آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-11, 08:54 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ثم أخذت تشرح لها االعمل بالتفصيل بينما أخذت صوفي تستمع بإمعان وقد بدا الجد على ملامحها : " وطبعا و سأبقى معك أسبوعا أو نحو ذلك لكي أدربك على العمل , إنني سأنتهي من هنا بعد شهر ,ولكنني لا أمانع في البقاء أسبوعا زائدا إذا أقتضى المر".
وسألتها جينا : " حسنا , ما رأيك ؟ ". فنظرت صوفي اليها مترددة وهي تعض شفتها.
" ايمكن ان أفكر في المر بعض الوقت ؟ أظن العمل سيعجبني , لكنني بحاجة الى يومين على الأقل لأقرر فيهما قبل إعطاء الجواب النهائي"
" هذا طبيعي , فقد فاجأناك بالأمر في الحقيقة , دعينا نعلم جوابك عند إنتهاء العمل يوم الجمعة".
قالت جينا ذلك , فوعدتها صوفي خيرا وخرجت.
عندما وصلت الى مكتبها ,وجدت غاي يبحث على الرفوف عن كتب قانونية معينة ,فيسحب الأول ثم يعيده ليسحب الثاني ,متفحصا ,نظرت صوفي الى ساعتها و مترددة , نظر اليها غاي , فقالت : لقد إقترب وقت الغداء , أيمكنني أن أغيب نصف ساعة زيادة اليوم ؟ أريد ان أتسوق للعيد , وهذا المساء سأبقى في العمل نصف ساعة زيادة فأعوّض بذلك الوقت الذي اخذته".
أوما برأسه وقد عادت نظراته الى الكتاب المفتوح بين يديه , فكرهت صوفي عدم مبالاته هذه ,ولكن ذلك جعل من السهل عليها أن تخبره بما حدث معها في مكتب كاسبيان , لقد سرّها هذا في الواقع , حسنا , فليومىء بعدم مبالاة الآن لهذا الخبر , فقالت : " بالمناسبة , هيزل فان ليدن ستترك عملها , وقد طلبوا مني ان أعمل مكانها ". ساد صمت شعرت معه بدمها يبرد في عروقها ,وكانت هي ترتدي معطفها الان , فإلتفتت اليه فوجدته واقفا بجمود , وقد بدا وجهه دون تعبير , نظرت الى عينيه فتوقفت عن التنفس.
سالها وشفتاه لا تكادان تتحركان : " وهل قبلت؟".
وجدت صوفي من الصعب ان تنطق بجواب , فقد كان فمها جاف للغاية.
" قلت لهم انني سأفكر في الامر.........".
تقدم نحوها خطوة ,وفي تلك اللحظة قرع الباب ثم أنفتح وبدت فاليري نايت رائعة في ثوب أبيض ضيقا يبرز مستديرات جسدها البديع التكوين.
قالت لاهثة وقد بدا أنها عمياء عن حضور صوفي ,كعادتها :" آه , أنت هنا , يا غاي , هذا حسن".
فقال وقد تلاشى التوتر في وجهه لتحتل مكانه إبتسامة : " مرحبا يا فال".
اخذت صوفي تنظر اليه وقد توترت شفتاها ,كان واضحا أنه لم ينس فاليري بعد ,وذلك من الطريقة التي كان يحدق فيها اليها.
قالت فاليري مبتهجة : " خطر لكوليت فكرة نيّرة الآن ,إننا سنحضر مولي غرين وطفلتها الى لندن للقيام ببعض التسوق للعيد , وسيمكننا عند ذاك كتابة مقال عنها مع صور لها وللطفلة ,ولكنها طلبت مني ان ابحث الأمر معك أولا خوفا من أن يسبب المقال تعقيدات قانونية".
فقال غاي ببطء : " لا يمكنني ان أرى ضررا في ذلك ,خصوصا إذا كان المقال مصورا ,كم يبلغ عمر الطفلة الآن ؟".
"حوالي الثلاثة أشهر ,وهي رائعة , إنها تشبه امها كثيرا وهذا واضح".
ضحك غاي لحماسة فاليري وقد بدا الدفء في عينيه : " ارى أنك على إتال بهما".
فقالت تعترف : " أعلم ان هذا ضد مبادىء المهنة ,ولكن مولي وطفلتها يهمني أمرهما على نحو ما".
لم يبد أي منهما ذرة إهتمام بما كانت صوفي تقوم به ,وربما لم يلحظاها وهي تخرج بهدوء وتتركهما بمفردهما .
نزلت في المصعد ثم أخذت تاكسي الى خارج بابري وارف , كانت تلك المواجهة المختصرة مع فاليري نايت قد بلورت كل شيء بالنسبة اليها و كانت مترددة في ما إذا كانت تقبل الأنتقال الى وظيفة هيزل ام لا و أما الآن فقد قررت ما ستفعل , ستقبل بذلك.
رؤيتها لغاي مع فاليري وهو يبتسم لها ,جعلها تدرك شيئا كان عليها الأشتباه فيه منذ مدة طويلة ,وهو أنها , هي صوفي ,مغرمة بغاي فوكنر.
لمتكن كذلك تلك الليلة التي أنقذها فيها من حفلة خطوبة فاليري وجيب ,كانت تعتقد حينذاك انها مغرمة بجيب , لكنها الآن تدرك أن الحب كان يتلاشى بالتدريج قبل اسابيع من تلك الحفلة , فقدك ان جيب يخرج مع فاليري بإنتظام طوال الخريف وبداية فصل الشتاء , عادت صوفي بذاكرتها الى تلك الأيام فرأت أن مشاعرها كانت تغيّرت شيئا فشيئا ووعند إقتراب الحفلة كانت قد نسيت ذلك الحب تقريبا ,ولكن ,وعند إقتراب الحفلة كانت قد نسيت ذلك الحب تقريبا , ولكن ليلة الحفلة اضطرمت فجأة آخر شعلة من مشاعرها.... آخر بصيص من تلك النيران التي كانت تموت.
لماذا لم تدرك كل هذا من قبل ؟ أخذت تتساءل محمومة عن ذلك حيث حوانيت الكتب القديمة اتبحث فيها عن كتب لخالها ثيو.
كانت عمياء عن تغير مشاعرها , صماء إزاء قلبها , وليلة اوصلها غاي فيها الى بيتها وأخذ في مغازلتها , تجاوبت معه بكل مشاعرها , ثم عادت فإحتقرت نفسها عند الصباح التالي , عندما عادت الى طبيعتها ,ولكن لا بد انها كانت قد سبق وإبتدأت بالوقوع في حبه لماذا لم تدرك ذلك حتى الآن؟
كانت شوارع لندن مزدحمة بالمتسوقين المسرعين في ذلك الجو القارس البرد و لكنها لمتكن تشعر بالبرد في الحقيقة , فقد إبتدات ,وقد اصابها الدوار ,ترى المصير الذي ينتظرها ....ز عذاب الحب لرجل لا يحبها ,كان قلبها قد إمتلأ الما ,وكانت التعاسة تخرسها
لكنه كان ألما مألوفا , فقد سبق وعانت مثله من قبل مع جيب , لقد ضيّعت من حياتها أشهرا في حبه بينما كانت تعلم أنه لا يحبها ,وها هي ذي الان قد اصبحت في نفس الوضع مرة أخرى....
انزلتها التاكسي قرب ( محكمة سييل )فأخذت تطوف على حوانيت الكتب القديمة المستعملة في تلك المنطقة,دون كرة ثابتةعما كانت تبحث عنه ,ما عدا أنها كانت تريد بعث السرور في نفس خالها وذلك في شراء ما يناسب مجموعته من االكتب القديمة ,فالعيد سرعان ما يأتي بينما هي لم تجد بالضبط الهدية االتي تناسبه.
لكن مزاجها لم يكن رائعا هذا النهار ,وهكذا توقفت عن ذلك بعد نصف ساعة فدخلت الى مقهى لتطلب شطيرة وكوب قهوة وعندما جلست الى المائدة لتاكل طعامها , اخذت تجول بعينيها في زحام المقهى ,كان باربري وارف بعيدا عنها ,وهكذا لم تكن تتوقع أن ترى أحدا تعرفه ,ولكنها رأت فعلا .
كان جيب جالسا في زاوية مع فتاة لمترها صوفي من قبل , فتاة ذات شعر بني جعد ووجه بشكل قلب ,كانت هي وجيب يضحكان بصوت مرتفع و ثم مالت الفتاة نحوه بشكل حميم و أخذت صوفي تنظر اليهما ذاهلة
وكأنما احس هو بأنه مراقب , فإلتفت فجأة ونظر في انحاء المقهى ، أرتبكت صوفي وعيناها تلتقيان بعينيه,لم تكن تريد ان تتحدث اليه أيضا , وهكذا نهضت وخرجت من المقهى دون أن تنهي طعامها
كان عليها ان تأخذ تاكسي الى متجر ( ليبرتي ) حيث تشتري هدية العيد لأمها التي كانت تحب ألوان وطراز الملابس التي يبيعها ذلك المكان.
وبينما كانت تقف تنتظر مرور سيارة ,خرج جيب من المقهى وأمسك بذراعها.
" لماذا إندفعت خارجة بذلك الشكل ؟ كنت اريد أن أعرفك بهارييت ,هل لديك وقت لتعودي وتتعرفي اليها؟".
حدقت صوفي اليه لا تعرف بما تجيب ,وما لبثت أن سالته : " ومن هي؟".
" إنها جارتي الملاصقة لبابي ,والدها قاض , القاضي ريدجواي لا بد انك سمعت بإسمه".
فقالت صوفي ببطء : " نعم ,طبعا , إن غاي يذكر إسمه دوما , أظنه يعرف الأسرة جيدا".
فقال جيب عابسا :" لهذا اردتك أن تتعرفي اليها ! هارييت تعرف غاي منذ كانا يدرسان معا الحقوق ,وكانا يتقابلان على الدوام , لفترة من الزمن ,وكان والدها حريصا على أن يتزوج غاي من أسرته و ذلك لأن اسرة غاي غنية ,كما تعلمين".
فقالت صوفي شاعرة وكأن فمها مليء بقطع زجاج : " لا أعلم هذا وما أعرفه عنه قليل جدا".وأكتسحتها موجة من المرارة ,كان هذا تقليلا من شأنها ,فقد كانت تظن نفسها تعرفه جيدا ,ولكن يبدو انها كانت مخطئة كثيرا.
فقال جيب :" حسنا ,أل فوكنر أثرياء جدا ,عندهم الكثير من الأراضي والقرى في امكنة متعددة ,والقاضي ريدجواي كان يحب أنتتزوج إبنته من محام غني و ذلك ان أكثر الشبان الذين كانت هارييت تعرفهم كانوا طلابا فقراء عليهم أن يبنوا مستقبلهم ،ولهذا لم يكن والدها يريدها ان تتزوج واحدا منهم".
فقالت صوفي بصوت جاهدت لكي تبقيه ثابتا :" إذن ،غاي كان مخطوبا لها طوال الوقت سرا؟".
" كلا وإنك لم تفهمي المر ! لقد تركت هارييت والدها يعتقد أنها وغاي خطيبان وكلما جاء ذكر الزواج ,كانت تقول إنها تريد ان تستقر في مهنتها اولا............لكن الحقيقة أنها كانت تواعد رجلا آخر سرا , رجلا كان والدها يكرهه كما يكره السم , كما تقول هارييت ,وكانت خائفة جدا من ان تخبر والدها عنه وحتى أنها لم تجرؤ على ان تخبر غاي كيلا يخبر والدها و لن ليس لدى غاي فكرة جيدة عن ذلك الرجل وأيضا , إنها تسير في طريق خاطىء , يا صوفي , هلا جئت وتعرفت اليها؟ غنها تعرف كل شيء عنك وهي متلهفة الى التحدث اليك".
فسالته بحذر : " ما الذي أخبرتها به عني؟".
فقال بإبتسامة عريضة : " إنني لم أكد آتي على ذكرك ".
" من حدّثها عني إذن؟ غاي؟".
فهز رأسه :" كلا , ليس غاي ,وإن كانت تعلم انك سكرتيرته ,طبعا ولكنه لم يتحدث عنك ، إنه حبيبها الذي أخبرها بكل شيء عنك.......".
فإستدارت عينا صوفي : " وهل انا أعرفه؟".
فأومأ قائلا :" إنه سينضم الينا هنا في اية لحظة ، إبقي معنا لكي تريه , تعالي أولا وتحدثي الى هارييت , إنها تريد أن تسألك النصيحة , انها عزيزة علي ,وحلوة للغاية وانا مولع بها جدا"
ضحكت صوفي وإستدارت لاحقة به عائدة الى المقهى , لكن جيب جمد في مكانه وهو يحدق الى رجل طويل القامة كان مسرعا نحوهما.
" ها هو ذا".
" أندريس! ". شهقت بإسمه بصوت مرتفع , وقد بدا عدم الصديق في عينيها.
" صوفي ؟". أجفل هو أيضا رغم انه لم يب عليه عدم التصديق بقدر ما بدا عليها و رأته وقد إحمرّ وجهه وبدا عليه عدم التوازن بشكل غريب ,وفجاة , اصبح كل شيء واضحا.
تذكرت كيف كان أندريس يلقي عليها أسئلة متتابعة عن غاي ,مثيرا حيرتها باهتمامه برئيسها , ما جعلها ترتاب فيه قليلا , لقد عرفت ,حينذاك , بأن أندريس لم يكن يهتم بها حقيقة ،ولكنها لم تستطع أن تعرف ما يهدف اليه!
" إذن فأنت رجل هارييت الغامض؟".
إبتسم اندريس لها معتذرا : " أخشى ان أكون مذنبا ".
سألته : " لماذا لم تخبرني عندما تعشينا معا؟".
" اردت ان أعرفك أولا و هل قابلت هارييت؟".
قال جيب بغبتسامة عريضة :" لقد رأتها معي في المقهى و فإندفعت خارجة وقد تملكتها شكوك سوداء ,كما اخشى".
فقالت صوفي لاوية شفتيها : " إنك محظوظ إذ امسكت بي , ربما كنت حدثت فاليري بكل ما رأيته , عند ذلك اين تصبح أنت ؟".
فقال جيب ببشاشة : " فاليري تعلم كل شيء عن هارييت , فقد قابلتها عدة مرات , فاليري في الواقع ,هي التي نصحت هارييت بأن تطلب من غاي أن يخبر والدها بهذا الخبر ".
إزداد إتساع عيني صوفي : " هل تمزح ؟ هل هي حقا ستطلب من غاي أن يخبر اباها؟".
فقال اندريس بسرعة : " إنه لا يحب هارييت ولم يحبها قط , لكنه الوحيد في العالم الذي بإمكانه ان يجعل ريدجواي الأب متعقلا , إذا نصحه غاي فوكنر بأن يقبل , ربما يقبل الرجل العجوز : " وبدا على وجهه فروغ الصبر بينما لمعت عيناه بالزدراء : " إنني اعلم ان الرجل العجوز يكرهني.... عن لدينا نظرة الى القانون مختلفة جدا , في كيفية تنفيذه " ,إنه يسميني المحتال , لكنه عليه أن يعترف بنجاحي ,ورغم كل كراهيته لأساليبي , فانا لا أعمل غلا ضمن القانون , انا لا أتخطاه ابدا , إن لدي زبائن مجرمين , لكنني لست مجرما مثلهم".
قال جيب يستعجلها : " هيا إدخلي وتعرفي إليها".
فتركته صوفي يقودها عائدا الى داخل المقهى حيث كانت هارييت تنتظر وقد إستبدّ بها القلق.
تصافحت الفتاتان ,وقالت هارييت بصوت دافىء , قال أندريس : " إنك فتاة كلاسيكية ,وأنا أعرف الآن ؟ ماذا كان يعني".
إبتسمت صوفي قليلا : " إنني اتساءل ماذا كنتما ,انت وهو ,ترجوان مني ان أفعل لأجلكما بالضبط........".
نظرت هارييت الى اندريس بعجز , فهز هذا كتفيه :
" هارييت لا تدعني اتحدث الى والدها وجها لوجه.......".
فقالت هارييت :" قد يصاب بنوبة قلبية ". ثم حملقت في صوفي : " وهكذا ...... ترين ,ظننت ... .. أرجوك يا صوفي , هل لك أن تطلبي من غاي أن يخبر أبي بالأمر؟".



التعديل الأخير تم بواسطة أمل بيضون ; 17-08-11 الساعة 09:11 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 12:59 AM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع



أخذت كوليت تسي تنقر بالقلم على أسنانها المنتظمة الناصعة البياض ,وهي تحدق الى الصور الفوتوغرافية التي كانت منتشرة على مكتبها.
قالت فاليري راضية : " إنها جيدة , أليس كذلك ؟ ما اعجبتني اكثر هي هذه ,مولي مع طفلتها وفي حضنها دب كبير محشو ,إن مولي ( فوتوجينيك ) جدا ,وكذلك طفلتها , لقد إشترينا الدب هذا ,بالمناسبة , فهي هديتنا للطفلة ولم يكن لدي فكرة عن أن الألعاب تكلف كل ذلك المبلغ , لكننا اردنا شيئا كبيرا ثمين المظهر ,لقد سمّوها ( ديدري ) .... اعني الطفلة وليس الدب ,إنها ظريفة جدا و أليس كذلك ؟". وحركت الصورة نحوكوليت.
فقالت رئيسة تحرير باب الشخصيات ودون حماسة : " إنها ليست سيئة ,لكن لا شيء جديد هنا , يا فال , إنها ظريفة , لكننا نريد شيئا أكثر من الظرف ,أين الإثارة؟".
نظرت اليها فاليري بحدة: " لا أدري ماذا تعنين , إنها قصة رائعة عن العيد ,الم وطفلتها .. منبوذتان منسيتان أيام العيد ,كما ان نظرة مولي بالغة البراءة.....".
نظرت اليها كوليت بجفاء , بينما اصابعها الرشيقة تجمع الصور في كومة : " كلا ,آسفة , لا يمكننا إستعمال أي من هذه الصور , ستكون مضيعة لمساحة المقالة".
تملك الغضب فاليري , فألقت كوليت عليها نظرة جانبية ,تقييم مزاجها ,حيث انها كانت طموحا ,فقد كانت تعلم دوما متى يتملك الطموح إحدى موظفاتها ,وهذا طبعا ينطبق على فاليري ,لم تكن كوليت تخافها ,لكنها لم تكن تريد ايضا ان تجعل منها عدوة لها , فقالت لها برقة : " لو استطعت ان تجعلي ماك كامرون في الصورة , سيختلف الأمر".
اطلقت فاليري ضحكة غاضبة: " إنه يرفض حتى رؤيتها , فكيف يقبل بأن يتصور معهما ؟".
" إذا أخذت الصورة بشكل مفاجىء ..".
" اتعنين ان آخذهما الى شقته ... ثم التقط لهم صورة قبل أن يعرف ما يجري؟".
لم تكن خطرت هذه الفكرة لفاليري , وعادت تقول : " أن مولي ستكره هذا الفعل , إذا كانت تثق بي فهذا لأنها تعلم انني لا ألجأ الى مثل هذه الأعمال الرخيصة لجذب الأنظار".
إختنق وجه كوليت غضبا : " إنك مخبرة صحافية ولست عاملة إجتماعية , إما ان تأتي إلي بصورة مثيرة للقراء , وإما ان لا تضيعي وقتي!".
نزلت فاليري الى مقهى توريللي لتحضر شطيرة وهي تفكر بضيق في تصميم كوليت .
كانت تلك المرأة بالغة الخشونة , فهي لا تقيم وزنا للإعتبارات الأخلاقية أو الرقة واللطف ,القصة هي القصة مهما سبب من الم ,ولأي شخص كان .
أثناء عودتها ,وقد وضعت غداءها بكيس ورقي ,صادفت جينا عائدة من التسوق للعيد ,حاملة أكياسا عديدة .
قالت لها فاليري مازحة وهما تقفان بإنتظار المصعد : " هل كنت مشغولة؟".
فأومأت جينا : " كنت مستمتعة ايضا , إنني اعشق شراء الهدايا".
ذكر هذا فاليري بقضائها هذا الصباح مع مولي وطفلتها ,فتوترت ملامحها وقالت شاردة الذهن :
" هل جرى شيء سيء ؟ يبدو عليك الضجر".
أخبرتها فاليري بإقتراح كوليت : " إذا كانت تظن أن بإمكاني إقناع مولي بالذهاب الى شقة كامرون ومفاجأته بأخذ صورة له , فهي فقدت عقلها , إن مولي تفضل الموت على هذا , أحيانا يخطر لي أن كوليت لا تفهم الطبيعة البشرية على الأطلاق , دوما ,أتساءل عما إذا كانت إنسانا آليا روبوت".
" ربما لدى نيكولاس كاسبيان مئات منهم في المختبر في لكسمبورغ ". فاخذت الإثنتان تضحكان , ثم قالت جينا مفكرة : " اتعلمين ا نماك كامرون قد أجرى سلسلة إختبارات ليعلم إن كان بإمكانه إنجاب طفل؟".
"نعم , سمعت بذلك , لكن النتائج غير جاهزة بعد و أليس كذلك؟".
" كلا ,ولكنني واثقة من أن تلك النتائج غير جاهزة بعد , اليس كذلك؟".
"كلا ,ولكنني واثقة من أن تلك الطفلة طفلته ,وأنت؟".
فتنهدت فاليري : " انا واثقة تماما ,وأرجو أن تساندها النتائج تلك".
"أظن هذا ما سيحدث , إسمعي يا فاليري ,ماذا لودعوت ماك كامرون الى شقتي لتناول فنجان قهوة......؟ كما انك تحضرين مولي والطفلة الى شقتي ايضا؟".
أجفلت فاليري غير مصدقة : " هل ستفعلين ذلك؟".
ضحكت جينا بجفاء وهي ترى ما إرتسم على ملامحها :" آه ليس فقط لأحصل على صورة للنشر في سنتنال ,ولكن لأجمع بين ماك ومولي ,على إنفراد ,حيث يمكنهما ان يتحدثا وجها لوجه دون وجود محامين أومخبري صحف ! فقد حان الوقت ليقوما بذلك,ألا تظنين ذلك ؟لقد طالت قضيتهما كثيرا".
"طالت كثيرا".
" إذن فقد اتفقنا؟".
اومأت فاليري تقول : " إتفقنا".
اخرجت جينا مفكرتها من حقيبتها واخذت تقلب أوراقها ,مقطبة جبينها :" لقد إقترب العيد ، ولم يبقى هناك وقت ، ماذا بالنسبة الى واحد وعشرين من شهر ديسمبر ؟ انا حرة ذلك ,ماذا بالنسبة اليك ؟".
كانت فاليري تنظر في مفكرتها هي أيضا :" إنه يناسبني ".
" حسنا , إذن ,دعي ماك لي أنا ، وأحضري أنت مولي الى شقتي واخبريها بأن هناك حفلة صغيرة لها والطفلة ,علينا أن نحضر الطفلة ايضا , إذا لم تستطع الحضور ذلك اليوم ,إعرفي متى يمكنها المجيء ,وإتصلي بي حالا ,حالما نتأكد من حضورها , سأدعو ماك".
وصل المصعد فدخلتاه : " في أي وقت ؟". القت فاليري عليها هذا السؤال والمصعد ينطلق بهما".
" السادسة والنصف ,وهو وقت الكوكتيل المعتاد ,كما أنه سيكون خاليا من أي عمل في ذلك الوقت من اليوم".
وقف المصعد وخرج الجميع منه ,صعد المصعد مرة أخرى , فتابعت جينا تقول : " عندما يجتمعان معا ,نخرج نحن ونتركهما بمفردهما , سأقول أنا أن مديرة منزلي لديها عطلة ,ثم أطلب منك مساعدتي في المطبخ".
ألقت عليهما فاليري نظرة شك :" أتعتقدين انهما سيصدقان ذلك؟"
هزت جينا كتفيها :" ربما لا , ولكن هذا غير مهم".
" قد يخرج ماك كامرون غاضبا ثم لا يتحدث اليك بعد ذلك وكما تعلمين".
"اعلم هذا ، إنها مجازفة عليّ أن اقدم عليها".
قالت فاليري : " أليس الفضل ان أسال المحامي عن ذلك ؟ يمكنني الإتصال بغاي هاتفيا , اسأله رأيه , لقد كان موافق على صورة مولي وطفلتها , لكن هذا الأمر مختلف , إذا إستقبل ماك كامرون هذا بشكل سيء ,وطلب تعويضا ماليا , فإنني قد أخسر عملي".
فقالت جينا بحزم : " كلا , لن يمكنه ان يرفع عليك دعوى لمجرد دعوتك مولي والطفلة الى حفلتي , فلا تكوني حمقاء , ولكن إذا أنت أخبرت غاي عما أخطط , فقد يحاول منعي كيلا تتعقد القضية في المحكمة , وأنا حقا اريد القيام بهذا العمل , انا واثقة من ان ماك يحب مولي وأنه عندما يرى الطفلة سيدرك أنها طفلته حقا...... إنه ليس سعيدا إزاء ما يجري حاليا , إنه متلهف الى طفل منه ، وإنه لا يظن ان بإمكانه الإنجاب".
" ربما الأفضل أن ينتظر صدور نتائج التحاليل تلك؟".
فتمتعت جينا برقة : " ويترك مولي تعتقد أنه بحاجة الى برهان ليصدقها ؟كلا , فليعترف لها بحبه اولا ، ولتأت نتائج التحاليل بعد ذلك".
إتصلت هاتفيا ,عصر ذلك اليوم ,بماك كامرون , ولم تدهش وهي تجد نفسها تتحدث الى جهاز الإجابة في الهاتف ,فتركت له خبرا أنها تدعوه الى تناول فنجان قهوة معها في الواحدة والعشرين من شهر ديسمبر .
كان نيكولاس وهيزل في المكتب الثاني يبحثان خلال كومة من الملفات عن اية ورقة لم يعد ثمة حاجة اليها فتمزّق ,ولكن ما ان وضعت السماعة حتى خيّل اليها أنها لمحت من طرف عينها ,حركة عند الباب ,وعندما التفتت لم تجد احدا , لا بد أن ذلك كان من تصوراتها.
إتصل بها ماك صباح اليوم التالي حين كانت على وشك الخروج من المكتب لحضور إجتماع لرؤساء الأقسام.
سالها : " هل هي حفلة كبيرة ام مجرد نحن الثنين ؟".
" سيكون هنا بعض الأصدقاء , لكنهم قليلو العدد ,حاول أن تأتي يا ماك".
"هل سيكون كاسبيان موجودا ؟".
" نيكولاس ؟كلا , لن يكون موجودا !".
إمتدت يد من فوق كتفها تأخذ سماعة الهاتف من يدها ونظرت مصعوقة الى وجه نيكولاس المتصلب ,وأخذت تناضل غاضبة لإستعادة السماعة منه.
ابعدها عنه بينما كان يقول في الهاتف بإختصار :" إن جينا مخطئة , يا كامرون , سأكون موجودا هناك".
قالت جينا غاضبة: " اعطني السماعة".
تجاهلها نيكولاس وهو يستمع الى ماك بإنتباه , ثم يقول أخيرا : " فهمت ,حسنا يا كامرون ,في تلك الحالة , علينا أن نتحدث ,سأراك في الحفلة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-11, 04:07 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وضع السماعة ,فإلتفتت جينا اليه غاضبة ,وقد إلتهبت عيناها : " كيف تجرؤ على إختطاف السماعة ثم تخبره بانك ستحضر الحفلة ؟ إنني لم ادعك اليها ولا اريدك أن تكون حاضرا فيها ! فقد تفسد كل شيء بحماقتك .....".
قاطعها بقوله : " لقد اسقط ماك الدعوى".
فهمد صوت جينا :" ماذا؟".
" حسنا ,هذا جزء من البشارة , على كل حال ,ويا ليته أسقطها قبل أن ننفق تلك المبالغ الكبيرة على توكيلنا اغلى المحامين اجرا في لندن , إنني افكر في جعله يدفع لنا ما تكلّفناه".
" هل تحدث عن سبب ذلك؟"
فهز نيكولاس راسه :" قال إنه سيوضح كل شيء في حفلتك ,كان مسرورا لحضوري الحفلة لأن ذلك سيمنحه فرصة ليتحدث إليّ على إنفراد دون وجود المحامين معنا ,لا شك في انه سيحاول إقناعي بعدم التفكير في أية إجراءات إنتقامية في المستقبل ,إنه خائف من أننا قد نكتب عنه في الصحيفة مقالات عدائية بعد هذا".
قالت جينا وقد تملكتها البهجة : "لا بد انها التحاليل ,ماذا يمكن أن يغير عقله غير ذلك؟".
أطل سين يتس من الباب سائلا بتوتر : " مشكلات؟".
فقال نيكولاس وهو يخرج الى غرفة الإجتماعات :" كلا ,بل أخبار طيبة للمرة الأولى ,اين غاي فوكنر ؟آه ,ها أنتذا يا غاي ,عندنا لك خبر ,لقد أسقط كامرون الدعوى ..... لقد ربحنا".
اجفل غاي وسأله : " ما الذي غيّر عقله؟".
نفس سؤال جينا ,ولكن نيكولاس إبتسم بغموض وهويلقي عليها نظرة جانبية ثم قال : " سنعمل هذا المساء".
وفي الواقع ,تاخر نيكولاس في المكتب لوصول بعض السياسيين من أروروبا الشرقية كانوا يريدون التفرج على انحاء باربري وراف .
فقالت لجينا :" لكنني ساراكم فيما بعد".
فأجابته بعذوبة : " آه , فقط انسى الحفلة من فضلك , فأنا اعرف مقدار إنشغالك".
بدا التهديد في عينيه : " ساذهب الى هناك فلا تقلقي".
لكنها قلقت فعلا , فقد كان نيكولاس يسيطر على حياتها باجمعها ,وكانت هي أعجز من أن تتمكن من إيقافه عند حده.
كانت جينا طلبت من فاليري نايت ان تحضر مولي وطفلتها قبل ربع ساعة من الوقت المتوقع حضور ماك فيه ,لكن الثلج عاد يتساقط مرة اخرى ,ما جعل حركة السير سيئة للغاية في ذلك الوقت من النهار ،وهكذا وصل ماك أولا وصافح جينا مشرق الوجه : " عيدا سعيدا يا جينا ,تبدين وكأنك زينة العيد".
فضحكت " شعرت بالتأنق هذا المساء فعلا".
" هذا الثوب يناسبك ، وكذلك هذه ".وقدّم اليها هدية العيد ملفوفة في ورق مزخرف بالوان ذهبية وفتأوهت وهي تهز راسها : " ماك ، لم أتوقع منك هذه!".
فقال: " إنها ليست سوى قارورة عطر".
" لكنني لم أحسب حساب هدية لك".
" لقد تلقيت لتوي أجمل هدية في حياتي ". قال ذلك وهي تفتح اللفافة ثم تظهر سرورها بقارورة العطر الباريسية بداخلها.
كادت القارورة تقع من يد جينا وعيناها تتسعان إثارة : " ماك , هل تلقيت نتائج التحاليل؟".
أومأ برأسه وقدتوهّج وجهه سرورا : " يبدو أن بإمكاني إنجاب طفل".
" آه يا ماك ,هذا رائع ,كم انا سعيدة لأجلك!".
فقال : " شكرا,احسن ما في الأمر هو أنني اصدق مشاعرك هذه وأنها ليست فقط لأنني اعفيت سنتنال من الدعوى القضائية".
إبتسمت ثم قالت بجد : " ولكن , يا ماك , لماذا أخبروك قبلا بأن ليس بإمكانك الأنجاب؟".
" لم يستطيعوا تقديم جواب قاطع لهذا , قالوا ربما التحاليل لمتكن أجريت بالدقة اللازمة حينذاك ,او أن النتائج لم تقرأ جيدا.......".
أومأت جينا وهي تنظر اليه : " الم تتحدث بعدمع مولي؟".
توهج وجهه إحمرارا ,وهز رأسه , بقي ساكتا لحظة ثم إنفجر قائلا : " وماذا أستطيع ان أقول لها , يا جينا ؟ لقد تصرفت بعناد ,لا بد أنها تكرهني الآن ,ولن الومها لهذا........ ".
تمتمت جينا تمتحنه : "ولكن هل تريد رؤيتها؟".
فتأوّه قائلا : " أنا متلهف لذلك , ولكن كيف استطيع ذلك؟".
" الم تر طفلتك بعد ؟".
حملق فيها بعينين دامعتين : " كلا لو انني فقط...... إذا ما إعتذرت اليها وقدمت اليها ما تريده من شروط....... هل تظنينها تدعني أرى الطفلة على الأقل ؟هل تظنين هذا؟".
قرع جرس الباب مرة أخرى ، فقال ماك وهو يمسح عينيه : " إنه كاسبيان".
فقالت جينا : " ربما , يا ماك ,إسكب لنفسك كوب عصير".
فإستدار ماك نحو المنضدة : " إنني ظمىأ فعلا".
سارت جينا الى الباب تفتحه وهي ما زالت تحمل قارورة العطر ,كانت تعلم قبل أن تفتح الباب أن نيكولاس ليس هو الطارق.
تلاقت عيناها بعيني فاليري المتسائلتين.
" هل كل شيء على ما يرام؟".
هذه الجملة المختصرة كانت مثقلة بالعديد من الأسئلة .اومأت جينا تطمئنها بصمت , ثم حوّلت إبتسامتها الى مولي والطفلة ,التي كانت نصف نائمة ,وجه صغير لا يكاد يظهر تحت غطاء راسها المصنوع من الفراء الأبيض والملحق بالمعطف الدافىء الملفوف حولها.
قالت جينا : " شكرا لقدومك في هذا الجو و يبدو وكأن العيد سيكون أبيض , اليس كذلك ؟لا بأس فالجو دافىء في الداخل , أعطيني معطفك , هل أحمل الطفلة ريثما تخلعينه ؟ هذا عذر فقط , لأنني اريد أن أحتضنها".وإبتسمت.
ناولتها مولي الطفلة ، فاخذتها جينا منها بشيء من الإرتباك أذ لم تكن معتادة على حمل الأطفال.
أخذت تحدق مبهورة في الوجه الوردي الصغير ,كانت العينان الزرقاوان ذابلتين مثقلتين نعاسا ,ولم تستطع جينا ان ترى فيها شبها لأحد , لا العينان ولا الفم المقوس ولا الأنف الأشبه بالزر ,عندما حملتها جينا تمطت وأخذت تتثاءب , فضحكن جميعا.
قالت جينا وقد إستيقظت في أعماقها غريزة الأمومة : " يا لها من حبابة ". كان مرور الزمن قد انساها رغبتها في الأطفال , لكن حملها لهذه الطفلة أعاد اليها لهفتها لذلك.
وكانت فاليري ساعدت مولي على خلع معطفها ثم علّقته على المشجب في الردهة.
قالت جينا وما زالت عيناها على الطفلة النائمة : " هل كان خروجكما صعبا في هذا الثلج المتساقط ؟ لا أدري لماذا نستغرب سقوط الثلج ,والمواصلات العامة تتوقف حالما يبدأ بالتساقط , سنعيدك الى بيتك بالسيارة ,فلا تقلقي ,هل أنت ساكنة مع والديك؟".
أومأت مولي برأسها وهي تمشط شعرها المتموّج القاتم اللون : " إننا نسكن معهما , أمي ترعى ديدري أثناء عملي ,لقد كان والداي رائعين.......". وسكتت فجاة ,وهي تتنفس بعنف عندما رأت ماك كامرون يخرج من غرفة الجلوس , شحب وجه مولي ورفعت يدا مرتجفة الى فمها.
" آه..... آه.......". ونظرت بعنف الى فاليري وقد بدا الأتهام في عينيها.
" ما هذا العمل ؟ ظننت أن بإمكاني أن اثق بك ,ليس لديك الحق في أن.......كان عليك أن تخبريني ....". وعضت شفتها وهي تلقي على ماك نظرة متوترة ثمتمتمت بغضب بلهجة الدفاع : " لم أكن أعلم ؟ لو كانتا اخبرتاني لما جئت قط".
كان ماك يحمل كوب العصير في يده ,فوضعه بهدوء على منضدة قريبة , ثم قال بصوت يفيض بالمشاعر : " انا اصدقك". فنظرت اليه مولي غير مصدقة وقد أدركت الان أن ثمة شيء قد تغيّر ، لقد كان ينظر اليها بخجل وضراعة.
همست تقول: " اتصدقني؟".
فأومأ قائلا : " وانا أيضا لم أكن أعلم , لقد وقعنا ,نحن الإثنين , في الفخ".
قالت جينا :" بدت لنا فكرة جيدة ". ولكن لم ينظر أي منهما اليها , فقد كانا مشغولين بالتحديق في بعضهما البعض.
قال : " كنت أحاول أن استجمع شجاعتي لطلب منك مقابلتي".
" أحقا؟ ولماذا ؟". وعاد وجهها يتوهج إحمرارا.
" أنا........ آه يا مولي ...لشد ما أنا آسف........".
قالت جينا بسرعة وهي تناولها الطفلة : " حسنا ,لدينا عمل في المطبخ ,المعذرة".
بينما بدا على مولي أنها لم تستطع ان تفهم ما يدور ,لكنها تناولت طفتها بحركة غريزية بينما أخذ ماك ينظر اليها متقدما منها خطوة.
نظر الى الطفلة فرأى شعر جعد قاتم اللون ووجه صغير وعينان قاتمتا الزرقة.
صدر عن ماك صوت خشن غير مفهوم فحوّلت الطفلة عينيها ببطء تحدق اليه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-11, 12:45 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت جينا وفاليري قد توارتا في المطبخ حيث أسرعت جينا تدير الراديو فتجاوبت الأنغام في الجو, وتصاعدت أغنية شاعرية , رفعتها جينا بحيث غطّت على كل صوت آخر في الشقة ,وبعد ذلك أخذت ,وفاليري , في صنع قهوة لهما وجلستا ترشفانها ,واثناء ذلك أخذت جينا تحدث فاليري عن كل ما أخبرها ب هماك.
قالت فاليري بلهجة واقعية : " لقد اصبحت وظيفتي آمنة على الأقل".
فنظرت جينا اليها لاوية شفتيها : " المهم قبل كل شيء هو أن مولي والطفلة بخير الان".
قالت فاليري مدافعة عن نفسها بإبتسامة عريضة : " إنك لم تجربي القلق بالنسبة الى دفع أجرة بيتك او من اين وجبتك ستأتي ، إن علينا ، نحن الفتيات العاملات ، ان نكون واقعيات ، إن أمر مولي يهمني ، فقد أحببتها على الدوام.... وكافحت لأجلها ، لا تنسي هذا ولكنني ، في نفس الوقت ، اريد الأحتفاظ بعملي".
فقالت جينا تعتذر : " آسفة , فأنا أعلم مبلغ إهتمامك بمولي ". ذات يوم ، لم تكن جينا ، تهتم كثيرا بفاليري ، ولكنها ، في الأشهر الأخيرة ، أصبحت تحترمها وتعجب بها ، فقد ثبتت فاليري في موقفها تدافع عنه ، لم تتخلّ عن مولي أو تعتذر عن كتابة تلك القصة والذي كان يعني إعتبار مولي كاذبة ، وقد ثبت أن الحق معها تماما.
قالت فاليري : " لا أستطيع صبرا عن إخبار جيب كيف بدا ماك عندما رأى الطفلة ، عندما اخبرتني ا نماك كامرون قد أسقط الدعوى ، رفعت سماعة الهاتف لكي اخبر جيب ، فقال إننا سنحتفل بذلك بتناول العشاء في سافوي الليلة".
" هذا رائع".
بقيتا في المطبخ مدة ثلث ساعة ، ثم غامرت جينا بالخروج، كان ماك ومولي جالسين بجانب بعضهما البعض على الأريكة ، بينما الطفلة على ذراع ماك ، كان النور مخفضا إلا من مصباح على منضدة في زاوية.
وفي المدفأة كان اللهب يتصاعد وقد بدا طبيعيا للغاية ولكنه كان في الواقع ، نار غاز وقد تكوم حطب صناعي في سلة من الحديد المتشابك ، وكانت جينا قد بقيت زمنا تزخرف شقتها وتزينها بالنباتات المتعرشة وسلاسل من رقائق معدنية ونجوم، نظرت الى الغرفة راضية ، وكانت على وشك الرجوع الى المطبخ على أطراف أصابعها ، عندما نظر ماك حوله وإحمر وجهه نوعا ما لكنه إبتسم في نفس الوقت : " آه ، مرحبا ، هل عدت؟".
نظرت مولي حولها هي ايضا ، بإبتسامة مرتجفة ، بدت وكأنها كانت تبكي ، وعلى وشك الإنهيار مرة أخرى ، فقالت بصوت أبح :" كل شيء رائع الآن ".
فقالت جينا وهي تنظر الى الطفلة : " انا مسرورة جدا لأجلكم ، أنتم الثلاثة ". وضحكت.
خرجت فاليري من المطبخ ضاحكة وهي تحمل صينية كبيرة عليها أطباق تحتوي على أطعمة خفيفة ساخنة.
اعلنت فاليري ببشاشة : " حان وقت الحفلة ، هيا ، أنتم الأثنين ، وكذلك نحن ، هيا ، يا ماك ، ناول الطفلة لأمها".
تبادل ماك ومولي النظرات ، وقف ماك وما زال حاملا غبنته بين ذراعيه ، وهو يقول :" آسف يا جينا ....... إننا شاكران لكما جدا ولكن كل ما نريده حقا هو الأنفراد لكي نتحدث عن المستقبل ، هل لديكما مانع من خروجنا الان ؟ هل سيفسد ذلك حفلتك؟ أظن الاخرين سيصلون حالا ، على كل حال".
فقالت جينا بسرعة:" نعم ، سيصلون في أي دقيقة ، طبعا ليس لديّ مانع من خروجكما ، إننا نفهم مشاعركما ، أليس كذلك يا فاليري ؟ هل معك سيارتك يا ماك؟ أن أتصل لأرسال تاكسي؟".
" لدي سيارتي ، وسنكون بخير ، شكرا مرة أخرى ، إنك حقا مميزة يا جينا".
صدرت عن مولي تمتمة غير مفهومة وقد إرتجفت شفتاها ، ساعدتها فاليري على إرتداء معطفها ثم خرجت مع ماك وإبنتهما.
بعد خروجهما ، منحت فاليري جينا إبتسامة ملتوية : " حسنا ، أنها اقصر حفلة رايتها ، ولكن ما أعظم ان نراهما سعيدين ، كانت مولي على وشك السقوط أرضا ، أليس كذلك؟ لا أدري ما الذي أصابها ". ونظرت في انحاء غرفة الجلوس : " اواه ، يا جينا ......كل هذا الطعام ، كم احب أن ابقى وأساعدك على إنهائه ، ولكن هل لديك مانع من إسراعي في الذهاب ، أنا أيضا ؟ لا أحب منظر ذلك الثلج ، وعليّ أن أقابل جيب في ( سافوي ) الساعة الثامنة والنصف ، فإذا كانت الطرق مكسوة بالثلوج ، فسأمضي في الطريق وقتا طويلا ".
" لا بأس في ذلك".وبعد خمس دقائق كانت جينا قد أصبحت وحدها وسط السكون الغامر.
نظرت الى ساعتها ، إنها السابعة والنصف تقريبا الآن ، هل ما زال نيكولاس ناويا الحضور؟ ام ان شيئا اعاقه في باربري وارف ، أم ان تأخره في ترك المجمع جعله يذهب رأسا الى العشاء في مكان ما ، ناسيا أنه قال أنه سياتي الى هنا أولا؟".
تناولت صحنا صغيرا كوّمت فيه الطعمة ، ثم سكبت لنفسها كوب عصير البرتقال ، ثم جلست على السجادة امام المدفاة ، لا مانع من أن تستمتع وحدها بهذه الحفلة.
تصاعد رنين جرس الباب في الوقت الذي قضمت فيه لقمة من شطيرة سبانخ مع الجبن.
أجفلت جينا فوقعت من يدها بقية الشطيرة حيث تناثرت محتوياتها على السجادة أثناء نهوضها وهي ترتجف .
قال نيكولاس ونظراته على ثوبها الحريري الذهبي اللون :" آسف لتاخري".
فقالت وهي تسد عليه الطريق: " إنك تخرت أكثر من اللازم ، مع السف ، لقد إنتهت الحفلة وخرج الجميع".
نظر من فوق كتفها: " طعام خفيف وأشربة متنوعة ؟ هذا ما اريده بالضبط ". وازاحها م نطريقه ، مغلقا الباب خلفه برفسة من قدمه.
"نيكولاس ، يوما ما........".
فقال ضاحكا: " نعم يا جينا ..... يوما ما....".
تلافت أعينهما فخفضت بصرها ، وقد إلتهب وجهها إحمرارا ، بينما كان هو يقول بعفوية : " لم يكن طريقي الى البيت سهلا ، كان الثلج من الكثرة بحيث أن مسّاحة زجاج السيارة لم تكن تستطيع التحرك بسهولة".
قال وهو يلقي بنفسه في زاوية الأريكة امام المدفأة :" والآن ، أخبريني بما حدث".
" هل أسكب لك بعض الطعام؟لم ياكل أحد ،وهناك كميات كبيرة منه ، هذه الفطائر لذيذة جدا وكذلك الكافيار".
فقال : " نعم ، دعينا نأكل على الأرض امام النار ، أعطيني شيئا من كل نوع...... اكاد اموت جوعا ، فقد تركت تناول الغداء لأعمل في حسابات ( الشركة الدولية) فالصورة لم تكن سيئة بوجه عام ، ولكن بلدا أ إثنين لم يكونا من الجودة كما كنت أتوقع ، أرقامهما للسنة الماضية لمتكن متناسبة مع الفائدة ، عليّ أن أحكم الضغط على الإدارة في السنة الجديدة".
كوّمت من أنواع الطعام في طبق بينما تابع هو الحديث بصوت متعب ، وجسمه منهك متهالك على وسائد الأريكة ، وعندما ناولته الطبق ، اخذه منها بإبتسامة عريضة :" لن أحتاج الى عشاء بعد هذا كله".
"لقد طلبت مني أن أضع لك شيئا من كل نوع".
وجلست على السجادة وتناولت طبقها.
" والان أخبريني عن كامرون والفتاة".
" مولي؟".
"نعم ، مولي " وألقى عليها نظرة مازحة.
وهكذا أخذت جينا تتكلم اثناء الطعام ، بينما كان الثلج يتساقط في الخارج ، ما جعل لندن تلتف بغطاء ثلجي ناصع البياض.
بعد ذلك بساعة ، تثاءبت جينا وهي تقول : " سيكون عيدنا أبيض ، شيء بهيج".
سألها:" ماذا ستفعلين في العيد؟".
رأته يحدّق فيها طويلا , فجف فمها ، فأسرعت بالحديث لتغطي قلقها منه: " طلب دانيال وروز مني أن أمضيه معهما ، إن والدها سيصل غدا وأختها غيرينا أستيبان ستصل في الواحد والثلاثين من الشهر ، وبعد ذلك تعود غيرينا وزوجها الى اسبانيا لتمضي اياما بعد الاعياد مع أمها وأخويها".
أخذت تجمع الواني لأخذها الى المطبخ فهبّ نيكولاس واقفا وساعدها في ذلك.
قالت له :"وماذا عنك؟ما هي خطتك لقضاء العيد يا نيكولاس؟".
"كانت أمي ستأتي الى هنا لقضاء العيد ، ولكن في هذا الجو قد يكون من الفضل إذا انا ذهبت لى سان فرانسيسكو ، وهذا مؤسف فقد كانت مسرورة لرؤيتك مرة أخرى".
إحمر وجه جينا :" كنت سأسعد برؤيتها ، انا ايضا".
أخذ يحدّق في اللهب وقد توترت ملامحه : " تعالي معي إذن يا جينا ، إنني أعلم أن روز دعتك لتقضي العيد معهم ، ولكن من الواضح ان لديهم الأسرة كلها ليقضوا العيد معا ، إنني واثق من ترحيبهم بك ، لكنهم لن يفتقدوك ، في الواقع ، إذا لم تذهبي". وجذب نفسا عميقا ثم تابع يقول : " لكنني أنا أفتقدك".
توتر جسمها وخفضت بصرها ، بينما عاد هو يقول :" اريدك معي ايام العيد ، يا جينا".
" لا أستطيع ، لقد قامت روز بكل الترتيبات.....".
" بل تستطيعين طبعا ، إنها ستتفهم الأمر".
" انا واثقة من ان أمك تريد الأستئثار بك لنفسها ، فهي لا تكاد تراك".
" لقد طلبت مني ان أدعوك ، وهي تنتظر رؤيتك مرة أخرى بشوق كبير ، هيا معي ، يا جينا ، الا تريدين قضاء بضعة أيام في الشمس؟".
كانت جينا متلهفة الى الذهاب معه في العيد ، فترى أمه مرة أخرى ، أن تتمكن من معرفتهما بشكل آفضل كان الأغراء لا يحتمل ، لكن جينا لم تشأ أن تستسلم لذلك و أحيانا ، عندما يبتسم نيكولاس لها بهذا الشكل ،كانت تشعر بنفسها تكاد تذوب وتتملكها المشاعر ، لكن عليها أن لا تنسى ان نيكولاس مخادع كبير ، لقد كذب وخدع من قبل ، وسيفعل ذلك مرة أخرى ، والحمقاء المجنونة فقط من تسمح لنفسها بان تحبه ،كانت تعلم ليس بإمكانها المجازفة بقضاء العطلة معه في نفس المنزل ، كان هذا أمرا بالغ الخطورة.
قالت : " كلا , لا أستطيع , آسفة".
أدرك نيكولاس أنها تعني ما تقول ، توترت ملامحه ، وأصبحت عيناه في برودة الثلج ، فقال بحدة وهو ينهض واقفا : " اغربي من وجهي".
شعرت بالخوف لحظة ، لكنه سار نحو الباب بخطوات واسعة، صافقا الباب الخارجي خلفه بعنف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-11, 08:44 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر



طوال ذلك الأسبوع ، كانت صوفي تحاول أن تتحدث مع غاي عن هارييت ريدواي وفي كل مرة كانت أعصابها تخونها ، كانا مشغولين بالعمل في دعوى تشهير سببها سلسلة مقالات كتبها توم بيرني عن عصابات شرق لندن ، كان توم قد نبش بعض إحصائيات تتناول سلسلة من القضايا في المحاكم تورط فيها أعضاء من هذه العصابات ، جرائم تتعلق بمخدرات وقتل ، ورذائل مختلفة ، لقد إستطاع أن يربط المجرمين المعروفين بالسر التي جاؤوا منها ، وبهذا انشأ نوعا من شجرة إعدام عائلية.
بعض السر التي ذكرت في المقالات دون أن يكون إسمها مسجلا في عالم الجريمة هددت بمقاضاة الصحيفة الان ، وكان على غاي ان يقرر ما إذا كان الفضل أن يدفع تعويضات خارج المحكمة اميسير بالقضية مدافعا ، حتى الليلة السابقة للعيد ، بقيت صوفي تعالج خلفيات المادة التي أعطاهم توم إياها.
قال غاي وهي تناوله أخيرا الصفحات المطبوعة: " سآخذ نسخة منها الى البيت لدراستها بمزيد من الدقة وذلك اثناء عطلة العيد".
" اين ستمضي عطلة العيد؟".
أجاب بذهن غائب وهو يتصفّح المستند الذي بين يديه :"مع أسرتي في ليستر شاير".
اخذت تتأمله ، متمنية لوتعرف ما يدور في ذهنه ، قالت هارييت عن غاي لا يحبها ولم يحبها قط ...... ولكن هل هذا صحيح؟ لماذا يتظاهر غاي بخطوبته لها إذا لم يكن يحبها ؟ إن إدعاء ضخما كهذا لا بد أن تكون له خلفية حقيقية ، بالنسبة اليهما هما الثنين ، قد يكون غاي وافق على ذلك لسباب ضاغطة جدا.
ضحك فجأة وقال دون ان يرفع بصره : " المكتوب هنا هوشيء لا يمكن تصديقه ، من اين اتى به توم بيرني؟".
فقالت : " من سجلات الشرطة , بشكل رئيسي".
كانت ما تزال تتامل جانب وجهه ، إنه يحيّرها كثيرا ، ملامحه متزمتة تقريبا ، تصرفاته هادئة منضبطة ، لكن مشاعره احجية معقّدة وصوفي لم تكن قط ماهرة في حل الحاجي.
قال غاي: " هنالك امور أكثر من هذا بكثير ، إنه حذر جدا في الإشارة المباشرة الى مصادر معلوماته ، من الواضح أن ثمة من مهّد له السبيل الى ذلك".
" يبدو أنه يعرف كثيرا من المجرمين ، فقد نشأ في شرق لندن ،طبعا ، ووظيفته تعني انه قابل أكثر من ذلك ". وأخذت صوفي تفكر في اندريس كيرك ، إن عمله يعني انه كان عليه أن يتعرف الى مئات من المجرمين ، لكن علاقته بهم تسودها المودة ، كما رات بنفسها ، ما يجعل من غير المستغرب ان تخاف هارييت من ان لا يقبله والدها صهرا له.
كان يريد غاي ، وغاي رجل محترم للغاية وسليل أسرة ثرية من الملاكين ، كما قالت هارييت ، والدها يحبها أن تتزوج من تلك السرة ، تنهدت صوفي وهي تفكر في أسرتها المشرّدة الغريبة الاطوار.
أظلم وجهها ، كانت تكره أن تتذكر ما حدث ليلة خطوبة جيب وفاليري ، خصوصا دورها في تلك الأحداث ، لكن عليها ان تحاول إستخراج نتيجة من ذلك ، إنها تريد أن تفهم غاي ودوافعه التي ألجأته الى ما فعل.
أخذ جزء من عقلها يسخر منها اتراها تمزح؟ لم يكن صعبا معرفة دوافعه ، فقد كانت واضحة كالبلور ، كانت تشعر بالتعاسة فاراد غاي إستغلال ذلك بمحاولة إغوائها .
حتى انه لم يشعر بالذنب ، كما يبدو ، ربما حدّث نفسه بأن أكثر الرجال يتصرفون بهذا الشكل ، وانه حاول بذلك الترفيه عنها ، هذا إلى أنها لم تقاومه ، فقد كانت ضحية في منتهى الخضوع.
وإذ تراجعت بذاكرتها الى الوراء ، رأت أنها كانت دوما تجده جذابا للغاية ، ودوما كانت ترغب فيه.
عبست وهي تتحول بنظراتها الى خارج نافذة المكتب ، لم تكن تفهم نفسها ، فكيف تأمل في أن تفهم غاي؟
رأت بذعر ، الثلج وقد عاد الى التساقط ، رقائق كبيرة تعصف بها الريح في ساحة المجمّع بلازا ، وطرقه.
وقف غاي خلفها وأخذ يحدّق الى الخارج هوايضا ، قائلا بضيق : " تبا لذلك، لقد عاد الثلج ، سيغطي الثلج الطرقات بينما أمامي رحلة طويلة إذا كنت اريد الوصول الليلة الى منزل والدي".
" ربما الأفضل أن تذهب مبكرا".
فتنهّد :" لا أستطيع ، فقد وعدت نيكولاس كاسبيان بأن اتحدث اليه قبل رحيله ، إن طائرته ستغادر الساعة الرابعة، لكنه خرج حاليا لتناول الغداء ولن أستطيع رؤيته قبل ان يعود".
" الى اين سيذهب في عطلة العيد؟".
اطلق غاي ضحكة صغيرة : " الى سان فرانسيسكو ، هذا إذا لم تقفل المطارات بسبب الثلوج".
وعاد ينظر الى الثلج المتساقط مرة أخرى ، وهو يئن :" كان عليّ ان أغادر امس ، لكنني ظننت ان الجو سيتحسن ، إذا دام الأمر على هذه الحالة ، فسأمضي العيد وحدي في شقتي ". وألقى عليها نظرة جانبية ساخرة : " إلا إذا دعوتني أنت لأمضي العيد مع أسرتك".
أسرعت خفقات قلبها : " لن يكون عيدا مريحا ،فأسرتي تشكّل مجموعة غريبة".
فقال مازحا : " اتعنين مثلك".
تظاهرت بالضحك : " أظن ذلك".
تشوّقت الى أن يقضي العيد معها ، لقد أبهجتها هذه الفكرة ، لكنها في نفس الوقت كانت تعلم ما ستظنه اسرتها من وجوده ، فهي لم تحضر قط رجلا من قبل الى بيتها ايام العيد، إنهم سيرتبون أمر عرسها حتى قبل أن تنتهي من مهمة تقديم غاي اليهم.
نظرت اليه خفية ، مترددة : " بالنسبة الى الحديث عن السر ، لقد تعرفت الى هارييت منذ ايام......".
رأت الدهشة تتملكه ، ثم التفت ينظر اليها بإمعان : " هارييت " أحقا؟ وأين؟".
" في مقهى ، كانت تتناول فنجان قهوة مع جيب".
توترت ملامحه وبدا العنف في عينيه الهادئتين : " ثم صودف وجودك هناك ، أنت ايضا ؟ أما زلت تقابلينه؟ ظننتك تحاولين نسيانه ، وذلك بالخروج مع كل رجل يطلب منك ذلك ! ألم تنجحي في تلك المحاولات ؟ اين كرامتك يا صوفي؟ لقد أصبح رجل إمراة اخرى الآن".
لماذا عليها أن تسكت ؟ ليست هي التي كانت تقوم بآلاعيب معقدة بالنسبة الى الحب ........ بل هو! فقالت بحدة وقد إلتهب وجهها : " لم أكن اقابل جيب ، كنت أقوم بالتسوق للعيد ، فدخلت الى مقهى فرايتهما هناك ، قدّمني جيب اليها ، وعندما علمت هارييت بانني سكرتيرتك طلبت مني ان أتحدث اليك........".
عندما سكتت عن الكلام، ضاقت عينا غاي وهو ينظر الى وجهها : " عن ماذا طلبت منك التحدث اليّ؟".
لم تعد صوفي تستطيع مواجهة نظراته الآن ، فخفضت بصرها ، واخذت تعبث متوترة ، بخصلة من شعرها ، فقالت وهي تسحب نفسا عميقا : " إنها ....... إنها تريد أن تتزوج و..... هناك انت........قالت إنها خطبة زائفة فقط.......".
فقال بجفاء وعيناه مسمّرتان على وجهها : " كانت كذلك فعلا ، لقد بقينا أشهرا نخرج مع بعضنا البعض ، ويبدو أن والدها ظنّنا سنتزوج ، فأخذ يتحدث عند ذلك وكأن الأمر قد إستقر على هذا ، كما أن هارييت نظرت الى الأمر بجدية ، هي ايضا ، وبشكل ما ، وجدت نفسي خاطبا لها ، لكنني لم أفكر قط بشراء خاتم خطبة لها ، ولم نقرر موعدا لذلك ، لم يكن أي منا يريد الزواج ، اخبرنا والدها باننا نريد الأنتظار الى حين الإستقرار في أعمالنا ، فإقتنع بذلك ، ولكن ، طبعا عندما إنشغل كل منا بعمله ، ولم نعد نرى بعضنا البعض كثيرا ، إفترقنا تدريجيا ، لم ارها منذ اشهر ، ولا شك أن الخطبة فصمت لولا أن هارييت كانت تخاف من أن تخبر والدها بذلك".
فقالت صوفي : " وما زالت خائفة من إخباره ، إنها لا تدري كيف تخبره بانها تريد الزواج من شخص آخر".
" أحقا ؟ ومن هو؟". قال غاي ذلك مجفلا.
" لا تخبريني بأن هارييت تحب الان جيب ، هي أيضا ، إنني اعرف أن شقتها تحاذي شقته ، وتراه على الدوام..".
فقالت صوفي بفروغ صبر : " كلا ، بالطبع ! إنها تريد الزواج من أندريس كيرك".
ساد الصمت لحظة وشحن الجو ، ثم إنفجر غاي يقول بعنف جعلها تجفل :" هل هذه مزحة؟".
قالت متلعثمة محاولة إخفاء ارتجافها : " لا ..... لا تصرخ بي ، كلا ليست مزحة ، الأمر جدي تماما".
إلتوى فمه بسخرية : " آه ، نعم ، إذا كان الأمر جديا الى هذا الحد ، لماذا خرج معك؟".
كان هذا سؤالا كانت تفضّل أن لا يلقيه عليها ، فالجواب كان محرجا جدا ، فتمتمت تقول وقد إحمر وجهها : " كان الفضول يتملكه بالنسبة اليك".
إنفجر غاي ضاحكا : " أنت تمزحين !".
حملقت فيه وقد توهّج وجهها وتوترت شفتاها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-11, 10:35 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بينما عاد يقول وقد بدت السخرية في عينيه : " يا له من أمر يثير الغيظ بالنسبة اليك".
فقالت : " كنت أعلم طوال الوقت، أنه يهدف الى شيء ما".
فقال بإبتسامة عريضة : " طبعا كنت تعلمين ذلك".
أدركت ان وراء كثرة اسئلته عنك شيئا غريبا ، فتكهنت بانه يهدف الى شيء ما ، لكنني لم أستطع التكهن بنوعه ! وكيف يمكنني ذلك وانا لا اعرف ان هناك فتاة تدعى هارييت ريدجواي ، او لها علاقة بك؟".
فقال عابسا : " وكيف تعرفت اليه ؟ إنه ليس من نوعها"، وضحك غاضبا : " كما أنه ليس من نوع أبيها بكل تأكيد ، سيمرض الرجل العجوز ، لا بد أن هارييت فقدت عقلها ".
فقالت صوفي : " لقد فقدت قلبها على كل حال ، إنني ، بصراحة ، مع هارييت ، لماذا عليها أن تتزوج رجلا فقط لأن والدها وافق عليه ؟ إن والدها يتصرف بعقلية آباء القرن الماضي".
فقال غاي موافقا : " نعم ، هذا هو والدها ، ولكن عليها أن تخبره سواء عاجلا أم آجلا ، إذا كانت تريد ان تتزوج كيرك ، عند ذلك سيتملكه غضب هائل قد يرديه بسكتة دماغية أونوبة قلبية".
جذبت صوفي نفسا عميقا : " إنها تدرك ذلك ، وهذا هو السبب في انها تريد منك أن تخبره".
" أنا؟". قرقع صوت غاي كالسوط مما جعلها تقفز ، فاسرعت تقول متلعثمة : " ح ......حسنا ، ذلك ش.......شيء معقول ، إنها تقول عن أباها يكنّ لك إعتبارا كبيرا ولهذا بإمكانك ا تقنعه بأن يقبل بأي شيء ، حتى بصهر غيرك ، إذا انت أخبرت القاضي بأنك انت نفسك لم تعد تريد الزواج منها ، وأن خطبتكما فصمت نهائيا ، وانكما أصبحتما الان مجرد صديقين .... عند ذلك كما تظن هي ، من المحتمل ان يقبل ، عند ذلك ، باندريس كيرك".
" إنه لن يدعها تتزوج كيرك ولوكان هذا آخر رجل في العالم ، فالرجل العجوز يكرهه ، عندما يكون موجودا في غحدى قضايا كيرك ، يبدأ الإثنان بالقتال ، وليس ذلك مجرد تمثيل ..... ريدجواي حقا لا يطيق رؤية كيرك".
وفجأة ضحك غاي : " لكنني سأتحدث الى الرجل العجوز بعد العيد ، إنني متلهف لرؤية وجهه عندما يسمع ان كيرك ، من ببين كل الرجال ، سيصبح صهره ، إنه قد يأكل ربطة عنقه".
قالت ضاحكة : " آه ، إنك ستحاول إقناعه ، إنك ماهر في جعل الآخرين يفعلون ما تريدهم ان يفعلوه".
"احقا؟ لكنني ، لم أنجح في جعلك تفعلين ما أريد ، أليس كذلك؟".
إبتلعت صوفي ريقها ونظرت الى ساعتها وقالت بسرعة : " حسنا ، لقد انهيت الان كل أعمالي ، فهل يمكنني الذهاب؟ عن عليّ أن اشتري بقية هدايا العيد ، وبعد ذلك ساذهب الى البيت لأستعد لإستقبال الإسرة والتي ستصل هذه الليلة والبيت ما زال غير جاهز تماما لقد بذل خالي ثيو جهده ، لكنه غالبا ، شارد الذهن ، إنه يبدأ في وضع الزينة ، وفي منتصف العمل يتذكر بعض التفاصيل التي عليه ان يضعها في كتابه ، فيذهب ليضع مذكرة بذلك ، ثم ينسى العودة لتكملة عمله".
" لماذا هذه الثرثرة السريعة يا صوفي؟ هل هناك ما يزعجك؟".
ألقى غاي عليها هذا السؤال بذلك الصوت الناعم الخطر ، فقالت لاهثة: " لو كان لديك عشرة من اقاربك سيصلون بعد ساعات لقضاء العيد عندك ، ستكون منزعجا ، انت ايضا ".
قال بعد صمت قصير :" حسنا ، إذهبي إذن ، وإستمتعي بالعيد".
إرتدت صوفي معطفها ، ولفت حول رأسها وشاحا أحمر ، ثم حملت حقيبة يدها وكيسا مليئا بهدايا العيد ، ثم قالت : " عيدا سعيدا لك ، كن حذرا بالنسبة الى قيادة السيارة".
تقدّم غاي خطوة نحوها ، وإذا بجرس الهاتف يرن ، أطلق ضحكة قصيرة وهو يميل نحو المكتب يلتقط السماعة.
أخرجت صوفي لفافة فضية من كيس الهدايا ووضعتها على مكتب غاي ، ثم هربت قبل أن يجد وقتا ليلتقطها.
بعد الساعة السابعة بالضبط ، ذلك المساء ، كانت مشغولة بإعداد فطائر اللحم من المطبخ ، عندما دخل خالها حاملا زجاجات العصير وهو يغني بسعادة ، وغذا بقطته فيوليت تستفز كلبه ( ستانسلاوس) للحاق بها في أنحاء المطبخ ، وفوجىء الخال ثيو بهما يثبان أمامه فعثرت قدمه بالكلب فوقع على الأرض وتحطمت الزجاجات متناثرة شظاياها ما عدا واحدة.
لكنه وقع ، لحسن الحظ ، على صوفي التي وقعت بدورها على صينية الفطائر , فسحقتها بشكل تعس , على القل لم يصب خالها باذى ، ولم يتضرر سوى كرامة صوفي وهو ينهض واقفا على قدميه ناظرا اليها ، ثم يأخذ في الضحك بشكل مفاجىء وهويرى وجهها وشعرها وقد غطاهما اللحم المفروم ، والفطائر المسحوقة.
" تبدين..... آه ، آسف ، ولكنك فعلا تبدين مضحكة..".
بطبيعة الحال ، كانت تلك اللحظة هي التي إختارها ضيوفهما للوصول ، اخذ جرس الباب يقرع بصوت مرتفع ، فنظرا الى بعضهما البعض وهما يتأوهان: " كلا..كلا.. كلا......".
قال الخال ثيو : " ها قد جاؤوا ، لماذا حدث لنا كل هذا..".
إزداد إرتفاع رنين جرس الباب ، صاح الخال ثيو وهو يدق الأرض بقدمه : " أنا قادم. ...... أنا قادم".
كانت صوفي تلتقط قطع اللحم المفروم من بين شعرها وأهدابها ، ثم سارت تحضر منديلا ورقيا تمسح به وجهها ، وغذ بها تسمع صوت غاي خلفها فإستدارت بسرعة وقد تملّكها الذعر.
دخل المطبخ ثم جمد في مكانه فاتحا فمه بذهول.
صرخت عندما اخذ ينظر حوله الى بحيرة الشراب وشظايا الزجاجات المتناثرة ، صرخت بصوت باك : " ماذا تفعل هنا ؟".
" ما كنت تفعلينه هو السؤال الحقيقي!".
بينما كان الخال ثيو يقول متفجعا :" كان هذا حادثا ، أنا سقطت فوق الكلب ثم... حسنا ، لا باس ، من اين ساحضر العصير للعشاء ؟؟ في مثل هذه الساعة ليلة العيد يقفل المتجر ابوابه الساعة الخامسة ، ثم يذهب صاحبه الى بيته حيث اسرته ، اليست هذه ماساة؟".
" ماساة كبرى". اجاب غاي بذلك وهو ينظر حوله ، ادارت صوفي ظهرها الى غاي ،وهي تسرع بتنظيف وجهها.
قال يغيظها ضاحكا : " لا تصلحي من منظر وجهك لجلي ، فأنا احبك بذلك الشكل".
فقالت بشيء من الكرامة : " إنك لم تخبرني بسبب حضورك".
فقال الخال ثيوبحرارة وهو ينظر اليها بإستياء : " لقد جاء ليتمنى لنا عيدا سعيدا ، فلا تكوني خشنة معه ، يا صوفي !".
إبتسم له غاي : " كنت سأذهب الى منزل اهلي لقضاء العيد ، يا سيدي ، لكنني قررت عدم المجازفة بقيادة السيارة في هذا الجو ، الشرطة اطلقت تحذيرات بعدم السفر دون ضرورة ، فالطرقات الطويلة محاصرة بالثوج والحوادث تتكاثر ، وهكذا قررت عدم السفر ، وقضاء العيد وحدي هذه السنة ، يمكنني ان أتحدث مع اسرتي يوم العيد هاتفيا".
دمعت عينا الخال ثيو حزنا : " تمضي العيد وحدك ؟ كلا ,كلا , لا يمكن أن نتركك وحدك يوم العيد ، أليس كذلك يا صوفي؟".
فقال للخال ثيو بشجاعة وهو يبتسم له شاكرا : " آه ، سأكون بخير وحدي ، إن عندي دجاجة مجمدة في الثلاجة لم اشتر أي فاكهة أوسلطة حيث أنني كنت عازما على الغياب ايام عطلة العيد ، لكن لديّ كثيرا من الطعام المجمد وساتدبر الأمر ، ثمة كثير من العمل عليّ ان اقوم به ، على كل حال".
حدق الخال ثيو الى صوفي معاتبا.
قال غاي وهو يناولها هدية مربعة الشكل مربوطة بشريطة حريرية ، قال يناولها لها : " آه ، نعم ، هذه لك يا صوفي ، الفضل أن أخرج الان قبل ان يقفل الثلج الطرقات".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-11, 12:45 AM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

القى الخال ثيو بذراعه حول كتفه يمنعه : " إنك لن تذهب الى أي مكان يا ولدي ، إنك ستبقى هنا، لدينا امكنة كثيرة ، كذلك يوجد فراش مكوّم جاهز لليلة ، وطعام يكفي جيشا". وحدّق في صوفي موبّخا : " قولي له ان يبقى ، يا صوفي ".
فقالت بفتور : " نعم ، ارجوك ان تبقى ، يا غاي".
فقال غاي بإبتسامة عريضة :" حسنا ، إذا كنت واثقة من انك تريدينني ، حقا.....".
نظرت اليه غاضبة ، لكن الخال ثيو لم يكن منتبها الى ما يدور في الخفاء كان يفتش عن دلو وممسحة : " يجب ان ننظف كل هذا قبل وصول الضيوف ، آه ، كما ان عليّ أن أجري إتصالا هاتفيا ضروريا ..... المعذرة.......".
إندفع خارجا من المطبخ ، فخلع غاي معطفه الواقي من المطر ، ثم السترة ، وفط ربطة عنقه وفتح ياقته ، وشمّر كميه ، ثم أخذ في تنظيف الأرض بكفاءة ادهشت صوفي .
غسلت وجهها في الحوض ونشفته ثم اخذت تتفحص مظهرها وتلتقط ما بقي من قطع اللحم في شعرها وهي تسأله معاتبة بهدوء : " لقد تعمدت الحضور ، أليس كذلك؟".
كان غاي جاثيا على ركبتيه يلتقط شظايا الزجاج بحذر ويضعها في الدلو.
فقال : " كان عليّ أن أحضر اليك تلك الهدية".
"كان بإمكاني أن أنتظر".
سالها : " ماذا تريدينني أن اقول؟ إنني أريد رؤيتك ؟ حسنا ،انا اريد رؤيتك ، كان بإمكاني المجازفة بالسفر لو أنني لم أكن سأجن لفكرة انني لن أراك قبل اسبوع تقريبا".
جمدت مكانها ، بينما نبضها يتسارع ، اخذت صوفي تفكر في انه قالها ..... قالها حقا .....ولكن هل هو يعني ما يقول ؟
القى بقطع الزجاج ، ثم اخذ يمسح الأرض من السوائل ، ثم يجدد الماء بآخر نظيف.
قالت وهي تمد يدها الى الممسحة : " ساغسل الأرض".
فقال بصوت اجش : " أنا احبك".
فقالت وهي ترتجف :" لا تقل هذا إذا لم تكن تعنيه حقا ".
عاد يقول وهو ينظر اليها بحنان :" احبك ".
فقالت تساله بغضب :" وهل تعرف حتى ما هو الحب ؟ ظننت انك كنت تحب فاليري ، فهذا ما قلته أنت ، بينما كنت تحاول إغوائي ، ثم عرفت بامر هارييت ! لا أظنك تعرف حتى مبادىء الحب".
أخذ غاي ينظر في أعماق عينيها ، ثم قال بصوت ابح : " إنك المرأة الأولى التي احببتها حقا ، يا صوفي...".
تأوّهت غاضبة : " لا تكذب عليّ".
" بل هي الحقيقة ، مع هارييت كانت علاقتنا لمجرد التسلية ...... فقد كنا طالبين في الجامعة ، لمتكن علاقتنا تعني شيئا لي منا ، إسأليها إذا كنت لا تصدقينني ، العقدة الوحيدة مع هارييت كانت والدها وطموحها الجنوني لجلها ، كان يريدها أن تتزوج المال ، وكان يعلم أن اسرتي تملك ذلك ، لكنني لم افكر قط في الزواج من هارييت أكثر مما كانت هي تفكر في الزواج مني".
لكنها سالتها بجمود : " وفاليري؟".
فقال عابسا : " فاليري! كانت فاليري لمجرد المرح ، يا عزيزتي ، لكنني لم أحبها قط ، إنها متزمتة أكثر مما يظن من يراها ، إن فاليري مظلومة بسمعتها ، وأنا أثق من ان جيب كولينغوود هو الرجل الوحيد في حياتها"
حدّقت صوفي اليه غير مصدقة : " لا يمكنك ان تتوقع مني أن اصدق هذا ! الرجال دوما يحومون حولها".
" هذا صحيح ، ولكن هذا لا يعني أنهم يصلون الى غايتهم منها".
" لكنك اخبرتني .......تلك الليلة ..... بعد حفلة الخطوبة ..... اخبرتني بأنك تحبها.......".
فقال : " لقد قلت لك هذا لأسهّل عليك الأمر ".
فقالت غاضبة :" تسهّل عليّ المر ؟تعني تسهّل عليك انت أمر إغوائي ".
فقال دون خجل : " نعم ، كنت أرغب بك ، لكنني كنت أحاول أن أجعلك تدركين شيئا ، تلك الليلة ... لم تكوني تحبين جيب حقا ، فقد كان مجرد سراب في افقك ، لقد أختلط عليك الأمران ... الحب الحقيقي والأفتنان ، هذا هو السبب الذي جعلني احاول تحويل مشاعرك إليّ ، كنت احاول أن أجعلك ترينني جذابا مثله ، إنك لم تدركي ذلك، فحاولت ان اجعلك تعترفين به".
قالت وقد إلتهب وجهها :" انا لا اعترف بشيء !".
" بل رغبت بي تلك الليلة".
" كلا ، أنا.......".
" بل كنت تريدينني حينذاك، كما أنك تريدينني الان ".
فقالت متلعثمة : اريد .... أريد.........".
وإغرورقت عيناها بالدموع وإرتجفت شفتاها.
" هذا كل ما تعرفه عن الحب... الرغبة فقط ...".
" صوفي... انا أحبك ... وعليك أن تصدقي هذا ، إن حالي تسير من سيء إلى اسوأ ، حتى أصبحت لا استطيع العيش دون ان اراك".
كانت دموعها تسيل على وجنتيها ، من بين أجفانها المغمضة ، هتف مذعورا : " حبيبتي ......أتبكين ؟ لا تبكي يا صوفي ، لا استطيع إحتمال رؤيتك حزينة".
فشهقت قائلة:" أنا لست حزينة ، بل سعيدة ، ايها الغبي".
وفتحت عينيها تبتسم له ، ثم تهمس : " انا احبك ، يا غاي".
حبس أنفاسه :" آه ، حقا ؟".
وفي تلك اللحظة ، دخل الخال ثيو مندفعا.
اجفل الأثنان للمفاجأة ، لكن الخال ثيو لم يكن ينظر إليهما ، كان ينظر في انحاء المطبخ بضيق ، ثم تنهد وهويرى كل شيء قد عاد طبيعيا تقريبا.
" هذا رائع ، لقد نظفت المكان .... آه ، هذا المكان ما زال مبتلا ......أين الممسحة ؟ لقد رايت السيارة تقف امام البيت ، أبوك وامك هنا ، يا صوفي ، سأنهي مسح الأرض ........إذهبي وأدخليهما ثم ساعديهما في نقل الأمتعة......".
قال غاي وهو يرافقها الى الباب :" سادخل انا الأمتعة". وهمس في أذنها : " الن نحصل على لحظة ننفرد فيها أثناء العيد ، وكل أسرتك حولك ؟ اخبريني مرة اخرى بأنك تحبينني ,قبل ان نفتح الباب".
فهمست : " احبك".
فقال : " أحبك".
هذا بينما صوت جرس الباب يتعالي وبينما الخال ثيو يغني أغنية العيد في المطبخ.




تمت


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-14, 09:19 PM   #28

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا قمرات هذه الرواية كانت كتبتها لكم لؤلؤة الرومانسية أمل بيضون
احضرناها لكم يا قمرات
قراءة ممتعة للجميع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 03-09-14, 02:16 PM   #29

Elviajero
عضو ذهبي
alkap ~
 
الصورة الرمزية Elviajero

? العضوٌ??? » 323431
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 252
?  مُ?إني » InMyDreamLand
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Elviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond reputeElviajero has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
Nothing is worth it in this world that u have to leave ur dreaams for it
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرااااااا على المجهود الجبار

Elviajero غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-14, 11:37 AM   #30

beeta

? العضوٌ??? » 117139
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 676
?  نُقآطِيْ » beeta is on a distinguished road
افتراضي

وين التكملة شنو صار مع جانيت

beeta غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.