برفق البستني الممرضة ثوب سماوي اللون راسي يؤلمني من كدمه على عيني ورقبتي تلفها اسفنجه فقد تقلدت ذراعي المكسوره..لا اتذكر إلا ذلك الظلام ثم البرد الشديد و الم في ذراعي ووجهي لم ابكي كنت اسال عن ابي وامي وزياد وماجد اسماء كنت ارددها بخوف حتى رأيت وجه خالي مسفر بين الوجوه بكيت اثناء تجبير ذراعي واخر ما اتذكر قبل نومي وجه زياد ونظرات خالي مسفر الغاضب بشده بعدها استيقظ كلما اتذكر قوه الارتطام ثم افزع من نومي أجد خاله هيله ابكي واسالها عن امي ؟؟ كنت قلقه حزينه وخائفه لم ارى امي ولا ابي منذ الحادث وعندما سالت خاله هيله قالت انهما في الطريق فيجبرني المسكن على النوم ..احيانا قبل ان اسمع اجابتها ..
مع صوت أذان الفجر تامل المكان حولي..كان زياد جانبي على سرير اخر وخاله هيلة تغير ملابسه بمساعدة ممرضة الاسيوية ..وامي تنام على الكرسي جانبي ويدها على بطنها المنتفخه واخر تمسك بيدي اطمئن قلبي ونمت بعمق
واستيقظت صباحاً على همهمه عند راسي ويد دافئة على راسي واخر تحتضن يدي ورائحه عطر ابي ..فتحت عيني اليسرى فاليمنى تطبق عيها الكدمة ..واجتمعت الدموع وانهمرت بغزارة على وجنتي التي تملائها الخدوش من زجاج السيارة ورفعت نفسي بتعب واقترب يضمني ومسح دموعي برفق .. ويردد(خلاص يامي ..
وكنت اساله بصوت متقطع وقد ارتفع نشيجي (ليش ماجيتوا ؟؟ جالسه لحالي !!
فردت امي معاتبه (وانتي ليش تروحين ماقلتي لي خوفتيني عليك
وبكت وبكيت معها
خالي مسفر قال بقسوة معروفه عنه(لا تصيحين بتجيبين بنت ازين منها وماهي براعيه سعسعه محد يدري وينها فيه ..
ضحك ابي ورد على خالي (محد ازين من السوري ..
كرهت خالي مسفر لحظتها اعترف اني مخطئه لقد ذهبت مع ماجد دون ان اخبرها .. ولكن لم ادري بان كل هذا سيحدث .. دخل عبد الكريم وعمر ومعهم ماجد بعكازتين فشهت
(انت حي ؟؟
فضحك الجميع ...وقالت خاله هيله (بسم الله على ولدي ..
خجلت منهم ومن سوالي الغبي لاحظت قسوة ملامح خالي مسفر التي اظهرها صوته (وش جايبك جاي تشوف خيبتك ؟؟ ليت الله فاكنا منك بغيت تذبح عيالنا ..
رد ابي (الله يهيدك يابو عبد الكريم هذا حكي ..
اخذ خالي مسفر وخرجا معا جلس ماجد في مكان والدي بيني وبين زياد مطئطا راسه وقبلة امي راسه ..
سالني عمر مبتسما ( كيف صار الحادث ..
كنت صامته حزينة و راسي يؤلمني فقلت له ( مدري ..
أما زياد فبداء يروي حكاية خرافيه عن الحادث لعمر وعبد الكريم الذي اصبحت اخجل من الحديث امامه لقد تغير كثيرا اصبح قليل الكلام معي يمر من جانبي وكأني لا اعنيه حتى انه لم يسلم علي ..واتجه لزياد الذي يحتويه بذراعه قد وضعها حول كتفه ويجلس جانبه ..وعمر في الجانب الاخر وخاله هيله تحدث ماجد بصوت منخفض ..اما هو فالحزن يطغى على ملامحه وقد ربط راسه بشاش ابيض ولبس واقي على رقبته وجبيره في احدى قدمية , افقت من شرودي على صوت خاله هيلة تسالني (أجل ياسوير تبيني ولدي يموت ؟؟
فردد متلعثمه (لا وقسمن بالله موب قصدي .. بس ماشفته معنا ..
اكمل عني عمر ساخرا (قلتي اجل الولد فطس ..
قطع حديثنا صوت ماجد منزعجا (عبد الكريم رجعني غرفتي ..
وهذا مافهمته لغرفه بعيده عنا فهو يعتبر رجل لايرقد في قسم الاطفال المليئ بالصور والرسومات
وقف عبد الكريم يسند ماجد وخرجا ومعهم عمر ..اذن الظهر وفرشت امهم سجادتها تصلي ..تذكرت اني لم اصلي ..لا مغرب ولا عشاء ولا فجر ..ساعدتني خاله هيلة لاصلي وهي تدعوا لي ..لان امي بان على ملامحها التعب الشديد وكانت وتئن مع كل حركة وكانت خاله هيلة تساعدها
احب هذه المراءه واحب صوتها ودعائها وحنانها انها الخاله ولـ امي الاخت التي لم تلدها امها .. كتومة وصبرورة فخالي مسفر رجل شديد وقاسي ويعتمد عليها في تربية اولاده وكل تقصير منهم تكون السبب ..
في عصر ذلك اليوم خرجنا من المستشفى ..وقد اشترى لي ابي فستان وردي يغلق من الخلف حتى يكون سهل البس واستطيع ان ادخل ذراعي وسرحت خاله هيله شعري ..بعد ان استحميت .. وصلنا الرياض ودخلت لبيتنا مظلم وهادئ كنت امشي لغرفتي ويتبعني ابي ويفتح خزانتي حتى اخذ ما احتاجه من ملابس وخزانه مبارك فـ امي ادخلها خالي فور وصلنا للمستشفى .. وطلب من ابي ان نجلس عنده حتى تلد امي ..وقبل ان يضعني ابي في بيت خالي مررت بيت عمي مبارك وسلمت على جدتي التي وبختني امام عمي مبارك الذي ايدها فيما تقول .. وعمي عزيز يحتضني , ولم اخرج قبل ان اعطي سارة ومناير موجزا عن الحادث ولم اذكر التفاصيل لاني لا اذكرها .. مرت يومين ولدت امي وجاءت بصبي وهذا مازاد حزني كنت كئيبة اجلس لوحدي لا احد احدثه او العب معه كنت اما انام او اتقمص دور امي في البحث في كتب مبارك ومساعده في حل واجباته اما مدرستي فلم اذهب لها لاني مريضه .وكذلك زياد الذي يرفض ان اشاركة اللعب بالالعاب الكترونية مايسمى بـ (كمبيوتر العائلة ) لا ادري من اطلق عليه هذة التسمية وكان له عدت الوان الرمادي وهناك الازرق ومنها الاحمر كان زياد يعشق ماريو الذي يلحق بالفطر اماالطائرات وكابتن ماجد كان عمر متخصصا فيها وماجد المصارعه وسلاحف النينجا وانا احب لعبة السيرك وذلك المهرج والاسد الذي يقفز داخل حلقات النار ويمشي على الحبل
دعتني خاله هيله للمطبخ لتبعدني عن زياد المدلل كانت تجلس مع ماجد في المطبخ وقت الظهيره جلست معهم اتابعها وهي تطبخ لم اتردد بان أسالها عن كل شي حتى تعبت من اسلتي لوح ماجد بالسكين قائلا (بقص لسانك .. صدعتي راسنا
ضحكت خاله هيله وقلت له (علشان بكرة تطبخ لك ..
قلت بكل برائه (والله مااطبخ له ..
قال بغيض(لو مابقى في دنيا حريم ما خذيت ذا الصعوه ..
ببلاهه اقصدها لابعد عني حرج تلميح خاله هيله (شـ الصعوه؟؟
(العصافير الرمادية اللي اصيدهم بالهوائية ..
بحماس طلبت منه (امانه مجود اذا رحت تصيدهم خذني معك .
(لو تموتين ماخذيتك شـ جاني من روحاتك معي ..تووووووووووبه
مغرور تمنيت ان اضربه بتلك الخزفيه التي تجمع الملاعق على راسه .. خرج يعرج وانا اغلي من الغيض ..انتبهت لصوتها الحنون (سارة من بكرة تبين تداومين خلاص ماعاد فيه كسل ..
حركت فمي على جنب واحد لم يعجبني حديثها فاكملت مبتسمه (و امك بتطلع اليوم من المستشفى ..
مر اكثر من شهر على الحادث و جبر كسر يدي وعادت حياتنا كما كانت ولكن ليست تماما ففي بيتنا صوت مزعج انه (عزيز) الصغير ..ومع عودت امي لمدرستها بعد أشهر كان في بيتنا خادمة أسيوية .. تساعد امي في ترتيب البيت وتعتني بعزيز في غيابها .. وفي يوم المني بطني في المدرسة منذ الحصة الاولى واتصلت المدرسة بامي في مدرستها وجات مع ابي ليأخذاني للبيت الذي عندما وصلنا وجدنا باب البيت مواربا و لااحد في البيت نادت امي الخادمه ولم ترد عليها .. ركضت امي تبحث عن عزيز دخلت غرفتنا فوجدت يلعب لوحده لم يصبه مكروه ضمته لصدرها وبكت ..اما ابي فكان وجه مسودا فتح غرفته فـ امي تحرص دائما على اغلاقها فلم يطمئن يوما قلبها لتلك الخادمة حتى انها لا تسمح لها ان تطبخ لنا..عاد ابي يحمل اوراقا في يده ..ويجلس عند باب البيت الداخلي ينتظر حضورها ..
بعد ساعتين دخلت فناء البيت ولم يتركها تتعدى عتبت الباب اخذها لمكان ما ..عندما سالت امي (يمه وين بياخذها ابوي
قالت لي كلمة واحده (لقريح ..
بعد هذه الحادثه عم البيت الهدوء حتى المغرب كنت اتصفح مجلة ماجد فانا مدمنه على حكايات شمسه ودانه وكنت اتمنى ان ارسل صورتي لصفحة الاصدقاء ..
احب مجله ماجد ومكي , فمجله ماجد التي تصدر اسبوعيا للاسف في الشهر لا احصل الا على عدد او عددين منها فكانت تفوتني اجزاء بعض القصص ..بسبب عدم وصول اعدادها مع موزع الجرائد والمجلات او نفاذ النسخ قبل ان احصل عليها من الدكان القريبه من البيت بعد خروجي من المدرسة ..كنت امرها كل سبت اسال عن العدد السابق ..فهو يوم تواجدها عند البائع مع انها تصدر كل اربعاء
عاد الم بطني اخر الليل واخذت مسكن ..ولكنه لم يهدئ بدات كل عظامي تولمني .. ويومها عرفت ماذا تقصد مناير بكبرت
لم تعد امي تذهب للمدرسة بعد ذلك اليوم واخذت اجازة طويلة استمرت لـ اشهر حتى انها انتهت السنه ودخلنا سنه جديده ولم تذهب اظنها فقدت الثقه في الخادمات ..واعتزلت التدريس وستجلس في البيت ..
في بداية تلك السنه كنت مع مجموعه من الفتيات نخرج سويا من المدرسة وبعد عدت اسابيع لاحظت بان احدهم يلحق بي عندما نفترق بعدما اتجاوز الدكان القريبة ..ولكني لا الفته له ابدا..واسرع في مشيتي ..وكعادتي كل سبت طلبت مجله ماجد من البائع(محمد في اليوم مجله ماجد ..
اشار لنسخه في ذلك الشاب (هزا واهد
-هذه واحده-
اعتذر الشاب النحيل مني ومد لي المجله وخرج .. اخذتها وخرجت ولم يلحق بي كعادته كان قلبي مقبوضا كل يوم عندما يمشي خلفي اظنه تعب من ملاحقتي دخلت البيت وقبلة امي وعزيز يمشي ويلحق بي اينما ذهبت علقت عبائتي وقبل ان اغير ملابسي بدات اتصفح المجله متشوقه لهذا العدد وبين الصفحات وجدت ورقه صغيره بيضاء فتحتها وجدت بها سطورا بينها اسمي اغلقتها بخوف ويدي ترتعش .. وقلبي يخفق بقوة في صدري ..