49 - السعادة فى قفص - آن هامبسون - ع.ق ( كتابة / كاملة )**

[essaerp]

الى الفخامة التى كان عليها منزل سيمون عاودها الشعور بالخوف ..يالها من بلهاء ...بعد قليل ستوضح موقفها وسينتهى الامر . واغمضت عينيها بشدة لانهما كانتا تؤلمانها لرغبتها فى البكاء فهى لاتعلم الان ان سيمون لايحس باية نشاعر تجاة الفتاة التى تدعى آلين مارسيلاند لمسها السائق ففتحت عينيها واشار اليها ان تصعد السلالم البيضاء التى تؤدى الى مدخل تظلله الكروم وقد رصت عليه اصص الازهار .
فتحت الباب خادمة سمراء ابتسمت لها وطلبت منها الدخول .
" السيد سيمون ينتظرك يا سيدتى تفضلى من هنا "
كانت لغتها الانكليزية ممتازة وتعجبت آلين اين تعلمتها .
وقادتها الى غرفة داخلية حيث وجدت نفسها وجها لوجه مع الرجل الذى كان ينتظر لينطق بالحكم على استيل مارسلاند.
قام من على كرسيه ينظر اليها وهى تقف امامه وراء الباب مباشرة وقد رعها تعبير وجهه . هذا الرجل ذو الملامح الشيطانية لا يشبه باى شكل الرجل الذى يسبح معها كل صباح ويرقص معها فى المساء والذى كانت ابتسامتة المرحبة بمجرد ان يراها تجعل قلبها يدق وروحها المعنوية تطال السماء .ان هذا ليس العاشق الرقيق الولهان الذى ضمها تحت سماء ايجة الجميلة والذى همس لها بكلمات الحب والغزل .
تكلم اولا ولكن بنبرات باردة لدرجة جعلتها تجفل .
"اظنك تعلمين الان من انا ؟"
هزت راسها بالايجاب :
" نعم ,انت عم سولاس "
" اذن انت تعلمين لماذا انت هنا "
ابتلعت ريقها ماكان يبدو بسيطا وسهلا منذ قليل , كان صعبا لدرجة انها تعثرت وهى تبحث عن الكلام المناسب . ارتعشت من الخوف وهى تتصور غضبة عندما تخبرة بالحقيقة . بالطبع سيلقى اللوم عليها لانها انتحلت شخصية شقيقتها .
ثم بدات تتكلم :
" ان الامر ليس ...ليس كما تظن "
قاطعها بصوت قاس :
" انت خائفة اليس كذلك ؟ الجميع يخافون عندما ياتى دور الحساب . انهم فى ذلك الوقت يتمنون بكل قلبهم لو انهم تصرفوا بطريقة مختلفة ولكن الفرصة تكون قد فاتت لقد فاتت الفرصة يااستيل مارسلاند حتى لالتماس الرحمة .انك لم تكتفى بسرقة ابن اخى ودفعه الى عمل مهين ولكنك حقرته بان جعلت احد اصدقائك يطردة بطريقة مخزية ووحشية لاقصى درجة . ان مثل هذه الاهانه لاحد افراد عائلتى عمل جنونى ستدفعين ثمنه غاليا ".
نظر اليها بازدراء شديد ورغم انها فتحت فمها لتتكلم الا ان حلقها جف لدرجة ان الكلمات لم تخرج :
" ويمكننى ان اخبرك ايضا ان اهانات اقل من ذلك بكثير لعائلة كريتية كثيرا ما ادت لماسىء لانننا لا نعفو ولانرحم ان الانتقام لابد منه لحفظ كرامتنا ".
كانت آلين مازالت غير قادرة على النطق وهى تنظر الى ملامح سيمون المكفهرة ولكن فكرها كان مشغولا بشعور بالارتياح الشديد لان استيل لم تقع فريسة لرغبة هذا الرجل الوثنية فى الانتقام كان سيمون يشدحبل جرس وبصوت خال من الشعور كصوت القاضى اخبرها انها ستبقى فى حبس انفرادى حتى يقرر ان يطلقها .
" حبس انفرادى ؟"
اثار ذلك فضولها واهتمامها وكانت تريد ان تعرف المزيد قبل ان تخيب ظنه .
" ...فى غرفة طلبت ان تعد لك ..فى مبنى كان فى وقت من الاوقات يؤوى سجناء فى زنزاناته ".
ابتسم ابتسامة جعلت آلين ترتعش وتشكر الله على نجاة شقيقتها حبس انفرادى لفتاة مرحة وتحب الحياة مثل استيل.نظر سيمون تجاة النافذة فادارت وجهها اليها لفت نظرها لاول وهلة عناقيد الورود القرمزية . ولكن نظر سيمون كان يتجه الى القلعة كانت تبدو فى وهج الشمس بشعة المنظر خلفها الشاطىء بصخوره الضخمة المتراصة فوق بعضها كشاهد على الامواج العاتية التى تتكسر على الشاطىء ".
" هل هذه القلعة ملكك؟"
هز راسه بالايجاب كانت آلين ترى فى مخيلتها شقيقتها وهى تنفذ العقاب الذى خططة لها سيمون كم كانت سترتعب فى الليل وهى تسمع همسات الريح كانها انين اسباح على مر الزمان .
وشعرت آلين ان سيمون يحملق فيها بشىء من الحيرة وسمحت انفسها بالابتسام من الواضح انه كان يتوقع ان ترتعش من الخوف وان تحاول استعطافه بكل طريقة .
" لااظن انك تقدرين قسوة هذا العقاب تماما انه يمكن ان يمتد لستة اشهر او حتى اثنى عشر شهرا وهذا يتوقف على شعورى بمرور الوقت انا الان اشعر انى اريد ان اتركك هناك الى الابد ولكنى اظن انه بعد فترة ساشعر ان العقاب قد يناسب الجريمة وساحررك ولكنى اؤكد لك ان حياتك فى الشهور القادمة ستكون كريهة لدرجة انك ستتمنين الموت".
كان يتكلم بصوت هادىء يدل على انه اما عديم المشاعر اوعديم الخيال .
ومع ذلك اذا نظرت للامر من وجهه نظره فان آلين تستطيع ان تفهم مشاعره الى جانب انه كان يتبع التقاليد . والتقاليد اقوى من اى قانون . وحملقت فيه وهى تتعجب لنفسها , انها تحبه برغم بعده وبردوهوقناع الصقر الذى يخفى وراءه رقته التى عرفتها وكرمه اللذان كان سببهما رغبته الحارة فى ان يكسب ثقتها الكاملة .

[essaerp]

" انى اقدر قسوة العقوبة ..."
توقفت وتحركت لداخل الغرفة عندما انفتح الباب وظهر خادم .استجابة للجرس .
طلب منها سيمون ان تكمل ما كانت تقوله :
" انى مندهشة لانك تظن انك تستطيع تنفيذ عقابك . هل تظن ان فتاة يمكن ان تختفى بدون ات يسال عنها احد ؟"
" من الذى سيسال عن فتاة مثلك ؟"
اجاب بكثي من الازدراء :
" واحد من اصدقائك ؟ لااظن ذلك .ان النساء مثلك يتمتع المرء بهن لحظة ثم ينساهن . ليس لك اقارب كما اخبرنى سولاس ".
سكتت آلين لانها تذكرت ان استيل كانت لاتعترف بان لها اقارب لانها كانت ترى ان هذا ابسط وافيد .
كان سيمون يتكلم ويخبر آلين انها ستذهب على الفور الى السجن مع هذا الرجل الذى ينتظر .
"انه سيخدمك ويقدم لك الطعام طوال الوقت ولن ترى احدا غيره ".
كان هذا داعيا لان تتحرك آلين ولكن قبل ان تتكلم وتشرح كان سيمون يتكلم مرة اخرى وقد لاحظت الحيرة على صوته .
" الست خائفة ؟"
كان فى لهجته شىء من الاعجاب كما لو كان قد اعجب بشجاعتها برغم انها عدوته وضحيته :
" لا..."
قالت وهى تبتسم "
" انا لست خائفة ...ولكن سبب ذلك لا يرجع الى شجاعتى . لقد حصلت خطا على الشقيقة الاخرى ..ان استيل لها اقارب .هى وانا توامتان.انا آلين ".
تجمدت ابتسامتها على شفتيها لان كل ما راته قناع برونزى :
" لا دهشة ولا غضب .."
قالت مكررة وقد نزل عليها الخوف كالطوفان .
" انا آلين ..."
"آلين ان هذاالاسم حميل .اذن فانت توام متماثلة ".
ضحك بسرور كما لو كانت نكته ..."
" وماذا تتوقعين ان يكون رد فعلى لهذا الكلام ؟"
نظر بسرعة الى الخادم الذى ينتظر بوجه سلبى ويديه الى جانبيه كما لو كان فى وضع انتباه .
" سيمون ".
قالت متعلثمة وهى تقترب منه:
" سيمون ...انا آلين ...استيل اخبرتنى عن سولاس .وانا لم اوافق على الطريقة التى عاملته بها ".
مدت يدها بحركة لا شعورية مستعطفة :
" انها لم تستطع ان تذهب فى الرحلة لذلك اعطتنى تذكرتها ".
كانت تتكلم بسرعة وباضطراب وقد بدا الياس فى صوتها لانها تذكرت ان جواز سفرها معه ...جواز سفر استيل .
"لقداعطتنى تذكرتهاياسيمون..يجب ان تصدقنى ".
بطريقة لاارادية تحركت عيناها الى الرجل الواقف بجانب الباب ثم الى النافذة والقلعة الضخمة السوداء .
" اعطتك تذكرتها .اليس كذلك ؟وهل اعطتك جواز سفرها ايضا ؟"
" نعم .زنعم اعتطنى جواز سفرها ايضا ,يجب ان تصدقنى ..لا تنظر الى هكذا ..انى اقول الحقيقة ".
كانت ترتعش من الخوف وتتصرف بالطريقة التى كان ينتظرها من البداية .
صعدت الدموع الى عينيها ولكن الرحمة لم تعرف طريقها اليه .
" انك لاتستطيع ان تضعنى هناك لن اذهب ...سيحاكمونك ".
كانت تبكى وهو يقطب جبينه بصبر نافذ وقال بسخرية :
"اذن فانت خائفة اخيرا ؟ لقد كانت محاولة جيدة يااستيل مارسلاند .ولكنها ضعيفة ومضحكة اذن فانتما توامتان متماثلتان؟ حسنا ..لم يكن هناك شىء اخر يمكن ان تفكرى فيه .اليس كذلك ؟"
اشار للرجل الذى تقدم .زاغت عينا آلين لم تظن انها فى يوم من الايام ستشعر بمثل هذا الرعب .
" انك لاتستطيع ..زانا لست استيل .اوه كيف اقنعك ؟"
كم كانت ثقتها فى غير محلها لقد ظنت انه سيشعر بالندم بمجرد ان يهدا غضبه وسيرتب لها عودتها لبلدها .كان الرجل يقف قريبا ينتظر التعليمات مرة اخرى اشار له سيمون وقال :
"خذها ...."
تراجعت امام الرجل فتبعها .واستمرت تتراجع ولكنها فقدت كل امل وهى تنظر الى احد الرجلين ثم الى الاخر وشحب لونها وشعرت كان ساقيها لن تسطيعا حملها طويلا .فكرت فى خالتها وفى جنكس وفى الصدمة التى قد تودى بحياة خالتها لم تستطع آلين ان تفكر فى احتمال ان تموت خالتها وان ياخذوا جنكس الى الملجا .وارتعشت يداها وتكلمت هامسة كانما تكلم نفسها :
" لو كنت احضرت جواز سفرى كنت استطعت ان اثبت شخصيتى ".
نظرت الى الرجل المنتظر وهى تتساءل ان مان سيمون قد الغى امره الاول رفعت يدها الى قلبها وضغطت عليه محاولة تهدئة ضرباته .
" انى اعيش مع خالتى وهى مريضة ...والصدمة قد .."
نظرت آلين الى سيمون ولكنها لم تره جيدا لان الدموع كانت تملا عينيها وقالت :
" انا آلين ولكنى لااستطيع ان اثبت ذلك لك ".
كان ينظر اليها بتركيز وقد ضاقت عيناه نظر الى يدها التى تضغط على قلبها :
امر الرجل باقتضاب ان يخرج .انسحب الخادم واغلق الباب خلفه .وحملقت آلين غير مصدقة .هل استطاعت بمعجزة ان تؤثر فى سيمون وتجعلة يرجع عن اصراره الشديد على ان يتجاهل كل توسلاتها الحارة .
"هل تصدقنى ؟"
مسحت بيده الجموع من عينيها وخدها .لم يقل شيئا واستمر ينظر اليها .تذكرت حيرته على الباخرة انها تعلم الان سببها .انها لم تتصرف كما كانت استيل ستفعل او على الاصح كما كان يتوقعها ان تفعل .انه لم يتوقع ان تحمر خجلا او ترتبك من كلمات الحب والغزل التى كان يقولها لها .تساءلت وهى تنظر اليه اذا كان نفس الخاطر قد خطر له .اذا كان صحيحا فان شكوكه ستساعده فى تاكيد ما قالته آلين بحركة بطيئة قام واحضر صورة مكبرة من احد الادراج سالها :

[essaerp]

" هل هذه انت ؟"
هزت راسها بالنفى ,فقال بحده :
انك لم تنظرى الى الصورة .هذا الثوب لقد كنت ترتدينه عندما ذهبنا الى ميكونوس".
قالت والخوف يعود اليها ثانية :
انه فستتان شقيقتى ".
"هل اعطتك تذكرتها وجواز سفرها وملابسها ؟"
كانت السخرية فى صوته فهبطت روح آلين المعنوية الى الحضيض
" انت وشقيقتك هل انتما متماثلتان ؟"
قالت بسرعة وحماس :
"نعم ,حقيقة ...اننى ..."
نظر اليها بعينين شبه مغلقتين :
"هل لديكما نفس الوحمات ؟"
اسرع نبضها وشعرت بالفرح :
" لا..ليس عندى وحمة ...اوه ...لماذا لم افكر فى ذلك ..."
ولكنها شعرت بحرارة عندما فهمت ما وراء سؤاله انه يعلم بالوحمة فاما ان يكون قد راى الصور اة ان سولاس اخبره عنها .على كل حال هذا ليس هاما . المهم هو انها الان قد اقنعت سيمون اتها آلين وليست استيل .ولكن هل اقنعته حقيقة ؟لماذا ينظر اليها هكذا ؟بدات تكرر:
"انا ليس عندى وحمة ".
ثم اتسعت عينها وقالت وقد جفت شفتاها :
" هال تصدقنى ؟"
امال راسه جانبا كما كان يفعل وقال :
" هل حقيقة تتوقعين ان اصدقك؟"
هز راسه ورفع حاجبيه وذهب عنه العنف وحل محله شىء من التسلية ولكنها شعرت انها ليست فى امان بعد انه يريد اثباتا اكيدا .
" لااستطيع ان اجعلك تراها ".
" ظننت انك قلت ان ليس لديك واحدة ".
" انك تفهم مااعنى ".
تلا ذلك صمت قصير :
" حسنا يااستيل او آلين او ايا كان اسمك هل تستطيعين اثبات ادعائك ام ادق الجرس ؟"
نظرت اليه وخداها يشتعلان وبدات تقول انى اقول الحقيقة ".
ولكنه هز راسه قائلا باختصار :
" الاثبات ".
شعرت بحرج شديد ولكنها كانت متاكدة انه لن يقبل اية مناقسة "
"لااستطيع ..."
" لاتكونى بلهاء ...انك لن تكونى اول سيدة ارى صدرها ".
برقت عيناه ولم يلاحظ ازدياد احمراروجهها خجلا من كلماته :
" لقد نفد صبرى . كل هذه المراوغة تقنعنى انك استيل مارسلاند .ولكننى ساتكد حالا ".
وقبل ان تدرك ما ينويه امسك بها سيمون بقوة وفتح ازرار قميصها .اخذت تقاومه وهى تصيح :
" اتركنى ....انى اكرهك ..."
ولكن محاولاتها فى الفكاك منه لم تفلح وكان فى نفس اللحظة يعتذر وهة مذهول بعد ان تاكد انه اخطا .
" اتمنى لو استطيع قتلك ..زاتمنى لو كنت من عائلة كريتية حتى نستطيع ان نثار منك ".
اخذ يكرر اسفه وهى تزرر قميصها :
" صدقينى انى شديد الاسف .ما كان يجب ان افعل ذلك .كان يجب ان اصدقك ".
كانت الدموع تفر من عينيها وتسيل على خديها :
" اذا واتتنى الفرصة فى اى وقت ان ارد لك ذلك فسافعل ".
كلمات غبية ولدها الغضب والشعور بالاهانة ...والالم بسبب حبها السايق الذى تحول فى هذه اللحظة الى كراهية لسبب ما كانت صورة كيت امامها لقد اهانها هو ايضا .لقدوعدها بالزواج فقط ليكسب ثقتها وتاخذ الطفلة ثم خدعها . لقد اقسمت فى ذلك الوقت ان تثار من الرجال .اما الان فهى تريد ان تثار من رجل واحد للاهانتين معا . وذلك الرجل هو سيمون ديوريس .
وقف ينظر اليها وقد ضايقة ما حدث . ثم لاحظت ذلك التغيير السريع فى مزاجه كما لو كان يسقط قناعا عن وحهه وتحول تعبيره من الندم الى الغضب .
استعدت آلين لمجابهته :
"لقد اخبرتنى انك تعملين موديل .من الواضح ان هذا غير صحيح ".
"نعم انه غير صحيح ".
"قلت ايضا انك تعرفين رجالا كثيرين هل كانت هذه كذبة اخرى ؟"
نظرت آلين بعيدا:
"نعم..."
تلا ذلك صمت مخيف يعبر عن استهجان سيمون واخيرا رفعت راسها كانت عيبناه تتهمانها ولكن تلك الثورة القاسية كانت قد اختفت منهما .
قالت متلعثمة وهى تقبض يديها بعصبية :
" لااعرف لماذا قلت انى اعرف رجالا كثيرين ولكن اظن انى كنت اريد ان اجاريك ".
ضاقت عيناه ونظر اليها نظرة ثاقبة قابلتها بثبات .انها تحترم شخصيته هذه ولاتخشاها ولكن الشخصية الاخرى الباردة عديمة المشاعر هى التى افزعتها وجعلت الدم يتجمد فى عروقها
قال اخيرا بهدوء :
"استطيع ان اخنقك لكل هذا الخداع واتخاذ وضع ليس وضعك بدون داع ..."
قاطعته قائلة :
"لم يكن بدون داع ...بالتاكيد لاتستطيع ان تلومنى لان خططك الشريرة لم تفلح ".
وقال محذرا :
"لاتخطئى ..انك لم تجتازى الخطر بعد ".
كان غضبه سبب هذا التهديد وشعرت انه مغتاظ للخطا الذى وقع فيه ثم قال امرا :
"اجلسى واخبرينى بالقصة باكملها ماهى ظروف تغيير الخطة ولماذا لم تقم استيل بالرحلة ؟"
شرحت له آلين ماحدث وعندما ذكرت موضوع جواز السفر قطي قائلا :
" الاتعرفين ان هذا عمل غير قانونى ؟"
"نعم تعرف ولكنى شعرت انه لاداعى لانفاق المال لاستخراج جواز سفر خاص بى لانه ليس هناك احتمال كبير ان اسافر للخارج مرة اخرى ".نظر اليها محملقا وقال :
" انك تجازفين بلا شك .اليس كذلك ؟"
اجابت آلين بحدة :
"لم تكن هناك مجازفة كبيرة بالنسبة الى الجواز اما بالنسبة الى الاذى الذى كنت تنوى ان تفعلة ,فكيف كان يمكنن ان اعرف ان عم سولاس سيكون على المركب ".
" لا...انى اعترف بذلك".
قال برقة بعد لحظة :
" ههل اخبرتك شقيقتك بتفاصيل قصتها مع سولاس؟والى اية درجة اساءت معاملته؟"
لم تكن آلين تريد ان تتحدث عن استيل بعد ان انجلى الخوف ولكنها نظرت الى سيمون وفضلت الاتغضبة مرة اخرى حتى لايعودالى مزاجه السىء.
" نعم لقداخبرتنى,والاتنى الهداياالتى اعطاهااياها ...."
لاحظت عوده غضبة .من الواضح انها لم تفلح فى ابقائه على هدوئه .وظهرت الدموع بسرعة فى عينيها نتيجة للتجربة المخيفة التى مرت بها راى دموعها ولكن نظرته كانت غير متاثرة ثم تغير تعبيره بسرعة ومسحت آلين الدموع بيدها وقال بشىء من العاطفة :
"لاداعى للدموع ياآلين لاتخشى شيئا .."
مسحت دموعها مرة اخرى فسالها اذا كان لديها منديل هزت راسها بالنفى وقد ادهشها هذا السؤال العادى .ثم اندهشت اكثر عندما اخرج منديلا من جيبة واعطاه لها .
" منديلى فى حقيبتى ".
نظرت اليه متسائلة بعد ان جففت عينيها :
" ان حقيبتيك هناك فى القلعة ".
ثم قام ودق الجرس وامر الرجل ان يحضرها قائلا :
" ضعها فى احسن غرفة للضيوف ".
ابتسم لان آلين اجفلت بدهشة وقالت بقوة :
" لن ابقى فى هذا المنزل ,اريد ان اعود لبيتى ...الان...."
"بيتك ؟ بالتاكيد ستعودين للباخرة ..."
هزت آلين راسها بالنفى ,وقالت انها تريد ان تعود لمنزلها .ثم تذكرت تلك الليلة عندما اعطتها استيل التذكرة والملابس .كم كانت منفعلة لانها ستقوم باجازة حقيقية اخيرا .وخاصة بعد ان سهلت لها الخالة سو الامر وشجعتها ,وعرضت بلا تردد ان تقوم بالعناية بجنكس .وملات الدموع عينيها مرة اخرى فاستعملت المنديل لتجفيفها وقالت وهى ترتعش :
"لقد كانت اول اجازة لى منذ ست سنوات لم استطع ان اصدق عندما اعطتنى استيل التذكرة .وانت افسدت كل شىء اتمنى لو استطيع ان ارد ذلك لك "
كان وجه سيمون كالقناع ولكنها استطاعت ان تقرا فى عينيه الندم ولوم نفسه اذن فهو ليس بدون مشاعر كما تصورت وذهب وجلس بجانب النافذةوهو يقول:
"اخبرينى عن نفسك لقد ذكرت خالة تعيشين معها هل لك اقارب اخرون غير شقيقتك هذه ؟"
"لاخالتى فقط".
"اذن تعيشين بمفردك معها ؟"
ترددت لجزء من الثانية ثم هزت راسهابالموافقة لم يكن هناك سبب لان تخبرة هذا الرجل عن جنكس .
"نعم انى تعيش مع الخالة سو"
"قلت انها مريضة ؟"
"انها تعانى من الروماتيزم واظن ان بها مرضا اخر لم تخبرنى لانها تعرف انى اقلق ولكنى اشعر انها تعانى من مرض فى القلب ".
طرفت عيناه بتعبير غريب :
"انك تقلقين..."
ثم اضاف بتعبير بالازدراء :
"اذن فانت وشقيقتك متماثلتان فى الشكل فقط لانها لاتقلق على احد فى الواقع انها لاتعترف باى اقارب لانها اخبرتسولاس انها ليس لها احد فى العالم ".
"هذا شغلها ".
اضطرت ان تقول ذلك ولكنها ندمت على هذا القول لان سيمون وافق عليه بسرعة قائلا ان كلمة شغل هى التعبير المستعمل لمثل نشاط اختها ...ثم سالها عن عملها هى وقد سره احمراها المفاجىء لكلامه الصريح عن شقيقتها ووضعتيديها على خديها وهى تتمنى لولم تكن تحمر بهذه السهولة .
"انى اعمل بائعة فى متجر ".
"لماذا بحق السماء كذبت ؟انى لاارى ضرورة لذلك".
وبللت شفتيها بحركة عصبية :
"ما كان يجب ان افعل اظن انى كنت اريدك ان تنبهر بعملى بدلا من ان تعرف انى بائعة بمتجر ".
" انك حمقاء غبية ..تمثلين كذبة كاملة كهذه ..والاسم ..لم يكن هناك ضرورة ان تسمى نفسك استيل ".
"بل كان هناك ضرورة لان الاسم الذى فى قائمة الركاب كان استيل ".
"وما اهمية ذلك ؟ان كثيرين لهم اسماء اخرى غير تلك التى تظهر فى قائمة الركاب .انى اعترف انك اثرت حيرتى الشديدة لانك كنت مختلفة عما توقعت طبعا لم افكر فى احتمال اى خطا اما فكرة التوأم فلم تخطر ببالى لحظة .وما كانت ستخطر ببالى حتى لولم يكن سولاس قد اخبرنى ان استيل ليس لها اقارب ولكن برغم انى لم افكر فى اى خطا الا انى شعرت بحيرة شديدة مما جعلنى اسالك عن عملك .."
وهز راسه بسخط واستطرد:
"هل عادة تكذبين بهذه السهولة.وبغيرسبب معقول ؟"
وثارت بشدة مما جعلها تبدو جذابة جدا ولكنها لم تكن نعلم ذلك ولم تلاحظ الاعجاب فى عينى سيمون.
"هل تحاول ان نجد الاعذار لتبرير سلوكك؟"
سالته بعنف :
"لم يكن لك الحق اصلا فى ذلك التخطيط الجهنمى للانتقام ولو لم تفعل لارحت نفسك ولما تعرضت انا لكل ذلك ".
بدا عليه البرود وعدم الاهتمام وللحظة بدا فى تلك الصورة الوحشية .
"لقد اخبرتك ...ان الانتقام تمر لابد منه للمحافظة على كرامتنا ".
لم تقل آلين شيئا فسالها اذا كانت توافق على طريقة شقيقتها فى الحياة والاسلوب الذى تعامل به السذج امثال سولاس .
"سبق ان قلت انى لااوفق على ذلك ولكن هذا لايعنى انى اريدها ان تعاقب انها شقيقتى برغم كل شىء ".
" اذن فهل استنتاجى انك لاتختلطين بها كثيراصحيح؟"
"انى ازورها اربع او خمس مرات تقريبا فى العام ".
"وهى ؟هل تاتى لزيارتك انت وخالتك ".
هزن راسها بتردد:
"لااستيل لاتزورنا ابدا ".
مال للوراء وقد بدا عليه شىء من التوتر والقلق ومرة اخرى شعرت انه ليس بلا شعور كما يبدو فى ظاهره فبدت من خلفه الاشجار الطويلة التى تظلل المساحة الخضراء وكانت اشجار الرومان القريبة تزهو بثمارها الحمراء والسماء لامعه فى ضوء الشمس الذهبى .
اخيراتكلم فى الموضوع الذى يشغلها :
"وماذا عن خططك الحالية ؟لاارى لماذا لاتعودين للسفينة انها ستصل بيريه بعدغد ويمكنك ان تلحقى بها هناك وسارتب لك رحلة بالطائرة وبالتاكسى واى شىء اخر تحتاجينه ".
اشكرك ,انك كريم اكثر من اللازوم ".
استغرب لانه لم يثر :
"انى اعتذر باخلاص ياآلين اعرف كيف تشعرين وانا افهم غضبك وشعورك بالاهانة ...ولكن ..."
اضاف بصوت خشن فجاة :
"..ان لديك عزاء كبيرا وهو انك انقذت شقيقتك انى اعدك انه بمجرد رحيلك عن كريت سينتهى الموضوع كله ".
نظرت الى يديها كانت مشاعر الكراهية مازالت قوية لديها ولكن فى مقابل ذلك كان هناك حبها الذى نما بسرعة فى تلك الايام الشاعرية على ظهر الباخرة كاسيليا ..لم تكن تريد ان تحبه بل العكس كانت تريد ان تكرهه وان تنتقم مما فعله بها .
سالته بنفس السخريةعندمالاحظت نظرته المتسائلة :
"هل تنتظر ان اشكرك ؟"
هز راسه ,هل كان هناك شىء من الاسف فى هذه الحركة ؟
ورد قائلا :
"لا ياآلينانى لااتوقع ذلك وقد قلت لك الان انى اقدر شعورك فى الوقت الحالى .انا اسف جدا انك فزعت الى هذه الدرجة انى اسف حقيقة ".
ثم توقف وتنهد بضيق :
"ولكنك مسؤولةايضاعما حدث كل هذا التمثيل الغبى والكذب بخصوص عملك وبخصوص الرجال ".
ثم نظر اليها وسالها بنبرة غريبة فى صوته :
"هل لك صديق ؟"
هزت راسها بالنفى :
"انا لااخرج كثيراولذلك كنت انتظر هذه الاجازة بشوق ..."
اعترفت رغما عنها ولكنها سعدت جدا عندما راته يقطب ثم قال :
"هل استطيع ان ادفع لك نفقات اجازة اخرى ؟"
كان يتكلم باخلاص ولكنها هزت راسها مرة اخرى قالت بهدوء ومرارة .
"لااريد شيئا منك اريد فقط ان ترتب عودتى لان ليس لدى نقود تكفى تذكرة الطائرة والا ماكنت قبلت ذلك منك ".
تلا ذلك صمت طويل وغير مريح كانت آلين تضغط على منديله الكبير فى يدها وكان هو غارقا فى افكاره .اخيرا سالها سيمون اذا كانت ترتيباته تلائمها فكررت انها تفضل العودة لمنزلها ولكنه عندما ذكر خالتها شعرت انه من الافضل ان تعود للمركب فى بييريه حسب اقتراح سيمون حتى لاتضطر لان تشرح لخالتها ما حدث وسبب اختصار الرحلة وبعدها سيكون باقيا ثلاثة ايام فقط حتى تنتهى الرحلة وتعود لمنزلها .
"لاتنسى ان تعطينى جواز سفرى ...جواز سفر استيل ".
"لا...ساعطيك اياه الان ".
قام الى المكتب ونظرت آلين لاول مرة حول الغرفة كانت مؤثثة تاثيثا فاخرا بطابع غربى عصرى وتذكرت فجاة ما كانت على سبيل المزاح انها ستجد لنفسها زوجا غنيا هاهو ذا ...نظرت الى الظهر العريض المستقيم بالراس الاسمر المتكبر كان ينظر الى صورة استيل مارسلاند فى جواز سفرها .ثم تحرك ورفع راسه لاجدال فى انه جذاب حتى فى تعاليه .
استدار ببطء واخذ ينظر اليها وقد رق تعبيره وشعرت انه يتذكر تعليقها التعس عن انتظارها الحار للاجازة نظرت بعيدا لان عينيها كانتا تكشفان شيئا مختلفا تماما عما تريد ان تقوبة ...كرهيتها له ورغبتها العميقة فى ان ترد له الصاع صاعين وان تجعلة يندم على اليوم الذى اعطاها فيه اهتمامه فقط ليكسب ثقتها حتى تصبح ضحية سهلة له ونسيت ان كل هذا كان المقصود به استيل .وحتى لو تذكرت ذلك فما كان ذلك سيؤثر لسبب بسيط وهو انها هى التى تحملت الاذى وليس استيل .
"هذا هو الجواز وفى المرة القادمة استخرجى جوازا خاصا بك لانه بغض النظر عما حدث هذه الكرة فانها جريمة ان تستعملى جواز سفر شخص اخر حتى لو كان هذا الشخص هو شقيقتك التوأم".
ناولها الجواز ومدت يدها لحقيبتها ولكن قبل ان تضعه فيها نظرت بشدة الى الصورة لقد تنبات استيل انهما لن يكونا متشلبهتين لان العمل الشاق والقلق سيجعلان آلين تشيخ قبل الاوان وشعرت آلين الان ان شقيقتها كانت على حق .ونظرت الى سيمون وسالته :
"اخبرنى ,ماذا كنت تظن سيحدث بعد اطلاق سراح استيل ؟ بالطبع كنت تعلم انها ستبلغ البوليس ؟"
ابتسم بلا مرح :
"عند اطلاق سراحها كنت ساحذرها واخبرها بما سيحدث لها لو فكرت ان تذكر ما حدث لها وانا متاكد انها كانت ستنفذ ذلك ".
اقشعرت وهى تتساءل اذاكانت استيل ستقدر تماما المصير الذى نجت منه عندما تعود وتخبرها بما حدث .وضعت الجواز فى حقيبتها ثم قالت :
"ماذا سافعل الان ؟"
لدهشتها رات تعبيرا من الضيق على وجهه وقال :
"لاشىء ..زستبقين هنا ضيفتى .."
قالت بعنف وهى تقبض على حقيبتها :
"لا..انى اريد ان اذهب الى اى مكان اخر ..اذا امرت بتوصيلى الى هيراقليون سابقى فى الفندق حتى ترتب تذكرة الطائرة لى ".
ومرة اخرى رات الضيق على وجهه .هل يمكن ان يكون السبب هو حزنه لرغبتها فى الهروب السريع منه؟ان هذه الفكرة تبدو مضحكة ومع ذلك فقد الحت عليها :
"انى افهم ان يومين فى صحبتى ليسا محببين اليا ومع ذلك يجب ان تتحمليهما لان هذه عادة يونانية لايمكن مخالفتها .لا ياآلين لاتقاطعينى بالملاحظة الساخرة التى على لسانك لانك لست بطبيعتك ساخرة ".
وتوقف لحظة عندما شهقت لهذه الملاحظة الدقيقة عن شخصيتها ثم استطردقائلا :
"اعترف اننى استحق كل ذلك ولهذا السبب فانا اريد التكفير عن خطاى .لااريدك فقط ان تكونى ضيفتى ولكنى اريد ان تعرفى انك اذا احتجت لاية معونة فى المستقبل فما عليك الا ان تتصلى بى وسيصلك ما تريدين .ويحب ايضا ان تتركى لى عنوانك ".
ونظر اليها :
"هل تعدينى انك ستتذكرين عرضى هذا وان كبرياءك وعنادك لن يمنعاك من الاستفادة منه ؟"
وفتحت فمها بطريقة تلقائية لترفض العرض . ولكنها امتنعت لسبب لم تفهمه لانها بالتاكيد لن تطلب المعونه من هذا الرجل ومع ذلك فقد وجدت نفسها تقول :
"نعم سيمون انى اعدك ".
ابتسم لها بطريقة بعثت الدفء والحيوية فى كل جسدها واكن صوته شديد الرقة وهو يدق الجرس ويقول :
"ستاخذك الخادمة لغرفتك ياآلين وستجدين كل ما تحتاجينه فيها امل ان تكونى مرتاحة .العشاء يقدم الساعة التاسعة عادة ولكن قد تفضلينه قبل ذلك ".
هزت آلين راسها بالنفى وقد اذهلها لطفه ومنعها من الاحنجاج من الواضح انه كان يقدر الخطا الفاحش الذى ارتكبة وكان تواقا لاصلاحه ووجدت نفسها تقول :
" لا....التسعة تناسبنى ..."
ودخلت الخادمة السمراء الانيقة الغرفة ثم قادتها من خلال بهو فسيح على جانبيه اقواس على الطريقة التركية الى سلم واسع فى مواجهتها وصعدت السلم وفتحت لها الفتاه التى كانت تدعى كيريا باب غرفتها ووقفت جانبا لتسمح لهابالدخول .
" اذا احتجت اى شىء ياسيدتى دقى الجرس انه بجانب السرير".
"اشكرك ..."
وخرجت الخادمة واغلقت الباب خلفها وجلست آلين على السرير وسمحت لنفسها بالتفكير فيما حدث لها منذ تركت منزلها هل كان ذلك من عشر ايام فقط ؟لقد حدث لها الكثير فى هذه الفترة حتى انها بدت كسنين كانت الخالة سو وجنكس تبدوان غربتين بالنسبة اليها اما استيل فهى مجرد صورة.والشخص الوحيد الحقيقى هو سيمون ديوريس الكريتى لشخصيته المزدوجة والقوانين الخاصة به والذى استطاع برغم اضطراره للاعتذار بعد ان اتاه الدليل الدامغ على خطئه .ان يحتفظ بكبريائه وتعاليه ...

[essaerp]

7-وحيدة كالماء فى النهر
قبل ان يقف التاكسى اما الباب كانت جنكس تندفع خارج المنزل وقد تهلل وجهها وبرقت عيناها البنيتان بالترحيب .
"امى ...لقد تغيبت مدة طويلة وانا لم اكن مسرورة وكذلك لم تكن الخالة سو"
"ياحبيبتى ..."
وحملتها آلين وقبلتها غير ملقية بالا الى سائق التاكس الذى وقف بصبر ينتظر نقوده .
" هل كنت طفلة عاقلة ولم تتعبى الخالة سو؟"
"عاقلة جدا ...اساليها ".
صرفت آلين السائق وحملت حقيبتها وصعدت السلالم وهى تشعر بفيض من المشاعر للطريقة التى رحبت بها الطفلة .من الواضح انها افتقدتها وكذلك الخالة سو وكان الافضل لو بقيت معهما حيث الحب والحنان والامان كيف ستمثل المرح والسعادة التى تنتظرها الخالة سو ؟يجب ان تجعلها تشعر انها متشوقة لتحكى لها كل ما حدث يجب ان اسمه سيكون على لسانها طوال الوقت وصورته اما عينيها عندما دخلت غرفة الاستقبال حيث كانت خالتها تنتظر كان اول شىء لفت نظرها هو شحوبها الشديد وجلد وجهها الذى كان يبدو اكثر شفافية والعروق الزقاء تظهر من تحته حبست آلين انفاسها .
" خالتى الحبيبة ,هل انت بخير؟"
"بالطبع ياحبيبتى هنا ,واحكى لى كل شىء ".
ونظرت اليها بعينين باحثتين ففكرت آلين انه سيكون من الصعب ان تخدع السيدة العجوز ومع ذلك يبدو ان قوة خفيفة ساعدتها لانها استطاعت بشكل ما ان تقنع خالتها انها قضت وقتا ممتعا فى الرحلة وانها سعيدةبذلك .
"انى مسرورة جدا ياعزيزتى "
ومرة اخرى نظرت اليها نظرة فاحصة وقالت :
"الم تقابلى احدا ....اعجبك بشكل خاص ؟"
فهزت آلين راسها بالنفى ثم اخذت جنكس ووضعتها على ركبتها كما طلبت الطفلة .وقالت بمرح مفتعل :
"لا...لااحد ...اسفة لان اخيب ظنك ".
كانت جنكس تستمع بهدوء عندما حكت آلين قصة الرحلة وسالتها جنكس وهى تضع ذراعيها حول رقبة آلين وخدها بنمشه ملتصقا بخدها ,عن هؤلاء الثلاثة الذين كانت تصاحبهم آلين على ظهر السفينة .ثم قالت وهى تطبع قبلة على خدها :
"ماذا كان اسمهم؟"
"كان اسم السيدة دونا وزوجها جيم وكان اسم الشاب الاخر هال".
"هال ؟"
وقطبت جنكس جبينها قائلة :
"انا لااحب هذا الاسم .لم اسمع به من قبل .لماذا تجدى رجلا لطيفا واسمه كاسم داريل ؟"
امسكتها آلين بعيدا عنها ونظرت اليها بحنان ولحظت الخدش على جبهتها الذى لم تلحظه من قبل .وقالت وهى تضحك:
"لم يكن هناك شخص مثل داريل ".
ثم سالت عن الخدش فاجابتها الخالة سو قبل ان ترد جنكس :
"كانت تتشاجر مرة اخرى بالطبع ,لا اعرف لماذا تسالين وانزلقت جنكس من على ركبة آلين وجلست على الارض تنظر الى يديها واستطردت الخالة سو تقول :
"ان عليك ان توجهى ابا غاضبا .ان والد سوزان هاغرتى قال ان جنكس كادت تقتل سوزان ".
"تقتلها ..؟ما هذا الكلام ؟ان حجم سوزان ضعف حجم جنكس ".
"ربما ولكنهااقل عدوانية جنكس .اخبرى والدتك ماذا فعلت بسوزان ".
وابتلعت جنكس ريقها بعصبية مما اخاف آلين لان جنكس نادرا ما كانت ترتبك مهما كان الحطا الذى تؤنب من اجله .

[essaerp]

وقالت اخيرا مدافعة عن نفسها :
"لقد كانت غلطتها ,قالت ان والدتها قالت لوالدها ان والدتى سيئة لانها ولدتنى بدون ان يكون لها زوج ".
ونظرت الى آلين التى اصفر لونها فقدكان اغلب الجيران يعلمون كيف اتت جنكس لالين ولكن ال هاغرتى وفدوا على الحى منذ شهرين فقط ومن الواضح ان السيدة هاغرتى اساءت الفهم .
"لقد رفضت ..."
وتوقفت جنكس عندما رات امها تقطب جبينها فجاة ثم قالت :
"لقد ضربتها عدة مرات ورفستها ايضا".
كانت عيناها تغلبان وكانت قبضتها الصغيرتين مطبقتان .
"قلت لها انى ساكسر راسها اذا قالت والدتها ذلك مرة اخرى ".
قالت آلين لخالتها بحيرة :
"ولكنها لم تفهم المقصود ؟"
"ان كل ما ضايق جنكس هو ان احد قال انك سيئة .من الواضح انها لم تفهم ولكنها تثور اذا جرؤ احد وقال اية كلمة ضدك ".
فتنهدت آلين .
"ان هذا شىء مرض ولكن سنفعل بالطفلة ؟"
نظرت اليها نظرة صارمة وهى تجلس على الارض بمظهرها المشاكس :
"قلت عندما سالتك انك كنت عاقلة .فهل هذا هو العقل ؟ان تتشاجرى مع البنات الصغيرات ؟"
وهزت جنكس راسها وهى ترسم باصبعها خطا حول حذائها وقالت اخيرا وهى عابسة :
"ما كان يجب ان تقول ذلك ".
"ان سوزان لم تقل هذا ولكن والدتها هى التى قالت ".
"نعم ..ولكنى لااستطيع ان اضرب والدتها اليس كذلك ؟لذلك ضربت سوزان بدلا منها ".
وعنفتها آلين بشدة :
"لم يكن من حقك ان تضربى سوزان لم تكن غلطتها ان والدتها قالت شيئا لم يعجبك ".
واضافت الخالة سو :
"والان سيحضر والدها ويتشاجر مع والدتك لشىء لم تفعله هى ".
"اذا صاح فى والدتى فساضرب سوزان مرة اخرى ".
"لن تفعلى ذلك ".
واشارت آلين للباب :
"اذهبى الى غرفتك انك بنت مشاكسة كيف استطعت ان تضربى سوزان هكذا ؟"
سالت الدموع على خديها المستديرين وهى تقف :
"كنت فقط ادافع عنك يجب ان يدافع الشخص عن امه ".
وتحركت ببطء ناحية الباب وهى منتبهة لترى تاثيركلماتها على امها .نظرت آلين على الفور بعيدا فخرجت جنكسمن الغرفة وبعد لحظة عادت .
"لقد قلت انك ستحرين لى هدية من رحلتك ".
ولكن الخالة سو قاطعتها قائلة :
"هل تستحقين هدية وانت تثيرين لوالدتك كل هذه المتاعب ؟اذهبى الى غرفتك على الفور ".
"هل ..هديتى فى احدى حقائبك ؟"
كانت الدموع تنهمر وهى تشير الى الحقائب التى تركتها آلين فى الصالة .
"نعم ياجنكس ".
برغم كل محاولات آلين ان تبقى حازمة الاانها كانت تضعف...ولكنها لن تسمح لها بالبقاء بعد ان امرتها الخالة سو بالذهاب :
"يمكنك ان تاخذيها وقت تناول الشاى عندما تنزلين من غرفتك ".
وقالت الخالة سو بعد ان خرجت جنكس واغلقت الباب :
"ساحاول ان اكون اثر حزما معها .متى سيحضر السيد هاغرتى لمقابلتى ؟"
"هذا المساء .لقد طلبت منه ان يحضر فى الغد لانك لن يسعدك رؤيته بمجرد عودتك من الازجازة .ولكنه كان فى حالة غضب شديد وقال انه لاينوى تاجيل الموضوع اكثر من اللازم .لقد حاولت ان اهدئه حتى لاتواجهى بكل هذا بمجرد عوتك ولكنه اصر على مقابلة والدة جنكس كما قال".
"اوه ...حسنا ..انه لايستطيع ان ياكلنى ".
كانت روحها المعنوية منخفضة يبدو ان الحياة لاتحمل لها شيئا سارا وتساءلت لماذا يحدث لها كل هذا ؟ومما اضاف لكابتها ان حالة الخالة سو الصحية لم تكن عل ما يرام برغم تاكيداتها بعكس ذلك كان قد حدث لها تغيير كبير وواضح فى هذين الاسبوعين وقد تمنت آلين اكثر من اى وقت مضى لو لم تكن قد ذهبت فى تلك الرحلة المشؤمة .
"كنت اتمنى لو وجدت شابا لطيفا انى اريد ا نارك متزوجة قبل ان ...قبل ان يحدث لى اى شيء ".
كان وحهها ينقبض من الالم وهى تتحرك على الاريكة .

[essaerp]

"لاتتكلمى هكذا ياخالتى هل الالم شديد ؟"
"انه يوم سىء بالنسبة الى ولكنه ليس اسوا الايام .ولكن لنعد لموضوعك .لقد قررت ان تخرجى اكثر لتكون لديك الفرصة لتقابلى شابا مناسبا انك جميلة جدا.لا ياعزيزتى لاتقاطعينى ان لدى بعض المجوهرات الاخرى وقد حضر نفس المشترى منذايام وعرض عللى عرضا معقولا وعدته ان ارد عليه وسافعل وستحصلين على النقود لتشترى بعض الملابس الجميلة لتخرجى ةتذهبى للرقص وما اشبه ".
وقامت آلين وذهبت الى المطبخ لتعد الشاى وهى تشعر بالحزن يثقلها كان تصرف خالتها له مغزى معين وتساءلت عما قال لها الطبيب وفكرت لحظة ان تتصل هى بالطبيب ولكن لو علمت الخالة سو فستغضب ان الخالة سو تحب ان تحتفظ بهذه الامور لنفسها ولم يحدث من قبل ان تعدت آلين على خصوصياتها .
جلست استيل على الاريكة وحملقت فى آلين التى تجلس على مقعد فى الناحية الاخرى من الغرفة وكانت آلين قد قصت عليها القصة باكملها بعد ان اعادت اليها جواز سفرها رات وجه شقيقتها يشحب بالتدرج وهى تحكى لها ما حدث ثم اصبح ابيض تماما .
" لقد نجوت باعجوبة ".
تكلمت اخيرا بعد ان اخذت سيكارة من العلبة واشعلتها :
"يجب ان يوضع هذا الرجل فى السجن ".
وسكتت منتظرة آلين ولكن آلين لم تتكلم بل راحت تفكر فى الاهانة التى لحقت بها وقررت انها لن تستطيع التغلب على تاثير مقابلتها مع سيمون ديوريس الابعد مدة طويلة .
وسالت استيل بفضول وهى تتعجب من التعبير على وجه شقيقتها :
"اياك ان تكونى قد وقعت فى غرام هذا الشخص ؟"
"لاتكونى بلهاء ...انا لااقع فى الحب بهذه السهولة ".
وضحكت آلين ضحكة مهتزة ولكنها احنت راسها :
" كيف كان شكله ؟"
سالت استيل وقد بدا وجهها يعود الى اللون الطبيعى ولكنها لم تكن تمالكن نفسها بعد .
" وسيم اطول من اغلب اليونانيين الذين رايتهم ".
كانت آلين تتكلم بحذر وراسها منحنيا وكانت استيل تدخن بشراهة وفى عينيها تعبير حاد .
وشعرت آلين بالرضى لان شقيقتها قدرت الموقف وفهمت كيف نجت من العقوبة المدبرة لها .
" هل وعد فعلا بان ينهى الموضوع ؟"
"لقد اخبرتك انه وعد"
"هل يبدو من ذلك النوع من الرجال الذين يحفظون كلمتهم ؟"
"انا متاكدة تماما انه سيفى بوعده ".
وتنهدت استيل بارتياح واسترخت على الاريكة وهى تحملق فى دخان سيكارتها قالت بعد فترة :
"يالها من فرصة ...لو كنت مكانك لاستفدت من هذا الموقف كنت اجبر هذا الشخص على ان يدفع ثمن هذا الخطا ".
"يدفع ؟ماذا تعنين ؟"
"الم ترين الحظ الذى هبط عليك ؟آلين كم كنت بلهاء ..اذا كان سيمون ديوريس غنيا الى هذه الدرجة فلابد معروف فى بلدة وله مكانة خاصة لو كنت مكانك لطلبت منه ان يعوضنى والا ..."
برقت عينا استيل وسرحت بغيدا وهى تحسب حسبتها :
" انه رجل اعمال كبير لاشك فى هذا ...واذا كان يريد ان يحافظ على سمعته بين شركائة واصدقائة فسيكون عليه ان يدفع لى مبلغا صغيرا تعويضا لى على ما تحملته .هل قلت مبلغا صغيرا ؟لا ..مبلغا كبيرا اذا كان يريد ان يشترى سكوتى "
وطرفت عيناآلين وهى لاتستطيع ان تصدق اذنيها:"
"هذا يصبح طلب نقود تحت التهديد".
"لا شىء من هذا القبيل انه مجرد طلب تعويض لما قاسيتة على يديه انه لا يتوقع ان يرتكب هذا الخطا الفاحش ثم لا يتحمل نتيجته الم يعرض عليك شيئا لاصلاح خطاه ؟"
" لقد عرض على ان يدفع لى مصاريف اجازة اخرى ورفت لم اكن اريد اى شىء منه كنت اريد فقط ان اذهب "
فتنهدت استيل بسخط:
"انت غبية يا آلين ..تلك الرحلة كلفت اكثر من اربعمائة جنية كان يمكنك على الاقل ان تحصلى على هذا المبلغ ما الذى جعلك تلرفضين ؟"
" الكبرياء ".
"ان هذه ايضا عفا عليها الزمن كمثلك البلهاء عن العفة ..كان يمكنك ان تستفيدى بهذا المبلغ كنت ساطلب خمسة الاف على الاقل حتى لا اتكلم ".
وسكتت قليل ثم بدا عليها المرح وهى تقول :
"تصورى نفسك الخجولة وانت مضطرة لان تثبتى ان ليس لديك وحمة انى اراهن ان وجهك احمر خجلا ".
"لم تكن تجربة سارة يااستيل وهو امر لايثير الضحك انى اتمنى لو لم اذهب الى تلك الرحلة ".
"كلام فارغ كان لديك الفرصة للحصول على مبلغ اذا احسنت استغلال الموقف ".
ولم ترد آلين كانت رغبتها الوحيدة ان تنسى سيمون ديوريس وان تعود لحياتها الهادئة برغن رتابتها حياتها قبل ان تقرر بغباء ان تستغل تلك التذكرة التى اعطتها اياها شقيقتها .
ولكنها فكرت كثيرا فيما قالته لها استيل كما انها ربطت بين ذلك وبين رغبتها فى ان تنتفم من سيمون لما سببه لها من قلق واهانة وقد حدث بعد شهر فقط من عودتها من تلك الرحلة ان ماتت خالتها وبعد اسبوع واحد من ذلك اخطرها مالك البيت لتخليه . فلجات لاحد المحامين لتستشيره ولكن نقودها ضاعت بلا فائدة لانها لم تكن المستاجرة ولم يكن من حقها ان تبقى فى المنزل .كان امامها شهر لتبحث عن شقة وفى نهاية الاسبوع ادركت ان الكل يرفض ان يؤجر لها بسبب الطفلة واضطرت آلين ان تعود الى عملها وقد وافقت احدى الجارات ان تاخذ جنكس بعد عودتها من المدرسة ولكن سرعان ما طلبت الجارة من آلين ان تبحث عن شخص اخر يعتنى بالطفلة لان تصرفاتها كانت لا تحتمل ...وقالت جنكس وهى تمسك بيد آلين وتضعها على خدها :
"لماذا لاتريدنى السيدة براونز ؟ انا لم افعل شيئا ".
" كنت مشاغبة اذ كنت تتزحلقين فى الصالة ".
" كان البلاط يلمع بطريقة جعلتنى اريد ان اتزحلق كما اتزحلق على الثلج ".

[essaerp]

"ولماذا وضعت يدك تحت ماء الصنبور فى الحمام ونثرت الماء على الجدران ؟"
"كان يجب الاافعل هذا ولكنها كانت لعبة جميلة ".
ونظرت اليها آلين وتنهدت بعمق لقد احضرتها للتو من عند جارتها التى عبرت عن اسفها عن عدم استعدادها لاخذ الطفلة مرة اخرى والان لايوجد احد لياخذ جنكس وآلين لاتدرى كيف تتصرف او لمن تذهب واكنت القشة الاخيرة بعد ان كانت آلين قد اعطت الطفلة حمامها ووضعتها فى الفراش لقد سمعت طرقا على الباب وعندما فتحت وجدت امامها للمرة الثانية والد سوزان هاغرتى خفق قلبها انها لاتستطيع ان تتحمل اكثر من ذلك ولكنها قالت بادب :
" تفضل ياسيد هاغرتى ".
دخل ولكنه وقف وراء الباب وبدا يصيح :
"طفلتك هذه اذا لم تفعلى شيئا لها فانا سافعل ...لقد ضربت ابنتنا سوزان مرة اخرى اليوم وساكلم الناظر فى الصباح ولكن كما قلت ياانسة مارسلاند انا ساتولى تاديبها انها تحتاج لعلقة قاسية ولو كان لها اب لتولى ذلك ولكنك تتركيها تفعل ما تشاء . انك لاتسيطرين عليها واقول لك انها ستصبح مجرمة صغيرة قبل ان تكبر ".
" مجرمة ؟كيف تجر وان تقول ذلك ؟"
كانت آلين قد بدات تفقد اعصابها من الطريقة التى تكلم بها الرجل موكدا على كلمة انسة ولكنها تمالكت اعصبها لانها اعترفت ان جنكس كانت مخطئة بضرب سوزان واعتذرت عن ذلك وقالت انها سترى ان ذلك لن يتكرر .
"وكيف ستمنعين تلك الطفلة التى لايمكن قيادها عن مهاجمة ابنتى ".
" ساكلمها وافهمها ..."
"تكلمينها هذا هو عيبكن ايتها النساء ان الامر يتطلب التصرف...وساتصرف انا اذا حدث هذا مرة اخرى ليكن فى علمك ".
واستدار وخرج من الباب ثم صفق باب الحديقة بعد ان خرج منه وقفت آلين فى ماكنها وقد اصفر لونها تماما وشعرت بالتعاسة الكاملة لدرجة انها كانت تريد ان تبكى واغلقت الباب بهدوء ثم صعدت السلالم وذهبت لغرفة جنكس لم تكن الطفلة قد نامت بعد واضاءت آلين النور ووقفت تراقب جنكس وهى تجلس فى فراشها وهى ترمش لتعتاد عيناها الضوء ونظرت آلين للطفلة ..زللنمش على وجهها وانفها الافطس المضحك والابتسامة العذبة التى ظهرت على وجهها وتنهدت آلين انها تحب هذه الطفلة وتجد جمالا فى ملامحها برغم ان خالتها كانت لاترى ذلك فيما عدا العينين الوسعتين المعبرتين .قررت آلين ان على جنكس ان تعرف الحقيقة بالتدريج يجب ان تعرف انها ليست ابنتها ...ولكن ليس الان كيف ستخبرها عندما يحين الاوان ؟بالتدريج ولكن كيف يمكن اعطاء مثل هذه المعلومات بالتدريج ؟ومع ذلك اذا اخبرتها مباشرة فستكون صدمة قاسية لو كانت جنكس اقل ذكاء لكان الامر اسهل لان ادركها سسيكون بطيئا مما يخفف الصدمة .
"ماذا حدث يا امى ؟"
"حضر السيد هاغرتى مرة اخرى قال انك ضربت سوزان هل هذا صحيح ؟"
"نعم ولكنها شدت شعرى اولا لقد المتنى بشدة وسبب لى صداعا طوال الوقت بعد الفسحة . لذلك ضربتها عندما خرجنا من المدرسة لقد ضربتها لانها شدت شعرى ياامى انالم اضربها بدون سبب "
"ولماذا شدت شعرك ؟"
"لم يكن هناك سبب على الاطلاق كنت العب مع جيمس فى الفناء فاتت سوزن وشدت شعرى ".
ونظرت اليها آلين بتركيز لم يحدث من قبل ان كذبت عليها الطفلة وهى الان تقابل نظراتها بثبات .
"حسنا نامى الان ".
"هل انت غاضبة منى ؟"
هزت آلين راسها بالنفى سوزان لها والد يدافع عنها وجنكس ليس لديها احد .آلين لاتشك فى ان سوزان قد شدت شعرها برغم ان الخالة سو كانت تقول ان سوزان ليست عدوانية لو كان لجنكس والد لقابل السيد هاغرتى ولاحضر جنكس وسمع منها ردها وسوى الامر بعدل ولكن ماحدث ان آلين جزعت وهكذا اصبحت جنكس هى الملومة .
"لا ياحبيبتى انى لست غاضبة ...ولكن يجب ان تكونى فتاة عاقلة والا تتشاجرى كثيرا مع الاخرين".
"ولكن راسى كان يولمنى طوال الوقت حتى عدت للمنزل ".
وام تقل آلين شيئا ولكنها غطت جنكس ثم قبلتها على خدها .
"هل انت حزينة بسبب الخالة سو ؟"
"نعم ياعزيزتى ".
"اننا نشعر بالوحدة بدونها .اليس كذلك ؟ولكننا سنراها فى السماء ان اخت مايكل بوث الصغيرة ماتت ومايكل قال انه سيراها فى السماء وقال اننا نرى جميع الناس فى السماء فلا تحزنى يااماه ,عندما نذهب انا وانت للسماء سنكون جميعا معا ".
تثاءبت جنكس ثم اغمضت عينيها واطفات آلين النور ثم خرجت من الغرفة ونزلت الى اسفل ثم غسلت الاطباق وجلست امام المدفاة تحملق فى النار وتفكر فى كلمات شقيقتها عن التعويض من سيمون ديوريسوعن حمله على ان يدفع ثمن سكوتها ...
وفكرت ايضا فى رغبتها الشخصية فى الانتقام والتى كانت قد ماتت تقريبا عند تركها جزيرة كريت ولكنها عادت الان للحياة واخذت تنمو وتنمو كعشب ملتف لايمكن اقتلاعة وتذكرت ايضا ان سيمون طلب منها ان تتصل به اذا ما احتاجت لمعونة فى اى وقت .
نعم ....انها ستتصل به الحياة اصبحت عبئا ثقيلا كما ان سلوك جنكس يزيد الامور تعقيدا لان آلين مضطرة الان لان تبحث عن عمل نصف الوقت لتكون موجودة عند عودة جنكس من المدرسة ان مرتب آلين الحالى يكفيها بالكاد وهى تتوقع ان يصلا الى حالة الجوع اذا قل دخلها اكثر الى جانب ان مشكلة السكن لم تحل بعد وقبل ان تنقضى الليلة كانت آلين قد قررت بحزم ان تطلب من سيمون مبلغا يكفى للحصول على مسكن لها ولجنكس.

[essaerp]

8- انت صفقة رابحة

بمجرد ان ارسلت آلين رسالتها بدا ينتبها الخوف ان سيمون ديوريس ليس الرجل الذى يمكن ارهابه لا هى ولا اى شخص اخر يستطيع ذلك انها لم تفصح عما يدور بخلدها فى الرسالة بل على العكس طلبت باد بان يحضر ليراها مذكرة اياه بوعده لها ولكن لاشك ان لهجة الرسالة كانت حازمة سيستطيع ان يقرا بين السطور انها لن تقبل اية ترضية تافهة ومن المحتمل انه سيثور لهذا التهديد المهذب وسيتجاهل الرسالة تماما اذا فعل ذلك فلن يكون امام آلين اية حيلة اخرى لانها ليست لديها النية لان تلجا الى اساليب اكثر عنفا للحصول على نقود منه ولكن اذا حضر فانها ستتصرف بكل طريقة مهددة اياه بمقاضاته لخطفه لها بالطريقة التى تمت .
كانت آلين قد عادت لتوها من العمل وكانت فى المطبخ تجهز لنفسها شطيرة عندما دق جرس الباب قطبت لانها طنت انه احد الجيران وليس لديها وقت للثرثرة ان عليها ان تنظف غرفة النوم ثم تستمر فى فرز متعلقات خالتها التى قررت باسف انه يجب التخلص من اغلبها عندما رات سيمون يقف على عتبة الباب سحقتها المفاجاة الى جانب ان آلين توقعت انه اذا كان ينوى الحضور فسيكتب لها جوابا يبلغها وصولة من حسن الحظ ان اليوم هو الاربعاء .
ابتسم سيمون لنظرات الدهشة التى اعترتها وقال بلهجة تختلف تماما عما توقعته :
"ليس غريبا ان تندهشى يا آلين الا تدعونى للدخول ؟"
"بالطبع ".
اجابت وهى مازالت مذهولة من حضورة السريع غير المفهوم وفتحت الباب اكثر ووقفت جانبا ليستطيع الدخول لفزعها وجدت نفسها ترتعش بسبب عدم الاستعداد لهذه الزيارة وليس لديها فكرة الان كيف تبدا .
"تفضل ".
اشارت اليه ليجلس على الاريكة فسار اليها وبنظرة واحدة الم بكل ما فى الغرفة السجادة القديمة والستائر الباهتة والاثاث الفيكتورى الثقيل البشع جلس وهو ينظر الى صورة معلقة فوق راس آلين لوالى الخالة سو وابنتهما الصغرى التى ماتت قبل ان تصل للعشرين .
"هل تحب فنجانا من الشاى ؟"
فجاة شعرت آلين بعدم مناسبة الظروف لما تريدة وتحيرت كيف ستاخذ اول خطوة لتطلب النقود بالتهديد لان هذا هو ما كانت تسعى اليه بالتحديد .قالت :
"لااظن انك تناولت طعام الغداء ؟"
فكرت فى شطائر البولوبيف فى المطبخ التى لن تعجبه كثيرا قال وهو يبتسم :
"تناولت شيئا فى الطريق من المطار ".
ثم استراح فى جلسته ووضع ساقاعلى ساق جلست آلين على حافة الكرسى ووضعت يديها فى حجرها قطب سيمون ونظراليها جيداثم قال :
"الن تسالينى لماذا انا هنا ؟"
جفلت ثم اجابت عندما تمالكت نفسها :
"انى اعلم لماذا انت هنا ".
ماذا يعنى بسؤاله هذا ؟قال باستغرب :
"تعلمين ؟هل كنت تتوقعين حضورى ؟"
"لم اكن متاكدة تماما ولكنى فكرت انك قد تحضر اما ما يحيرنى فهو كيف استطعت ان تحضر بهذه السرعة ".
"بسرعة ؟"
تنبه وضاقت عيناه وظهرت التجاعيد على جبهته كما لو كان هو ايضا متحيرا .
"لقد ارسلت الرسالة بعد ظهر يوم الاحد لذلك من الطبيعى ان ..اندهش انك استطعت ان تصل اليوم وعلى كل لقد توقعت ان ترد على وتخبرنى بميعاد وصولك ".
سكتت قليلا وهى تتساءل اذا كان الوقت مناسبا لان تواصل كلامها وتقول ماتريد وتنتهى كان سيمون قد اقترب واخذ ينظر اليها بتعبير غريب جدا وبشىء من الادراك .
اضافت محاولة كسب الوقت لتعطى نفسها لحظات اكثر للتفكير فى كيفية بدء كلامها :
"انى اعرف ان البريد الجوى سريع هذه الايام ولكن بالتاكيد لايمكن ان تصلك الرسالة قبل هذا الصباح ".
تردد قليلا ثم قال بنبرة غريبة :
"كنت محظوظا فى الحصول على مكان بالطائرة ان الطائرات ايضا سريعة هذه للايام .بالنسبة لرسالتك يا آلين ...ماذا كنت تقصدين بالضط ؟"
ابتعلت ريقها بصعوبة يبدو انه لم يقرا بين السطور والالما تصرف بهذه الطريقة الودية .بدا الامر اصعب الان وتمنت بحرارة لو ان لهجتها فى الرسالة كانت اشد مما كان سيعفيها من هذا الحرج .
"لقد ....قلت لى انى اذا احتجت الى معونة فى اى وقت اتصل بك هل تذكر ؟"
هز راسه بتفكير .
"بالتاكيد ..ولكن هذه الرسالة اخبرينى ماذا كنت تقصدين ".
"حسنا ..."
سكتت وسعلت بعصبية .
"كما ذكرت لقد ماتت خالتى وعلى ان اترك هذا المنزل وقد لاتعرف الوضع هنا ولكن لاتوجد منازل للايجار يجب ان تشترى لقد وصلنى انذار من المالك لاترك المنزل خلال شهر وكانت خالتى قد استاجرت هذا المنزل من سنوات عديدة مضت عندما كان الايجار ممكنا ".
اضافت ذلك شاحة عندما رات الاستغراب فى عينيه .
"يجب ان تشترى منزلا و..."
مرة اخرى توقفت وهى تتمنى من كل قلبها لو كانت قد اخطرت بهذه الزيارة .لم تتوقع ابدا ان تفاجا بها .
اخيرا استطاعت ان تكمل :
"يجب ...يجب ان احصل على منزل اخر "
تمتم وقد اتسعت عيناه :
"منزل اخر ..هل تقترحين ان اقدم النقود لمنزل اخر ؟"
كانت لهجته غريبة جدا ,هل كانت تتخيل ام ان هناك بعض خيبة امل فى طريقته .
مرة اخرى سعلت بعصبية ولكن عندما تذكرت كيف ستكون حياتها لو اخفقت فى استغلال هذه الفرصة جمعن آلين شجعاتها بما فيه الكفاية لتقول ان هذا بالضبط هو ما تقصده .
"انى اشعر انى استحق تعويضا مجزيا لما قاسيته على يديك ".
مال سيمون الى الخلف ووضع يده فى جبيبه ونظر الى آلين بتمعن فكرت كم هو مرعب الان وطلبت من الله ان يعطيها القوة لتستمر فى مهمتها .
سالها بصوت خفض :
"هل تهددنى بشكل ما ؟"
فجأة شعرت بالغضب انه يتخذ موقفا متعاليا وهى ترفضه .ماذا يمثل منزل بالنسبة الى رجل غنى مثله ؟قررت انه يجب ان يدفع ليس فقط لما فعله لها ولكن ايضا لما فعله كيت .يجب ان تفكرفى مستقبلها وفى مستقبل جنكس ايضا مصممة على محاولة الحصول على هذه النقود التى ستريحها من القلق على المستقبل فلو حصلت على منزل لن تدفع الايجار وستستطيع ان تدبر امورها بعمل نصف الوقت حتى تكبر جنكس وتستغنى عن وجودها عند عودتها من المدرسة ... ردت على سؤالة :
"نعم انه تهديد .انى اخبرك بما احتاجه وهو نقود لشراء منزل ".
كانت ستذكر جنكس ولكنها توقفت قبل ان تفعل لم يكن هناك سبب واضح لهذا التردد ولكنها شعرت بعدم رغبة فى ان تخبره بوجود الطفلة .
"لابد انك تريد ان تعوضنى والا ما كنت حضرت الى هنا ".
تلا هذه الكلمات الاخيرة صمت غريب جدا ومرة اخرى شعرت انه اصيب بخيبة امل بشكل ما ولكنها لم تستطع ان تفهم اماذا ولم يكن لديها رغبة لان تعرف .كل ماتريده هو تسوية ثم يرحل لانه برغم ان رغبتها فى الانتقام كانت تملا تفكيرها الا انها لم تطرد كل شىء اخر لقد كان حبها له عميقا لايسهل التخص منه بسرعة انها ستتغلب عليه مع الزمن او هذا ماكنت تاملة ولكن الان كان هذا الحب مازال يؤلمها ويثقل قلبها .

[essaerp]

"هذا صحيح .لقد قصدت ان اصحح خطاى..."
كان يتكلم بصوت منخفض كما لو كان يكلم نفسه .ثم سمهته يتنهد مما ازعجها لانه لم يكن هذا من طبيعته استمر بعد صمت طويل :
"نعم...اظن انه يمكن تسميته تعويضاومع ذلك.."
نظر اليها فرات فى عينيه نظرة قاسية :
"...من الواضح انك تريدين بضعة الاف من الجنيهات ..هل هذا ما تسألين ؟"
كان صوته حادا ولان آلين اعتقدت انه يفكر فى مبلغ اقل كثيرا لذلك
قالت بحدة :
"انى لااسال...انى اطلب وانا انوى الحصول على تعويض لما قاسيته ".
"انا لاارى كيف تطلقين هذا الوصف على ما حدث ".
"لقد ذعرت واهنت وفسدت كل اجازتى "ز
"كل اجازتك؟"
كرر ذلك وهو يراقبها بدقة فتنهدت تنهيدة صغيرة اشبه بالبكاء وغاصت عيناها للذكرى المؤثرة لتلك الفترة القصيرة من السعادة .السعادة التى لن تجربها ثانية مع اى رجل لانها شعرت انها لن تتاثر باى رجل كما تاثرت بسيمون فى تلك الايام الجميلة على ظهر الباخرة كاسليا .قالت كاذبة :
"نعم كل اجازتى .."
"اه... لقد فهمت ".
شعرت آلين بشكل ما ان كلماتهاجعلته يتردد بطريقة لم تكن موجودة من قبل وضاقت عيناه وهو ينظر فى عينيها والتوى فكه فجأة سالها :
"بماذا بالضبط تهدديننى ؟"
كان يريد ان يعرف كان صوته هادئا وبلا اى قلق ولكن طريقتة كانت تنم عن الخطورة وتذكرت انه كريتى ولذلك فهو بلا خوف ولارحمة .
"المحكمة "
استطاعت ان تقول ذلك وعجبت لان لهجتها كانت حازمة وثابتة كانت تبدو تماما مثل استيل فى هذه الظروف واثقة من نفسها وقد حسبت كل شىء .
"اظن انك تتمتع بنوع من الاحترام بين اصدقائك وزملائك فى العمل وانك لا تريد ان تفقد هذا الاحترام اليس كذلك ؟"
"بالطبع لا..."
واتسعت عيناه قليلا وبدا انه استنتج شيئا ما لم يتركها طويلا فى شك حول هذا الموضوع اذ قال :
"هل هى شقيقتك التى اوعزت اليك بذلك ؟"
نظرت اليه بانزعاج .ابتسم ابتسامة صغيرة وهز راسه كما لو كان يعرف كل شىء وان سؤاله لم يكن ضروريا .
"انى اعترف اننا تناقشنا فى الموضوع ولكن القرار بان احصل على تعويض منك كان قرارى انا"
"هل كان كذلك ؟هل انت متاكدة ؟"
"بالطبع لقد عانيت بسببكوانا مصممة ان تعوضنى ".
"اذن فانت لست احسن كثيرا من استيل ؟"
كان صوته غريبا وكان يرقبها بانتباه وزادت ابتسامته عندما هزت راسها . كانت حركة لاارادية تعنى احتجاجا واضحا بلا تفكير تضايقت آلين ود ادهشتها الطريقة التى تصرف بها سيمون كما لو كان الموضوع كله نكتة كبيرة مسلية توقعت الغضب والازدراء والتعالى ولكن هذه الحالة من الاتزان الساخر كانت محبطة اكثر كثيرا من اى ثورة غضب وبالتاكيد فان هذه المقابلة لم تسر فى الطريق الذى كانت قد رسمته لها لاحظت تعبير الاصرار على وجهه فاعدت نفسها لرفضه الصريح اخذ تهديداتها فى الاعتبار وكان عليها ان تعترف بعد بعض التفكير ان وضعها ضعيف فهى تعرف كيف تقاضيه انها ستحتاج لمحامى وهى لاتملك النقود لذلك سالها بهدوء

[essaerp]

"اخبرينى يا آلين ما المبلغ الذى تفكرين فيه ؟"
نظرت اليه بشك وهى تتساءل اذا كان يتسلى على حسابها بلعبة القط والفار .رفعت راسها ولمعت عيناها ومرة اخرى استعملت لهجة الابتزاز على طريقة شقيقتها فقالت :
"ان الامر متروك لك لتقدم عرضك انك تعرف اكثر منى كم تساوى سمعتك ".
فارتعشت شفتاه وانتظرت ما سيقولة بشىء من الدهشة لم تكن تعلم ان دهشتها ستتحول الى ذهول صاعق فى اللحظة التالية :
"عرضى ...اه؟ان عرضى هو الزواج "
"الزوا..."
حملقت فيه وقد فغرت فاها ثم قالت بخشونة بعد ان تمالكت نفسها :
"هل هذا مزاح ؟"
الزواج ...بسيمون كم كانت ستسعد بذلك من فترة قصيرة مضت .
"مزاحك ثقيل ياسيد سيمون لقد طلبت منك ان تقدم لى عرضا فاذا كان يناسبنى سنتفق وننهى مهمتنا بدون اضاعة اكثر لوقتك ..."
سكتت عن الكلام لان ابتسامته ازدادت عمقا علق على طريقتها الرسمية فى الكلام قبل ان يكرر قوله وقد خفت لهجته الباردة مع نظرته .
"انى لاامزح بحصوص امر جاد مثل الزواج ان هذا عرضى اما الابتزاز فانا لااقبلة باى شكل وانا لااعتقد انك كنت تنوين تنفيذ هذا التهديد على كل حال حتى شقيقتك الماهرة كانت ستجد صعوبات فى تنفيذ ذلك لان رفع دعوى ليست امرا سهلا اذا كان الاشخاص يعيشون فى بلدان مختلفة كما ان اية محاولة للانتقام مكلفة جدا وانت لست فى وضع يسمح لك بذلك ".
ابتسم ثم استطرد:
"انهذه الصعوبات التى تمرين بها ستنتهى بمجرد ان توافقى على الزواج بى ..."
كان يتكلم بهدوء شديد وبدوناظهاراى عواطف فيما عدا التسلية فى عينيه من ارتباكها .
هزت راسها وهى مذهولة تماما ومع ذلك عندما فحصت وحهه تاكدت بلا ادنى شك انه جاد فيما يقولة وانه فعلا يريد الزواج منها قالت متعلثمة وقد نسيت دورها الذى كانت تمثلة تماما .
"انى لااعرف ماذا اقول ....لا يبدو انه يوجد اى شىء بيننا ...اقصد اى حب ".
بعد ان نطقت بهذه الكلمات ادركت انها كانت تستجدية ليقول اية كلمة تكذب ذلك كم هى بلهاء انها تامل فى معجزة اياكان سبب لرغبته فى الزواج بها فهو ليس الحب ان اهتمامه بها على الباخرة وغزله الرقيق وكرمه الزائد كل هذا كان مقصودا به اغراء استيل الفتاة التى اهانت ابن اخيه وجلبت العار لعائلته اما آلين مارسلاند فلم تكن تعنى شيئا بالنسبة اليه ...ومع ذلك كان يريد ان يتزوجها .
"لايوجد حب ؟"
نظر اليها نظرة غريبة ثم قال بصراحة :
"الم تقعى فى حبى على الباخرة ؟"
تجمدت آلين كم هو مغرور افترضت ان ثقته فى نفسه تنبع من حقيقة ان معظم النساء يقعن فى حبه ولقد تبعت هى ببلاهة نفس الطريق ولكنها لاتنوى ان تخبره بذلك .
نظرت اليه بازدراء مفتعل وسرها ان تراه يحمر قليلا من الغيظ ثم قالت :
"اقع فى حبك ؟انى لااقع فى الحب بهذه السهولة ".
برقت عيناه كنقطتى نار من الواضح انه استفز وبدا انه سيرد عليها بتعليق اخر لاذع ولكنه نفض عنه هذا الاغراء ...واخذ يحملق فيها متفحصا ومحاولا ان يقرا فى عينيها ما يكذب ما قالته قابلت نظرته بثابت وقد طفت عليها رغبتها فى الانتقام فغطت على اية عاطفة اخرى وبدا على سيمون بعض التردد ولم تستطع آلين الا ان تنتظر ان يتكلم لانها لم تستطع ان تخمن سبب هذا التردد تكلممتجاهلا تعليقاتها عن الحب .واخبر آلين انه جاد تماما فيما يتعلق برغبته فى الزواج منها وانه يريد ان يتم الزواج على الفور لان لديه عملا فى اثينا لا يستطيع تركه كان رقيقا ومقنعا وكان يبدو واثقا من موافقتها .
"لماذا تريد ان تتزوجنى ؟"
ثم تذكرت اقتراحه على الباخرة فقالت بصوت بارد وحاد :
"اظن انها الرغبة ؟"
طرفت عيناه ثم قال :
"انها سبب كاف كغيرها من الاسباب للزواج ".
"هل هى كذلك ؟"
ثم بشىء من الازدراء :
"انك غير محتاج لان تذهب الى هذا الحد ".
"لا؟هل انت مستعدة ان تصبحى خليلتى ؟"
وثارت :
"بالتاكيد لا...ان ماقصدته هو انك تستطيع الحصول على اى عدد من النساءبدون زواج ".
فكرن انه لابد قد خالط عددا كبيرا من النساء فعلا وتذكرت ما قالته استيل عنه انه رجل يحب النساء .
"هل اعتبر هذا مدحا ؟اذا كنت استطيع الحصول على اى عدد من النساء اذن فمن الواضح انه لاتوجد واحدة بينهن تستحق الحصول عليها اتفقنا ؟"
اذن يجب ان تحصل على واحدة ...محترمة ...هل هو كذلك ؟"
"عندما اتزوج ,نعم ".
"ورغبتك فى تدفعك للزواج ؟"
كانت تتكلم هامسة لان فكرة مذهلة خطرت لها فكرة سترضيها اى فرصة للانتقام ...ولكن عليه ان يقتلها بسببها ,,,بحركة لا ارادية وضعت يدها على رقبتها كما لو كانت تشعر فعلا باصابعه الطويلة القوية تضغط عليها وتخنقها نظر سيمون اليها متسائلا ولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها عن التفكير فى رد فعله لو كلن يقرا افكارها بالتاكيد لن يبدو راضيا وواثقا فى نفسه الى هذه الدرجة قالت محاولة ابعادالافكار الملحة التى تدعوها لانتهاز هذه الفرصة للثار التى يقدمها لها سيمون ببراءة :
"الزواج خطوة خطيرة ولااستطيع ان اتصور اى شخص يقدم عليه فقط لهذا السبب ".
"لهذا السبب "
كان يتكلم وهو غارق فى افكارة الخاصة :
"لقد قلت انك لن تصبحى خليلتى لذلك فليس امامى خيار انى لم ارغب اية امراة يا آلين كما رغبتك وقد ادركت ذلك على المركب ولانى كنت اظن انك استيل فقد تفاءلت وتصورت انك ستكونين لى على الفور ولاتستطيعين ان تتصورى دهشتى عندما رفت ولكن لانى كنت اعتقد انك استيل فقد ظننت انك تلعبين لعبة ماكرة ولذلك لم الح ولكنى الان اعرف كم انت مختلفة عن استيل وقد حضرت الى هنا لاسالك ان تتزوجينى ".
قاطعته وقد فهمت فجاة :
"لتسالنى ان اتزوجك ؟اذن فانت لم تستلم رسالتى ؟"
"لا,طرت الى اثينا بالامس ومن هناك طرت الى انكلترا ...ولم تكن رسالتك قد وصلتنى عندما غادرت منزلى ".
حاولت ان تفهم الوضع كانت رغبتة تتزايد منذ رحلت من كريت كما هو واضح ولذك قرر ان ياتى ويطلب منها الزواج كما قالت منذ قليل فان الزواج خطوة اخطر من ان تتخذ لهذا السبب فقط ماذا يحدث عندما تخبو رغبته ؟احنت آلين راسها لتخفى ابتسامتها ان الرغبة ستخبو بالتاكيد بسرعة شديدة اذا ما نفذت الخطة التى تنمو فى راسها لدجة انها لاتترك مكانا لاى شىء اخر .الرغبة ...للحظة كانت هذه الكلمة كالسيف الذى يخترق قلبها لقد كانت غبية ان تحبه ولكن كيف يمنع المرء نفسه من الحب ؟هل يقدر سيمون عمق هذه الاهانة ؟او من الجائز انه يشعر انها ستكون سعيدة دب الكره فيها كالنار المشتعلة التى لايمكن التحكم فيها واختلط بالحب كما حدث فى مناسبة سابقة ولكن فى هذه المرة انتشر الكره لدرجة ان ضاع الحب وكان الرماد المتبقى هو الرغبة فى الانتقام انها لاتريد شيئا اكثر من ا تجرح سيمون كما جرحها يجب ان يدفع الثمن غاليا لهذه الاهانة التى اضيفت على حسابة وعلى حساب كيت هيلارى الذى خدعها بقسوة عندما وعدها بالزواج ثم هرب مع اخرى وتركها تعتنى بطفلتة بلا معونة من احد .الرجال ...نظرت آلين الى سيمون فلحظت نظراته المثبتة عليها وابتسامته التى تدل على الثقة والطريقة التى كان يسترخى بها على الاريكة اذن فهو يريد فتاة عفيفة عندما يتزوج ؟انها شىء نادر فى هذه الايام وهو بالذات الذى كانت له كثيرات ومن الجائز ان بعضهن كن عفيفات حتى عرفنه اختلط اشمئزازها مع كرهيتها ولكنها حرصت على ان تخفيها عنه انها فرصة لاتعوض للانتقام واى صدمة ستكون انه يتوقع فتاة عذراء .
فكرت للحظة فى رغبتة فيها ولكنها ستموت بسرعة شديدة عندما يخيب امله فيها بطريقة الية شردت نظراتها الى الصورة الصغيرة المثبتة فى ركن به مجموعة من الصور ذهبت ناحية الطاولة التى عليها الصورة والتى كانت وراء سيمون وسحبت الصورة الصغيرة وخباتها تحت المفرش قد يسال عن الطلفة صاحبة الصورة يجب ان تعلم حنكس ان تضيف اسم مارسلاند الى اسمها نعم ان هذا لابد منه ذهبت ناحية النافذة ونظرت منها سمعت صوته اللطيف والواثق من نفسه استدارت ناحيته سيثور ثورة عارمة عندما يعلم انها خدعته وبدلا من ان يتزوج فتاة عذراء فقد ربط نفسه بواحدة لها ابنة من زواج سابق اى عار ليونانى وبالاكثر لكريتى لن يستطيع سيمون ديوريس ان يتحمل الصدمة كان المنظر يتجسم فى خيال آلين رات غضبه المخيف وعلمت ان هذه اللحظة ستكون اللحظة المرعبة فى حياتها والتى لن تستطيع ان تنساها طوال عمرها ولكن بعد ذلك لن يضايقها زوجها برغبته لانها ستنطفىء على الفور وسيذهب كل منهما فى طريقه هو يعود لنسائه وهى ستعيش حياة هادئة فى احضان البذخ والترف لقد نجحت الان نعم انها مستعدة ان تكافح من اجل جنكس ولكنها غير محتاجة لذلك الان كانت تاسف لشىء واحد وهو ان سيمون لن يهتم بالطفلة كانت تشعر انه لو اراد يستطيع ان يربيها بالطريقة التى تريدها .
"حسنا ياآلين ماهو ردك ؟"
وقف واقترب منها وامسك بيدها برقة كما قد يفعل العاشق الحقيقى حاولت ان تبعد الالم الذى فى حلقها والا تفكر فيما كان يكون عليه الحال لو انه وقع فى حبها فى الباخرة كما احبته .
"هل ستتزوجيننى وتعيشين معى فى كريت ؟"
كانت نبرات صوته رقيقة وحانيهة لدجة انها شعرت رغما عنها بش يتعدى فهمها من المؤكد ان الموقف كله كان غريبا للغاية وخاصة عرضه للزواج تنهدت وفكرت انها تشغل نفسها بالتوافه وان الشىء الوحيد المهم هو ان تستغل هذا الحظ الذى هبط عليها بدون توقع .
نظرت الى الساعة ان جنكس ستصل بعد اقل من نصف ساعة واذا راى الطفلة قبل الاوان فان خطتها للانتقام ستفسد تماما عليها ان تحاول ان تجعله يغادر المكان خلال ربع ساعة القادمة .
"نعم ...ساتزوجك ".
قالت ذلك حماولة ان تبدو ساحرة فى هدوء وتسليم ولكنها كانت تتعجب لاستعداد سيمون ان ينسى ان موقفها من الزواج موقف مادى بحت وانها وافقت عليه فقط لتحصل على الراحة والكماليات التى يستطيع ان يوفرها لها بلا شك انه فى الواقع يشتريها نعم انه ينظر الى الامر بهذا المفهوم وهو يعتقد انه قد وجد صفقة رابحة ...