آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          عودة من الجحيم - ج2 ندبات الشيطان - قلوب زائرة - للكاتبة::سارة عاصم *كاملة & الرابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سر حياتي ...*متميزة & مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-10, 07:04 PM   #1

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
:thanks: 25 - هل يخطئ القلب ؟ - مارجري هيلتون - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )*


25-هل يخطئ القلب ؟
الملخص 0

كانت تفكر فى كلمات مناسبة لشكره ، عندما اتتها كلماته المهينة : "ان مرافقة الرجال ليست بالعمل السهل المريح ، وتذكرى اننى فى المرة القادمة لن اكون موجودا لانقاذك " 0
قبل ان تنسى تاثير كلماته ، وجدت ناتالى نفسها سكرتيرة له . وهو ، كولتر كراين صاحب الشركة واكثر الرجال سحرا ، يطلب منها عملا اضافيا : ان تكون امراته لفترة ، امرأة الرئيس 0
ناتالى لم تكن تتصور ان خطا صغيرا قد يقودها الى هذا المازق ، وها هى فى النهاية تجد ان كل الاخطاء يمكن اصلاحها الا اخطاء القلب



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 08:43 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:08 PM   #2

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

1-احضان التنين 0


جاءت ناتالى لانغستون الى المدينة الساحرة المتحررة نيويورك . وفى هذه المدينة هناك دائما ما هو جديد يحدث وهناك يبدا الناس مستقبلا جديدا ويقابلون اناسا مثيرين للاعجاب ، حيث الفتيات يلتقين رجالا ديناميكيين ، ويدرن فى دوامة المرح . لكن هذا لم يحدث لناتالى حتى الان 0
صحيح ان دوامة المرح هذه تدور مع زميلاتها فى الشقة جاين ، ناتالى ، وجول ... ويبدو انهن يركبن جيادها المزخرفة دائما ... يرافقهن رجال يتكلمون لغة لم تستخدمها ناتالى من قبل فى قريتها الريفية الصغيرة مسقط راسها التى امضت حياتها كلها فيها والتى لم تتركها الا منذ اشهر ثلاثة ... الا ان تلك الدوامة لم تخفف سرعتها قط لتتمكن ناتالى من ارتقائها وتسلقها . فهى مازالت الطفلة التى تقف جانبا تراقب الانوار الساطعة وتستمع الى الانغام الموسيقية 0
منذ وصولها اخذت ناتالى تعمل بجهد وكد لتكتسب وسامة بنات المدينة ، ونجحت فى ذلك بعض الشئ فافتخرت بنفسها اذ ما من احد قد يعتقد ان وراء مظهرها المتانق ببراعة تختبئ فتاة جاءت من مقاطعات البلاد الداخلية ، وادركت متالمة ، ان الحقيقة والخيال امران مختلفان . فالامر لا يقتصر على مظهر الفتاة فقط بل على الشخصية المناسبة فابنة عمها جول تملك هذه الشخصية المفعمة بالثقة والشجاعة وحب الحياة ... لكن جول ومنذ صغرها كانت تملك هذه الثقة والشجاعة ... عكس ناتالى ... التى مازالت تتذكر كلمات جدتها الحادة فى طفولتها : جول تشتريك فى اول الشارع لتبيعك فى اخرة يا فتاتى ... يجب ان تتعلمى الوقوف على قدميك وحدك فى الدنيا 0
وها هى تتعلم ، لكن بطريقة قاسية ... صبت لنفسها فنجان شاى ، مبعدة عن ذهنها قطار التفكير ... فمن المفرح اكثر استبدال هذا القطار بصور السيد كليفس 0
السيد كليفس هو مدير دائرة الموظفين فى مؤسسة " كراين " مؤسسة تصنيع العطور ومواد التجميل التى تعمل بها ناتالى فى مكاتبها سكرتيرة ...الفتيات العاملات جميعهن هناك مجنونات بشعره الاشقر وتقاسيم وجهه الطفولية ، وسحره الجذاب ... مع ان ما من واحدة منهن نجحت فى الوصول اليه حتى الان .... وكانت ناتالى تحلم سرا فى ان تكون هى الفائزة ... فغريزتها كانت تقول لها ان العجلة ستدور وستصبح فى القمة وستكون موضع حسد ، الفتيات كلهن ما من واحدة تجرات على ان تصوب هدفها الى شخص اخر غير السيد كليفس ، بالطبع ،



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:09 PM   #3

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

الا الى السيد كولتر نفسه . السيد كولتر كراين الذى يشتهر بانه اكثر الرجال سحرا وتاثيرا فى النساء ... انه مزيج ، يذيب عظام الاناث 0
ما ان دخل روبرت كليفس المكتب الكبير من باب مكتبه المشترك حتى دبت النشوة فى رؤوس الفتيات . كان يرتدى سروالا رماديا ضيقا وقميصا احمر ، وبدا فى هذه الملابس ساحرا كعادته 0
بالطبع تظاهرت الفتيات بالطباعة على الالة الكاتبة بسرعة تحاول كل واحدة منهن التاثير به بكفاءتها . لكن عيونهن بقيت مسمرة على الباب الذى عبره متابعا سيره ، والذى سيظهر منه بعد عودته من جولته ... عندما حلت تلك اللحظة ارسل للفتيات الخمس العاملات معا ابتسامة مدمرة ، ثم توقف امام طاولة ناتالى . مال نحوها ، ولمس خدها تحببا : امازلت تحافظين على ورود وعسل الريف فى خديك ؟
ثم تابع سيره ... لكن الورود والعسل اصبحت اشد احمرارا من الشمندر ، او هذا ما احست به ناتالى ... لكن شارون ، كبيرة العاملات الصغيرات ، همست : هاى ... ماذا يجرى ؟
فارتسمت بسمة على وجه ناتالى ، وساحت عيناها فى حلم وردى واستسلمت الى الخيال ونسيت نفسها وما يحيط بها ... ربما جذبته اخيرا ... ! فهل سيشير اليها فى المرة القادمة ؟ ماذا لو دعاها حقا الى الغداء او العشاء ؟ او لحضور السينما ... او الى نزهة فى الريف فى سيارته الفاخرة ... ماذا ستحس يا ترى لو عانقها ... ؟
-اتحلمين ثانية يا ناتالى ؟
اجفلت ناتالى لانها لم تسمع احدا يدخل الشقة ... ولكن جاين ، احدى الفتيات الثلاث اللواتى يشاركنها الشقة ، دخلت الغرفة مبتسمة ... ثم جلست قربها متنهدة ، بعدما بعدما بقيت صامتة للحظات ، ثم سالتها بعفوية : هل لديك ما تفعلينه الليلة؟
فالتفتت ناتالى بعنف نحوها : اذا كنت تعنين اننى قد اساعدك فى تنظيف الشقة ... فلا ! انه دورك !
ضحكت جاين : لم اكن ساطلب منك هذا ... لدى اقتراح افضل بكثير لهذه الليلة 0
سالتها بارتياب لانها تعرف طريقة احتيال جاين عندما تريد شيئا : مثل ماذا ؟



اتذكرين اننى ذكرت لك اليكس سميث ، منتج التليفزيون ؟
-وكيف انسى ؟ ... حسنا ما بشانه ؟
-لديه قصة مسلسل جديد ، ويظن ان لى دورا رائعا ... ويريد رؤيتى الليلة 0
-مبروك !
كان سرور ناتالى حقيقيا ، فزميلتها جاين ممثلة طموح ، مضى عليها وقت طويل دون عمل دائم ، وقد اضطرت للقبول بعدة اعمال بعيدة عن طموحها ... لكن ، كما تقول جول ، ابنة عم ناتالى واحدى الفتيات الثلاث المشاركات فى الشقة ، جاين قادرة على العناية نفسها ...
-شكرا ... لكن لسوء الحظ لن استطيع الذهاب 0
-لن تستطيعى الذهاب ! ... لماذا ؟
-من المفترض ان اكون فى مكان اخر ... اوه ... لو عرفت انه سيتصل بى ، لما قبلت بهذا العمل الجديد ! هل لك ان تساعدينى ... ارجوك ناتالى ؟
-لكن ... كيف ؟
-قومى انت بعملى الجديد الليلة ، وساحبك الى الابد 0
-اى عمل ؟ انا لست ممثلة جاين ؟
-هذا العمل لا يتطلب منك ان تكونى ممثلة ! الامر سهل جدا ... كل ما عليك فعله هو الخروج الى العشاء الليلة ... فى ملهى " زمردة الكاريبى " ... انه ذلك الملهى الجديد ...
-عشاء ؟ من ؟ انا ؟ فى ملهى ... عم تتكلمين جاين ؟
-الامر سهل حبيبتى ... لا تتوترى ! اسمعى ... جاد ، وكيل اعمالى ، دبر لى هذا العمل فى الصباح ، وهو غالبا ما يقوم بذلك لنا ... انه يعنى على الاقل خمسين دولارا وعشاء فاخرا مجانا . لكن اليكس اتصل بعد الظهر ، وعندما حاولت الاتصال بجاد لاتخلص من هذا العمل لم اجده ... والفرصة امامى لن تتكرر ثانية ، اليكس منتج تليفزيونى مشهور ، انتاجه معروف فى العالم كله ... وقد يوصلنى العمل معه الى هوليود ! اوه ... ارجوك ناتالى ... قولى انك ستقبلين


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:10 PM   #4

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

فهزت ناتالى راسها : دعينى افهم جيدا ... سيدفع لك المال مقابل الخروج للعشاء هذه الليلة فى " زمردة الكاريبى " لكن مع من ؟
فهزت جاين كتفيها : لست ادرى ! اشخاص مهمون يزورون المدينة ، يحتاجون الى رفقة امرأة فى امسياتهم . فعلت هذا من قبل ، فيه اجر وفير ، وعشاء مجانى0
توقفت جاين ، ثم انفجرت ضاحكة وهى ترى بغتة وصدمة وجه ناتالى الصغير 0
-يالبراءتك ! لن نشاركهم فراشهم الا اذا شئنا نحن ذلك . فى الواقع قابلت بعض من سحرنى فى هذا المجال 0
-صحيح ؟ اوه ... لا ... انا اسفة جاين ، لا استطيع فعل هذا ! ... لا استطيع 0
وقفت ناتالى وبدات تلملم اطباق الطعام والقهوة ... وساد صمت لا يقطعه سوى صوت تحرك جاين على الاريكة ، ثم قولها بحزن : هذا ما كنت اخشاه ... باتى لديها موعد الليلة ... كانت ستذهب بدلا عنى دون تردد . اوه يا ربى ... ماذا افعل؟
اجابت ناتالى بصوت عطوف : لست ادرى ...
تمنت من كل قلبها لو تستطيع مساعدتها ، لكن ماذا ستقول جول عنها ؟ جول تحس ببعض المسؤولية تجاة ناتالى الصغيرة نسبيا ... بل ماذا ستقول جدتها لو عرفت ؟
عادت جاين الى الكلام : ها قد كررتها ثانية ! ... قلت لاليكس اننى سالقاه عند الثامنة بينما من المفترض ان اكون فى فى الفندق فى الوقت نفسه اسال عن السيد كاربنتر . فكيف ساكون فى المكانين معا بحق الله ؟ فليخبرنى ... احد !
راحت تندب حظها العاثر فالتفتت ناتالى اليها : اوه ... انت لم تفعلى هذا بالتاكيد ... هل وافقت على الموعدين ؟
-وماذا كنت اقول لك اذن ؟ بالطبع هذا ما فعلته . كنت واثقة ان باتى ستحل مشكلتى ... فهى مدينة لى بجميل . لكننى نسيت ان لديها حفلة خاصة الليلة ... ولن تعود الى الشقة . اوه ... ناتالى ... !
سيغضب جاد كثيرا اذا خذلته الليلة ، انا مدينة له ! وان خذلت اليكس فسيعرف انه لايمكن الاعتماد على ولن احصل على فرصة اخرى 0




فعضت ناتالى شفتها ، ثم سالت : وماذا ... تفعل فتاة المرافقة هذه ؟
-اوه ... لاشئ ، ترتدى افضل ما عندها ، تحاول ان تكون ودودة حلوة ساحرة . تاكل ما ياكلون ، اعنى ... اذا ارادوا اكل الضفادع او ما شابه ، لا تظهرى الاشمئزاز ... بامكانك فعل هذا بسهولة ناتالى . ارقصى معهم اضحكى لنكاتهم ، حتى ولو كنت قد سمعت هذه النكات منذ سنوات . ثم اصرت على وضعك فى تاكسى عند منتصف الليل تماما ... اظن ان رجل الليلة من تكساس ، وانت فتاة ريفية ... ربما ستجدان شيئا مشتركا بينكما 0
ابتسمت ابتسامة شاحبة وفى عينيها رجاء . فقالت ناتالى بصوت ملؤه الشك : ايمكن هذا ؟
-بالطبع ... لكن انسى الامر . ما كان يجب ان اطلب منك هذا . شكرا لاهتمامك ... انت فتاة طيبة ، ارجو الا تفسد الحياة طيبتك 0
وقفت جاين ، واستدارت مبتعدة ... فجاة توصلت ناتالى الى قرار ، فصاحت : لا ... انتظرى ! لكننى اريد فقط التاكد من شئ واحد ... لو قبلت ، فهل انت واثقة ... ان الامر ليس كما سمعت ... ؟ اعنى اننى لن اضطر الى ... ؟
فبدات جاين تضحك : اوه ... يا حبيبتى ! لا ! الامر كما قلته لك تماما . كل ما عليك فعله هو الحفاظ على توازنك ، والتاكد من ركوب التاكسى عند منتصف الليل تماما . اسمعى ... لن يغوى رجل فتاة فى ملهى مكتظ بالناس او على حلبة الرقص ! ولو اصر على تمديد السهرة الى ما بعد منتصف الليل فاصرى على ان اسمك سندريلا وانك لا تظنينه قادرا على لعب دور الامير هذه الليلة . واذا واجهت مشاكل ، قولى له صراحة انك نفذت ما عليك من الاتفاق واطلبى من بواب الملهى استدعاء سيارة اجرة لك . وهذا كل شئ !
صمتت ناتالى فترة طويلة ، ثم ضحكت : انت دون شك تحسبيننى ساذجة !
فهزت جاين راسها : فى الواقع اظنك حكيمة . لكن من السهل التورط باعمال ملتوية اذا كنت لا تعرفين طريق الخلاص ... طبعا بعض الفتيات يفعلن اى شئ مقابل المال . لكن هل تعنين حقا انك ستقومين بهذا العمل عوضا عنى ؟
هزت ناتالى راسها ايجابا ، فصاحت جاين فرحة : اوه ... انت ملاك رائع ! سارد لك الجميل يوما . اعدك ... والان ... ماذا سترتدين ؟



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:13 PM   #5

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد نصف ساعة ، كانت ناتالى تقف امام المرآة مذهولة وهى ترى فستان جاين عليها ... فستان بسيط من الحرير ينضم فى الاماكن المناسبة وسنتشر حرا فى اخرى ... وكان من الافضل جدا ، الا ترى كم يكشف ظهر الفستان من الخلف . قالت لها جاين ببعض الحسد : انه يبدو اجمل عليك ... لديك جسد رائع ! يالك من محظوظة !
احمر وجه ناتالى ووضعت يدها على صدرها المكشوف خجلا . لم تعتد الحديث عن سحر جسدها هكذا ... ماذا ستقول جدتها ؟ ... وهذا ماجعل جاين نضحك دون ارادة 0
-اوه ... ناتالى ... انت لاتقدرين بثمن ... حذار ان تتغيرى ابدا . يوما ما سيقع رجل سمارى فى حب براءتك وسيمضى الليالى الهانئة فى تعليمك معنى الحياة 0
فقالت ببرود : اعرف كل شئ ... والان اليس من الافضل ان نتحرك ؟
تراجعت جاين الى الخلف تتاملها : اجل ... لن تكونى افضل مما انت عليه ، تذكرى فى المستقبل عندما تشترين قيابك ان تتجنبى ما هو مبتذل ورخيص منها ... فالرجال يكرهون ما هو مبتذل فى الملابس 0
نظرت من جديد الى ناتالى الجديدة واحست بسعادة سرية وهى ترى تسريحتها الجديدة التى اعدتها لها جاين والماكياج الذى وضعته لها باصابعها البارعة الخبيرة ... فقالت : بدات احس كاننى ساندريلا ...
-عظيم ... لقد وصلت عربتك ... هل كل شى معك ؟ تعالى ساوصلك الى السيارة 0
لكن ما ان جلست فى التاكسى وصدى صوت جاين يتمنى لها حظا سعيدا حتى راحت تفكر فى ما ورطت نفسها به ؟ ملابس مزخرفة مستعارة ، عشاء فى ملهى حديث ... لم تسمع به او بامثاله قط فى قريتها ...
ماذا لو كان من ستقابله شخصا كريها ؟ ماذا لو لم تستطع التفكير فى شئ تقوله خلال السهرة ؟
شقت السيارة طريقها عبر المدينة وصولا الى وجهتها . وتوقفت فى المكان المحدد فترجلت قلقة من ارتجاف ساقيها ... ونقدت السائق اجرته ثم قصدت مدخل الفندق ، تحاول ان تبدو وكانها معتادة على دخول اماكن كهذه يوميا 0
لكن الامر كان اسهل مما كانت تخشاه ... اذ اسرع اليها رجل قبل ان تصل الى الاستعلامات يسال : عذرا ... هل انت الانسة ماك كاى ؟


نظرت اليه فوجدته رجلا فى منتصف العمر اسمر اللون بفعل حرارة الشمس ، فتسارع الرد السلبى الى فمها ... لكنها تذكرت تعليمات جاين واسمها : اجل ... وهل انت ... ؟
-سام كاربنتر ... تشرفت بمعرفتك انسة ماك كاى 0
مدت يدها الى يده الممدودة وقالت بارتباك : لم اتوقع ان اجدك بسرعة 0
-سام كاربنتر لا يترك سيدة تنتظره ابدا ! اتودين شرب شيئا اولا ، ام نذهب ؟
ارادت ان تذهب ، لكنها تذكرت تعليمات جاين : الزبون هو من سيدفع ! فابتسمت : لك ما تريد سيد كاربنتر 0
-نادنى سام ... اظن ان من الافضل الذهاب الى العشاء ؟
احنت راسها موافقة ، فامسك بذراعها بطريقة متملكة ورافقها خارج الفندق . فى التاكسى التصق بها اكثر من يلزم ... فاحمر وجهها من القلق . داخل السيارة المظلم كان يمنع اضواء المدينة من الدخول ، وهذا ما يشكل جوا قد لايتردد اى رجل فى استغلاله ... ففكرت : دعيه يتكلم ... سالته كيف يجد نيويورك فاجاب : لاباس بها . ما تزال كما هى ، لكنها اتسعت ارجائها . كيف هو هذا الملهى الجديد ؟
-لا اعرف ... لم ادخله من قبل 0
-هذا يجعلنا اثنين . هه ؟ كنت اظن ان فتاة مثلك تعرف الكثير عن المدينة ... لكنه اخر صرعة فى هذا المجال ؟
ليته يعلم ! وسارعت لترديد الوصف الذى قدمته لها جاين : اوه ... اجل ! الديكور غريب ، وهناك بحيرة صغيرة فيها اسماك ونباتات استوائية حقيقية 0
فسالها باثارة : والساقيات يتمايلن بتنانير من العشب فقط ليس فيها شئ اخر ؟ ساقص على رفاقى ما ساشاهده !
-هل انت فى عطلة هنا ؟
-لا ... بل فى عمل 0
-وهل رحلتك ناجحة ؟
-هذا ما ساعرفه لاحقا ... لكن دعينا لا نتكلم عن هذا ايتها الحلوة ... هه ؟

ساد الصمت من جديد وهبطت معنويات ناتالى ... انها لم تنجح مرافقة . ما من شك انها تحير مرافقها ، فثمة جو من السام قادم . لكنها لمحت من زجاج التاكسى شجيرات النخيل الخضراء تضئ وتطفئ خارج زمردة الكاريبى اطمان بالها ... فستكون الامور اسهل وهما يتناولان الطعام وسط الاضواء والموسيقى 0
لكن الامر لم يكن هكذا . فلو كانت اكثر خبرة فى طبيعة الرجال لعلمت ان سام كاربنتر اكثر توترا منها . فسام فى منطقته رجل مزارع ، يلازم الاندية ، يانس الى النكات المزدوجة الحد غير الجارحة ... وهو ذو قلب طيب كافضل انسان . لكنه بعيد عن كل هذا وعن زوجته الدائمة الشكوى لذا فهو ينوى قضاء وقت ممتع والقيام بمغامرة يستطيع التفاخر بها على اترابه عندما يعود ... ولم يكن قلقا بشان ما سيدفعه ثمنا لكل هذا 0
لم يكن لدى المسكينة ناتالى فى البداية شك فى مدى خطا جاين فى تقديرها . فاخر شئ يفكر فيه سام كاربنتر مرافقة فتاة ريفية بريئة ، اثرت فيها تربية القرية ، فتاة ذات اخلاق بعيدة كل البعد عما كان يامل به 0
وفعلت ناتالى ما بوسعها ... فابتسمت لنكاته الجارحة ... وتحملت الفته التى اصبحت اكثر وضوحا مع مرور السهرة ، ومع ازدياد تاثيرها على ثقته بنفسه ونزاهته ... كان يتحدث بصوت مرتفع ويضحك بطريقة فظة ويرقص بطريقة بعيدة عن الاحتشام فقد راح يضمها بين ذراعيه ، ويضغط يده المترهلة الحارة على ظهرها العارى 0
كرهت كل لحظة امضتها معه ، ولولا وعدها لجاين لهربت منه قبل ان ينتصف الليل الذى هو على ما يبدو بعيد بعيد 0
عندما كانا يتناولان الحلوى بعد العشاء ، وصل اربعة اشخاص الى الطاولة المجاورة ... احدهم رجل مسن يرافق امرأة شابة جذابة لهجتها انكليزية . واما الثانى وهو ما لفت انتباة ناتالى فكان طويلا ... جميل المظهر ، ارتفع فكه والنظرة فى عينيه يوحيان بشخصية قوية . وبدت الفتاة مهتمة به جدا ، ترمقه بنظرات ذات معنى وتميل براسها بكل ثقة نحوه ... تحاول مرات عدة الاقتراب منه ليلامس شعرها الاحمر الناعم شعره البنى الكثيف 0
-اسكب للسيدة كوب اخر 0
صوت سام الاجش ابعدها عن ذلك الرجل وردها الى الجالس قربها . فسارعت الى وضع يدها بحزم فوق الكاس مانعة الساقية من سكب شئ فيه : لاتكونى سخيفة !




lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:15 PM   #6

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

يد سام المترهلة الضخمة حاولت الامساك بيدها لابعادها جبرا عن الكاس . بينما كانت تقاومه وقعت الكاس وسال الشراب الاحمر منها على غطاء المائدة الناصع البياض 0
عندئذ تمنت ناتالى لو تنشق الارض وتبتلعها لكن الساقى اسرع يغطى البقعة بمنديل الطعام وتمتم مطمئنا ناتالى التى اصطبغ وجهها بلون قرمزى . وتعالى صوت مرافقه ، يامر باحضار كاس اخر لها ...
نظر اليهما من كان على الطاولة الاخرى بازدراء متعجرف ... رفعت بصرها فقابلت نظرة الرجل الرمادية الباردة ، وقرات السخرية فى عمق عينيه ... فارتجف فمها ، لكنها رفعت ذقنها بكبرياء ... فلا حق له ان ينظر اليها على هذا النحو مسيئا بذلك الحكم عليها ...
الزمت نفسها على تجاهل الغريب ... وعلى التظاهر بانها تتسلى وتسلى ... بينما الدقائق فى الواقع تمر بطيئة معذبة اياها . رقصت ثانية مع شريكها الثقيل تعانى من يديه الساخنتين الناضحتين عرقا ومن انفاسه الكريهة الرائحة . مستمعة الى نكاته البذيئة وهما معا على الشرفة التى تطل على البحيرة الاصطناعية ... واخيرا وصلت ****ب ساعتها الى الثانية عشرة الا خمس دقائق . فاخذت نفسا عميقا وقالت مرتجفة : اظن الوقت قد حان للذهاب سيد كاربنتر . لقد بلغت الساعة منتصف الليل 0
-عظيم ... ا ظننتك لن تقولى هذا ابدا !
شكرا ... ساحضر معطفى 0
اسرعت مبتعدة تغمر قلبها السعادة لانتهاء عذابها ... فبعد ربع ساعة ، مع قليل من الحظ ، ستكون فى المنزل ، تخبر جاين ما حصل معها وتسمع منها الشكر والاطراء ... كل ما عليها قوله الان وداعا ... ولو كانت تعرف مدخل الخدم الخارجى لاستخدمته 0
سام كاربنتر كان ينتظرها عند مدخل غرفة الملابس : والان يا حلوتى ... الى منزلك ام الى الفندق ؟
اتسعت عينا ناتالى ذعرا : ماذا ؟ انه منتصف الليل وانا ...
لف ذراعه حول خصرها يجذبها اليه : وان يكن منتصف الليل ؟ فالليل ما يزال فى ريعان صباه ... ونحن سنذهب الى ...



-لا !
لاحظت استدارة الرؤوس نحوها ، فاخفضت صوتها بخجل : انت تعرف جيدا سيد كاربنتر ان السهرة انتهت ، والعقد بيننا كان ...
-لا تتظاهرى بالحياء زهرتى ... اعرف هذا كله فلا تقلقى ... فالحساب سيكون بيننا بعد منتصف الليل ... لذا دعينى ارى بسمتك الجميلة ثانية ... فانا رجل كريم ... وستنالين ما تريدين ، حبى !
فجاة مدى يده اليها ثانية فمررها على مؤخرتها ... بينما انحنى بشكل احمق يداعب اذنها 0
-توقف ! ... كيف تجرؤ ؟
منعا من التسبب بفضيحة ... هربت منه متجة الى مدخل البهو ... وليس فى بالها الا الهرب ... فاندفعت دون وعى عبر جمهرة من الناس 0
لكن سام كاربنتر لم يكن بليدا اذ سرعان ما امسك بها عند الباب
-مهلك لحظة ! اذا كنت تظنين ان بامكانك الهرب منى هكذا يا فتاتى ... بعد ...
-ارجوك ... دعنى اذهب !
رطبت دموع الاذلال عينى ناتالى وهى تحاول التخلص من قبضته على كتفها ... ثم وقف ظل اسود امامها 0
-اتريدين مساعدة ؟ ام ان الامر خصام بين الاحبة ؟
رفعت ناتالى راسها فوجدته الغريب الذى كان جالسا على الطاولة المجاورة ... فى عينيه ثلج بارد وعلى فمه غلظة وشدة وعلى وجهه نظرة تنتقل من وجهها المكتئب الوجل الى وجه رفيقها الغاضب وقالت مرتجفة : اوه ... اجل ... ارجوك ... انه ...
فقال كاربنتر : انتظر لحظة الان ! لا تتدخل فى هذا ! لقد دفعت خمسين دولارا لاجل ...
فقاطعته ناتالى تتمسك بذراع الغريب : لا ! ... كان هذا للسهرة فقط ... حتى منتصف الليل ! وهو الان يريد ....
-ثمة خطب ما ؟


تقدم رجل ضخم يرتدى ثياب سهرة فوقف امامهم ، وعلى وجهه تعبير بارد فاجابه الغريب الطويل : لا شئ لا يمكننا حله 0
واستدار الى ناتالى ، ينظر الى الوجه الصغير البائس ، والانامل الناعمة التى ما تزال تتعلق بكم سترته وكانها تتعلق بحبل نجاة : هل انت فتاة مرافقة ؟
-لا ...
ثم تذكرت ، فتمتمت ببؤس : الامر صحيح ... ويمكنك التاكد ان كنت لا تصدقنى0
اعطته عنوان وكيل جاين ... وهى تدعو الله ان تكون جاين صادقة ... هز الرجل الضخم راسه وكانه المدير ، فقال الغريب الطويل : تاكد من حصول هذا السيد على سيارة ... واعتذر عنى من ضيوف الطاولة رقم عشرين ... سانضم اليهم باسرع ما يمكن 0
امسك بمرفق ناتالى باصابع فولاذية . واسرع يغادر المدخل قبل ان تعرف ما يحدث ... ضرب الهواء البارد المنعش وجهها الحار الاحمر ، وسمعت صوت كاربنتر المعترض يختفى بعد اغلاق الابواب الزجاجية وراءهما 0
لكن قبضة الغريب لم تخف عنها ... وسار عبر الرصيف المظلم يقودها بحزم وفتح باب سيارة بورش مذهلة حديثة . ودفع ناتالى بخشونة ... وعندما نظرت اليه بخوف قال : اصعدى فى السيارة ولا تجادلينى 0
-لكن ...
-قلت اصعدى ... الا اذا احببت انتظار زبونك ليلحق بك 0
فصعدت ناتالى ، تدعو ربها بائسة الا يكون هناك اسما مما مر بها . وصفق الغريب باب السيارة قبل ان يدير المحرك 0
-اين تسكنين ؟
-لست ... لست مضطرا ... لاصطحابى الى الم ... المنزل ، يمكننى استئجار سيارة0
-من الافضل ان انهى بنفسى عملية انقاذك 0
لهجته صارمة ، حركاته حادة ... وانطلق بالسيارة يقول : الى اليمين ام الى اليسار ؟



-لس ... لست ادرى ... جاء التاكسى من الناحية الاخرى ... لابد انه شارع باتجاة واحد 0
-الا تعرفين اين تسكنين من المدينة ؟ جنوبا ... شمالا ... شرقا ... غربا ؟ حتى اسلك طريقى فى الاتجاة الصحيح . الا تتذكرين بالضبط اين تعيشين ؟
وبصوت رقيق خافت اعطته العنوان ... ثم ساد صمت بارد فى السيارة ... استمر خمسا وعشرين دقيقة حتى وصلا الى مكان سكنها ... لم تطمئن الا لرؤية واجهة المبنى الطويلة ، والنور الودود فى الطابق الاول ... لابد ان شخصا ما يزال صاحيا ... ربما جاين تنتظرها بلهفة ... لتسمع ما جرى ... وكيف ! فتنهدت بعمق0
امسكت بحقيبه اليد استعدادا للنزول ، وسرقت نظره من وجه منقذها ... ثم بللت شفتيها وقالت : لطف كبير منك ان توصلنى الى منزلى ولست ادرى كيف اشكرك ... سيد ... سيد ...
تجاهل ترددها المتسائل لمعرفه اسمه وقال : كان من الممكن ان يقترح زبونك طريقة للشكر 0
اجفلت ناتالى : اوه ... هل تقول ...
دون كلام وبسرعة مدت يدها الى مقبض الباب ... فلمس زرا امامه اضاء به سقف السيارة ونظر الى وجهها الاحمر الصغير الخائف : لا ... ايتها الحمقاء ! كان يجب ان تتوقعى ما حصل ... ام انك جديدة على الامر كله ؟
وعادت كبرياءها الجريح . فتصلبت : ماذا تعنى ؟ جديدة على ماذا ؟
فضحك بازدراء : ستتعلمين بسرعة ... اذا بقيت فى هذا العمل طويلا 0
لم يعد هناك مجال للخطا فيما يعنيه ... فنسيت ناتالى فتح الباب واغلقت قبضتيها ... وسرت فى عروقها ثورة غضب : كيف تجرؤ على الاشارة اننى ... ؟ هذا غير صحيح ! هل تظن اننى تمتعت ... مع ذلك ... الرجل الوحش ومخالبه الفظيعة ؟ كان الامر فظيعا ! لا احتمل ان يلامسنى احد هكذا ... ثم انا ...
-ستضطرين للتعود ... اليس كذلك ؟ او ...
-كيف تجرؤ على اهانتى ؟ انا لست ...

فقاطعها : انا لا اهينك . بل اقول امرا واقعا ... اسمعى انسة براءة ، ايتها الصغيرة المرافقة . من الواضح انك ما اعتدت على الخشن مع ما هو ناعم ... ولسوء الحظ هذا امر ضرورى اذا اردت الحصول على مال سهل ... اوه ... انسى الامر . لكن تذكرى ... فى المرة القادمة لن اكون موجودا لانقاذك 0
بدات تحس بانها فقدت الملاذ الامين ووقعت فى احضان التنين . فقالت شاهقة قبل ان تتمكن من فتح الباب : لست ... لست ادرى اذا ... لماذا ... ازعجت نفسك ... ظننتك لطيفا و ... وبدلا من هذا انت ...
-انا اترك ضيوفى منتظرين واتصرف كغبى ياسف على فتاة سخيفة صغيرة يبدو من الاجدى لها ان تنام مع لعبتها المفضلة بدل الخروج الى شوارع نيويورك !
كادت ناتالى تقع من السيارة من جراء سرعتها بل انها نسيت الشكر ، واستدارت تقفل الباب ، فمد نفسه نحوها ليقول : انسى الاضواء ... انها مخادعة ! وابحثى عن وظيفة ثابتة فى مكتب او محل ملابس اة اى شئ ... تصبحين على خير !
بينما كانت تقف فاغرة فمها نحوه ، مد يده وصفق الباب ... ولم يلبث ان هدر محرك السيارة وابتعدت اضواءها الحمراء فى الظلام . فوقفت عند المنعطف ترتجف من الغضب والالم والاذلال 0
اخيرا دخلت المنزل ... تصب القصة على اذان جاين وتتلقى شفقتها . وتتوسل اليها : عدينى الا تقولى لابنة عمى جول ... ستجن غضبا لو عرفت !
-لا تخافى ... لن ابلغها !
كانت تعرف ان موقفها امام جولى لن يكون سهلا اذا عرفت بالخبر . وقادت ناتالى التى ما زالت ترتجف نحو الفراش ، تحمل لها كوب الحليب بالكاكاو : اسفة جدا لما سببته لك ... يا حبيبتى ... لم افكر ... فللوكالة قوانين ... محترمة ... والان اشربى هذا وانسى الامر كله 0
لكن الكلام اسهل من الفعل 0
شربت ناتالى الشراب المهدئ للاعصاب ، ثم استقرت تنشد النوم وهى تعلم جيدا ان النظرة الاخيرة المزدرية التى رمقها بها ستبقى محفورة فى ذهنها فترة طويلة0

* * * * *



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:19 PM   #7

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

2- من يستطيع المقاومة ؟

عند حلول نهاية الاسبوع الثانى ، نجحت ناتالى فى ابعاد تاثير تلك الحادثة عن تفكيرها ... فغدت من الماضى . لكن ذكرى ذلك الغريب كانت غالبا ما تقتحم باب ذكرياتها ، تطالبها بالاعتراف بها وتجلب معها احساسا بالخزى والغضب ... فالامر لم يكن منصفا لها ... لقد ظن بها سوءا وهى لم تفعل الا مساعدة زميلتها ...
منتديات *****
وحدثت نفسها تنصحها : انت حمقاء ناتالى لانغستون ... اين روحك المرحة ... ؟ ابحثى عنها وتابعى حياتك 0
كانت نصيحة جيدة ... ومع ذلك مر بها الاسبوع مملا . لايميزه الا اتصال جدتها الهاتفى النادر ، مساء الخميس ... يبدو ان احدى جاراتهم فى المزرعة قادمة فى نهاية الاسبوع الى نيويورك لزيارة امها فى المستشفى هناك ... وتابعت الجدة : وايمى ستصحب الولدين معها ، صحيح ان والدتها ستحب جدا رؤيتهما ، الا انها مازالت تحتاج الى الراحة ... لذا كنت اتساءل ... ولم اذكر هذا لايمى بعد ... ما اذا كان بامكانك وجول ان تريحاها منهما بعد الظهر ، لتعطياها فرصة للحديث مه امها ... لكننى بالطبع اعرف ان هذا مفاجئ لكما 0
-لا اعلم ما هى خطط جول هذا الاسبوع ... ولكننى شخصيا لست مشغولة لذا يمكننى اصطحابهما الى حديقة الحيوانات 0
وعندما علمت جول بما دار بينهما ذلك المساء ، ارتجفت من الفكرة وقالت انها لا يمكن ان تغير خطط نهاية الاسبوع ... فاضطرت ناتالى بمساعدة جاين لاصطحاب الولدين ، ريتشارد وماليسا ، الى حديقة الحيوانات يوم السبت بعد الظهر ، فكان ان قضتا يوم احد ممل فى الحديقة العامة سنترال بارك تتاملان تمثال الحرية ، حيث احست الفتاتان انهما مرهقتان ، مع ان الولدين لم يشعرا باقل تعب . وبدات ناتالى تشعر انها قامت باكثر من واجبها تجاة ايمى ... لكن ريتشارد طلب منها ركوب المترو تحت الارض فهو لم يشهد مثله من قبل ... فوافقت ناتالى : حسنا ... نصف ساعة فقط ثم نعود الى المنزل 0
فصاح ريتشارد فرحا : عظيم ... !
وقفز الولد بسرعة ينزل سلم النفق الموصل الى المترو ، لكنه اصطدم برجل طويل جاء مسرعا من الجهة الاخرى0



تراجع الرجل الطويل لحظة ثم امسك بريتشارد ، ورفع نظره عن راس الصبى فطالعته نظرة ناتالى المذعورة المذهولة وكان التعارف مشتركا ... لان السخرية سرعان ما علت وجه الغريب : انه زبون صغير السن هذه المرة 0
انتقل نظره الى جاين ، التى كانت تبدو جذابة كعادتها ، ثم صوبه الى ناتالى واردف : ام انك تلعبين دور العمة المجهولة فى نهاية الاسبوع ؟
قبل ان تتمكن ناتالى من الامساك بريتشارد وحثه على الاعتذار من الرجل ، كان الغريب قد اكمل طريقه . فوقفت تحدق فيه وهو يبتعد ولم تفق من ذهولها الا حين سمعت جاين تقول : حسنا ! ما كان هذا كله ؟
فاخبرتها ناتالى مستاءة ، ثم قالت : انظرى الى ! منظرى جميل ! الايس كريم يلطخ تنورتى ، وشعرى مشعث !
فضحكت جاين : وماذا فى الامر ؟ ... انه جلف قاس ومتوحش ...هذا ما قلته عنه ... فماذا يهمك رايه فى مظهرك . اننى لم اتوقع ان يكون هكذا ... لقد اخترت فاتن نساء منقذا 0
شد ريتشارد على يد ناتالى : عمتى لى ... اسف بشان الايس كريم ، لقد حاولت تنظيفه بمنديلى 0
-تعنى انك ثبته على ! اعرف انك بذلت جهدك ... حسنا هيا ننزل الى المترو 0
واربكتها ضحكة جاين فسارعت وراء الولدين ... اذن جاين تظنه فاتنا ! حسنا ... هذا ما ظنته هى ايضا عندما وقع نظرها عليه ذلك المساء ، لكن سرعان ما تبدد هذا الوهم خاصة وانه لم يحاول يومها اخفاء رايه بها ، فقد اعتبرها حمقاء صغيرة وشك فى اخلاقها وها هو من جديد يؤكد نظرته وشكه فيها ... جاين على حق ... ماذا يهمها رايه بشان مظهرها ؟
راحت ناتالى تشتعل غضبا كلما تذكرت مواجهتهما الثانية ... وهذا يعنى انها ستمضى اسبوعا اخر لتتغلب على مشاعرها ... ما هذا الحظ العاثر ... حتى نيويورك ليست مكانا كبيرا قادرا على ابعادهما عن الالتقاء !
اخذت تنظر امامها على الطريق اينما سارت خلال الاسبوع التالى ، تركز نظرها خارج نوافذ الباص فى محاولة لرؤيته مسبقا لتتجنبه . لكنها ادركت اخيرا ام مالك تلك السيارة الفخمة التى اقلتها الى منزلها ، لن يستقل الباص فى ساعات الازدحام0


يبدو انه ممن يهرع اليه الجميع عند ادنى اشارة منه تلبية لاوامره ... وارتجفت ناتالى عند هذا الادراك ... كم يكون شعور الانسان مريرا عندما يجد نفسه عبدا لمن دفعت بهم الحياة والقدر الى قمة الهرم ... ولا عجب ان العالم يزخر بالثورات!
مساء الثلاثاء دخلت جاين الشقة تزف اليها خبر تحديد موعد تجربة الدور فى مسلسل اليكس التليفزيونى ... فاقامتا احتفالا مسبقا بالمناسبة ...
كانت ناتالى ماتزال تشعر بالسرور والاثارة عندما دخلت مكتبها فى الصباح التالى ... فعلى الاقل لديها الان ما تخبر به بقية الفتيات . ولو كان كل ما ستخبرهن به مبنى على اذا .... اذا حصلت جاين على الدور واذا نجح المسلسل او اذا اصبحت جاين نجمة ...
ولكنها وجدت فى انتظارها رسالة بددت كل تفكيرها بجاين : السيد كليفس يريد رؤيتها حالما تصل ... فتفحصت مظهرها وشعرها ، ثم سارعت الى مكتبه ... ماذا فعلت يا ترى ؟ هل ارسل لطردها ؟ هيات نفسها لاسوا الاحتمالات فطرقت باب السيد روبرت كليفس ، مدير الموظفين ، ثم اطاعت النداء الرقيق بالدخول 0
عندما دخلت لم تجد راحة فى ابتسامته القصيرة التى قد تشعل قلبها عادة ... وقالت له : اردت رؤيتى ؟ يؤسفنى تاخرى قليلا ... لكننى ...
فقاطعها وهو يلوح بيده الى كرسى امام طاولته : لن تتاخرى بعد الان ! اجلسى ، انسة لانغستون 0
جمع بعض الاوراق جانبا ... ثم نظر اليها بعينين قاسيتين ... وسالها : اتحبين الحصول على ترقية ؟
-ترقية ؟
سرعان ما تراءى لها صورة مكتب خاص يعلوه اسمها على طاولتها ... لكن اين سيكون المكتب ؟ وهل ستكون لها اهمية ... ولمن ؟ ثم سمعت السيد كليفس يقول : تعلمين بالطبع ان المؤسسة ستنتقل الى خارج المدينة ؟
انها تعرف ... وثمة مشاعر مختلطة بشان هذا الامر بين زملائها ، كما هناك تذمرات بشان مصاريف المعيشة فى المدينة ، ومع ذلك لم يتحمس احدهم للانتقال ... اكمل السيد كليفس : اظن ان الاخبار المتناقلة جعلتك فى صورة عملية الانتقال . لذا لن اضيع الوقت لشرح الاسباب او المكان الذى سننتقل اليه ... فهل انت مستعدة ؟




lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:20 PM   #8

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-لكنك قلت ترقية سيد كليفس 0
-صحيح ... وستمرين بشهر تجربة . احزرى لمن ستكونين سكرتيرة ؟
ظهر بريق الامل وعدم التصديق فى عينيها : اتعنى ... ؟
-اجل ... وهل هناك سواه ... " ك . ك " نفسه ! الست فتاة محظوظة ؟
-ماذا ؟
لم تستطيع منع نفسها عن القفز بذهول ... ك0ك السيد كراين ؟ الرئيس نفسه ؟
بدت التسلية على وجه السيد كليفس وهو يرى ذهولها : انها تجربة ... تفهمين هذا . لذا لابد من ان تثبتى جدارتك 0
-اجل ... ولكن لم يمضِ على فى العمل الا ثلاثة اشهر ...
يالهى ... سكرتيرة الرئيس شخصيا ! بعد ثلاثة اشهر من العمل فى المؤسسة . لكن السيد كليفس قاطعها والسخرية بادية فى صوته : نعرف هذا ... لكنك محظوظة والفتاة المرشحة لهذا المنصب سافرت الى الخارج فى وظيفة ادارية . وسكرتيرة ك0ك الشخصية المقبلة على الزواج ستترك العمل ... وانت تعرفين ان سياستنا هى ترقية من يلزم من ضمن موظفينا ... وللرئيس رايه فى الموضوع 0
عضت ناتالى شفتها بقلق ... وبدات تتذكر الاقاويل المتعلقة ب ك0ك ليست تلك الخاصة بشان مظهره الشخصى او بشان الجاذبية التى يتمتع بها ، بل الشائعات المتعلقة بقساوته وقلة صبره وحبه للسيطرة والاستبعاد ، وميله لتصنع التعالى احيانا ...
-وكيف يبدو ؟
-لاباس به . انه منصف ما دمت ستقومين بعملك على اتم وجه . لكننى احذرك ، انه لايقبل او يطيق الحماقات . هل انت خائفة ؟ الا تثقين بقدرتى على الحكم ؟
اتسعت ضحكته امام ارتباكها ، فسارعت للقول : اجل ... بالطبع 0
-هذا افضل ! تذكرى ، ما هو عملى ، اننى اضع الناس فى المكان الملائم ... احل المشاكل ، ولا ارتكب الاخطاء ... لئلا يسقط كل شئ على راسى . والان ساوجز لك ...
احست ناتالى بانها ركبت دوامة السعادة اخيرا ، وستبدا عملها الجديد فى الاسبوع القادم ، كى تتمكن السكرتيرة القديمة من تدريب السكرتيرة الجديدة على رتابة العمل قبل ذهابها . وقد اقترح السيد كليفس عليها البقاء فى مسكنها الحالى فترة الاختبار ، بانتظار ان يقر قرار ك0ك عليها لانه عندما سيساعدها على ايجاد مسكن لها فى منطقة عملها الجديد 0
اقفل ملفها ووضعه على الطاولة ثم تراجع قليلا فى مقعده يتفرس فيها ... فعلمت ان المقابلة انتهت ...
-حسنا ... ثمة اية اسئلة : سالها
لم تستطع ناتالى التفكير فى سؤال ... فتمتمت : شكرا لك سيد كليفس 0
فوقف ليتقدم منها لامسا خدها بود وهو يبتسم : حظا سعيدا ...
اكمل سيره ليفتح الباب لها ... فخرجت الى مكتبها وهى ما تزال تشعر بالدوار 0
الاسبوع القادم ... اذن !


ايام الاسبوع الحالى مرت بسرعة ... وبعد ان تلاشت الدهشة منها واجهت شكوكا فى مقدرتها ... فهذه ثالث وظيفة تسلمتها والوظيفتان السابقتان لم تقدما لها الخبرة الضرورية التى تكتسبها عادة سكرتيرات المدينة . فكيف لها وهى الفتاة الريفية ان تشغل وظيفة سكرتيرة مدير 0
بينما كانت تنزل من القطار فى تمام الثامنة والنصف من صباح الاثنين التالى فى اواخر ايلول متجهة الى مركز عملها الجديد . كانت تشعر بانها غير واثقة من ان حدث لها حقا 0
اتبعت تعليمات السيد كليفس فانعطفت يسارا تظلله الاشجار يوصل الى شارع بلدة نيوجرسى الرئيسى ... ثم قطعت الشارع ، وسارت خمس دقائق فاذا بها امام مبنى ادارة مجمع مؤسسة كراين ... الذى بدا لها وكانه مدرسة حديثة المساحة لها حدائق واسعة ، مليئة بمروج العشب وبالاشجار الصغيرة الحديثة الغرس . مبنى الادارة كان الى يمين المجمع ، له موقف سيارات نصف دائرى ، ومدخل يعلوه سقف 0
انفرجت الابواب الزجاجية امامها بصمت وهى تقترب منها ، داخل البهو الواسع ، فابتسم لها بواب يرتدى ثيابا رسمية ... وقال لها بعد ان اعطته اسمها : انت لولى الواصلات هذا الصباح انسة لانغستون . اانت جديدة هنا ؟ لا تقلقى ... كلنا نشعر بما تشعرين به فى اليوم الاول !
رفع لقاؤه هذا معنوياتها قليلا . فرغم دلائل الشفقة فى تعبيره ، اتبعت تعليماته فوجدت طريقها الى جناح عملها . كان كل ما فى المكتب مفتوحا الا بابا داخليا ... فتجولت ناتالى بفضول فى مكتبها الجديد . كانت الطاولة موضوعة فى مكان يناسب الضوء . ورفعت غطاء فنظرت تحته فاذا بها تجد الة طباعة اليكترونية رائعة . كان اللون الطاغى على المكتب فالسجادة زرقاء قاتمة والجدران ايضا ، عليها علقت ثلاث لوحات للفن الانطباعى تعطى المكان لمسة من الدفء 0
تقدمت ناتالى نحو النافذة العريضة المطلة على الحدائق الامامية ... فرات ان السيارات بدات بالتدفق الى الموقف النصف دائرى وان الناس يحثون الخطى فى الفناء الامامى . لكن الجناح كان منعزلا لا تسمع فيه الاصوات . وقفت تراقب الحركة تغزو المبنى فترة متسائلة من مِن الرجال الذين يخرجون من السيارات القادمة سيكون الرجل الكبير ؟
بدا قلب ناتالى يخفق ... ماذا لو تاخرت السكرتيرة ودخل الان ك0ك . منتظرا ان يجد يده الثالثة منتظرة لتنفيذ اوامره كلها ؟ ستحس بانها بلهاء لاحول لها ولا قوة

، وهذا ما لا يطيقه هو . خلعت ناتالى معطفها بقلق ، وتاملت زينتها ... من الافضل لها عدم دخول غرفة الملابس لئلا يصل ك0ك اثناء غيابها 0
كانت الساعة التاسعة والثلث عندما وصلت فتاة طويلة سوداء الشعر ترتدى معطفا قرمزيا فوق بدلة صوفية كحلية . شاهدت ناتالى تقف قرب النافذة وقالت : لقد وصلت اذن ... اسفة على التاخير ... لقد مررت لارى اشبينتى ، لست ادرى لماذا اخترت عرسا كاملا ! ... لدى عمل كثير ... انا ماغى . لن اتاخر عنك لحظة0
مرت دقائق عشر قبل ان تعود ماغى الى طبيعتها المنتعشة الهادئة ، طبيعة السكرتيرة المتفوقة . قالت ناتالى : لن يحضر السيد كراين اليوم ... لانه سيستقبل وفدا اميركا الجنوبية ... وبذلك سيكون يومنا هادئا !
-اهو بهذا السوء ؟
-ليس تماما ... لكن حاولى الا تتاخرى ابدا ، وكونى دائما مستعدة لتلبية طلبه بسرعة ، فهو يكره الانتظار 0
بينما ماغى تريها موقع كل شئ بدا لها ان ماتراه كله مختلفا . راحت تشرح لها الروتين ، الذى بدا لها ، وبشكل كبير ... بعيدا كل البعد عن الروتين ... كما ان هناك الكثير من الاشياء يجب ان تتذكرها لئلا تتوتر من محاولة خزن هذه المعلومات فى دماغها . لكن ماغى قالت ان هذا سهل ، واكدت لها انها لن تجد مشكلة ما دامت لا تسمح لنفسها بالوقوع فريسة الاضطراب 0
-لا تقلقى من شئ . فالدائرة الالكترونية تتولى معظم اعمال السكرتارية العامة . احيانا يطلب هذا من هنا ... لذا من الافضل ان تحيطى بكل شئ . اظنك ستتناولين الغداء مبكرا اليوم ... وبعد الغداء ساريك المكاتب 0
كان فى المجمع مطعم خاص جيد ، قدمت ماغى ناتالى الى عدة اعضاء من الموظفين اثناء تقدمها الى طاولة لتناول الطعام . وبعد انتهائهما جالت بها فى المجمع ... ثم عادتا الى المكتب . واعطتها ماغى شريطين مسجلين قائلة : من الافضل ان تتعرفى الى صوته ، فستسمعينه كثيرا !
-هل يسجل رسائله عادة على شرائط ؟
-احيانا ... خاصة اذا كان غائبا ، لكنه امر اخر عليك تذكره : ضعى دائما شريطا فارغا فى المسجلات الثلاثة لئلا ياخذ احداها دون شريط 0



وضعت ماغى الشريط فى المسجلة على الطاولة واستدارت : ساتركك لتسمعيه ... وانا خلال ذلك ساتم بعض متطلبات حفل الزواج .
مرت الساعة او يزيد دون ان يحدث شئ يذكر الا بضع مكالمات ردت عليها ماغى . واستمعت ناتالى الى التسجيل ، واحست بالسحر عند سماعها الصوت العميق الذى اشعل فيها رد فعل غريبا ... لكنها ابعدت هذا الشعور عنها ... فرغت الشريط ودونته على الورق ثم عرضت النسخ على ماغى للموافقة ، وانتقلت الى التسجيل التالى .
بعد بضع دقائق وقفت ماغى : ناتالى ... الديك مانع لو غادرت المكتب الان ؟ لدى امور كثيرة عالقة كما لدى اخرى فى المنزل . سابلغ موظف الهاتف لتحويل المكالمات الى السيد هنتر لئلا يزعجك احد ... فالجميع يعرف ان ك0ك ليس هنا اليوم 0
فهزت ناتالى راسها ، مقتنعة سرا ، ان شيئا ما سيحدث لحظة خروج ماغى من المبنى ، وهو امر تتوقع الا تستطيع معالجته او التعاطى معه . عبر النافذة شاهدت المعطف القرمزى الذى ترتديه ماغى يختفى ثم عادت الى تفريغ شرائط التسجيل . بعد انتهائها ، تفحصتها بدقة مقنعة نفسها انها كاملة تخلو من اى خطا ، ثم نظرت الى ساعتها ... انها الرابعة الا عشر دقائق ... اى مازال امامها ساعة اخرى من الدوام 0
رتبت الطاولة ، ثم اعادت النظر الى الساعة ، فاذا بها قبل الرابعة بثمانى دقائق ... فكرت فى الذهاب لاحضار فنجان شاى من الكافيتريا ... لكنها عادت فعدلت عن ذلك ... فقد يحدث شئ . ثم عادت على غير ارادة منها تصغى الى ذلك الصوت العميق ... فثمة شئ ما فى هذا الصوت ... فجاة سمعت وقع اقدام فى الخارج ، تبعه فتح الباب ... وكادت ناتالى تصرخ من الصدمة 0
وقف شاب اشقر الشعر ينظر اليها بدهشة : اين ماغى ؟
-انها ... ليست هنا ... هل استطيع المساعدة ؟
-هل انت الجديدة عند ك0ك 0
-انا سكرتيرته الجديدة 0
-يالهى وهل سيلجا اخيرا الى استخدام من فى المهد !


دخل الشاب الى الغرفة ناظرا الى ناتالى باهتمام صريح : ايتها الطفلة المسكينة ... اذا لم ياكلك هو فستاكلك الالة الناسخة !
فصاحت ساخطة : ماذا تعنى ؟ اننى فى التاسعة عشرة ، وليس لدى نية فى ترك شئ او احد يبتلعنى 0
رفع ذراعيه بحركة تحميه ، وتظاهر بالتراجع :
واو ... القطة الصغيرة لها مخالب ! ثم اقصد ! انا فقط ...
-لا تنادينى قطة صغيرة ... ارجوك . انا الانسة ناتالى لانغستون 0
-بكل سرور ... لكنك قطة صغيرة ، ناعمة مغرية ، تروقين للنظر ، ... هل ستخدشينى اذا لمستك ؟
-اجل ... والان ... كنت تبحث عن ماغى ... هل الامر هام ؟ هل ...
-هام ؟ استطيع قول هذا ... انظرى ...
اخرج من جيبه قاروة زجاجية : هذا هو التقدم التقنى !
-التقدم التقنى ؟ ما هذا ؟
-صه ... انه سرى جدا ... ! هل صاحب الجلالة هنا ؟
-لا ... لن يحضر قبل صباح الغد 0
فابتسم ، ثم رفع سدادة القارورة ومررها تحت انفها ... ثم قال بعد قليل نافذ الصبر : حسنا ؟
-رائحته كالعطر 0
-هه ... كالعطر تقول !
اغمض عينيه وتظاهر بالالم : الاتعلمين ان هذا اول انتاج لمنصنع مؤسسة كراين الجديد ؟
-لكن ماهو ؟ لم اكد اعرف رائحته 0
-انه اختراع رقم سبعة وخمسين ، نسميه فى المختبر الصاروخ ! المثير فيه انه منيع ضد كل ما هو اسيدى ... الم تجربى قط احد العطور فوجدته رائعا ، ثم تغيرت رائحته او تلاشى بسرعة فيما بعد


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:22 PM   #9

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-اجل ... منذ اسبوع حصل معى هذا ... لم يدم على احد العطور بينما كان رائعا على زميلتى فى الشقة 0
-هذا لان تركيب بشرتك الكيميائى يؤثر فيه ... اجرينا عدة تجارب فوجدنا انه الافضل ... هيا جربيه 0
فمدت له يدها ، فلمس ذقنها وقال : اديرى راسك يا قطتى 0
لمس خلف ذانيها ثم فوديها و اخير عنقها 0
-انتظرى لحظة الان ... دورى حول المكتب 0
اطاعته ناتالى ، وما هى الا لحظات حتى عبق المكتب برائحة لذيذة غريبة ... غامضة ... اختفت لحظة ثم عادت ... لم تكن زهرية ولا خشبية وليست ثقيلة كالعطور الشرقية ... لكن لها ميزة جديدة تنتمى بالضبط الى الجو الفرنسى 0
-والان ارجعى الى !
اطاعته ... فتنشق عميقا ، ثم ارتسم على وجهه الجميل تعبير السحر : فاتنة ! رائعة ! دعينى اشم اكثر !
امسكها بكتفيها ، ثم جذبها نحوه ، فتنشق نفسا عميقا اخر من وراء اذنا ، ثم همس : ارفعى ذقنك حلوتى ... آه ... رائعة يا قطتى ! اتعلمين انك لن تكونى امنة من اى رجل عندما تتعطرين بهذا العطر الجديد ؟ سوف تلهبين احساسهم . وسيحبونك حتى الموت 0
بدات ناتالى تضحك غصبا عنها ... ثم اخذت تبعد نفسها عنه ، قبل ان يؤثر هذا العطر الساحر باحساس هذا الشاب الجرئ 0
-لا ! ارجوك ... ساصدق كلامك . و ...
فى هذه اللحظة فتح الباب ورائه ، ومن فوق كتفى الشاب اتسعت عينا ناتالى من الصدمة وخيبة الامل ، ثم طغى عليها شعور عدم التصديق المرعب 0
-دايفى ! ماذا يجرى هنا بالله عليك ؟
ودخل الوافد الجديد المكتب ، طويلا ، انيقا بشكل يوقف القلوب ... فارتدت ناتالى الى الخلف ... ودوى الاسم فى ذهنها : دايفى ... انه ذئب النساء الكبير فى المؤسسة ... هذا ما قالته لها ماغى خلال جولتهما ... اوه ... لا ! لماذا يحدث هذا


كله لها ؟ وسمعت دايفى يقول : لاشئ سيدى ! جئت ارى ماغى ، لاجرى اختبارا صغيرا 0
فقال ك0ك الكبير بسخرية : هذا ما لاحظته 0
-لم تكن تتوقع عودتك الليلة 0
-استنتاج عظيم 0
رمى ك0ك حقيبته على الكرسى ، متجاهلا ناتالى التى ارتدت حتى النافذة 0
-حسنا ... لماذا هذا كله ؟
فرد دايفى بلهجة منتصرة : لقد حصلنا على ما نريد اخيرا ك0ك 0 انظر بنفسك ! او بالاحرى ... تنشقه بنفسك !
وامسك بيد ناتالى فجذبها الى الامام 0
-تعالى يا قطتى ! انت والسبعة والخمسين ! من يستطيع مقاومتكما ؟ سيكون هذا ...
لم تسمع ناتالى تتمة كلامه ... فقد جرها دايفى ليكشف الضوء الاتى من النافذة وجهها كله ... فحدقت فيه فشاهدت انه مثلها مصدوم لكن فى عينيه استنكارا وشرا 0
منقذها المتعجرف ، الساخر ، ورئيس شركة كراين ، شخص واحد ! انه اخر رجل قد تختار العمل معه ... اخر رجل تريد ان تكون سكرتيرته 0
ماذا جنت فى حياتها لتستحق هذا كله ؟


* * * * *
انتهى الفصل الثانى


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-10, 07:25 PM   #10

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

3- اريدك 0


من مكان بعيد ... سمعت ناتالى دايفى يقول باثارة : حسنا سيدى ؟ ما رايك ؟
استدار ك0ك مشيحا بصره الذى اوهن اوصال ناتالى وكان منظرها يزعجه : لا يمكننى التعبير عن افكارى الان ... والمكتب مشبع برائحة قوية . سنعقد اجتماعا ، له الاولوية ، صباح الغد 0
-حاضر ... متى سيدى ؟
رمى ك0ك 0 بالامر من فوق كتفه الى ناتالى وهو يخرج : راجعى المواعيد 0
بدا عليها الذهول ، وهى تتوجه الى الطاولة ، ففتحت دفتر المواعيد ، تقلب صفحاته باصابع مرتجفة ، صفحة اليوم التالى كان فيها معلومات مكتوبة بخط ماغى المرتب الجميل ... رفعت راسها : لديه موعد لاجتماع فى العاشرة والنصف ان تاتى لتراه فى التاسعة والنصف ، لكنى لا اعلم ان كان يحضر الى المكتب باكرا0
منتديات *****
خلل دايفى يدا مضطربة فى شعره الاشقر الشبية بلون رمال البحر : انه يحضر باكرا . وانا اسف لما حصل . لكن من كان يظن انه سيطل فى تلك اللحظة بالذات وهو فى اسوا مزاج 0
هزت ناتالى راسها ، انها تعرف انه لا يتحمل الخطا وحده ... معظم المؤسسات تتقبل وجود على الاقل واحد من العابثين بين صفوف الموظفين . مع ذلك لم تكن قادرة على شرح سبب انقلاب مزاج الرئيس ، فهو امر لن تستطيع البوح به لاحد ... من الافضل لها ان تستقبل اولا ! مع انها قد تجد نفسها فى الخارج قبل ان تتمكن من انقاذ كرامتها 0
نظر دايفى الى تعبير وجهها البائس ولف ذراعه حول كتفيها : لا تاخذى الامر بهذا العمق قطتى . صدف وقابلناه فى مزاج سئ ... هو ليس بهذه القساوة عادة 0
تمتمت ناتالى : هل هذا صحيح ؟
ابعدت نفسها عنه وقد تذكرت سمعته ، فصممت الا تشجع تعاطفه المشبوه معها . فقال : يجب ان تتعلمى ان تكونى مثل ماغى .... كانت ترمى بالامور وراء ظهرها ... كلنا نفعل هذا ... لكننى كنت خائفا عندما رايتك ...
اقفلت دفتر المواعيد ، فقاطعته : لا تقلق ، استطيع الاعتناء بنفسى ... والان الافضل لك ان تذهب ... فلو ...
فابتسم دايفى : معك حق ... لكننى ساراك فيما بعد يا قطتى الحلوة ... الى اللقاء0


فجاة توقف عند الباب ليتابع : نصيحتى ان تعلمى الاخرين باجتماع الغد ... وهم السيد رولاند ، وجاك هاريس ، وسام تورد ، وثيو فيلد . فهذا امر يوفر عليك بعض المتاعب ! الى اللقاء 0
اخذت ناتالى تسجل الاسماء بسرعة ... ووجدت ارقامهم الهاتفية وبدات الاتصال ، املة ان تبلغهم جميعا قبل مغادرتهم مكاتبهم لكنها لم تنجح مع السيد فيلد ، فسجلت سكرتيرته الرسالة ، بعد ان سمعت ناتالى كلمات الترحيب ، ولم يتوقف حديثهما الا عند سماع صوت رنين الهاتف الداخلى المركز على طاولتها 0
ضغطت الزر فتلقت امرا بالحضور بصوت اصبحت تعرفه الان جيدا ، فالتقطت قلما ودفتر ملاحظات وتركت قدميها تحملانها الى باب المكتب الداخلى ... قرعت الباب ، انتظرت لحظة ... ثم فتحته ببطء 0
-ادخلى انسة لانغستون ... لن افترسك ... ليس بعد !
كان يستند الى مؤخرة مقعده عاقدا يديه ، يراقبها بعينين رماديتين باردتين ساخرتين ... بدت لها المسافة بينهما بعيدة ... اشار الى كرسى قرب طاولته لتجلس ، ونظرته مثبتة عليها ...
-حسنا يا فتاة المرافقة ... الا ندفع هنا مرتبات جيدة تفى حاجات عاملاتنا 0
-اجل ... لا ... الامر لم يكن هكذا قط ؟ لست ...
-هل هزمك نظام الحياة ؟ ام انه لم يكن مريحا كما توقعت ؟
تصلبت ناتالى وهى تتمنى لو تلطمه على هذا الفم الساخر لكنها قالت بحزم واصرار متجاهلة سخريته ، مصممة على البقاء هادئة : انا سكرتيرة سيد كراين ... هل لى بدفتر مواعيدك ... ارجوك ؟
لم يتحرك من مكانه بل قال : تفضلى تناوليه بنفسك 0
نظرت الى الدفتر المغلف بالجلد فوجدته بعيدا عن متناولها فوق الطاولة العريضة ... بالتاكيد يستطيع ان يدفعه نحوها ... وقفت تلتقطه ثم فتحته لتسجيل فيه موعد الصباح التالى ، ثم اضافت اسماء المديرين الذين ذكر دايفى اسماءهم . تركت الدفتر مفتوحا ، ودفعته نحوه . فنظر اليه دون اكتراث ، هز راسه ، ثم نظر اليها : حسنا ... ما رايك فيه ؟
-ما رايى بماذا ؟
-العطر 0
نظرت اليه تتنسم رائحة فخ ، صممت على ان لاتقع فيه . فقال نافذ الصبر : تعالى الى هنا 0
تقدمت نحوه ببطء ، فجاة مد يدا اطبقها على معصمها . فكادت تفقد توازنها وتقع ، وراح قلبها يدق بعنف . ووقف :آه ! انه عطر يحرك المشاعر ... قفى جامدة يا فتاة ...
اخذت ناتالى ترتجف . انها لا تكاد تصل الى طول كتفيه ، حضرت نفسها لتدافع عن كرامتها حتى اخر نفس . نسيت امر العطر ... فكل ما كانت تعيه هو رائحته الرجولية الممتزجة بعطر ما بعد الحلاقة . قماش بذلته الناعم الفضى اللون وقميصه الحريرى الاخضر الشاحب كانا يبرزان عظمة مرتديها فتراجعت تشد يدها : سيد كراين !

تركها فجاة ليجلس على حافة الطاولة : لا ! اخشى انه لم يثر احاسيسى ولم يحفزنى لا فتراسك ... ما يزال اقل من حبك حتى الموت كما اننى لم اسمع بان مثل هذه الرائحة المميتة مازالت رائجة . لكننى لست ماهرا مثل رئيس التقنيين لدينا 0
نظر الى وجه ناتالى المرتبك ، وعادت السخرية بسرعة الى نبرته ، واضاف : ثم ، اننى اتناسى ، انك لست بحاجة الى مساعد اصطناعى للاغواء 0
شهقت ناتالى ورمت دفترها على الطاولة وصاحت : سيد كراين ! انا لست فتاة مرافقة ... واذا كنت تريدنى ان اعمل معك فيجب ان تسمح لى بالتفسير ...
فرفع يده : لا ضرورة للتفسير انسة لانغستون ... فما تفعلينه خارج دوام العمل لا شان لنا به وكذا الحال بالنسبة لاخلاقق وذلك مادامت حياتك الخاصة لاتؤثر فى كفاءتك العملية 0
استدار يجلس خلف مكتبه : اعتقد ان ماغى اوجزت لك كيفية سير المكاتب الاخرى ... ان تعبيرك الان يوحى بانك تخشين الاسوا ، فلا داعى لخشيتك هذه . فلست ممن يتوقع المستحيل من الموظفين ... لكننى اطالب بافضل ما يمكنهم ... وهذا يعنى انه ليس من المتوقع منك التمكن من معرفة افكارى والتقاط كل التفاصيل منذ اليوم الاول . لكن ، ما ان ينتهى الشهر حتى اصبح اكثر تطلبا 0
-ثمة نقطة اخرى ، لابد من اخبارى ، عاجلا ام اجلا ، ان دايفى تالبوت يعتبر ان من واجبه ، وحقه ، اغواء كل موظفة جديدة . ويجب ان احذرك انه يحتفظ بالاخيرة حتى تصل فتاة جديدة . لكننى واثق انك لاحظت طريقة تخطيطه 0
-اذن لماذا تحذرنى ؟ لقد اقررت بنفسك ان حياتى الخاصة واخلاقى ليست شان من شؤونك وهى كذلك حقا ! فكيف تجرؤ على مخاطبتى هكذا ؟
رمت بالحذر ادراج الريح ... لكن ماذا لو طردها الان ؟ اذن ستتمكن عندها من قول رايها الصريح به ! لكنه نظر اليها ببرود ... لم تحركه دفاعاتها : اعتبر ان لى مطلق الحق ... فعلى كل الاحوال ، انقذتك سابقا من وضع غير سوى ... وضع بدوت فيه غير قادرة على انقاذ نفسك منه ، لذا ، مهما كرهت الامر ، من البلاهة التظاهر بان الحادثة لم تكن ...
-لاحاجة لتذكيرى ... فانا اذكرها جيدا 0
المرارة فى صوتها جعلته يرفع راسه ويميله الى جانب واحد 0
-هل غيرت رايك بالنسبة للوظيفة ؟ اتفضلين العودة الى قسم الطباعة 0
-ربما انت تريدنى ان اغير رايى ... لقد اوضحت بجلاء كرهك لى 0
-ما هذا الكلام الطفولى !




-لا ... فانا اعبر عما فى نفسى 0
-اذن انت من النوع الصادق ؟
-سيد كراين ... كل ما اريده ببساطة ان اكون سكرتيرة جيدة . وافضل ان تحكم على حسب قدراتى وحدها 0
بدت القساوة فى عينيه : جيد ... وهذا ما يعيدنى الى سؤال لم اجب عنه بعد ... لقد حذرتك من دايفى تالبوت لاننى احترم مدير ممتاز ، بالقدر الذى احترم فيه السكرتيرة القديرة . ولامانع عندى من الاعتراف باننى سافتقد ماغى . اعرف ان العمل هنا اشق بكثير مما يظنه الكثير من الموظفين . واعرف كذلك ان تلك الشقراء الباردة العاملة ، كانت فى متناول يد دايفى الى ان وصلت موظفة الاتصالات الحمراء الشعر ... لذلك اقول ان سكرتيرة تبكى على حبها ، لن تكون مفيدة لى 0
فارتفع ذقن ناتالى بحدة : الا يحسن بك التريث لترى بنفسك قبل ان تحكم ؟ فقد تجد امامك اول فتاة لها من العقل الكافى لمعرفة طبيعة ذئب المكتب والتصرف على هذا الاساس ... صدقنى ... ليس لدى نيه الوقوع فى الاغراء ... الى ان اقرر انا ذلك !
-كلماتك الاخيرة شهيرة . على كل الاحوال ، انا مؤمن كبير بالوقاية لانها ارخص من العلاج . فهل كلامى واضح . انسة لانغستون ؟
-دون اى شك سيد كراين 0
-جيد ... كان الافضل ان نوضح الاجواء منذ البداية . ومن الافضل ان تذهبى الان . فالساعة تجاوزت الخامسة 0
-لست ممن يتقيد بالساعة سيد كراين 0
-انا لم اتهمك بهذا 0
-ثمة شئ اخر ... سيد كراين ؟
-لا ... شكرا لك ... وعمت مساء انسة لانغستون 0
-عمت مساء سيد كراين 0
توجهت ناتالى تلك الليلة الى المنزل فى مزاج يتارجح بها ما بين الاشفاق على النفس ، وبين الغضب ... فهى لم تستفيق بعد من صدمة اكتشاف هوية رئيسها الجديد ، والتوقعات امامها تملا نفسها ذعرا . لماذا يجب ان يحصل هذا لها ؟ لقد ظنت ان الاقدار منحتها الوظيفة التى كانت تحلم بها مرفقة بزيادة فائقة فى الاجرة وبامكانية السفر الى الخارج عندما يحتاج الرئيس الى سكرتيرته اضافة الى ترقيات ... ففى بعض المؤسسات السكرتيرة تبقى سكرتيرة ... لكن فى مؤسسة كراين هناك مجال للتسلق ... وقد لا يمضى عليها ستة اشهر حتى تصبح مساعدة الرئيس
الشخصية ... وقد تنتقل فيما بعد الى الادارة . بعدما يمكن الاعتماد على طموحها على مقدار استعدادها للكفاح من اجل الوصول الى السلطة ... لقد رسم لها السيد كليفس صورة وردية عن الفرص فى المؤسسة ... لكنها الان تلاشت كلها 0
ارتجفت ناتالى فجاة ... فالتفكير بالايام الممتدة امامها كان سيئا ، لكن التفكير فى انها ستكون تحت رحمته كان اسوا 0
ستبقى دائما خائفة من شبح تلك السهرة التى امضتها مع سام كاربنتر الذى وخزها بمخالبه الكريهة معتقدا انها فى متناول يد اى رجل يدفع لها المال ... وكولتر كراين يظن بها الشئ نفسه ... ومع ذلك اسرع لينقذها 0
للمرة الاولى خطر لناتالى ان تفكر فى دوافع انقاذه ... لماذا انقذها وهو يظن بها اسوا الظنون ؟ لماذا ازعج نفسه ؟ ولماذا اصبح مشمئزا وعدائيا فيما بعد ؟ لكن ... ماذا لو لم يتدخل ؟ حسنا لانتهى الامر بها ان تركض هاربة من كاربنتر ... وربما حدثت فضيحة ، ولربما كانت افسدت كل شئ لجاين المسكينة . لكن جاين نفسها كانت ستتعامل مع الموقف بالطريقة نفسها 0
نزلت من القطار ثم ركبت الباص ، وهى تفكر فى قدرها ... كل ما تتمناه الان مرور الشهر القادم بسرعة . لن تستطيع البقاء معه مدة طويلة ، من الافضل ان تقول له فى الغد انها لا تريد الوظيفة ، كى يتمكن من البحث عن سكرتيرة اخرى ... سكرتيرة تناسب مكانته الارستقراطية ، سكرتيرة تخفى ما فيها من علل تحت جلد اسمك من جلد وحيد القرن !
عندما وصلت الشقة كانت تحس بالارهاق ... تاففت لانها تذكرت ان اليوم هو الاثنين ، الاثنين المقرف ، الذى تنتظرها فيه اعمال التنظيف ... الفتيات الثلاث كن فى الخارج ... وخزانة التموين فارغة تقريبا ... تناولت ما تبقى من لحم من الاسبوع المنصرم ... لابد ان كل واحدة من زميلاتها تتعشى فى مكان فاخر ... لذلك بامكانهن الاكفاء بكوب شاى وبعض البسكويت 0
بسبب بعد مسافة الانتقال ، بات عليها الان ان تستيقظ قبل ساعة من الموعد المعتاد . تقلبت جولفى الفراش تشكو من صداع وتمنت على ناتالى ان تاتيها بفنجان شاى وحبتين من الاسبرين . ثم سالتها : كيف كان يومك بالامس ؟
-رهيبا !
-من الافضل ان تضعى قليلا من احمر الشفاه ... فانت تبدين كما ابدو الان ، سيئة للغاية !
هل تجعل من نفسها فاتنة براقة لتبدو جميلة فى نظر صاحب الجلالة ؟ ام تكون جاهزة لاهتمام دايفى تالبوت ... الذى كان عيثه السبب فيما حصل لها بالامس ؟ لِم التفكير فى هذا كله ما دامت ستستقيل اليوم ؟


لكن ... لسبب ما ... لم تقدم استقالتها هذا اليوم ، ربما لانه لم يكن امامها الوقت الكافى ، فقد دخل ك0ك الى المكتب عند التاسعة الا خمس دقائق ، مرسلا لها ولماغى ابتسامتين وتحيتين متساويتين فى السحر ترافقهما ملاحظة بانه محظوظ لوجود سكرتيرتين له ذلك اليوم فهناك تلال من الاعمال تنتظره 0
عملت الفتاتان على فض المراسلات مذة نصف ساعة ، ثم ارسلت ماغى ناتالى لحضور الاجتماع وتسجيله ... كانت هذه اول تجربة لناتالى مع الادارة العليا ... ودون وعى منها اضطرت للاعتراف بكفاءة ك0ك فى العمل اذ لم يكن تفوته نقطة ، فقد كان يطالب بالارقام والوقائع ، والتفاصيل . واحست ناتالى بالشفقة على مدير القسم التقنى الجديد ، الذى يستوعب بعد التفاصيل الكاملة لدراسة الاسواق التى طلبها كراين 0
التكاليف ومراقبة النوعية ، تصميم التوضيب والتعليب ، والاسواق العالمية ، كلمات رن صداها مرارا وتكرارا فى الغرفة الكبيرة ... ودارت افكار عدة للنقاش واحيانا كان يصرف النظر عن بعضها 0
ذلك الصباح كان مقدمة لاسبوعين مكتظين بالعمل . فى نهايتهما ، لم تكن ناتالى متاكدة من انطباع ورد فعل رئيسها الجديد . فمنذ امسية ذلك اليوم الاول ، لم يصدر عنه اى تلميح له طابع شخصى . وبدا انه يتصرف الان كما كانت تامل ... فقد كان معها باردا يتصرف يتجرد ودماثة 0
بعد رحيل ماغى يوم الجمعة من اخر الاسبوعين ، وذلك بعد تقديم هدية فضية لها وهدية مالية قدرها مئة دولار من ك0ك شخصيا احست ناتالى بانها فراشة جديدة خرجت من شرنقتها لتواجه مصيرها وحدها 0
كانت بصراحة ... ما تزال خائفة منه . مع ان سخطها منه قد تلاشى . كان عليها ان تعترف انه عادل منصف 0
خلال الاسابيع التالية كانت شاكرة له اعلامها مسبقا بحاجته اليها للعمل المتاخر ، وشاكرة له صرفه اياها باكرا بعد ظهر ايام اخرى للتعويض عليها ... ومع ازدياد ثقتها بنفسها ، تعلمت بسرعة اسلوبه فى الرسائل ، وتطورت بديهتها حتى اصبح بامكانها معرفة متى تقاطعه ومتى تمتنع 0
عند قدوم اخر يوم من الشهر ، فاجاها بقوله انه سعيد بها وان وظيفتها الان اصبحت دائمة ... فشكرته سعيدة ثم خرجت من غرفته فوجدت دايفى تالبوت ينتظرها فى مكتبها 0
-حسنا ؟ هل ختم بالموافقة على علاقتكما ، ام سلمك لاسنان الفرامة ؟ فاخبرته وهى تعرف انه سيدعوها للاحتفال بمناسبة تثبيتها ، وتعرف كذلك انها سترفض ، كما رفضت كل دعواته السابقة . ولم يكن السبب هو تلك التحذيرات التى تلقتها ، بل بكل بساطة لان دايفى لم يجذبها 0

-اسفة يا دايفى ... لن استطيع ... على الاسراع الان حتى لا يفوتنى قطار الخامسة والنصف 0
-هل تودين ان اوصلك الى المحطة انسة لانغستون ؟
استدارت ناتالى عند سماعها صوتا غير صوت دايفى ، وهو لرئيسها الواقف بالباب المفتوح وكان ينقل بصره الى دايفى ثم عاد فحطه عليها . وعلى وجهه تعبير غامض 0
دخوله المباغت جعلها تتعلثم ... فتدخل بنعومة : هناك حديث اود مناقشته معك ، ساكون جاهزا بعد خمس دقائق 0
اختفى داخل مكتبه ... فاظهر دايفى سخطه : الامر هكذا اذن ؟ لم اظنك قط ستفعلينها ! ليس بعد ...
-الامر ليس كما تفكر ابدا 0
عادت الى الجلوس تخفى ارتباكها عن دايفى ... بم يريد ك0ك ان يتحدث معها ؟ هل اخطات بعمل ما ؟ هل غير رايه فيها ؟ وادركت فجاة ان هذا اخر شئ يمكن ان تتحمله 0
رد عليها دايفى بغضب : اليس هناك شئ ؟ انتبهى لنفسك يا فتاتى ... فلة من الفتنة والميل الى الفتيات بقدر ما انا مشهور به ... الا انه لا يجرب هذا عادة مع السكرتيرات 0
-من انا ومن اكون ليستثنينى ... لا تكن سخيفا يا دايفى ... حديثنا سيكون عن العمل ... وهذا كل شئ 0
احست بالراحة عند خروجه من المكتب فراحت تحاول وحدها التفكير فى ما يريد ان يحدثها به ... منذ اقل من عشر دقائق ، قال لها ان الوظيفة لها ... فماذا حصل يا ترى خلال هذه الدقائق ؟
اخذت تنظر حولها فى المكتب الواسع ، ثم وقفت تتوجه الى الباب الخارجى ، وتنظر الى الردهة الواسعة فى الخارج . هناك الباب الذى يقود الى غرفة الانتظار ... والى اليسار باب يقود الى الممر الخارجى والى اليمين باب ك0ك ... لكن لم الصمت ؟ بالتاكيد لم يخرج بعد ...
-اتفتشين عن احد ؟
قفزت ناتالى من مكانها مذعورة فقد دخل مكتبها من الباب المشترك دون ان تسمع حركته 0
-لا ... لكننى ...



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.