452 - الوصية - ربيكا ونترز ( كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة/ كـــاملة )*

[بنوته عراقيه]

يعطيك العافيه غاليتي ....
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[nekita]

[rainbow]merci raw3a plz kamplpha [/rainbow]

[jus6me010]

روايه روعه
يسلموووو الانامل
فراشات روايتي

[جوليستان]

الفصل الخامس

خطة مذهلة

بعد ذهابه ، أدركن غرير ان عليها أن تقدم توضيحا فقالت :
- ما رأيتموه لم يكن نتيجة أهانتى له ، وبدلا من أن أقاومه ، رأيت أنه ربما من الحكمة أن أدعه يخرج مشاعره"
دهشت وهى ترى شقيقتيها تغلقان الباب ثم تضعان اصبعيهما على شفاههما ، وتطلبان منها الصمت .... فسألتهما :
- " ماذا حدث ؟ "
أجابت بايبر هسا :
- أصغى الى ، لقد فقدت قلاداتنا .. أفتقدناها ونحن نخرج أمتعتنا من الحقيبة اذا فتحت علبة أدوات التجميل لآحضر الكريم الواقى من الشمس فلم أر القلادة .. طلبت من أوليفيا أن تفتش فى حقيبتها فلربما أخطأت ووضعتها فيها ، لكنها وجدت أن قلادتها أختفت هى أيضا "
وقالت أوليفيا :
- حقائبنا لم تغب عن انظارنا منذ الصباح ، وهذا يعنى أن البحارة لصوص المجوهرات اذ أعتقدوا انهم سرقوا ثروة صغيرة ، هل ما زالت القلادة معك ؟؟
هل مازالت قلادتها معها ؟؟ اندفعت غرير راكضة الى الحمام حيث وضع البحار حقيبة زينتها ، ففتحتها فوجدت الكيس الذى يحتويها ، والقلادة بداخله .
قالت بصوت مرتجف :
- مازالت قلادتى معى ، لعله كان ينوى أخذها عندما فاجأته أنا مصادفة.
حدقت الفتيات الثلاث فى بعضهن البعض قبل أن تقول أوليفيا لغرير :
- ظنناك تبالغين باحساسك بالخطر ، لكننا ندرك الان انك كنت محقة .
وحملقت بايبر فيها :
- أما بالنسبة للغريب الذى عرفتيه الليلة الماضية والذى ظهر اليوم مدعيا أنه نائب القبطان وأكتشافنا له وهو يعانقك ، فيبدو جليا أن شئ غير عادى يحدث هنا حتى لو كنت منجذبه اليه بشكل لا شفاء منه .
"" منجذبة بشكل لا شفاء منه ؟ "" هذا ما تشعر به حقا . وتملكتها رجفة :
-أدركت أن هذا لا يمكن أن يكون مصادفه .. أتذكران ما أخبرتكما به عن مدى أنجذابه الى القلادة ؟
- نعم ، لو أراد أن يغويك وحسب ، لتمكن من ذلك الليلة الماضية ....
فقالت غرير :
- " شكرا لهذه الثقة بى يا أوليفيا "
- لكننا رأيناك بين ذراعيه ، ولم تبد منك أى مقاومة .. لا أحد يلومك .. يا الهى ، أنه يبدو رائعا للغاية ، وواضح أنه منجذب اليك أيضا ، لكنه دخل الى مسرح الاحداث بقوة وسرعة أكثر مما ينبغى . أما بالنسبة للقبطان ، فأنت على حق بشأنه .. أنه .... أنه ....
فتأوهت غرير :
- أعلم ما تحاولين قوله ، فلنواجه الامر ، السنيور " مورتى " خطط لعملية هامة هنا ، قد تكون قانونية لكنه يحصل على أجر كبير حتى تقوم مغفلات مثلنا باستئجار مركبه وهن ينتحلن صفة أشخاص أخرين ، ليس علينا أن نلوم سوى أنفسنا لخسارتنا هذه ... لو عرف الوالدان ... "
نظرت أوليفيا الى ساعتها :
- لا يمكننا أن نفكر فى ذلك الان . قال نائب القبطان خمس دقائق . فاذا لم نصل الى السطح بعد حوالى نصف دقيقة ، فسيتخذ من ذلك عذرا للبحث عنا . أرى أن نسرع فى الصعود ونحن ندعى أن ما من خطب لنتحدث عما ينبغى أن نفعله لاحقا .
وهرعن مسرعات الى الصالون الاخر ليحضرن سترات النجاة ، ثم صعدن الى شمس العصر التى تشتهر بها الريفيرا.
نفخ النسيم العليل فى الاشرعة التى رسمت عليها صور حمائم ، فدفع المركب بعيدا عن الشاطئ الرائع .
- سيداتى ؟
كلما سمعت غرير صوت نائب القبطان ، سار فى جسدها تيار كهربائى ألهب جهازها العصبى ، لكنها هذه المرة ، كانت منتبهة له وللقبطان بعد ان وجدتهما فى قمرة القيادة يتحدثان .يتأمران ..
هذان الاثنان يخططان لشئ ما . وتساءلت كم من النساء الثريات وقعت على مدى السنين فى شرك وسامة وجاذبية هذين الرجلين . فلم يعدن قط الى حالتهن الطبيعية أو يستعدن مجوهراتهن.
لم يخترع العلم بعد لقاحا للانثى ضد مثل هذا النوع من الذكور وأفضل ما يمكن فعله هو أن تهرب المرأة للنجاه بنفسها من دون أن تنظر خلفها !
هذا بالضبط ما قررت هى واختيها القيام به اللية ، بعد رسو المركب . وحتى ذلك الحين ، عليهن ان يلتصقن ببعضهن البعض ، ويتحايلن للخروج من هذه اللعبة . وليس أمام غرير سوى الصلاة ليسلمهن الله من هذه المغامرة المشؤومة .
عندما اقترب حظها التعيس ، واجهتها تلك الابتسامة المهلكة لتقنعها بانه يقرأ أفكارها . تجنبت النظر اليه وهو يتفحص سترتى النجاة لشقيقتيها .... وبعد أن أعطاهن بعض النصائح ، بدء بتدريبهن
بدا وكأن المركب وكل ما يتعلق به جزء منه ماجعلها تعترف بسخرية بأن هذا أمر يطمئن ويزيل الشكوك . وبعد ثلث ساعة عرفن كيفية أرشاد السفن ، وأستخدام جهاز الاشارات الضوئية ، واستخدام جهاز أطلاق النار ، والتجديف ، واستعمال خريطة البحر و البوصلة .
- هل تعرفان السباحة كشقيقتكما .
أومأتا بايجاب
-ومع ذلك يجب أن تفعلن تماما ما أقوله عندما تستحدمن أى من الاجهزة البحرية على الكل أن يكون مستعدا للطوارئ ، وأن يطعن الاوامر حرفيا ، هل لديكن سؤال ؟
كان لدى غرير سؤال :
- لم تبحر فى الاتجاه المعاكس لمونتروسو حيث سنرسو هذه الليلة ؟
كانت قد خططت لهذا الجزء من سير الرحلة بنفسها . كان لمونتروسو أجمل شاطئ فى المنطقة .
اذا كانت هذه أخر لياليهن فى ايطاليا ، فعليهن على الاقل ، أن يخبرن أصدقاءهن أنهن سيبحرن مرة أخرى فى مياه البحر الابيض المتوسط .
نظر اليها بعينيه السوداوين الحادتين
- أنت ذكية للغاية اذ تنبهت لهذا التحول البسيط فى أتجاه المركب "
- هل تسمى الاتجاه الى الشرق تحولا بسيطا يا سنيور ؟
تشبثت ابتسامته الساحرة بقلبها وهو يقول :
-ألم يخبرك القبطان أننا سنتوقف فى مرفأ مدينة ليريسى ؟
- لقد ذكر ذلك ، ما المهم فى هذا ؟
- قصر من القرن السادس ساحر للغاية ، يمكنكن ، أنت وشقيقتاك ، أن تجلن فيه كما تشأن .
يا لها من كذبه خطط لها هو والقبطان ! يبدو أنهما أستخدماها للتغرير بالنساء الثريات على مدى سنوات ، يأخذن قسما من المجهورات فى ليريسى ، ثم يدعيان البراءة لاحقا عندما يكتشفن أن القلادات مفقودة .
أثبت المركب أنه رائع فعلا ، اغواء فى عرض البحر . أسيرات عاجزات عن مقاومة جاذبية رجولتهم الاخاذة .
كان بامكان غرير أن تقرأ ما يدور فى ذهن نائب القبطان لانه بشفافية نقاب العروس .
أنه يظن نفسه بجاذبية " فالنتينو " لكنه مخطئ تماما ، رغم أنه صدمها بعناقه الذى كشف مشاعرها ..... هذه المشاعر التى لم تكن تعلم أنها تملكها ، الا أن هذا لا يعنى أنها تريد أن يتكرر الامر .

[جوليستان]

قالت متحدية :
- منذ متى يأخذ القبطان أوامره من نائبه ؟ ما دمت تتقاضى راتبا فليس لوظيفتك علاقة بمسار الرحلة الذى وضعناه منذ أسابيع .
بسط يديه على الطريقة الايطالية وهو يقول :
- أنه مجرد أقتراح ، يا سنيوريتا "
وأنا دوقة كينغستون !
- لو أردنا أن نذهب فى جوله غير عادية ، لانطلقنا من " ترانسلفانيا " !
خفض رأسه وقال :
- كان أمرا حكيما منك ألا تسافرى الى هناك ، حتى أنا ، الذى ليس فى عروقى دماء مصاصى الدماء ، أجد صعوبه بالغة فى أن أقاومك "
كلامه هذا جعل قلبها يخفق بعنف ، لكنها بذلت جهدها كيلا يصدر عنها أى رد فعل .
وما لبثت غريزة حفظ الذات أن تحركت فيها ، فرفعت ذقنها :
-يمكنك أن تخبر القبطان بأننا غير مهتمات بذلك . أذا لم يعد لديك ما تقوله الان ، فسنبقى فى غرفتنا حتى يقدم العشاء .
خرجت متوجهة الى السلم ، شاعرة بعينيه الملتهبتين تخترقان ظهرها . ناداها بشكل غير متوقع :
- انه جاهز الان .
تبعتها أختاها الى غرفة الجلوس :
- فلناكل كى لا يشتبها بشئ . وبعد ذلك نقرر ما نفعله .
ودخلن الى الصالون فتملكتهن الحيرة وهن يرين التغير الذى طرأ على المكان . لقد جهزت المائدة المغطاه بغطاءمخرم ، لثلاثة أشخاص ولاحظت غرير الكؤوس البلورية الفاخرة والاطباق الصينية الثمينة ، وباقة الازهار الحمراء والصفراء والوردية التى تتوسط المائدة . كما سال لعابها لرائحة الاطباق المتنوعة .
فتح الباب المؤدى الى مطبخ المركب ودخل رجل قوى العضلات يرتدى سروالا من الجينز وكنزة رمادية مثنية الكمين الى ما فوق الكوعين . كان يتكئ على عصاه . وعندما رفع رأسه ذا الشعر القصير الاسود ، رأت غرير وجها بسمرة بشرة أبناء منطقة البحر الابيض المتوسط . كانت جاذبيته السمراء كفيلة بأن تجعل أى امراة تفقد أتزانها ! لا أحد يعرف مثل ذلك الشعور مثلها هى .
لو لم يكن يتكئ على عصاه بهذا الشكل لبدا بمثل طول الرجلين الاخرين على المركب .
قال بالفرنسية :
- مساء الخير يا أنساتى .
وبعد أن نظر الى غرير وبايبر مقيما ، حول بصره الى أوليفيا .
لم يبد عليه أنه سيعتذر لتفحصه لها . تأمله الواضح لوجهها وجسمها كان كفيلا بجلب أحمرار الخجل الى وجوه اكثر النساء وقاحة . وتملك غرير الاعجاب بقدرة اختها على التحكم بنفسها .
- لابد انك من أطلق عليه أسم شجرة الزيتون ؟
فقالت بهدوء :
- من أخبرك بذلك كان مضللا هو نفسه "
أحست بان من يتحلى بمثل هذه الرجوله القوية لا يمكن أن يعمل طاهيا على هذا المركب أو لدا الاسرة الملكية . لو كان أحد هؤلاء البحارة بحارا حقيقيا فغرير وأختاها لا يفقهن شيئا .
لوى شفتيه بابتسامه ماكرة :
- انا لا أخطئ ابدا ، يا أنسة .
فقالت ساخرة :
- حسنا ، اذا لم تحتج الى عكاز منذ الولادة ، فهذا يعنى أنك أخطأت فى حركة واحدة على الاقل فى حياتك .
أظلم وجهه الوسيم ، وبدت فى عينيه خطرة بعد أن أصابت أوليفيا منه وترا حساسا .
بدا واضحا أن الضرر ابع من ساقه .
وقالت له غرير بفرنسيتها السيئة :
- " مسيو لوك " اليس كذلك ؟ أسفة لهذا الخطأ غير المقصود من ناحيتنا . نسيت أن أخبر السنيور " مورتى " أن لدينا حساسية على السمك .
وقالت بايبر :
- من المحزن أن هذا العشاء الرائع الذى تعبت فى طهيه رغم سوء حالة ساقك ، سيذهب سدى . والتفتت اوليفيا اليه وهن خارجات من الصالون :
- ماذاقالت مارى أنطوانيت ذات مرة ؟ " اذا لم يستطيع المسافرون أن يأكلوا السمك فليأكله البحارة .
- هذا عظيم يا أوليفيا !
تابعن السير بوقار بالغ الى غرفة جلوسهن . وعندما أقفلن الباب خلفهن ، التفتت غرير الى شقيقتيها . وهذه المرة هى التى وضعت أصبعا على شفتيها لتهمس قائلة :
- لقد وقعن فى مصيدة .
فهمست بايبر ثائرة :
- أخبرينى عن ذلك ؟
وقطبت أوليفيا حاجبيها بغضب :
- كل هذا بدأ منذ أحتجزتنا الشرطى فى مطار " جنوى " لمدة ثلاث ساعات من أجل أمر أنتهى الاستفسار عنه بعد دقيقة واحدة ، ولم نكن نعرف عنه شيئا ؟
- عندما قابلت أنا مساعد القبطان فى " سبلينديرو " لم يكن هذا مصادفه . وعندما أرسل نادلا ليحضر لى العباءة أطاعة على الفور . وكيف حدث هذا ؟ ولم ؟ أفرغ حقيبة ملابسى ؟ لم ندفع مبلغا طائلا من المال يجعلنا نستحق خدمة خاصة . أظن أن بحارتنا لديهم صديق فى الشرطة .
فصرخت بايبر :
- طبعا . عليك دوما أن تحسبى حساب رجل من قانون فاسد ولعل السنيور " موريتى " مشترك معهم فى هذا ، سرقة السياح الاغنياء طريقة عظيمة للحصول على دخل خاص .
قالت أوليفيا :
- تماما . وعندما قلنا له أنى دوقة كينغستون تريد السرية أنذر الاخرين الذين أخبروا ضابط الامن المغرور ذاك بان يفتشن عند وصولنا المطار .
فأومأت بايبر :
-منذ اللحظة التى رأنا فيها نضع قلادات الدوقة ، أبلغ عصابته ، تصوروا أنه مازال لدينا أكثر من ذلك بكثير ، ثم تدافعوا لتجهيز المركب .
وقالت أوليفيا بهياج :
- الطاهى الذى يشبهه يطهى للاسرة الملكية ، لا أصدق ذلك ولو للحظة .....
فتأوهت غرير :
- كلما تذكرت أننى طلبت منك أن تسأليهم عما أذا كان بأمكاننا أن نستقل المركب وحدنا أذا ما دفعنا الف دولار للواحد .........."
وهزت أوليفيا رأسها :
- لابد أنهم فركوا أيديهم مبتهجين "
وأعلنت بايبر :
- حسنا ، لن يفلتوا منا بما أخذوه ، عندما نصل الى جنوى سنذهب الى القنصلية الاميريكية على الفور ونخبهم بما حدث "
وكانت غرير تنظر الى الخارج فسألتها :
- أتعنين " اذا " وصلنا الى جنوى . أنظرن يا بنات ، ما زال المركب يتجه بنا شرقا وليس غربا "
- لم لا يدهشنا هذا ؟
أخذت الفتيات الثلاث يحدقن فى بعضهن البعض قبل أن تقول أوليفيا :
- نسبح حالما نصبح قريبات بما يكفى من الارض اليابسة أو من أقرب مركب يمر بنا "
أتسعت عينا بايبر :
- هل بامكاننا ذلك ؟
- طبعا ما من تيارات هنا بقوة تلك التى فى " هدسن " أذا لبسنا ثيابا عادية بدلا من ملابس السباحة عندما نصعد الى سطح المركب ، فلن يشتبهوا فى شئ خصوصا أذا لم نخلع أخذيتنا الخفيفة .
فقالت غرير :
- فكرة جيدة وعلينا أن نبقى معا ، لذا ، يبدو أنى سأحتاج لملابس من حقائبكما "
- هذا حسن ، وماذا عن جوازات السفر والتذاكر ؟
وكانت غرير تفكر فى ذلك فردت :
دعيها ، سنضع المال الذى أحضرناه معنا فى بطانة صداراتنا ، وعندما نصل الى الشاطئ سنخبر الشرطة بما حدث فنقبض على الخاطفين ونستعيد حقائبنا ، لكن فى حال حدوث خطب ما ، ولم نسترجع أمتعتنا وقلادتيتا ، فأدس قلادتى فى صدرى ليبقى لدينا أثر واحد على الاقل من أرثنا للاجيال القادمة "
- هذا تفكير جيد ، يا غرير .
وسارت أوليفيا الى السلة :
- من الافضل أن نتأكل مزيد من الفاكهة والشيكولا لكى نحصل على مخزون من الطاقة ، فسنحتاج اليها "
بعد ثلث ساعة كن قد شبعن ، ولبسن ملابسهن ثم وضعن خطتهن .
همست غرير :
هل كل منكما جاهزة مع سترة النجاة ؟
سيحملن سترات النجاة الى السطح فيبدون وكانهن يتبعن القوانين .
وأومات شقيقتاها
- فلنذهب اذن ..... تصرفا بهدوء ..
وكان البحر هادئا وأزرق والنسيم كافيا لنفخ الاشرعة بحيث سار المركب من دون عون المحركات ... كان الوضع رائعا للهروب .
عندما يقفزون من فوق السطح ، سيطر البحارة لان يديروا المحركات لكى يقبضوا عليهن ، وقررت الفتيات أن يتمسكن بتلك الفرصة فيسبحن الى حيث لا يمكن الوصول اليهن .

[جوليستان]

وجدوا الثلاثة الذين يأسروهن على سطح المركب ، كان مساعد القبطان واقفا بجانب الرجل المسمى لوك الذى راح يتسكع حاملا عصاه ، لاشك أنهما كانا يتحدثان الى القبطان ، مستمتعين بالتفكير فى الليلة القادمة .
أدارت غرير رأسها فى الاتجاه الاخر بابتسامة متكلفة مفكرة ..... أستمتعوا كما تشاؤون فهذا لم ينفعكم
أتبعت مع بايبر خطة أوليفيا ، فسارتا الى مقدمة المركب ، وابتهجت وهى ترى المركب يتجه نحو رأس بحرى ، ربع ساعة أخرى فى هذا الاتجاه وستتمكن الفتيات من السباحة لبقية المسافة .
استعملن سترات النجاه وسائد تحت رؤوسهن ، ثم تمددن يستمتعن بأشعة الشمس التى ما زالت دافئة رغم أن الوقت تجاوز السابعة .
ما ان اغمضت غرير عينيها حتى شعرت بسمكة القرش قربها ، سمكة قرش استطاعت ان تجلس القرفصاء بقربها تفوح منها رائحة الصابون .
- من المؤسف أنكن لم تمكثن فى غرفة الطعام لتستمتعن بلحم العجل الذى أعده لوك .
تنفست بعمق وتمتمت من دون أن تفتح عينيها :
- لا نستطيع ان ناكل سمكا ، ولم نكن نعلم انه طهى شيئا أخر .. انا وائقة من ان ذلك الطعام أعجبكم .
- طهيه ممتاز دوما . وأنتن خيبتن أمله بعدم تذوقه ، انه سريع التاثر حاليا
أى هراء ينطق به القبطان الان وسألته :
- " لمــاذا ؟ "
- لقد تعرض لحادث أصطدام فظيع ، وهو محظوظ جدا لانه لم يفقد ساقه ، ورغم المه أعد لكن طعاما رائعا ، أقل ما عليك أن تفعليه الليلة قبل الذهاب الى النوم هو أن تطلبى من أحدى شقيقتيك ان تذهب اليه لتشكره "
أتراه يعنى أن تذهب بايبر أو أوليفيا الى الطاهى لتمنحه السلوان ؟ يا الهى !!
لا شك أن هذا ما يعنيه هذا الرجل ، يا له من قارب يملكه مجموعة من الحمقى .
- أتقول انه أحد أولئك الطهاة الذين يتأثرون بسرعة عندما يظنون أنهم تعرضوا للاستخفاف والسخرية ؟
- هذا انتقاء سئ للكلمات ، يا غرير ... أنت وشقيقتاك جرحتن شعوره بتعليقاتكن ، أتريدين أن تحملى ضميرك هذا أيضا ؟
- أيضا .. ؟
- نعم ... ما أجمل شفتيك ! ولكنك تطعنيننى دوما فى قلبى بلسان أشبه بسيف مسموم .
لا تعرف غرير أتبكى أم تضحك . فهو تارة يخيفها برجولته المتسلطة ، وتارة يظهر بشكل ساحر لا يقاوم فتكاد تذوب .....
انها لا تستطيع أن تجاريه .... ربما كانت لتغفر له أى شئ لو لم تعرف أنه لص .
- أذا كان هذا كل ما حئت لتخبرنى به فأفضل أن أخذ حمام الشمس بمفردى .
- لسنا وحدنا يا غرير ، وجسمك لا يتعرض الا للقليل من أشعة الشمس لارتدائك كل هذه الملابس ، اننى لحسن الحظ ، ما زلت أتذكر ليلة امس حين رأيت جمال ونعومة بشرتك التى تجعلك الحكمة تغطيتها .. ذكرياتى تلك ستبقى النار مشتعلة حتى الغد .
سرت رجفه لا ارادية فى جسمها !
- .... الغد ... ؟؟
- الكهف السرى الازرقالذى حدثتك عنه هو خارج سان ريمو " بالضبط . المحطة التالية على خط رحلتك .
- لكنك لا تتبع خط رحلتنا ؟؟
ونظرت اليه لترى رد فعله ، وفى جزء من الثانية ظنت أنها وجدت الرغبة البدائية فى عينيه قبل أن ينسدل جفناه كستار على نافذة .
- الى أن ينتهى الاحتفال بتسليم " الجائزة الكبرى " ستجدين صعوبه فى تجنب الزحام ، فى الواقع مع وجود كل هؤلاء السياح ، تستحيل رؤية الريفيرا دى ليفانتى ، وما دمتى معجبة ب "دزماس " فربما تودين أن ترى الليلة مسكن نابليون دى بونابرت عندما نفى الى جزيرة " البا "
ألبا ...... مجرد مجرد لفظ هذه الكلمة أعاد الى ذهنها عهدا غابرا من التاريخ وسحرا قرأت عنه فقط فى الكتب .
أتراه يرجو أن يجعلها ذكر نابليون تفشى مزيدا من المعلومات عن أرثها الملوكى الايطالى فيتمكن من معرفة ما اذا كان لديها مزيد من المجوهرات ليسرقها ؟
- اذا شئت ، سنغطس قرب " ايسولا بيانوزا " فى الصباح . فى قاع البحر حديقة لا يستطيع أحد أن يدخلها من دون رخصة مسبقة ، فى رأيئ أنه أجمل مناظر العالم الموجودة تحت الماء .
أى منظر تحت الماء يتحدث عنه هذا ؟
لو لم يكن محتالا لاستطاع أن يقنعها ، بالقيام بأى شئ ....
وتابع يقول ....:
- بعد أن تستمتعن بوجبة الطعام ، سنتوقف عند " جزيرة مونت كريستو " ونبحث عن كنوز مدفونة ، من يعلم ما قد نجده ؟؟
تكلم بطريقته المطاطية المغرية التى لا تعنى سوى أمرا واحدا لسارق مثله ، وسرت فى جسدها رجفة .
- أعلم جيدا ما سنجده ، يا سنيور خضرت حضرت فروضى جيدا قبل أن نأتى الى ايطاليا ، مجرد أكوام من الصخور المعزولة التى لا رغبة لدى فى رؤيتها ، أفضل أن أرى الناس فى " مونتروسو "
فقال بهدوء :
- الناس الفرحون الذين لا يعلمون أنهم موجودون على أرض معركة بين أسرة رومانية والغزاة من " بيزا "ولكن ، اذا كان هذا ما تريدينه "
قالت وهى تنقلب على جانبيها لتوليه ظهرها :
- نعم ، هو كذلك .
لم تصدق غرير حين شعرت بأنامله على رقبتها ، ابتلعت ريقها ولم تنظر اليه .
اذا أستمرت فى مقاومته ، فقد يحاول هو أو عصابته من اللصوص الاقوياء ، أن يأخذوهم من المركب بالقوة الى القصر حيث يحتجزونهن فى غرفة مقفلة ويهربون بما غنموه .
لن يكون فى ذلك دواء لرجولتهم المجروحة ، بل سيرى فكرتهم عن العدالة نحو الامريكيات المغرورات اللاتى عاملتهم بذلك الشكل السئ .
لدى خبر يا ماكس ، أو مهما كان أسمك الحقيقى ، هو أنك لم تر شيئا بعد !!
ورفعت رأسها بعد دقيقة فاشابكت نظراتها بنظرات شقيقتيها ، قرأت فى التعبير الذى بدا على ملامحهما أن مدينة ليرسى قريبة بما يكفى للوصول اليها ، وعندما توجه ماكس نحو ابنى عمتيه ، حان الوقت لتنفيذ خطتهن ن ورفعت أوليفيا أبهامها كاشارة .
فهمست بايبر :
-الكل للفرد والفرد للكل ..
وبقفزة هائلة الى المياه الزرقاء الدافئة ، أخذت فى شق الامواج الخفيفة نحو الشاطئ .
دخل ماكس قمرة القبطان عابسا ، فنظر نيك اليه متسائلا :
- ما الذى حدث ؟؟
فأجاب ماكس بكأبة :
- أتصل بشرطة الميناء وأخبرهم بأن ينتظروا مركبا للنزهة فى المرسى ، ما دام كل ما قلته أو فعلته لم يجعل غرير تضعف الى حد يجعلها تفصح عن المعلومات ، فلعل التهديد بالقانون سيخيفها ، أريد أن أعلم كيف حصلن على القلادات "
كان نيك قد بدأ بالاتصال عندما التفت ماكس الى لوك :
- انتبه جيدا الى حمولتنا الثمينة ويثما أنزل اللى الاسفل لأبحث عن قلادة غرير .. لست واثقا من أن ضيفاتنا الداهيات ، أذا تركن من دون رقابة ، لن يختطفن القارب الخفيف ويهربن على متنه "
فقال لـــوك عابــسا :
- أتظنهن سيذهبن الى ذلك الحد ليعدن الى منتيروسو ؟؟
فكر ماكس لحظة ثم قال :
- والى أبعد من ذلك ، هل رأيت قط أمراة باردة كالحجر وبالة الرزانة تضع قلادة الدوقة ثم تقفز الى بحيرة " سبلينديرو " بكامل ملابسها ؟؟
فشخر لوك وقال :
- فهمت !!!
بعد أقدام غرير على كشف مشاعرها بين زراعيه منذ فترة قصيرة ، أفترض ماكس أنه جعلها تستسلم ، لكن يبدو أنه أخطأ فتلك المرأة المغرية ذات العينين البنفسجيتين ممثلة بارعة "
وتصاعدت المشاعر السلبية فى نفسه نحوها لتمثيلها ذاك ، لن ينسى فعلتها أبدا ..... وترك قمرة القيادة فحانت منه التفافة الى مقدمة المركب واذا به يجمد مكانه ، كل ما رأه هو ثلاث سترات نجاة ملقاة حيث تركنتهن النساء بالضبط .
رأى ماك ما رأه ماكس فتحرك بأسرع ما يمكنه وقال :
-مازال القارب الخفيف فى مكانه ، ربما نزلن الى غرفتهن لغرض ما ، سأرى بنفسى ..
لعل لوك على صواب سبق وعرف أن التوائم الغامضات يتصرفن فى حياتهن بقواعد مختلفة كليا وحدثته غريزته بوجود خطب ما ، فعاد الى قمرة القيادة حيث كان نيك يتحدث هاتفيا ، فأخذ المنظار وعاد الى الخارج ووضعه على عينيه .
على بعد ثلث المسافة بين المركب والشاطئ رأى ثلاثة رؤوس شقراء تعلو وتهبط فى المياه ، كن يسبحن بمهارة ، وتملكته دهشة بالغة ازاء هذا المشهد .
عاد الى قمرة القيادة :
- لقد قفزت ضيفاتنا عن سطح المركب الى البحر من دون سترات النجاة "
- يا الهى العظيم !!
- قلقك عليهن لا داعى له ، انهن يسبحن كالسمك وسيصلن الى الشاطئ فى وقت قصير ، أخبر الشرطة أن يخرجوهن بشرعة الى الشاطئ .
وبعد دقيقة ، جاء لوك حاملا بيده ثلاث جوازات سفر ونذاكر سفر :
- أنت على صواب ، يا ماكس ما كان لى أن أستخف بشأنهن ابدا . أنظر الى هذه .
وفتح حقيبة مجوهرات غرير التى كانت خالية ، وعندها نزل الالهام على ماكس ، فتوترت شفتاه غضبا :
- لا أحد يترك جواز سفره خلفه الا اذا كان يعرف شخصا عالى المقام فى السلك الديبلوماسى ليساعده .
التقت عينا نيك بعينيه :
- لابد أن ذاك هو لص مجوهراتنا ، شخص يتعامل مع أسرتنا كصديق ولديه مفوضا فى الشرطة أو أثنين "
- أتعنى فاوستو غالى ؟؟
- ولماذا لا ؟ فهو من أتصل بك الى لندن ليخبرك بأن ثلاث نساء أوقفن فى المطار لأنهن يضعن قلادات مماثلة .
- أنه طعم لا يقاوم ..
وتنفس ماكس بعمق ، فيما قال نيك :
- كان هذا هدفهن طبعا ، وقد خططن له منذ أجرين الحجز مع " فابيو "
- أنت على صواب . وهربهن من المركب لم يكن حادثا عرضيا ، فهن سابحات ممتازات ... ليس لدى شك فى أنهن غادرن المركب للاجتماع بشخص ما فى " مونتروسو " لتسليمه القلادة .
- شخص ما مرسل من غالى .
وأومأ لوك :
- هذا مفهوم تماما . لص المجوهرات يحتفظ بالقلادة الاصلية قيما تلبس أثنتان القلادتين الزائفتين ليختلط الامر على الكل ، ثم يدفعك فى أثرهن فى النهاية وتضعهن وراء القضبان . الكل سعيدا ظنا منه أن الامر أنتهى ، أنت تستعيد قلادتك ، والسنيور غالى يجد وسيلة يخفض بها الحكم على الامريكيات لحسن السلوك ، وفى الوقت نفسه ..."
- وفى الوقت نفسه يحتفظ المجرم الحقيقى بما سرقه من مجوهرات الاسرة ، ويصبح حرا فى متابعة سرقة المجوهرات من دون أن يثير الشكوك .
- كلامك منطقى .
- لوك ، ساعدونى على خفض الاشرعة بينما يدير نيك المحركات ، فى طريقنا الى الميناء سأتصل بالسنيور غالى وأخبره بأن السرقة تمت فى كولورنو ما يعنى أن المسالة تحت سلطته .
فقال نيك : " لن يعجبه هذا "
- لكته لا يستطيع عمل شيئا حيال هذا الامر ، خصوصا عندما أخبره أننى أعطيت تعليمات لمسئول الشرطة كى ينقل النساء الامريكيات من مركب الشرطة الى السجن فى كولورنو .
- من الافضل أن تطلب من المسئول فى الشرطة أن يفرق بين التوائم الثلاث ، فلا يستطعن أن يخططن للهرب مرة أخرى ، أن تفكيرهن متشابه وهذا يجعلهن خطرات بشكل خاص .
- سأسبقك يا لوك .
لمعت عينا ماكس وهو يحدق فى أبنى عمتيه :
- دوقات كينغستون يتذوقن طعم السجن الايطالى ، سيمنحهن هذا ثقافة هن بحاجة اليها ، بعدئذ نتعامل معهن فى الوقت والطريقة المناسبتين لنا .... مفهوم ؟؟
وتلا ذلك قهقهات عميقة هادئة .. وعاد يقول بلهجة مطاطة :
- عاجلا أم أجلا ، سأقدم لهن صفقة سيوافقن عليها .. سنتمكن من سحب دعوة السرقة بحجة انهن صديقات لأسرتنا فينتهى الأمر "

نهاية الفصل الخامس ارجو ان تستمتعوا بالقراءة

[بنوته عراقيه]

يعطيك العافيه ياقلبي ...

[سجينه الذكريات]

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaax

[SOLA]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[جوليستان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته عراقيه

يعطيك العافيه ياقلبي ...

تسلمى يا حبيبة قلبى