|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-02-11, 01:12 AM | #1 | |||||||||||||
نجم روايتي
| 361 - جزيرة الذهب - روايات أحلامى (كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة*)
التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-12-17 الساعة 03:15 PM | |||||||||||||
09-02-11, 01:15 AM | #2 | |||||||||||||
نجم روايتي
|
التعديل الأخير تم بواسطة taman ; 09-02-11 الساعة 01:34 AM | |||||||||||||
14-02-11, 09:24 PM | #10 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة
| الفصل الثانى العاصفة ثارت العاصفة بعد ساعة ...ولم تلاحظ باتريسياكثيراً كيف وصلت تلك العاصفة ...فقد كانت الغيوم المشحونة تتجمع فوق الغابة ، ولمعان البرق كان يتبعه انفجار رهيب دوت منه ارجاء الغابة ، ولكنها أملت كالأطفال أن يصلو الى حيث وجهتهم قبل أن تضرب العاصفة بكل قواها . وواجهوا كذلك مشاكل أخرى . فهذه العاصفة ، كما هو واضح ،الأخيرة بين سلسلة من العواصف فى الأيام الأخيرة مما جعل النهر يتصاعد . وكان على المركب أن يدافع بقوة ضد تيار قوى مندفع إضافة إلى تجنب أغصان الشجر والصخور الخطرة التى كان يجرفها معه وتساءلت باتريسيا باستسلام للقضاء والقدر. ما إذا كانت هذه ستكون النهاية ... فوق نهر إستوائى مجنون ..بين غرباء ... لتبقى عائلتها ، وإلى الأبد، تتساءل ماحدث لها . والتصقت ملابسها بجسدها . وأحست بخدر فى أعصابها ، ولكنها لم تستطع ما إذا كان هذا بسبب البرد أنم الخوف ... وربما كان بسسب الأثنين معاً. وفى لحظات اليأس هذه ، استدارت مقدمة المركب نحو ضفة النهر ، ورفرفت باتريسيا بعينيها عبر رموشها المبتلة ، لترى منصة رسو ، يبدو أنهم وصلوا .وكان بانتظارهم رجال ملثمون ، وأدركت أنهم كانوا يتوقعون وصولهم وقد امتدت الأيدى لتساعدهم على النزول إلى البر ، ولف أحدهم حولها معطف واقِِ من المطرغطاها من رأسها حتى قدميها. وأخذوها من هناك بسرعة ، ولم تدرى إلى أين ، كل ما أحسته أنها كانت مقادة ،وتقريباً محمولة فوق بعض المرتفعات ، وأحست بالحجارة تحت قدميها ، وعشب ، وتعثرت وانزلق الحذاء الخفيف فوق الأرض الملساء. وسمعت صوتاً محترماً يقول بالأسبانية : أنا أسف جداً عادةً سنيوريتا . هل يعتذر الخاطفون عادةً لضحاياهم ؟ وتوقف هطول المطرفجأة ، مع أنها استطاعت أن تسمع استمراره فى مكان قريب .وسمعت أصوات نساء ...يتحدثن الأسبانية .ورفع عنها الغطاء . ونظرت باتريسيا وهى مصابة بالدوار إلى وجه أسمربنى تحمل الأبتسامة فوقه الدهشة والترحيب معاً . وقالت المرأة : أرجوك ... فينا كومغو ...( تعالى معى ) سنيوريتا . ووجدت نفسها فى ممر مضاء بقناديل زيت . وسمعت صوت وقع حذائها فوق خشب مصقول . وأحست ببعض الأمل ، فالأستقبال هذا جعلها تعتقد أنها ليست مخطوفة بل مجرد ضحية سوء فهم غبى ومحرج . ربما هؤلاء هم الأصدقاء الذين كانت تنوى جولى باترسون أن تلتقى بهم ، وهذه الأم الحنونة ، التى تحثها على السير بلطف ، ما هى الا مضيفتها ..وإذا كانت كذلك فهى لا تبدو مستاءة من بروز ضيفة غير التى تتوقع من بين الأمطار . ووصلت إلى غرفة نوم ضخمة ، أثاثها قاتم اللون وثقيل ، ولكن ليس فى غير محله مع ما يحيط به . ونظرت إلى السرير المرتفع الكبير ، ومفارشه ووسائده البيضاء كالثلج ، ولكن عندما تقدمت بها المرأة إلى الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة النوم ، وشاهدت ما ينظرها هناك حتى أطلقت تنهيدة ارتياح واطمئنان .. فقد وجدت مغطساً مزخرفاً بشكل مدهش له مخالب تشبه المخالب ، مملء بالماء يتصاعد منه البخار بشكل مغرى . وأغلقت المرأة ستاراً حول المغطس وأشارت إلى باتريسيا أن تخلع ملابسها ، وترددت قبل أن تفعل ذلك ، فقد كانت تفضل خلوة أكثر من هذه وهى تخلع ملابسها . وأحست بالأمتنان لأدارة المرأة ظهرها لها ، كذلك الأمتنان لتمكنها أخيراً من نزع الملابس المبتلة عن جسدها ، فحتى ملابسها الدخلية كانت مثقلة بالمياه . وأنزلت جسدها ببطء فى الماء الساخن وهى تتمتم بكلمات الأرتياح . ونظرات إليها المرأة وهى تغمز لها ، ثم جمعت الملابس المبتلة واختفت بها . هكذا أفضل .. ولكن ماذا سترتدى إلى أن تجف ثيابها ؟ ألم يلاحظ بعد أى من الموجودين هنا أن ضيفتهم بالإكراه ليس معها حقائب ؟ وقررت لنفسها : سوف أهتم بهذا عندما يحين الوقت .. وفى هذا الوقت سأتمتع بالراحة فى مياه الحمام الدافئة . وساعدها هذا على الراحة والأسترخاء . وتنهدت ثم أغمضت عينيها ، وأسندت رأسها على مؤخرة المغطس . وأخذت تراجع ما تستطيع أن تقوله من أعذار لمضيفها عندما تراهم . وضاعت فى أفكارها حتى أنها لم تسمع باب الحمام يفتح ... يا إلهى .. هل حقاً كنت نصف غارقة ...؟ وأرجعها صوت عميق لرجل إلى واقعها بسرعة وصدمة ..وللحظات جلست دون وعى مخدرة الأعصاب تنظر إلى الرجل ، وقد شلها الرعب ، وسجل دماغها المشوش صورة رجل طويل أسود الشعر ، له وجه نحيل أسمر برونزى ترتسم فوقه الدهشة والذهول كما ترتسم على وجهها تماماً ... ثم صحت وأنزلقت عائدة إلى تحت الماء ، وصدرت عنها الكلمات وكأنها النحيب : أخرج من هنا يا إلهى ..ولم تعد تبدو عليه علامات الدهشة الآن ، بل غضب غير مصدق . ووضع رزمة كان يحملها فى يده ارضاً واستدار ليخرج مقفلاً الباب وراءه . وبقيت باتريسيا تحت الماء كما هى لعدة لحظات ، إلى أن أستقرت أنفاسها وهدأت دقات قلبها إلى ما يقارب الطبيعة ، وزال عنها احمرار الخجل. وخرجت ببطء من المغطس ، وتناولت المنشفة ... الرزمة على الأرض انفتحت من تلقاء نفسهاء لتكشف عن روب من الساتان الأرجوانى المائل إلى البنفسجى ، ونفضت باتريسيا ثناياه وأخذت تتفرس به متجهمة ، إنه ثوب ىمتموج ، مثير ، وغالى الثمن ومن الواضح قطعاً أنه لم يحضر لها شخصياً .. ولكن كان هذا هوالشئ الوحيد القادرة على وضعه على جسدها . عدا المنشفة المبتلة لذا ... وبب طء وتردد دست ذراعيها فى أكمامه وربطت رباط حول خصرها النحيل ، ربطة مزدوجة . ولكن نظرة واحدة إلى المرأة الكبيرة ذات الإطار النحاسى اللماع على الحائط جعلتها تتأكد من سوء ظنها . إنه كبير جداً عليها .. ورفعت الأكمام إلى فوق , وضمته أكثر إلى جسدها . فبدت وكأنها طفلة ترتدى ثياب الكبار... واستدارت فلا فائدة من الوقوف هكذا لانتقاد مظهرها , وهزت كتفيها ثم دخلت غرفة النوم. كان الرجل يقف قرب النافذة ينظر إلى الخارج عبر الزجاج المغشى بالمطر. ولكن ، وكأنما غريزته أخبرته بتقدمها عارية القدمين إلى الغرفة , فاستدار ببطء لينظر إليها . وبللت باتريسيا شفتيها بلسانها : من .. من أنت ؟ أظن أن هذا يجب أن يكون سؤالى .. من أنت ؟ إنكليزيته كانت ذات لكنة قوية ولكن جيدة . ولكنها وجدت لهجته غير مقبولة ولم تعجبها النظرة المتعجرفة التى أخذ يرمقها بها من رأسها إلى اخمص قدميها . ورفعت رأسها لتجيب : إسمى باتريسيا بالمر . وقال بنعومة : هذا شئ أعرفه سنيوريتا . ورفع يده ، وصدمت لمشاهدة جواز سفرها. فقالت بصوت مرتجف : هل كنت تعبث بحقيبة يدى ؟ كيف .. كيف تجرؤ على هذا ؟ وهز كتفيه وكأنه يتجاهلها : أوه ..بل أنا أجرؤ. وأظن أن من حقى معرفة هوية من يكون تحت سقف بيتى . والأن أود أن أعرف سبب تشريفك لى سنيوريتا .. ماذا تفعلين هنا بالضبط ؟ وهل لك الجرأة أن تسأل .. بعد .. بعد أن خطفتنى عصابتك . وأطبق حاجباه : ماذا تقولين ؟ لقد سمعتنى . لقد كنت أتناول شراباً بارداً فى الفندق عندما .. دخلوا وقالوا لى أن المركب ينتظر . وظننت أنهم يعنون مركبى , فخرجت معهم . وعندما أدركت ما حدث قلت لهم مرات ومرات إنهم مخطئون ولكنهم لم يبالوا . وهز رأسه : أوه ..لا .. سنيوريتا , الخطأ خطأك , أؤكد لك .. والآن أين السنيوريتا باترسون ؟ وعضت باتريسيا على شفتها : إنها .. لن تأتى .. لقد عادت إلى بلادها . وظهر الغضب مخيفاً تحت قناع هادئ على وجهه . وشعرت بالغضب العنيف فأحست بالخوف ولكنه قال بصوت مرح : إذن .. لقد أتيت عوضاً عنها .. هل تتوقعين أن أكون شاكراً؟ ولم يحاول أن يتحرك ولا أن يلمسها , ومع ذلك أحست فجأة بأنها تتعرى تحت نظرته الساحرة , وقالت بهدوء وبرود : لا يمكنك أن تكون أكثر خطئا. فأنا لم أجئ عوضاً عن أى شخص . لقد ذهبت إلى الفندق لأول رسالة الآنسة باترسون .. وأعتقد أن أسمك هو لاكروزا. أنت مصيبة .. وأين هى الرسالة ؟ لست أدرى .. أعتقد أنها فى الفندق . كم هذا مؤلم . لن أعرف إذن كيف اختارت جولى الجميلة أن تصرفنى عنها . أظن أنها وجدت الرحلة على المركب ..صعبة عليها فأوضاع السفر على المركب .. بدائية . من الواضح سنيوريتا أنك مصنوعة من مادة أصلب منها . على عكس مظهرك . وربما أنت بحاجة لأن تكونى هكذا . أنا واثقة أن هناك معنى عميق ملتوى وراء كلامك هذا . ولكننى متعبة جداً ومنزعجة جداً كى أفكر فيه الآن . وأنا أسفة لخيبة أملك من عدم وصول الأنسة باترسون .. ولكن .. بل أنا أكثر من خائب أمل .أشعر بالدمار لأن جميلتى جولى تمكنت من نسيانى بسرعة .. لقد تقابلنا السنة الماضية خلال عطلة قضيتها فى إسبانيا , و .. تطورت العلاقة بيننا ..وأنا واثق أننى لست بحاجة للخوض فى التفاصيل ... فأحمر وجه باتريسيا : لا .. فهذا ليس من شأنى حقاً , سنيور ... خوليو ... خوليو دى لاكروزا . وأود أن أقول أنك قد جعلت الأمر شأنك عندما قررت التدخل . حسناً سنيور دى لاكروزا , من الواضح أنها أعادت النظر فى أمر علاقتكما . وهكذا اضطررت أنت أن تأتى مكانها .. ولكن إذا كنت تظنين أن فتنتك هى بديل عن فتنتها سنيوريتا .. فأنت مخطئة . لاشئ .. ولا يمكن لشئ , أن يحضرها لمواجهة مثل هذه الإهانة . وحدقت به بذهول وقد جفت الدماء من وجهها..أرادت أن تمد يدها لتخربش وجهه ,لأن تجعل الدم يسيل من بشرته , أن تجعله يتألم .. ولكنها ردت عليه بأدب شجاع : يبدو أنك واقع فى نوع من سوء الفهم سنيور , فليس هناك أية نية فى التبديل , ولن يحدث . وكما شرحت لك , لقد أتى بى رجالك إلى هنا خطئاً وضد إرادتى . وه قاومتهم ..؟ رفستهم .. صرخت ..قاومت ؟ لم ألاحظ أى دلائل مقاومة على أى منهما ... - لا.. ليس بالضبط . ولكننى حاولت أن أشرح لهما , أن أتفاهم معهما .. أوه .. أنت لن تفهم .. ولكن يجب أن تصدق بأن مجيئ إلى هنا لم يكن بارادتى . ورغبتى الوحيدة الان أن أغادر , وأعود إلى سأنتياغوديلاستيرو . - إنه هدف رائع ولكن تحقيقه صعب , للاسف فليس هناك وسيلة للخروج من هنا سوى مركبى , وعبر الطريق التى أتيت منها . وطالما تستمر هذه الامطار فالنهر خطر على الملاحة فيه . - وشهقت باتريسيا : - ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع . يجب أن أعود , أن أرجع إلى المركب فى طريق العودة . - فهز خوليودى لاكروزا كتفيه : قدر ما تستمر يا سنيوريتا, وإلى أن ينخفض مستوى النهر ثانية لن تذهبى إلى أى مكان . وفى هذه الاثناء , أنت ضيفتى المكركة . - ولكن ليس لدى ملابس حتى .. - لا مشكلة .. لقد كنت أنتظر ضيفتى الاخرى .. لذا خذى حريتك باستخدام ما تحاتجين إليه مما حضرته لها . - وقالت بغيظ: هذا كرم منك ولكن , كما قلت بنفسك , قياس ملابسنا ليست متناسبة , ولا شكلنا . - مارغريتا , مدبرة منزلى , ستكون مسرورة باصلاح أى قياس ترغبين به . لقد أعطيتها تعليمات . - وكم رغبت أن ترمى تعليماته , ضيافته , ملابس جولى باترسون بكامها فى وجهه , وأن تصرخ بكل ارتفاع صوتها ..ولكنها بقيت صامتة . فهى لا تعلم كم ستبقى هنا , فلو أمضت أياماً , فلا فارق أن تمضيها بالبنطلون القطنى والبلوزة التى وصلت بهما أو فى أى ثوب أخر وقالت له بجفاء : شكراً لك . - وهز رأسه باحترام : من دواعى سعادتى .. سنيوريتا . سنلتقى وقت العشاء . - وراقبت جسده الفارع الطول وهو يخرج من غرفة النوم , ويقفل الباب خلفه . ثم انهارت ساقاها من تحتها وغرقت وسط الروب الساتان القرمزى فوق البساط القديم الذى يغطى ارض . ومن بين أنفاسها , أخذت تراجع بألم وغضب كل كلمة سيئة أو شتيمة , سمعتها أو عرفتها أو تصورتها , وتطبقها بكل معانيها على خوليودى لاكروزا . ثم أخيراً.. انفجرت بالبكاء . ومع أن كلماته ألمتها إلا أن مشاعرها العادلة أجبرتها على الاعتراف بأنه محق .. فهو يريد جولى باترسون , وكان يتوع جولى باترسون .. وإذا كان يظن حقاً أنها قد جاءت عوضاً عنها .. وفى نفس النظرة للهدف الاساسى من الزيارة , لذا فلديه كل الحق لان يحس بالمظلة .ولكن لا .. لا يمكن أن يظن أنها أتت إلى هنا عوضاً عن عشيقته .. غنه فقط كان متكدراً .. ولامها لانها كانت موجودة . - وارتدت ما أصلحته لها مارغريتا , بعد جهد , وخرجت تبحث عن غرفة العشاء , وكان خوليو بانتظارها فى قاعة الطعام كانت غرفة واطئة السقف و معتمة , والطاولة الطويلة المصقولة اللامعة , من الواضح أنها صممت لعائلة كبيرة وقال لها بأدب : هل تحبين تناول شراب ؟ - أيمكن أن أجصل على عصير برتقال أرجوك ؟ - بالطبع . وصب لها كأس عصير من الابريق .. فارتشفت منه لتجده قوياً جداً , فلاحظ ذلك وقال : ربما أنت معتادة على العصير الاصطناعى . - الطعام عندما وصل , كان لذيذا , حساء مبهر , مع الارز والخضار , تبعه بط مع صلصة يسيل لها اللعاب .. وتناولت باتريسيا الطعام بشراهة حتى أنها اضطرت لرفض حلوى الشوكولا , ولكنها تقبلت فنجاناً من القهوة . وخلال تناول القهوة لم تستطع تجنب الحديث وقال لها : - من بعد إذنك سأدعوك باتروسا .. وأرجوك أن تنادينى باسمى الاول . - بإمكانك فعل ما تشاء بالطبع سنيور . - وهل تفضلين الرسميات ؟ - ما أفضله أن تكون فى مكان غير هذا . - الم يعجبك منزلى ؟أن له تاريخ مثير للاهتمام , فقد بناه أصلاً جدى الاكبر فى عز زمن زراعة قصب السكر .. وكل ثروتنا أساسها معمل التكرير الذى نملكه . - بالطبع .. سانتياغو ديلاستيرو بناها المستوطنون الكبار عام 1553 أساساً من ثروتهم التى جمعوها من تجارة السكر , كذلك سانتافيه أول ميناء نهرى على هذا النهر , سلادو , وجامعتها ودار الاوبرا فيها . - آة أجل .. لفترة ما كانت سانتافيه أغنى مدينة تقريباً فى أمريكا الجنوبية .. وكانت غلطتنا أننا ظننا أن العالم الخارجى لن يفكر بمشاركتنا ثروات بلادنا . وتابع توقف قصير: - بينما انخفضت قيمة صناعة السكر , بدأ اهتمام عائلتى بالمزارع يخف , ووجهو اهتمامهم لحقول أخرى .. والعديد من المزارع فى هذه المنطقة تركت لتموت وتعود إلى الغابة . ولكننى قررت أن لايحدث هذا لمزارعنا . - هذا مؤثر.. هل عشت هنا لمدة طويلة ؟ - عام .. أو عامين . يناسبنى أن أقضى جزءاً من حياتى هنا .. وأنت باتروسا , لماذا جئت إلى هنا ؟ - اعتقد بإمكانك القول .. إننى جئت بحثا عن شخص . - رجل ؟ - واجفلت باتريسيا , فى الواقع كانت تعنى البحث عن نفسها , ولكن كان هناك حقيقة قليلة فيما قال . فردت عليه : لا أظن أن الامر يعنيك . - لقد حصلت على الرد إذن . - لست أرى سبب حاجتك للسؤال . - فرفع حاجبيه : أنت مقيمة فى منزلى .. ألا يسمح لى بقليل من الفضولية عنك ؟ - بما أن معرفتنا ستكون قصيرة , فربما لا يسمح لك . - وقال بصوت منخفض : أحياناً .. عندما تسوء العاصفة , نعلق هنا لاسابيع . وضحك عندما لاحظ تعبير وجهها الخائف .فقالت : - لقد أفسدت كل رحلتى .. وتظن الامر مضحك ؟ - لست أضحك أما بالنسبة لعطلتك .. فسأحاول أن أعوض عليك بطريقة ما . - أرجوك أن لا تزعج نفسك . - إذن .. فى أمريكا باتروسا .. أين تقيمين ؟ - أقيم فى الجنوب .. وإذا أصريت على مناداتى باسمى الاول فأنا معروفة باسم بات . - بات ؟ إنه أسم رجل . - لا يهم .. فهذا هو إسمى . - ومن هم .. هم ؟ - عائلتى .. أصدقائى .. من أعمل لديهم .. وليس الجميع . - وهل تعيشين فى مدينة ؟ - ياللسما ..لا .. بل فى بلدة صغيرة هادئة , ما ندعوه مركزاً تجارياً . - وما نوع عملك ؟ - أعتنى بالناس . - لابد أنه عمل مريح .. طالما استطعت تحمل مصاريف رحلة مثل هذه . - إنها رحلة العمر . ومن الان وصاعداً سألتزم عطلاتى فى أوروبا . فهناك لن أخطف أبداً . - ألازلت مصرة على أن هذا ما حدث ؟ - أنا موجودة هنا أليس كذلك ؟ - دون شك .. إذن .. أين التقيت بجولى ؟ فى بلدتك ؟ - لقد التقيتها هنا على ظهر المركب , لقد صعدت إليه فى سانتافيه . - ولم تكونى قد قابلتيها من قبل ؟ وكنتما مجرد زميلا رحلة .. أخبرينى هل وجدتما صعوبة فى التحدث معاً ؟ - فى الواقع لم نتحدث كثيراً معاً . إنها جميلة , وأتمنى أن لا تكون قد أصبت بخيبة أمل ... - إذا كان سؤالك ما إذا كنت أحبها , فالجواب لا , هل يريح تفكيرك المعذب . - وأكملت شرب قهوتها , ودفعت كرسيها إلى الوراء , وقالت بأدب : أحب أن أذهب إلى غرفتى الان , إذا كنت لا تمانع . عمت مساء . - وأجابها بلاسبانية وهو ينفض رماد سيجارته : تصبحين على خير باتروسا . - شكراً لك . - القنديل كان مضاءاً فى غرفة النوم , والاغطية مكشوفة حتى منتصف الفراش وإضافة إلى الستائر كانت الشبابيك الخشبية مقفلة . وجدت أن النوم بعيد المنال , المطر قد توقف ولكن الهواء ا لساخن , وساكن كأنه يهدد بعاصفة أخرى وأبعدت عنها الاغطية ولفت نفسها بالملاءة القطنية لوحدها . وقالت لنفسها " إسترخى .. لا داعى للقلق " .وهى تتقبل تطمينها لنفسها .. فتح الباب ودخل خوليودى لاكروزا إلى الغرفة .. تم الفصل الثانى | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|