آخر 10 مشاركات
الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حطام أنثى-قلوب زائرة- للكاتبة المبدعة*منة الله مجدي**مكتملة & الروابط* (الكاتـب : منة مجدي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أصعب سؤال ... للكاتبة بسمه براءة ، مكتملة (الكاتـب : هبة - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-12, 11:34 PM   #21

sirine_pina
 
الصورة الرمزية sirine_pina

? العضوٌ??? » 165814
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 833
?  نُقآطِيْ » sirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond reputesirine_pina has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

sirine_pina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 03:24 PM   #22

hanamarina

? العضوٌ??? » 158875
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 167
?  نُقآطِيْ » hanamarina is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hanamarina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 11:13 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إلتقت العينان بالعينين وشعرت ان خليطا من الإحساسات يمزق قلبها ، هل هوموقف ضعف أم موقف معرفتها أن شيئا في العالم لا يستطيع قتل حبها لهذا الرجل الغريب عن طبيعتها في كل شيء ؟ مع أنه طالب بحبها له ومنح حبه لغيرها هل إكتشف أنها تعرف ذلك من عينيها الرماديتين ؟هزّ كتفيه وقال على سبيل الحديث:
" مثل شرقي يقول : ( ضوء السراج افضل من التعثّر في الظلام) ".
ها قد طلبت معرفة الحقيقة وقبلتها ، فقلبه مشتعل بأخرى ، اما هي فستنير حياته بسراج فقط .... ولكن في الظلام الدامس ، لقد عاش قلبه في الظلام ايام كان في الفندق في جبال الألب وبصيص من النور يكفي لأن يعرف الإنسان طريقه ، أراد روداري أن يدله شخص ما على طريق بيته وهو في عجلة من أمره ليبتعد عن الجزيرة ويعود الى روما ...وتعرف الفي السبب المؤلم لهذا القرار بعدما أكد لها انهما سيمكثان هنا مدة شهرين ، وها هو فجاة ينهي شهر العسل وياخذها من الجزيرة بسرعة لا تخلو من الشكوك .
وضع ذراعه حول خصرها وإبتعد بها عن المقهى كانه يقصد ذلك ، لم تنظر الى الوراء ولكنها لا تشك في أن نكوليتا تراقبهما وهما يبتعدان ، كان الوقت متاخرا وأخذت الشمس تغيب وتلوّنت الجواء بألوانها الرجوانية والذهبية ، وبدا الهواء يشتد حرارة ورطوبة مياه البحيرة تعكس لمعانها المعدني الممزوج بإنعكاسات شعاع الشمس في مغيبها.
توقف روداري عند قمة التل وتأملا مغيب الشمس وانصتا الى قرع الأجراس ، حاولت الا تنظر اليه ولكنها لم تصمد ، رأت في عينيه وهج السماء وتميزت ملامحه كملامح التمثال المنحوت.
" نظرة الى السماء تدلنا على ان الجو ماطر ...وربما عاصف".
العاصفة ، إذا أتت ، تكون في محلها هذه الليلة، ولمع البرق وهي ترتدي فستانها الآخر عشاء يتناولانه في الفيلا ، اجفلت وشحب لونها كلون الشبح وهي في فستان حرير شفاف موشّح بالفضة ، ورفعت ذراعها لتمسك سبحة اللؤلؤ خوفا من سقوطها عن عنقها.... هل ستستعيد ثقتها في روداري وإيمانها به وآمالها فيه؟ برقت السماء مرة اخرى وسمعت قطرات المطر على أوراق النباتات في شرفتها ، وتحوّلت رطوبة الجو الى برد قارس ، أم هو برد قلبها الذي جعلها ترتجف ؟ اخرجت دثارا من الحقيبة التي كانت قد وضعتها دلفينا ، كانت إشترته لنفسها قبل زواجها لتلبسه في سهرات تكون فيها خارج الوظيفة ولبسته وتدلت شراريبه حول خصرها وبانت السبحة من تحته تذكّرها باول يوم لها في الفيلا عندما افاقت من نومها وفتحت عينيها على شمس سطع نورها على السرير العريض ووجدت نفسها وحدها..... بلا عريسها الذي يحب أن يسبح في بحيرة صباه المسكونة بالأشباح ، وعندما سمعته يفتح الباب أغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم ، إقترب منها ووضع يده الباردة على عنقها وفطنت الى سهولة قتل أي إمرأة بهذه الطريقة ، وظنّا منه أنها ما زالت غافية وضع السبحة التي كانت قد سقطت على الصخور حول عنقها وأحست ببرودتها وبحبيبات الرمل الملتصقة بحباتها ، ثم تركها بعد أن مرّ بيده على شعرها.
مرت هذه الذكرى في ذهنها وتساءلت عمّا كان يفكر فيه ذاك الصباح ، هل وجدها أكثر جمالا من مراة أخرى قارنها بها؟ وهل إشتهى والأسى في قلبه ان تشاركه العيش في وحدة وجمال الفيلا؟
وجدت الفي نفسها تنزل السلم وهي غارقة في افكارها ورأت نفسها في مرآة مقابلة تغطي تقريبا معظم واجهة الجدار ، بدا لها ان المرآة تستدرجها نحوها وتعكس صورتها من شعرها الكستنائي الذهبي الى كعب حذائها ، وتعطيها مظهرا أغريقيا ، وكانها تاكدت من لون عينيها الرماديتين لأول مرة فحدقت فيهما كمن يحدّق في عيني امرأة غريبة ورأت ان للغريبة جمالا خلابا.
ورأت ظلا في المرآة وراءها ، كان هذا روداري لابسا طقما داكن اللون وربطة عنق من الحرير.
ظلا هكذا معا مدة طويلة في المرآة ولكنهما إنفصلا عندما إستدارت وإلتفتت اليه.
" تبدين رائعة ، ولكن هل أنت حزينة لأن هذه ليلتنا الخيرة في الفيلا؟".
" إنه مكان مغر حقا".
ولم تستطع إضافة كلمة عن سبب كآبتها.
" ولن تكون لنا في وقت قريب ، فقد إتخذت قرارا بصدد الفيلا فورتوناتو ، إذ يحتاج اهل الجزيرة الى بيت للإستجمام حيث يستريح المسنون ويتلقون العناية اللازمة ، لا تاتي جدتي الى هنا ابدا وهلين مشغولة في روما بأعمالها الإجتماعية منذ ان قتل زوجها الشاب وستخرج الفيلا غدا من ملكيتنا ، لذا قمت بجميع الترتيبات لنقلها الى السلطات المحلية وسيؤمن المال الكافي لإدارتها ودفع رواتب المستخدمين".
" روداري.... ما أروع العمل الذي تقوم به".
ولأول مرة أحست بشوق لتطوقه بذراعيها وتقبل وجنته السمراء.
" لنسمّ ذلك هدية للممرضة الشابة التي تزوجتها".
" هذا كرم عظيم منك".
تكلمت بصوت فيه شيء من البحة ودمعة في عينيها ، أيا كانت دوافعه في التصرّف بالفيلا فإن ما قام به كان عملا مشرفا وجديرا بالذكرى .
تكوّن عشاؤهما من طير السماني المشوي ومن فاكهة الدراقن المقطوفة راسا من الحديقة ، ولم يزعجهما البرق بعدما اسدلت ستائر المخمل الثقيلة .
" إنني استغرب هبوب العاصفة هذا المساء".
كان روداري يمشي في الغرفة ذهابا وإيابا بحركة خفيفة كحركة هر يبحث عن فريسة يصطادها ، بينما كانت الفي جالسة في كرسي مجوّف تتألق جمالا بحجر الياقوت على صدرها وبحجر آخر في أصبع يدها اليسرى ، ولم يزعج هدوءها إلا قصف الرعد فوق ابراج الفيلا ونظرات زوجها التي كانت تحاول أن تتجنبها كلّما ركّز عينيه عليها ، وكي تفعل ذلك حاولت التلهي بالنظر الى المصابيح المعلقة ا والى وهج نار الحطب في الموقد ، وعادت تشعر بالوحدة كما شعرت في ليلة زفافها الأولى.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-12, 12:49 PM   #24

همسات الفرح

? العضوٌ??? » 188796
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » همسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond reputeهمسات الفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

جميله جدا شكرأ جدأ

همسات الفرح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-12, 01:46 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" خرافة في عائلتنا تقول أنه عندما تترصد مشكلات ما باحد افرادها تهب العاصفة".
إتكأ روداري على حجر الرخام الأسود الذي يشبه لونه لون عينيه وتابع يقول:
" تولاّني هاجس طيلة النهار ويبدو لي انه أخذ يتجسّم هذا المساء... وأراه يحوم بيننا ، بدأت أشعر بالندم لأنني أتيت بك الى هنا ، كان في إمكاننا إيجاد مكان آخر نكون فيه وحدنا".
" لماذا تكره الجزيرة؟".
ربما تسرّعت في إلقاء السؤال إذ حدّق فيها قبل أن يجيب:
" نلتقي دائما بوجوه وأماكن تفتننا وتحتفظ بنا ضد رغباتنا.... تماما كما أحتفظ بك يا عزيزتي".
إتسعت حدقتا عينيها مصدومة بما قاله عن وعي منه ولاحظت شفتيه تنفرجان عن إبتسامة لا هي بالحلوة ولا هي بالقاسية ولا تستطيع تحديدها كما تعجز عن تحديده هو ، وفي تلك اللحظة بالذات أرعدت السماء بشدّة إهتز معها سطح الفيلا ، كانت العاصفة تطوقهما وحدهما ... مع كل ما بينهما من تقارب وتباعد وغموض ، وفجأة رمى بسيكارة في النار وقال:
" يخال ألي اننا سننام مبكرين يا الفي".
قال ذلك متقصدا وبرقت عيناها تساؤلا عندما تطلعت في وجهه الذي رغم ما يخفي من أسرار ما زال يدفع بقلبها الى التسارع في خفقاته ، وفهمت ما يعني بحاجبيه الأسودين المنسجمين مع تصميم عينيه وشكل أنفه الروماني وعزم شفتيه.
" إصعدي الى غرفتك وسأضع الحاجز المشبك أمام المدفأة وسأطفىء الأنوار .
تركته بدون ان تنبس بكلمة واحدة وأخذت تصعد السلم راكضة ، وعند منتصفه إنزلق دثارها عن كتفها وسقط على السلم ، لم تلتقطه بل تابعت جريها حين دخلت غرفة نومها ، اغلقت الباب بعنف وأخذت تنظر الى المفتاح في قفل الباب ، لا ترغب مطلقا في ان يمسها هذه الليلة فلم تعد تستطيع تحمله بعدما قرأت الرسالة في غرفة نوم نكوليتا ، وبحركة ذاتية مدّت يدها الى المفتاح وأدارته بكل بساطة ولكن بتخوّف ثم أسرعت واقفلت الباب المؤدي الى غرفته الخاصة وبذلك تكون قد سدّت في وجهه المنفذين الى غرفتها ، ويوجد ديوان في غرفته يمكنه أن ينام عليه وحده محروما من قرب الزوجة التي لا يحبها!
سارت ألفي كالشبح نحو سرير العرس – كما تسميه دلفينا – هذا السرير الخشبي المحفور ذي الستائر والأغطية الزرقاء ، نظرت اليه وقالت في نفسها:
" ستنهمر دموعي غزيرة لو بكيت".
وفيما كان وميض البرق يضيء الغرفة رأت مقبض الباب يدور يسارا ثم يمينا ، ورافق ذلك قصف الرعد ثم تبعه سكون وصوت زوجها يضحك. فلو إقتحم الباب ستصيبها صدمة كبيرة.
إنه لا يحبها ولذا من السهل عليه أن يدير ظهره لها ويضحك منها ، ولكنها ذعرت عندما رأت باب الشرفة يفتح على مصراعيه وروداري واقفا فيه يضيء شبحه وميض البرق كلما لمع ، كان شعره مبللا ووجهه مقنعا بالقسوة الظاهرة.
" لا تعرفين هذا البيت بعد، توجد تحت غرفتك شجرة مانغنوليا عالية تصل حتى شرفتك ، قد لا أكون روميو لكنني أستطيع ان أتسلقها".
" أنا.... انا لا أريدك هنا( قالت شاهقة من الخوف) الا يمكنك أن تتركني وشاني؟".
" لو طلبت مني ذلك يا عزيزتي ، أو لم افهمتني بانك تشعرين بالتعب بعد الإعتناء بنكوليتا لكنت قدرت ذلك ، اما ان توصدي الأبواب في وجهي فهذا شيء لا أتساهل فيه".
" لن أتحملك !".
عبس ولم يترك لها المجال لتفلت مه إذ اسرع نحوها وأمسكها بقوة وشدّ شعرها فإلتصق رأسها بكتفه.
" لماذا هربت مني؟ ماذا عملت لك حتى تسلكي هكذا؟".
" أردت أن أكون وحدي...".
" في آخر ليلة لنا على الجزيرة؟ ( إبتسم قليلا ثم اردف) هل إنزعجت لأنني أخبرتك أننا ذاهبان الى روما؟ هل تظنين أنني أفضل عملي على زوجتي؟".
" أنا فقط متعبة".
حاولت أن تدير راسها فكان أن أصبح خدها ملتصقا بقلبه ، زوجته.... ملكه يأخذها حين يشاء ، وهمس يقول:
" يا حلوتي الحمقاء ، هل أنت اقل إنزعاجا مني الان ؟ أم أنت منزعجة من نفسك لأنك نسيت أن تقفلي باب الشرفة؟".
ثم حملها كانها هرة صغيرة ومشى بها نحو السرير ، كانت عيناه تشعان في ضوء المصباح وقد سيطرتا عليها وفقدت كل مقاومة بين ذراعيه رغم محاولتها أن تتملص منه.
" روداري.... لا.... ارجوك".
" صممي على شيء ما يا عزيزتي".
مرّ باصابعه على شرايين عنقها واضاف:
" تشبهين عذارى فستا عند الرومان اللواتي يقمن على حراسة الشعلة الدائمة".
وبعد أن نظر في عينيها الرماديتين متلهبا قال:
" هل معاملتي لك سيئة الى هذا الحد؟".
كانت تحت رحمته ولما إنشغل بفك ربطة عنقه إنسلت من السرير بسرعة وجرت نحو الباب ناسية انها هي التي اقفلته ،ضحك عندما إستدارت وسخر منها عندما حملها وقذف بها عل السرير بشراسة هذه المرة .
......واخيرا نامت ورأت حلما يشبه الكابوس ، كان أعلى الصخرة ينهار وسمعت فتاة تصرخ وتنادي إسما لم تفهمه....كان حلما أقلقها كثيرا وأتعب جسمها.
" إبقي هادئة.... لا تتحركي".
أخذت يداه ترتبان شعرها المنسدل ، أدارت هاتان اليدان الوسادة وإرتاحت ألفي لرطوبة الوجه الآخر للوسادة وشبّهتها بمعاملة لطيفة بعد لطمة ، بكت وبلّلت الدمعة شفتيها ، وفي ليلتها الأخيرة على الجزيرة شعرت بالياس وبالحرمان من لذة الهناء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 12:36 AM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- راقصة في الحديقة.....وغراب

ظلت الفي صامتة معظم الرحلة حتى المطار وفي سيارة التاكسي الى ان وصلا البيت ، وكل ما كانت تعمله هو التطلع بعينين واسعتين الى كل شيء ، بينما كان فكرها منشغلا بواقع حياتها في روما حيث ستكون وجها جديدا بين الناس، غريبة عنهم.
هل ستتاح لها الفرصة لتتعرف الى الرجل الذي تزوجته معرفة تامة ؟ وهل تتكيّف مع نمط مجتمعه وتنجح في نسيان سر غامض تركته وراءها على الجزيرة ؟ كل ما تستطيع عمله الان أن تنتظر آملة أن يكلمها ذات يوم فيبرر شكوكها او يبددها.
في هذا الوقت وصلا الى روما التي يجتازها نهز التيبر القديم... العارف بالأمور وكاشفها ، كانت الشمس تسطع بشعاعها اللطيف على شوارعها الضيقة وعلى قرميد سقوفها ، وبيوت عصر النهضة رغم جمالها تبدو بالية بجانب المباني العصرية المتعدّدة الشقق وترى قصورا قديمة تتوسطها رواقات يلعب فيها الأولاد ويتراكضون ويتصارخون تحت حبال الغسيل ، كانت الشوارع تعج بالدراجات النارية المنخفضة المعروفة بالسكوتر وبالسيارات الصغيرة ،وبالرغم من ضوضاء الحياة العصرية يشعر المرء بوجود هالة من الرومنطيقية.
هذه روما التلال السبعة بمرحها وتقواها وعشقها اللاتيني ، إجتازا وسط روما بجلبته وصخبه ودخلا منطقة سكنية اكثر هدوءا ، حيث توقفا عند بوابة مقنطرة لمدخل حديقة ، حيث تبرق الشمس على تمثال اسد مذهب وحيث الظل والنور يتقطعان واوراق الشجر وأزهارها تتراقص .
التاريخ هنا صارخ في الحجارة ، وعندما ترجلت الفي من السيارة رأت ان القصر مبني على قمة تل وتحته يقع ميدان المدرج الروماني ، وترى عن بعد سطوح البيوت المسقوفة بالواح من النحاس.
اتى روداري الى جانبها وأمسكها من مرفقها وقال هامسا:
" آه ، روما ، لا يكفيها العمر كله....".
ردت عليه بإبتسامة خفيفة وأخفت توتر اعصابها بالتظاهر بالهدوء ، دخلا ذلك الجزء من القصر حيث توجد شقته وإستعملا مصعدا كهربائيا .
تتكون شقته من الطابق العلوي برمته وكل غرفة فيها جددت بالطابع العصري ، فتح لهما باب الشقة رجل قصير القامة رشيق ذو شاربين دقيقين وعينين لطيفتين يدعى أملكار ، قال بعد أن تناول الحقائب من روداري ومعطف الفرو من ألفي:
" اهلا بالسنيورا ، أهلا بالسنيور ".
أحست بقبضة روداري على كتفيها سائلا إياها رأيها في بيتها الجديد.
" إنه ظريف جدا وأنيق... هل استطيع أن اشاهد المنظر من الشرفة ؟".
" لك ما تريدين ومتى تشائين لكن إنتظري حتى الغسق".
" تقول انني استطيع مشاهدة ذلك واراك ممسكا بي لئلا افعل".
" لأن روما تشبه جميلة تتقدم في السن وتبدو أجمل في حلاها وفروها الثمين ، فهي لم تعد شابة تبهر العين بجمالها ، إنني أحب روما واريدك أن تشاهديها وهي في نور وظل هادىء ، إنها كالبندقية وفلورنسا تخط التجاعيد وجهها ولكن روحها لا عمر لها".
" من المستحيل تطبيق هذا القول على لندن".
" كلا ، لأن لندن كلها زوايا بينما روما كلها دوائر".
" ألا يكف ابدا الرجال الإيطاليون عن التفكير بالنساء؟".
" ربما عندما ينامون".
ضحكت ضحكات متقطعة وسالته:
" روداري.... كم عدد النساء اللواتي عرفتهن؟".
لأول مرة تتجرأ على توجيه سؤال أقرب ما يكون لإرضاء فضولها ، وإتخذت موقف دفاع فيما لو هاجمها باي شكل من الشكال ، لكنه مرّ باطراف اصابعه على جسمها حتى خصرها وأحست بنار تكويها ثم تركها .
" قلما يوجد رجل وصل الى عمري هذا ولم يقم علاقات مع النساء ، تناسيهن وتذكري فقط أنني تزوجنك".
صعقت بجوابه الوقح ، ولكنها أضافت:
" ولكن لماذا؟".
" طالما تصرين قد يغريني إلحاحك هذا على الإجابة في هذه اللحظة بالذات وقبل أن نشرب القهوة ...شكرا يا أملكار ، نعم ، إترك الصينية هناك والسيدة ستهتم بي".
عبس وهو يتكلم وخلعت ألفي قفازيها الطويلين وحاولت التغلب على وجلها ، قالت:
" شكرا يا املكار ، يبدو هذا البسكويت لذيذا ".
إنحنى لها وإنسحب واغلق الباب ، إنهما حديثا الزواج ويفضلان البقاء وحدهما ، جلسا ليشربا القهوة وسحبت الفي رجليها من حذائها بدون أن تجعله يشعر بذلك ، صحيح ان هذا النوع من الأحذية يلائم ثوبها لكنها تفضل عليه إستعمال الأحذية التي تلبسها في عملها التمريضي ، رات نظرة روداري الى ساقيها وقدميها وتوجست خيفة من رغبة هذا الأسمر الروماني فيها وهو يجالسها يرتشف القهوة ، فقد ورث هذا الرجل لذي تجاسرت على الزواج منه غطرسة روما القديمة عندما كان الغزاة الشباب يعتبرون المرأة حقا من حقوقهم ، فقد طالعت تاريخ روما وعرفت منه ان الفتاة التي يتخذها القائد تقع في حبه في نهاية الأمر.... هذا هو الضعف الأنثوي.
" إنني أتساءل... ماذا تتوقعين مني؟".
اشعل سيكارا بعد القهوة واخذ يدرسها من خلال الدخان ، ثم قال:
" هل انت فارسة تبحثين عن الوردة والكأس الخرافية؟".
"لست سوى فتاة واقعية تزوجت من روماني وأعرف ذلك ، وبعد هذه الأيام معك يا روداري ، اصبحت أعي واقع الحياة أكثر من ذي قبل وارى ان الأزهار تنمو وتزدهر".
" هذه ملاحظة قيّمة تاتي عن عروس شابة ، كنت اتساءل كيف يكون الأمر إذا إمتلكت أمراة إمتلاكا كاملا وكرّست كل وجودي لها ، هل يفقد كل شيء قيمته ، عداي ، بالنسبة اليها ، لا نظراتها ولا ملبسها أو بيتها ولا حتى طفلها.
" أنت روماني رجعي".
" يجب أن أكون كذلك ، عندما غزت الفيالق الرومانية بريطانيا منذ قرون مضت رايتك هناك ، رأيتك واقفة بين السنابل الذهبية وكان شعرك باللون نفسه وعندما إمتلكتك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 12:45 AM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" بكلامك هذا تريد ن تقول أنني لم أنج منك حينذاك وما حل عندئذ عاد فحصل ثانية؟ وانه حتى إذا هربت منك في الفندق ستلحق بي؟".
" طبعا ، هربت مني بين السنابل العالية ولكنني امسكت بك".
أصابتها رعشة خفيفة لأنها تلمّست حقيقة في دمها: إنه في حياة غير هذه الحياة ، رات هذا الوجه من قبل وأحست بلمساته وقدّر لها أن تحبه ، واخفضت رموش عينيها لتتجنب نظراته السليطة بقدر المستطاع ، إنها إمراة ولا تتمالك نفسها من تفادي سيطرته عليها ، ومع ذلك فإنها تشعر بحاجة ماسة الى قليل من العطف والحنان وليس فقط الى تلذذه بشبابها وشقرة جلدها وشعرها ، ومنعته في هذه كمتعته في دراقة قطفها من الشجرة ، وكما يتخلص من بقايا الدراقة هكذا يلقي بها جانبا عندما يطفىء غليله.
" آه ، إنني لمسرور جدا بوجودي في روما مرة اخرى".
مد ساقيه الطويلتين واجال نظره في انحاء الغرفة ، وتصاعد الدخان من بين شفتيه ، وتنبهت اعصاب ألفي عندما سرت اصابعه من معصمها على طول ذراعها حتى عنقها ، عندئذ قادها والقاها بجانبه ورأت شعلة النار المتقدة من خلال رموشه ، وفجأة حجب كتفاه الغرفة عنها وتألمت من ضغطه عليها ، وحاولت بغريزتها ان تقاوم رغم نحول جسمها لكن عظامها ذابت وقلبها قفز من مكانه.
" إنك وثني أثيم!".
" لأنني أعانقك يا الفي؟".
" لأنك تعاملني كعبدة".
" أعاملك كإمراة وكوني سعيدة بذلك ، من الرجال من يتزوجون ثم يفقدون الإثارة".
" إنك لا تهتم بي كإنسان".
" هذا هراء ، احب فيك لطفك ونزاهتك.... إنك بريطانية صميمة ، أحب طريقتك في الإستماع الى الموسيقى خاصة وأنت منحنية برأسك الاشقر وانت تحلمين بعينيك الرماديتين ، وأحب فيك أذنيك الصغيرتين".
" لا....يا روداري....لا....".
" ستبكين إذا توقفت يوما عن هذا الحب.
وبسهولة كبرى رفعها وخرج بها من غرفة الصالون الصغير وتوجه الى غرفة نومها.
" ساغيب عن البيت مدة ساعة ، خذي مطلق حريتك وتذكري أن هذا هو بيتك حيث يروق لك ان تفعلي ما تشائين ، ارقصي حافية وتسمعي الى الموسيقى وكلي المعكرونة".
أزاحت شعرها عن عينيها وسالته:
" هل لي أن أعرف ساعة عودتك الى البيت؟".
اعاد ربطة عنقه الى مكانها وقال:
" عند موعد العشاء ، فقد وعدت لانشياني بأن أجتمع به لنتكلم في أمور تخص بعض الأشغال ، في تلك الأثناء تعرّفي على من في القصر ، وستجدين في الطابق السفلي بارونة حمقاء لذيذة ولدينا ايضا راقصة باليه كانت ترقص ايام قياصرة روسيا ، ستلتقين بهما في الحدائق وأنا متأكد من أنك ستحبينهما".
" ومتى سأتعرف على عائلتك؟".
حدّق فيها وفجأة مالت نظرته الى المظهر الجدي:
" ستزورنا هلين عما قريب ، أما الكونتيسة فمن الأفضل ان تكون المقابلة معها رسمية نوعا ما ، طبعا سنقيم حفلة عشاء وستدعونا اليها ".
" لماذا هذه المقابلات المعقدة ؟ ألا تستطيع أن تقدمني اليها فقط؟".
" هذا ممكن ، لكنني لست على علاقات طيبة معها لأنني قلما أقوم بشيء يعجبها ، وأنت بصورة خاصة سوف لا تعجبينها اكثر من كل ما عملته ، ولذلك ارى من الأفضل أن تواجهيها في حضرة غيرنا من النا فيجبرها ذلك على إنتهاج مسلك إجتماعي لائق".
" انت تخيفني يا روداري".
" نعم ، انا أخيفك في كل ما يتعلق بك ، لم أقل أبدا أنه من السهل تفهمي أو تفهم عائلتي ، نحن مترفعون ،متغطرسون وإقطاعيون وإعتبري حياتك هنا نعمة لأنك لن تعيشي كما عاشت سابنيتا تحت سقف واحد مع جدتي".
"يبدو أن جدتك مرعبة ، هل يتحتّم عليّ مقابلتها؟".
" نعم".
اخذ ينظر اليها وهو اقف وجعلها قوامه تشعر بضعف وسذاجة ، ليست سجينة عنده وفي إمكانها رفض مواجهة المرأة التي أشقت حياة أمه ، ولكن نظرة قصيرة الى ذقنه التي كلها تصميم وعزم أضعفت من قوة إرادتها ، إنه تزوجها تحديا وينوي الإستمتاع بسخط جدته لدى تقديم عروسه لها.
ستجد عروسا بعكس ما تمنته لحفيدها : نحيلة، شقراء ، بلا القاب ومن مجتمع آخر ، ممرضة شابة ليس عندها غير الحب تقدمه له.
إنحنى فوقها وأمال ذقنها ، ثم ضحك وقال:
" قد لا أكون مغوارا يا عزيزتي ، لكنني سأكون الى جانبك لأحميك من التنين ، تعرف جدتي أنها تخيف كل إنسان ما عداي".
" لا اتصوّر ان هناك شيئا يخيفك".
تفحصت الفي وجهه بكل تفاصيله ورأت أنه لم يكن كثير الوسامة بسبب أنفه الروماني والتجويفة في أسفل ذقنه لكنها تفضله كذلك ، إذ تزيد هذه الملامح طابع وجهه قوة ، وحاولت أن تقنع نفسها بأنه ليس من النوع الغاوي ، وثب قلبها له كما يثب كلما تطلعت فيه وفجأة رفعت يديها وجذبت وجهه اليها.
" أنت فتاة غريبة يا الفي ولا تعرفين انها طرقك البسيطة الجذابة هي التي دفعتني الى التعلق بك ، أنا لا أستحقك ومع ذلك احتفظ بحقي لأن تكوني لي".
" عروس ابليس؟".
ندمت على تسرّعها في قول ذلك ، فقد ضغط بقبضته ثم تركها لكنه آلمها.
" نعم ، مما لا شك فيه ان الناس سيعتقدون ذلك عندما يرونك ، سأعود عند المساء ، الى اللقاء يا ملاكي الصغير"".
تركها وحدها وأغلق الباب بعناية فائقة عندما خرج كانه يريد ان يؤمن على سجينة ، إستلقت على السرير وأخذت تلامس خاتم الزمرد الذي تشع منه نار فورتوناتو ، عروس أبليس ، قد يصح هذا في أكثر من ناحية واحدة والزمن فقط سيبرهن على مدى صحة ذلك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 11:35 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نهضت وذهبت الى طاولة الزينة ورأت أن أملكار افرغ حقيبتها ورتب كل شيء امام المرآة ، أمشاطها وفراشيها وصناديق صغيرة مرصّعة والصندوق الموسيقي الذي إشترته في الألب ، رفعت غطاءه وتنصتت الى موسيقاه العذبة وهي تسرّح شعرها ، وتضفي هذه الموسيقى سحرا على سحر الايام الأولى منذ أن تعرفت على روداري الذي وجدته فوق مرتفعات الجبال اروع من أي رجل آخر.
جدّلت شعرها بشكل ذيل حصان صغير وإرتدت ثوبا صغيرا الوانه من زرقة البحر والرماد والصنوبر ، كان ثوبها بلا أكمام ولاحظت كدمة صغيرة في ذراعها تحت الكتف فإرتعشت ، ماذا سيحدث لو إضطرت ان تساله يوما عن حقيقة نكوليتا ؟ روداري قوي وكغيره من الرجال الاشداء لا يدري أنه يؤلمها بقبضة يده وهذا ما يجعلها تتوقع أي شيء منه.
إبتعدت عن المرآة وتجولت في انحاء غرفة نومها والحمام المجاور ، كل شيء برّاق وعصري وكم كان سرورها كبيرا عندما أتت الى مخدع صغير مستدير له شرفة زجاجية وفيه اثاث من الخيزران وأنواع النبات الأخضر ، ورأت كتابا صغيرا على طاولة بين النباتات مجلدا بجلد أحمر ، إنه كتاب اشعار بالإيطالية وبقلب نابض فتحته لترى ما إذا كان هناك إسم مدوّن في داخله ، وجدت إسما تحت صورة عصفورين ملتصقين ، رمز العشاق المدلهين.
(كاميلا).
ما كادت تلفظ هذا الإسم حتى احست بنسيم عليل يتهامس في الحديقة ، إسم حلو كالعطر ، كأوراق الكاميليا عند الغسق ، كاميلا ، هذا إسم المرأة التي احبها روداري ، حتما كانت في هذا المنزل كما كانت في الجزيرة ورحلت تاركة وراءها تذكرة لا بد لأمرأة اخرى من أن تراها ، أطبقت الفي الكتاب بسرعة كمن ينظر داخل غرفة محرّمة وأعادته تماما كما كان على الطاولة ، لا تشك في أن روداري غالبا ما يطالع في هذا الكتاب ويطيل النظر في العصفورين المذهبين اللذين لم يعودا ملتصقين الان.
تنهدت وبحثت عن مخرج من الشرفة فوجدت سلما حديديا يؤدي الى الحديقة وبدون ان تبالي باي خطر هرولت مسرعة ووجدت نفسها في مبنى وسط فناء حديقة والمبنى من الآجر به بعض الازهار ، وحول الحديقة سور مع برج في كل زاوية منه كأن المكان عزل لتسهيل مراقبته ، إعتقدت بانها كانت وحدها في المكان عندما فوجئت بإمرأة صغيرة الحجم تبحث بعصا عن شيء بين الشجيرات .
" آه من هذا الطير اللعين ، سيأتي يوم احطم فيه رأسه!".
" هل من مساعدة؟".
عرضت ألفي المساعدة من قبيل الفضول ولفت نظرها لباس المرأة الغريب المؤلف من معطف فضفاض مثبت بسلسلة ، وعلى راسها قبعة سوداء كانت فيما مضى أكثر رونقا بكثير ، إلتفتت حالا لترى من المتكلم معها وبدت بنحول العاج إلا أن عينيها السوداوين فيهما دلائل النضوج والحكمة ، وظهرت خصل شعر ابيض من تحت القبعة وفاح منها مزاج ظريف ساحر ملأ خيال الفي بشتى التصورات.
" عندي غراب ،ويطيب لهذا اللعين أن يسرق القليل الذي تبقّى لي من كنوزي ، فإنه يفتح الصندوق بمنقاره، وهو متعلق بصورة خاصة بقلادتي وسلسلتي ، وها انا أبحث عنه كما ترين وستكون مصيبتي كبيرة إذا لم اعثر عليه ، المصيبة مصيبة قلب ، أتفهمين؟".
تكلمت المرأة الصغيرة الجسم بالإنكليزية وكانت لهجتها طريفة إلا أن اللكنة ليست إيطالية ،وحدّقت في الفي بعينين واسعتين كعيني غراب في يوم صيف حار.
" سأساعدك لإيجاد قلادتك ، اليس من الممكن أن يكون قد طار بها الى شجرة ما؟".
" إنه طير شرير وقد يقدم على أي عمل!".
" ارى في شجرة الماغنوليا هذه مخبأ جيدا بأغصانها المتشابكة ، كنت أحب تسلق الأشجار وانا صغيرة في واندزويرث".
تسلّقت الفي الشجرة وإختفت بين أغصانها وأزهارها المتراصة وأخذت تبحث عن القلادة في شقوق الشجرة وتجويفاتها ، وفجاة سمعت شيئا كرفرفة جناحين قريبا منها ولما إلتفتت رأت جناحين اسودين وشيئا يلمع في منقار الطير ، وعندما تحركت بسرعة نحوه اجفل منها وسقطت القلادة من منقاره....
" ها هي على الأرض يا طفلتي".
إندفعت صاحبة القلادة لتلتقطها وهي تصيح كالطائر المذعور وإبتسمت ألفي ورات نفسها طفلة سعيدة وبلا هموم ، كما كانت قبل موت أمها المفاجىء ، صحيح انها ارادت ان تصادق إمرأة ابيها محاولة إرضاءها وإتباع النظام الجديد ، ولكن لم يقم بينهما أي نوع من الإنجذاب ، كانت الفي تحب امها كثيرا ورات ان تترك منزل والدها في نهاية الأمر وذهبت لتتعلم مهنة التمريض.
لم تندم ابدا لقرارها هذا واصبحت ممرضة ماهرة وظلت مقتنعة بعملها الى ان دخل روداري حياتها وغيّر نمطها اليومي وحوّله الى نوع من نعيم غريب ومذهل.
نزلت عن الشجرة بهدوء وسهولة ووقفت قرب هذه المرأة التي عبّرت عن فرحها بوضع القلادة على خدها العاجي المجعّد فبدا باهتا أمام خليط الجواهر البراقة.
" فقدان القلادة هو بمثابة فقدان حياتي ، هذا كل ما املك ليذكّرني بايام الشباب عندما كنت فتاة جذابة وخفيفة لدرجة كنت معها بقفزة واحدة أجتاز نصف المسرح على رؤوس أصابع قدمي".
" انت راقصة الباليه؟ كلمني زوجي عنك وقال أنك كنت ترقصين ايام روسيا القيصرية".
" نعم .... منذ سنوات طويلة".
تلفتت المرأة حولها وجلست على جدار منخفض وأشارت الى الفي لتجلس بالقرب منها ، وضعت القلادة على قلبها وأخذت تتفحص نزيلة القصر الجديدة.
" إذن أنت متزوجة ، أتسمحين لي ان أعرف إسمه؟".
" أنا متزوجة من السنيور فورتوناتو".
" وهل انت سعيدة حتى الإفتتان يا حلوة؟".
" طبعا".
ولكن الفي إحمرت قليلا لأن عيني المرأة كانتا تشعان حكمة ومعرفة وهي تدرسها عن كثب وبصراحة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 07:06 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" كنا ونحن فتيات نقول ان السعادة هبة من السماء كموهبة الرقص أو الغناء ، بعضهم تأتيهم السعادة الحقيقية والبعض الاخر تاتيهم في شكل إطمئنان ، معظم الفتيات العاقلات يطلبن الإطمئنان والقناعة وترفض أية فتاة متعقلة الزواج من رجل مثل فورتوناتو".
" ألا تحبينه يا سيدتي".
" بلى ، احبه ، الرجال من أمثاله لطيفون جدا مع النساء بخاصة اللواتي هن من عمري ، اما بالنسبة اليك فقد يكون فاتنا او شيطانا مجسما ، انا اعرف ذلك لأنني دخلت من هذا الباب وأنا فتاة... إنظري الى هذا".
كانت يداها العاجيتان ترتجفان وهي تفتح علبة مرصّعة في القلادة ، في جهة واحدة من العلبة صورة صغيرة وفي الجهة الثانية صورة شاب ذي ملامح بارزة وعينين لوزيتين كعيون الكثيرين من الشرقيين.
" كان أميرا روسيا وضابطا في الجيش الأمبراطوري ، وكنت فتاة فقيرة راقصة باليه في مسرح مارينسكي ، كان يحبني وكنت اعشقه ولكن منعتنا الفوارق الطبقية من الزواج ، فخطّطنا للهرب الى بلد حيث لا يعبأ المجتمع بهذه الأمور ، ولكن هبّت الثورة وقتل ايغور وهو يدافع عن أمه وأخواته عندما اقتحم الفلاحون أملاك والده ، تركت روسيا هربت من الانتقام لأنهم كانوا يعلمون انني كنت محبوبة الأمير واخذت معي هذه القلادة التي قدّمها لي هدية ، ولم افرط بها مطلقا ، وبالرغم من أنني ارهنها في كثير من الاحيان لأدفع إيجار شقتي ولأسد رمقي ، لكن المراة التي تتخلى عن هدية حبيبها هي إمرأة بلا روح ، ولا يوجد شيء آخر ألبسه عوضا عن القلادة ، لم أر شخصا يشبهه أو رجلا يثير الجنون ويهب البهجة في آن معا".
سالتها ألفي بلطف:
" الم تحبي غير تلك المرة؟".
" لم احب إنسانا بعد إيغور ، بعض الرجال..... يتركون غرفتك كمن ينسى الملح على المائدة او الشراب في حفلة عرس ، وسيشعر بالجليد من يضع يده في يدي وستكون قلادتي متجمدة كالصقيع ، كما قلت لك يا طفلتي لا يمكن أن تحب فتاة متعقلة رجلا كثير الرجولة وذا سطوة ، بينما يمكنها ان تتلاءم ورجل لطيف وعادي".
" ولكن سينقص الكثير لهذه الفتاة".
لم تع ما قالته واحمرت عندما تنبّهت الى ذلك، ضحكت الراقصة القديمة وأطبقت علبة ذكرياتها وقالت:
" الانكليز ماهرون في اخفاء انفعالاتهم ، ومن الواضح أنك تحبين روداري حبا كبيرا.
" اعتقد بانك تستغربين زواجه من فتاة مثلي".
" كلا.. نادني باسمي ، ليديا ، كنت راقصة ولكنني لم أكن صاحبة جمال فاتن ، وليس صحيحا – وربما تعرفين ذلك- ان الرجال الجذابين يرغبون في النساء الجميلات ، من صفات ايغور انه كان يعرف كيف يختار النساء ، ولم افكر او حتى آمل في أنه سينتبه اليّ حتى احدى الليالي عندما خرجت من المسرح الى الثلج في الخارج ورايته واقفا ينتظرني وفي يده معطف اسود القى به على كتفي ، قال بأن صغر جسمي جعله يبدو عملاقا امامي ، وحملني الى عربة الترويكا وهي مزلجة يجرها حصان واحد ، سارت بنا العربة في شوارع سانت بيترسبورغ المغطاة بالثلوج على طنطنة أجراس الحصان ، كان ذلك سحرا ، حلما بلا نهاية رايت ندف الثلج كحبات اللؤلؤ على معطف الفرو، وقال بان المعطف لي ويريدني أن احتفظ به ، ولكن وجلي في حينه دفعني الى الجدل معه بان فتيات الباليه الأخريات سيتهمنني بأنني فتاة متعة ليس الا ، قهقه ايغور ضاحكا ، واستلقى الى الوراء ورنت ضحكته بحيث بدا كان الثلج في الشوارع يتجاوب معه".
توقفت ليديا قليلا وهي تنظر مبتسمة الى ألفي ، ثم اردفت قائلة:
" يا له من رجل متغطرس وعنيد ، عاطفي ، يرفض الخضوع ، كان أميرا ينال العروس التي يبتغيها..... ما عدا راقصة باليه ، ولكنني شعرت بالسعادة في تلك الليلة ولمس الصقيع كل شيء بعصاه السحرية الفضية ، اخذني الى مطعم حيث تناولنا عند نصف الليل عشاء من الكافيار وغيره ، واخذ يناديني دوشكا أي عزيزته الصغيرة، ولم استطع مقاومة سحره الخبيث ،ولكن كان علي أن اقاومه لأن سعادتنا لم يكن مقدرا لها ان تدوم ، وتفجرت الثورة في جميع انحاء البلاد كما انتشر التهامس عما قد يحدث لمن يجري في عروقه دم القياصرة ، كنت احب ايغور حبا جنونيا وفي رقص الباليه أتيحت لي فرصة الاختلاط بطبقات الفلاحين الذين كانوا يطمحون الى احتلال مكان من ولدوا ليحكموا ، وكنت أعلم أن اسم ايغور كان موجودا على قائمة من تقرر قتلهم ، توسّلت اليه بكل قواي ان يرحل من روسيا وهوبعد في عنفوانه حيا يرزق، وأخيرا خططنا للرحيل معا ، آه كل هذا أصبح من التاريخ ، وأنا ابدو مضجرة امام فتاة حديثة الزواج".
" كلا".
مدت الفي يدها ولمست يدا نحيلة ذكّرتها بكل تلك السنوات التي امضتها هذه المرأة في وحدة تامة بعدما أعطت حبا لم يبق لها شيء منه ، انه لشيء مدهش بحد ذاته ولكن محزن ايضا ، تدوم السعادة ما دام الحب الكبير....
" يسرني أن تعيشي هنا في القصر معنا ، هذا اذا كنت لا تبالين لو انجرفت وراء ذكرياتي عندما نكون معا".
ركّزت العجوز على الفي عينين سوداوين تالقتا في الماضي البعيد كجوهرتين في وجه فاتن وهذا الوجه الذي ليس فيه جمال بقدر ما يحتفظ بقسط من الجاذبية يلفت الأنظار.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 07:59 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" ما زلت تتساءلين كيف حصل لك ذلك ، أي كيف تزوجت من رجل عرف الحياة وله جاذبية خطرة ، الحقيقة يا بنية ، فاتك الاوان لأن تتعقلي او تندمي ، اقبلي واقعك وهو ان زوجك من النوع الخارج عن المألوف ، تقبلي العاصفة والدموع ، ويستحيل على امرأة تجنبهما اذا اختارت ان تحب شيطانا جميلا ، ولهؤلاء الرجال مسكن يقع بين الأرض والسماء ويذيقون طعم كل منهما للمراة التي يقع عليها اختيار حبهم.
لم تستطع الفي ان تنظر الى العجوز لأنها ليست اكيدة من أن حب روداري لها هو كحب الأمير لليديا ، وتساءلت لو التقت الراقصة القديمة بكاميلا في القصر ولكنها لم تجسر على سؤالها ، فليس للناس ان يعرفوا كم هي غير أكيدة من هذا الروماني الأسمر الذي اتخذها زوجة له ، ليديا لطيفة ومدركة ولكن كثيرات غيرها لسن بلطفها ولذا يتوجب عليها أن تتعلم تمثيل دورها ، قالت ألفي:
" اعتقد بأن ضميري يؤنبني قليلا ، كنت دائما وأنا ممرضة منشغلة بالقيام بواجبي أما الان فلدي أوقات فراغ كبيرة ولا ادري كيف اشغلها ، في هذه اللحظة بالذات روداري غائب عن البيت في مهمة".
"وأملكار الطيّب يهتم بشقتك ، اليس كذلك؟ اهداي بالا يا عزيزتي وافرحي كونك مدللة رجل اعمال ناجح ، تعلمي مقدار حاجته اليك ليس في الطبخ او لخياطة الازرار بل في مساعدتك له في خلق جو استرخاء واستراحة في نهاية نهار مضن ، ولا حاجة بك لأن تشعري بأي ذنب من جراء ذلك".
" قد ابدو غير واقعية يا ليديا او امراة لا تلائم رجلا من نوع روداري ،ولكنني أحاول أن أكون المراة التي يريد مع العلم بأن سواي من النساء الأكثر اثارة دخلن حياته".
" هل تغارين منهن ؟ هذا شيء طبيعي ، كثيرا ما كنت اقع فريسة لغيرة جنونية عندما كنت اواجه غيري من النساء اللواتي عرفهن ايغور".
اتجه فكر الفي الى المرأة التي لم تواجهها بعد وتخوفت من امكانية حدوث ذلك يوما ما ، بل سيحدث ذلك ، هنا في روما ، في حفلة ما او في مطعم حيث يلتقيان بكاميلا وستكون ساعة عذاب لا يطاق عندما ترى شوقه العظيم لتلك المرأة وعندما ترى نفسها مجبرة على انظر الى جمال الكاميليا بتسريحة شعر تلائم وجهها المتكامل بشفتيه الحمراوين وبابتسامة الموناليزا.
هكذا كوّنت ألفي صورة لتلك المرأة وخشيت انها ستبدو غير ثابتة وساذجة أمام امرأة مرنة رشيقة القوام صنعت خصيصا لروداري وولدت لتتزين بالياقوت ولتدخل جمالا الى اسمه والى بيته ولتواجه عالمه الاجتماعي والعملي بكل هدوء.
" كنت ممرضة اذن؟ وهل رآك روداري في بزّة العمل؟".
" نعم".
ابتسمت الفي وتذّرت كيف لمعت عيناه السوداوان لبزتها البيضاء والزرقاء وكيف ركّز نظره عليها بخاصة على ساعة الجيب المعلّقة تماما فوق قلبها ، وكانت هذه المرة الأولى التي تحمر فيها وجنتاها ، قد يحدث أي شيء في مهنة التمريض ، لكن الإحمرارارتباكا؟
" من المؤكد ان حياة الرقص مثيرة جدا".
تجمّعت خطوط التجاعيد فيوجه الراقصة لتنم عن ابتسامة :
" نعم ، مثيرة ، كانت الراقصات يبتهجن في الحفلات التي تكون فيها المقصورات الملكية مشغولة ، الواحدة منا تحاول جاهدة ان تبز الاخرى وأن تنافسها لأقصى الحدود ، واحيانا كنت اسمع بعد عرضي الفردي على المسرح ضحكة خافتة في ظلام المسرح ، وكان يجد ايغور تسلية عندما كنت اعرض مهارتي في وقفة الأرابسك مدة اطول من الأخريات وهي النقطة التي تقف عندها الراقصة على قدم واحدة مادة احدى ذراعيها الى الأمام رادة القدم والذراع الآخرين الى الوراء ، وكثيرا ما كان يردد على مسامعي اثناء العشاء انه سيظل يحبني حتى لو رقصت مثل البطة ، ولم أنقطع عن سؤاله لماذا اختارني أنا من بين الاخريات لكون فتاته عندما كانت الراقصات الأخريات في تياترو مارينسكي أكثر جمالا بكثير ، أتعرفين جوابه؟ قال أن ليس لي في العالم احد غيره أحبه ومعنى هذا انني اعطيته كل حبي ، نعم ، انه متغطرس ، ولكن أي فتاة تستطيع أن تقاوم رجلا يامرها ان تكون له بكليتها؟ لم يسمح لي ان اقتني حتى قطة ، قدّم لي حصانا صغيرا وعلّمني ركوب الخيل ، ومرة سقطت عن خشبة المسرح فحملني الى حمّام بخاري وابقاني فيه حتى اختفى ألمي ، كان يقسو احيانا ولكنني كنت مستعدة لأموت من اجله".
وتأملت ليديا القلادة التي وضعها الأمير منذ زمن حول عنقها وقالت:
" كان يأخذني الى كل مكان ما عدا بيته وكان هناك يوم ثار الفلاحون وهاجموا النظام القديم ، ولم يكن والده رجلا فظا الا ان العصيان جرف كل شيء وسمعت فيما بعد أن ايغور مات حاملا بين ذراعيه جثة ناتاليا شقيقته الصغيرة ، لذلك كثيرا ما حسدت ناتاليا".
" لا تتكلمي هكذا ، بقيت راقصة مدة سنوات طويلة وقدمت البهجة للعديد من الناس".
" صحيح ، رقصت للرجال والنساء ، والان أكتب قصصا للأطفال ، ولا اريد أن افاجئك إذا قلت لك أن زوجك تكرّم وقدمني الى احد الناشرين والآن يساعدني دخلي لإضافة شيء على راتبي التقاعدي وبذا اتمكن من قضاء ايامي في هذا القصر الرومنطيقي القديم ، وآمل انك ستحبين العيش هنا ، من هنا نطل على المدينة التي يبدو منظرها سحريا في الليل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.