آخر 10 مشاركات
انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          22 - ضربة شمس - اليزابيت اولدفيلد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          النمرة الشرسة (29) للكاتبة المُذهلة: وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) *كاملة & مميزة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-10, 09:05 AM   #11

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي


4- ما زلنا غرباء 0




*************************
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة marmoria5555 ; 15-02-11 الساعة 10:29 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:13 AM   #12

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

ليتها تستطيع قراءة ما فى عينيه . تمتمت : لا تكن سخيفا ... اعنى فقط ....

-ملاحظة كهذه تدفع الرجل الى ان يبحث عما تعنيه بقولك ...
همست بوهن : صحيح ؟

راحت تتقهقر حتى اصطدم ظهرها بالباب ، وعندها طفقت تفتش وراء ظهرها عن المقبض ، وكانت عيناها طوال الوقت اسيرتى عينيه 0

امسك يديها ثم ثبتهما الى جانبيها ثم لم يلبث ان عقد ذراعيه الفولاذيتين حولها ، حيث تركها عاجزة بلا حراك . لم يكن فى حركته اية قسوة ، او خشونة ، بل صلابة وقوة لا تقاوم 0

امرت نفسها بحزم : قاومى ! ولكن الصوت بدا لها اتيا من بعيد وكانت خفقات قلبها تخنقه وكانت حدة انفاسها وصرخة جائعة فى نفسها تصيح بها 0

راحت القوة المغناطيسية فى عينيه تتلاشى قليلا ، ولكن السبب هو ولادة مشاعر اخرى فى كيانها . فكان ان استسلمت على مضض ... ومع ان هذا الاستسلام لم يكن اكثر بقليل من تنهيدة صامتة ، الا انه كان ينتظرها 0

تغير لون العينين البنيتين اللتين كانتا تتاملان وجهها ، وتحولتا الى لون داكن تتخلله النيران وحدة نظرته التى لم تخففها ... ماذا ؟ ايمكن ان يكون العجب ؟ ام هى الترحيب ؟

احنى راسه فلم تعى انها رفعت راسها اليه وكانها تنتظره بشوق جائع وفضول لا يتناسب مع من فى عمرها 0

كانت جورجينا فى السادسة والعشرين ، وفى القرن العشرين ... ولكنها ما تزال نقية لا تجارب لها ، لم يسبق ان اقامت علاقة حميمة او عابرة مع اى كان بل فى الواقع لا تذكر ان كان هناك من عانقها 0

لم يكن السبب عدم اهتمامها بهذه الامور ... الا انها كانت تحافظ على نفسها اكثر مما تفعل بنات جيلها . وقد قالت لتاليس الحقيقة المطلقة فمعظم ابناء جنسه يبعثون الى نفسها الضجر والسام . ولطالما تعرضت لتحرشات اصدقاء شقيقيها من الرياضيين .... وكانت تجدهم جذابين جسديا ، ولكنهم فى الوقت ذاته مغرورين بشكل لا يطاق ، عديمى الذكاء . كما تعرفت برجال اهتموا بها اضعافا مضاعفة حين اكتشفوا انها من عائلة رياضية شهيرة 0

لكن نشاتها فى بيت يعج دائما بالرياضيين ، جعلتها تميل للايمان بان هذه الاجسام المرنة النامية ، امر طبيعى ... وفيما بعد اصبحت عاجزة عن القبول بمن هو اقل منها ذكاء0

اضف الى هذا انه لم يكن لها قدرة صديقاتها من الفتيات على التهور العاطفى ... اى الوقوع فى الحب بعد قراءة ميزات اشخاص لا وجود لهم فى وضح النهار . وكانت على المستوى الغريزى ، غير قادرة على التنازل عن مبادئها وغير قادرة حتى فى اكثر اللحظات باسا ، على اقامة علاقة مع رجل على اساس الجسد فقط . كانت ترفض ان ترتبط برجل ليس بينها وبينه رباط عاطفى او نفسى او فكرى . كما انها لم تكن تتصور نفسها قادرة على التهور فى اعمال خاصة مع شخص لا يستطيع اشعال جذوة عميقة وقوية فى داخلها 0

والان ، وبدون ادنى تعقل تهاوت مبادئها التى حافظت عليها بدقة طوال حياتها ... ولكن فى الواقع ، تهاوت تلك المبادئ بالسهولة التى بنتها فيها 0


كانت تعيش ، وبشكل كبير ، فى عالم خاص بها . فى عالم البدائيات ، والحقائق التى تتاتى من افكارها ... لذا كان عناق تاليس كالسير الى لجة عميقة لا قرار لها ، ليس فيها ما هو مالوف ، فجاة اصبحت الكلمات والافكار غير موجودة وتوقف المستقبل والماضى عن الظهور ... فجاة وجدت نفسها ترقص فى عالم ليس فيه الا اللحظات فقط 0

كانت الاحاسيس نارا هادئة تلذع شرايينها ، وكان هناك شعاع ذهبى من شمس صفراء لامعة تملا كيانها ، وتزداد حدة اكثر فاكثر وهى تهيم الى الاعلى فالاعلى ، سعيا الى راحة من نوع ما ، تعرف بالبديهة انها موجودة ... لكنها لا تعرف اين ...

ابتعد عنها بلطف ولكنه ظل ممسكا بها بحيث راحت انفاسه تحرك شعرها . اما هى فبدات ببطء بالانتقال من ذلك الكون المثير العاطفى الى عالم الوعى ولكنها رغم عودتها الى ارض الواقع ظل تفكيرها واحاسيسها موشاة بالذهب . شعرت بانها على مقربة من انسان ما قربا لم يسبق ان وصلت اليه مع احد ، وقد ولد قربه هذا احساسا بالدلال والصواب والانتماء فاغرقت نفسها اكثر بذلك الاحساس بان عقدت ذراعيها حول خصره دافئة راسها فى صدره مصغية الى خفقات قلبه المنتظمة 0

ضحك بخشونة : حسنا ... هل احسست بالضجر ؟

اختفت فجاة الغمامة الحالمة المريحة التى التى كانت تطوف فوقها كما تختفى فقاقيع الصابون .. فجذبت نفسها من دائرة ذراعيه وراحت تمعن النظر فيه بعينين مذعورتين . يا الهى ! ماذا لو كان ما حدث بالنسبة له مجرد لعبة رجال ... مجرد تحد لم يستطع مقاومة فك رموزه0

اعادها اليه فقبعت يده على ظهرها ، محاولا ابعاد الخوف الذى لمع فى عينيها ... وتمتم : هذا يجعل كل شئ مختلفا ، جورجينا 0

-ماذا تعنى ؟
-اوه ... يا رباه .... !

وتركها ثم نظر الى عينيها المضطرتين القاسيتين 0
-اعنى ... انك ما عدت الاخت الصغيرة لصديق . اعنى انك لست مجرد حامية منزل ... وهذا ما يجعل كل شئ مختلفا 0

الان هو الوقت المثالى لتقول له اجل ان هذا ما يجعل كل شئ مختلفا ... وان راجع دراسة كل شئ افلا يجد ان من الافضل له توضيب حقائبه الست من جديد والرحيل ؟ ولكنها رغم ذلك لم تستطع بل عجزت فى اعماقها رافضة الانصياع والخروج ... ثم قالت بثبات : انها لا تغير شيئا ... المنزل كبير ... ولا داعى الى القلق فلن اتوقع منك كلما مررت بك ان تحتضنى بين ذراعيك ... وما دمنا عرفنا ان ما جرى كان غلطة ....

قاطعها بهدوء : لو كانت غلطة لما قلقت لهذه الدرجة 0

ماذا يقول ؟ فهو بالطبع لم يكن مبتهجا منساقا ، مندمجا بروعة ، كما كانت هى .... هذا العناق غير عالمها ، هز ذلك العالم من قوائمه ، ومن السذاجة المطلقة ان تصدق بان تلك المشاعر كانت متبادلة بينهما .. وان يكون هذا هو "الفارق" نفسه الذى يتحدث عنه ... لا شك انه عرف مئات النسوة ... هه ... بل الالاف ... فكيف يجرؤ على لعب دور العفيف الشريف ؟ كيف يمكنه استغلال شئ خاص حدث له ؟ لماذا يتحرك نحوها بهدف اهلاكها ... الكازانوفا القاسى القلب !

الت وانفاسها متسارعة ، وعيناها قد انقلبتا الى جليد : سيد واند ... افهم ان معظم الرياضيين يعتقدون انهم موهوبون بطاقة وجاذبية اكثر من الانسان العادى ، ولكننى لن اكون الطرف الذى يتلقى غرورك الذى فى غير محله 0

تفجر الغضب فى وجهه ، وتارجح خطر العنف الجسدى فى الهواء بينهما . ثم تلاشى هذا الانطباع عن قسمات وجهه ، ومرر يده فى شعره الكثيف اللماع ، وسال بهدوء : لماذا تصورين ما جرى بيننا بشعا ... جورجينا ؟

قالت لنفسها بشراسة : انت لا تدينين له باى تفسير .... !




lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:22 AM   #13

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

اطلبى منه الرحيل ! الان حالا ! انه خطر جدا ... مع ذلك ورغم ياسها وارتباكها ، وعذابها بدا لها هذا القرار نهائيا وقاسيا جدا . كان يبدو صادقا ... متالما حقا . ولكنها كانت تشك فى انها ما تزال تشعر بالذنب لانها ترعى حلما مراهقا قديما ، وهو ان هذا الرجل على الرغم من حب العالم له سيقع فى حبها . كان يبدو لها امرا واقعيا كما يبدو لمراهقة تتاوه امام صورة ممثل سينمائى وتفكر : ليتنى التقيه !

دركت فجاة ، انها تشكل خطرا على نفسها بمقدار خطره هوعليها . وقد تكون جورجينا بارتون المؤمنة بالواقعية ، للمرة الاولى ، غارقة فى غرام خيالى من طرف واحد 0

قالت بوهن : تاليس ... لقد حدث الامر بسرعة كبيرة ... وبعد وقت قصير جدا . اتعرف ما اعنى ؟ نحن ما زلنا غرباء 0

لامس خدها بنعومة : انه مجرد عناق جورجينا ، وليس هناك ما هو مخيف 0

ان تجاوبها مع مجرد عناق ادى الى ضعضعة كيانها فماذا سيحدث ان تطور العناق الى ما هو نتيجة حتمية للشغف 0

تابع بنعومة : لكن ما شعرت به صدمنى وكما سبق ان قلت ان عناقنا هذا سيجعل الامور مختلفة فبعد الان لن اقدر على النظر اليك دون التفكير فى ما حدث ، ودون الرغبة فى تكرار العناق . لكنك على حق فما زلنا غرباء ، لذلك يجب ان نتراجع لنعود من جديد مستاجرا وصاحبة منزل فلا اريد تعقيدات 0

فجاة ، رن جرس الباب ، فاجفلت جورجينا ... غير انها املت الا يغزو اجفالها هذا الى التوتر الذى تشعر به ... والغريب انها انزعجت حين لم تظهر الاهتمام . قال وهو يدس يديه فى جيبيه : ربما هى اغراضى قد وصلت 0

ومضى نحو الباب يصفر ... يصفر !

انه رائع ... هو رجل ناضج عاقل . فلماذا اذن تحس برغبة فى ركل ساقه الصحيحة لترميه ارضا ؟

فعلت ما كان يجب ان تفعله منذ ساعة مضت ... صعدت السلم عائدة الى سريرها ... ولكن الاصوات اللعينة التى كان مصدرها ما لا يقل عن اربعة الاف رطل من المعدات المسحوبة فوق السلم ، منعتها من العودة الى النوم ... ولم يكن السبب ، هو الجوع الذى تملك نفسها وراح يطالب بالغذاء 0

سمعت كذلك صوت قوائم سنوكل الثقيلة ، تطرطق صعودا ونزولا على خشب السلم ... بدا كلبها الذى كان سابقا سريع الاضطراب وكانه واقع تحت سحر ضيفها المثير ، فقد نسى حتى اضطرابه الذى يولده وجود الرجال ، جذبت الوسادة بغضب ووضعتها فوق راسها ، تتساءل عما اذا كانت تضع الوسادة لمنع استماعها الى الاصوات ، ام لكتم انفاسها 0

****

اقنعت جورجينا نفسها بحزم ان السبب الوحيد لاقترابها من غرفة تاليس ، كان بقاءه هناك مختفيا طوال بعد الظهر ، وعدم رغبتها فى تركه يتخلى عن العشاء الذى امضت معظم يومها فى تحضيره ... وقالت لنفسها ، انها لا تشعر البتة باى فضول فى ما يخص المعدات التى وصلته هذا الصباح ، ولا فى ما يخص الاصوات التى كانت تصدر من غرفته منذ ذلك الحين 0

-ادخل !



دخلت غرفته بحذر ، ثم لم تستطع اخفاء معالم الفزع عن وجهها ... غرفتها الجميلة التى تعود فى طرازها الى اوائل القرن ، تحولت الى غابة من القضبان الحديدية والاثقال ... وكان تاليس يعمل على قطعة من المعدات تبدو وكانها صممت خصيصا لتعذيب البشر وفى يده مفتاح انكليزى 0

قال معلقا : الا يبدو المكان كالجحيم ؟
هل لاحظت فعلا تجهما محددا فى كلماته المرحة ؟

-كان بامكانى تاجيرك القبو فهو مكان انسب لاقامة غرفة تعذيب فيه 0

هز راسه مفكرا : ليس اختيارك للتشبيه بسئ ... ربما اعلق بضع خيوط عنكبوت صناعية حولى ، واضيف مشنقة واصوات صراخ مسجلة .

احست وكانه يحاول اخراسها ويتعمد خداعها بكلماته المرحة التى لا تنسجم مع تعبيرات وجهه ، فقالت : الا يمكن ان تكون جادا ابدا ؟ وهل ستؤلمك هذا المعدات حقا ؟

رد حزينا : جورجينا ... ستؤلمنى كما تؤلم الجحيم ناسها . وصدقينى ، لن اضحك ...

بدا مستريحا لانه تخلى عن واجهته المرحة . فسالت : اذن ، لماذا تفعل هذا ؟

-انا مضطر 0


وتحولت عيناه عن غير وعى الى صورة موضوعة على رف الخزانة ، وكانت هذه الصورة هى اللمسة الخاصة الوحيدة التى اضافها الى الغرفة هذا طبعا عدا الات التعذيب . تبعت عيناها نظرته فاحست بان وجهها تجمد سائر قسماتها الساكنة ، مخبئا نوبة مفاجئة من الغيرة والغضب . كيف عانقها وله حبيبة ؟

القذر ! الخنزير القبيح ! خاطف الاطفال ! فلمحة واحدة للصورة تؤكد ان الفتاة الجميلة الواسعة العينين لا تتجاوز السادسة عشرة من عمرها ... لكن جورجينا عادت وفكرت ان هذا قد يعود الى جدائل شعرها الادكن والى القسمات العفريتية والى المكر ، والابتسامة المنفتحة التى تضفى عليها براءة الشباب . وعندما نظرت عن قرب اكثر لاحظت ان هناك شيئا فى العينين السوداوين الثابتتين ، لم يكن يوحى بصغر السن ابدا ... كل ما فيها كان جميلا ... ولكن ما تراه لا يحدد عمرها بالتحديد . ربما تكون فى العشرين او ربما اكبر من هذا بعشر سنوات ....

ابعدت بصرها على مضض عن الصورة وغموضها وقالت بحدة : العشاء فى السابعة 0

-روستو مع كل المتبلات ؟ من صندوق الكرتون مباشرة ؟ حسنا ... انا جائع ... وارجو انك قد حضرت لى قطعتين 0

-سيكون لك ما يكفيك 0
واقفلت الباب وراءها بيد مرتجفة 0

ما ان وصلت الى المطبخ حتى احست باندفاع متهور لاخراج الروستو البنى اللون ، والنقانق الذهبية والارز من الفرن ورمتها جميعا فى سلة المهملات واستبدالها بعشاء جاهز ...


عوضا عن ذلك شرعت بتحضير المائدة لشخص واحد فى غرفة الطعام وتفكيرها يعمل محموما ... تفهم الان ماذا عنى "بالتعقيدات" تماما . ثم فكرت بسذاجة انه ربما تكون الصورة لشقيقته اولابنة عم مفضلة لديه 0

لكن لا ... فهو ينظر الى الصورة بطرقة اخوية لقد نظر اليها وكان قدره مربوط فيها ....

تنهدت تنهيدة عميقة . اذا كان يظن ان بامكانه العبث معها على حساب شقراء نحاسية غبية ، قد تجد سببا لمسامحته ، ولو انها تشك فى هذا . لكن ... كيف يخون صاحبة الصورة حتى ولو بالقاء نظرة الى امرأة اخرى فكيف بمعانقتها والايحاء بحدوث اشياء اخرى ان سمحا لنفسيهما بذلك ... ! لا عجب اذن لاضطرابه ذاك حتى ولو ان لحظة ندمه كانت قصيرة وبشكل مقرف ... كيف يستطيع النظر الى تينك العينين الغريبتين المزينتين الحكيمتين اللطيفتين ، والاعتراف امامهما بخيانة ما جاءت وليدة الطيش ؟

يا للرجل ! الا يفهم ابدا ؟ ... الا يعرف تاليس واند ان لديه شيئا مميزا جدا ، لا يمكنه ان يخاطر به من اجل عناق متهور ؟ فى صاحبة الصورة شئ مميز يجعل الغرباء فى الشارع يقفون محدقين اليها باسى عندما تمر بهم وكانهم يريدون شيئا مما تلمع بع عيناها ، يريدون ان يلتقطوا ولو القليل من تلك الروح المراوغة 0

سمعته ينزل السلم ، فجذبت نفسها من افكارها ، ورتبت قسمات وجهها وجعلتها قسمات لا مبالية . عندما دخل شعرت بالم رغم ساقه المريضة 0

سحب نفسا قويا واعلن : جورجينا ... لم اشم قط مثل هذه الرائحة ... واعرف تماما انه ليس بالعشاء الجاهز 0


ارتفع حاجبه ، ونظر بعينين حائرتين الى وجهها ... فسارعت تقول ببرود : لقد تناولت وجبتى !

-صحيح ؟
ارتدت عنه : هل تمانع باخراج طعامك من الفرن ؟

-لا اظن 0
-حسنا ... تمتع به 0

ما ان اصبحت امنة وراء باب غرفة النوم المثلثة السقف حتى مزقت قطعة عنيدة من ورق الجدران ، كانت تجاهد فى اصلاحها 0

عظيم ... اجل ... لقد تعاملت معه بكفاءة وهنات نفسها . مع ان معدتها كانت تتاوه بشكل ظاهر ، فقد نسيت تحضير طبق طعام لنفسها 0



*****

انتهى الفصل الرابع 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:30 AM   #14

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة marmoria5555 ; 15-02-11 الساعة 10:31 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:37 AM   #15

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-ذاك امر مختلف 0
-وكيف ؟

-لقد كان .... وصمت ... ثم مد يده الى علبه الطعام زاخرج قطعة شوكولا منها 0

-اعتقد ان على تقديم هذه له بعد نزع اغلاف عنها 0
-لا ... فهو يحب ان يفعل هذا بنفسه 0

نظر اليها شذرا ، ثم انحنى يعرض على سنوكل الشوكولا ويقول متمتما : من الاذلال ان اعامل بهذه الطريقة على يد كلب لعين !

نظر سنوكل الى الشوكولا ، ونفخ ، ثم ادار وجهه . فتطلع تاليس الى جورجينا بريبة ، وكانه ظن انها تشارك الكلب فى مؤامرة لخداعه والسخرية منه 0

- ماذا هناك بالله عليك ؟
ردت وكانها تقرر امرا واقعا : ثلاثة قطع على الاقل 0

تاوه تاليس : لقد اخطات فى وجهتى ووقعت فى بيت مجانين 0

ارتد ليملا يده بحفنة من الشوكولا التى قدمها الى سنوكل ... نظر الكلب نظرة لا يمكن وصفهاالا بالاعتداء بالنفس قبل ان يضع السروال من فمه . ثم لم يلبث ان ملا فمه بما هو معروض عليه وخرج منتفخ الخدين 0

-ظننتك قلت انه ينزع غلافها 0


-اجل ... لكنه يفعل هذا فى الخزانة 0

قهقه فجاة بصوت غنى بالمرح يشبه نورالشمس المتدفق على ارض المطبخ البراقة ... وجعله جذابا بشكل غير طبيعى وهذا ما محا ظلال الالم التى كانت تشكل خطوط توتر حول فمه ، وتحت عينيه ... هذه الظاهرة ابرزت خطوط الضحك حول عينيه اللوزيتين وجعلته يبدو اكثر شبابا واشد حيوية ونشاطا . لمعت اسنانه البيضاء فتناقضت اى تناقض مع بشرته السمراء ، ووجدت جورجينا نفسها ماسورة اسرا كاملا ، فبادلته ضحكته لانها تعجبها قدرته على ان يضحك على نفسه 0

ضحكته ماتت وبسمتها تلاشت ، ووقفا يتبادلان النظرات فيما همس الهواءالصامت حولهما يشتد كثافة ... ولكنها انتزعت نفسها من الوعد الرائع الخبيث ، والسحرالذى اطل من عينيه لتقول : حسنا ... يجب ان اعود الى عملى 0

-وانا كذلك ... لكننى احتاج الى فترة راحة ... اسمعى ، لا الومك على تجنبك اياى ... فانا اعرف اننى لست شخصا مناسبا للرفقة فى الوقت الحاضر ... هيا لنقم بنزهة معا جورجينا 0

ابعدت نظرها عنه الى خارج غرفة المطبخ ... انه يوم رائع فيه شمس لطيفة ومتراقصة بين الاشجار ، وفيه العصافير مزقزقة والماشية تخور من بعيد ... انه يوم ساحر كسول من ايام الصيف 0

بدا لها انها تحرم نفسها من سحر الصيف بفرضها العزلة على نفسها فى غرفة المنزل العليا ... فجاة لم يعد شئ قادرا على منعها عن الهواء النقى ، او عن رفقة تاليس ... فمن حق كل انسان التمتع بشئ من السحر من وقت الى اخر ... شئ من السحر البرئ لا غيره . ارادت ان تساعده على الراحة ، وعلى نسيان العذاب الذى يفرضه على نفسه مهما كانت اسبابه 0

سالته بطريقة توحى بالقبول : والى اين تريد المسير ؟

-ما رايك بالبحيرة ؟
-انها ليست مجرد نزهة تاليس ... انها رحلة لثلاثة ايام ! فالبحيرة تبعد عشرة اميال 0

-لا ... انها تبعد ميلا ونصف تقريبا 0
-اوه 0

-اسمعى ، اذا كان اعرج مثلى يستطيع الوصول 0
-لا تنعت نفسك بهذا مرة اخرى 0

ادهشه عنف كلماتها فقال وكانه يجرب فكرة ، ليس عليها بل على نفسه : اتعرفين جورجينا ... من الممكن ان ابقى هكذا طوال حياتى ... ربما لن اتمكن من السير مرة اخرى 0

لقد ترك شيئا لم يقله ، لكنها سمعته : خاصة اذا لعبت فى دورة اخرى تاليس ؟ اهذا ما تحاول قوله ؟ اتقول ان ساقك قد تظل معطوبة بشكل دائم ؟

تغيرت لهجته ، واصبحت خفيفة : آه ... الله ... اعلم ان كنت قادرا على اللعب 0
ارادت ان تساله لماذا يفعل هذا ، ولكنها احست ان لا طائل من سؤالها ... فقد سالت من قبل ولم تتلق ردا ... اذن الامر الذى يخفيه شخصى بحت ... لمست ذراعه ، لتقول بصوت صلب كالفولاذ : اصغى الى تاليس واند ... قد تصبح مقعدا حين تجلس فى كرسى متحرك ... لا حين تعجز عن استخدام قدميك فى الملعب ... الناس الذين يحكمون عليك بهذا هم المقعدون ، لا انت ... لانك لن تكون مقعدا ابدا 0

تكهرب الجو من جديد وارتبطت عيناه بعمق عينيها ، بسؤال وامر ... فانزلت يدها عن ذراعه ، واشاحت بنظرها بعيدا وشعرت بالحرج فجاة . من اين جاء هذا كله الى نظراته ؟

-فلنذهب 0
رد بنعومة : فلنحمل معنا طعاما للنزهة 0

قالت لنفسها : لا تجربى حظك كثيرا يا فتاة ... لكن نفسها لم ترد عليها ... بل هو شيطان صغير تولى القيادة فى داخلها . وقال لها بصوت شيطانى ابرزته حنجرتها : طعام للنزهة ؟ يبدو لى هذا رائعا !

-ساحضره انا ... اصعدى الى غرفتك ورتبى نفسك 0

فى تلك اللحظة ادركت الى اى حد كانت ملطخة بغبار الطلاء القديم . كان يبدو قميصها العسكرى وكانه من سوق المبيعات القديمة وكان شعرها رازحا تحت نير منديل غريب اللون وكان وجهها ملطخا بالغبار والصمغ ، والعرق ، مع ذلك نظر اليها منذ دقائق والرغبة فى عينيه ! لابد ان الرجل مريض ! لماذا تبدو مغتبطة الى هذا الحد لمجرد اهتمام رجل مريض بها ؟
اندفعت بشوق الى غرفتها فاختارت عن غير وعى ملابس تنسجم مع مزاج ينمو ويكبر كبالون طائر براق ... ارتدت سروالا قصيرا وبلوزة بيضاء فوقها قميصا احمر شفافا ... ومررت فرشاة فى شعرها ، ووضعت لمسة خفيفة من المساحيق . متى كانت المرة الاخيرة التى وضعت فيها الماكياج ؟ ثم دست قدميها فى خفين حمراوين ، وهرعت على درجات السلم 0

كان يضع اخر سندويش فى سلة من النايلون ... فابتسم لها ، وقال ممازحا : انك الرد على حلم كل رجل ... امرأة مستعدة للخروج فى اقل من عشر دقائق 0

ذكرتها ملاحظته هذه بمدى معرفته بطبائع النساء ... فحاولت الا يبدو صوتها خشنا : انها مجرد نزهة ، وهى لا تحتاج الى ساعة فى الحمام 0

-حسنا ... بامكانك تعليم زازا كاندل اشياء كثيرة !

ابتلعت جورجينا ريقها بصعوبة ... زازا كاندل ؟
-اهى الممثلة ؟

-اجل ... لقد فرضت نفسها مرة على احدى رحلات صيد السمك التى اقوم بها اقوم بها ... وتركتنى انتظر اربع ساعات فى غرفة جلوسها ... ثم ظهرت الظهور الكبير : بذلة سفارى حريرية وماكياج سمكه ثلاثة انشات . وشعر مغلف بكلات من البلاستيك المنثور ، وعطر قوى كاد يذبل نباتات منزلها 0

انه يعرف زازا كاندل وهى شقراء رائعة اصبحت الان اسما تتداوله البيوت بعدما بدات تمثل مسلسلا تلفزيونيا يقص قصة امرأة تدير دكانا لبيع الحيوانات الاليفة وهو مسلسل يرقى الى ذوق الاثرياء فقط . شاهدت جورجينا المسلسل مرة فى منزل امها ... وهذا ما ذكرها بالسبب الذى جعلها ترفض اقتناء جهاز تلفزيون 0

سالته ببرود : وهل التقطت اية سمكة ؟

عندما سالت هذا السؤال ولد سؤال اخر فى ذهنها : ما موقع هذه المرأة منك ؟

ابتسم بخبث : لم ترافقنى ... قلت لها ان عطرها يجذب الدببة . وفيما كانت تركض صائحة من الرعب الى غرفتها ، تسللت الى الخارج واتجهت الى التلال 0

-هل انتما صديقان ؟

هز كتفيه بعد ان فقد الاهتمام بالموضوع : لا ادرى اذا كانت الصداقة هى الكلمة المناسبة 0

حسنا ، هذا قد يعنى امورا متباينة تتراوح بين عدم اكتراثه المطلق بجمال الشقراء وبين واقع انه على علاقة بها ... على الاقل يذكر هذا جورجينا بالوسط الذى يدور فيه 0

رفع السلة الى كتفه بسهولة ، وفتح الباب لها ثم انطلقا على درب ضيق معتم يمر قرب المنزل وظلا يسيران حتى استدار تاليس الى ممر ضيق ملتو بين الاشجار 0

كانت النزهة لطيفة ، واقصر مما تصورت وهذا يعنى ان تاليس قد اتخذ هذا الطريق اكثر من مرة الاسبوع المنصرم . كان احدهما يسير خلف الاخر بدون ان يتكلما مستمتعين بالمناظر الخلابة مصغيين لاصوات الغابة الغارقة فى نور الشمس . راحت تدريجيا صورة زازا كاندل ، تتلاشى من تفكير جورجينا 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:41 AM   #16

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

سالها تاليس : ما نوع هذه الاشجار ؟

توقفا فى فسحة صغيرة طلبا للراحة كان يحيط بها اشجار ضخمة كثيرة العقد ، اوراقها الوارفة تظلل الفسحة كلها ... نظرت جورجينا الى الاشجار مفكرة ، ثم دارت حول احداها ومررت يدها على الجذع مقطبة ...ثم هزت راسها ونظرت الى تاليس ، لتقول بوقار : انها شجرة خضراء 0

تردد صدى ضحكته العميقة فى الفسحة فطاردت مرة اخرى ظلال الاضطراب والانشغال عن وجهه واثرت مرة اخرى فى قلب جورجينا باغرب طريقة 0

غمزها باعجاب : رد جيد .انا لا اعرف اسماء الاشجار كذلك ... وهذا لا يعنى اننى لا اتمتع بها 0

امضت بقية الرحلة قرب ضفة البحيرة يتحدثان بمرح ويتبادلان الادوار فى تسمية الاشجار المختلفة باسماء غريبة . كانت جورجينا تشعر تماما بما شعرت به فى الصباح الاول الذى تشاركا فيه وجبة الفطور . احست بدفء رفقته وبراحة لم تشعر بها مع اى كائن بشرى اخر 0

امسك يدها التى استقرت مع دفء وراحة يده . رفست خفها من قدمها وشرعت تسير معه فى الماء تميل اكثر فاكثر الى جسده القوى لتستند اليه ، مع انها عزت ذلك الى وعورة البحيرة وكثرة صخورها . ليس للامر علاقة بالحرارة التى تنبعث منه الكهربائية اللذيذة التى تسرى فيها كلما اشتدت يده على خصرها ، او كلما لامست ذراعه او صدره قدها الرشيق 0

فجاة وجدت نفسها مغمورة بضمة حميمة ... انها طريقته فى التعبير عن الرضى الذى يشعر به . فقد ابتعد عنها فورا تقريبا مع ان ذراعه لم تبرح كتفيها . نظر الى البحيرة بعينين متقدتين اعجابا ثم قال : اتعلمين ... لقد حصلت على كل شئ ... على التالق ، وعلى افخر الاطعمة والاشربة وعلى اعلى شقة فى بناء حديث قربه بركة سباحة ، كما حصلت على منظر خاص بى هو لناطحات السحاب ... ولقد زرت معظم البلدان الاوروبية وجنيت مالا وفيرا لن استطيع ان انفقه وقدت افضل السيارات ولعبت البولو مع الامراء ودعيت الى كافة انواع المهرجانات ، وخبرت الحياة معه النجوم غير اننى لم اكن سعيدا كما انا الان ... اسير حافى القدمين فى الماء معك 0

وتنهد ... فكاد قلبها يختنق فى حلقها ، ولو ادار عينيه البنيتين اليها لظنت ان ما يقوله خاص لها . لكن بصره ظل مستقرا على قمة جبل بعيد . ربما هو متاثر بالمنظر ... فالجو حول بحيرة رائع وملهم ... تبدو بساطة المناظر وروعتها ، وسكونها وانعزالها بالنسبة لرجل حياته مرتبطة بشهرته امرا عظيما . ولكن ما يشعر به لن يدوم الى الابد . اما الفتاة التى تقف قربه فقد تشملها تاملاته لانها فى هذه اللحظات اصبحت جزءا من المنظر . انها كالتلال الخضراء وكالمياه الزرقاء الصامتة ، الصارمة برقة على اقدامهما 0

اعلنت جورجينا فجاة : اكاد اموت جوعا 0

وتسللت من تحت ذراعه ولكنها سرعان ما شعرت بالفراغ ، كما شعرت بان العالم انقلب من ملون الى ابيض واسود مرة اخرى ، ومن رائع الى ما هو عادى . وكان واضحا لها انها تحس بهذا هى وحدها 0

رد عليها ممازحا : جورجينا ... مع الطريقة التى تاكلين فيها ، يجب ان تصبحى ضخمة كمنزلك 0

لحق بها وهى تخرج من الماء ، ثم الهى نفسه بالتفتيش فى السلة التى اخرج منها بطانية ثم كمية ضخمة من الطعام ، وقطعة زبدة كبيرة ، سندويشات موز وتفاح ، وجزر مقطع وعصير ، وقطع شوكولا . فسالته رافعة الحاجب : اهذه شوكولا سنوكل ؟
ابتسم : تصورى هذا ... انتقم من الكلب !

ثم لاذا الى صمت محبب وتناولا الطعام فى مواجهة الماء . كان لهما العالم كله ولم يكن يلوح امامهما سوى قارب من حين لاخر 0
بعد الغداء ، استلقى تاليس على البطانية ، وبعد لحظات تردد استسلمت جورجينا للاغراء وحذت حذوة 0

واشار بكسل الى غيمة بيضاء قطنية الشكل تلوح فوق البحيرة 0

-اترين التنين ؟ انه تنين صديق ... وكانه كلب 0
-لا تكن سخيفا انها تشبه الفيل 0

-حسنا ، لم تعد هكذا ... اظنها تشبه الان سيارة . اجل ... ارى شكل كامارو 0

ردت بحزم : بل فولس فاكن 0

لم يلحظ اى منهما ان ملاحظاتهما كانت متباعدة ، ولا ان صوتيهما اكثر خشونة .... ثم تمتمت : اصبحت قط 0

-آه ... اوه ... بل كومبيوتر 0

ثم اطبقت الاذرع القابعة خلف الراس وتعالت تنهيدة راضية تهمس فى سماء بعد الظهر ، ونام الرجل والمرأة وقد بدا الامان والهدوء على وجهيهما الساكنين 0
استيقظت جورجينا اولا ، وفتحت عينيها بدهشة ثم نظرت الى تاليس باستغراب 0

لقد تغيرت وضعيتهما اثناء النوم فبعدما كان كل منهما يتوسد ذراعه اصبحا مضطجعين على جنبيهما يواجه احدهما الاخر ، فيما احدى يديه تستقر على خصرها وكانها تحميها
لو اتبعت ردة فعلها عقلها واتزانها لنزعت نفسها بعيدا عن يده ولجلست بعيدا عنه ، ولكن ردة فعلها العاطفية تحكمت بها . انها تشعر برضى تام لاستلقائها قربه بحيث تجد المتعة بوجوده على مقربه منها . وردة فعلها العاطفية هذه امرتها بان تراقبه فقط وان تشبع نظرها من خطوط وجهه القاسية بنهم لم تكن لتسمح بان يظهر عليها لو كان مستيقظا 0

وكان ان شرعت تراقبه مركزة اهتمامها على ارتفاع وانخفاض عضلات صدره المفتولة غارقة بتامل اهدابه الكثيفة السوداء التى تبلغ طرف خديه . راقبت النسيم الخفيف يتراقص بجذل فى شعره الفضى الرائع فحسدت النسيم على ذلك وتمنت لو ان اصابعها هى التى تبعث الان بشعره ... راحت ترتوى من ملامحه وودت لو كان لديها اله لتصويره او كانت تستطيع الرسم لترسمه ، فهى تعرف ان هذه اللحظات فانية ... ولو التقطت له صورة لتمكنت من ان تضيع فيها مرات ومرات 0

ابتسمت ساخرة من نفسها ... حسنا ... ربما قدر لها ان تتصرف كمراهقة ساذجة ، عوضا عن التصرف كامرأة ناضجة ناجحة ... ربما الاسترسال فى هوى لا ضرر منه ، هو مرحلة فى الحياة فاتتها منذ زمن بعيد . وكان عليها الان ان تعود الى الوراء لتختبرها 0

ادركت فجاة ، انه بدا ينضم اليها فى العالم الحى . واستقرت عيناه على وجهها ، وعلت ثغره ابتسامة شاحبة تخللها غموض خفيف 0
-جورجينا 0

كان صوته اجش بفعل النوم ولكن كان فيه خيط من الاستغراب : ما اشد سعادتى وانا برفقتك !



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 09:45 AM   #17

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

اغمض عينيه : اتعلمين ... كان والدى من المهاجرين ... كانت جميع انواع المرح غريبة عن منزلنا ... نشات وانا اتوق للمرح الذى كنت مؤمنا انه جزء من الحلم الاميركى ، لكنه استمر فى مراوغتى . وحين احترفت كرة القدم وجنيت من المال الكثير رحت الاحق المرح بحقد منتقم ، سافرت الى ديزنى لاند والى لاس فيغاس ، وهاواى والى منتجعات التزلج والى نوادى القمار ، لكننى لم اجد قط ما كنت ابحث عنه ... كان كل شئ مصطنعا . اتفهمين هذا ؟

-ليس تماما 0

-بدا لى الامر ان هذه الاماكن جميعها تحاول ان تبيع المرء شيئا ليس اصلا للبيع ... لا شئ هناك يمكن ان يعطينى البهجة ...

يجب ان يحس المرء بالبهجة من داخله . جورجينا ... حين اكون معك ، احس بالبهجة من الداخل ...وهذه البهجة تجعل من قيلولة بعد ظهر مشمس اكثر مرحا من ركوب دولاب الهواء فى ديزنى لاند 0

ابعدت بصرها عنه وعيناها تترقان بالدموع ... ثم عرفت او اعترفت بما كانت اصلا تعرفه ... لم يكن ما تشعر به تجاه تاليس هوى فتاة مراهقة بل هو حب حقيقى . فقد وقعت فى حبه منذ زمن لذا بشكل لا ارادى انتظرته عشر سنين . جعلتها معرفتها هذه تشعر بالاسى لان حبها قد يتعرض للاذى ، وحاولت جاهدة ان تجر نفسها بسخرية الى واقعها الحالى لحماية نفسها من قسوة الجرح القادم ... لكن محاولاتها بمواجهة الواقع باءت بالفشل ...
الا يكفيها انها اليوم بالنسبة له مصدر سعادة ومتعة لم يعرفها حتى فى مراجيح ديزنى لاند ؟ طبعت قبلة متهورة ، مرحة ، على طرف انفه ، ثم هرعت الى الماء وقد بدا لها الغد بعيدا بعيدا .....

********


انتهى الفصل الخامس


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 10:01 AM   #18

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

6- منزل الاشباح 0



**************************
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة marmoria5555 ; 15-02-11 الساعة 10:32 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 10:07 AM   #19

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

طوت الشيك ودسته فى جيب جينزها دون ان تنظر اليه ... لقد وعت تماما المركز الذى تحتله فى حياته . انها صاحبة النزل ، انها مالكة المنزل . فجاة كرهت الاساس العملى لعلاقتهما 0

ولكنها رغم ذلك شعرت بالراحة عندما اعلن ذلك . فالتوتر الذى يسببه وجوده ، وابعاد نفسها عنه بالبكاء عليه بدا ياخذ منها ماخذه ... ودت لو كانت لديها الشجاعة لتطلب منه الرحيل ... لكنها لا تستطيع . فهى تفضل الالم على ان يرحل 0

كانت تامل ان يرجع من جديد على ان يعود كما كان فى الصباح الذى وصل الى منزلها وكما كان فى اليوم الذى امضياه على ضفة النهر . وكانت تامل ان تشعر بعد اجازة تقضيها بعيدا عن وجوده العامر بان مشاعرها كانت كمشاعر طفلة سخيفة وان بامكانها انتزاع نفسها من حبه 0

فى الواقع وجدت نفسها على العكس ما اقنعت نفسها به ، فاثناء غيابه احست بتوق غامر اليه . فاضطرت للاعتراف بانها تفضل ان يكون هنا ، نكدا مشاكسا غير مبال بها على ان تحرم منه 0

مضى على غيابه ثلاثة ايام ... وحين عاد ، بدا اسوا حالا عما كان ، فعيناه يدغشهما الالم وفمه تلويه خطوط التجهم . نظر اليها حين وصل الى الباب ولم يشعر انها القت عليه التحية بشوق مرتجف 0

قال لها : ايمكن ان تتاكدى من الا يزعجنى احد فى الايام القادمة التالية ؟

نظرت اليه بسخط ... ماذا يظنها ؟ خادمة فندق ؟ من هى ؟ البوابة ؟ اوه سيد واند ... ارجوك امسح حذاءك فى قلبى ؟ ماذا يعنى بالضبط ؟ اتمنع عنه الاتصالات ؟ اتخفض صوت الراديو ؟ اتبعد سنوكل عن باب غرفته ؟ ام انه يعنى هى تبتعد عن طريقه ، انت جورجينا بارتون ، مالكة النزل ؟

اجابت بسخرية باردة : حاضر سيدى 0




بدا مذعورا هنيهة لكنه لم يلبث ان هز راسه بقلق وكان سخريتها امرا اخر زاد من ثقل حمله ... تفرست فيه ... كيف يجرؤ على ان يجعلها تشعر بالذنب ؟

اغرتها نفسها بان تعرضه للمضايقات بقدر المستطاع ، ولكنها كانت تعلم انها لن تستطيع . لانها شعرت به يطلب منها مساعدته ... وهذا ما سنفعل ... وبناء عليه ستلغى موعدها الاسبوعى مع اعضاء جدمعية اصدقاء التاريخ 0

ولكن بعد ظهر يوم الاربعاء دوى صدى مقبض الباب القديم وتمادى فى كل المنزل ... فهرعت جورجينا التى كانت تعتنى بالحديقة الخلفية ، نحو المقدمة ... كانت السيدة باركنز والانسة دورشتر تقفان امام مدخل بابها مرتديتين فستانين ملونين تلوحان لها وتلقيان عليها التحيات المرحة ، فتمتمت : اوه .... لا !

فبعد عشر دقائق ستصل عشر نسوة اخريات ، وستحضرالسيدة كوستنر واحفادها معها . وستقول : ضعيهما فى الفناء الخلفى عزيزتى وهناك سيكونان على ما يرام 0

وهذا ما حدث فعلا . فقد رمت الولدين فى الفناء الخلفى مع سنوكل ، الذى كان يستقبل ضيوفها بحماس جياش محدثا اكثر من صرخة خوف على الجوارب التى قد تتمزق . وسرعان ما راح الولدان يصيحان بمرح كما راح الكلب يعوى ، والسيدات يغنين اغنية الافتتاح ، ووعاء الشاى يصفر فوق الموقد ... ووقفت جورجينا تصغى الى اى صوت ينم عن الحياة من غرفة تاليس ولكنها لم تسمع شيئا . وهذا يعنى ان الصدمة جعلته يلزم الصمت . وهزت كتفيها . حسنا ... لقد فعلت المستحيل لتوفر له الهدوء و الصمت ، ولكنها ملت من التجوال على اطراف اصابعها 0

ومع انها نادرا ما تحضر مثل هذه الاجتماعات ، الا انها تتمتع بزوارها ، خاصة عندما تتعالى الضحكات الصادرة كلما اجتمعن

فجاة ، احست بذراع قوية تلتف حول خصرها ، وبصوت خشن يداعب اذنها : يبدو ان لديك جماعة من أوز ضاحكة جورجينا . يا الهى ! ما هذا الصخب !

ابتعد عنها لياخذ لنفسه حفنة من السندويشات التى كانت تحضرها لهن ، ولكنه لم يع انه بهذا قد افسد ترتيب الطبق المحضر باناقة . وقالت له : ان اعضاء جمعية اصدقاء التاريخ يجتمعون كل خمسة عشر يوما هنا 0

-اما كان بامكانك تحذيرى ؟ كنت ساخطط لقضاء ظهيرة هادئة فى حفلة روك موسيقية . ثم ، ماذا لو تعرفت الى احداهن ؟ يا الهى جورجينا ، سيصل الخبر الى الصحافة فى اقل من .....

انه للمرة الاولى يتصرف تصرف رياضى متكبر شهير وهذا ما اغضبها . كانت تظن انها تحب هذا الانسان المغرور المعجب بنفسه ... كانت تتجول فى منزلها على اطراف اصابعها لئلا تزعج مزاجه المشفق على نفسه ... وباسم الحب ؟ هاه ! انه فعل انهزام ان شخصا لا يبادلك الحب ... وتاليس واند لا يختلف البتة عن اى نجم لعين انانى لا يحب سوى نفسه 0

قالت له بغيظ وعيناها باردتان : اسمع يا صاحب الشخصية العظيمة ... ما من احد هنا سيتعرف الى شخصيتك المرموقة المملة . صدق او لا تصدق ان هناك فى هذا العالم من لا يتاثر بكرة القدم ومن لا يعرف حتى ان لها وجودا وهذا النوع بالضبط هم الذين استقبلهم فى بيتى . والمرة الوحيدة التى لم افعل ، عشت لاندم 0

خطا نحوها خطوة : جورجينا .....

غادر التحفظ المتباعد عينيه وحل محلة الندم . ولكنها ابت ان تتاثر بهذه النظرة فصاحت به : اسمع ......




lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 10:13 AM   #20

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة marmoria5555 ; 15-02-11 الساعة 10:34 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.