آخر 10 مشاركات
حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أحلام مستحيلة (37) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )           »          132 - قبضة من وهم - فاليري بارف (الكاتـب : حبة رمان - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-12, 05:17 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ثم أضاف في لهجة ساخرة:
" وأكون غبيا جدا لو أنني حاولت التعرض لك في مثل هذه الحالة ، أليس كذلك؟".
ولم ترد ساشا عليه بل إتجهت الى سريرها ثم سمعته يقول لها:
" كنت أعتقد انك تريدين الخروج للتريض قليلا".
فتنهدت ساشا بعمق وهي تقول:
" كنت اود ذلك... ولكن....".
" إذن فلنذهب .... تعالي فإنني لم اعد اشعر برغبة في النوم... سنذهب للتريض قليلا ثم نعود لنشرب بعض الشاي او القهوة ثم نعود للنوم بعد ذلك".
قال مارك ذلك في لهجة جعلت ساشا تشعر كأنها تمضي معه إجازة لطيفة وشعرت بنوع من الإضطراب وهي تفكر في أنها ستقوم معه بنزهة في ضوء القمر في الفجر ، إنها لم تفعل ذلك من قبل ولذلك فالمسألة تبدو مثيرة بالنسبة اليها حقا إنها لا تحب مارك ولكنها تشعر بالراحة للخروج معه الآن لأنها لا تستطيع النوم ، وتشعر بامس الحاجة الى الخروج في الهواء المنعش خاصة بعد الموقف العنيف الذي حدث بينهما.
وإندفعت الدماء الحارة في عروقها وهي تستعيد ما حدث ، فأشاحت بوجهها بعيدا عن مارك حتى لا يرى ما إرتسم عليه من تعبير ثم قالت وهي تنحني فوق حقيبة ملابسها.
" حسنا.....ساحضر معطفا خفيفا لأضعه فوق كتفي".
وإتجه مارك الى باب الغرفة وأضاء النور ثم وضع قميصه فنظرت اليه ساشا وهي تقول:
" هل هذا يكفي..... ألن تشعر بالبرد؟".
" ان صدريتي في المطبخ ، فلنذهب الآن".
ثم بدا وكانه تذكّر شيئا فقال:
" نسيت السكين.... اين هي؟".
" تحت الوسادة.... ولكن لماذا تسأل؟".
وراقبته ينحني ليأخذ السكين فسألته في لهجة حاولت أن تبدو هادئة وقد بدأت تشعر بالخوف والشك .
" ولكن.... لماذا تاخذ السكين؟".
" لماذا.... لأنه...".
ثم هزّ كتفيه وقد بدا عليه أنه لا يعرف ماذا يقول ثم أضاف:
" لأن الليل قد يكون خطرا ، تعالي الآن.....".
وتبعته ساشا الى أسفل وعندما وصلا الى ابهو قال بصوت هامس:
" ساذهب الى المطبخ لأحضر صدريتي ، انتظري هنا".
وبعد قليل عاد وخرجا معا من المنزل وسارا في الممر الحجري متجهين الى الطريق الرئيسي وعندما وصلا الى المنطقة التي تقابلا فيها أول مرة ، توقفت ساشا وهي تسال:
" اين سيارتي؟".
" لا تخافي ، سيارتك في أمان ، وضعتها في الكارج خلف المنزل.
" وهل أدوات الرسم الخاصة بي موجودة فيها؟".
" نعم ، ويمكنك أخذها غدا لترسمي ان اردت".
وسالت ساشا في نوع من التهكم:
" واين ارسم .... على الشاطىء؟".
فابتسم مارك وهو يقول:
" في الحديقة .... حيث يمكنني ان أراك".
وشعرت ساشا بأن شيئا ما قد تغيّر في مارك ، وان لم تكن تعرف تماما ما هو وشعرت بان التوتر بينهما بدأ يخف الى حد ما.
وكان الطريق وعرا ومن الصعب في الظلام رؤية النتوءات الحجرية البارزة ، لكن مارك كان يمشي في ثقة تامة ، وتذكرت قوله أنه حائز على الحزام الاسود في الجودو والكاراتيه ، انها تصدقه ، وهي في الحقيقة تصدق كل ما يقول كما تؤمن انه لن يؤذيها متعمدا ، في أي حال مهما كان مارك سيئا فانها ترى فيه بعض صفات الفروسية ومن أهمها عدم ايذاء اية سيدة ، وكان ذلك يشعرها بالأمان الى حد ما ، ولكن في الوقت نفسه كانت هناك أشياء كثيرة أخرى تثير قلقها ومخاوفها لا تستطيع أن تجد لها تفسيرا.
وفجاة تعثرت قدم ساشا فاستندت الى ذراع مارك فشعرت به وهو يتألم من أثر محاولتها ضربه بالقضيب الخشبي في المطبخ وسألته:
" هل يوجد في المنزل بعض الاسعافات الأولية؟".
فقال وقد بدت الحيرة على وجهه:
" نعم... ولكن لماذا تسألين؟".
" لأنني اريد ان أضمد لك كتفك".
فضحك مارك وهو يحيط خصرها بذراعه وقال:
لا تلق بالا الى ذلك فان ذراعي قوية كما ترين ، ويمكنها ان تعنى بفتاة جميلة مثلك".
لم تشعر ساشا بالضيق ومارك يضع ذراعه حول خصرها ، لكنها لم تكن تريده ان يشعر بذلك فتظاهرت بعدم الارتياح.
كان الجو جميلا في ذلك الوقت وصفت السماء تماما من السحب فبدت لامعة وظهر القمر عاليا وواضحا في السماء وتوقفت ساشا عن السير ووقفت تنظر الى القمر وصاحت قائلة:
" أوه.... أنظر الى القمر ، كنت أعتقد أن شكله سيتغير بعد وصول الانسان اليه ، لكنه كما كان دائما".
ونظر مارك وهو يبتسم لكنه لم يعلق بشيء ووقفا صامتين بعض الوقت على الطريق الذي تحيط به الأسوار العالية ، وفجأة شعرت ساشا بالبرودة تسري في أوصالها فقالت في صوت هامس:
"أريد العودة الى المنزل ".
" لماذا.... ماذا حدث؟".
" ..... لا شيء أنه مجرد...".
ولم تدر ساشا ماذا تقول فقد شعرت في هذه اللحظة بان هناك شخصا ما يراقبهما ، فقالت:
" انني .... خائفة".
" خائفة... مني؟".
" لا... ليس منك... انني خائفة من شيء... من شخص.... أشعر أن هناك من يراقبنا".
ونظرت ساشا الى وجه مارك فراته وقد اختنقت الابتسامة عن شفتيه ثم فوجئت به يحتضنها ويقول شيئا باللغة الروسية ثم عانقها وهمس في أذنها قائلا:
" حاولي التصرف بطريقة طبيعية ، وضعي ذراعك حول خصري ونحن نعود الى المنزل ، هل تفهمين؟".
وسارا معا ببطء في اتجاه المنزل وهو يتعمّد الضحك بصوت مسموع بين آن وآخر كما لو كانا يتهامسان بما يثير الضحك.
وادركت ساشا فجأة سبب التغيير الذي طرأ على مارك ولماذا وافق على الخروج معها ، اراد استعمالها كآداة ليضلل احدهم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-12, 02:52 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ودخلا الى المنزل وبعد ان أغلق مارك الباب التفتت اليه ساشا وصفعته بكل قوتها واعقب ذلك فترة صمت قال بعدها مارك في صوت غاضب:
" لماذا فعلت ذلك؟".
" انت تعرف لماذا، لأنك استخدمتني كآداة لتحقيق اغراضك".
وبدت آثار اصابعها بوضوح على وجهه ولكنه لم يحاول ان يرفع يده ليتحسّس الصفعة ، واكتفى بالنظر اليها وقد ظهرت في عينيه نظرة مخيفة وهو يقول:
" ولنفرض انني فعلت ذلك".
" انني لا أحب ان استخدم كآداة .... اعرف انك تقوم بعمل سيء ، وربما يكون الأشخاص الذين يراقبوننا كذلك أيضا ولكنني ارفض ان يستخدمني احد لتحقيق اغراضه .... هل تعتقد كذلك أيضا وانهم ظنوا أنني زوجتك المفروض ان تكون معك الآن لقضاء شهر العسل؟".
فهز مارك كتفيه قائلا:
" ربما... لست أدري ...ربما خيّل اليك أن احدا يراقبنا ، فانكم معشر النساء تتوهمن احيانا رؤية أشياء أو سماع اصوات".
" من المؤكد انك أيضا توهمت ذلك ، ونظرت الى وجهك ورايت التغيير الذي طرأ على تعبيراتك في تلك اللحظة ، وربما كان هذا هو السبب في انك اخذت السكين معك".
قالت ساشا وهي ترفع يدها الى فمها اذ شعرت بتعب مفاجىء فاخرج مارك السكين من جيبه وناولها اياها قائلا:
" خذي .... احتفظي بها معك".
ولكن ساشا كانت تشعر بغضب شديد فطوحت السكين من يده في عصبية لتقع على الأرض على بعد بضعة اقدام منها وقالت:
" احتفظ انت بها انا على يقين انك أقدر مني على استخدامها".
ثم صاحت في ضيق وهي تطلب منه ان يترك ذراعها فقد شعرت بقبضته كالفولاذ وهو في قمة غضبه.
فرد مارك وهو يزمجر قائلا:
" أحيانا أشعر انه قد يكون من السهل جدا بالنسبة اليّ لو انك رجل".
" حقا ؟ اترك ذراعي ، فانت اقوى بكثير من أي شخص آخر ، اليس كذلك؟".
ثم أضافت وهي تدلك رسغها بعدما تركها:
" قلت لي من قبل ، أنني يجب ان أعرف أي شخص جيدا قبل أن أصرح بانني أكرهه ... حسنا.... اعرفك الان جيدا وأكرهك".
ثم اندفعت ساشا بعد ذلك تصعد درجات السلم وهي تركض متجهة الى غرفتها من غير أن تحاول الالتفات الى الخلف.
لم يصعد مارك الى الغرفة مرة أخرى ، واستلقت ساشا على سريرها وقد جفاها النوم طويلا ،وعندما استيقظت بعد ذلك كانت اشعة الشمس تملأ الغرفة ونظرت الى سرير مارك فوجدته خاليا وظنت للحظة ربما حدث له شيء وراعها هذا الخاطر ، ولكنها أدركت ان شيئا لم يحدث فقد بدأ الهواء يحمل اليها رائحة الطعام والقهوة.
جلست ساشا في سريرها وقد بدأت احداث الليلة الماضية تعود الى ذهنها ، وكان الباب مواربا ورائحة الطعام النفاذة تصل اليها فشعرت بالجوع.... لكنها لم تكن تستطيع النزول ومواجهة مارك بهذه البساطة ، بعد كل ما حدث وبعد كل ما قلته وفعلته معه.
وبينما هي تجلس في سريرها عاقدة اليدين حول ركبتيها تفكر في أمرها ، سمعت نقرا خفيفا على الباب ثم سمعت صوت مارك يسال:
" هل يمكنني الدخول؟".
ونظرت ساشا الى الباب وهي لا تدري ماذا تقول ثم قالت:
" نعم يمكنك الدخول".
ودخل مارك يحمل قدحا وهو يقول في صوت بدا باردا:
" صباح الخير ، أحضرت لك قدحا من القهوة ، هل تريدين ان أحضر لك فطورك الى الغرفة".
" لا ، ساتناوله في المطبخ اذا كان ذلك ممكنا!".
" بالطبع ، ولكن ليس قبل ان تشربي القهوة وتغتسلي ".
وجلست ساشا واخذت تفكر وتجول بصرها في انحاء الغرفة ، اليوم هو لجمعة وهو اول ايام عطلتها والجو يبدو صحوا وجميلا ، ومن المؤكد أن تستمتع به أي استمتاع ، ولو سارت الامور بطريقة طبيعية فربما توجهت اليوم لزيارة العمة ماري في كان كما وعدتها من قبل ، ثم ربما مارست هوايتها في الرسم بعد ذلك في حديقة المنزل ، ولكن كل شيء تغيّر وهي لا تدري ماذا تفعل.
وفجأة خطرت لها فكرة صممت على تنفيذها ، لن تخسر شيئا ، كل ما يمكن ان يحدث هو ان يرفض مارك ولن يضيرها ذلك في شي ، فهي تتوقع معه مثل هذا الموقف.
وعندما جلست الى مائدة الافطار قالت له:
" وعدت عمتي بزيارتها في كان اليوم ، ولذلك فانها سوف تكون بانتظاري ولا اريد ان اسبب لها أي قلق فهي سيدة عجوز....".
ثم استطردت بعد أن استجمعت شجاعتها:
" هل يمكنني الذهاب لزيارتها!".
" حسنا.... يمكنك الذهاب... شرط ان أذهب معك".
ونظرت ساشا الى مارك الذي رفع قدحه وهو ينظر اليها بنوع من السخرية ثم قال:
" هل اعتقدت أني سأرفض طلبك؟".
فلما ردت بالايجاب اضاف قائلا:
" هل تعرفين لماذا وافقت على طلبك؟ لأتتي اعتقد انك تقولين الصدق هذه المرة ، لا كما حدث بالنسبة الى والدك ، فانت لا تحسنين الكذب يا ساشا".
ثم نظر اليها وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ة وقال:
" سنذهب في الحال... ان اردت ذلك".
فخفضت ساشا بصرها سريعا وهي تحاول اخفاء نظرة لفوز التي ارتسمت في عينيها وقد تزاحمت في راسها جميع الاحتمالات.
ثم استطرد مارك :
" ولكنني أحذّرك منذ الآن ، لا تحاولي الهرب ، ساراقبك بدقة".
وحاولت ساشا ان تضحك وهي تقول:
" يا الهي ، بالطبع لن افل ذلك ،فان أي شيء من هذا القبيل قد يقتل عمتي العجوز".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-12, 06:08 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فسالها مارك:
" هل لي ان اسال ، كيف يكون لك عمة فرنسية؟".
" انها ليست في الواقع عمتي بمعنى الكلمة ، ولكن والدي كانت له صداقات وطيدة في فرنسا أثناء الحرب حيث كان في مهمة سرية ، والعمة ماري والدة أحد أصدقائه الذي توفى منذ فترة ، لكن والدي استمر على علاقته بالسيدة العجوز التي نقوم بزيارتها من وقت لاخر ، وهي تبلغ من السن الآن حوالي الثمانين عاما".
ثم خطرت لساشا فكرة مفاجئة فنظرت الى مارك في خوف وهي تسأل :
" إنك لن... اعني...".
" ماذا؟ هل تعتقدين انني قد اقوم باختطافها".
ثم اضاف وهو يبتسم:
" أعتقد أنه لا يوجد مكان في المنزل للمزيد من الاشخاص ، اليس كذلك ؟ في أي حال تذكّري أن كل شيء يتوقف على الطريقة التي ستتصرفين بها ؟ هل تفهمين ما أعني؟".
فردت ساشا بالايجاب وهي تدرك تماما معنى كلامه.
قال مارك وهو يرفع طبقه عن المائدة:
" حسنا ، بدات في التعقل قليلا ، واعتقد أنك ربما تصدقين الان أنني أعني تماما ما سبق ان قلته لك ، انني لن أحاول ايذاءك".
ولم ترد ساشا بل رفعت طبقها عن المائدة واتجهت الى المغسلة وهي تقول:
" ساقوم أنا بغسل الأطباق ".
" إذا كنت تودين ذلك حقا".
وشكرها مارك ثم خرج من المطبخ وتركها بمفردها ، ونظرت اليه ساشا وهو يخرج من المطبخ وشعرت في هذه اللحظة وهي تنظر الى ظهره بعواطف مختلفة تتنازعها ولم تكن تفهم تماما شعورها ، ولكن الشيء الوحيد الذي كان مؤكدا لها أنه لا يمكنها أبدا ان تفهم هذا الرجل المدعو مارك.
وصعدت ساشا الى حجرتها حيث بدّلت ثيابها وغسلت ثياب اليوم السابق وعلّقتها لتجف وكان الجو حارا والسماء صافية تماما ورات ساشا في البعيد طائرة تحلّق في السماء وامتلأ الجو بشذى الازهار ، وكانت تترامى ال اذنيها زقزقة العصافير وهي تغرّد فوق اغصان الأشجار.
واخذت ساشا تفكر فيما يحدث بعدئذ ، وهل سيتركها مارك تقود سيارتها السيتروين الصغيرة أم سيصر هو على قيادتها.
وبعد تناول الغداء صعد مارك الى الطابق العلوي ثم نزل الى البهو وقد بدّل ملابسه وبدا وهو يهبط السلم شخصا آخر وبدت عليها الدهشة فنظر اليها مارك مبتسما وهو يقول:
" لا تخافي.... انا حقيقة".
فسألته في برود:
" هل اعتدت التنكر عند الخروج؟".
" أتنكر؟".
قال مارك في دهشة وهو يخلع نظارته الشمسية وينزع عن رأسه قبعة من القش كانت مناسبة تماما مع الذي يرتديه ، ثم اضاف:
" هل تسمين ذلك تنكرا !".
ولم يكن مارك قد غيّر كثيرا من ملابسه ، لكنه كان يبدو في شكل مختلف ولاحظت ساشا أنه يضع في جيب سرواله الخلفي سكينا.
ووضع مارك النظارة الشمسية فوق عينيه من جديد وبدا لها جذابا للغاية وهو يضع قبعة القش فوق رأسه في غير اكتراث ثم تقدم من ساشا وامسك بذراعها وخرجا معا من المنزل.
واتجها الى الحديقة الخلفية وانتظرت ساشا مارك وهي تعتقد انه سيحضر سيارتها بدلا من ذلك وفوجئت به وقد احضر دراجته النارية.
وتملّكها رعب شديد وهي تنظر الى الدراجة وصاحت قائلة:
" أوه... لا.... أرجوك".
فنظر مارك حوله وقد أدهشه موقفها ثم ارتسمت على جبينه تقطيبة وهو يسالها:
" ماذا حدث الان؟".
" كنت أعتقد اننا سنذهب بالسيارة ...".
" لا، فالدرّاجة افضل واسرع ، تعالي اجلسي خلفي على المقعد وضعي ذراعيك حولي".
وعضّت ساشا على شفتيها في غيظ ولكنها لم تفعل شيئا سوى ان تمتثل لأمره وتجلس خلفه على الدراجة البخارية في حذر فالتفت اليها وهو يقول:
" ضعي ذراعيك حولي ، والا تعرضت للسقوط".
فردّت وهي تصر على أسنانها:
" لم اركب دراجة من قبل".
" حقا تقولين ..... ( ثم اضاف ضاحكا) اذن فستكون تجربة مثيرة بالنسبة اليك".
ردت ساشا بالايجاب في صوت مضطرب ووضعت ذراعيها حول مارك وقد التصقت به ودفنت وجهها بين كتفيه العريضتين ، وشعرت بالدفء والقوة ولدهشتها الشديدة وجدت انها ترتاح الى وجودها بالقرب منه .
ثم سمعت صوت مارك يقول لها:
" أمسكي بي جيدا يا ساشا فاننا سنبدأ السير".
وادار الدراجة وانطلق بها فأغمضت ساشا عينيها وقد تملكها رعب شديد ، كان الموقف اصعب مما كانت تتصور وتشبثت به بقوة وهما يهبطان الممر الحجري ، وكانت تتصور في كل لحظة أنها ستسقط عن الدراجة ، ثم أخذ يدور بالدراجة وهو يحاول تحاشي النتوءات الحجرية البارزة فازدادت تشبثا به ودفنت وجهها في ظهره في انتظار ما سيحدث.
ثم هدات السرعة فجاة ففتحت احدى عينيها وهي تسائل نفسها اذا كانوا وصلوا الى المكان وجاءها صوته متسائلا:
" ساشا ، هل يعجبك ذلك.... امسكي بي جيدا".
فاجابت في صوت ضعيف:
" انني أصلي".
فضحك مارك ونظرت هي حولها فاكتشفت انه خفّف السرعة لأنهما وصلا الى نهاية الممر حيث يلتقي بالطريق الرئيسية من السيارات ثم التفت اليها يسالها:
" هل تشعرين حقا بالخوف؟".
فأجابته بالايجاب فاوقف الدراجة وهو يقول:
" انني آسف ، هل ترغبين في العودة الى المنزل لنستقل السيارة؟".
وظنت ساشا للحظة أنه يمزح فنظرت اليه سريعا ولكن وجهه كان جادا وكان ينتظر اجابتها ، فهزت راسها ببطء وهي تقول:
" لا ، ان كل شيء على ما يرام ، كل ما في الأمر انني لم أمر بمثل هذه التجربة من قبل".
" تركنا الطريق الوعرة ، أما الآن فان هذا الطريق ممهّد ولن أمضي سريعا".
وابتلعت ساشا ريقها وهي تقول:
" أعرف ذلك ، أشعر أنني سخيفة ، ارجوك ان تمضي في طريقك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-12, 12:20 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وأدار مارك الدراجة من جديد وانطلق بها ولدهشتها الشديدة لم تعد تشعر باي خوف وأحاطته بذراعيها بدون ان تتشبث به كما كانت تفعل من قبل.
وبدأت تتمتع بالركوب على الدراجة ومارك يندفع بها بين السيارات في سرعة متوسطة ويبدو ان مارك لاحظ ذلك فصاح قائلا:
" تشعرين الان بتحسن .... أليس كذلك؟".
فردت في صوت عال حتى يمكنه سماعها :
" نعم .... انه شيء رائع فعلا".
وتوقفا بالقرب من كان للتزود بالوقود وفي مواجهة محطة الوقود مقهى صغير مع حديقة ، ووقفت ساشا تنتظر يقف بجانبها مارك ، وكانت تشعر بساقيها ترتعشان بعد طول جلوسها فوق مقعد الدراجة ثم التفت اليها مارك وقال:
" هل تريدين شرابا؟".
فنظرت اليه متسائلة:
" هل يمكننا..... أعني".
فابتسم مارك وقد فهم قصدها وكان يبدو جذابا للغاية وقد غطى عينيه بالنظارة الشمسية وقال:
" يمكننا ذلك .. ما دمت تتصرفين بحكمة ، هل تفهمين ما اعني".
فاجابت بالايجاب ، كانت تشعر بعطش شديد فقال مارك.
" تعالي وستصفين لي مكان منزل عمتك بينما نجلس ونتناول الشراب ".
وترك مارك الدراجة في المحطة وأمسك بذراعها وهما يعبران الطريق الى المقهى وشعرت ساشا في هذه اللحظة بمدى ضآلة حجمها بالمقارنة معه ، ثم قال:
" هل نجلس في هذه الحديقة؟ أعتقد أنها أفضل".
فردّت ساشا في صوت خافت:
" ولا يوجد فيها أحد".
ولكن مارك سمعها فانفجر ضاحكا وهو يقول:
" انك تبدين في حال أحسن الآن ، ويخيّل الي أنك بدات تعودين الى حالتك الطبيعية".
ثم اضاف وهو يسحب أحد المقاعد في ركن الحديقة لجلس عليه:
" هل تعرفين يا ساشا أنني بدأت اشعر بالقلق عليك".
" هل حقا ما تقول؟".
قالت ساشا ذلك وهي تجول ببصرها في انحاء المكان اذ كانت لسبب لا تدريه تحاول أن تختزن في ذاكرتها صورة دقيقة لكل ما يحيط بها ، كان المكان لطيفا ويحيط ويحيط بالحديقة من الخلف جدار حجري نمت عليه بعض النباتات المتسلقة وانتشرت في المكان بعض الزهور الصفراء وكان المكان يفوح برائحة الوقود والثوم نوع من العطر لم تستطع أن تميزه.
وجاء الخادم يسأل مارك عما يريد ، وقد بدا عليه انه في عجلة من أمره ليعود الى المائدة التي تجلس اليها فتاة شقراء بمفردها خارج الحديقة.
وبعدما طلب مارك قدحين من عصير الليمون اخرج علبة سكائر وقدم سيكارة لساشا لكنها رفضت وجلست تراقبه وهو يشعل سيكارته ويضع الولاعة على المائدة أمامه ، وكان يجلس في نوع من الاسترخاء ، وقد غطى جبهته بالقبعة ، وعلى الرغم من أنه لم يكن بمقدورها أن ترى عينيه اللتين أختبأتا وراء النظارة الشمسية لكنها كانت تدرك تماما أنه يراقبها مما جعلها تشعر بالاضطراب.
ونظرت ساشا حولها ، كانت الحديقة خالية إلا منهما... وقطة سوداء صغيرة تجلس فوق الحائط الحجري.... وفتحت ساشا حقيبتها تبحث عن مرىتها فاكتشفت اختفاء جواز سفرها ، ورآها مارك تفتش في محتويات الحقيبة فسالها:
" عم تبحثين .... هل فقد منك شيء؟".
"نعم ، جواز سفري ، لا اجده في الحقيبة ".
ثم نظرت اليه عبر المائدة وسألته
" هل اخذته؟".
" أنا؟ ولماذا افعل ذلك؟".
فردت ساشا وقد شعرت أن مارك وراء اختفاء جواز سفرها .
" هل من الضروري أن تختبىء وراء هذه النظارة ، لا استطيع رؤية وجهك".
فخلع مارك النظارة ببطء وهو يقول:
" هل هذا حسن".
أضاف وهو يضع النظارة فوق المائدة :
" قد تعثرين على جواز سفرك عند العودة الى المنزل".
" ربما اجده ولكنني على يقين انه لم يسقط من حقيبتي ، اذا كنت تريد أن توهمني بذلك".
ثم توقف فقد حضر الخادم في ذلك الوقت قدحين من عصير الليمون ثم استطردت:
" انني أغلق الحقيبة جيدا ولا يمكن أن يسقط منها شيء كما أنك دخلت الغرفة بينما كنت مستغرقة في النوم".
" آه... انك تفكرين بطريقة سليمة".
فسألته ساشا في انفعال:
" هل فعلت ذلك؟".
" فعلت ماذا؟".
" أخذت جوازسفري".
وشعرت ساشا في هذه اللحظة بغضب مفاجىء ، انها لم تقابل في حياتها رجلا يمكنه ان يدفعها الى الغضب بهذه الصورة ، كان يشعرها دائما وفي كل لحظة انه سيد الموقف.
وهزّ مارك راسه وهو يقول في هدوء:
" نعم أخذته ، ولكنه في أمان وسأعيده اليك فاننا نريد الاحتفاظ به لبعض الوقت".
واتسعت عيناها وشحب وجهها من شدة الغضب وهي تسأل:
" ولكن لماذا؟".
" لنتأكد من أنك فعلا ساشا دونيلي كما تقولين".
"ولكن كيف؟ كيف يمكنكم ذلك؟".
" لنا وسائلنا الخاصة".
فنظرت اليه ساشا وهي تقول في اصرار:
" انني كما قلت لك من قبل ، ساشا دونيللي".
ثم امتدت يدها في حركة يائسة الى عنقها لتنزع منه سلسلة فيها قلادة صغيرة وهي تقول:
" أنظر ، افتح هذه واقرا ما كتب بها ، اعطتها لي امي قبل موتها وقد احتفظت بها دائما".
ومد مارك يده واخذ منها القلادة ثم فتحها بعناية وكانت بداخلها صورة السيدة دونيللي وقد حفر على غطاء القلادة تاريخ اهداء الصورة مع عبارة الى ساشا من ماما".
وبعد ان انتهى من قراءة ما كتب عليها مدت ساشا يدها فاخذتها منه وهي تسال:
" هل تعتقد انني زورت ذلك؟".
واندفعت الدموع الى عينيها وهي تكرر سؤالها:
" هل تعتقد ذلك فعلا؟".
" لا.... لا أعتقد ذلك".
وأحنت ساشا راسها لتضع القلادة من جديد حول عنقها وكانت اصابعها ترتعش فلم تتمكن من اغلاق السلسلة فقام مارك من مقعده ووقف خلفها وهو يزيح شعرها الحريري عن عنقها في محاولة لمساعدتها.
وشعرت ساشا بعنقها يحترق تحت ملمس يده الدافئة وظلت ساكنة حتى انتهى من اغلاق السلسلة وهو يقول:
" كان من الضروري ان نفعل ذلك ، وأن نتأكد من شخصيتك".
ثم عاد الى مقعده ولم تقو ساشا على النظر اليه في هذه اللحظة وهي تقول:
" انني لا ارى داعيا لذلك.
" ستعرفين كل شيء ، بعد وقت قليل ، والان اعطيني عنوان عمتك".
" انها تقيم في رقم 14 شارع تبسو".
" نعم ، أعرف المكان".
واشار مارك الى الخادم ودفع الحساب ، وبعدما انتهت من شرب قدحها وقفت ساشا وتبعها مارك واضعا نظارته من جديد ثم أمسك بذراعها ليعبرا معا الطريق متجهين الى حيث توجد الدراجة البخارية.
وقالت ساشا في لهجة انطوت على كثير من المرارة:
" اطمئن فلن أهرب منك، اعرف تماما عدم جدوى أي محاولة معك".
فابتسم مارك وهو يقول:
" حسنا هذا يجعل المسالة أسهل بالنسبة اليّ".
وشعرت ساشا في هذه اللحظة ان مارك يمكنه دائما التحكم في انفعالاته وأنه لن يكون من السهل عليها اثارته أومحاولة مضايقته.
وجلست ساشا مرة اخرى وراء مارك على الدراجة البخارية وقد احاطته بذراعيها واتجها معا الى حيث يوجد منزل عمتها في كان وهي تتساءل عما يمكن ان يحدث بعد ذلك....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-12, 10:00 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- لا العمة ولا اليخت!

وصلت ساشا ومارك الى منزل العمة ماري وكان المصعد معطلا وبينما كانا يصعدان السلم التفت اليها مارك قائلا:
" تذكّري ، انني أقيم في منزل السيدة كاسيل بمفردي ، هل تفهمين؟".
ولما ردّت ساشا بالإيجاب اضاف مارك:
" وتذكّري ايضا أنني اراقبك بدقة فلا تحاولي أن تفعلي أي شيء"
فردّت ساشا قائلة:
" أخبرتك من قبل أنها سيدة عجوز".
"نعم ، أعرف ذلك ، وعلى فكرة هل تتحدثين معها بالفرنسية ام بالانكليزية؟".
" اتحدث معها باللغتين فهي تود احيانا التحدث بالإنكليزية ، وعندما تشعر بالتعب من ذلك تعود الى التحدث بالفرنسية.
وهزمارك رأسه ولم يقل شيئا ، وبدأت ساشا تسائل نفسها اذا أخطأت عندما فكرت في زيارة العمة ماري ، لقد كانت الفكرة تبدو رائعة لها ، ولكن ربما كان عليها ان تكون أكثر حذرا.
وتحسست حقيبتها وكانت قد وضعت فيها ورقة وقلما ، اذ كانت ترجو ان تتمكن من كتابة مذكرة صغيرة لوصيفة العمة ماري وتدعى هورتونس وهي تغادر المنزل كل مساء بعد تأدية أعمالها ، وان لم تكن قد قررت بعد ماذا تكتب في هذه المذكرة.
وكان باب شقة العمة ماري مواربا واستقبلتهما وهي تجلس في الشرفة ودعتهما مرحبة الى الدخول ، وكانت العمة ماري قصيرة القامة سمينة الى حد ما ولم تكن تستطيع المشي الا بصعوبة ، لذلك كانت تقضي معظم وقتها في الشرفة الواسعة تحيط بها أصص الزرع التي تحبها والتي تقول عنها أنها صديقتها.
وكان شعرها معقوصا الى الخلف وظهر أثر الزمن واضحا في عينيها فتحوّل لونها الى الأزرق الباهت وكانت ترتدي دائما زيا أسود يحلّي ياقته بروش صغير.
وشعرت ساشا بغصة في حلقها وهي تتقدم لتحية السيدة العجوز وتنحني الى جانب المقعد ذي العجلات الذي تجلس عليه ، ثم قالت:
" أهلا ، يا عمتي ماري ، إنه شيء جميل حقا ان اراك مرة اخرى".
" أهلا بك يا صغيرتي ، ولكن من هذا الشخص الذي حضر معك ، هل هو صديق؟".
" نعم ، أود ان أقدم لك ...".
وترددت للحظة قبل ان تضيف:
" مارك انه يقيم في منزل السيدة كاسيل".
ثم قدمت العجوز الى مارك الذي اقترب منها وقد امسك في يده اليسرى بالقبعة والنظارة الشمسية ومد يده اليمنى لتحيتها ، وانحنى على يد السيدة العجوز بطريقة لطيفة جعلت ساشا تشعر انه لا يمكن أن يكون هوالشخص الذي عرفته من قبل.
ورفعت العمة ماري حاجبيها وهي تنظر اليه وادركت ساشا على الفور أن السيدة العجوز اعجبها مارك الذي بدا فعلا في مظهر جذاب ومهذب للغاية ونظرت العمة ماري اليه وهي تقول بالفرنسية:
"أهلا.... ( ثم اضافت بالانكليزية ) ولكن من أي بلد انت ايها الشاب ، اجلس ، أجلسي انت ايضا يا ساشا فان عنقي يؤلمني وانا انظر الى أعلى هكذا افضل!".
قالت السيدة العجوز ذلك بعدما احضر مارك مقعدين وضعهما متجاورين امامها ، وشعرت ساشا في هذه اللحظة برغبة هستيرية في الضحك اذ حضر معها وهو لا شك يطمع في استجواب السيدة العجوز ومعرفة بعض التفصيلات منها ، ولكن يبدو ان العكس تماما يحدث فالعمة ماري هي التي بدأت في استجوابه ، كما تعودت ان تفعل دائما ، اذ كانت على درجة كبيرة من حب الاستطلاع.
وسألت ساشا:
" أين هورتونس؟".
لكن السيدة العجوز لم تنتبه اليها بل كانت تتحدث مع مارك.
واستمعت ساشا في نوع من الاستياء والدهشة الى الحديث بين مارك وعمتها التي أضاء وجهها وهي تسأل في دهشة:
" موسكو ، ان حديثك هذا يعيد الذكريات الى نفسي".
" هل ذهبت الى موسكو؟".
" نعم ، الم تقل ساشا في لك ذلك؟ اقمت في موسكو بضع سنوات عندما كنت طفلة صغيرة ، كما اقمت في احدى ضواحي لينينغراد ، وكان والدي في ذلك الوقت يعمل مهندسا".
واخذت ساشا تراقب مارك يستمع الى السيدة العجوز فبدا لها وجهه ، وقد فارقته الخشونة التي كانت تلازمه ، كما فارقت شفتيه تلك البتسامة المتكلفة التي لا تعني شيئا ، وكان يستمع اليها في هدوء تام ويجيب على أسئلتها ويوجّه اليها بدوره أسئلته ، وبدا لساشا في هذا الوقت كانما قد نسي وجودها تماما وانتهزت فرصة صمت سادت بينهما لتسال من جديد عن الوصيفة ، وبدا كأنهما فوجئتا بهذا السؤال اذ نظر مارك والسيدة العجوز كانهما ينظران ينظران ال دخيل قطع عليهما حبل الحديث فجأة ، وأجابت العمة ماري:
" هذه المرأة الغبية ..ذهبت لحضور زفاف احدى اقاربها ، ولا بد أنها ستشعر بالأسف لأنها لم تتمكن من مقابلتك".
ثم أضافت:
" ارجوك يا ساشا احضري لي الصندوق الذي احتفظ فيه بصوري ستجدينه هناك ، في ذلك الركن".
واحضرت ساشا الصندوق فوضعته العمة ماري على ركبتيها وأخذت تفك الأشرطة الموضوعة حوله باصابع مرتعشة فتقدم مارك لفتحه وهو يقول:
" أستأذنك يا سيدتي...".
ونظرت العمة ماري الى ساشا وغمزت لها بركن عينها بينما كان مارك يحني رأسه لفك الأشرطة وكانت ساشا تعرف تماما مغزى هذه النظرة من السيدة العجوز فشعرت بالاسف وهي تود لو أن عمتها عرفت حقيقة مارك.
ثم خطرت لها فكرة فقامت من مقعدها بطريقة حاولت ان تبدو عفوية وأمسكت بحقيبتها في يدها وقالت:
" ساذهب لاعداد القهوة بينما يشاهد مارك هذه الصور ، أتودين ذلك يا عمتي".
" نعم ، بالتأكيد ( قالتها السيدة العجوز بالفرنسية ثم أضافت بالأنكليزية )":
" تعرفين مكان كل شيء ، وستجدين أيضا كعكة شوكولاتة صنعتها هورتونس قبل مغادرتها المنزل ".
وهزّت ساشا رأسها وهي تبتسم وتسرع في اتجاه المطبخ وقد وضعت حقيبتها تحت أبطها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-12, 12:33 AM   #26

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ررررررررررررررووووووووووو ووووووووووعه

بانتظارك


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 19-03-12, 08:24 PM   #27

ملكة الترجمة

? العضوٌ??? » 230217
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » ملكة الترجمة is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ملكة الترجمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-12, 07:09 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان المطبخ في نهاية ممر ضيق يؤدي الى غرفة النوم والحمام وغرفة الملابس ، وشعرت ساشا وهي تدخل المطبخ بأن الحظ يخدمها فلم تكن تحلم بمثل هذه الفرصة ، وضعت ابريق القهوة فوق الموقد وفتحت حقيبتها بسرعة لتبحث عن الورقة والقلم لكنها سمعت فجأة صوت مارك وقد وقف بباب المطبخ وهو يسألها:
" هل اقوم انا باعداد القهوة او تقطيع الكعكة !".
واضطربت ساشا فسقطت حقيبتها على الأرض وقبل ان تنحني لالتقاطها انحنى مارك والتقطها فسقط القلم منها فوق ارضية المطبخ.
فقال مارك وهو يقدم لها الحقيبة والقلم :
" آسف جدا .... فقد كسر سن القلم".
وبدات ساشا تستعيد هدوءها وهي تقول:
" كنت أظن انك تشاهد صور العمة ماري".
" ليس بعد ، فالسيدة بوفيه ما زالت تفتش عن الصور التي تريدني مشاهدتها ولذلك فكرت في الحضور الى المطبخ لمساعدتك ولا تقلقي بشان عمتك فقد وضعت المائدة الصغيرة الى جوارها وهي سعيدة الآن تفتش في صندوق الصورة ".
ثم اضاف بلطف:
" هل كنت تعتقدين أنني ساتركك تغيبين عن نظري؟".
" لا اعرف تماما ، هل هذا يهم؟ في أي حال اذا كنت تريدين مساعدتي فانك ستجدين الصندوق الذي توضع فيه الكعكة فوق ذلك الرف اما الاطباق فستجدها داخل الدولاب".
وتظاهرت ساشا بعدم الاهتمام لوجود مارك معها في المطبخ وهي تتامل موقفها لو دخلت الى الحمام فانه سيكون من الصعب عليه ان يتبعها.
وبعدما انتهت من اعداد القهوة توجهت مع مارك الى الشرفة حيث جلس ثلاثتهم يتناولون كعكة الشوكولاتة مع القهوة وقد جلست العمة ماري تتجاذب أطراف الحديث بلغة روسية ضعيفة ما مارك.
ووجدت ساشا نفسها تستمع الى الحديث الذي كان خليطا من الانكليزية والروسية ، كان الحديث شيقا فقد تمكنت من خلاله معرفة تفصيلات عن حياة مارك منذ كان صغيرا يذهب الى المدرسة ويمشي في دروب موسكو التي يكسوها الجليد في الشتاء ، وكانت ساشا تشعر أنه برغم أي شيء فانه يقول الصدق وهو يستعيد ذكرياته مع السيدة العجوز التي كانت تريد معرفة كل شيء عنه.
وأخذت ساشا تراقبه وهو يتحدث .... وكانت تجد نفسها وكأن شيئا يجذبها الى ان تستمر في النظر اليه مع أنها كانت تريد أن تركز افكارها على ما ستكتبه في المذكرة التي تود أن تتركها لهورتونس.
كان مارك يجلس على مقعد خشبي وقد انحنى الى الامام يشاهد الصور التي تعرضها عليه السيدة العجوز كانت اشعة الشمس تنعكس على وجهه فبدا في لون ذهبي ، وكان يعلّق على كل صورة باللغة الفرنسية أحيانا وبالروسية أحيانا اخرى ، ويبدو أن تعليقاته اعجبت السيدة العجوز التي بدت السعادة واضحة على وجهها واخذت تضحك حتى دمعت عيناها وقالت:
" إنك لعوب ايها الشاب... ما كان يجب أن أسمح لك بالتحدث اليّ بهذه لطريقة ولكنني سعيدة بحديثك".
وانسحبت ساشا في سكون وتوجهت الى الحمام وقد اختمرت الفكرة في ذهنها وقطعت الورقة التي كانت تحتفظ بها في حقيبتها الى نصفين لأنها اعتقدت أن مارك سيفتش الحمام بعد خروجها منه وستدعه يجد أحد نصفي الورقة ، أما النصف اللاخر فستضعه لهورتونس في المطبخ داخل ابريق القهوة حيث سيكون اول شيء تراه في الصباح بعد عودتها.
وبدأت ساشا تكتب بعناية ووضوح على نصفي الورقة واستخدمت في ذلك قلم الحواجب وبعدما انتهت وضعت احدى الورقتين تحت كوم المناشف في خزانة الحمام اما الأخرى فخباتها في صدرها وعادت الى غرفة الجلوس وقد تسارعت دقات قلبها.
وبعد فترة نظر مارك الى ساعته ثم نظر ال ساشا قائلا:
" أعتقد انه يجب ان نمضي الآن ".
وظهر الضيق على وجه العمة ماري التي قالت:
" ولكن لا يمكن ان تمضيا بدون ان تشربا معي قليلا".
فأسرعت ساشا بموافقتها على ذلك.... واستغرق الشراب بضع دقائق ، ثم سالت العمة ماري مارك فجأة :
" الا تدخن ايها الشاب؟".
ورفع مارك حاجبيه في حيرة وهو يقول:
" نعم أدخن... ولكنني ....".
فقاطعته السيدة العجوز قائلة:
" اذن ، اعطني سيكارة أود ان أدخن وانا أتناول الشراب".
وبدت الدهشة على وجه مارك فضحكت العمة ماري وهي تقول:
" هل تعتقد أنني سيدة عجوز مخرفة ، انك لم تعرف عني كل شيء بعد ، هل تحضر لرؤيتي مرة أخرى؟".
" يسعدني ذلك يا سيدتي"
قال مارك ذلك وهو يشعل لها سيكارة ثم نظر حوله يبحث عن منفضة السكائر فسارعت ساشا بالوقوف وهي تقول:
" سأحضر لك واحدة من المطبخ".
وتوجهت الى المطبخ وقد أتيحت لها الفرصة أخيرا لتنفيذ خطتها ثم عادت الى الشرفة بعدما وضعت الورقة في أبريق القهوة وشعرت براحة حاولت جاهدة الا تنعكس على وجهها وهي تنظر الى مارك.
وتوجه مارك بعد ذلك الى الحمام فانتهزت العمة ماري فرصة غيابه فانحنت وأمسكت بيد ساشا وجذبتها اليها وهي تقول:
" ان هذا الرجل لطيف للغاية .... هل ستحضرينه معك مرة اخرى ، جعلني بحديثه اعود اربعين سنة الى الوراء".
فابتسمت ساشا وهي تقول:
" بالطبع يا عمتي ...سأحاول ذلك".
" لا تدعيه يفلت منك ، لن تجدي رجلا مثله بسهولة".
وافقت ساشا على كلام عمتها وهي تشعر بانها تكره نفسها بسبب ما تنوي فعله ، لكن لم يكن أمامها ما تفعله غير ذلك والعمة ماري سيصيبها الذهول عندما تعرف حقيقة هذا الشاب الذي اعجبها كثيرا.
وأخيرا غادرا شقة العمة ماري وعندما وصلا الى أسفل السلم وضع مارك يده فوق جبينه وهمهم شيئا بالروسية ثم قال:
" نسيت علبة سكائري وولاعتي عند عمتك على المائدة ، انتظري هنا ساعود فورا".
وخرجت ساشا الى الطريق ووقفت تحت شرفة العمة ماري تلوّح لها ، ولم تفكر في الهرب فلن يمكنها ان تبعد كثيرا لو حاولت ذلك الآن وسيتمكن مارك من اللحاق بها ، وصاحت تقول لعمتها:
" نسي مارك سكائره وولاعته".
" حسنا..... انها هنا".
وأخذت ساشا تفكر ، هل عاد مارك الى شقة عمتها ليفتش الحمام ، هل من المعقول أنه لم يجد الورقة التي تركتها بالحمام.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-12, 12:50 AM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظرت ساشا الى اعلى من جديد فرات عمتها وهي تتحدث الى مارك الذي سمعت صوته يرد عليها ثم راته يدخل الى الشرفة ويأخذ علبة سكائره وولاعته ثم انحنى وقبّل السيدة العجوز في وجنتها ولم تدر ساشا لماذا شعرت بهذه الغصّة في حلقها وهي ترى مارك يقبّل عمتها.
ووقفت ساشا في انتظار مارك أمام المنزل وكانت اصوات الاطفال الذين يلعبون في مكان قريب تصل اليها كما ترامت ال أذنيها من مكان بعيد اصوات الأطفال الذين يلعبون في مكان قريب تصل اليها كما ترامت الى أذنيها من مكان بعيد اصوات السيارات وهي تتزاحم ، ثم سمعت صوت عمتها تودع مارك قائلة :
" ارجوان تعود الى زيارتي قريبا".
وعاد مارك ووقف الى جانب ساشا واخذ كلاهما يلوحان لعمتها التي جلست في الشرفة تراقبهما وهما يركبان الدراجة البخارية.
كانت ساشا تعرف ان عمتها استمتعت تماما بزيارتهما لها وتولاها في هذه اللحظة شعور بعدم الارتياح وهي تفكر في أمر الورقة التي تركتها لوصيفة عمتها وماذا يمكن ان يحدث.
التزم مارك الصمت وهما في طريق العودة ، وتوقفا في طريقها لشراء بعض الطعام ، وعندما وصلا الى بداية الممر الحجري الذي يوصل الى منزل لسيدة كاسيل تشبثت ساشا بمارك استعدادا لمتاعب هذا الممر الوعر.
وفجأة توقف مارك في منتصف الممر وأدركت ساشا السبب في ذلك ، او ربما ظنت أنها تعرف السبب ولكنها كانت مخطئة الى حد ما.
وطلب منها مارك النزول عن الدراجة فامتثلت لأمره وهي تعد نفسها للتظاهر بالاسف والدهشة عندما يخبرها بعثوره على الورقة في الحمام وسالهامارك:
" هل تعرفين سبب تقفي هنا؟".
فقالت وهي تتظاهر بالبراءة :
" هل حدث خلل ما في الدراجة؟".
" أحيانا اشعر برغبة شديدة في ان أصفعك على وجهك ، طلبت منك ان تكوني صريحة في تصرفاتك .... فماذا حدث".
قال مارك ذلك وهو يخرج من جيبه ورقة مطوية ثم فتحها وأخذ يقرأ :
" هورتونس توجهي الى مركز الشرطة وأخبريهم انني سجينة في ايدي ثلاثة رجال روس في منزل السيدة كاسيل... لا تبلغي عمتي ماري بذلك ان الامر عاجل ... صدقيني".
وعضت ساشا على شفتيها وأحنت رأسها وهي تتظاهر بالاسف وخيبة الأمل وعندما رفعت راسها من جديد لتنظر الى مارك كانت عيناها تمتلئان بالدموع... وقالت وهي تهز رأسها من جانب لآخر بينما تتظاهر بالخوف .
" ارجوك لا تحاول ضربي ...".
لم يكن الغضب الشديد يبدو على مارك الذي اخذ يقلد صوتها وهي تقول له أرجوك لا تضربني ثم قال:
" إذا كررت مثل هذا التصرف فسوف اضطر الى ذلك.... صدقيني....".
ووقفت ساشا تحملق فيه وهي تنظر فراته يخرج ولاعته من جيبه ثم اشعلها وأحرق الورقة التي كان يحتفظ بها بين اصابعه.
ثم لدهشتها الشديدة فوجئت به يخرج الورقة الثانية التي تركتها في المطبخ وهو ينظر الى وجهها ، ولم تكن ساشا في حاجة هذه المرة الى التظاهر بالجزع أو خيبة الأمل فقد شعرت في هذه اللحظة بان الدنيا تدور من حولها وان الارض تميل تحت قدميها وشعرت انها على وشك الاغماء فاستندت الى مقعد الدراجة لتمنع نفسها من السقوط.
وسالت وهي لا تكاد تقوى على النطق:
" ولكن.... كيف...؟".
فقال وهو يحرق الورقة:
" هل ابدو لك غبيا الى هذه الدرجة؟".
وأخذت ساشا تنظر في في فزع شديد الى الورقة وهي تحترق ثم سمعت مارك يقول لها:
" والان.... اصعدي خلفي !".
فنظرت اليه في ياس وهي تقول:
"لا لن أفعل...".
فصاح مارك مزمجرا :
" أصعدي ! نفد صبري معك ، أحذرك مما قد يحدث لو انني فقدت اعصابي".
فهزت ساشا راسها وهي تقول :
"انني لا اهتم بذلك....".
وكانت ساشا صادقة انها شعرت في هذه اللحظة بانها لم تعد تهتم بشيء بعدما امتلات نفسها بالياس.
ولم تجد ساشا مكانا تتجه اليه سوى المنزل فكيف يمكنها الهرب ومارك معه الدراجة ، سارت في اتجاه لمنزل ولكن مارك جذبها بقوة من الخلف لتصبح في مواجهته وهو يأمرها بركوب الدراجة.
والتقطت ظراتهما فقالت ساشا:
" ليت العمة ماري تراك الان ... لقد اعجبت بك ... لا لن ركب الدراجة وساسير على قدمي الى المنزل".
وازداد الموقف توترا وهما يقفان في مكانهما في صمت تام ... ولم تعد ساشا تخشى مواجهة نظراته كأن الامر لم يعد يعنيها وأخيرا قال مارك:
" انت تعرفين جيدا انه يمكنني اجبارك على ركوب الدراجة لو اردت ذلك ".
" هل حقا تستطيع ذلك؟ اذن لماذا لا تفعل ؟".
ونظرت ساشا اليه في تحد فرات في عينيه نظرة جعلتها تضطرب ثم قال في صوت هادىء جدا :
" انني معجب بشجاعتك".
" انا لا أخاف منك".
وكانت ساشا في هذه اللحظة تشعر فعلا أنها تخطت مرحلة الخوف بعد كل ما تعرضت له من أحداث ... فقال مارك:
" لا أنوي ان أدفعك الى الخوف مني...".
ثم علت شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يضيف:
" حسنا.... سيري الى المنزل كما تشائين وسوف اتبعك".
وبدات ساشا في السير متجهة الى المنزل وهي تشعر بالعرق يملأ وجهها وعنقها وكل جزء من جسمها وشعرت بجلدها يحترق تحت أشعة الشمس وتمنت في هذه اللحظة أن تجد نفسها في مطبخ المنزل الهادىء تتناول شرابا مثلجا.
وسمعت ساشا صوت الدراجة البخارية خلفها لكنها لم تحاول الالتفات الى الخلف وشعرت في هذه اللحظة أنها انتصرت على مارك ولكن ما الفائدة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-12, 01:37 AM   #30

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
26-وعاد في المساء - ماري ويبرلي - عبير القديمة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.