آخر 10 مشاركات
محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-10, 07:28 PM   #11

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي


وفتح لها الباب فسارعت نحو حقيبتها 0
احست بشعور غريب وهى تسير معه فى الممرات المهجورة . بدت خطواته الواسعة اللينة غير مسرعة ، لكن كل خطوة فيها كانت تساوى خطوتين من خطوات ناتالى . معظم الموظفين غادروا المبنى ... وحده حارس الباب ، تيد الكبير ، ذو الحلة الرمادية ، كان يذرع الفناء امام المدخل . رفع قبعته احتراما وهز راسه بالتحية 0
كانت خجلة ، وتمنت ان لا يظهر خجلها على وجنتيها وهى تتقدم نحو سيارة البورش البيضاء اللامعة المتوقفة فى الخارج ، فتح لها ك0ك الباب وادخلها قبل ان يستدير الى وراء المقود ... وتجاوب المحرك القوى للمسته ... فغاصت ناتالى فى تنجيد المقعد الفخم الجلدى اللذيذ الرائحة 0
وسالته بعد صمت طويل فى الطريق : اثمة ما تريد قوله سيد كراين ؟
-لا اظن ... لماذا ؟
فاستدارت تنظر الى وجهه القوى المنحوت القسمات . بدا لها مطمئنا ، يداه على المقود ثابتتان واهتمامه منصب كل الانصباب على القيادة 0
اشاحت بسرعة نظرها عنه ثم استرخت فى مقعدها وهى تتنهد تنهيدة باطنية صامتة تسترد قواها وصبرها ... مامن شك انه سيتكلم عندما يريد ... لذا ما عليها الا الاسترخاء فى هذه السيارة الفخمة المريحة : شكرا لك ! تمتم
-على ماذا ؟
-لتجنيبى فيضا من الاحاديث السخيفة ... فانا اكره الكلام اثناء قيادة السيارة 0
-اوه ... ساتذكر هذا فى المرة القادمة 0
هذا اذا كان مرة قادمة ... وكبحت ضحكتها : هل لديك مواعيد خاصة هذا المساء ؟
-لا 0
-جيد ... سنتوقف فى مكان نتناول فيه بعض الطعام ... الوقت مبكر لتناول وجبة عشاء رسمية ... اعرف مطعما صغيرا هنا ، نستطيع فيه تناول طعام لذيذ 0
دون ان يزيد ، استمر فى القيادة قليلا ، حتى انعطف عن الطريق الرئيسى . بعيدا عن الازدحام ، وقطعت السيارة بضعة كيلو مترات فى طريق ريفية ضيقة اوصلتهما الى قرية صغيرة ، حولها بضعة مزارع ، ومجموعة من المنازل السكنية الجديدة ، تتوسط ساحتها كنيسة وشارهع رئيسى حوله عدة محلات . خفف ك0ك سرعة السيارة ثم توجه بها الى زاوية الساحة البعيدة . خلف حديقة مليئة بالاشجار ، شاهدت ناتالى منزلا منخفضا غير مترابط له شبابيك قديمة ساحرة ... تقدم ك0ك


بالسيارة الى مكان متسع بعيد عن الطريق وقال : هذا هو مطعم النوافذ المشبكة اشهر مكان لتقديم الطعام اللذيذ فى المنطقة وهو لصديق لى 0
تقدمها نحو باب جانبى هو من خشب السنديان الادكن ... دفع ك0ك ، الباب ودخل البهو الحجرى ثم نادى : هل من احد هنا ؟
-يا الهى يا عجوز ... من انت ايها الغريب !
وبرز رجل فى منتصف العمر يرتدى نظارة ذات اطار ذهبى يقول : كيف حال الطاحونة ؟
-مازالت تطحن ...
وقدم ناتالى الى الامام 0
-هذا تشارلى هاندسوم ... تشارلى ... هذه الانسة لانغستون سكرتيرتى 0
تصافحا ثم سال تشارلى : بم استطيع ان اخدمكما ؟
-بزاوية هادئة لتتحدث فيها ، وبشئ يقوى سكرتيرتى لتتحمل صدمة العمر التى سافاجئها بها 0
فضحك تشارلى : هوهو ... ! هكذا اذن ... ماذا ترغبين انستى ؟
لم تعد تسمع ما يقوله الرجلان ... ولم تعد تابه لرائحة الطعام اللذيذ ... اية صدمة ؟ ماذا يريد ... ؟ احست باصابع قوية تحت مرفقها ، تضغط ضغطا خفيفا لكنه ثابت ومصر ، فابتسمت لتشارلى : اوه ... اى شئ ... اى شئ مناسب لايزعج رئيس الطهاة عندك 0
فضحك تشارلى : يالك من امرأة متفهمة ! الست محظوظا كولت ؟ لكنك كنت دائما شيطانا محظوظا ... حسنا ما رايكما بالستيك مع السمك على الطريقة الفرنسية ... وبحلوى التفاح بعدها 0
-عظيم ...
تنحى تشارلى جانبا : تعرف طريقك كولت ... سارسل لكما عازف الكمان فيما بعد0
قالت ناتالى لرئيسها بعد ان قدم لها الشراب : بم تشعر حين تراهم يعاملونك بهذه الطريقة ؟
-انه نوع من الزيت على دولاب الحياة 0

اشار اليها بكاسه ، فردت التحية بصمت ... تتساءل لماذا تلزم نفسها بهذا النخب ؟ ورفعت ساقيها فوق الاريكة لئلا تصطدم بساقيه . واخذت تحدق فى ثوبها ... انها تعرف انه يريد منها شيئا ما ولهذا الشئ اهمية كبرى ... لكن ما هو ؟
وكانما يعرف تماما ما يجول فى افكارها فسالها : هل لديك جواز سفر ؟
-اجل 0
-عظيم 0
اذن سيسافران فى رحلة عمل ... لندن ... ؟ روما ... ؟ ... من يدرى ؟ وارتاحت ، لتعود مجددا الى التوتر ... كان يمكنه طرح هذا السؤال فى المكتب خلال فترة العمل ... فماذا اذن ؟
-هل انت مستعدة للسفر اينما كان ؟
-اجل ... اعرف ان السفر احد شروط العمل ... ولكن هل لى ان اسال الى اين ... ومتى ؟
-الى الكاريبى ... بعد اسبوعين 0
الرد الموجز خطف انفاسها ... ودون تفكير صاحت : لاتبدو هذه رحلة عمل !
-اؤكد لك انها رحلة عمل . انها احدى اهم الرحلات فى تاريخ المؤسسة ... لكن دون شك ، سنمزج العمل ببعض المرح . تعلمين اننا نحاول وضع اقدامنا فى السوق العالمية ... ونحن نسعى وراء مؤسسة تصنيع عطور صغيرة مهتزة الان ، فى بلدة صغيرة فى انكلترا . كنا على علاقة عمل دائمة معهم منذ خمسين عاما ، لكنهم فقدوا وضعهم فى السوق خلال السنوات الاخيرة ... والسبب يعود الة عقلية صاحبها العجوز الذى رفض الاعتراف بكل تطور ، ربما ان المنافسة فى الاسواق اصبحت على اشدها اراد ان يتقاعد ، وبما ان لا وريث له يرثه فى العمل والمتابعة ، قرر بيع اسهمه البالغة واحدا وخمسين . وهذا الاجتماع فى احدى جزر الكاريبى سيكون معه لشراء حصصه 0
كان يتكلم وهى صامتة ... فهى لا تعرف الكثير عن الية الاعمال ، لكنها . تعرف ما يكفى لتدرك خطوة خطيرة وهامة لمؤسسة كراين... واعادت اهتمامها الى طبق اللحم الذى وضعه الساقى الشاب امامها ، وانتظرت ليكمل ك0ك . حديثه : صديق لى يملك فيلا فى راندوارد احدى جزر الكاريبى وهى على بعد عشرة كيلو مترات من الشؤاطى الرملية ... ولقد وضع الفيلا تحت تصرفى 0
-هل انت واثق من نجاح الخطوة ... ؟ اعنى الا ترى ان السوق الاوروبية مليئة بادوات التجميل والعطور 0
فتوقف ك0ك عن الطعام ، ومسح فمه بالمنديل 0



-الا تعلمين يا فتاتى ان ارقام المبيعات هناك فاقت الثلاثمئة مليون دولار ... وان هناك امكانيات اخرى مازالت مستترة ؟ ولابد ان يكون لنا نصيب فى كل حصة . وانا واثق ان منتوجاتنا ستنافس ارقى المنتوجات هناك 0
-ارجوك ... لاتدعنىِِِِ اؤخرك عن طعامك !
فى تلك اللحظة وصلت عربة الحلوى فيها ما لذ وطاب مما يسيل اللعاب ، فحارت ناتالى ماذا تختار ... فقال لها ك0ك : اختارى واحدة لى ايضا 0
تبع الحلوى تقديم القهوة ... وبدا المكان يكتظ والجو يزداد دافئا 0
واحست ناتالى بالتخمة فهى منذ وقت طويل لم تتناول مثل هذه الوجبة الفاخرة ... فتنهدت سعيدة 0
هزت راسها نفيا عندما سالها اذا كانت تريد تناول شئ اخر 0
-هناك سؤال واحد !
-ما هو ...
-بماذا نحتفل ؟
ساد صمت قصير ثم تنهد ك0ك : صحيح ... اعتقد اننا يجب ان نبحث هذا 0
نظرت اليه فوجدته يحدق فيها ... عندها احست بالحرارة تتسلل الى خديها بسبب تلك النظرة الباردة الممعنة ... ثم تدفق شك لا يصدق الى ذهنها ... فهو بالتاكيد لن يحاول الاقتراح ... ؟
فقاطع افكارها مبتسما : اجل ... فانا على وشك ان اطلبك ناتالى ... لكن ليس بالطريقة التى تفكرين فيها الان 0
اتسعت عيناها لنطقه اسمها مجردا ولانه تمكن من قراءة افكارها ... وسالته : بايه طريقة اذن ؟
-لدى مشكلة ... امرأة . امرأة جميلة جدا ... لكنها محبة للتملك ، ونادرا ما تفشل فى الحصول على ما تريد ، فى الوقت الحاضر الاطلسى يفصل بيننا ... لكن بعد اسبوعين سنلتقى هل فهمتنى ؟
-ليس تماما ...
-انها حفيدة روبرت روتنغهام 0
-الرجل الذى ستلتقيه ...
-بالضبط 0


-اوه ... يا الهى ! سيكون الامر مربكا 0
-بل شديد الارباك ... لقد حاولت من خلاله ان فهمها ان لى سمعة سيئة ، وان لدى عدة نساء فى الوقت الحاضر ، واننى ساصطحب واحدة فى رحلتى الى الكاريبى ... وكنت اظن ان هذا قد يبعد عنى اية فتاة عندها القليل من الكرامة ... الا توافقين على هذا 0
-قطعا !
-هذا ما ظننته ... لكن الا ترين اننى بحاجة لمساعدة !
-صحيح ؟
-اليس الامر واضحا ؟
مال الى الامام يمسك بيدها وينظر اليها نظرة توسل قديمة الطراز : احتاج لمساعدتك ناتالى !
-انا ؟
-اجل ... اريد منك مرافقتى فى هذه الرحلة ، ليس فقط كسكرتيرة ... بل كامراتى 0
منتديات *****

* * * * *

انتهى الفصل الثالث


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:32 PM   #12

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

4- الخوف اللذيذ 0



اذن ... هذا ما كان يمهد له من خلال المداهنة . كان رد فعلها للوهلة الاولى تسلية لا صدمة فعندما بدا يحدثها عن تلك الفتاة فكرت فى انها ستدعى للتدخل فى امور عاطفية الى جانب واجباتها كسكرتيرة ... لكن هذا ؟ يا لجراته !
ووضع يده بخفة فوق يدها قبل ان تتكلم : ارجوك ... لا تستنتجى استنتاجات خاطئة كالتى اظنك استنتجتها ! اسمعينى اولا 0
كانت تقاوم الوهن ، وهنا لم تتصور مطلقا ان ك0ك قادر على ان سببه لها ...منتديات *****
-اسفة ... لا استطيع ... فانا ...
-لماذا لا ؟
-لاننى ... لاننى لا استطيع 0
فى هذه اللحظة لم تكن صافية لكنها تعلم ان مشاعرها نحو ك0ك قد تخونها . احست ان من واجبها اعطاء رايها الصريح باقتراحه هذا ، الا ان الغضب منعها ، كما كان عليها ان تقابل فكرته هذه امرأة ك0ك بالضحك والاستهزاء . وبدلا من اتخاذ هذه المواقف شعرت بالحزن ، الذى قادها الى البكاء وقالت بصوت منخفض : الامر مستحيل ... وليس لك الحق بمثل هذا الاقتراح 0
-وماذا تظنين اننى اقترح ؟
-وهل الامر بحاجة الى شرح ؟
-اظنه بحاجة الى شرح ... ناتالى ، انه تدبير عملى بحت 0
-لكنه لايبدو لى كذلك فاين الجانب العملى ؟
-ليس القصد منه ان يظهر عمليا . وهذه هى الفكرة برمتها . اخبرينى ... ما اعتراضك فيما لو اعتقد بعض الاشخاص الغرباء لايام معدودة ان بيننا علاقة ؟
-هذا امر غير شريف 0
-شريف ... ؟ نحن لانبحث امر الشرف يا فتاتى العزيزة . انه ذريعة ليس الا 0
بدا من جديد يعود الى طبيعته ، واحست ناتالى بحزن اكبر ... ثم تابع : ساجعل الامر يستحق عناءك اذا كان هذا ما يقلقك 0
-لا .... هذا لا يقلقنى 0
-اذن ما الامر 0


صمتت لكن خرجت منها تنهيدة احباط ، فقال لها : اتفكرين فى مشاركتى فراشى ... صحيح ؟
-الا تفكر فيه ؟
-اسمعى ... ليس هناك شروط او قيود مسبقة ... كل ما اريده منك متعلق بى وابعاد انثى لعينة عن كاهلى ، الى ان نوقع الصفقة . والا فكيف بالله استطيع الخلاص منها؟
-هل تخلو من الجاذبية الى هذا الحد ؟
-بصراحة ، اجل ... فانا لا اعترض على مبدا المساواة والحرية للمرأة . لكننى قديم الطراز اذ احب ان اكون انا الصياد . لماذا قررت ماغى الزواج فى هذا الوقت اللعين ؟ كانت ستقوم بالمهمة دون اعتراض ، وتعتبرها نوعا من المرح ... اوه ... هيا بنا ... ساوصلك الى منزلك 0
سارت معه بصمت حزين الى السيارة ... فها قد حل الظلام واخذ رذاذ خفيف من المطر يهطل ، مما زاد فى الحط من روحها ومعنوياتها وازداد ثقل القلق كلما اسرعت السيارة ... صوت تحرك المساحات المتكرر بدا كتاثير المنوم على اعصابها وكانه يقول لها : لماذا لا ؟ ... لماذا لا ....؟ لماذا لا ...؟ كانت قلقة اكثر بوجود الرجل الصامت وراء المقود ... وتتوق توقا كبيرا الى ارضائه . لماذا لا تقول له ما يريد سماعه ؟
تساءلت الان عما اذا كان سيتذكر عنوانها دون ان تذكره به ، وعادت بها الذكرى الى لقائهما الاول . لكنها لم تعد تذكر التفاصيل ... كل ما تذكره انها مدينة له بجميل لانه انقذها من مخالب ذلك المتوحش ، فعليها ان ترد الجميل مهما كانت تصرفاته معها مترفعة 0
تنهدت عميقا ... يبدو ان القرار جاهز . واحست انه التفت نحوها ، لكنه لم يقل شيئا ، بعد دقائق توقفت السيارة خارج المنزل . وتوقف هدير المحرك القوى ... وبقى الصمت الكريه . نظرت امامها عبر الزجاج الامامى المبلل بالمطر ... وقالت : لقد فكرت فى المسالة ... انا ... سافعل ما بوسعى لاساعدك ... ولانجح الرحلة 0
فالتفت اليها وميض البرق ينير قسمات وجهه : شكرا ناتالى ... كنت واثقا من قدراتى على الاعتماد عليك 0
صوته البارد اشعرها بالخيبة ... لكن ماذا كانت تتوقع ؟ فردت عليه بصوت بارد مماثل : شكرا لك على العشاء اللذيذ ، وايصالك اياى الى منزلى 0
فاحنى راسه قليلا : من دواعى سرورى 0


واحست ثانية بالخيبة ، فلعنت نفسها ... ماذا تتوقع ؟ قبلة شكر ، او قبلة تصبحين على خير ؟ الفكرة صعدت الدماء الى وجنتيها فتمتمت بالتحية واسرعت بالخروج من السيارة 0
كل هذا كان مقدمة لاسئلة منطقية تفاعلت فى راسها لحظة استقرارها فى الفراش لتنام . اذا كان من المفترض ان تبدو امرأته ... فمن المفروض كذلك ان تتعلم ممازحته واللعب معه . لا ان يكون لها ردة فعل غير لائقة كلما وضع يده حولها ... هذا لاجل المظاهر طبعا ، لكن سيكون هناك عدة اشخاص ، وسيتكلمون فى الاعمال طوال الوقت ... وهذا هدف الرحلة . من الافضل ان لاتخبر احدا ... حتى جاين عن الامر بل تخبرها فقط انها مسافرة 0
الكاريبى ... الشمس والرمال الفضية ... البحيرات والقمر واشجار النخيل والكرنفالات ... انها لم تسافر الى تلك الديار من قبل ... وماذا سترتدى من ثياب هناك ؟
هذه المشكلة ، جرى حلها فى اليوم التالى ... او على الاقل الجزء الاكبر منها . فبعد ان فضت الرسائل ، قدمت له القهوة ، وطلب منها المجئ بفنجانها ليجلسا معا . ثم قال : ستحتاجين الى ملابس ... للعطلة 0
-اجل ... الن تمانع لو ارتديت ملابس غير رسمية سيدى ؟
-بل انا امرك ... الافضل ان تعطلى يوما لتتحضرى . بامكانى ارسالك الى احد المحلات لتشترى ما تشائين على حسابى ، واذا كنت تفضلين التسوق بنفسك فخذى مالا من صندوق المصروفات واعطنى الفواتير لاحقا ... حسنا ؟
-لكننى ساشترى ملابسى بنفسى سيد كراين ... كل ما احتاجه هو فكرة عما ساحتاج اليه . لا اريد ان اصل هناك فاجدنى بحاجة الى ثياب رسمية 0
فقطب جبينه : اتمنى لو تنسين عداءك تجاهى مستخدمة ذكاءك الذى لاشك فيه . انت ستقومين بعمل ، وراتب العاملة لن يغطى نفقات الثياب التى اتوقع رؤيتها فيها . سيلزمك على الاقل ثوبان للسهرة وملابس للشاطئ وملابس للنهار وثوب للنوم متالق وروب ، ونوع من الملابس الداخلية التى تحبس الانفاس ، وعلى الاقل ستة اثواب للسباحة . هذا اقل ما يمكن ان تملكه امرأتى 0
فاخفضت ناتالى راسها ، وقد ازداد احمرار وجهها ... ففاتها النظر الى الابتسامة الساخرة التى لوت زوايا فمه ... وقال : هيا انسة لانغستون ... بالتاكيد لست قلقة على سمعتك . فلن يعرف بالامر احد الا ابناء عمنا عبر الاطلسى ... وبكل تاكيد لن تزعجك اراءهم . ما من احد من هذا الجانب من المحيط سيكون معنا ... كنت اظن هذا العمل يروقك 0
-ماذا تعنى بالضبط ؟


-لو تابعنا هذا الجدل العقيم ... فسيقتنع الجميع ! والان اتصلى بهنتر وصلينى 0
مضت ايام العمل التى حاولت خلالها ناتالى احتواء شكوكها ... ليته يمتنع فقط عن هذه التعليقات الكريهة التى تجعل رايه بها واضحا ... مع انه يبدو باردا هادئا تجاه الترتيبات ... موضحا ان الامر بالنسبة له ليس سوى وسيلة لغاية ما ... قالت له مرة : بامكانك استئجار ممثلة لهذا الدور قد تنجح اكثر منى 0
فاجابها دون تفكير : هل بدات تترددين ناتالى ؟
-نوعا ما 0
-لا تقلقى ساكون على ما يرام ليلا ... كما يقال 0
ثم تغير تعبير وجهه وهو ينظر الى وجهها مفكرا : ساقول لك لماذا لا اتبنى اقتراحك ، فانا لا اريد غريبة مهما كانت مقنعة فى تمثيل الدور ... اريد من اثق به0
لم تستطع ناتالى الرد على قوله ... ولم يعد هناك من مجال للتراجع ! ثم اضاف وباللهجة المعتادة نفسها : على فكرة ... حاولى ان تشترى شيئا كهذا 0
واخرج من درجة مجلة ودفعها اليها عبر الطاولة فاذا هى احدى المجلات التى تعتنى بموضة ثياب السباحة . لما تناولتها منه عملت دون سؤال اى زى يعنى ... انه الزى الذى ترتديه العارضة المتموجة الدكناء البشرة المستلقية على شاطئ استوائى المتدفق من جسدها الرشيق الناعم موجات خفيفة ... كانت ترتدى اصغر ثوب سباحة راته فى حياتها وماترتديه مصنوع من نسيج مطعم بخيوط ذهبية 0
تفحصته ناتالى للحظات ، محاولة ابقاء وجهها دون تغضن ، ثم اعادت المجلة الى الطاولة وسالته : هل قرأت الثمن ؟
-اجل 0
-انه يفوق المئة دولارا وليس فيه اكثر من ربع متر من القماش 0
فنظر اليها جانبيا : آه ... لكنه ربع متر مميز جدا . من تصميم ارقى دور الازياء 0
-ربما ... ولكننى لن ادفع مئة دولار لشراء ثوب كهذا ! فانا اشترى عدة مايوهات بهذا الثمن 0
-لكنه ليس مالك 0
-اذن انت ستدفع هذا المبلغ لاجله !


فدفع المجلة نحوها : اسم المحل الذى يبيعه مدون فى المجلة ... خذيها معك ومن الافضل ان تعطلى غدا للتسوق ... والان لا تجادلى ... يا فتاتى الطيبة ... فانا اشعر بصداع 0
-ساحضر لك الاسبرين 0
غريب ... انه لم يشك من صداع قبل الان . دخلت بصمت الحمام الملحق بالمكتب وعادت تحمل حبتين من الاسبرين وكوب ماء ، ثم عادت الى مكتبها لتنجز الرسائل0
اطاعت ناتالى بمزيج من مشاعر الشك ، الذنب ، وعذاب الضمير ، الاوامر فتوجهت الى التسوق فى الصباح التالى . لكنها لن تكون امرأة اذا لم تتحرك غريزتها الانثوية فرحا لتمكنها اخيرا من انتقاء ما يحلو لها دون عذاب ضمير . فاذا لم تطع اوامره ، تعرف جيدا انه قادر على تولى الامر بنفسه . لذلك تشوقت بحكمة للشراء لكنها مع ذلك اقتصدت ما امكنها فانتقت سروالا كلاسيكيا برتقالى اللون وقميصا قطنيا ملائما ، وتنانير قطنية وفساتين قصيرة مع سراويل قطنية رقيقة زرقاء وبيضاء وبلوزات تناسبها ، وبضع شورتات وقمصانا قصيرة وروب للشاطئ ابيض . ثم استردت انفاسها بتناول فنجان قهوة مع بعض الحلوى ، واكملت جولتها لشراء ما تبقى من اللائحة 0
عند الظهيرة كانت قد اكملت شراء ما تريد الا المايوه الذهبى ... فثمنه سخيف ... كما ان عدد اثواب السباحة التى امر بشرائها كبير جدا ... ثلاثة تكفى ... وعادت الى الشقة ويداها تؤلمانها من حمل المشتريات ، فرمتها فى مؤخرة خزانة ملابسها ... بعد تناولها غداء سريعا ، سحبت ثيابها من تحت السرير فافرغتها من محتوياتها ثم ملائتها بعناية بمشترياتها الجديدة . واقفلتها ، وهى تفكر فى السبيل الى شرح سبب شرائها هذه الثياب كلها الى زميلاتها . لان ذلك سيجعلهن يتكهن امورا كثيرة0
اصابتها الدهشة عندما عادت الى مكتبها ظهرا ووجدت فتاة غريبة ، شقراء زرقاء العينين ، تجلس على مكتبها ، ولم تتحرك الفتاة عند رؤيتها بل نظرت اليها ببلاده 0
-لم نتوقع عودتك ... قال السيد ك0ك انك فى عطلة اليوم 0
-انه السيد كراين بالنسبة لك . وبامكانك الذهاب الان 0
-اوه ... انا كارولين لندسون ... مساعدتك الجديدة . ومن الافضل ان تحذرى ... فوظيفتك تستهوينى 0
وضحكت بوقاحة ... فردت عليها ناتالى بحدة : حسنا ... الافضل لك انتِ ان تحذرى ، فانت تعرفين ما يحصل للفتيات اللواتى يرغبن فى مالا يستحقنه 0
انفتح الباب الداخلى وقد اطل منه ك0ك قائلا لناتالى : خالية اليدين ؟


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:38 PM   #13

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-حملت كل شئ الى شقتى 0
-هل اشتريته ؟
فهمت ماذا يعنى فلوت فمها : لا ... لم اشتره !
-لماذا لا ؟ الم تجدى المحل ؟
اشار اليها بيده لتدخل مكتبه ... فقالت بعد ان اغلق الباب : بل وجدته ... وكان يجب ان تشاهد البائعة هناك ... وجهها ليس حزينا فحسب بل مطلي ومدهون ، نظرت الى وكاننى قطة ... طلبت مشاهدة الزى ، فحدقت فى رافعة حاجبيها الى اقصى مدى وقالت ان اكبر مقاس لديها يصغر مقاسى باربعة نمر تقريبا . ولكنى مع ذلك تفحصته فاذا بى ارى خيطا منفلتا منه ، وسالتها ماذا سيحصل لى عندما ينقطع هذا الخيط ، ثم خرجت من المحل 0
كان ك0ك . يكافح ليبقى على فمه استقراره : ثم ماذا حصل ؟ سالها
-ذهبت الى محل اخر واشتريت ثلاثة ... انها رائعة ...
ثم تذكرت الفتاة فى الغرفة المجاورة فسالت مشيرة اليها : هل ستكون هنا بشكل دائم ؟
-هذا يتوقف على اشياء اخرى 0
-ستستولى على المكتب بدلا منك فى خمس دقائق 0
فعقد ك0ك يديه على صدره ، ونظر الى ناتالى بخبث : او تحسبينى اسمح لها ؟
-هل لى بقول رايى صريحا ؟
-بكل سرور 0
-لا اظن الانسة لنسون تناسب هذا المكتب 0
فابتسم : لقد تاكدت انها لا تقدر بثمن كاملة الكفاءة ، ولها موهبة فى سد الفراغ حين تدعوالحاجة 0
فردت ساخرة : انا دهشة اذن ان احدا لم ينهرها بعد 0
-اما انا فقد توقفت عن الدهشة من اى شئ ... ثم ان على احد ان يدير المكتب اثناء غيابنا . انسيت هذا ؟
لم تنس ناتالى شيئا . بل كانت تحس بسرعة مرور الايام 0
بعد اسبوع سيكونان فى طريقهما الى الكاريبى ... وبدا جبل من الاثارة يتكدس على تفكيرها ، يرافقه احساس غريب هو مزيج من الخوف والترقب لم تستطع تفسيره .


وطمانت نفسها الى انها ستكون على ما يرام حين تصل الى هناك ورغم ذلك لم تطمئن ... لكنها بكل تاكيد لن تستطيع التراجع الان !
حتى موقفها العدائى من كارولين فشل فى تكديرها خلال الايام الاخيرة . وبقيت مشغولة جدا ، متجاهلة بكل بساطة الفتاة الاخرى . هذه الفتاة التى ازدادت مع الايام قناعة بان عليها فعل شئ ازائها حين تعود وقد تضاعفت تصلبا فى اليوم الاخير قبل السفر 0
قال لها ك0ك ذلك الصباح ، دون ان يبدو ان هناك اشياء شخصية ستجرى بينهما فى اليوم التالى 0
-اوه ... كدت انسى ... انزلى الى صالة العرض ودعيهم يحضرون لك احدى حقائب التجميل المميزة لدينا ، واطلبى منهم ارسال حقيبة خاصة بالرجال لى ... يجب ان نكون سفيرين يمثلان بضاعتنا !
ناتالى الشخصية المستقلة اساسا لا تحب اية افادة لا تستحقها ، فهى لم تزر صالة العرض الا حين زارتها برفقة ماغى مع انها تعلم ان معظم الفتيات يتقن دائما للحصول على العينات والمساطر ... كما ان دايفى لايفوت عليه اى منها ... اما اليوم فستلقى اهتمام على انها شخص مميز فى الشركة 0
بتشجيع من مسؤولة الصالة ، الانيقة الطويلة السمراء ميليسا ، الثملة بالروائح الرائعة وصفوف ادوات التجميل الجذابة ، امضت ناتالى نصف ساعة تجرب فيها احمر الشفاه واحمر الخدود ، والكحل وظلال ما حول العينين 0
نصحتها ميليسا : ستحتاجين مرطبا للبشرة تحت الماكياج ... ومزيجا واقيا من الشمس . ومن الافضل استعمال مرهمنا الخاص الشافى من حروق الشمس 0
وفيما هى تتكلم كانت تضع ما تنصحها به فى حقيبة انيقة مناسبة ، بدت كانها من رخام الاونيكس ، لا من البلاستيك المصنوعة منه . داخل غطاء الحقيبة مرآة مناسبة ، ومن الخارج رسم علامة مصنوعات كراين المميزة . اخيرا وضعت ميليسا العطور ، قارورتين من العطر ، ومرشة عطر كبيرة الحجم 0
ثم اعطت تلك الفتاة ناتالى الحقيبة مرفقة بابتسامة دراماتيكية 0
-حظا سعيدا ... ورحلة موفقة ... لا تتعبى نفسك !
عادت ناتالى الى المكتب بمزاج مبتهج وعينين لامعتين . فالتقت بنظرات كارولين الممعنة الفضولية الغريبة : حسنا ... الن تدعينى القى نظرة ؟
لئلا تظهر امتعاضها وكراهيتها تجاة الفتاة ، تركتها تفعل ما تريد ثم راقبتها وهى تتامل محتويات الحقيبة وما تحتويه . وما هو الا وقت قصير حتى علت وجه


كارولين ابتسامة صفراء وهى تقول : اصبحت الان المدللة الصغيرة ؟ حسنا ... استفيدى من الفرصة المتاحة لك 0
-ماذا تقصدين ؟
فهزت كارولين كتفيها : اعمل فى المؤسسة منذ سبع سنوات وقد رايت خلالها اناسا كثيرين يدخلون ويخرجون وستنالين حظك . لكن لا تخطئى مطلقا فى الوقوع فى حب السيد ك0ك ، لئلا تندمى 0
فصعقت ناتالى لدى سماعها هذا الكلام فقالت بشراسة : هذه ليست فكرتى . هل ابدو لك بهذه السذاجة ؟ لم يمضِ على وصولى الى هذه الشركة خمس دقائق حتى اوقفت دايفى تالبوت عند حده ... والان ...
خانتها الكلمات ، فصمتت ثم امسكت حقيبة ادوات التجميل فوضعتها قرب حقيبتها0
ردت الفتاة ساخرة : ما دايفى الا مغرور ... اما هذا ... فله سحره الخاص . وهو يعرف هذا . لذا لا تخدعك الظنون فتتوهمين امورا كثيرة لانه رمى لك يضع مساطر من بضاعتنا 0
-لن اقع فى ما قلت . واقترح عليك التزام الشئ نفسه . والان اذا كان المفترض بك ان تعملى فحضرى هذه التقارير وضعيها فى ملفاتها 0
فردت كارولين بخبث : وماذا كنت افعل اثناء تمتعك فى صالة العرض ؟
جفلت ناتالى ... لم تفهم لماذا تتخذ كارولين هذا الموقف المعادى او لماذا تبدو عدائية الى هذا الحد . فما كان منها الا ان حافظت على هدوئها واكملت اخر اعمال تنتظرها قبل الرحيل . لكن سخرية الفتاة الاخرى منها المتها ، وازالت كل السعادة التى احست بها وهى تحضر الحقيبة مع ميليسا . واحست بالراحة عند دنو الساعة من الخامسة حيث خرجت كارولين . نظفت ناتالى طاولتها ، رشت الماء على النباتات فى المكتب املة ان لا تنساها كارولين اثناء غيابها ... ثم دخلت الى ك0ك لتبلغه ان كل شئ على ما يرام 0
-جيد .. لكن لماذا لم تذهبى يا طفلتى ذات الضمير الحى ؟
بدا لها مرحا ... فارتاحت اعصابها رغم شكها فى هذا الاطراء الذى وجهه لها ... فسالته : ثمة شئ اخر سيد كراين ؟
-لا ... الا اذا استطعت اقناع الهاتف ان يدق 0
-هل اجربه لك ؟
-لا ... ساراك فى الغد ، فى مثل هذا الوقت يجب ان نكون فى ميامى 0



رن جرس الهاتف بينما كانت ناتالى تتمنى له ليلة سعيدة . فالتقط السماعة ، ثم تغيرت ملامحه وقال : ايستيل ... ماذا حدث لك ؟
اغلقت ناتالى الباب بهدوء ، وغادرت المكتب ... من هى ايستيل التى اعادت اللهفة الى صوته ؟ تنهدت وارتدت ملابسى الخروج ثم جمعت اشياءها ... ليس من شانها ان تعرف من هى ايستيل هذه ؟
رغم الاثارة التى شعرت بها خلال اليوم التالى لم تستطع نسيان اسم ايستيل الذى بقى مسيطرا على تفكيرها كلما هدات قليلا ، اذ كانت تفكر فيها كلما سنحت الفرصة اثناء اضطجاعها فى المغطس الساخن واثناء ايوائها الى النوم ، وخلال رحلتها الى المطار فى اليوم التالى ، ثم اثناء ساعات الطيران 0
منتديات *****
فى الطائرة ، كان ك0ك يجلس على بعد مقعدين منها ، الى جانب مات مورغان ، مدير الشركة المالى . وكان الرجلان منهمكين فى حديث عميق بصوت منخفض ... بعد انتهاء الغداء عادت اليها الذكرى ... من هى ايستيل ؟ بكل تاكيد لم تلمح اسمها على لائحة مواقيت اعياد الميلاد فى مفكرتها ... مع ان الاسماء ليست كثيرة وهى والدته التى تعيش فى بوسطن متجاهلة امور الشركة ، وشقيقته التى تعيش مع زوجها الدبلوماسى فى اوروبا ... وابنة عم بعيدة فى التاسعة من عمرها اسمها انطونيا مارغريتا ...
اذن ... لابد انها صديقة له . ربما تكون هى تلك الانيقة الرائعة التى كانت معه فى ملهى زمردة الكاريبى ... تنهدت ناتالى ... الرجلان توقفا عن النقاش ثم ارخيا راسيهما على مؤخرة المقعد ، واغمضا عينيهما ... انهما ينويان قضاء بقية رحلتهما نائمين 0
مرت الرحلة دون حادث يذكر .. واحست ناتالى بخيبة الامل لانها لم تشاهد من ميامى الا السماء الزرقاء وبعض السواح الاميركيين المتواجدين فى المطار ، قبل ان تنتقل ومن معها الى طائرة صغيرة للانتقال فى رحلة قصيرة الى سانت فنسنت ... فى هذه الرحلة كان مقعدها الى جانب النافذة ، حيث تمكنت من القاء النظرة الاولى على البحر الكاريبى اللامع الازرق ... المزين بالجزر الخضراء المخملية . وسالها مات مورغان : للمرة الاولى ترينه ناتالى ؟
-اجل ... ما اجمله !
فابتسم ك0ك : المرة الاولى تعنى دائما ان كل شئ جديد وغير مالوف 0
صمتت ناتالى ... لايمكنه ان يكون اكثر تحفظا ... من الواضح ان دور الادعاء لم يبدا بعد !
لكنها لم تستطع كبح اثارتها عندما حطت بهم الطائرة وركبوا السيارة التى استاجرها ك0ك ، ليستخدموها خلال اقامتهم هنا . فطالعتهم الحرارة والابنية الخضراء والبيضاء المتالقة فى سانت فنسنت عاصمة تلك المجموعة من الجزر ... ثم نقلتهم


السيارة الى الخط الساحلى خارج المدينة ، الملئ بالفنادق الجديدة المحيطة بها الحدائق الواسعة الرائعة ، والشاليهات البيضاء الجميلة 0
كان عرض الجزيرة اربعين كيلومترا تقريبا تلتف مشكلة نصف دائرة تضيق فيتكون منها خليجا رائعا يضم ميناءها الطبيعى ... لحظتئذ تمنت ناتالى ان تتاح لها الفرصة لاستكشافها ... فهى تحب السير والتجول ، والسباحة . ولقد افتقدت كل هذا منذ دخلت دوامة العمل فى مدينة نيويورك الكبيرة 0
بعد اقل من ربع ساعة وصلوا الى وجهتهم ... التى هى فيلا مؤلفة من طابق واحد ، عريضة ، تبتعد عن الطريق وتحجبها عن العيون نباتات واشجار استوائية .... وهى مبنية على الطراز المتوسطى ، جدرانها بيضاء وسقفها احمر تقع وسط حديقة جميلة من المرجات التى تتخللها ممرات متعرجة تملاها خضرة استوائية غزيرة . قرب الفيلا سلسة من المدرجات تنمو فيها الازهار على كل المستويات ، اضافة الى فناء واسع يحتوى على زوايا منعزلة مسقوفة بالنباتات المزهرة وتتدلى كانها تتدفق منها 0
اتى من المنزل راكضا صبى وفتاة على وجيهيهما ابتسامتان ، ترحيبا بالقادمين ، تتبعهما امرأة ممتلئة الجسم ترتدى ثوبا مشجرا فرح الالوان . ابعدت الولدين وقدمت نفسها على انها ماريا ، مدبرة المنزل المحلية ثم رحبت بهم ترحيب اهل البلاد القديمة التى ستكتشف ناتالى فيما بعد انها احدى نساء اهل البلاد الاصليين السمر ، ثم اخبرتهم ان الولدين هما حفيداها 0
كان الولدان ، فى الثامنة والعاشرة من عمرهما ، يختفيان داخل المنزل يجرجران اذيالهما تحت ثقل حقيبتين كبيرتين تبلغان حجمهما تقريبا . عندما سارع ك0ك . زرائهما ليريحهما من حملهما ، وقدم لهما بكل لباقة حملين اخف بكثير كى ينقذ كبريائهما . رفعا نظرهما اليه فانحنى ليستمع الى شئ قالاه له 0
ان رؤيته مع الولدين ، جعلت ناتالى تشعر بخفق غريب فى قلبها فمع انه مايزال فى البذلة الرسمية نفسها التى صعد بها الى الطائرة من نيويورك ، الا ان هناك شيئا مختلفا فيه . فيه لمحة دفء ومرح ، وشئ يشبة الرقة لم تشاهدها عليه من قبل بكل تاكيد ... ثم استقام وعلى وجهه تعبير الرزانة ونظر الى الفتاة قائلا : هذه روزا ... وهذا شقيقها جوزيبى ... لقد تطوعا ليكونا دليلينا اذا اردنا التجول فى الجزيرة . كما انهما يسكنان فى الجحيم 0
رفت عينا ناتالى دهشة ، وقطب مات وجهه بمرح ... ثم لاحقت ماريا الطفلين الضاحكين الهاربين الى داخل الفيلا . وقالت ضاحكة : هذا صحيح ... هناك مكان على الجزيرة يدعى الجحيم وهما يحبان رؤية وجوه الزائرين عندما يقولان هذا لهم . الشيطانان الصغيران ! والان ... اتفضلون المرطبات اولا ام الاستحمام ... ام كوب شاى احضره بطريقتى الخاصة ؟
فاجابت ناتالى ، التى كانت تشعر بالحر الشديد : ارغب فى اى شئ مادام شرابا 0



-انه شاى مميز ، اول ما تطلبه السيدة برنتون ، صاحبة الفيلا ، عندما تصل الى هنا ، وهى عادة تتناوله هناك ....
واشارت ماريا عبر غرفة النوم الواسعة ، الى حيث يتكون جدارها الرابع من ستائر تنفتح على شرفة مسقوفة ، تطل على شاطئ ابيض واسع فيه اشجار نخيل واشجار وارفة الظلال تحتها كراسى نوم خاصة بالشاطئ وطاولة من الخيرزان ... حثت قسمات السائغة للنظر ، ناتالى على اللحاق بها دون تاخير 0
لكن ك0ك . قال وهو يتقدم الى جانبيهما : الشاى هو للسيدان الكبيران المترهلان ... اذهبى للاستحمام بسرعة وارتدى ثيابا خفيفة ... لنتناول بعد ذلك الشراب 0
-لكننى اريد التقدم نحو الشاطئ ... ثم انها ذهبت لتحضير الشاى ...
ابتعدت عنه بهدوء قدر الامكان فعبرت الشرفة نحو الممر الموصل الى الرمال ثم توقفت قرب الماء تراقب الزبد الابيض يقفز الى الشاطئ ثم يتراجع فوق صفحة الماء الخضراء كالجاد . تمنت عندئذ لو انها اتبعت نصيحة ك0ك وارتدت ثوب سباحة فالبحر بدا وكانه ينتظر ان يلفها كثوب من الفيلا تحمل صينية الشاى بين يديها 0
بعد لحظات كانت ناتالى تجلس على كرسى طويل ، حافية القدمين ، شعرها منسدل ليتمكن الهواء العليل من التلاعب به خلف عنقها ... كان الشاى مثلجا ... مع الحامض ... وشئ اخر لم تعرف ما هو ، لكنه جعل الشراب المعطر برائحة الياسمين منعشا 0
بدات الشمس تنحدر نحو المغيب ... وسمعت من بعيد صوت الولدين ، ثم الصمت ، يقطعه فقط صوت تحرك الامواج المستمر وصراخ طير فوق البحر . فاستولى على تفكيرها نوع من احلام اليقظة ، تدور بها هنا وهناك ... سيكون امامها عمل تقوم به ... فهى ليست هنا فى اجازة ... لكن من الشبق ان ترفع راسها من الة الطباعة لتتامل هذا كله ... فسيكون امامها وقت متسع للسباحة ورؤية الجزيرة ... وربما سيكون امامها من المرح التظاهر بانها امرأة ك0ك ... بطريقة ما ، لم تكن خائفة من هذا بعد ان وصلت الى هنا ... هل سيضع ذراعه حول كتفيها ؟ ربما سيفعل ... لتبدو التمثيلية حقيقية ... ويجب ان تحاول ان لاتضحك على هذا ...
بدت على شاشة جفنيها المغمضتين صورة ك0ك ذا الفم القاسى الجدى ... فتنهدت ... تاركة خيالها يتجول ... لكن الخيال لمِ يكن يوما بمثل هذه الواقعية ... ! كان فمه حقيقيا ... دافئا خفيفا مغريا ... فتحت ناتالى عينيها على وسعهما ... فوجئت بعينين رماديتين ، واهداب سوداء ، وراس اسود ... جعلها عدم التصديق ترتعش حتى اسفل ظهرها ، ثم شهقت لان شفتيه على مقربة من شفتيها . فاستقام ، ينظر اليها دون ان يبدو على وجهه تعبير محدد : هل ستاتين للسباحة ؟
-هل ... هل ... قبلتنى ؟

-تمرين اولى ! لابد ان يكون هناك بداية فى وقت ما . وانت تعرفين هذا 0
-ماذا تعنى ... بداية ؟ ... لن استطيع السباحة قبل ان افرغ حقائبى فاخرج منها ثياب السباحة 0
مد يده يساعدها على الوقوف : ولماذا تزعجين نفسك ... انه شاطئ خاص ... مغطى وبعيد عن النظر ... فعودى الى الطبيعة . فنحن لن نمانع 0
-هل ... هل ... تقترح ان ... اسبح ... عارية ؟
-الماء دافئ ، كما اظن 0
-لايمكن ان تكون جادا سيد كراين . اظن ان من الافضل الدخول الى الفيلا و ...
-مهلك لحظة ... يجب ان نبحث بعض التفاصيل ، لنتفاهم عليها بشكل صحيح 0
انتظرته ليتكلم ... لكنها وجدت نفسها تنجذب نحوه ببطء ووضع كلتا يديه على كتفيها : بداية ... امامك فقط اربعا وعشرين ساعة عليك فيها نسيان امر السيد كراين ولفظ سيدى 0
-صحيح لكن بماذا اناديك ؟ يجب ان ندعى ان بيننا ... بيننا ...
-علاقة حب كاملة !
-اوه ... لا ! لا يمكن التظاهر بهذا اذا لم يكن حقيقيا . لكن حتى ولو تظاهرت بهذا فساظل سكرتيرتك . اذا كنت على علاقة معى ... فاين سكرتيرتك ؟
-ناتالى ... انت طفلة ذكية ! لقد فاتنى التفكير فى الامر ... لن تقتنع ريتا ، او ربما لن تكترث اذا عرفت اننى اعبث مع سكرتيرتى 0
-كان يجب ان تستخدم جاين ، التى كانت ستقوم بالدور بكل اتقان 0
-ومن هى جاين ؟
-انها زميلتى فى الشقة ... لقد رايتها ... ذلك اليوم عندما كنا مع الاطفال ...
-اوه ... العمة المجهولة ... اتذكرها ... لا يا ناتالى يجب ان يقوم بالدور من اثق بها لا من لديها القدرة على ابتزازى فيما بعد 0
-ما يجب ان تفعله ... هو الزواج 0
-لا تكونى ساذجة . فهذه ليست رحلة يرافق الرجال فيها زوجاتهم ... ثم ان هذا لن يردع ريتا 0
-مما اسمعه منك عنها ... اظن اننى ساكون فاشلة امامها 0



-لا اظن هذا ... فطبيعتك عكس طبيعتها تماما ، وهذا ما سيهزها ... كما امل . لذا ابدئى بالتعاون ، ولاتنادينى سيدى اثناء وجود ريتا . نادينى كولت كما ينادينى اصدقائى . وحاولى ان لاتشهقى كالساذجة عندما افعل هذا ...
وبسرعة البرق التفت ذراعه على خصرها ويده الاخرى امسكت بذقنها ليضمها اليه بشدة 0
تاثير العناق هذا على ناتالى كان اقوى من قدرتها على تحليله . فعندما تركها احست بالدوار ، وكانما اعصار قد ثار فى داخلها ولم يتوقف بعد . ابعد راسه عنها وكانه يسمع جيشان مشاعرها ... ثم قال لها : لاتظهرى قلقة هكذا ... ستتحسنين مع التمرين 0
منتديات *****
التمرين ! الكلمة دارت فى فكرها تعذبها وهى تحاول التفتيش عن رد مناسب ... وتحرك متجها الى البحر ، لكنه توقف والتفت اليها : على فكرة ... هناك علبة على سريرك ... لقد بدات تصبحين مهملة ناتالى ...
واكمل سيره . فحدقت فيه مذهولة ... عم يتكلم ؟ لم تترك شيئا وراءها ... لقد تذكرت الالة الكاتبة الصغيرة ، والاوراق جميعها واحضرت كل الوثائق المطلوبة لابرام الصفقة ، لذا الافضل ان تذهب ةتتاكد بنفسها !
بعد لحظات كانت يدها تغوص فى بحر من الاوراق الهشة داخل علبة لماعة كانت على السرير . بدا منها لون قرمزى وذهبى ... ثم البيكنى المذهب . ومعه شئ لم تشاهد مثله من قبل ... سترة للشاطئ قرمزية لها ياقة عريضة عرض اصبع لونها ذهبى ....
اخيرا ... تقدمت نحو المرآة لتضع السترة امام صدرها فطغى لونها القرمزى على اللون الاحمر فى خديها : اللون الذى اشعله ك0ك منذ لحظات ... كان فى عمق العينين اللتين طالعتاها فى المرآة ذعر غريب ... مرة اخرى اظهر لها كم من العقم مخالفة اوامره 0
احست فجاة انها ترتجف . كما احست بالخوف ... لكن لم تكن تعرف ان الخوف قد يكون منعشا هكذا ...

* * * * *






lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:43 PM   #14

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

5- عمل خارج الدوام 0

تناولوا العشاء تلك الليلة على ضوء الشموع تحت سماء استوائية مليئة بالنجوم اللامعة التى فاق توهجها توهج اللهب الذهبى المنبعث من الشمعة ... راح نسيم دافئ ناعم يتلاعب بذراعى ناتالى العاريتين .... واخذ البحر يتنهد فى الظلمة ، وكانما همساته تحاول اقناعها انها موجودة فعلا فى هذه الجزيرة ، الجنة 0
ابعدت ناتالى مرفقها عن الطاولة ، فابتعد ذقنها الحالم عن يدها ... وافاقت من جلستها فاكتسى وجهها التعبير الذى يبدو كلما تهيات ليوم عمل جديد فى المكتب0

بدا الرجلين قد نسيا وجودها مؤقتا وهما مستغرقان فى حديث عملى ... وسمعت ك0ك يكمل حديثه : .... اجل .... اظن ان علينا اللعب بصبر الايام القادمة 0
فاجابه مات : انت محق ... روتنغهام لن يترك مؤسسته الا متى استعد تماما 0
-لكنه سيعمر اكثر مما تظنه العائلة ... لذا اظن ان علينا التريث معه . فهو ومن معه ضيوف بالدرجة الاولى ثم منافسون فى الاعمال . ولا تنسى ان زملاءه ضغطوا عليه ليبيعهم اسهمه ... وقد يجرده من سلاحه وجوده فى محيط هادئ اكثر مما كان سيحدث فيما لو وجد نفسه وسط تكتيكات مملة 0
نظرت ناتالى الى كولت : الا تخشون ان تعرض شركة منافسة سعرا اعلى ؟
-بالطبع هناك مخاطرة . لكننى اعرف ان روتنغهام ابدى رفضا قاطعا لكل الاشاعات المتعلقة بالبيع وهذا يبعده فترة عن الضغط 0
فقال مات : هذا اذا استطعت لجم ريتا !
فنظر اليه كولت بحدة ، فابتسم الرجل الوسيم وهز راسه ، ثم قال بلهجة ذات مغزى : تاكد فقط انك لن تدفع ثمنا غاليا 0
تلك الكلمات بقيت تدور فى ذهنها بعد ان دخلت تستريح فى غرفة النوم الرائعة الاثاث ... فثمة شئ ما فى لهجته ازعجتها ، وكانما يتوقع منها ان تخذل كولت نفسه قد بدا يندم على اصطحابها معه فى هذه الرحلة ... تاقت نفسها الى كسر الواجهة التى يختبئ وراءها هذا الرجل لتكشف طبيعته الحقيقية ... كيف سيكون يا ترى ؟ كيف لها ان تتعامل مع اصدقائه 0
خلعت ملابسها ، وارتدت غلالة نوم شفافة ثم فتحت باب الحمام ... فتنسمت منه رائحة عطر رجالى جعلتها تحدق البصر فى الشعر الاسود والجسد الطويل المرتدى روبه الابيض ... فشهقت مذعورة ... تحاول الاعتذار : اسفة ... لم اكن اعرف ... اوه !
علق كعب قدمها فى حافة ثوب النوم الطويل قليلا فحاولت جاهدة استعادة توازنها ، فتشت يائسة عن شئ تتمسك به ... وبدلا من الوصول الى ستارة المغطس وجدت



كم روبه اقرب اليها .... واذا الذراع القوية تحت الكم ترتجف قليلا دون ان تتخلى عنها 0
امسكت يد كولت الاخرى بكتفها ، امسكها بثبات حتى استقامت ... ثم قال بلهجة صارمة : لاتعتذرى . قد يصبح الامر عاديا بعد بضعة ايام 0
-ماذا ؟ ثم ماذا تفعل هنا ؟
-نحن نتشارك هذا الجناح ... الم تعرفى هذا ؟ ظننت ان هذا افضل . فهذه الغرف تقريبا وفى مؤخرة الفيلا . كما اننى مضطر لارضاء ضيوفى ... ولتوضيح ما اتفقنا عليه 0
-اتفقنا عليه ؟ اتمنى اننى ساشاركك الجناح والحمام ... طول اقامتنا فى هذا المكان؟
-هذا صحيح . وظننت الامر مفهوما لك . فهناك انطباع محدد يجب ان نجعله مقنعا0
-اوه .... اجل ... افهمك جيدا .... ! لكن عجبا ، هل تتوقع منى المضى فى الامر حتى نهايته اى حتى فراشك ؟
فالتوى فمه ساخرا ثم عاد الى طبيعته : اذا كنت ستفاجيئننى دائما فقد يغرينى التفكير فى الامر ... فانا مضطر للاعتراف اننى لم انتبه الى جمال وسحر سكرتيرتى ... خاصة عندما ينسدل شعرها كما الان 0
ملاتها نظرته ذعرا ... واحست بان جسدها مكشوف تماما تحت هذا القميص الشفاف ، فلفت ذراعيها حول صدرها : لست جادا ! وانت تعلم اننى ما كنت لاجرؤ على الدخول الى هنا لو عرفت انك فيه ... ساتاكد من عدم حدوث هذا ثانية !
ارتدت الى الخلف وهى تتكلم ... فلحق بها ليقف عند الباب وليراقب تراجعها المحرج 0
-ان هذا لمخيب للامل حقا ! انت تحمرين خجلا ناتالى !
-وماذا تتوقع ؟ كان يجب ان تحذرنى مسبقا ؟
فرد ببرود : نسيت ... لكن لا حاجة لك للقلق . ساسامحك 0
كانت تجهل كل الجهل كيفية التعامل مع هذا الموقف فارتدت اكثر فاكثر وهى تحدق فيه ... وهو يستند بطوله وجسده الجذاب الى اطار الباب . اغمضت عينيها يائسة وقد ادركت فجاة كيف يمكن ان تتحقق ... فمنذ لحظات وهى تخلع ثيابها كانت تفكر فى اختراق واجهته للوصول الى حقيقته ... والان يبدو لها انها لو قامت باية حركة خاطئة ... فستواجه اكثر من اكتشاف !
سمعته يقول بصوت ناعم : تعالى الى هنا ناتالى !

خفق قلبها بقوة وهى تهز راسها رافضة النداء فى عينيه اللتين لم يرف لهما جفن 0
-تعالى ... انت تعرفين انك تريدين الاقتراب منى 0
-لا !
-يالك من كاذبة فاشلة ناتالى 0
-لست كاذبة !
-لا تجادلى ...
ومد يده منتظرا الطاعة 0
وكانما كانت منومة مغناطيسيا ... حاولت جهدها منع قدميها من التحرك ، وفى خطوات صغيرة مترددة فوق السجادة السميكة التى تعطى الخطوات صمتا رهيبا ... وقفت على بعد ذراع منه تحدق فيه بذهول ... وسالته عن قصد : نعم سيدى ؟
-لن تخدعينى ... انت لا تشعرين بضرورة الطاعة . اليس كذلك ؟
-بما انك سالت ... لا سيدى !
-هذا ما ظننته ... لماذا لا تكونين صادقة فتعترفى بانك فضولية ؟
كان انكارها سريعا جدا ... فابتسم ثانية : اما زلت تتسائلين عما اذا كنت من البشر . ناتالى ؟
سارع اللون القرمزى يغزو خديها ... فحاولت ان تحتج ، لكن لسانها رفض التحرك ... فهز راسه ثم قال : اعلم جيدا الشكوك التى تدور فى راسك بشانى 0
ثم مد يده ببطء يلتقط خصلة من شعرها ، شدها بها دون عنف ، انما بثبات كاف ليجبرها على الاقتراب منه الى حد جعلها تشعر بقماش روبه يلامسها ، وترى شعر صدره الاسود من خلال فتحه ياقته 0
كانت متصلبة الى درجة كادت تجعلها تقفز فيما تحركت . فما كان منها الا ان حفرت باصابع قدميها فى السجادة السميكة ، اخذ قلبها يدور كالدينمو ... بدات الاحرف الزرقاء المطرزة على روبه تدور وتتراقص ... واحست بالدفء والارتجاف 0
وتحرك ... واقترب وجهه من وجهها ، فاخذت اعصابها تنبض من التوتر ، وعلقت انفاسها فى حنجرتها ... فجاة شاهدت اسنانه البيضاء ... وقال : اتعلمين ناتالى ... ربما فى نهاية هذه الرحلة ... ستكتشفين ما تريدين 0
وتركها فجاة مبتعدا عنها قاصدا الباب الاخر للحمام قائلا من فوق كتفها بكل عفوية : الحمام لك الان ... تصبحين على خير 0



كانت مشاعر مختلطة مشوشة ، عجز الماء معها عن تهدئتها . عندما مدت يدها الى روب الحمام السميك والقت نفسها فيه كان فى حركتها توتر والحاح ... لكنها لن تعترف ابدا انها بعد ان انتهت من مواجهته احست بشعورين هددا بالسيطرة على ما تبقى من مشاعرها 0
كانت منقسمة النفس بين الصدمة والغضب ... وماذا بعد ؟ بالتاكيد ليس خيبة الامل . فهذا الشعور سخيف ! فلو حاول ان ... لصفعته على وجهه ... فليس من حقه ان يشاركها الحمام ! والا لما كان هناك ضرورة للتمثيل ! او التمرين ! ثم كلامه هذا عن كونه من البشر وكل ما يمكن تن تتوقع اكتشافه هو امثلة تدل على مدى بعده عن البشر 0
استيقظت ناتالى فى اليوم التالى بعد ليلة قلقة ، تشعر وكانها غريبة عن العالم 0
اكدت لنفسها بحزم ان سبب هذا الشعور يعود الى طبيعة الطقس وسيلزمها يوم او يومان للتاقلم . لكن هذا ليس عذرا يبرر استغراقها فى النوم فى اليوم الاول لها فى هذه الجزيرة . ايكون ذلك يسبب ما حدث البارحة ... لا !
منعت ذهنها بحزم من التفكير بما حدث فى الحمام ... لا عجب انها تقلبت فى فراشها ارقة ... لكن عليها الان ان تظهر الهدوء امام الناس 0
تبين لها ، على الاقل ، انها ليست الاخيرة فى الحضور الى الفطور ، اذ لم تجد اثرا لكولت ... وهذا افضل لها . لكن مات كان على الشرفة يحمل فى يده كوب من عصير شهى ويجلس الى طاولة بيضاء مستديرة معدة لثلاثة اشخاص 0
بدا لها مات لطيفا ، وكانه عم حنون ، بشعره الرمادى المتطاير فى الهواء المنبعث من البحر وباسارير وجهه المتوسطة العمر التى فيها بعض من التعاطف 0
ما ان جلست الى طاولة حتى قطع طيف الشرفة ، فرفعت نظرها فاذا هى امام عينى ك0ك الساخرتين . انه كما يبدو كان يسبح ، فقطرات الماء مازالت على كتفيه وصدره . وهو مازال يرتدى ثوب سباحة ازرق اللون ويضع المنشفة على كتفيه ، حيث بان شعر ه الاسود مبللا ، بدا فى مظهره هذا وكانه فتى لعوب صغير لا رجل صناعى جاد فى عمله 0
-هل نمت جيدا ناتالى ؟ سالها
-تقريبا 0
كان من حسن حظها ان ماريا اختارت تلك اللحظة بالتحديد للظهور ، فراحت تسالهم عما يريدونه من طعام وما ان انتهت مدبرة المنزل من معرفة طلباتهم حتى استعادت ناتالى رباطة جاشها بعد نظرته الساخرة التى ذكرتها بليلة امس . لم يكن الامر بالنسبة لها التاقلم مع محيطها فقط ، بل التاقلم مع وجود ك0ك فى كل مرة يتقابلان فيها 0
لم يكن الضيوف سيصلون قبل صباح اليوم التالى ... وهكذا اخذا الرجلان يتحدثان عن مخططهما هذا اليوم . قال مات : جولة سريعة فى الجزيرة على ما اظن ، ستتيح لنا تعريف انفسنا الى ما يحيط بنا 0
فضحك كولت : تعنى نعطى انفسنا مظهر من يعرف كل شئ ... طبعا 0
-طبعا ... انت تفهمنى جيدا !
-للعشرة حق 0

والتفت مات الى ناتالى : اتعلمين ؟ لدى شعور ان اليوم سيكون مرهقا اكثر من اى يوم عمل فى المكتب 0
راى مات لم يكن بعيدا عن الواقع ... فقد كان يوما مرهقا بالفعل ، لم تستطع بعد انتهائه اخفاء تعبها وذلك بعد ان عادوا متاخرين مساء اثر جولة شاملة فى الجزيرة 0
لم تجد ناتالى اثر لتصرفاته التى كانت فى الليلة السابقة . فلقد عاد ذلك الرجل الى طبيعته المعهودة ، ذلك الرجل الغليظ الذى يجرى وراء هدفه باصرار ... انه اى شئ الا بشرا . وجلست ناتالى ترتشف كوب الشوكولا الساخن استعدادا للنوم بينما الرجلان يبحثان امر رحلة صيد سمك سينظمها كولت للضيوف فى موعد مقبل من الاسبوع ... وتمنت ناتالى الا تشاركه رحلته . فهى كرهت هذه الرياضة من خلال مشاهدة افلام عنها ، واحست بالثورة نفسها التى تحس بها عند مشاهدة افلام مصارعة الثيران ، التى ينتهى فيها الصراع الخالى من الشفقة الى موت الخاسر . وتساءلت ما الذى يدفع الرجل الى الرغبة فى الصيد والقنص والقتل ، اللمتعة ؟ ام لانها ارث قديم منذ صدر التاريخ يشق درع الحضارة فى بعض الاحيان تاركا شهوة اراقة الدماء تطغى على الرجل ، وينقلب فى بعض الاحيان الى اراقة دم بنى جنسه من رجال ، وينقلب فى بعض الاحيان الى اراقة دم بنى جنسه من رجال ونساء واطفال ... وسمعت صوت كولت يكمل حديثا معها : ... حاولى ان تظهرى اكثر سرورا وسعادة 0
حدقت ناتالى فيه وهو يقف فوقها ، ساخرا تعابيره ، فاقدا صوته الصبر ... ماذا كان يقول لها ؟
-استميحك عذرا ؟
-قلت ، حاولى ان تتذكرى لعب دورك وكانك تعنينه تماما 0
-اوه ... اتعنى ...
-اجل ... اعنى ... انا اعتمد عليك كل الاعتماد فى تجنب اية مضاعفات 0
فقاطعه مات : اوه كولت ... فليكن فى قلبك رحمة ! الاترى ان الطفلة ميتة من التعب ... لو وضعت نفسى مكانها فى هذه المهمة الحقيرة ، المطلوبة منها ، لهربت على اول طائرة عائدا الى بلدى ، هذا بعد ان اقول لك بضع كلمات موزونة بشان عملك الحقير هذا !
وساد صمت قطعه بوضوح شهقة ناتالى التى توقعت انفجارا وردة فعل عنيفة من ك0ك. لكن شيئا يشبة البسمة كان يلوى اطراف شفتيه وهو يقول لها : لا حاجة لكل هذا الذهول ! ثمة على الاقل رجل واحد فى الدنيا يمكنه قول رايه بى بكل صراحة ، وهذا ما يفعله دائما . يبدو انك حصلت على بطلك المنقذ ... لكن لا تحاولى الاستفادة كثيرا من هذا الواقع !
لم ترد ناتالى عليه ... فقد تعلمت ان مات عالم بشان خطة كولت ودورها فيها ، ثم تذكرت نظرة الاشفاق التى ظهرت على مات ذلك الصباح ... عندئذ تساءلت مصدومة عما اذا كان قد سمع صدفة او شاهد ما جرى فى الليلة السابقة ، مع ان التفكير السليم يؤكد لها ان هذا مستحيل لان غرفته فى الناحية الاخرى من الفيلا 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:46 PM   #15

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظر كولت اليها نظرة ذات مغزى واكمل : مات على حق كلنا عالقون فى الفخ ... اعطيك نصف ساعة لتستحمى 0
لاحظ مات نظرته ذات المغزى فقال : اذا لم تستطع الاستحمام فى نصف ساعة . فسيكون الامر سيئا 0
تصاعد الغضب الى وجنتى ناتالى احمرارا . فنسيت كل الانضباط الذى اعتادت عليه فى عملها ، وصاحت بالرجلين : احس اننى اسوا وضعا من المتزوجة ! وخرجت ثائرة من الغرفة ، تحملها خطواتها الغاضبة الى الردهة الموصلة الى الطرف الاخر من الفيلا الواسعة لكنها عادت فخففت سيرها ببطء فلحق بها كولت عند الباب الموصل الى جناحهما . واحكم يديه على كتفيها يوقفها ويسالها بعنف : ماذا تعرفين عن الزواج ؟
-ما يكفى لاعرف ان سحره يزول بسرعة !
حاولت دفع يديه عنها ، لكنه قاوم جهودها بسهولة 0
-انها ملاحظة ساخرة ! اذن انت تؤمنين بالزواج ؟
-لم اقل شيئا من هذا القبيل !
ادارت وجهها اليه لتتمكن من النظر فى وجهه لكن الظل اخفى عينيه عنها ... فسالته ببرود : ثمة شئ اخر سيدى ؟
كانت الحركة ، وسؤالها ، خطا نظاميا ... فقد جعلا من السهل عليه ان يلف ذراعه حول خصرها ويجذبها نحوه ، ثم يقول بهدوء : اجل ... اريد معانقة سكرتيرتى قبل النوم 0
احست ناتالى بانها علقت فى فخ صنعته بيديها . فخ بدا بسرعة فى تحريك احساساتها ... فتصلبت : لكن تمثيل الدور لن يبدا قبل الغد ؟
فزاد ضم جسدها اليه : وان يكن ؟ فالساعة تقارب منتصف الليل الان 0
كان شكل راسه يلوح لها من فوق ، ثم انخفض ببطء فى وقت اخذت فيه عيناها تغمضان ... وتحركت يداه تداعبان ظهرها ، بلمسات ناعمة مصممة دفعت ناتالى ، المسلوبة الارادة ، الى الجمود . ثم بدا قلبها يخفق بسرعة مالوفة اصبحت تعرف انه واقع كلما اقترب كولت منها ، فما بالك بان يلمسها ؟ ... وبدات طرقات انذار دفاعاتها تضرب بقوة فى راسها 0
حاولت ان تقول له شيئا ، بعد ان لفظت اسمه بضعف ... كما حاولت التراجع قبل ان تفقد السيطرة على نفسها ... لكن الكلمات لم تخرج سوى آهات مخنوقة ، وفقد جسدها القوة والمقاومة لحظة اشتداد ذراعيه المفاجئ الذى جعل احساساتها تكاد تنسل منها 0
تحت تاثير ضغطه على جسدها الطرى ، ضاعت ناتالى ، فتدفق مصهور لهذيان مجنون بدا يسرى فى اطرافها واذا بذراعيها تجدان طريقهما الى ظهره ، تلمسان اطراف اصابعها حرارة جسده تحت القميص الحريرى الرقيق ... واذا بها تتجاوب ... وتتجاوب ...
احست به يتنهد عند التصاقه بها . فلمست حدود فكه باطراف اصابعها دون وعى ، تريده ان يستمر فى عناقه ، لكنه للحظات نظر اليها ، واساريره عميقة لا يمكن التنبؤ بها ... حاول صوت ضعيف ... بعيد بعيد قدم من زوايا عقلها التغلب على قوة



الرغبات محذرا اياها من الوقوع فى الندم اذا استجابت لتلك الحماقة لكنها لم تكن تريد ان تصغى ، بل ارادت ان تمضى فى اختيار احاسيسها الجديدة وما قد تعد به ...
سمعته يهمس فى اذنها : لك طبيعة ملتهبة خلف هذه الواجهة العنيدة ... فلماذا كان الخصام بيننا منذ البداية ؟
-انا لم اخاصمك بل انت من فعل 0
-ماذا سنفعل اذن ...
جملته لم تتم لان النور غمر الردهة ، فخرجت من فم كولت لعنة حادة تبعتها صيحة استنكار اخرى : انا اسف ... ! لم اكن اعرف انكما مازلتما ...
حررت ناتالى نفسها من ذراعيه ، وشاهدت مات يقف فى باب الغرفة التى تضمهم هم الثلاثة منذ قليل . وبدا الحرج على الرجل ، حتى الصدمة . واحست ناتالى بالحرارة تحرق وجنتيها ، وحاولت بذعر تسوية ثيابها ثم دارت على عقبيها تهرب . لكن ذراع كولت منعتها ... فقد استعاد رباطة جاشه بسرعة وسهولة وقال لمات ببرود : بالطبع لم تكن تتصور ؟ فلا تقلق . ستتعود على منظر كهذا !
وانزلقت يده عن كتفها نزولا الى مؤخرتها تضعها هناك : امامك بعد عشرون دقيقة يا حلوتى ... ام ان الامر ما عاد يقلقك !
المعنى الخفى فى كلامه واضح وضوحا جعل وجنتيها تصطبغان باللون القرمزى من جديد . ونظرت اليه ، فلم تصدق ما شاهدت ، ففى عينيه لمعان ساخر ، والتواء مماثل فى اطراف فمه ... انه يضحك ! يضحك بالفعل عليها بعدما فعله بها ...
فى تلك اللحظة ثابت الى رشدها ... فتسليته الواضحة احرجتها احراجا شديدا واخجلها بطريقة فقدت معها سيطرتها على نفسها معه ... فغضبت وصاحت : اجل ... الامر يقلقنى ! لكن شيئا اخر يزيدنى قلقا ... ما هو الامر الذى سيعتاد عليه مات ؟ ما الذى سيعتاد على رؤيته ؟ فانطفا بريق المرح من عينيه على الفور : اوه ... يالله عليك ناتالى ... دعك من التصرف الطفولى ... اعنى بضعة عناقات ! هل ستاخذين كل ما اقوله بجد محبط هكذا ؟
-بضعة عناقات ؟
-وما غيرها ؟
احست ان هناك شيئا قد تغير فيه ، شعرت به من خلال طريقته فى النظر اليها ومن تصرفه ... فجاة فهمت انه يريدها ، رانه كان مستعدا ، مع قليل من التشجيع ، على المضى حتى النهاية ، او فى الواقع حتى النهاية المنطقية ... لكنه الان تحول الى غضب يماثل غضبها 0
حاولت الفتاة تهدئة مشاعرها ، فقالت مرتجفة : الفتاة التى تفعل كل هذا لاجلها ليست هنا بعد ...لذا لست ارى السبب الذى يدفعك ...
فقاطعها منهيا كلامها : لمحاولة القفز فوق الحواجز ؟ لو كنت اعلم ...
وترك الجملة معلقة فى الهواء ، فاشتدت قبضتا يداها : نعم كولت ! لو كنت تعلم ماذا؟
-اوه ... انسى الامر ! لكن لاتعتمدى على صبرى كثيرا فى التظاهر بالكرامة المجروحة ... فقد بدات افقد صبرى و


ونسيت ناتالى محولاتها تهدئة الموقف ... فصاحت : انت تفقد صبرك ! اظن انه من الافضل لك ان تقرر بالضبط الى اين تريد الوصول بخطتك السخيفة . ومن تريد ان تحملها : طفلة ... ام فتاة جادة بشان كل شئ ! ام انك تريد فتاة تستطيع المرح معها كيفما حملتك اهواؤك ؟ ام ان رايك بى وضيع اصلا ... اليس كذلك ؟ ايها ...
وصمتت شاهقة وقد خطا نحوها مهددا ... ومدت يدها وكانها تدافع عن نفسها وصاحت : لماذا لا تعترف بهذا ؟ لقد بدوت لك ملائمة عندما احتجتنى ، وكنت غبية كفاية لاننى شعرت اننى مدينة لك بشئ . لكننى لن اسمح لك باستغلالى هكذا ! ساحاول الوفاء بوعدى ، لكن دون المزيد . وعندما تعود الى الوطن ... من الافضل ان تفتش لك عن سكرتيرة جديدة 0
صمتت لحظات تلتقط انفاسها ثم اكملت : فتش عن سكرتيرة تلائمك اكثر مما الائمك ... واحدة لن تمانع فى ان تستغفلها !
ارتدت على عقبيها معمية البصر ، تتعثر فى مشيتها الى غرفتها وصفقت الباب ورائها والدموع تنخر عينيها وتخنق صوتها ... وهمست لنفسها بشراسة : اكرهه ! اكرهه ! انه ظالم متعجرف ! لايهمه احد ! ليت عينى لم تقعا عليه !
فى صمت وهدوء الغرفة التى لم تعتد عليها بعد ، تحركت يداها دون وعى للقيام بعملية اعتادت عليها طوال عمرها ... فخلعت ملابسها ، لتطويها دون اعتناء ولتضعها فوق كومة من الملابس الاخرى الجاهزة للغسل ، ثم غرزت الدبابيس دون عناية فى شعرها تبعده عن وجهها كى تتمكن من ازالة الماكياج عنه . ثم نفضت ثوب نوم نظيف ... وارتدته دوم ان تستحم ودون ان تنظف جسمها الذى ينضح عرقا ... فهى لن تخاطر ولو لاجل الدنيا كلها بلقاء اخر مع ك0ك 0
تمددت متوترة الاعصاب داخل الملاءات الباردة ، تعض شفتها مانعة بذلك حاجتها للبكاء ... فكم ستكون غبية لو بكت بسببه ؟
وخرجت آهة كبيرة منها ... بعد ان ادركت تماما ما فعلت ... وتذكرت انها بالفعل قدمت استقالتها ... واعلنت له انها ستترك العمل وطلبت منه ايجاد سكرتيرة اخرى !
بعد اسبوعين من الان ... لن تراه مجددا ....
*****


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:52 PM   #16

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

6- انت ملكى 0


فجر اليوم التالى كان منظر الطبيعة من نافذة غرفة ناتالى جميلا بشكل غير معقول ... مع ذلك فقد فشل فى رفع ثقل البؤس الذى حط معنوياتها . سمعت صوت مات فى الخارج ، فى مكان ليس ببعيد ... ثم سمعت الصوت الحاد الاعمق الذى جعلها تجفل وتقف جامدة الى ان ابتعد ... لابد انهما ذهبا الى السباحة ... وبذلك تجد وقتا لتستعد فيه لتواجه ما قد ياتى به اليوم الجديد ... وهى تعلم انه لن ياتى بما هو اسوا من ليلة امس 0

بعد العاشرة بقليل ، غادر كولت المنزل الى المطار وذلك قبل وقت وصول ضيوفه الذين من المتوقع ان تحط بهم الطائرة الخاصة عند الحادية عشرة . وبدا من جديد ، التوتر الغريب ، يستولى على ناتالى . فللمرة الاولى تحس بالفضول بشان الفتاة التى ستلتقيها بعد قصير ... الفتاة التى يبدو انها تثير فى نفس ك0ك . هذا الخوف كله 0
هزت ناتالى راسها وهى تحاول انتقاء ماتريده لهذا اليوم . فما زالت تجد صعوبة فى تصديق انه فعلا يخاف من انثى متملكة مصممة على اطباق فخها عليه . انه اكثر من قادر على التعامل مع اى فتاة تعسة الحظ تجرؤ على التصديق انها قادرة على الوصول اليه ... هذا صحيح ... انه قادر على التعاطى مع الامر ... الا يفعل ؟ وها هو يستخدمها لهذا الغرض ... والسبب ان من المناسب له ان يحافظ على العلاقة مع هذه الانثى فى نفس الوقت الذى يضع نفسه بعيدا عن متناولها ... الى ان يحقق هدفه بنجاح !
لكن اليس هناك خلل فى تفكيره هذا ؟
وصلت ناتالى فى تفتيشها الخزانة الى البكينى القرمزى اللماع ذى الخطوط الذهبية الخفيفة ... لماذا لا ؟ فهى اليوم ستكون تلك القماشة الحمراء التى تتحدى النور ... فهذا ما يريده كولت ... اليس كذلك ؟
كانت تجلس على الشرفة ، ترتشف كوب عصير مثلج تحاول اجبار نفسها على الاسترخاء ، عندما سمعت صوت سيارة تقف امام الباب ... ثم سمعت اصواتا ، لبضع رجال اولا ، تبعها صوت انثوى مبوح ملئ بالتحدى . وضعت الكوب من يدها ، متسائلة عما اذا كان يجب ان تتقدم للقائهم ... فهو لم يوضح هذا لها ... لكنها ذكرت نفسها وبمرارة انها مجرد موظفة ، لا مضيفة لضيوفه ... ثم وقفت تقصد الباب ، فتلقت صدمة عندما رات من اطلت 0
اذن هذه هى ريتا ! سرعان ما احست الفرق بين تانقها المبالغ فيه وبين اناقة ريتا البسيطة ... وكان كولت يرافق ريتا هذه يتبعه رجلان ، احدهما صغير اشقر والاخر كبير فى السن رمادى الشعر ، اكبر من مات بشكل واضح 0
خرج كولت الى الشرفة : ريتا ... هذه ناتالى ... يدى الثالثة 0
فنظرت ريتا اليها دون اكتراث ظاهر : مرحبا 0

لم يظهر عليها النية فى المصافحة ... ثم حدقت ناتالى بقلق فى الفتاة الجميلة الواثقة من نفسها ... فعرفتها فورا انها الفتاة التى رافقت كولت فى تلك الليلة المشؤومة فى ملهى زمردة الكاريبى ... ما من مجال لتخطئ هذا الشعر !
نظرت ريتا مقطبة الى ناتالى ، فخنقت تنهيدة خيبة ، ستموت خجلا لو عرفتها ريتا ... لكنها لما وجدت ان ريتا لم تعرفها ادارت وجهها الى الرجلين ، كان مات قد اقبل فى هذه اللحظة ، فالقى اريك ، الشاب تحية ودودة بينما هز روبرت ، جد ريتا راسه باقتضاب ، لكن مصافحته لها كانت حارة ، وفى عينيه صراحة اعجبت ناتالى ، بدا فيما بعد ان الاعجاب بينهما كان متبادلا ... فبعد ان حمل الجميع اكواب الشراب ، جلس العجوز قربها ... عندما احست بالدهشة لتقربه منها ثم بالعطف عندما اخبرها ان فى صدره آلة لتنظيم نبضات القلب زرعت له اثر عملية جراحية منذ ستة اشهر . واردف : لهذا يجب ان اتخلى عن كل شئ ... لا استطيع اعطاء الشركة كل طاقتى ... وزوجتى تقول انها ترغب فى الاحتفاظ بى حيا بضعة سنوات اخرى 0
وتنهد ، فادركت ناتالى من خلال نظرته مامعنى تخليه عن السلطة التى احتفظ بها زمنا طويلا ... ثم تابع بحزن : لكننى ساجد صعوبة فى التنحى ... والدى اسس هذه الشركة منذ ثلاثة وستين عاما ، وشاركته العمل فيها منذ كنت فى الرابعة عشرة . فى تلك الايام لم نكن نسعى للتحصيل العلمى فى الجامعات ... بل كنا فى صراع مع الحياة . كنت اقوم بالحمل والترتيب والتنظيف فى المختبرات ، الى ان سمح لى بتعبئة بعض الزجاجات 0
اطلقت ناتالى ضحكة دهشة ، على الثقة غير المتوقعة التى وضعها فيها هذا الرجل ... واحست بتاثر غريب ، فقالت : انا سعيدة لقولك هذا سيد روتنغهام 0
-كما لم اسمح للشركة . قط بانتزاع ارباح زائدة على حساب النوعية . مع ان ريتا وابن اخى يتهماننى باننى قديم الطراز 0
فابتسمت ناتالى : مفهوم خاطئ ، لايمكن تقديم النوعية على المال ويجب اعطاء الزبون حقه 0
-كنا فى الماضى نضع منظفات الشعر فى اوعية صغيرة ريفية الطراز عليها صور الاعشاب الطبية المستخدمة فيها ... والسيدات كن يجمعن هذه الاوعية ... لكن اوعية هذه الايام ليست سوى اضاعة مساحات فوق الرفوف 0
-طريقة التعبئة لديكم جميلة ... تشبة الطراز الذى يعود للظهور هذه الايام من الانتاج الطبيعى الريفى الاصيل 0
-لكن زمنى ولى . انها القصة القديمة " الانسان المناسب فى المكان والزمن المناسبين ... " اخبرينى ناتالى هل التكييف البلاستيكى يستولى على كل شئ فى امريكا ؟

-اذا كنت تتحدث عن التطور التقنى ... فقد حدث 0
-لا ... اتكلم عن النمو الاقتصادى على الطريقة الغربية 0
ما هى يا ترى وجهة نظره فى العوامل الاقتصادية العالمية ، وكم يفهم الصورة حسب وضعه الشخصى ... لكنها اجابت بعد تفكير : اعرف ان من الصعب المحافظة على افضل ما فى الماضى وتبنى افضل ما فى الجديد ، والمحافظة فى الوقت نفسه على ايمان المرء وصفاء ضميره ... لكن بالنسبة للتقاليد فان ك0ك يحافظ عليها الى جانب استعمال الحديث فى المكننة . لكن شيئا واحدا لايفعله وهو الغش فى حجم الوعاء الكبير بالكمية الصغيرة !
ولم يرد روتنغهام ، بل اخذ يحدق فيها وكانه لم يسمع ما قالته ... ثم سالها فجاة : الم نلتقى من قبل ؟
اجفلها سؤاله ... انها لم تشك لحظة فى وجود ريتا تلك الليلة فى الملهى ... لكن العجوز لم ينطبع فى مخيلتها : انا ... لا اظن هذا ! لا ... لااظن اننا التقينا من قبل سيد روتنغهام 0
ريتا ، كانت تقف قرب مقعد جدها تعلو التقطيبة جبينها ... فقالت بصوت بارد اجش : غريب ... لدى الانطباع نفسه . اشعر باننى شاهدتها من قبل . واحاول ان اتذكر اي؟
تصلبت ناتالى تحت نظرة الفتاة الممعنة ثم هزت ريتا كتفيها بقلة اكتراث وقالت لجدها : ساتذكرها ... فلا تقلق !
استند روبرت العجوز الى ظهر كرسيه ، واغمض عينيه من الشمس . بدا متعبا وشاحبا ، رغم سمرة بشرته ... وانهت ريتا شرابها ثم ادارت وجهها الى كولت والتحدى المتعمد فى عينيها : متى ستعرفنى الى البحر الرائع ؟
فرد ببرود : وهل انت بحاجة لمن يعرفك اليه ؟
-ليس فى الواقع ... ولكن حرارتى تقول اننى بحاجة الى تبريد 0
-الافضل ان تقولى متى 0
-الان ؟
-لم لا ؟
ابتسمت ريتا راضية : اعطنى دقيقتين واغير ملابسى 0
لم تمض دقيقتان حتى عادت ريتا تعرض جسدها الرائع الذى ارتدى ثوب سباحة يعد الاكثر اختصارا وتعقص شعرها دون اعتناء رامية سترة البحر على كتفيها تختال كمن تعرف تماما قيمة نفسها ومقدار جاذبيتها . عندما اقتربت من كولت امسكت يده ثم سارت معه باتجاه الرمال ... فالتفت الى ناتالى : هل انت قادمة ؟
وقبل ان تجيب ناتالى انفجرت ريتا بالضحك : فى هذا الثوب ؟ لابد انك تمزح كولت ... لايمكن لاحد ان يترك مثل هذا الثوب البديع يبتل . تعال!
فى دقائق معدودة تمكنت ريتا من ان تجعلها منزعجة من مبالغتها فى بهرجتها وزينتها 0




وقفت ناتالى فجاة لتدخل المنزل ، فارتدت بنطلون جينز وقميصا اصفر اللون ... من المؤكد ان فكرة ك0ك فى جعلها انيقة الملابس قد فشلت . وكان عليه اصلا ان يقتنع بانها ليست من الصنف العابث ... انه فتاة عاملة تعتبر من اولوياتها الحفاظ على النظام ... وارتداء بيكينى ذى خيوط مذهبة لم يكن مما تفكر فيه او توافق عليه ...
نظرت الى وجهها بعد ازالة المساحيق عنه حيث كان شعرها مازال مربوطا الى الخلف فتمنت لو ان ك0ك لم يشركها اصلا فى خطته لهذه الرحلة ... انها رحلة مقدر لها الفشل ... ثم لماذا ازعج نفسه بهذا كله وها هو يذهب الان معها يدا بيد ؟
عادت مغمومة النفس الى الحديقة فوجدت روبرت وحده ولا اثر لكولت وريتا 0
-اين الجميع ؟ سالها
فهزت راسها : لست ادرى ... هل تود بعض الشراب ؟
-لا ... شكرا عزيزتى 0
وقف روبرت متمطيا متثائبا فبانت اثار التعب وقد تلاشت منه وظهرت عليه الحيوية والنشاط ... فبدا لناتالى الجانب الاخر من شخصيته : فلنخرج لنستكشف ... هه ؟
ترددت ناتالى قليلا ... لقد بدا الضيف المهم بالتململ ! حسنا ... من الافضل ان تبدا فى تسليته الى ان يعود من لديه سلطة اعلى من سلطتها ليتولاه ... فابتسمت : لاباس ... هل تحب ان تتمشى على الشاطئ ؟
-لا ... بل اود رؤية الجزيرة 0
لم يخطر ببالها انه قادر على قيادة السيارة فى جزيرة ... لكن لم يكن لديها اى شك فى انها تواجه رجلا اخر معتادا على تنفيذ ما يريد 0
بعد تناولهما الغداء المكون من اطعمة بحرية . سمحا لمخيلتهما بالانطلاق لتامل مجموعة مذهلة من القطع النقدية القديمة الموجودة فى متحف محلى . اثناء عودتهما الى السيارة ، ذكرت له ناتالى ان من الممكن ان ك0ك والاخرين يتساءلون عن مكان وجودهما ، فكان رده : نحن كبار فى السن ، وهم ليسوا بصغار لايمكن تركهم وحدهم 0
واقفل باب السيارة بعد ان صعدت ةابتسم لها مردفا : هل هناك كنوز مدفونة هنا يا ترى ؟

فتوقفت ناتالى عن القلق ، وقررت ان تتمتع بصحبة هذا الرجل الخالى من الهم ، فهى لسبب مجهول احست براحة غريبة مع روبرت روتنغهام ، ويبدو انه يتمتع بصحبتها هو ايضا . فبعد هذه الفترة الوجيزة من التعارف بدوا وكانهما صديقان منذ سنوات 0
اثناء تجوالهما تاملا حطام سفينة عالقة على صخور الشاطئ فتاسفا على ما اصاب العديد من المراكب المنكوبة التى لاقت مصيرا سيئا فوق الصخور المرجانية عبر مر العصور ... وكان لديهما الوقت الكافى لمراقبة النساء البارعات وهن يصنعن الحبال من لحاء شجر النخل والوقوف امام الشاطئ للمراهنة على المدى الذى سيبلغه ارتفاع الماء المندفع من بين الصخور حين يتلاطم الموج . وفى مزرعة السلاحف الخضراء ، شاهدا الحظائر المائية مليئة بسلاحف عملاقة خضراء . واصر روبرت على شراء ما تعلق به مفاتيحها وكان ما اشتراه لها مصنوع من عظام غطاء السلاحف ... وحين شكرته قال لها مبديا سروره لسعادتها بالهدية : التذكارات جزء من المرح فى الاماكن الجديدة 0
عرفت الكثير عن روبرت روتنغهام خلال جولتهما ... وعن عائلته وشركته . ودهشت لمعرفتها ان ريتا اميركية : اجل ... لقد امضى ابنى ثلاث سنوات فى اميركا وتزوج فتاة اميركية . وهناك ولدت ريتا 0
فى مرحلة انطلاقها العفوية خلال صداقتهما الجديدة لم تعرف ما الذى كشفته عن نفسها له ، قد تكون كشفت شيئا لم تعرفه سوى مؤخرا ... لذا احست بالصدمة عندما اوقف السيارة قرب الشاطئ يسالها : اتظنين ان ك0ك وريتا يمكنهما الانطلاق فى شركتى ؟
فردت بعد تردد طويل : لااستطيع الاجابة عن هذا ... فانا لست سكرتيرة 0
-ربما تكونين سكرتيرة ، لكن لن تاتى بك الى هنا لو لم تكونى مهمة له ... ثم انا لم اقلل يوما من اهمية الاشخاص الذين يلازمون الظل ... فهناك قول قديم عن " ان من يراقب يعرف ما فى اللعبة اكثر من اللاعب "0
-صحيح ولكن ... ليس لدى السلطة لاعطى تقديرى . فانا اجهل الوقائع او الارقام ، وخفايا صفقة كهذه 0
لوح بيده بحدة ليصرف النظر عما قالته : وقائع وارقام ... اسمعى حبيبتى ... عندما تتم الصفقة وينتهى سحر الارقام والمال ... سيفى فقط من له القدرة على الاستمرار ... ويجب اعلامك اننى اسيطر على نصف الشركة ... وابنى وابن اخى يمتلكان الاسهم الاخرة مناصفة بينهما وكان ذلك الى ان مات ابنى قبل ثلاث سنوات فى حادث سيارة ، فاستلمت حصته ريتا التى لاتنوى ابدا التخلى عنها ... ومنذ ذلك التاريخ بدات المشاكل ، فهى دائما تكره واقع ان لابن عمها حصة تعادل حصتها . وتكره كذلك عدم السماح لها بتطوير افكارها ...واريك حذر دائما ... هو يهتم بالجانب الكيميائى وهو القسم الذى يشرف على سلامة وصحة منتجاتنا ... لكن ريتا تريد ان تعطى الاهمية لقسم التجميل الذى تشرف عليه ... اريك لايريد المخاطرة ، وكذلك انا 0



-لكن شركة كراين ستشجع هذا الاتجاة ... الن تكون هذه مخاطرة كذلك ؟
-تبا ! اجل لكن علينا ان نتذكر ان شركتى بدات اصلا كمورد لطلبات بسيطة ... والان كل السوق يعتمد على منتجاتنا الموسيمية لتموين البضائع . وعلينا ايصال حاجاته التى يجب ان لاتكون باهظة الثمن ... فالزبائن يثقون بنا ... لكن ريتا الان ستجرفنا الى البعيد ... فهى تريد ان تعلو فوق السوق ... انها تؤمن حقا ان باستطاعتها التغلب بمنتجاتنا على منتجات " ايستى لورد " و " ريفلون " 0
-انها واثقة من نفسها وكذلك ك0ك0 فما الخطا فى هذا ؟
-لاشئ ... ولكن الن يحطم هذا شركتى ؟ فانا قلق من المشاحنة التى لا تنتهى ... فبقدر ما احب ريتا ، بقدر ما اكره ان ارى شركتى تتغير ... وليس هذا فحسب فهناك واجباتى تجاه كل من يعمل لدى . بعضهم احس انهم من افراد عائلتى فاباؤهم عملوا مع ابى ... ونحن مدينون لهم لانهم قدموا لنا ولاءهم عبر سنين عديدة 0
لامس صدق كلامه قلب ناتالى ، فقالت ببطء : صحيح ان ك0ك . سيقوم بالتغيير . ولن ينكر هذا ، لكنها ستكون تغييرات نحو الافضل ... انا واثقة 0
-اتظنين هذا حقا ؟
-اجل 0
فاطرق مفكرا ، ثم ادار وجهه اليها يتفرس بها : انت تحبينه اليس كذلك حبيبتى ؟
لم تحاول ناتالى الانكار : اجل ... لكن كيف عرفت ؟ لم تشاهدنا بعد معا 0
-وجنتاك تحمران عندما تتحدثين عنه ، وهو احمرار جميل رائع ... شكرا لك حبيبتى0
فبدت عليها الدهشة : على ماذا ؟
-اشكرك على صراحتك وعلى قضائكِ هذا اليوم بصحبتى ... فلقد افادنى الكلام عن هواجسى مع شخص جديد على 0
ادار السيارة وانطلق بها . فصمتت ناتالى وهى تشعر باحساس دافئ من السعادة ... الولاء كله ، والحب كله ، لن يعمياها عن فارق الانفتاح والصراحة بين روبرت وكولت . ربما ليس من الانصاف الحكم على الانسان من التعارف الاول ... لكنها لم تستطع منع نفسها من ان تتمنى ان يكون رئيسا صريحا ومحببا كهذا الرجل 0
لم يكن الجو فى المنزل متوترا عندما دخلا ، ولم يظهر على كولت اى انزعاج عندما اعتذر روبرت عن تاخرهما ، بل قال ان المرء دائما ينسى نفسه عندما يكون سعيدا . والنظرات التى رمقت بها ناتالى لم تترك اى شك لمن توجه اللوم ...لكن جدها لم يضطرب ، بل قال : لماذا لم تذهبا ؟ كان بامكانكما ترك رسالة ، وكنا سنلحق بكما .تبا ! انت تعرفين اننى لا اهتم بالرقص ... الامسية ما تزال فى بدايتها ، فلنذهب الى حيث تشائين ... ساذهب لاغير ملابسى 0لكن ريتا لم تحاول اخفاء غضبها . اذ يبدو انها كانت تخطط لسهرة افسدها تاخرهما .
وخرج من الغرفة وكان كل شئ قد تم الاتفاق عليه ... ظنت ناتالى للحظات ان ريتا ستتمرد وترفض الخروج ... لكنها بالرغم من تكدرها ، وقفت تستعد للذهاب ... عندما التفت كولت الى ناتالى : الافضل ان تخبرى ماريا اننا سنتعشى فى الخارج ... طلبت منها تاخير تحضير الطعام حتى عودتكما 0



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 08:15 PM   #17

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

فلعقت ناتالى شفتيها : اسفة ان جعلتك تقلق ، لكننى ...
-ليس الان . ساتحدث اليك لاحقا فى هذا الامر 0
رغم سرعتها فى تبديل ثيابها ، كان هناك جو جذاب يحيط بناتالى حين حملت حقيبتها وخرجت الى الردهة ... كانت الشمس قد اطالت تقبيل بشرة خديها خلال النهار ، وزادت سرعتها من جمال احمرار خديها ولمعان عينيها . كانت ترتدى ثوبا مرجانى اللون ، حريرى القماش ، عارى الكتفين ، التصق بكل ثنية من ثنايا جسدها ، يضمه الى خصرها حزام نحاسى اللون يماثل لون حذائها المرتفع الكعبين 0
كان هواء الليل ناعما ودافئا . لكنه انعش بشرتها الحارة ...
مرت عبر الانوار الناعمة الى الشرفة ... ثم لمحت طيفا ابيض فى الظلام ، فجمدت ثم حاولت التراجع ، لكن يدا قوية امتدت اليها لتقبض على معصمها بقوة : تعالى الان لتشرحى لى سبب تاخرك !
جرها كولت الى عتمة الحديقة ... فجفلت قلقة : ليس هناك اى شرح ! اراد السيد روتنغهام استكشاف الجزيرة ، بعد اختفائكم جميعا . ولم يكن هناك سواى لتسليته 0
-وهكذا ذهبت معه طوال النهار 0
فردت بحدة : اذكر اننى اقبض راتبى لافعل ما يقال لى ... فماذا كان على ان افعل ؟ هل احاول تغيير رايه وهو يقول انه يرغب فى زيارة الجزيرة ؟
-حسنا ... انت على حق فى هذا الامر ... عم تحدثتما ؟
كرهت لهجته الامرة ومع ذلك راحت تقص عليه ما تتذكره من حديثهما . حينما انتهت ساد الصمت ، صمت ينذر بشر . قطعه بقوله : اذن ... تحدثتما عن كل ما يمت للعمل بصلة ... ايتها الحمقاء الصغيرة ! كيف تركته يطرح عليك الاسئلة ؟ كيف تجرؤين على التحدث عن خططى ، عن اعمالى الخاصة . كيف تجرؤين !
فرفعت عينيها الى وجهه الغاضب : لكننى لم افعل هذا ! لقد اخطات فى فهمى ! هو من اراد الكلام عن مشاعره تجاة الشركة والبيع ، كى يفهم كل شئ يا كولت . ولم يحاول دفعى الى افشاء الاسرار . ولم يطرح الكثير من الاسئلة . سالنى فقط اذا ما كنت اظنك ستقوم بتغييرات كثيرة 0
-وبماذا اجبته ؟
-اجبته انك ستفعل ! كولت ، انت تؤلمنى ! ماذا فعلت لك ؟ لو رفضت الذهاب معه لغضب ... فترك ذراعها : كان يجب ان تفتشى عن احدنا ... فمات كان فى المنزل 0
-كان يجب ان تفكر فى هذا قبل ان تختفى ام ان لريتا الاولوية فى ذلك ؟
-لا استطيع اغضابها ، او اغضاب الاخرين ، قبل ان يتم كل شئ
-اوه ... صحيح ؟ لكن عندما استخدم الاسباب نفسها اكون مخطئة ! شخصيا ، اعتقد ان روبرت هو الاهم ، لكنك تعرف اكثر منى ؟ من الان فصاعدا . ساكتفى ب "لا" ... " نعم " ... " شكرا " . واشكر الله اننى ساتخلص من كل شئ فى نهاية هذا الاسبوع 0
تحولت بغضب عنه ، لكنه امسكها قبل ان تخطو . فتعثرت وكادت تقع . لكن ذراعه التفت حولها تنقذها من الوقوع ... وابقاها اسيرة ذراعه يحدق فى وجهها المتجهم . وقال ببرود : كم تبدين سخيفة الان . يبدو انك نسيت ان بيننا اتفاقا !
-لم يعد بيننا اتفاق فقد اعطيتك انذارا باننى اريد انهائه 0
-اجل ، بالطريقة النسائية الماثورة ، لكننى اذكر مرة انك تراجعت عن اتفاق مماثل 0
ابيضت وجنتاها حتى ان بشرتها لمعت تحت نور القمر : ذاك لم يكن اتفاقا ... انه ...
-لكننى اذكر انه كان اتفاقا ... اتفاقا عمل لا يختلف فى مبادئه عن اى اتفاق مكتوب 0
-لكننى لم اكن من خالف قوانينه تلك الليلة ... لا اتوقع منك ان تفهم ... فانتِ ترفض حتى الاستماع الى ...
-كل ما اعنيه انه لا يمكنك التراجع الان ...
ودون انذار ، وجذبها اليه ... كان ضغط جسده عليها عنيفا ساحقا المها . لم يكن فى حركاته رقة ، بل غضب دفين يماثل غضبها ... مع ذلك فقد بدا جسدها الخائن يموج بمشاعر تحثها على الاذعان والتجاوب 0
ولم تسمع شهقة العجب التى انطلقت من مسافة قريبة ... ولا احست بوجود منفرج 0
وارتفع راس كولت عنها اخيرا ... ولمعت عيناه وهو ينظر فى عينيها ... وقال بصوت هادئ خطير : تذكرى ... انا املكك لاسبوعين اخرين ... فاياك ومحاولة النسيان !

*****
انتهى الفصل السادس



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 08:18 PM   #18

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

7- بين المد والجزر 0


تلك الامسية عندما وصلوا الى الفندق لم تكن امسية سارة بالنسبة لناتالى . لانها كانت ماتزال منزعجة مصدومة اذ لم تستطع نسيان الانطباع الذى اعتلى وجه ريتا ، بعد ان تركها كولت الذى شعر بوجود دخيل عليهما 0
بدت ريتا مذهولة ... غاضبة التفتت ناتالى الى ريتا الواقفة فى ضوء القمر ... ثم استعادت الفتاة الاكبر سنا رباطة جاشها فضحكت : اهذا عملك المستعجل كولت ؟ ام انك لاتحب تضييع الوقت ؟

واحمرت ناتالى من الاحراج ... وصل مات واريك فى تلك اللحظة ، يلحق بهما جد ريتا ، وتحرك الجميع نحو السيارة . حول الطاولة الان ، فوجئت ناتالى بنظرة ريتا الممعنة فى وجهها ، كانت تلك الاخيرة تتعمد التحديق فيها قبل ان تشيح بوجهها . فيما بعد ، بعد جولة رقص ، لاحظت ناتالى عودة النظرة نفسها ، فاشتد غيظها ... كيف يمكن لكولت ان يبدو هادئا هكذا ... بل وكيف يتوقع منها التظاهر بالسعادة وقد رافق ريتا ثلاث مرا الى الرقص ؟ ولماذا يترك ريتا تقوم بهذه الحركات الغرية له ، مظهرا انه يتمتع بكل لحظة تقرب منها ؟ فكيف استطاع اقناعها انه خائف من الوقوع فى حبائل ريتا ؟
وقف كولت يمد يده ويجذب ناتالى الى حلبة الرقص : اتسمحين لى !
حثتها كرامتها على الرفض ، حتى بعد ان اطاحت الاثارة بكل مشاعرها ... لكن نظراته اخذت تتحداها بان ترفض . وجذبها اليه وهو يتحرك راقصا وهمس فى اذنها : فلنرقص بالطريقة القديمة الطراز 0
-لكننى لست فتاة قديمة الطراز ... فانا شئ تمتلكه بضعة اسابيع ... اتذكر !
فرد ببرود : ذاكرتى سليمة . ولعلى استطيع قول الشئ نفسه عنك 0
-اذا كانت ذاكرتك بالجودة التى تظنها فستذكر بالتاكيد اننى حذرتك حول ما ساتصرف به ... ثم ان هناك شيئا اخر يجب ان احذرك منه ، لم اكن اتوقعه ... الامر لن ينجح هكذا ... فى لحظة تعاملنى كالمحب المتشوق ، وفى الاخرى تتحول الى رئيس شرس تتوقع منى الطوع عندما تامرنى 0
ساد صمت عميق بينهما ، ثم قال بهدوء : صحيح ... يجب حل هذا 0
بعد ان اوت الى غرفتها تلك الليلة لم تجد فائدة من الاصغاء الى صوت المنطق الذى يقول لها ان تتغلب على مشاعرها كلها متى ابتعدت عن سيطرته ... فهى لاتريد اصلا الابتعاد عنه ، وهذه حقيقة مؤلمة ، من المستحيل انكارها . مهما سبب لها من غضب ، مهما عاملها بمهانة ... كل مايلزمها هو لمسة واحدة منه ، او نظرة حتى تشتعل النيران فى قلبها ، وتبدا بالارتعاش . واحاسيسها بالحنين الى ما لا يقدر احد على اعطائها اياه سواه ... ما من رجل من قبل كان له هذا التاثير عليها ، مع ذلك فهناك زاوية عنيدة فى زوايا عقلها تحاول التعلق بالحصانة التى لم تعد تملكها 0
كان اليومان التاليين لايطاقان ، لان ريتا فيهما تامر فيستجيب الجميع ... عند انبلاج فجر اليوم التالى بدات رحلة صيد السمك ... لكن ناتالى اعتذرت ، ولم يحاول احد اقناعها ... داخليا تالمت لان كولت قبل رفضها بسهولة ... فما كان منها بعد ذلك الا
الجلوس وحيدة تمضى يومها بهدوء فى القراءة والسباحة والتشمس ... لكنها فوجئت بعودة الجميع ظهرا محملين بصيد يكفى ثلاثة ايام 0
قالت ريتا بحماس : كانت الاسماك تكاد تقفز الى المركب ، حصدت ثلاثا منها دون عناء ! من سيرافقنى للغوص تحت الماء بعد الظهر ؟
اخترعت بذلك حجة اخرى كان على الجميع اطاعتها بها ، فتم استئجار مركب ومعدات الغوص ... فاحست ناتالى ثانية ان لها حدودا معينة فى وجود ريتا ... فكولت بارع فى الغوص براعة ريتا ، ولابد انها تنوى لعب دورها معه تحت الماء 0
وافق روبرت ، وتعاطف فى عينيه ، ناتالى الى لعبة تنس ، فتركها تكسبها متعمدا ، ثم اعتذر لانه لم يجد سلوى اخرى يقدمها لها ... عندها احست بعقدة الذنب تجاهه لانها لا تبدو رقيقة مرحة ... فلقد اعجبت بهذا الرجل وشخصيته ، واخذت تتساءل عن امرين : الاول ، لماذا لم يتباحث كولت مباشرة مع العجوز دون اللجوء الى المداورة والحبكات والتكتيكات العملية ... ثانيهما ، كيف لروبرت ان يكون له حفيدة لم ترث منه لطفه او فتنته ... لكن الرد على هذا كان يتكون فى ذهنخا شيئا فشيئا ، ردا يؤكد ان ريتا تمتع نفسها بتنفيذ ما تريد ، حتى ولو فشل كل شئ فى خطة الاخرين 0
مرت اربع وعشرين ساعة اخرى وريتا مازالت تمتع نفسها ... وتنفذ ارادتها وقد بدا كولت خلالها غير منزعج . فها هو يلتقط يد ريتا الضاحكة ويشدها اليه ، حيث تكيف جسدها النحيل مع جسده الملاصق لها 0
بالنسبة لناتالى ، الاسبوعين اللذين قال كولت انه يملكها فيهما ، لم يبق منهما الا اثنا عشر يوما ، بعدها ستحاول البدء فى نسيانه ... وستعود اليها راحة البال . واذا تمكنت ريتا من الحصول عليه ... فهو يستاهل مايجرى له ... فهو ما ان يصبح فى قبضتها حتى يكتشف انها لايمكن ان تتسامح معه باى تلاعب ... هذه الفكرة زودت ناتالى بنوع من الارتياح والرضى ... لكنها لم تدم طويلا لسوء الحظ 0
خلال اليومين اللذين امضاهما الجميع فى التجول والتفرج على معالم الجزيرة ، كانت ناتالى تراقب ريتا تلتصق بكولت والالم يعتصر قلبها ... رغم ما يفعله لها او يقوله ، رغم عجرفته ، تصرفاته المهينة ... كانت تريد ان يمتلكها لان امتلاكها افضل بكثير افضل بكثير من وضعها الحالى ، الذى لا يعد ان تكون فيه سوى عابرة سبيل 0
عند الرجوع الى الفيلا فى وقت متاخر من الليلة التالية لم تتذكر ناتالى من الامكنة التى زاروها ، سوى صور كولت وريتا معا ... كانت الصورة دائمة الحضور فى ذهنها ، حتى ولو كان الاصل غائبا عن نظرها ... صورة منعت عنها النوم ساعات الظلام . حتى باتت تعرف شكل كل غرض وظل فى غرفتها المعتمة . وكانت الساعة تقارب الرابعة عندما غطت فى نوم مضطرب . استفاقت منه بعد بضع دقائق مذعورة تحدق فى الظلام ، مصغية بحذر الى صوت كانت متاكدة انه سبب استيقاظها . لكن الفيلا كانت صامتة ... فحتى الهواء بدا جامدا 0




ارادت ان تشرب ، وان تضع ماء على عينيها لتزيل عنهما الم السهر ... ودون ان تحدث صوتا ، غادرت الفراش ومشت ببطء الى المطبخ . فوجدت عصير فاكهة مثلج اطفا ظماها قبل ان تخرج من باب الفيلا الجانبى 0
لن يطول الوقت قبل ان ينبلج الفجر ، وهو فى ابنلاجه هذا يظهر روعة الليل الاستوائى المخملى الذى سرعان ما يتحول الى صباح لؤلؤى مشمشى جديد . تركت سترتها على الرمال ... وكانها رمت بالقلق مع السترة ، واخذت تغرز اصابع قدميها فى الرمال المبتلة قرب الشاطئ من الغرابة وعدم الواقعية ، ان يكون الشاطئ لها وحدها ، كى تركع ... تضرب الماء ، تخوض فيه تغوص لينعم جسدها ببرودته كما نعم جوفها ببرودة العصير المثلج ... وعادت لتجلس على الرمال وذراعاها معقودتان حول ركبتها تحدق فى منظر البحر المعتم 0
لافائدة ... لن تستطيع النسيان ... هى يوما لم تشعر بمثل هذا البؤس فى حياتها . ارتجفت شفتاها ، واحست بالم فى حلقها ، وقفت دمعتان ساخنتان على جفنيها تنتظران الى وجنتيها ... تبا لكولت !
-ما الامر ؟ مصابة بالارق ؟
اجفلت ناتالى مصدومة فهى وسط غوصها فى قوقعة بؤسها لم تسمع حتى همسة او حركة تقترب منها ، لكنها الان احست وكولت يقترب منها ان الهواء طفق يتحرك حوله 0
ركع على الرمال قريبا منها ، فلامس ذراعه كتفيها العاريتين ، فجفل جسدها كله بعنف للمسته ... فقال ساخرا : مابك ؟ هل فقدت صوتك كذلك ؟
-لا ... بالطبع لا ! شئ ما ايقظنى ولم اتمكن من العودة الى النوم ، ففكرت فى النزول الى الشاطئ ... هذا كل شئ ، فهل انا بحاجة الى اذن منك ؟
ساد صمت قصير تبعه صوته يقول بنعومة : هل الفظاظة طبعك الدائم ؟
-فكر كما تريد 0
-اوه ... غاضبة 0
-لا ... لست غاضبة 0
وهبت تقف ، لكنه اجبرها على الجلوس ثانية 0
-انتظرى لحظة ... حسنا ... لقد انتقمت منى ناتالى ... والان جاء دورى 0
-ماذا تعنى باننى انتقمت ؟
-ما سمعته . لقد تعمدت الابتعاد عن كل شئ فى اليومين الماضيين . وتعلقت بروبرت ، لماذا ؟
-هذا غير صحيح ... ! فانا ...
-ليس صحيحا ! فماذا يجرى اذن ؟ ام انه مغرم بك ؟
اختلطت الدموع والضحكات الهستيرية فى نفسها بين الشك وعدم التصديق : ماذا ؟ لاتكن احمق ! ام تفضل ان اكون فظة مع الرجل . والتصق بك اينما ذهبت ؟ حسنا ... لا يعجبنى ان اذهب الى اى مكان لست مدعوة اليه 0
جذبت يدها منه بقوة ، لكنه عاد ورماها فوق الرمال ، ومال فوقها قائلا : اسمعى ... الافضل ان تفهمى هذا قبل ان تندفعى وترمى اراءك السخيفة ... لقد رفضت


الاشتراك برحلة الصيد بملء ارادتك . ولم اقترح مجيئك معنا الى الغوص عن قصد لاننى لا اعرف مقدرتك فى هذا المجال . فقررت ان اوفر عليك الظهور بمظهر الساذجة ... فلريتا اسلوب مميز فى الغوص ... الم تلاحظى انها تفقد صبرها بسرعة مع من هم قليلى الخبرة فى اى شئ 0
من المهين لكرامتها ان تعترف باحساسها الشديد به . وكانت شاكرة الظلام الذى منع عنه رؤية وجهها ... ثم سمعته يتنفس نفسا عميقا ويتابع بلهجة متغيرة : لو كنت قد تصرفت بخشونة معك تلك الليلة ... فانا اسف 0
-اوه ... لاحاجة للاسف ، فقد كنت محقا 0
-حسنا اذن ... لماذا الاعتراض الدائم على ؟ على الاقل تعرفين اننى لن اعبث معك كما كان يحصل مع غيرى 0
احست بطعنة الم فى مشاعرها ... الا يمكنه نسيان تلك الحادثة او التوقف عن تذكيرها برايه بها ؟ وصاحت : يبدو اننى مازلت مضطرة لمقاومة العبث 0
-لا ناتالى ... كان ذلك جزء من اتفاقنا . ولن افكر مطلقا فى وضعك بظروف تشبه ظروف تلك الليلة 0
نظرت ناتالى اليه ... فاستطاعت الان ان تميز قسمات وجهه . فجاة تلاشى كل غضبها ... ولم تعد ترغب فى اكثر من ان تمد ذراعيها لتلفهما حول راسه الاسود . لكن الكبرياء منعها ... وبقيت على عنادها ترفض التعاون معه 0
-اسمعى ناتالى ... اقترح ان نكون صديقين ، فلا اصدق انك ترغبين فى ان نكون اعداء 0
لا ! ... انه يهتم فقط بما يؤثر عليه ... الا تدركين انه لايمكن انشاء صداقة مع رجل مثله ... ؟ هناك فقط ... اما اعداء ... او حب 0
افلتت منه فجاة فجلست وظهرها اليه تقول بصوت ضعيف : لا ... بالطبع لا اريد ان نكون عدوين 0
-جيد ...
احست فجاة ان ذراعيه قد احاطتا بها وقال هامسا : الافضل ان نوقع الاتفاق ونضع الاختام عليه 0
كان يركع خلفها ، واحدى يديه تدير وجهها لتواجهه بينما ذراعه الاخرى تجذبها الى كتفه ... وكانت اشعة الفجر قد بدات تتسلل الى السماء ، واخذت اولى خيوط الشمس تزحف من خلف كتفى الجزيرة تدفع بالظلام وتحل محله ... فصاحت ناتالى : لقد حل النهار ...
لكن كولت اسكتها واضعا اصابعه الناعمة على شفتيها ... كان عناقهما غريبا خفيفا لذيذا . يختلف تماما عن العناق المتعجرف الفظ الاشبه بالهجوم . وكان كمن يجردها من سلامها بنعومته الخطرة ... وعندما ابعدها قليلا ابتسمت له بقلق : حسنا ... هل تم ختم الاتفاقية سيدى ؟
التوى فمه من جانب واحد ، ثم برقة وثبات ، ارجعها الى الوراء حتى اسندت راسها الى الرمال ... ولم يعد فى حركاته شيئا من العنف ، فلم تحاول المقاومة ... بل


همست : كولت ... لقد طلع النهار ... سوف يتساءلون ... الا يجب ان نعود الى المنزل ؟
-اتريدين العودة ؟
نظرت صامتة الى قسمات وجهه السمراء الوسيمة ، حيث كانت ابتسامة خبيثة تتراقص على شفتيه ... وهز راسه يجيب عن سؤاله بنفسه : لا ... لن تتمكنى من الخلاص هذه المرة يا حلوتى 0
-ماذا تعنى ... الخلاص ؟
فجاة انقطت انفاسها تحت ضغط يده الثانية ، واحست بجسده يلتصق بها ... اصابع كالنسيم اخذت تمر على بشرة كتفها . لمستها الخفيفة كالريش ، تتسبب بسلسلة من الدوائر الصغيرة فوق عنقها وهمست : لكننى لا اقول اشياء كاذبة لاتخلص 0
-لانها ستكون مضيعة للوقت . فالذبذبات قوية جدا 0
-اية ذبذبات ؟
فامسك بيدها : الا تتلقين ايا منها ؟
اغمضت جفنيها وكانما هذا السد هش قادر على حجب خيانة عينيها عنه . كانت تعلم ان عليها الهرب قبل ان تضيع ... وقالت : لقد ظننت هذا صدى موج البحر 0
وبدات تتخلص من قبضته . لكن حركتها سمحت لذراعيه ان تمرا تحت جسدها ... فتمتم قبل ان يشدها الى دفء صدره : انت تتكلمين كثيرا 0
الرمال تحتها لم يعد فيها برودة الليل ... بل احست انها تلسعها بحرارتها ... فمداعباته كانت ناعمة كالحرير ، تجذبها للالتصاق به اكثر فاكثر موقظة رغبة خطرة لم تمر بها يوما ... فقد فقدت الاحساس بالزمن ، والوعى بما تفعل ... ودون ارادة منها التفت ذراعاها حول كتفيه العريضين 0
-لماذا لا تكونين هكذا دوما ؟ همس لها 0
-ولماذا لا تكون انت ؟
-لكننى هكذا 0
-لا ... لست كذلك !
-اظنك لم تفهمى قصدى 0
احس بها تتصلب تحت ملامسته فقال : المسى لك على هذا النحو محرم ؟
-انت ادرى 0
دفعتها غريزة المحافظة على نفسها للابتعاد ، فازالت بذلك كل بهجة من نفسها فحلت مكانها البرودة ... فقال : لكن المحرمات وضعت لتخالف فى بعض الاحيان 0
فردت مقطوعة النفس : ليس الان ... ولا تحاول اجبارى كولت 0
-الا تثقين بى ؟
-الامر ليس هكذا ... فانا لست مستعدة ... فلديك ريتا ! وهى الان تراقبنا !
-وماذا لو راقبتنا ؟
لم يتحرك ، بل كان بكل سرور ينظر الى وجهها التعس نظرات سوداء ساحرة . وبقيت ذراعه حولها تمنعها من الحراك : يقال ان مسترقى النظر لايسعدون انفسهم ... لذلك من الافضل ان نسمح لها باستراق النظر 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 08:21 PM   #19

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-لا ! انها قادمة الى هنا 0
نظر كولت فوق كتفه وهو ممد على الرمال بقرب ناتالى ... التى كانت متوترة عديمة الثقة بنفسها ... ارادت الوقوف والهرب ، لكن ضغط ذراعه المخدر منعها ... وتوقفت ريتا تنظر اليهما وامتلات اساريرها بالتسلية والمرح . وقالت لناتالى : لا تحسى بالاحراج هكذا حبيبتى ... هذا ما يحصل معنا احيانا ... ولااحد ينظر الى ما يجرى بجدية 0
احست ناتالى بان جسدها قد تلون بلون قرمزى من الراس حتى اخمص القدم . واخذت تنظر حولها يائسة تفتش عن سترتها ... فوجدتها على مسافة قريبة منها . لكن قبل ان تتمكن من التحرك لاستعادتها ، قبض كولت على يدها وجذبها لتقف . فى تلك اللحظة التالية دارت بها الارض والسماء لانه حملها بين ذراعيه وركض بها نحو البحر وارتمى معها فى الماء . فغاصت فى الماء حتى كادت تضيق بها انفسها ثم طفت على سطحه تشهق : لماذا فعلت هذا ؟
-فعلت ماذا ؟
ووضع يديه مجددا على كتفيها استعدادا لانزالها تحت الماء ثانية فصاحت : لاتفعل هذا !
-بدا لى انه الحل الوحيد لتطفئ لهيب جسدينا . الا اذا كان لديك راى اخر 0
دفعها الموج للالتصاق به . كان تلاطم ماء البحر حليفا لها للحظات ثم عدوا ... قربهما ثم ابعدهما ... واعاد الكرة الى ان عجزت ناتالى عن مقاومة كولت ومقاومة البحر . فامسك بها بذراع واحدة وقال بصوت بدا يرتجف قليلا : كانت هذه تمثيلية رائعة ... لكنك لم تخدعينى !
وانكسر السحر 0
جذبت نفسها بعيدا عن قوة جسده التى فرضتها عليها قوة البحر ، كانت فى قوته جاذبية تلزمها دائما فى الاقتراب لكنها الان اصبحت اقوى بشكل لايصدق داخل البحر الصاخب ... ودون اهتمام بما اذا كان قد لحق بها ام لا ، اخذت تضرب الماء متجهة نحو الشاطئ فامتزجت ملوحة الدموع بملوحة ماء البحر ، وصنعتا قوس قزح منع الرؤية عن عينيها 0
كان طبعا كل ما جرى مجرد تمثيل . كيف يمكن لها ان تكون حمقاء فتنسى هذا ؟ من وجهة نظرها كانت تمثيلية خرقاء لا لزوم لها ، ولن تستطيع فهم السبب الذى جعله يصر على ان تلعب دورا فيها 0
تلمست قدما ناتالى الشاطئ فوقفت . ثم تخبطت متعثرة خلال المسافة الضحلة الاخرى تترك دموعها تنهمر دون منعها . غير عابئة بمسحها بعد ان علمت ان ما من احد يشاهدها تبكى 0
كانت ريتا متمددة على كرسى نوم فى الشرفة ، ترتدى الثوب الحريرى نفسه الذى منعها بالتاكيد من الغطس فى البحر وراء كولت ... كل حنايا جسدها العارى تماما واضحة المعالم تحت القماش الحريرى ، وبدت مغرية اكثر بكثير من منظر ناتالى فى ثوب السباحة البيكينى 0


كان كولت قد لحق بناتالى بعد ان التقط سترتها عن الرمل ... والقاها الان فوق كتفيها ... فتمتمت ناتالى شاكرة وهى تسرع لدخول المنزل 0
حتى الوقت الذى انهت فيه حمامها وارتدت ثيابها وتناوللت فطورا سريعا ، كانت ناتالى قد بدات تحس بالتعب والارهاق لحرمانها من النوم ليل امس ... اه ليتها مازالت تحس بالالتزام والتزمت اللذين نشات عليهما فى تربيتها المستقيمة ... لكنها تعلم انها ليست مستعدة للمضى معه الى اخر الطريق ، نحو الخطوة النهائية اذا لم يجمع بينهما الحب والالتزام الكامل اللذين هما اساس العلاقة بين الرجل والمرأة 0
افاقت من تاملاتها على صوت روبرت يعلق على لونها الشاحب، مظهرا اهتماما وقلقا حقيقيين اعادا البهجة الى عينيها مجددا ، فاحست للمرة الاولى منذ طفولتها بحاجتها الى حنان الاب الذى لا تكاد تتذكره ... فالاب يؤمن الكتف المريحة ، والعزاء الخاص وهما ما يعجز عن تامينهما اى انسان حتى الام 0
تمتمت برد عادى ... ثم لمحت الضحكة الخبيثة على شفتى ريتا ، التى قالت : هل كانت الخطوات اسرع من قدرتك حبيبتى ؟
وقبل ان تتمكن ناتالى من الرد برد مناسب غير فظ نظر روبرت بحدة الى حفيدته ، ثم وضع مرفقه على الطاولة وابتسم لناتالى 0
-اظن ان هذه الجزيرة الصغيرة لن توفر لنا رحلة طويلة فى السيارة ... لكن هناك منزلا قديم الطراز اود التفرج عليه ... فهل تحبين مرافقتى ... وتناول الغداء فى مكان ما ؟
لم تتردد ناتالى بالقبول . هذا بالضبط ما هى بحاجه اليه للتخلص من المشاعر المشحونة ... لكن قبل ان تعلن موافقتها تدخل كولت بنعومة : لو سمحت روبرت ... اود بحث امر او اثنين معك اليوم اذا كنت لاتمانع ؟
فهز العجوز كتفيه : هذا سبب وجودنا هنا ... اسف ناتالى ، نقوم برحلة فى يوم اخر ربما ؟
-طبعا ...
ووجهت السؤال الى كولت : هل تريد اية مذكرات محددة ؟
-لا ... لن احتاج اليك اليوم . فافعلى ما شئت 0
ذهب كولت يفتش عن مات ، بعد ان اتفقا على اجراء الحديث فى غرفة الجلوس ... وبقى روبرت وحفيدته وحدهما صامتين الى ان وقفت ريتا قائلة : من الافضل ان ارتدى ثيابى 0
والتفتت الى ناتالى تسالها فجاة : ثمة محلات لائقة فى هذا المكان ؟
-لست ادرى ، فانا لم اتعرف عليها بعد . لم اجد الوقت لهذا 0
ووقفت هى ايضا تحس بالاضطراب من جراء نظرة ريتا الممعنة . انها النظرة نفسها التى كان يرمقها بها روبرت العجوز ساعة وصوله ... ثم تغيرت النظرة فجاة وصاحت ريتا برضى وببطء : بالطبع ! اتذكر الان ! كنت اعرف اننى شاهدتك من قبل . كان هذا فى نيويورك ، ليلة اصطحبنا كولت الى ملهى "زمردة الكاريبى " ... انت الفتاة التى تورطت مع ذلك الرجل الفظ ... وكان على كولت طبعا ان يلعب دور الفارس 0

احست ناتالى بقلبها يتجمد ياسا ... الن تمحى نتائج تلك الليلة من حياتها ؟ كل مافعلته ، اسداء خدمة لصديقتها ، وانظر اين انتهى بها الامر ؟ الاخرون يفعلون ما هو اسوا بكثير دون ان يلاحظ احد فعلهم . لكن ملهى زمردة الكاريبى ملهى باهظ الثمن ، انيق ذو مستوى رفيع ، ومن يتواجد فيه يحسن الادب ، ولايتورط فى فضيحة تعسة مع عابث غير محترم مثل سام كاربنتر 0
سمعت ريتا تكمل : اعتقد انك تعرفين انك افسدت يومها سهرتنا 0
-لم يكن هذا قصدى ... وانا اسفة هذا اذا كان اسفى يساعد 0
ابتسمت ريتا على غير توقع : لقد مضى الامر ؟ والان ، بما اننى عرفت انك لست سوى فتاة مرافقة اظنك ستكونين حكيمة بعض الشئ بحيث لا تغرك اية افكار بشان كولت 0
فاتسعت عينا ناتالى : ماذا تقصدين ؟
-ما قلته بالضبط ، انه رجل رائع ، لكم هو بحاجة الى ... انت تعرفين ماذا اعنى ...
وصمتت تهز كتفيها ... فقالت ناتالى بحنق : شريكة فراش ؟
-انت قلتها يا حلوتى 0
وتحركت نحو الباب تردف قائلة : لكن الرجال امثال كولت لا يتزوجون من شريكة فراشهم 0
وفتحت الباب ، ثم التفتت وكانها تذكرت امرا : اترغبين فى استكشاف محلات الجزيرة ؟
لم تستطع ناتالى اخفاء دهشتها من تغير طباع الفتاة ، ثم هزت راسها : لا شكرا . من الافضل ان ابقى هنا ... فانا تعبة قليلا 0
فردت ريتا بمغزى : لست دهشة لهذا ! اراك فيما بعد 0
بدت الفيلا هادئة تماما بعد خروج ريتا . اذ لم تسمع ناتالى سوى صوت حديث الرجال الذى يخنقه الباب المقفل . وصوت حركة الصحون واوانى الطبخ الاتى من المطبخ الذى كانت فيه ماريا تبذل جهدها فى الحفاظ على روتين العمل فى الفيلا 0
راح تفكير ناتالى ، وهى مستلقية على الشرفة تقرا كتابا ، الى الرجل الوحيد ... بل الواقع انها لاتفكر فى احد سواه ... ان ما يجرى لها ليس بعدل ولا انصاف . فكلمة ، نظرة ، ابتسامة او تقطيبة ، تؤثر على حياتها . وتصرفات ك0ك. المتناقضة والمؤثرة على احساساتها جعلتها تدرك انها فقدت السيطرة على ذاتها . عندئذ اغمضت عينيها تاركة مخيلتها تعود الى ساعات فجر هذا الصباح . لكن ما حدث فى الصباح كان غباء منها ... فهى تعلم انها لا تعنى له شيئا ، لاشئ ابدا ، فالحب لاينمو بالطريقة التى حلمت بها ... وخاطبت نفسها متاوهة : لماذا ؟ بالنسبة لها انها المرة الاولى التى تقع فيها فى الحب ... فهل يجب ان يتعلق قلبها بحب كولت كراين المتعجرف الطموح الذى لا يقاوم ؟
وشردت كارهة نفسها واحلامها ، تلحق بظلها الذى تقدمها مع تقدم الشمس فى كبد السماء ... ثم سمعت رنين الهاتف فوقفت تصغى ... فتابع الرنين ، وكانه يظهر الضرورة والالحاح . فاسرعت الى الداخل تلتقط السماعة . كان الصوت الاتى عبر



الهاتف صوت رجل جعلتها كلماته تضطرب فقالت بسرعة : اجل ... سابلغة الرسالة حالا . ولكن الا تود التحدث اليه ...
فقاطعها الصوت : لا استطيع اخباره اكثر مما قلته لك ... قولى له فقط ان عليه الحضور حالا 0
وانقطع الخط ، فحدقت ناتالى بالسماعة لحظة ، ثم اعادتها الى مكانها وركضت عبر الردهة الى غرفة الجلوس ، تقتحم الغرفة وتنظر عبر دخان السيجار الى روبرت . ودون اهتمام بالحديث الجارى او بنظرة كولت الباردة قالت : لقد اتصل مساعدك الخاص من منزلك لتوه ... ارجوك لا تهلع ... زوجتك ليست على ما يرام ... حالتها مقلقة وقد قرر طبيبها ادخالها المستشفى ، ويتمنى عليك مساعدك العودة فورا 0
منتديات *****
حدق روبرت فيها وجهه يزداد شحوبا : لكن ... لكن ماذا حدث ؟ ما الامر ؟ لماذا لم ...
-اردت ايصال المكالمة لك . لكنه لايملك تفاصيل عن الحالة ... يبدو انها امضت ليلة رهيبة تعانى الالم . لقد ادخلوها المستشفى منذ عشر دقائق 0
مرر روبرت يده عبر شعره الرمادى فلاحظت ناتالى قطرات العرق على جبينه ، وقال : كانت على ما يرام عندما اتصلت بها ليلة امس 0
فقالت له بسرعة : ساحضر لك شيئا من الليموناضة ... لابد انك صدمت 0
لكن كولت سبقها وقدم له كوبا باردا ليريح اعصابه ... وقال ابن اخيه اريك : لاتقلق سيدى ... ساذهب لاتاكد من اوقات رحلات الطائرات 0
عاد اللون الى وجه العجوز بعد احتسائه الشراب ، فنظرت اليه ناتالى قلقة شفوقة ... اسفة لاضطرارها الى حمل مثل هذا الخبر السئ . ونظر روبرت الى كوات : اسف لتوقف كل شئ فى وقت كنا بدانا فيه بالتفاهم ... لكن انا مضطر للسفر الى زوجتى 0
-طبعا ... واذا كان هناك اى شئ تستطيع فعله ....
وعاد اريك الى الغرفة : سيدى ... الحظ يخدمنا ! هذا اذا استطعنا الوصول الى المطار فى الوقت المناسب ... امامنا فقط عشرون دقيقة 0
-هذا يكفى ... اذهب وحضر الحقائب ... اين هى ريتا ؟
وتاوه عندما اخبرته ناتالى : اه ... كيف لها ان تغيب طوال اليوم ؟ كيف يمكن ان تجدها ؟
فلمس كولت ذراع العجوز مطمئنا : لا تقلق ... اذهب انت واريك الى المطار ... وساعتنى انا بريتا ...
*****



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 08:32 PM   #20

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

8- كيف الخلاص ؟



وكانما ريتا بحاجة لمن يعتنى بها ! ارتجفت ناتالى متوقعة البرد القارس حين خرجت من السيارة ، لكنها لما فتحت باب السيارة مترددة ... احست بانتعاش لانها عادت الى منزلها 0
اخرج مات حقائبها من صندوق السيارة ووضعها خارج شقتها . لم استدار مبتسما : ابتهجى ! لقد كانت رحلة رائعة !
فردت دون اقتناع : اجل . شكرا لك مات على ايصالى الى منزلى 0
-من دواعى سرورى . الن تغيرى رايك بشان تناول الطعام معنا ؟ ستتكدر زوجتى كثيرا اذا عرفت انك ستتناولين ما قد تجدين فى الشقة من طعام وحيدة 0
-انت لطيف جدا ... لكننى فى الحقيقة لست جائعة ، والوقت متاخر 0
-حسنا ... افتحى الباب لاحمل لك الحقائب ، ولاتاكد من سلامتك 0
كانت الشقة فى وضعها الفوضوى المعتاد عندما دخلت . احست بالخجل لا للمرة الاولى فهى معتادة على هذا الشعور لقلة الترتيب المنزلية لدى زميلاتها . وقفت تتامل ما حولها تعسة ، بينما كان مات يدخل الحقائب ، ثم ودعها بعد ذلك فراقبته يخرج باسى نحو سيارته . سوف يصل ليشاهد منزله مرتبا على افضل ما يرام ... وبدات الفكرة تجذبها ... آه ما اروع ان يكون للمرء منزل خاص به ... يفعل به ما يشاء ... لكن من المؤكد سينقصه شئ متى خف بريق الاثارة . صبت لنفسها كوب شاى ونظرت الى غرفة الجلوس المقبضة للنفس بازدراء . يوما ما ... ستؤسس لنفسها شقة من اجمل الشقق ، ستجد فيها الراحة التامة بعد العمل . وستتعلم الطبخ وصناعة الحلوى ...
تبا ! يالافكارك السخيفة ! ودخلت غرفتها تفرغ حقائبها ، متمنية ان تصل احدى زميلاتها لتريحها من الوحدة . ايا منهن لم تحضر تلك الليلة . باتى كانت فى اجازة بضعة ايام ، وجول سافرت فى مهمة الى اوروبا . وهما لم تتوقعا عودة ناتالى قبل اسبوع اخر. هذا ما قالته لها جاين عندما وصلت فى المساء التالى ، بعد يومين امضتهما فى هوليود لتصوير دعاية لاحدى مستحضرات التجميل وكانت جاين فى مزاج رائق لانها حصلت على دور فى سلسلة تليفزيونية محلية سيبدا تصويرها فى وقت قادم من السنة ... وفى هذه الاثناء ستصور دعايات 0
عندما عادت الى العمل انزعجت لاسباب عدة منها ان كولت لم يعد بعد وهذا يعنى ان لا شئ لديها تفعله وما ازعجها اكثر ان كارولين لم تضيع فرصة لتثبيت نفسها وقدميها فى العمل خلال غياب ناتالى ... حتى باتت ناتالى لا تجد طريقة لتستعيد سيطرتها على المكتب الا باستخدام طرق القوة لكن ما دام كولت غائبا وما دامت هى عازمة على الاستقالة ... فلا جدوى من ان تضع خططا للعمل 0
كانت كارولين تقوم بكل المهمات فهى التى استلمت الرسالة التى نصت على ان كولت لن يحضر الى مكتبه قبل اسبوع ، وربما عشرة ايام ... وهى التى استمرت فى التعامل مع البريد الذى كانت تاخذه الى مساعد كولت . فكان ان امضت ناتالى ثلاثة ايام تعسة ، تحاول ملء وقتها الذى كرهت فيه كل دقيقة مرت بها خلال النهارات ، وهى نهاية الاسبوع قد قربت ... ماذا ستفعل ؟

هنا ... فى المكتب ... حيث عملت له ومعه ، اطبقت عليها الحقيقة دون رحمة ... ولا امل فى التظاهر بالعكس ... لقد قالت له ، بطريقة شرسة ، ابحث عن سكرتيرة اخرى ... وقد اوضح لها بما لا يقبل الشك انه فهم الرسالة ، وابلغها انه يملك خدماتها خلال اسبوعين اخرين ... رغم مغازلته لها ، فهو لم يتظاهر قط ان ذلك كان له سببا اخر غير ما اتفقا عليه ... وستكون احمق الحمقاوات لو حاولت خداع نفسها بان فى نفسه اية مشاعر خاصة نحوها ... فحتى الغباء لم يستطع محو صورته مع ريتا فى المطار قبل الرحيل 0
مازالت تذكر جيدا راس كولت الاسود قرب راس ريتا الاحمر واهتمامه بحقائبها ومساعدتها للخروج من السيارة بتلك الطريقة المتالقة التى جعاتها تنسى لحظات الالفة معه . ثم مرافقته لريتا نحو الطائرة لوداعها 0
لقد فازت ريتا رغم جهود كولت كلها لابعادها عنه . ففى اللحظة الاخيرة لعب القدر لعبته وساعد ريتا جاذبا اهتمام الرجل الذى تريده فى قبضة يدها . ومن يلوم اى رجل اذا استسلم لريتا الجميلة الذكية ، المقدامة ، والصادقة مع نفسها للوصول الى ما تريده من الحياة 0
همست ناتالى لنفسها : وداعا كولت ... وداعا يا حبى ... عندما تعود لن تجدنى هنا ... كانت كلما فكرت فى ردة فعله تصاب بالارتعاش ... فهو اما سيضحك واما سيخسر او يغضب بل ربما سيصرف النظر عنها ببرودته المعتادة التى تخترق قلبها وكانها رمح سام ... لا ... يجب ان تقرر الانفصال لانها لن تتحمل المخاطرة ...
ذهبت لتقابل روبرت كليفس مدير شؤون الموظفين ، الذى نظر اليها بحيرة وكانه يحاول ان يتذكر من هى ... لكنه سرعان ما ابتسم مرحبا 0
-ماذا استطيع فعله لك اليوم ؟
رغم بذلها جهدا كبيرا لتنطق بالكلمات التى مرنت نفسها على قولها مرارا لم تستطع الا ان تحدق فيه متعجبة فكيف تصورت يوما انها تحبه ...
بدت التسلية على فمه وهى تشرح له ما تريد دون ان تمعن فى تفاصيل الظروف التى حدتها الى تقديم استقالتها ، ولم يكن الامر سهلا ... وقد ساورتها الشكوك فى ان يكون السيد كليفس قد بدا يملا الفراغات بسهولة ، ليضع فيها اسبابا لم تحدث . فقد كان حاجباه مرتفعين عندما انهت كلامها ... فقال : حسنا ... كان هذا عملا سخيفا قمت به عزيزتى اليس كذلك ؟
لو وافقت على كلامه كان هذا اعترافا منها بحماقتها ، خاصة ان هذه الحماقة مورست مع المدير العام ... ولو انكرت فستبدو ايضا حمقاء . فما كان منها عندئذ الا ان قالت بتصميم وعزم : لقد رايت من الواجب ، والادب ، ان ادعك تعرف 0
-اوه ... انت اذن لن تعيدى التفكير فى الاستقالة ثانية ؟ ولا تطلبين منى التدخل لصالحك عندما يعود ك0ك ؟
-لا ... شكرا لك 0
بدا وكانه فقد اهتمامه بها ، فاخذ يكتب شيئا على ورقة امامه ، ومد يده الاخرى الى الهاتف ... وقال متجهما : حسنا ... سنسجل استقالتك ابتداء من الاسبوع الفائت اى


يوم ابلغت الرئيس بها ... سابلغ دائرة التسجيل والحسابات . واسف لانك لم تكونى سعيدة معنا 0
وكانت هذه النهاية . فى يوم الجمعة المقبل ، كانت سجلاتها واوراقها وحساب راتبها جاهزة ... وبدت ابتسامة كارولين اكثر اعتدادا بالنفس ... مع ان ناتالى لم تخبر احدا الا السيد كليفس ... لكنها عرفت ان الخبر انتشر فى المؤسسة بسرعة . ليس لان تاثيرها كان كبيرا فى المؤسسة خلال عملها ، بل بسبب تالق مركزها كسكرتيرة شخصية للمدير العام 0
احست بغربة عند خروجها اخيرا من المكتب . فهى قد لوت الخنجر بيدها ، وبذلك لن ترى كولت ثانية ...
قالت جاين انها مجنونة ، دون ادنى شك 0
-يالهى ما احمقك ! وظيفة مرموقة كهذه ! لماذا ؟ لماذا ناتالى ؟
-لاننى لا اريد الاستمرار فى العمل هناك 0
علمت انها لن تستطيع خداع جاين ، كما وانها بحاجة الى قلب شفوق يسمعها ... لذا بدات تدريجيا تفشى سرها فقالت يائسة : انا ... لم استطع ... مواجهته 0
-اجل ... افهم هذا ... لقد وقعت فى حبه حقا . لاباس ... لقد فعلت الصواب ... ففى الفترة الاولى ستتالمين كثيرا ثم مع مرور الايام شيئا فشيئا 0
-هل سانساه ؟
لم تكن قادرة على تصور هذا قد يحدث ! وبدت لها اسارير جاين جادة وهى تجيبها : طبعا ... لم اكن اتصور ان لك الشجاع للابتعاد ... فبعض الفتيات يعلقن ، مع علمهن ان الامر ميؤوس منه ولا حظ لهن ... لكن المؤسف هو خسارة الوظيفة ... فقد تمضى فترة طويلة قبل ان تجدى وظيفة جيدة 0
-كما وجدت هذه ... ساجد غيرها 0
كان ردها رد الواثق الذى لم يجرب الفشل بعد ... لكنها احست بالتحسن لافشاء سرها لشخص اخر ... لكنها الان لن تعرف ابدا اذا نجح كولت فى اقتناص الشركة الانكليزية ... كما لن تعرف ما اصاب زوجة روبرت ؟ ترى هل تحسنت حالتها ؟ وريتا ... هل سيتزوجها كولت ؟
لكن مع مرور الايام تضاعفت مشاغلها وقلقها . فعلى عكس توقعاتها ، لم تجد وظيفة ... فاقتصاد البلاد كان يواجه ازمة تراجعية ... والوظائف لم تكن متوفرة مؤخرا . كتبت ناتالى الطلبات ، وانتقلت من مكان الى اخر . واخفضت تطلعاتها الى مستويات متواضعة ... ومع ذلك فشلت . خاصة لانها خرجت من مؤسسة كراين دون الحصول على كتاب توصية ... لكنها تفضل الموت جوعا على العودة من اجل الحصول على هذا الكتاب 0
بدات مدخراتها الصغيرة تتلاشى بسرعة مخيفة فماذا ستفعل عندما تنتهى ؟ هل ستعترف بالهزيمة وتعود الى موطنها وبيت جدتها ؟ نعم ، هى لا تنكر انها لن تجد هناك شماتة كان تقول لها : " قلت لك هذا " فالجدة لطيفة جدا ومتفهمة ... لكن لطفها وتفهمها لن يسهل على ناتالى عذاب التخلى عن حلم المدينة 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.