آخر 10 مشاركات
605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-11, 05:36 PM   #11

nor11

عضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية nor11

? العضوٌ??? » 114349
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » nor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond repute
افتراضي


متألقة كعادتك شكرا لك وفى انتظار البقية

nor11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-11, 01:33 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فأبتسم قائلا:
" لم أقع في غرامك... عبارة كهذه تجعلني أشعر بأنها تنطوي على قفزة في المجهول , قد ينجم عنها نتائج وخيمة , ولذلك أؤثر أن أنمو في حبي لك , خصوصا وأننا نحب الأشياء ذاتها ونشعر بالميل واحدنا نحو الآخر".
وأحنى كال رأسه الى الأمام وعانقها عناقا سريعا , وحين عاد الى جلسته السابقة كانت عيناه الزرقاوان قد أزدادتا بريقا , وقال لها:
" هل أزعجك ذلك؟".
" كلا!".
" كنت أنوي أن أقترح عليك الزواج هذه الليلة , ولكنني لم أستطع الأنتظار , وبما أنني كنت واثقا مما عزمت عليه , رأيت أن أقدم من دون أبطاء , غير أنني لا أتوقع أن تجاوبيني اليوم , فأمامك وقت للتفكير في الأمر".
وأدار محرك السيارة وأستأنف السير وهو غارق في الصمت , وما أن وصلا الى مدخل المنزل حتى كادت تزول الهزة التي أحدثتها المفاجأة , وفيما هي تفرغ أشياءها من الحقيبة في غرفة نومها , أخذت تفكر في كل ما يقدمه لها كال , وأحست بأن الغد قد لا يكون متجهما كما كانت تتخوف.
كان عليها فقط أن تقبل به زوجا لها , فتحتفظ بالمنزل الريفي وتذهب للسكن في أنكلترا بعيدا عن تيا أنجلا , حيث تتصرف كما يحلو لها , بمنأى عن أنتقاداتها ومداخلاتها , فلو كان حبه لها عشقا وولها , لشعرت أن من الخطأ الزواج به وهي تعلم حبها له لن يتعدى المودة الخالصة , أما وأن له , على ما يبدو , نظرة واقعية الى الزواج , فلا داعي لأن تساورها المخاوف في هذا الشأن , ودخلت والدتها الغرفة وسألتها قائلة:
"هل أعجبتك الرحلة مع السيد برنارد , يا عزيزتي؟".
وجهت اليها هذا السؤال وعلى وجهها ما يدل على أنها أدركت السبب الذي حمل كال على طلب السماح له بالعودة الى المنزل ترافقه أنطونيا .
فقالت لها أنطونيا:
" طلبني للزواج يا أماه!".
" هذا ما تمنيته , فهو أهل لك يا أبنتي , وأنا أعتقد أنك ستكونين أسعد حالا مع زوج أنكليزي, فأنت تشبهين والدك , ولا تشبهينني ألا قليلا... سأفتقدك كثيرا , ولكنك لا ريب ستقضين وقتا طويلا هنا بعد زواجك".
" يبدو لي أنك واثقة من قبولي طلبه".
" بالطبع , فمن الجنون ألا تفعلي , فهو يتمتع بجميع الصفات التي تؤهله للزواج بك , حسن منظره , غناه , شبابه , ولا شك عندي أن والدك كان يوافق عليه.... ولكن لو كنت مكانك لتركته ينتظر جوابك بعض الوقت".
" هل أخبره بقضية باكو؟".
" وماذا يفيد ذلك؟ الماضي لا محل له في المستقبل , السيد برنارد لن يخبرك عن النساء اللواتي تعلق بهن في حياته!".
وفي مساء اليوم التالي ردت أنطونيا الجواب الى كال وهما يتمشيان على ساحل البحر عند موريرا , وهو ميناء صغير لصيادي السمك , قالت له:
" فكرت في ما أقترحته البارحة , أنا لست مغرمة بك , وأنما أحبك وأظن , كما قلت أنت البارحة , أن ذلك أفضل أساس يقوم عليه الزواج ".
وهنا أخرج كال من جيبه خاتما من الماس وقال لها:
" أذن , هل تسمحين لي بأن ألبسك الخاتم؟".
" نعم , يا له من خاتم رائع الجمال , هل هو خاتم تتوارثه العائلة؟".
" كلا , لا شيء كهذا تتوارثه عائلتنا , يمكن لك أبداله أذا كان لا يعجبك , فهو من الزمرد , كما قيل لي".
" لن أبدله , فهو يعجبني جدا... وهل كنت واثقا بأنني سأجيب على طلبك بالأيجاب؟".
" لم أكن واثقا على الأطلاق , وكيف لي ذلك؟".
وقبّل كال يدها قائلا:
" سأبذل جهدي في سبيل أسعادك , يا أنطونيا".
" وأنا كذلك".
وفي ذلك المساء , حين تركهما خالها ووالدتها بعد العشاء , توقعت منه أن يضمها اليه كما جرت العادة بين خطيبين , ولكن كم كانت دهشتها حين لم يغتنم كال الفرصة لتقبيلها , وأنما قال:
" سألتني قبلا أذا كان الخاتم تتوارثه عائلتنا , فأجبتك كلا , والآن أظن أنه يجب أن أوضح أن خلفيتي العائلية تختلف كثيرا عن خلفيتك العائلية , كان جدي يشتغل في المناجم , وولدي أخترع آلة جنى منها أرباحا طائلة فأنفق في سبيل تعليمي , وهو الآن يسكن بعد موت أمي في منزل ريفي في لرايتون مع أمرأة تدعى مايزي لي كانت تعمل في أحد مقاهي لندن , أما أنا فأسكن في شقة بلندن , لأن هذا يلائمني حتى الآن , ولا شيء مثل هذا ينتظرك في أنكلترا , لأننا حينما نذهب الى هناك , علينا أن نبحث عن مسكن وأترك لك أمر أختيار أثاثه".
ولم يثبط ذلك من عزيمة أنطونيا , بل شعرت بأن لا شيء تفضله عليه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-11, 06:32 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتابع كال كلامه قائلا:
"لي أخت أسمها لورا تسكن في شقة بلندن , ولها من العمر 25 عاما وهي مطلقة , أنت وأياها على طرفي نقيض , ولذلك فلا أظن أنكما ستتصادقان , وعلى كل حال , فليس من الضرورة أن تري وجهها ألا لماما".
" ماذا تعني بقولك أننا على طرفي نقيض؟".
" هي أيضا تتمتع بثقافة واسعة , ولكنك لا تلاحظين ذلك , فهي تسب وتشتم وتدخن وتشرب أكثر مما ينبغي , وأذا أعجبها رجل , فلا تتردد في مغازلته , أنت قادرة على مساعدتها , ولكنها ستحاول جهدها على ما أظن , أن تثيرك وتشاكسك".
فسألته أنطونيا قائلة:
" وهل يوافق والدك على زواجنا , وأنا نصف أسبانية؟".
" بالطبع , وهو سيعجب بك في الحال , ولكنني أخشى أن تجديه فظا قاسيا , لورا تخجل من أنتمائها الى عائلة وضيعة, أما أنا فلا , ورأي الناس لا أحفل ب , بل أحفل فقط برأي الذين لا يتأثرون بسوابق الأنسان , وأنما بمواهبه الحسنة".
وذكّرها كلامه هذا بوالدها مرة أخرى , ووجدت في الشبه بينهما ما يريح بالها ويطمئنها , وقبل أن تنام تلك الليلة , ضمها كال اليه برفق كما فعل في السيارة أمس , ولم يخيب أملها كبح جماح عواطفه , أذ أنها آثرت أن يطيل أرجاء ذلك ما أمكن.
وفي غضون الأسابيع الثمانية التي أنقضت على خطوبتهما , لاحظت أنه لا يترك فرصة تمر دون أن ينظر اليها بعينين زرقاوين تنضحان رغبة , ألا أنه كان يكبت عواطفه ويتصرف بأنضباط شديد , وقبل حفلة زواجهما بست وثلاثين ساعة , ذهبا الى مطار فالنسيا لملاقاة والده وشقيقته , وفيما هما جالسان ينتظران وصول الطائرة , جاء رجل وأمرأة وجلسا قربهما وأخذا يتعانقان علانية دون خجل , وتجنبت أنطونيا النظر اليهما , ولكنها لم تتمالك من أنتلمحهما مرة أو مرتين وتعجب كيف أنهما لا يباليان بأجتذاب الأنظار الى تصرفهما , وسألها كال قائلا بهدوء:
" هل هذا يزعجك؟ دعينا أذن ننتقل من هنا".
فأجابته أنطونيا :
" أستغرب تصرفهما هكذا أمام الأنظار ... ألا أن ذلك لا يزعجني الى هذا الحد.... هل أبدو لك أنني أتصنع الحياء؟".
" كلا , وألا لما أردت أن أتزوجك , ولكنني على ثقة بوجود جمر تحت الثلج , وأن قليلا من الحشمة أكثر أثارة من أطلاق العنان للغرائز ... على الأقل قبل الزواج".
ومع أنهما تحدثا عن أمور أخرى خطيرة تتعلق بالزواج , كرغبة كال في عقد قرانه في الكنيسة , فقد كان الكلام على الرجل والمرأة الجالسين بجوارهما أبعد ما توصلا اليه في الكلام على العلاقة الحسية.
وقال لها كال بصوت ناعم أقرب الى المغازلة مما سبق:
" هل هناك نار تحت الثلج, يا أنطونيا؟".
فشعرت بالأحمرار يصعد الى وجهها , فأجابت متلعثمة :
" لا , لا أدري.......".
" وكيف يكون غير ذلك , وفي كل حال , هنا في فالنسيا الباردات قلائل , وأما العشاق الذين لا يحسنون المغازلة فكثيرون!".
وهنا أعلن عن وصول الطائرة , فقال كال:
" أظن أن خالتك , حتى في هذه المرحلة من علاقتنا , لا توافق على أن أحدثك بمثل هذا الحديث!".
وكان والد كال رجلا جسيما وأقصر قامة من ولده , له شعر كث خطه المشيب , وعينان لا يعوزهما الدهاء , فقال لكال وهو يصافح أنطونيا:
" أخترت لنفسك أجمل فتاة رأيتها يا أبني".
ومع أن كال وصف أخته لورا وصفا سيئا , ألا أن أنطونيا أحبت أخته لورا , ربما لأنها أعجبت بطريقة لبسها وتصفيف شعرها.
وفيما بعد , حين دلّتها أنطونيا على غرفة نومها وتركتها تستحم وتبدل ثيابها أستعدادا لتناول طعام الغداء , قالت لها لورا :
" أنت تظهرين أصغر سنا مما أنت في الحقيقة , وأنا آمل أن تتمكني من العيش مع كال , فهو رجل من الصعب تطويعه!".
فقالت لها أنطونيا :
" أنا لا أريد تطويعه , بل أرضاءه!".
" يبدو لي أنك من الوداعة وسهولة الأنقياد بحيث تبعثين فيه الضجر....".
" أصحيح هذا؟ أنت تعرفينه أكثر مني , ولكنني لم ألاحظ عليه أمارات الضجر!".
فقالت لورا بشيء من التهكم:
" لم يكن بيني وبين زوجي السابق أية مشكلة خلال الستة الأشهر الأولى من زواجنا ,فالمشاكل حدثت فيما بعد!".
وفي اليوم التالي , عشية حفلة الزواج , أنهمكت أنطونيا في الأستعداد لها , وكان عليها أن تنهي كتابة رسائل الشكر على الهدايا التي تلقتها من الأقارب والمعارف وسواهم , وكان المنزل يغص بالضيوف من سائر أنحاء أسبانيا , وبما أن سام برنارد وأبنته لورا لم يكونا يعرفان الأسبانية , فكان لا بد من بذل مزيد من الجهد لئلا يشعرا بالغرابة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-11, 06:59 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكانت هدية كال لأنطونيا حلقا من الماس , فرحت به كثيرا لجماله وغلاء ثمنه , فكان يتلألأ من خلال حجابها المطرز وهي تهبط السلم بثوب العرس الأبيض الضيق الخصر , ذي الفتحة المنخفضة عند الصدر , وسافر العروسان كال وأنطونيا الى أنكلترا على متن أحدى طائرات شركة الطيران الأسبنية المسماة أبيبريا.
وما أن أقلعت الطائرة حتى قال لها:
" لو كنت محلك يا حبيبتي لأخذت قسطا من النوم الآن , أما أنا فأطالع كتابا أحمله في حقيبة يدي".
وأغمضت أنطونيا عينيها وهي تشعر أن أعصابها متوترة الى حد لا تستطيع عنده النوم, ودهشت حين فوجئت به ينحني نحوها ويقول لها:
" حان أن تستيقظي يا حبيبتي , فستهبط الطائرة بعد قليل".
وكانت الشمس مشرقة وهما في طريقهما من المطار الى وسط لندن, فكانت هذه أول مرة تقع عينا أنطونيا على وطن والدها ومكان سكناها الجديد.
وكانت أمتعة كال تقتصر على حقيبتين , بخلاف أنطونيا التي كانت تنقل عدة حقائب , وحين وصلا الى الفندق وجدا شقتهما جاهزة , فصعدا اليها , وكانت تتألف من ممر وغرفة نوم وغرفة أستقبال , وحمامين , أحدهما خاص بالسيدات والآخر بالرجال.
وقال لها كال وهما يخرجان أمتعتهما من الحقائب ويعلقانها في الخزائن:
" كلما أسرعت في تذوق الطعام الأنكليزي كان خيرا لك , وبما أننا لم نتناول الطعام في الطائرة , فأغلب الظن أنك جائعة الآن".
وكان كال على حق , خصوصا فيما يتعلق بأنطونيا , أذ كانت حقا تشعر بالجوع , ولجهلها أنواع الطعام الأنكليزي أختار لها كال شرائح من اللحم المحشو باللوز والعسل والتفاح , فلتذذت بها كثيرا , ثم تناولا الحلوى والقهوة , فيما كان كال يحدثها عن الأماكن السياحية التي سيريها أياها في المستقبل.
ووجدت أنطونيا صعوبة في التركيز على فهم ما كان يحدثها به , أذ كان خاطرها مشدودا الى الفراش الواسع الفخم الذي يتوسط غرفة نومهما في الفندق.
ولكن كم كانت دهشتها شديدة حين قال لها وهما خارجان من المطعم:
" الساعة لم تبلغ التاسعة بعد , فما رأيك في أن نتمشى قليلا ".
" كما تريد...".
" سأصعد الى الغرفة وأجلب لك معطفك".
وفيما هي تنتظر عودته , أخذت تسأل نفسها لماذا أقترح القيام بهذه النزهة , فهي لم تكن تشعر بالرغبة في النوم باكرا , ولكنها أستغربت كيف أن كال لم يستعجل العودة الى غرفة النوم.
ورجع كال يحمل معطف الفرو الذي كان هدية من خالها تيو يواكين لمناسبة زواجها , فأمسكه بيديه وأخذ يساعدها في أرتدائه .
وقالت له أنطونيا:
" ألا تحتاج أنت الى معطف؟ فثيابك , كما أرى , رقيقة لمثل هذا النوع من الطقس".
فأجابها:
" لا أحتاج الى معطف ألا حين يكون الطقس باردا جدا".
وخرجا من بوابة الفندق وأنعطفا يمينا حول زاوية الشارع , وقال لها:
" هذا شارع سلون الذي سترتادينه كثيرا في المستقبل لشراء ملابسك".
وفجأة أمسكها بيدها اليسرى ومشى الى جانبها متأبطا ذراعها , وكانت يده ساخنة كأنما كان الطقس في عز الصيف , مما جعل أنطونيا تشعر بحيويته ورجولته.
ولم يظهر عليه ما يدل على ضيق الصدر , حين كانت أنطونيا تتوقف بين الحين والآخر أمام واجهات المخازن , بل كان يشجعها على ذلك ويشير الى الملابس التي يظن أنها تلائمها.
وتابعا سيرهما في الشوارع المتفرعة من الشارع الذي يقع فيه الفندق, وكانت أنطونيا تعجب كل العجب بما تراه في الحوانيت من بضائع جميلة تفوق حد الوصف , حتى أنها دونت على الورقة عناوين الحوانيت التي ترغب في االعودة الى زيارتها في االمستقبل , ومن حيث لا تدري , شعرت بالراحة لأول مرة ذلك النهار , وحين أقتربا من الفندق في طريق عودتهما اليه , أدركت أنطونيا لماذا أقترح كال هذه النزهة سيرا على الأقدام , وتبادلا النظرات وهما يبتسمان , وشدّ كال على يدها بعطف فشعرت أنها أقل غربة مما كانت عليه من قبل , وأن كال صديق مخلص يبذل كل جهد لتسهيل الأمور لها.
ولكن عندما دخلا الفندق وصعدا بالمصعد الى غرفتهما , تذكرت أنطونيا ماذا ينتظرها تلك الليلة , فعاد الأنقباض اليها أشد مما كان .
وفتح كال باب الغرفة ووقف مفسحا لها طريق الدخول وهو يقول لها:
" أريد أن أستحم".
وأومأت بالأيجاب وأن كان حلقومها جافا من شدة التوتر , فلم تشأ أن تتكلم لئلا يلاحظ , وفي غرفة النوم خلعت عنها معطفها وعلقته في الخزانة , ثم أخرجت ملابسها الليلية ورمقت كال بنظرة في المرآة , وكان كال خلع سترته , وشرع يفك ياقته بهدوء وأتزان , وتلاقت نظراتهما , فحولت أنطونيا عينيها ونهضت مسرعة نحو غرفة الحمام.
وفيما هي تستحم تساءلت كم أمرأة عرفها كال من قبل , وماذا يتوقع منها هي , وتطلعت الى جسمها في مرايا الجدران , وقالت في نفسها أن هذا الجسم لم يعد لها وحدها , بل له هو أيضا ,وبعث هذا الشعور قشعريرة عنيفة في قلبها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-11, 07:09 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان كال سبقها الى غرفة النوم وجلس في كرسي وهو يرتدي ثوب الحمام الأبيض , وسارت أنطونيا الى المرآة , فجلست قبالتها وأخذت تسرح شعرها , وكان من الصعب عليها أن تتصرف على نحو طبيعي وهي تعلم أنه يراقبها , وحين شرعت تنزع الدبابيس من شعرها وتسرحه بالفرشاة سارع كال اليها قائلا:
" دعيني أسرحه لك".
وأخذ كال الفرشاة من يدها ووقف خلفها وراح يسرح شعرها الطويل , وبعد حين رمى بالفرشاة جانبا وجلس قربها قائلا:
" لا تفزعي مني يا أنطونيا".
ووضع يده على وجهها بلطف وأداره وعانقها برفق.
فأرتجفت يداها تحت يديه وأغمضت جفنيها , فهي أن لم تستطع أن تستجيب اليه , فبأستطاعتها على الأقل أن تستسلم اليه , ولكن الأستسلام أصعب مما ظنت , فبعد عدة لحظات , تزايدت سطوته وهو يعانقها.
وفجأة توقف وجلس مسترخيا وهو يتنفس بسرعة , وكانت عيناه تبرقان بريقا غريبا قاسيا , حين قبض على معصمها ووضع يدها على صدره وأخذ يضغطها على قلبه الخافق ويقول:
" هذا ما تفعلينه بي يا أنطونيا!".
وكان قلبها يسرع في خفقانه أيضا , ولكن ليس للسبب نفسه , وتراجعت قليلا , فقال لها:
" ما أجملك يا حبيبتي!".
فلو كانت تحبه لأثارها هذا الكلام , أما وهي لا تحبه , فقد أقلقتها شدة عاطفته وجعلتها تنفر منه , وكم كانت الحال بخلاف ذلك حين كان باكو ينظر اليها.
فما كان منها ألا أن نهضت مذعورة وأسرعت الى الفراش وأرتمت عليه وهي تشهق بالبكاء وتصيح:
" باكو ..... باكو!".
وهنا قبض كال على كتفها وأدارها اليه بقساوة وأخذ يحدق اليها بعينيه الزرقاوين الباردتين كالصقيع , ثم أنتهرها بصوت يتهدج غضبا وقال:
" من هو باكو اللعين هذا؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-11, 08:06 PM   #16

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية ررررروووعه ،، بانتظار التكملة

خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 30-04-11, 11:13 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- خطوبة ثانية

لم يلمس أحد أنطونيا بغضب من قبل , وأذا كانت أمها , في مناسبة من المناسبات القليلة , وجهت اليها ضربة تأديبية خفيفة فهذا من الماضي البعيد ولم يعد محفوظا في ذاكرتها , والمهم في معاملة كال القاسية لها , ليس الألم الذي أحست به في كتفها , وأنما عنصر المفاجأة الذي أنطوت عليه تلك المعاملة.
وفيما هي مستلقية على الفراش لعريض , تجفّف دموعها وتضبط عواطفها , مالت نظرته عن وجهها نزولا ببطء الى كامل جسمها , غير أن ذلك لم يغير على الأطلاق ملامح وجهه القاسية , وقال مرددا هذا السؤال بوجه عابس متجهم:
" من هو باكو؟".
فجلست أنطونيا ومسحت الدموع عن خديها بأناملها وأجابت:
" مات ,كنت مغرمة به , وهو مغرم بي , غرام حب لا أكثر ولا أقل , لم يكن صالحا للزواج بي , في نظر أفراد عائلتي!".
فلم يغه كال بكلمة وأنما نهض فجأة وأجتاز الغرفة الى خزانة ثيابه , فأخرج محارم من الكتان وعاد فوضعهما في يد أنطونيا.
" خير لك أن تستلقي الآن".
ثم خرج كال الى غرفة الجلوس , وحين عاد الى غرفة النوم كان يحمل في يده كأسا من الشراب , فناولها أياه وعاد الى أغلاق الغرفة , ثم جلس على كرسيه وقال:
" يبدو أنني كنت ساذجا , فأخذت كل شيء على علاّته!".
" ماذا تعني؟".
" ظننت أنك ستتعلمين فن الحب من زوجك مثلما كان شأن الفتيات فيما مضى , ولكن يبدو لي أنهن , حتى في أسبانيا......".
فقاطعته أنطونيا قائلة بصوت خافت:
" أنا.... باكو لم يمسنس مطلقا".
فقال لها كال:
" ولكنك كنت مغرمة به , ولا تزالين!".
فلم تنكر ذلك , فقال :
" أما كان يجب أن تخبريني بهذا الأمر منذ البداية؟".
" لم أعتبره أمرا هاما , فلو قلت لي أنن تحبني لكان من واجبي أن أخبرك بالأمر , ولكنك لم تلفظ هذه العبارة.... حتى في يوم زواجنا هذا !".
فوقف كال على قدميه بعصبية ظاهرة وراح يذرع الغرفة ذهابا وأيابا , ثم قال:
" نعم , لم أقل لك أنني أحبك , لأنني لست واثقا بمعرفتي ما هو الحب , فهو شيء دارج ومألوف , ولكنه في نظري لا يعني شيئا كثيرا!".
توقف قليلا , ثم نظر اليها مليا وقال:
" بي شوق شديد لأبقى معك الآن , وحين ألتقيتك , شعرت أنني وجدت فتاة رائعة الجمال , رفيعة التهذيب , حادة الذكاء تربي أولادي حسب السلوك وبالمقابل كنت مستعدا أن أكون زوجا أمينا وأبا حريصا على هناء عائلته , وبدا لي أن هذا أساس صالح لزواج سعيد لا يتزعزع , والآن عليك أن تذكري لي الأسباب التي دفعتك الى الزواج بي".
وكانت أنطونيا من التعاسة بحيث لم تدرك أن هناك أسبابا من الخير ألا تفصح عنها , فقالت:
" شعرت بميل اليك , ورأيت مع أمي أنني أكون أكثر سعادة مع زوج أنكليزي , وكنت أتوق الى أن يكون لي بيت خاص بي..... وهكذا أبعد عن خالتي".
ولاحظت أنطونيا أن عينيه تلمعان بالغضب , ولكن صوته كان هادئا حين قال:
" الشر الذي تعرفينه ولا الخير الذي لا تعرفينه , أما هكذا يقول المثل؟ ولقد قد تجدينني سيدا أقسى في معاملتك من خالتك تيا أنجلا".
فأجابته بلطافة:
" لا أظن ذلك".
ورأت أنطونيا بسعة حيلتها التي ورثتها من والدها جون مارلو أن هنالك وسيلة واحدة للخروج من هذا المأزق الذي وجدت نفسها فيه , فنهضت من الفراش وذهبت اليه , حيث كان واقفا وقالت:
" أنا آسفة يا كال , كان هذا النهار متعبا ومرهقا جدا , وأما الآن فتحسنت حالتي , فأرجوك أن تسامحني".
ووضعت يدها على صدره ووقفت على أصابع قدميها وعانقته , فأخرج كال يديه من جيوبه , ولكن ليس لأحتضانها بذراعيه بل لأبعادها عنه بشيء من القساوة , وقال لها:
" هذا لا يجدي نفعا يا أنطونيا , أنا أريد زوجة تكون لي من كل قلبها , لا زوجة تقوم فقط بواجبها نحوي....".
" ولكنني سأكون زوجتك بكل قلبي".
فرفع كال حاجبا وقال لها:
" بكل قلبك؟ لا أظن أن بوسعك أن تدّعي ذلك!".
" عليك أن تساعدني , فكيف لي أن أتحمس لشيء لا أعرفه بعد , أما قلت لي قبلا أن علي تعلّم الحب من زوجي؟".
وتأمل وجهها قليلا قبل أن يجيبها بقوله:
" نعم , وكنت مستعدا تحت ظروف غير هذه الظروف , أن أعلمك , أما الآن فكيف لي ذلك وأنت مغرمة بشخص آخر ؟ وكيف لا أشك وأنا أبادلك الحب بأنك تفكرين بذلك الشخص وتتخيلين أنه هو يعانقك لا أنا....".
وقبل أن تجيب تابع كلامه قائلا:
" هذه الليلة سأنام على أحد المقاعد في غرفة الجلوس , فأذهبي أنت الى الفراش ونامي هناك .... لربم أصبح صافي الذهن غدا صباحا.... فهذا النهار , كما قلت كان مرهقا".
ومرّ من أمامها الى السرير وأخذ واحدة من المخدتين , ثم ودّعها وخرج من الغرفة وأغلق بابها وراءه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-11, 05:48 PM   #18

قلب العطاء

? العضوٌ??? » 173120
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » قلب العطاء is on a distinguished road
افتراضي

سلمت اناملكم

قلب العطاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-11, 11:19 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأستيقظت في صباح اليوم التالي وهو يهزّ كتفيها برفق ويقول :
" طلبت لك طعام الفطور , وسيحضر خلال ربع ساعة".
ولم يكن يلبس ثوب الحمام , بل بيجاما من الكتان بدون قميص وفيما هو يسير متجها الى الحمام , رأت أنطونيا لأول مرة ظهره العاري فتذكرت في الحال ظهر حصان أصيل , وتعجبت كيف يكون له مثل هذه العضلات وهو ينفق معظم وقته في الطائرات ووراء طاولات أجتماعات.
نهضت من الفراش وسارت الى خزانة الثياب وأخذت منها رداء من الحرير الملوّن بلون الزهر ,وفي غرفة الحمام الخاصة بالسيدات أستحمت تاركة عملية التجميل والتزيين الأعتيادية الى ما بعد طعام الفطور , ثم عادت الى غرفة النوم لتسريح شعرها فسمعت صوت الخادم وهو يجر عربة الطعام.
وكان كال طلب الطعام لهما معا , فأكلا بصمت , وحرصت أنطونيا على تركيز نظراتها على صحن الطعام أمامها , ولكنها كانت , بين الحين والآخر , تلاحظ أن كال يراقب حركاتها , فتساءلت أذا كان قد أنتبه الى أن جفونها لا تزال متورمة من كثرة البكاء في اليلة الفائتة.
ففي تلك الليلة لم تنم ألا في ساعات الصباح الأولى وفيما كانت مستيقظة شعرت بالندم لعجزها عن السيطرة على نفسها وهي بين ذراعي كال , فهي لو فعلت لتجنبت المأزق الذي سبّب تلفظها بأسم باكو , ولكانت الآن تتناول الطعام مع عريسها بأطمئنان وأنشراح , وكأنما قرأ كال أفكارها , فقال لها فجأة :
" ليتك تخبريني المزيد عن هذا الشاب الذي يدعى باكو , قلت أنه توفي , فكيف كان ذلك؟".
" قتل في حادث سيارة".
" كم طالت معرفتك به؟".
" مدة قصيرة .... لا تزيد على ستة أشهر".
جوابا على أسئلته سردت أنطونيا عليه قصتها مع باكو من بدايتها الى نهايتها , ومما قالته أنها كانت في السيارة مع باكو , وهما في طريقهما الى الفرار من وجه والدتها , أذ أعتقدت أن ذلك ربما حملها على الفوز بزواجها ممن تحب , وكان باكو فتى نشيطا وذكيا , فلم يكن من الصعب على خالها أن يجد له عملا أفضل بكثير من العمل الذي يقوم به , فقال لها كال:
" لا أريد أن أقلّل من شأن عاطفتك الجامحة نحو الشاب , فالحب الأول يكون دائما مصحوبا بمثل هذه العاطفة خصوصا أذا لاقت مقاومة من الأهل , ولو كنت مكان أمك وخالتك لتركتك وشأنك وبذلك تنطفىء شعلة ذلك الحب شيئا فشيئا........".
ووضع كال سكينه وشوكته على الصحن أمامه وأسند ظهره الى الى الكرسي وتابع قائلا:
" وهذا ما سيحدث مع الأيام , قد تطول وقد تقصر , وسترين كيف ستنسين الماضي كلّما توثّقت علاقة واحدنا بالآخر , والآن أعدك بأنني لن ألمسك ألا أذا أنت رغبت في ذلك , وسنعيش معا كما لو بعد خطيبين ".
وفجأة لمحت في عينيه الدفء والدعابة اللذين عهدتهما فيهما , من قبل , فشعرت بالراحة والأطمئنان , ثم صرفا بقية النهار في التسوق والتنزه , ولما رجعا الى الفندق كانت أنطونيا شاهدت القصر الملكي وأماكن سياحية أخرى تثير الدهشة لفخامتها وروعتها وقيمتها التاريخية الجليلة.
وفي المساء أصطحبها كال الى المسرح الوطني , ثم الى أحد المطاعم المحببة اليه, ولدى عودتهما الى الفندق قالت له أنطونيا وهما في المصعد الى غرفتهما:
" أرجوك يا كال أن تدعني أنام على المقعد لأنني أقصر منك قامة , ونم أنت في السرير , فليس من العدل أن تتحمل أنت وحدك كل هذا العناء".
" المقعد لا يزعجني أبد".
" وأن يكن , ليتك تجيبني الى طلبي فأشعر بمزيد من الراحة".
" هل أنت متضايقة؟".
" نعم ,فلولاي لما كنا في الحالة الشاذة التي نحن فيها ..".
" اللوم لا يقع عليك وحدك , بل عليّ أيضا , لأنه فاتني أن أدرك أن الطريق الى قلبك لم يكن سهلا ممهدا كما ظننت".
" وكيف ذلك؟".
" تذكرين أنني أخبرتك , عندما تلاقينا لأول مرة , كيف وصفك أحدهم لي , ثم قلت لك بعدئذ أنني تعجبت لماذا لم تسأليني من هو الذي وصفك لي , وكان عليّ أن أفهم أن المرأة لا تكون غير مبالية للمديح ألا أذا كان قلبها مليء بحب رجل واحد".
وتوقف المصعد , فخرجا الى الممر وسارا الى باب غرفتهما , وفيما هو يدير المفتاح في القفل , قالت له أنطونيا:
" والآن قل لي , من هو الذي وصفني لك؟".
وقف كال مفسحا لها مجال الدخول , وكانت غرفة اللوس مضاءة بنور خافت , والستائر التي أسدلت في غيابهما أشاعت الدفء في الغرفة , مما جعل أنطونيا تسرع الى خلع معطفها , وفيما هي تفعل ذلك شعرت بكال يمد لها يد المساعدة , قال لها:
" هو رجل فرنسي , الذي وصفك لي , ويدعى روجيه , ألتقاك أنت ووالدك في أحد المؤتمرات التي عقدت في فالنسيل السنة الماضية".
" مع الآسف لا أتذكره".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-11, 12:10 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وألقى كال المعطف على أحد الكراسي , ووضع يديه على كتفيها قائلا:
" كان على حق في وصف عينيك , فالحدقتان كالعسب الغامق الصافي , ولكنه نسي أن يصف فمك , وأذنيك وعنقك الرائع وكنت أتأمل في هذا كله عندما كنا في المسرح".
وكان ظهره الى القنديل , فلم تستطع أنطونيا أن تتبيّن ملامح وجهه في العتمة , غير أن نبرة صوته أثارت شعورا غريبا في أحشائها ... فقالت له:
" قلت لي أنك أعجبت بالمسرحية".
" نعم , ولكنني كنت أجد النظر اليك من حين الى آخر , أجمل من متابعتها".
ورفع يديه عن كتفيها , من دون أن يتراجع الى الوراء وقال:
" وعدتك ألا أغازلك , ولكنني لم أعدك بألا أتغزل بك , وأنني أنوي أن أفعل ذلك ما أستطعت , على أمل أن يأتي يوم لا يعود فيه الكلام كافيا لك , وحين يأتي ذلك اليوم , فسأحلق ذقني وأستحم في الليل , أما الآن فسأستمر على عادتي , فأفعل ذلك في الصباح .... أعطني عشر دقائق لأبدل ثيابي وأستعد للنوم , قبل أن أضع الغرفة كلها تحت تصرفك".
وكانت لا تزال في الحمام , حين ناداها قائلا:
" تصبحين على خير يا أنطونيا".
ولم تستسلم أنطونيا الى النوم بسهولة , وعندما أفاقت في الصباح شعرت بالراحة والأنشراح , فنهضت من فراشها وفتحت الباب بهدوء.
كان لا يزال نائما , وكان منبطحا على بطنه ويده مطوية تحت صدره , فرأت أنطونيا وجهه , ولما أخذت تتأمل ملامحه وجدت أنه وهو نائم أكثر دعة منه وهو في حال اليقظة , وكانت الساعة بلغت الثامنة , وهو الوقت الذي يستفيق فيه عادة , فأنحنت عليه قائلة بصوت خافت:
" كال..... حان وقت نهوضك ... كال.... كال".
فتحرك كال على ندائها وأخرج من فمه صوتا يدل على تضايقه , فقالت له:
" الساعة الثامنة يا كال!".
فأخذ كال يتقلب في فراشه دون أن يفتح عينيه وقال:
" عودي الى فراشك وأهدأي يا أمرأة!".
ومد ذراعا نحوها , ولو لم تكن قد أنتصبت واقفة لطوق خصرها , ولكن ذراعه الآن لم تستطع الوصول ألا الى ركبتيها , فشدّها اليه حتى وقعت فوقه , فمد ذراعه الأخرى وأحتضنها فصاحت به:
" كال....... أنا أنطونيا....".
ففتح كال عينيه , ولما رآها أرخى ذراعه وتركها تقف على قدميها وتسرع راجعة الى غرفة النوم , وفيما هي تستحم وتتجمّل وتتزيّن , كان كال لبس ثيابه وتهيأ لتناول طعام الفطور , وحين خرجت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس , أستقبلها كال بترحاب وأجلسها الى المائدة وهو يحييها تحية الصباح.
وكان كال طلب نسخة من جريدة الصباح , فأعطاها القسم الذي تهتم بقراءته النساء , وأحتفظ بالقسم الآخر , ولكن أنطونيا لم تكن قادرة في ذلك الصباح على حصر أفكارها , وتساءلت أذا كان كال يتمتع بالقراءة كما يتظاهر , ونظر اليها كال من فوق صفحات الجريدة وسألها أذا كانت تتلذذ بطعامها , فأجابته بالأيجاب , ولما عاد الى متابعة القراءة , وجدت نفسها تسأله فجأة:
" من ظننت أنها توقظك هذا الصباح؟".
فنظر اليها متأملا قبل أن يجيبها قائلا:
"لا يمكنك أن تظني أن رجلا في مثل سني لم تكن له علاقة حميمة ".
" كلا , أعرف ذلك , ولكن بدا لي أنك تحب تلك التي حسبتني أنها هي".
فأجابها ببطء:
" لا , لا أحبها , سعدنا بمعاشرة واحدنا للآخر وقتا من الزمن , ولكن لا مبرر لشعورك بالغيرة منها , فيجب أن تتأكدي أنني لم أعشق أمرأة واحدة في حياتي , مثلما أعشقك يا حبيبتي".
وبعد تناول طعام الفطور أخبرها أن عليه القيام بعدة مخابرات تلفونية , وأقترح عليها أن تذهب الى السوق وحدها , وكان كال أعطاها بعض المال وأخبرها أنه بعد وقت قليل سيفتح لها حسابا خاصا في المحلات التجارية الكبرى , ولكنها , في الواقع , لم تشتر سوى أشياء بسيطة , ففكرة أنفاق أموال كال , حين لم تكن أمرأته بالفعل , جعلها تشعر بالضيق والكآبة.
ولذلك , فعندما رجعت الى الفندق قال لها كال:
" حسبت أنك سترجعين بأكوام من العلب, ماذا جرى؟".
" لم أجد أنني بحاجة الى شيء الآن".
ثم قال لها عندما كانا يتغديان في المطعم:
" آسف أنني أهملك بعض الشيء , ولكن هل تعتقدين أن بأمكانك تسلية نفسك اليوم بعد الظهر ؟ فلدي مشكلة مستعجلة فوجئت بها , ومن الضرورة أن أهتم بها بنفسي".
" كيف لا ؟ فبأمكاني التجول في المدينة وقتا من الزمن , ثم أعود الى الفندق".
وركبا في التاكسي معا الى سوق المدينة , حيث أفترقا على أن يلتقيا في أحد الفنادق القريبة من شارع بوندستريت وقال لها كال:
" قد تجدين من الصعوبة الحصول على تاكسي في ذلك الوقت من النهار".
فأجابت:
" ألا يمكنني أن أستقل قطار تحت الأرض؟".
" أفضل ألا تفعلي ذلك , فهو غير نظيف ومزدحم بالركاب وفيه بعض الأحيان أناس غير مرغوب فيهم".
" أنا لست طفلة يا كال , ثم أنني أتكلم الأنكليزية".
" وأن يكن , من الأفضل أن تبقي فوق الأرض!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.