آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-07-11, 07:25 PM | #21 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قالت فى تؤدة : بلغنى أيها الملك الرشيد .. ذو العقل السديد .. أنه كانت فى بلاد الفرنسيس .. مدينة تدعى باريس . كانت المدينة تغلى بالغضب .. وتشتعل بنيران اللهب . لأن لويس السادس عشر .. كان يعيش مع أعوانه فى القصر . لايبالى بشئون الرعية .. قدر ما يهتم بالصيد فى البرية . وزوجته ملكة تدعى مارى أنطوانيت .. هى سيدة البيت . ولم تكن فرنسية .. بل كانت نمساوية . ولما سمعت أن الناس يطالبون بالخبز .. لم تفهم سر هذا اللغز . واقترحت أن يأكلوا ( الجاتو ) .. بدلاً من الخبز الذى به طالبوا .. كانت تعرف أن هذه المعلومة الأخيرة غيردقيقة .. مارى أنطوانيت ليست هى قائلة ( لم لا يأكلون الجاتو بدلاً من الخبز ؟ ) لكنها من المعتقدات التى صار تغييرها مستحيلاً . كان شهريار يتابع. وبدا لها أنه من الممكن أن تنجح ... هو لم يقرأ رائعة ديكنز ( قصة مدينتين ) وبالتالى يمكن أن يبتلع كل شئ .. | |||||||||||
11-07-11, 07:32 PM | #22 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| واصلت الكلام : كانت الشوارع تغلى بالثورة .. والحياة صارت مرة . وكانت فى أزقة العاصمة المنسية .. حركة مقاومة سرية . من أهم قوادها المسيو ديفارج .. وزوجته مدام ديفارج . وهى امرأة قاسية .. باردة وعاتية . وكانا يملكان حانة صغيرة .. لكنها خطيرة . يؤمها الثوار ليتآمروا .. فإذ الاح شرطى جروا . وكان الثوار يكنون أنفسهم باسم جاك .. حتى لايقعوا فى الشراك . فى ذلك الوقت وصلت إلى المدينة .. فتاة حسناء لكنها حزينة . كان اسمها لوسى مانيت .. وأبوها طبيب حويط . سجنوه أعواماً فى سجن الباستيل .. ولم تسمعع نه سوى القليل . وسجن الباستيل سجن رهيب .. لم يتحمله عقل الطبيب . فلما غادر السجن أخيراً .. صار محطماً كسيراً . واستضافه ديفارج فى حانته وأكرم وفادته .. فلما جاءت الفتاة تبحث عن أبيها .. أخذها ديفارج ليريها . نزلا معاً إلى غرفة مخفية .. حيث كان الطبيب عاكفاً على إصلاح الأحذية . فلما قابل ابنته بعد هذه الأعوام .. لم يعرفها وكاد ينام . بكت على صدره لله شاكرة .. وقررت أن تأخذه إلى انجلترا . بعيداً عن هذا البلد اللعين .. الذى يوشك على أن يصير الجحيم . | |||||||||||
11-07-11, 07:45 PM | #23 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كان شهريار يصغى بضمير مخلص محاولاً أن يستمتع .. كان هذا غريباً بالنسبة له .. أسماء غريبة .. أحداث غريبة .. للأسف لم يرد لذهنها المنهك سوى عنوان ( قصة مدينتين ) قصة تشارلز ديكنز الرائعة . إنها سرقة أدبية بالمعنى الحرفى للكلمة , لكنها مضطرة لذلك كى تنقذ عنقها .. ديكنز نفسه كان سيسمح لها بالسرقة إذا عرف أن ثمن عدم السرقة هو السيف .. كانت الأحداث سهلة يسيرة التذكر , فلم تكن معقدة مليئة بالأسماء مثل الكارثتين ( ديفيد كوبرفيلد ) و ( أوقات عصيبة ) .. مد شهريار أنامله إلى عنقود العنب فأخذ بضع حبات دسها فى فمه وراح يمضغ فى بطء .. وقال : أكملى .. قالت عبير بصوتها الناعس : يظهر هنا شاب وسيم .. كان متهماً بجرم عظيم . تشارلز دارنى هو اسم الشاب .. وقد برأه المحامى بلاصعاب . لأن المحامى الداهية .. كان يملك حيلة واعية . إذ ليه مساعد يدعى سيدنى كارتون .. يشبه دارنى فى الملامح واللون .. وهكذا شكك فى شهادة الشهود .. وبين للقاضى أن الشبه موجود . هكذا ظفر تشارلز دارنى بالحرية .. ووقع فى حب لوسى الوفية .. | |||||||||||
11-07-11, 07:50 PM | #24 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قال لها شهريار فى دهشة : هل تعنين أن هذا الـــ ... التشارلز دارنى يشبه سيدنى كارتون ؟ قالت باسمة : نعم .. وهذه هى النقطة المهمة فى القصة .. أحد الرجلين شاب ناجح اجتماعياً , بينما الآخر صعلوك ولد خاسراً .. سوف يفوز تشارلز دارنى الوسيم الناجح بكل شئ ولوسى نفسها , لكنه يقع فى مشكلة خطيرة عندما تعتبره الثورة عدواً لها وتحكم عليه بالإعدام ... سوف نعرف أن سيدنى كارتون نفسه يحب لوسى سراً , وهكذا يقرر سيدنى كارتون أن يقوم بأعظم تضحية قامبها إنسان .. يضع نفسه مكان تشارلزدارنى ويذهب بدلاً منه إلى المقصلة وهو يردد : ما سأقوم به هو أفضل بكثير جداً من أى شئ فعلته من قبل ... | |||||||||||
11-07-11, 08:02 PM | #25 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| عبث شهريار فى لحيته وتساءل : وما هى المقصلة ؟ الجيلوتين guillotine .. هذه طريقة متقدمة لقطع الرقاب , لكنها كانت فى البداية آلة للحصاد .. حولها الفرنسيون إلى آلة إعدام رهيبة , فهم لا يملكون مسروراً بالتأكيد ... قال فى اشمئزاز : لا أحب هذه الوسائل المتقدمة .. منظر الجلاد الذى يحمل السيف درامى أكثر .. ثم داعب شاربه ولمعت نظرة ميزوجينية شنيعة فى عينه , وقال : ما هو الحب الذى يدفع المرء إلى أن يضحى بعنقه من أجل امرأة ؟ .. النساء كائنات كالصراصير لا تستحق أية تضحية من أى نوع ## .. هذه قصة خيالية أكثرمن اللازم .. ## هذه وجهة نظر شهريار ولسنا مسئولين عنها قالت فى كياسة : أبطال القصص أكثر جموحاً ودرامية من الناس العاديين .. هذا طبيعى وإلا ما كتب أحد عنهم حرفاً .. لن تجد رواية تحكى عن رجل ذهب للبقال وابتاع جبناً ثم عاد ليتناول عشاءه ويتجشأ وينام .. أضاف شهريار وقد تذكر شيئاً : هذه هى القصة إذن ؟ .. لقد أتلفتها تماماً ... لقد قلت لى كيف ستنتهى قبل أن تبدأ .. أنا أمقت الـــ spoilers | |||||||||||
11-07-11, 08:08 PM | #26 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هنا تذكرت عبير أنه مستمع قصص ممتاز , ولاشئ يؤذى هؤلاء سوى أن يعرفوا نهاية القصة .. هذايقتلهم قتلاً . هنا لجأت إلى الحل الذى وصلت فيه شهرزاد إلى مرحلة الإبداع .. فتح جبهات جديدة : فلما التقى دارنى وكارتون بعد المحاكمة .. تبادلا عبارات بالمجاملة مفعمة . شكر دارنى شبيهه على الدفاع الجميل .. الذى أنقذه من سجن الباستيل . فقال كارتون إن هذا يذكره بقصة الصياد الفقير .. الذى وجد لؤلؤة حجمها كبير .. وكان يحسبها ستجلب له السراء .. فلم تجلب سوى الضراء .. قال لها شهريار فى فضول : وما هى قصة اللؤلؤة ذات الحجم الكبير ؟ قالت فى غموض : هى قصة غريبة .. وأحداثها عجيبة . وما هى بأعجب من قصة دارتانيان والفرسان الثلاثة الشجعان .. هنا صاح الديك .. وأدركهما الصباح .. فسكتت دنيا زاد عن الكلام المباح ... ************ | |||||||||||
11-07-11, 08:42 PM | #27 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 5 – الصياد وزوجته الحبيبة .. واللؤلؤة العجيبة .. فى اليوم التالى ذهب شهريار لتدبير شئون المملكة .. تذكر أن شهريار ليس مجرد مستمع للقصص كما تظهره القصص , بل هو ملك قوى .. إن أباه هو من ملوك ساسان بجزرالهند والصين . أى – للدقة – هو يحكم منطقة ما فى جزر الملايو . وقد ورث شهريار عنه هذا الملك , أما أخوه شاه زمان فقد كان ملك سمرقند . جلست عبير فى جناح الحريم .. وراحت واحدة من الجوارى تضفر شعرها وواحدة أخرى تضمخها بالعطر فى المشهد الممل المعتاد الذى يروق للغربيين ورسمه ديلاكروا مراراً . كانت شاردة الذهن لا تكف عن استكشاف مجالات القص المتعددة .. إن لديها مخزوناً لا بأس به من القصص , لكنه يبدو غريباً .. غريباً أكثر من اللازم يختلف بالتأكيد عن ذلك الجو الحميم العربى الذى اشتهرت به قصص شهرزاد .. بغداد والأزقة والحمالون والمتسولون والنساء الغامضات اللاتى يضعن الخمر .. من الصعب أن تستبدل بهذا الجو جو مسيو ديفارج ود.مانيت والمقصلة .. | |||||||||||
12-07-11, 01:03 AM | #28 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لكن الحقيقة هى أنها بالفعل لا تذكر حرفاً من قصص ألف ليلة .. تتذكر الجو العام .. هناك جنى فى مصباح وأربعون لصاً , لكن فيما عدا هذا لا توجد تفاصيل .. على كل حال لا مفر من أن تستمر فى خطتها .. سوف تحكى له ما تعرفه من أدب غربى أو عربى معاصر ... لا يوجد حل آخر , وعليه إن لم يحب هذا أن يبحث عن طريقة تسلية أخرى .. سوف تحكى له قصة اللؤلؤة رائعة شتاينبيك , ثم تتفرع منها إلى الفرسان الثلاثة رائعة دوما .. وبعدها تعود للؤلؤة ومنها إلى قصة مدينتين .. هذه هى التقنية التى تعرفها .. إن هذا سيطيل حياتها أسبوعين على الأقل .. ******** | |||||||||||
12-07-11, 01:14 AM | #29 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هكذا عندما جاء المساء وفرغ شهريار من قطع الرقاب , وتناول عشاءه الدسم الذى يتكون من خروفين , كل خروف قد حشى بديك رومى , والديك الرومى محشو بالدجاج , والدجاج محشو بالحمام , والحمام محشو بالعصافير , والعصافير محشوة بالجوز واللوز .. ثم شرب زقاً من خمر بابل , كان الآن فى حاجة إلى قصة مثيرة تناسب عملية الهضم .. جاء إلى غرفته فشق طريقه وسط الستائر إلى أن بلغ الفراش , فارتمى عليه كأن جبلاً يجثم فوق صدره .. راح يلهث طلباً للهواء , ثم قال لها : اليوم يا دنيا زاد أنا راغب فى سماع قصة الصياد الفقير واللؤلؤة ذات الحجم الكبير .. ابتسمت فى ثقة أنثى تعرف أين وكيف تقود رجلاً أضخم منها بمراحل , وقالت : بلغنى أيها الملك الرشيد .. ذو العقل السديد . أنه فى قرية مكسيكية .. كان صياد هندى سليم الطوية . وكان كينو هو اسمه .. وله زوجة فقيرة مثله . عاشا يعانيان الفقر والجوع .. ولديهما ابن رضيع . كان هو الذى يمنحهما الأمل .. ومن أجله يحبان العمل . حتى جاء اليوم الخطير .. عندما مشى عقرب فوق فراش الصغير . سقط فوق الرضيع فلدغه بذبانه .. قبل أن يقتله كينو . هكذا انتشر السم .. وجرى فى الرضيع مجرى الدم . حمل كينو صغيره إلى الطبيب الموجود .. وهو أسبانى يكره الهنود . | |||||||||||
12-07-11, 01:16 AM | #30 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لكن الطبيب رفض فحص الرضيع .. لأنه يعرف أن الهنود حالهم وضيع . والهنود .. ليس معهم نقود . هكذا زعم أنه ليس هنالك .. وأرسل الخادم يخبر كينو بذلك . جن جنون الهندى وغلبه القنوط .. وأدرك أن ابنه سيموت .. قال شهريار وقد اتسعت عيناه دهشة : ليس معه أجرالطبيب ؟ .. أليس صياداً ؟ قالت عبير : تعرف يا مولاى أن الصيادين يعيشون من يوم ليوم .. إن حياتهم تتوقف على رزقهم . كان كينو صياد لؤلؤ .. واللؤلؤ لا يوجد عندما تريده .. ثم ابتلعت ريقها وعادت لعادة السجع : كأنما يستجدى الأقدار .. وثب كينو إلى أعماق البحار . وراح يبحث عن لؤلؤة .. تحت ربوة ناتئة . من الغريب أنه وجد محارة كبيرة .. بداخلها لؤلؤة خطيرة . أكبر لؤلؤة رآها فى حياته .. ولن يرى مثلها حتى مماته . هكذا أطلق صرخة مدوية .. وجرى يخبر زوجته الوفية . لم يأت المساء .. حتى كانت القرية كلها قد عرفت بما وجده فى الماء . الكل شعروا بحقد عليه .. للثروة التى هبطت بين يديه . وقال الطبيب فى غرور .. إنه يعالج ابن كينو الصغير . وكان معلوماً لدى الفقراء .. أن الفقير الذى يصير ثرياً يمعن فى العطاء . | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|