10-12-10, 03:17 PM | #28 | ||||
| عمان- روبيرتو سافيانو ليس كاتباً فقط، ولا صحافياً فقط. لقد دخل مؤلف "غومورا" (الصادر عن دار "غاليمار، 2007) عالم النجوم. كتابه الذي يستكشف مدينة نابولي وكمبانيا (في إيطاليا)، اللتين تهمين عليهما الجريمة المنظمة، على خلفية من الحرب القائمة ما بين أطراف متخاصمة، وعلى خلفية كافة أنواع التهريب المختلفة، قلت كتابه هذا بيع منه مليونان نسخة في إيطاليا، ونفس الكم تقريباً في الخارج. وعلى هذا النحو، دخل الكتابُ، ضمن قائمة الكتب الرائجة عالمياً، متعادلا في ذلك مع كتاب "لو كان رجلا"، للكاتب "بريمو ليفي"، وكتاب "الفهد" للكاتب "جيوسيب توماسي دي لمبيدوسا"، لكنْ بعيداً عن مرتبة كتاب "باسم الوردة" للكاتب الشهير أبمبرتو و إيكو (6 ملايين نسخة). عن حذر وحيطة، كان الناشر الإيطالي قد اعتمد مبدئياً 5000 نسخة فقط. هذا النجاح الذي دعّمه نجاح الفيلم الذي يحمل العنوان نفسه، للمخرج ماتييو غارون، الحائز على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم 2008 ، بمهرجان "كان" السينمائي، نجاح لم يَرُقْ لكل الناس. ففي هذا الشأن قال مدير الفريق الإيطالي لكرة القدم، فابيو كانافارو، وهو من مدينة نابولي، في شهر كانون الثاني الماضي، وفيما كان الفيلم في قلب المسابقة للحصول على أوسكار أفضل فيلم أجنبي: "غومورا سيسيء إلى صورة إيطاليا في العالم". هذا وكان أحد اللوبيين، قد شرح لنا، في الفترة نفسها، مصاعبه في إقناع رجال أعمال أميركيين، للاستثمار في منطقة نابولي، قائلا: "هؤلاء المستثمرون يعتقدون أنهم سيتعرّضون لخطر الموت حتماً. وكل هذا بسبب "غومورا". واليوم ثمة اتهام آخر يطال الكتاب. لقد رفع أحد الصحافيين المستقلين، يدعى سيمون دي ميو، دعوى قضائية ضد سافيانو، متهماً إياه بسرقة عدد من مقالاته، العام 2005، لحساب "كروناش دي نابولي"، وهي جريدة تمنح الكلمة عن طيب خاطر للقراء، حتى وإن كانوا مجرمين. والحال أن مقتطفات مقالاته التي أرسلها إلينا، وحين مقارنتها بالمقاطع المشتبه فيها، تتسم بتشابهات كثيرة، لكن ليس إلى الحد الذي يسمح بالمساس بسمعة كتاب سافيانو. وسيصدرُ الحكم في هذا الأمر في يوم 7 تموز القادم في نابولي. دي ميو، كان بإمكانه أن يصبح سافيانو آخر. فهو في نفس عمره تقريباً (29 عاما)، وعلى علم مثله بتقاليد وتصرفات وقواعد الجريمة المنظمة. وقد كتب هو الآخر كتاباً في هذا الشأن، والتقى بالكاتب سافيانو مرات عديدة، متحريا في الجرائم نفسها. وفوق ذلك، فإن دي ميو، على غرار صحافيين آخرين متخصصين في "الغومورا"، يأخذ على الكاتب سافيانو، استحواذه على محاربة الجريمة المنظمة، وعدم ذكره لعمله ومساهماته هو في هذا الشأن. من صحافي موهوب، انتقل روبيرتو سافيانو، إلى فئة الكتّاب الكبار. أما أصدقاؤه الذين فقدهم أثناء حياته المتخفية، فقد حل محلهم كتّابٌ عالميون. و لاسيما الذين واجهوا الغضب والشتم، مثلما كان الشأن مع الكاتبين الهنديين، سوكيتو ميهتا، وسلمان رشدي. ابتداء من اليوم ستقوده أسفاره إلى ستوكهولم، والأرجنتين، والولايات المتحدة الأميركية- وهذه كيفية من كيفيات الهروب من التهديد الذي يتعرض له في إيطاليا، ومن محاولة التعود على طعم الهجرة، منذ الآن. سيمون دي ميو، لا يطالبه إلا بحصته في الريع. "لا أرغب في أن يصفني الناس بعدوّ سافيانو، لكن أريد أن يكفّ عن القول أن الذين ينتقدونه يقفون إلى جانب الجريمة". وهو يقدر شرفه الصحافي بـ500 ألف يورو. وحتى يثبت لامبالاته، يقول دي ميو إنه على استعداد لأن يمنح نصف هذا المبلغ إلى جمعية خيرية. (عن جريدة لوموند الفرنسية) | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|