|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-06-11, 05:59 PM | #23 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 3- حنين في الليل غرقت موروينا في الصمت للحظة , ثم قفزت واقفة بأنفعال , غير مبالي لشعرها الذي أنحلّت عقدته وأنساب على كتفيها مثل شلال من ذهب , وصاحت بغضب: " ولكن من أنت حتى تحدثني هكذا؟ ولماذا فتحت تلك الرزمة ؟ أنها خاصة للسيد دومنيك تريفينون , ثم بأي حق دخلت عليّ هنا؟". " أنت التي دخلت هنا , وليس أنا , يكاد وقتك أن ينتهي , لذت أنصحك بأن تجيبي على أسئلتي ". " لا أرغب في قول شيء , أريد التحدث الى السيد تريفينون فقط". " أظن أنك لا تمارسين لعبة سمجة معي , وأنك حقا لا تعرفين من أنا". جمدت موروينا في مكانها وعيناها تحدقان في وجهه بدهشة , ثم همست: " كلا..... لا يمكن ذلك , أنت لست......". " بل أؤكد لك , أنا دومنيك تريفينون , أنا من أطلق عليه لقب ملك كورنوول غير المتوّج , وهذه هي قلعتي". " كلا , لا أصدق ذلك , لا يمكن أن تكون أنت دومنيك تريفينون , أنت لست كبيرا في السن". " أهذه كلمة أطراء؟". " كلا ....... أنها ليست كذلك , ولكن حسب ما أعتقد أن دومنيك الحقيقي هو الآن في الستينات من عمره على الأقل". لم يندهش من قولها , بل أحنى رأسه وكأنه يوافق على ذلك, ثم قال بهدوء: " الآن أخبريني من أنت , وماذا تريدين؟". سيطرت على أنفعالاتها وقالت بهدوء: " يبدو أنني قد أسأت التقدير , ليس أمامي الآن سوى الأعتذار والأنصراف , هل تسمح لي بأخذ رسومي؟". مدت يدها نحو الرسوم لكنه تجاهل حركتها تماما , وقال: " ليس قبل أن تشرحي الأمر , لقد تحدثنا كثيرا حين ألتقينا في الطريق , فلماذا هذا التحفظ في الكلام الآن؟ ثم تذكّري أنك جئت لتسأليني أحسانا". " ليس منك , بل من شخص آخر , ربما هو لم يعد حيا , والدك ربما , أو ...". " عمي , أنه الآن في غرفته في الطابق الثاني". " أذن , هل أستطيع مقابلته رجاء؟". " كلا , بأمكانك مناقشة أي موضوع تودينه معي , وأذا كان الأمر يتعلق بهذه الرسوم , كأن ترغبين بيعها مثلا , فأؤكد لك مقدما أنك تضيعين وقتك هباء". " كلا , لا أنوي ذلك أطلاقا". قالت وهي تحدق في أماكن معينة في الجدار , بدا واضحا أن رسوما ما كانت معلقة فيها فيما مضى. وكان هو يراقبها ثم قال: " أنت على حق , كانت هناك رسوم معلقة هنا يوما ما , وكانت أكثر قيمة من رسوماتك هذه". " أعترف أن الرسوم هذه ليست أفضل أعمالها , لكن لها قيمتها الخاصة عندي , أو أن هذا على الأقل ما أعتقده , وألا لما حضرت الى هنا". " لماذا , هل تناسب بيوتامعيّنة ؟ أذا كان الأمر كذلك فكان الأجدر بك أن تبذلي جهدا أكبر في رسمها". " كلا بالطبع , لأن التي رسمتها , وهي أمي , لاورا كير سلاك , قد عاشت هنا , كان هذا البيت بيتها حين كانت فتاة , وتريفينون عائلتها , العائلة الوحيد ة لها حتى تزوجت من أبي , أوه , أعرف أنها فقدت الصلة بكم جميعا , لكن......". " هل هي التي بعثتك ؟". أعترضها ببرود , هزت رأسها وأبتلعت ريقها قائلة بأسى: "لقد ماتت منذ سنوات". " أنا آسف". قال بلا مبالاة وكأنه يؤدي واجبا ثقيلا. رفعت موروينا رأسها وحدقت في وجهه بغيظ, وقالت بصوت خفيض: " أنني سعيدة لأنها لا تسمعك الآن , وأنها ليست حاضرة لكي تعرف كم هم غير أوفياء أولئك الذين أحبتهم". " أنت سريع الحكم على الآخرين , لقد قلت أنها فقدت الصلة بنا , ألم يخطر لك يوما أن تسألي نفسك , لماذا؟ لست أدري الى أي حد حدّثتك عن حياتها نا , ولكنني أقسم أنها لم تخبرك بمدى الخراب الذي تركته هنا حين رحلت". " أنت تكذب!". " ولماذا الكذب؟ قد يكون ما قلته مر المذاق لكنه الحقيقة ". ظلت موروينا تحدق فيه بدون أن تجد ما تقوله , بعد فترة صمت قصيرة , بدأ هو الكلام ثانية وسألها: " وماذا عن أبيك , السيد روبرت الأنيق , هل هو يعرف بمجيئك الى هنا؟". " لقد مات هو الآخر , وشقيقي مارتين أيضا , قتلا في حادث سيارة قبل أسابيع قليلة , وجميع ممتلكاتنا أنتقلت الى أبن عمه , وههذه الرسوم هي كل ما بقي لي". " يا ألهي , أذن هذا هو الموضوع , قصة والدتك نفسها تتكرر ثانية , قبل خمسة وثلاثين عاما وجدت أمك هنا ملاذا لها , واليوم تحاولين أنت الشيء نفسه". | ||||
18-06-11, 06:22 PM | #24 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| قال بهدوء وهو يهز رأسه , نبرة الأزدراء التي كانت في صوته , جعلت موروينا تفقد صبرها تماما , وهمّت بأن تهجم عليه وتنشب أظافرها في لحم وجهه الأسود , لكنها تمالكت نفسها وقالت: " أنك سريع الحكم أيضا , أعترف بأنني قصدتك باحثة عن ملجأ , ولكن ليس لي بالذات بل لهذه الرسوم , فكرت بأنك ستحتفظ بها عندك حتى أعثر على مكان لنفسي , وظننت أنك لو لم تفعل هذا من أجلي , فعلى الأقل ستفعله من أجل أمي , وها أنا الآن قد أكتشفت خطأ ظني". أطلق ضحكة قصيرة وقال: " أذن هذا هو الأحسان الذي جئت تطلبينه , يؤسفني أن أقول أنني لا أستطيع تلبيته لك , ما يزال في هذا البيت أناس ستسبب لهم أثارة ذكرى أمك بهذه الصراح ألما كبيرا , عمي واحد منهم , وهو مريض منذ سنين , وأفضّل أن لا ينزعج بسبب هذا الموضوع". لم تصدق ما سمعته بآذانها إلا بصعوبة , ترى ما الذي حدث هنا خلال تلك السنوات ؟ ى يمكن لشيء أن يشوّه ذكريات لاورا كير سلاك عن دومنيك تريفينون. شعرت فجأة أنها ترتعش , وقالت وهي تخرج صوتها بصعوبة: " لا أعرف ما الذي جرى ويجري هنا , ولكن كل ما أستطيعه هو أن أغادر حالا , وأن أعتذر عن تطفلي". حملت حقيب الظهر من جانب المقعد وسارت نحو الباب , لكنه إبتعد عن الطاولة وإعترض طريقها قائلا بنبرة حازمة: " أنتظري لحظة , ليس الأمر بهذه السهولة التي تتصورينها , ما الذي كنت تبغينه بالضبط من مجيئك الى هنا؟". " كنت أبغي شيئا قليلا , أن أدع هذه الرسوم هنا , هذا كل ما كنت أبغيه , لكن يبدو أن هذا أكثر مما يمكن لغريب أن يطمع فيه". " يا له من أستعطاف , ولكن لماذا لم تكتبي أو تخابري مقدما قبل وصولك؟ ثم هل تصورين أنني تأثرت براواياتك هذه؟ أنه لم يعد , لسوء الحظ , إيواء المشردين من إهتمامات عائلتنا , وأمك هي سبب ذلك". " أن تصدق قصتي أو تكذبها , هذا شأنك ,ولكن ما قلته هو الحقيقة". " هل تحاولين أقناعي بأنه لم يرد ببالك أبدا , أنه ربما ستجدين مأوى لك هنا؟". " لا أقدر أن أنكر ذلك". نظرت موروينا إليه , كانت نظراته غريبة , وكأن أعترافها قد أدهشه , وفكرت أن هذا كان كل ما يود سماعه منها , سارت مرة أخرى نحو الباب , لكنه لم يتحرك من طريقها , ومرت من جانبه , وما أن مدت يدها الى المقبض , حتى أنفتح الباب فجأة بقوة , فتراجعت الى الوراء خطوة وهي تطلق صيحة خوف: " أنا آسف.........". قال الشاب الذي دخل وهو يتأملها بنظرة قلق , ثم أضاف : " هل صدمك الباب ؟ لم أعرف أنك تقفين وراءه , فكرت أن دوم وحده في الغرفة.....". " الآنسة ستغادر الآن". قال دومنيك بلهجة باردة . " حقا؟ هذا مؤسف , هل تعيشين الى جوارنا؟". سأل الشاب بدون أن يخفي خيبته. " أعيش في لندن". قالت موروينا وقد داخلها شعور بالخوف والقلق من ترك البيت في مثل هذه الليلة العاصفة , لو أستطاعت أن تقضي ليلتها هذه تحت هذا السقف , أذن لتدبرت أمرها غدا , لكنها كرهت الفكرة , ورغبت فعلا بترك هذا البيت المظلم الواسع , وهذا الرجل الذي يتمتع بأذلالها , ورغبت أن تعرف ما حدث في هذا البيت حين كانت أمها هنا. تكلم الشاب ثانية : " حسنا , أذا كان لا بد من ذهابك , فكوني حذرة في قيادتك , هناك شجرة واقعة على الطريق , شاهدت جاك وهو يزيحها , لكن ربما هناك أشجار أخرى أيضا". " لا أملك سيارة , أعتقد أنه ما زالت هناك باصات في الشارع الرئيسي". " نعم , ولكن عددها قليل , ويتأخر وصولها عادة". تأملها الشاب طويلا , ثم نظر الى وجه دومنيك , بينما كان هذا يستمع اإلى الحوار وعلى شفتيه إبتسامة باردة , سأله الشاب: " ما الذي يجري هنا يا دوم؟ هل تتركها حقا تسير كل هذه المسافة حتى الشارع العام في مثل هذا الليل , وفي البيت ست غرف نوم فارغة؟". فقالت موروينا : " أوه من فضلك , لا بد أن أعود , فعندي أشغالي". " أذن دعيني آخذك بسيارتي". قال بإبتسامة حنونة أدخلت الدفء إليها رغم ما يحدث , ثم أضاف: " أين تسكنين ؟ في القلعة , في بورت فينور ؟". " كلا , في الحقيقة أسكن مع بعض الأصدقاء , ولا داعي لأن تزعج نفسك في هذا الليل ". " أبدا..... أبدا , قل لها يا دوم بأنها لا تسبب لنا أي أزعاج , لماذا تقف هكذا ؟ ما الذي حلّ بك ؟ هل ستتركها تخرج من البيت في مثل هذا الليل؟". | ||||
18-06-11, 07:03 PM | #25 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| رفع دومنيك تريفينون حاجبيه , وقال ببرود: " الآنسة كير سلاك قادرة على تدبير أمورها , أنها شابة ناضجة , ولا أظن أن هناك داعيا للقلق بشأنها". " من .... آنسة كيرسلاك ؟". " أظن أنك سمعتني جيدا , الآن أعتقد أن الوقت قد حان لأن أعرفكما ببعضكما , آنسة كيرسلاك , هذا أخي الصغير مارك". " أظن أن عليّ , بعد أن عرفتني , ألا أنتظر منك أن تأخذني بسيارتك". " أبدا بالعكس, سآخذك أينما تشائين........". سارت نحو الصالون بدون كلمة أضافية , حاملة حقيبتها , ولحق بها مارك ثم سارا بأتجاه الباب الرئيسي. قالت موروينا: " آسفة على كل ما حدث , كنت أجهل ما جرى هنا , حتى هذا المساء حين عرفت أن هناك صدعا بين العائلتين". قال مبتسما وهو يدير محرك السيارة : " لا بد أنها كانت صدمة غير متوقعة لك ". " الحقيقة أنني ما زلت أجهل تماما ما أرتكبته أمي هنا , تحدث شقيقك السيد تريفينون عن البؤس والخراب , أنني أجد صعوبة في تصديق أن كلانا كنا نتحدث عن الشخصية نفسها , كنت مجرد طفلة حين ماتت أمي , لكنني لا أتذكر أبدا أنها كانت أنسانة مدمرة , بالعكس كانت دافئة , مبدعة , محبوبة من الآخرين ". " ربما كان ذلك أساس البلاء". " ماذا تعني بذلك؟". " أوه لننسالموضوع , لا فائدة من نبش الماضي , أنا آسف أذا كان دوم قد عاملك بقسوة , وأظن أنه لا يستحق لوما على ذلك , فالأمر لم يكن سهلا عليه , وأن وصولك نكأ جراحه من جديد , وبالمناسبة لماذا جئت إلى هنا ؟". " أردت من أخيك أن يحتفظ عنده لي ببعض الرسوم". تأملها بنظرة جانبية حادة قائلا: " هل تعنين بعض رسوم والدتك؟". " نعم........". أطلق صفيرا حادا من بين شفتيه وقال: " يا إلهي , أن هذا حقا أستفزاز , أنه أشبه بأثارة عش للنحل !". " ولكن لماذا ؟". سألت موروينا وعلى وجهها إبتسامة حزينة , ثم فجأة ألتفتت إليه ورفعت يدها متوسلة: " أوه يا إلهي .....أنني آسفة , هل تستطيع أن تعود بي إلى البيت ؟". " لماذا بحق السماء؟". سألها مارك مستغربا , وأوقف السيارة , ففقالت: " لقد نسيت الرسوم على مكتب شقيقك". تأملها مارك للحظات ثم قال : " في الحقيقة لا أنصحك بالعودة ثانية الى هناك". " لا أحتاج إلى نصيحتك , أنا أيضا لا أود الأقتراب من ذلك البيت , لكنني أريد رسومي". " أسمعي يا عزيزتي , سأوصلك الى المكان الذي تقصدينه , أما الرسوم فسأجلبها لك صباحا , ما رأيك؟". هزت موروينا رأسها غير مقتنعة , وقالت: " أفضّل أخذها الآن , لكن يبدو أنه لا خيار لي". " " سأجلبها لك غدا صباحا , هذا أفضل , صدقيني". قال هذا وحرّك السيارة. " لم أكن أعرف أنني منبوذة بهذا الشكل". " كلا , لست كذلك , ليس الذنب ذنبك......". خيّم الصمت بينهما لفترة , ثم سألها مارك : " هل تعرفين شيئا عن موضوع الزورق؟". " كلا..... أي زورق؟". " حسنا , هل سمعت أمك وهي تردد أسم الليدي لاورا؟". " لا....... أن أسم أمي هو الليدي كيرساك , وليس.......". " كلا...... كلا , الليدي لاورا ليس أسم شخص , وإنما هو إسم زورق , صمّمه العم نيكولا , فقد كان في البحرية, وحين عاد منها بعد الحرب أقنع والدي بتأسيس مشروع لصناعة الزوارق , وكان إسم النموذج الذي صممه للأنتاج هو الليدي لاورا , بإسم أمك , في أية حال لا أريد إزعاجك بتفاصيل هذا الموضوع". " لم تحدثني أمي عن أي شيء من هذا القبيل , كانت تحدثني عن تريفينون وأهله دائما , كانت ذكرياتها جميعا سعيدة". سألها مارك مستغربا: " أهذا صحيح ؟ يبدو أنها كانت قادرة على خداع النفس أيضا". " كيف.....؟ بالله عليك , هلا أخبرتني بما جرى هنا ....... وماذا إرتكبت أمي؟". " آسف , أذا كانت القصة مؤلمة , لكنك تريدين معرفة الحقيقة , حسنا , حين جاءت أمك لاورا ورندر , التي أصبت فيما بعد لاورا كيرسلاك , الى تريفينون أستطاعت في وقت قصير أن تفتن الناس جميعا وتكسب حبهم ومودتهم , ومن ثم أستعمال هذه العاطفة ضدهم , أنظري مدى معرفتي بطبيعتها مع العلم أنني لم أكن قد ولدت بعد حين جاءت إلى هنا , لقد تركت تأثيرا كبيرا على كل واحد هنا , وما زلنا نعالج من آثار معاملتها تلك , نفسيا وماديا". وهمست موروينا ..... تحدث نفسها , وهي تحدق فيه بدهشة: " نعم نتحدث عن الشخص نفسه , لقد نشأت هنا ورافقت خطوات تأسيس مشروع الزوارق وحين هربت , تركت العم نيكولا رجلا محطما , والمشروع خرابا , هل تعرفين بأنها كانت في سبيلها الى الزواج من العم نيكولا؟". " كلا , ظننت أن أبي هو الرجل الوحيد في حياتها". | ||||
19-06-11, 07:53 PM | #28 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| هز مارك كتفيه قائلا: " ربما كان كذلك , لكنها أرادت العم نيكولا في السلسلة أيضا , لقد أراد أن يكون الزورق ( ليدي لاورا ) هدية زواجها , يعرف الجميع هنا أنهما كانا على أبواب الزواج حين ظهر والدك على مسرح الأحداث . لقد جاء إلى هنا لقضاء عطلته , فإلتقيا , وكان يزور البيت بشكل منتظم ويلقى الترحيب من الجميع , ولم يدرك أحد أن هناك شيئا ما يجري بينهما , حتى فرا معا , وليس هذا كل ما في الأمر , فحينما ذهب العم نيكولا الى المصنع , وجد أن تصميم الزورق ( ليدي لاورا ) قد أختفى من مكتبه". " وتعتقد أن أمي...... أوه , أنني لا أصدق". " والعم نيكولا لم يصدق الأمر في البداية أيضا , لكنه أكتشف ذلك بعد فترة قصيرة , حين ذهب الى معرض الزوارق , وهناك شاهد زورقه نفسه ( ليدي لاورا ) , وبالطبع لم يكن يحمل الإسم نفسه إلا أنه كان زورقه , لكنه لم يستطع أن يثبت بأن هذه نسخة مزورة من زورقه , غير أن مدير المبيعات ضحك كثيرا ونصحه أن يكون أكثر حذرا حين يختار صديقاته". " يا إلهي.... وماذا حدث بعد ذلك؟". " أفلست الشركة , فإضطر أبي إلى بيع أراضيه ليسدد الديون , لكن ما هز العم نيكولا , هو أن كل ما جرى له إنما كان من إمرأة أحبها جدا , لذلك لا تلقين الترحاب في هذا البيت". قالت موروينا بعد صمت طويل: " لا أصدق ذلك ...... إنها لم تكن من هذا النوع , ويستحيل أن تعيش كل هذه السنوات بدون أن يبدر منها شيء يثبت هذا السلوك الذي تتحدث عنه , إلا إذا كنت تعتقد أن والدي كان شريكها , وإنه هو الذي دفعها إلى ما فعلت". " في الحقيقة لا نعرف الدور الذي لعبه والدك في الأمر , لكن ما زاد الطين بلّة هو أن والدك كان خاطبا لفتاة في المنطقة , وكانت الفتاة صديقة العائلة فتصوري الفضيحة التي وقعت في منطقة صغيرة مثل هذه". شعرت موروينا كأنها تحت وطأة كابوس ثقيل , غير أنها سيطرت على أعصابها المتوترة , وتشبثت بما تؤمن بأن والديها لا يمكن أن يرتكبا مثل هذا الفعل , وقالت بعد تردد: " لقد فهمت كل ما حدثتني به يا مارك , وحاولت جهدي لأن أصدقه , لكن بدون جدوى , لا أستطيع أن أصدق أن المرأة التي أتذكّرها , وكذلك والدي , يرتكبان مثل هذه الفعلة , ربما أنهما أحبا بعضهما , والناس عادة ينجرفون مع عواطفهم , لكن لا يمكن أن يقدما على بيع أسرار وتصاميم شركة الزوارق , لا أظن ذلك". " لكن الشواهد كلها أثبتت أنهما فعلا ذلك , أو على الأقل هي فعلت". " وكيف حكمتم أن هذه الشواهد ثابتة؟ هل أتصل أحد بأمي وأستوضحها الأمر؟". " كلا , لا أحد من العائلة رغب في التحدث إليها , أو حتى رؤيتها , ولم يسمح العم نيكولا لأي أحد أن يدخل الغرفة التي كانت تستعملها , لقد أقفلها منذ ذلك الوقت وأحتفظ بمفتاحها , وأظن أنه دخلها مرتين قبل أن يقعده المرض". " ماذا يعاني؟". " أصيب بجلطة قلبية , أدت إلى شلل جزئي , لكنه من حسن الحظ تغلّب عليها وما زال يعالج , أن دومنيك لم يسمح لك برؤيته لأننا لا نريد أن نجازف ونعرّضه لصدمة أخرى بعد كل هذا الزمن". أوقف مارك السيارة إلى جانب الطريق العام وقال لها: " والآن , قلت أنك تبقين مع بعض الأصدقاء , أكان ذلك صحيحا أو مجرد عذر لأنقاذ ماء الوجه؟". عضّت موروينا على شفتها وقالت: " عندي مكان أذهب إليه , سأنزل هنا , وحين أسقر سأتصل بك حتى تبعث لي بالرسوم". " حسنا , وإنني آسف لكل ما حدث". " أنا آسفة أيضا". قالت ذلك ثم أنزلت حقيبتيها , وظلت تراقب السيارة حتى أختفت تماما. سرت في جسدها قشعريرة برد وخوف , أنها الآن وحدها وعليها أن تعثر على بيت بيدي , الفتاة التي ألتقتها في موقف الباص , علّها تؤويها هذه الليلة. أنتظرت بعض الوقت , وحين يئست من وصول الباص , وأشتدت برودة الجو , قررت الذهاب ألى بيت صديقتها مشيا , فحملت حقيبتيها وسارت. سمعت صوت محرك سيارة فظنت أنه الباص , ورفعت يدها مؤشرة بالتوقف , لكنها تجاوزتها ووقفت على بعد قصير منها. كانت سيارة خاصة فيها شخصان , أغلب الظن أنهما زوجان , أطلت المرأة برأسها من النافذة وصاحت بها: " إلى أين تريدين الذهاب؟". " إلى سانت إينا........". " حسنا , سنأخذك إلى هناك". نزل الزوج وعاونها في وضع الحقائب في صندوق السيارة . في هذه اللحظة توقفت سيارة أخرى إلى جانبهم , ونزل منها سائقها وإتجه نحوهم , لكن ما أن رأته موروينا حتى أصابتها الدهشة والخوف , كان ذلك دومنيك تريفينون. | ||||
19-06-11, 09:39 PM | #29 | |||||||||
نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي
| أآأووه اممم وانا كمان من رأيها..ذا احد لقف لها التهمه>< اما انه دومنيك لحقها!! ربما لانه عمه تعب وطلبها واعرف عنها ولزم يجبوها عندهم ^^ تسلمين غلاي | |||||||||
20-06-11, 11:09 PM | #30 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| قالت متوسلة إلى السايق الذي كان قد أنتهى من وضع حقائبها في السيارة: " لنذهب بسرعة من فضلك.....". " ماذا حدث؟". " لا شيء...... لا شيء , فقط أسرع". لكن دومنيك وصل إليهم وصاح بها: " إلى أين تفرين يا آنسة؟". حدّقت في وجهه لحظة وقالت: " وماذا يهمك مني؟". تجاهلها وأخذ يتحدث إلى الزوجين المندهشين : " آسف لما حدث , سآخذها إلى البيت". وقبض على ذراعها بقوة , لكنها أستطاعت أن تفلت من قبضته وقالت: " وماذا تريد مني , هل أنت مجنون؟". وألتفتت إلى سائق السيارة , وقالت له متوسلة: " من فضلك لا تتركني معه , لا أعرف ماذا يريد مني , أنه رجل غريب". وبّخها دومنيك بعنف قائلا: " كفى تصرفا مثل الصغار الحمقى , هيا إلى السيارة , ولا داعي لكل هذا المشهد السخيف". " لن أعود إلى بيتك ثانية بعد أن طردتني". ثم أتجهت إلى الزوجين قائلة بتوسل : " لا أريد الذهاب معه , أنه غريب عني ولا يعرف حتى أسمي , أسألوه أذا كان يعرف أسمي". كان الزوجان يراقبان المشهد بحيرة وأستغراب , ثم تقدّم الزوج من دومنيك قائلا: " يبدو أن الآنسة على حق , هل تعرف أسمها؟". " أسمها موروينا....". قال دومنيك بهدوء وهو يبتسم , حدّقت موروينا بوجهه في دهشة , وشفتاها ترتجفان من الغضب والخوف , وسألته بحنق: " ولكن من أين عرفت إسمي ؟ لم اخبرك به , ولم أخبر حتى مارك , كيف عرفت؟". أنزل الرجل الحقائب من السيارة وهو يضحك , وأخذ دومتيك الحقائب وقادها من ذراعها إلى سيارته . سارت معه شاعرة بغضب وإذلال كبيرين , وقالت له وهما في السيارة: " لن أغفر لك هذا , أقسم أنني سأنتقم منك , وستأسف كثيرا على ما فعلته بي". " أنني آسف الآن , آسف لأنني آخذك إلى هناك , لا لأنني أود رؤيتك في بيتنا , لكن يبدو أن لعبتك نجحت , وأن عمي يريد رؤيتك الآن". " عمك؟ ولكنك قلت.....". " أعرف جيدا ما قلته.....". قاطعها وهو يخرج يده من نافذة السيارة محييا الزوجين وهما يبتعدان بسيارتهما , ثم أستمر قائلا: " لقد أخفيت الأمر عن عمي , لكن يبدو أنك ذكية , تركت تلك الرسوم على مكتبي عن قصد , ورأتها أنيز......". " معذرة , لقد نسيت الرسوم هناك , ولم أتركها عمدا". " تعرفت عليك أنيز حين شاهدت الرسوم". " لم أكن أقصد ذلك , كنت مضطربة , لقد نسيتها هناك , ألم يخبرك مارك؟". " أوه , لقد أخبرني , يبدو أنه أفتتن بك , ربما وجدته سهل المنال بعض الشيء , لكنك ستجدينني أكثر صعوبة منه". " أنه أكثر أدبا ولطفا منك....". " يبدو أنك أحببته أيضا.......". " من حسن الحظ , لا أرغب في المحاولة , وكما قلت لك لست راغبة في رؤية بيتك مرة أخرى , كم أود لو أنك جلبت تلك الرسوم معك , أذن لركتني هنا أذهب إلى سبيلي". " هذا ما حاولت فعله , لكن رسومك اللعينة لم تعد معي , أنها الآن مع عمي وهو يريدك". " أظن أن هذا آخر ما تريده أنت........". " نعم في الحقيقة , لكن أنيز حين رأت الرسوم أخذتها مباشرة اليه". " ولماذا فعلت ذلك؟". " هل تحاولين أقناعي بأنك لم تدفعيها إلى ذلك بشكل غير مباشر؟". " بالطبع لا , يجب أن تصدقني ....... أتمنى أن لا تسبب تلك الرسوم أي أذى له". " كلا من حسن الحظ , لكنه يريد أن يراك". ساد صمت طويل إلى أن قطعته موروينا قائلة: " لا أريد رؤيته من فضلك". " ولماذا؟ ألم تأت إل هنا لهذا السبب؟". " لكن لم أعرف أن الأمور تجري بهذا الشكل". " هل لأن مارك أخبرك بالقصة , فتغيرت الأمور عندك ؟ أذا كان عمي يريد رؤيتك لبرهة فأظن أن من الإنصاف تلبية طلبه". قالت له وقد وصلا إلى البيت: " ولكن من أين عرفت إسمي؟". أجاب بسخرية: " مجرد تخمين , موروينا إسم من تريفينون , ويبدو أن لاورا كيرسلاك سرقته ضمن ما سرقت". نزلت من السيارة وسارت معه بدون كلمة. كانت أنيز واقفة تنتظر في الصالة بلهفة , وحالما دخلت أحتضنتها قائلة: ط أوه يا إبنة لاورا ! كيف لم أعرفك يا عزيزتي؟". صاح دومنيك بها : " أنيز! دعي العواطف الآن , سأقول لك بعض كلمات فيما بعد". تركت أنيز موروينا , وقالت له: " لم يكن من الإنصاف أن تكون إبنة السيدة لاورا هنا , بدون أن يعرف السيد نيكولا بذلك". " حسنا لقد عرف الآن , والفضل يعود لك , فهيا خذيها إليه". " سيراها غدا في الصباح أنه نائم الآن". " نائم! الآنسة كير سلاك لا تستطيع الأنتظار الى الغد, فهي تريد أن تلحق بقطار الصباح الذاهب إلى لندن". " لا يمكن فعل شيء الآن , كان متعبا وتناول حبة منومة , وهو مستغرق الآن في نومه ". " فهمت , أذن لا داعي لأن أطلب منك تهيئة غرفة للآنسة كيرسلاك ". " بالطبع , فغرفها جاهزة , هي الأخرى متعبة بالتأكيد ...... تعالي يا عزيزتي معي.....". كانت موروينا تتمنى لو أنها نامت في مكان غير هذا البيت , لكن تعبها كان فوق طاقتها , فمشت وراء أنيز إلى الطابق الثاني , ودخلت إلى غرفة واسعة , كان الفراش مهيئا والنار في المدفأة تشيع الدف في أرجاء الغرفة , وعلى فراشها كان هناك ثوب نوم من الطراز القديم , وحين رفعته إلى وجهها , أجهشت في بكاء عنيف ,لكن أنيز أحتضنتها مرة ثانية وهي تقول: " ـهدأي يا عزيزتي .... نامي الآن بهدوء , أنت متعبة , سيسير كل شيء على ما يرام غدا". لكن موروينا , وهي في الفراش , فكرت أن الأمور ربما ستؤول نحو الأسوأ في الغد. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|