مرت عمهم : هلا هلا حياكي .. تفضلي ساعة الخير اللي شفناكي فيها لاول مره ...
أناا ووجهي كذا ( !)
مرت عمهم : شلونك ياناصر عساك طيب؟
ناصر كالعاده بخجل منزل راسه : بخير ياخاله .. الحمد لله ...
مرت عمه : روح أنت وخل مرت ابوك عندنا .. وتراها بالحفظ والصون تطمن
ناصر : على خير .....
أنا بأرتباك : لاا .آآآ .... ناصر بعد نص ساعه تعال خذني ....
ناصر ومايدري يسمع لمين ....
ثواني وشفت قبيله من نون النسوه يشدوني ... تعالييي معناا
أنا ماحسيت بنفسي ألا وأيد ألخمسين بنت ماسكيني من كل جهه من عباتي
وكأنهم خايفين اني أطير ... وماعطوني فرصه أرد لناصر وأأكد عليه ......
خذوني معهم لصاله ثاني أصغر من الصاله اللي شفتها
وأكثر أناقه بألوان زاهيه من الذهبي والوردي الناعم .. خلوني أجلس
بوسطهم ... فكيت عباتي وبقيت بلبسي اللي كان عباره عن تنوره
ألين الركبه سودا من قماش التفته .. مع بلوزه بيضاء من الشيفون من دون أكمام .... ألتفوا حولي كلهم .... وقعدت اناظر فيهم وأناظر بنفسي
وكأني من دون لبس وسطهم ... كلهم كانت ملابسهم كاسيه أجسامهم
وبنفس الوقت أنيقه وماشيه مع الموضه ...
حتى ألأم ماكان واضح من جسمها ألا وجهها وكفوفهـا وبمثلها
البنات اللي واضح أنهم متزوجات وكبار بالعمر جالسين جنبها
ومن الصغيرات اللي كانوا باين عليهم صغر سنهم
أي بحدود عمري .. وكأن أهل البيت كله واضح عليه الهدايه ...
:
سألتني أولهم (أيمان ) ... ماشاء الله وش هالحلاوه تخبليين ماتوقعتك كذا
أنا بخجل ... وأرتباك .. بعيونك
الثانيه هديل ) الا صحييح انتي شكلك ورعه مثلنا .. كم عمرك ؟
شفت اختها تصقعها من راسها تبي تسكتها ياورعة انتي عيييب ...
أسأليها بأدب وتنمق لا تنحشين البنت من بثارتنا من اللحين ..
: ضحكت بشويش على عفوية هالنقاش ... وجاوبت داخله
على الواحد وعشرين ...
الثالثه( سماهر ) : هيييه .. هيييه ... والله انتي كشخه ...
شوفي يمه لبسها يآآآخيي لييييييييه ماتعطوننا حريتنا
وتسمحون لنا نلبس مثلها ...
جتها صقعه ثانيه من اختها اللي اكبر منها : وشفتها تتكلم وهي شاده على اسنانها
أرجوكي سدي حلقك لاتجيبين العييد
... أمهم : ومنحرجه أكثر ومي قادره تردع بنتها وكأن واضح
عليها تقول أن هاللبس
غلط وتعطيها محاظره من محاظراتها المعتاده .. وبنفس الوقت
مفتشله ان بنتها حطت ضيوفها بموقف محرج كالعاده ...
: أم مشاري ... آآآ آلا صحيح .. قومي ياغزلان وصبي لمرت عمك
القهوه وضيفيها ...
..أن شاء الله .... ونتي ياهند قومي جيبي العصير يالله بسرعه
وشفيكم خنقــتوا الآدميه .. فكوا عنها شوي
أنا ومدري ليه خشوا قلبي وأرتحت لهم رغم أني ماقعدت الى ألأن اكثر
من عشر دقايق معهم ... أنا : شدعوى .. لاتكلفون روحكم ولا شيئ
أنا ماراح اطول ... وعلى الضيافه جمعتكم هاذي تكفي وتوفي
ماشاء الله وتشبع الواحد .. قبل ماأكمل قاطعتني
لقافة هديل" أي أي كملي قولي تخلي الواحد يشبع نكد ...
عادي ....
ترى متعودين حنى على أكل الشتيمه على طووول ...
تدرين عاد أن أمي تخليني أفطر على شتيمه وأتغدا على شتيمه
أما الليل عند العشاء فما تقصر تغير مود الطبخه
توقعي وش توكلني ؟
وقفي : أنا أجاوبك ... بعد على شتيمه كااااااااااااااااي حلوه
حلوه يابنات خلاص لاتناقشوني حلوه
شفت الكل ساكت مايضحك .. دوني أنا اللي حسيت أن هالبنت
مسخره مو خبله وضحكت لاشعوريا حتى تعالت ضحكتي
أمها وجهها متقلب ألوان ... حياء من سوايا بنتهاا ..
صرخت بصوت حاولت تكون فيه هادي .. هديييلووه توكليي لغرفتك
هديل : هاا .. وشفييكم ... ياجماعه .. هدووو تراني امزح
محد صار فيه شيئ .. مافيه اصابات .. خلاص كله اوكي ... تمام
نرجع للسالفه اللي بعدهاا ... أيوووه شلوون كان عمي معك... يحبك ؟
رجعت سمعت صرخه أعلى .. هدييييييييييييل ...
وقفت هديل بخوف : خلاااص ... هدي .. يرحم والديكي هدي
أبي أسكت خلاااص ...
ثم شفتها ألتفتت بأتجاهي : وهي تغمز تعالي معييييي لغرفتيي
شدت أيدي بشده من دون حتى ماتسمع راييي ...
وشفت البنات كلهم يشجعونهاا ويدفوني يصعدوني لفوق
وأنا من ورى أسمع أمها تتحسب على شياطينها وشياطين
شياطينها ....
صعدت وماحسيت بنفسي ألا بين الممرات اللي فيها أبواب كثييره
وكأن تصميم الدور العلوي تصميم خيالي ... أو كأنه رسمه
أشوفها بأفلام كرتون ... من كثرة الأبواب اللي قاعده اشوفها ..
شفت كل وحده منهم تشد ايدي من جهه تبي توريني غرفتها أول ...
بذيك اللحظه كنت جد أحس اني موجوده داخل اشهار
(مستشفى المجانيين ) مو قصر عائله كبيره ... !!!
أخيراً البقاء للأقوى ... هديل تضاربت معهم كلهم وضاربتني معهم
وهي ماتحس .. شدت ايدي ودخلتني وسكرت الغرفه بالقفل
أناا بخوف : ليه قفلتيه ؟
هي ........ وهي تضحك بسخريه .. لاتخافين مانيب ماكلتك
بحقق معك بس ... وشدت ايدي من جديد ...وخلتني أقعد غصب
على كرسي تسريحتها .. وهي قعدت بالأرض وتورضت ...
أيوووووووووه نرجع لمحور حديثناا ...
أنا .. وأيدي أحس أنخلعت وخلاااص ماعاد فينيي
أرجوكي فكي الباب .. وبطلي تحقيق .. وخلاص ياشيخه
لك وقت اجيلك فيه وأكون رايقه وأقولك اللي تبين
أنا والله اللحين تعبانه .. وأحس راسي مو معي ... وكلي حوسه
هديل بأبتسامة خبث وضحكه شيطانييه ههي هههي صدقتك
هاذاا أن طبيتي بيتنا مره ثانيه .... لا صدقيني ماأتوقع
تدخلينه .. اساسا مابراسك عقل ان دخلتيه مره ثانيه
انا : لييه ؟
هي ليه انتي ماتدرين ؟!
أنا بجديه : ماأدري عن أيش ؟!
هي وتسوي انها جديه وفيه موضوع مهم قربت لأذني وهي تقول
لأننا مجانييييييين
أنا وبيني وبين نفسي أقول ماجبتي جديد .. رجعت ضحكت
ثم قلت لها : طيب ممكن تعفين عني وتحنين علي وتفكين الباب
هي بعد مافصعت ملامحها وبعد تفكير صامت قالت رحمتك :
...... شفتها وقفت قفت بسرعه جنونيه ... تركض
وهي تفتح قفل الباب ... يالله افرااج أنحاشي
اناا .. وجيت بطلع ألا سمعت صوت واحد يتكلم بصوت عالي
ويكلم خواته الأحدعش المجتمعين حوله
جن ابووي اكيييد ...... انااا يبي يزوجنيي مرت عمي ..
لااااا وهيي اكبر مني بعععد ....... حشى لو يموت ماسويتهاا
دنقت راسي ... وحزت بخاطري هالكلمه وفهمت أنه مستقصد
يخليني أسمع ...
قولووولهاا لو تمووت ماخذيتهاا ..
ــالبنات: بس وشفيك عيب ..
:ــ حرام عليك قصر حسك ...
ــ: والله انت ماتستاهلها ........
أنا بعد صمت وتفكير .. خذيت عبايه معلقه بالشماعه لهديل من دون أستئذان غطيت فيها جسمي ... وحطيت طرحه على راسي ....
وطلعت على طول وانا كلي تحدي .... شفته موجود بأخر الممر ...
و تكلمت براس مرفوع مملتي غيض
لييه مييين قالك أني موافقه أساسا آآخذك ؟!
ألكل سكت .......... !
شفته رفع عينه يناظر فيني واللي فهمت من نظرته
أنه مو مستوعب أني طالعه له كذا كاشفه
وبنفس الوقت أرد عليه ............
أنا قاطعه السكون : من اللحين لاتحسبني أني قاتله روحي عليك
أو على اخوانك أو على الخطاب .. ولعلمك عاد الف واحد وواحد
يتمنى يطول ظفري .......
كان ولازال جامد مصعوق مارد علي .....!
وأنا نزلت ... رميت العبايه على الدرج .. وخذيت عبايتي
وأنا أكلم ناصر يجيني بسرعه لأنه خلاص طفح الكيل ..!
دقايق ... وخذيت نفسي وطلعت .......وأنا قرفانه من نفسي
ومتضايقه
....... لا زال الجميع ساكت دون حسنا اللي كانت دموعهاا بلا صوت
ولاكن شكلها بالبكى كان يتكلم أكثر من الجمييع !
طلال ولازال واقف ... مو قادر يتحرك ... ومو مستوعب اللي يصير
ساكت ولا يزال واقف ........
خواته كل منهم ألتفوا علييه .....
سماهر ومسكت ايده : طلال أطلع بسررعه
طلال بعد ماأنتبه لأيد أخته تمسكه تترجاه يطلع ...
شال ايده بهدوء وعيونه اللي لاتزال على البنت المنهاره قدامه نزلها .....
وطلع من المجلس بنفسه ...
وخواته كلهم
وراه ......
طلال وعقله لايزال مو معه ومستمر يمشي يبي يطلع من هالقصر تماماً ...
وأصوات خواته من وراه تستوقفه ......
أيمان وفوراً ركضت حتى أعترضت طريقه تبي تستوقفه ....
طلااال ويين رايح لحظه
طلال :.................
بثينه : طلال لاتزعل البنت يمكن نفسيتها تعبانه وماقصدها أنها ماتبيك
هديل : أي صح ... بس جد غريبه ليش قاعده تبكي كذا كن أحد ميت لها
حرام قطعت قلبي
غزلان :والله البنت شكلها كرهتك ... خلاص ياخي طلقها
سماهر وقاعده تقرص عيونها لغزلان حتى تفهم وتسكت ...
انتي انطقي ساكته ....
طلال : خلصتوا انتي وياها ؟
البنات ...!!
طلال وتركهم وكمل خطواته حتى طلع من القصر كلهـ ........
......
عند حسنا اللي كانت ام مشاري ضامتها وهي تبكي .. شوي شوي
حتى بدى يهدى بكاهاا .... وبدت تحس على نفسها انها غرقانه
بنوبة بكى ... شالت نفسها من حضن ام مشاري ... وحاولت بيدينها
تمسح الدموع المنتثره على خدودها ... فوراً وقفت ...
حسنا وهي قاعده تكلم ام مشاري والبنات .. البيت بيتكم انا أستئذن ...
من دون ماحتى تسمع ردهم شالت نفسها وطلعت ... لغرفتها ...................
....!
البنات وكل منهم صار تتلفت على اختها بحيره وألف علامة استفهام
من كل اللي قاعد يصير حولهم سواء حسنا .. اولا طلال ...
؟؟؟.!.!.!.
/
/
طلعت منهم وهي ماتشوف طريقهاا تمشي .. وهي مي قادره تركز وتفهم سبب بكاها ... ولا السر اللي يخلي صورة ذاك الأنسان تهزها ....
دخلت لغرفتها اخيراً مقفله الباب وراهاا .... وأحساسها كله وده ينفصل عن العالم وعن الواقع .... ودهاا تصحى من الرعب اللي هي فيه ...
تبي ايد تمسكهاا تطمنها ... تبي صدر تلجأ له مي لاقيه ....
تبيي صووت يسمعهاا ...يفهمهاا .. ويشرح لها عن اللي قاعد يصيير ........
رمت نفسهاا على سريرهاا ... وأيدينهاا على راسهاا .. الصداع الرهيب لازال مسيطر على خلاياا مخها ... غمضت عيونهاا ... وفوراً تذكرت
سيناريوو الكابوس ... وصورتهـ ... عيونه !....... اي نعم هو نفسه ؟!
... بس مين هوو ؟ ... لييش دائما يحظرني بالكابوس ..... وأيش جابه بالحقيقه ...
ليييش أعصابي ماتتحمل هاذا الكابوس وتنهار ؟....
ألف سؤال وسؤال تردد عليهااا .... والحيره كتمت على آنفاسهاا ..... ساعه ورى ساعه ...
وهي لاتزال مفصووله عن العالم .... ومي قادره تفكر بشيئ
سوى صورته ... صورة ذاك الأنسان اللي دخل عليها ...
ليش خفت ؟ ... وليش بكيت قدام عيونه ؟ ... ليييش حسستهم اني ضعيفه .....
أنا مو ضعيفه ...
شالت نفسها من الفراش ... وعيونها لايزال الأحمرار كاسيهاا ...
وبعض خصلات شعرها لازقه على وجهها من تأثير بقايا الدمع الموجود ....
رفعت راسها للمرايه تناظر بشكلهااا ... قضت وقت طوويل وهي ضامه مخدتهاا وراميه نفسها على سريرهاا .... مي عارفه كم ساعه مرت ؟
فوراً تذكرت أهل ابو مشاري ... وتذكرت انها تركتهم من دون سلام ؟ ...
نهرت نفسها لما حست أن نفسها غبيييه ..وهي تتسآل
لييش سويت أناا كذاا لييييييش .....
حست أنهاا آلآن أهدى بكثيير ... وفوراً شالت نفسها للحمام ..
راحت تحت الدش بملابسهاا وفتحت المويا الثالجه عليهـــــاااا ...
وجلست على الأرض
تنتظر الماء يثلج لها خلايااهاا حتى تركز .. وترتب تفكيرهاا باللي راح تبدأ تسويه من اليوم ......
/
/
بعييييد ... بمكـــان ثاني ... بغرفه مللت هجر من صاحبها .. لندرة وجوده فيهــــــــا ...
الغرفه لاتزال بظلمتهــا والستاير مسكره ... كل شيئ هادي دون صوتـ ...
دون صوت التفكير اللي لايزال يضج داخل عقلهـ ...
من وقت ماطلع من ذاك القصر آلى هاللحظه .. وتفكيره كنه فيضان هايج يقلب افكاره ويبعثره كللهـ ... ملامحهاا لاتزال محفورهـ من ذاك الوقت
اللي جابها فيه ابوه لبيتهم البسيط القديم الللي كانوا ساكنينه بذيك الفتره ..
وقت ماكان عمره 14سنه ..آلى الآن يذكر وجه ابوه الغضبان وقت ماجاب البنت
وكأنه مجرم ... ورماها بغرفه .. وهو يشدد عليهم وعلى عياله الأربعه وبناته الخمس
وأمه محد يقرب للغرفه هاذي بصوت كله تهديد ووعيد ...
وقت كان مايعرف وش السبب اللي خلا ابوه يجيبها ...
وهو يشوف امه وأخوانه وخواته كلهم واقفين مع ابوه .. عداه هو اللي كان معارض
ومصمم يفهم السبب اللي خلا ابوه يجيبها والكل رافض يقوله .... !!
..زادت عليه الذكرى وهو يتذكر الساعه اللي آحترق فيها بيتهم بذاك اليوم .. تذكر اصوات اهله والجميع يطلع من البيت خايف من الموتـ
ناسين البنت بالغرفه ...... .......... كان ماضي !
وذكرياته أستردها بها اللحظه ... آلا ان الغريب أن صورتها كانت ولاتزال موجودهـ
وكأن القدر متعمد يذكره فيها أثناعشر سنه ... حتى ينكتب اليوم اللي يلتقي فيها !... والأغرب من هاذا وهاذا أصبحت زوجتهـ !
.. تذكر ألأمس وقت ماطلع وراح لأبوه .. يبي يفهم الوضع ... ويتأكد من أحساسه ..
وفهمه أبوه أخيراً على كل شيئ ..
وأصبح الآن متأكد وفاهم كل شيئ أكثر من اي وقت ثاني .. الا أصبح متمسك فيها أكثر وأكثر
حتى يكفر عن ذنب ابوه وذنبه هو نفسه وقت ماكان يقدر يساعدها للأخير .....
ثواني وسمع أصوات من ورى الباب ..وأنتهت بصوت الباب اللي اصبح يندق ....
فوراً عرف أن خواته لأن مافي غيرهم ...
طلال ومو رايق لهم أبداً ... طنش ومارد عليهم .... استمر الباب يندق ..
وهو يسمع اصواتهم من ورى الباب
طلااااااال أفتح عارفييين أنك مو ناااايم
أيمان : أصلاا أمي تقوول نااادوره خلوه ينزل
سماهر : نصاااابااات لاتصدقهم ترى يبغونك تفتح أمي ماتدري عنهم وماتدري حتى عنك .. ياعيني هي تحسبك مسافر بس على ميين حنى كفشناك
وسألنا الشغاله تقوول موجووود وصوت المكيف مفتوح
هدييل : بعدوو بعدووو اييييييه صح تذكرت .. طلاااااال مو كنت انت تبي تسااافر اليوم هاااا ؟!
موو كنت تقووول ألشركه الأجنبيه ماعندهم لعبب ومايعطون اجاازاات هااااا ؟؟
ولا يعني يعني يعني خطفت عقلك الحسنااااء ياوحشش وبطلت سفر
بثينه : اييييه صح ينعن شكلك شلون جبتيهاا ...طلاااااااااال ويين اللي يبي يسافر هااا ؟
طلال ولايزال مستمع لهم وعلى ثغره طرف أبتسامه من تعليقات خواته ..
اللي لايزال يشوفهم عايشيين بسلام وبساطه وماذاقوا من تجارب الدنيا ومرّها شيئ
بعد ماشافهم طوولوا وهم يضحكون ومستمرين يتكلمون من دون توقف .. عرف أن حبال أفكاره تقطعت وماعاد يقدر يفكر وسط هالأزعاج ...
وقف على رجلينه وتقدم يبي يفتح الباب ... وأبتسامته الهاديه لاتزال على طرف ثغره ماأنمحت ....
فتح البــاب من هنا ... وبثواني معدوده كل التجمع اللي كان قدام الباب تبخر ... وكل وحده أنحاشت ... ضحك ضحكه بسيطه ورجع دخل مسكر الباب وراه من جديد ...
حسنا بعصبيه تكلم الخدامات .. شلون يعني ذللف ومن أمس موموجووود ....
ألخدامه :ماما أنا ماأأرييف .. هو من اميس قداا ..أشاا .. فطوور كلله موموجود في قرفه مافي أكييل ...
حسناا وتحاول تمسك أعصابهاا اللي مي مي عارفه ليش أنفلتت فجأه على غياب ابوهاا .... خلاااااااص .. كل وحده تروح لشغلها ..أنتهيناا ...
تركتهم وهي تحس انها لاتزال اعصابها فايره ... ماكانت مقهوره على شان غيابه ابداا ..كانت مقهوره لأنه كان نفسها تعرف من ابوها مكان بيتهم وتشوف أمها ...
رجعت تمشي بعصبيه وجلست وهي لاتزال على توترهاا ...
ناصر واللي هو اليوم موجود عندها وماكان يعرف عن الموضوع اللي صار أمس بينها وبين طلال نهائياً ..لأنه كان موجود عند أمه ... جالس قدام التلفزيون
ومآخذ وضع الراحه وكأنه ببيته الثاني .. شاف حسنا جايه لنفس المجلس الموجود فيه وبأيدها صينيه فيها ترامس شاهي وقهوه ...
حطتهم على الطاوله بعصبيه .. ورفعت الفنجال تصب لنفسها قهوه ...
ناصر : وبدا يحس على وضعية حسنا اللي مي طبيعيه سألها ببراءه فيكي شيئ
حسنا بحده : لأ
ناصر تركها على راحتها ثم رجع سكت .. فجأه تذكر أنها أمس ملكت على ولد عمه ثم ألتفت عليها وهو يقوول .. صح نسييت اقولك مبرووك
حسناا واللي كانت شبه سرحانه وبعدها أستوعبت كلام ناصر وهو يبارك لها..فوراً رجعت وأرتسمت صورة طلال على مخيلتها وأرتبكت حتى أنكبت القهوه الحاره على ايدها وطاح الفنجال على الصينيه
حسناا وهي ماسكه ايدها وتتألم :آآآخ
ناصر فز : وشفيييك .. صار لك شيئ ؟
حسنا وقاعده تمسح أيدها بالمندييل : تطمن مافيني شيئ ...
أنكبت القهوه بس
ناصر : اشوه ... خوفتيني انا قلت انكبت الدله كلها على ايدها اللحين
ابتلش فيها بالمستشفى
حسنا بعد ماكانت معصبه أبتسمت : صدق فاااضي .. وماعندك سالفه
ناصر : بعد ماضحك قال .... طيب قولي لي وش صار امس
حسناا ورجعت ارتبكت : انت وشفيييك على امس وأمس ...
خلااص ماصار شيئ ... ملكت وأنقردت وأنتهى الموضوع
ناصر بأستغراب : طيب وشفيكي كذا معصبه ..هدي
حسنا تحاول تلملم نفسها وماتحسسه انه فيه شيئ : لا ماقصدي ...
بس كل هالزواج أنت تدري اني مو راضيه عليه ... وولد عمك هاذا
متأكده أنه مجبور علي زي ماأنا مجبوره عليه ....
يعني كل الحكايه مسألة وقت ومسرحيه واقعيه وماأظن أنها عندي بتتوج بالزواج
ناصر : حسناا انتي وش قاعده تقوليين ... حرام عليكي تكون نيتك كذا ...
حسنا مقاطعه كلام ناصر وماتبيه يكمل كلامه بها الموضوع
: ..أبو مشاري بكرا راح يروح للمحكمه ويكتب كل الأملاك بأسمي ... وكل واحد يآخذ حقه
ناصر بجديه : يعني هاذا اللي همك ألأملاك ؟
حسنا بجديه أكثر : أي نعم هاذا اللي همني
ناصر : حسنا لاتحسبين ان الفلوس هي اللي تبي تجيب لك سعادتك
حسنا :أبتسمت أبتسامة سخريه ثم ناظرت فيه وهي تقول : أي نعم صادق ماتجيب لك السعاده لاكنها صدقني تشتري لك منصب بعيون الناس حتى ترتفع
ناصر : وش الفايده أذا ارتفعت بعيون الناس وصار لي قدر .. وماعندي سعاده !
حسنا : واللي ماعندها سعاده .. وبرضو ماعندها مال ؟ وش الفايده من حياتها ؟
يعني بكل الأحوال أحاول ألحق الشيئ القريب اللي هو المال ... مادامت السعاده بعيده وبعدني ماتعرفت عليها
تدري ..أنا احسدك .. لأنك أنولدت وماكان همك بدنياك سوى السعاده ..
هه أما أناا .. فهميي بالدنياااا كثيييييييير
ناصر : همك ؟! ... طيب ايش هو همك اللحين غير انك تآخذين فلوسك ؟
حسنا : بأبتســـامه ... راح تعرف بعدين !
/
/
من بعد آخر جلسه جلستهــا مع ناصر
... بدت الدنيا تصبح بيديني زي الكتاااب .. وصرت أقلبهاا على الصفحه اللي أبيهــــــاااا ....
تماما بديت احس أني استلمت زمام القياده ... حتى بدت
أبواب الحيــــــاة ... كلها تنفتح لي بأبتسامه .,’,
مرت خمس اشهر بالضبط .,’ أبوي ومن ذاك الوقت اللي أختفى فيه
من البيت فجأه ..وماعاد شفته .. ولاحتى سألت عنه ولا حتى عن زوجته وعيالها اللي هم آخواني
يمكن كنت متعمده مابي أسأل عنهم لأني خايفه أشوف صورة أبوي
من جديد .... لذلك نسيتهم أو بالأصح تناسيتهم تمامااااا ....
.,’ وبعد مامسكت ممتلكاتي .,’ أبتديت أتصرف فيهاا وأديرها بأعلى دقه وكأني متمرسه ..من بعد ماتعلمت كل الشغل
من محامي ابو ناصر اللي كان معي بكل خطوه
ويساعدني .,’, بعت كل المزارع والممتلكات اللي أنا مالي خبره فيها .. وخليت العمارات باقيه والمحلات التجاريه ...
ووسعت شغلي ... بالنطاق اللي انا ابيه
وبديت أفتح بوتيكات ملابس من تصاميم بنات سعوديات تم أختيارهم بحيث يكون الشغل شبه شراكه ... بأمل أنها تكبر وتتسجل كماركهـ
كل هاذا كنت اشتغله وأحوس فيه وبنفس الوقت كنت أدرس بالصف الأول المتوسط منازل ... كنت أحيان أحس بالسخريه على نفسي ..وحتى أحس السخريه بعيون االبنات اللي كانوا
يشتغلون عندي وكأنهم يتسغربون كيف أكمل دراستي وأنا مالكه لملايين .. ومو مفترض في أني حتى أفكر بالدراسه ....
كانت هاذي لمحه من الأحاسيس اللي كنت أواجهها ...
ومع هاذا ماأهتميت ..
نفسيتي بدت تتحسن كثيير ..لأن الكابوس أللي كان دائما يعكر لي مزاجي أختفى وماعدت اشوفه لهاذا يمكن حسيت اني تخطييت مراحل كثيير بسبب أختفاء الكابوس
وأبتعااد كل ماضيي عني ...
أبتعدت كثيير عن أهل أبو مشاري ..حتى أني تعمدت
أقطع اتصالي فيهم تماما ... وماأرد على تليفوناتهم
ولا على تليفونات ابو مشاري ...
كثيير كنت اسمع من ناصر زعل ابو مشاري علي ...
وأسألته اللي ماتوقف عني .. ولاكني ماكنت اهتم
ماأدري أيش هو السبب اللي كان يدفعني بأني ابتعد عنهم بالضبط .... رغم أنهم هم من أجمل وأطهر الناس اللي قابلتهم بحياتي كلهااا ...
يمكن كان خوفي بأني أسمع أسم ولدهم طلال اللي يعتبر بالشرع زوجي ..أو حتى اشووفهـ ....يمكن هاذا كان السبب ..
طلال اللي كثير كنت اسمع انه يبي يزورني بكل وقت يكون فيه موجود بالسعوديه وأنا أتحجج بألف حجه ...
حتى أصبح تهربي واااضح قدام عيون الكل
كان ناصر دائما مايتكلم لي عن ذاك اللي اسمه طلال وكأني أحسه يستقصد هالشيئ حتى يخلي قلبي يميل له .. حتى اصبحت فاهمه على ناصر تماما وفهمت مغزاه .. ولاكن بالفتره ألأخيره
شفته توقف عن الكلام عنه ..
وهاذا الشيئ ريحني وخلاني أحس أن طلال بدى ينسى
هالأنسانه اللي اسمها حسنا وقريب راح يمل ...............
/
/
بذاك اليوم من تاريخ 7/15... من يوم الأحد .. تم فتح البوتيك ألأول ..أخيراً واللي يحمل خمس بصمات نساء سعوديات أنا من ضمنهم .,’
ولاكن تصاميمي أنا كانت مقتصره على جزء من البوتيك الا وهو
جزء فساتين السهرات اللي كنت أتقنها أكثر من اي شيئ ثاني .,’ ...
أما الملابس الأخرى من تيشيرتات وقمصان وبناطيل
كانت من حياكة وتفصيل البنات اللي أنا اخترتهم .......
بليلة الأفتتاح حسيت بزحمه رهيبه ..رفعت من معنوياتي بشكل
جنوني ... حتى أبتسامتي ماغابت وأنا أشعر بأني ملكت الدنيا وقت ماحققت أول مشروع كنت عازمه عليه ..
كنت أناظر بالبنات السعوديات أو بالأصح أقدر اسميهم البنات
اللي اصبحوا شريكاتي .. وأنا اشوف فرحتهم ... وكأنها هي فرحتي .. اللي كانت اساميهم
منال ..وناديا ..وأسيل ..وخلود ., كنت معهم لحظه بلحظه شاركت صاحباتهم وأهلهم الفرحه ..كتنت اشوفهم يجيبون أهاليهم لعندي وأحس بفخر وأنا اشوف أهاليهم
ممتنين لي ...
وكانت هاذي هي البدايه اللي شجعتني لأفكار كثييره....
خلود : بعبايتها اللي كانت على الراس ونقابها واللي يعكس كونها من عائله محافظه جداً : تناديني .. حسوون لايطوفكـ ..
أنشرت فوق عشر قطع من تصميمي
أنا بأبتسامه هاديه بانت على محياي وأنا كاشفه وجهي كالعاده ..
مايحتاج تفرحين هالكثر .. واثقه أنه راح ينشرى أكثر من العدد اللي انتي ذكرتيه لأن تصميمك بجد خيالي
خلود : صدق والله .. احم أحم .. أنتفخ راسي
انا : ههههههه
.,شوي ..وطاحت عيني على البوابه الكبيره للبوتيك ... شفت سبع حريم يدخلون البوابه لفتتني اشكالهم بعبايتهم الواسعه وشدت سترهم
حتى عيونهم بلكاد شفتهاا ...
بوقت حظورهم حسيت بأصوات المحل تضوج من عقب ماكان هادي ...شوي شوي وبدت اصواتهم توصل لعندي ...
حسيت بدقات قلبي تعلى لمى حسيت انهم هم نفسهم
ولاكني غصبن علي ابتسمت ..لأني من الداخل كنت مبسوطه لحظورهم ... شفت وحده منهم تأشر بأيدها علي وكأنها تدورني
ومعها حظروا كلهم ....
فوراً رسمت ابتسامة ترحيب لأني عرفتهم على طوووول ..
وشفتهم يسلمون علي بحراره وأنا بادلتهم بنفس الترحيب لأني من الأعماق كانت فرحتي كبيره
بعد ماسلمت عليهم خذيتهم معي بفرحه وخليتهم يشوفون التصاميم البسيطه اللي كانت من شغلي ...
اللي تقريبا كانت عباره عن عشرين فستان فقط للعرض كبدايه
لأفتتاح البوتيك ...
سماهر هي وأخواتها ولايزالون واقفين عند الجزء الخاص فيني وبتصاميمي ويعلقون على تفاصيل الفساتين ويقيمون جودتهاا وأنا مابينهم متجاوبه
سماهر ومركزه عيونها على شرعه بيضاء كنت حاطتها بالواجهه لأنها أخذت من جهدي أكثره ...
وااااااي ياااربيييي متى راح أتزوج وألبس مثلها
أيمان وضربتها بكوعها : مناك اقوول .. خليني اعرس انا قبل وبعدها يصير خيير
انا بضحكه : مطفوقين على الزواج لييه .. أحد يستعجل على أجله ؟
هديل : خااشه عرض ... يوووه يوووه أجلي ... والله شكلك انتي كنتي تعانيين من زواجك من عمي وهو اللي جايب لك اجلك ..
لاكن من اللحين اقولك
ابشري بالخيرأخوي ماراح يجيب اجلك بس .. أخوي راح يعزرك صدقيني ألين ماتجيبين انتي اجلك بنفسك
هنا كلام هديل لمس فيني جرووح موجرح : كانت كلماتها أكثر من بريئه .. ومعانيه مقصدها مرح ...
أبتسمت رغم أن ملامحي وضح عليها
ألأنزعاج من طاري الزواج وهالشيئ أنتبه له الكل ..
أنا وأحاول اغير الموضوع ... كتفت يديني وقلت بمرح ماقلتوا لي
أعجبتكم الفساتين بجد ولا كله كلام وصفوف مجامله
غزلان صرخت توقفنيي .. لااااوربيييي فساتييين خيالييه ..
صراحه ماتوقعتهم كذا .. أجمل وأرقى بكثيير ..
بثينه : أي وربي .. أنا مصدومه ..أحسهم وكأنهم فساتين لمصمم أجنبي ..وأقمشة الفساتين مو طبيعييه
أنا :بأبتسامه .. تسلمون
ثواني وشفت أيمان تمسك ايدي .. صحييح حسنا كنت بسألك
أنا بأستغراب : هلا ؟!
هي : أي فستان من تصاميمك محبب على قلبك أكثر ...
أنا وكأني فهمت أنها ناويه تشري الفستان اللي راح اذكره لها
أو لأمها .. فقلت ببراءه .. كلهم محببين على قلبي ..
بس انتي قولي لي اذا كنتي ناويه تشرين فأذكري لي شخصية اللي ناويه تشترين الفستان لها وراح أعطيك الفستان عليه ..
أيمان .. وكل من خواتها حسيتهم هدوا وسكتوا سكوت غريب مراقبين الحوار بحذافيره ..
أيمان : هاا .. شخصيتهاا ..أي أمي ..بس ليش لازم اقول شخصيتها عاد
أنا : مدري .. بس يمكن عندي خبره بقياس الشخصيه على الذوق .
.أنا احس كذا ..أنتي جربي وشوفي
أيمان : هاا :: مممممم ..طييب .. يالله يابنات كل وحده تذكر صفه من شخصية امي اوكييي !؟
بثيينه : متناااقضه
سماهر : حلوه .. بس مغروره
هديل : فيها شيطنه .. بس حبوبه
غزلان : غامضه
ايمان : مبدعه
أنوار :دلوعه
بيان (أختهم الأصغر )بعد مالكل حط أنظاره عليها ينتظرها تذكر صفه قالت ببراءه رغم أنها ماكانت فاهمه (ماما !.. ها مممم ..
حنوونه )
ألكل ضحك عليها لأنهم تأكدوا أن بيان اختهم الصغيره زيها زي حسنا مو فاهمه شيئ ... فسكتوا ينتظرون أختيار حسنا للفستان
حسنا بعد تفكير وتأمل .. حلوه .. ومغروره .. وشيطانه ... بس حبوبه .. غامضه ومبدعه .. وفووق هاذا دلوعه !
قالت بأسلوب غريب وهي رافعه حاجبها ..من جد أمكم متناقضه ...!
طيييب ... وقامت تتأمل بالفساتين اللي قدامهـا بعمق ثم أبتسمت لما عرفت الفستان المناسب تقدمت ..
وخذت بين يدينها فستان فعلا من أحب ألفساتين على قلبها .. فستان وردي طويل بذيل من قماش الحرير ومن الأعلى قصة كتف واحد متزين بأحجار
كريمه سوداء صغيره متجمعه بكثافه على الكتف الأيمن وتتدرج بالنزول حتى أسفل الثوبـ ,’.. الثوب كان بالنسبه لها مظهره بغاية البساطه
ولاكنها تعتبره من الداخل معقد لتناقض لونه مع مظهره لهاذا دائما ماكانت تحس أنه هو الأقرب ...
حسناا .. هاذا هو الفستــــان ...
ألبنــــات بعد ماكانوا كلهم ملتفين حولينها ومعلنين الصمت ...
تكلم صوتـ كان ساكن أخيراً
وأصبح قريب لأذنهـا وهو يقول .,’
أذاً ألأولى تآخذ صاحبة الفستان .. فستانها ...
كانت هاديه محافظه على أبتسامتها ..والفستان لايزال بأيدها ..
ثواني ..ورفعت عيونها حتى تعرف مصدر الصوت اللي حست انه قريب منها ..
رفعت راسهـا .. وكل من البنات اللي كانوا ملتفين حولهاا أبتعدواا ... حتى تبـــان صورته
ماكانت مستوعبه المفاجأه اللي حلت عليهاا ...
حتى عيونهاا أصبحت مركزه على عيونهـ ...!
شافته واقف مكتف أيدينه ويناظر لها نظرة برود أمتزجت مع تحدي غريب ..
حست بهزه فظيعه تهزها كلهاا ..
حتى الفستان اللي بأيدها حطته على الطاوله اللي جنبها وكأني مي قادره تشيل حمل ثاني ولو كان ريشه معها
يكفيها رجولها مي قادره تشيلها وقاعده تجاهد ..
وتصرخ بداخلها .. ياحسناا لاتضعفيين ... كل اللي تخافيين منه وهمم .. وكابووس رااح
لييه الخووف ... هالولد مايعني لي شيئ .. ليش ماأستحمل أشوفه .. ماراح أبكييي .. راح أكون أقوى
طلال واللي غاب عن سما السعوديه كثير : ولاتزال حياه بلخبطه كلها .. قرر أخيراً يبتدي ينظمهـا وأول حاجه راح يبتدى يضمها بطريقه بترتيب راح تكون هالبنت اللي قدامه .. حسنا !
أبداا ماكان يعرف عنها شيئ سوى موقف من ماضي قديم
وصوره أنسانه حسناء بالفعل كاشفه عن ملامحها الممتليه كبرياء وغطرسه .. .. كان يناظرها بتحدي
وكأنه من الداخل يحس أنه راح يتعب معها كثيير ... يكفي عيونها كانت نظرتها فيها ألف حكايه وقصه محتاجه تنقرى بمهل ...
تكلم بعد ماقرر يكسر سكوته : تقدم لها بخطواته حتى حس الخوف
بدى ينرسم بعيونها .. أخذ الفستان من الطاوله وهو يتأمل فيه
.. ويتمتم ..حلوو ...
حسنا ولاتزال بدوامه ومستنكره الوضع كله : ......!!
خذى اخيراً الفستان بأيده وهو يبتسم لها أبتسامة غرور وغيض ..
وهو يشوف البنت اللي اصبحت زوجته الطالع والداخل قاعد يشوفها كاشفه بالشكل هاذا
مهما يكن ثقييله عليه وعلى العادات اللي تعود عليها ...
أعطاهم ظهره وهو يقول ..اسبقوني لبرا .. كل من البنات سلم على حسنا محترمين طلب اخوهم وعارفين مغزاه .. طلعوا كلهم ...
وطلال تقدم للمحاسب .. حتى يحطون الفستان بشكل مناسب
وصندوق خاص .. انتهوا وحطوه داخل كيس ..
طلال بأبتسامه شكرهم وأخذ الكيس بأيده ...
ناظر بالمحل وتأكد أن خواته كلهم طلعوا .. رجع يدور بعيونه عنها .. لقاهاا لاتزال بمكانها .. ولاكن أستغرب لما شافها جالسه على كنب
وحاطه ايدها على وجهها .. أستغرب من مظهرها ..
لذلك أقترب وملامحه فيها من الحيره مايكفي ..
طلال وصار يكح بشكل بسيط حتى تنتبه لوجوده : أحم ..
فوراً رفعت حسنا عيونها ووقفت من الكرسي بشكل غريب ..
طلال ولايزال مستغرب من تصرفاتها وكأنه بدا يشك أنها عارفه
شيئ عن الماضي ولاكن مو متأكد !
قال بلين : أتمنى ماتكون ضايقتك شوفتي .. على العموم يمكن هي الآولى ثم رجع قال وعيونه مركزه عليها أكثر ومتأكد
ماراح تكون الأخيرهـ .. كان يبي يطلع وبعدها تذكر الكيس اللي بأيده ... اووه معليه ..
نسيت هديتك .. تفضلي
حسنا : وعيونها مركزه على الكيس .. وبها اللحظه فهمت كل شيئ .. أحتدت نظرتها ورفعت حاجبها بغضب
وهي تناظر فيه وتتشجع تتكلم
وتكلمت أخيراً .. ماأقبل هدايا من أحد
طلال ومي عاجبته نبرتها اللي واضح انها تعكس مشاعرها تجاهه وهالشيئ ماأستغرب منه لأنه عارف أنها مجبوره على هالزواج
لذلك رد عليها برد هادي يعكس عصبيتها : اي بس أنا مو أي أحد .. ثم قال بتركيز على الكلمه اللي يبي ينطقها
أنا ز و جـكـ !اذا ناسيه هالشيئ ..
حط الكيس على الطاوله اللي جنبها .. وطلع من المحل بعد ماأعطاها نظرة قوه خفيه مع أبتسامه هاديه ...
/
/
بمكان ثاني .,’ على كنب آبيض .,’
ناصر : نعم .. مين ؟
خاله عماد : عمك أبو مشاري
ناصر : عمي أبو مشــاري ! ومن وين حصل عنوانهم
وكيف لقاهم
خاله عماد : صراحه ماني عارف عن التفاصيل كل اللي عرفته
أن عمك أبو مشاري لقى أهل زوجة ابوك لولوه وولدها ...
ولاكن للأسف واضح أنه لقاهم بوقت متأخر
ناصر بصدمه لقاهم : شلون متأخر .. مو فاهم ؟
عماد : أنا راح أقولكـ ... انا اللي عرفته انا ابوك وقت ماترك
لولو ه وهي حامل .. البنت كملت دراستها وماحطت خبر
عند أهلها انها حامل .. جابت ولد وتعسرت عليها الولاده
وتوفت ... أما ولدها اللي عرفنا ان أسمه عبد المجيد فهو كبير ومتزوج وعنده عيال أعمارهم
بحدود عمري وأصغر ... توفى بحادث سياره من سبع سنين تقريبا
لذلك ألورث راح يكون لزوجته وعياله
وهاذي هي الحكايه
ناصر ولايزال مصدوم من اللي يسمعه : طييب عمي كيف وصلهم
أنت ماتعرف ؟
عماد : أبداا ماعندي علم ... ألأشياء اللي أعرفها قلتها لك
أما التفصايل تقدر تآخذها من عمك نفسه
ناصر : من جد شيئ غريب !
عماد .. ماغريب الا الشيطان .. ثم سكت كل منهم
ورجع تكلم عماد ... الا صحيح .. البنت اللي قلت لي انها مرت ابوك .. هي بعدها مستعده تتزوجني
ناصر بعد ماكان ساكت وهادي ضحك فجأه من دون شعور
عماد ورافع حاجبه وشفيك تضحك ؟
ناصر بعد ماهدى من الضحك ماعليه خالي اسف بس بجد
ضحكتني من قلب
عماد : ايش هو الشيئ اللي يضحك .. ماأشوفه ؟
ناصر : خلاص خلاص هدي ... والبنت خلاااص تزوجت
عماد : تزوجت ؟!!
ناصر : أي تزوجت .. ليش مستغرب
عماد : متى .. ماأمداها ؟!
ناصر : خذت طلال .. ولد عمي .. صباح الخير توك تدري ؟
عماد بخيبة أمل : خسااره راحت علي الحلووه
ناصر ومو عاجبه كلام خاله .. وكأنه حس بغيرة
ألأخ عليها : حلووه .. لييه شايفها ؟
عماد : طبعا
ناصر ورفع حاجبه : وين ؟!
عماد : أفتح الجريده اللي قدامك على الطاوله تلقاهاا متصوره
بأبتسامتها العريضه .. مع بنات سعوديات ..
الا صحيح ايش معنى مفتتحه بوتيك ببصمات سعوديه ؟!
ناصر ... مطنش كلام خاله ... فوراً فتح الجريده يدور بين الصفحات ... حتى لقى الصفحه اللي قال عنه خاله
وفعلا شاف صورتها بمقدمة المحل مع مجموعة بنات ..
!!
.,’ بالقصر الثاني ..
سامي يرمي الجريده .. تعاااااااااالييي يااايمآآآه الحقييييي
تعااااليي شوفوو البنت اللي كنتوا تبغون تزوجوني اياهاا
تعاالوااا شوفوهاا طالعه صورتها بالجرايد اللي مايشتري
يتفرج ورازه الأسم كامل ...
هديييل : ساميوووووه يامعفن انطم لايسمعك ابوي ولا طلال
ينجنوون وربي
ساميي ويحط اصبعه السبابه على فمه يسكتها انتي اششششش
ولاحرف ...
خلييهم .. خلي ابي يشووف البنت اللي دبل كبودنا الا يبي
يزوج واحد مننا اياها بالغصب ....
خلليييي طلاااال يشووف عروسة المستقبل طالعه بالجرايد
وصورتها بكل أييد
أيماااان وماسكه كاس موياا وتهدد : واللي خلقني ان ماسكتت
يالثوور لايجيك اللي بيدي على راسك
ساميي : هييييييه ولا حرف انتي الثانيه ... لاأفقع وجهك
ماااراح اسكت .. خلي الكل يقرا
طلال واللي كان ناوي يطلع من القصر ولابس بدله رسميه
بنطلون اسود ..مع محزم أقرب للخصر.. ولابس قميص أبيض مفتوح فيها
أول ثلاث أزارير من قدام ورافع اكمامه .. كان ناوي يطلع
لفرع الشركه التابعه للشركه الأجنبيه الموجوده بنفس
مدينته عشان ينتهي من أخر أوراق النقل ويستقر
بالمملكه .. ولاكن أصوات أخوه أستوقفته ...
كان متوقع أنه كالعاده أخوه معلي صوته يتمسخر على اخواته
غير مساره حتى ساقته رجلينه لعند اخوهـ وهو يسمع أخر جمله
قالها ...
حتى ساقته رجلينه لعند اخوهـ وهو يسمع أخر جمله
قالها ...
طلال بأبتسامه وجهها لأخوه ... خلي الكل يقرا أيش ؟
ألكل من بعد ماكان يشد ويآخذ بالكلام سكت بحظور طلال
وأولهم سامي اللي لازال ماسك الجريده ...
طلال بأستغراب : وشفيكم ؟
سامي : هاا ... لاولاشيئ ..
هديل تضيع الموضوع : أرحمنا ياهوه ... كاشخ بالرسمي
ناقص الجاكيت بس
طلال ولازالت ابتسامته على طرف ثغره : أفهم من هاذا
أنك قاعده تغيرين الموضوع مثلا ؟ّ! ...
هديل من بعد ماكانت تضحك تجمدت ..لأنه حست أنه كفشها
طلال ... وتقدم حتى قعد جنب سامي ..وكأنه يحس بأصرار
يشده يفهم اللي كانوا قاعدين يتكلمون فيه ... وكأنه حس
أن هو نفسه له علاقه بالموضوع لهاذا سكتوا ....
سامي وبهدوء سكر الجريده وحطها على رجلينه
حتى ماطلال يفكر انه يآخذها .. ثم قال ...
صحيح على البركه ياخوي أخيراً عتقت مطار دبي من شوفتك
وأستقريت بالسعوديه
طلال : للأسف مجبراً ..أخاكـ .. ومد أيده للجريد بفضول
وخذاها بحركه سريعه ...
الكل حط ايده على قلبه ....
والبنات أرتبكوا مو عارفين وش يسوون اخيراً ..
قرروا يسولفون عادي ... لعل وعسى طلال تجذبه سواليفهم
ويسكر الجريده ...
غزلان : اييييي صح ... الا زواجك طلال متى حاب يكون
طلال .. وقاعد يتصفح ويرد ... مارفع راسه .. تكلم وهو لايزال
يتفرج ... بعدين
هديل : طيب طييب ... طلال الساعه كم
سماهر وتضرب هديل بكوعها وتتكلم بصوت واطي ..
بزعمك قايله سالفه سنعه اللحين .. انطميي
هدييل: آآييي طيب لاتضربين ..طلال شفها تضربني هاوشها
سماهر : ورعه من يوومك اصصص
طلال : بعد ماسكر الجريده وحطها على الطاوله اللي قدامه
أنتم ماتعرفون تكبرون ... من جد بزرااان
بيااان الصغيره وجايه تركض بحسن نيه لعندهم ...
طلااااال طلاااااال الحققق ...
شوووف عروستك الحلوه ..طالعه صورتها بالجريده اللي معااياا
طلال : وفوراً ألتفت لبيان وبعد ماكان مبتسم لحظورهاا
أنقلبت ملامحه 360 درجه ....
بيان وببراءه قامت تفتح الجرييده اللي جايبتها من صندوق
الجرايد ... وتفتح الصفحه بحماااس وتحطها قدام طلااال
شوووفهاا ...
طلال .. ولاتزال الجريده بين أيدينه الثنتين .... ماسك اعصابه
وتم يقرا.. فتاة عشرينيه تتغلب على مثيلاتها بالسن لتفتتح بوتيك
ببصمات سعوديه ..
ألجمييع كان ساكت .. ينتظر العاصفه اللي راح تجي بعد هالهدوء
وخصوصا أن ملامح طلال اللي أحتدت ماتبشر بالخير
ولاكن طلال عكس كل توقعاتهم .. وقت ماسكر الجريده بهدوء
وقام يمشي تاركهم من دون أي ردة فعل تعبر عن غضبه ..
ودوون صووت !
/
/
فوراً طلع طلال من البييت وهو مايشوف الطريق اللي قدامه من الغضب ... كان يحاول بقدر الأمكان يمسك نفسه .. يمسك اعصابه
ولاكن نار تغلي لاتزال داخله ... حتى صارت عنده رغبه بأنه
يذبحها أكثر مما يتزوجها ويعيش معها ....
هالبنت وجودها ... وحياتها ... وكلها أغلاط ... ومو داري
أذا بتكون عنده قدره جباره تبتدي صبر عليها ولا راح ينفذ
الصبر قريب ... !
رفع جواله .. وهو يدق على ناصر ..
ناصر : هلا طلال ...
طلال : هلا ناصر .. اسمعني
ناصر : سم
طلال : سم الله عدوك ... كنت بقول اذا تقدر
تحط خبر عند حسنا أني اللحين جاي أشوفها اذا ممكن
ناصر : ومستغرب من لهجة طلال .. ومستغرب أكثر من
طلبه بها الطريقه ... ويشوفها واللحين ؟!
ناصر بأرتباك : ابشر راح اقولها .. بسس
طلال : بس خايف ترفض مو؟
ناصر : مدري والله وش اقولك ياطلال
..طلال : طيب ياناصر اسمعني ... أنا ابيك اللحين تروح لها
كزياره له والأفضل ماتحط خبر عندها أني راح اجي ؟!
ناصر وفهم على طلال : أهاا ..فهمت عليك ...
اللي تحبه ياولد العم ..حاظر
طلال : تسلم والله ...
ناصر : أذاً .. انا رايح اللحين ... تقدر بعد ساعه تجي حياك
طلال : أوكي ..تمام .. سلام ... وسكر كل منهم ...,’