|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-03-11, 08:42 PM | #11 | ||||||||
| الفصل الثاني- القطنان كانت متوترة لوجود الخاتم في يدها حتى انها ابقتها لنصف ساعة مخبئة، الى ان لاحظتها فيكي، وصاحت بحماس وذهول لجماله: - انت لم تقولي لي بعد كيف وقعت في حبه واصبحت خطيبته. هذا الصباح فقط كنت اشتمه أمامه، نشك كلانا في قدرته على الاحساس بالعاطفة، حتى ولو حاول. ولا بد انك مقتنعة الآن انني كنت مخطئة. - أجل ...كنت محطئة. فابتسمت فيكي وكأنها تحلم: - الأمر كله وكأنه قصة خرافية...اليس كذلك؟مخطوبة للزواج من كول ريتشاردز الذي لا يمكن لأحد الوصول اليه... أيتها المحظوظة! أجل...المحظوظة...ولكنها لم تكن تفكرهكذا فيما بعد ذلك المساء وهي تحضر نفسها متوترة لتذهب الى حفلة تيدي بومان. فاذا كانت مونيكا اندروس هي المثال لصديقات كول ريتشاردز، فلا بد ان يكون هناك اناس من علية القوم في الحفلة. ثوبها كان من الحرير الخمري، يبرز الألوان الحمراء في شعرها البني، ويلتف بثنايا ناعمة والنعومة على صدرها وخصرها، الباقة المستديرة المرتفعة كانت تضفي الرقة والنعومة على عنقها الذي يشبه عنق الاوزة. وتنتهي أكمامها برباط عند الرسغين، يبرز جسدها النحيل، ويناسبها تماماً، كما لم يناسبها اي ثوب امتلكته من قبل. كانت قد غسلت شعرها، ومشطته الى ان جف ّ والتمعت خصلاته البنية المحمرَة، ووضعت مكياجاً خفيفاً وبعض اللون اللماع الخوخي على شفتيها. وبرقت ماسات القرطين والسلسلة بجمال أخاذ مقابل لون قماش الفستان الداكن قليلاً، وعلمت انها تبدو في أفضل حالاتها. لمعت عينا كول ريتشاردز بالموافقة لها حالما وقعت عيناه عليها وهو يدخل شقتها الصغيرة. وكان يبدو جذاباً بشكل خاص ببنطلونه الأسود وقميصه الحريري الأبيض، وسترته المخملية الرمادية التي كانت تماثل لون عينيه الفولاذيتين. وكان يحمل علبة كبيرة تحت ابطه، واحست بالفضول لتعرف ما بداخلها. تراجع الى الخلف ليفحصها، وقال: - جميلة جداً. ووضع العلبة على الطاولة. فاحمر وجه لاسي بجمال: - شكراً...الليلة...انت...لن تتركني لوحدي كثيراً؟ فأنا... أنا لا أعرف أحداً ممن قد يكون هناك. - ولكن تعرفين تيدي. - أنا لا اعرفه. لقد رايته مرتين عندما كان يأتي ليراك. وانا اعرف عنه ما اعرفه عنك، وهذا لا يجعلني أعرفه حقاً. - ستعرفينه قربياً. أنا واثق انه لن يضيع وقتاً ليقدم نفسه لك. ولكن لا تنسي ابداً ان من المفروض انك مخطوبة لي. - من المستحيل ان انسى وهذا الحجر الضخم يزن الكثير في اصبعي لينزل يدي الى الاسفل. أنت حتى لم تزعج نفسك بمعرفة اذا كان يعجبني ام لا. - وهل هذا مهم؟ - انه يبدو غالي الثمن لترتديه خطيبة كول ريتشاردز. وهذا ما تتمتع به سيد ريتشارد، وتتمتع بواقع انني بكل غباء أوقعت نفسي في فخ خطوبتك. - انا لا اتمتع بهذا ابداً يا لاسي. ولكن لم يكن امامي الخيار. وهكذا أنا انوي الاستفادة من الوضع قدر استطاعتي، ومن الافضل ان تفعلي مثلي. أليس هو السبب جزئياً لما فعلته؟ لقد انكرت افتتانك بي، اذن لا بد انه نوع من الابتزاز. - بل كان للانتقام فقط. - لا بأس اذا أحببت أن تفكري هكذا. ولكن مهما يكن، فالجواهر التي تملكينها الآن ستأتيك بمبلغ محترم اذا قررت بيعها، وهذا سيسهل عليك احتمال خطوبتك لرجل تقولين انك تكرهينه...فلسبب ما تجد النساء في الجواهر راحة كبيرة. فأجابته بقوة: - هذه الجواهر ليست لي لبيعها. وسأعيد اليك القرط والسلسلة في نهاية الأمسية، أما الخاتم فسأعيده اليك عندما تقرر انك عاقبتني بما فيه الكفاية على غبائي. واذا كنت تصدقني أم لا. فالابتزاز لم يدخل الى تفكيري ابداً...لقد آمنت مرة أنني... وصمتت مترددة، لماذا تعطيه الرضى بأن يعرف أنها كانت تظن نفسها تحبه؟ لا بد انه سيضحك عليها لمثل هذا الاقرار...وتابعت: - الأمر ليس مهماً...أليس من الأفضل ان نذهب الآن؟ لقد تأخرنا. - أعتقد هذا. والتفط العلبة التي جاء بها معه وأعطاها لها. - مع علمي ان هذا يجب ان يكون من فرو "المينك" أو "الفقمة" إلا انني لا أحب فكرة قتل حيوان لتوفير شيء جميل تتزين به المرأة. ونظرت إليه بحدة...وأخذت تفتح رباط العلبة وتحدق فيها. بين الأوراق الناعمة...كان هناك مشلح مخملي رائع أبيض كالثلج. فالتقطته واخذت تتحسس نعومته: - كم هو جميل...! - عظيم... وأخذه من يدها ليضعه على كتفيها وتابع: - من الأفضل ان نخرج الآن. منزل تيدي بومان كان على بعد خمسة عشر ميلاً خارج المدينة قرب التلال على الطريق المتجهة الى ملبورن، يقع على بعد قليل من الطريق يصل اليه المرء عبر طريق داخلية خاصة تقود الى مرتفع جبلي، ثم الى أمام باب خشبي ضحم من خشب السنديان. وكانت السيارات متوقفة على جانبي الطريق أمام المنزل، والأنوار تشع في كل اتجاه، وتنبعث الموسيقى الناعمة من الداخل. تبعت لاسي كول الى الباب بخوف...وأدخلها خادم، وتركت لاسي معطفها بين أيدي أمينة. والتفت اليها كول: - أعتقد انك تودين إصلاح زينتك قليلاً، او اي شيء تفعله النساء عندما يختفين لساعات؟ -أجل، أرجوك. فأشار الى باب الى اليسار. - اذهبي الى هناك. سأدخل لاتناول شراباً. - ولكن... - لا تكوني طفلة هكذا...لن أكون بعيداً عنك. داخل الغرفة، كان هناك امرأتان تهتمان بزينتهما وهما تثرثران: - لم يصل كول بعد. وردت شقراء: - سيكون هنا...لقد قال تيدي انه دعاه. فردت الأولى وهي تضع أحمر الشفاه: - لا أستطيع الانتظار! - وهل شاهدت فتاته؟ - أبداً، ما من أحد سمع عنها حتى هذا اليوم. انه حقا متكتم حولها. - لن تكون مونيكا سعيدة. انها كانت تعتقد أن بإمكانها الحصول عليه ساعة تريده. ورفعت الشقراء حاجبها الرفيع: - أنا واثقة انها حصلت عليه أكثر من مرة. - اوتظنين انها قد تتمادى الى هذه الدرجة؟ - مايكل رجل مغفل أمامها. ليس له سلطة عليها ابداً. وهي ترغب في كول والجميع يعرفون هذا. - ولكنني لا اظن كول... - إنه رجل...ومونيكا جميلة جداً. هذه الخطوبة كانت مفاجئة، ولكنها ضرورية حسب رأيي. فنظرت اليها الاخرى بحدة: - ماذا تعنين؟ - حسناً، يمكن للأمر أن يكون حيلة، الا يمكن هذا؟ ربما أقنع كول مخلوقة مسكينة لتعتقد نفسها أنها تحبه وأنه يشعربنفس الشيء نحوها. عندها لن يعود مايكل يشك في أي شيء بين كول ومونيكا، وقد أصبح كول خطيباً جديداً. - أعتقد هذا. وهناك الكثير من الأقاويل تذاع. وانا واثقة أن مايكل قد سمعها. - أفهمت ما أعنيه؟ أراهن أن هذه الفتاة مجرد فأرة صغيرة. لدى سماعها هذا الاسم، ارتدت لاسي غاضبة، ولكن قبل ان ترد دخلت امراة أخرى فيما انسحبت المرأتان الأخريتان منها وهما لا تزال تتبادلان الأقاويل. اذن هذه هي لعبة كول! وارتفع دم الغضب ليلون وجهها. إنه يستخدمها غطاء لعلاقته بامرأة متزوجة...كم هو وقح! من بين كل الأشياء القذرة! طوال الوقت كان يتظاهر أنه المخدوع...وها قد علمت أن الخطوبة تناسبه تماماً. لا عجب اذن أن تهرع مونيكا أندروس لتراه هذا الصباح! ولكنها سرعان ما اطمأنت عندما شاهدت لاسي، فقد علمت أن لا مجال للمنافسة بينهما. كيف يجرؤ! كيف يجرؤ على استغلالها هكذا! إنه مثير للقرف! يغطي تصرفاته القذرة باستغلالها؟! له علاقة بمونيكا ويستغلها درعاً له من زوج المرأة. ولكن ماذايمكنها ان تفعل؟ ليس هناك من طريقة للخلاص من هذه الخطوبة بدون التسبب بالاحراج لها وله. اضافة الى هذا فقد أوضح لها أنه لا ينوي تركهت وشأنها، اتضح لها سبب عناده الآن. ولكنها لن تدعه يعتقد انه بامكانه الاستمرار باستغفالها....لا...ولسوف تتأكد من انها تعرف بعلاقته الخسيسة. وعندها لن تعود تشعر بعقدة الذنب تجاهه...ولماذا تفعل؟ ولم يستغرقها وقت طويل لتجده بين الناس، فطوله، ومظهره المميز، يجعله ظاهراً. وتحركت بسرعة عبر الحشد لتقف الى جانبه. استدار لينظر الى وجهها المحمّر وعينيها اللامعتين فقال لها: - ظننتك ضعتِ! وأخذت منه كأس الشراب الفوار، ورفعت رأسها الى فوق متجاهلة نظرات الفضول من حولها، وردت عليه بخشونة: - لا يبدو عليك الاهتمام حتى ولو كنت ضعت. واحتست قليلاً من شرابها، فقطب جبينه: - ماذا دهاك؟ فرفعت وجهها اليه متحدية: - ولماذا يجب ان يكون هناك ما دهاني؟ كنت أرتب شعري. - لخمسة عشر دقيقة؟! - لدي كثير من الشعر. - انظري الآن يا لاسي... وقطع حديثه ظهور مضيفهما الى جانبه: - لقد ظهرت أخيراً... ابتسامة تيدي بومان كانت طبيعية طيبة، ومد يده الى لاسي بكل أدب. - أنا سعيد جداً لمقابلتك. فابتسمت بخجل: - شكراً لك. ونظر الى وجه صديقه المتجهم. - إنها رائعة يا كول...ستضطر الى إبقاء نظرك عليها بين كل هؤلاء الذئاب. وابتسم ثانية وأردف: - ستكونين آمنة وكول الى جانبك. ونظرت الى خطبيها نظرة لاذعة: - شريطة أن يبقى الى جانبي. وحفرت أصابع كول في كتفيها بعد ان أحاطها بذراعيه، وقال ممازحاً: - واين سأذهب؟ ولكن عيناه كانتا تقصان قصة مختلفة كلها تحذير لها بأن تحسن التصرف. فاجابت بنعومة: - لست أدري أين بمكن ان تذهب. وضحك تيدي، غير مدرك للتوتر بينهما: - ألم أرك من قبل. - بكل التأكيد...فأنا أعمل عنده. واشتدت القبضة على كتفيها. وشهقت قليلاً من الألم. وبدا العجب على تيدي: - صحيح؟ وردت دون أن تعير نظرات كول اهتماماً: - صحيح...فأنا عاملة الاستعلامات. - هكذا اذن! ايها الشيطان اللعين يا كول! لقد أبقيتها مخبأة طوال الوقت! وضرب صديقه على كتفيه...فأضافت لاسي بنعومة: - كول يحب اخفاء الأسرار. فنظر اليها بحدة، وقال: - ليس عنك يا حبيبتي. ونظرت اليه بغضب بارد: - حتى عني. فضحك تيدي. - أنا واثق أنه لن يفعل. فهو قد أصبح رجلاً صالحاً، خاطب ليتزوج. لقد اصبت بصدمة حياتي هذا الصباح عندما شاهدت اعلان الخطبة في الصحيفة. فايتسمت وقالت: - ليس أكثر من صدمة كول. - آه...لهذا كان مرتبكاً عندما حدثته. فقالت بخبث: - ما من شك انه كان مرتبكاً. فتدخل كول ليقول بهدوء: - لقد ارتبكت لأنني لم أرد إعلان الأمر بعد...ولكنك تعرف كيف تلتقط الصحافة مثل هذه الأخبار. فتجهم وجه تيدي: - اوه...أنا اعرف الصحافة تماماً. واسترعى انتباهه امرأة في الجانب الآخر من الغرفة غاعتذر وتوجه نحوها. وشربت لاسي ما تبقي من كأسها متجاهلة تماماً الرجل الواقف قربها الذي ما لبث أن سألها بغضب: - ما بك بحق الشيطان؟ - أنا على ما يرام تماماً. شكراً لك. - لم أكن اسألك عن صحتك! لقد سألتك ماذا بك! أنت....انت مختلفة، أكثر... - أكثر ثقة بنفسي، أهذا ما تعنيه؟ ولكن لماذا لا أكون واثقة من نفسي؟ فلست تلك الشخصية العظيمة على كل الأحوال، أليس كذلك؟ أنا أعتقد انك مقرف! وانا أشعر بعقدة الذنب لأنني لعبت عليك هذه اللعبة. فأنت تستحق كل ما يصيبك...وأكثر. واشتد اطباق فمه وهو يحاول كبح غضبه بجهد كبير: - عن ماذا تتكلمين بحق الشيطان؟ - انت تعلم جيداً عما أتكلم، فلا تحاول تمثيل دور البراءة معي. لم أكن أظنك أبداً قادر غلى الانحدار الى هذا المستوى الوضيع...الى.. - كول! ولم تحتج لاسي لأن تستدير لتعرف صاحبة الصوت، انها مونيكا اندروس! كانت تبتسم بطريقة حميمة في وجه كول، ووضعت ذراعها في ذراعه...لم يعد هناك حاجة للقلق حول الأقاويل الآن بعد ان أصبح كول خطيبها! اوه...كم تحس بالاذلال لاستغلالها بهذه الطريقة! وراقبتهما...راقبت كيف أجبرته على طأطأة رأسه كي تتمكن من أن تهمس في أذنه، راقبت الطريقة التي ضحك بها على ما قد تكون قالته له. ومضت عدة دقائق قبل ان يشعر أي منهما بوجودها. وأخيراً استدارت مونيكا اندروس اليها لتشركها في الحديث. وقالت بنعومة: - ها قد التقينا ثانية يا لاسي. - لم اكن أتوقع هذا سيدة اندروس. وضحكت المرأة الجميلة الشابة، ولكن بدون مرح، وقالت: _ ارجوك نادني مونيكا، فكونك خطيبة كول سيجعلك ترينني كثيراً. ورفعت لاسي حاجبيها: - حقاً؟ فردت عليها مونيكا بلهجة المنتصر: - اوه...أجل...فانا وكول صديقان قديمان. فابتسمت لاسي لهما وقالت بشيء من السخرية: - وزوجك...لا يجب ان ننسى زوجك...أين هو الآن؟ -مايكل مسافر الى اميركا في الوت الحاضر. - كم هذا مناسب لك؟ وضاقت العينان الخضراوان بشكل حطر: - عذراً! - كم هو مؤسف لك. ونظرن مونيكا الى كول. - اجل...اليس كذلك. ولكن الأصدقاء دائماً يساعدزن في تخفيف وقع الوحدة. لقد كان كول رائعاً معي خلال غيلب مايكل. - أنا واثقة من هذا. ولكنني أظنه سيكون أكثر انشغالاً في المستقبل...التحضير للزواج وأشياء أخرى. وابتسمت لاسي لكول بحرارة غير عابئة بنظرته الغاضبة. - هناك اشياء كثيرة امامنا لننظمها، ويجب ان تعرفي هذا، فأنت امرأة متزوجة. واحمرّ وجه المرأة الأخرى الشاحب قليلاً. وسألته: - ومتى سيكون الزفاف؟ - وحاول كول الرد: - نحن... فقاطعته لاسي: - اوه...في وقت قريب جداً. فليس هناك من سبب لانتظار. وكول متلهف لأن يجري الزواج بأسرع وقت ممكن، أليس كذلك يا حبيبي؟ بدا عاصفاً... وعلمت انهما متى انفردا فسيجعلها تختبر قوة غضبه الكاملة. ولكنها لن تأبه لهذا الآن. فلن ينجو من استغفاله لها! وبدت مونيكا اندروس أقل ثقة بنفسها الآن، تنظر بريبة الى لاسي وكول الى ان قالت: - لم أكن أعرف انكما حددتما موعداً. انتما خطيبان لتوكما. وأظهرت لاسي الخجل: - الحطوبة شيء من الرسميات بالنسبة لنا... والزواج سيتم الشهر القادم. وبدا على كول الذهول الكامل، وأصبحت قسمات وجهه اكثر تجهماً. والتقت عيناه بعينيها بهدوء عاصف: - أظن اننا اتفقنا ان لا نناقش هذا امام أحد. فابتسمت له: - بما أن السيدة اندروس صديقة حميمة لك، فلا يهم حقاً لو اخبرناها اضافة الى اننا سنرسل الدعوات للجميع عما قريب، ولا نريدها ان تصدم عندما تتلقى دعوتنا، اليس كذلك؟ وارتفع رأس مونيكا اندروس االى فوق بقوة، وقالت بجفاء: - سأتصل بك غداً يا كول....وداعاً يا لاسي! فردت بحلاوة: - اوه بالتأكيد ليس وداعاً، وكما قلت سنرى يعضنا كثيراً. ورمقتها مونيكا بنظرة باردة اخرى قبل ان تستدير بسرعة وتبتعد عنهما، تاركة وراءها غمامة من العطر. ونظرت لاسي بكل براءة الى كول وهي ترتشف قليلاً ن موب عصير قدمه اليها الساقي، وقالت بحلاوة مصطنعة: - انها جميلة جداً. فأمسكها كول بذراعها وحفرت اصابعه في ذراعها وقال من بين اسنانه: - جمالها لا يبدو لي الآن مهماً. - حقاً؟ لقد كان مهماً لك هذا الصباح. - هذا الصباح؟ - موعدك الهام. -اوه...اوه...أجل...لقد نسيت...ولكن لماذا قلت لها اننا سنتزوج الشهر القادم؟ أية لعبة تلعبين الآن. - ما من لعبة سيد ريتشارد. كل ما في الأمر لا يعجبني ان يستغلني أحد! وهز رأسه بذهول: - انت...هناك من يستغلك؟ لقد ظننت ان هذا قدري أنا. - وهكذا كنت أظن. حتى انني أحسست بالشفقة عليك...ولكم ليس بعد الآن. أنت تثير اشمئزازي! - هذه المرة التانية التي تقولين هذا فيها. لقد اصبحت هكذا بعدما عدت من غرفة النساء...ماذا حدث هناك؟ - كم انت ذكي لتحزر هذا...كان هناك اثنتان من صديقاتك تتحدثان عنك...وكان حديثهما مثيراً جداً. وقال لها فجأة: - فلنخرج من هنا. قد نتكلم عن هذا لوحدنا. انتظري هنا بينا أعتذر. - الأفضل أن انتظرك في الخارج. - قلت لك هنا. وقالت بعناد: - سأكون في الخارج. وتحركت مبتعدة قبل ان يستطبع منعها. وتصورت كيف سيفسر اصدقاؤه رحيلهما المبكر. فليتصوروا ما يشاؤون! على الأقل، انتقمت منه لاستغلالها، وحركت بعض المشاكل بينه وبين...حبيبته، مع انها لا تظن انه سيلاقي صعوبة في التخلص من هذه الورطة، ولكن ما من شك أن مونيكا اندروس ستواجهه بأوقات صعبة لفترة ما. في الطريق الى المنزل سألها: - لماذا أنت دائماً عنيدة هكذا؟ - انا لست عنيدة، ولكن لا أحب ان يأمرني أحد. - ماذا قالت الصديقتان المزعومتان؟ أظن ان هذا هو سبب تصرفك. - اوه لقد أخبرتاني عن علاقتك المشينة بالسيدة اندروس. لا استطيع القول انهما اخبرتاني يالضبط، فقد كانا تناقشان الأمر فيما بينهما، وكنت موجودة. فرد بصوت منخفض: - علاقتي بمونيكا؟ - أجل. - ولهذا السبب قلت لها اننا سنتزوج الشهر القادم؟ - هذا صحيح...ولقد بدت قلقة تماماً عندما سمعت الخبر. - وكذلك أنا...أنا لم اقابل شخصاً متهوراً أكثر منك. ومتعجب من انك ترمين نفسك بمشاكل أكثر تعقيداً. اتدركين أنه قبل نهاية هذه الأمسية سيكون خبر زواجنا الشهرالقادم منتشر في كل المدينة؟ واستدارت، وفمها مفتوح: - بالتأكيد لن تقوم السيدة أندروس... - لا...لن تفعل ولكن قلت هذا بصوت مرتفع كفاية ليسمعه عدة أشخاص. وصدقيني، في الغد، سيتوقع الجميع وصول الدعوة اليهم لحضور الزواج! نهاية الفصل الثاني | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|