49 - السعادة فى قفص - آن هامبسون - ع.ق ( كتابة / كاملة )**

[essaerp]

وقف سيمون ونظر اليها ببعض القلق كما ظنت .
" لقد عاد لونك ولكن اذا شئت نستطيع ان ناخذ مشروبا قبل ان نبدا التجوال حول الجزيرة ".
فهزت راسها بالنفى وقد سعدت بقلقة عليها اذ لم تكن معتادة على هذا الاهتمام ولو كانت استيل فى مكانها لاعتبرته شيئا طبيعيا بل ومن حقها .
" انى بخير ".
ابتسمت له وقد انعكست السعادة فى عينيها الوسعتين الصافيتين . كم هى سعيدة الحظ ان تجد شخصا مثل سيمون وان يختالرها من بين كل الفتيات على ظهر الباخرة
" اذن سنبدا تجوالنا ".
ومرة اخرى لف ذراعة حولها واخذا يسيران على الشاطىء .
كان هناك رجال سمر كثيرون يعرضون بضائع من جميع الاصناف .وكانت السيدات يرتدين ملابس سوداء او بيضاء من الغزل المحلى .ويبتسمن لها ويعرضن عليها منتجات رخيصة وجميلة كمن صنع ايديهن وكانت الاشغال الجلدية ايضا جميلة ورخيصة .
ثم توقف سيمون وسالها :
" ماذا تريدين ياعزيزتى ".
"لاشىء اشكرك ".
" اختارى ".
قالها بحدة وبطريقة امراة لدرجة جعلتها تقفز .
" لابد انك تريدين شيئا ".
كان صوته يحمل من السخرية فتاكدت انه رجل متغير المزاج وخاصة انها لم تكن تلك المرة الاولى التى يحدث فيها هذا التغير .
" ان التطريز جميل ".
قالت ذلك وهى تتمنى لو انها لم ترفض فى البداية مما جعلة يظن انها تمثل دور من لا تريد .
من الواضح ان النساء اللواتى كان يتعرف عليهن كان يهمهن ان يحصلن على اى شىء ممكن من رجال مثل سيمون ديوريس .
" هذا المفرش ".
وردت السيدة الشابة التى احضرت على الفور عددا منه :
" انه يستعمل ايضا كمفرش للمائدة ".
" اذن سناخذ نصف دستة ".
" اوه ...ولكن ..."
" وهذا البول اوفر ".
اشار سيمون الى بول اوفر اخضر فاتح مشغول بغرزة الضفيرة .
" انه جميل ".
لم تستطع آلين رغم خجلها وترددها فى قبول هذه الهدايا الا ان تسال السيدة :
" هل قمت انت بصنعه ؟"
" نعم يا سيدتى فى ثلاثة ايام فقط ".
" ساعات طويلة واسهر فى الليل واتعب وتضعف عيناى ".
ظهر على آلين الشعور بالحزن وبدا على سيمون تعبير غريب كما لو كان ادهشه اهتمامها وحزنها على الفتاة .
ثم سالت الفتاة :
" لماذا لا تطلبين ثمنا اعلى وتعلمين ببطء ,ان نظرك اثمن من اى شىء ".
" ان كثيرا من الناس لن يشترو ه بثمن اعلى ".
" ولكن ثمنه فى بريطانيا اربعة اضعاف ذلك من الممكن ان تزيدى ثمنه قليلا ".
" هذا هو الثمن الذى حددناه ".

[essaerp]

وضعت الفتاة البول اوفر على آلين فهز سيمون راسه بالموافقة .
" نعم سناخذه ".
ثم خاطب الفتاة باليونانية فاخضت حقيبة للمساء لم يكن لدى آلين حقيبة ولكن ان يكون سيمون قد لاحظ ذلك اثار دهشتها .
كانت حقيبة جميلة من القماش الابيض المشغول بخيوط ذهبية وفضية قال لها :
" ان هذا القماش نسيج يدوى ان السيدات فى هذه الجزر ينسجن اقمشتهن بانفسهن ".
" اشكرك ياسيمون انك طيب جدا معى ".
لم تستطع آلين ان تقول شيئا اخر .
" ارج وان يكون هذا تفكيرك دائما ".
كانت كلماته ناعمه مازحة ومع ذلك شعرت بالخوف يسرى فيها مرة اخرى ما السبب ؟
" والان لنذهب لتناول ذلك المشروب ".
حمل سيمون السيكارة وهو امر غير معتاد بالنسنة ليونانى .
" هناك حلنة صغيرة اعرفها والان من اى طريق كانت ؟ اه نعم "
" هل تعرف هذه الجزيرة جيدا ؟"
سالته آلين وهى تسرع لتلحق به
" ليس جيدا لقد حضرت عدة مرات كانت والدتى تحب ان تاتى الى هنا ولكن هذا كان من عدة سنوات قبل ان تصبح الجزيرة مشهورة كما هى الان ".
" والدتك ؟ هل ما تزال حيه ؟"
" لا, بالطبع لا ".
" من الموسف انها ماتت ".
تلا ذك سكوت كم هو رجل غريب لايمكن التنبؤ بما بداخلة ,رجل متغير المزاج ينحدر من اسلاف وثنيين .
ذهبت افكار آلين الى لحظة الوداع بينهما عندما تصل الباخرة الى رودس . سيذهب فى طريقه وتذهب هى للتجوال بمفردها ماذا سيكون شعور كل منهما عندما تاتى تلك اللحظة ؟ الوداع ...قبلة نعم قبلة اخيرة على رصيف الميناء ثم يذهب سيمون بخطواته الواسعة واسريعة التى تزيد المسافة بينهما هل سيلتفتللوراء ؟ نعم انها متاكدة انه سيفعل وسيلوح كل منهما للاخر حتى يختفى . هذا هو مصير قصص الحب على سفينة .يبدو ذلك مستحيلا ولكن هذا ما سوف يحدث وافلتت منها تنهيدة جعلتة ينظر اليها بتساؤل :
" ما الذى يضايق صديقتى الجميلة ؟"
ضحكت آلين وقالت :
" هل تريد الحقيقة ؟"
" بكل تاكيد ياعزيزتى ".
" كنت افكر فى الوداع ....بعد خمسة ايام من اليوم ".
تلا ذلك سكوت عميق طغى على كل ضوضاء الميناء .
" الوداع..."
قالها سيمون اخيرا بصوت هادىء ومع ذلك كان به مزيج غريب من التسلة والاتياح مما جعل آلين تحملق فيه محاولة فهمه ...لقد غرق فى تفكير عميق لايمكن لاحد اخترقه وجعله بعيدا عنها .
"هاهى حانتنا".
توقف عن السير فجاة فحطم سحر اللحظة الذى كان يغلفها .
" يجب ان تجربى الــ اميجدالوتو انه اختصاص هذه الجزيرة . ماذا تريدين ان تشربى ؟"
جلسا تحت كرمة وكانت موسيقى البزق تنساب اليهما من الخلف وسمعت صوت اطفال يضحكون ففكرت فى جنكس . كم كانت الطفلة ستستمتع بهذاه الرحلة . قررت بينها وبين نفسها ان تحضرها اذا ما سنحت الفرصة .يجب ان ابحث عن عمل احسن وتذكرت انها قد قضت وقتا اطول من الازم فى ذلك المتجر الذى تعمل به فى بلدها .
وتناولت آلين عصير الليمون والـ اميجدالوتو الذى اتضح انه نوع من الحلوى اللذيذة المصنوعة من الوز بينما شرب سيمون اوزو واكل معه الزيتون وقطعا من الاخطبوط المشوى .وكلن الخادم الشاب يتنقل بين الموائد وابتسامة لاتفارقه ثم تحدث باليونانية مع سيمون وضحك الاثنان بشدة نظرت آلين الى حيث ينظران فوجدت رجلا سمينا فى منتصف العمر يداعب فتاة ذات شعر اشقر لايمكن معرفة سنها برغم ان ملابسها تمناسب فتاة لاتتعدى السابعة عشر فاحمر وحه آلين ونظر اليها سيمون بشىء من الدهشة .
" هل انتهيت ام تريدين بعض الفطائر التى تزيد الوزن ".
" لااشكرك ,اين سنذهب الان ؟"
قامت وقام سيمون ايضا من كرسيه .
" سنتجول فى هذه الممرات الضيقة حتى تكونى فكرة ثم نذهب الى ديلوس ".
كانت الطرقات الضيقة خلف الميناء كبيت جحا اذ كان بعضها ضيقا مما جعل سيمون وآلين يلتصقان بالحائط عندما يمر حمار وراكبه والبعض الاخر كان اوسع من ذلك وكان لجميع المنازل سلالم خارجية تؤدى الى شرفة تمتلىء باصص الزهور والورود التى تنشر الوانها الزاهية كما تعطر الجو للمارة .
" هذه المرات اغلبها مسدودة ".
نظرت آلين بدهشة وقالت :
" ليس اغلبها بل كلها ".
فصحح معلوماتها شارحا ان هذا كان يقصد به تضليل القرصان .
" هل كان هناك قرصان ؟"
" ان اليونانيين يحبون القرصنة منذ القدم ".
ثم توقف فجاة وشعرت آلين انه كان سيزيد من الشرح ولكنه غير رايه ومرا بمقهى فيها رجال يرقصون فتوقفا لمشاهدة الحركات الرشيقة وقال سيمون " ان كل هذه الحركات ترجع الى العصور الظلام والوثنية كان المقصود بها تكريم الرموز ولكن من الجائز انك تعرفين هذه الاشياء ".
" لا ,كان يجب ا ناقرا اكثر عن الاساطير اليونانية ".
لم يقل شيئا بل سارا فى سكون تشغلة افكاره واتجهت خطواتهما الى الميناء فاخذت آلين تفكر فى سيمون وفى بيته وفى عمله وشعرت انه غنى برغم انه لم يكن لديها دليل على ذلك كما انه مثقف ولغته الانكليزية ممتازة من الجائز انه يملك سفنا او يزرع دخانا او يملك مزارع زيتون وخطر لها ان تفتح هذا الموضوع ولكن تعبير وجهه منعها من ذلك .
واستقلا مركبا صغرا من ميكونوس الى ديلوس فبعد ان تركا ميكونوس باقل من ساعة كانا يتجولان بين اطلال ديلوس التى اعتبرها القدماء جزيرة النور لان ابولو رموز الشمس ولد فيها وكانت هياكل هذا الرمز وعددها ثلاثة مهدمة تنمو بين اركانها وشقوقها الازهار وقد تفتحت فى الربيع ولم يبق من هذه الهياكل الااعمدة مهشمة وقواعد رخامية واجزاء من تماثيل تشهد على مجد ديلوس فى قديم الزمان . اما اشهر واجمل الاثار فهى تماثيل الاسود التى كانت فى يوم ما تحرس بجانب البحيرة والتى لم يبق منها الاخمسة .
وكانت آلين تنظر حولها بدهشة ثم قالت :
"انه مثير جدا ان يكون المرء على جزيرة غير ماهولة ".
كانا قد صعدا الى جبل لينتاس وشاهدا المدينة التى بها بيت الدولفين الشهير وبيت الثلاثى وبيت الاقنعة وكان هناك موائد وكراسى من الرخام ورسومات موزايكو وعلى الاخص المسرح الذى يسع خمسة الاف شخص .
وكان الهواء يطير شعر آلين وكانت تبدو مناسبة لهذه الخلفية كما قال سيمون وهو يزيح شعرها عن وجهها ثم يعانقها برقة فحملقت فيه وعيناها تبرقان وقد سحرها جو الجزيرة والوضع الذى وجدت نفسها فيه اخذ قلبها يحذرها ولكنها كانت منفعلة بطريقة لم تعرفها من قبل.
همس بصوت رقيق :
" كم انت جميلة , انا سعيد بمقابلتك يااستيل ".
واحاط خصرها بيده
" هل انت سعيدة بمقابلتى ياحبيبتى ".
حبيبتى ...هل تعنى هذه الكلمة شيئا ؟ذكرت آلين نفسها بحزم انها لم تعرف سيمون الامنذ يوم واحد .لابد انه يلعب بعواطفها وهو خبير فى هذة اللعبة من كثرة تكرارها ولبد ان شريكاته كن على نفس الدرجة من الخبرة .
اجابت اخيرا :
" نعم انى سعيدة جدا ان قابلتك ".
فعانقها مرة اخرى مما جعلها ترتعش خوفا من ان يطلب منها هو اكثر فان ذلك سيكون نهاية حلمها الجميل وهى تشهر انه سيفعل قبل ان ينتهى اليوم .

[بنوته عراقيه]

يعطيك العافيه ياقلبي ... واحلى تقييم ليكي

[SHELL]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[essaerp]

5- قرصنة فى بحر الحب
ظهرت سلسلة جبال بنفسجية اللون من خلال الضباب الذى يغطى البحر .
" رودوس ".
جاء صوت سيمون خلفها فابتسمت له مرحبة .
" استيقظت قبلى اليوم ".
" اريد ان اشاهد الشروق ".
" حالا ...انظرى هذا هو طرف الكرة القرمزية . ان الدنيا تتحول الى اللون القرمزى ".
كان وراءها فلف ذراعة حولها ووضع يده فوق يدها على السياج استندت آلين عليه بحركة رقيقة واسعدها ان تشعر بذقنة مستندة على راسها .
" انظرى فى هذا الاتجاه يا حبيبتى انهار ودوس جزيرة الورد ".
هزت راسها ولم تستطع ان تتكلم لانها كانت منفعلة وحزينة لفكرة اقتراب الوداع بينها وبين سيمون كانا وحدهما على سطح المركب وكل شىء كان هادئا فيما عدا صوت البحر كان كل شىء ينام فيما عدا الشمس التى ترتفع فى الشرق لتوقظ العالم .
ونظرت آلين بتامل الى جزيرة رودوس البعيدة موطن سيمون المكان الذى سيودعان بعضهما فيه ولم تكن قد نامت جيدا تلك الليلة وتساءلت اذا كان هو ايضا مثلها لم ينم كانت هذه الساعات الاخيرة التى سيقضيانها معا .
عادت بذكرتها الى تلك الليلة عندما طلب منها سيمون ما كانت تتوقعه بكلمات رقيقة جذابة بينما كانا يقفان فى ضوء القمر على سطح السفينة والموسيقى الرقيقة تترامى اليهما من فرقة النادى الليلى كان رفضها مترددا لانها توقهت انه سيكون نهاية علاقتهما وان سيمون سيبحث لنفسه عن رفيقة اكثر تجاوبا ولكن لشدة دهشتها فقد تقبل رفضها بدهشة شديدة ولكن بلا غضب لقد كانت دهشه بالغة ومن الواضح أنه كان يتو قع استلاما سريعا متلهفأ . أما هي فإن رفضها تسبب في أرقها طوال الليل ، إذ كانت تلوم نفسها على مثلها التى أصبحت من مخلفات الماضى تماما لماذا وضعت حدا لسعادتها التى وجدتها للتو ؟ لماذا لم تكن مثل استيل ؟ ربما جعل ذلك الحياة اسهل .
كانت تقول لنفسها وهى متيقظة انه ينتظرها فى الصباح عند حمام السباحة ولن يتناولا افطارهما معا ولن يرقصا معا ولن يعانقها فى ضوء القمر كانت فترة جميلة ولكن قصيرة وهى لن تنساها ابدا ولكن كل شىء قد ينتهى الان . سيبحث سيمون لنفسة عن رفيقة اخرى .
ولكنها كانت مخطئة فقد كان ينتظرها بجانب حمام السباحة وتناولا افطارهما معا وبقيا معا منذ تلك اللحظة وزارا جزيرتى باتموس وكوس فى طريقهما الى رودوس وفى كل جزيرة كانا يتجولان معا للمشاهدة وقد اشترى لها سيمون اشياء ما كان يمكن ان تشتريها لنفسها ابدا برغم ان اغلب النقود التى اعطتها اياها خالتها كانت مازلت معها وبمرور الايام كان سيمون يزداد رقة ويزداد حنه لها عمقا وكان يبدو انهما لا يمكن ان يفترقا قبل ان يتفقا على لقاء جديد.
ولكن شيئا واحد جعل آلين تقلق وتشك ان سيمون لم يحاول ان يسال مرة اخرى عن عملها او بيتها او حياتها فى انجلترا لم يكن يعرف سيئا عنها ولم يبد مهتما لان يعرف . لقد فكرت عدة مرات ان تخبره بالحقيقة عن نفسها وعن عملها وان تحدثة عن جنكس والخالة سو ولكن الكلمات توقفت على لسانها لمجرد عدم اهتمامة ولو كان يريد ان يعرف اية تفاصيل عنها لسال وكانت ستجاوبه بلا تردد وبسبب عدم اهتمامة فقد امتنعت عن السؤال عن حياته وهكذا بعد سته ايام شاعرية لم يكن كل منهما يعرف شيئا عن الاخر .
وسالت بتردد وصوت مرتعش :
"متى سنصل ؟"
" بعد ساعتين ".
كانت مازالت تستند اليه وتشعر بذقنه على راسها .
" لماذا هذا الحزن ياعزيزتى ؟"
ضغط على يديها ثم ادارها لتواجهه وقد امسك بيديها فى يديه واخذ ينظر اليها طويلا وهو لايتوقع اجابة على سؤاله .
" ليس لديك خاتم يااستيل ؟ ليس لديك خاتم من الماس لاصبعك ؟"
دق قلبها بعنف ولم تسمع نفسها وهى تقول :
" لا يا سيمون . ليس لدى اية خاتم ".

[essaerp]

تلا ذلك صمت غريب قبل ان يرد بنبرة اكثر غرابة فى صوته :
" هاتان اليدان الجميلتان بلا خاتم من الماس ؟ يجب ان يكون لديك خاتم من الماس ".
هل يقصد خاتم خطوبة ؟ لابد انه يعنى ذلك والا فلماذا يذكر الخاتم الماسى ؟
نظرت اليه بسعادة وبدون تفكير تمتمت بخجل :
" هل تقصد انك ستعطينى خاتما ؟"
توقفت بارتباك وقد تنبهت لخطئها ماذا سيظن عنها ؟ فى هذا الموقف وهو على وشك ان يطلب منها الزواج المفروض ان يتكلم هو لابد انه سيظن انها جريئة عضت على شفتيها مغتاظة من نفسها ولكن لحسن حظها بدا ان سيمون لم يلحظ لهفتها او على الاقل لقد نجح فى اخفاء ملاحظته وهو يبتسم لها ابتسامته الجذبة ويلفت نظرها الى منظر الشمس مغيرا الحديث بطريقة مفاجئة ادهشتها .
فاستدارت فى ذراعيه وهى لاتشعر بالسعادة لانه كان امرا غريبا ان يتكلم عن الخاتم برغم انه لم يطلب منها الزواج بعد فكرت آلين فى كذبها عليه وفى جنكس والخالة سو وبدا لها الموقف معقدا الى درجة لايمكن حلها .
" نعم انها كالكمثرى ".
وحملقت آلين فى الشمس ثم استطردت :
" انها تبدو وكما لو كان البحر يجذبها ولا يريد ان يتركها "
" خداع بصرى بالطبع ...هاهى ...لقد ظهرت "
كان شروق الشمس جميلا لدرجة بهرت آلين برغم انها لم تكن اول مرة ترى فيها الشروق كانت فى الايام الثلاثة الاولى تستقظ مبكرة وتصعد الى السطح ولكن منذ قابلت سيمون كانا يسهران كثيرا وكانت تستيقظ متاخرة اما هذه الليلة فقد جفاها النوم وهى تفكر فى الوداع المنتظر بينهما لم يكن هناك شك انها وقعت فى حب سيمون برغم انها حاولت بشدة مقاومة هذا الجنون وقد اعطاها تصرف سيمون معها ورقته واعزازه لها واغراقها بالهدايا فى كل جزيرة زاراها . الامل فى ان يكون هو ايضا يحبها ولكن عدم اهتمامه بمعرفة تفاصيل حياتها لفت نظرها بشدة لو كان جادا فى علاقته بها لاهتم بمعرفة كل شىء عنها ولكلمها هو ايضا عن نفسه
وقطع سيمون الصمت قائلا :
" هل سنستحم اليوم ؟"
كان ينظر اليها بتلك الطريقة الساحرة التى كانت تجعل قلبها يدق بعنف . هل كان يعلم بتاثيره عليها ؟
" نعم ساذهب لاغير ملابسى ".
فسارا حتى قمرتها ولما لم يكن هناك احد اخذها بين ذراعيه وعانقها قائلا :
" ساراك حالا ".
ثم انصرف .
وحدقت وراءة وهى فى حيرة شديدة ماهى نواياه ؟ بالتاكيد لايمكن ان ينظر اليها بكل هذا الحنان لو كان سيودعها بعد ساعات قليلة . فكرت فيما قاله عن الخاتم الماسى وشعرت ان هناك معنى خفيا احتفظ به لنفسه دخلت قمرتها وهى تشعر بالاضطراب وبان شيئا بداخلها يحذرها بشدة ولكن حبها لسيمون جعلها لاتمعن التفكير وتتغاضى عن اى عيوب فى شخصيته قد تتراءى لها . كان تاثيره عليها منذ النظرة الاولى لايسهل محوه حتى لو لم يصبحا اصدقاء الى هذه الدرجة . دفعت كل هذه الافكار عنها واخذت ترتدى لباس البحر وهى لاتفكر الا فى الساعتين الباقيتين لها معه .
كانا آلين وسيمون من اول الذين غادروا الباخرة عند وصولها الى ميناء ماندراكى كان رفيقها يحمل حقيبته وهى تفكر فى عودتها الى الباخرة بمفردها بدون ذراعه حولها لن ترقص الليلة بعد العشاء فى الاضواء الخافتة ولن تسير على سطح الباخرة فى ضوء القمر . ولن يكون هناك كلمات او همسات رقيقة امام قمرتها قبل النوم وشعرت بالالم يعتصر قلبها كانت فى البداية تقول لنفسها انها فى نهاية الستة ايام ستمون سعيدة بما استمعت به فى صحبته . ولكنها الان فى عندما جاء الوقت للفراق لاتشعر بذلك .
" هل ...هل ستعود لمنزلك الان على الفور ؟"
سالته متمتمه وهما يقفان على شاطىء جزيرة رودوس الساحرة وقد اصبحت غير قادرة على تحمل الصمت اكثر من ذلك وكانت الورود والازهار الجميلة تملا الجو الدافىء عطرا ساحرا والمراكب المزركشة تنشر على سطح الماء وبينهما بعض اليخوت الفخمة التى ترفع وتردد قليلا ثم قال :

[essaerp]

" لدى يختا هنا يااستيل ساضع حقيبتى فيه ثم نتريض قليلا فى المدينة ".
صاحت وقد نست حزنها للحظة :
" يخت واحد من هذه ؟"
اذن فلن يفترقا على الفور على الاقل لساعة ...او ساعتين ؟ انه وقت ثمين .
نظرت الى اليخت الابيض المع الذى اشار اليه سيمون .
" انه جميل انك محظوظ ياسيمون ".
فكرت فى رحلة اليخت التى ستذهب اليها اختها بالتاكيد لن يكون بهذه الفخامة لابد ان سيمون رجل غنى جدا .
وقال ببعض الفخر :
" نعم انه جميل . تعالى ياعزيزتى لاريك اياه ".
لمعت عيناها فاخذ سيمون ذراعها وسارا معا الى اليخت . كان على ظهرت اليخت رجلان ينزلان الاعلام البيضاء حيياه ثم نظرا بفضول الى رفيقة مخدومهما وهما يتكلمان اليونانية داخل اليخت كالاحلام واكن موثثا بافخرالاثاث والسجاجيد السميكة تغطى الصالون وغرفة استقبال اخرى اصغر .وهناك غرفة طعام وكبائن مجهزة تجهيزا فاخرا بحمام خاص لكل منها . واخذت آلين تنظر حولها بانبهار وهى تحسد استيل لانها ستقضى اجازة ممتعة على يخت شبيه بهذا .
" هل تريدين مشروبا ياعزيزتى؟"
ترك سيمون حقيبته ليحملها احد الرجلين وجلس هو وآلي نفى الصالون بدا مشدود الاعصاب وتساءلت ترى هل هو ايضا غير سعيد بسبب فراقهما ولكن لو كان هذا صحيحا فهو يستطيع ان يتصرف . ان رجلا يملك مثل هذا اليخت لن يفكر فى فتاة مثلها جلسا يتحدثان لحظة بينما تناولت مشروبها ثم اساذن سيمون قائلا انه سيعود بعد لحظة واضاف :
" توجد هنا بعض المجلات الانكليزية ".
ثم انصرف .
فكرت استيل انه بدا مختلفا ام ان هذه تخيلاته ؟انه لم تره مشدود الاعصاب على هذا النحو وغارقا فى التفكير كما الان هزت كتفيها واسترخت فى جلستها وهى تفكر فى الوداع الذى يقترب كل لحظة ونظرت الى ساعتها كان عليها ان تعود الى الباخرة كاسيليا فى الثالثة فاذا بقى معها سيمون حتى تبحر فيكون لديهماخمس ساعات معا مرت خمس دقائق ثم عشرا ان الوقت الثمين يضيع قامت ناحية الباب ثم عادت وجلست مرة اخرى . ستبدو مضحكة و ذهبت لتبحث عنه الى جانب انه ذكر المجلات مما يدل على انه كان يعلم انه سيتاخر ونظرت من النافذة الى السفن فى الميناء والمياه الزرقاء الهائة وقطبت جبينها فقد كان يبدو غريبا جدا ان يتركها سيمون .هكذا فجاة سقط قلبها ,بسرعة وذهبت الى الباب وهى لاتعلم سبب هذا الخوف لانها كانت تثق ثقة مطلقة فى سيمون ادارت مقبض الباب لم تصدق نفسها لايمكن ان يكون مغلقا جذبته مرة اخرى بكلتا يديها فى محاولة يائسة لفتحه . صاحت محاولة التجم فى صوتها :
"سيمون..سيمون..ان الباب مغلق...ماالذى حدث؟"
لابد انه سياخذها فى نزهة فى البحر نعم هذه هى الحقيقة وهو لم يخبرها لتكون مفاجاة لها .
" سيمون ..اين انت ؟ يالهى ..ما الذى يجرى ؟"
نظرت من النافذة فرات الشاطىء يبتعد رفعت يدها المرتعشة الى حلقها ما الذى يحدث ؟
كان شاطىء ماندراكى يبدو اصفر واصغر والدموع تسيل على خديها وهى تقف اما الباب بعد ان استمرت تدق عليه اكثر من ربع ساعة بلا مجيب سيطر عليها خوف شديد وهى تشعر انها قد تكون بفردها على ظهر هذا اليخت .
مذا فعلت ؟ تاكدت الان انها كانت ضحية عملية خداع رهيبة وانها وحدها الملومة .لم تكن سوى معرفة عابرة وقد وضعت كل ثقتها فيه . يالها من غبية ساذجة ان استيل ما كان يمكن ان تقع فى هذه الورطة ...ومن الجائز انها ما كانت ستتضابق كانت ستفهم ما يريده بمجرد ان يطلب منها ان تاتى الى اليخت هزت آلين راسها بذهول وهى مازالت لاتستطيع ان تصدق ان سيمون كان يخدعها لا فائدة من ان تغالط نفسها لقد احضرها هنا لغرض واحد .. ومع ذلك لماذا لم بعد؟ والى اى مدى سيذهب باليخت قبل ان يعود للشاطىء . افترصت انه ينوى العودة لانه يعرف انها يجب ان تعود الى الباخرة كاسيليا بعد ساعات قليلة .

[essaerp]

عادت مرة اخرى تدق الباب ثم لجات للصياح فى محاولة لان يرد عليها احد هل مازالت هذان الرجلان على ظهر اليخت ؟ لابد ان لديها تعليمات ويجب الاتتوقع مساعدتهما . اخذت تبكى وهى تتساءل ما الذى سيحدث لها كان قلبها يدق بعنف فى حالة سيئة لاتسمح لها بالتفكير السليم . ماذا سيحدث لو انى لم التحق الباخرة كم كنت غبية ولكنى لم اتوقع ابدا ان يفعل هذا بى كانت تكلم نفسها وتنعى حالها وتتوسل اليه كما كان امامها.
" دعنى اذهب ياسيمون ,ارجوك اعدنى الى رودس "
اخيرا سكتت فى ياس والدموع تنهمر من عينيها جلست طويلا على حافة المقعد بعد ان توقف ذهنها عن التفكير .وشعرت بالبرودة تسرى فى جسدها . والافكار المضطربة تختلط فى ذهنها ... احتمال الا تلحق بالباخرة والخالة سو وجنكس واستيل التى تنتظر اعادة جواز السفر اليها ولكن اهم من كل هذه الافكار كانت فكرة ما سيحدث لها بعد قليل عادت الذكريات الى ذهنها المضطرب ...قبول سيمون ببرود لرفضها طلبه البقاء فى كبينتها تلك الليلة ومزاجه المتغير ومحاولته عدم معاداتها وهو امر مازال يحيرها وتذكرت كرمه واهتمامه بها مما اسعدها ببساطة لانها لم تجرب من قبل لقد خطط كل ذلك ليعطيها الثقة فيه حتى يستطيع ان يغريها لتاتى معه الى يخته هزت راسها فجاه لا...ان هذه الاستنتاجات ليست صحيحة لسبب ما لماذا يتعب نفسه الى هذه الدرجة ليكسب ثقتها اذا كان كل ما يريده هو ان يغرر بها ؟ كما قالت لنفسها عندما رفضت اقتراحه...فهو يستطيع ان يحظى باية فتاة يركز اهتمامة عليها وهو لايحتاج الى ان يتعب نفسه الى هذه الدرجة فقط ليرضى رغباته . انه ليس مضطرا للمجازفة التى يفعلها الان لانه بلا شك يعلم انه سيضع نفسه تحت طائلة القانون بخطفها بهذه الطريقة .
وشعرت آلين بالتوتر لدى سماعها وقع اقدام ثقيلة خارج الباب قفزت واقفة واخذت تصيح بصوت عال وتدق على الباب دار مفتاح الباب فخطت للوراء بينما انفتح الباب للداخل . كان يقف هناك يونانى نحيف واسمر احد الاثنين اللذين راتهما عندما صعدت الى اليخت . ونظر اليها نظرة فاحصة جريئة .كانت شفتاه غليظتين خشنتين تحت شاربه الاسود الملتوى وهو يمسك سيكارة فى يده ومسبحة فى اليد الاخرى .
" دعنى اخرج من هنا ".
قالت آلين هذا وهى تندفع للامام وبعيدا عنه ولكنه امسك بها فافلتت منه ودخلت الصالون مرة اخرى . سالته بعنف :
" اين سيدك؟ اذهب واخبره انى اريد ان اراه لاتحملق فى هكذا الاتفهم الانكليزية ؟"
استمر يحدق فيها وعيناه مثبتتان على وجهها الباكى بتعبير من الحيرة قبل ان ينتقل نظره الى صدرها . شعرت بالحرج وفى هذه اللحظة ولد فيها شعور بالكره لسيمون قال بانكليزية ركيكة :
"اتكلم قليلا من الانكليزية . انك فتاة جميلة جدا كرفيقة فراش لسيدى ".
ونظر اليها باعجاب تشوبه السخرية .
" ان سيدى لديه سيدات جميلات كثيرات ولكنك اجملهن "
وشعرت بالتقزز وبرقت عيناها بالغضب وقالت غير ممقدرة الخطر الذى يحيق بها :
" انى لست رفيقة فراش سيدك كما تسميها اين السيد ديوريس؟"
كان جسمه يسد الباب لذلك لم تحاول ان تمر بجانبه لانها كانت تعلم انه سينتهز الفرصة ...
" ما هذا الذى تقوليه؟ الاتحبين سيدى كصديق ؟ ان كل السيدات يعجبن به .ان دماءه حارة ليس كرجالكم الانكليز الباردين ".
فاحمر لون آلين وزاد غضبها .
" اذهب واحضر سيدك على الفور ".
هز كتفيه ثم سكت قليلا وقال:
سيدى ليس على ظهر اليخت ليتو ؟"
ليس على ظهر اليخت ؟ لابد انه هناك .اذهب واحضره ".
" لديه عمل فى رودوس وقد اخبرنى انا ومافريس ان ناخذك فى اليخت الى منزله وسياتى هو بالطائرة فى اخر اليوم ".
" بالطائرة ؟ انه يعيش فى رودوس ...."
" ان سيدى يعيش فى كريت .."
" كريت ؟ هل هو كريتى ؟"
اختنق حلقها وبسرعة البرق ادركت الموقف الشاذ باكملة . لقد كانت المقصودة بكل ذلك اختها استيل .
" نعم انه كريتى . ان الكريتيين ليسوا كباقى اليونانيين انهم رجال متوحشون لا تخبرى سيدى انى كلمتك عن الحب ".
قالت بانتقام :
" قد اخبره ".
الا ان ذهنها كان مشغولا بامور اخرى وهى تراجع ما حدث فى الايام الستة الماضية وقد ادكت كم كان سيمون ماهرا فى كسب ثقتها التامة او استيل ...
" لاسيضربنى ويطردنى من العمل "
" اذن فهو لايسمح لك باهنانة رفيقات ...الفرش كم هو شهم "
لم يفهم كلمة شهم فتجاهلتة محاولة ترتيب افكارها لتستطيع تقدير الموقف بطريقة اكثر هدواءأ عن ذى قبل .
كان اول خاطر لها انها فى امان مما كانت تخشاه ولكنها شعرت بمشاعر متضاربة نحو سيمون من سخرية القدر ان تحب بجنون نفس الشخص الذى صمم على القصاص من شقيقتها لما ارتكبته فى حق ابن اخيه . لقد وضع خطته باحكام .ومن الواضح انه علم مسبقا بان استيل ستستقل هذه الباخرة فى هذه الرحلة ومن الجائز انها ذكرت ذلك لسولاس فى وقت ما . نعم لقد وضع سيمون خطته باحكام ولكن اقدر كان كريما فى مساعدته . حتى فى الاسم .. تاكدت ان سيمون سيغضب بشدة عندما يعلم بخطئه . ولكن ذلك لم يكن ما يشغلها الان . ان اكثر ما كان يقلقها ويجعل قلبها يدق مرة اخرى هو انها لن تلحق باى حال بالباخرة كاسيليا عندما تبحر من رودوس . انها متاكدة ان هذا الرجل لن يتركها انه لن يجرؤ على ذلك بعد ان يعلم بخطئه .
" لماذا لم يبح سيدك الى كريت على هذا المركب ؟"
سالته وقد حيرها هذا الامر لو كان فعل لاوضحت له كل شىء ولتركها تذهب .تذهب ...تذكرت انها كانت حتى ساعات قليلة تامل الاتودع سيمون أو ان يتفقا على لقاء قريب فى مكان ما بشكل ما . ولكنها الان تدرك ان امالها ليس لها معنى . ان اهتمام سيمون بها منصب على الانتقام منها بسبب ما حدث لاحد افراد عائلتة . انه لايهتم على الاطلاق بفتاة تدعى آلين .
" قلت لك ان سيدى لديه عمل هام فى رودوس .وقال انه لايريد اليخت ليت وان يبقى فى الميناء واننا يجب ان نبحر به الى كريت ".
وابتسمت فى سخرية . بالطبع انه لايريد اليخت ان يبقى فى ماندراكى وفيه ضحيته لانها لو استطاعت ان تلفت النظر اليها لفسدت خطته .
ماذا سيفعل بالنسبة للتحقيق الذى سيحدث عندما لاتعود الى الباخرة كاسيليا ؟ انها لن تبحر فى موعدها اذا تاخر احد الركاب . وسيعلمون بغيابها لان مفتاح قمرتها سيكون معلقا فى مكانه لان المفروض ان اى راكب يعود ياخذمفتاحه على الفور واى راكب لياخذ مفتاحه ينادى على اسمه فى مكبر الصوت للتاكد من ان المفتاح لم يترك بطريق الخطا فاذا لم يرد تنتظر الباخرة لان الضابط المسؤل يعلم ان هناك راكبا لم يعد .
ولكن الى متى ستنتظر الباخرة؟ من الواضح انها لن تلحق بها لانها الان فى طريقها لكريت وهى تعلم انه لا فائدة من ان تطلب من هذا الرجل ان يطلقها .
" طلب منى سيدى ان اعطيك طعاما زوان ادخل كفى كابينه لتستريحى ".
" انى لااريد طعامكم ".
وتوقفت لحظة وهى تفكر ان كل اليونانيين يخشون الشرطة .وسترى الان اذا كان هذا الرجل يخشى الشرطة اكثر من سيده .اخذت تشرح له انها اختطفت . وانهم ينتظرونها على الباخرة كاسيليا .
" اذا لم اعد سيخطرون البوليس ".
قالت ذلك وهى تؤكد على كلمة البوليس .
" ...وسياخذون المسؤولين عن ذلك الى السجن .هل تفهم ؟"
راقبته بدقة ولكن لدهشتها راته يبتسم ابتسامة عريضة .
" ان سيدى لم ياخذ اية امراة بالقوة من قبل انى اتعجب بسبب اغلاقة الباب ولكنى اظن ان ذلك كان من قبيل المزاح انت تقولين انه اخذك بالقوة انها قصة لطيفة سوف احكيها لاصدقائى . ان السيدات عادة يكن راضيات ..."فقاطعته بغضب :
" البوليس ...انك تعلم معنى هذه الكلمة .وستحاسب لابقائى على هذا اليخت رغما عنى .اما اذا تركتنى فلن اخبر احدا".
نظر اليها الرجل بخبث واشمئزاز واخذت هى تصرخ فيه بصوت عال وتشرح له كيف سيبلغون البوليس عندما لاتعود الى الباخرة كاسيليا ولكنه قاطعها قائلا:
" ولكن الباخرة كاسيليا ملك سيدى وسيكون قد اخبر القبطان انك لن تعودى ".
ثم اضاف وهو يضحك :
" ...ان القبطان سيفهم الى جانب ان حقائبك هنا فى الكابينة التى ساريك اياها وقد طلب منى سيدى ان اخبر كان جواز سفرك معه وسيعيده اليك فيما بعد ".

[ندى تدى]

شكرا على المجهود الروايه روعه

[essaerp]

6- تحت اشجار التمر حنه
رسا اليخت فى خليج صغير شرق هيركليون بعيدا عن الميناء الذى يموج بالحركة وقد فهمت آلين انه تم اختياره بقصد عدم اعطائها الفرصة للاتصال باحد .وسلمها كوستوس وهو الرجل الذى تحدث معها على اليخت الى سائق يرتدى ملابس خاصة كان يبدو عليه الضيق لانه انتظر مدة طويلة .
نظرت حولها وهى تركب السيارة. لافائدة من ان تحاول الهرب فالمكان منعزل وهذان الرجلان حولها . الى جانب انه تصرف احمق لان سيمون معه جواز سفرها . كما انها لم تكن تريد ان تسبب له مشاكل برغم ما سببه هو لها من مضايقة راجعت الموقف وهى فى رحلتها من رودوس عدة مرات مع نفسها وانتهت الى انه من الافضل ان هذا حدث لها هى بدلا من استيل لانه لو كانت استيل هى التى وقعت تحت يده لما كان لها مخرج مما دبره لها من عقاب .اما الان فان آلين تعرف اسم سيمون ووصفه ويمكنها ان تحذر شقيقتها منه وان كانت تظن ان سيمون سينفذ فكرة الانتقام الان .
لم تكن هناك داع ان تسال نفسها عن سبب رغبتها فى عدم تعريضه لية مشكلة انها تكرهه الان قليلا ولكن حبها له اكبر بكثير ووبرغم انها مقتنعة انه لايستحق حبها الاانها لم تستطع ان تقتل هذا الحب . لسوء الحظ لانها لو كانت خالية البال الان .كما كانت عندما صعدت الى ظهر الباخرة كاسيليا وهى تتوقع رحلة ممتعة لكانت اسعد كثيرا اى فشل ...انها ستطلب ان تعاد لبلدها بالطائرة لانها ليست مستعدة للعودة الى الباخرة بعد ما حدث ,وبعد ان اعتقد كل الطاقم بدءا من القبطان حتى اقل عامل انها ذهبت مع صاحب السفينة الغنى .
وقالت محادثة السائق :
" توقعت ان يقالنى السيد ديوريس بنفسه ".
" انه لم يعد بعد من رودوس ياسيدتى . لقد اتصل تلفونيا فى الصباح وطلب منى ان انتظر اليخت ليتو وان اخذك الى المنزل سيكون قد عاد عندما نصل الى هناك".
كانت لغته الانكليزية سليمة وطريقة كلامه مهذبة فشعرت بالارتياح بعد نظرات وضحكات كوستس التى لم تعجبها ولغته الركيكة التى ضايقتها لاقصى حد :
"هل المسافة الى المنزل بعيدة ؟"
استغربت لحالة الهدوء التى حلت بها بعد لحظات الرعب التى عاشتها قبل ان تعرف السبب الحقيقى لاختطافها , اما الان فهى تعرف انه لاداعى للخوف . فبمجرد ان يعرف سيمون الحقيقة ,سيعتذر بكل الطرق وسيفعل ما فى وسعه لاعادتها لمنزلها .
" انها رحلة طويلة ياسيدتى ..ان ليتو عادة ترسو فى شاطىء خاص ملك السيد سيمون ولكن لان المفروض اجراء بعض الاصلاحات باليخت فقد ذهب الى هيراقليون ولذلك فالمسافة طويلة. فى كل حال المناظر هنا جمياة ولن تجدى الرحلة طويلة اذا متعت نظرك بجمال الطبيعة ".
واسترخت فى جلستها ونظرت من النافذة وبعد ان تركت الخليج الصغير سارا فى هيراقليون فى شوارع ضيقة متعرجة اشبه بحى وطنى شرقى فى مدينة من مدن افريقيا الشمالية .ثم سارا فى قرية كان يجرى فيها احتفال ما لم تعرف ماهيته ,ولكن ادهشها ان ترى رجالا تبدو عليهم سمات العنف والتوحش .ارتدوا اردية بنفسجية وعلى رؤسهم اغطية ذات شراريب . وهم يتجمعون فى ميدان القرية حيث توجدالكنيسة الارثوذكسية ويضعون فى احزمتهم سيوفا مخيفة بمقابض محلاة بالاحجار الكريمة . اذن فهؤلاء هم الرجال الكريتيون بعواطفهم السوداءواحقادهم العنيفة الذين اراقوا دمهم على مدى السنين دفاعا عن وطنهم . والذين قال عنهم هوميروس فى وسط البحر الغامق بلون النبيذ تقع كريت . الجزيرة الجميلة الغنية ...ان سكان هذه الجزيرة مشبعون بالتقاليد القديمة وهم قساوة بلا رحمة ومستعدون لان يموتوا فى سبيل من يحبون هذا الى جانب الضغائن التى بينهم .
سيمون ديوريس كريتى . هل كانت علاقتها به ستكون حميمة الى هذه الدرجة لو كانت علمت بذلك ؟ انه لاتظن ذلك. ولكن لا فائدة من الاسف الان لقد اعطت قلبها بغباء لاحد هؤلاء الذن قيل عنهم انهم اكثر كبرياء وعنفا واستقامة من بقية اليونانيين ..رجل قادته حساسيتة المفرطة غير المتهاونة بكبرياء الى هذا التصرف غير القانونى بخطفها اعتقادا منه انها المراة التى جلبت العار لعائلتة . كانت هذه الافكار تجول بخاطرآلين والسيارة تقطع الطريق الجبلى حيث تنتشر الازهار بالوانها الجميلة المختلفة . ثم وصلا الى القرية اخرى حيث كان الرجال يجلسون فى كسل تحت اشجار التوت والتمر حنة يشربون شراب الاوزو ويلعبون النرد.
بعد مغادرة هذه القرية بمسافة كبيرة تغيرت المناظر مرة اخرى فاصبحت منطقة مراع مرتفعة تكسوها الغابات حيث تنمو اشجار البلوط والصنوبر وابو فروة وبالطبع الزيتون .وبعد عدة منعطفات واجتياز ممر ضيق مخيف نزلت السيارة مرة اخرى الى ارض خصبة غنية تكسوها الزنابق الصفراء وشجراللوز ذو الازهار الوردية ....ثم بدا للعيان الشاطىء والامواج تتكسر عليه واخبر السائق آلين ان رحلتها على نهايتها .
" هذه المدينة التى ترينها هى سفاكيا فنحن الان فى جنوب الجزيرة ".
وادلر راسه فنظرت آلين الى المدينة الصغيرة التى ترقد على الشاطىء البحر الى المنزل الفخم ذى اللونيين الازرق والابيض والذى قع فى مكان مرتفع بين الاشجار
هذا منزل السيد سيمون يمكنك منه ان ترى منظر القلعة التى بناها الفنيسيون. لدينا الكثير من القلاع فى الجزيرة ".
ثم وقفت السيارة وفتح السائق الباب لالين فجرت وبينما كانت تقف فى الفناء الامامى للمنزل وتنظر