آخر 10 مشاركات
للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-12, 06:11 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وعندما أوقف موريس سيارته في كاراج المبنى سالته كاريسا :
"كم من المفروض ان نبقى في المنزل؟".
" حتى يتمكن رجال الشرطة من القبض على المجرم ، سأبقى على إتصال بك لأطلعك على آخر التطورات".
" بكلمات أخرى قد تطول إقامتي هناك فترة لا باس بها ، شهور ربما؟ آمل ان يبقى (زبونك) هادئا طوال هذه المدة".
" اعتمد عليك يا كاري في هذه الناحية ، مهمتك هي الإهتمام به والسهر على راحته ، لا تنسي أنني اريد منه القيام بجولة فنية لصالحي فور إنتهاء هذه القصة".
" موريس... ارجو أن تكون شرحت له طبيعة عملي ، حتى لا تراوده أي أفكار سيئة ، ربما تعرضني الى متاعب أنا في غنى عنها ".
ونظر اليها موريس معاتبا :
" طبعا يا كاري ، كيف يمكن أن يراودك الشك في ذلك ؟ أخبرته أن مساعدتي الشخصية ستهتم به ".
" هل يعلم ان الخطة تتطلّب ان نظهر كعروسين يقضيان شهر العسل ؟".
" نعم ".
" إذن ارجوك ان تفهمه بكلمات صارمة أن لا يتوقع مني أكثر من الطبخ وترتيب المنزل ".
" سأترك لك هذا الأمر يا كاريسا ، كلي ثقة بانك ستوضحين له ذلك شخصيا وبصراحة ".
ونزل من السيارة قبل أن يترك لها فرصة الإجابة ، وساد الصمت بينهما وهما في طريقهما الى الشقة ".
غرفة الإستقبال كانت خالية ، لكن كاريسا لاحظت بسرعة ان شخصا ما يستلقي بتكاسل في الشرفة مستمتعا باشعة الشمس.
شدّت كاريسا قبضتها عل كتف موريس وهمست :
" الن تخبرني من هو ؟".
" لا أسماء .... ستعرفينه فور رؤية وجهه".
وتبعته الى الشرفة بإستسلام.
كان الرجل الجالس هناك طويل القامة، أسود الشعر ، يمكن تبيّن ملامحه تماما تحت النظارتين السوداوين اللتين تخفيان عينيه تماما ، وتلقيان ظلالا داكنة على سائر وجهه ، لكن كاريسا كانت ستعرف هذا الوجه لو صادفته في أي مكان في العالم ، لقد سيطر على احلامها لسنوات عدة ، هل يمكن ان تكون هذه اللحظة جزء من الكابوس ؟ هل يكون هذا الرجل الجالس امامها حقا .... هو ؟
وأحست كاريسا بيد موريس تدفعها الى الأمام.
" هذه كاريسا مارتن... مساعدتي الخاصة ، كاري ... هذا كايك فرانكلين".
نظراته المشبعة بالمعاني الخفية ، والنبرة التي تسللّت الى صوته وهو يلفظ الإسم ، والتعابير الماكرة التي أرتسمت على وجهه.... هذه كلها أوحت أنه يستخدم إسما مستعارا ، لكن كاريسا عرفت الرجل فورا ، لم تكن تعلم أنه في أستراليا .
لسنوات طويلة حاولت ترويض نفسها على عدم قراءة أي شيء يتعلق به ، بل تمنت مع الأيام من أن تغلق ذهنها عن الحوار الدائر حولها عندما يذكر إسمه امامها ، طبعا لم تكن تستطيع أن تتجنّب رؤية صوره بين حين وآخر ، أو ان تسمع مقاطعا من اغانيه ، لكنها أبعدته تماما عن حياتها الخاصة حتى اصبح بالنسبة لها مجرد فنان معروف كغيره من الفنانين.
ولم تشعر كاريسا بيد كايد تمتد اليها إلا عندما احست باصابعه تضغط بقوة على يدها ، وبصوته الهادىء يقول:
" أهلا بالآنسة مارتن ، سمعت الكثير عنك من موريس ، قال انك أجمل وأكفأ مساعدة يمكن العثور عليها".
" شكرا للإطراء سيد فرانكلين ".
ولم تنطق بكلمة أخرى ، بل ألقت نفسها بثقل على أقرب مقعد.
لا ، لم يكن ما تراه حلما ، هو كايد ، لم يتغيّر ، فقط بضع شعيرات بيضاء لوّنت شعره الأسود ، وخطوط رفيعة تسللت حول فمه.
كان عليها أن تحدثه .... أن تسليه ..... لكنها عاجزة عن القيام بذلك ، في أي حال لا يبدو وكانه بحاجة الى من يخفّف عنه ، ها هو يستلقي بتكاسل في مقعده المريح ، واضح الهدوء والإسترخاء.
وعندما عاد موريس بأكواب الشراب رفع كايد النظارتين السوداوين عن عينيه ، ومد يده لتناول كوبه ، ثم نظر اليها متفحا وجهها بإهتمام قبل ان يهز رأسه إعجابا وهو يقول:
" نسي موريس أن يخبرني كم أنت جميلة !".
حدّقت به غير مصدقة ، وشهقت بدهشة وهي تقول :
" لا اصدق ، أنت ترى إذن ؟".
" الم تعلمي أنني إستعدت بصري؟".
هزّت راسها بالنفي وهي غير قادرة على النطق بكلمة واحدة ، لم تكن تتوقع هذه المفاجأة .
" أجريت لي عملية جراحية ناجحة منذ سنتين ، وإستعدت نظري كما ترين ".
ونظر اليها بإستغراب وفضول ، فتأكدت انه لم يعرفها ، لا بد أنه إلتقى بالعديد من النساء بعدها ، طبعا لم يتذكرها ، وجهها لم يره من قبل ، ومن الواضح ان إسمها لا يعني له شيئا ، لا بد أنه إستغرب كيف لم تسمع انه إستعاد بصره رغم انها تعمل في المجال الفني ، آه لو يعلم كم عانت كي تتمكن من إبعاد شبحه عن حياتها !
وقطع صوت موريس حبل افكارها :
" هل نهتم بالترتيبات النهائية ؟ كاري ، ارجوك ان تصلي بوكالة تأجير السيارات وإطلبي منهم تسليم هذه الليلة ، قومي بذلك هاتفيا كي لا نخاطر بأن يلحق بك أحد ، وبمجرد حلول الظلام ستتحركان بإتجاه المنزل الريفي ، انت التي ستجلسين وراء المقود يا كاري ، لا تسرعي ، الطريق خطرة ".
" اعرف ذلك ".
أجابت كاريسا هامسة ، هي تخشى القيادة ليلا في تلك المنعطفات الصحية ، واحس موريس بقلقها فقال :
" حاولي القيادة ببطء شديد ، لا تخشي شيئا ، الحارسان سيرافقانك حتى المنزل الريفي".
وإطمانت كاريسا قليلا :
" واين هما الآن ؟ في الخارج ؟".
" نعم ، رايت أحدهما في الرواق الخارجي ونحن ندخل الشقة ".
" حسنا ، لكن عليّ ان أحضر بعض الثياب قبل الذهاب ".
"كم تحتاجين من الوقت لحزم حقائبك؟".
" نصف ساعة فقط ، لست بحاجة الى الكثير من الثياب ، لكن علي ان أعود أولا الى المكتب لأعطاء التعليمات اللازمة لسير العمل في فترة غيابي".
" فكرة جيدة ، هكذا ستبدو الأمور طبيعية في حال وجود شخص ما يراقب تحركاتنا".
" هل تظن ان الشخص المعني تمكّن من اللحاق بكما من أستراليا ؟".
" لا ، لكن من الأفضل عدم المجازفة ، والإستعداد لكل المفاجآت".
لم يشارك كايد في الحديث ، فلم تتمكّن كاريسا من معرفة رايه بالموضوع ، كان يبدو وكأن القضية كلها تصيبه بالضجر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 10:24 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وغادرت كارسا الشقة لتعود الى مكتبها ، ورغم تراكم العمل عليها ، إلا انها أحست بسعادة كبيرة لأبتعادها ، ولو لساعات قليلة عن كايد ، وفي الموعد المحدد للإنصراف ، تركت كاريسا المكتب بعد ان سلمت الفتاة التي ستنوب عنها في فترة غيابها كل ما يمكن أن تحاجه من أوراق وملفات ومعلومات ، حزمت حقائبها بسرعة وعادت الى شقة موريس.
وفي تمام الساعة التاسعة والنصف إنطلقت السيارة بإتجاه المنزل الريفي ، وإطمأنت الشابة وهي ترى في مرآتها الأمامية أضواء سيارة المرسيدس الخضراء التي سترافقها طول الطريق.
وركزت كاريسا ذهنها على القيادة وهي تحاول بصعوبة ان تتجاهل الرجل الجالس قربها ، حافظت على حدود السرعة القصوى المسموح بها ،وكانت تسترق النظر بين الحين والآخر لتتأكد من وجود الحارسين وراءها.
أحست بكايد يلتفت الى الوراء ، وأحرقتها النظرة الفاحصة التي رماها بها قبل ان يعيد بصره الى الطريق.
حاولت كاريسا أن تسيطر على توترها، وهي تذكّر نفسها انه يعتقد انه لم يرها من قبل ، طبعا لن تذكّره بلقائهما القديم ، لا تريد ذلك ، ما تشعر به الان ليس حبا ، بل مجرد تاثر لذكرى محزنة تركت آثارا سلبية على حياتها كلها ، لكن لماذا ترتعش عندما يلامس كتفها كتفه؟ حبها له إنتهى منذ سنوات طويلة ! وجوده قربها يزعجها ، لا بد أن تسيطر على هدوء اعصابها.
وإسترقت كاريسا نظرة خاطفة الى الرجل الجالس بجوارها ، إنه لا يشعر بوجودها إلا كما يحس أي رجل امام إمراة جميلة ، هل حذّره موريس ، يا ترى ، من ان واجباتها نحوه لا تتعدى المطبخ والإهتمام بشؤون المنزل ؟هي غير متاكدة من ذلك ، فمن عادة موريس ان يتملّص من أي مواجهة مباشرة قد تحرجه أو تزعجه.
وجاءها صوت كايد :
" أنت سائقة ماهرة".
صوته الهادىء جعلها تضغط بقوة على المقود وكانها تحتمي به من نفسها .
" هل تمانعين بان اتحدث اليك وانت تقودين ؟".
" لا ، طبعا لا ".
كان هدوؤها المصطنع يفضح مشاعرها الحقيقية ، من عادتها ان تفرح لوجود رفيق يؤنس وحدتها في الرحلات الطويلة لكنها خائفة هذه المرة من أن تصدر عنها أي كلمة تذكره بها ، عليها ان تتغلّب على إضطرابها ، من واجبها ان تروّح عنه، فلتدعه يتكلم عن كان يريد ذلك .
"كم يبعد المنزل الريفي من هنا ؟".
" بضع مئات من الأميال ،وخمس ساعات من القيادة ، أي سنكون هناك حوالي الساعة الثانية صباحا".
" أعتقد بانني استطيع ان احسب بمفردي ".
سخريته اللاذعة جعلتها تعتذر بعفوية :
" آسفة ".
إقترب منها بسرعة وأخذ يحدّق في ملامحها ، توترت أعصابها وتساءلت عن السبب الذي يجعله يتصرف هكذا؟
حاولت ان تبدأ حديثا سطحيا عابرا تداري فيه إضطرابها .
" هل تستطيع القيادة ؟".
صمت لحظات قبل ان يجيب :
" نعم ، كانت القيادة من أولى الأشياء التي تعلمتها بعد إستعادة بصري ، هل تريدين ان أنوب عنك قليلا ؟ إنني لا أعرف الطريق لكن..".
" لا ، شكرا ، موريس طلب مني ان أقوم أنا بهذه المهمة ".
" هل تنفّذين دائما كل ما يطلبه منك موريس؟".
" في معظم الأحيان ، هل نسيت أنه رئيسي في العمل ؟".
كان لا يزال ينظر اليها لكنها أبقت نظرها مسمّرا على الشريط الممتد أمامها ، لن يستطيع في أي حال أن يتبين ملامحها في هذا الظلام الدامس وسالها :
" منذ متى تعملين لدى موريس؟".
" منذ خمس سنوات ".
" كمساعدته الخاصة؟".
" بدأت كموظفة إستقبال ".
" وصعدت السلم تدريجيا ؟ فتاة ذكية ".
لم تعجبها الطريقة التي تكلم بها ، لكنها لم تجد في الكلمات شيئا يجعلها تعترض ، فسكتت ، وكذلك صمت كايد ، لكنها احست بتوتره رغم تظاهره بالهدوء.
وعادت كاريسا تنظر في المرآة الأمامية لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، ولا بد ان كايد كان يفكر بالأمر ذاته إذ علّق قائلا :
" لا تخشي شيئا ، هما خلفنا ، أعتقد ان موريس أطلعك على تفاصيل القصة؟".
" قال ان حياتك في خطر وأن عليك أن تختبىء في مكان أمين حتى يقبض رجال الشرطة على المجرم"
رفع كايد يده بعصبية ففهمت أنه تضايق من كلمة تختبىء ، وتابع حديثه قائلا :
" يعرفون من هو وراء التهديدات ، لكنهم بحاجة الى أدلة دامغة تثبت الذنب على المذنب".
" آه ، فهمت ".
" أنت هادئة جدا".
" ليست حياتي المعرضة للخطر ! ".
وضحك برقة فتذكرت كاريسا اياما ماضية مرّت كشريط سينمائي في عتمة السيارة ، واحست بألم حاد وهي تحاول ان تبعد شبح الذكريات.
" حياتك ستكون معرضة ايضا يا كاريسا ، لا تنسي انك ستبقين معي حتى تنتهي هذه القصة".
" موريس أكّد لي ان أحدا لم يلحق بكما من سيدني ، لا داعي للقلق المجرم لا يعرف بالتأكيد اين انت الآن ، الحارسان هما لمزيد من الحرص لا أكثر ، ستمضي أياما قليلة في المنزل الريفي ، وعندما يحصل رجال الشرطة على الأدلة التي يريدون سيصبح بإمكانك....".
" الخروج من المخبا ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 10:27 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قاطعها ساخرا قبل أن يضيف:
" هل تحاولين التخفيف عني؟".
وارادت كاريسا ان تبادله سخريته فقالت :
" هذا جزء من عملي يا سيد فرانكلين ".
" اخبريني عن الأجزاء الأخرى أيضا".
" حسنا ، سأعرفك أولا على المكان ، يقع المنزل الريفي في بقعة ساحرة ، ويطل على بحيرة رائعة ، تستطيع ان تقوم يوميا بنزهات طويلة في الغابات ، وإن كنت تحب رياضة التجديف ستجد مركبا صغيرا بإنتظارك ، أما أنا فساهتم بطعامك ، وبترتيب المنزل ، وبالسهر على راحتك".
" راحتي؟ يبدو انني ساتمتع فعلا بالإقامة هنا".
حاولت كاريسا أن تتجاهل قصده لكنه تابع قائلا :
" الم تفعلي شيئا في هذا البرنامج الحافل؟".
" ماذا تعني؟".
" فهمت أن برنامج موريس يتضمّن أيضا مسرحية ميلودرامية ، أليس من المفروض أن تكوني عروسي الجديدة؟".
وبإقتضاب اجابت كاريسا :
" نعم ، لكنني لا أظن أننا بحاجة فعلا الى تأدية الدور ، المنزل الريفي بعيد عن المدينة ، والجيران الذين يحيطون بنا قلائل جدا ، لا أعتقد أننا سنلفت إنتباه أي كان ".
" الآن تبدين حقا كما وصفك موريس ؟".
" حقا؟".
إنتظر قليلا ، ولما لم تعلّق اضاف قائلا:
" لن تساليني ما قصدت اليس كذلك ؟ سأخبرك في أي حال ، قال موريس أنك فتاة ذكية وجديرة بالثقة ، وأنك تحافظين على هدوء أعصابك في أي موقف ، وقال أيضا انك شخصية مميزة... ولذا فوجئت عندما رايتك".
"حقا؟ لم أعرف ذلك".
" حقا ؟ واعتقد انك فوجئت ايضا برؤيتي ، أليس كذلك ؟".
وإعترفت رغما عنها :
" نعم ".
لكنها عادت تستطرد بسرعة :
" لم أكن أعلم أنك إستعدت بصرك".
" انت لا تتابعين أخباري إذن ؟قصة العملية الجراحية نشرت على الصفحات الأولى في معظم الصحف العالمية ... وبعضها يصدر هنا ".
" كنت دائما معجبة بفنك ".
أجابها ساخرا :
" أنت دبلوماسية ماهرة ، لا استغرب الآن أن يعتمد عليك موريس الى هذه الدرجة ، أنت مساعدة ماهرة في كل شيء إلا ...".
وفجأة أمسك بيدها اليسرى ومرر أصابعه عليها برقة وهو يقول :
" كان عليك أن تضعي حول اصبعك خاتم زواج ".
إرتعشت للمسته وسحبت يدها بسرعة :
" لم يكن من المفروض بك ان تمسك يدي وانا أقود ! ".
" لماذا ؟ لا أعتقد ان الطريق بهذه الخطورة".
وحاولت ان تبرر إنفعالها فقالت :
" فاجأتني".
" آسف ، المرة المقبلة سأحذرك قبل ان ألمس يدك ".
لا بد انه يسخر منها ، هل عرف السبب الحقيقي وراء ردة فعلها الساذجة؟ كان عليها أن تهز كتفيها بلا مبالاة ، وان تضحك قبل ان تسحب يدها من قبضته ، وتابعت حديثها :
لا أعتقد ان أحدا سيلاحظ خاتم الزواج ، لن نبتعد كثيرا عن المنزل في أي حال ، سنتجنب الناس".
" انت تفكرين في كل شيء يا كاريسا ، تبدين في غاية الهدوء والثقة وكأنك تقومين بهذا النوع من المهمات كل يوم ".
" لا ، ليس بالتحديد هذا النوع من المهمات ! ".
وسألها هامسا :
" وهل تقولين الحقيقة دائما يا كاريسا ؟".
إرتعشت عندما ذكر إسمها الكامل ، صحيح أنها لم تكن تحب الأسم المختصر الذي أطلقه عليها موريس لكنها أجابت :
"موريس يناديني بإسم كاري يا سيد فرانكلين ".
" افضل إسم كاريسا ، ومن جهة اخرى ، ألا تعتقدين يا عروسي العزيزة أنه من غير اللائق أن تنادي زوجك بالسيد فرانكلين ؟ ما رايك بإسم كايد".
" آه طبعا".
وإنتظر قليلا كي تلفظ إسمه ، لكنها لم تفعل ذلك ، بل سالته :
" هل تحب الإستماع الى الراديو ؟".
بلا مبالاة اجاب:
" إفعلي كما يحلو لك ".
وإرتفعت الموسيقى في السيارة فإنقطع الحديث تدريجيا .
وبعد دقائق إنحرفت كاريسا عن الطريق الرئيسية .
إنتظرت قليلا عند المنعطف لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، وإنطلقت مجددا ، ولاحظت كاريسا بعد فترة بسيطة ان أضواء السيارة خلفها تضيء وتطفىء بسرعة فتوقفت الى جانب الطريق.
" ما الأمر ؟".
سالها كايد ، كانت تظن نه نائم لكنها كانت مخطئة .
" اعتقد انهما يشيران لنا بالتوقف".
وحاولت أن تسكت المحرك لكن كايد منعها من ذلك :
" دعي المحرك ".
إقترب منهما أحد الحارسين قائلا :
" أطفئي الأضواء الأمامية يا نسة مارتن ، إنتظري إشارتنا قبل الإنطلاق مجددا ، نريد التأكد ان أحدا لم يلحق بنا ".
فعلت كما طلب منها وإختفى الرجل في الظلام ، وخرج كايد عن صمته ليقول :
" أطفئي المحرك الآن ".
وعندما سكت ضجيج المحرك سمعت كاريسا نبضات قلبها تصرخ عاليا ، قالت لنفسها ان ما تشعر به هو الخوف من الظلام الدامس ، وإمكانية وجود رجل مجهول يتربص بهما ليقتلهما ، لكنها كانت تعرف جيدا ان ما تحاول أن تقنع نفسها به ليس الحقيقة ، سبب إضطرابها هو وجود كايد بجانبها ، وفجأة شعرت برغبة في الإحتماء به....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 06:39 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


3- لمسة الذكرى


جلسا في الظلام الدامس يلفهما الصمت ، وبعد ربع ساعة تقريبا اشار لهما الحارسان بالتحرك ، فعادت كاريسا تركز إهتمامها على القيادة ، كم تشعر بالإرهاق ، هي تعبة ، وتريد ان تغلق عينيها في نوم عميق ، عليها ان لا تستسلم لهذا النعاس.
كان كايد قد أسكت المذياع عندما طلب منها إطفاء المحرك فسالته :
" هل تمانع الإستماع الى المذياع مجددا ".
" طبعا ، كما تريدين ".
وعادت الموسيقى الهادئة تملأ الجو .
" ما بك يا كاريسا ؟ هل أنت بخير ؟".
" نعم لا تقلق ، اشعر بإرهاق بسيط ، القيادة متعبة في الظلام والطريق طويل ، أحسس بملل".
" هل هذا تعليق على رفقتي؟ هل تفضلين أن أتحدث اليك ؟".
" طبعا لا ".
" طبعا لا ... ماذا؟".
" اقصد أنني لم أعلق على رفقتك ، مللت الطريق ... لا رفقتك ، تكلم إن كنت ترغب بذلك ، لكن لا تعتبر نفسك ملزما بتسليتي ".
وهمست كاريسا لنفسها : بل على العكس تماما ، من المفروض أن أكون أنا الملزمة بالترويح عنك على الأقل هذا ما طلبه موريس منها ، لو عرفت مسبقا شخصية الرجل الذي وضعه مديرها في عهدتها ، لما وافقت على القيام بهذه المهمة ، لكنها لا تستطيع أن تتراجع الآن بدون إثارة شكوك موريس ، في أي حال ، لن تترك وجود هذا الرجل يؤثر عليها ، عليها أن لا تنسى أنها لم تعد مراهقة في السابعة عشرة من عمرها بل إمرأة ناضجة في الخامسة والعشرين ، لن تكرر مرة أخر اكبر خطأ إرتكبته في حياتها.
تبادلا بضعة أحاديث سطحية تخللها الكثير من فترات الصمت ، وعندما توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المنزل الريفي تنفست كاريسا الصعداء.
توقفت سيارة المرسيدس وراءهما ، فترجل الحارس ذاته وإقترب منهما ، اشارت له بيدها الى الدرب المؤدي الى كوخ الصيادين ، فاشار بدوره الى صديقه بالتوجه الى هناك ، ولم يتحرك هو من مكانه.
" إن كنت لا تمانعين يا آنستي ، سأذهب برفقتكما الى المنزل الريفي".
ناولته مفاتيح البوابة الحديدية ، وعندما فتحها على مصراعيها إنتظرا مرور كاريسا ليعود ويغلقها جيدا ، ثم صعد في المقعد الخلفي، لم يتكلم حتى أوقفت الفتاة السيارة في المرآب.
" ارجوكما البقاء هنا ، سأتفقد المنزل اولا ، أعطني المفاتيح من فضلك ، لا تغادرا مكانكما قبل عودتي".
وإختفى في الظلام ، احست كاريسا بتوتر كايد الذي فتح باب السيارة بعصبية ، فذكّرته برقة :
" طلب منا البقاء هنا ! ".
" إنه يعمل عندي ، انا الذي أصدر الأوامر ".
" إنه يؤدي عمله ، دعه يفعل ذلك ".
تمتم بكلمات غير مفهومة فعرفت أنه يريد اللحاق بالرجل ، بدل الجلوس كأي جبان رعديد ، وتذكرت ان عليها الإهتمام بسلامته ، فكذبت قائلة :
" من جهة ثانية ... لا أحب البقاء بمفردي في هذا الظلام الدامس ".
نظر اليها بحدة وأغلق الباب بقوة :
" لم أكن أظن أنك إمرأة ضعيفة ".
" لست كذلك ! ".
وأحست فجأة بأصابعه الباردة تلف معصمها ، وسمعت نبرة ساخرة في صوته وهو يعلق ببطء :
" اعتقد ان نبضك سريع بعض الشيء ".
لم تستغرب كاريسا ذلك ، دقات قلبها كانت تتسارع وهو لا يشعر بالذكريات التي تدفقت في وجدانها حين لمسها ، فجاة أحست بكره شديد نحوه.
كيف يجرؤ على التصرف بهذه الحرية واللامبالاة ، لقد غيّر مجرى حياتها وجعلها عاجزة عن التجاوب مع أي رجل آخر ... حطم حياتها ، وها هو يجلس قربها الآن ، لا يتذكر أي شيء عن اللحظات الحميمة التي جمعتهما... وكرهته أكثر لأنه لا يتذكر.
هذه المرة لم تسحب يدها من قبضته ، بل شعرت برغبة بدائية لرفعها وصفعه بكل المها وغضبها ، تمالكت أعصابها ، وسحبت يدها بهدوء.
وبعد دقائق عاد الحارس ومعه رفيقه فإستغربت كاريسا الأمر.
" كيف تمكن رفيقك من فتح البوابة ؟ ظننت انك اغلقتها بالمفتاح بعد دخولنا".
" السيد ويات أعطانا مفتاحا إضافيا ، إستعدادا لكل الإحتمالات ، تستطيعان دخول المنزل الان ، تركنا رقم هاتفنا على طاولة الإستقبال ، تصبحان على خير ".
خرج كايد اخيرا عن صمته ليقول:
" شكرا لك يا ستان ، تصبح على خير يا بات ".
وعندما إبتعد الحارسان سألت كاريسا بدهشة :
" ستان ؟ بات؟ متى إلتقيت بهما؟".
" أثناء وجودك في المكتب ، لا يستطيعان بالطبع اداء مهمتهما بدون التعرف أولا على المعني بالقضية".
" آسفة ، لست معتادة على هذا النوع من المغامرات البوليسية ".
" ولا انا ".
غادرا السيارة وحملا حقائبهما الى المنزل ، دخلت كاريسا المطبخ الصغير وألقت حقيبتها ارضا.
" ساضع ابريق القهوة بالماء " ووضعته على نار هادئة ، وصعدا معا الى الطابق الأعلى ، فتحت كاريسا باب غرفة النوم الأولى وسالته :
" اتعجبك هذه ؟ إنها مجهزة بحمام خاص".
" حسنا ، سأبقى هنا ".
القى غيتاره على السرير بينما ذهبت كاريسا لإحضار الاغطية والوسائد والمناشف ، وعندما عادت كان كايد قد خلع سترته وربطة عنقه ، كم يبدو وسيما وجذابا ، لا ، لن تستسلم لسحره.
" القهوة ستكون جاهزة بعد خمس دقائق ".
ولحق بها الى المطبخ ، رأى حقيبتها مرمية أرضا فحملها سائلا :
" أين تريدين ان أضعها؟".
" دعها الآن ، سأحملها الى غرفتي لاحقا ".
لم يتحرك من مكانه ، ولم ينزل الحقيبة من يده.
" أين تريدين أن أضعها؟".
ترددت كاريسا لحظة فسبقها الى القول :
" ما رايك بالغرفة المجاورة لغرفتي؟".
" لا بأس ، شكرا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 07:08 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


لماذا تشعر بكل هذا الخوف ؟ يا لها من بلهاء ! ما الفرق إن نامت في الغرفة المجاورة أو في الجهة الثانية من المنزل ؟ هما بمفردهما في أي حال فما الفرق ؟ وعندما عاد كايد كانت القهوة بإنتظاره على المائدة.
" كيف تفضل قهوتك ؟ مع حليب ؟".
" لا بدونه ، شكرا ".
كانت تعرف جيدا كيف يفضل قهوته ، وإن إدّعت عكس ذلك .
شربا القهوة بصمت ، وعندما رفعت كاريسا الفناجين لتغسلها تعثرت بالكرسي وكادت تسقط ارضا لو لم يسارع كايد لأسنادها.
" أنت مرهقة ، دعي الفناجين ، ساغسلها بنفسي ، إذهبي الى فراشك ".
لم تعارضه ، كانت متعبة فعلا.
عندما فتحت عينيها صباح اليوم التالي رأت كايد واقفا قرب النافذة.
" جئتك بطعام الفطور ، ستتناولينه اليوم في الفراش".
إبتسمت وتناولت طعامها بشهية ، وعندما إنتهت حمل الصحون الفارغة وخرج من الغرفة.
إرتدت كاريسا ملابسها ونزلت الى المطبخ ، إبتسمت مجددا وهي ترى الأطباق نظيفة مرتبة ، بحثت عنه فلم تجده في المنزل ، خرجت الى الشرفة تفتش عنه بعينيها حتى رأته واقفا قرب البحيرة القريبة ، فلحقت به.
توقفت على بعد خطوات منه تراقبه بإهتمام ، ظنت أنه لم يشعر بوجودها ، ونسيت انه يستطيع بحاسته المرهفة التي إكتسبها وهو اعمى ، ان يحس بوجود الأشخاص حتى بدون ان يسمعهم أو يراهم.
" ألا تعتقدين أن العروس العاشقة تقترب عادة من عريسها لتمسك بذراعه ؟ هناك شهود".
ورات كاريسا بضعة قوارب على البحيرة ، صيادو اسماك يجربون حظهم.
" أعتقد أن إهتمامهم كله منصب على الأسماك ".
ورغم ذلك إقتربت منه ووضعت يدها تحت ذراعه.
" هل أنت مسرور الآن ؟".
" لا ، كنت أفضل عناقا اكثر حرارة".
وضحك عاليا عندما رأى حمرة الخجل تلون وجنتيها ، لكنه توقف عن الضحك وهو يرى لمحة الكره في عينيها ، حاولت أن تسحب يدها فمنعها بقسوة.
" لا تقاومي ، لن تستطيعي التغلب علي".
" القوة الجسدية ليست كل شيء".
" تملكين أسلحة خاصة بك ؟ اسلحتك يا عزيزتي تكون أكثر فعالية لو لم تظهري نفورك مني بهذا الوضوح".
وتذكرت كاريسا انها هنا لتأدية عمل .
" أنا لا أنفر منك ".
لكن غضبها عاد لينتصر على إحساسها بالواجب.
" لا تلمني إن غضبت ، انت تتعمد إهانتي".
" لماذا؟ لأنني ارغب بعناقك ".
" افضل أن لا تلمسني على الأطلاق".
" هذا أمر صعب ! لا تنسي انه من المفروض بنا ان نمثل دور العاشقين ".
" فلنعد الى المنزل.
وبعد الغداء ذهبت كاريسا الى القرية المجاورة لشراء بعض الخبز والبيض الطازج ، كانت حجة للهروب من صحبة كايد ولولساعات قليلة.
دخلت كاريسا المحل التجاري الصغير الذي قصدته مرارا في زياراتها السابقة وحيّت السيدة الواقفة وراء الطاولة الكبيرة ، لم تعرف إسمها ، لكنها تذكرت وجهها.
" اهلا ، الست انت السيدة التي تعيش في البيت الريفي الكبير ؟".
هزت كاريسا رأسها بالإيجاب وهي تخرج لائحة بكل الأشياء التي تريدها.
" أين تضعين البيض الطازج الآن ؟".
" عل الرف المقابل يا عزيزتي ، لم نرك منذ فترة طويلة، ألديك الكثير من الزائرين هذه المرة؟".
ترددت كاريسا قبل أن تجيب:
" لا ، أنا.... وزوجي فقط ".
أغلق ستان الباب وراءه بشدة وهو يدخل المكان ، حياهما بهزة رأس لا مبالية ، طبعا لم يكن من المفروض ب هان يعرفها.
وتجاهلت البائعة وجود ستان لتسأل بفضول :
" لم أكن أعلم انك متزوجة ".
" لم أكن متزوجة".
وإبتعدت كاريسا بسرعة وهي ترتعش قلقا ، هل صدّقتها البائعة يا ترى؟
جمعت الأشياء التي تريد وعادت لتدفع الحساب ، ولاحظت أن السيدة تنظر الى يدها بإهتمام قبل ان تعلق قائلة :
" آه.... فهمت الان ".
وغادرت كاريسا المكان وهي لا تعرف ما الذي فهمته البائعة ، لحق بها ستان وهمس بسرعة وهو يمر قربها:
" أريد أن أراكما الليلة ".
وأكمل سيره وكأنه مجرد عابر سبيل ، وعندما أخبرت كاريسا كايد برغبة الحارس قال لها:
" سنذهب في نزهة قصيرة الى جانب البحيرة".
وهناك وجدا ستان منهمكا في إلقاء صنارته الى المياه ، بينما بات جالسا في قارب صغير وسط البحيرة.
رفع الصياد يده محييا ، فاحاط كايد كاريسا بذراعه وإقتربا منه :
" كيف الصيد اليوم؟".
" لم يعلق شيء بصنارتي ، لكنني لن أيأس ، لن تفلت السمكة من يدي ، أنا بإنتظارها".
وخفض صوته ليضيف:
" لا تذهبا في نزهات طويلة قبل إخبارنا أولا بوجهتكما ، الغابة غير آمنة ، وهناك شيء آخر ، السيدة نسيت أن تضع خاتم زواجها اليوم ، لاحظت البائعة ذلك ".
" لكنني لا أملك خاتم زواج ".
" إشتري واحدا وبسرعة ، من الأفضل ان لا نتكلم طويلا ، قد يكون هناك من يراقبنا بنظارات مقربة ، الى اللقاء".
وعندما إبتعدوا عنه ، إستغل كايد دخولهما في طريق فرعي ليهجم على كاريسا محاولا عناقها ، فدافعت عن نفسها بضراوة إضطرته الى التراجع عن موقفه.
وعادا الى المنزل ، شغلت كاريسا نفسها بإعداد طعام العشاء وجلس كايد في غرفة الجلوس يعزف على الغيتار أحيانا وعلى البيانو أحيانا أخرى ، فعرفت أنه يؤلف أغنية جديدة.
رفضت كاريسا أن يساعدها كايد في غسل الصحون بعد أن إنتهيا من تناول الطعام فعاد الى غرفة الجلوس ليحمل غيتاره .... ويحملق في الفضاء ، لحقت به كاريسا بعد قليل ، تناولت كتابا بوليسيا وإدّعت الإستغراق في القراءة ، سرحت مع أفكارها، فلم تسمع كايد يقترب منها:
" جرّبي هذا".
رفعت عينيها اليه فراته يحمل خاتما ذهبيا".
" جرّبي هذا الخاتم ، كان عليّ ان أفكر بذلك قبل الآن".
الخاتم يبدو مالوفا ، وتذكرت انها راته في يد كايد ، ترددت قليلا ، لا تريد أن تضع خاتمه حول اصبعها ، امسك يدها اليسرى بعصبية وأدخل الخاتم في أصبعها.
لم يترك يدها ، أخذ يحدق في الخاتم ، ثم ضحك بمرارة وقال :
" هذا خاتم زواج والدتي".
ضحكته اخافتها ، سحبت يدها بسرعة لتنزع الخاتم عن اصبعها ، فمنعها قائلا:
" لماذا تريدين نزعه؟".
" أتسأل لماذا ؟ أنا لست زوجتك ، ان أضع خاتم والدتك مهزلة لن أقدم عليها ، ومن جهة ثانية الخاتم كبير على أصبعي ، ماذا لو فقدته؟".
" لا يهم ، أنا لا ارى فيه أي قيمة عاطفية ، لا يعني لي شيئا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 11:06 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- لم استطع نسيانك

وضعت كاريسا الخاتم حول أصبعها ونظرت اليه بإمتعاض ، ماذا لو سقط سهوا ؟ لا بد ان تربط حوله خيطا رفيعا كي تطمئن تماما .
صباح اليوم التالي نهضت باكرا لتعد طعام الفطور قبل نزول كايد ، في الأيام الثلاثة الماضية وضعا معا نوعا من الروتين لحياتهما اليومية ، كانا يخرجان صباح كل يوم للتنزه في أحضان الطبيعة ، بين الأشجار أو قرب البحيرة، أما بعد الظهر فكانا يسبحان في البحيرة ومن ثم يستلقيان بتكاسل تحت أشعة الشمس فوق الرمال الدافئة ، بعض الحيان كان كايد يضع ذراعه حول كتفيها أو خصرها ، ولم يكن بإمكانها مقاومته حفاظا على دورها كعروس جديدة ، وخشية وجودمن يراقبهما من بعيد.
كانت احاديثهما مهذبة وشبه رسمية ، ورغم أنه كان يلفظ اسمها بصوت دافىء وعاطفي ، التوتر السائد بينهما لم يكن ناتجا عن الخطر الذي يهددهما ، بل بسبب كونهما معا في مكان منعزل وحالم ، حاولت كاريسا أن تنسى ما حدث قرب البحيرة ، ولم يجرب كايد أن يذكّرها به ، لكن اثر ما جرى ما يزال عالقا بينهما كمتفجرة تحتاج الى لمسة بسيطة لتحدث كارثة ما ، كان عليها ان تكون شاكرة له لأنه لم يحاول لمسها مرة ثانية.
ولازما المنزل حتى قام بات وستان بإستكشاف كل ارجاء المنطقة المجاورة للكوخ ، ودل تقريرهما على عدم وجود أي إشارة تدعو الى القلق ، فالتحريات اكدت ان أحدا ما لم يهتم أو يسال عن سكان المنزل الريفي ، وإنه لم يكن بإمكان أحد التسلل الى المكان لأن كل الطرق المؤدية اليه تمر قرب الكوخ الذي يشغله الحارسان.
وعبّر كايد عن رغبته في التنزه في الغابة القريبة ، فأكّد له بات انه بإستطاعته ان يفعل ذلك بدون خوف ، وهو في أي حال ، لن يدعه يغيب عن ناظريه .
وأنطلق كايد وكاريسا الى التلال القريبة من البحيرة.
" أريد ان اصل الى قمة اعلى تلة يا كاريسا ، ما هو الوقت الذي تستغرق الرحلة؟".
" ثلاث ساعات".
" هل تستطيعين تحمل مشاق السير؟".
"نعم ، لا تقلق ، قمت بهذه النزهة مرات عدة".
" حسنا ، سنخبر بات وستان بإتجاهنا ، ونكمل المسير".
وبعد نصف ساعة من السير إلتقى كايد وكاريسا ببات وستان يخرجان من أحد الدروب الصغيرة ، كانا يرتديان ثياب الصيادين ، تقدمهما ستان ،وظل بات في المؤخرة.
لم يقل كايد شيئا لكن كاريسا احست بإنزعاجه الشديد من وجودهما ، كان يكره ان يشعر بانه تحت المراقبة.
سمعت تغريد عصفور فتوقفت قليلا ، ورفعت عينيها الى الأشجار بتحدد مصدر الصوت إقترب منها كايد ، فهمست :
هل رأيت عصفور ( التوي ) من قبل ( طير يعيش في نيوزيلندا )".
وأشارت بيدها الى طائر اسود اللون ، حول عنقه هالة من الريش الأبيض ، وإستمعا اليه يغني بسعادة لكنه ما لبث أن هرب عندما شعر بوجودهما ، فتابعا طريقهما ، وبعد دقائق كادت كاريسا تتعثر بغصن شجرة ، فتلقاها كايد بين ذراعيه.
" آسفة".
قالت بسرعة وهي تحاول الإبتعاد عنه ، لم يدعها تذهب ،وعانقها برقة ، وبعفوية بادلته شعوره ، فتوقفت فجأة وتركها تلملم أنفاسها ، والعالم ما يزال يدور في راسها حتى كادت تشعر أنه سيغمى عليها .
قطب كايد حاجبيه وسار أمامها مسرعا وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ، وبعد لحظات ظهر ستان من وراء احد المنعطفات ، وعندما وصل ثلاثتهم الى اعلى التلة وجدوا بات في إنتظارهم ، جلسوا جميعا لتناول الطعام الخفيف الذي اعدّته كاريسا ، وإستغرقوا بعد ذلك في تأمل المناظر الطبيعية الرائعة ، وتركهما الرجلان بعد قليل، للعودة الى مراقبة الطريق.
أسند كايد ظهره الى جذع شجرة يابسة ، وشغلت كاريسا نفسها بإعادة ترتيب أواني الطعام في الحقيبة الصغيرة ، ثم جلست بعيدا عنه لتستمتع بجمال الطبيعة ، تسللت نسمة هواء شقية الى شعرها فنثرته خصلات فوضوية تطايرت سعيدة بحريتها.
وإستعادت العصافير حيويتها فأخذت تثرثر بمرح ، غير عابئة بهمس الأغصان التي كانت تتمايل على إيقاع موسيقى خفية ، ولمعت البحيرة عن بعد كبقعة فضية صغيرة ، تنتظر المركب كي تحيا من جديد.
إستسلمت كاريسا للسكينة المحيطة بها ، وأذابت حرارة الشمس كل الصقيع الذي كان يجمد داخلها في اليام القليلة الماضية، ما أروع الهدوء ! إنه خير علاج للاعصاب المرهفة.
واعادها صوت كايد الى الواقع ، همس بمودة وحنان:
" تعالي هنا".
لا ، لن تذهب ، لن تلبي النداء.
" كاريسا ، تعالي".
لا سترغم نفسها على عدم التجاوب مع ندائه ، ماذا يريد منها ؟ لماذا لا يدعها وشأنها ، يكفيها كل ما حدث حتى الآن ، هل يظن أنها رهن إشارته ، وأنها لا تستطيع مقاومته ؟ تصرفت بجنون عندما بادلته عناقه ، لكنها لم تستطع أن تقنع نفسها بأن عليها ان تندم على ما فعلت.... لكنها ستكون بلهاء فعلا لو رضيت بتكرار التجربة ، كايد يريد ان يلهو قليلا ليمضي بعض الوقت ، بعد ايام سيخرج من حياتها مجددا ، وسينساها ، تماما كما فعل من قبل .
" كاريسا ! ".
ناداها برجاء ، أن تتجاهله مرة أخرى يعني تحديا لرجولته ، تنهدت وهي تنهض من مكانها قائلة :
" آن وقت الرحيل ، سيقلق علينا بات وستان ".
رفع يده اليها وجذبها بقوة نحوه، فسقطت على صدره.
" لا ، أرجوك ، لا ".
ونظر اليها بإستغراب ، ومن ثم ذكّرها قائلا :
" لكنك لم تمانعي من قبل ".
" هذا كان من قبل ".
" غيرت رأيك إذن ".
" نعم غيرت رايي ".
" سأجعلك تغيرينه مرة ثانية ! ".
واشاحت بوجهها عنه ، لكن بدون جدوى .
" توقف ، ارجوك كايد توقف".
"ولماذا؟".
" أرجوك ! ".
لم تتمكن من الإجابة ، كل ما تعرفه انها لا تريده أن ينتصر على إرادتها مرة اخرى .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 11:52 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أخذ يهمس لها كلمات رقيقة بالأسبانية ، هذه الكلمات أعادت ذكريات تريد ان تمحوها من ذهنها .
لم تكن تعرف معنى الكلمات ، كل ما تعرفه أنها كلمات حب ، وأنها سمعتها قبل الآن ، لم يكن يعنيها وقتها وهو لا يعنيها الآن ، وبكل ما تبقى لها من قوة دفعته عنها ، ووقفت تتحداه.
" قلت لك إبتعد عني ، أنا لا اريدك ".
وقف هو الاخر وإقترب منها.
" انت تكذبين يا كاريسا ، أنا اعرف النساء جيدا ، انت تحبينني، حتى الرجل الأعمى يستطيع ان يرى ذلك ... هذا إذا كان يعرف شيئا عن النساء " .
"وأنت تعرف الكثير ؟ لقد أقمت علاقات عابرة مع الكثيرات ، أليس كذلك؟".
" ماذا تعنين ؟".
سكتت كاريسا وإبتعدت عنه وهي تتمنى لو لم تقل تلك الكلمات ، لحق بها وأرغمها على النظر اليه.
" هل تغارين لأنني عرفت نساء أخريات في حياتي؟".
وحاولت جاهدة أن تخفي حقيقة شعورها :
" لا تكن سخيفا ، الأمر لا يهمني من قريب أومن بعيد ، أنت حر في حياتك ، وحر في عدد النساء اللواتي تعرف ، كل ما أريده هو ان تفهم بانني لن أكون واحدة منهن".
"منذ عشر دقائق لم تمانعي.
وإعترفت ببساطة :
" انت رجل جذاب ، وأعترف انني ضعفت امامك لحظة ، لم أكن اقصد ذلك ".
" هل هوموريس؟".
" ماذا؟".
أنزل يديه عن كتفيها وقال :
" أنت فتاة موريس أليس كذلك؟ كان عليه ان يصارحني بالحقيقة بدل اللف والدوران ".
"وهل لف ودار في حديثه معك ".
"نعم ، أخبرني بطريقة ما ان أبتعد عنك ولكنه لم يشرح لي السبب ، الان افهم قصده ، بل لنقل أنني فهمت ونحن في السيارة في طريقنا الى المنزل الريفي".
وردت كاريسا بهدوء:
" آه ، فهمت ".
لم تفهم شيئا ، إنما من الأفضل أن تدّعي ذلك ، لم تذكر أنها قالت أي شيء يمكن أن يدل أنها على علاقة بموريس ، او انهما أكثر من رب عمل وموظفة ، لكن إن ظن كايد انهما على علاقة ، فمن الفضل ان تدعه يصدق ذلك ، ربما كانت هذه افضل طريقة للتخلص منه ، لكنها لم تكن سعيدة في اعماقها لهذه الفكرة.
لم يشاهدا الحارسين إلا عند اسفل التلة ، في آخر الدرب المؤدي الى البحيرة ، إقترب منهما ستان قائلا :
" كل شيء على ما يرام ، لا شيء مقلق حتى الآن ".
شكره كايد وتوجهّا الى المنزل ، صعدت كاريسا فورا الى غرفتها لتأخذ حماما دافئا وتغير ثيابها .
ارتدت ثوبا قطنيا ناعما تزينه تطاريز رقيقة عند الياقة والكمين ، حرّرت خصلات شعرها من قيد المشابك ، وسرحتها جيدا بالفرشاة حتى اخذت تلمع ، ومن ثم نزلت الى المطبخ ، لتعد طعام العشاء ، ولم تكد تنتهي من مهمتها حتى لحق بها كايد ، شعره الرطب دل على أنه أيضا اخذ حماما دافئا ، كان يرتدي سروالا داكنا وقميصا فاتحا يناسب سمرته الجذابة.
وجلسا لتناول الطعام ، دهشت كاريسا لأقبالها على الأكل رغم كل ما مر بها ، وكان من الواضح ان كايد يستمتع بطعامه ، وفور إنتهائهما ونهوضهما عن المائدة عرض كايد ان يساعدها في غسل الصحون لأنها تبدو متعبة من النزهة الطويلة ، وعاد بعد فترة يدعوها الى نزهة قريبة قرب البحيرة.
كانت الشمس تميل نحو الغروب ، ترددت كاريسا قليلا ، لكن الحرارة الخانقة في المنزل شجعتها على الخروج للإستمتاع بالهواء النقي.
" حسنا ، الفكرة جيدة ، فلنذهب".
كانت الرمال باردة في المساء ، ولم تكن هناك نسمة واحدة تعكّر هدوء هذه الأمسية ، سطح البحيرة كان ساكنا تلونه أشعة المغيب ، امسك كايد يدها بقوة ، وبعد محاولة اولى لسحبها ، إستسلمت كاريسا لقبضته ، وإرتاح هو لأنها لم تكرر المحاولة.
" إستمتعت كثيرا بالنزهة ، أنا لم أقم بمثلها منذ زمن طويل ".
" لم تكن تستطيع ذلك قبل....".
" قبل ان استعيد بصري ، صحيح لم اكن أجد متعة في التعلق بذراع شخص ىخر طيلة الوقت ، ولم يكن بإستطاعتي رؤية ما يبصر ".
" لا بد ان العملية الجراحية غيّرت حياتك كلها ".
" طبعا".
" آسفة كانت ملاحظة مزعجة.....".
"كفي عن الإعتذار ".
وتوقف ليمسك كتفيها بشدة :
" ولم تكن الملاحظة مزعجة بل كانت حقيقة..".
وإرتعشت كاريسا للمسة يده فسألها :
" هل تشعرين بالبرد ؟".
" لا ".
إبتعدت عنه قليلا ، فانزل يديه عنها ، وتابعا المسير ، سألته:
" هل وجدت العالم مختلفا بعد الجراحة؟".
" بعض الأشياء ، نعم ، هل تعرفين أنني لا اقدم حفلات حية هذه الايام ؟هل تعرفين ذلك ؟ او لنقل نادرا ما أظهر على المسرح".
" لماذا ؟".
" لأن الأمور إختلفت ، الآن استطيع ان أرى جمهوري ، من قبل كنت أشعر به فقط ، أفضل الإحساس بالحالة الأولى ".
" لماذا ؟ هل تشعر بإضطراب لدى مواجهته؟".
" لا ، هذا إحساس لا أستطيع وصفه ، كل السحر ذهب ".
ورفع عينيه الى السماء ليحدّق في الأضواء الصغيرة التي بدأت تتراقص في القبة العالية ، وتابع حديثه:
" انا اركّ زحاليا على التأليف وتسجيل الأسطوانات ، ولذا أستطيع ان أبقى هنا فترة معينة ".
" لا بد انك سعيد بإستعادة بصرك ، خاصة في هذه الظروف ... أعني المجرم الذي يلاحقك ، لا بد أنك كنت ستكره ضعفك امام عدو لا تستطيع رؤيته ، أليس كذلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 12:27 AM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظر اليها كايد بدون أن يقول شيئا ، لكنها لاحظت إبتسامة خفيفة تتراقص على زاويتي شفتيه فقالت:
" انت تفضل ان تذهب للبحث بنفسك للبحث عنه ، عوضا عن الجلوس هنا في امان ، أليس كذلك ؟".
" نعم ، هل يبدو ذلك على وجهي ؟".
" بوضوح ، ماذا حدث في ملبورن ؟ موريس قال انك هوجمت ".
" ولم يصيبوا الهدف ، ارسلوا رجلا ليهاجمني بسكين ... فإنتهى في المستشفى".
" هم ؟".
"عصابة صغيرة".
الصدمة جمدتها في مكانها للحظات ... وأخيرا قالت :
" تقصد ... مثل المافيا ؟".
"نعم لكن على نطاق اصغر" .
" لكن لماذا ؟ ماذا فعلت لهم ؟".
" لا شيء ، هناك رجل يعتقد أنه يحقد عليّ لسبب ما ، والعصابة تريد إكتسابه الى صفوفها ، والثمن الذي طلبه.... هو القضاء علي".
" شيء لا يصدق".
" ما قلته مجرد تخمين ، لكنني أعتقد ان هذا ما حدث فعلا ".
" هل كان لك حراس في ملبورن؟".
" لا ، لم أعتقد أنه سيلحق بي الى هناك".
وأضاف :
" رجال الشرطة في بلادي كانوا يملكون معلومات دفينة عنه ، ولذا إعتقدت أنهم سيلقون القبض عليه قبل إنتهاء جولتي الفنية".
" كيف إنتهى الرجل الذي يحمل سكينا في المستشفى؟".
حتى في الظلام الدامس تستطيع أن ترى السعادة في إبتسامته .
" عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري ، كنت اركض في شوارع نيويورك مسلحا بسكين ، كنت عضوا في عصابة صغيرة ، والعادات القديمة لا تموت بسرعة ، كان يعتقد أنني هدف سهل ، ومغالاته في ثقته بنفسه أساءت اليه ، كسرت فكه و ...".
وقاطعته كاريسا وهي تشعر بالإشمئزاز :
" يبدو انك إستمتعت بذلك ! ".
ألتفت اليها غاضبا :
" لا ، لم استمتع بذلك ، لكنني سعيد جدا لأنني ما زلت على قيد الحياة ، ولأنه لن يستطيع إيذاء أحد لفترة طويلة، ربما لن يمسك سكينا في يده مرة اخرى ، هل تعتبرين هذا إحساسا غير طبيعي ؟ هل يجعلني هذا وحشا في نظرك؟".
" لا ، لم أقصد..... أنا ......".
همست بخوف وهي تحاول ان ترى وجهه وعينيه ، ولم تستطع أن تكمل إعتذارها لأنه أسكتها وهو يقول:
" فليذهب موريس الى الجحيم ".
حاولت ان تقاومه ....دون جدوى ، وانقذها ضوء مفاجىء جعل كايد ينتفض ، وإقترب منهما ستان :
" آسف يا سيد فرانكلين ، كنت أتفقد الجوار".
" يا ألهي ! ".
هتف كايد غاضبا فأجاب ستان بسرعة :
" رايناك تخرج من المنزل ، وعندما هبط الظلام ولم تعد ، فكرنا انه من الأفضل أن نتأكد من ... اعتقد انك على ما يرام ، آسف ، ليلة سعيدة ".
وإختفى ظله في الظلام ، وساد صمت عميق ، حاولت كاريسا ان تبدو طبيعية وهي تقول :
" من الأفضل أن نعود ".
ومشيا بصمت ، وفور دخولهما الى المنزل قالت :
" أنا ذاهبة الى الفراش ".
ناداها قائلا :
" لو كان موريس يريد ان يتزوجك لوضع خاتما حول أصبعك ، أنت تضعين خاتمي حول أصبعك ! ".
وبعد لحظة صمت أجابت كاريسا :
" هذه مجرد تمثيلية ".
" لماذا لا تبقين معي".
" لأنني لست من النوع الذي يحب الوعود العابرة ".
ورفع حاجبيه وهو يبتسم بسخرية:
" لم ألتق حتى الآن بإمراة تعترف بأنها كذلك ، الرجال اصدق.......".
" مع أنفسهم ربما ، لا مع النساء".
" وماذا يعني هذا؟".
" أن الرجال يدّعون الحب للوصول الى ما يريدون ، يمنحون الوعود هكذا".
"وهل وعدنك انا بشيء ؟ هل قلت لك أنني أحبك ".
" لا".
" انا اريدك ، ألا يكفي هذا ؟".
" لا يكفيني انا ! ".
" هل تفضلين ان كذب عليك ؟".
" طبعا لا ، لكنني لا أريد رجلا بدون حب ".
" انا لا أعرف كيف احب ، لم أتعلم في حياتي معنى الحب ".
وإرتعشت كاريسا وهي تسأل :
" أي نوع من الحياة عشت ؟".
" حياتي علّمتني ان العالم غابة يعيش فيها الأقوى ، وأنا عشت... رغم فقداني بصري عشت ".
" بدون حب".
" الحب ليس ضروريا ".
" لا أحد يستطيع أن يقول هذا ! ".
" أنا أقول".
كان يتحداها ، يا له من رجل أناني ، لن تحركها كلماته ، أجابته بلا مبالاة :
" إذن بالتأكيد انت لست بحاجة الي".
" قلت أنني اريدك ، ولم اقل انني بحاجة اليك ، ولا بانني احبك ". وفجأة إحتضنها بين ذراعيه وهو يهمس :
" تريدين الحب ، علميني كيف أحب يا كاريسا ، علميني كل شيء عن الحب".
احست به يسخر منها ، فراحت تقاومه بشراسة ، مما جعله يرفعها بعنف بين ذراعيه ليصعد بها السلم الى غرفتها ، وأخذت تركله بقوة فإكتفى بالقول :
" كفي عن هذا سنقع معا وربما كسرنا عنقينا ، لن أدعك تفلتين مني هذه المرة".
وإستكانت بين ذراعيه حتى وصلا الى قمة الدرج ، وعندما دفع باب غرفتها بقدمه غرزت أظافرها في وجهه ، أحست بالرضى عندما راته يحاول أن يداري ألمه ، وألقاها بعنف على سريرها ، فأخذت تصرخ:
" لا تقترب مني ، أنا أكرهك ".
" لا بد انك نسيت وعودك لي في سيدني ".
وفجأة صمتت ، المفاجأة اخذتها على حين غرة ، فقالت بصوت خافت :
" سيدني؟".
" نعم ، منذ ثماني سنوات ، لم تنسي يا كاريسا، ما من إمرأة في الدنيا تنسى حبيبها األول".
كادت تبكي ، كانت متأكدة تماما أنه لم يتذكرها عندما قدمها اليه موريس.
" ما بك إختفى صوتك ؟ أصبحت في غاية الهدوء فجأة ".
همست بضعف :
" كنت أظن أنك نسيت إسمي ، وأنك لم تعرفني".
قال بقسوة:
" أنا لا انسى أشياء كهذه ، حاولت دون جدوى ، هل ظننت بأنني نسيت إسمك ؟ عندما تكلم موريس عنك كان يدعوك كاري ، لكن عندما قدمك بإسم كاريسا مارتن عرفتك فورا ، إسمك ليس عاديا ، أنت الفتاة الوحيدة التي عرفتها بإسم كاريسا ، ولحظة سمعت صوتك تأكدت من شخصيتك ، أنت فتاة أذكرها جيدا".
ولم تسمعه كاريسا يغادر الغرفة ، لكن عندما أنزلت يديها عن عينيها كان قد ذهب.
لم تتمكن من البكاء ،وجرجرت نفسها خارج السرير لتغير ثيابها ، ظل حلقها يؤلمها حتى إستسلمت اخيرا للنوم في أولى ساعات الصباح.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 05:59 AM   #29

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووووو وووووووووووووووو

وبانتظارك


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 14-01-12, 06:48 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- لا أريد شفقتك


كان من الأفضل لو بكت تلك الليلة ، فربما خففت الدموع شيئا من التوتر الذي يمزقها ، بدات تتجنب كايد بعد تلك الحادثة ، وعرفت أنه يتضايق من تصرفاتها ، لم تفتها تلك النظرة الساخرة.
كلما تناولت كتابا في الأمسيات ، لتجلس بعيدا عنه وتدّعي انها مستغرقة في القراءة.
ها قد مرّ اسبوع على وجودهما هنا ، ولم يتلقيا بعد أي كلمة أو إشارة من موريس ، اما الحارسان فلم يلاحظا أي تحركات مشبوهة في المنطقة.
مساء الأحد جلست كاريسا كعادتها تقرأ ، اما كايد فكان يحدّق في النافذة وكأنه يرى شيئا مهما ، فجأة قال لها:
" تعالي معي لنذهب في نزهى قصيرة".
قلبت الصفحة بهدوء وأجابت :
" لا شكرا ، إذهب بمفردك ".
" أريد رفقتك ".
رفعت عينيها اليه بإصرار :
" آسفة لا ارغب بذلك ".
ظلّت للحظة أنه لن يكرر الطلب، لكنه قال :
" فهمت من موريس أنك هنا للترويح عني وتلبية كل رغباتي ... طبعا بإستثناء رغبة واحدة ".
وإنتظرت عدة ثوان ، قبل أن تضع كتابها جانبا وتنهض من مكانها :
" آسفة يا سيدي ، اين ترغب بالذهاب؟".
أحست بغضبه وظنت انه لا بد سيغيّر رايه هذه المرة ، لكنه أجاب:
" الليلة بارد ، انت بحاجة الى سترة صوفية ".
صعدت الى غرفتها ونزلت بشال صوفي لفته حول كتفيها ، اتى كايد بضوء صغير وخرجا تلفهما الظلمة.
لم ياخذ طريق البحيرة بل سبقها الى الدرب المؤدي الى التلة القريبة ، وجلس كايد على جذع شجرة يابسة يتامل الحياة الليلية والحيوانات الصغيرة التي لا تخرج من أوكارها إلا عند حلول الظلام ، وهمس كايد حالما :
" يا لها من منطقة جميلة ، إنها مثالية للأطفال ، اليس كذلك؟ ".
" اعتقد ذلك ؟".
" هناك اماكن رائعة للأطفال في الولايات المتحدة ايضا ، لكنني لم أعرفها إلا بعد فوات الأوان ".
" فوات الأوان على ماذا ؟".
توقف قليلا قبل ان يتابع حديثه:
" عليّ انا ، نشات في طرقات نيويورك ... بل لنقل في الزواريب الخلفية منها ، لا اريد هذه الحياة لأولادي ".
" وهل تنوي الإنجاب؟".
ظنت أنه لن يجيب على هذا السؤال ، لكنه علّق قائلا :
" تعتقدين أنني اضع العربة أمام الحصان ، اليس كذلك ؟ الحب والزواج أولا ثم الأطفال ثانيا ".
وضحك بمرارة قبل ان يتابع حديثه:
" أنت عاطفية وحالمة أليس كذلك؟ رفضت إرتداء خاتم والدتي ، لأن الزواج مقدس بالنسبة لك ، لا تقلقي الخاتم إشتراه جاك من سوق للأشياء المستعملة ".
الغضب والألم جعلاها لا تنطق بكلمة واحدة ، ولم يحاول هو قطع الصمت ، وبعد دقائق :
" ما رأيك بالنزول الى البحيرة ؟ وما رأيك بالسباحة في ضوء القمر".
" المياه باردة في هذه الساعة".
" أنت خائفة من البرد أم مني؟".
" طبعا أنا لست خائفة منك ".
" إذن ربما كان عليك أن تخافي؟".
" هل تريد ذلك ؟".
" ان أخيفك ؟ لا ، انت تعرفين جيدا ماذا اريد ".
" لن تستطيع الحصول عليه ! ".
" لن استطيع؟".
" لن اكون رقما على لائحتك ، أنت تعرف ذلك جيدا ".
نهض من مكانه وعادا بصمت الى المنزل ، وما ان فتحت الباب حتى قال لها :
" اريد ان اسبح ، تعالي معي ".
" ارجوك، لا ارغب بذلك ".
"حسنا ، تعالي معي فقط ، إجلسي على الرمال ، إنني بحاجة لرفقتك " إستسلمت لرغبته ، وخرجا معا الى البحيرة.
جلست على الرمال تتامله وهو يسبح في المياه الفضية ، كم هو وسيم !
تلاعبت نسمات الليل في شعرها ، ورفعت طرف شالها ، فاغمضت عينيها وأسندت رأسها الى ركبتيها ، حاولت ان تغلق قلبها عن رنة الندم لأنها لم تلحق به ، لا ، عليها الا تقع تحت الإغراء ، ستندم ، إنها لعبة خطرة.
ولم تشعر بخروجه من المياه ، إلا عندما أحست بنقطتين باردتين تسقطان على عنقها ، رفعت وجهها اليه ، ونهضت بسرعة :
" هيا يا كايد ، الليلة باردة ، انا تعبة أريد أن أتناول شيئا ساخنا وأذهب الى الفراش".
" حسنا هيا بنا".
وعلى بعد بضعة امتار من البيت امسك بها كايد فجأة ، وأرغمها على التوقف ، نظرت اليه بتساؤل ، ومن ثم إلتفت الى مصدر إنتباهه فرات ظلا قرب باب المنزل ، وأحست به يدفعها بقوة فسقطت ارضا ، وبعد لحظات سمعت صوت رجل يصرخ عاليا :
" أنا بات يا سيد فرانكلين ، لا تخشى شيئا".
" يا لك من أحمق ! لو كنت احمل مسدسا لكنت قتلتك ، ماذا كنت تفعل هناك ؟".
" إعتقدت أنني سمعت صوتا مريبا قرب السياج فجئت لأتحقق من الأمر ، لم ار احدا ، لكنني وجدت انه من الأفضل أن أتحقق من المنزل ، انت لم تغلق الباب بالمفتاح ".
" المرة المقبلة سأفعل ذلك ، أنت تؤدي عملك جيدا ... لكن اتمنى أن تعلمني عن وجودك مرة أخرى ".
" لم أقصد إخافتك يا سيدي ، آسف ".
" حسنا ، يمكنك ان تعود الى منزلك الآن ؟".
" أفضل أن أبقى حول المنزل فترة... لمزيد من التأكد لا تهتما بي ...".
وإختفى في الظلام ، نهضت كاريسا ، واخذت تسوي ثيابها وهي تشعر بالم في جانبها ، جرحت ذراعها عندما دفعها كايد أرضا ، كان شالها ما يزال مرميا على الأرض ، فإنحنى كايد ليتلتقطه ، ثم وضعه حول كتفيها .
" هل أنت بخير ؟".
"نعم ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.