05-07-08, 04:58 PM | #1 | ||||
نجم روايتي
| رواية العطر - باتريك زوسكند رواية العطر صدرت رواية العطر فى أوروبا سنة 1985 و هى لكاتبها الالمانى باتريك زوسكند و منذ ذلك الحين ورغم الشهرة الواسعة للرواية إلا أن السينمائين وجدواصعوبة بالغة فى وضع تصور عن عمل سينمائى مقتبس عن هذه الرواية . و السبب لمن قرأ الرواية واضح جدا . إذ إنه يتمثل ليس فقط فى مستوايات الرواية العديدة ولا فى خلفيتها الفلسفية فحسب و إنما ببساطة فى صعوبة إيجاد معادل بصرى موضوعى لهذا الذخم الشديد من الروائح و العطور وتلك الموهبة الشمية الغير مسبوقة . ولكن و بعد عشرون عاما من صدور الرواية أقدم المخرج توم تويكر على هذه المغامرة و سنحاول هنا الاشارة إلى ما نجح فى تصويره لنا و ما اخفق فى إيجاد معادلات دلاليه له . لم يعرف الكاتب الالمانى المولود على حواف جبال الالب "باتريك زوسكند "على مستوى واسع إلا عندما ألف مسرحيته "عازف الكونترباس" التى ظهرت فى فصل واحد عن عازف متوحد مع الته الموسيقية فى مونو دراما إشكالية التوحد مع الذات و إختصارالعالم الى غرفة او مكان ضيق. و فقد الاتصال مع الاخر و التركيز المطلق على الوحدة الانسانية . ثم جاءت روايته " العطر " لتنال شهرة واسعة و يتم ترجمتهاإلى ما يزيد عن عشرين لغة و يباع منها 15 مليون نسخة . و قد قال عنها النقاد أنها بمثابة رد اوربى على زخم الواقعية السحرية القادم من امريكا اللاتينيه . والرواية ذات ابعاد فلسفية متعددة فى وصفها الانسان ككائن وحشى لا تقل وحشيته حتى لو تستر بالحضارة الى سعى الانسان الدائم للسيطرهعلى البشرو كأنه يريد أن يستعير سطوة الاله أو يصنعها , هذا كله على خلفية إجتماعية و سياسية يعبر فيها الكاتب عن رؤيته. الروايه على قدر بساطتها فى التناول فهى بالغة العمق و مخيفة فى بعض أجزائها وتجعلك تفذكر طويلا بعد الانتهاء من قرأتها . والثابت فى أغلب الروايات التى نالت شهرة عالميةهو احتوائها على كم معلوماتى و معرفى كبير وهذه ايضا سمة من سمات رواية العطر . فالكاتب هنا دخل بنا الى عالم العطور و الروائح و الى دهاليز مهنة العطارة حتى أنك تتسأل هل كان باتريك زوسكند عطارا فى يوم ما أم عازف كنترباس كما فى مسرحيته السابقه ولكن هكذا سمة الادباء الكبار. والروايه تدعو للتأمل فى مفرادات الحياه . فبطل الروايه جان باتست غرنوى الذى ولد بلا رائحة والذى تمحورت حياته حول محاولة إيجاد رائحة خاصة به يدعو للتأما فى ماهية الانسان الحقيقية وكيف أن جان باتست هذا شعر ان رائحة الانسان تمثل هويته بشكل من الاشكال . وان الولادة بلا رائحة هى ولادة بلا هوية . وكيف أنه فى رحلة البحث عن عن الهوية / الرائحة إعتدى على هويات وأجساد فقط ليسطو على ارواحهن أو بالاحرى روائحن حيث كانت كل ضحاياه من العذارى الجميلات والذى أعماه بحثه المضنى عن رائحة / هوية حتى عن جمالهن . ثم لم يعد جان باتست غرنوى قانعا برائحته / هويته التى صنعها لنفسه بل اصبح يتوق لتصنيع رائحة / هوية تجعله محبوبا بل معبودا مطلق القدرة والتأثير على البشر هؤلاء الذين انكروا عليه هويته فى السابق . وها هو يستطيع بهوية / رائحه القديسين و الملائكة أو الارباب التى صنعها لنفسه يجعل من ألد أعداءه عاشق له بل عبد من عبيده وها هو يهرب بعطره السحرى الذى ألفه من روائح العزراوات يحول قضية شنقه الى مسرحا من الحب . حبا لايعرف فوارق سنية ولا طبقية ولا عنصرية لكن جان لم يقنع بذلك فسار الى حتفه الى مكان مولده ليقنع أو لا يقنع فى هذه الحالة بأن يكون خبزا للجائعين . هل إنتحر جان باتست هل أطعم نفسه للفقراء هل أراد أن يرتوى من الحب فلم يروه غير أن يوزع جسده على الناس البسطاء . هل أراد أن ينهى حياته بنفس الوحشية التى عاش بها . ذلك القاتل المنذور للقتل بلاوعيه قبل وعيه . فهو أنهى حياة والدته بصرخة حنجرة لترسل الى المشنقة فور اكتشاف الناس لوجوده وعندما ترك مدام "جايارا" قتلت بعدها بدقائق كما مات الدباغ "غريمال" عندما رحل عنه جون باتست وهكذا حدث مع العطار "بالدينى" عندما سافر جان الى جراس فالموت نذيرك يا باتست أينما حللت. وفى النهاية ربما تحتاج رواية العطر الى دراسة تفصيلية أكثر عمقا لنتمكن من الآمساك بكل جوانبها . ولكن ما قصدناه فى هذه المراجعة السريعة للروايه ذاتها هو تصوير كيف أن الرواية صعبة للغاية فى محاولة تحويلها إلى عمل سينمائى . :qatarw_com_52228917 رابط التحميل التعديل الأخير تم بواسطة Dalyia ; 01-05-12 الساعة 02:21 AM سبب آخر: تجديد الروابط _ بتاريخ 1-5-2012 | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحب مفتاح السعادة / قصة أتمنى منكم قراءتها سعودية روعة لكاتبها (Mr.lonely) | صمـــــ الليل ـــــت | قسم ارشيف الروايات المنقولة | 232 | 04-11-17 01:04 AM |
مؤلفات الكاتب باتريك زوسكيند | * فوفو * | المؤلفات العالمية الكاملة | 14 | 04-09-14 12:07 PM |