آخر 10 مشاركات
90 - أيام معها - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ناثانيل...كايتي (110) للكاتبة: Sarah Morgan (ج1 من سلسلة دماء سيئة) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-10, 04:11 AM   #11

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي



3 – حلم ينكسر

يعيش مايسون سترايكر فى منارة تربض على صخرة عاليه تشرف على الشاطئ ، وهى منارى فعلية ما زالت تعمل وترسل إشعاعاتها اللاسلكية فوق أكبر البحيرات الكبرى . وهى بالطبع على بعد مسافة قصيرة من المقهى الذى يحمل إسمها .
سألت روز : " لم أكن أعلم أن بإمكان المرء أن يملك منارة . متى بنيت هذه ؟ "
- إنها مكان أثرى . الطباعة على الحجر الأساسى تشير إلى سنة 1852 . جدى الأكبر هو ثالث راع للمنارة . يومها كانت تعمل بطريقة يدوية ، أما هذه الأيام فالتكنولوجيا تقوم بكل المهمات . ترسل الدولة بشكل منتظم مراقبين للتأكد من أن المصابيح تعمل بشكل دائم . الأمر المزعج هو شعورك كأنك تعيشين فى منزل شخص آخر ، لكن المكان يوفر الوحدة والمناظر الرائعة الخلابة .
يقول مايسون إنها مكان أثرى ، إلا أن الحجارة التى بنيت منها المنارة والأخشاب البيضاء التى تحيط بها ، تجعلها تبدو كأنها خارج حدود الزمن .
المرأب المجاور لها يبدو أكثر حداثة بشكل واضح ، لكنه لا يقل عنها جمالا . ما إن أتجهت الشاحنة نحو المرآب ، حتى لاحظت روز الممر المرصوف بالحجارة والذى يصل المنارة بالمرآب . تمت إزالة الثلوج بعناية ، فتجمعت فى كومات على جانب الممر . أوقف مايسون السيارة وخرج منها . سارت روز وراءه عبر الدرج الضيق المغطى بالثلج والذى يقع إلى جانب المبنى ، وتفاجأت عندما لم يبحث عن المفاتيح ، بل أدار المقبض ببساطة . لم يكن الباب مقفلا ، وفتح على الفور مصدرا أصواتا . أشار لها بيده لتسير أمامه وتدخل إلى المنزل .
لم تكن مارنى تمزح عندما قالت إنها شقة صغيرة ، فهى فعلا صغيرة . إنها مليئة بالغبار والمفروشات المهملة التى تعود على الأرجح إلى عدة أجيال سابقة . ومارنى أيضا على حق ، فهى شقة رائعة .
قال مايسون وقد قطب جبينه : " إنها ليست فى حالة مقبولة "
حافظت روز على تعابير وجهها هادئة وعادية . بالكاد رفعت كتفيها ووضعت حقيبتها على الأرض داخل فسحة الباب .
- عشت فى أماكن أسوأ من هذه .
حتى لو لم تكن هناك ذرة من الغبار تحت النظر ، بإمكان المنزل أن يكون فى منتهى البشاعة . هذا ما تعرفه روز جيدا .
- الإنارة مؤمنة ، وعلى أن أعمل على إيصال الماء إلى المكان . غرفة الحمام هناك .
أشار بيده نحو البابين الموجودين فى الغرفة ، وافترضت روز أن الباب الثانى للخزانة .
تابع قائلا : " أنصحك أن تتركى المياة تنساب لفترة قبل الاستحمام أو حتى قبل الشرب منها ، فلدينا الكثير من ذرات الحديد هنا "
- عليك أن تعملى على تقديم طلب لتزويدك بهاتف .
- لا داعى لذلك . لست بحاجة للاتصال بأحد .
- آه ! حسنا .
سار نحو جهاز تشغيل الحرارة . رفع المفتاح المخصص لتشغيل الجهاز ، وسرعان ما سمعت روز صوت الفرن فى داخله يعمل . تابع قائلا : " ما دامت مارنى لم تأت بعد ، سأساعدك فى تنظيف المكان "
- لا داعى لذلك .
كان عليها أن تعلم أنه لن يصغى إليها .
- لدى بعض مواد التنظيف فى المنزل . سأعود بعد دقائق .
عندما أغلق الباب وراءه ، سمحت روز للابتسامة أن تظهر على وجهها ، ثم ضحكت بصوت عال وهى تشعر بسعادة لا تذكر أنها عاشتها منذ وقت طويل جدا . بالطبع ! هى لن تبقى فترة طويلة هنا ، بل سترحل ما إن تجمع ما يكفى من المال لشراء وسيلة نقل صدئة أخرى . توجهت نحو النافذة ، ولم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير أن للرجل الذى يدخل عبر باب المنارة علاقة بشعورها هذا . . .
* * * * *
ما إن دخلت روز مقهى المنارة من الباب الخلفى عند بدء عملها ذلك المساء ، حتى وجدت بارغن فى المطبخ . كانت ترتدى واحدة من القميصين اللتين قدمهما لها مايسون وسروال جينز قديم لكنه نظيف .
أما هى فبدت نظيفة أيضا كشقتها الجديدة بعد أن استمتعت بالاستحمام لفترة طويلة بالمياة الحارة قبل قدومها إلى العمل .
زفر الرجل متمتا بما يكن إعتباره " مرحبا " عندما أطلت برأسها إلى داخل المطبخ .
- قال مايسون أننى أستطيع أن أجد مئزرا نظيفا هنا .
قالت ذلك وهى ترمق بحذر السكين الكبير الى يستعمله الرجل لتقطيع البصل . شعرت بقليل من الرضى عندما لاحظت أن عينيه تدمعان .
- المآزر النظيفة معلقة على المشجب هناك .
وأشار بالسكين باتجاه آخر الجدار . لم تستطع روز إلا أن تمازحه قائلة : " إنها دموع الفرح . أليس كذلك ؟ من كان ليظن أنك ستبدو بمثل هذه السعادة لرؤيتى "
معدة مليئة ، أجر جيد لعملها ، سقف فوق رأسها . لابد أن هذه الأمور مجتمعة جعلتها مرحة ، غير أن بارغن لم يشاركها حماسها .
أقمست روز أنه يشير بسكينه ذى النصل الحاد إلى قلبها عندما قال : " لا تهتمى لمنظرى الدامع يا فتاة ، فأنا أراقبك جيدا "
فى الواقع هو لم يقل كلمة لم تسمعها من قبل . أحيانا يمكنها الاعتراف أنها تستحق مثل تلك الكلمات ، فقد أقدمت على الخداع ، وقامت بما يمليه عليها الوضع الراهن من التملق والمداهنة . إنها ليست كاذبة أو مخادعة بطبيعتها ، لكن من الصعب أن تعيش بمستوى عال من الأخلاق وأنت فارغ المعدة وقدماك مجمدتان من البرد . لهذا كذبت روز فى بعض الأحيان ، وسرقت فى أحيان أخرى ، لكنها فعلت ذلك بسبب الحاجة لا بسبب الجشع . لكنها شكت أن يوافقها بارغن الرأى ، كما أنها شكت أن يصدقها إن قالت له إنها لن تخدع مايسون أو مارنى مطلقا ، فهما لطيفان جدا معها ولا يستحقان منها إلا الصدق والعمل الجدى .
رفع الرجل حاجبه فيما بدا عليه الضيف ، وعلق : " الوقت يمر "
خطفت روز مئزرا ، وغادرت المقهى بدون أن تضيف كلمة أخرى . عند الساعة التاسعة غص المقهى بالزبائن الذين اصطفوا أمام الطاولة الكبيرة ، بعد أن إمتلأت الطاولات الموزعة فى أرجاء الغرفة . كادت روز تقسم إن كل سكان ميتشيغن أتوا إلى هنا لتناول طبق السمك ورقائق البطاطا الذى يعده بارغن ، فقد قدمته للزبائن عشرات المرات .
بدت مارنى التى تعمل مكان النادلة التى لا تزال مريضة بالانفلونزا منهكة مثلها تماما ، أما مايسون الذى كان يعمل خلف الطاولة الكبيرة بمهارة ورشاقة واضحتين ، فمن الصعب أن يبدو مرهقا . احتاجت للنظر إليه للحظات كى تتمكن من تقدير طريقة عمله .
استدارت من وراء الطاولة وملأت يدها بحبات الفستق قبل أن تصل إليه . ثم قالت له : " أريد كوبا من عصير التفاح مع النعناع "
بدأت بتناول الفستق وهى تتكئ على الطاولة . روز معتادة على العمل الشاق ، لكن قدميها تتوسلانها للحصول على بعض الراحة . حاولت ألا تفكر أنه ما زالت امامها أربع ساعات من العمل قبل أن تنهى دوامها .
- من طلب ذلك ؟
- المرأة الوحيدة التى ترتدى بذلة فى المقهى .
جال بنظره فى الغرفة المليئة بالناس حتى رآها .
سألته روز : " أهى المحاسبة لديك أم أن لديها عملا آخر هنا ؟ "
تمتم مايسون : " إنها رئيسة الحزب الديمقراطى فى المنطقة . أراهن أن مارنى سبب قدومها إلى هنا "
لم تحظ روز بفرصة لتساله ما الذى تفعله المرأة هنا أو لماذا دعتها مارنى ، إذ أصبح أى نقاش مستحيلا بسبب الصوت المرتفع لغنية ريفية دوت فى المقهى .
عندما إنتهت الأغنية وخفت الصوت قليلا ، تذمر مايسون قائلا : " لا يمكن أن تمضى أمسية يوم السبت من دون أن يسيطر الأخوان باتل على صندوق الأغانى . أتمنى أن تكونى من محبى اغانى الريف القوية ، لأنك إن لم تكونى كذلك ستصابين بألم حاد فى أذنيك "
راقبته روز يقطب جبينه ، فشعرت بالشفقة عليه . ثلاث ساعات مدة طويلة لمن يعشق اغانى الهارد روك .
لمعت فكرة برأسها ، فقالت : " لدى فترة إستراحة قصيرة من العمل . أليس كذلك ؟ "
- إستراحة قصيرة ؟
- خمس عشرة دقيقة . هذا كل ما أحتاجه .
قالت ذلك وهى تنزع مئزرها عن جسمها . رفع مايسون نظره عن الصينية التى تحملها ، وسألها : " لماذا ؟ "
- لأجعلك سعيدا بشكل لا يصدق .
غمزته وهى تقول ذلك ، فشعر مايسون أن فمه أصبح جافا . ردد كالمعتوة : " خمس عشرة دقيقة ؟ "
إنه بحاجة لأكثر من خمس عشرة دقيقة . هذا ما فكر به وهو يراقبها تتسلل بين الحشد . ضاعت من أمام ناظريه عدة مرات ، ثم رآها قرب طاولة البليارد تبتسم ببراءة لبراد وبرايس باتل ، وهما رجلان ضخمان يعملان فى صيانة طرق المنطقة .
تاق مايسون بشدة إلى سماع ما تقوله لذينك الرجلين اللذين بدوا فجأة كطفلين صغيرين وهما يضحكان لها ببلاهة . قبل أن يضطر مايسون إلى الانتظار أكثر من ذلك رفعت روز على الفور عصا البليارد .
سيطر عليه الفضول ، فابتعد عن الطاولة الكبيرة وسار مباشرة إلى حيث تقف . رآها تضع بلا اكتراث طبشورا أزرق على طرف العصا .
سألها : " ما الذى تفعلينه ، روز ؟ "
- لدى فترة استراحة . ألا تستطيع الفتاة الحصول على بعض المرح أثناء ذلك ، سيدى ؟
قسمت ابتسامتها بين الرجلين وبينه ، ما جعل معدة مايسون تضطرب .
همهم برايس : " هيا ، مايس ! إنها تلهو فى وقت استراحتها "
عدت روز عشرين دولارا من المال الذى قبضته كاكرامية ، ووضعتها على حافة الطاولة . سألها مايسون بنبرة تدل على عدم التصديق : " هل ستلعبين لقاء المال ؟ "
تنحى بها جانبا ، وتابع : " يمكنك أن تودعى ذلك المبلغ من المال . فهو ماهر جدا . . . كلاهما ماهران "
لم تتبدل ملامح وجهها للحظة ، لكن مايسون شعر كأنها تبتسم عندما أجابته : " أنا أفضل منهما "
علق برايس : " يمكنك أن تتراجعى "
- شكرا لك .
قالت ذلك بلطف ، ثم غمزت مايسون . اختارت ثلاث طابات ، اثنين مخططتين وواحدة بيضاء . سارت حول الطاولة بمشيتها البطيئة المخادعة ، ما ذكر مايسون بالهرة وهى تتلاعب بضحيتها .
قالت : " لنبدأ بالكرة البيضاء "
لم يفهم مايسون سبب خيارها هذا .
سألها عندما سارت إلى حيث تقف على إحدى زوايا طاولة البليارد : " لماذا اخترت الكرة البيضاء ؟ "
تأملت روز جيدا حركتها التالية ، وراقب مايسون بدهشة كيف تحولت كم نادلة بريئة فى مقهى إلى سمكة قرش كبيرة .
وضعت قليلا من الطبشور على طرف عصاها ، وقالت : " على القيام بشئ لأجعل اللعبة مثيرة ومليئة بالتحدى "
لم تكن بحاجة إلى التفكير بالخطوة التالية . سارت حول الطاولة بزهو تبجح ، واختارت الطابة التى ستوجه العصا إليها ، وأصابتها على الفور . فكر مايسون أن ثقتها بنفسها هى فى مكانها فعلا ، فهى ماهرة بالفعل فى كل ما تفعله . لم تخطئ روز ولو مرة واحدة بينما راحت الطابات تختفى عبر الثقوب . فتح مايسون فمه باستغراب ما إن أمسكت روزى بأرفع عصا للبليارد ، وهى عصا لم يشاهدها أبدا فى المقهى من قبل .
أخيرا ، لم يبق على الطاولة الا الطابة التى تحمل رقم ثمانية . قالت بصوت عال إنها سترميها عبر الزاوية حيث يقف مايسون . حتى فى حركتها تلك ، جعلت رميتها تبدو أكثر صعوبة مما يحتاج الأمر فى الواقع . مالت فوق الطاولة ومدت العصا لتصل إلى الطابة ، لكن وللمرة الأولى ، ترددت . رفعت رموش عينيها بنعومة ، ولم تبعد نظرتها عن مايسون وهى ترجع العصا إلى الوراء ثم تدفعها إلى الأمام بحركة رشيقة ماهرة . انزلقت الطابة نحو الهوة قبل أن تبعد نظرها عنه .
أدرك مايسون أنه كان يحبس أنفاسه طيلة ذلك الوقت .
استدارت روز حول الطاولة متجهة نحوه وهى تبتسم له . فكر أنها ليست فاتنة الجمال ، فملامحها واضحة ومحددة أما شعرها الأشقر فأشعث قصير ، لكن هناك شيئا من السحر يحيط بها كالهالة .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 04:12 AM   #12

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

- قلت لك إننى أفضل منهما .
رفعت المال عن الطاولة وأعادته إلى جيبها ، ثم قالت للرجل :
" سعدت باللعب معك ، برايس "
قال مايسون ما إن استعاد قدرته على الكلام : " هاى ! انتظرى قليلا "
وأشار إلى برايس متابعا : " لم يدفع لك المال "
ابتسمت من وراء كفها ، ثم أجابت : " سوف يفعل ط
عاد مايسون إلى مكانه وراء الطاولة الكبيرة ليسكب الشراب لمجموعة من الرجال الذين يعلمون على إزالة الثلوج عن الطرقات ، وما لبث أن سمع صوت سبرنغستين الشجى يملأ أرجاء المقهى .
- ما الذى يجرى . . . ؟
التفت نحو صندوق الأغانى فرأى برايس باتل يضع المزيد من النقود المعدنية فى الآلة والغضب باد على وجهه . بعيدا عن الطاولة الكبيرة لمح ابتسامة روزى الماكرة . إذا ، هذه هو الثمن المقابل للعبة !
مع مرور الساعات التالية ، وفيما ظلت الأغانى تنساب من الموسيقى الصاخبة إلى الأغانى الرومنسية الناعمة ، وجد مايسون نفسه أكثر تقديرا لموهبة روزى فى لعب البليارد .
حوالى الساعة الثانية لوح مايسون مودعا آخر شخصين وهما يغادران المقهى . أقفل الباب ، وأطفأ المصابيح المتلألئة فى السقف والتى تسطع أنوارها القوية على باحة الرقص وطاولة البليارد .
هزت مارنى رأسها بحيرة : " هل تفضل حقا هذه الحياة على مواجهة أعيان البلدة ومرافقتهم ؟ "
حدق مايسون إليها بغضب ، لكنه لم يقل شيئا . تابعت مارنى كلامها محدثة روز : " أتت رئيسة المنطقة لرؤيته الليلة ، وما الذى قاله لها ؟ إنه يفضل أن يسكب الشراب ويمسح الأرض على أن يكون مرشحا فى الانتخابات "
ما فهمته روز بوضوح هو أن مايسون لا يرغب فى التحدث عن الأمر لهذا ستحترم رغبته تلك ز
- الرأس ستنظفين الحمام ، والوجه الآخر أنا سأفعل ذلك .
أخرجت قطعة معدنية من جيب مئزرها ورمت بها عاليا فى الهواء . بعد أن التقطتها بخفة سحرية ، قالت : " آسفة ، مارنى . يبدو أنك أنت من سينظف الحمام "
عندما غادرت مارنى الغرفة ابتسم مايسون ، من الواضح أنه لاحظ خدعتها بالعملة النقدية . قال : " شكرا ! أشعر أننى مدين لك "
رفعت روزكتفيها ، وبدأت بعد المال الذى قبضته . يبدو أنها ليلة جيدة جدا . بالطبع ، كان بإمكانها أن تحظى بعشرين دولارا إضافيا لو أنها لعبت مع برايس مقابل المال بدلا من حق إختيار الأغانى .
فكر مايسون أنه يدين لها بهذا أيضا .
- إسمعى ! لم لا تأخذين سطا من الراحة ؟ أشعر أننى استعدت نشاطى خلال ثلاث ساعات من الموسيقى الرائعة والمميزة . سأكنس الأرض وأمسحها بعد أن أرفع الكراسى على الطاولات . لن أحتاج إلى الكثير من الوقت ، وبعد ذلك سنمضى إلى منازلنا .
- أنت على حق . لن تحتاج إلى الكثير من الوقت ، لأننى سأساعدك .
أعادت المال إلى جيبها ، وحملت قطعة قماش مليئة بالصابون . إن كانت حقا متعبة فإن ذلك لا يبدو عليها مطلقا وهى تعمل بنشاط فى تنظيف أسطح الطاولات .
بعد عدة دقائق ناداها مايسون : " هاى ! وجدت قطعتين من النقود "
- لابد أن الليلة ليلة حظك . بإمكانك الآن أن تسمع المزيد من الموسيقى الرومنسية .
توقفت روز عن مسح الطاولة وأتكأت عليها قبل أن تتابع : " أعتقد ان الرجال يحبون تلك الأنغام فقط لأنها لا تحثهم على الرقص "
- أنا أحب الرقص .
نظرت إليه بإمعان وقالت :" آه ، بالطبع ! يمكننى ان أتخيلك تهتز وترصق كريكى مارتن "
- من فضلك . . . كل ما قلته هو اننى أحب الرقض .
قرر مايسون أن يمسح تلك النظرة الساخرة عن وجهها . وضع إحدى القطع النقدية فى صندوق الموسيقى وضغط على الرقم 19 ، وعلى الفور امتلأت الغرفة الخافتة الأضواء بهمسات سيلينا . عندئذ سار نحو روز ومد يده لها . نظرت روز إليه بتوتر وقلق وهى تسأله : " ماذا ؟ "
أعطاه سؤالها الشجاعة الكافية ، فلو أنها وقفت مكانها وظلت تلك النظرة الساخرة فى عينيها ، لما امتلك القدرة ليمد يديه ويضمها بين ذراعيه . ارتطم جسدها بجسده ، فتراجعت خطوة إلى الوراء .
قالت متلعثمة : " مايسون ! أنا لا . . . "
أكمل عنها : " لا ترقصين ؟ إذا دعينى أعلمك "
ضمها بين ذراعيه مستمتعا بالاحساس بها حتى وهو يفكر أنها بحاجة إلى المزيد من الوزن لتبدو أكثر جمالا ورشاقة .
- ليس هناك أية صعوبة فى الأمر ، فالرقص سهل جدا .
سهل ؟ فكرت روزى وهى تدوس على أصابع قدمه وتضرب ركبتيه بركبتيها . شعرت كأنها قطعة من الجماد بدلا من أن تشعر بالفرح والزهو ، لكن مايسون أصر على المتابعة .
- ثلاث خطوات إلى الأمام وخطوة واحدة إلى الوراء . هذه هى الخطوات الرئيسية ، لكتها تتم عبر دوائر وذراعاك تنثنيان على بعضهما . تماما كما يفعل الطلاب وهم يرقصون أول رقصة للفتيات والصبيان معا .
لم تقل روز إنها لم ترقص مطلقا . مع ذلك لديها فكرة عما يتحدث ، فقد علمت فى مقاه كثيرة وراقبت الرجال والنساء يتمايلون معا على الأنغاك . سألته : " أين تعلمت الرقص ؟ "
- جدتى لأمى أصرت على وعلى مارنى ان نتعلم الرقص . كلما ذهبنا لزيارتها كانت تسمعنا فرانك سيناترا أو بيرى كومو ، وكنا نمضى على الأقل ساعة بأكملها ونحن نتعلم خطوات الرقص التى أقسمت أن جدى خطب ودها وتودد إليها بواسطتها .
- خطب ودها ؟
ضحكت بصوت عال على تلك الكلمة القديمة الطراز .
- ألم يتم خطب ودك ؟
- لست متأكدة من ذلك .
أحنى ظهرها قليلا ثم أعادها لتقف مستقيمة ببطء وهو يقول : " ألم يتودد إليك أحدهم ؟ "
شعرت روز بقلبها يضطرب بقوة ، وقبل أن تفكر بالأمر أجابت : " هل قلت يتودد أم يتردد ؟"
قال مايسون وهو يضحك : " اختلط على الأمر أنا أيضا "
- إذا علمتك جدتك الرقص .
- فى الواقع ، هذه الخطوات تعلمتها بنفسى ، لكننى أدين لها برقصة التشاشا والفالس .
- أنت رجل متعدد المواهب .
ثم اعتذرت مجددا ما إن داست على قدمه ثانية . الطريقة التى يراقصها بها جعلتها تشعر بالسعادة . إنها طريقة قديمة الطراز مثل عبارة " يخطب ودها " فيده اليمنى تلامس ظهرها برقة ويده اليسرى تمسك بيدها اليمنى . بالكاد هما يتلامسان فيما سيلينا تغنى أغنية غرامية .
تنهدت روز وهى تقول : " هذه الأغنية حزينة جدا "
- لماذا تقولين ذلك ؟ هل تعتقدين أن الوقوع فى الغرام أمر محزن ؟
- لا أعلم .
- احقا ؟
أبعدها قليلا إلى الوراء ليتمكن من النظر إلى عينيها .
- لم أغرم مطلقا من قبل .
راقبت فمه وهى تتكلم . وعلمت أنه حقا يملك ابتسامة جميلة جدا.
- إذا لماذا تقولين أن هذه الأغنية حزينة ؟
- توفيت المطربة فى حادثة مؤسفة . ما إن بدأت بتحقيق حلمها حتى قضى شخص ما على حياتها . كلما سمعت هذه الأغنية أفكر بها وأتساءل كم من الأغانى الجميلة كانت ستغنى لو أنها ما زالت حية .
- حسنا ! هذا أمر آخر يمكن التفكير به فى المرة التالية عندما تسمعين الأغنية .
لم يكن مايسون متأكدا من أين أتته الرغبة المفاجئة ، لكنها بدت قوية جدا ولا يمكن مقاومتها . أحنى رأسه وعانقها . . . وقفت روز بين ذراعيه ، لكنها لم تبتعد عنه ، وهكذا تمكن من إطالة العناق .
أهذه دقات قلبها أم قلبه ؟ لم يضع الوقت فى محاولة التفكير بالأمر هو أيضا ، فلديه ما هو أكثر أهمية . أمسك بذراعيها ورفعهما لتتمكنا من الاحاطة بعنقه ، وهمس قائلا : " روزى ! "
روزى ! هى ليست روزى . . . إنها روز . روز بانيت ، وروز بانيت ستغادر هذا المكان قريبا جدا . لا يمكنها التورط فى علاقة مع شخص مثل مايسون ، شخص قد يجعلها ترغب فى البقاء .
ابتعدت عنه ما إن إنتهت أغنية سيلينا . علمت أنها ستتذكر العناق سواء سمعت الأغنية أم لا .
- سأذهب لرؤية بارغن ، ربما هو بحاجة إلى المساعدة فى المطبخ .
- بارغن ليس بحاجة إلى أية مساعدة .
زفر مايسون بقوة قبل أن يتابع : " روزى ، بشأن . . . "
- اسمى روز .
- أعرف ما هو اسمك .
سمعت نبرة فقدان الصبر فى صوته وهذا ما فاجأها .
- إذا ، لماذا تستمر فى مناداتى روزى ؟
رفع كتفيه قبل أن يجيب : " لا أعلم . يبدو لى أنه يناسبك أكثر . اعتبريه اسم التحبب "
قالت بعناد واضح : " لدى اسم تحبب . إنه روز ط
- من الذى أطلق عليك هذا الإسم ؟
حدقت إليه بغضب وأجابت : " أنت تعلم من الذى أطلق على اسمى "
- أعلم أن مكتب حماية الأطفال أسماك روزاليند . لكن من بدأ بمناداتك روز ؟
ؤاله أيقظ فيها ذكريات مؤلمة . استدارت روز ، ثم أمسكت منشفة التنظيف وبدأت بمسح طاولة قربها بغضب وبحركة عنيفة . لم يلمسها مايسون ، لكنها شعرت به وراءها واقفا يحدق بها بصبر وهدوء .
بدت نبرة صوته كالهمس عندما سألها : " من الذى أسماك روز؟ "
تحركت نحو طاولة أخرى من دون الاجابة على سؤاله . لكن الذكريات اقتحمت ذهنها فشعرت بالحزن والألم من جديد .
بالطبع ، اسم التحبب هو روزى ، وهذا ما ناداها به أول شخصين تبنياها .
- سنصبح عائلة ، وستكونين ابنتنا الصغيرة روزى .
هذا ما كانا يقولانه لها فى كل ليلة وهما يقبلانها ويتمنيان لها ليلة سعيدة قبل نومها . لكن لم يكن كل أفراد عائلتهما متحمسين بأى حال لتبقى بشكل دائم . عندما بلغت السادسة من عمرها أصبح اسمها روز بسبب ولد شرس عنيف قام بتدخين علبة السجائر وأطفاها كلها على ذراعها . تصرفه المشين أدى إلى نقلها إلى مكان آخر . لم يكن بيد الوالدين اللذين تبنياها حيلة ، إلا أن يرسلاها بعيدا ، فهى مجرد طفلة ربياها لثلاث سنوات ، لكنه ابنهما الطبيعى .
قالت روز ، وهى تضع المنشفة فى الدلو : " ليس للأمر أهمية ، سأذهب لأرى إن كانت مارنى بحاجة إلى المساعدة فى عملها "
- حسنا !
تردد مايسون للحظة قبل أن يضيف : " روزى !"
لكنها ذهبت ، فارتمى على كرسى وهو يوبخ نفسه . يا له من أحمق ! إنها امرأة تسافر وهى لا تحمل إلا حقيبة صغيرة . هم لم يقابل فى حياته امرأة لا تملك متاعا . قال له عقله محذرا : لا تتدخل ، ولا تتورط ! حسنا ! حياتها ليست مشكلته ، بالرغم من رغبته فى التقرب منها .
إنها مجرد جاذبية حسية . لهذا السبب عانقها . العناق لن يسبب لها أى أذى على أى حال ما دام الأمر لن يتكرر مطلقا .





نهاية الفصل الثالث


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 06:59 AM   #13

woow

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية woow

? العضوٌ??? » 53673
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,938
?  نُقآطِيْ » woow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond reputewoow has a reputation beyond repute
افتراضي

مرسي ياعسل

woow غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 07:23 AM   #14

فتاة الظلام
 
الصورة الرمزية فتاة الظلام

? العضوٌ??? » 103297
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,383
?  نُقآطِيْ » فتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond reputeفتاة الظلام has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا يا احلى فوفو على المجهود الرائع


فتاة الظلام غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 09:55 AM   #15

بوسي
 
الصورة الرمزية بوسي

? العضوٌ??? » 106028
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,693
?  نُقآطِيْ » بوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond reputeبوسي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
رحم الله قلبا خاف هواه فاتقى
افتراضي

شكرا فوفو لكن لماذا لايوجد رابط تحميل ككتاب

بوسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 01:45 PM   #16

نيفا

? العضوٌ??? » 101114
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 445
?  نُقآطِيْ » نيفا is on a distinguished road
افتراضي

حلووووووووووووووووووووووو ه

نيفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 07:17 PM   #17

لآنا

? العضوٌ??? » 11019
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 206
?  نُقآطِيْ » لآنا is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارها في شكل كتااب سلمتي من كل شر

لآنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-10, 01:43 AM   #18

أحزان الأمس

نجم روايتي وعضو في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة

 
الصورة الرمزية أحزان الأمس

? العضوٌ??? » 106426
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 270
?  نُقآطِيْ » أحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond reputeأحزان الأمس has a reputation beyond repute
افتراضي

ميرسييييييييييييييي على تنزيل الرواية كنت منتظرتها من زمان


أحزان الأمس غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-10, 01:52 AM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


4 – لحظة امتنان

لم يتحدثا عن ذلك العناق أثناء ذهابهما إلى منزليهما تلك الليلة ، أو فى صباح اليوم التالى عندما قرع باب شقتها وهو يحمل فنجان من قهوة تفوح رائحته الشهية بيده ، وقد ظهرت على وجهه ابتسامة مرتبكة .
- سمعتك تتحركين فى الشقة وأنا ذاهب إلى المرآب لأحضر مجرفة للثلج ، فأحضرت لك هذا .
قدم مايسون لها كوب القهوة ، وتابع : " أعلم أن ليس لديك أى طعام أو شراب فى الشقة "
قالت روز :" ادخل "
تمنت ألا يلاحظ أن بنطلون الجينز القديم الذى ترتديه مع قميص قطنية هما بيجامتها .
أشار إلى جهاز التدفئة قائلا : " الطقس بارد قليلا هنا ، هل تعمل المدفأة بشكل جيد ؟"
- لا بأس بها ، فأنا أفضل الجو المائل إلى البرودة .
- آه !
وضع يديه فى جيبى سترته ، ووقف داخل الغرفة قرب الباب وقد بدا متوترا مثلها تماما .
قالت روز : " أتريد بعض . . . "
توقفت عن الكلام ما إن تذكرت أن لاشئ لديها لتقدمه له .
مررت يدها فى شعرها ، وللمرة الأولى منذ سنوات تساءلت كيف تبدو . . .
- لاشئ لدي لأقدمه لك مع القهوة .
ساد الصمت بينهما , وبعد لحظات قالت : " في مطلق الاحوال . شكرا "
- هناك المزيد من القهوة في المنزل .
قال مايسون ذلك وهو يبتسم , ما أذاب بعض التوتر بينهما .
- هناك إبريق كامل في الواقع . لماذا لا تبدلين ثيابك وتأتين إلي منزلي لتناول الفطور ؟ بعد ذلك سأصطحبك إلى البلدة لتحضري بعض الخضار والفاكهة .
أحبت روز فعلا فكرة تمضية النهار برفقته , لكنها قالت : " أنا متأكدة أن لديك أشياء أفضل لتقوم بها نهار الأحد بدلا من اصطحابي لشراء الطعام "
- أنت على حق ! سنذهب إلى الكنيسة أولا .
غمزها مايسون بخفة , وغادر تاركا إياها تتساءل إن كان فعلا يتوقع منها أن تذهب إلى الكنيسة بصحبته .
استحمت روز ليلة الأمس ما إن عادت من عملها , لذا كل ما عليها القيام به هو أن تغسل وجهها وتنظف أسنانها . نظرت إلى المرآة , وحدقت بالشعر الأشعث الذي يغطي رأسها وعبست . للحظة تذكرت عندما كان شعرها طويلا يصل إلى كتفيها , وذلك عندما كان لديها مكان دائم للإقامة فيه . عملها فى أماكن عامة جعلها تقتنع أن من الأفضل أن تقصه وتتخلي عن أي نوع من مساحيق التجميل أيضا .
العيش في الطرقات مع ذلك الشعر الكثيف الطويل سيجذب الأنظار إليها , أنظار لا ترغب أية امرأة عاقلة بأن تلاحقها . بعد إلقاء نظرة أخيرة على صورتها فى المرآة بدلت روز ثيابها , فارتدت سروال جينز وقميصا قصيرة الكمين , ثم حملت معطفها وفنجان القهوة , ونزلت الدرج الذى عمل مايسون على تنظيفه من الثلج.
ارتفعت سماكة الثلج أثناء الليل . وقفت للحظة مندهشة من جمال هذا الغطاء الأبيض النقي الذى يغمر الشاطيء الصخري , تأملت الأغصان الدائمة الخضرة فوقه والسماء الزرقاء الصافية الذي يكاد صفاؤها يؤلم العين إن نظرت إليها محدقة .
قال مايسون : " منظر رائع الجمال , أليس كذلك ؟"
رآها تقفز في مكانها من كلماته التي همس بها بنعومة , فأجفل . لم يقصد أن يروعها . اعتقد أنها رأته في الباحة يضيف بعض البذور إلي الوعاء الخاص بطعام الطيور ما جذب على الفور مجموعة مشاكسة من القرقف الأميركي ذات الرؤوس السوداء .
بدت ملامح الدهشة على وجهها وهي تتأمل المناظر الطبيعية أمامها . في تلك اللحظة من عدم الحذر , رآها جميلة جدا .
- هيا , ادخلي !
سار أمامها وفتح باب المنارة .
ترك حذاءه ذا الساقين العاليين على السجادة قرب الباب ثم علق معطفه على مشجب , ومد يده ليأخذ معطفها . إنه معطف رقيق جدا لا يصلح لهذا الطقس , ولن يحميها من عصف الرياح ولا من صقيع الثلج القارس . إنها تنتعل حذاء رياضيا يبدو باليا حتى نعليه . ما إن انحنت لتنزع رباط الحذاء , حتي أدرك أنها لا تملك حذاء دافئا للثلج , ولاحظ جوربيها الرقيقين وإبهام رجلها البارز من أحدهما .
لم يعرف مايسون يوما الفقر , لكنه يعلم تماما ما هو . مع ذلك هاهي روزي تتصرف وكأن كل شئ يسير على ما يرام . حتى إن جوربها المثقوب لم يسبب لها أي إحراج لها .
قالت وهي تتبعه إلى المطبخ الصغير : " مكان جميل حقا "
- شكرا . إنه صغير ويحتوي على خزائن كالعلب , كما أن الغرف غريبة الأشكال وليس هناك إلا غرفة واحدة , لكن كما قلت لك , لا يمكنك أن تقاومى جمال المناظر هنا .
أشار نحو النافذة الواسعة ، فعلمت انه على حق . هى امرأة تشعر بالضيق والملل مما يحيط بها ، وهذا ما يدفعها دوما إلى الانتقال . لكن فى هذا المكان ، لا تعتقد أنها قد تشعر يوما بالملل بوجود مناظر طبيعية تحبس الأنفاس كهذه .
جلست على كرسى قرب الطاولى التى تقسم المطبخ إلى نصفين ، فيما وقف مايسون فى الجهة المقابلة وقد أشعل الموقد الذى يعمل على الغاز .
- أيناسبك البيض ؟ لست ماهرا فى إعداد الطعام ، لكننى أجيد إعداد البيض المخفوق .
- أجل ، شكرا . هل النافذة موجودة هناك منذ زمن بعيد ؟
رفع نظره إلى حيث أشارت ، ثم ملأ فنجانها من جديد بالقهوة وسكب لنفسه فنجانا أيضا . مزج البيض والحليب معا فى وعاء . ثم قال :" كانت النافذة أصغر من هذه ، لكننى اجريت بعض التعديلات هنا "
فى الواقع قام مايسون بأكثر من ذلك . هدم الجدران الداخلية للمنارة ، كما أمن نظاما من الإنارة حديث الطراز ، أما الخزائن والنوافذ فأصبحت أكثر اتساعا .
- إذا ، انت نشأت فى تشينس هاربور ؟
بدت روز متأثرة بما قالته ، فأدرك أن ذلك المفهوم غريب عنها ، لأنها لم تمض وقتا طويلا فى مكان واحد .
- أجل كنا نتشارج أنا ومارنى كل صباح فى سباقنا للدخول إلى غرفة الحمام أولا فى منزل والدينا حتى غادرت إلى الجامعة .
- الجامعة . . . أحقا ؟
ظهر الحزن فى نبرة صوتها وهى تتابع : " وما هى الإجازة التى تحملها ؟ "
- إجازة فى القانون الجنائى .
- هذا اختصاص غريب لمالك مقهى . أليس كذلك ؟
رفع مايسون كتفيه وقال : " لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى شرطى"
- شرطى ؟
- عملت فى الشرطة لست سنوات فى ديترويت ، وقمت ببعض أعمال التحرى بعد ذلك .
تمتمت وهى ترشف قهوتها : " مايسون سترايكر ، المتحرى الشهير . يبدو ذلك كأنه مسلسل تلفزيونى "
ليس هناك اى سحر او فتنة فى تلك المهنة ، فهى ليست كما تبدو فى المسلسلات التليفزيونية . بالطبع ، هو يدرك أكثر من معظم الناس كم تبدو الحقيقة مرة وحزينة . لم يكن عمله كله سيئا بالطبع ، لكن لم يكن هناك أى سحر أو بريق . أمضى مايسون معظم أيامه متحدثا على الهاتف أو فى السيارة باحثا عن أجوبة ، فالعمل المكتبى جزء من عمل الشرطة .
كما انه ليس بالعمل الخطر ، أيضا إلا إذا تخلى المرء عن الحذر . . . وإلا إذا تم خداعه واستدراجه . . .
قالت له روز : " أعتقد أنك خفقت البيض بما فيه الكفاية "
احتاج مايسون للحظة ليدرك انه حول المزيج إلى لون أصفر باهت . سكب المزيج فى المقلاة الواسعة . تناولا الطعام بصمت ، ما جعل روز تتساءل ما الذى حدث لمايسون وجعل مزاجه بهذا الحزن .
* * * *
عند الظهر تماما ، أوقف مايسون شاحنته فى موقف صغير تابع لبناء أبيض اللون ، إنها كنيسة جميلة تصلح صورتها لبطاقة بريدية رائعة الجمال . لكن ذلك الموقف هو بالطبع أسوأ كابوس عاشته روز يوما .
قالت ما إن بدأ مايسون يفتح بابه : " لا أستطيع الدخول إلى هناك "
- ما من داع لتكونى من البلدة حتى تحضرى القداس .
أدارت عينيها مستغربة ، فالرجل لا يملك أدنى فكرة عما تتحدث .
قالت بإصرار : " لا أستطيع دخول الكنيسة ، انظر إلى ثيابى "
وفكرت ، انظر إلى . . . من أنا ؟
- ما ترتدينه ليس مهما ، فالله لن يحاسبك على أناقتك .
هذه كلمات سهلة بالنسبة إلى رجل يرتدى سروالا كاكى اللون وكنز نظيفة . كلمات سهلة بالنسبة إلى رجل لم يضطر إلى المبيت مرة تحت أحد الجسور أو فى مدخل مبنى قذر لاعنا وجوده ، أو سائلا خالقه عن سبب ذلك الوجود .
قال وهو يفتح لها الباب ويمسك بيدها : " ستكونين بأمان . أعدك بذلك . سنجلس فى المقاعد الخلفية ، ولن يلاحظنا أحد "
لن يلاحظنا أحد ؟ يمكن لروز أن تقسم أن كل الموجودين المحتشدين توفقوا عن الترنيم عندما دخلا ، او تبدلت أصواتهم على الأقل ، وحلت مكانها الهمسات والتحديق بقوة . ربما هناك علاقة بين ما حدث وحقيقة أن مايسون دخل من الباب الخلفى للكنيسة والذى يفتح مباشرة على المذبح .
قالت من بين أسنانها وهى تلاقى عشرات النظرات الفضولية المحدقة بها : " أظنك قلت اننا سنجلس فى المؤخرة ، أليس كذلك ؟ "
- هذا ما سنفعله ، لكننا وصلنا متأخرين .
هز رأسه باتجاه رجل يلبس رداء طويلا كان فى تلك اللحظة يسير ببطء عبر الممر فى وسط القاعة ترافقه مجموعة من الأشخاص ، وهم يحملون شيئا ما . لم تحضر قداسا من قبل ، لكنها علمت ان هذا الرجل هو الكاهن لأن الصلاة بدأت بعد قليل .
سارا بسرعة عبر الممر بجانب الصفوف المليئة بالمصلين . لم تدرك روز أنه ما زال ممسكا بيدها حتى توقف مايسون فى الصف الأخير وقام بانحناءة مضحكة على ركبة واحدة ففعلت مثله . حاولت ألا تقوم بأى شئ يجذب المزيد من الأنظار إليها . راحت الأنغام تصدح فى المكان ، لكنها ليست من النوع الذى يدعو للتصفيق كتلك التى كانت تسمعها عندما كانت تذهب إلى الكنيسة مع العائلة رقم ثلاثة التى تبنتها . مع ذلك ، شعرت بشئ ما يتحرك بأعماقها من كلمات ترنيمة واحدة بشكل خاص ، ووجدت نفسها ترنمها بعد أن انتهى القداس وبداوا بالمغادرة إلى الخارج.
عدد من الناس حيوا مايسون بالاسم وهو يمر أمامهم . منهم من صافحه وربت على ظهره بود وصداقة .أما هى فرمقوها بنظرة فضولية وابتسامة مترددة ، ثم تلفظوا بتحية مهذبة عندما قدمها لهم ، وقد قدمها مايسون لكل شخص منهم باهتمام واحترام .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-10, 01:54 AM   #20

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

- هذه روزى بانيت . إنها جديدة فى البلدة وتعمل فى المقهى .
بدت كلماته صادقة ، مع ذلك جعلتها تشعر كأنها مخادعة ، وأن رصاصة ستنطلق لتصيبها فى رأسها وترميها ارضا فى أية لحظة.
وجدا مارنى واقفة قرب سيارة مايسون وهى تبتسم بحماقة عندما وصلا إليها . شئ ما حدث بين الأخ وأخته ، نظرة غامضة جعلت مارنى تبدو فرحة ومايسون مقطب الوجه .
قالت مارنى لروزى : " لم أكن أعلم أنك متدينة "
- ولا أنا .
علق مايسون بنبرة متهمة : " لم أكن أعلم أنك تحضرين مراسم الظهر "
رفعت مارنى كتفيها بلا مبالاة وهى تقول له : " لم ننهض أنا وهال باكرا هذا الصباح ، لذا لم نستطع حضور قداس الساعة العاشرة "
بالرغم من ابتسامتها الماكرة التى تعلن بصراحة أنها تزوجت حديثا ، تابعت كلامها وهى تسألهما معا : " ما الذى ستفعلانه اليوم ؟ "
- فكرت فى اصطحاب روزى إلى المتجر ، وربما سأذهب للعب الباكرز بعد ذلك .
علقت مارنى بسخرية : " يا إلهى ، مايس ! من المؤكد أنك تعيش يومك حتى الثمالة "
تذكرت روز أن نهار الأحد هو اليوم الوحيد الذى يقفل فيه المقهى أبوابه ، ما جعلها تشعر بالارتباك لأنها احتلت معظم ساعات يومه ، لذا قررت ألا تأخذ المزيد من وقته .
- أتعلم ، مايسون ؟ لا داعى لأن تصطحبنى إلى المتجر ، فالمكان ليس ببعيد ، وأنا لا أرغب فى شراء الكثير . يمكننى الذهاب سيرا على القدمين ، فالنهار جميل ومشرق .
نظر إليها الشقيقان كما لو انه نبت لها رأس جديد . لكن مايسون قال لها بصبر : " سأقلك بنفسى إلى المتجر "
بعد مرور عدة دقائق ، أنزلها أمام متجر " اشتر وأدخر " ووعدها أن يعود فى غضون نصف ساعة .
- سأذهب إلى محطة الوقود فى آخر الشارع . أريد أن أغسل الجيب وأملأ الخزان بالوقود .
بعد مرور عشرين دقيقة ، عاد مايسون فوجد روزى تتجه إلى طاولة المحاسبة . لاحظ وجودها على الفور ما إن دخل المتجر ، إنها طويلة ونحيلة ، وترتدى ثيابا غير مناسبة لهذا الطقس فى المدينة ، فكيف فى بلدة تعيش على العواصف الثلجية ز
لم يحاول ان يجعلها تشعر بأقل جزع بسبب مظهرها عندما قال لها إنه لا يجدر بها أن تقلق لأنها ترتدى سروال جينز باهتا وسترة رقيقة من الكتان الأزرق للذهاب إلى الكنيسة ، فالله لا يهتم مطلقا للثياب . لكن الأمر مختلف عندما يتعلق بالطبيعة .
راقبها تضع مشترياتها على حزام المشتريات عند طاولة الاستلام .
لم يكن هناك الكثير من الأشياء ، نصف دزينة من معلبات الفاكهة والخضار ، رغيف من الخبز ، زبدة ، بيض ، حليب وقهوة جاهزة ، وكيس أحمر من رقائق الأرز ، اعتبره مايسون شيئا تدلل نفسها به . وتماما كما جال على مشترياتها جالت عيناه على ملامحها ، محاولا مرة ثانية أن يفهم السبب الذى يجعلها تبدو جذابة بالنسبة إليه .
من المؤكد أنه ليس شعرها ، فهو أشعث . كما أنها لا تضع أية مساحيق تجميل على وجهها ، حتى لو مسحة من أحمر الخدود على خديها الباهتين . اما مشيتها الحذرة المتوترة فتجعلها تبدو متحفزة لأى هجوم محتمل . من المؤكد ان هذه المور لا تثير انتباه أى رجل أو اعجابه ، لكنها – ولسبب ما لا يعرفه – تثير اعجابه .
أغمض مايسون عينيه وتنهد وهو يشعر بهذا الاحساس من جديد الآن . فكر أن هذا مجرد انجذاب حسى ، وبامكانه التعامل معه زإنه قلبه الذى أوصله إلى كل تلك المشاكل والمعاناة فى المرة الماضية .
قالت روز بصوت عال ما إن لمحته : " كدت انتهى "
لاحظ توترها يتلاشى لتحل مكانه ابتسامة مترددة ، فشعر على الفور بدقات قلبه تقفز كسهم نارى .
إنه شخص عاجر عن مقاومة اغواء النساء الضعيفات ، هذا كل ما فى الأمر . أكد لنفسه ذلك مجددا . وقفت روزى بطريقة جانبية بالنسبة إليه ، فراقبها وهى تضع يديها فى جيبى سروالها الأماميين ، فعلم أن ليس هناك أى أثر للشهامة والفروسية فى أفكاره .
انضم مايسون إلى روز وهى تقف أمام طاولة المحاسبة ، فهز رأسه لتحية بانى ليندمان . ذهب مايسون مع بانى الى المدرسة . هذه المرأة الشاحبة الوجه كانت جميلة حينها ، لكنها الآن بدينة بعد أن أنجبت ثلاثة أطفال . الآن هى مجرد امرأة وحيدة وتشعر بالمرارة بعد أن هجرها زوجها ، وهى مولعة فى إقحام نفسها بعمل كل شخص آخر ، والعيش فى بلدة صغيرة يجعل هوايتها تلك سهلة جدا .
- مرحبا ، مايسون ! هذه مفاجأة حقا .
لمع التفكير فى عينيها ، وهى تنقل نظرها بينه وبين روزى .
- مرحبا ، بانى . هل الأولاد بخير ؟
- بخير . . . بخير .
أبعدت سؤاله عن تفكيرها وكانها مشتاقة لتصل إلى موضوع اكثر إثارة وأهمية . قالت بحماس : " لم أدرك أنها صديقتك "
قام مايسون بتعريف السيدتين على بعضهما بالرغم من كرهه لذلك . من نظرة الاستغراب التى ظهرت على وجه روزى ، علم أنها فهمت بسرعة ان بانى مجرد امرأة تحب الثرثرة والأقاويل .
- لابد أنك جديدة فى البلدة . هل أنت الفتاة التى استخدمها مايسون لتحل مكان كارول ؟
فكر مايسون وهو يتنهد بصوت مكتوم ، ها قد بدأت التحقيقات والاستجوابات !
- أجل .
- من أين أنت ؟ أقصد . . . المكان الذى ولدت فيه .
- ديترويت .
- آه ! أنت بنت مدينة ، إذا ؟
امتلأت نبرة صوت بانى بالشفقة ، لكن ذلك لم يصل مطلقا إلى عينيها وهى تتابع : " لم أظن يوما أن مايسون سيواعد فتاة أخرى من المدينة ، لا سيما بعدما حدث فى المرة الأخيرة "
رمته روزى بنظرة متسائلة ، لكن قبل أن يتمكن من الكلام قالت : " نحن لا نتواعد "
قلبت بانى شفتيها كأنها تقول بوضوح أنها غير مقتنعة بما سمعته ، لكنها لم تقل شيئا .
سألتها روزى : " بكم أدين لك ؟ "
بلغ مجموع ما اشترته اقل من عشرين دولارا . وضعت الأغراض كلها فى كيس ورقى واحد بنى اللون . لم تكن روز تحمل حقيبة يد ، وهى المراة الوحيدة التى لا تفعل من بين النساء اللواتى قابلهن مايسون . فمن خلال تجربته هو يعرف أن معظمهن يحملن حقائب تتسع لأمتعة حقيبة السفر ، ولطالما تساءل ما الذى يضعن فيها بالتحديد . أما روز فمدت يدها إلى الجيب الأمامى لسروالها للمرة الثانية وسحبت أموالها . أخرجت بعناية ورقتين من فئة العشرة دولارات وسلمتها إلى المرأة المحاسبة .
ما إن أعادت مانى المال المتبقى لروزى ، حتى قالت : " إذا ،أنت لا تتواعدين مع مايسون ؟ "
- لا .
مالت روزى نحوها بطريقة متعمدة ، وأضافت هامسة بثقة واضحة : " بل أعيش معه "
* * * *
- لا أصدق أنك قلت لها ذلك .
تمتم مايسون بذلك وهو يسير برفقتها حاملا لها الأغراض ومتجها نحو الجيب .
نظر إلى المتجر من جديد وهو يتابع : " على الأرجح أنها اتصلت بنصف سكان المدينة الآن . صدقينى ! إصبعها الذى يطلب أرقام الهواتف بدأ بالعمل منذ غادرنا "
لم تكن روز متأكدة من السبب الذى دفعها الى قول ذلك ، لكنها الآن شعرت بالندم . ليس لديها ما تخسره من تلك الإشاعة الكاذبة ، فهى سترحل قريبا ن لكن على مايسون العيش هنا ، وعليه ان يتعاهل مع كل الشائعات والهمسات التى تدور فى البلدة .
سألته بجد وباحساس قوى بالندم : " هل أسأت إلى سمعتك ؟ "
- هل تمزحين ؟
سار من وراءها وأدارها لمواجهته بسرعة جعلت قدميها تتعثران فى الثلج ، وقبل أن تفقد توازنها أمسك بها من كتفيها . لم تر روز الغضب على وجهه الوسيم بل رات اهتماما بدائيا وقويا جدا.
- يمكننى التفكير بأسباب أكثر سوءا تجعل الرجل حديث البلدة من افتراض الناس أنه يقيم علاقة من النادلة الجميلة التى تعمل لديه .
الجميلة ؟!
فى العادة لا تسمع روز هذه الكلمة عندما يدور الكلام عنها . قررت أن هذا هو السبب الذى جعل أنفاسها نضيق فى صدرها ، ولهذا السبب أيضا سمعت دوى دقات قلبها فى أذنيها .
وقفت على رؤوس أصابع قدميها لتتمكن من النظر فى عينى مايسون . عانقها مايسون منذ أقل من أربع وعشرين ساعة ، أما هى فلم تعانق أحدا فى حياتها .
نادرا ما عاشت أية لحظة من الاتصال الحسى أو العاطفى مع شخص آخر ، سواء كان ذلك حبا أفلاطونيا او علاقة أكثر حسية . رأت عينيه السوداوين وقد أصبحتا أشبه بلون شراب الشوكولا . رأتهما تتسعان قليلا عندما تصور ما الذى ستفعله . ما زالت تذكر منذ ايام المدرسة أن أستاذا ما قرا بعض الأشعار عن العيون ، فقال إنها نوافذ الروح . اعتقدت روز أن ذلك مجرد كلام أحمق .
لكن عينى مايسون هما حقا نافذتان لشئ ما . . . إن كان ذلك الكلام صحيح فلا شك أن روحه جميلة . لكن الأمر الأكثر أهمية فهو أنه يرى روز كما يريدها أن تكون لا كما هى فى الواثع . بطريقة ما ، هو يراها أكثر نعومة وأكثر جاذبية وأنوثة ، والأهم من ذلك أكثر تهذيب وصفاء من المرأة المقاتلة المتمسكة بالحياة التى هى عليها .
إنه يرى امرأة يدعوها روزى .
الامتنان ! هذا كل ما تشعر به نحوه . قالت ذلك لنفسها وهى تعانقه . اعتمدت على حدسها محاولة أن تفعل ذلك ببراعة . وضعت يديها على كتفيه بجرأة ، ومالت نحوه . . . وتعانقا .
شعرت أنها تستطيع الوقوف هنا طوال النهار وهى تعانقه فى ذلك الموقف المتجمد من البرد لولا سماعها صوت بوق سيارة قوى .
ابتعدت عنه مجفلة ، وبالكاد سمعت برايس باتل تصيح بتذمر من نافذة شاحنته المفتوحة قبل أن يوقف الشاحنة فى مكان يبعد قليلا عنهما . جاء تعليقه حول تصرفهما الوقح قاسيا ، لكنه مصيب بدون أن أى شك .
لكنها فى تلك اللحظة من العاطفة الصادقة تجاهلت الثلوج التى تحيط بهما والحرارة المتدنية وكل من يراقبهما . كما أن العناق لم يكن من جهتها فقط . شعرت بالدفء والتورد فى وجهها ما إن تذكرت كيف تحركت يدا مايسون من كتفيها إلى ظهرها وكيف استقرتا على خصرها .
تذكرت كيف شدها بلطف أكثر قربا منه . ليلة البارحة ، بدا متحفظا وقديم الطراز وهو يراقصها ويدور بها فى أرجاء الغرفة . أما الآن فليس هناك أى تحفظ فى الطريقة التى يمسكها بها . منذ متى لم يتورد خداها خجلا ؟ شعرت بالحرارة تزحف إلى عنقها وتحرق خديها ، بالرغم من الرياح الباردة اللاذعة كالسياط من جهة الغرب . عندما حاولت الابتعاد أمسك مايسون بيدها وأعادها لتقف قربه تماما .
قال ممازحا : " عليك التوقف عن القلق بشأن سمعتى "


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.