آخر 10 مشاركات
2013 - بعد كل هذا الوقت - ساندرا مارتون - روايات غدير** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          2012 -في سماء أول صباح- جانيت جويس - روايات غدير2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2011 - تذكرحبي - جوديت بيكر - روايات غدير** (الكاتـب : angel08 - )           »          2010- مجوهرات هيلين - جين دونيللى - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2008-عالم الديكور - جوان سميث - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2007 - عاطفة قديمة - روبين دونالد - روايات غدير ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : angel08 - )           »          80 - القرار الأخير - آن هامبسون - دار الكتاب العربي (الكاتـب : أناناسة - )           »          2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2005-مصيدة الحب - باربرا كارتلاند - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          13 - الهاربة من القدر - آن هامبسون - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 01:07 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
B10 166 - الكلمة الأخيرة - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )


166- الكلمة الأخيرة - آن ويل - روايات عبير القديمة

الملخص



لماذا لا أتزوج هذا الرجل وأدفن نفسي معه ؟ هكذا قالت أنطونيا بعد أن مات حبها الأول .... باكو , وعاشت بعد الفاجعة مقتنعة بأن قلبها مات ,أمرأة بلا قلب بلا عاطفة تتزوج أي رجل , وما دامت ميتة فما الفرق ؟ تزوجت أنطونيا من كال الرجل الذي أحبها من أول نظرة ودخلت معه بيت الوهم , بيت النسيان, بذل كال ما في وسعه لأسعادها ألا أن أنطونيا مكبلة بالذكريات القديمة وقلبها محطم بسعادة ماضيه سرقت منها .
وعرف الزوج بحكاية زوجته وأكتشف بأن باكو هجرها لقاء مبلغ من المال, صارحها بالواقع المر ولكن أنطونيا لم تصدق وأعتبرته يغتال أوهامها الجميلة أنتقاما لكرامته, كانت بين حجرين .... حجر الماضي الذي عاد حاضرا .... وحجر الحاضر الذي عاشته تحلم بالماضي وهنا تحرك القلب وقال كلمته الاخيرة فأنصتت أنطونيا وتبعته.
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-07-19 الساعة 07:56 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 03:48 PM   #2

عبير سلامة

? العضوٌ??? » 168486
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » عبير سلامة is on a distinguished road
افتراضي

[read]بوجه شكر لاامل بيضون
عندها زووووووووووووووووء في اختيار الروايات
[/read]


عبير سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 08:26 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- شرنقة الذكريات


كانت أنطونيا مارلو أبنة رجل أنكليزي قضى معظم أيام حياته في أسبانيا , وفي صبيحة يوم زواجها من الرجل الذي أعجبت به من دون أن تعشقه , جلستت في غرفة نومها تفكر في ليلة زواجها بشيء من القشعريرة المفاجئة , فحين خطبت منذ شهرين لتتزوج الشاب كال برنارد , الصناعي الأنكليزي المليء بالحيوية والنشاط , بدا لها أن هذا الزواج سيتيح لها الهرب من تعاستها المتزايدة منذ وفاة والدها الحبيب , أما الآن , وقد حان الوقت لتكرس بقية أيام حياتها لرجل لا يزال غريبا عنها , فقد أستولى عليها الشك والخوف.
كانت جالسة أمام المرآة , فيما أخذ أشهر مزين للشعر في مدينة فالتسيا يصفف لها شعرها أستعدادا لحفلة زواجها ذلك اللنهار , ورجعت بها الذاكرة الى اليوم الذي وقع فيه نظرها على الرجل الذي لم يضمها بعد الى صدره ضمة العاشق الولهان , ولكنه مع ذلك سيصبح قبل حلول الظلام زوجها الشرعي.
وعلى الرغم من أنها ولدت في فالتسيا ونشأت فيها ألا أنها أحتفظت بصفات والدها الأنكليزي , ولم ترث عن والدتها الجميلة دونا ألينا سوى عينيها الواسعتين وقامتها الهيفاء , شعرها أشقر كشعر والدها , وكذلك مزاجها , وهذا ما جعلها بعد وفاته تستصعب القيود التي كانت تفرضها على سلوكها في الحياة , أقامتها في ذلك المنزل الذي كان يخص عند ولادتها أجدادها الأسبانيين وأصبح اليوم ملك خالتها الصارمة تيا أنجيلا.
وكانت تيا أنجيلا هي التي قررت بيع المنزل الريفي فينكا دي لا فليسيدا الكائن على سفح الجبل , على مسافة ما يقارب الستين ميلا جنوبي فالنسيا , وكان هذا المنزل الذي أشتراه جون مارلو ورممه وأثثه على الطراز الأنكليزي يشيع جوا من المرح والدفء , لذا شق على أنطونيا أن تعلن خالتها عزمها على بيع ذلك المنزل الريفي الذي كان يروق لها جدا , ففيه قضت أجمل أيام حياتها , وفيه كانت تشعر بأنها تحصل على راحة التامة.
وكانت أنطونيا تشارك والدها في تفضيله الغرف المليئة بالنور , ولذلك كان صدرها يضيق بالقصر العائلي القاتم ... بينما في المنزل الريفي تشعر بأنها شخص آخر , فلا عجب أن يكون أمكان بيع ذلك المأوى الهنيء ضربة أخرى في سنة جلست لها الكثير من التعاسة والشقاء وكانت أنطونيا تعرف أن لا جدوى من مناشدة أمها الوقوف في وجه ما عزمت عليه خالتها , ذلك أن دونا الينا كانت عاجزة عن معاندة شقيقتها الكبرى ذات الأرادة الفولاذية , وداخل أنطونيا الشك في أن خالتها أنّما عزمت على ببيع المنزل الريفي نكاية بزوج شقيقتها الأنكليزي الذي لم تكن تطيقه, والذي جعلها تغار من ولاء شقيقتها له , أما الآن , فبعدما توفي أصبح بمقدورها أن تستبد بأبنته التي كانت تحظى منه بقدر زائد من الحرية , وحرص جون مارلو على أن يفسد طراز المنزل الريفي القديم , عندما أدخل عليه عدة تحسينات زادت في فخامته فضاعفت قيميته المادية , ولذلك لم يكن يقدر على شرائه ألا الأثرياء , مما جعل الأقبال عليه ضئيلا وأراح بال أنطونيا بعض الشيء.
ولكن في يوم من الأيام! أعلن خالها , وهو أرمل يدير شركة صناعية كبرى , أن صديقا له من التجار الأنكليزي يدعى كال برنارد يميل الى شراء المنزل , وأنه دعاه الى قضاء ليلة أو ليلتين , وهو في طريقه من اليكامتي الى فالنسيا.
وفي غطلة الأسبوع التي تلت , ذهبت أنطونيا الى زيارة المنزل الذي تحبه , يرافقها خالها تيو يواكين ووالدتها , وخالتها التي تكره المنزل , وأعتبرت أنطونيا أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة.
وحين وصلوا الى المنزل في الساعة الحادية عشرة صباحا , بقيت أنطونيا هناك , بينما أكمل تيو ووالدتها طريقهما الى عيادة خادم الأسرة وهو على فراش الموت.
ولم يكن أحد يتوقع وصول السيد برنارد قبل وقت تناول طعام الغداء في الساعة الثالثة , فقررت أنطونيا قضاء بقية ساعات الصباح في السيؤ على طريق البغال التي تلف وتدور على سفح الجبل الواقع خلف المنزل , وكانت تلبس بنطالا يقي ساقيها شر الأشواك , وتحمل كيسا وضعت فيه أشياءها وبعض الزاد , مع زجاجة ماء معدني.
وفي طريق عودتها بعد ذلك بسلعتين , شعرت بالحزن وهي تفكر في والدها وفي باكو , ثم ألتقت رجلا طويل القامة , فأدركت في الحال أنه أجنبي , وبما أن الأجانب كثيرون في تلك الأنحاء فأنها أستغربت حين وقف الرجل في طريقها وحياها مصافحا وقال أنه كال برنارد.
ولو لم يكن كال برنارد طامعا في شراء المنزل لأحبته على الفور , فهو بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ذكرها بوالدها , وكان يخيّل اليها , قبل أن تراه , أنه في عمر والدها , فأذا به في عز الشباب وله بنية رقيقة مكتنزة لا تشبه مطلقا تلك التي تميز بها معظم رجال الأعمال الأسبان الساعين وراء الغنى , ذلك أن السيد برنارد الذي لم يبلغ الأربعين من العمر لم يعد من هؤلاء الساعين , فهو وصل الى ما يريد بحيث أصبح ثمن المنزل مع كونه باهظا , في متناول يده .



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 11:57 PM   #4

intisar

? العضوٌ??? » 147916
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,071
?  نُقآطِيْ » intisar is on a distinguished road
افتراضي

شكرا امل ونتمنه توصلينا للنهاية

intisar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-11, 12:01 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


فأجابته أنطونيا بالأنكليزية :
" صباح الخير , يا سيد برنارد , كيف عرفت من أنا؟".
فأجابها:
" أعطاني أحدهم أوصافك , فقال أن قامتك رائعة الجمال , وشعرك أشقر , وعيناك كبركتي عسل غامق اللون , وظننت أنه يبالغ في هذا الوصف ألى أن رأيتك, ولا يمكن لهذا الوصف أن ينطبق على أكثر من فتاة واحدة في هذه الأنحاء".
فأحمرت وجنتا أنطونيا من الحياء , لا لأنها لم تكن معتادة على المديح فهي منذ طفولتها تسمع الناس يثنون على جمالها ,مع أن والدها لم يكن يحبذ العادة الأسبانية في كيل المديح للأولاد , بل لأن تلك النظرة التي رمقها بها السيد برنارد لم يسبقه الى مثلها أحد من قبل.
فقالت له بفتور:
" آسفة ألا تجد أحدا في المنزل لأستقبالك , خالي ذهب الى مكان ما في الجبال لمقابلة رجل عجوز كان يشتغل عندنا وهو الآن على فراش الموت , وأنا لم أتوقع قدومك ألا بعد حين , ولولا ذلك لما خرجت للنزهة".
فأجابها:
" أنا الذي يجب أن يعتذر على قدومي باكرا , أهيت عملي في أليكانتي بأسرع مما توقعت , فرأيت أن أقضي أطول وقت ممكن هنا في الريف قبل أستئناف سفري الى برشلونة".
وجال بنظره في تلك الأرجاء وتابع قائلا:
" هذا جزء رائع الجمال من أسبانيا , وهو كثير الخضرة كأنكلترا ".
فأجابته أنطونيا:
" نعم , وأنا أحب هذا الوادي , لا سيما في شهر شباط( فبراير) حين يزهر اللوز".
وفيما أخذ يتمتع بمرأى البراعم البيضاء الوردية على أشجار اللوز المنتشرة في الحقول الواطئة , كانت أنطونيا تنظر اليه بتأمل , فهي لم تتعرّف في حياتها كلها الى وطن والدها الأصلي , كما أنها لم تلتق ألا القليل من الأنكليز , وكان المنزل الريفي في منطقة أسبانية ذات مناخ معتدل في الشتاء , مما جعل الأقبال عليها شديدا من قبل المغتربين عن بلادهم , ولكن معظمهم كان من الذين أحيلوا على المعاش بعد بلوغهم سن الشيخوخة.
وفي الصيف كانت أنطونيا تستحم مع والداها في مسبحهما الخاص , أو تستقبل وأياه مركبا يحملهما الى كهوف لا يمكن الوصول اليها عن طريق الشاطىء حيث يكثر السواح , ولذلك فلم يتسن لها معرفة أحد من جيل كال برنارد وطرازه , وأعتادت أنطونيا أن تعيش بين رجال عيونهم بنية اللون أو رمادية اللون أحيانا , فلا عجب أن تجد عيني كال الزرقاوين أبرز ملامحه , وأكتشفت فيما بعد لماذا كان أنفه غريب الشكل , حين علمت أنه أصيب بلكمة في صغره , وهذا ما أكسب وجهه , أذا نظرت اليه من جانب واحد , مزيدا من الصلابة , وقلّما كان لأحد من الطبقة العليا أو الوسطى من الأسبان ذلك النوع من الوجه الذي كان سائدا لدى الغجر ومصارعي الثيران.
وفيما هذه الفكرة تخطر ببالها , ألتفت كال فجأة , فوجدها تنظر اليه بأمعان , وكان بينهما مرتفع وقف هو في أسفله , ولكنه لطول قامته بقيت عيناه أعلى من مستوى عينيها , فقال لها:
" أنت فتاة غير أعتيادية , يا آنسة مارلو!".
" أنا؟ لماذا؟".
فقال لها:
" لأنك لم تسأليني من وصفك لي ذلك الوصف الشعري , أما لديك حب الأستطلاع لتعرفي من يكون هذا المعجب بك ؟ أم أنك تعودت المديح فلم يعد يثير أهتمامك؟".
فقالت له:
" حظيت بوالدين لا يعوزهما حسن المنظر , أيها السيد برنارد , فأمي أجمل مني بكثير , وفي أية حال , أعتقد أن الذكاء أهم من جمال الوجه , فهو بخلاف الجمال يدوم طوال الحياة".
فقال موافقا:
" هذا صحيح , ولكن الجمال , ما دام باقيا , فهو يبعث البهجة في النفس أكثر من الذكاء".
فأجابت :
" ربما للآخرين , لا للذين يعنيهم الأمر , أنا أفضّل أن أكون ذكية مثل والدي الذي توفي السنة الماضية".
فقال من دون أن يظهر الأسى كما هو مألوف:
" نعم علمت بذلك".
ونزلا الجبل , واحدهما يتبع الآخر , وكانت أنطونيا في المقدمة , ولما وصلا الى المنزل سألته أذا كان يحب أن يتناول فنجانا من الشاي أو يريد الدخول الى غرفته أولا , فأجابها بأنه يفضل كأسا من الشراب , ثم أخذ يجول بنظراته في غرفة الأستقبال التي كانت رفوفها تغص بالكتب وجدرانها باللوحات الفنية التي حرص والد أنطونيا على أختيارها وجمعها طول حياته.
" هل تهوين القراءة , آنسة مارلو؟".
" نعم , كثيرا جدا".
" بالأنكليزية كما بالأسبانية؟".
" نعم , ولمن بالأنكليزية أكثر".
وهنا عاد الآخرون , ولم تأخذ أنطونيا بنصيب من الحديث طوال بقية النهار , وبدا لها منذ البداية أن كال برنارد أحب المنزل , وحين أقتربت الساعة العاشرة ليلا , وفيما كان الجميع يتناولون طعام العشاء , أعلن كال عن عزمه على شراء المنزل , بما فيه الأثاث وما اليه , لكي يكون صالحا للسكن في الحال.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-11, 01:57 PM   #6

صوصه الصغيره

? العضوٌ??? » 108661
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » صوصه الصغيره is on a distinguished road
افتراضي

يسلموا

صوصه الصغيره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-11, 05:46 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


فوافق خال أنطونيا على ذلك قائلا:
" لا حاجة لنا الى ما يحتوي المنزل من أثاث وما أليه , فهذه الأشياء أختارها صهري وهي لا تلائم ذوقنا في هذه البلاد".
فسارعت أنطونيا الى القول بأحتجاج:
" لكنني أريد الأحتفاظ بأشياء والدي".
فقالت لها أمها:
" وأين تضعينها يا عزيزتي؟ أنا على يقين أن السيد برنارد لا يمانع في أن تحتفظي لنفسك بلوحة أو لوحتين , وربما بعدد قليل من الكتب , أما أن تحتفظي بكل شيء في المنزل فهذا مستحيلّ".
وقال السيد برنارد , وكان جالسا قبالتها:
" نعم , يحق لك أن تحتفظي ببعض ما يذكرك بوالدك يا آنسة مارلو".
فقالت بصوت خافت , والدموع بدأت تتساقط على خديها:
" أشكرك على ذلك!".
ولم يكن يخطر ببالها أنها ستفتقد المنزل ومحتوياته أيضا , بل حسبت أن المحتويات ستخزّن في مكان ما الى أن يصبح لها منزلها الخاص بها , وذلك مع العلم أن هذا لن يحدث في وقت قريب , نظرا لأنتهاء علاقتها مع باكو.
وفي اليوم التالي نوت أنطونيا التغيب تاركة خالها تيو يواكين ووالدتها للأهتمام بخدمة الضيف ,ولكنها لم تكد تسير قليلا في نزهتها حتى سمعت صفيرا على مسافة منها , ولما نظرت الى الصوت شاهدت السيد برنارد يصعد الطريق مقبلا نحوها.
وحين أقترب منها سألها قائلا:
" هل تسمحين لي بمرافقتك؟".
فأجابته بلياقة:
" أهلا وسهلا , يا سيد برنارد!".
ولكن السيد برنارد كان من الفطنة بحيث لاحظ نبرة التردد في جوابها فقال لها:
" هل يزعجك حضوري , يا آنسة مارلو؟ أم أن ما يزعجك بي أنني سأحرمك من المنزل الذي تحبينه كثيرا؟".
فأجابت قائلة:
"آسفة أذا كنت أعطيتك مثل هذا الأنطباع غير الودي... من الصعب على الأنسان أن يفارق منزلا أحبه , قد يبدو ذلك سخيفا في نظرك ,ولكنني دائما شعرت بالغربة في منزل والدتي الذي في فالنسيا ,فأنا في ميولي أشبه والدي , وأشعر أنني أنكليزية أكثر مني أسبانية , على الرغم من أنني عشت هنا طوال حياتي".
" أوافقك على أنك تشبهين والدك أكثر مما تشبهين والدتك, ولكنك بلا ريب لا تشبهين معظم الفتيات الأنكليزيات اللواتي في عمرك".
" صحيح ؟ ومن أية ناحية؟".
" لك صفات لم تعد دارجة في أنكلترا هذه الأيام , من حيث اللطف والتواضع , وكلامك لا تخالطه ألفاظ نابية , ولا في تصرفاتك شيء من الوقاحة , وأكثر الظن أنك لا تزالين عذراء".
فلم تجب أنطونيا بكلمة ,ولكن أحمرار خدّيها دلّ على أن ظنه كان في محله , وفيما هما سائران زلت قدمها , فتأوهت من الألم , وحين أسرع اليها كال وكشف عن موضع الألم وجد أن الورم قد بان عليه.
وقالت أنطونيا:
" آسفة لما حدث , واللوم يقع علي".
وتطلع كال اليها وقال:
" لا , اللوم يقع عليّ لأنني أثرتك بملاحظاتي الصريحة , والآن , فكاحلك يا آنستي يحتاج الى علاج , وعلي أن أحملك الى المنزل , وبما أنني لست سوبرمان , فعليك أن تضعي ذراعيك حول عنقي وتتعلقي بي وأنت مستلقية على ظهري".
وعلى الرغم من الألم الحاد الذي كانت تشعر به , فأكثر ما أثارها هو شعره الداكن اللون القريب من وجها , ورائحة بشرته الذكية التي لا عهد لها بمثلها من قبل.
وعندما وصلا الى المنزل , وجدت أنطونيا والدتها مستسلمة للراحة , وخالها غائبا , وكان كال هو الذي عالج قدمها , فوضع عليه قطعا من الثلج وضمده بقطعة من القماش , وقال لها كال بعد حين:
" سأعود الى هنا بعد شهر , وفي غضون ذلك تكونين قررت أي أشياء تريدين الأحتفاظ بها".
وفي صباح اليوم التالي غادر كال المنزل الى برشلونة , وأنطونيا لا تزال نائمة في فراشها.
وبعد ذلك بأسبوعين جاءها أحد الخدم برزمة عليها طابع بريد أنكليزي فظنت لأول وهلة أنها مرسلة الى والدها من أحدى المكتبات التي كان يتعامل معها , ولما فتحت الرزمة وقلبت غلاف الكتاب , وهو رواية بوليسية مثيرة , قرأت هذه الجملة الموجهة اليها : بأنتظار لقائنا المقبل , حين آمل أن نكتشف أشياء أخرى تكون جامعا مشتركا بين ذوقي وذوقك , وكانت موقعة بالحرفين الأولين من أسمه , ك. ب.
وكان لقاؤهما المقبل في فالنسيا , حين دعاها كال مع أمها وخالها الى تناوا ل طعام العشاء في فندق راي دون جايم وهو أفخم فنادق المدينة , ولو أنه دعاهم الى فندق أستوريا أو ريتا فكتوريا فما قلل ذلك من سرورها , غير أن فندق راي دون جايم كان حديثا وعلى الجانب الشمالي من النهر , وفيما كانت تتناول المآكل الشهية , لم يغب عن بالها أنها عاشت فيما مضى , على مقربة من مكان جلوسها أجمل ساعات حبها الضائع.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-11, 10:39 AM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت مدينة فالنسيا مقسومة الى قسمين بنهر ريو توريا الجاف والسبب في جفاف النهر هو أن مياهه تحولت الى سواقي تروي حقول الأرز وبساتين البرتقال المحيطة بالمدينة , ولم يكن من المستغرب أن ترى قطيعا من الغنم يرعى في ظلال الجسور التي كان يقوم بين أثنين منها ملعب لكرة القدم ,وكان وسط المدينة وأجمل بناياتها وآثارها التاريخية يقع على الجانب الجنوبي من المدينة , بينما أحتفظ الجانب الشمالي بالجامعة ومتحف الفنون الجميلة , وكان فرنسيسكو بنيتيز المعروف لدى الجميع بلقب باكو , يقيم مع عائلته في شقة كائنة على الجانب الشمالي قرب الميناء , وهو موضع لا تزوره عادة فتاة مثل أنطونيا , ذلك أنه كان حيا تقطنه طبقة العمال الذين حرصوا على نظافة مساكنهم وتزيين شرفاتها بأحواض الزهور , وكان الصغار الذين يلعبون في الأزقة مزعجين أحيانا , مثلهم مثل سائر الصغار في أزقة المدن كلها , وفي أيام الدراسة كانوا يلبسون ثيابهم ويسرحون شعورهم كما يجب , بحيث لا يمكن تمييزهم عن تلامذة الأحياء الثرية ألا بشيء واحد , وهو أنهم كانوا يذهبون الى مدارسهم سيرا على الأقدام , عوضا عن نقلهم بسيارات أهاليهم الفخمة التي كان يتولى قيادتها سائقون خصوصيون , وبالتالي لم يكن في مظهر باكو ما يميزه عن أبناء أصدقاء الدونا ألينا.
وفي ذكرى مولدها التاسع عشر , وقبل وفاة والدها جون مارلو المبكر ببضعة أشهر , ورغم معارضة تيا أنجيلا , أهداها والدها سيارة خضراء جميلة , وفيما هي تقودها في شارع يغص بالسيارات , توقف المحرك عن الدوران , مما حمل السائقين على أستعمال زماميرهم وأثارة الضجيج , وجذب جمالها أتباه المارة من الرجال فتحلقوا حول سيارتها في محاولة لمساعدتها أو لأظهار أحتجاجهم على خلو الطريق من رجال شرطة السير لمعالجة الموقف , وعبثا نجحت أنطونيا في أقناعهم بدفع سيارتها الى جانب الطريق.
ولكن شابا في مثل سنها تقدّم من بين الجماهير مقبلا اليها , وتكلم في أذنها مشيرا عليها بهدوء أن تزيح عن مقعدها وتسمح له بقيادة السيارة , ولما فعلت صعد وراء المقود وأدار المحرك بكل سهولة , وعندئذ شعرت أنطونيا بأنفراج لم تشعر به في حياتها , وخصوصا عندما قاد السيارة الى الأمام وسط الرجال المتجمهرين أمامها , فسألته وهما يقطعان أحد الجسور الكثيرة التي تصل ضفّتي النهر :
" ماذا طرأ على السيارة؟".
" عطل بسيط أوقف المحرك مؤقتا , أين كنت ذاهبة حين وقع الحادث؟".
وألتفت اليها باسما , فأدكت في الحال أنه الرجل الذي تنتظره كل حياتها! وقالت له:
" كنت ذاهبة الى البيت".
" أين هو؟".
ولما أخبرته علا جبينه شيء من العبوس , فظنت أنه أعتبر الطريق بعيدة , فقالت له:
" لا لزوم لمرافقتي الى هناك , يكفي ما أسديته لي من خدمة أشكرك عليها , وأنت الى أين كنت ذاهبا؟".
" الى مكان ما , ربما لأتناول طعام الغداء في أحد المطاعم".
ولم يكن من عادة أنطونيا أن تتحدث الى الغرباء بمثل هذه الجرأة , ولكنها هذه المرة رأت أن فرصتها سنحت وعليها أن تغتنمها , فقالت له:
" لماذا لا تتناول طعام الغداء في منزلي؟ والدتي ليست في البيت هذا النهار , ولكنني أعرف أنها تريد أن تشكرك على ما فعلته لي".
وتردد الفتى قليلا , ثم نظر اليها ثانية وقال:
" نعم , بكل سرور أقبل دعوتك!".
وكان المنزل في الحي اقديم من المدينة , حيث تكثر الأزقة الضيقة , مما حمل الفتى على زيادة الأهتمام بقيادة السيارة , وهذا أتاح لأنطونيا أن تدرسه بأمعان.
كان شعره قصيرا , فهل كان جنديا في الجيش وربما في أجازة ؟ أم أنه كان أنهى حديثا دورة خدمته العسكرية الألزامية؟ وفي أية حال لم يجعله قصر شعره أق وسامة مما هو على طبعته.
ولم يكن في بناء المنزل الخارجي المتواضع ما يفضح للغريب أن داخل تلك النوافذ المغلقة وذلك الباب المطعك الضخم , ما جعله من أفخم قصور المدينة.
وقالت أنطونيا لرفيقها:
" أكبس على الزمور فيجيء فيديريكو ويفتح لنا البوابة".
وكان خلف البوابة ساحة تحيط بها أسطبلات تستخدم الآن مرائب للسيارات , وفيما وراءها باحة حولها سلالم تصعد الى جوانبها , ومن هذه الجوانب تستطيع أن ترى من خلال الأبواب الزجاجية المستطيلة حديقة جميلة تتوسطها بركة ماء مرتفعة ونبع ماء فوار.
وقالت له أنطونيا وهي تقوده الى الحديقة:
" لا أعرف أسمك ".
" باكو ... أسمي باكو بنيتيز , يا سيدتي".
" أنا أنطونيا مارلو , والدي رجل أنكليزي".
وكانت العادة لدى الأسبان , حتى الذين في مقتبل العمر , أن يتصافحوا بعدما يتعارفون , وحدث أن تيا أنجلا كانت تتناول طعام الغداء خارج المنزل , وهكذا خلا لأنطونيا ورفيقها أن يتناولا طعامهما معا , بمعزل عن رقابة أحد , مما سهل عليها مجال التعارف بمزيد من السرعة . على أن باكو أدرك منذ البداية الحاجز الأجتماعي الذي يفصل بينهما , فقبل أن يودعها عائدا الى عمله كموظف في شركة, قال لها:
" أحب أن أراك ثانية , ولكنني أتقد أن والدتك لا ترحب بذلك".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-11, 10:03 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ووافقت أنطونيا في قرارة نفسها على كلام باكو , فهو من طبقة لم تكن عالية في السلم الأجتماعي الى درجة تسمح له بالدخول الى الوسط الذي تعيش فيه أسرتها.
ولو كان الأمر عائدا لباكو , لتوقفت علاقتهما عند هذا اللقاء الأول , ولكن أنطونيا التي جذبت اليه , وهي بعد في الساد سة عشرة من عمرها , أنظار الشباب في وسطها الأجتماعي , لم تجد في أحد منهم ما يعني لها شيئا , وهي الآن وقعت في غرام باكو , مثلما وقعت والدتها في غرام والدها لأثنين وعشرين سنة خلت , على الرغم من معارضة جدها وجدتها.
وكان , أذن , من الطبيعي أن تتوقع معارضة والدتها وأقربائها لأي علاقة تقيمها مع باكو , ولكنها دهشت أشد الدهشة حين دعاها باكو الى بيته فلاحظت أن والدته هي أيضا لم تكن تنظر بعين الرضى الى مثل تلك العلاقة , وبذلت أنطونيا جهودا أستغرقت عدة أسابيع لأقناع باكو بأن الوسيلة الوحيدة للتغلب على معارضة الأهل هي أن يذهبا معا الى مكان بعيد , وهكذا يوضع الجميع أمام الأمر الواقع , ويعمد خالها الى مساعدة باكو , صهره الجديد , على تحسين وضعه الأجتماعي والمالي.
وأخذت ـنطونيا , بمفردها تعد العدة للهرب والزواج بحبيبها باكو , فحجزت غرفة لهما في أحد الفنادق الفخمة على بعد ستين كيلومترا من مدينة فالنسيا.
وبعد ذلك لم تعد تتذكر الحادثة التي أفقدتها وعيها والتي وقع فيها باكو قتيلا , وعند أنقضاء يومين على معالجتها في مستشفى قريب من مكان الحادثة , نقلت الى مستشفى خاص في فالنسيا.
وفيما كانت أمها جالسة قربها على السرير , عاد اليها شيء من الوعي فتذكرت أنها قبل أن تستيقظ في فراش لم يكن فراشها كانت في السيارة مع باكو.
وحين تمتمت أسمه , قبضت الدونا ألينا على يدها , ودموع الشفقة والحزن تملأ عينيها وقالت لها:
" ذهب يا حبيبتي, عليك أن تحاولي نسيانه , وأشكري الله على أنه لم يصبح معاقا كسائر الفتيان الذين تنزل بهم الكوارث في الطرق هذه الأيام , أن كنت تحبينه لفضلت فقدانه على رؤيته معاقا...".
ولما جاءت والدتها مرة ثانية لعيادتها , سألتها أنطونيا:
" هل أنت غاضبة عليّ كثيرا؟".
" كلا , بل شاكرة لأنك نجوت".
ومرت أيام كثيرة قبل أن تقبل بواقع وفاة باكو , وغادرت المستشفى وقلبها لا يزال يفطر دم الأسى والحزن المرير , وفي يوم من الأيام , فيما هي تتناول طعام الغداء مع والدتها وخالتها , قالت لهما بعتة:
" يجب أن أذهب لزيارة والدته....".
فتبادلتا النظرات , وقالت خالتها تيا أنجلا بحزم:
" لا , يا عزيزتي , هذا لا يجوز , لأنه يجدد حزنها".
ومنذ وقوع الحادث صارت تيا أنجلا أكثر حنانا من قبل , حتى أنها أمتنعت عن توجيه كلمة تأنيب أو لوم الى أنطونيا.
وألتفتت أنطونيا الى والدتها وسألتها قائلة:
" وما رأيك أنت يا أماه؟".
فترددت الدونا ألينا بالجواب ثم قالت:
" أوافق خالتك على رأيها , فالسيدة بنيتيز لا بد من أن تحسب أنه لولا علاقتك بأبنها باكو , لما حدث له ما حدث.......".
وتعاونت الأم والخالة على أقناع أنطونيا بأن من الحكم أن ترجىء زيارة عائلة باكو الى شعار آخر.
وبعدذلك بنحو شهر , كانت أنطونيا تمر قرب حانوت الزهور في شارع ديل كوديللو بوسط المدينة , أذا بها تلمح السيدة بنيتيز مقبلة نحوها ترتدي السواد من رأسها الى قدميها , وفوق شعرها شال من الحرير الأسود .
ولم تكن أنطونيا وحدها بل كانت تتسوق برفقة صاحبتها أمباروفيدال وتذكرت أنطونيا تحذير خالتها لها بأن أقل أشاعة عن كيفية وقوع الحادثة سيضر بسمعتها فقالت لأمبارو:
" أرجوك أن تسبقيني الى حانوت الأحذية , وسأتبعك عما قريب بعد أن أتحدث قليلا الى هذه المرأة المقبلة نحونا ".
وأدركت أن السيدة بنيتيز رأتها وعرفتها , فأمتلأت عيناها بالدموع وقالت لها:
" أغفري لي , يا سيدتي.....".
فقاطعتها السيدة بنيتيز قائلة بقساوة:
" لن أغفر لك وكيف تجرؤين على التحدث الي , أيتها الفتاة الشريرة ! أنت السبب في فقداني ولدي , حذرته من أن لا خير ينجم عن صداقته لك , وكان قطع علاقته بك لولا ملاحقتك أياه من دون حياء... يقولون أن أسبانيا أصبحت بلادا ديمقراطية الآن , ولكن يبدو أن الأغنياء لا يزالون ينعمون بخيراتها , فهم قادرون على شراء الحلول لمشاكلهم , بينما نحن الفقراء علينا أن نتحمل كل المتاعب... أوه , ها هو الباص!".
وهرعت السيدة بنيتيز نحو الباص تاركة أنطونيا في ألم وحيرة من أمرها ,ولم يقتصر سماع كلام السيدة على أمبارو , بل تعداه الى المارة.
فسألتها أمبارو قائلة:
" ماذا جرى ؟ وما معنى الكلام الذي وجهته اليك هذه المرأة ؟".
وصعب على أنطونيا أن تلفلف المسألة , فقالت لأمبارو:
" أنا آسفة يا أمبارو... أحس بصداع ويجب أن أعود الى البيت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-11, 11:39 AM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأومأت الى تاكسي , على أمل أن تنسى صاحبتها ما جرى , ولكن أمبارو أشتهرت بالثرثرة , فلم تمض بضعة أيام حتى دخلت تيا أنجلا الى غرفة أنطونيا , وهي في فورة غضب , وقالت لها:
"بذلت أنا وأمك جهودا جبارة لأخفاء الفضيحة ... ولكن تبيّن لي أن من المستحيل الأحتفاظ بالسر طويلا , فالجميع هنا في أوساطنا يتحدث عنها.....".
" وماذا يقولون؟".
" تماما كما توقعت أن يقولوه , وهو أنك فقدت كل حظ بزواج معقول".
" أنا لا أريد الزواج على الأطلاق , بعد أن مات باكو".
" هذا هراء ! وكيف تقضين بقية أيامك من دون زوج وأولاد؟".
" أفكارك لا تزال قديمة , يا خالتي..... فالنساء يعملن في هذه الأيام كالرجال, وأظنك تذكرين أنني أردت أستئناف دراستي الجامعية بعدما توفي والدي , ولكنك أقنعت أمي ألا تسمح لي بذلك".
" أنت لست مؤهلة للعمل في الحياة العامة... ثم أن الجامعات تغص بالمشاغبين وبمن لا خير فيهم!".
وخرجت تيا أنجلا من الغرفة تاركة أنطونيا تفكر كيف كانت الحال تختلف عما عليه الآن لو كان والدها على قيد الحياة , عندها لم تكن مضطرة الى لقاء باكو في الخفاء , لأن والدها لم يكن ليمانع في علاقتها به , ثم أن والدها من الذين لا يرفضون باكو على أساس أنه ثري أو من طبقة أرستقراطية , فهو حين كان على فراش الموت لم يتمالك الخدم من القول , بعضهم لبعض:
" دون جون مختلف عن البشر , ذلك لأنه لم يكن يئن ويتذمر , بل بقي الى آخر يوم من حياته مبتسما ورافضا أن يخضع للداء الفعال الذي كان يعانيه".
وكان يقول لأنطونيا:
" الحياة تظل قصيرة وأن طالت , فحاولي ألا تهدريها يا عزيزتي , كل يوم له قيمته , أستمعي للموسيقى. أذهبي وتمتعي بمرأى الأعمال الفنية في متحف الفنون الجميلة , تلذذي بالطعام , أبتسمي للناس , ولا تنتظري أن يبتسموا لك أولا , وحين يقع أحدهم في غرامك وتستجيبين له لا تتوقعي أن يكون كامل الأوصاف , فكما أنك لست كاملة الأوصاف فكذلك هو , وأذا تفهمت هذا الأمر جيدا سعدت في حياتك".
وبعد ذلك , شعرت أنطونيا أن والدها ,حين أسدى اليها تلك النصيحة الأخيرة , كان يفكر بأمها التي كانت تشكو من نقص فظيع , وهو عجزها عن الوقوف في وجه أختها الكبرى.
ولا تذكر أنطونيا أن والدها ووالدتها تشاجرا يوما , ولكنها كانت دائما تعرف أن وجود خالتها أنجلا في البيت كان يعكر صفوه , ذلك لأن والدها جون مارلو لم يكن مهيأ بنشأته للمشاركة في الروابط الحميمة التي تشد أفراد العائلات الأسبانية بعضهم الى بعض , حتى أن الرابط بين الأخت وأختها قد يبغ من المكانة أحيانا بحيث يتساوى مع الرابط بين الرجل وأمرأته.
ولم يكن والدها يتحرر من مداخلات خالتها أنجلا في شؤونه العائلية ألا عندما يكون في المنزل الريفي , فهي في فالنسيا كانت دائما تتصرف كما لو كانت سيدة البيت , وتعارض أية محاولة لتغيير أو تعديل العادات الموروثة أبا عن جد.
ومن ذلك أنها هي التي أصرت على أن تتلقى أنطونيا دروسها في البيت مع أحدى قريباتها التي ولدت معاقة فلم تستطع الذهاب الى المدرسة , على ذلك لم يمنع أنطونيا من معاشرة أولاد آخرين , ألا أن هؤلاء جميعا كانوا من الوسط الذي تعيش فيه العائلة , والذي لا تنبت فيهالأفكار والعادات الجديدة بالسهولة التي تنبت بها في المدارس والجامعات , وبعد الغداء جلست أنطونيا الى جانب كال وهو يقود السيارة الى المنزل , وتبعتهما والدتها بسيارة خالها تيو , وكان كال يسأل الدونا ألينا أذا كانت تسمح لأنطونيا بركوب السيارة الى جانبه , فوافقت من دون تردد , وأمضى كال معظم الطريق صامتا ,ولكن بعدها أطلا على الجبل الشامخ الذي يظلل منزله الصيفي قال لأنطونيا فجأة:
" في وسعك الأحتفاظ بالمنزل وكل ما يحتويه أذا شئت!".
" ماذا تعني بكلامك هذا؟".
" أريد أن أتزوجك , كنت عازما أن أطلب يدك المرة الماضية , ولكنني خفت ألا تصدقي بأنني أعني ما أقول , أنا من الذين يتخذون قراراتهم بسرعة , فمنذ الساعة الأولى أدركت أن المنزل هو الشيء الذي أريد , وفي يوم واحد أدركت أيضا أنك أنت الفتاة التي أبحث عنها, والآن بعد مرور شهر على ذلك لم أغير رأيي.......".
ومال بالسيارة الى جانب الطريق وأطفأ المحرك ونظر اليها وجها لوجه وقال:
" زواجنا يقتضي أن نسكن في أنكلترا , ولكننا سنجيء الى أسبانيا عدة مرات في السنة , وبما أنك تحسنين اللغة الأنكليزية , فلا تجدين صعوبة في التكيف على الحياة في موطن والدك".
وأمسك كال بيديها اللتين كانتا متشابكتين قليلا في حضنها ورفعهما بيديه الكبيرتين وقال:
" هل تروق لك فكرتي؟".
" لا أعلم , لم أكن أنتظرها... ولم يخطر ببالي أنك وقعت في غرامي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.