428-امرأة للبيع(ساندرا مارتون) - احلام الجديدة (كتابة /كاملة)

[dalia cool]

2-أمرأة من نار

أمرأة؟!!ربما لا.....ربما مجرد طفلة مراهقة. فمن الصعب معرفة ذلك.بدا وجهها ملطخآ بالغبار فهناك لطخة فوق أعلى خدها ولطخة أخرى على رأس انفها. أما شعرها فمربوط في ظفيرة طويلة و كثيفة بلون الحبر الأسود تدلت على كتفها و صدرها.

جال لوكاس بنظرة حيث تصل الظفيرة و أدرك أنها بدون شك امرأة بالغة.
فقميصها المبللة بالعرق تلتصق بجسدها و يظهر القماش القطني المبلل استدارة صدرها.

سرعان ما شعر بتأثيرها علية و زاد ذلك من شدة غضبة. هذة المرأة أوقعتة على الأرض ثم ضحكت منة و الأن ها هو يستجيب في ردة فعل بدائية لأنوثتها.
سمع شهقة قوية و هي تلتقط أنفاسها فما كان منة ألا أن أمسك بكفها و أسكت صرخها حتى قبل ان يبدأ.

قال بسخط:
-لا تفعل أي شئ تندمين علية في ما بعد.

حدقت ألية المرأة بعينين شرستين الا انة بقى ممسكا بها للحظة طويلة مستمعآ بكل ما يجري قبل أن يتكلم.
-لا تقولي لي أنك لم تعرفيني عزيزتي.

بالكاد ابتسم و هو يتابع
-يزعجني أن افكر ان لقاءنا ليس ذكرى لا تنسى بالنسبة لك كما هو بالنسبة لي.
لمع شئ في اعماق هاتين العينين الزرقاوين الرائعتي الجمال. أنها تتذكرة بدون ادنى شك هذة المرة هو من يضحك و هي في خطر. أدرك لوكاس ذلك من الخوف الذي رأة في عينيها.

حسنآ! يمكن للمرأة أن تظهر بعض الخوف عندما تلتقي برجل كاد حصانها يدوسة تحت حوافرة.

شخر الحصان الكبير و بالرغم من ضخامة حجمة قام بالتحرك بخفة فوق حوفرة نقل لوكاس قبضتة الى ذراع المرأة و شدها نحوة. أما هي فلم تجعل حركتة سهلة ذلك أن جسمها الأنثوي النحيل قوي العضلات بشكل مثير للدهشة. بدا ذلك واضحآ عندما صمدت بعناد

في مكانها.لكن مع ذلك لا مجال للمقارنة بينها و بين لوكاس سواء بالحجم أو بالوزن أو حتى بغضبة المتقد. بعد مرور لحظات كان قد احتجزها ما بينة و بين الجدار.

[dalia cool]

-ما جرى مجرد حادث.
-اة! انت حقآ تتذكرينني بعد كل ما حدث.

-كنت تقف في وسط الطريق.
-و هل القانون في تكساس يحظر الوقوف في الطريق؟

حاولت السيطرة على مخاوفها او اخفاءها على الاقل فكر لوكاس انها حقآ تفعل ذلك بنجاح واضح فثبات صوتها قد يخدعة لو لم ير تسارع النبض في عنقها.

-القانون يمنع انتهاك حرمة الأملاك الخاصة.
-تلك الطريق ليست أملاكآ خاصة أما هنا.....ما الذي حدث لحسن الضيافة في جنوبي الولايات المتحدة؟ أنا أقوم بزيارة و من المؤكد أن هذا أمر يسمح بة في تكساس.

-حسنآ! لقد أظهرت وجهة نظرك و الآن قدم لنفسك خدمة و ارحل قبل.....
-قبل ماذا؟

أدرا رأسة نحو الحصان و تابع:
-قبل أن تمتطي ظهر ذلك الوحش و تحاولي رمي على الأرض من جديد؟

قالت ببرود
-لم أحاول أن أرميك على الأرض لو أنني فعلت ذلك لما كنت هنا الآن تتصرف بحماقة.

علق بنعومة:
-يا لك من امرأة شجاعة!
-ما الذي تريدة؟

-ماذا؟ما الذي تظنية؟

[dalia cool]

مد يدة و مرر أصابعة ببطء على عنقها فزفرت مبتعدة عنة كأنها فرس غاضبة من لمستة. تابع يقول:
-فقط التحدث قليلآ.

عاد ميزان القوى بينهما الى مكان السابق و لاح الغضب عينيها مجددآ.
-ان كنت تعتقد أنني وحيدة هنا.....

-بالطبع انت لست وحيدة.
تعمد ان يأتي صوتة ناعمآ و أن تحمل نبرتة تنازلآ و هو يتابع:

-هناك رجل عجوز في المنزل بأمكانة بدون شك مساعدتك لو كان اصغر بثلاثين عامآ و هناك ايضآ صبي.....حسنآ! كان هناك صبي.
شحب وجهها و قالت:

-ما الذي فعلتة بدايفي؟
رفعت المرأة ذقنها و بدت مستعدة للهجوم و للدفاع على الرغم من خوفها فكر لوكاس ان علية الاعتراف بقدرتها تلك.
-أرسلتة في مهمة.

-الى اين؟
قال بغضب:
-تبآ الصبي بخير و أنا غير مهتم بالتحدث عنة الآن.

شد بقوة على رسغها و تابع:
-أنني أتحدث عنك سنيوريتا كدت أن تقتلينني.

-لكنني لم افعل و هذا هو المهم. أنا و بيبي لم نؤذ شعرة من رأسك.
علق بسخرية:

-بيبي! يا لة من أسم ساحر لهذا الوحش.

[dalia cool]

-لو لم تكن في وسط الطريق.....
-لو أنك مسيطرة على ذلك الوحش.....

-كنت تقف في وسط الرطريق تتحرك حاملآ آلة بأمكان أي شخص مغفل ان يعلم أن لا مجال مطلقآ لتعمل هنا.
قال بغضب:

-يبدو ان لا شئ يعمل هنا حتى الاحترام الانساني. لم اكن أتجول كالمغفل حاملآ هاتفي لكن عطلآ اصاب سيارتي أم أنك لم تلاحظيها بجانب الطريق؟

رفعت حاجبيها بسخرية و تابعت:
-هل تسمي تلك.....الوسيلة السخيفة سيارة؟

أجاب ببرودة:
-من فضلك لا تحاولي كبح نفسك. فلا حاجة بك الى تجميل ما ستقولينة من أجلي.

-حسنآ! أنت من اوقع نفسة في هذة المشكلة أليس كذلك؟ و تقود شيئآ كهذا للسير في المناطق النائية متوقعآ من هاتفك النقال أن يعمل هنا.

يا ألهي! هذا اسخف شجار قام بة منذ ان كان في الثامنة من عمرة يوم كان يتقاتل بشراسة مع أقرنة من اجل فريق ريال مدريد ضد فريق نادي برشلونة في كرة القدم. ما خطب هذة المرأة؟ تجادلة و تثير غضبة و كل ما تفكر بة أنة رجل مجنون اتى هنا ليؤذيها. متى و كيف بحق السماء تمكنت من قلب الطاولة؟ بحق السماء! أنة الفريق الذي تلقى الأذى و ليس هي.

قالت:
-في مطلق الأحوال كل ما يجري الآن بعيد عن الموضوع الأساسي. انا لم اسبب أي أذى لك ما عدى.....حسنآ! ربما كبرياؤك.....اقصد كلانا يعلم أنك انتهيت مرميأ في حفرة.

رأى لوكاس آثار ابتسامة على وجهها. هل يمكن أن يرتفع ضغط الدم لدى الرجل ألى درجة الأنفجار؟

[dalia cool]

قال معلقآ بصوت ناعم كالحرير:
-أنت تجدين الأمر مسليآ أليس كذلك؟

-لا!
لكنها لم تسطيع ان تخفي أبتسامتها بشكل كامل.
علق لوكاس بنعومة:

-أتعلمين؟ قد تفكر أي أمرأة ذكية باعتذار مقبول في مثل هذا الوضع.

كلامة جعلها تصمت و كاد يرى بوضوح أنها تزن خياراتها. فهي وحيدة مع رجل غريب و ليس هناك اي شخص تستطيع الاعتماد علية ليساعدها. من جهة اخرى ساورة شك قوي بان كلمة "اعتذار" ليست كلمة عادية في قاموسها.

مرت لحظة طويلة ثم زفرت نفسآ قويآ رفع خصلة من شعرها الاسود بعيدآ عن جبهتها.
-صحيح.حسنآ! ما كان علي ان اضحك.

-او ان تحاولي ان توقعي بي ارضآ.
-قلت لك انني لم احاول ان اوقعك ارضآ.

ترددت قليلا قبل ان تتابع
-لكن ان ليس من التهذيب ان اجد الوضع مسليآ.

-لا شك ان هذا تفاهم العصر.
-كل ما في الامر.بدا المنظر مثيرآ للاهتمام. و انت ترتدي ثيابآ توحي كأنك تعرف كيف تميز مؤخرة حصان عن مؤخرة حصان أخر.
قاطعها ببرودة:

-هذا امر مستحيل بالطبع.
-و تلك السيدة.....صديقتك ما ترتدية بدا كأنة من مخلفات عيد البربارة؟

[dalia cool]

ان كانت تعتقد ان هذا عتذار فابستطاعتة أيتخيل ما الذي تعتبرة أهانة.
قال من بين اسنانة في محاولة بائسة و اخيرة للحصول على اليد العليا في الحوار:

-السيدة صديقتي ترتدي ببساطة ما ترتدية امرأة جذابة و انيقة.
-الى حفلة تنكرية ربما.

انها على حق لكنة يفضل الموت على ان يدعها تعلم ذلك
قال:

-بل لتمتطي حصانآ في سنترال بارك.
كذب من جديد و تمنى بحرارة ان تسامحة كل الخيول في الاصطبل مانهائن.

تراجع لوكاس خطوة الى الوراء و هو لايزال يلف يدة حول رسغها ثم رماها بنظرة طويلة ماكرة.
-لكن ما الذي تعرفينة انت عن امرأة التي تعيش في مكان مثل نيويورك؟

و جال بنظراتة عليها بتمهل من قدميها الى اعلى رأسها وتابع
-انت امرأة اليس كذلك عزيزتي تحت كل هذة الثياب السخيفة؟

بعد ان سمع نفسة فكر يا الهي! ما الذي يفعلة؟ ما هذا الخبث ما هذا العمل المرسوم؟ كل ما يقولة تبجح و خداع. مع ذلك نجح في ما يخطط لة و هذا ما ادهشة.

رمشت المرأة بعينيها رمشة واحدة و هذا كل شئ لكنة كاف ليعلمة انها تذكرت فجأة انها في وضع لا تسيطر علية. قالت بصوت هادئ لكنة يخفي خوفآ مستترآ:

-حسنآ! لقد اعتذرت. و الآن اترك يدي ثم قل وادعآ و ارحل من هنا.
اجاب بنعومة:
-غدآ.

[dalia cool]

-غدآ.....لماذا؟
-سأغادر غدآ عندما ترسل لي وكالة تأجير السيارة سيارة بديلة عن تلك.

-لن تمضي الليلة في المزرعة.
-بطريقة ما اشك في ان يكون القرار في هذا الامر عائد اليك.

شخر الحصان ورفس.
قالت المرأة:

-بيبي يشعر بالانزعاج.
-و انا ايضآ.

-بامكانة ان يكون خطيرآ جدأ لا سيما ان ظن انني بحاجو الى حماية.
-اؤكد لك عزيزتي ان بامكاني ان اكون اكثر خطورة من ذلك الحصان.

ترك كلامة الناعم معلقآ في الهواء و راقب برضى مدى تاثرها بما سمعتة.
اخيرآ تنفست بعمق و قالت:

-مهما كان ما تفكر بة.....
قاطعها و هو يبتسم:

-أشك بأنني افكر بذات الافكار التي تراودك.
كاد يجزم انها في مناظر مخيفة مع نفسها. جزء منها يريد ان يبصق في وجهة لك الجزء الآخر الجزء الاكثر حكمة يذكرها انها ليست في وضع جيد.

أخيرآ قالت:
-اسمع!لم احاول ان ارميك ارضآ عن تخطيط مسبق. بيبي سريع و انا كنت منحنية فوق رأسة اتحدث الية.

[dalia cool]

-ماذا؟
-انة حصان جامح و هو يصغي الي عندما احاول تهدئتة. الخيول تتجاوب مع اصوات الناس.

-بل تتجاوب بطريقة افضل مع الفرسان الذين يستطيعون السيطرة عليها.
-و ما الذي تعرفة انت عن الخيول؟

ضحك لوكاس و علق:
-ربما القليل.

-احقآ؟
وقفت تحدق بة و هي تقرع الارض الخشبية بقدمها فعلم ان الجزء الاكثر حكمة في داخلها قد خسر الجدال. تابعت:
-حسنآ! ما هذا القليل الذي تعرفة؟

-اعرف ان هذة الارض التي تسمى المزرعة الكبرى هي في اواخر ايامها.
غادرت اللون وجهها و قالت:

-احقآ.
رد ببرود:
-ذلك هو السبب الذي طلب مني القدوم الى هنا لاجلة.

اتسعت عيناها:
-ما الذي تقصدة بقولك: طلب منك القدوم الى هنا؟ من طلب منك ذلك؟

-المالك. قيل لي ان هناك فرسآ جيدة من اجل استيلاد الماشية لدي.
نظرت الية و كانة فقد عقلة. و للحظة وجد ان من الصعب علية ان يلومها.

تابع مفسرآ:
-من اجل الخيول الاندلسية الاسبانية المولد.

[dalia cool]

اصبحت نظرتة قاسية و هو يتابع:
-لكن لا وجود لفرس هنا ليس هناك اي اثر للماشية باستثناء ذلك الحيوان البشع الذي تسمية حصانآ ام انك تريدين التظاهر أنني مخطئ بشأن ذلك ايضآ؟

رطبت المرأة شفتيها بتمريرة سريعة للسانها فوقها فوجد نفسة يتبع تلك الحركة البسيطة بتركيز كبير من دون ان يعرف السبب. انها امرأة من نار و لديها روح قوية لكنها ليست من النوع الذي يثير اهتمامة. التقى لوكاس نساء مثلها طوال حياتة فهن دائمآ موجودات

في المزارع في استعراضات الخيول كل ما يثير اهتمامهن هو الخيول. كما انهن يرتدين ملابس كالرحال و يمتطين الخيل كالرجال ايضآ. هؤلاء لا يثرن اهتمام لوكاس على الاطلاق فهو يعلم بالتحديد اي نوع من النساء يريد. النساء اللواتي يحبهن رائحتهن عطرة شعرهن يفوح بالعبير ايضآ لا بالقش و هن يبتسمن و يتحدثن بنعومة لا يحملقن فية و يتحدثن بالسنة لاذعة. و هو يجب ان يراهن و هن

يستخدمن اسالبيآ انثوية لا شجاعة مقنعة للتاثير فية.
افترض ان البعض يظن ان هذة المرأة تملك وجهآ جميلآ بغض النظر عن الغبار و اللطخات التي تملؤة. و بالطبع هي تملك شعرآ ذا لون

اسود غير عادي ان كجناح الغراب و لا شك انة سيبدو كثيفآ و ناعمأ كالحرير اذا ما افلتتة من هذة الظفيرة المزعجة. و سوف يبدو لامعآ متموجآ. بأمكانة ان يعترف ايضآ ان شكلها لا باس بة ايضآ. في ذات قامة رشيقة و خصر نحيل و ساقان طويلتان.....

-من انت؟
اعادة صوتها الى الواقع فقال:

-ماذا؟
-سالتك ما اسمك؟

عادت تلك النيرة الامرة الى صوتها و هذا ما اغضبة و جعلة يشد كتفة لتبدو قامتة فارعة الطول. اجاب ببرود و كبرياء رجل لم يجد نفسة يومآ مضطرآ الى التعريف عن نفسة:

-انا لوكاس رييز.

[dalia cool]

و لدهشتة شحب وجهها فجأة لقد سمعت بة اذآ؟ ساورة شعور بالرضى جراء ذلك.
-لا لا يمكن ان تكون انت!

-اؤكد لك سنيوريتا انني لوكاس رييز.
-لوكاس رييز؟ الامير لوكاس رييز؟ من المزارع رييز في اسبانيا؟

هل سيجعلها طبعها الحاد و استهتارها ترمي بنفسها عند قدمية؟ احيانآ تفعل النساء ذلك و ان لم يكن بالمعنى الحرفي للكلمة.
امكانية ان تتحول الى امرأة عادية زاد غضبة لسبب يجهلة غضب كاف ليرد باحتقار:

-انا مالك مزارع رييز.
هزت المرأة رأسها:

-ليس من المفترض ان تكون هنا.
همس و قد شبك ذراعية فوق صدرة:

-احقآ؟
-بعثت رسالة.....

-انت بعثت رسالة؟
-اقصد رسالة بالبريد الالكتروني. الى الامير فليكس رييز والدك.

-جدي! و ماذا تقول تلك الرسالة.
-تقول....لا تأتي الى هنا.

رد لوكاس بعصبية:

-لو كانت هناك رسالة فلا جدي و لا انا سمعنا بها. لذلك انا هنا كما كان مخططآ. و ربما توافقيني الرأي الان ان من المحتمل ان.....ما كانت جملتك الرائعة؟ انني قد استطيع التمييز بين مؤخرة حصان عن مؤخرة حصان آخر.