آخر 10 مشاركات
173 - كذبة العمر - فاليري مارش ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          134- قضبان من حرير - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1099 - اسرار الماضي - جوانا مانسيل - د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-11, 07:58 PM   #11

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثـــــــــــــاني



2- تزوجيني ...أنقذه !

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 08:17 PM   #12

الملاك الوحيد

? العضوٌ??? » 119982
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 92
?  نُقآطِيْ » الملاك الوحيد is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الملاك الوحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 10:03 PM   #13

هبه الحياه

? العضوٌ??? » 63877
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » هبه الحياه is on a distinguished road
افتراضي يسلمو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملاك الوحيد مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الله يسلم هالديات يا رب كل الشكر الكن يا عسولات وبتمنى لكن كل التوفيق

وييال


هبه الحياه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:04 PM   #14

مها الغامدي
 
الصورة الرمزية مها الغامدي

? العضوٌ??? » 128520
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 756
?  نُقآطِيْ » مها الغامدي is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مها الغامدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:39 PM   #15

nor11

عضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية nor11

? العضوٌ??? » 114349
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » nor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لكم على القصة الممتعة متبعاكم يا قمرات

nor11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:53 PM   #16

tateana

? العضوٌ??? » 33949
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » tateana is on a distinguished road
افتراضي

Thnxxxxxxxxxxxxxx

tateana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 01:36 AM   #17

عصمت1

? العضوٌ??? » 163213
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 523
?  نُقآطِيْ » عصمت1 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عصمت1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 01:38 AM   #18

عصمت1

? العضوٌ??? » 163213
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 523
?  نُقآطِيْ » عصمت1 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عصمت1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 03:48 AM   #19

aichato83

? العضوٌ??? » 113338
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » aichato83 is on a distinguished road
افتراضي

machkourine 3ala lmajhod

aichato83 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 05:21 AM   #20

أناناس

لؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية أناناس

? العضوٌ??? » 131589
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,520
?  مُ?إني » في قلوب لم تلد بعد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond reputeأناناس has a reputation beyond repute
افتراضي


3- مصادفة في المرقص


كان اليوم التالي مليئا بالمشاكل المتعددة,أولها استياء كلود الشديد لاضطراره لقبول انذار بالاستقاله لا تتجاوز مدته يومين الا انه هدأ بعد ساعات قليله واعرب لها عن تهانيه وتمنياته المخلصه. محذرا اياها من مغبة تسليط قلبها وعواطفها على عقلها وتفكيرها .
(انه رجل غير صبور على الاطلاق, هذا الخطيب الايطالي , ألا يمكنه الانتظار لبضعة أسابيع ؟ رباه ! أسبوع على الأقل يساعدني قليلا على اعداد بديل لك )
تظاهر بهدوء بعيد عن أعصابها كل البعد وقالت له محاولة تبرير قرارها , (لقد تم اعداد كل شيء كلود , لوك اندريتي رجل يصعب جداً اقناعه بتغيير رأه)
تضاربت افكاره ومشاعره بين القبول بالأمر الواقع أو متابعة الاحتجاج الذي لا أمل منه. ثم هز رأٍه وقال وهو يتصفح لائحة الطلبات المقبله :
أوه حسنا! سأفترض انكِ مريضه لا سمح الله .
ألن نكون عندئذ مضطرين لايجاد البديل!
ثم ابتسم وأَضاف مازحاً :
هل تعرفين انكِ اصطدتِ سمكه كبيرة يا سالي ؟
لم تضحك أو تبتسم كما توقع رئيسها , ولكنها اكدت له بلهجه جافه تقريبا.
أنا لم ارمِ له الطعم يا كلود
اعتذر منها بتهذيب قائلا انه لم يقصد شيئاَ . ثم ابتسم مرة أخرى وقال لها برقة وحنان :
سأتولى انا اعداد كعكة الزواج.. كهدية مني طبعا!
تأثرت لبادرته الطيبه وقالت له بهدوء :
لم يرد كلود ان تشعر مساعدته المخلصة بأي امتنان لهذه البادرة البسيطه التي لا تعبر جزئياً عما يكنه لها من مودة واحترام وتقدير . فسارع الى تغيير الموضوع وحول الحديث الى المهام التي عليها القيام بها خلال اليومين الاخيرين من لوجودها في مؤسسته . ووجدت سالي نفسها امام مجموعه كبيرة ومرهقه من الاعمال التي يجب تنفيذها خلال الساعات المتبقيه من ذلك اليوم وطوال اليوم التالي .
لم يكن امامها مجال للتفكير بشيء وقد اعجبها ذلك على الرغم مما يعنيه من تعب وارهاق . اذ انها كانت تشعر بطريقه شبه مؤكده انها على وشك الذهاب الى لوك اندريتي قائلة له بأن يذهب الى الجحيم ... بغض النظر عن النتائج والمضاعفات .
عند الحادية عشرة كانت مؤسسه كلود ككفير نحل يضج حركة ونشاطاً. وعندما تبين بعد نصف ساعه ان اثنين من المساعدين في المطبخ لم يحضرا بسبب المرض , تضاعفت المهام الملقاة على عاتق الموظفين الموجودين . تمنت سالي ان تكون شخصين او ثلاثه للتعويض عن النقص الحاصل . وبخاصة لانها على وشك الاستقالة من عملها . ثم سمعت كلود يناديها بعصبيه وهو يوجه تعليمات جديده .
سالي اني مضطر لأن أوكل اليكِ مهمة خدمة العملاء تساعدك في ذلك صوفي وماري . مع ان الاخيرة حديثة العهد جداً في خدمة الزبائن . جورج سوف يساعدني هنا في المطبخ .
كانت المناسبة حفلة غداء يقيمها رجل أعمال تكريماً لشخصية زائرة . وكان عدد المدعوين ثلاثين شخصاً. ثلاث ساعات أو أكثر من الحركة الدائبة والانتباه الكلي. الخطأ غير مسموح به ! يجب ان يتذكر الجميع وعلى رأسهم كلود . انها ظلت تعمل بإخلاص ونشاط حتى اللحظه الأخيرة وفجأة , كادت الأطباق تقع من يديها اللعنة ! وشتمت بصمت حظها السيء ... انه هنا مع أربعة أخرين يتحدثون ويضحكون ! وارتاحت قليلاً عندما لاحظت ان صوفي اصبحت قربهم وبدات تقدم لهم بعض المقبلات , الا ان المواجهة كان لابد ان تحدث ! فعندما انتقل الضيوف من قاعة الضيوف من قاعة الاستقبال الى قاعة الطعام , جلس لوك الى احدى طاولاتها .. وبالتالي لم يعد بإمكانها تجنبه , بل اصبحت مضطرة ايضا لخدمته !
حياها بابتسامة رقيقة ومهذبة لفتت أنظار أكثر من شخص قربه , وطوال فترة الغداء. ظلت سالي تشعر بنظراته تلاحقها كيفما تحركت ومهما فعلت , ازعجتها تلك النظرات كثيراً واحست بأن اصابعها تشد بعنف الاطباق والصحون وتكاد تكسرها . ومع أنها تمالكت أعصابها وحافظت على رباطة جأشها , الا انها تتمنى مرور الوقت بسرعة كبيرة .. غضبت من نفسها كثيراً لأنها كانت تشعر كسمكة علقت بشباك صياد قاسٍ على وشك سحبها الى اليابسة , ولكن أليست هذه هي الحقيقة المرة !
لم تساعدها ماري كثيراً عندما قالت انها تحسدها على وجود مثل هذا الرجل الجذاب ضمن المجموعة التي تتولى خدمتها , وأضافت ماري بحماسة ظاهرة.
أنا أعشق الرجل اللاتيني , ألا تشعرين مثلي نحو هذا النوع من الرجال ؟ انه بالتأكيد لاتيني أسمر , جذاب , يضج حياة .. ولكن لايمكن التكهن بما اذا كانت هذه الخصائص ستتمخض عاطفة وغراماً أو عصبية وحدة!
ثم ضحكت وتابعت تكهناتها :
في الحقيقة , اعتقد انه يبدو خطراً الى حدٍ ما !
ردت عليها سالي بسخرية مكبوتة قائلة :
ان جسمي يرتجف ويرتعش كلما تطلعت نحوه !
توقفت ماري لحظة عن وضع الملاعق والسكاكين في صحون الغداء الفارغة وقالت : اني اراقبه منذ بعض الوقت واعتقد ان كان يهمك انه يبدي اهتماماً بك يمكنه تحويل انظاره عني , فأنا غير مهتمة !
قالتها سالي بغضبٍ لا مبرر له مما أدهش الفتاة الاخرى وحملها على السؤال بقلق ظاهر : انه لا يعجبك ؟
ردت عليها سالي بجفاف وهي تضع صحنين كبير من يديها على الطاولة الكبيرة أمامها :
ليس لدي وقت كاف لأكّون رأياً أو فكرة عن هذا الرجل أو ذاك .
انقضت الساعات التاليه بسرعه لاتصدق . ولاحظت سالي ان الساعه تجاوزت السادسه عندما وصلت الى شقتها كانت متعبة جداً , و زاد الحر من انزعاجها وتضايقها , خلال ساعة واحدة سيصل لوك اندريتي ! عليها ان تستحم وتجهز عشاء والدها وتعد نفسها , ثم تحاول شرح خطوتها المقبلة .... زواجها من لوك!
وما ان أقفلت الباب ورائها ودخلت الى القاعة الرئيسية حتى سمعت صوت والدها يعلو بغضب واضح . وقفت مذهوله لا تعرف ماذا تفعل . إذ من النادر جداً ان تسمعه يصرخ بهذا الشكل وبخاصة عليها , الا انها انتبهت بعد لحظة انه على مايبدو لم يشعر بدخولها . وبالتالي فانه بلا شك يخوض معركة كلاميه حامية مع شخص ما عن طريق الهاتف .
مرحباً يا أبي ! وصلت كبيرة الطهاة .
قالتها بصوت عالي ولهجة مرحة فانخفض فانخفض صوت والدها على الفور . توجهت سالي اثر ذلك الى غرفة الطعام والقت نظرة على اللوح الذي تعلق عليه الرسائل الواردة فلم تجد بينها شيئاً لها . الا انها وجدت ثلاث ملاحظات خطية من والدها يخبرها في كل منها ان فيليب حاول الاتصال بها ولم يجدها طلب أن تتصل به فور عودتها . ذهبت الى المطبخ متساءلة عن سبب هذه الاتصالات .
فتحت الثلاجة واخرجت منها ابريقا كبيراً من عصير الفاكهة ثم بدأت تشرب بتمهل وهي تحاول التكهن بما سيقوله لها فيليب عندما يتصل للمرة الرابعة . دخل جو المطبخ فابتسم وقال :
كنت اتوقعكِ ان تتأخري أكثر من ذلك .
تأملت وجهه ملياً علّها ترى شيئاً في ملامحه يكشف سبب غضبه وانزعاجه ولكن وجهه كان يبدو طبيعيا الى حد ٍ بعيد تنهدت ثم عبست قليلاً وقالت :
حفل الغداء كان ناجحاً جداً . اما الوضع وراء الستار فكان فاشلاً لا بل مهزلة . أديل لم تحضر اليوم , وسبيروس اتصل في اللحظة الاخيرة ليعتذر عن الحضور ,
وكان ابنتك الكريمة ان تعمل كمساعدة طاه وخادمة في الوقتِ ذاته .
ردّ عليها والدها بتعاطف قائلاً :
هذا فعلاً صعب للغاية في أي حال توجد بعض شرائح اللحم التي يمكن قليها .
كما توجد بعض أنواع الخضار الطازجة الطقس حار لدرجة يشعر معها المرء بعدم الرغبة في تناول الطعام .
رأت سالي ان هذهِ هي أفضل مناسبة لابلاغه عزمها على الخروج مع لوك . فقالت :
سوف أتعشى الليلة خارج البيت انك لا تمانع , أليس كذلك ؟
طبعاً لا ؛ هل انتِ على موعد مع فيليب ! اتصل ثلاث مرات . انه بلا شك انه شاب متحمس . ويبدو انه يردي التأكد من الموعد .
موعدي ليس مع فيليب يا أبي !
وشعرت بغصة لم تتمكن من ابلاغه الحقيقة الكاملة ولكنها سارعت الى القول :
اسمع يا أبي ! عليّ الاسراع في اعداد نفسي للسهرة كيلا اتاخر , سآخذ حماماً بارداً الان ثم تلاقيني الى المطبخ حيث اعد لك العشاء واخبرك جميع التفاصيل !اتفقنا؟
ابتسمت وقبلته على جبينه وأسرعت نحو الحمام قبل ان تسنح له الفرصة بالسؤال أو التعليق , وبعد بضع دقائق , خرجت سالي من الحمام وارتدت ثياباص عادية جداً وتوجهت الى المطبخ يسيطر عليها شعور من الانقباض والانزعاج الشديدين.
ابتسم لها والدها وقال مازحاً وهوو يقلب شريحة اللحم.
اني اتعدى على حق الطاهية الكبيرة , ولكني تصورت ان اعداد العشاء بنفسي يوفر عليك بعض الوقت و ..
رن الهاتف فذهب الوالد الى غرفة الاستقبال ثم ناداها قائلاً :
فيليب يريد التحدث معك .
أغلقت الباب وراءها بعناية ثم رفعت الهاتف . وقبل ان تتفوه بشيء . سمعت صوت فيليب يقول بلهفة :
سالي ؟ قلقت عليكِ كثيراً لماذا لم تردي على مكالماتي المتكررة ؟
لم يمضِ على وجودي بالبيت سوى فترة قصيرة جداً؟ كنت انوي الاتصال بك بمجرد الانتهاء من اعداد العشاء
ماذا فعلتِ أمس الى الموضوع الذي تحدثنا عنه؟
سألها بصوت شبه مختنق ويدل على عصبية مكبوته فأجابته بلهجة مشجعة :
حلت المشكلة يا فيليب
ماذا تعنين ؟ هل تمكنت من تأمين بعض المال ؟
ردت عليه بهدوء وهي تحاول تجنب الموجة العارمة من الاسئلة التي لابد وان تلي ذلك .
نعم .
كل المبلغ ؟
نعم
هذا امر يصعب تصديقه ؟ كيف ؟
اعتقد ان هذا ليس من شأنك على الاطلاق .
قالتها بهدوء بالغ أذهله وحمله على التفوه بكلمات غير واضحة . قبل ان يتنهد بقوة ويقول لها بلهجة جديه :
سأحضر حالاً ونتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل .
جاء جوابها سريعاً وقاسياً :
لا حاجة بذلك على الاطلاق يا فيليب . اضف الى ذلك , اني وعدت شخصاً بتناول العشاء معه هذه ِ الليلة .
خيّم الصمت بعض ثوان قال على اثرها فيليب بصوت متهدج تقريبا :
سنتان يا سالي ؟ سنتان وتتمكنين من التحول عني بمثل هذه البساطة ؟
مسكين فيليب ! انه يعتقد انها كانت تحبه !تنهدت سالي وقالت له بهدوء ملحوظ بعد ان اختارت كلمات جوابها بعناية فائقة :
رجوتك , بل توسلت اليك كي تساعدني يا فيليب , لم تفعل شيئاً سوى تقديم قائمة طويلة من الاسباب والاعذار لتبرير رفضك , لم يبق امامي أي خيار الا مناشدة الرجل الذي اعتبرته الملاذ الاخير .
سأحضر للتحدث معكِ .. الآن !
لا , لن يسر منا بنتيجة اللقاء ! وكذلك فلا داع لازعاج والدي بدون مبرر .
رباه ! سالي ! عامان وأنا ادعوكِ الى ارقى الاماكن وافضلها ولم أنل شيئاً في المقابل سوى قبلات قليلة باردة !
ثم صرخ بصوتٍ عالٍ اخترق اذنها كالسهم الحارق :
انها حقيقة معروفه ان والدكِ غارق في الديون مع مؤسسة اندريتي .. هل بعتِ نفسكِ اليه؟ سالي بحق السماء ...
شعرت بالغثيان فأقفلت الخط بسرعة وعصبية واخذت تهز رأسها بحزن وأسى .
كيف ستتمكن من مواجهة والدها بالحقيقة المرة ؟ كيف ستخبره؟ كيف ستبتسم ؟
وكيف سيكون وقع النبأ على والدها المسكين ؟ خرجت من المكتبة وتوجهت الى غرفة الطعان , فشاهدت والدها جالساً الى المائدة وبدأ بتناول طعامه , اخذت كوب العصير ورفعته كأنها تبادل الانخاب مع نفسها . وقالت :
ذهب فيليب و أتى لوك ..
لوك ؟
لوشيانو ادريتي ..
قالت الاسم الكامل بلهجة جادة واخذت تتأمل والدها وقسمات وجهه التي بدأت تعكس بسرعة هائلة مشاعر متضاربة ومختلفة .. دهشة .. ذهول .. وأخيراً قلق واهتمام بالغ . وسألها بحزن وتأثر :
ماذا فعلتِ يا ابنتي ؟
لوك وأنا قررنا الزواج .
لم يصدق أذنيه فبدأ يغمغم ويتكلم بسرعة وبغير وضوح , ثم هدأ قليلاً وقال لها بصوت أجش :
سالي أصر على معرفة ..
وتوقف عن اكمال جملته لدى سماعه جرس الباب . فأغتنمت سالي الفرصة وهرعت نحو المدخل فتحت الباب لتجد لوك واقفاً كالطود الشامخ يبتسم ويهز برأسه محبباً . وفي تلك الآونة احست بأن والدها يقترب من المدخل لاهثاً .
كانت لحظة جنون حقيقي . وجاء رد فعلها مناسباً و مؤاتياً اذ رحبت بالضيف الطويل القامة قائلة :
أهلاً حبيبي ! انك مبكراً قليلاً . أليس كذلك ؟
ثم رفعت نفسها وطوقته بذراعيها .. لوك لم يدهش أو يتردد لحظة واحدة .
ألم تكن فكرته هو بأن يتصرفا كعاشقين كيلا يظن والدها بأنها تتزوج لوك لانقاذهِ من ورطته المالية ؟ طوقها بذرعيه القويتين وعانقها بطريقة توحي بأنهم فعلاً عاشقين دخل لوك وقال لوالدها فيما كان يقفل الباب وراءه :
اعتقد اننا مدينان لك بايضاح فوري ومفصل .
احست سالي بشعور غريب يتفاعل بسرعة مذهلة . وكأن الغرفة ومن فيها جزء من كابوس مزعج لا بد ان ينتهي قريباً . ولاحظت بكثير من الدهشة والاستغراب انها لم تقاوم او حتى تمانع عندما لف خصرها بذراعه وهما يسيران نحو غرفة الاستقبال وسمعت نفسها تتمتم قائلة :
حاولت اطلاعه ..
قاطعها لهجة هادئه وصوت حالم :
انا متأكد من ذلك يا صغيرتي . ولكن بما انني الآن هنا فسوف اطلعه بنفسي ..
احنى رأسه قليلاً وقبّلها على جبينها بحنان ثم نظر الى والدها مبتسماً وقال مازحاً:
يجب ان اعترف لك بصراحة انني شخصياً اشعر بشيء من الارتباك والذهول نتيجة للسرعه التي اتخذنا بها قرارناً .
اعترفت سالي لنفسها بصمت وبسرعة انه كان مقنعاً الى حدٍ كبير .
ولاحظت وانه تمكن بكلماتٍ قليلة ومخلصة على مايبدو من ازالة معظم مخاوف والدها وشكوكه . ثم سمعته بأمرها برقة وتهذيب قائلاً :
والآن عصفورتي . اذهبي وارتدي ثياب السهرة فيما اتحدث انا مع والدك .
لم تنتظر سالي ثانية واحدة بل توجهت الى غرفتها هاربة مما قيل او سيقال بين الرجلين . ولم تستفق من كابوسها المزعج الا بعدما وصلت الى غرفة نومها واغلقت الباب وراءها ورمت بنفسها على السرير وهي تدفن رأسها بين الوسادتين الناعمتين . ماذا فعلت ؟ كيف أرغمت نفسها على عناقه لدى وصوله و .. مضت الدقائق متكاسلة متثاقلة وسالي مستلقية على سريرها تفكر في هذا التصرف او ذاك وفي هذه الجملة او تلك . هل مضت خمس دقائق او عشر او ثلاثون دقيقه ؛ وسمعت طرقة خفيفة عل الباب فقامت من السرير وهي تتظاهر بالسرور !
اخبر لوك انني لن اتأخر . سوف ...
توقفت عن متابعة جملتها عندما سمعت صوت الباب وهو يفتح . فاستدارت بسرعة نحو الجانب الآخر للغرفة ثم سمعت صوت اغلاق الباب . ارتاحت كثيراً ولكن لبضع ثوان . فقد شعرت بيدين قويتين تمسكان بكتفيها وتديرانها نحو الباب . وسمعت لوك يشتم بصوت هادئ
اللعنة ! ماذا حدث بينكما قبل وصولي ؟
ردت عليه بصوتٍ مرتعش اذ ان وجوده المفاجئ هكذا داخل غرفتها ارعبها وارعبها :
لاشيء كنت اتوقع رد فعل غاضباً من ابي الا انك وصلت وتوقفنا عن متابعة الحديث ..
ثم رفعت رأسها بانزعاج وقالت له محتجة ومعترضه :
لا يمكنك ان تدخل غرفة نومي هكذا .
اذا كان وجودي هنا يقلق احساساتك ومشاعرك , فسأفتح الباب بمجرد ارتدائك ثياب السهرة ..
ارتفع حاجباها استغراباً وكأنها لا تصدق ماتسمع , وقالت غاضبة :
اني ارفض ان تكون هنا عندما ابّدل ثيابي .
ماذا ؟ انتِ لستِ عارية تحت هذه الثياب الحريريه ! وانا متأكد من ان ثيابك الداخليه تغطيكِ بما فيه الكفاية .. قطعة اكثر من ثياب البحر الضيقة التي سعدت بمشاهدتها في اللقاء الأول ؟
اغرب عن وجهي !
قالتها بعصبية بالغة وصوت اقرب الى الهمس منه الى النبرة العاديه . ضحك لو وقال لها :
بدّلي ثيابكِ حالاّ يا سالي . والا اضطررت لمساعدتك بنفسي ..
ثم سار نحو خزانة الملابس وفتح بابها على مصراعيها وراح يتأمل ثيابها المعلقة بترتيب وتنظيم ظاهرين . وبعد بضع لحظات سحب عباءة حريرية زرقاء ومد يده نحوها قائلاً بلهجة الآمر الذي لا يقبل اعتراضاً :
ارتدي هذه ! انها تناسب عينيكِ !
واجهته بنظرة تحد وتمرد فيما كانت دموع الاستياء والانقباض تملأ عينيها . ولما اقترب منها قليلاً . أخذت العباءة من يده بسرعة وغضب وهي تشعر بأنها تكره هذا الرجل المتغطرس والفظ . وقالت له :
إنك متوحش وذو أخلاق منحطة ايضاً !
خلعت ثيابها بسرعة فائقة بعد ان ادارت له ظهرها ثم ا\خلت رأسها في العباءة وشدتها بحدة وعصبيها , ولما مدت يديها لتزرير العباءة من الخلف شعرت بانه سبقها الى ذلك . فأطلقت تنهيدة غاضبة وساخطة . حذرها لو بهدوء قائلاً :
مهلاً صغيرتي مهلاً ! تذكري ان عليكِ النزول الآن وانتِ تتظاهرين بالسرور والبهجة , والا فإن عناقنا الذي اجدنا تمثيله الى درجة الاقناع سيذهب سدىً .
عرفت سالي ان لوك محق فيما يقوله , لكن تلك المعرفة لم تخفف شيئاً من سخطها الحاد , ثم اعدت نفسها بسرعة فيما كان الصمت مخيماً عليهما بصورة تامة . ثم نظرت اليه بتحد قائلة :
اني مستعدة
لايمكن لانسان يراكِ الآن او يتصور ان يصدق انكِ توصلتِ الى مثل هذهِ النتيجة الرائعة خلال اقل من عشر دقائق ! سنتمنى لوالِدكِ ليلة سعيدة ثم نذهب .
قست ملامحه قليلاً عندما انتبه الى الرعشة الخافتة على شفتيها فقال بلهجة تجمع بين الأمر والرقة , بينما كان يأخذ ذراعها ويفتح الباب :
يمكنك اللجوء الى عصبية النساء وتصرفاتهن العاطفيه عندما نصبح بالخارج , بمأمن من سمع والدك وبصره . الآن , ابتسمي !
تمكنت سالي بعد لحظات معدودة من السيطرة على مشاعرها وضبط اعصابها , وعندما دخلا قاعة الاستقبال كانت ابتسامتها تبدو حقيقية ونابعة من قلب عاشق وعاطفة عارمة , وتألمت بصمت ! انها تستحق جائزة كبرى للتمثيل ! العين تضحك والقلب يبكي ! اقتربت من والدها وقبلته على جبينه ثم قالت :
تصبح على خير يا أبي أيقظني قبل ذهابك الى العمل غداً صباحاً , سوف نتناول فطوراً لذيذاً ونتحدث .
سمعت لوك يتمم شيئاً لوالدها قبل ان يبدأ و إياها الخروج من المنزل ..
وقفت قرب سيارته الفخمة صامتة بينما كان هو يفتح الباب ثم يغلقه بعد ان تأكد من جلوسها بسلام وراحة , دخل السيارة بدوره ولكنه لم يبدأ بتشغيل المحرك على الفور , بل اخرج صندوق مجوهرات صغيراً قائلاً لها بهدوء :
يدكِ من فضلك !
لم تحرك ساكناً فما كان منه الا ان أمسكها من معصمها وفتح يدها ثم ألبسها خاتم ألماس . سحبت سالي يدها دون ان تنظر الى الخاتم وقالت بحدة :
لا أريد خاتماً منك .
تأخرتِ كثيراُ لتغيير رأيكِ يا صغيرتي
رباه ! اني بالتأكيد مجنونة !
بم يعلق لوط على ملاحظتها الغاضبة بل قال لها بلهجة جادة :
بدون مساعدتي سيضطر والدكِ الى التخلي عن عمله وشقته وسيارت , واجتماعياَ سيصبح منبوذاً .. سينبذه حتى أولئك الذين يعتبرون من الأصدقاء المقربين .
أزعجتها كثيراً بلك الصورة القاتمة التي رسمها وقالت له بهدوء حزين :
إنك لست أفضل من ذلك المرابي الذي طلب من لحم الرجل مقابل استدانته بعض المال لكن تأكد جداً يا لوك اندريتي , انه لولا والدي لكان يسعدني كثيراً ان أقول بك اذهب الى الجحيم.
هل تتصرفين دائماً بهذا الشكل الرافض والسلبي مع جميع الرجال ؟
معك انت فقط !
ياللعجب !ولكن لماذا ؟
تعجّب ماشئت , لا يهمني !
ضحك بمكر فزاد غضبها واحمّر وجهها .
فقال لها :
أوه , انكِ شابة عصبية للغاية .
وانت الشيطان بعينه !
يبدو انكِ تحبين تكرار هذا القول لي .
ثم مد يده الى مفتاح السيارة وادار المحرك وهو يقول :
ربما ساعدكِ العشاء على تحسين مزاجك .
لم تعلق سالي بشيء على الفور بل راحت تحلل شخصية هذا الرجل وللحظة وجيزة شعرت بانها نادمة على تصرفاتها القاسية معه فمهما كانت شخصيته او أساليبه , فإنه يفي بحصته في الصفقة المعقودة بينهما وهي تمهيد الطريق أمام عودة والدها الى وضعه المالي الطبيعي , وهاهو الآن يهديها خاتم خطوبة كيلا موقفها عندما تشاهد معه هذهِ الليله .
وفجأة قررت ان تتحدث معه بلهجة طبيعية وعادية , فقالت له بهدوء :
الأيام القليلة لم تكن سهلة جداً بالنسبة الي فقد بدا دائماً ان الكلمة الاخيرة هي لك وانك تحصل على ماتريد بدون ان تاخذ الآخرين بعين الاعتبار .
ابتسم ابتسامه خفيفه ولكنها بريئة ولا تحمل أي سخرية او تهكم على غير عادته , وقال :
وهذا يغضبكِ ويثيركِ , أليس كذلك ؟
بشكل لا يطاق ! اريد ان اصرخ واثور في وجه القدر لانه يعاكسني ويؤذيني ..
في وجهي انا على ما أظن . لأني تجرأت على التلاعب بقدرك ومصيرك وتحويل النتيجة لصالحي .
صحيح .
أمضيا بقية الطريق الى المطعم صامتين . ولما جلسا الى المائدة , وتركت له حرية اختيار الانواع التي يريدها من المأكولات غير عابئة بما سيطلب وبما ستأكل .
ألا توجد في هذه اللائحة أي انواع تحبينها ؟
الحقيقة انني لست جائعه كثيراً .
لو طلبت منكِ ان ترقصي معي فانك بالتأكيد سترفضين !
قالها بلهجة ساخرة فيها الكثير من التحدي بدون ان تدري السبب الحقيقي لذلك , قالت :
لا أبداً .. فأنا احب الرقص ولمني اخشى .. اتكون هذه الموسيقى عصرية جداً بالنسبة اليك .
انا لا أزال في السابعة والثلاثين من عمري , ياعصفورتي الصغيرة . ولم تبعدني اعمالي كثيراً عن مسايرة العصر , بما في ذلك احدث انواع الرقص واكثرها جنوناً.
ابتسمت سالي مرة اخرى وسألته بتهذيب فيما كانت تسبقه الى حلبة الرقص :
حقاً ؟
اثار لوك دهشتها واستغرابها عندما بدا فعلا مطلعا على كافة الرقصات الحديثة ويرقص بطريقة رائعة وليس على أساس عرض المواهب .
فترة قصيرة لم تعد سالي تعتبره عدواَ .. وبدأت تستمتع بوقتها . وعندما تحولت الموسيقى من انغام صاخبة الى انغام هادئة وحالمة , لبتسمت له وهزت برأسها شاكرة واستدارت نحو طاولتها بغية الفرار من الرقصات التالية , ولكنه امسك بذراعها وشدها نحوه . ولما تطلعت فيه شاهدت تلك النظرة الساخرة الماكرة في عينيه السوداوين وشعرت بأن لا مفر من البقاء , طوق خصرها بذراعه وامسك يدها اليمنى بيده اليسرى بدون ان يقول شيئاً . غمرها شعور غريب لم تعرف سببه , واحست بان نبضان قلبها تتسارع وانفاسها تتقطع , ياللسخرية ! انها قطعاً لا تحب هذا الرجل .. بل انها لا تطيقه ! فلماذا اذن هذا اللهاث وهذا الذوبان!
وبما انه لم يحدثها بشيء , اخذت تجول بانظارها على رواد المطعن الراقي الذي يقع في قلب المدينه . وفجأة اتسعت عيناها قليلاً عندما شاهدت شانتريل بايكر سفيلد . ولكنها فتحتهما اكثر عندما لاحظت ان رفيقها لم يكن الا .. فيليب ! كانا يهرولان بسرعة وهما يتبعان النادل المسؤول الى الطاوله الوحيدة التي لا تزال شاغرة , وعندما اقتربا قليلاً , حاولتسالي التطلع نحو زاوية اخرى ولكن شانتريل انتبهت لوجود لوك فنادته باسمه ضاحكة بكسل دفع سالي الى عض شفتها حنقاً وغضباً .
مرحباً ايها الرجل الزئبقي المتملص ! انك لم تقبل اياً من دعواتي المتكررة خلال الاسابيع القليلة الماضية .
لم تكن شانتريل شاهدت سالي بعد , الا ان فيليب رآها واحمّر وجهه غضباً وغيرة . وفي هذه اللحظة بالذات كان لوك يرد على شانتريل بأسلوب غير مشجع :
كنت منشغلاً كثيراً هذهِ الايام .
يبدو ذلك واضحاً الى حدٍ كبير يا لوك .
لم يعلق لوك بشيء على الفور , فسألته بغنج :
مارأيك في الاسبوع المقبل ايها الحبيب ؟
ثم استدارت بسرعة لمعرفة رفيقته في تلك السهرة . وشهقت بقوة استغراباً ودهشه وهي تقول :
رباه ! سالي بالينغر !
ارغمت سالي نفسها على الاحتفاظ بأكبر قدر من الهدوء وبرودة الاعصاب وحينها بايجاز .ثم فعلت الشيء ذاته مع فيليب . وسمعت شانتريل تسأل لوك بحشرية تكاد تقتلها :
أوه , هل انتما تحتفلان بشراكة جديدة او ماشابه ؟
تطلعت سالي نحو اندريتي فلاحظت ابتسامة ساخرة تعلو وجهه وهو يجيب شانتريل بلهجة جافة :
يمكنكِ تسميتها كذلك .
اقتربت منه شانتريل ووضعت يدها على ذراعه بدلال مصطنع وسألته :
وتفضل الاحتفال بمفردك ؟
سالي وانا لم نعتقد من الضروري دعوة احد اخر لمشاركتنا هذا الاحتفال .
سالي ؟
قالت بأسلوب يوحي انها استغربت جداً ذكر اسمها في مناسبة كهذه . ثم مضت في تساؤلها قائلة :
سالي ؟ و هل لوجودها أي اهمية لو مغزى ؟
شعرت سالي بانها على وشك ان تصرخ غضباً واحتجاجاً . ولاحظ لوك بريق السخط والاستعداد للمواجهة القوية في عينيها و الاحمرار المتزايد في خديها .
فمد يده وامسك بيدها متعمداً تشابك اصابع اليدين برفق وحنان , وابتسم لها ابتسامه رقيقة ومحبة لدرجة اذهلتها . ثم قال :
بالطبع . ويمكنكِ تقديم تهانيكِ وتمنياتكِ الطيبه .. لانني قررت التخلي عن العزوبيه لصالح الزواج !
شهقت شانتريل بصوتٍ مرتفع وقالت :
هل انتما مخطوبان ؟ لبعضكما ؟
هز لوك برأسه علامة الموافقه وشعت عيناه ببريق ماكر عندما شاهد احمرار الخجل والغضب معاً يغطي وجه سالي , واصرت شانتريل على متابعة الاستجواب بقلة حياء وقحه , فسألته :
الزواج ؟ هل هو في العام المقبل ؟ على مااعتقد ؟
رد عليها لوك دون ان يبعد نظراته عن وجه سالي :
بعد غد ! لقد قررنا اننا غير قادرين على الانتظار طويلاً .. أليس ذلك صحيحاً يا محبوبتي ؟
سأل سالي بغنج وحنان . فردت بكلمة واحدة لم تؤكد فيها او تنفي ماقله بصدد عدم القدرة على الانتظار . اما شانتريل التي ازدادت حدة غضبها المكتوم , فقدت عقدت جبينها وقالت بسخرية لم تحاول اخفاءها :
سالي غير مخلصة على الاطلاق ! حتى ايام خلت . كان فيليب يعتقد انه هو الرجل السعيد . عيب عليكِ يا سالي لتضليله على هذا النحو !
عندها لم تعد سالي قادرة على التحكم باعصابها فردت عليها ولكن بهدوء مصطنع:
انا لم أضلل فيليب في أي وقت من الاوقات , اما اذا كان يتصّور اموراً مختلفه فإن اللوم يقع عليه وليس عليّ .
اتسعت عينا شانتريل وقالت لها بلهجة تعمدت فيها المكر والخداع :
حقاً ؟ ان المسكين يشعر بالحسرة وبأسى يسحق قلبه نتيجة للطريقة التي رميته بها جانباً !
شعرت سالي بان عيني لوك تتأملانها بتمهل ودقة , وكان الغضب قد بلغ منها عندئذ حداً كبيراً . تمالكت اعصابها قليلاً وقالت لشانتريل بخبث وكر مماثلين , متعمدة التظاهر بالرقة والنعومه :
لا شك ان صحبتكِ له ستشفيه سريعاً يا عزيزتي !
من المؤكد انني لن احاول منعه من .. من الاستشفاء ,, ايتها الحبيبة ! ولكني مستاءة منكِ كثيراَ لانك سلبت هذا الرجل الرائع .. لوك اندريتي من امام عيني . كنت افضل كثيراً ان يكون هو من نصيبي أنا .
نظرت سالي نحو لوك فأزعجتها فيه تلك النظرات الساخرة التي عكست شعوراً بالترفيه والتسليه لما يسمعه من هاتين الفتاتين المتحمستين .
واحست سالي برغبة قوية لصفعه وازالة تلك الملامح الخبيثة الماكرة عن وجهه الباسم .
سوف نذهب الى طاولتنا .
قالتها شانتريل لفيليب ثم تطلعت نحو لوك وقالت له بجديه مصطنعة :
الحقيقة يا لوك , ان سالي ليست جديرة بما فيه الكفاية لتكون .. شريكتك . في أي حال , حين تشعر بأنك غير سعيد أو مرتاح أو مكتف ..
وتعمدت انهاء جملتها عند هذا الحد وبهذه اللهجة الاستفزازية المثيرة , قبل ان تمسك بذراع فيليب وتقوده نحو الطاولة الشاغرة , في تلك الاثناء كانت سالي تغلي سخطاً وغضباً . ثم قالت :
افضل العودة الى البيت . ان لم يكن لديك مانع .
تأمل ملامحها الغاضبة والحانقة بسرعة وقال مبتسماً :
سيكون من الحكمة بمكان الا تدعي فراشة المجتمع المخملي هذهِ تزعجكِ او تثيركِ .
اعذرني لأني لا أملك موهبة السخرية والتهكم مثلك !
لا يمكن للمرء ان يحقق أي انجازات ناجحة مالم يكن قادراً على امتشاف نقاط الضعف لدى الآخرين .
ان لم تكن راغباً في ايصالي الى البيت . فسآخذ سيارة تاكسي ..
قررت انها لم تعد قادرة على البقاء في ذلك المكان لحظة واحدة . وكانت مشاعرها أنذاك مزيجاً مزعجاً من الحنق والغضب والازدراء . استدارت بسرعة نحو الباب وبدأت تمشي غير عابئة او مهتمة بما اذا كان يتبعها ام لا . وعندما وصلت الى باب المطعم . خرجت مسرعة ونزلت الدرج ثم أشارت الى احدى سيارات التكسي . فخفف السائق من سرعته وتوقف امام المدخل ولما همت بفتح الباب الخلفي شعرت بيد قوية تمسك بكتفها وسمعت لوك يقول بهدوء :
الأفضل ان تنتظري قليلاً .
ثم انحنى بعض الشيء وطلب من السائق ان ينصرف . رد السائق بكلمات لم تفهمها سالي الواقفه على بعد خطوتين من السيارة . ولكنها سمعت لوك يضحك ويجيبه بالايطالية . تطلعت نحو السائق فشاهدته يبتسم وينطلق بسيارته بحثاً عن ركاب آخرين . انفجرت غاضبة وسألت لوك بحدة :
لماذا فعلت هذا ؟ ماذا قلت للسائق ؟
شرحت له ببساطة وايجاز ان استقلاليتك هذه كانت نتيجة لشجار بسيط بين حبيبين .
ثم امسك بذراعها وبدأ يسير نحو سيارته وهو يقول :
ليست لديّ أي نية على الاطلاق للسماح لكِ بالذهاب وحدكِ الى البيت .
وبخاصة في مث هذا الوقت المتأخر .
انك حقير.
في نهاية الامر , لن تعودي قادرة على ايجاد مواصفات جديدة تطلقينها علي .
قالها ببردوة اعصاب اثارتها وازعجتها . ومما زاد في غضبها ان جميع المحاولات التي قامت بها للافلات من قبضته الفولاذيه باءت بالفشل .
انك عديم الاحساس مع الآخرين و .. خالٍ من العاطفة !
ابتسم وكأنها تسلية او ترفه عنه . ثم فتح باب السيارة وقال لها آمراً :
ادخلي يا سالي ..
دخلت سالي مشمئزة من لهجة التسلط والتملك التي اوحى بها صوته ونبرته . اغلق الباب ثم استدار حول السيارة ليفتح بابه ويجلس وراء المقود وقبل ان يدير المحرك . تطلع نحوها وقد تحولت نظرات السخرية والتهكم الى جدية ورصانة وقال :
سيتم زواجنا في الواحدة من بعد ظهر يوم الجمعه ويتبع ذلك غداءً في بيتي , وسوف يقتصر الحضور على والدك وكارلو .. بالاضافة الينا نحن طبعاً .
فردت سالي بابتسامه ساخرة وقالت له فيما كان يدير المحرك وينطلق بسيارته نحو منزلها :
ما أجمل ذلك حقاً ! آمل ان يتم عقد القران في مكتب القاضي المدني المسؤول .
لانني لا أنوي ابداً ارتداء ثياب الزفاف التقليدية . كذلك فان تلقي الزواج مباركة كنسية سيكون مدعاة لسخرية لا تصدق ؟
سيتم في مكتب القاضي المدني , ونذهب فور انتهاء المراسم الى المطار لنستقل الطائرة المتوجهة الى أوكلاند .
ولماذا ؟ الست تبالغ كثيراً في تمثيلك دور الزوج العاشق الذي يأخذ عروسه في رحلة تسمى شهر عسل ؟
لم يعجبه كثيراً استفسارها الذي يعكس استياء واضحاً وتهكمها الذي يوحي بالامبالاة وعدم امتنان . فقال لها شارحاً بهدوء :
اعتقدت اننا اذا أمضينا بضعة أيام بمفردنا ..
ضحكت بصوت عال وانهت عنه جملته بسخرية لاذعة :
في مكان بعيد جداً لئلا اتمكن من الفرار والعودة الى ابي ؟
انصحك بعدم اعداد أي مخططات من هذا القبيل . انا رجل ذو نفوذ ولن يطول الوقت قبل العثور عليك اينما كنت .
كي أواجه مصيراً أسوأ من الموت ؟ هناك قوانين تحمي النساء من مضايقات الرجال .
كنت افكر بامور اكثر حذاقة ومكراص واشد ايلاماً .
حولت نظرها بقرف بعيداً عنه و قررت عدم الاستمرار في هذا الحوار الذي لن ينجم عنه سوى المزيد من الغضب والحزن والتعاسة . وامضت الفترة التي استغرقها وصولهما اللا منزلها في صمت مطبق . وعندما اوقف لوك سيارته امام المبنى الذي يضم شقة والدها مدت سالي يدها بسرعة لتفتح الباب , فامسك بذراعها قائلا :
لماذا تريدين الذهاب بهذه السرعه ! هل انتِ خائفة من انني سأنقض عليكِ با سالي بالينغر ؟
لا , ليس قبل الزواج . مع انك بعده ستحاول بلا شك اللجوء الى القوة .. وربما الى الاغتصاب !
تمتم لوك بكلمات غير واضحة عرفت سالي انها شتائم وسباب . ثم شدّ بقبضته كثيراً على ذراعها حتى صرخت من الأل . وقال لها بغضب وعصبية :
تتصرفين احيانا بطيس وتهور كالنساء المشاكسات . انصحك بلجم لسانكِ الغبي والا اخرسته !
أوه , وكيف ستفعل ذلك ؟
امتلأت عيناه السوداوان بغضب ساطع . شدها نحوه بسرعة وضّم رأسها بين يديه بقوة وعندمت رفع رأسه عنها بعد أكثر من دقيقتين وافلتها من بين يديه الحديديتين . ابتعدت بسرعة وجلست تحدق فيه وقد اغرورقت عيناها بدموع الحزن والخجل . ارتفعت يدها المرتجفه الى فمها ثم ارتفعت اليدان معا الى شعرها لتعيده قدر الامكان الى وضعه الطبيعي السابق . ارادت يائسة ان تحول نظرها عنه لكنها لم تتمكن , وكأن قوة غريبة سمّرتها في مكان واحد .. عيناه !
رباه ! لما تحدقين بي هكذا ؟ لم أفعل شيئاً سوى معانقتك !
استجمعت سالي قواها وردت عليه بصوت مرتعش :
أشعر وكأنك عبثت بمشاعري ودست على كرامتي .
انتِ بدأتِ الاستفزاز .
كانت نبرته غاضبة فشعرت بانها فشلت وهزمت . ابعدت نظراتها عنه واخذت تحدق في الفراغ ثم قالت له بحزن واى وخي تفتح الباب بنفسها :
اذا كنت تنوي بهجومك هذا اثبات تفوقك , فإنك بلا شك قد فزت بالجولى الأولى .
لم تشعر بأن لوك خرج من السيارة ولحق بها الى الجانب الآخر الا عندما وضع يده على ذراعها وهي تهم بولوج المدخل الرئيسي للمبنى . وقال لها بلهجة صارمة :
سأوصلكِ الى باب الشقة .
لا داع لأن تكون بمثل هذه الشهامة والنبل فأنا قادرة تماما على الاعتناء بنفسي والوصول بأمان الى بيتي .
ابتسم برفق ولكنه امتنع عن توجيه أي كلمة لو ملاحظة , بل ضغط الزر الخاص باحضار المصعد . وفي تلك اللحظات المعدودة التي سبقت وصولها الى الطابق الخامس . أخذت سالي تحارب مزيجاً مزعجاً من المشاعر المتضاربة بين الخوف والادراك ... بين الغضب والتفهم .. وشعرت بجسمها يرتجف قليلاً ..
لوك ليس رجلاً يمكن تجاهله او تجنبه بنجاح او سهولة . وهو ايضا رجل لم تلتق مثله من قبل . توقف المصعد ففتح لوك بابه مفسحاً لها المجال للخروج . ثم تبعها قائلاً :
المفتاح من فضلك !
نظرت اليه مستغربة وقالت :
يمكنك العودة الآن .. اني اعني مااقول .
رد عليها وهو يأخذ من يدها المرتعشة ويضعه في القفل :
سأعود عندما اطمأن الى دخولك ِ البيت .
فتح الباب فلم تتمكن الا ان تسأله بتبّرم :
وهل انت راضٍ الآن ؟
ليس تماماً .
كانت مرهقة نفسياً الى درجة كبيرة لم تتمكن معها من مقاومته عندما ضمها الى صدره اغمت عينيها لحبس الدموع التي تهدد بالانهمار بين لحظة واخرى.
ستلجأ الى هذه الدموع الغاضبة بعد ان تصل بامان الى غرفتها وتستلقي على سريرها لتريح نفسيتها وجسمها المتعبين ..

نهاية الفصل الثالثــــــ ....



أناناس متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.