آخر 10 مشاركات
ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-11, 12:46 AM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


تبعها جيب الى المصعد وإبتسم لها قائلا :
" لم أجد فرصة أتحدث فيها معك في الحفلة , شكرا للهدية , لقد أعجبنا بها جدا , أنا وفاليري".
تساءلت عما إذا كان تذكر حقا ما الذي كانت أختارت لهما .... وهو أناء زجاجي للسلطة أخضر اللون وجميل جدا ومعه الأطباق الملائمة.
قالت بشيء من الجفاء : " أنا مسرورة إذ أعجبتكم".
قال بسرعة متجنبا عينيها : " هل إستمتعت بالحفلة؟ عندما نظرت حولي أبحث عنك لأتكلم معك , لم أجدك".
قالت كاذبة: " شعرت بصداع بالغ , فأخذني غي الى بيتي ".
قلب جيب شفتيه : " حسنا , أنا لا ألومه . لقد بدوت جميلة للغاية , كعادتك دوما".
خفضت بصرها وقد تكهنت بأنه لم يتذكر ما كانت تلبسه أو كيف كانت تبدو , لقد كانت تراقبه حينذاك , فرأت أن عينيه كانتا مسمرتين على فاليري وحدها.
لكنها تظاهرت بالأبتسام : " شكرا".
إنقبض قلبها عندما توقف المصعد وخرج جيب الى الطابق الحاوي على مكتبه , في كل مرة تقول له فيها وداها , كان ذلك يبدو وكأنه الى الأبد , وهذا ما حدث الآن خصوصا بعد كل ما حدث.
وجدت غاي في مكتبها يقلب الرسائل الواردة التي كانت على المكتب.
نظر اليها , بعينين حادتين وباردتين : " لقد تأخرت".
منذ تلك الليلة , توتر الجو بينهما , تجنبت النظر اليه وإحمرت وجنتاها , قالت وهي تعلق معطفها :
" آسفة , لقد أعاقني عائق".
نظر من النافذة : " هل هو الجو ؟ ها قد أبتدأ الثلج يتساقط مرة أخرى , ربما سيكون الشتاء القادم قاسيا , ومع ذلك , العيد الأبيض هو شيء ممتع , سأمضي العيد في الريف مع أسرتي , كما أظن , هل لديك أسرة تمضين معها العيد , يا صوفي؟".
" نعم ". وبأعصاب متوترة , أدارت مطحنة القهوة , ثم جلست خلف مكتبها , فتحت الأدراج ثم إبتدأت عملها اليومي.
قالت : " إنهم يتوقعون مني أن أكون هناك , إنهم يحبون إعادة شمل أفراد الأسرة في العيد , إنهم يشعرون بفقدانهم العيد الحقيقي إذا هم لم يذهبوا الى مكان آخر , في كل عيد يتملكهم الحنين فيأخذون في الحديث طوال الوقت عن الماضي , عن هنغاريا أو إيطاليا , أو طفولتهم".
" هل خالك الذي تقيمين في بيته هو هنغاري؟ منذ متى هو في هذه البلاد ؟". قال ذلك وهو يجلس على زاوية المكتب.
ولكي تستر إضطرابها , إستمرت في الحديث , وكان هذا أمرا غير عادي بالنسبة اليها , دوما كانت تتضايق من الحديث عن حياتها الخاصة , أو أسرتها أو ماضيها.
أخذ غاي يصغي اليها بأهتمام وهي تقول :
" ما زال الخال ثيو يعيش في لندن , في نفس المنزل , منذ أربعين عاما , لكنه ما زال يفكر وكأنه لاجىء , وأمي كذلك".
" هل هي هنغارية , كذلك؟".
" نعم , لكنها لم تمض هنا وقتا طويلا مثله , أنها هنا منذ العام 1956".
ضاقت عينا غاي : " آه , الثورة الهنغارية ؟ لقد قرأت كتابا عن ذلك , حديثا , لقد نسيت إسم الكاتب , لكنني سأعيرك إياه إذا كنت تحبين قراءته".
" قد يكون عندنا , إن خالي ثيو يشتري كل كتاب عن هنغاريا ". قالت ذلك ساخرة ثم ضحكت.
إقترب غاي منها ينظر في عينيها . شعرت بالدم يجري في عروقها وكأنما أرتفع ضغطها فجأة...
لكنها شعرت بالأرتياح لرنين جرس الهاتف في تلك الحظة , فتناولت السماعة بينما غاي ينظر اليها , وفي عينيه لمحة من سخرية:
" إنه محامي السيد كامرون , هل تريد أخذ المكالمة من مكتبك ؟". تمتمت بذلك دون أن تنظر اليه.
هز رأسه وأخذ منها السماعة وهو يقول لها : " أتني بفنجان من هذه القهوة قبل أن تبرد".
أطاعته بإستياء , وهي تسمعه يتكلم خلفها وهي تسكب القهوة :
" نعم , غاي فوكنر يتكلم , صباح الخير يا آرتي.....كيف حالك ؟ نعم , أنا بخير , كذلك". ثم سكت وأخذ يصغي بإهتمام , ثم قال:
" حسنا , أنا مسرور جدا لسماع هذا , حالما تسمع النتيجة , دعني أعلم , شكرا لإتصالك".
وضع السماعة مكانها فألقت عليه صوفي نظرة إستفهام , إبتسم لها والرضا في وجهه.
" لقد وافق كامرون على القيام بسلسلة من الأختبارات ليتأكد مما إذا كان بإمكانه أن ينجب أم لا , وهكذا , إذا ساعدنا الحظ , يمكننا أن ننتهي من هذه القضية بسرعة".
أشرق وجه صوفي :
" حسنا , هذا رائع , ليس بالنسبة الى الصحيفة فقط , فأنا أعلم أن سنتنال ستجتاز هذه الورطة , لكنني كنت أفكر في الطفلة ومولي غرين , فإذا أثبت الإختبار أن الطفلة منه , تصور ما سيحصل لهما".
أخذ يتأملها بجفاء :
" لا تكوني متفائلة أكثر من اللازم , يا صوفي , فالفهد لا يغيّر جلده بسهولة , حتى ولو أسقط كامرون الدعوى ضد سنتنال ربما يبقى منكرا أنه الأب , وهذا يعني أن يدفع لمولي أموالا كثيرة".
" هذه نظرة ساخرة الى الأمر".
" واقعية فقط , الأفضل أن ننهي الرسائل الآن ". حمل فنجان قهوته ثم ذهب الى مكتبه فتبعته حاملة قهوتها والرسائل المطلوب الأجابة الفورية عليها , ثم دفتر الملاحظات.
ما أن أنهيا الرسائل , حتى كان على غاي أن يذهب الى إجتماع مع ( سين بيتس ) المدير المنفذ للصحيفة , ومع فابيان أرنود رئيس التحرير وبعض المحررين الآخرين , كانوا يخوضون في حديث يعيدون فيه تقييم التغيير الذي أحدثه نيكولاس كاسبيان في أتجاه سياسة الصحيفة منذ أستلمها , كانت هناك مشاكل مختلفة ليس أقلها عدة تهديدات بإجراءات قانونية من أناس شعروا بأن أعندة الصحيفة أساءت اليهم بشكل ما.
قال سين بيتس وهو يفتح الحديث في غرفة مجلس الأدارة :
" لقد ساف نيكولاس الى لكسمبورغ فجأة الليلة الماضية حيث ثمة مشكلة عليه أن يعالجها شخصيا , أرسل يعتذر طالبا مني أن أنوب عنه , كما أن لدينا أعتذارا آخر عن الغياب , فقد أتصلت زوجة جاك هورتون لتقول إنه مصاب بالسعال ... إنكم تعرفون مبلغ ضعف رئتيه مؤخرا , ولا يدهشني إذا ما قرر جاك التقاعد مبكرا , على كل حال , إنه في الفراش الآن".
تمتم غاي يقول :
" لا شك أن هذا أفضل مكان في يوم كهذا ". فتوجهت أنظار الجميع ينظرون من النافذة الى السماء الغائمة.
قال شخص ما : " سيزداد تساقط الثلوج حسب قول نشرة الأخبار".
تصاعدت تأوهات من حول المائدة , بينما تابع سين يقول:
" حسنا , من حسن الحظ أنني ذاهب الى فلوريدا في عطلة العيد".
تصاعدت الضحكات : " إنك لست ذاهبا الى هناك لأجل أشعة الشمس , بل لأجل الغولف , ألا تعترض زوجتك على سفرك لقضاء العيد في الخارج؟".
" أنها تمضي العيد في التفرج على التلفزيون , على كل حال , ولهذا لا يهمها أين تكون أثناء ذلك ". ونظر الى ساعة الجدار : " هل نبدأ ؟".
عندما عاد غاي الى المكتب , وجد صوفي تأكل غداءها على مكتبها.
نظرت اليه وقد إحمر وجهها : " آه , آسفة , هل تريد شيئا؟".
" كلا , لا تدعيني أقطع عليك طعامك".
" لقد أنتهيت تقريبا".
" هل لديك قهوة؟".
" نعم , أنها ما زالت ساخنة , هل أحضر اليك فنجانا في مكتبك؟".
أجاب وهو يسير نحو أناء القهوة : " سأحضره بنفسي". وسكب فنجانا من القهوة السوداء ثم جلس على طرف مكتبها كما سبق وفعل من قبل , بينما أخذت صوفي تنظف مكتبها من بقايا الطعام.
ثم قالت وهي تنهض واقفة : " لقد أعددت لك الرسائل للتوقيع".
" لا تستعجلي , فما زال الوقت فرصة الغداء , عودي الى الجلوس ".
ثم نظر اليها من خلال أهدابه وهو يرشف قهوته : " كنت أفكر في والدتك , كم كان عمرها عندما تركت هنغاريا؟".
جلست صوفي شاعرة بالضيق , لقد عملا مع بعضهما البعض شهورا دون أن يعلم الواحد منهما عن الآخر شيئا , وكان ذلك ما تريده , كانت تحذر العلاقات القوية , خصوصا مع غاي فوكنر , بعد تلك الليلة , لم تكن تريده أن يعلم الكثير عنها , فقالت بإختصار :
" كانت في السابعة عشرة".
" كيف تمكنت من الخروج من البلاد ؟".
" سيرا على الأقدام".
قال ساخرا لاويا فمه : " هل هذا من أسرار الدولة ؟ لماذا أنت متكتمة الى هذا الحد؟".
" لا أدري لماذا تريد أن تعلم...".
حدق فيها ساخرا بعينيه الزرقاوين , فقالت بشيء من الإستياء :
" لقد سارت في الحقول والغابات الى حيث عبرت الحدود الى النمسا , وكان سيرها غالبا في الليالي كيلا يرونها".
" هل كانت وحدها؟".
أومأت صوفي إيجابا : " كان جداي قد توفيا منذ سنوات بينما بقية أسرتي لم تشأ الهجرة , لكن أمي كانت تعرف منطقة الحدود لأنه كان لنا أقارب هناك , وهكذا أنطلقت بمفردها".
" هذا رائع". قال ذلك فظنته يسخر منها لكنها عادت فرأت الجد في وجهه , وعاد يقول : " كيف وصلت الى أنكلترا؟".
" خالي ثيو تدبر الأمر , إن لديه أصدقاء في كل المناطق , قام بإتصالات هاتفية , وتحدث الى الناس الى أن أحضرها الى هنا حيث عاشت معه في منزله طبعا , فالمكان واسع".
" ولكن ألا تعيش هناك الآن؟".
" كلا , طبعا , فهي تعيش مع أبي في دلويش".
"لكنك تفضلين العيش مع خالك ثيو؟".
" ذلك أقرب الى عملي اليومي , كما إنني أشعر بمزيد من الأستقلال".
" أتذكر أنك قلت مرة أن خالك يعمل في محطة الأذاعة البريطانية؟".
" جزء من الوقت , فهو مؤرخ , إنه يكتب حاليا تاريخ هنغاريا وأنا أطبعه له على الآلة الكاتبة وأحاول أن أساعده بالنسبة الى اللغة الأنكليزية , إن لغته جيدة , ولكن تفوته أحيانا الأختلافات البسيطة بين المعاني".
" هل كتب أي شيء آخر من قبل ؟ أي شيء نشر؟".
" نعم , تاريخ سنة 1848".
" عام الثورة في أوروبا ! نعم , طبعا , لقد حدثت أشياء كثيرة في هنغاريا حينذاك , هل ما زال الكتاب يباع ؟ أحب أن أشتريه".
" يمكنني إعارتك نسخة إذا كنت تريد قراءته حقا".
" طبعا أريد , شكرا , سأذكرك بذلك , ماذا كنت تعنين بقولك أن أمك وخالك ما زالا يعتبران نفسيهما لاجئين".
أحمر وجهها : " هل قلت أنا هذا ؟ حسنا , هذا صحيح , إنهما لم يشعرا قط بأن هذا وطنهما هنا , فهما يعتبران نفسيهما هنغاريين , كل أصدقائهما هنغاريون , وهما يقرآن صحفا هنغارية , حتى الطعام هو غالبا هنغاري".
" حسنا , لقد كانا راشدين حين تركا البلاد أليس كذلك ؟ هذا طبيعي , ألم تسافري أنت الى هنغاريا قط؟".
هزت رأسها نفيا : " لكنني أشعر وكأنني سافرت الى هناك لكثرة ما أسمع عنها , خصوصا في العيد , ليس لدينا عادة طهي ديك الحبش وحلوى العيد , وإنما لدينا الأوز نطهيه في مرق مليء بالبهارات المتنوعة ...... أظنك ستكره ذلك".
" يبدو من الوصف أنها لذيذة".
نظرت اليه مجفلة إذ لم تكن تتوقع ذلك , وإنما توقعت أن يكون ذوقه في الطعام إنكليزيا بحتا , وإبتسم هو لها مازحا :
" زلابية وكعك محشو بالزبيب والهارات , وفوقها قشدة مزيجة بالقشدة ".
" وهذا ألذّ , أخبريني بالمزيد......".
فضحكت : " ثمة أنواع كثيرة بأسماء هنغارية لا يمكنني شرحها".
" لا أظن أن أباك هنغاريا وإسمه واطسن".
" كلا , ولكنه من سلالة أيطالية , وهو أيضا يعتبر نفسه منفيا , إنه لا يشعر بنفسه إنكليزيا حقيقيا , وهذا ما جمع بينه وبين أمي , هما الأثنان يعتبران نفسيهما أجنبيين ".
" لا بد أن أمه هي الأيطالية".
" نعم , إنها من بلدة صغيرة تدعى ( كامبيون ) جاءت في البداية الى أنكلترا طاهية في منزل ديبلوماسي إيطالي ثري وذلك سنة 1910 وكانت مخطوبة لرجل في بلدها , وكانا سيتزوجان عندما يدفع والدها دوطتها للعريس وكان هذا ضروريا في تلك الأيام , وكانت توفر كل راتبها لجهازها , ثم تعرفت الى جدي سنة 1912 في حديقة هايد بارك , وبعد ثلاثة أسابيع هربت معه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-11, 10:45 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" يا لها من قصة خلاّبة ". وبدت على وجهه إمارات التسلية , ما جعلها ترى أنه لا يدري إن كان يصدقها أن لا .
فقالت : " حسنا , كل كلمة قلتها لك صحيحة".
طوال حياتها كانت تسمع حكايات الأسرة الشيقة هذه لكنها كانت تعلم أن الآخرين لن يصدقوها إذا أخبرتهم بها , وكان هذا هو السبب في أنها لم تكن تتحدث عن أسرتها , ولا تدري ما الذي جعلها تخبر بها غاي فوكنر من بين كل الناس.
نظر اليها متأملا : " أنا واثق من صحتها".
قالت بشيء من التوتر : " ما كان مخدوموها ليسمحوا لها بالزواج من جدي , فقد كانوا يعلمون بأن خطيبها ينتظرها في الوطن , وقد وعدوا والديها بأنهم سيرعونها ويهتمون بها وستكون آمنة معهم , كان لديها نصف نهار إجازة في الأسبوع , وحينذاك لم يكونوا يسمحون لها بالخروج وحدها بل مع خادمة تكبرها سنا , يعلم مخدوموها بأن نلك الخادمة الأخرى صديق , فتركت جدتي وشأنها , لكن مخدوميها كانوا سيرسلونها الى أهلها في إيطاليا لو كانوا أشتبهوا في أنها تعرف رجلا , من المؤكد أنهم ما كانوا قبلوا بجدي".
" ولماذا لا ؟ ألم يكن رجلا محترما؟".
" كان فقيرا , كان يمتهن الموسيقى , يعزف على الأورغن في قريته أيام الآحاد وفي الأعراس , كان يكسب ما يكفيه للعيش , لكنه ما كان ليصبح رجلا غنيا , وكانت هي تعلم أن أسرتها ما كانت لتقبل به , وهكذا هبت مع جدي الى سكوتلندا وتزوجا هناك".
ضحك غاي بصوت عال : " إن لك أسرة مثيرة حقا , وماذا حدث بعد ذلك؟".
" لقد عاشا سعيدين الى آخر حياتهما".
فتمتم بإبتسامة ساخرة: " طبعا".
قالت بإصرار : " كان زواجهما سعيدا تماما , عاشا معا حياة رائعة , وتوفيا خلال أسبوع واحد هما األأثنين".
" وماذا فعلت أسرتها في إيطاليا , هل صفحوا عنها؟".
" فقط بعد أو ولد لهما طفلهما الأول ... والذي هو أبي , دعته برونو بإسم أبيها , ولكنها لم تعد قط الى بلدها في إيطاليا أثناء حياة والديها , وكان هذا محزنا للغاية".
" يبدو وكأنها كانت من السعادة بحيث لم تشأ مفارقة زوجها , كان بإمكانها البقاء والزواج في بلدها , لكنها لم تفعل , بل جاءت الى أنكلترا ةتزوجت جدك بسرعة بالغة".
وألقى عليها نظرة جانبية لاويا شفتيه : " لكن النساء دوما يفعلن ما يردن بالضبط , وبعد ذلك يلقين باللوم على الرجال , غالبا".
قالت متوهجة الوجه : " هل هذه وخزة لي؟".
" لماذا ؟ هل تلحظين شبها في الأوصاف؟".
"كلا , ولكنني رأيتك تنظر الي نظرة ذات معنى وأنت تقول ذلك ".
" كنت أتذكر كيف حاولت أغوائي تلك الليلة".
فإلتهب وجهها : " أنا حاولت ماذا ؟ كنت مكتئبة فحاولت أنت إغوائي مستغلا ذلك".
فضحك ساخرا : " حاولت ؟ هذا صحيح , لولا تلك المخابرة....".
فقاطعته بغضب : " كان عليّ أن ألقي بك خارج شقتي".
" لكنك لم تقبلي حتى أن أجيب على المكالمة الهاتفية".
" إنك تعلم جيدا السبب , لم أكن أريد أن يعلم أحد أنك عندي".
لم يجب , بل مال نحوها يمسك بجانبي كرسيها بيديه الأثنتين يسجنها بينهما.
أجفلت صوفي ورفعت بصرها اليه فرأته يتأمل ملامحها , ثم يقول :
" جيب كوليغوود لم يكن الرجل المناسب لك , على كل حال , إنسيه يا صوفي".
سألته ساخرة : " كما نسيت أنت فاليري نايت؟".
نظر اليها بحيرة : " ماذا تعنين بذلك؟".
" لقد رأيتكما معا هذا الصباح , رأيتك تبتسن لها وتضع ذراعك حولها .... إنك لن تنساها بهذه الطريقة؟".
تألقت عيناه بالمزاح : " تبدو عليك الغيرة , يا صوفي".
حوّلت عينيها عنه وقد إلتهب وجهها , الغيرة ؟ فكرت لحظة في ذلك وقد تملّكها الفزع , ثم تمالكت نفسها , يجب أن لا تدعه يظن لحظة واحدة أنه أصاب منها الهدف :
" أغار عليك , لا تخدع نفسك".
سألها بصوت رقيق : " لماذا أنت غاضبة إذن ؟". وتجاوب هذا السؤال في رأسها , نعم , لماذا غضبت عندما رأتهما معا ؟ لم تستطع أن تنكر أنها , عندما رأتهما هذا الصباح , تمنت لو تضربه , لكنها حرصت على أن لا يظهر تأثير هذا الأعتراف على ملامحها , فقالت بحدة :
" فقط لا أحب أخذ النصائح من شخص لا يستطيع تدبير أمور حياته , فكيف بأمور حياتي؟".
إزداد إقترابا منها وقال : " هل هذا كل ما في الأمر ؟ هل أنت واثقة من ذلك؟".
لم تكن كذلك طبعا , لكنها كانت بحاجة الى وقت تفكر فيه وهي طبعا لا تريد أن يلحظ غاي عدم ثقتها هذه , فقد كان سريعا في أستغلال أي ضعف يبدو عليها , فلا عجب أن يكون محاميا شديد المهارة والدهاء , وذكرها ذلك بالرجل الذي تعرفت اليه في النادي الليلي , لا شك أن أندريس كيرك مخيف هو أيضا.
قالت بفتور : " بكل تأكيد ". وقبل أن يقول شيئا , سألته بشكل عفوي : " بالمناسبة , هل سمعت بمحام إسمه أندريس كيرك؟".
تشنّج جسم غاي , وضاقت عيناه : " وماذا بشأنه؟".
" لقد تعرفت اليه , هذا كل شيء , وقد تملكني الفضول نحوه".
فقال بجفاء : " أحقا ؟ حسنا , ليس من الحكمة أن تشعري بالفضول نحو أندريس كيرك , إن لديه بعض المعارف الخطرين جدا , إنه أختصاصي في قانون الجرائم , وبعض زبائنه لا تحبين أن تصادفيهم في ليلة ظلماء".
" نعم , لقد قال توم شيئا كهذا".
إزدادت نظراته حدة : " إذن , توم هو الذي عرّفك بأندريس كيرك ؟ هذه هي المشكلة مع مخبري الصحف المختصين بالجرائم , إنهم يختلطون بالمشبوهين , لقد سبق وأنذرتك بأن توم ليس من نوعك , أليس كذلك؟".
فقالت بخشونة : إنك لا تعرف ما هو نوعي".
فإبتسم ساخرا : " لا تكوني واثقة من ذلك , فأنا أتعرف الى الكثير عنك".
فكرت صوفي , هل هذا سبب كل تلك الأسئلة التي وجهها اليها ؟ أم أنه يتحدث عن أمر مختلف تماما؟
وبهدوء , تمتم غاي يقول : " طالما تساءلت عما وراء ذلك القناع الهادىء الذي يكسو وجهك في المكتب , على الدوام , يبدو عليك الكفاءة والإتزان البالغان , والمقدرة .. منعزلة نوعا ما , إنك تتعمدين هذا , أليس كذلك ؟ لقد كافحت كثيرا في سبيل إخفاء صوفي الحقيقية عن الآخرين".
تظاهرت بلضحك , لكن الإرتجاف بدا في صوتها : " صوفي الحقيقية؟ من هي؟".
تمتم يقول : " لست واثقا تماما , بعد , لكن ذلك القناع البارد لم يعد يخدعني , لأنني أعلم الآن أن خلفه إمرأة دافئة المشاعر".
" آه , كفى".
نظر اليها بقسوة : " ماذا جرى يا صوفي ؟ ما الذي يخيفك؟ أنا لست بحاجة الى أن أكون محللا نفسانيا لكي أدرك أن غرامك بالنظام , وبأن تكوني تقليدية في مظهرك , وكرهك للوقوف بين الجموع , كل ذلك نتيجة كونك آتية من أسرة تعتبر نفسها على الدوام غريبة منفية , في غير وطنها".
فقالت بغضب: " أنا أحب أسرتي".
أبتسم لها وقد بدت على وجهه رقة : " أنا واثق من ذلك , ومع ذلك فقد كنت تتصرفين ضدهم طوال حياتك , محاولة أن تعثري على قيمتك الخاصة , ومكانك الحقيقي في العالم".
هزت كتفيها بضيق : " أظننا جميعا نفعل هذا".
" طبعا نفعل ذلك , فهذا جزء من النمو والإنفصال عن الوالدين , نتعلم لنكون شخصيات مستقلة , وهذا يفسر الكثير عنك بما في ذلك سبب إنجذابك الى جيب , إنه شاب محبوب جدا ينسجم مع كل جماعة يختلط بها , دون معوقات أو مشاكل عليك أن تكافحيها , كنت تشعرين معه بأنك في مكانك المناسب , أليس كذلك؟".
" هل لك أن تتوقف عن محاولة تحليل نفسيتي ؟". وأخذت تدفعه عنها بضيق , تريد الوقوف , لكنها تعثّرت فسقطت الى الأمام فتلقاها بذراعيه , إبتسم لها , فقرأت الإنتصار في تلك الإبتسامة , شعرت بالغضب :
" لا أستطيع متابعة العمل معك , إذا كنت ستمسك بي في كل مرة نكون فيها وحدنا".
" أنا لم أمسك بك , بل أنت التي فعلت ذلم ! إنك ألقيت بنفسك عليّ".
ثلر غضبها: " لقد تعثرت قدمي , وهذا لا يمنحك الحق في أن تأخذني بين ذراعيك".
إتسعت عيناه ببراءة : " ولكن . ظننت أن هذا ما تريدينه !".
" أنت كذاب , لم تظن شيئا كهذا؟".
قال بإبتسامة ساخرة : " وماذا كنت لأظن غير هذا؟".
بلغ من غضب صوفي أن تناولت فنجان قهوتها , ورشقته به , لكنه لم يصبه وإنما تجاوزه الى الجدار خلفه حيث تهشم الى عشرات القطع محدثا دويا عاليا.
ذعرت لثورتها هذه , فوقفت جامدة وهي تتنفس بشكل غير متّزن.
تمتم غاي يقول رافعا حاجبيه : " حسنا , حسنا , إنك تصبحين أكثر إثارة للأهتمام يوما عن يوم".
كانت ما تزال تستوعب سخريته تلك , عندما رن جرس الهاتف , فأجفل الإثنان لكن غاي هو الذي وصل الى السماعة أولا :
" القسم القانوني ". ثم إرتفع حاجبيه وهو يصغي , ثم ببطء , إلتفت ناحية صوفي وقد بدا الغموض على وجهه .
كانت صوفي ما تزال تحاول تمالك مشاعرها المشتتة , ولم تكن تفكر في المكالمة الهاتفية , والتي ربما كانت لأجل غاي , على كل حال , كان الذهول لفقدها أعصابها بذلك الشكل ما زال يتملكها , لقد أمضت حياتها تسيطر على أعصابها فتبدو هادئة متزنة , فما الذي حدث لها الآن؟
قال غاي بصوت جاف وهو يناولها السماعة:
" إنه لك , أندريس كيرك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-11, 03:28 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس


ترددت صوفي وهي تتقدم لتأخذ السماعة من غاي , متجنبة عينيه , ثم إبتعدت عنه قبل أن تبدأ بالكلام قائلة بصوت أبح:
" آلو ؟ هنا صوفي واطسون".
بدا ذلك الصوت العميق الرنان ودودا رغم أنهما لم يتقابلا سوى مرة واحدة :
" ألو , صوفي , هنا أندريس كيرك , لقد كنا تقابلنا في النادي الليلي , أتذكرين؟".
" نعم , طبعا".
أجابت بذلك وهي تشعر بغاي يقف خلفها مباشرة يستمع الى كل كلمة تقولها .
دل صوت أندريس كيرك على أنه كان يبتسم وكأنها سرته البحة في صوتها , لا شك أنه كان يحمّله معنى مختلفا جدا عن الحقيقة.
" أرجو أن لا يكون ثمة بأس في الإتصال بك الى الهمل , فأنا لا أملك رقم هاتف بيتك , طبعا".
" حسنا , إنني مشغولة جدا....".
" سأستعجل إذن , أحب أن أراك مرة أخرى يا صوفي , هل يمكننا تناول العشاء معا؟".
فشهقت بدهشة , شاعرة بالضياع : " آه.....".
لم تعرف ما عليها أن تقول , شاعرة بالتمزق بين الفضول البالغ الذي تشعر به نحوه , وبين حذرها المعتاد من الرجال , خصوصا أمثاله.
قال أندريس يقنعها : " أظن لدينا مزايا عديدة متشابهة ". عبست لسماعها هذا الذي لم تكن تصدقه .
كان توم على صلة بعالم الإجرام , هو أيضا لأن عمله يتطلب منه ذلك , كما أن روحه المرحة تصونه من فساد ما يواجهه, أما كيرك فكان مختلفا عنه , لقد أحست بظل خلفه , بظلمة تحيط به , فلم تشأ التورط بعلاقة معه.
" إسمع يا سيد كيرك..".
فقاطعها بنعومة : " ألن تناديني بإسمي الأول أندريس ؟ لقد ناديتك أنا بإسمك الأول".
ترددت وقد أزداد إحمرار وجهها : " حسنا , أندريس ..... شكرا لك لدعوتك هذه.....".
في تلك اللحظة , إنتقل غاي من مكانه مستديرا حول المكتب ليتمكن من رؤية وجهها , أجفلت صوفي عندما رأت نفسها تنظر في عينيه الزرقاوين , بينما كان هو يعبس في وجهها وهو يهز رأسه :
" قولي له , كلا".
توترت إستياء منه , من يظن نفسه ؟ وما الذي جعله يظن أن بإمكانه أن يملي عليها ما يريد ؟ لا شأن له بحياتها الخاصة.
قال لها أندريس : " ماذا بالنسبة الى الليلة؟".
كادت تقول له أنها مشغولة , لكنها أرادت أن تتحدى غاي بشكل علني لتجعله يعلم أن ليس بإمكانه أن يلقي عليها أوامره.
فقالت : " الليلة؟". كانت لية الجمعة تذهب عادة الى مدرسة ليلية , ولكن الدروس تتوقف أيام العيد , وهكذا هي غير مشغولة هذه الليلة.
نظرت الى عيني غاي الغاضبتين , بتمرد : " نعم , يسعدني أن أتعشى معك الليلة , يا أندريس".
توترت ملامح غاي , وإستدار على عقبيه خارجا من المكتب دون كلمة , وشعرت هي يتوترها يخرج معه , فإستدارت تجلس خلف مكتبها , منكمشة على نفسها.
" هذا رائع , يا صوفي , والآن , ما هو عنوانك لأحضر لأخذك ؟". أعطته العنوان بذهن شارد وهي تنظر الى باب غاي المغلق.
" سأكون هناك السابعة والنصف , الى ذلك الحين....".
أنهى كيرك المكالمة من عنده , فوضعت صوفي السماعة مكانها ويدها ما زالت ترتجف.
ما الذي تملّكها لكي توافق على الخروج مع ذلك الرجل , لم تكن تريد أن تراه مرة أخرى , لكنها كانت تعلم جيدا لماذا فعلت هذا , كان عنادا ورغبة في أن تفعل ما لا يريدها غاي أن تقوم به...... وكان هذا جنونا منها , إنها لم تعد تفهم نفسها.
كانت علاقتها بغاي, الى ما قبل ليلة الحفلة تلك علاقة عمل بالغة الهدوء والمودة , كانا يعملان معا بإنسجام , وكانت تحترمه وتعجب به على الدوام , خصوصا لأنه حول مهنته من الصحافة الى القانون حيث أصبح خبيرا في القانون كما كان في الصحافة.
أنها تتذكر ما قالته مرة لروز أيميري التي تعمل معها في باربري وارف :
" إن العمل مع شخص مثله هو شيء مثير , إنه يجعلك تفكرين ......حسنا , إذا كان بإمكانه أن يقوم بذلك , لماذا لا أستطيع أنا؟".
" أتفكرين في أن تصبحي محامية , يا صوفي؟".
تذكرت صوفي مبلغ غضبها حينذاك , فقد حملقت في روز قائلة:
" لم أقرر بعد ما أريد أن أفعل , لكنني واثقة من شيء واحد , وهو أن لا شيء مستحيل إذا كانت لديك العزيمة الكافية , هذا ما أثبته لي غاي".
عند ذلك حدّقت روز فيها لحظة , ثم إبتسمت لها بحرارة وإستحسان بالغين :
" هذا رائع , إنني معك في هذا".
" أظنني سآخذ بعض الدروس الليلية هذا الخريف ما يساعدني على إتخاذ مهنة , ذات يوم , أكبر أهمية من السكرتارية".
فقالت روز : " كونك تحسنين لغات عديدة , سيساعدك في ذلك".
نظرت صوفي حينذاك الى روز بخجل :
" أتظنين أن بإمكاني أن أتحول الى الصحافة ؟ مراسلة صحفية أجنبية؟".
ضحكت روز عند ذلك , فجأة , ثم قالت :
" حسنا , إن ماضيك يعطيك هذا الحق , وكما قلت , لا شيء مستحيل".
كان في هذا ما يكفي من التشجيع لصوفي التي إبتدأت بعد ذلك سلسلة دورات ليلية تدرس فيها الصحافة , وعندما ذكرت مرة لغاي ما تقوم به , نظر اليها بعينين ضيقتين وقد بدا عليه عدم السرور لهذا الخبر :
" هل يعني هذا أنني سأخسرك يوما ما؟".
" نعم في النهاية , هذا ما أرجوه , إذا أمكنني أن أجد عملا في سنتنال , أو صحيفة أخرى".
فعبس غاي عند ذاك :
" لم أكن أعلم أنك تحبين أن تكوني مراسلة صحفية , ما الذي وضع هذه الفكرة في رأسك؟".
" أنت".
" أنا ؟ لا أتذكر أنني قلت شيئا يمنحك هذه الفكرة؟".
فقالت بهدوء : " لقد جعلتني أرى أن المرء يمكنه أن يفعل ما يريد , فالفكرة فكرتك كما ترى ". بدت الدهشة في عينيه , ثم إبتسم:
" هذا إطراء لي , يا صوفي , ولكنك تعلمين , حيث أنك تعملين طوال النهار ولا تحضرين سوى الدورات الدراسية الليلية , تعلمين أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تصبحي مؤهلة للعمل مراسلة صحفية".
فرفعت رأسها بكبرياء : " أعلم هذا , لقد فكرت في كل ذلك , كما كنت ستعمل أنت لو كنت مكاني , إذ لا بد أنك كنت وضعت خطة لحياتك , ربما تطلبت منك دراسة الحقوق سنوات .. ولكن قوة إرادتك جعلتك تصمج حتى النهاية , وهكذا أنا مستعدة للأنتظار والعمل لتنفيذ ما أريد ".
أومأ برأسه حينذاك , لاويا شفتيه : " حسنا , حظا سعيدا "
لقد شعرت بحرارة وتفهم في كلماته لم تشعر بهما من قبل , وبعد ذلك كان عملهما معا أكثر أنسجاما حتى تلك الليلة , بعد حفلة خطوبة جيب.
كل التوتر الذي كان يتملكها على الدوام , هو نتيجة تلك الليلة , وبدلا من أن تتحسن مع الوقت , إذ بها تصبح أسوأ حالا , ونظرت من النافذة الى الثلوج المتساقطة , لو كانت في كامل عقلها لما وافقت مطلقا على الخروج مع رجل مثل أندريس كيرك.
كانت جينا تيريل تحدق , هي أيضا , الى الثلوج المتساقطة دون أن ترى شيئا , كانت عيناها ممتلئتين ندما وغضبا على نفسها , إنها لم تكد تعرف النوم منذ أيام , لقد شغل نيكولاس بالها , الشوق اليه والكراهية له ما زالا يعتملان في نفسها , والأكثر من كل شيء , هو الخوف مما قد تأتي به الأيام , إن نيكولاس لا ينفك يلاحقها , وهي لم تعد واثقة من قدرتها على صده.
وضعت يديها على وجهها وإنفجرت باكية , مضى وقت طويل قبل أن تستدير داخلة الى الحمام حيث أمضت وقتا طويلا تغتسل , ثم أرتدت تنورة بنية ضيقة وبوزة بنية اللون فوقها كنزة بنفس اللون , كانت تريد أن تبدو هادئة قديرة , وهكذا ذهبت الى العمل شاحبة الوجه داكنة العينين , وعندما دخلت الى المكتب , كانت أعصابها في غاية التوتر.
نظرت هيزل اليها وإبتسمت ضاحكة : " لقد جئت مبكرة , إذا كنت تريدين رؤية نيكولاس , فقد رحل".
نظرت اليها ببلادة : " رحل ؟ الى أين؟".
" الى ويستمنستر , جاء الى هنا فقط ليأخذ بعض المستندات , ثم أندفع خارجا ليتناول إفطار عمل مع اللورد تراندال , إنهما سيتحدثان بشأن القائمة التي سترسلها الحكومة الى الصحف لتضع رقابة عليها".
" الوقت مناسب تماما لذلك ". قال جينا ذلك بذهن شارد , ثم جلست خلف مكتبها , هذا هو السبب لتركه المكتب مبكرا , إذن.
كانت هيزل تضحك وهي تقول : " من الأفضل أن لا تدعي السيد كاسبيان يسمعك تقولين ذلك".
نظرت اليها جينا بإرتباك : " ماذا؟".
" إنك قلت إن الصحف يجب أن توضع عليها رقابة , ليس لدي إعتراض على ذلك أحيانا , لكنني لا أظن مالكنا يوافقك على ذلك".
فقالت جينا بحدة : " إنه ليس مالكنا..".
" آسفة". وألقت عليها هيزل نظرة جافة : " قد يكون معظم أفراد مجلس الإدارة بجانبه , لكنه لا يملك الأسهم التي تمكّنه من السيطرة".
كانت جينا تعلم أن تصرفها زائد عن الحد , فقد كانت هيزل ترمقها بإستغراب بالغ , لكنها لم تستطع منع نفسها , لقد أغضبها جدا أن يوصف نيكولاس بأنه ( مالكها ) إنه سيحب سماع ذلك , بالطبع , يمكنها أن تتصور منظره لو كان هنا وسمع ما قالته هيزل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-11, 02:00 AM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لقد كانت غريزة الطمع وحب التملك متأصلة في نيكولاس , لكن جينا لن تصبح أبدا إحدى ممتلكاته.
" لا بأس , فقد أستعملت الكلمة الخطأ ولكن , مع ذلك , لن يعجب أن يسمع أنك تخصص قانون الحكومة الجديد بالرقابة على الصحف ". قالت هيزل ذلك مهدئة من أعصاب جينا التي نظرت اليها مبتسمة.
" الحق معك , إنه لن يحب ذلك , لكنني ما زلت أفكر في أننا إذا لم نتوقف عن غزو الناس , في بيوتها , وكتابة الأقاويل الرخيصة دون تمحيص ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا , أو نهتم بمن يؤلمه ما نكتب حتى ولو كان ذلك صحيحا , عاجلا أم آجلا , سيطلبون من القانون أن يمنحهم بعض الحماية من الصحافة".
ما ان أنتهت من كلامها , حتى رن جرس الهاتف , فتناولت هيزل السماعة :
" ألو , هذا مكتب السيد كاسبيان , كلا , إنه ليس هنا ". أستمعت برهة بإهتمام : " فهمت , نعم , سأخبره حال عودته , إنه سيعود قبل الظهر على الأكثر , وضعت السماعة وهي تقول :
" إنه دوجي براون من عمال الطباعة ". قالت تخبر جينا بذلك وهي تسجل ملاحظة على دفترها , ثم تابعت:
" لقد كان وضع في الصباح إشعارا على اللوحة بإنقاص عدد الموظفين , فثارت موجة غضب بين الموظفين الرجال , إنك تعرفين دوجي راسخا كالصخرة وليس لديه مخيلة , لكن صوته كان قلقا حقا , أرجو أن لا تعود الى أيام شارع الصحافة فليت ستريت السيئة".
قطبت جينا حاجبيها : " لا يمكنك لوم الرجال , ليس من السهل أن يجد المرء نفسه دون عمل في موسم العيد".
" هذا صحيح".
فقالت جينا : " لقد حاولت إقناعه بأن ينتظر الى ما بعد العيد , لكنه لم يستمع الي , صحيح أننا بحاجة الى تخفيض التكليف في مكان ما , وقد كان الخبراء أخبروه بأن عمال الطباعة ما زالوا فائضين عن الحاجة , ما جعل المكان مناسبا لإجراء التخفيض , وهكذا إمتل نيكولاس لنصائحهم على الفور , كنت أتوقع المشاكل".
" مع نيكولاس كاسبيان , من الأفضل لك أن تتوقعي المشاكل على الدوام , لأن هذا ما ستحصلين عليه , عادة ".
وصل نيكولاس أثناء تناولها القهوة , تحولت عيناه الرماديتان نحو جينا على الفور.
كانت تلك النظرة أشبه بوضعه يد التملك عليها , إحمر وجه جينا وحوّلت نظراتها , آملة أن لا تلحظ هيزل ذلك , لكن هيزل كانت مشغولة بقراءة المكالمات التي جاءت لنيكولاس أثناء غيابه.
" كما أن دوجي براون إتصل... هنالك مشاكل تدور في قسم طباعة".
بدا الحدة في وجهه : " هل قال دوجي شيئا عما يدور هناك ؟".
إنبرت جينا تقول : " لم يعجب الرجال آخر إشعار عن تخفيض عدد العمال ". وكان في صوتها نبرة سخرية.
نظر اليها نيكولاس بعينين ضيقتين , ثم ألتفت الى هيزل : " إجعلي دوجي يتصل بي".
ثم سار الى مكتبه , فأدارت هيزل رقم قسم الطباعة ,وبعد لحظات سمعتا صوت نيكولاس يرتفع غاضبا , سمعته جينا يشتم بصوت غاضب جعلها تجفل.
رفعت هيزل حاجبيها لجينا دون أن تقول شيئا , وبعد ذلك بلحظة , أقفل نيكولاس الخط وخرج الى مكتبهما قائلا :
" إذا أرادني أحد , فأنا في قسم الطباعة ". ثم خرج كالبرق صافقا الباب خلفه جاعلا الأوراق تتطاير حول المكتب , تملّك جينا الإرتياح إذ حدث شيء حوّل أنتباه نيكولاس عنها , بينما كانت في نفس الوقت , منزعجة لتدهور الحال في باربري وارف.
في بداية أنتقالهم الى هذا المجمع على ضفاف النهر , كانت ظنت أن مثل هذه المشاكل هي شيء من الماضي , تركوها عندما تركوا شارع فليت ستريت , وماكينات الطباعة القديمة الطراز , وكان نيكولاس يدفع للفتيين الكهربائيين الذين يديرون الماكينات الجديدة رواتب عالية جدا , وكان هناك المزيد من الرجال يعملون في أعمال الطباعة , كما كانت ظروف العمل أفضل بكثير , لم يكن على الرجال أن يرهقوا أنفسهم في العمل , أو يظهروا قذري المظهر بالزيت وحبر الطباعة , لم يكونوا يعملون في الحرارة والرطوبة كما كانوا في فليت ستريت.
لم يحدث سوى القليل من المشاكل منذ إنتقالهم الى باربري وارف , ولكن مع الركود الإقتصادي في بريطانيا وأوروبا عموما , إضطر نيكولاس الى تخفيض عدد موظفيه في جميع الأقسام , لم يعجب ذلك أحدا , ولكن مع هبوط إيرادات الإعلانات والمبيع , كان هناك حاجة مستعجلة لأختصار النفقات , ورواتب الموظفين كانت البداية.
كان سبق وحصل بعض التخفيض في قسم الطباعة , إنما الآن بعد أن أصبحوا في باربري وارف منذ سنة , أصبح من الممكن تقييم عدد الرجال اللازمين لأدارة عمل الطباعة , لكنهم مع مرور الوقت , أدركوا أن لديهم موظفين في ذلك القسم أكثر مما يستدعيه العمل.
أبدى مجلس الإدارة شيئا من الحذر بالنسبة الى المزيد من تخفيض عدد الموظفين , خوفا من ردة الفعل عند الرجال , لكن نيكولاس كان مصمما على أن يدير سنتنال بأفضل كفاءة ممكنة.
عاد نيكولاس بعد ساعة وقد بدا العبوس على وجهه .
قال لجينا : " إدعي لأجتماع مجلس الإدارة في أقرب وقت ممكن".
لم يكن في لهجته أو نظرته اليها أي شيء شخصي , كأنهما غريبان , كانت مسرورة لذلك , وفي نفس الوقت شعرت وكأنه يصفعها على وجهها ثم أدار عينيه العنيفتين الى سكرتيرته : " إلغي كل مواعيدي لهذا النهار يا هيزل وأستدعي رؤساء الأقسام الى هنا حالا وفي أقرب وقت".
جلستا تحدقان اليه لحظة فصرخ فيهما بخشونة : " هيا , نفذا ما أقول , إننا في حالة طوارىء , لا يمكننا الإنتظار طول النهار حتى يتمكن ذكاؤكما من العمل".
ثم صفق الباب , أخذت هيزل تصفر وهي تفتح دليل الهاتف : " لا يبدو أن هذا النهار سيمر بسهولة".
رفعت جينا سمتعة الهاتف دون أن تقول شيئا , كان أسهل كثيرا مما كانت تتوقع قبل حضورها الى المكتب , هذا التهديد بالإضراب جاء لمصلحتها , فهو سيجعل نيكولاس ينشغل عنها , وبالتالي يجعل حياتها أقل صعوبة حاليا.
لكن أفكار هيزل كانت صادقة , ذلك أن اليومين التاليين كانا حافلين بالقلق والفوضى , فقد تتابعت إجتماعات مجلس الإدارة ساعة بعد ساعة , وبين حين وآخر كانت الشطائر والأشربة تحمل الى هناك , والرجال تدخل وتخرج عابسين متجهمين.
كان المجتمعون يتحلقون واجمين حول المائدة المستطيلة المصقولة تحت صورة زكريا كاسبيان, يتجادلون مع نيكولاس مستمعين إلبى نصائح مجموعة من الخبراء , محاولين إعمال عقولهم في ما عليهم أن يقوموا به.
ذهب نيكولاس وجينا وسين بيتس , المدير المنفذ , إلى حيث رأوا الفنيين الكهربائيين في قسم الطباعة , وكان هؤلاء في منتهى الغضب , طالبين رؤية قائمة بأسماء أولئك الذين سيصرفون من الخدمة ثم أصروا على أن يعلموا بالضبط لماذا لم يعد ثمة حاجة اليهم بعد عملهم مدة عام.
وكان على نيكولاس أن يناضل في سبيل قضيته بالنسبة لكل إسم ولكل رجل , ولم يحرز سوى قليل من التقدم , لم يهتم القادة بالحديث عن الكفاءة والخبرة , وإستمروا في العودة الى واقع أن العيد على الأبواب وأن هذا الأمر كان مفاجأة للرجال ودون مشاورات معهم.
قالت جينا : " ربما بإمكاننا تشكيل لجنة لمناقشة الأمكانيات , فقد نتوصل جميعا الى أفكار جديدة , وأثناء المناقشات هذه , يمكن أن تتأخر جميع المقررات.
نظر اليها نيكولاس بغضب عنيف :" إن لدينا رأي الخبراء في ما ينبغي القيام به , نحن لسنا بحاجة الى أي مزيد من النقاش , اللجان مضيعة للوقت والطاقة , حسب خبرتي".
تبادل الرجال النظرات , ثم حوّلوا أعينهم الى جينا : " أظن رأي السيدة تيريل ممتاز , إذا كان لنا ممثلون فهي هذه اللجنة , نحن نقبل بذلك , علي أن أستشير زملائي العمال طبعا ". قال قائدهم ذلك ببطء.
أنفض الإجتماع وخرج الرجال تاركين جينا ونيكولاس بمفردهما في غرفة الإجتماعات , فحوّل نيكولاس عينيه الغاضيتين اليها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-11, 12:08 AM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" ما الذي جعلك تقترحين تلك الفكرة الجنونية ؟ لقد فرحوا بها طبعا , فهذا يعني أن بإمكانهم تأخير قرار الصرف قدر ما يستطيعون لجعل هذه اللجنة تستمر , وهذا قد يستمر سنة , أتمنى لو أقتلك , يا جينا , ما الذي جعلك تفعلين هذا؟".
تمتمت تقول : " بدت لي فكرة حسنة".
أقترب منها ينظر في عينيها وهو يقول : " إنك فعلت هذا عن سوء نية , أليس كذلك , يا جينا؟".
هزت رأسها وهي تتنفس بحدة : " كنت فقط أحاول إيقاف الإضراب , وقد نجحت , أليس كذلك ؟ قد يؤخر ذلك الصرف من الخدمة , ولكن هذا يوفر أموالنا لأن الإضراب يكلفنا ملايين لا نستطيع نحمل خسارتها حاليا".
فقال ببرودة : " إكذبي على نفسك , إذا شئت , فأنت لن تخدعيني".
" إسكت ". وتوهج وجهها إحمرارا.
" جينا , ألا ترين ما تفعلينه بي وبنفسك , هل هذا هو الإنتقام الذي تريدين ؟ أن تخرجيني عن عقلي ؟ ولكن هذا قد ينتهي بتدمير سنتنال معي , ألم يخطر هذا ببالك قط ؟ لم يكن سهلا علي التركيز على هذه المشاكل بينما عقلي مشغول بك , قد أقترف يوما ما غلطة مهلكة لأنني لا أستطيع التفكير بشيء غيرك".
فقالت بإزدراء : " إنك لم تفكر بي لحظة واحدة طوال النهار".
" يا ليت هذا كان صحيحا , لقد كنت في ذهني في كل ثانية من النهار".
فتح شخص الباب ثم عاد فأغلقه قائلا : " آسفة ....". وكان هذا صوت هيزل
تحركت مبتعدة عنه تبغي الخروج: " دعني اذهب , يا نيكولاس".
إبتسم لها بمرارة : " جينا , متى تفكرين بتعقل ؟ إنك لي وتحبينني كما أحبك و ولن أدعك تذهبين أبدا , إنني حريص عليك مثل حرصي على سنتنال".
لم تنطق جينا بكلمة وهي تركض متجهة الى الباب .
في اليوم التالي ,كان هناك إجتماع آخر لمجلس الإدارة حيث وافقوا على إقتراحها بتأليف لجنة لدراسة مسألة صرف الموظفين الزائدين عن الحاجة ,وقد طلب منها ممثلو العمال ترؤس اللجنة , قائلين لها :
" إننا نثق بعدالتك ونزاهتك معنا , يا سيدة تيريل ". فتملكها التأثر لذلك.
قبلت هذا بهدوء , شاعرة بنظرات نيكولاس الساخرة العدائية ,وعندما إنفض الإجتماع تباطأ بقرب كرسيها , هامسا بصوت لا يكاد يسمع :
" مزيد من السلطة , يا جينا ؟ لقد أصبحت تشكلين تهديدا حقيقيا لي , أصبح علي أن أراقبك ".
كادت تجيبه بحدة ,لكن نيكولاس كان يبدو مرهقا ,أخذت تنظر اليه وقد تملكتها مشاعر مختلطة وهي ترى الخطوط حول عينيه وفمه ,وكذلك شحوب وجهه المرهق وثم القلق من أن يحوّل انتباهه اليها بعد أن فرغ من العمل ,ولكن نيكولاس تلقى إتصالا هاتفيا من لكسمبورغ يستدعونه الى هناك ,وهكذا ذهب الى المطار حالما إنتهى برنامج أعماله لليومين التاليين.
أخذت تحدّق في الثلج المتساقط الذي كان يغطي المدينة و ثم إرتجفت ,إنه سيعود ,ويعود معه صراعهما على السلطة ,كانت احيانا تشعر بمنتهى التعب من ذلك , فتتمنى لو بإمكانها الإبتعاد عن سنتنال والإرث الذي تركه لها آل تيريل وزوجها الميت والرجل العجوز السير جورج ... وكل الذكريات التي جعلتها أسيرة لتجد من المستحيل ان تستسلم لعواطفها التي تشعر بها نحو نيكولاس كاسبيان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-11, 06:36 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع




أخذ أندريس كيرك صوفي الى مطعم صغير يقع فوق مقهى عام في شارع المصارف ,لم تكن سمعت به قط , وقد بدا لها مريبا وهي تنزل من التاكسي لتجد نفسها في ممشى ضيق خال , كانت الشوارع حولهما مظلمة ساكنة , عندما تقفل المصارف والدوائر المالية ,يفقر الحي بأكمله , فقد كان سكان ذلك الحي القديم قليلي العدد.
"الصعود الى المطعم هو من هذا السلم ". قال أندريس لها ذلك وهو يراها تتوجه نحو باب صالون المقهى , حائرة مترددة , من خلال النوافذ المعتمة كان ثمة ضوء خفيف لكنه لا يكاد يخترق الظلال المحيطة بالمقهى ,وتساءلت صوفي , شاعرة بالتوتر ,عما عسى أن يكون نوع الناس الذين يترددون الى هنا , وتملكها شعور بالضيق غذ كانت تعلم الجواب سلفا.
سألته : " هل أنت واثق من انه مفتوح ؟ إنه لا يبدو لي كذلك".
فقال أندريس باسما : " بل مفتوح , ونحن محظوظان إذ وجدنا مائدة ليلة الجمعة هذه ,هذا المكان غالبا ما يكون الحجز فيه قبل الموعد بأشهر , خصوصا للعطلات الأسبوعية".
سألته : " هل جئت الى هنا من قبل؟".
" مرارا ". قال ذلك وقد بدا واضحا معرفته بالمكان لأنه ضغط على زر جعل الضوء يغمر السلم الضيق.
صعدت صوفي السلم و وهي تسمع الضوضاء القادمة من أعلى تزداد مع صعودها , كان أندريس صادقا ففي ما قال , إذ أن المكان كان مزدحما , فتحت الباب فوجدت نفسها في غرفة معتمة مضاءة بالشموع ولهب نيران المدفأة , وقفت صوفي جامدة شاحبة الوجه , إستدارت الوجوه المنعكس عليها ضوء الشموع , تحدق فيها من عند كل مائدة وقد خفتت الأصوات.
ركض نحوهما نادل ,عند ذلك عادت الأصوات الى الأرتفاع :" مساء الخير يا سيد كيرك ,مائدتك المعتادة , طبعا , هل تعطيني معطفك يا سيدتي ؟ وأنت يا سيد كيرك؟".
سارا نحو مائدة كانت في زاوية قريبة من المدفأة التي احتلت معظم مساحة الجدار , أحضر النادل زجاجة المياه المعدنية على الفور ووضعها على المائدة.
قال وهو يمعن النظر في قائمة الطعام : " إذا كان لي أن أقترح..... السمك هنا طازج على الدوام".
" وأنا أحب السمك ,أطلب ما تشاء , إنني واثقة من أن ذوقك في الطعام يعجبني".
نظر اليها بجفاء : " هل تدعين الرجال يختارون لك طعامك دوما ؟ إنها عادة خطرة ......على كل حال وما رأيك في سمك وحساء البندورة مع الزنجبيل والبصل ؟ هل أنت مسرورة بذلك ؟ هذا حسن".
جاء النادل وسجل طلباتهما , ثم إستند كيرك الى الخلف ومضى يتأملها سائلا : " والان , حدثيني عن نفسك يا صوفي".
" أنا مملة جدا".
" دعيني أحكم على ذلك بنفسي".
قال ذلك بعجرفة ضايقتها ,فقالت : " إنك لست محاميا فقط , بل وقاضيا أيضا".
فإبتسم بكسل : " إبدإي بأسرتك أولا ......بوالديك ".
لم تكن تنوي أن تحدثه كثيرا عن نفسها , ولكن كيرك بشكل ما ,جعلها تتحدث ,وجدت صوفي نفسها تتحدث فتخبره عن خالها ثيو وأبيها وأمها وبقية أفراد الأسرة ,إستمع اليها وكأنه كان مستمتعا بذلك , وصل الحساء ساخنا يفوح برائحة البهارات , كان لذيذا , قالت :
" لم أذق شيئا مثله قط من قبل , علي أن آتي الى هذا المطعم مرة أخرى ".
قال : " ارج وان يكون ذلك معي ". فإحمر وجهها وضحكت : " لم أكن أقصد أنني أريد منك دعوة أخرى ".
جاء النادل لتغيير الطباق فساد صمت قصير , قالت صوفي بعده : " حدثني أنت أيضا عن نفسك".
رمقها بنظرة قصيرة من عينيه الداهيتين , ثم قال ساخرا من نفسه : " أنا رجل غامض وأفضل أن أبقى كذلك".
هذا ما كانت تخاف منه ,وإثباتا لغموضه جاء شخص إلى مائدتهما هذه اللحظة , رجل بالغ الضخامة , في بدلة أنيقة التفصيل إنما قديمة الطراز , ثم قال بصوت أجش : " مرحبا , أندريس , لم ارك منذ زمن طويل ". رفع أندريس بصره اليه , ولاحظت صوفي أثر دهشة على وجهه ,لكنه إبتسم : " حسنا , مرحبا يا هاري , متى عدت ؟".
" الأسبوع الماضي , شكرا لكل ما فعلته لأجل أمي , إنها تلهج بالثناء عليك منذ عدت الى البيت".
" إنني معجب بأمك كثيرا ,كيف حالك يا هاري ؟ هل صحتك جيدة؟".
" لا مجال للشكوى ". وحوّل عينيه الى صوفي يرمقه بنظرة إعجاب طويلة.
" أنا عديم الذوق , آسف لإزعاج السيدة , وأرجو أن لا أكون أفسدت عليك السهرة ,كل ما كنت أريده هو كلمة مع أندريس فأنا لم أره منذ ثماني سنوات , لكنني سأذهب الان ".
إبتسمت له : " لا بأس , لا تقلق لهذا الشأن".
إستمر يتأملها لحظة , ثم قال لأندريس : " إنها تحفة حقيقية , وجه جميل , روح جميلة , إنك لا تجد كثيرات مثلها في هذه الأيام , أحب أن أغيّر مكاني بمكانك في أي يوم من أيام الأسبوع ".
إحمر وجه صوفي ثم ضحكت ,لقد كان في هذا الرجل الضخم طبيعة صبيانية
نظر أندريس إليها , ثم إلى هاري , ثم قال بلهجة جادة تماما : " اوافقك على ذلك , سررت برؤيتك يا هاري , إنتبه إلى نفسك ,وإذا لم تستطع , إتصل بي هاتفيا".
" شكرا يا أندريس ". وإنحنى هاري لصوفي : " سروري حقيقي بالتعرف إليك , يا سيدتي ,إستمتعي ببقية عشائك".
قال أندريس لاويا شفتيه :" إنه أحد زبائني النظاميين".
" هذا ما فهمته ,ولكنه ظريف".
"عندما يكون متّزنا , فهو كالحمل الوديع , لقد ربط شرطيا بعمود هاتف كان محظوظا أن خرج بعد ثماني سنوات , فقد كان الحكم عليه إثنتي عشرة سنة".
جاء السمك ,وعندما إبتدآ ياكلان ,قال أندريس : " دعينا ننسى هاري , حدثيني عن حالك مع رئيسك في العمل ,غاي فوكنر ,اليس كذلك ؟ لقد سمعت به ,أي نوع هو ؟ ذكي ؟ داهية؟".
فقالت : " الأثنان ". ثم حدّثته كيف إنتقل غاي من الصحافة الى القانون , كم هو ناجح : " إنه جيد بشكل أستثنائي , في عمله ,إنه يعرف حقا القانون عندما يرتبط بالصحف , وقد جعل من ذلك موضوع إختصاصه , لقد جعله أطروحته , والتي كانت دراسة جادة لقوانين الصحف".
كان أندريس يستمع اليها وهو يأكل طعامه.
وعندما سكت سألها : " وماذا عن صفاته كرجل ؟".
إحمر وجهها قليلا : " إنه خشن مع مرؤوسيه , أنه لا يحب أن ينخدغ كما إنه يحب أن تسير الأمور حسب رأيه".
" ألسنا جميعا كذلك ؟هل هو طموح؟".
" كثيرا " , لقد إبتدأت صوفي تتساءل عما إذا كان أندريس يهتم بها أم بغاي .! فقد أمضيا الآن وقتا طويلا في الحديث عنه ,حيث أبدى من الفضول نحو غاي قدرا أكبر منه نحوها بكثير .
" من هم المحامون الذين توكلوهم إزاء قضايا القذف والتشهير ؟".
فوجئت بهذا السؤال لكنها أجابت : " حسنا , هذا يعتمد......".
" يعتمد على ماذا؟".
" على من هو غير مشغول وذلك الذي يقرر غاي أنه من المحتمل أن يفوز أكثر من غيره".
" ولكن من يستدعيه أولا؟".
نظرت اليه صوفي بحدة : " لماذا كل هذه الأسئلة ؟ لماذا تهتم بذلك الى هذا الحد؟".
إبتسم لها بطرف : " مجرد فضول مهني هذا بالأضافة إلى أن القانون هو الوحيد الذي نزاوله ,نحن الأثنين , هذا إلى أن إكتشفت شيئا آخر".
ضحكت صوفي بينما إبتسم لها عبر المائدة , وهو يقول : " لو كنت أريد أن أعلم , فما علي إلا أن أعود الى السجلات كما تعلمين دون الحاجة إلى أن أستخرج هذه المعلومات منك إذا كان الكلام عن مهنتنا يزعجك فلنتحدث عن شيء آخر".
"كلا , فهذا لا يزعجني ". قالت ذلك وقد رأت أن كلامه صحيح ,فقد كان معروفا من هم المحامون الذين تلجأ إليهم سنتنال لمواجهة قضايا التشهير ,وهكذا ذكرت له عدة أسماء , فأومأ هو بأنه يعرفهم وقال ما يعرفه عن تصرفاتهم في المحكمة ,فهو يمزح بلطف عند ذكر هذا ,ما جعل صوفي تضحك وعندما تقدم بهما الوقت ,إزداد إرتياحها وأستمتعت بصحبته.
ومن وقت لآخر كانت ترى عيني أندريس تتوقفان عند شخص ما في القاعة ,فيبتسم , ويلوّح بيده , ويومىء لعدد من الموائد إستجابة للتحيات , كان واضحا أنه معروف جيدا هنا, ولم تستطع منع نفسها من التفكير في ما إذا كان كل هؤلاء الناس مجرمين ,مثل هاري , البعض منهم بدا وكانهم كذلك ,وآخرون بدوا محترمين جدا.
" هذا المطعم غير عادي على الأطلاق".
قالت ذلك وهي تنظر حولها على الجدران المبطّنة بخشب السنديان ,السقف المزخرف بالجص , النباتات الطبيعية الخضراء والأزهار في أصص منتشرة في كل أنحائه , الستائر المخملية الحمراء على النوافذ والتي تصل الى الأرض , تحفظ حرارة نيران المدفأة في الغرفة.
في طريق العودة الى شقتها في سيارة التاكسي , كادت تنام على كتف كيرك ,وإستيقظت مجفلة عندما إرتطمت السيارة بشيء ما في الطريق.
" آسفة".
عندما وقفت بهما التاكسي أمام شقتها وساعدها على النزول , فتوتر جسمها خفا من أن يصر على الدخول معها لكنه لم يفعل سوى أن صافحها قائلا : " شكرا لك لقدومك معي الليلة و ارج وان تكوني إستمتعت بمقدار النصف مما إستمتعت به أنا".
فقالت بشعور حقيقي : " لقد كانت سهرة جميلة".
" هل يمكنني رؤيتك مرة أخرى إذن؟".
ضحكت بشيء من الخجل ,وإحمر وجهها ثم قالت متلعثمة : " حسنا ... نعم .....أظن.... أظن ذلك...".
في اليوم التالي , كانت تتسوق في سوبر ماركت المنطقة عندما صادفت توم بيرتي يقوم بتسوقه المعتاد في العطلة الأسبوعية , كان يرتدي ما يشبه الملابس العسكرية سترة مموّهة ذات جيوب ضخمة من الأمام وبنطلونا فضفاضا ذا لون كاكي ,وقميصا مقفلا فوقه كنزة كاكية اللون.
قالت مازحة :" هل أنت ذاهب الى الحرب أم إلى الأدغال".
ضحك وقال : " كنت أرى سعر مسحوق الصابون هذا".
قالت وهي تضع كيس برش صابون في سلتها : " عليك ان ترى إن كانت صالحة للبيئة ,أيضا".
أومأ قائلا بجد : " نعم, لقد فعلت ذلك فلا تقلقي". وأخذ ينظر الى مشترياتها : " هل تحبين أثمار الكيوي ؟ دوما يشعرني وكأنني آكل فارة ,إن قشرتها ذا الزغب لا يشابه قشور الفاكهة الأخرى ابدا".
" قشّرها إذن".
" يا لك من عقلانية , كل النساء كذلك , وهذا هو سبب خوفي منهن ".
اجاب وما زال ينظر في سلتها : " كلنا كذلك , إنك تأكلين كثيرا من الفاكهة والسلطة ,وكذلك أنا ,هذا يوفر الطهي وغسل الأواني , أليس كذلك ؟ كما انه يفيد صحيا ,ما أكثر ما أشتريه من مواد التنظيف , أنا أكره أعمال المنزل , لا أظنك تحبين القدوم الى منزلي وتنظيفه , يوما ما و سأشتري لك عشاء بدلا من ذلك".
" غير ممكن ,إنني لا أنظف شقتي إلا لأن أمي زرعت في ضميري شعورا بالذنب إذا أنا لم افعل ". قالت ذلك ضاحكة .
فقال بسرعة : " تناولي معي العشاء على كل حال".
نظرت إليه مقلّبة شفتيها كانت تشعر نحو توم بالمودة , لكنها كانت تعلم أنه لا يناسبها أكثر من أندريس كيرك ,وما كان لها أن تخرج مع أي منهما.
قال ضارعا : " أرجوك ". ولم تستطع الرفض ,كان يبدو مثيرا للشفقة,مرتديا ملابس تظهره كجندي ,ويشتري الخس والبندورة لأنه يحسن الطهي ويكره غسل الأواني ,كان توم رجلا ضخما يبلغ أكثر من ست أقدام طولا من العضلات القوية ,ومع ذلك فهولم ينضج بعد , وجعلتها عاطفة الأمومة تومىء إيجابا.
أشرق وجهه : " هذا عظيم ,أين تريدين الذهاب؟".
" سأطهي أنا عشاءنا ,طعاما هنغاريا , هل تحب الغولاش؟".
" لا أدري ,فانا لم أذقه قط , لكنني سأذوق كل شيء مرة".
" لا باس تعال إلى شقتي الساعة السابعة والنصف إنك تعرف عنواني".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-11, 01:33 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ربما لم يكن ثمة مستقبل لأية علاقة معه أو مع أندريس كيرك , ذلك سيبعد ذهنها عن غاي ,أخذت تفكر في ذلك وهي تطهي ( الغولاش ) عصر ذلك اليوم ,وإذا بها تتوقف عن تقطيع اللحم وقد تملكتها صدمة...... غاي ؟ لماذا خطر إسمه في بالها بدلا من إسم جيب ؟ إنها تحب جيب وتريد أن تنساه ......وليس غاي فوكنر .
حدّثت نفسها بأنها زلة لسان ,إنها لم تكن تعني لفظ إسم غاي بل إسم جيب ,اخذت تقلب اللحم في القدر وقد أحمر وجهها , كانت الرائحة لذيذة , لكن ذهنها لم يكن مركزا على ما تقوم به , كان مضطربا لأنها كانت تعلم أنها تكذب على نفسها , فهي لم تفكر في جيب ذلك الأسبوع إلا نادرا وعندما كانت تفكر فيه لم يكن يؤلمها ذلك كما كان الحال من قبل.
أخرجت اللحم ووضعته على طبق حار وغطّته لتبقيه ساخنا ثم أخذت تقطع الخضر ألقت بها في سمن حار وعندما تغيّر اللون قليلا و أعادت اللحم إلى القدر واضافت البهارات المتنوعة اليه ,والثوم وبذور الكراويا.
عندما أخذ الطعام ينضج ببطء , جلست أمام الطاولة ووضعت أمامها فنجان قهوة وأخذت تحدق في الفراغ ومواجهة بعض الحقائق غير المرغوب فيها , لقد بهتت ذكرى جيب في ذهنها وذلك منذ حفلة خطوبته ووعليها ان تعترف لنفسها بان غاي بشكل ما , اصبح مهما بالنسبة اليها دون أن تعرف السبب.
لكن صوتا في داخلها هتف بها بانها تعرف السبب , عندما أعادها غاي الى شقتها تلك الليلة وأخذ يواسيها بينما التعاسة تفتك بنفسها لأجل جيب , سبب ذلك أنتقالا عنيفا في مشاعرها ,إنتقالا من رجل الى آخر , لقد فقدت جيب , ولكن غاي كان موجودا مكانه ..... كان الأمر بهذه البساطة و قفزت واقفة وهي تهز رأسها بغضب ,كلا ! ذلك يجعلها مجنونة , كما يجعل مشاعرها تبدو غير حقيقية .
وعاد ذلك الصوت الداخلي يهتف بها بأنها منذ تلك الليلة ,تحول حبها من جيب إلى غاي.
فكرت بإحتجاج : ( ولكنني لم أكن أميل إلى غاي , على الأقل).
إلتهب وجهها من هذه الأفكار ,وتشاغلت بترتيب شقتها وأبقت نفسها مشغولة بأعمال المنزل الى أن حان الوقت لكي تغتسل وتغير ملابسها قبل وصول توم.
إنتهت من ذلك مبكرا ,فشغلت نفسها بترتيب المائدة الصغيرة وإنارة الشموع فوقها , جهّزتها لشخصين ووضعت أكواب بلورية وازهارا في الوسط ثم أطفأت النور وادارت تسجيلا بصوت فرانك سيناترا , ثم إبتعدت تشمل المشهد بنظراتها , راضية , بدا كل شيء رائعا.
وإذا بجرس الباب يقرع ,فنظرت في ساعتها بدهشة ,جاء توم مبكرا ! نظرت الى صورتها في المرىة تتفحصها بسرعة قبل أن تفتح الباب ,كانت الشقة دافئة جدا ما جعلها ترتدي ثوبا حريريا قرمزيا بسيط التفصيل ,ويغطي اعلى ذراعيها ( كشاكش ) صغيرة بينما وضعت في شعرها وردة حريرية قرمزية اللون تتلاءم مع الثوب و أما حذاؤها فكان فضيا عالي الكعب.
فتحت الباب وهي تبتسم , لكن الإبتسامة بهتت وهي ترى وجه غاي امامها ,أخذ ينظر اليها من فوق الى تحت ببطء وقد بدت الحدة في عينيه.
" هل تنتظرين أحدا؟".
"نعم".
نظر الى ما وراءها في الشقة ,ورأى المائدة المجهزة لشخصين ,وعليها الأزهار والشموع المضاءة.
قال من بين اسنانه المطبقة : " لأجل من هذا ؟ لأجل كيرك ؟ ".
"بل توم بيرتي ,في االواقع ". قالت ذلك بصوت حاولت ان تجعله هادئا ,ولكن أعصابها كانت تنتفض بشكل جنوني و عاد عينا غاي تنظران اليها وقد إحمرتا غضبا لكنها رأت في وجهه أكثر من مجرد الغضب.
كان ثمة قوة ورغبة في الأيلام في خطوط فمه , لقد تغير شيء ما في غاي اولعله إعتاد ان يخفي في نفسه شيئا من طبيعته قدظهر الان الى العلن
قال بحدة : " هل تواعدينهما ,هما الأثنين ؟ كم رجلا آخر لديك ؟ ما الذي تحاولين القيام به ؟ نسيان جيب كولينغوود وذلك بالخروج مع كل رجل تتعرفين اليه ؟ هذا لا يفيد , يا صوفي ,إنك ستوقعين نفسك في المشاكل وتكتسبين سمعة تندمين عليها عندما يعود اليك عقلك ,جيب كولينغوود لا يستحق كل ذلك , اين كرامتك ؟ رجل ذاك؟".
رفعت راسها ونظرت اليه بتمرد ,وقد إلتهب وجهها إحمرارا : " اتمنى أن أعلم ما الذي أعطاك الحق في ان تلقي علي محاضرتك ؟ بصراحة , الإشمئزاز يملأني من هذا ومن تدخلك في شؤوني الخاصة ,اخبرني فقط بسبب قدومك إلى هنا و ثم إذهب".
ألقى عليها نظرة حارقة وقد أطبق أسنانه بعنف , وبعد لحظة صمت , قال بصوت خشن : " جئت لأخبرك بأن نيكولاس كاسبيان طلب مني السفر إلى لكسمبورغ حالا , إنني سأغيب عدة أيام , الغي كل مواعيدي إلى حين إشعار آخر ,وسأخبرك متى أعود".
فقالت له ببرودة: " كان بإمكانك ترك خبر بذلك في جهاز الإجابة في هاتف المكتب".
" يا ليتني فعلت ذلك".
قال هذا وإستدار على عقبيه ليخرج , فإذا به يواجه رجلا وصل لتوه , شتم بصوت منخفض , ثم تمتم شيئا غير مفهوم ثم خرج.
نظرت صوفي الى خالها ثيو بإرتباك وقد إحمر وجهها : " آسفة لهذا......لقد كان سيء المزاج .....".
فتمتم خالها مفكرا : " هذا ما بدا لي , بدا شابا بالغ الغضب ما الذي فعلته ,ما جعله يغضب إلى هذا الحد؟".
" لم افعل له شيئا .....". وعادت صوفي تدخل شقتها فدخل خالها خلفها مغلقا الباب وراءه.
وقف يحدّق في المشهد الذي أمامه ,الضوء الخافت و الشموع المضاءة على المائدة المزينة بالأزهار , الموسيقى البديعة الناعمة التي تملأ الجو .
" هل كان كل هذا لأجله؟".
"كلا , إنني انتظر شخصا آخر سيصل في اية لحظة الان ".
فقال خالها مبهورا : " إنه رجل , كما هو واضح , ومن كان الرجل الآخر ؟ عاشق خائب الأمل؟".
أشاحت بوجهها عنه وهي تقول كارهة : " كلا , إنه غاي فوكنر , رئيسي في العمل".
" أحقا؟ إنه رجل هام".
غاص قلب صوفي , آخر ما كانت تريد هو ان يجد خالها ان غاي رجل هام ,إن هذا يعني سيلا لا ينتهي من الأسئلة .
جلس الى المائدة دون دعوة ,وقال : " هل يمكنني تناول كوبا من هذا العصير؟".
ألقت عليه نظرة هي مزيج من الحنان وفروغ الصبر : " طبعا , يمكنك ذلك ,إسكب لنفسك".
فعل ثيو ذلك , ثم رفع الكوب الى شفتيه : " إنه لذيذ الطعم ".
اخذت تنظر اليه متاملة وكان رجلا كبير الجسم , ذا بدانة غير عادية وشعر ابيض يحيط بصلعة وجهه الأحمر يبدو بريئا كوجه طفل ,ولكن عينيه الداكنتين كانتا ساخرتين تبطنان شيئا مأساويا.
لقد عرف الخال ثيو الخوف والخسارة واللم أثناء سنوات حياته الحافلة ولم يتخلص من تأثيرها بعد رغم حياته الآمنة هنا في لندن.
وكانت صوفي تكن له حبا بالغا ,وتعلم أنه يحبها كذلك .
قال بعفوية : " إذن , رئيسك يحبك , ما هو شعورك نحوه؟".
قالت متلعثمة وقد تملكها غضب عنيف : " إنه لا ..... أنا لم اقل .... وانا لا ........إنه رئيسي وهذا كل شيء ,فلا تبدأ بتصوير اشياء غير صحيحة , ثم ماذا تفعل هنا و على كل حال ؟ هل كنت تريد شيئا أم انه الفضول فقط لأنك رأيت رجلا غريبا يأتي إلى شقتي؟".
هب الخال ثيو واقفا وهو يقول معنّفا : " هذه إهانة لي و فانا لست فضوليا على الأطلاق".
أطلقت صوفي ضحكة جوفاء , بينما إستمر هو يقول : " ما حدث هو أنني جئت لأخبرك أن الأسرة قررت قضاء العيد هذه السنة عندنا هنا".
شهقت صوفي بذعر : " في شقتي؟".
" كلا ,بالطبع ,بل فوق , في بيتي , عن المستأجرين في الطابق العلوي سيتركون الشقة هذا الأسبوع ,وأنا لم أؤجره بعد ,وهكذا سأتركه فارغا حتى العيد لكي تقيم فيه الاسرة".
فقالت صوفي عابسة : " يا لسوء الحظ".
نظر اليها موبخا : " إنك إبنة عاقلة جدا...... لقد افسدتك أمك بالدلال ,وكذلك افسدك أبوك , وانا ايضا , لم تنالي ما يكفي من الضرب , سأتوقع الكثير من العون منك........".
فقاطعته : " هذا ما كنت أخاف منه".
إستمر يقول : " إن إعداد المكان لهم يستغرق اياما , أخبرت امك بانك ستطهين إوزة العيد هذه السنة ..".
" أنا , انا لم أطبخ أوزة في حياتي , إنني لا احسن ذلك ".
" أمك ستعلمك كيف تطهينها , وأرجو ان تحدثينها عن رئيسك الذي لا يحبك , ولكنه يبدو لي أنه يحبك , على الفتيات أن يخبرن أمهاتهن بكل شيء لهذا وجدت الأمهات".
قرع جرس الباب فتنهدت صوفي بإرتياح : " هوذا ضيفي ,وقبل ان تسال هو لا يحبني , وأنا لا أحبه , إنه مجرد صديق دعوته للعشاء , إتفقنا؟".
فقال وهو يتبعها إلى الباب : " انا لا أفهم جيلكم , يا لها من طريقة للحياة , عشاء على ضوء الشموع مع رجل هو مجرد صديق , يا لها من مضيعة , كان عليك أن تدعي رئيسك إلى العشاء.....".
نظرت إليه صوفي بحدة: " كفى حديثا عن ذلك ". ثم فتحت الباب الخارجي وهي تبتسم مرحبة بتوم : " مرحبا يا توم تفضل ". كان ثيو يتسكّع بالقرب منهما و ينتظر إجراء التعارف , بينما نظر إليه توم بأدب وفضول وهكذا لم يكن أمامها خيار.
" هذا خالي ثيو , هذا توم بيرتي , مراسل باب الجريمة في الصحيفة".
فقال ثيو وهو يصافحه : " الجريمة ؟ هه...... إنها وظيفة مثيرة حقا".
فمطّ توم ملامحه : " مثيرة أكثر مما يجب , أحيانا".
فقال ثيو مسرور معدا نفسه للجلوس مرة أخرى ولمدة ساعات : " أحقا ؟ لماذا؟".أمسكت صوفي بذراعه قبل أن يجيبه توم : " كنت خارجا لتوك و هل نسيت , سأراك غدا".
خرج ثيو كارها , بينما ضحك توم لها : " إنه عجوز ظريف ,أليس كذلك ؟ هل هو هنغاري ؟ ألم تقولي إنه مؤرخ ؟ يبدوعليه الذكاء".
فقالت صوفي عابسة : " إنه كذلك فعلا ". كان خالها ثيو أذكى مما يجب ".وهذه هي المشكلة , تمنت لو أنه لم ينزل في الوقت الذي كان فيه غاي موجودا , لم تكن تريده أن يهتم بحياتها الخاصة , قد يخبر أمها بشكوكه تلك , عند ذلك سيجري تحقيقا معها عن العرس وشهر العسل بينما لمتكن صوفي لتحتمل أكثر من ذلك .
تلقّت جينا تيريل مكالمة هاتفية ذلك السبت من دير موت غاسكل , يدعوها إلى تناول العشاء معه قائلا : " إن لديّ ما أعرضه عليك يا جينا ". فتملّكها إحساس بالحذر.
" انا أسر دوما برؤيتك لكني لا أريد التورط بإحدى مؤامراتك ضد شركة كاسبيان يا ديرموت".
فقال ساخرا : " هل اصبح مالكا لك كليا الان؟".
تملكها الغضب : " كلا و هذا غير صحيح لكنني أكره المؤامرات , إنني أحاربه , عندما يناسبني الوقت , لكنني أفعل ذلك بشكل علني".
" حسنا , يسرني أن اعلم إنك مستعدة لمواجهته , لا بد انك لاحظت أن عددا من المدراء في مجلس الإدارة قد إبتدأ صبرهم يفرغ إزاء الطريقة التي يدير بها الصحيفة وهذه المشكلة الجديدة ,مثلا ومع عمال الطباعة .... عولجت بشكل سيء تماما ,كان بإمكانه تجنب المواجهة ويبدو أنه سيتمتع بمناطحة الرجال , لقد توقف إضراب خطير بصعوبة ,ولكن ليس بجهود كاسبيان بل بجهودك أنت , يا جينا وهل لي ان أبدي إعجابي الكبير بك لحسن معالجتك للموضوع ؟ أظنك إبتدأت تصبحين قوة حقيقية في مجلس الإدارة , ومركز ولاء العمال لو كان السير جورج حيا لكان فخره بك كثيرا ".
أجفلت جينا وتملّكها التأثر :" شكرا , يا ديرموت هذا لطف بالغ منك ".
" أنا اعني كل كلمة قلتها ولست أنا فقط الذي أعجب بالطريقة التي عالجت بها موضوع عمال الطباعة , إسمعي يا جينا .... لقد إجتمع عدد منا وتحدثنا عن تحفظنا , وقلة ثقتنا في نيكولاس كاسبيان وحكمه على الأمور ,قد يكون ناجحا جدا في أوروبا ,ولكن يبدو أنه لا يفهم الوضع في بريطانيا على الأطلاق , وأنا واثق من انك توافقينني على هذا ,على كل حال , في الحديث عن إمكان تغيير الإدارة جاء إسمك في المقدمة.......وبعضهم يرى انك الخيار الوحيد بصفتك من أسرة تيريل......".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-11, 09:36 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فقاطعته وقد أدار رأسها قليلا ما يقوله : " بالزواج فقط ".
" نعم , ولكن الرجل العجوز كان يدربك لتستلمي منه بعد رحيله , كلنا نعلم هذا ,والسيد جورج كان يحسن الحكم على نوعية الأشخاص , فأذا كان يراك أهلا لأدارة سنتنال , لا بد أنه على صواب ,وإذا لم تريدي الأشتراك معنا , فنحن نحترم شعورك ,وحاليا لن أطلب منك الألتحاق بنا ,ولكن ...... إذا عدنا اليك , فيما بعد , وطلبنا منك أن تكوني رئيسة مجلس الأدارة ....فهل تقبلين؟".
" لن يوافق نيكولاس كاسبيان على هذا أبدا!".
" لن تكون بحاجة إلى موافقته إذا تعاونت انت مع فيليب سليد......".
" فيليب ! هل هو مشترك في هذا الأمر ؟ لكنه في أميركا ولن يعود الى لندن قبل أسبوع".
قال السيد ديرموت هازلا : " حسنا , يا عزيزتي , هناك إختراع عصري يدعى الهاتف ......".
" هل تحدثت هاتفيا مع فيليب فوافق على أن يساندك ضد نيكولاس؟".
" نعم...... وعدد كبير من المدراء وافقوني على ذلك و ويسرني أن أقول هذا و إنك , مع فيليب وبعض حملة السهم ,عندما تعارضون كل قرار يتّخذه نيكولاس , يساندكم في ذلك بقية أعضاء مجلس الأدارة , سينهزم اكثر الأحيان ,ما يضطره على الأستقالة , ذلك أن وضعه سيكون غير منيع , إنه لن يحصل على الأكثرية من أصوات حملة الأسهم , وبدون مساندة من مجلس الأدارة لن يستطيع غدارة الصحيفة , عليك ان تستلميها أنت منه".
شحب وجه جينا , شاعرة بصدمة غريبة , كان هذا ما تريده .....ز فلماذا هذا الشعور الغريب ينتابها الآن ؟".
" ولكن.... انا استلمها ؟ أنا لا اعرف كيف أديرها , يا ديرموت".
" بل تعرفين طبعا , يا جينا ,أين ثباتك ؟ لقد وقفت في وجهه في غرفة الأجتماعات في ذلك اليوم وأنتصرت ,وهي ليست المرة الأولى ,فانت تكافحينه طوال العام , وأنت دوما في تحسن مستمر , أظنك جاهزة لتسلم السلطة".
" ولكن الجدل معه , في غرفة الأجتماعات هو شيء , وإدارة الصحيفة بأجمعها بدونه وهو شيء آخر , إنه صحافي ذو خبرة عالية وأما انا فما زال أمامي الكثير لأتعلمه ,هذه الفكرة تخيفني".
قهقه السير ديرموت ضاحكا : " يا للفتاة الغبية ,كلنا سنساعدك ,فلا تقلقي ,كل ما أريده حاليا هو أن نعلم عن كان بإمكاننا الأعتماد عليك وعلى صوت أسهمك , يا جينا , جينا , هذا ما كنت تريدينه على الدوام , الأنتقام منه لما فعله بالسير جورج ولا أظنك تراخيت بالنسبة لهذا , أليس كذلك؟ إنك لم تنسي كيف مات الرجل العجوز؟".
أجابت وقد شحب وجهها وأزاحت جانبا كل شكوكها الشخصية : " كلا , أنا لم أنس شيئا".
" إذن ,فأنت معنا".
فتنهدت : " أظن ذلك ".
" آه , يا للفتاة الطيبة ,دعي المر لي ,وسأتصل بك عندما يصبح كل شيء جاهزا".
تساءلت عما يعني بهذا ,وقطبت جبينها , ثم سألته : " كم عدد المديرين المشتركين في هذا المر , بالضبط؟".
تردد وكأنه كره ان يخبرها : " حسنا ,إن لدينا الأغلبية تقريبا , إسمعي يا جينا ,علي ان أذهب الآن و سأتحدث اليك فيما بعد و أنا واثق من أنني لست بحاجة الى أن أوصيك بأن لا تذكري هذا الحديث بينا لي إنسان أليس كذلك؟".
وضعت سماعة الهاتف مكانها وأخذت تحدّق في الفراغ , بوجه شاحب جامد ,كان عليها ان تشعر بالفوز , والإثارة لأن كاسبيان سيواجه اخيرا التحدي , سيفقد سيطرته على سنتنال لكنها , بدلا من ذلك تشعر بالكآبة والأضطراب ,عندما مات السير جورج كان كل شيء يبدو واضحا , الوفاء والخيانة , لكنها الآن لم تعد تشعر بمثل هذه الثقة , كل شيء تغيّر في ذهنها والأمور لم تعدك ما كانت تظن .
صباح يوم الأثنين و كانت تنتظرها في المكتب , صدمة اخرى , عندما دخلت و كانت هيزل تلصق مغلفا , فرفعت بصرها وقد بدت على وجهها إبتسامة أسى ماكرة , بادلتها جينا الأبتسامة وهي تخلع معطفها.
" يبدو عليك المكر , ما الذي تنويه ؟".
إبتسمت هيزل وهي تدخل مكتب نيكولاس بالمغلف ,أخذت جينا تبحث عن رسائل لها واقفة عند مكتب هيزل.
" هل أمضيت عطلة أسبوعية حسنة ؟ ". سألتها هيزل ذلك وهي تعود.
فهزت جينا كتفيها : " عطلة هادئة , على كل حال" , الحقيقة أن عطلتها , في غياب نيكولاس , كانت مملة للغاية , تابعت تقول لهيزل : " إنك ذهبت إلى ( أترخت ) في هولندا لتري زوجك أليس كذلك , كيف حاله؟".
" فوق السحاب و كان لديه خبر لي".
دبّت الأثارة على وجهها , فنظرت اليها جينا بفضول : " خبر سيء أم جيد؟".
" إنه يعتمد على نظرتك االيه , أما بالنسبة الينا فهو جيد , لقد أرسل بييت إستقالته الى كاسبيان كما إشترى منزلا بجميع ملحقاته , إننا سننشىء عملا لنفسنا ووسنبدأ بعد ثلاثة أشهر".
كانت جينا تعلم ان هذا سيحدث يوما ما ,منذ أشهر وهيزل وبييت يتحدثان عن إنشاء شركة خاصة بهما ,ولكن ذلك ما زال يشكل صدمة لها ولم يكن من السهل أن تبتسم وتظهر البهجة , لكنها حاولت ذلك على كل حال , فقد كانت هيزل صديقتها.
" هذا رائع ,إنه ما كنتما تسعيان اليه منذ زمن طويل , إنني مسرورة جدا لتحقق أملكما أخيرا وأين ستستقران ؟".
إبتسمت هيزل بسعادة : " في هولندا , طبعا , بييت يرى أن ذلك هو الأنسب , بإمكانك ان تذهبي من مطار ( شيغول ) إلى أي مكان في العالم كما أن طريق السيارات جيد أيضا ".
فقالت جينا مازحة : " وطبعا , لأن هولندا هي وطنه".
فأومات هيزل باسمة : " نعم , غنه يريد ان يستقر هناك و يمكنك ان تفهمي السبب ,لقد كان يعيش في أوروبا على الدوام , كل بضعة أشهر في بلد منها ,وهو يقول إنه يريد الأستقرار في حياته وذلك في وطنه".
كانت جينا تستمع إليها مقطبة الجبين , بعد أن أدركت ما يعني ذلك".
" إذن , ستتركاننا؟".
" لقد وضعت لتوي استقالتي على مكتب نيكولاس".
تاوهت جينا : " آه يا هيزل سافتقدك".
" وانا أيضا يا جينا ". ثم عانقتها ,شعرت برغبة في البكاء وهي تقول : " لقد إستغلنا مع بعضنا البعض مدة سنوات ولن يكون سهلا علي العمل مع فتاة أخرى".
" ليس ثمة من هو دائم ولا يمكن الإستغناء عنه , رغم انني أحب أن اظن ذلك عن نفسي : " ضحكت وهي تتابع:
" إن علي أن أمضي شهرا بعد الإستقالة حسب العقد الذي بيننا ولكن إذا لم يجدوا بديلا لي يمكنني أن أمضي أسبوعا او أسبوعين زيادة".
" شكرا ,سيكون عليك أن تساعديني في إختيار بديل لك ,لن يكون سهلا العثور على مثيلة لك".
دمعت عينا المرأتين ,ثم سالت هيزل : " هل ستأتون بسكرتيرة من داخل الصحيفة أم ستعلنون في الصحف؟".
"هذا يعود إلى نيكولاس طبعا ,ولكن سيكون من الأسهل إذا كنت انا اعرفها".
قرع الباب ودخلت صوفي واطسن حاملة مستندات من قسم القانون , وهي تسال بصوتها الهادىء الواضح : " عندما يرى السيد كاسبيان هذه , هل لكما ان تخبرانا بذلك لكي نستعيدها حالا؟".
قالت ذلك ثم تحولت تبغي الأنصراف , أومأت جينا برأسها شاردة الذهن و وما زالت تفكر في ما كانت تتحدث عنه مع هيزل , ثم ما لبثت صوفي ان خرجت ,حدقت هيزل في أثرها وقد ضاقت عيناها :" لقد خطرت لي فكرة جيدة ".
" وما هي؟".
فقالت هيزل : " صوفي".
"ما بالها صوفي ؟ سألتها جينا ذلك بعدم فهم , لكن عينيها ما لبثتا أن إتسعتا : " صوفي؟".
فأومات هيزل : " نعم صوفي و ولماذا لا ؟ إنها ذات كفاءة وتعرف كيف تدير مكتبا ويمكنها التحدث بعدة لغات بطلاقة و كما أنها انيقة دائما و أظنها الخيار الواضح".
فقالت جينا : " لم تخطر ببالي قط , لكن الحق معك , إنها ستكون سكرتيرة ممتازة".
قالت جينا مازحة : ماذا ؟ إنها ليست ممتازة ,انا الممتازة ,ولكن بما أنني سأرحل صوفي هي البديل الأفضل".
فقالت جينا : " هذا إذا قبلت بالعمل هنا أظنها تفضّل القسم القانوني".
" ربما كما تقولين ولكنها ستحب العمل هنا أكثر , فهذا المكتب هو أهم المكاتب في هذا المبنى وهي سترغب فيه طبعا ,أولا , سيكون أجرها أكبر بكثير ,ثانيا مركزها كذلك أعلى كما أن العمل متنوّع هنا , اهم وظيفة في الصحيفة ".
قالت جينا ضاحكة : " الحق معك , كالعادة دوما , ولكن ماذا سيقول غاي فوكنر بالنسبة لخسارته سكرتيرة بالغة الكفاءة , تلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 12:07 AM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن



عاد نيكولاس وغاي فوكنر من لكسمبورغ ليلة الثلاثاء ,وصباح الأربعاء كان وحين وصلت جينا خلف مكتبه ,عندما دخلت المكتب نظرت هيزل اليها عابسة وهي تشير بعينيها نحو بابه.
قالت جينا بهدوء تام وهي تخلع معطفها : " أعلم أنه عاد , فقد سمعته يفتح باب شقته الليلة الماضية وما رأيه في أستقالتك؟".
" غاضب جدا ".
" كنت أعلم أنه سيغضب".
" لقد رآه بييت في لكسمبورغ أمس ,فقدّم اليه إستقالته شخصيا و فقد كان يشعر ان من حق نيكولاس عليه ان يقدم إستقالته له وجها لوجه , يبدو أن نيكولاس ظن أن بإمكانه ان يقنع بيببت بالعدول عن الأستقالة ولكن بييت كان قرّر امره نهائيا , على كل حال ,يريد نيكولاس أن يراك حال وصولك ,كوني حذرة يا جينا , فإنه في مزاج سيء تماما هذا الصباح".
" حسنا ,هذا ليس غريبا عنه".
ضحكت هيزل بصوت خافت : " لقد كان مزاجه شيئا فعلا طوال العام ,اليس كذلك ؟ لا أدري لماذا ؟ ". وبدت في عينيها نظرة ماكرة.
لم تهتم جينا بما تتضمنه جملتها الخيرة تلك من تعريض بها ,وأخذت تنظر الى نفسها في المرآة متألمة وهي تتمتم : " إنه يوم بارد أليس كذلك ؟ وليس ثمة أثر للثلج حتى الان كذلك و يبدو ان هذا الشتاء هو أسوأ ما أتذكر ,فالثلج منذ اسابيع يتساقط ثم ينقطع ,وهكذا".
كانت بشرتها محمرة من الريح القارسة في الشارع وعيناها الخضراوان تتألقان , سوّت من خصلات شعرها البني الأحمر , وكذلك من بذلتها البنية , والتي كانت تلائم بهذا اللون , لون شعرها وعينيها , حسنا , هناك شيء جعل وجهها يتورد وعينيها تتألقان , ربما هو التفكير في قرب رؤيتها لنيكولاس ,منذ ذلك اليوم الذي دخلت فيه هيزل قاعة الأجتماعات ووجدت جينا ونيكولاس معا في وقفة حميمة ,تملّكها الفضول بشأنهما و وصارت تلاحقها بنظراتها كلما كان موجودا و لكنها لم تأت على ذكر شيء ما جعل جينا تشعر بالأرتياح.
اسرعت جينا نحو مكتبه تنقر على بابه و فأجاب بحدة : " إدخل ". فدخلت وقد توردت شفتاها وكان يجلس خلف مكتبه وقد خلع سترته الرصاصية المخططة , وعلقها على مسند كرسيه , كما حل ربطة عنقه وفتح ياقة قميصه ,وأخذ يتحدث في الهاتف باللغة الفرنسية و إلتفت إليها اشار إليها بالجلوس.
جلست محاولة أن تبدو هادئة قدر إمكانها ووهي تضع ساقا على ساق ,وقد لاحظت عيني نيكولاس المتململتين , كان صوته سريعا عديم الصبر , مضى يتحدث بفرنسيته الموجزة و لكنه كان طوال الوقت يحدق على ساقيها.
"كلا , لا اقبل بهذا كلا ,هذا لا ينفع يا روسينول , لا تحاول تقنعني بالوعود... أريد أن ترسل إلي ما طلبت شراءه , في الحال ,وإلا فالمعاملة ستتوقف ,لقد كنت اعطيتني وقتا محددا , فعليك الإلتزام به ,وإلا عليك إحتمال النتائج ,كلا , هذا عذر فقط , يمكنك طبعا ان ترسله في الوقت المحدد , هيا , تحرك ولا تسترسل في الجدال معي ". وبعد فترة صمت عاد يقول بحدة: " حسنا جدا , أمامك يومان إذن ,وبعد ذلك ينتهي كل شيء".
وضع السماعة بعنف لا بد أنه سبب الصمم في أذن المتكلم الخط الآخر و أجفلت جينا وهويميل الى الخلف في كرسيه الدوار ,وقد إسترخى جسمه الرشيق وشبك يديه خلف راسه ومضى يتاملها.
" قالت بسرعة : " قالت هيزل إنك تريدني".
رفع حاجبيه بحركة ذات معنى : " لقد لاحظت ذلك إذن , اليس كذلك؟".
فقالت غاضبة : " إذا كنت ستتلاعب بالألفاظ ,فانا خارجة".
حدّق إليها ساخرا ,ثم دفع نحوها بطاقة مذهّبة الأطراف : " اظنك حصلت على واحدة من هذه البطاقات".
كانت دعوة من فيليب سليد إلى حفلة في منزله في لندن , للتعارف مع خطيبته سوكي تاماكي وبعض افراد أسرتها ,وضعت البطاقة من يدها وهي تقول : " كلا ,حسنا , لم تصلني حتى الان ".
" ولكنك ستحصلين على واحدة ". قال ذلك بلهجة غريبة مكشرا عن أسنانه بشكل تصورت معه انه يعني به إبتسامة .
قالت : " هذا ما أتوقعه ". وإرتبكت لغرابة لهجته ,أتراه يسخر منها لأن فيليب تزوج فتاة غيرها ؟ وهل هو جاد في تصوره أن هذا سيزعجها ؟ ارادت ذات يوم ان تجعله يعتقد بأنها تهتم بفيليب , لكنها تركت هذا الأدعاء تدريجيا.
" وأنا اتوقع ذلك ". قال هذا بحدة , فأجفلت للغضب الذي بدا في صوته.
قالت متلعثمة : " ما سبب هذا كله؟".
فقال : " تاماكي خطيبة فيليب ,هي من أسرة تاماكي ".
عند ذلك تذكرت جينا ان فيليب كان قال أن خطيبته من اسرة يابانية أميركية تعمل بالصحافة , فقالت بحذر : " نعم , سوكي تاماكي , هل سبق وسمعت بإسم أسرتها؟ عندما اتصل بي فيليب هاتفيا ليخبرني بانه خطبها , فكرت في انني سبق وسمعت بالأسم , لكنني نسيت ان أذكر لك ذلك".
فقال متهكما : " احقا نسيت ؟ أليس هذا غريبا ؟طبعا زواج سليد من أسرة تاماكي , هو شيء غير هام ,فلماذا تزعجين نفسك بإخباري عن ذلك؟".
نظرت إليه بضيق : " لماذا كل هذه السخرية ؟ إلى اين تريد الوصول ؟".
اتراه عرف بأمر مؤامرة ديرموت ؟ جعل الذعر تنفسها يسرع وقلبها يخفق.
" إلى أين أريد الوصول ؟ ". وقف فجأة , فتوتر جسمها وهي تنظر إليه بعينين متسعتين ,تقدم نحوها واخذ يحدق في عينيها متفحصا يريد أن يقرأ اعماقها : " أحقا لا تعلمين ؟".
فقالت متلعثمة : " آ .......... اعلم ماذا؟".
توترت أعصابها لأقترابه منها وهل اخبره أحد بما يجري ؟ ما زال ثمة من يسانده بين المديرين وهم رجال وضعهم بنفسه في مجلس الأدارة ليخبروه بما يجري ويصوتوا بالشكل الذي يريده منهم ,ولكن هل ديرموت من الغباء بحيث يفاتح بالمر أيا من أصدقاء نيكولاس ؟ كانت تظنه أكثر فطنة من ذلك بكثير.
عادت الأبتسامة الساخرة الى فم نيكولاس : " كلا ,لا أراك تعلمين , أعترف بانني شعرت بالأرتياح , ولكن كان يجب أن تعلمي ".
" آسفة ,ولكنني لا أعرف ما الذي تتحدث عنه".
" من حسن حظك أنني اصدقك".
هزّت جينا رأسها مرتبكة : " هل ستخبرني عما تتحدث عنه, أم إبتعد عن هذا المكان لأدع أعصابي تنهار في مكان هادىء آمن ؟".
قال ضاحكا : " كم مرة قلت لك أن تقومي بأعمالك المنزلية ,وتعرفي كل ما يمكنك معرفته عن صناعة الصحف العالمية ,وتدرسي أصغر التفاصيل في المجلات التجارية ؟ إحرصي على تعلم مهنتنا , يا جينا , عليك ان تتوقفي عن التفكير بالطريقة الإنكليزية , إن شركتنا عالمية وستنمو اثناء العقد التالي ,فنحن ننتشر عالميا , فإذا كنت تريدين ان تكوني جزءا من مستقبل شركة كاسبيان الدولية , يجب أن تتعلمي كل ما يمكنك عن منافسينا في مجال العمل ,كما تتعلمين عنا وعن اسواقنا ".
" لقد كنت أحاول ذلك ". فنظر نيكولاس في عينيها , ثم إبتسم إبتسامة ملتوية : " حسنا ,آسف يا جينا وفانا اعلم انك تفعلين ذلك ,لقد أشتغلت اثنا السنة الماضية بجد بالغ ,لقد كنت اراقبك وقد تأثرت لذلك".
تملّكها شعور غريب هو مزيج من الخوف والشعور بالذنب والندم وهي تفكر في المؤامرة التي كان السيد ديرموت يحركها ضده , ودورها فيها , شعرت بالغثيان وهي تفكر في نظرة نيكولاس إليها بعد أن يعلم أخيرا بخيانتها له.
لكنها ذكّرت نفسها بأنه كان تآمر هو أيضا ضد الرجل العجوز , لقد كان خدع السيد جورج وما تسبب بموته ,لماذا يفلت هومن العقاب حاملا المكافأة التي جلبتها له تلك الخيانة ؟ وما الذي يجعلها تشعر بالعار لنها تفعل به ما يفعله هو بالآخرين ؟ ألم تتوعده منذ عام بانها ستنتقم يوما ما , للرجل العجوز ؟ لا يمكن لنيكولاس أن يقول إنها لم تحذره.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 11:12 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أتذكرين الرحلة التي قمنا بها الى كاليفورنيا ؟ ". كان يقول ذلك برقة, فأجفلت وأسبلت أهدابها.
كيف يمكنها نسيان ذلك ؟ لقد علمت الكثير عنه في تلك الرحلة , فما أخبرتها ب هامه قد منحها إدراكا عميقا لشخصية نيكولاس كاسبيان ,جعلها تعلم انه , إذا كان طموحا , قاسيا , فذلك لأنه كان يتألم , هو نفسه , وبشكل خطير مفجع , وذلك عندما كان صبيا , لقد أمضى نيكولاس طفولة وحيدة منعزلة دون محبة من احد ,فلم يكن غريبا أن ينمو خشنا عديم الرحمة في ملاحقة ما يريد.
قال : " لا بد أنك علمت بأسرة تاماكي عندما كنا في كاليفورنيا , إن أسرة تاماكي تملك صحفا على طول الساحل الغربي , لم تقم مجموعتنا الصغيرة باي تعامل معهم و لنهم لم يكونوا يهتمون بالبيع بل بالشراء , لقد أوجد والد تلك الفتاة شركة منذ حوالي الثلاثين عاما , وكانوا ناجحين جدا , إنهم اقوياء بعيدو النظر واصحاب تمويل جيد ,انا لست مسرورا لزواج سليد من تلك الأسرة فأسهمه تهم هذه الشركة كثيرا ,ولن يتردد في إستخدامها ضدي وتسانده تلك الأسرة القوية".
فقالت بإرتباك وإنزعاج : " ولكن ........... ولكن من المؤكد أن اسرة تاماكي ليس لديها أسهم في سانتنال ...... فاي ضرر يمكن ان يسببوه لنا؟".
اجاب مفكرا : " لا أدري .......ولكن إحساسي يخبرني أن ثمة شيئا يدور وراء ظهري , إحساسي لا يخطىء أبدا , دوما كنت قادرا على الأحساس بالمشاكل قبل أن تصيبني ". وإستدار يحدّق من النافذة , عابسا , بينما أخذت جينا تراقب جانب وجهه الحاد كالسيف ,وهي تعض شفتيها , كان مصيبا بالطبع , والمشاكل توشك ان تحل به, ولكن ليس من اسرة تاماكي , اعداؤه اقرب اليه منهم بكثير ,إنهم داخل شركته و في غرفته ,ويقفون حاليا بجانبه تماما.
لم يذكر السير ديرموت ان أسرة تاماكي هي جزء من مؤامرته ,وهي لا تصدق أنه سيصبح شريكا لغرباء كليا , كلا , ليس هناك طريقة تمكّن أسرة تاماكي من التدخل في سنتنال , ليس في السوق اسهم يمكنهم شراؤها ما عد أسهم فيليب ,وهو لا يملك سوى عدد قليل و صحيح ان تلك السهم ذات أهمية عند التصويت , وتعني ان فيليب يملك التوازن بينها وبين نيكولاس , ما يجعل بإمكانها ان تسد الطريق على نيكولاس حين تشاء ,ولكنها , السهم , وحدها ليست بذات أهمية.
قالت تخفف عنه : " إنك مرهق , فانت تجول حول اوروبا على الدوام ,تقف يومين هنا ,ويومين هناك ..... لديك مشاكل في لندن وفي أمكنة اخرى , مشاكل مادية .... ما يجعل من غير المستغرب أن يتملكك جنون العظمة".
القى عليها نظرة تفور بالغضب ,ثم ما لبث أن ضحك فجأة : " هل لدي جنون عظمة ؟ حسنا , ربما هناك شيء من الحقيقة في ما تقولين ,من اين أحضر بديلا لهيزل عندما ترحل ؟ هل يمكنك أن تقنعيها بالبقاء ؟ إنها لن تستمع غليّ".
" نيكولاس , إنها سترحل عاجلا , على كل حال وقد لا تكون لاحظت ,لكنها ستلد قريبا ,وهذا يعني إستحقاقها لأجازة أمومة تبلغ الستة أشهر ,هذا أولا ....ز وعلى أي حال و ليس بإمكانها السفر , بعد الولادة , رواحا وجيئا على ومن هولندا لكي ترى بييت في العطلات الأسبوعية بعد ولادة طفلها , إنهما سيرغبان في العيش معا".
" ارجو ان أتمكن من إقناع بييت بان لا يتابع مشروعه في إقامة شركة خاصة به , إنني بحاجة إليه , عن لدي عدة مشاريع لكي يقوم بها بعد ان أنتهت أعمال الطباعة في اترخت".
ألقت جينا عليه نظرة ضارعة : " نيكولاس , لا تتدخل مرة أخرى ...... إنني اعرف ان بإمكانك إقناع بييت بأي شيء تقريبا , فأنت مقتع جدا حين تشاء".
تمتم ساخرا وهو يقترب منها : " أحقا ؟ لم ألحظ قط ان من السهل إقناعك".
شعرت بوجهها يلتهب , فقالت غاضبة : " لا تبدا العبث معي , يا نيكولاس ,فهذا موضوع جاد فإستمع غلي , لقد بقي بييت سنوات يحلم بإقامة شركة خاصة به و فلا تحاول إقناعه بترك ذلك , دعه يذهب".
عبس نيكولاس ونظر إليها بحدة فقالت برقة:
" أرجوك و يا نيكولاس".
" حسنا , إذهبي أنت وإياه الى الهلاك , علي إذن أن أجد بديلا لهيزل ,وبسرعة , افضل العمل مع واحدة أعرفها وأثق بها, ولهذا أظن علي ان أحضر إحدى السكرتيرات من لكسمبورغ".
عبست جينا , قائلة : " رأينا انا وهيزل و أن صوفي واطسن ستكون جيدة جدا".
" صوفي واطسون ؟ من هي.......؟ آه , إنني اعرفها , إنها سكرتيرة غاي فوكنر ". ثم القى على جينا نظرة غضب وضيق : " لا أظنك عيّنتها الان في الوظيفة؟".
القت عليه نظرة صافية وقد بدت البراءة في عينيها الخضراوين وكذلك الألم والتوبيخ : " كلا بالطبع ,كان ذلك مجرد إقتراح , ولكن بما انني سأعمل مع السكرتيرة في المكتب فمن المفترض أن تكون شخصا أحبه , ولكنك , طبعا , إذا أحببت ان تحضر واحدة من لكسمبورغ ,فهذا حقك".
إلتمعت عيناه , قائلا: " شكرا لك".
تجاهلت لهجته المتهكمة : " ولكن هناك أحاديث كثيرة عن العدد الكبير من الموظفين الذين أحضرتهم من ( شركة كاسبيان الدولية ) ليحتلوا أمكنة موظفين قدماء عندنا و إن البعض يطلق على هذا المكان إسم ( برج بابل ) هذه الأيام , إذ أصبح كثير من الموظفين المختلفين الجنسيات يعملون هنا".
" لقد سمعت بهذه النكتة , كما إنني أعلم أنهم يسمونني كاسبيان االبربري ". قال نيكولاس ذلك دون ان يبدو عليه أي هزل بهذا الشأن.
لم تستطع منع نفسها من الضحك بهدوء :
" آه , إنك سمعت بذلك؟".
"منذ اشهر , إنني اثق من أنك تظنينني استحق ذلك".
أخذت تنظر اليه وهي تبتسم :" حسنا.........".
مال نحوها , فأجفلت مبتعدة , فقال مهددا : " حذار و فانا لا أعيش حسب هذا اللقب , يا جينا , لكنني غالبا ما أجد إغراء في ان اصبح بربريا عندما تدفعينني الى الذهول عن كل شيء آخر".
أخذ قلبها يخفق بعنف , لكنها شعرت بالأرتياح عندما دق الجرس الداخلي , صرف بأسنانه بصوت مسموع , لكنه , بعد تمهل قصير , مد يده الى الزر يضغط عليه , ثم يقول بحدة : " نعم ".
" جاء صوت هيزل : " السيد ييتس هنا".
بدت الكراهية على وجه نيكولاس : " لا باس أدخليه ". ثم قال لجينا : " لقد نسيت انه سيأتي , إنك رأيت , كما أظن ,آخر الأرقام و أنها , بصراحة , تقلقني ,علينا ان نعقد إجتماعا آخر لرؤساء الاقسام هذا الأسبوع لكي نتناقش في الامر".
دخل سين ييتس باسما : " صباح الخير , يا جينا و ما أجمل لون ثوبك هذا إنك تزيدين الأشراق في هذا النهار البارد".
فقالت وهي تتجه نحو الباب : " شكرا , يا سين وكذلك أنت".
سالها نيكولاس : " قبل أن تذهبي يا جينا , بقي أمر واحد ,وهو, ألا ينبغي أن نقيم حفلة وداع لهيزل قبل ان ترحل؟".
فأومأت في الحال : " طبعا , سابدأ في ترتيب هذا المر ,إن أمامنا شهرا لأنهاء ذلك , هل تكتب أنت قائمة باسماء المدعوين ام أكلّف هيزل بذلك؟".
" يجب أن ندعو رؤساء الأقسام , ذلك حفظا للشكليات ,وعدا ذلك إدعي كل أصدقائها واي شخص آخر تريان , أنتما الأثنتين , وجوب دعوته , سنقيم الحفلة في الفندق , إنني اقترح السبت , آه , وطبعا بييت سيكون هناك".
فأومات جينا : " وماذا عن عدد المدعوين ؟ كم......؟".
فقاطعها : " سأدع لك كل هذا".
وفي مكتبها , رفعت سماعة الهاتف ثم أدارت رقم القسم القانوني في الصحيفة.
" صوفي , هل يمكنك القدوم الى مكتبي هذا الصباح ؟ هناك شيء هام أريد التحدث عنه معك".
جلست صوفي بجانب مكتب جينا , بعد ذلك بساعة , وأخذت تنظر اليها بعينين متسعتين , وقد فوجئت بفكرة العمل مع نيكولاس كاسبيان يوميا.
سالتها جينا دون أن يدهشها ذهول الفتاة :" هل تريدين هذا العمل ؟ ليس عليك إعطاء قرارك النهائي الآن هنا ,ولكنك إذا كنت واثقة من عدم رغبتك في ذلك ,من الأفضل ان تعطيني الجواب في اسرع وقت ممكن ,لكي نبدأ البحث عن فتاة أخرى".
فقالت صوفي : " حسنا , كانت هذه مفاجأة مذهلة تماما".
فقالت هيزل ضاحكة : " إنه عادة , لا ياكل الناس و انا لا اقول أن العمل معه سهل ,لأنه صعب أحيانا ,لكنك سبق وعملت مع رجال ذوي سلطة كبرى , من قبل , فالعمل مع غاي فوكنر لا يمكن أن يكون بسيطا ,مثلا ,وهكذا ستعتادين العمل مع نيكولاس بسرعة وهو رئيس كريم جدا , سيكون أجرك أكبر بكثير من أجرك الحالي وكذلك وضعك ونفوذك , كما أن العمل متنوع وممتع".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.