوالله وغلااااا بالعروووس
ديما بعدت التليفون شوي وهي تحاول تستوعب صوت هالمتصلة اللي خرق طبلة اذنها ..
قالت بنفس الحذر : السلام عليكم ..؟
المتصلة بلهجة مرحة : وعليكم السلاااااااام ورحمة الله وبركاته ....كيفك يا قمر والله مشتااقة لك مووووووت ..!!
قالت بحرج : اسفة بس .. مين انتي ؟
المتصلة بصدمة : واااه!!!! نسيتيني يااابنت ؟؟ افااااااا ما هقيتها منك والله .. !!!
وكملت : ما غير العرس مااسح لك ذاكرتك .. !!
ابتسمت ديما ببهجة وهي شاكة بهوية المتصلة ..
ديما : احم .. انتي .....
قاطعتها بصراخ : انا خلودوووه يالخبلة وشلون ما عرفتيني!!!
ديما بفرحة : خلوووووود .. !!؟ والله والله اسفة .. هههههه انا كنت شااكة بس مو متأكدة ..!!
خلود بزعل : لا خلااص ..بعد فوات الفوت ما ينفعك الصوت .. خلاااص زعلت ..انا زعلت !!
ديمابتصديق: آآآسفة والله..حقك علي .. انا مو متعودة اكلم بالجوال ومحد يتصلفيني الا نادرا.. اعذريني عشان كذا ما عرفتك ..اااسفة ..
خلود بضحكة : امزح معك !!!!! ياويلي.... بسرعة تصدقين انتي ...!! فيه احد يزعل منك يا عسل ؟؟
وكمّلت بمزح : هههههههه على طاري التصديييق السريع .. لسا محتفظة بفستانك لي ؟؟
ديما بضحكة : ههههه ايه موجود اطمني ..ليه ؟ لايكون ناوية تعرسين قريب ؟؟
خلود : ان قلتي لي راايك بالزواج بعد التجربة ...قلت لك ..
ديما بمزح : و ايش لك برأيي ؟؟
خلود بخبث : يقولون اسأل مجرب ولا تسأل خبير..
ديما تصرّفها: وليه ...انخطبتي خلود ؟
خلودبأسى مصطنع : لاااء .. تخيلي .. اخر مرة جاني مدرس رياضيات .. وانا من اولما سمعت ان القصة فيها رياضيات على طوووووول اعلنت رفضي ... مادخلنيللادبي غيرها ويبوني ارتبط بواحد يذكرني فيها ليل نهاار .. خخخ .... والمرة اللي قبلها جاني مهندس معماري .. ماقول غير واحسرتاه على حظي النحسوشبابي الضاايع .. شكلي برسى على عاانس !
ديما الي تضحك من قلب : هههههه نسيت اسألك عن حصة ومناير وخالاتي وشلونهم كلهم ؟؟ والله مررة مشتاقة لكم .. احد عندك اسلم عليه ؟
خلود بتحذير :لا.. محد منهم يدري اني قاعدة اكلمك .. لا تفضحيني بعدين ان كلموك .. هاه؟؟
ديما : ليه ؟
خلود : والله اني من يوم ما عرستي وانا وحصة نزن فوق راس مامي تعطينا رقمكلكنها رااافضة .. وبااءت محاولاتنا كلها بالفشل .. الا اليوم سرقت الرقممن جوالها .. خخخ
ديما : ههههه و ليه رافضة ؟؟
خلود وهي تقلد صوت أمها : مااافيه ..عارفتكم مخابيل بتكلموها من اول يوم وتفضحونا عند الرجّال ......
كانت مندمجة مع سوالف خلود وتضحك من قلب ، اليوم بالذات هي مروقة وحااسة براحة عميقة وهدووء كبير في قلبها ..
حست ببهجة كبيرة وهي تكلم خلوود وتستشعر اهتمام اهلها فيها ، ما حست بنفسهالمشاعر المرة اللي فاتت ، يمكن لأنها كانت بقمة التعاسة هذيك الايام...
فجأة وقفت خلود عن الحكي ، وديما استغربت ، لكنها ضحكت فجأة وهي تسمع صوت خالتها عزيزة : انتي يالمرجوجة مين تكلمين بنص الليل ؟؟؟؟؟
خلود تلعثمت : اكلم .. اكلم صديقتي ... !!
عزيزة : جيبي .. جيبي هالتليفون لا بارك الله فيها من صديقة ..
خلود ومالحقت تبعد الجوال عن متناول أمها : يمه ..شبتسوين ؟؟
عزيزة بعصبية وهي تنتزع التليفون من يد بنتها : انا بتصرف معك انتي وياها ..
ديما اللي قاعدة تسمعهم وتضحك ،
قالت لها عزيزة : انتي يابنتي مو عيب عليكم اللي تسوونه .. لا حشيمةللوقت ولا للنياام .. ما يصير يا بنتي ..سكري الحين وكلميها الصباح منتديات ***** !
ديما بضحكة : خالتي ... انا ديما ..
عزيزة بصدمة : ديماااا !!!! ......يا بعد كبدي والله .. اهلين يالغالية وش اخبارك ؟
ديما ببهجة : بخير يا خالتي الله يسلمك ..مشتاقة لكم
عزيزة وهي تخز بنتها بنظراتها : استني ديمااا
والتفتعلى خلود وهي تكفخها بالكتاب اللي كان جنبها :سويتيها واخذتي الرقم ؟؟؟ومتصلة بالبنت في نص الليل .. والله هذا اللي كنت خايفة منه وماكنتباعطيك الرقم عشانه ..
خلود تبتسم بخبث وتحدي لامها ..
عزيزة ترجع تكلم ديما : ماعليه يا ديما ، هالبنات اذوني والله بخبالهم .. لو عندهم بس ربع العقل اللي عندك كنت بارضى ..
ديما بخجل : عادي خالتي انا اصلا فاضية وما كنت نايمة ..
عزيزة : حتى ولو وش بيقول عنا زوجك ..
ديما : اصلا هو مب موجود ..
عزيزة : ايه ربي ستر هالمرة .. مرة ثانية لا تردين عليها ان اتصلت ..
خلود باحتجاج : يممممممه .. ما صارت !!
عزيزة : اسكتي انتي ولااا كلمة .. يللا ديما الصباح يصير خير خليهم نكلمك على رااااحتنا ..
ديما : ان شااء الله خالتي..
خلود : لا لا تسكريييين ماماااا......
عزيزة : الله يحفظك يا بنتي مع السلامة ..
سكرت ديما ن خالتها وهي تضحك على خلود ..
يااااااه كيف اليوم غير عن امس .. لو احد قالها بالامس ان حالها اليوم راح يتغير كذا كان مستحيييل تصدقه ..
.
.
.
.

متسندعلى الجدار الملاصق للغرفة وهو يسمع رنين ضحكاتها العذبة .. صحيح لحظااتبسيطة اللي قدر يشوفها فيها على طبيعتها ، لكن كلها تزيده أمل انها بيوممن الايام راح تصير كذامعه .. فمتى ؟؟!!
اقترب من الغرفة وطل بهدوء عليها ..
شافها ما*** جوالها وهي شاردة وتبتسم واضاءة الاباجورة الصغيرة هي الوحيدة اللي مفتوحة ..
ماانتبهت لدخوله وكانت متمددة على السرير ومستندة على ظهره ، لبسها كالعادةقميص واسع ساتر ،و شعرها مفتوح وملتف حولين وجهها بعشوائية .. انسدحت علىالمخدات وهي تبعد الغطا من عليها .. وانصدمت بفياض اللي واقف يراقبها ..
اعتدلت بسرعة ومسكت اللحاف لاشعوريابتوتر ..
قال بسرعة : ازعجتك ؟
هزت راسها بلا : لا !
سألها بهدوء : أدخل ؟
هزت راسها بلا معنى .. وشافته مازال واقف ينتظر ردها ...
معقولة قاعد يستنا الاذن منها ؟
قالت : ايه !
دخل للغرفة واقترب ببطىء من السرير وهو يقول بتلقائية :ما قدرت انام ... كتفي آلمني من الارض ..
اعتدلت اكثر وتربعت على طرف السرير وهي تشوفه يقترب ويطالعها بحرية ..
ناظرت بمكان الجرحوشافت اثر احمر خفيف مطبوع على التيشيرت الابيض ..
قالت بسرعة : فيه دم ..
رفع كم التيشيرت وتوه ينتبه .. شكله من الضغط عليه تأثر ..
سألها : ليه ما نمتي للحين ؟
قالت بعد تردد : ماجاني نوم ..
قال وهو يوقف عند السرير : أجلس؟
ارتبكت واتجهت انظارها لبعيد ..
ايش فيه قاعد يستأذن بكل خطوة ..؟؟
جلس وهو يراقب صمتها .. وتوترها ..
قال : حتى انا ما جاني نوم ..
رجعت تطالع فيه وهو معطيها ظهره وجالس على طرف السرير .. حست برغبة انهاتقوم وتترك له الغرفة ولو لهذي الليلة عشان جرحه .. لكنها طبعا تفتقدالجرأة !!
قال بهدوء : تدرين ...؟ اليوم كنت راح اموت !
ارتجفت ..! تكره طااري الموت والحوادث ..
من يوم وفاة امها وابوها وهي متعقدة من ذكرهم ...
ويمكن هذا كان سبب رئيسي لخوفها لما سمعت انه صار معه حادث ..
سألها وهو يلف على جنب ويناظرها : خفتي يوم سمعتي عن الحادث ..؟؟
سؤاله توافق كثير مع افكارها ، وخرج جوابها بصدق : ايه ..
: ليه خفتي..و كنتي تبكين... ؟
تفاجأت .. ما تدظري كيف عرف انها صااحت ..
قالت : لا.. بس تذكرت .. حادث ا...
ما كملت ،
كانت مروقة قبل شوي وما في شي معكر مزاجها ،
عارفة انها لو تكلمت راح ترجع لها حالة الاكتئاب المستعصية مرة ثانية ..
قال بشك : تذكرتي حادث امك وابوك ؟
تنهدت وقالت: أيــه
كمل التفافته وهو يقول : تقدرين .. تحكين لي عنهم .. ؟؟
رفعت راسه والتقت عيونها بنظراته الهادئة ..
اشاحت بوجهها بألم .. ماتدري ليش جاي يكلمها بهالوقت ؟... والله كانت مبسوطة !!!
قال وهو خايف يضغط عليها : لو ما تبين .. عادي !
قالت بحيرة : ايش اقول ؟
قال بابتسامة: أي شي !
استجمعت شجاعتها .. وهي تحاول تتخيله شخص ثاني .. عشان تعرف تتكلم ..
قالت :هم ... كانوا .. يحبوني ...
سكتت باحراج .. وهي تحس انه كلامها غبي .. اكيد يحبونها ما قالت شي جديد .. ؟؟؟
لاحظ ارتباكها ، وانتظرها تتكلم
قالت تصحح : اقصد .. يعني .. كانوا طيبين ..
تكى عل السرير وهو يراقبها بتأمل .. أي كلام تقوله حلو ..ويعجبه حتى لو ماركز فيه ..
زفرت بضيق من لخبطتها ، وغمضت لثواني وهي تتخيله مو موجود ..حاولت تسترجع وجه امها وابوها بتركيز ، وبان الحزن على ملامحها ..
قالت بالنهاية وهي عاجزة تقول شي ثاني : الله يرحمهم !
دقيقةوتبدد حزنها .. وحست بالسكون العجيب اللي يلفهم ، التفتت وشافته يطالعهابنظرة تأمل .. قامت بتوتر من على السرير وهي تقول : بروح ..انام بالغرفةالثانية
استوقفها بحيرة : ليه ؟؟ انا اللي بنام هناك ..
قالت بتردد : عشان .. الجرح ..؟
قام من مكانه واقترب من الباب من مكان وقوفها
وامسك معصمها برفق : .. لاتروحين مكان ..
كانت بتبعد يده لكن التفافها حول يدها بلطف منعها ..
قالت وضميرها يأنبها : عادي !!
قال وهو يمسح على ظهر كفها بسرعة : لا مو عادي ..! يللا تصبحين على خير ..
خرج وترك لها الغرفة .. حست فجأة بانقباض غريب ...
رجعت للسرير وتحسست المكان اللي كان جالس فيه ..وهي تسأل نفسها بحيرة.. ليه بدت تعتاد على وجوده وتألفه ؟
هي بصرااحة ملت من حياتها والوحدة اللي عايشتها .. انسان يعاملها بطيبة وبلطف وواعدها ومعتذر لها .. ليش تكرهه وتبعد عنه ؟؟
وهو مو أي انسان ..
هو زوجها .. وبكل معنى الكلمة ...

.
.
.

.
.

.



جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:39 AM   #30

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرين

حاول يركز بالمحاضرة بس اكثر من شي شغل باله وشتت تركيزه ..
اولهم تفكيره في اتصال فياض به بالامس وموضوع الحادث اللي منعه من جية المطار ..
حمد ربه على هالمكالمة اللي لولاها لكان للحين حاقد عليه ..

اهم شي انه بخير الحين وانه كان مهتم فعلا انه يشوفه ..
والدليل مكالمته اللي اعتبرها اعتذار منه ..
.
.


خرج من الجامعة وهو مستغرب من ايمن اللي ما جا اليوم

ولا حضر أية محاضرة معه من الصباح..
تذكر لما تركه قال له راح يتأخرعلى اساس انه شوي وراح يلحقه ،
بس للحين ما شافه .. !!
رجع للسكن ودخل للشقة الصغيرة
ومالقا ايمن .. !!
جرب يتصل عليه ونفس الشي ما يرد ..
تنهد وهو يبدل ويرتمي على سريره بتعب .. وفكر ..

يمكن انه حضر بس ما لاحظه ..؟؟
اهم شي انه تعباان الحين وفيه نوووووم
ايمن لو صار معه شي فهو يعرف يتصرف اكثر منه ..!!
.
.
و ما لحق يكمل نومه بهدوء ..
ما مضت عشر دقائق الا ويسمع صوت انفتاح الباب ،
فتح عيونه وهو ينادي بارهاق : ايمن؟؟انته جييت ؟
دخل ايمن للغرفة بخطوات ثقيلة ..
انتفض نواف وقام بسرعة وهو يشوف وجه ايمن اللي تلطخ كله بالدم ..
صرخ فيه : ايش صار فيك ؟؟ انته وين كنت يالمجنون ؟؟
ايمن وهو يجلس بالارض من التعب : نواف ساعدني .. احس جسمي كله متكسر ..
نواف بهلع وهو يتقدم منه ويرفعه ويساعده يرقد على السرير : مين سوا لك كذا ؟
ايمن وهو يبلع ريقه بصعوبة : ما اعرفهم ..والله ..
نواف : لأننّا ما كملنا 3 ايام هنا اكيد ما راح تعرفهم ..بس ليش ؟؟ ليش يأذونك كذا... ايش السبب؟؟ ايش سوييت ؟
ايمن :ما سويت ..شي ... ناولني الموية .. بعدين احاكيك .. مو قادر اتكلم ..!!
قام نواف وهو حاس انه اثقل على صديقه بهالاسئلة اللي مو وقتها ..
جاب له موية ومنشفة يمسح فيها الدم ..
ونظراته المحتاارة تراقب ايمن والكدمات اللي بوجهه وجسمه وهي تعلن
في داخله ألف سؤال وسؤال ..............
.
.
.
.
.
.



مضى يومييين هااادييين ما فيهم اي احتكاكات بين ديما وفياض ،،ما عدا كلمات بسيطة او عابرة ..
ديما تخلصت من قلقها تدريجيا ..
وفياض ارتااح نسبيا لهدوءها والتطور الملحوظ عليها ..
.
.
لبست بسرعة لان فياض قال انهم بيتغدون برا ، نزلت معه وركبوا السيارة كالعاادة ..

لكن لما وصلوا للمطعم ونزلوا، انتبهت للشخص اللي يخرج من السيارة المجاورة لسيارتهم ،،
كان عاايض يتقدم ناحيتهم بابتسامة ..
صافحها وهو يقوول : كيفك ديوووم؟
قالت وهي تلتفت على فياض بدهشة : بخير الحمد لله ..
ورجعت تطالع بسرعة في اخوها ببهجة..
ابتسم فياض وهو يقول : عايض عازمنا عالغدآآ اليوم
قالت لعايض بدهشة : ليه ما قلت لي ؟
عايض لف على فياض بضحكة : انت ما قلت لها ؟
فياض بابتسامة بعد ما احتار ايش يقول : خليتها مفاجئة !
عايض وهو يتقدمهم من المطعم : و عجبتك المفاجئة ديماا ؟؟
ديما بلهجة صادقة : احلى مفاجئة..
..

حجز لهم غرفة من بعد ما اختار اطباق الغدا على ذوقه ..
ولما قربوا يخلصون.. قالت ديما لعايض برجااء : ابي اروح لبيتنا
ناظرها فياض بقلق وما قدر يمنع نفسه يسألها : ليــش ؟
التفتت عليه وحست بقصده..
قالت بتوضيح : في اشياء ابي اخذها من هنااك ..
فياض : آهاا ..وليش لأ ؟ نروح بأي وقت!
عايض : حياكم الله بس تراني بسافر بعد بكرة .. اذا بتجون فاليوم افضل او بكرة ..
فياض يسألها : اجل بالليل نجي ؟
ديما ببهجة : ان شاء الله
عايض وهو يناظر ساعته : يووه العصر بيأذن حالاً ..
فياض وهو يوقف : اجل الحين بنروح انا وديما ونشوفك بالليل ان شاء الله
عايض : اووه ما لحقتوو ؟؟وين بتروحون ؟؟؟
ديما ناظرته باستغراب وهو واقف ..ليش فجأة يبيهم يرجعون..
من كثر ما جلستها معه بالبيت حلوة ولا من كثر ما تشوف اخوها يعني؟
ظلت جالسة مكانها بعند وقهر ..
فياض يتحجج : عندي مشوار مهم ..!
عايض باقتراح : اجل وش رايك تخلي ديما معي ,,و انته روح لمشوارك ولما تخلص مر عليها في بيتنا؟؟؟
ديما بفرحة : ايه ايه.. فكرة حلوة
فياض بمحاولة :يمكن أتأخر لين الليل ..
عايض : وايش المشكلة ؟؟ وانت راجع تمرها ..!!
ديما برجاء مختلط بالضيق: الله يخليك ..!
قال لما سمع نبرة الرجا بصوتها : خلااص.. بمر عليكم بعد المغرب ..

وناظر ديما نظرة اخيرة وهو يقول : مع السلامة
نزلت ديما شوكتها وهي تطالع بأخوها اللي ضحك فجأة بعد ما طلع فياض..
قالت بدهشة: ليش تضحك ؟
قال بمزح : ما اقدر على اللي ما يستغنون ...
حست بوجهها حار من الارتباك ..
والتفتت للجهة الثانية وقالت : يللا نروح للبيت ..؟؟؟؟؟؟
عايض وهو يكمل قطعة الكيك اللي قدامه : لحظة ما كملت اكلي
قالت بارتباك: اوه.. ما انتبهت ..
رجع يضحك مرة ثانية ،
قالت ديما بجدية :صحيح .. وين راح تساافر ؟
قاال : الهنــد ..
قالت بدهشة : الهند ؟؟
قال : عندي شغل هناك .. تبيني اجيب لك شي معي ؟
قالت :لا شكراً .. بس استغربت .. الله يعينك
قال : آمين ..صحيح ان الشغل متعب .. بس احيانا يكون ممتع!
قالت بابتسامة : ممتع ؟
قال بتأكيد: ايه ممتع..
ووقف وهو يكمّل : يللا نروح ؟؟
.
.
.
.

.



التعديل الأخير تم بواسطة جرح الذات ; 07-05-11 الساعة 01:39 AM
جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.