آخر 10 مشاركات
بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          46 - صرخة البراري - مارغريت واي - ع ق (الكاتـب : ورود الصباح - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          ترتيلة بوح في زمن الصمت(2) *مميزة*,*مكتملة*..سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          لاڤـــا (99) - قلوب أحلام غربية-للرائعة:رانو قنديل[حصرياً]*مميزة*كاملة&الروابط* (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          1200- المستبد - د.ن ( تم تجديد الراابط) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-12, 01:11 AM   #21

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي


نهاية الفصل الثاني


عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 10:46 AM   #22

كرم حسان
 
الصورة الرمزية كرم حسان

? العضوٌ??? » 179340
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,190
?  نُقآطِيْ » كرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond reputeكرم حسان has a reputation beyond repute
افتراضي

[read]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ونحنا فى انتظـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــارك [/read]


كرم حسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 01:46 PM   #23

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كرم حسان

الله يعطيك العافية

ان شاء الله اكملها بأقرب وقت

بحفظ الله


عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 01:58 PM   #24

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي





الفصل الثالث



52 قناع من الخداع


الفصل الثالث


شعرت بارتباك قوي قبل ان تقول ميرديث : " اووه ! "
احمر وجهها خجلاً وحملت حقيبتها وثياب نومها
واسرعت بالذهاب الى الحمام . اغلقت الباب وهي تسمع
صوت ضحكته المنخفضة .
قال بصوت ساخر : " كنت امازحك قليلاً . "
توقفت عن الحركة ، تصغي الى اضطراب انفاسها . كان
سيخلع ثيابه بينما تقف امامه . فهو لا يخجل بذلك . رأت
انعكاس وجهها الخائف على المرآة الانيقة ، فلمعت عيناها
كالبرق ، من الغضب لأنها سمحت لنفسها ان تتأثر وكأنها
فتاة ريفية جاهلة . وهذا ما هي عليه فعلاً ، تنهدت بيأس . لقد
تغير عالمها الى حركة انتقام غريب .
رفعت ذقنها بكبرياء . يجب ان يقف احد بوجهه ! ضحكت .
سيموت عندما يرى قميص نومها !
استمرت ميرديث بالابتسام لنفسها بينما كانت تغتسل
وترتدي قميص وروب النوم السميكين . من المؤسف انها لا
تملك كريم لوجهها . لكن الان ليس الوقت المناسب لتبدو
فائقة الجمال .
فتحت الباب بشجاعة وسارت خارجة من الحمام .
ادار رأسه عن الوسادة باتجاهها عندما دخلت الغرفة . بدا
شعره الاشقر ونظرات عينيه وكأنه ما زال يافعاً .
قال ضاحكاً : " اين لفافات شعرك ؟ "



قناع من الخداع 53



قالت بفرح : " لقد ضاعت مني . " وهي تفكر ان عليها ان
تسير بطريقة طبيعية وان لا تتأثر بتحديقه بها .
قال متذمراً : " ليست ثياب نومك قصيرة او حتى شفافة . "
قالت غاضبة : " سأصاب بالبرد في هذا الطقس . "
" لا اعتقد انك ستستمرين في دور الفتاة اللطيفة البريئة . الم
يحن الوقت كي تبدأي باغوائي ؟ انني مصاب بخيبة أمل . "
" انك شخص مشاكس . "
اخذت من الوقت كي تتمكن من ترتيب اغراضها عن
سريرها . وكانت مدركة ان عينيه تتبعانها في كل حركة تقوم
بها ، وكأنه يبحث في اغراضها ليرى شيئاً يشير الى
تواطئها . لكنه لم يجد شيئاً .
بقى صامتاً لفترة ، وكأنه يقيم كل ما سمعه منها . بعدها
تنهد قليلاً ، وقال متعجباً : " انا حقاً اصدق انك ترتدين هذا
للنوم . "
وتابع غاضباً : " و ... لدي احساس قوي انك للمرة الاولى
تبقين بمفردك مع شخص ما . "
اتسعت عيناها ، وصرخت غاضبة : " بالطبع كذلك . " وكأنها
مندهشة انه يفكر بعكس ذلك .
بدا عليه الارتباك وهو يقول : " هذا من حظي . بريئة ونقية
كالثلج المتساقط . "
قالت بحرارة : " ليس هناك من شيء يدعو للسخرية . هذا
أمر طبيعي ، في المكان الذي اعيش فيه . فأبي سيغضب في
قبره ان علم انني خرجت مع احد او انني ... "
تابع عنها بخشونة : " هذا ما ستفعلينه الليلة . "
أبعدت عينيها عنه وقالت : " هذا فقط بسبب ان لا خيار لدي . "



54 قناع من الخداع


وتابعت بلهجة وكأنه لن يجرؤ على معاكستها : " لكنني
سأبقى كما انا عند الصباح . "
قال وكأنه غير مصدق : " فتاة شريفة ، وانت ابنة ممثلة . "
قالت بغضب : " راقب ما تقوله . جدتي ربت أمي على مثل
عليا . ولم تكن أمي يوماً مبتذلة . "
" بالتأكيد . "
قالت بحزم : " بالتأكيد ، هذا ما كانت عليه أمي ، وانا ايضاً
سأكون مثلها . "
قال وكأنه لا يزال غير مصدق كل الذي يسمعه .
" اي اعترافات مذهلة تخبريني اياها عن عائلتك المهمة . "
قالت بحدة : " كنت اكلمك عن معتقداتي بالاخلاق . "
" لقد كنت واضحة جداً ، لكن هناك دائماً الغد . "
قالت مذهولة : " غداً ؟ "
استدار على سريره وقال : " عمت مساء . "
سرحت شعرها ، وبتوتر وضعت الفرشاة جانباً .
اطفأت النور بجانب سريرها واستقلت على الشراشف
الباردة . متوقعة ان تنام على الفور . لكنها لم تستطع ان
تنسى كل ما سمعته . بقيت متوترة تفكر كيف تستطيع ان
تنام وهي ...
سمعت صوته يقول : " خففي عنك ، لن يلمسك احد . "
قالت بثقة : " لست قلقة . "
لكي تبعد تفكيرها عن ليسنزو ، حاولت ان تربط المنطق
كل ما سمعته عن الابتزاز . مدت يدها الى المفتاح المعلق في
عنقها . قد يكون المفتاح الذي طلبه كورزيني في رسالته .
محاميها قال لها انه قد يكون لصندوق امانات في البنك في



قناع من الخداع 55

فينيس . اذا كان الامر كذلك فلا بد ان هناك بعض الحقائق في
اتهام كورزيني .
ارتجفت من مجرد التفكير بذلك . هذا يعني ان عليها ان
تعتذر من ليسنزو . وببطء اغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها
تعتذر منه بينما وجهه المنتصر يهزء منها .
بدا الليل لها مليئاً بالاحلام المزعجة ، عنها ، عن ليسنزو ،
استيقظت عند الصباح وهي تشعر بالتعب والارهاق .
تنفست برعب : " اه ، لا . "
جلست بسرعة لتنظر الى انحاء الغرفة ، كان السرير الذي
بقربها فارغاً . اعادت ترتيب شراشف السرير وحاولت ان
تهديء من توترها .
سمعت طرق خفيف على الباب ، نظرت الى اعلى ،
وشعرها منتشر على الوسادة البيضاء كألسنة اللهب .
قال ليسنزو : " ترتيب جميل ، قد بدأنا ثانية ، عزيزتي . "
تابع بصوت عادي : " يمكنك ان تستعملي الحمام الان . "
" شكراً لك . " وانتظرت منه ان يستدير كي تنهض ، لكنها
ادركت ان التصرف الحسن ليس من طبيعته .
وقف ليسنزو ينشف شعره ، بعد ان حلق ذقنه . كان يبدو
نشيطاً وجذاباً وهو يرتدي قميصاً بيضاء مع بنطلون رمادي .
نظر اليها وقال : " حضري نفسك لأننا سنخرج . "
قالت معترضة : " لم تصبح الساعة السابعة بعد ، ولم انم الا
بضع ساعات فقط . "
اجاب : " اذهب الى عملي باكراً . انهضي بسرعة سنذهب
لنتناول الفطور عندما تصبحين جاهزة . فهناك مطعم قريب
من هنا . "


عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:09 PM   #25

سندريلا

? العضوٌ??? » 4668
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » سندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلموووووو.......

سندريلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:11 PM   #26

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي


56 قناع من الخداع


قالت باستياء : " مطعم في هذا الوقت ؟ اي شعب انتم ؟
افضل ان اتناول الفطور هنا . كما انني سأطهو . وهذا سيوفر
عليك المال . "
قال : " كم انت اقتصادية . لكن الجميع يتناول الفطور هنا
في المطاعم . انها عادة ونحن في ايطاليا متحضرون كفاية
لنقدم القهوة والكرواسان في ساعات الصباح الباكر . كما
وانه لا يوجد شيء للأكل هنا . فأنا لم آكل مرة في هذه
الغرفة . "
أدرات نظرها في الغرفة وتجهم وجهها . كم هو أمر
غريب . من المؤكد ان لا احد يعيش فيها . فليس هناك اية
ممتلكات خاصة لأحد . فقط بعش الثياب والاوراق . قد يكون
ليسنزو انتقل للعيش هنا البارحة . لا يوجد حتى اية صورة
لعائلته ... وفي الحمام ، تذكرت انها لم تجد شيئا من ادوات
الحلاقة او ما شابه للرجال .
قالت : " حتى انك لا تمضي الكثير من الوقت هنا ايضاً . "
" اتنقل باستمرار . "
ابقى عينيه عليها وهو يمسك بربطة عنقه . اخذت تفكر
ما يعني يتنقل باستمرار بين صديقاته ، او انه يغير بيته
باستمرار . وجدت ميرديث نفسها تحدق بكل حركة يقوم بها
هو يعقد ربطة عنقه الحريرية .
عندما انتهى ، وضع يديه في جيبه وفجأة شعرت بالذنب
والحياء ، فقد ادركت انه كان سعيداً بدهشتها . ابعدت عينيها
عنه وهي تقاوم رغبتها . بالضحك ، لو ان الفتيات في القرية
علمن انها نامت في نفس الغرفة مع شاب لكنّ ضايقنها بلا
شفقة .



قناع من الخداع 57




" اسمعي لا تحاولي اغوائي . انك الان مع رجل يتدبر بحكمة
كل ما يشاهده منذ ان كان يافعاً . لقد رأيت العديد من النساء
في طريقي ، ميرديث ، شقراوات ، سمراوات ، نحيلات ، وكل
واحدة منهن لديها دافع قوي يحركها . هل تعلمين ما هو ؟ "
همست : " الحب ؟ "
قال : " على الاقل هذا شعور انساني ، واقتراحك هذا يخبرني
بما تفكرين به الان . " ضحك بقسوة من الاحمرار الداكن الذي
تلون به خديها ، تابع " اقول لك ماذا كن يردن . المال ويجب
ان تعلمي انني دائماً تجنبت اي اهتمام بي ، حتى مع الفتيات
الخجولات . "
قالت بغضب : " انك مغرور ، وتتخيل اموراً غير موجودة . "
قال بصوت قوي : " ربما استنتج الافكار التي اريدها لأن
هذا هو الانطباع الوحيد الذي اصل اليه . والان خذي الامر
كتحذير . ابقي مستقيمة معي والا سأحطمك . مفهوم ؟ " حدق
بها غاضباً ، فأخفضت رأسها ، مرتعبة من غضبه الغير
متوقع . تابع : " حسناً . انهضي من سريرك قبل ان أجرك منه . "
حدقت بع ببرودة ، وقالت بضيق : " ليس هناك من حاجة . "
نهضت من السرير بسرعة ، ووضعت يديها في جيبي روب
النوم . وهي مدركة انه يحدق بها بسخرية .
تمتم قائلاً : " ناعمة ، بريئة ، ونشيطة . "
شدت حزام الروب حول خصرها بغضب . وقالت
بحرارة : " تقريباً . " واعادت رأسها الى الوراء ليسقط شعرها
على ظهرها كالموج الاحمر .
قال منتقداً : " عليّ ان انسى انك بريئة . "
" وتنسى انني ناعمة . "



58 قناع من الخداع



اصبحت تعابير وجهه غامضة حين قال : " سنرى ، اتمنى
لمصلحتك ان تكوني انسانة صادقة . والا سأدعك ترين ماذا
افعل بالنساء اللواتي تحاولن ان تجعل مني غبياً . "
قالت ببساطة : " في هذه اللحظة ، انك تفعل من نفسك احمقاً ،
بدون مساعدتي ... يا للهول ! هذه الغرفة بحاجة الى تغيير
الهواء فيها . " تمتمت بهذه الجملة وهي تشعر بالخجل لأنها
تهاجمه .
امسكت بشريط الستارة ورفعتها . هدأ غضبها على الفور ،
من جراء صوت غناء في احد القوارب . كانت النافذة مباشرة
فوق القناة ، ابعدت الستائر كثيراً كي تتمكن من السماع اكثر .
رأت البحار من خلال ضباب الصباح ، يجذف في قارب
صغير مليء بالخضار الطازجة .
ناداها ، عندما رآها تنحني لرؤيته : " ايتها الجميلة ،
الجميلة ! " كان شعرها يتساقط على كتفيها كالشلال الاحمر .
وبًعد تصرف ليسنزو القاسي معها ، احست بشعور لطيف ان
ترى من يقدرها .
ابتسمت له بسعادة وقالت : " شكراً لك . شكراً . "
امسك ليسنزو بخصرها وقال : " انتبهي . "
بقيت هادئة . فلقد علمت على الفور انه يستطيع ان يرميها
بسهولة من النافذة بدون اية قوة . فتراجعت وهي تسمع
صوت اغاني الحب من القارب .
قالت بهدوء : " يمكنك ان تتركني . " وادارت رأسها عندما لم
تعد تسمع الا صوت الصدى للغناء .
" يمكنني بالطبع . "
امسك بيدها وقبلها بنعومة .




قناع من الخداع 59



ابتسم ليسنزو وقال : " ما هذا الوجه الجميل وهاتان
العينان الزرقاوان الواسعتان . كل هذا كي تسيطري علي ؟ "
قالت بصراحة : " نعم ! لقد اردتهم من اجل ذلك ! "
ابتسم ولمس شعرها . وبطريقة ما عرفت ميرديث ان ليس
من السهل ان تغير له الموضوع بكلمة او نكته كما كانت تفعل
مع اصدقائها .
لدى ليسنزو شيء خاص غير موجود بأصدقائها في
الريف .
قال بصوت اجش : " أجدك مثيرة للاهتمام واعتقدت انه
علّي ان اخبرك بذلك . " بعدها ابتعد عنها .
اندهشت من عاطفتها القوية . سارت نحو غرفة الحمام
وهي مدركة ان عينيه تراقبانها بدقة . لقد كانت دائماً تشعر
بالفخر من ثقتها بنفسها ومن قوة شخصيتها . لكن يبدو الان
انها بحاجة لكل ذرة منها .

***

عندما اصبحا في الشارع ، رفع ليسنزو ياقة معطفه عالياً ،
وكأنه يختبئ . كممثلي الافلام البوليسية ، وهذا ما ادهشها .
ربما يشعر بالخجل من السير في هذه الشوارع الممطرة مع
فتاة ترتدي قبعة كبائعة الورد . ضحكت من نفسها . فأدار
رأسه الذهبي لترى عينيه تحدقان بها بقوة من فوق ياقة
معطفه العالية .
قال غاضباً : " لديك احساس غريب بالمرح . "
قالت متعمدة : " هذه هي طبيعتي . هل كل شيء جامد في
فينيس ما عدا القناة ؟ "
أجاب : " كل شيء ثابت وحقيقي . "


عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:35 PM   #27

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي



60 قناع من الخداع


تنهدت ، ليس هناك من مجال لتغيير هذا الرجل ، سألت
بابتهاج مفتعل : " أليس هناك من فرصة لتذويب الثلج في
المستقبل ؟ |
نظر اليها ، وقال بحدة : " سيتحسن الطقس خلال بضعة
ايام ، ستكونين قد رحلت حينها . "
اجابت بخشونة : " اذا لم أمت من الجوع اولاً ، لقد مررنا
امام خمسة اماكن تبيع القهوة والمعجنات ، بما فيهم المحل
الموجود عند الزاوية امام شقتك . "
قال بسخرية : " ربما الاسعار فيها باهظة . "
اجابت بغضب : " او ربما لا تريد ان يراك احد معي . " رأت
الغضب في عينيه قبل ان تتابع : " اي المغرور انت ! "
قال بصوت منخفض محذراً : " لا تثيري غضبي ، فأنا لست
في مزاج جيد . "
ادركت ميرديث من لهجة صوته انه صادق فيما يقوله ، فم
تتكلم ثانية . سار ليسنزو قلقاً امامها حتى وصلا الى ساحة
واسعة ، تلمع بقوة من ضوء الثلج المتساقط . وضعت امرأة
لوح خشبي لتسير عليه كي لا تقع على الثلج ، فأسرع ليسنزو
ومد يده كي يساعدها على اجتياز الساحة .
وافقت المرأة على مساعدته القيمة ، ابتسمت له
وقالت : " شكراً لك . "
نظر الى ميرديث وقال : " تابعي طريقك ، وسألحق بك يعد
قليل ... "
تلعثم بكلامه جراء الهواء البارد الذي كان يضرب
بوجهه وهو يتابع : " الى ذلك المقهى هناك . "
ضربت رياح عاصفة بشعره وهو يشير بيده الى المقهى



قناع من الخداع 61


في الجانب الاخر من الساحة . ابتعد عنها فسارت ميرديث
ببطء عبر الساحة بعدها استدارت .
كان يساعد بلطف المرأة العجوز على اللوح الخشبي ،
اهتمامه ومساعدته جعلا ميرديث تفكر بوجه ايجابي فيه . لا
يمكن ان يكون انساناً قاسياً وبدون شفقة اذا كان يحترم
العجائز ويساعدهم ، تساءلت بحيرة ، وهي تشعر بالارتياح .
بتفكير عميق اخذت تراقب اناقته وتصرفه اللائق ، كان
شعره يتماوج مع الريح كالذهب السائل في ضوء الصباح .
ببطء ، وكأنها مجبرة ، رفعت ميرديث قبعتها لتترك شعرها
ينسد على كتفيها ، بينما اوصل ليسنزو المرأة العجوز الى
آخر الساحة .
قالت المرأة بفرح وثقة : " شكراً كثيراً . "
اجاب وهو يبتسم لها بحرارة : " اهلاً ، سيدتي . "
استدار ليرى ميرديث ، قد وقفت بجانب المقهى واتكأت على
الحائط ، شعرها الاحمر يعكس جمالاً لا يوصف مع بشرة
وجهها والثلج المتساقط على شعرها كالسكر الذي يرش
على الحلوى . كانت تبتسم بحرارة ايضاً ، وجهها يدل على
مدى طيبتها وسعادتها ، بسبب المنظر المؤثر لليسنزو هو
والمرأة العجوز وعينيه المليئتين بالحب والعطف ، واللتين
تحولتا الى ثلج بارد لمجرد رؤيته لميرديث ، تحول اللطف
الواضح على وجهها الى استغراب وذهول .
بدا لها الامر غريباً انه يحمل لها كل هذه العداوة . اخذت
ميرديث تفكر بتركيز ووصلت الى استنتاج وحيد . انه يكره
نفسه لأنه معها ، لأنه متورط شخصياً ...
قالت بغضب : " هذا كورزيني . " وكأن الامر اصبح واضحاً




62 قناع من الخداع



أمامها . قد قال لها ليسنزو انه سيدافع عن عائلته حتى
النهاية . لذلك ... " انك قريب له ، اليس كذلك ؟ "
رفع ليسنزو حاجبيه عالياً ، قال بسخرية : " ما هذا
الاستنتاج الغريب . "
قالت تناقشه : " انا لا ادري لماذا ، لكن هذا يجعل الامر
منطقياً . لقد قلت انك تكرس نفسك لعائلتك . لذلك افهم عداوتك
نحوي اذا كنت ابن عم او شيء من هذا القبيل . "
قال بدهشة : " أ ... أبن عم ؟ "
قالت بصبر تشرح له : " ابن عم لكورزيني . لذلك من السهل
عليه ان يوكلك بذلك . اذا كنت اكثر من مدير امواله . وعدا
اللحظات التي ... " رفعت ذقنها بكبرياء امام عينيه وتابعت :
" تنظر الى باعجاب ، كأنك تضمر لي العداوة والكره . "
التقت عينا ميرديث بعيني ليسنزو القاسيتين والباردتين
فارتجفت من جراء العاطفة القوية التي بعثرت شعرها بكل
الاتجاهات .
تمتم قائلاً : اية مخيلة غريبة لديك . كما وانك تركت نفسك
تبردين . كان عليك الدخول وانتظاري في الداخل . " اسرع في
فتح باب المقهى ، وقال : " اسرعي ، ليس هناك من حاجة لجعل
الناس في الداخل يعانون من البرد مثلك . "
ترنحت ميرديث قليلاً فأمسك بها كي لا تقع . ناولته معطفها
وهي تنظر بقلق الى العيون المحدقة بهما بانزعاج من
الاشخاص قرب الباب .
قالت بلطف وهي تسير : " انني آسفة ، انه طقس بارد
جداً ، اليس كذلك ؟ " هذه المرة ، كلامها اللطيف كان له مفعول
غريب ، لأن كل من مرت أمامه اجاب بتمتمة وكأن الناس في




قناع من الخداع 63



المقهى علموا ماذا تقول . احساسها بالقلق تبخر بدفء
الابتسامات والنظرات اللطيفة .
وقفت بجانب ليسنزو وهي اكثر سعادة ، تنظر الى
ما حولها . هذا ما تحبه ... عدد كبير من الناس تتحدث مع
بعضها بحب وصداقة وكأنهم في حفلة عائلية كبيرة .
معظمهم رجال يشربون القهوة او الشراب ، وامامهم صحون
كبيرة من الحلوى والمعجنات . وأحد الاشخاص كان يأكل
البيتزا !
قالت مندهشة : " طعام دسم عند الصباح وشراب قوي ! ما
هذه الطريقة ليبدأ بها الانسان يومه ! " كان ليسنزو يرد على
التحيات الموجهة اليه بانحناءة من رأسه الاشقر . سألت
باهتمام : " تعجبني شهيتهم للأكل . هل هؤلاء الناس زبائن
لديك في البنك ؟ "
" لا . ان معظمهم يعملون على القوارب . "
قالت بشفقه : " اتوقع انهم يحتاجون لطعام دسم كي يشعروا
بالدفء في هذا الطقس المثلج . "
" نعم ، الطقس بارد جداً ، خاصة عند القناة . " سألها
بخشونة : " تريدين القهوة ؟ "
شدت على شفتيها بامتعاض . كانت تستعد للبقاء سعيدة
هنا ، وانها تحاول ان تنسى وضعها الدقيق . لذا قالت
بتهذيب : " افضل الشاي ، من فضلك . "
تمتم ليسنزو ، والغضب باد عليه : " الشاي ! اسكبيه على
رأسك . "
اجابت بجفاف : " افضل ان يكون في فنجان كبير . " اجابها
بابتسامة واضحة . لقد تمكنت من اضحاكه وهذا آخر



عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:50 PM   #28

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي



64 قناع من الخداع



ما تتمناه . تابعت بفرح اكثر : " لدي اسنان قوية . كم يبلغ ثمن
فطائر الحلوى تلك ؟ "
" ثروة كبيرة ! " وتابع نظراتها الجائعة الى الوعاء الكبير
المليء بفطائر دونات الموضوعة بعناية وترتيب : " اطلبي
ما تريدينه . كل ما تريدينه . اصرفي كما تشائين ... فالبنك
يدفع . البيتزا ، المربى ، الفطائر ، عصير طازج ... " اخذ
يتحدث بسرعة الى النادل بلغة ايطالية جميلة وهو ينظر الى
الرجل الذي يقف عند آلة القهوة .
قالت بحزم : " لا شكراً . لن اطلب الكثير من الطعام غير
الضروري يمكنك ان تنفق من زبونك كما تشاء . لكنني سأدفع
ثمن ما اطلبه . "
قال وهو ينظر اليها بامعان : " موقف ذكي جداً يا آنسة
التزمت . "
لاحظت باهتمام تعليقه الساخر ، فوافقت على كلامه
بمرارة : " الست كذلك ؟ قد يكونا والداي قد صرفا كل فلس
قبضاه على مساعدة اصدقائهما العاطلين عن العملة. لكن
جدتي عمدت على تربيتي بتقشف ولم تسمح لي يوماً ان
استدين . " شمت راحة رائحة القهوة الشهية ونظرت بشك الى
فنجان الشاي الخفيف .
قال وهو يسخر : " امر رائع ، اعتقد انني فهمت ما تريدين
قوله . انت مقتصدة . لكن البنك لن يفلس بسبب انفاقي عليك
ثمن فنجان من الشاي وبعض فطائر الكرنفال . "
شرب من فنجان القهوة وبعدها سكب كوباً من الماء .
جربت ميرديث ان تشرب من فنجانها واشمأزت من طعمه .
وبدون اية كلمة ، قدم ليسنزو لها كوباً من القهوة . كان طعم




قناع من الخداع 65


القهوة غني ولذيذ ، لا يشبه بشيء طعم القهوة في بيتها .
تماماً مثل ليسنزو شربت القهوة ثم الماء ، مكتشفة بسعادة
الفرق بين طعمهما المتناقض .
قالت باعجاب : " هذا رائع . "
اجاب بفخر : " بالطبع . فمياه فينيسيا افضل مياه في العالم
اجمع ، كذلك القهوة . اننا نعمل على تصديرها منذ قرون . انها
مختلفة بطعمها عن اي مكان آخر . "
ابتسمت ميرديث من كبريائه وشعرت باحساس من الثقة
يطغى على كل من حولها . فصاحب المقهى يخدم بفرح كل
الزبائن . العمال ورجال القوارب ، كذلك الفتيات في المقهى
يعملن بفرح وثقة .
نظرت الى صاحب المقهى الذي كان يشرب ماء مثلجاً ،
وهو يرتاح قليلاً . سألته باهتمام : " هل تتكلم الانكليزية ؟ "
فأحنى رأسه ، فابتسمت له بحرارة وتابعت : " انا متأكدة انك
قمت بعمل يوم كامل حتى الان . لا بد انك تنهض باكراً . "
قال ، وهو يلفظ الكلام بدقة : " نعم ، كذلك زوجتي . هي من
تطهو الطعام . والان تصنع فطائر السمك مع صلصة
الفاصوليا . هل تريدين ؟ "
قالت بحزن : " تبدو جيدة . " كن بقي وجهها يشع باللطف
والصداقة .
قال مشجعاً : " اه ، تذوقيه . انه جاهز ، مع قليلاً من الفليفلة
الحارة ... "
" اه ، لا ! لا استطيع ! في هذا الوقت من الصباح ... "
" سنيورة ، في هذا اليوم البارد ، يجب ان تأكلي ما يشعرك
بالدفء هنا . " ضرب بيده على معدته الكبيرة فضحكت





66 قناع من الخداع


بمرح ، وقبلت دعوته وهي تنظر بعينين واسعتين عندما
سكب لها كمية كبيرة من الفليفلة الحارة في وعاء .
قالت معترضة : " سأقع على الارض من شدة حره . "
" هيا ، جربي . سنلتقطك عندما تقعين . "
بدا ان نصف الموجودين قد نظروا اليها ليعرفوا رأيها .
تذوقت الطعام ، اغمضت عينيها بسرعة ، ثم ابتسمت . بعدها
اكلت كل ما في الوعاء مع بعض الخبز الساخن الذي قدمه لها
صاحب المقهى .
قالت وقد اصطبغ وجهها بلون زهري جميل : " رائع جداً . "
دوى تصفيق قوي ، واستدارت لترى كل ما حولها بفرح . ثم
صفقت مع صاحب المقهى ... لترى نفسها بين ذراعي زوجة
الرجل . قالت المرأة وهي تترك ميرديث الضاحكة : " بيلا ،
بيليسيما ! "
تمتم ليسنزو : " انها تقول انك جميلة جداً . "
تمتمت المرأة بكلام وهي تنظر الى خصلات شعرها
الذهبية والحمراء .
" النظر الى شعرك يشعرها بالسعادة . "
شعرت ميرديث باضطراب من عمق صوته . انحنت المرأة
باحترام الى ليسنزو ، الذي كان يراقب بهدوء ردة فعل
ميرديث ، وعادت الى المطبخ .
اعادت ميرديث اهتمامها الى ما حولها ، ثم قالت بحماس :
" احب هذا المكان . " شعرت بأن ليسنزو قد ارتاح الجو
السائد وها هو يتكلم مع احد الاشخاص . تابعت بفرح : " انه
مليء بالحياة والفرح . فالناس عاطفيون تماماً . كسنين
طفولتي .



قناع من الخداع 67



قال بحزن : " انت محظوظة . "
وكأن قناع من الحزن غطى وجهها : " افتقد كثيراً لأمي
وأبي ... "
تلعثمت ولم تعد تستطيع ان تكمل حديثها . فلم يضمها احد
الى صدره كما فعلت المرأة ، منذ سنوات عدة . وبالمقارنة مع
عاطفة ابويها القوية وتزمت جدتها . وضعت يدها على
ص بالضيق
ظهر درها لتبعد الألم القوي الذي تشعر به . احساس بالضيق
ظهر على وجه ليسنزو القاسي ، قال بخشونة : " توقفي عن
اعترافاتك العاطفية . فالموضوع لا يهمني مطلقاً . "
توقفت ميرديث عل الفور عن الافصاح عن عواطفها له
واخذت تأكل ببطء احدى " الفطائر " بحزن . كانت محلاة
بالمربى والبندق ، حاولت ان تلتقط قطعة اخرى عندما رأت
ليسنزو يرفع رأسه عند سماعه صوت كلام طفل . باهتمام
لاحقت نظراته . كانت عيناه الغامضتان تحدقان برجل يحمل
طفلاً يرتدي ثوب مهرج .
حبست انفاسها وهي تراقب النعومة واللطف اللتين ظهرتا
على وجه ليسنزو . بفرح ، اخذت تنظر الى الطفل الجميل الذي
كان يتكلم بفرح بينما والده المحب يحشوه بفطائر الكرنفال .
كانت بحاجة لموضوع ما ليكسر الجليد بينهما . وربما قد
حصلت عليه . قالت بنعومة : " حب الوالد أمر مهم جداً . "
اضطرب ليسنزو ، وقال مقاطعاً : " هل هو كذلك ؟ لم اعرف
والدي يوماً . "
قالت وهي تشعر بالأسى : " اه ! " لمست ذراعه مواسية
وقابلت عينيه الحائرتين : " اني آسفة . انه لأمر مؤلم . ولقد
فكرت دوماً انني انسانة غير محظوظة . لقد توفي والدي




عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:59 PM   #29

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي



68 قناع من الخداع


عندما كنت في سن المراهقة ، لكنهما احباني كثيراً لذلك اشعر
بالامان طوال حياتي . "
سألها ببطء : " ألم تشعر والدتك بالاسى لوجودك ؟ فوجود
طفل لا بد ان يسبب الكثير من الفشل لحياتها الفنية ؟ "
ضحكت ميرديث : " ليس لوقت طويل . فلقد كنت اذهب معها
الى كل مكان . وقد استعادت شهرتها بسرعة كبيرة . "
" انت تشبهينها ، اليس كذلك ؟ "
قالت وهي تفكر : " اجل . عندما علمت انها حامل شعرت
بسعادة كبيرة . فلقد كانت قد فقدت الامل بالانجاب ، وقد كانا
يائيسين عندما ولدت . " كانت عينا ليسنزو لا تفارق الطفل
بجانب والده . قالت بنعومة : " انا احب الاطفال ، لقد كنت اعمل
في دار الحضانة قبل ان اتركه للاهتمام بجدتي . لقد كان
عملاً رائعاً ، الاهتمام بالاطفال . افهم بما احست أمي عندما
علمت انها حامل بعد فترة طويلة . تخيل كم يكون الامر
مؤسفاً ، اذا كنت تريد اطفالاً لا تستطيع الحصول عليهم . "
سكب ليسنزو المزيد من الماء في كوبه ، ونظر اليها بعينين
ثاقبتين . راقبت ميرديث ، اصابعه الطويلة كيف كانت تضغط
على الكوب حتى اصبحت بيضاء ولقد ظنت انه سيسحقه الى
شظايا . تساءلت ما هي الاسرار المخبأة في رأسه ! شيء ما
يزعجه ، شيء له علاقة بالاطفال ... ولقد كانت ترغب بالحاح
ان تعرف ما هو .
قال بلا مبالاة : " الازواج الذين لا ينجبون يستطيعون ان
يحضنوا ايتاماً . "
قالت بنعومة موافقة : " آه ، اعلم . وأنا سأفعل ذلك ، ان لم يكن
هناك أمل من أن يكون لي عائلة . لكنها ليست تماماً كولد من



قناع من الخداع 69



لحمك ودمك ، اليس كذلك ؟ " تابعت النظر الى الخارج ولم
تلاحظ الاضطراب الذي ظهر على وجه ليسنزو . ابتسمت وهي
تتابع : " كانت امي سعيدة جداً ، لدرجة انها اخبرت الجمهور
الذي كان يحضر حفلة فترة بعد الظهر في الاعياد ! كنها نسيت
ان تخبر ابي اولاً ... لقد كان مدير اعمالها ، كما تعلم . "
تمتم : " لماذا يجب ان اعلم ؟ "
تابعت ، وهي مهتمة بقصتها : " حسناً ، لقد هدم المسرح اذ
ركض نحوها كالعاصفة ورفعها عن الارض كالمجنون ! "
ضحكت وهي تتابع : "انهمرت دموع كل الحاضرين . "
أنها قصة أخبرتها بها أمها بحب وفرح . دائماً وتكراراً ،
وفي كل مرة كان وجهها الجميل يطفح بفرح الذكرى . وهذا
الفرح ينعكس على وجه ميرديث الان .
ابرز ليسنزو اسنانه وهو يقول : " لا اريد ان أصبح مستمعاً
مرتبطاً بقصة طفولتك . "
قالت معتذرة : " اني اسفة . " فلقد احست بالألم من كلامه
القاسي . فقصتها سبب له الألم لأنه لم يعش لحظة واحدة من
حياتها السعيدة . ترددت قليلاً ، بعدها قررت ان تعترف له : "
انني افهم تماماً شعورك . "
" اشك في ذلك . "
" اعلم ذلك . هل تعرف ، فالآن بعد وفاة جدتي لم يعد لدي
أحد ، اشعر بالوحدة والفراغ .اتمنى ... ان يكون لدي عائلة
اكثر من اي شيء آخر في العالم . "
قال بغضب : " لما لا تتزوجيني . "
" لا ، ليس الامر كذلك ... اريد عمات واعمام ، اولاد عم وعدد
كبير من الاحفاد والحفيدات ... "



70 قناع من الخداع


قال مقاطعاً : " سنغادر الان . " غير متأثر على الاطلاق
بأحلامها السخيفة : " لقد قدمت لك فطوراً . ولن تحصلي على
شيء آخر مني . لذا يمكنك الذهاب الى مكتب الاستعلامات في
سان ماركو لتحجزي للسفر في الطائرة التالية . فأنت لن
تجدي كورزيني بنفسك . "
شيء ما جعلها تعض على اسنانها ، فلقد كانت تريد اخباره ان
لديها صندوق امانات ، لكنها علمت انه سيضع العراقيل في
طريقها . وافقته بهدوء : " قد يكون من المستحيل علّي ذلك . " تابعت
وهي تبعد شعرها : " انت تعتقد ان علّي العودة الى بلادي ؟ "
تمتم ليسنزو : " اعتقد انه الافضل لك ولكورزيني ان تنسيا
بعضكما البعض . "
" فهمت الان ... " علمت ميرديث ان عليها ان لا تبدو حذرة
جداً لتفهم كل مخططه . فقالت مقترحة : " اعتقد انني استطيع
التجول قليلاً قبل الذهاب . " ولأول مرة في حياتها ، لم تستطع
ان تتكلم بصراحة ، وتبعت كلامها بوخز ضمير ، لكن هذا
الامر مهم جداً : " اين هو البنك الذي تعمل فيه ؟ هل استطيع
السير معك اليه وبعدها اجد طريقي بنفسي الى سان ماركو ؟ "
قال بخشونة : " اذا كنت تريدين ذلك . " لكن ميرديث لمحت
ابتسامة واضحة من النصر على وجهه . قال وهو يضع في
يدها بعض الاوراق النقدية : " ادفعي للرجل على صندوق
المحاسبة ، هل تفعلين ؟ هذا مال يكفي وهذه الفاتورة .
فأنا اريد اتحدث مع احد الاشخاص . "
سار نحو مجموعة من الرجال تعمل على قوارب النقل تجلس
نحو طاولة دائرية ، بينما ذهبت ميرديث تدفع المال ، وهي
تنظر الى كمية المبلغ في الفاتورة ، وبصورة اوتوماتيكية



قناع من الخداع 71


نظرت الى المال الذي اعطاها اياه . تطلعت بغضب ، ثم تحققت
من الامر ثانية ، اتسعت عيناها مندهشة . لقد اعطاها خمس
مئة باوند اكثر من المطلوب . بالنسبة لصاحب بنك فهو لا يهتم
ابدا للمال المطلوب منها . امسك معطفه ووضعه على كتفه .
قالت : " ليسنزو ، انظر ! لقد اعطيتني اكثر من المطلوب
بكثير ! "
بدت عليه خيبة الامل وهو يأخذ ما تبقى من المال : " هذه
الاموال لي ؟ انني متعجب من شدة نزاهتك . كان بامكانك
الاحتفاظ بالمال بسهولة . "
نظرت اليه متسائلة : " لكنه مالك ! "
نظر اليها محدقاً للحظات طويلة . فرفعت حاجبيها
مستفهمة ، ان قالت شيئا يجعله يتهمها به .
قال : " تعالي معي . " تابع بدون اي تعبير في وجهه او
صوته : " اني ذاهب باتجاه جسر ربلاتو ، يمكنك العودة
بواسطة اكسراتو ، انه قارب بطيء ، يسير في القناة الكبرى .
وهو يسير بالاتجاهين ، ويتوقف في اماكن كثيرة وبذلك
يمكنك الحصول على رحلة رخيصة في القناة . "
قالت بحزن : " امر رائع ، انظر بشوق لذلك . " وعندما وصلت
الى البنك ، فكرت ، انها اقتربت من الموضوع الاهم ، وهو
صندوق الامانات . احست باضطراب في معدتها . فلقد
تعرضت لكل هذه الاهوال لتجد حقيقة عائلتها ، والان
اصبحت قريبة جداً من الحصول على الجواب ولم تعد متأكدة
ان كانت حقاً تريد ان تعرف ...

ضحاوى likes this.

عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 03:04 PM   #30

عذاب الفراق

? العضوٌ??? » 1776
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 993
?  نُقآطِيْ » عذاب الفراق will become famous soon enough
افتراضي

نهاية الفصل الثالث

ضحاوى likes this.

عذاب الفراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.