آخر 10 مشاركات
102 - بعد 15 سنة ...؟! - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          101-وردة الصحـــــراء-روايات ألحـــــــــــــــــــان (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          13-كلنا أحببناها - روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          10-الحب الحقيقي -روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-لقاء وفراق-روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          القلب النبيل - للكاتب مجدي صابر - روايات ندى (الكاتـب : Just Faith - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أحلام بلا حدود - باتريسيا ويلسون - أروع القصص والمغامرات ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-11, 04:25 PM   #51

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


5- وداعا يا حبيبي

وفي مساء ذلك اليوم , أطلعت أنطونيا على تفاصيل خطف الطائرة وعلى المقابلات الصحافية التي أجريت مع المخطوفين العائدين الى لندن , وتوقعت أن يخاطبها كال بالتلفون مرة أخرى , ولكنه لم يفعل فشعرت بالحرج والضيق.
وفي اليوم التالي نشرت الصحف قائمة بأسماء المسافرين على تلك الطائرة المخطوفة , فلم يتوقف التلفون عن الرنين للسؤال عن صحة كال , خصوصا لأنهم , وهم أصدقاؤه ومعارفه , لم يشاهدوا وجهه على شاشة التلفزيون في الليلة الفائتة.
وألى ذلك الحين لم يخاطبها كال بالتلفون , فقالت لنفسها قد يكون السبب أنشغال الخطوط التلفونية لكثرة المكالمات , وهو لا بد أن يخبرها متى ستحط به الطائرة في مطار لندن يوم الجمعة لتكون في أستقباله!
وكان شعورها بأنها تحب رجلا حيا , لا رجلا ميتا , قد بعث في نفسها الأرتياح , فهي منذ وقت طويل شعرت بأن قلبها مات مع باكو ولن يعود الى الحياة , ولكن المستقبل الآن تحوّل الى أفق لا حدود له من الأمكانات والأحتمالات , بعد أن كان في نظرها خاليا كسطح القمر.
فأن تصبح ملأى بالحياة مرة أخرى بعث فيها أحساسا غريبا , سيمضي وقت طويل قبل أن تتعود عليه , وأدركت أن خالتها وأمها كانتا على صواب , فعاطفتها نحو باكو , بالقياس الى حبها لزوجها , لم تكن سوى نزعة جامحة لا أكثر.
وحين أسترجعت تلك العلاقة مع باكو أدركت أنها كانت هي الشريك المسيطر , فلو كان كال محل باكو , لكان هو الذي أقترح ونظم عملية الهروب للزواج بها , أو لكان رفض القيام بها , كان كال رجلا بكل معنى الكلمة , وأما باكو فكان شابا ضعيف الشخصية قد يشتد عوده مع الأيام على أنها لا تستطيع ألا الشعور بالحنان نحوه وأن تلوم نفسها لأنها السبب في موته المبكر , وأن كانت وقعت في غرامه , فلأنه كان وسيما.
غير أن كال هو الآخر , يحوز على أعجابها , ولكن بطريقة أخرى , كان صلبا , واثقا من نفسه , مما جعله موضع ثقة وأطمئنان , فلا يمكن لأمرأة أن تسيطر عليه , ولكنه أذا أحب أمرأة فلا حدود للتساهل والتسامح معها.
خطرت هذه الأفكار ببال أنطونيا وهي تنتظر رجوع كال من رحلته , حتى توصلت في آخر الأمر الى التساؤل أذا كان حب زوجها لها بقي كما كان يوم عرض عليها فكرة الزواج به.
ففي ذلك الحين قال لها: ما أن أنطر اليك حتى أريدك , وهذا قول ينم عن رغبة فقط لا عن حب بالمعنى الصحيح.
ثم أنها في بادىء الأمر أعتقدت أن الحب شيء لم يختبره , مكتفيا بالعلاقات العابرة , أما الآن , فعلمت مما قالته لها لورا أن هناك أمرأة تمنى أن يقيم معها علاقة أبعد من ذلك .
وخيل اليها أن ديانا وبستر تناسبه من كل الوجوه , فهي ذكية , مستقلة الرأي , قادرة على النجاح في حقل لا يزال يسيطر فيه الرجال , وأذن , فكيف لها , هي أنطونيا , أن تنافس أمرأة كهذه من الناحية العقلية؟ بل كيف لها أيضا , حتى في الأنوثة , أن تتطاول عليها وهي لا تقل عنها جمالا وذوقا في المسلك واللبس؟
على أن الجمال , في آخر الأمر مسألة ذوق , ولعل كال يؤثر أن يرى عند الصباح رأس أمرأة شقراء لا سمراء.
وجاء يوم الجمعة بعد طول أنتظار , ولكن بدون أن تعرف بالتحديد متى يصل كال الى البيت , ولولا أنهماكها في التطريز كل تلك المدة لأنهارت أعصابها من فروغ الصبر , وبعد أن تناولت طعام الفطور لبست وتزينت بمنتهى العناية , على الرغم من أنها كانت على يقين أن كال لن يحضر قبل وقت العصر.
وبدت لها ساعات بعد الظهر لا تنتهي , وأسفت , وهي تصنع آخر قطبة في غطاء المخدة الذي تطرزه , أنها لم تشتر وجه مخدة آخر حين مرت البارحة أمام حانوت مختص ببيع مواد التطريز.
وحاولت أنطونيا أن تركز على المطالعة , فلما وجدت ذلك مستحيلا دخلت المطبخ لتتحدث الى روشيو التي كانت تهيء العشاء أحتفاء بعود كال .
وجلست أنطونيا على كرسي مرتفع وراحت تراقب روشيو في عملها , قالت لها روشيو:
" ليس هنا مكانك الآن يا سيدتي , فرائحة البصل تفسد ثيابك وشعرك".
" لا بأس , زوجي يحب رائحة البصل".
" أنني أتساءل ماذا ستكون هديته لك هذه المرة".
" هو لا يحمل لي هدية حين يعود من رحلاته".
" هل نسيت؟ اليوم ذكرى مرور شهرين على زواجكما , فحين مرّ شهر واحد أهداك ذلك العقد الرائع , ولعله بعد مرور شهرين يهديك أسوارة تنسجم مع العقد , فهو لا ينسى التواريخ يا سيدتي , حتى لو نسيتها أنت وكان عليّ أن أذكرك بها.......".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:27 PM   #52

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



وفي تلك اللحظة رن جرس التلفون , فقفزت أنطونيا من مكانها وأنتزعت السماعة وقالت:
" أنطونيا برنارد!".
فجاءها جواب كال:
" سأكون عندك بعد نحو ساعتين!".
" هل عدت؟ آه يا كال لماذا لم تخبرني قبل الآن عن عودتك؟ كان في ودي أن أذهب للقائك , أين أنت. في المطار؟".
" كلا , في مكتبي , يجب تصريف بعض الشؤون المستعجلة حتى لا أعمل غدا , سأحاول أن أصل الى البيت قبل الخامسة ليكون أمامي متسع من الوقت للأستحمام وتغيير ثيابي قبل الخروج لتناول طعام العشاء.....".
" ولكن.......".
وقبل أن تتمكن من أخباره أن روشيو تعد له عشاء خاصا قاطعها قائلا:
" هل نسيت دعوتنا الى الحفلة؟ هذا شيء مزعج , ولكن علينا أن نلبي الدعوة , ويمكننا ألا نمكث هناك أكثر من ساعة واحدة.
وأغلق الخط كعادته حين لم يكن لديه شيء يقوله , فقالت له روشيو:
" ما الخبر يا سيدتي ؟ لماذا أراك قلقة متجهمة الوجه؟".
" لا شيء يقلق يا روشيو ....... أنما نسيت أن علينا الذهاب الى حفلة أستقبال قبل أن نتمكن من تناول عشائنا".
وبعد مضي ساعتين أو أكثر حضرت أحدى سيارات الشركة يقودها سائق خاص , ولما توقفت أمام البوابة الأمامية نزل منها كال قبل أن يتمكن السائق من فتح الباب له.
ظنت أنطونيا أنه سيأتي من المطار مباشرة , فعزمت أن تسرع نحوه وتعانقه دليلا على فرحه بعودته اليها سالما معافى , ولكن فجأة فقدت حماسها للقائه على هذا النحو.
وسار كال بأقدام ثابتة في الممر الخارجي , فرأى أنطونيا واقفة في الشباك تلوح له بيدها , ثم أسرعت الى مدخل البيت ترحب به , فقال لها معانقا:
" كيف حالك يا حلوتي!".
وأقبل ماركوس وروشيو يرحبان بسيدهما , ثم لم يلبثا أن أنسحبا تاركين كال وأنطونيا ليخلو لهما الجو , على أن كال بعد أنسحابهما لم يرافق أنطونيا الى غرفة الجلوس بل قال لها:
" الوقت أمامي ضيق , فالأفضل أن أسارع الى الأستحمام وتغيير ثيابي في الحال , ويمكننا أن نتحدث ونحن في طريقنا الى الحفلة... قولي لروشيو أن تضع لهاريسون السائق أبريقا من الشاي......".
وراقبت أنطونيا زوجها يصعد الدرج الى الطبقة العليا , فأبتسمت وألتفتت الى السائق ودعته قائلة:
" تفضل الى المطبخ".
فلو كانت العلاقة بينها وبين كال علاقة زوجية طبيعية لرافقته الى الحمام وجلست على حافة الحوض تحدثه وهو يستريح في الماء الساخن ,أما والحالة كما كانت عليه , فلم تره ألا بعد أن أستحم ولبس ثيابه ونزل الى غرفة الجلوس وعليه أمارات الراحة والهدوء , وقال لها:
" لدينا وقت لتناول فنجان من الشاي أو القهوة , فماذا تفضلين؟".
" القهوة!".
وطلبت أنطونيا من روشيو أعداد فنجانين من القهوة , ثم خاطبت كال قائلة:
" كم شعرت بالقلق عليك يا كال!".
" نعم , أنتظار الأخبار يهلك الأعصاب... وأرجو ألا أجبر على تكرار سرد ما حدث ردا على أسئلة الذين سيحضرون الحفلة , تحدثت عن هذا الأمر ما فيه الكفاية! هل أزعجك الصحافيون بأسئلتهم؟".
" هنالك قائمة قرب التلفون بأسماء اللذين أتصلوا للأطمئنان عليك!".
" سأقرأها في وقت آخر... في هذه الليلة أريد أن أنسى كل شيء..".
وألتفت فرأى المخدة التي قامت أنطونيا بتطريزها , فصاح :
" ما هذا؟".
" فاني علمتني التطريز , فساعدني ذلك على تمضية الوقت في غيابك".
وراقبته وهو يدير قرص التلفون ثم تحدث الى فاني بمودة وهو يحتسي الشاي.
ثم قال لأنطونيا بعد أن أنهى حديثه:
" حان وقت أنصرافنا ......هيا بنا يا عزيزتي!".
وكان هاريسون في السيارة يقرأ الجريدة , وحين رآهما نزل من السيارة وفتح لهما الباب الخلفي, وفي الطريق الى مكان الحفلة , قال لها كال:
" وجدت بأنتظاري في المكتب تفاصيل منزلين للبيع , وسنذهب غدا لنراهما..".
وعدا ذلك لم يدر بينهما حديث يذكر , أذ جلس كل منهما بعيدا عن الآخر كأنهما لم يكونا عريسين , وكأن أحدهما لم يرجع حيا من بين شدقي الموت , ورغبت أنطونيا الأقتراب منه وألقاء خدها على كتفه , ولكن كال كان يحدق الى الأمام وهو غارق في التفكير بأمور لا علاقة لها بها.
وحين وصلا الى مكان الحفلة , لم تر بين الحضور لأول وهلة وجها تعرفه , الى أن حانت منها ألتفاتة الى صدر القاعة فلمحت ديانا وبستر , فتساءلت هل كان كال يعلم أنها ستكون في الحفلة؟ ألهذا السبب أصر على الحضور ,مع أنه قال لها مرارا أنه يكرح الحفلات التقليدية.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:28 PM   #53

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولقي كال , كما توقع , أناسا كثيرين همهم أن يعرفوا تفاصيل ما جرى للطائرة المخطوفة , وأقبلت ديانا نحو أنطونيا من بعيد , وكان بوسعها أن تتجاهل وجودها , ورأت أنطونيا أنه كان على ديانا أن لا تقبل نحوها لئلا يتندر الحاضرون بمرأى زوجة كال ورفيقته الابقة جنبا الى جنب , على أن ديانا لم تكن من النساء اللواتي يخطر ببالهن مثل هذه الخواطر , فهي لم تسلم على أنطونيا فحسب , بل دعتها الى الجلوس في مقعد قريب , وتساءلت أنطونيا ماذا يمكن لكال أن يفكر حين يراهما معا.
وقالت لها ديانا:
" ما أجمل ثيابك".
وكانت أنطونيا ترتدي ثيابا أنكليزية الصنع والتصميم , ألا أن حذاءها كان أسبانيا , ذلك لأنها وجدت الأحذية الأنكليزية باهظة الثمن وواسعة من الأمام فلا تنسجم مع قدمها النحياة.
وقالت لديانا:
" مهنتك صعبة جدا ... فماذا أغراك بها؟".
" أتخذت مهنة العمل في التلفزيون صدفة , وبعد أن درست الأدب الأنكليزي في جامعة أكسفورد وكان في نيتي أن أمتهن التدريس , غير أنني ككثيرات غيري من الفتيات الذكيات لم أحترس في معاشرة الرجال , فحصل ما حصل.... كان ذلك مصيبة آنذاك , خصوصا أنه كان علي أن أقضي الشهرين الأخيرين في الفراش , ولحسن طالعي كان والد أبني في وضع مالي يمكنه من أعالتي , ولكنني كرهت أن أكون عالة عليه , فأقترح أحد الأصدقاء عليّ أن أعمل في شركة التلفزيون , وتدرجت في هذا العمل الى أن بلغت مكانة مرموقة , وهكذا أنقلب ما أعتبرته مصيبة الى عكسها , فلي مهنة تناسبني أكثر مما كانت تناسبني مهنة التدريس , ولي أبن يشبهني في كثير من الوجوه".
" كم عمره؟".
" 14 سنة , وأنا اليوم في الخامسة والثلاثين من العمر".
وفكرت أنطونيا أن ديانا , أذن أكبر سنا من كال , وتعجبت لهذا الواقع , أذ حسبت أن ديانا لم تكن تتجاوز الثلاثين من عمرها , ذلك أن وجهها غض البشرة , لا أثر للتجاعيد فيه.
وتابعت ديانا كلامها قائلة:
" العمل في التلفزيون كالعمل في الصحافة , ولكن هنالك متعة في الظهور أمام الجمهور ... أنت , هل تخليت عن مهنة ما عندما تزوجت كال؟".
فأجابتها أنطونيا :
" كلا , كان بودي أن أتابع دراستي الجامعية ألا أن ذلك لم يرق لعائلتي!".
" وكيف قبلت بأن يمنعوك من ذلك؟ يجب أن يكون مزاجك مطواعا أكثر مما ظننت".
ومع أن ديانا نطقت بهذه الملاحظة بلباقة وخفة ظل , ألا أن نطونيا أشتمت فيها شيئا من اللؤم فقالت:
" كان ذلك مخيبا للآمال , ولكنه كما في تجربتك أنت أنقلب الى الخير , فلو ذهبت الى الجامعة , لما كنت هنا زوجة لكال".
" ومغرمة به على ما يبدو....... هذا يلائم مزاجه كل الملاءمة!".
" كل أنسان يلائمه الحب........".
" نعم , ولكن ضمن المعقول , فالمبالغة في الحب أمر خانق , غير أن كال , لا يسمح لأية أمرأة أن تتدخل في أستقلاله......فأنا أعرفه حق المعرفة .... لصداقتي مع لورا!".
" نعم..... أخبرني أنك ولورا من المؤمنات بحركة تحرير المرأة !".
" وهل حذرك من خطر تعاليمها؟".
" أعرب لي عن آرائه في هذا الموضوع ....... ولم يقل لي ماذا عليّ أن أعتقد!".
" وماذا تعتقدين؟".
" بما أنني عانيت الكبت والقمع من النساء لا من الرجال , فأنا لا أميل الى وضع الحق على الرجال في كل ما عانيت من مصاعب في الحياة".
" تقصدين أمك؟".
" كلا , أمي أمرأة طيبة القلب , ولكن لي خالة متجبرة أستبدت بأدارة البيت بعد وفاة جدتي!".
" لا بد أن خالتك تعاني من خيبة أمل , فيجب العطف عليها , فلو سمح لها بالخروج طليقة الى العالم والعمل بما هو أكثر أبداعا من أدارة الشؤون المنزلية , لما أصبحت متجبرة مستبدة... وأنا أعلم أنني لو عشت منذ نصف قرن لجن جنوني بسبب أضطراري للخضوع لمشيئة والدي الى أن يأتي من يتزوجني أو أبقى عانسا مسحوقة طول حياتي ".
" أوافق على كلامك , ولكن ليس الى حد أعتبار أدارة الشؤون المنزلية عملا لا أبداع فيه.. هل تعرفين طون رانكن وزوجته فاني؟ ".
" كلا".
" فاني رانكن لها سبعو أولاد وبيت كبير تدير شؤونه وهي أمرأة واسعة الأطلاع وحلوة المعشر الى حد بعيد , حتى أنها جعلت من كونها زوجة عملا فنيا قائما بذاته , فحين يكبر أولادها تكون أرسلت الى العالم بسبعة أشخاص مثقفين , فأذا لم يكن هذا أنجازا عظيما , فما هو الأنجاز العظيم أذن؟".
وقبل أن تتمكن ديانا من الأجابة سمعت كال يقول:
" لا بد أنك تكررين أنشودتك المفضلة يا ديانا.... ولكنك لن تستطيعي أقناع أنطونيا بآرائك .... فهي مغسولة الدماغ جيدا من أصحاب الآراء المعاكسة...".
فأجابته ديانا على الفور:
" لا أحلم بأن أكون قادرة على أقناع زوجتك يا كال , فأنت تجهل التطور الذي طرأ على آرائي , كنت ضد الزواج فيما مضى , ولكنني الآن أعترف بخطأ ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:30 PM   #54

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونهضت ديانا من مكانها ووقفت وجها لوجه أمام كال وقالت له:
" لو عشت سنواتي الماضية من جديد , لما جزمت بأن الزواج لا يلائمني , بل كنت أذا جاءني من أحب تخليت مسرورة عن مهنتي وتزوجته من دون تردد ....أما الآن ففاتني القطار".
ورمقت أنطونيا بنظرة وقالت لها:
" وداعا يا سيدة برنارد".
وفيما هي تشق طريقها وسط الجمع قال كال لأنطونيا:
" دعينا نخرج من هذا الجحيم!".
" هيا!".
ولزم كال الصمت في طريق العودة الى البيت , فتساءلت أنطونيا أذا كان نادما لأنه لم يجتهد بما فيه الكفاية لأقناع ديانا بالزواج به.
وبعد حين قالت لكال:
" هل ألتقيت أبن ديانا وبستر يا كال؟".
نظر اليها وقال:
" يا ألهي! هل أخبرتك قصة حاتها؟ نعم ألتقيت بأبتها , فوجدته فتى لا بأس به أذا قيس بوالد الذي هو نموذج أنساني تعس!".
" لماذا؟ ألأنه لم يتزوج ديانا؟".
" كان يريد أن يتزوجها على ما أظن , ولكنها هي التي رفضت , قلت ذلك عن الرجل لأنه سمح لها أن تنكر عليه رؤية ولده , فهو لا يعرف عنه شيئا ألا من التقارير!".
وفي تلك الليلة , وهي في فراشها راحت تفكر في قول ديانا لها : أنت مغرمة بكال على ما يبدو.. هذا يلائم مزاجه الى حد بعيد!".
وتساءلت أنطونيا كيف بدا لديانا ذلك؟ وأذا كان بدا لها , فلماذا لم يبد لكال؟ فهل وقعت في غرام رجل لا يهتم ألا بالمشاكل العملية؟ ثم تذكرت أحد الكتب التي وجدتها في غرفته , وهو كتاب شعر , فمن يعنى بقراءة الشعر لا يكون أنسانا عاديا..
وأنتهت أنطونيا في تفكيرها الى الجزم بأنها تحبه ولكنها لا تفهمه , ثم أغمضت عينيها لتستقبل النوم بحسرة عميقة.
حالما رأت أنطونيا المنزل المسمى مالبري لودج أدركت أنها , أذا أستطاعت أن تجعل كال يقع في غرامها – فأنها ستكون سعيدة جدا بالأقامة معه , كان منزلا قديما صغيرا , حجارته قرميدية أعاد الى ذاكرتها سفوح الجبل الكائن وراء فنكادي لافيسيدا بأسبانيا , وكان المنزل خاليا بعد أن سكنته أمرأة في الرابعة والثمانين لم تعد قادرة على تدبير شؤونه وصيانته , وعلى الرغم من حاجته الى الترميم , فأنه بدا رائع الجمال ويخيم عليه السحر , وكانت تحيط به حديقة غناء , مغطاة بالعشب الأخضر , ولا يعوزها ألا شيء من العناية لتعود الى سابق عهدها من الروعة.
على أن المطبخ وتوابعه لم يرق لكال , ولكن أنطونيا رأت أن هذا النقص يهون لو أخذ كال بعين الأعتبار غرفة الجلوس ذات الجدران الخشبية والنوافذ العالية , والموقدة الضخمة التي تتصدرها , وتخيلت أنطونيا في الحال تلك النوافذ وعليها ستائر طويلة الى الأرض , كما تخيلت وجود مقعدين طويلين مريحين على جانبي الموقدة , تتوسطهما سجادة شرقية , وتعلوهما هنا وهناك لوحة تمثل منظرا للريف أو البحر.
بقي عليها أن تعرف رأي كال , ألا أنها ترددت في سؤاله مخافة ألا يشاركها حماسها للمنزل , وكانا قد شاهدا منزلا قبل الظهر , فلم يبد كال رأيه فيه , ذلك المنزل أقرب الى لندن وأكثر ترتيبا من هذا المنزل .
وقالت له بعد أن فرغا من الطواف في الحديقة:
" هل نعيد النظر في داخل المنزل مرة أخرى؟".
فأجابها وكأنه أتخذ قراره ولكنه لا يمانع في تلبية طلبها :
" نعم , بكل تأكيد , فلدينا متسع من الوقت".
وفي أحدى الغرف المشمسة في الطبقة العليا قالت له:
" هذه غرفة للأطفال... آه ما أجملها!".
فبادرها قائلا:
" هل ملاحظتك هذه نظرية أم عملية؟".
فحوّلت نظرها نحو النافذة وقالت:
" حسبت أن رغبتك في أنجاب الأولاد هي أحد الأسباب التي دفعتك للزواج بي....".
" نعم , أحد الأسباب!".
وتساءلت أنطونيا عما يجول في خاطره : هل يكون أنه بعد أن عرف أن ديانا غيرت رأيها في الزواج , لم يعد مستعجلا ! بل فضل التفكير على مهل في فسخ عقد زواجه؟ فأذا كان الأمر كذلك , فلماذا جاء بها لشراء منزل؟ أم هل هو يا ترى من الرجال الذين أذا تزوجوا يحافظون على زواجهم , لا لسبب عاطفي بل لأنهم وقّعوا بأمضائهم على عقد ولا يريدون ألغاءه.
وتابعت أنطونيا تفكيرها , فقالت لنفسها:
" أذا كان كال قويا الى حد أخراج ديانا من حياته , فأنا أيضا يجب أن أكون قوية الى حد الوقوع في غرامه وأعطائه كل شيء من غير مقابل , ولكن كيف أتأكد أنه عزم على أخراجها من حياته؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:31 PM   #55

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبادرها كال بالقول:
" يبدو لي أنك أحببت هذا المنزل!".
" نعم , لكنه قد لا يكون المنزل الذي ترغب فيه أنت!".
"البيت , على وجه العموم , يهم المرأة أكثر مما يهم الرجل , قلت لك مرة أنني آكل أنواع الطعام , شرط أن يكون النوع الذي آكله جيد الطهي , وكذلك , فأذا كان البيت مريحا ودافئا في الشتاء وباردا في الصبف , فلا يهمني أذا كان قديما أم جديدا , أترك الأمر لك , ألا أن البيوت القديمة يصعب العناية بهها وصيانتها , ولكنها من ناحية ثانية تتمتع بموقع أفضل من البيوت الجديدة , فأذا كنت تحبين هذا المنزل, وكان وضعه على ما يرام , فهو لك!".
وبعد ذلك ببضعة أيام أخبرها كال أنه أتم شراء مالبري لودج , وقال لها:
" ولكن يجب أن ننتظر على الأقل ستة أشهر , وهو الوقت اللازم لتسييج احديقة جيدا , وأجراء بعض الأصلاحات الضرورية , ناهيك بتأثيثه وتجميله , فما أن يصبح صالحا حتى نصبح بحاجة الى غرفة الأطفال . ......هل بدأت تنظرين الى شهر العسل الثاني برحابة صدر أوسع مما نظرت الى شهر العسل الأول؟".
وعلا الأحمرار وجه أنطونيا على ذكر غرفة الأطفال , فقالت بنبرة خافتة:
" لا شك أن واحدنا يعرف الآخر الآن أكثر مما كان يعرفه عندما تزوجنا".
" هل هذا صحيح ؟ هاتان العينان العسليتان لا تعكسان كثيرا مما يكمن وراءهما....... يا لك من مخلوقة كتومة يا أنطونيا!".
" هل أنا كذلك؟ لا أدري , كنت أحسبك قادرا على قراءتي ككتاب مفتوح!".
" بعض الأحيان , ولكنني بين الحين والآخر أصل الى صفحة مطوية يصعب فتحها!".
" أذا كان الأمر كذلك , فلماذا لا تطلب مني أن أفتحها لك؟".
وقطع حديثهما رنين جرس التلفون , فلما أنهى كال المكالمة عاد الى أستئناف الحديث.
وحين أعادت أنطونيا الى ذاكرتها ما قالته , لم تتمالك من الأستنتاج أن ملاحظته عن أمكان عدم موافقته على كل أفكارها الخاصة أنما تشير الى باكو , ولكن باكو قد مات , وأما ديانا فلا تزال على قيد الحياة وفي هذه المدينة بالذات.
وفي الأسبوعين اللذين تليا , سنحت لكال أكثر من فرصة لمخابرتها بالتلفون من مكتبه ليقول لها أنه سيتأخر في المجيء الى البيت وقت العشاء , وكانت العادة في أسبانيا لا تزال تسمح للرجال بأن يقضوا وقتا قليلا مع عائلاتهم خلال الأسبوع ولكن شرط أن يصرفوا يوم الأحد كله في العناية بنسائهم وملاعبة أولادهم , ولذلك كان على أنطونيا أذا ما قضى كال ليلته خارج البيت , أن تحسب أنه قضاها في النادي يتحدث في الشؤون السياسية مع الرجال , وكانت أشترت قطعة قماش أخرى للتطريز , فساعدتها على ملء الفراغ والأنصراف الى وضع التصاميم للمنزل الجديد.
غير أنها , وقد علمت بعلاقة كال بديانا , لم تتمالك من التساؤل أذا كان تأخر كال أو غيابه مدعاة للشك والغيرة.
وفي زيارتها الثانية للمنزل الجديد برفقة المهندس الذي أستخدمه كال لمساعدتها في ترميم المنزل وتجميله , قال لها زوجها:
" لا تسمحي له بأن يحملك على فعل أي شيء لا يروق لك , فمهمته هي مساعدتك وأسداء المشورة , لا فرض ذوقه عليك ".
ولكن المهندس , في تلك الزيارة الأولى , برهن على أنه كان منزها عن الغطرسة , فبذل كل جهد لمعرفة ذوق أنطونيا وخياراتها , فكانت الساعة التي قضتها معه ممتعة أنستها ولو الى حين مشاكلها العاطفية.
ولم يمض وقت طويل حتى سافر كال الى الولايات المتحدة الأميركية في رحلة عمل.
وقبل سفره , أقترح على أنطونيا أن تزور والدتها خلال مدة غيابه , ثم يلاقيها في فالنسيا ومن هناك يذهبان الى منزلهما الريفي لقضاء بضعة أيام.
وبما أن طائرتيهما كانتا ستتركان لندن في وقت واحد تقريبا , ركبا اسيارة معا الى المطار , وفيما هما يقتربان من المطار , قال لها:
" ما بالك هادئة؟ ألا تثور أعصابك من فكرة الطيران وحدك ؟".
" كلا , أبدا".
وفي الحقيقة كانت شديدة التوتر , ولكن لا للسبب الذي ذكره كال , بل لأنها عزمت عند وداعه أن تتخذ خطوة جريئة نحو حل المشكلة القائمة بينهما.
وكانت طائرة كال ستقلع أولا , وحين أعلن عن أقلاعها قال لأنطونيا:
" أعتني بنفسك".
وكان سيكتفي من وداعها بقبلة خفيفة على وجنتها , غير أن أنطونيا طوّقته بذراعيها وأغلقت عينيها وأستسلمت.
ومع أنها لم تتوقع أن يرفض , ألا أنه لم يدر في خلدها أنه وهما في مكان عام سيتجاوب بحماسة فائقة , فلبضع دقائق وجدت نفسها تكاد تنسحق أزاء قوته.
وحين تمتم في أذنها أنه مستعد لألغاء سفرته أذا كانت قررت فجأة أنها تريده أن يبقى معها , أجابت بسرعة:
" لا , لا , دعنا نلتقي في أسبانيا كما قررنا , وحين نذهب الى منزلنا الريفي أحب...... أعني..... أريد أن تكون الأمور غير ما كانت عليه حتى الآن بيننا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:12 PM   #56

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وين الردود؟

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:13 PM   #57

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأبعدها عنه تاركا يديه على كتفيها , وقال:
" هل حقا تعنين ما تقولين ؟ هل أنت واثقة من ذلك؟ لماذا اليوم؟ لماذا لم يكن ذلك البارحة؟".
" لا أعلم.... لا أعلم , يجب أن نقول وداعا الآن يا.......حبيبي!".
وحين سمع منها كلمة ( حبيبي ) لأول مرة ثار الدم في عروقه وصاح:
" ليت هذه الرحلة لم تكن .. كيف يمكنني أن أحصر أهتمامي بالمهمة التي أنا ذاهب لأجلها , حين..".
فقاطعته قائلة:
" لا , أرجوك , أريدك أن تسافر , أفضل ألا نبدأ حيا
نا الجديدة هنا في لندن , بل هناك في منزلنا الريفي حيث كنت دائما أشعر بالهناء والسعادة".
وهنا لم يجد بدا من الأنصياع لأرادتها , فودعها وسار في طريقه الى الطائرة.
كان شعورها غريبا حين عادت الى فالنسيا لتجد نفسها كأنها أجنبية في المدينة التي كانت لزمن طويل محل سكناها.
وكما توقعت , فقد أعطيت أجمل الغرف المخصصة للضيوف , وهي كناية عن غرفة جلوس , وغرفتي حمام , وغرفة نوم وتوابعها.
وعندما تذكرت آخر مرة أشتركت فيها مع كال في غرفة ذات سرير مزدوج , شعرت بالدم يجري حارا في عروقها عند التفكير في أنها ستعيد التجربة ذاتها.
وأول مرة أنفقت على شيء خاص بها كان شراء قميص نوم من الحرير الأخضر الفاقع , وهو أفخر من القميص الأبيض الشفاف الذي أرتدته ليلة عرسها..
ومرت أيام الأنتظار ببطء , ومع أن كال قال لها أنه لن يخاطبها بالتلفون , ألا أنها أعتقدت أن طريقة الوداع قد تحمله على تغيير رأيه هذا , ولذلك خاب أملها حين كاد يمضي الوقت من دون أن يتلفن اليها من أميركا.
وفي اليوم الثالث لوجودها في أسبانيا ذهبت الى المزين مع والدتها وهناك أخذت تقلب صفحات أحدى المجلات , فجذبت نظرها صورة بعض الناس يهبطون سلم الطائرة وكم كانت دهشتها شديدة حين عرفت من بينهم ديانا وبستر!
وحين قرأت في أسفل الصورة أن الطائرة هبطت في مطار نيويورك , شعرت بأنزعاج شديد , صحيح أن المجلة صادرة حديثا , ألا أن الصورة قد تكون أخذت منذ زمن , فهل ديانا وبستر لا تزال في نيويورك؟ وهل لهذا السبب ذهب كال الى هناك ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مصادفة؟
وفكرت أنها كانت غبية حين رفضت أن يقلع عن رحلته ويبقى معها , قد لا يكون خطط لملاقاة ديانا في نيويورك , ولكنه قد يصادفها في مكان ما , وأذا فعل فلا بد أنها ستحاول أغراءه وأثارة عواطفه لها.
وفي تلك الليلة قالت لها أمها ألينا:
" أنت تفتقدين زوجك كثيرا , عندما وصلت الى هنا كنت سعيدة ومليئة بالحيوية , والآن أراك مستوحشة في غيابه , عليك بالصبر , فلا يزال أمامك بضعة أيام من الأنتظار ... لماذا لا تطلبينه بالتلفون؟".
" أنه يقضي معظم وقته خارج الفندق يا أماه , فأذا تركت له رسالة قد يظن أن مكروها أصابني ... وكما قلت , فليس أمامي سوى بضعة أيام من الأنتظار...".
وفي الواقع لم يمض يومان حتى قيل لها , وهي راجعة من زيارة لها في الريف , أن كال وصل في غيابها.
فصاحت وقلبها يكاد يطير من شدة الخفقان:
" أين هو؟".
ولما علمت أنه مع أمها ألينا , صعدت السلم راكضة ودخلت غرفة أمها كالسهم وهي تصيح:
" كال.... كال هل عدت؟".
وألقت نفسها بيم ذراعيه , فضمها اليه , ولكنها حين نظرت الى وجهه ورأته متجهما خاليا من الأبتسامة , أدركت أن في الأمر سوءا.
وفيما هي تتراجع أنحنى وقبلها على خديها كما لو كان يقبل أمها ألينا , أو خالتها تيا أنجلا.
وقالت ألينا:
" سأترككما وحدكما..... فالسفر في الطائرة هذه الأيام متعب جدا ..... فلعلك يا كال تحب أن تستريح قليلا قبل العشاء".
وحين خرجت من الغرفة , أرتمى كال المقعد وقال:
" نعم , أشعر بالأرهاق الشديد , فالقيام بعمل يستغرق أسبوعا كاملا في أربعة أيام أمر مرهق حقا... كيف قضيت الوقت مدة غيابي؟".
" كالعادة , تحدثت مع أمي , وقمت بزيارة بعض الأصدقاء , آسفة لأنني لم أكن هنا عند وصولك".
" لا يهم , لم أتوقع أن أجدك هنا بأنتظاري , فالطقس حار جدا , سنستأنف حديثنا بعد أن أستحم.... أتسمحين؟".
" نعم بكل تأكيد , سأريك الغرفة التي خصصت لأقامتنا ".
وقادته في الممر , وعقلها يسبح في بحر من الرعب , فهذا لم يكن اللقاء الذي أنتظرته بقلق الشوق , وبدا لها أن ما حدث في مطار لندن لم يكن سوى حلم لا أساس له من الواقع.
وفي غرفة النوم ألتفتت اليه وبادرته بالقول:
" أفتقدتك كثيرا , تلك الأيام القليلة بدت لي كأنها أسابيع!".
فأجابها بتحفظ ظاهر:
" تمنيت عبثا أن آخذ قسطي من النوم وأنا في الطائرة , ولذلك فلا أظن أنني سأكون حلو المعشر قبل أن أرتاح ساعة على الأقل , آسف لذلك , والآن سأستحم وأنام قليلا , ثم ألقاك على مائدة العشاء....".
فلم يكن أمامها ألا القول:
" نعم ,كما تريد".
وفكرت أنطونيا أنه ربما كان صادقا في شعوره بالأرهاق بعد سفر أجتاز فيه الأطلسي مرتين , ولكنها في الوقت نفسه أحست أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لتصرفه ذلك التصرف.
فمنذ أفتراقهما , لا بد أن يكون طرأ ما غيّر مزاجه نحوها , فماذا يمكن أن يطرأ في نيويورك ويكون له تأثير على زواجهما غير لقائه ديانا؟



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:15 PM   #58

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- غيوم السعادة

وتركت أنطونيا غرفة النوم وجلست مدة ساعتين في الغرفة التي أحتلتها منذ أن كانت طفلة , ومر الوقت ببطء لم تختبر مثل بطئه من قبل , الى أن لم يبق الى وقت طعام العشاء سوى خمس وأربعين دقيقة , فرجعت الى غرفة النوم حيث كان زوجها مستلقيا في الفراش.
وكان ظهره الى الباب , فحين دخلت وسارت بخطى هادئة نحو السرير , رأت عينيه مغلقتين , ولكنها لم تعتقد أنه كان غافيا.
وكانت قد رأته نائما في الصباح التالي لزواجهما , فتذكرت بوضوح كيف كانت ملامح وجهه آنذاك , فهي تختلف عما كانت عليه الآن , ومع أنه فتح عينيه وبدا كأنه أستيقظ , فأنها مالت الى الأعتقاد أنه لم ينم منذ أن فارقته.
فسألته وهي تجلس الى جانبه:
" هل أنت أحسن حالا الآن؟".
فأجابها وهو ينظر الى الساعة قرب السرير:
" نعم , شكرا , لدي وقت كاف لأستحم مرة أخرى قبل العشاء , هل تستحمين أنت أيضا؟".
" نعم , ولكن هناك غرفة حمام أخرى , فليس عليك أن تنتظرني ريثما أنتهي".
وأخذ كال وقتا أطول للأستحمام مما أخذته أنطونيا , وعندما خرج من الغرفة كان يرتدي سروالا رماديا , بينما بقي نصفه الأعلى عاريا.
وكانت أنطونيا جالسة أمام المرآة تتكحل وهي , عن سابق تصور وتصميم , لم تكمل أرتداء ملابسها.
ولمحت كال ينظر اليها , ثم سار نحو خزانة الثياب , وكان أكتفى بأخذ حقيبة واحدة للثياب معه الى نيويورك ولكن أنطونيا جلبت له معها حقيبة أخرى ملأتها بالثياب وراقبته وهو يرتدي قميصا بأزرار ويدخله تحت سرواله , وفي لندن لم يكن يلبس سترة وربطة عنق لتناول طعام العشاء في البيت , ولكنه فعل ذلك الآن , لعلمه أن خالها يواكين يرتدي دائما ثيابه الرسمية في فالنسيا.
وما أن أنهت تجميل وجهها , كان كال مستعدا للنزول الى الطبقة السفلى , وكانت الساعة تشير الى أقتراب الوقت المعين لتناول طعام العشاء.
ونهضت أنطونيا من مكانها وتناولت ثوبا من الحرير الشفاف وقبل أن ترتديه قالت له:
" ليتك تساعدني على تزريره من الوراء!".
" نعم , بكل سرور!".
غير أن عينيه لم تنظرا الى جسمها , ثم أن السرعة التي زرر فيها الثوب هي من شأن الزوج القديم العهد بالزواج , لا العريس الذي لم يمض على زواجه ألا أسابيع قليلة.
وكانت أنطونيا قررت كيف تجابه هذا المأزق الجديد , ففي أثناء أستراحة كال , تذكرت حديثا قصيرا جرى بين والدتها ووالدة أمبارو , كانتا تبحثان قضية صديقة وقع زوجها في غرام أمرأة أخرى , فأتفقتا على أنه خير لهذه الصديقة ألا تظهر تعاستها , بل أن تكتمها وتتظاهر بأنها لا تعلم بخيانة زوجها لها , على أن تبذل كل جهدها في أن تكون ساحرة جذابة في نظره.
وهذا ما نوت أنطونيا أن تفعله في تلك الحالة....... كال تزوجها وجعلها تقع في غرامه , وفي هذه الليلة سيجد فيها زوجة مشتاقة الى الأستجابة له.
أثناء تناول الطعام , تصرف كال تصرفا أعتياديا , حتى أنها شعرت أن لا أحد من الحاضرين شك في وجود ما يعكر صفو العلاقة القائمة بينهما.
وقبل الفراغ من تناول الطعام بقليل , بدأ الرجلان يتحدثان في الشؤون السياسية , فأنسحبت تيا أنجلا وأختها وسائر النساء الى الغرفة المجاورة , وبعد نحو نصف ساعة أستأذنت أنطونيا للذهاب الى فراشها , فقبلت خالتها وأمها , ثم عبرت الغرفة الى حيث جلس خالها وكال وقالت:
" طابت ليلتكما... أرجو ألا يطول سهرك يا كال.. رغم قيلولتك , فلا بد أنك لا تزال مرهقا من التعب".
فأجابها خالها :
" لا تقلقي , لن أدعه يتكلم طويلا يا عزيزتي , عشر دقائق لا أكثر , أعدك بذلك!".
فقالت أنطونيا لكال:
" أرى أنه يجب عليك أن تنام باكرا بعد هذه السفرة الشاقة , خصوصا أذا كنت تنوي الذهاب غدا في الصباح فأذا أبقاك خالي ساهرا مدة طويلة , فسآتي وأنقذك منه , فأنا أعرف حماسه حين يتحدث في السياسة".
وفي طريقها الى الطبقة العليا , صادفت بنافيز أحدى خادمات خالتها اللواتي خدمن العائلة منذ صغرهن ,فقالت لها:
" ماذا جرى لسيدي زوجك ؟ أمنذ وقت طويل يشكو من أنفه ؟".
فأجابتها بحسرة:
" من أنفه؟".
" أنه يشخر كثيرا , ولكي لا يزعجك أمرني أن أهيء له فراشا في غرفة الملابس , عليك أن تجعليه يستشير طبيبا يا سيدتي , فالرجال يهملون أوجاعهم , كما تعلمين.....".
قالت بنافيز هذا الكلام وتابعت سيرها.
هذا التحول في مجرى الأمور لم تحسب له حسابا ,على أن الغرفة التي سينام فيها لم تكن تتصل مباشرة بالحمام , فكان على كال أن يمر بغرفة نومها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:16 PM   #59

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكانت جالسة على الكرسي تتصفح المجلة التي أشتراها لها لتطالعها في الطائرة , وحين دخل الغرفة قالت له:
" لماذا لم تقل لي أنك تشكو من زكام في أنفك؟".
" لا أشكو من شيء , هذا عذر أختلقته لأبرر نومي في غرفة وحدي ... أعتقدت أنك لا تريدين البدء بحياتنا الجديدة ألا في منزلنا الريفي!".
فسارت أنطونيا نحوه الى الجانب الآخر من الغرفة وقالت له :
" أريد ما تريده أنت يا كال!".
وبرقت عينا كال للحظة , ثم قال لها:
" لا أزال أشعر بالتعب يا أنطونيا , أنتظرنا طويلا , وأظن أن بأمكاننا الأنتظار وقتا قصيرا بعد".
قال ذلك وعبر الغرفة من أمامها الى الحمام , وحين خرج من الغرفة كانت جالسة في فراشها , فقالت له:
" طابت ليلتك!".
فأجابها من دون أن ينظر اليها:
" طابت ليلتك!".
وفي الصباح أستمرت في التظاهر بأن ما منعه عن مشاركتها فراشها هو الأرهاق الشديد الذي سببته له الرحلة.
وفيما هما في الطريق الى المنزل الريفي , لم تأسف لمغادرة فالنسيا , فبعد أكثر من شهرين في أنكلترا , حيث الشمس بركة ينتظرها الناس بفارغ الصبر , وجدت بيت عائلتها أعتم مما كان يبدو لها في الماضي , ومع أن الحرارة في فالنسيا أكثر حرارة مما في أنكلترا , فأنها رأت أن بالأمكان الأحتفاظ بالبرودة من دون التضحية بجو البيوت الأنكليزية الأكثر مرحا والذي أعتادت عليه.
ووصل كال وأنطونيا الى المنزل الريفي عند الظهر , وبعد أن سبحا في بركة السباحة أستلقيا في الشمس , وكانت الشمس لوحت جسم أنطونيا وهي في لندن , ومع ذلك رأت من الحكمة أن تدهن جسمها , بعلاج يرد عنه خطر الأحتراق بحرارة الشمس , وفيما هي تفعل ذلك طلبت من كال أن يساعدها على دهن ظهرها , ثم أخذت تفكر كيف لمس أصابعه لظهرها العاري , ولم يظهر كال أية حماسة وهو يدهن ظهرها بكفه بدل أصابعه , ثم أنه فعل ذلك بسرعة , كما لو كانت طفلة أو أمرأة متقدمة في السن , وعندما فرغ من عمله , تنهد كما لو كان يعمل عملا شاقا لا يروق له , فشكرته أنطونيا وهي تشعر في أعماقها بخيبة أمل شديدة , ذلك أنها أملت أن يدغدغها بحب وحنان كما هي العادة بين الرجل وحبيبته.
وقال لها:
" سأسبح مرة ثانية......".
ثم سمعته يغطس في الماء , وتأكدت الآن أنه خانها في نيويورك , أذ لا يمكن لأي رجل في عز الرجولة أن يقاوم أغراء زوجته , ألا أذا كان خارجا لتوه من أحضان أمرأة أخرى .
وربطت أنطونيا حمالة المايوه وأنتصبت جالسة وأخذت تراقب كال وهو يسبح من طرف البركة الى طرفها الآخر , كان يتقن السباحة جيدا , فوجدت متعة في المظر اليه.
وفجأة خطر لها أنه أمضى وقتا لا بأس به في السباحة من دون أن يظهر عليه أي أثر للتعب , كان يسبح بقوة وعزم من غير توقف , فهل يكون أن ملامسته لها حركت عواطفه فراح يخفف عنه بالسباحة لئلا يفقد السيطرة على أعصابه ؟ لو عرفت ديانا حقيقة الزواج الذي تم بينها وبين كال لحاولت , ربما أن تقنعه بأمكان ألغائه من دون عناء.
وبعد حين , خرج كال من البركة وجلس على حافتها يلهث من شدة الأعياء وكان جسمه الملوح بحرارة الشمس يلمع تحت قطرات اماء المنصبة منه.
ونهضت أنطونيا ومشت حول البركة بهدف الجلوس الى جانبه , فما أن رآها تقترب نحوه حتى نهض واقفا على قدميه بخفة الرجل الذي يتمتع بكامل الصحة والعافية , وبادرها قائلا:
" أنا ذاهب لأهيء نفسي للغداء , ولو كنت محلك , بسترت جسدي مدة من الزمن أتقاء للحر الشديد...
وبما أن العلاج الذي دهنت به جسمها يقيها أي خطر من حرارة الشمس فلم تجد تفسيرا لملاحظته هذه أنه يعتبر أن وجودها معه وهي لابسة أخف ظلا منها وهي بملابس السباحة.
وحين تبعته الى غرفة النوم المكيفة بالهواء والتي أعدتها لهما الخادمة ماريا , كان كال بدل ثيابه وبدأ يمشط شعره.
فتجاهل دخولها , ولكن حين عبرت الغرفة الى حيث كان واقفا , ربتت على كتفه فلم يعد بأمكانه أن يتجاهل وجودها , فألتفت اليها ورمقها بنظرة جافة , فقالت له وقد وضعت كفيها على صدره :
" ألا ترى أنه يحسن بنا أن نتابع ما بدأناه في المطار؟".
ولمدة طويلة لم تلمح في عينيه الزرقاوين أي أثر للتجاوب الحار , ولكنه فجأة أخذها بذراعيه وغرق معها في عناق عميق لا قرار له , فأخذت أنطونيا ترتجف , وحلقت في آفاق الحب , فهي الآن أصبحت لا تجد في كل ما يفعله بها ألا البهجة والسعادة التي تاقت اليهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:18 PM   #60

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


على أنها سرعان ما وجدت أن ذلك العناق لم يكن مقدمة لما كانت تنتظره من زوجها بعد أن أصبحت مغرمة به أشد الغرام , أذ أنه أفلت منها بعزم وتصميم قائلا:
" يا ألهي! كان يجب ألا أفعل هذا!".
فصاحت به:
" لماذا لا يا كال؟".
فحوّل وجهه عنها , وبدا لها أنه كان يصارع مشكلة ما في داخله , وتأكد ذلك لها حين أجاب:
" لأن لي ما أقوله لك".

وفجأة رأت وجهه شاحبا وهو يقول لها:
" أستعدي لسماع خبر يهزك من الأعماق... .. الشخص الذي أعتقدت أنه مات , لم يمت ..... باكو بنيتيز لا يزال على قيد الحياة!".
فصاحت أنطونيا غير مصدقة:
" باكو على قيد الحياة! كيف يكون ذلك... قالوا لي أنه قتل!".
" لا , أذا تذكرت ما حدث آنذاك لوجدت أن لا أحدا أخبرك أنه مات , بل هذا ما أعتقدته بنفسك ,ولم يال أحد بتصحيحه لك".
وبعد حين من التفكير في الأمر قالت لكال بعصبية ظاهرة:
" لماذا أخفوا الحقيقة عني, لماذا؟".
" لا أدري...... العالم ملآن بالذين يعتقدون أن الغاية تبرر الوسيلة , ويبدو أن خالتك من هؤلاء الناس!".
" وأمي؟ كيف فعلت ذلك وهي تعلم التعاسة التي يسببها موته لي!".
" لعلّها أعتقدت أن بضعة أشهر من التعاسة خير من سنوات كلها تعاسة!".
" ولكنهم لم يكونوا يعلمون أنني سأندم , ومن قال لهم أنني سأكون تعيسة مع باكو ؟ ما أقبح ما فعلوه بي".
وقال لها كل موافقا:
" نعم , معك حق.... وأنا عندما عرفت الحقيقة لم أوافقهم على أخفائها عنك.......".
" وكيف عرفت الحقيقة؟".
" باحت بها أمك عن غير قصد منها , كانت تخبرني كم هي سعيدة بأن تراك هانئة بزواجك , مما يريح ضميرها لموافقة خالتك على أخفاء حقيقة كون باكو على قيد الحياة".
فقالت بصوت خافت:
" لن أغفر لخالتي تيا أنجلا أو لأمي ما فعلتاه ولكنهما كانتا على حق في معارضة زواجي بباكو , لم يكن حبا ما شعرت نحوه , بل هياما عابرا , كنت بعد صغيرة السن وغير ناضجة.... الآن أصبحت أحسن حالا منذ أخذتني الى أنكلترا".
" لا تستطيعين أن تتأكدي من ذلك قبل أن تقابلي باكو مرة أخرى , هو يعمل في مدريد , حيث ساعده خالك بطلب من خالتك على أيجاد وظيفة جيدة أفضل بكثير من الوظيفة التي كان يقوم بها في فالنسيا".
وهنا صاحت أنطونيا بتهكم:
" آه , لو كان يحبني حقا لما أستبدلني بوظيفة في مدريد ...... ولكن كيف تمكنوا أن يقنعوا أمه , بالسير معهم في هذه الخدعة ؟ أعرف أنها لم تكن تريدني زوجة لأبنها , ولكنها بدت لي أمرأة صادقة نزيهة , وكم دهشت حين ألتقيتها في الشارع وهي تلبس السواد وصاحت بي قائلة أن اللوم يقع عليّ لموت أبنها......".
" لعلها كانت تلبس السواد حزنا على شخص آخر... وهل أنت متأكدة أنها أشارت الى موت أبنها بكلام واضح؟ قد يكون أنها لم تستعمل كلمة (موت)بل كلمة مثل فقدان أو ذهاب وما الى ذلك... فبالنظر الى كونها من الطبقة الفقيرة , فمدريد بالنسبة اليها أبعد بكثير مما هي بالنسبة الينا......".
" لا أستطيع أن أتذكر ما تلفظت به بالضبط أعرف أنني تأثرت من كلامها جدا , فما أتعس أن يحمل الأنسان اللوم على موت أنسان آخر!".
" دعك من هذا الآن....".
فقاطعته قائلة:
" ظننت أنني كنت سبب موته ...... لم أتذكر كيف وقع الحادث..... قال لي الطبيب أنني قد لا أتذكره أو قد أتذكره فجأة في يوم من الأيام , وفقدت الأمل على أن لا أتذكره أبدا....".
"اللوم لا يقع عليك ولا على باكو, وأنما على سائق سيارة أخرى......".
تفوهت أنطونيا بهذا الكلام وأخذت تشهق بالبكاء ..... وكان الكبت أضناها في المدة الأخيرة , فأستسلمت الى البكاء ووجهها بين يديها.
فأقبل كال نحوها وأحاطها بذراعيه , فمالت نحوه كطفل بائس, وبقيت كذلك الى أن توقفت عن البكاء بعد حين , فحملها كال بين ذراعيه الى الفراش , حيث أعانها بتجفيف دموعها , ثم رفع غطاء الفراش وغطى ساقيها وهي لابسة ثوبها.
وقال لها:
" أصابتك هزة عنيفة... فأنت بحاجة الى النوم , أضطجعي وحاولي أن تريحي أعصابك".
فأطاعته ومالت على جنبها وهي تتأوه , ثم لم تلبث أن غرقت في النوم.
وحين أستفاقت كان الوقت عصرا , وقالت لها ماريا عندما دخلت المطبخ لتشرب قدحا من القهوة:
" السيد برنارد ذهب الى القرية ليستعمل التلفون الجديد".
وكانت أنطونيا , عند مرورها في القرية ذلك الصباح لاحظت غرفة التلفون العمومية التي بنيت حديثا في الشارع.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.