آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          صفقة مع الشيطان (145) للكاتبة: Lynne Graham (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          599 - قيود امرأة - باتي ستندارد ( تحت سقف واحد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-12, 10:42 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


3-الحذر من إبليس

تسمرت كريستينا في مكانها ، تتأجج إرتيابا وحيرة ، وتبحث عن عبارات تنطق بها ، ظلت معقودة اللسان ، لم تكن تتوقع ان تراه ثانية ، لا بل تمنت ألا ترى وجهه في حياتها ، خاصة بعد تلك الحادثة المؤسفة ، واسلوبه في معاملتها ، ألم يؤنبها بعد أن اقفر الشارع من المارة ، وأعتبرها مجرد طفلة صغيرة ضالة ؟ الم يعتبرها سيئة النوايا لا هم لها سوى إستغلال إمرأة طاعنة في السن ؟ الم تشكره على مساعدته ، ومضى كل منهما في سبيله ، فماذا يريد الآن ؟
هتف هازئا :
" ما هذا الصمت ايتها السكرتيرة البارعة ؟ آمل أنك لم تتعرضي لمزيد من المصائب منذ لقائنا الخير ".
شمخت كريستينا بأنفها ، يدل مظهره ، وطريقة مظهره ، وطريقة دخوله المنزل أنه احد الزوار الدائمين ، وعرفت أن من الأفضل لها إخفاء عدائها له ، ولكن كلماته تجرح مشاعرها ، وتغيظها الى ابعد حد.
قالت بتافف :
" شكرا ، كل شيء على ما يرام".
ؤفع حاجبيه :
" هل أنت في طريقك الى المكتبة لتناول الشاي ؟".
كادت تنكر كل شيء ، وتنسحب الى غرفتها ، ولكنها قاومت نزوتها العابرة ، وهي ترى يولالي منتصبة قرب باب المكتبة تصغي الى تبادلهما العبارات المثيرة بدهشة ، لا ، لن تتصرف بحماقة ، خاطبت نفسها ، ومشت بخطى وثيدة صوب المكتبة .
كانت غرفة المكتبة جميلة للغاية ، مربعة الشكل ، واطئة السقف ،مفروشة بسجادة عجمية ، وتمتد رفوف الكتب فوق ثلاثة من جدرانها ، وتزين الجدار الرابع نوافذ فرنسية مشرعة لإستقبال النسيم العليل ، ولمحت مقاعد جلدية امام النوافذ ، مع طاولة صغيرة في الوسط ، ووضعت هناك صينية ، يتوسطها أبريق شاي فضي ، والى جانبه فنجانان فاخران ، وادركت كريستينا لتوها أن الشاي معد لشخصين فقط.
التفتت وراءها ، وهالها ان تراه يهم بإغلاق باب المكتبة ، نظر اليها مبتسما وكانه يقرأ افكارها.
ثم قال ساخرا :
" أفضل الشاي مع بعض الحليب ولكن بدون سكر من فضلك ".
إحمرت وجنتاها ، واسرعت تظهر إنهماكها بإبريق الشاي ، بدا قديما وثقيلا ، وأحست بإرتعاش يدها حيث إندلق بعض الشاي فوق الصحن والصينية ، عضت شفتها اسفا ، وأخذ رفيقها المتطفل يهز رأسه تشفيا :
" ما هذا أيتها السكرتيرة البارعة ؟ عليك ان تتلقي يعض الدروس قبل ان تصبي الشاي لعمتي ، انها لا تتساهل ابدا حول مسائل كهذه ، وتبدي رايها بصراحة ، الم تلاحظي ذلك ؟ ".
ارخت كريستينا ابريق الشاي بإضطراب ، تنبهت الى كلمة واحدة نطق بها :
" تقول عمتي ! هل أنت .... هي...".
قال بهدوء :
" هذه هي الحقيقة المرة ، اعتقد أن الأوان حان لتقديم نفسي ، أنا ديفلين براندون ، إبن اخت ربة عملك ".
ردت كريستينا بعد لحظة مليئة بالدهشة :
" هكذا إذن ! ".
أخرج ديفلين براندون علبة سكائر من جيب قميصه ، واشعل واحدة منها ، وعلق ببرودة :
" أعرف ان وجودي مفاجأة غير سارة ، هل يهدأ بالك لو قلت لك ان ردة الفعل كانت متبادلة ؟".
أجابت بإمتعاض :
" وكيف ذلك؟".
إبتسم بخبث :
" لأنك لم تشبعي فضولي حول حاجة عمتي الى خدمات سكرتيرة مثلك! ".
تمالكت كريستينا أعصابها ، وصبت الشاي في الفنجان ، وحملته اليه رابطة الجأش :
" الا تعتقد ان سؤالا كهذا يوجه الى عمتك ؟ وكف عن مناداتي بهذا اللقلب ! ".
أشار بأسلوبه اللاذع :
" لا يمكنني ان أناديك بغير ذلك ! لن يكون ذلك لائقا ".
قالت وهي تشعر بالإعتزاز :
لم أتصور أن اللياقة تهمك كثيرا يا سيد براندون ".
ظل محافظا على هدوئه ، مسترخيا في المقعد الجلدي ، وإبتسامة ساخرة تعل ووجهه :
" ان للهرة الصغيرة مخالب إذن ، أنصحك بعدم إظهارها ، لا يتسع هذا المكان لأكثر من لبوة واحدة ، وكما ستلمسين ذلك بنفسك ، وإنني انتظر".
" ماذا تنتظر ؟".
" أنتظر لأسمع إسمك وماذا تفعلين هنا ".
ترددت كريستينا ، كان قلبها يحثها لفهامه أن هذه الأمور لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن ربما كانت مخطئة ؟ أنه من عائلة براندون ، ولا تعرف ما هو مركزه في العائلة بعد.
واخيرا قالت بجفاف :
" إسمي كريستينا بينيت ، وإستخدمتني السيدة براندون لأكون سكرتيرة ومرافقة ".
اجاب بعذوبة :
" هل هذا صحيح؟".
حدجته بنظراتها :
" يبدو... يبدو أنك لا تصدقني ، هل يوجد أي مبرر آخر لوجودي هنا؟".
اطفا السيكارة في المنفضة :
" هذا ما تبادر الى ذهني ، وحتى الان لم أحصل على اجوبة مقنعة ".
أعادت كريستينا فنجانها الى الصينية ، فصلصل قليلا ، وقالت بحدة :
" إنك تثير السخرية !".
لوى فمه :
" ماذا ؟ إسمعي يا آنسة بينيت ، إلتقيت بعمتي ، ويمكنك ان تحكمي بنفسك ما إذا كانت تحتاج الى مرافقة".
طوت كريستينا أصابعها تبدي إستياءها :
" اعتقد ان ذلك يتوقف على ما تتوقعه من خدمات ".
ومطّ بشفتيه يسالها :
" وما هي الخدمات التي يمكنك تقديمها؟".
إضطربت قليلا :
" لم نناقش هذا الموضوع بالتفصيل...".
صاح بإزدراء :
" هذا هو الصدق بعينه ، قولي لي يا ىنسة هل سبق لك أن قمت بعمل مشابه؟".
قالت تتحداه:
" نعم كنت اعمل مع... مع عمتي ولعدة سنوات في هذا المجال ".
أجابها بفتور :
" وتعتقدين ان ذلك يؤهلك للعمل مع عمتي ، أنك إما بالغة السذاجة أو خارقة الذكاء يا آنسة ، ولا ادري ايهما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-12, 09:47 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فغرت كريستينا فمها:
" إنك قليل الحياء يا سيد براندون ، إذا كانت عمتك تعتبر مؤهلاتي وافية ، فهذا يكفيني ( ونهضت واقفة ) والان إسمح لي بالإنصراف..".
قال بفظاظة :
" إجلسي مكانك ، لم انته منك بعد".
إبتسمت بإستخفاف :
" يا لحظك السيء لم يعد لدي ما اقوله ، ومن الواضح انك تجدني غير مؤهلة لهذا المنصب ، مع أنني لا أفهم لماذا..".
قاطعها بحزم :
" لا تفهمين لماذا ؟ أمعني النظر قليلا يا عزيزتي الصغيرة".
وقبل أن تأتي بحركة ، توجه نحوها ، وأمسك بكتفيها ، فوجدت نفسها امام مرآة معلقة قرب الباب ، صدمها مظهرها ، بشعرها الأشعث ، ووجنتيها المحمرتين ، وعينيها المتطايرتين شررا ، بدت مخلوقة همجية ، حاولت التملص من بين يديه ، فنهرها بصوت أجش :
" لا تتحركي ، وإسألي نفسك ما الذي يمكن أن تقدمه فتاة بعمرك ومظهرك الى أمرأة مثل عمتي ".
رددت بعنف :
" ربما كانت السيدة براندون لا تريد الإنزواء كعجوز طاعنة في السن ، تحب ان تنعم بصحبة احد في مثل عمري ، وهذا ما قالته لي".
" وأنت أغرتك الحياة الصاخبة في هذه المنطقة من العالم ، فتشبثت بعمل كهذا".
وكادت تبوح له بكل الحقيقة وتروي له شكوكها ومخاوفها التي تقض مضجعها ، ولكن لتدعه يفكر ما يشاء ، لن تبالي به ، وقالت ضاحكة :
" طبعا ، ولا تعتقد انني وقعت ضحية خدعة معينة ، إن السيدة براندون شرحت لي كل السلبيات والعوائق التي ستعترضني ".
تركها وشأنها ومشى نحو النافذة :
" وماذا عن الإيجابيات والفوائد ... هل ذكرتها لك؟".
إستطردت بثقة:
" إنها اشهر من أن تعرّف ".
وراته يلتفت اليها بمرارة وإمتعاض :
" ربما كنت على حق ، لا أدري ما الذي اقنعك بقبول العيش في هذا المكان المنعزل ، ومع سيدة مستبدة لا تزال تظن أن عصر الرقيق لم يتم إلغاؤه بعد".
قالت كريستينا بصوت مضطرب:
" يا لك من خسيس ، كيف تقول هذه الأشياء عن عمتك ...".
قاطعها :
" إن آرائي لا تلائم خيالك الشاعري وتصورك لحياة المزرعة ، لا تخدعي نفسك يا آنسة بينيت ، أنت لا تعيشين في الفردوس ، ولا توجد ملائكة هنا ".
حمدت ربها وهي تلاحظ إنفتاح الباب ، ظنت ان يولالي عادت تطمئن عليها ، خاب ظنها .
رأت شابا في ريعان الصبا ، فائق الجمال بشعره الأسود ، وعينيه اللامعتين وفمه الجميل ، كان يرتدي ملابس ركوب الخيل بأناقة تامة ، وينتعل جزمة براقة نظيفة ، خاطب كريستينا بلباقة مهذبة :
" تاخرت كثيرا ، ويبدو انك تناولت الشاي ، أردت العودة مبكرا ، أرجو المعذرة ، إسمي ثيو براندون ".
ثم إنقبضت اساريره قليلا ،وكأن شيئا ما ازعجه ، وقال :
" مرحبا يا ديفلين ".
أجابه ديفلين بإنحناءة من رأسه :
" لم أكن أعلم انك تعشق الشاي يا ثيو ؟".
هز ثيو بكتفيه ، ونظر الى كريستينا :
" أردت الترحيب بالضيفة الجديدة ".
رفع ديفلين حاجبيه :
" ضيفة ؟ تقول انها أتت لتعمل هنا ".
رد ثيو متبرما :
" لا بأس ، ستجد جدتي شيئا يشغلها في ساعات الضجر ، ولكن عليها أن تستعيد نشاطها تحت أشعة الشمس ( ونظر اليها بإشفاق ) لقد عانت كثيرا مؤخرا ، إذ فقدت إحدى قريباتها".
تنهد ديفلين بلوعة :
" هكذا ، لو عرفت ذلك لوفرت على نفسي متاعب كثيرة ( ومشى نحو الباب ثم توقف ) عندما ترتاح عمتي من عناء السفر ، هل أبلغتها ان وفدا من لجنة الجزيرة ترغب في رؤيتها ،وفي الوقت الذي يلائمها ".
إبتسم ثيو إبتسامة باهتة :
" هل من الضروري أن تجتمع بالوفد؟".
" لا ، ولكن طلبوا مني إبلاغها ".
جلس ثيو على حافة المقعد ، ينقر جزمته بسوط الركوب ، وإستفسر :
" وهل ستكون أحد أعضاء الوفد ؟".
إستدار ديفلين يهم بالخروج ، كان معكر المزاج ، وسمعته يردد بعنهجية :
" طبعا ، طبعا ".
قالت بنبرة واضحة عذبة :
" وداعا يا سيد براندون ".
هدر غاضبا :
" افهم معنى كلماتك ، ولكنك تبالغين قليلا ، لا شك أننا سنلتقي أكثر من مرة واثناء إجازتك ".
يا لخيبة أملها ، فكرت كريستينا ،وهو يوصد الباب وراءه بشدة ، ووجدت ثيو يحدجها بإستغراب ، فخجلت قليلا .
سالها ثيو بوقاحة :
" هل تجدينه جذابا ؟".
كادت أن تشتمه ، ثم تذكرت أن الإثنين تربطهما صلة القرابة :
" آسفة ، لم اقصد.....".
قهقه:
ما لنا وللمجاملات ، كانت ردة فعلك طبيعية ، سيشعر بصدمة رهيبة لو عرف حقيقة مشاعرك ، إنه يعتبر نفسه فاتن النساء ، وما الذي قاله ليغيظك هكذا؟".
أجابت تتعمد إخفاء إضطرابها :
" لا شيء ، سبق لنا ان إلتقينا قبل هذه المرة ، هذا كل ما في الأمر ".
علت الدهشة وجهه .
" متى كان ذلك ؟ هل تعرف جدتي بالأمر ! ".
إعترفت كريستينا :
" لا ، حاولت إخبارها لكنها كانت مستاءة مني ، ورفضت الإصغاء الي".
إبتسم ثيو إبتسامة غامضة :
" يا لك من مسكينة يا كريستينا ، هل اتعبتك كثيرا؟".
قالت تغالب غيظها الدفين :
" إنني معتادة على السيدات المسنات".
" أنا لست مستاء منك ، وكلي لهفة لسماع اخبارك ، متى إلتقيت بإبن العمة ديفلين ،وماذا فعل لإزعاجك ؟".
عضت كريستينا شفتيها:
" لم يزعجني ابدا ، كان بالغ التهذيب ، صدف مروره وأنا اتعرض للسرقة ، أو اسوأ من ذلك ، في المارتينيك أمس ، كانوا ثلاثة ، وماأن أطل حتى إختفوا كلهم ".
" وهل عاملك كشخص يفيض نبلا؟".
ردت كريستينا محتدة :
" لم يعجبني تصرفه أبدا ، عاملني بأسلوب أحمق".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-12, 03:49 AM   #13

حكآية جنون

? العضوٌ??? » 192136
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 943
?  نُقآطِيْ » حكآية جنون is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافيهــ

ب انتظاار بااقي الروايهــ ,,,


حكآية جنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-12, 07:04 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

"وهل دعاك للإبحار على زورقه؟".
إزدادت لهجتها جفافا :
" أبدا ، ولم اعرف أنه يملك زورقا".
" يملك زورقا كبيرا أحسده عليه ، إحذري من خدعه الملتوية يا كريستينا".
قالت بفتور :
" أنا لست مهتمة بأموره الخاصة ، هل قلت أنه إبن عمتك ؟".
أجاب بتأفف :
" أناديه هكذا ،وهو في الحقيقة عمي ، ولكنه لا يحب أن أخاطبه بهذا اللقب ، وقد أفعل ذلك للإقتصاص منه ، ولتصرفه غير اللائق معك ".
جن جنونها :
" لا ، ارجوك ، إنه يعترض على وجودي هنا لسبب ما ، ربما بدل رايه عندما يراني أعمل مع السيدة براندون ".
قال مطمئنا :
" لا تجزعي فهو لا يسكن هنا ، هل انت مسرورة الآن ؟".
واحست كريستينا بإرتياح عميق ، ثم حاولت أن تحافظ على حيادها في خلافات العائلة أو منازعاتها التي لا تفهمها :
" لا يمكنني إبداء سروري ، يكفي أنه أنقذني من أولئك الأشقياء".
تثاءب ثيو قليلا:
" لا تشغلي بالك كثيرا ، ربما كان اولئك الأشقياء اصدقائه ، ولذلك فروا هاربين ، إنه شخص غريب الأطوار ، وذو ماض يفوح بالقذارة".
سرت رعشة مخيفة في مفاصلها ، وإصطكت ركبتاها هلعا ، فإرتمت على المقعد ، وتقدم منها ثيو يهدىء روعها :
" أنا آسف ".
قالت بحرج شديد :
" إعذرني ، لا بد أن الحزن أثر علي ، من الأفضل ان أذهب الى غرفتي الآن ".
وقف ثيو ، يساعدها على النهوض ، قائلا:
" يا لها من فكرة رائعة ، وإستلقي على فراشك لبعض الوقت ، لا شك أن الطاهية كوكو تعد لنا عشاء شهيا إكراما لك ".
أعلنت كريستينا محتجة :
" ولكن لا ضرورة الى كل ذلك ".
ثم تركها تصعد السلم ، متوجهة الى غرفتها ، وإستلقت على فراشها قلقة ، حائرة ، وتذكرت كلمات العراف : إحذري من إبليس ، وهي تعرف الان أن إبليس ليس سوى ديفلين ، إنها تعرف ذلك جيدا ، وعليها الإحتراس واليقظة ، هل كان العراف يخدعها بعد أن إكتشف هويتها ووجودها مع السيدة براندون ، وهو لا شك يعرف ديفلين ، فحاول إثارة مخاوفها عمدا؟
أغمضت عينيها ، وشبح ديفلين بوجهه الساخر يحوم في مخيلتها ، تمنت لو تطرد الشبح الرهيب وتحل محله صورة ثيو باناقته وعذوبة كلماته ، وأدركت أن ديفلين يستحوذ على تفكيرها مهما فعلت ، بحركاته وأقواله ورجولته ، في حين أن ثيو مجرد صبي.
ولكتها تكرهه ، تكره حتى ذلك اللون الفضي في عينيه ، إنه عدوها ، وعليها تذكر هذا الواقع دائما.
سمعت قرعا خفيفا على الباب ، ثم دخلت يولالي ، وقالت مباشرة:
" السيدة براندون تسأل عنك ".
أسرعت كريستينا ترتب هندامها .
"حسنا ، أين غرفتها؟".
ومشت خلف يولالي الى أن بلغتا البهو الرئيسي ، وأدركت كريستينا ان جناح السيدة براندون يقع بمحاذاة البهو الكبير ، ويتكون من غرفة نوم كبيرة وحمام ، وحجرة صغيرة تضم آلة بيانو.
إلتفتت السدة براندون منفرجة الأسارير عندما دخلت عليها كريستينا :
" إجلسي يا إبنتي ، هل أنت بخير ؟".
اجابتها كريستينا بإنحناءة من راسها ، ثم قالت :
" آسفة ، كان علي تغيير ملابسي لتناول العشاء ".
تقبلت أعذارها برحابة صدر :
" لا اهمية لذلك ، لا أتوقع منك معرفة كل شيء منذ اليوم الأول ( ثم سالتها ) أخبريني ما هو رأيك في آرك إينجل ؟ هل تحبين المعيشة هنا؟".
لم تتوقع كريستينا سؤالا كهذا ، فغمغمت ببضع كلمات غامضة ، فطمأنتها السيدة براندون :
" أعرف انك تحتاجين الى مزيد من الوقت لأتخاذ قرار كهذا ، ولكنني اريدك أن تتصرفي وكأنك في بيتك".
اجابت كريستينا بحياء :
" هذا من لطفك يا سيد ، اعدك ببذل جهدي لتلبية كل طلباتك ، واتمنى أن تحددي موعد بدء العمل وما يتطلبه بالضبط ، ونوعية واجباتي ".
لوحت السيدة براندون بيدها ، تتلألأ منها ألماسة كبيرة ، وقالت :
" يوجد متسع من الوقت لبحث كل ذلك اما الآن فخذي قسطك من الراحة وتمتعي بما حولك ، وأعتقد انك تعرفت على حفيدي".
قالت كلماتها الأخيرة بدون مبالاة ، لكن كريستينا أحست بتوتر خفي ، أجابت على نحو طبيعي :
" نعم ، تعرفت عليه ، اتى عندما كنت احتسي الشاي".
علقت العجوز :
" هذا ما قاله لي ، يبدو انك تركت فيه إنطباعا عميقا".
نظرت كريستينا مذهولة :
" إنك تبالغين قليلا يا سيدة ، ان الأولاد في مثل سنه يتاثرون بسرعة ".
تجهمت السيدة براندون :
" في مثل سنه ؟ إنه لا يصغرك إلا بأشهر قليلة ، وفي الحقيقة تبدين بشعرك المتدلي فوق كتفيك اصغر منه ".
قررت كريستينا إتباع سياسة الحذر :
" نعم ، ولكن يقال أن البنات ينضجن قبل الصبيان ولو كانوا في سن واحدة ".
ردت بإقتضاب :
" من المحتمل ، لم يحصل لي شرف التعرف على عدد كبير من البنات ، ولذلك اعجز عن إعطاء رايي ، هل تجدين ثيو صغيرا بالنسبة الى عمره؟".
سارعت كريستينا بالقول :
" لا ، ابدا ، يبدو انه ناضج تماما ، ويحب الحياة".
طاب خاطرها ، فتنهدت قائلة :
" صحيح أنه لم يرزق بصحبة ابناء جيله في الماضي ، واعلق امالي عليك لتعديل هذا الوضع قدر المستطاع ، إنكما مثال الرفيقين مع بعضكما البعض ".
بلعت كريستينا ريقها، محتجة بدون طائل :
" ولكن إعتقدت أني سأعمل معك ".
عقدت السيدة براندون حاجبيها :
" ليس تماما يا إبنتي، أنا لا اقترح عليك العمل مع ثيو ، اريد القول أن لديك كامل الحرية لتقبل دعوة منه ".
إحمرت وجنتا كريستينا ، وتمتمت :
" شكرا يا سيدة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-12, 10:30 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" هل يزعجك إهتمام حفيدي بك؟".
مدت كريستينا يدها تفرك اذنها:
" كلا ، إنه فتى جريء ، ولكن لا افهم كيف تسمحين لي، كموظفة ليست أرقى من الخادمات كثرا ، بإنشاء صداقة مع حفيدك".
تجمدت عينا العجوز :
" انت ضيفتي وكانت عرابتك صديقتي ، لا اريد سماع أي حديث عن خادمات وما الى ذلك بعد الان ، تتكلمين كأنك تعيشين في القرن الماضي ".
اطرقت كريستينا راسها :
" انا آسفة ، ولكن وضعي يبدو غامضا جدا...".
داعبت وجنتيها بنعومة :
" هدئي من روعك ، لا داعي الى القلق وهذا الإضطراب ،والان إقرعي الجرس ولنذهب لتناول العشاء".
إلتهمت كريستينا طبقها بشهية ، رغم عواطفها المشوشة ، ومراقبة ثيو لها خلال فترة العشاء بأكملها .
ثم توجهوا الى صالون خاص تزينه الوان ذهبية وعاجية ، وإنتهزت كريستينا إنهماك ثيو وجدته في لعب الورق لتتجول في الغرفة ، وتمعن النظر في اللوحات والرسوم المزخرفة ، ومر امامها شريط من صور عائلة براندون مغرقة في القدم ، ثم لمحت لوحة زيتية خالتها بريشة الرسام الفرنسي الشهير رينوار .
إنتهت من جولتها ، فأحست بالملل الشديد ، تمنت لو تستطيع التنزه في جنائن المنزل ، لكنها عدلت عن ذلك لمعرفتها أن ثيو لن يتوانى عن رفقتها ، كانت تريد تجنب التورط في اية علاقة غرامية معه ، والأفضل ان تخرج وإياه للتفرج على المزرعة والحقول المجاورة في وضح النهار وليس تحت ستار الظلام.
همس ثيو في اذنها ، فإضطربت قليلا :
" هل تحبين الموسيقى ؟".
أجابت :
" أحبها كثيرا رغم أنني لا أجيد العزف على اية آلة ".
تقدم من خزانة أثرية ، وفتحها ، رأت آلة ستيريو ومجموعة ضخمة من الأسطوانات ، واشار عليها بإختيار ما تريد ، قائلا :
" إنها كلها موسيقى كلاسيكية للاسف ، جدتي تمقت الموسيقى الحديثة ، وإذا كنت تفضلين الموسيقى الراقصة ، يوجد ما يشبه النادي الليلي في سانت فيكتوار ، يمكننا الذهاب الى هناك ذات مساء إذا أحببت".
كانت دعوته طبيعية لا يجوز رفضها ، قررت بينها وبين نفسها ، ولم تكن مفاجاة لم تتوقعها ، فإبتسمت شاكرة .
حظ نظرها على اسطوانة تعجبها ، فطلبت منه سماعها ، وجاءت الموسيقى الناعمة لتشكل خاتمة لطيفة ليومها ، هكذا حدّثت نفسها وهي تتوجه نحو غرفتها مخلفة وراءها ثيو مكسور الخاطر.
بدت غرفتها مريحة ، مزهوة بإستقبالها ، ولاحظت ان أحدا ما أشعل المصباح بجوار سريرها ، خاطبت نفسها :
" علي الإحتراس ، وإلا وقعت ضحية هذه الحياة المرفهة ".
وهذه هي مشكلتها ، اتت الى هنا لتعمل ، وتكسب رزقها بعرق جبينها ، وها هي تكتشف شيئا آخر ، ولن ترضى بحياة كهذه تؤدي بها الى التواكل ، والتصدق والإعتماد على الغير .
اوت الى الفراش ، وظلت مسهدة لا يجد النوم الى عينيها سبيلا ، تمنت لو نفذت خطتها وقامت بنزهة قصيرة عوض الإصغاء الى الموسيقى ، إن الهواء العليل يهدىء الأعصاب ويجلب النعاس.
وبعد أن تقلبت في الفراش متململة لبعض الوقت ، نهضت من السرير ، وإرتدت معطفها ، مشت نحو النافذة وفتحت مصراعيها المطلين على الشرفة ، كان الجو منعشا الآن ، فكرت وهي تحدق الى صفاء الفضاء يتهادى فيه قمر مضيء بشعاع باهت ، تنفست بعمق وإغتباط ، بدا كل ما يحيط بها عالما جديدا لا عهد لها به.
وبينما هي غارقة في أحلامها العذبة ، لفت إنتباهها حركة مكبوتة في الأسفل ، وعرفت لتوها القامة التي خرجت من الظلال ، وسطعت تحت ضوء القمر ، رغم إختفاء البذلة السوداء والمئزر الأبيض ، والإستعاضة عنهما بلباس محكم يشد جسدها شدا ، إنها يولالي بجسدها الأهيف ، ورأتها كريستينا تدور حول بركة السباحة ، وتسرع الخطى في إتجاه شجيرات كثيفة.
عادت كريستينا الى غرفتها وخلعت معطفها ، تأكد لها ان يولالي ذاهبة للقاء أحد ما ، ولا بد أنه شخص لا يسكن في آرك إينجل.
إستلقت على فراشها يساورها الإرتياب ، إن هذا الشخص ليس سوى ديفلين براندون ، ولكن لماذا تشغل بالها به وبهذه الخادمة؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 10:41 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4-الإنتصار الكاذب

قضت كريستينا ليلة ملية بالقلق ، ونهضت في الصباح تغشى ذاكرتها أطياف احلام مرعبة ، فتحت عينيها خائرة القوى ، غير أن اشعة الشمس المنبعثة عبر الستائر أعادت اليها بعض حيويتها.
واعلن القرع الخفيف على الباب وصول يولالي تحمل طبقا من عصير الفاكهة الطازج ، وبعض الخبز والزبدة ، وأبريق قهوة حارة ، شعرت كريستينا ببعض الحرج وهي تتمدد فوق الفراش ، لم يسبق لها أن تناولت فطورها في السرير ، إلا في حالة مرضها ، وبدت يولالي مستاءة هي الأخرى ، وألقت عليها تحية الصباح بلهجة شبه عدائية.
وما ان غادرت يولالي الغرفة ، حتى ألقت كريستينا نظرة عاجلة على ساعة المنبه التي جلبتها معها من أنكلترا ، لا يزال الصباح في بدايته فقررت البقاء في غرفتها مدة ساعة أو ساعتين ، طالما أن السيدة براندون لا تحب النهوض باكرا كما علمت منها.
أنهت فطورها ، وإرتدت بنطالا ضيقا ، وقميصا قصير الأكمام ، ثم رتبت سريرها ، واسرعت بالعدو في إتجاه الحديقة عبر السلم الخلفي.
وقادتها قدماها الى الشجيرات الكثيفة عند أطراف الحديقة ، فلمحت دربا ترابيا يؤدي الى الشاطىء ، كان الهواء يترنح بهمهمة النحل وحشرات أخرى ،وترامى الى مسامعها همس الأمواج تداعب الشاطىء البعيد.
حثت الخطى ، متفادية الجذور الناتئة ، حانية راسها مخافة شبك شعرها في الأغصان المتدلية ، كان دربا ضيقا ، وبدت الشجيرات الكثيفة تمتد امامها مثل نفق داكن أخضر لا تخترقه أشعة الشمس.
واخيرا وصلت الى بقعة الرمال الفضية المنحدرة برشاقة نحوالمياه المزبدة ورفعت وجهها تستقبل الشمس بإمتنان ، تخال انها تقف وحيدة في عالم هجره اهله ، ولم تعد تسمع سوى تغريد عصفور مغتبط ، وصوت مياه البحر الحالم ، إنه شاطىء مثالي ، خاطبت نفسها ، ولا بد لها من إنتهاز الفرصة غدا ، فتجلب ملابس السباحة ، وتنعم بدفء الموج الهادىء ، خلعت صندلها مشت حافية الى حافة المياه فلامست قدميها بنعومة وغنج ، ثم بدأت تسير فوق الشاطىء ، والنسيم العليل يداعب شعرها ، ويبعث في شرايينها حياة جديدة ، طاردا فلول ليلتها البائسة.
وخالت انها الآن قادرة على تحمل كل المصاعب التي تواجهها في موطنها الجديد ، وحتى ثيو ستعرف كيف تتعامل معه ، مهما كانت نواياه ، علت ثغرها غبتسامة ، وهي تفكر في ثيو ، ذلك الفتى الدمث الخلاق ، المرهف الشعور ، ومع ذلك قررت انه لا يلائمها ، وتفضل ان تتزوج احدا أقرب الى مزاجها ، وتصورها لمواصفات الرجل ، رجل المستقبل ، ووجدت نفسها تفكر في ديفلين براندون ، فإعترتها مشاعر غامضة ، وكأنها ترفض إصدار حكم نهائي عليه.
كانت غارقة في أفكارها ، تشنف أذنيها بهدير الأمواج ، فلم تنتبه الى صوت إيقاع مكبوت يرتفع وراءها ، وعندما تبينته قليلا ، إحتارت في معرفة مكان إنبعاثه ، ثم ادركت بهلع أنه إيقاع حوافر حصان يعدو فوق الشاطىء ، نظرت وجلة ، ممتعضة ، تلعن حظها السيء ، وراته بقامته الطويلة يمتطي حصانا أسود اللون ضخما ، كان عاري الصدر ، داكن البشرة ، يفيض رجولة ورقة ، أين المفر الان ؟ فكرت كريستينا ، لتتوجه الى الحديقة ، فهي ملاذها الوحيد .
وأدركت انه يلاحقها عمدا ،فضاعفت من سرعتها ، زلت قدمها وإلتوت كاحلها إلتواء مؤلما دفعها الى إطلاق صرخة الم موجعة ،وتهاوت على الرمال بائسة ، تحضن جرح قدمها .
شد ديفلين براندون لجام حصانه ،وقفز برشاقة عنه ، متقدما نحوها ، وهتف :
" هل انت مجنونة ؟".
كان يتوقد غضبا ، وأدركت مدى جنونها وهي تحاول الهرب على هذا انحو ، كانت نزوة صبيانية لا يجوز أن تخضع لها بعد نضوجها ، وما هوعذرها ؟ لا شيء سوى عنادها ورفضها مواجهته ، وها هي الآن تنبطح ارضا ، وتخسر ما تبقى من كرامتها
حاولت النهوض ، فتهاوت لا تستطيع حراكا ، قرفص ديفلين براندون بجانبها ، وراح يتفحص كاحلها بأصبعه ، فاغمضت عينيها بقوة ، قالت بجفاف :
" سأكون بخير بعد برهة قصيرة".
وقف على قدميه معلنا :
" يفرحني أن اسمع رأيك الحكيم ، بدا كاحلك بالتورم كما الاحظ ، لا بد من غسله بالماء البارد وربطه ، سآخذك الى حجرة المركب لمعالجته".
أصيبت بصدمة عنيفة ، فصاحت :
" كلا ! ( ثم غيّرت لهجتها ) اعني .... أعني شكرا على مساعدتك ، ولكن سأكون بخير ، إذا ما إسترحت لبضع دقائق هنا".
إستشاط غيظا :
" يا لك من مخلوقة عنيدة ، أعرف كم يصعب عليك الإعتماد علي مرة ثانية ، ولكن لا خيار لديك ، وأعدك بالتركيز على كاحلك ولا شيء غير ذلك ، إذا كانت الشكوك تساورك ".
إنحنى ليساعدها على النهوض ، فإشتعلت حقدا ، وغرزت أسنانها في يده بسرعة البرق ، شتمها وسحب يده وقد لطختها بقع حمراء دامية ، جلست كريستينا صامتة ، متوجسة تشعر بالذنب ، نظرت اليه وكلمات الإعتذار ترتجف فوق شفتيها ، فرأته يبتسم قائلا :
" ما معنى هذا العض ،وفي ظرف غير مناسب؟".
غصت حنجرتها:
" أنت... انت...".
" أنت قليلة الحيلة ، لا بد من تلقينك بعض الدروس في مجالات كثيرة ".
وفجأة إنكب فوقها وحملها الى حصانه ، أقعدها فوق السرج ، وإمتطى الحصان وراءها.
قطعا مسافة قصيرة ، خالتها كريستينا أميالا تنلوها أميال ، يا لها من لحظات حرجة ، إنعقد خلالها لسانها ، وهي تعارك أحاسيسها الغريبة ، تجمدت فوق ظهر الحصان ، لا تجرؤ على الإتيان بأية حركة ، شاعرة بوجوده وراءها ، وكأنه لا يبالي بما يدور في داخلها من صراع رهيب ، لا شك انه رجل جذاب ، وتدرك ذلك من اعماق قلبها ، لكنها لن تفصح بأي شيء ، لا ، لن تخضع لسحره ، لن تبوح بعواطفها المتأججة .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-12, 12:26 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تمهل الحصان قليلا ، ووقع نظرها على مركب فخم يتهادى قرب الشاطىء ، وقرات إسمه المطلي بإتقان : عذراء القمر .
لم تكن معتادة على إمتطاء الأحصنة ، فأحست بالإعياء ، وظل كاحلها يؤلمها بشدة ، حمدت الله عندما ترجّل ديفلين ، وانزلها عن السرج ، وبدأ الحصان يعدو مبتعدا عن الشاطىء ، سالته:
" لماذا فعلت هذا؟".
قال :
" إن الإسطبل في آرك إينجل ،وهو يعرف طريق العودة ، مارك سيهتم به".
لم تصدقه ، إنه لا يسكن آرك إينجل ، ورأت كوخا صغيرا قرب تلة رملية ، ترى هل يعيش في هذا المكان ؟ سألت نفسها ، حاولت أن تمشي ، فأخفقت إخفاقا مذلا ، حملها بين ذراعيه ، وأخذ يصعد بها السلم الخشبي ، دخل غرفة كبيرة مبعثرة الأثاث ، تغطي أرضها بطانيات مزخرفة الألوان ، ورأت في الزاوية مقعدا خشبيا تتكوم فوقه قطع من القماش تستر شيئا ضخما تحتها.
وفتح بابا داخليا ، فوجدت نفسها في غرفة النوم ، حيث القى بها فوق السرير .
توارى عن نظرها ، فعرفت أنه يجلب بعض الماء وضمادة ، عاد يحمل إبريقا وصندوق إسعاف أولي ، وقال آمرا:
" إرفعي أطراف بنطالك الى أعلى ، هيا ، وإلا طويتها أنا ".
فاذعنت لأوامره صامتة ، وأخذت تراقبه بحذر وهو يلعب دور المرض والطبيب ، خف الألم الموجع وقد لف كاحلها ضماد متين ، قالت:
" شكرا".
إبتسم بعذوبة :
" حاولي الوقوف الآن ".
وأمسك بيديها ، فتجالدت ، ولمست الأرض بخفة ، وقفت منتصبة رغم شعورها ببعض الوجع وتمتمت:
" إنني بخير الآن ، عليّ الإنصراف".
اشار نحو الباب :
" كما ترغبين ، ولكن القهوة جاهزة ، ألا تريدين شيئا حارا؟".
" شكرا ، من الأفضل أن أذهب ، ستفتقدني السيدة براندون ".
ألقى نظرة سريعة على ساعته:
" في هذا الوقت ؟ما بالك ، هل تخافين مني؟".
توردت وجنتاها :
" ما الذي تعنيه ؟ لم يخطر ...".
قال يلتهمها بعينيه:
" يوجد مشط في الدرج ، انصحك بالإعتناء بهندامك ، سأتدبر امر القهوة ، إنضمي الي ساعة تشائين".
إستدار وخرج ، يا له من وغد! خاطبت كريستينا نفسها ، ما الذي يكيده لها؟ يا ليتها لم تخرج الى الشاطىء ، إنها الان أسيرة نزواته الشريرة ، كان العرّاف على حق ، إنه إبليس بعينه ، إبليس الذي يعذّبها بأساليب ملتوية ، ويهزأ منها كلما حاولت مقاومته.
وقفت أمام المرآة تسرح شعرها ، وتفكر في وضعها ، قررت أن تحتسي القهوة ، فتهدا أعصابها قليلا ، وتتمكن من التفكير بوضوح أكثر ، توجهت الى غرفة الجلوس ، كان ديفلين يجلس في الزاوية يحمل إبريقا وبعض الأكواب ، إستنشقت نكهة القهوة وكأنها فخ لإصطيادها ، فجلست على طرف المقعد ، متمنية أن يظل بعيدا عنها ، وبدا للوهلة الأولى منهمكا في إحتساء القهوة ، فإطمأنت.
أخذت تتمعن في الغرفة عن كثب ، رأت صفا من البنادق قرب الجدار المجاور لها ، وبعض أدوات صيد السمك ... كان كل شيء يدل على مكان لا أثر لذوق النساء فيه.
تنحنحت:
" هل تعيش هنا منذ مدة طويلة؟".
" منذ اربع سنوات ، منذ وفاة أهلي".
حملقت فيه كريستينا مذهولة ، غاب عنها للوهلة الأولى انه إبن مادلين ، شقيقة السيدة براندون ، تألمت لحاله بدون أي مبرر ، سالته بعفوية:
" وتسكن هنا وحدك؟".
قال بخفة :
" يا له من سؤال ! لا تتوقعي مني أي جواب".
وتابع ، وهي تشعر بالإحراج:
" علاوة على ذلك ، لا شك أن عمتي قد المحت امامك الى حياتي الصاخبة ، وأعتقد أن هذا هو سبب هربك مني على الشاطىء".
رمت بشعرها الى الوراء:
" لم أهرب منك ، كنت اتمتع بالعزلة ، ولم ارغب في رؤية أحد".
قهقه عاليا:
" إنه تصرف لا يليق بسكرتيرة ، إذا كنت ستمارسين أي عمل ".
فغرت فاها:
" ماذا تقصد ؟ ألا تصدق أنني سكرتيرة".
إستطرد هازئا :
" لا أظن ، لأنني أعرف عمتي جيدا ، إنها إنسانة ذات شخصية مستقلة وطاغية ، ولم يسبق لها أن إحتاجت الى مساعدة أحد".
وضعت كريستينا كوبها على الطاولة الصغيرة ، وشبكت اصابعها مضطربة:
" يبدو لي ان خلافا ما نشأ بينك وبينها ، لا أعرف ما هو ، ولا علاقة لي بذلك ، لكنها ربة عملي ، وعاملتني بكل لياقة ، واشعر ببعض الولاء لها ، ربما كنت على حق ، فهي لا تحتاج الى سكرتيرة ، ولم تعرض علي العمل إلا حرصا على كرامتي ، وحفاظا على صداقة قديمة ...".
توقفت عن الكلام ، وهو يحدق فيها وكأنها مجنونة ، قال متجهم الوجه:
" ما هذا ؟ ما هي هذه الصداقة القديمة؟".
بلعت ريقها قائلة :
" كنت أعيش مع عمتي ، عرابتي الآنسة غرانثم غريس ، توفاها الله منذ بضعة أسابيع ، ولكنها كتبت الى السيدة براندون قبل وفاتها ، وأعتقد أنها طلبت منها الإعتناء بي ، ومن هنا عرضت العمل عليّ والبقاء في هذا المكان".
بدا وكأنه لم يسمع كلمة قالتها:
" ولكن أنصحك بالعودة الى أنكلترا ، وهذه نصيحة صديق".
تفجرت غضبا :
" لا أحتاج الى نصيحتك او نصيحة أي إنسان ، ولا يمكنني العودة الى أنكلترا الآن بدون أي دراهم".
قال بهدوء:
" يا لها من ورطة ! ".
ردت بكبرياء :
" إنها ورطتي أنا ، أعرف أن الوضع صعب ، ولكن علي تلبية رغبات السيدة براندون".
قال مهددا :
" إذن إبقي عند عمتي ، وتحملي وضعك ، ولكن إياك ان تركضي الي مولولة عندما تسوء الأحوال".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-12, 10:29 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وقفت متثاقلة على قدميها ، وقالت بصوت مرتجف:
" انت آخر من أفكر في اللجوء اليه يا سيد براندون ، آسفة لإزعاجك في الماضي ، لن ترى وجهي بعد اليوم".
مشت نحو الباب ، فأحست بيديه تمسكانها بفظاظة ، ثم أرخى أصابعه قليلا ، وإلتصق بها ، فطنت بغريزة الأنثى الى ما يبيته لها ، عاركته تريد التملص بدون جدوى.
لم تنبس ببنت شفة ، كأن خدرا اصابها فإستسلمت لعناقه ، يا لها من لحظة مشحونة بالمشاعر الدفينة ، لم تعد تدري معنى أي شيء ، ما الذي دهاها ؟ كيف تدعه يقترب منها هكذا ؟ برهة غامضة مغلقة بالأسرار ، ثم سمعته يهمس في أذنها :
" لماذا لا تعضين الآن ؟".
إستعادت صوابها ، وصرخت مبتعدة عنه ، والخجل يغمرها :
" يا لك من وغد ، أيها الإبليس اللعين ! ".
واطلقت ساقيها للريح ، تعدو هاربة رغم آلام قدمها.
كانت تعرج ، وتتلوى ألما عندما بلغت سلم الحديقة المؤدي الى شرفتها ، ولم تعثر على صندلها الذي خلفته وراءها قرب الشاطىء ، فصعدت حافية القدمين ، شعرت بنعومة السجادة وهي تدخل غرفتها ، وإرتمت فوق السرير.
يا لها من تجربة مرة ! إستلقت منهكة ، لا تجد تفسيرا لمغامرة طفولية تخوضها مع رجل يحتقرها ، تمنت لو نشق الأرض وتبتلعها.
رن جرس الهاتف يزعق زعقا ، رفعت السماعة:
" الو".
وهدر صوت السيدة براندون :
" كريستينا ؟هذه ثالث مرة اتصل بك ، اين كنت؟".
إستوت كريستينا ترفع عن وجهها شعرها المشعث :
" ذهبت في نزهة قصيرة ، انا آسفة ، هل كنت تريدين شيئا ؟".
" تعالي الى غرفتي فورا".
وأقفلت العجوز السماعة بعنف.
بدّلت كريستينا ملابسها بسرعة لتخفي آثار نزهتها المشؤومة ، وسرحت شعرها وخرجت.
كانت السيدة براندون تجلس على مقعدها الوثير ، تطرز قطعة من القماش ، نظرت الى كريستينا تحدجها بإستهجان ، ثم رأت ضمادة كاحلها ، فهتفت:
" جرحت قدمك يا إبنتي ! ".
" كنت على الشاطىء ، وفتلت كاحلي".
ركّزت العجوز نظرها على الضمادة :
" هكذا إذن ، ولديك خبرة في تضميد الجروح والإسعاف الأولي؟".
تلعثمت كريستينا :
"كلا، إلتقيت ... إلتقيت بإبن أختك على الشاطىء ، وتفضل بمساعدتي".
أجابت السيدة براندون بهدوء:
" صحيح ؟ يا لها من بادرة كريمة ، وليست هذه المرة الأولى ، أخبرني ثيو أنك إلتقيت ديفلين في المارتينيك ؟".
قالت كريستينا بحياء شديد :
" نعم ، ولكنني لم أكن أعرف من هو آنذاك بطبيعة الحال".
صمتت السيدة براندون برهة ثم قالت :
" إنني في موقف صعب يا كريستينا ، أشعر أنني مسؤولة عنك تماما مثل عرابتك ، وعلي تحذيرك من ديفلين ، لم يكن يصغي إلا الى والدته ، وما أن رحلت عن هذا العالم حتى تحول الى شخص حاد الطباع ، لا يهمه رأي أحد".
وتابعت السيدة براندون ، وكريستينا كلها آذان صاغية:
" لم يعد يبالي بالعائلة وسمعتها ، وهكذا هجر هذا المنزل وقطن في ذلك الكوخ على الشاطىء ، وتخلى عن مسؤوليته إتجاه المزرعة ، وهو الآن يعيل نفسه من دخل الثروة المالية التي ورثها عن أهله ، ويحصل رزقه عبر حفر التماثيل الخشبية".
كان صوتها جليديا ، مفعما بالإزدراء ، وعاد بكريستينا الخيال الى ذلك المقعد الخشبي الذي لمحته في غرفة الكوخ ، سألت العجوز بعفوية :
" هل يجيد حفر الخشب؟".
حدّجتها السيدة براندون بغطرسة:
" ما اهمية ذلك ؟إنه يجد دائما زبائن لشراء بضاعته ، ولكن عمله لا يليق بمن ينتسب الى عائلة براندون ، إن واجبه أن يكون هنا ، يساعدني على إعداد ثيو من أجل ميراثه".
إستفهمت كريستينا:
" ما الذي تعنيه؟".
تأوهت السيدة براندون ثانية :
" إن المسألة في غاية البساطة ، كان زوجي واخوه توأمين ، وولد زوجي قبله بنصف ساعة ، ولذلك ورث المزرعة عندما توفي والده ، وأصبح هو وأخوه كاري شريكين يديران المزرعة سوية ، وفي غضون ذلك إلتقى كاري بأختي مادلين وتزوجها بعد عام ، عشنا هنا جميعا حياة سعيد في البداية ، ثم بدأت المصاعب ".
قالت كريستينا شاعرة بالحرج الشديد:
" هل من الضروري إخباري كل هذا يا سيدة ؟ إنها مسألة لا تعنيني ، و....".
إستأنفت السيدة براندون التطريز:
" نعم ، من الضروري إخبارك ، أنت الان واحدة من العائلة يا عزيزتي ، لا بد أن تفهمي سبب كره ديفلين لنا جميعا ( وتناولت مقص الخياطة ) عندما ولدته اختي ، طارا فرحا ، هي وزوجها ، واخذا يدللانه الى أن فسدت طباعه ، وتوهم ديفلين نتيجة الشراكة بين والده وزوجي ، أن له حقا في الوراثة ، وعندما أطلعناه على حقيقة الأمر ، وفهم أن ثيو سيكون الوريث الوحيد ، جن جنونه ، وجاراه في آرائه والداه ، وأخذوا يصرفون اوقاتهم في السفر ، والرحلات ، والإبحار في المركب ، وكان ثيو في ذلك الحين لا يزال صبيا غيرا ( وتنهدت متابعة ) واثناء إحدى تلك الرحلات البحرية هبت عاصفة هوجاء ، وغرق المركب بمادلين وكاري موديا بحياتهما ".
صمتت قليلا ، تتفرس في وجه كريستينا ، ثم إستطردت :
" ومرة ثانية جن جنون ديفلين ، إتهمنا بشتى التهم ، وأمعن في تهمه وشتائمه ، الى ان علا صراخنا بالشجار والكلام القاسي ، فقرر الرحيل ، بعد مرور عامين أصيب زوجي بمرض عضال ، فطلب رؤية ديفلين ، وتمنيت عليه من كل قلبي أن نتوصل الى تفاهم ما ، ولكنه أصر على موقفه أثناء تأبين زوجي ، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل ضدنا ويكن لنا العداء! ".
دهشت كريستينا لهذه العبارات فغامرت بسؤالها:
" وباي أسلوب؟".
أبدت السيدة براندون تأففها :
" ذهب ليدرس في الجامعة وتشرّب بعض الأفكار الغريبة ، وعندما عاد بدأ ينتقد طريقة العمل في المزرعة ، وكيفية إقتصارنا على زراعة السكر دون سواه أدّعى ان مصاعب جزر الهند الغريبة ، وخاصة الإقتصادية منها ، سببها هذه الزراعة الأحادية ، كان يريدنا تنويع المحاصيل ، وزراعة الحبوب الغذائية ، وبالطبع رفضنا آراءه المعوجة ، وما لبث ان جمع حوله بعض الأشخاص الذين يشاطرونه نظريته ،وهم الان يدعون انفسهم : لجنة الجزيرة".
تململت في مقعدها ، وعلت وجهها مسحة من القلق ، ثم تابعت:
" إنني أخبرك كل ذلك يا إبنتي لتاخذي حذرك ، أنت غريبة هنا ، ولن يتردد ديفلين عن إستغلالك خدمة لمآربه الخاصة ، حاولي تجنبه ، ولن يصعب عليك ذلك ، فهو قلما يزورنا ".
هزت كريستينا براسها صامتة ، إنها نصيحة من السهل تنفيذها ، خاطبت نفسها.
وقضت ساعة من الزمن تملي عليها السيدة براندون بعض مراسلاتها ، وكانت في معظمها تافهة المضمون ، كما إكتشفت ، تدور حول أعمال خيرية ، أو تلبية دعوات إجتماعية ، وهذا كل شيء ، من الواضح أن السيدة براندون لا تحتاج الى سكرتيرة ، ولن تجد عملا يشغلها طوال النهار ، فكرت كريستينا.
جلست في المكتبة تطبع الرسائل على الآلة الكاتبة ، راحت تستعيد آراء ديفلين حول شؤون المزرعة ، والمصاعب الإقتصادية في جزر الهند الغربية ، وجدت نفسها توافق على ما ذهب اليه ، ومع أنها لم تكن خبيرة إقتصادية ، تذكرت مقالا قراته في إحدى المجلات يناقش هذه النقطة ، ومن زاوية مشابهة .
أنهت الطباعة ، وهمت بالصعود الى الطابق الأعلى لتطلب من السيدة براندون توقيع الرسائل ، لكنها ظلت مسمّرة على الكرسي ، تغرق في لجة من القلق والإضطراب.
ماذا تفعل ؟سالت نفسها هل تعود الى انكلترا... وكيف؟ لا يمكنها البقاء في منزل مغلف بالأسرار ، ويقطنه أناس غريبو الأطوار ، وماذا عن ديفلين براندون ؟ إن مشاعرها إزاءه مشوشة ، ومتناقضة ، إنه الشيطان بعينه ، شيطان عرف كيف يدبر لها مكيدة تلو الأخرى ، عانقها حتى خال انها إستسلمت له بكل جوارجها ، يا لبؤسها !
تلك كانت غلطة مشؤومة ، لن تكررها أبدا ، قررت ان تستمر في العمل في ذلك المنزل مهما كانت العراقيل ، وفجأة غمرتها نشوة إنتصار ممزوج بالكبة.
وبعد مرور ساعات طويلة ، تحولت النشوة الى كآبة قاتمة ، وكأنه كان إنتصارا كاذبا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-12, 08:10 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


5- رقصة وحيدة


ومر الأسبوع التالي على نحو عادي رتيب ، كانت كريستينا تتناول الفطور في غرفتها ، ثم تذهب للتنزه الى أن تستدعيها السيدة براندون ، ولكنها لم تغامر خارج الأرض المحيطة بالمنزل ، متجنبة الشاطىء رغم ولعها به.
لم يات ديفلين للزيارة ، وتفادى الجميع ذكر إسمه ، أما السيدة براندون فأحجمت عن إضافة أي جديد حول تاريخ العائلة وخلافاتها ، وكأنها ندمت على ما تفوهت به ، وظلت كريستينا تبحث عن أجوبة لمسائل تقلقها ، أدركت أن السيدة براندون تغاضت عن ذكر أي شيء يتعلق بإبنها ، والد ثيو ، وإحتارت لماذا تعمدت العجوز تجاوز هذه النقطة الهامة.
وطافت كريستينا غرف المنزل المتعددة ، تتمعن في صور عائلة براندون ، لم تعثر على أي أثر لصورة إبن تشارلز ومارسيل براندون.
إزداد فضولها ، لكنها قررت كبت دوافعها ، تعرضت العائلة في الماضي القريب لمأساة مؤسفة ذهب ضحيتها كل من كاري ومادلين ، ربما حدثت مأساة أخرى أكثر إيلاما لا يأتي أحد على ذكرها ، وصممت كريستينا أن لا تنكأ الجراح ، ولن تعدم وسيلة الى ذلك.
ثم بدأت التطورات تتوالى...
أخذت ، بدون إرادة منها ، تلتقي بثيو أكثر فأكثر ، ولاحظت أنه يندفع الى تعزيز صداقتهما ، تشجعه موافقة جدته على هذه الخطوة ، رفضت كريستينا دعواته لركوب الخيل ، والسباحة قرب الشاطىء يقع على الطرف الاخر من الجزيرة ، وذلك بحجة وجع كاحلها ، ولكن هذه الأعذار لم تمنعه من الإنضمام اليها ساعة تنزهها في الحديقة بعد العشاء ، وإطمانت الى رفقته وهي تلاحظ إقتصار أحاديثهما على المواضيع العامة ، وبعض المداعبات الكلامية البريئة .
وإكتشفت أنها ما ان تهم بالإسترخاء قرب حوض السباحة ، لتتمتع بأشعة الشمس حتى كان ثيو يهرع الى جانبها ، فاجأها هذا التصرف ، وكان دائم الشكوى حول المزرعة والعاملين فيها ، وخاصة المشرف الذي يقطن مع زوجته في كوخ ريفي وسط المزرعة.
وهي لا تزال تحفظ إسم المشرف العام كلايف مينارد حيث إلتقت به وبعائلته أثناء جولة في المزرعة قامت بها بصحبة ثيو ، وتذكر لهفة السيد مينارد في الإجابة على كل اسئلتها ، وكيف أصر على تقديم طعام الغداء لهما في كوخه ، وإسترسلت في الحديث مع زوجته لورنا مينارد التي طهت طبقا شهيا من الدجاج والأرز ، لكن ثيو ظل يتأفف مبديا تبرمه ، وأنقذ الموقف إعلان كلايف عن إضطراره للعودة الى العمل ، فإنفض شمل الجميع.
وتذكر ايضا مدى إستياء ثيو عندما لامته على تصرفه وهما في طريق العودة حيث قال ببرودة:
" إن كلايف إداري كفؤ وينال مرتبا عاليا ، ولا أجد أية ضرورة لعقد أواصر الصداقة بينا".
تفرست كريستينا في وجهه معلنة :
" وأنا موظفة كذلك ، ولكنك لا تعاملني بالأسلوب نفسه ".
إبتسم ثيو قائلا:
" انت من نوع آخر يا عزيزتي".
بدا جوابه غامضا ، فلزمت كريستينا الصمت واجمة.
وكم كان سرورها عظيما عندما دعاها لتناول العشاء معه في أحد المطاعم ، وإعتذرت بحجة إنهماكها في كتابة بعض الرسائل ، وبررت رفضها فيما بعد بان عمدت الى كتابة رسالة الى السيد فريث ، كتبت رسالة طويلة ، وهي تجلس في غرفتها .وصت له المنزل وشرحت معنى إسمه ، وروت له ما تعرفه عن تاريخ العائلة ، وتعمدت تحرير رسالة خفيفة مسلية ، مشدّدة على النواحي السارّة من حياتها في سالث فيكتوار ، كانت تريد إدخال الطمانينة الى قلب السيد فريث ، وتبديد أي مخاوف قد تساوره حول عملها الجديد.
لكن ثيو لم يعتبر رفضها للدعوة أكثر من خيبة أمل عابرة ، وإنتهز فرصة وجود جدته ليسألها ثانية ، ولم تجد مهربا من إبداء موافقتها وهي ترى السيدة براندون منفرجة الأسارير تبدي تاييدها لأقتراح حفيدها.
ومضت الى غرفتها لتبديل ملابسها ، قررت إرتداء فستان سهرة بالغ البساطة ، ووضعت بعض المساحيق على وجهها .
وعندما همّت بهبوط السلم ، رات ثيو يقف مزهوا ببذلة جديدة في البهو ، ولاح لها شابا ناضجا لأول مرة ، تقدم صوبها ، متناولا يدها ، وعم بتقبيل كفها ، هاتفا:
" يا للجمال الساحر ! ".
سحبت يدها على عجل ، مضطربة البال ، ثم لاحظت أن السيدة براندن تقف امام باب الصالون تراقبهما بشغف ، وما لبثت ان تمنت لهما سهرة ممتعة ، وناشدت ثيو لقيادة السيارة بحذر ، وعدم التاخر كثيرا ، ومضت في سبيلها.
قال ثيو وهو يفتح باب السيارة المكشوفة :
" سنتناول العشاء في فندق مونت فورت ، ثم نذهب بعد ذلك الى ناد ليلي ".
إسترخت كريستينا في مقعدها الوثير المبطن :
" إنها فكرة رائعة ".
وإنطلقت بهما السيارة تنهب الأرض نهبا ، متوجهة الى سانت فيكتوار ، بدت الطريق هذه المرة أقل إزعاجا ، رغم حفرها الكثيرة ، ومنعطفاتها الحادة.
ولمحت كريستينا من نافذتها صخرة شاهقة ، تنحدر صوب البحر ، وتمر الطريق عبرها على نحو منذر بالخطر ، حبست انفاسها ، واشاحت بنظرها متمنية أن يكون ثيو سائقا ماهرا ، كما كان يتبجح أمامها.
إنفرجت اساريرها وهي ترى في البعيد اضواء المدينة الخافتة ، وسمعت ثيو يعلن:
" إنه موسم السياحة الان ، نحن لا نشجع السياح على المجيء ، ولكن صاحب الفندق بليرز ، وإبن عمي ديفلين ، وشلته يجنون أرباحا طائلة من هذا النشاط".
علّقت كريستينا بحذر :
" إن السياحة تجارة مربحة".
وإبتسم معتدا :
" لولا معارضتنا لكانوا سيطروا على المزرعة ، وحوّلوها الى حدائق للتسلية ، إننا في الواقع نملك معظم الأراضي هنا ، ونسيطر على كافة الأمور".
إلتزمت كريستينا بالصمت ، فكرت أن التمتع بالسلطة وقوتها تجربة مقلقة ، تنذر بعواقب لا طائل تحتها ، وهالها أن تنتمي الى مجموعة تحوز هذه المواصفات ، وداعبها بعض الإعتزاز في آن معا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-12, 12:23 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ولمست معنى هذه السلطة وهما يتناولان العشاء ، كان الطعام شهيا ، فاخرا ، ووجدت نفسها تحيطها هالة من الإحترام والتبجيل وكأنها إحد الأميرات ، وراحت تراقب ثيو بحرج شديد وهو يلقي الأوامر يمينا وشمالا ، ويرفض هذا الطبق ، أوذاك ، مؤنبا النادل بأسلوب مهين.
كادت تختلق عذرا واهيا لأنقاذ نفسها من هذه الأجواء الخانقة.
لماذا لا تدّعي أنها تعاني من صداع رهيب وتفر من ثيو وغطرسته وإستبداده ؟
وما أن فتحت فمها حتى إنبرى ثيو بالإحتجاج ، والرفض القاطع لأي عذر من أعذارها ، إقترح عليها أن يسيرا على الأقدام الى النادي الليلي ، وتنشق بعض الهواء العليل لتبديد صداعها ، واظب على إلحاحه الى أن رضخت للأمر الواقع.
دخلا النادي الليلي فوجدته مزدحما بالسياح ، ورغم إعتراض عائلة براندون ، إنتهزت هذه الفرصة الذهبية لتعلن:
" يبدو اننا لن نجد مكانا".
تجاهلها ، ونادى أحد الموظفين بإشارة من يده ، وبسرعة عجيبة وجدت نفسها أمام طاولة معدة سلفا ، تزينها الشموع وباقة من الزهور ، قالت كريستينا وهي تجلس على كرسيها :
" إنهم يعاملونك كأنك الحاكم المطلق".
رد بفتور :
" إنه تصرف طبيعي ، ستعتادين عليه ".
جلب النادل بعض المرطبات ، إحتست عصير الأناناس لتروي ظمأها ، مجيلة الطرف فيما حولها ، لاحظت انهما محط الأنظار ، وترامت الى أذنيها موسيقى صاخبة ، تتماوج بين الجدران كتدفق شلالات المياه في كهف عميق ، همس ثيو :
" هل ترقصين ؟".
" بعد هنيهة.
كانت الموسيقى تصدح بانغام سحرية ، ووجدت نفسها تتابع إيقاعها وهي تنقر الأرض بقدميها ، ومع ذلك ، لم تكن ترغب في الرقص ، تصورت منظر إندفاع الناس لإخلاء فسحة مريحة أمام ثيو ، وتخيلت نفسها وسط حلقة الراقصين والراقصات ، والكل يحدجها بنظرات إستغراب وتعجب ، لا ، لن تشترك في هذه المسرحية ، خاطبت نفسها.
أخذ ثيو يتلفت حوله ، متسائلا بصوت مرتفع:
" لا أدري من أين جاء كل هؤلاء الناس ، سيصبح هذا النادي مكانا لا يطاق إذا إستمر الوضع هكذا ! ".
وسمعته يهتف فجأة ، كأنه لمح وجها اليفا ، نهض ببطء وإمتعاض ظاهر ، قال يخفي دهشته:
" يا له من عالم صغير ! ".
رد ديفلين براندون :
" إنها جزيرة صغيرة جدا".
جلب نادل كرسيا جلس عليه ديفلين بدون إستئذان ، احست كاريسا بغثيان في أمعائها ، حدّجها ، ولوى فمه بإبتسامة باهتة.
أما ثيو فكان يتلظى غيظا ، وغمغم :
" لم اكن أتوقع رؤيتك هنا هذا المساء".
رد ديفلين بفتور :
" طبعا ، ولكن أحب أن أرعى إستثماراتي بدقة".
إمتعض ثيو:
" إن جدتي على حق ، لقد قالت لي أنك تستثمر أموالك بالتعاون مع بليز وفرمبتون ، إن تصرفك يعد خيانة لأسم العائلة".
أخرج ديفلين علبة فضية من جيبه وأشعل سيكارة ، ونفث قائلا :
" لا يحق لك يا عزيزي ثيو التعليق على أمور كهذه".
كانا يتحدثان بالغاز غامضة ، فات كريستينا معناها ، قاطعت هذه المهاترة ، أوهكذا خيل اليها:
" من فضلكما ، رجاء ليس هنا امام الناس".
نظر اليها ديفلين بإستخفاف:
" لا تشغلي بالك ، سنعلن في العام المقبل عن كل خلافات عائلة براندون ، وباسلوب يجذب المزيد من السياح ، أما أنت يا عزيزتي كريستينا فستكونين ضحية بريئة".
يا له من كابوس رهيب ، فكرت كريستينا ، ألم يكن من الأفضل لها الإكتفاء بالتنزه في الحديقة؟ ها هي تتورط أكثر فأكثر ، ولن يتورع ديفلين ، هذا الإبليس اللعين، عن كشف قصتها كاملة عندما عادت معه الى كوخه الحقير ، وفجاة رجع النادل ينحني قائلا:
" مطلوب على الهاتف سيد براندون".
تنفست الصعداء ، ثم خابت آمالها ، كان النادل يخاطب ثيو وليس ديفلين ، وحملق ثيو في النادل متعجبا:
" أنا؟ ولكن من يريدني؟".
ووقف على قدميه ، ومشى وراء النادل.
جلست كريستينا صامتة ، متمنية لو أن ديفلين يتركها ويعود من حيث اتى ، كان وجوده قربها ، لا يفصل بينهما سوى طاولة صغيرة ، مقلقا ، يثير في نفسها مشاعر غريبة لا تدري كيف إنتابتها ، قررت الإعتصام بالصمت وتجاهله.
قال كأنه يقرأ أفكارها:
" إنها خطة فاشلة ( وشدّها من معصمها ) تعالي نرقص".
إشتعلت وجنتاها خجلا:
" لا ، إليك عني".
تابع بإصرار :
" إما ان نرقص اونتصايح أمام الناس ، وإياك التعلل بكاحلك ، إنك معافاة تماما ، وتعرفين ذلك جيدا".
رضخت بإمتعاض ، وقادها الى حلبة الرقص ، حاولت الإحتفاظ بمسافة بينهما ، وهو يلفها بذراعيه ، أحست به يشدها نحوه ، فإستكانت كان قوة سحرية تجذبها ، ما هوسر هذا الرجل؟ سألت نفسها ، وكيف تسمح لعواطفها بالإستسلام له ، وهي تعرف مدى خبثه ، وكره عائلة براندون له؟
تمعن في وجهها لحظة ، ثم سالها:
" متى سيطلب ثيو يدك؟".
حبست انفاسها :
" ماذا تقول ؟ هل تريد الإيقاع بيني وبين ثيو؟".
إستطرد مازحا:
" لا تتظاهري بالغباء ، ما معنى وجودكما هنا الليلة ؟ ولماذا أتيت من أنكلترا في المقام الأول؟".
إزداد صخب الموسيقى ، وافلتت من ذراعيه ، ظلت تدور حوله وكأنها تغرق في حفرة رمال لا قرار لها.
الحّ بصوت أجش:
" أريد جوابا ، اليس صحيحا ما اقول؟".
تنهدت مرتاعة:

" كلا ، لقد شرحت لك سبب مجيئي الى سانت فيكتوار ، لماذا لا تصدقني ؟ انا... أنا لم أكن اعلم بوجود ثيو حتى وصلت الى آرك إينجل ، وهو ليس خطيبي ، فانا بالكاد أعرفه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.