آخر 10 مشاركات
554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree768Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-12, 12:33 PM   #21

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وضحى تصلي الظهر..



سمعت طرقات على بابها ثم صوت الباب يُفتح



ما أن أنهت الصلاة حتى ألتفتت لترى من الطارق الذي يبدو أنه دخل لداخل الغرفة




شعرت بعبراتها تقفز لحلقها وتتجمع وهي ترى القامة الطويلة التي تجلس على طرف سريرها



لم تستطع معاودة النظر له وهي تجلس على سجادتها وتنظر لكفيها المتشابكين في حضنها



ولكنه وقف ليتوجه ناحيتها ويرفعها من عضديها ليديرها ناحيته



لم تستطع رفع عينيها له ولكنه وضع كفه على خدها الأحمر وهمس بحنان عميق:



تنقص يدي اللي انمدت عليش




حينها انتفضت وضحى بعنف وهي تتناول كفه وتغمرها بقبلاتها الجازعة: بسم الله عليك.. بسم الله عليك.. عدوينك واللي يكرهونك




احتضنها مُهاب بحنو لتخرط هي بكاء حاد وهي تتعلق بجيبه وهو يهمس لها بذات الحنان: آسف والله العظيم آسف.. سامحيني يالغالية



أدري قلبش الطيب ما يقوى يشيل



ثم أردف بمرح: مهوب مثل أختش الحقودة أم رأس يابس ولسان طويل..




وضحى بصوتها المبحوح بين شهقاتها: ماعاش من يشل عليك..




مهاب يشدها ويجلس هو وإياها



هاهو يغير الاستراتيجية لتحقيق الانتصار



غريب هو الإنسان كيف يستغل كل أسلحته للوصول لما يريد.. حتى مع من يحب



وربما مع من يحب أكثر من غيرهم!! :




اسمعيني يالغالية.. أنا عارف إني تعاملت مع المسألة بطريقة غلط



فخلينا نتفاهم من جديد



وحطي في بالش إني ماني بغاصبش على شيء.. بس خليني أعرض وجهة نظري



وأنتي عقب فكري عدل لو حتى تبين تفكرين أسبوع أسبوعين.. ثم عطيني قرارش



الحين خلينا من كاسرة وإنها رفضت عبدالرحمن



عبدالرحمن نفسه كرجّال وش تقولين عنه؟؟




صمتت وضحى بحرج وضيق.. لكن مهاب استحثها للحديث



وضحى أجابت بذات الحرج والضيق: رجّال والنعم فيه




مهاب بنبرة انتصار: ها .. رجّال والنعم فيه



وأنا أزيد وأقول لش رجّال مافيه مثله اثنين



لو تلفين العالم كله مالقيتي مثله.. صحيح هو خطب كاسرة أكثر من مرة



بس صدقيني كان يخطبها لأنه يبي يناسبني



مهوب لأنه يبي كاسرة بالتحديد...



وبعدين لو كاسرة صارت غبية وما تعرف مصلحتها.. بتسوين نفسها؟!!



ماعليش منها.. أنتي منتي بمربوطة فيها..



وخير ياطير إنه عبدالرحمن خطبها أول



ثم تزوجش أنتي



وين المشكلة؟؟



وين العقدة في الموضوع؟؟







*******************************







مستشفى حمد



بعد صلاة الظهر



موعد اللقاء المنتظر




ها هو خليفة على وشك الوصول.. لا أحد يعلم ماذا سيقول



أو ماهو مخططه من كل هذا



ومنذ غادر زايد عفراء بعد أن ألقى لها بالخبر.. وهي عاجزة عن التنفس.. عاجزة عن التفكير




" أي مصيبة جلبتها لي بازايد؟!!



أي مصيبة؟!!



هذا ما كان ينقصني تماما لتكتمل المأساة



ألا يكفيني مرض صغيرتي



لياتيني بخاطب جديد لها؟!!



كيف أخبرها الآن؟؟ وبأي طريقة أخبرها؟!!"




"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوتها الضعيف المبحوح




عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش




جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:



وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟




عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:



إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق




جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟




عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش




سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه




كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا




بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..



بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:




مساج الله بالخير يابنت العم!!






#أنفاس_قطر#



.



.



.



قبل ماتتوقعوا جميع التوقع اللي أنا عارفته
وهو إن عفراء سبب طلاقات منصور كلها
أقول لكم تمهلوا يا نبضات القلب ودوروا لكم سبب ثاني
لأن عفراء مالها علاقة في أسباب طلاقاته


نهاركم توفيق

Msamo likes this.

morano غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:35 PM   #22

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح البهجة والسعادة والرضا
على كل صديقاتي الأثيرات
عاجزة عن إيصال إحساس سعادتي لكم
وأنا أرى صديقاتي المساندات لي مع كل جزء جديد
وأنا أرى الأسماء الجديدة
وأنا أرى أسماء مضى على اشتراكها سنوات ثم تطوق عنقي بشرف رفيع
أن يكون توقيعها الأول بين صفحات بين الأمس واليوم
.
الجزء الماضي
كان جزءا عاصفا أثار أراء عاصفة
حاولت أن أختار ردين أو حتى ثلاثة أوأربعة كما قلت لكم المرة الماضية
لكني لم أستطع
لأن غالبية الردود أثارت قضايا مهمة وتعليقات رائعة
لذا اسمحوا لي هذه المرة على ما أثاركم المرة الماضية بعجالة
.
.
زايد
هل هو مدين لخليفة حتى يكون وفيا لهذه الدرجة؟!!
هناك فرق بين رد الدين.. وبين الوفاء
رد الدين واجب على كل إنسان..
ولكن الوفاء مروءة لا تتوفر لكل إنسان ومن يتمتع بها هو في المقام الأعلى من البشر
فأيهما زايد في نظركم؟؟
.
.
منصور
هل هو عاجز؟؟ صعب المعاشرة وحاد؟؟ عقيم؟؟ يعامل زوجاته معاملة عسكرية؟؟ تزوج لمجرد العناد في زايد؟؟
لم يجد من تستطيع إقناعه بالحياة الزوجية؟؟
أو هو لم يرد أن يقتنع؟؟؟
هذه هي توقعاتكم..أي واحد منها يعتبر حجة جيدة وقد يكون صحيحا
وكلها قد تكون خاطئة أيضا
فما رأيكم أن ننتظر قليلا
.
.
كاسرة
لحد الحين ما عرفتوها وانا قاصدة هالشيء
بتعرفون عنها أكثر قريب..
لما قالت لأمها: يا بنت جابر..
أنا والله لما كتبت العبارة ماقصدت العقوق ولا انعدام التربية ولا قلة احترام
لكن الغضب
لأنه احنا ما نقول بنت فلان واحنا نقصد تقليل احترام
ولو أنا وصلت لكم هالمعنى.. يكون الغلط غلطي


اللي قصدته امها تعاني الغضب فقالت لها: اقصري الشر يا بنت ناصر..
لو قالت لها اقصري الشر يأمش.. كان ردت عليها بنفس طريقتها وقالت لها: ماني بقاصرته يمه
وأنا قصدت هالشيء تمام
كاسرة تربية أمها وهي اللي سوتها كذا..
.
.
البنت اللي جات تميم في المحل
هل لها دور؟؟ هل هي سميرة؟؟
لا هذا ولا ذاك
أنا بس حبيت أبين يوم عادي من أيام تميم في العمل
.
.
جميلة
لحد الحين هي بعد ما عرفتوها
اليوم بيتكشف لكم شوي من شخصيتها
وترا لما كانت الشخصيات تقول عنها ياحرام إن اللي فيها عين
أنا قصدت إن الناس يرجعون التغير الجسدي السيء في الناس دايما للعين
والعين فعلا حق
لكن جميلة مريضة
وبنكتشف أكثر اليوم عن مرضها وأسبابه لكن جزئيا
مازال في الجعبة الكثير
.
.
خليفة
هل سيصبح أحد الشخصيات الرئيسية أو هو مجرد عابر؟؟
هل تعتقدون أنني صنعت الموقف لأجعله مجرد عابر ينتهي برفض جميلة له؟؟
أو صنعت الموقف لأجعله عابر سيكون له تأثير على علاقة زايد بعلي؟!!
أو هو لن يكون عابرا بأي حال من الأحوال.. والموقف تمت صناعته من أجله هو؟؟
.
.
علي
هل ستتأثر علاقته بوالده وهو الأقرب بين أخوته لزايد
أم أن علاقته بزايد ستصمد أمام خذلانه له
وما تأثير كل ذلك عليه
.
.
جزء اليوم
نتعرف على عائلة فاضل
هل تذكرن في الجزء الثاني مقدمة ظهور وضحى وشعاع..
قلت لكما أن الصبيتين تطويان حزنا ما في قلبيهما نشأتا فيه ولم يكن لهما ذنب فيه
تعرفنا على حزن وضحى.. اليوم نتعرف على سبب حزن شعاع
ولكن ليس بتفصيل.. فالتفصيل قادم في حينه
.
والحدث اللي جميعكم تنتظرونه
رد جميلة على خليفة
في هذا الجزء بيكون فيه ملكة/ عقد قران
من يا ترى؟؟
هل عفراء وزايد؟؟ أو عفراء ومنصور؟؟
أو جميلة وعلي؟؟ أو جميلة وخليفة؟؟
هذي كانت توقعاتكم.. ونشوف أيها يصدق
.
.
إليكم
الجزء السادس
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء السادس







"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوت جميلة الضعيف المبحوح





عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش




جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:



وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟




عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:



إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق




جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟




عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش




سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه




كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا




بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..



بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:




مساج الله بالخير يابنت العم!!





تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه.. وترفض الرد عليه



فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس.. تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق



ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:



هــلا





جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه



شاب غريب لا تعرفه



والموقف كله غريب



ولكن نبرته الواثقة.. صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء



وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها





لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار



رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه.. أشبه ما يكون بأسطورة



ترعرعت وهي تؤمن أن والدها هو هكذا..



أسطورة لا تتكرر



وهاهو بعض رائحة الأسطورة وحامل اسمه يأتيها اليوم.. بل حامل الجينات نفسها



جينات خليفة.. والدها.. أسطورتها



أفلا ترد عليه على الأقل؟!!





خليفة بذات نبرته الواثقة: مساج الله بالخير خالتي أم جميلة




عفراء حاولت أن ترد بطبيعية رغم إحساس الضيق الذي يخنقها:



هلا خليفة



أشلونك؟؟ واشلون إبيك وإخوانك؟؟




خليفة بهدوء حازم: طيبين ياخالة



ثم أردف بذات الهدوء الحازم: جميلة سمعيني عدل



أدري إنج تعبانة وايد وبتسافرين للعلاج



عمي أبو كسّاب وعياله ما قصروا طول هالسنين



وترا اهم الداخلين وأنا الطالع



بس ما تظنين يا بنت عمي إنه الطيور تحن لأعشاشها



أنا أبيج يا بنت عمي



ما بقى لنا من ريحة عمي خليفة إلا أنتي



تبين أنتي بعد تروحين عنا ؟!!



ما تبين ذكر عمي خليفة يقعد في هله وجماعته؟!!





"عرف هذا الخليفة من أين تؤكل الكتف.. عرف من أين يأتي لها



وأنا السبب.. دائما أنا السبب"



هذا ما كان يدور في بال زايد المصعوق الموجوع



خليفة... دائما كان المفتاح خليفة!!



ولكن من أين أتى هذا الشاب بهذا المفتاح؟!!




"وهل كان لديه غيره يازايد؟؟



أنت من أعطيته المفتاح



فإلى أين سيقوده المفتاح؟!!



وأي أبواب مغلقة سيفتحها به؟!!



جميلة يا بنيتي لا تخذلي علي كما خذلته



أنتي لم تعرفي خليفة كما عرفته



خليفة هو مجرد ذكرى لكِ.. ولكنه لي كان حياة وروح



لا تخذلي علي



لا تخذليه



إلا علي ياجميلة



إلا علي !! "





خليفة كان يتكلم.. ووجه جميلة الشاحب يزداد شحوبا.. بينما كان وجه عفراء قد امتقع تماما:



يا بنت عمي.. وربي اللي خلقني



إني أحطج في عيوني الثنتين



لا تحاتين شيء وأنتي معي



أنا أبوج اللي ما عرفتيه



وأخوج اللي ما يابته أمج..




كان يتكلم بثقة حنونة مختلفة مشتعلة بدفء غريب.. بعثت الرعشة في أوصال جميلة اليابسة..



هل هذا القلب يرتجف ودقاته تتعالى؟!!




"شتقولين يا بنت عمي؟؟



موافقة علي؟؟"




كان زايد على وشك التكلم.. لولا الكلمة الحادة السريعة المفاجئة التي صعقته حتى نخاع النخاع:




"مــوافــقـــة"




عفراء تهاوت على المقعد منهارة بينما سارع زايد ليهمس بحزم يخفي خلفه جزعا بات يخنقه:



يا بنتي ترا الخيار في يدش



وترا الشباب كلهم متقدمين لش



تبين علي وإلا خليفة؟؟




الصوت المبحوح نفسه يهمس: " أبي خليفة"




ليسود وجه زايد وتتسع إبتسامة الانتصار على وجه خليفة



الذي ما خطر بباله إطلاقا أن جميلة قد توافق عليه



كل ما أرده من هذه الحركة أن يُصعب الموقف قليلا على زايد وابنه



يفعل كما يفعلون حينما يحلو لهم التحكم في المصائر



وحتى لا يبدو غير جاد وهو يقف في وجه ابن زايد في موقف مصيري



كان لابد أن يتقن دوره.. ويتحدث كما يتوجب عليه في مثل هذا الموقف



ولكن لم يتوقع حتى لثانية واحدة أنها قد توافق عليه وهي لا تعرفه



مهما كان كلامه مؤثرا وصوته حنونا..



توافق!!



تـــوافـــق؟؟؟!!




"ماذا؟؟



هل وافقت عليّ أنا فعلا؟!!"





حينها ذهبت السكرة.. وحلت الفكرة!!







*********************




morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:37 PM   #23

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قبل سنتين





بيت عفراء






صوت كسّاب الغاضب يتعالى : أنا أبي أعرف بنتش هذي وش طينتها؟؟ ما تستحي على وجهها؟!!




عفراء بجزع: بنتي؟؟ ليه وش هي مسوية؟؟




كسّاب بذات نبرة الغضب المخيفة: فشلتني.. فشلتني.. خلتني في نص هدومي




تغيرت نبرة عفراء من الجزع للرعب وهي تمسك بجيب كسّاب: بنتي وش سوت؟؟




كسّاب بذات الغضب: الشيخة أمس متغدية في كوفي هي وصديقاتها ثنتين



متغدين بـ2500 ريال



نعنبو بنتش البطة ذي كلت المحل كله...



تدرين خالتي.. الفلوس والله العظيم ماهمتني وأنتي عارفة ذا الشيء زين..



والله ثم والله لو أنها شارية لها طقم ألماس بـ200 ألف ومرسلين لي فاتورته كان أهون علي من الإحراج اللي صار لي




كانت عفراء تريد أن تقاطعه لتتكلم ولكنه لم يسمح لها وكلماته تتدافع كسيل غاضب كاسح:



تخيلي راعي المحل يتصل لي ويقول لي ترا حساب غدا بنت خالتك وصديقاتها هدية من المحل



أقول له هي عازمة قروب صديقات.. يقول لي: لا بس ثنتين



ول عليها وش ذا الكرش اللي عندها؟؟ وأكيد صديقاتها مثلها



يعني يوم الشيخة مسوية روحها شيخة وعازمة البطات وما معها فلوس



كان كلمتني وجيت ودفعت.. مهوب تقول لراعي المحل إنها بنت خالتي كنها طرطارة تبيه يتصدق عليهم بثمن غداهم



ثم أنفجر بغضب أكبر وكأن بداخله مستويات من الغضب لا تنتهي:



وبعدين تعالي.. أنتي أشلون مخليتها تطلع مجمع وأنتي منتي بمعها.. أشلون؟؟



جزاها اللي بيحبسها سنة مايخليها تطلع مكان




كان مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بدوي هائل لشيء قُذف من الأعلى ليتحطم على مقربة منهم



كانت سلة ضخمة من الشوكولاته



ثم تلاها خمس ورقات كل ورقة من فئة الـ500 ريال



رفع رأسه ليرى جميلة تغطي وجهها بجلالها وتقف على حاجز الطابق العلوي المطل على الصالة السفلية وهي تصرخ: هاك أغراضك ياحيوان



الله الغني عنك.. لولا خوفي من زعل عمي زايد



وإلا والله ماعاد نقعد عندكم دقيقة



ترا أبي يوم مات.. خلا لنا خير ربي.. ماخلانا في حاجة لكلاب الشوارع اللي تعوي مثلك




كان كسّاب الذي أحمر وجهه غضبا ناريا على وشك الاندفاع للأعلى ليسحبها سحبا على الدرج



لولا أنها هربت لتغلق على نفسها باب غرفتها في الوقت الذي تمسكت به عفراء وهي ترجوه بحرارة: تكفى يأمك.. عشان خاطري أنا



لا تزعل منها.. هذي بزر.. وأنت قهرتها بزود




كسّاب كانت خلاياه كلها تنتفض غضبا: هديني يا خالتي..



يعني عاجبش سواتها.. مع شينها قوات عينها بعد




عفراء مازالت تتمسك به بكل قوتها.. لأنها تعلم أنها ما أن تفلته قد يركض لابنتها ليكسر بابها عليها.. فكسّاب حين يحتد غضبه لا يفكر مطلقا



همست عفراء برجاء أشد حرارة: خلني أنا أشرح لك



يأمك ترا الثنتين اللي مع جميلة أنا وأختك مزون




حينها تصلب جسد كسّاب بعنف وخالته تكمل حديثها: وترا غدانا كله كان بـ250 يمه..



بس أنا اشتريت لك من نفس الكوفي سلة الشوكلاته ذي



قصدي اللي بقي منها..



واشتريت سلة فخمة عشان تحطها في مكتبك الجديد لضيوفك اللي بيجون يباركون لك



عطيت بطاقتي لجميلة عشان تدفع وأنا ومزون رحنا للحمام



هي نست رقم البطاقة.. وانحرجت.. وهي تتكلم مع البنت اللي على الكاشير جاء صاحب المحل..



ارتبكت أكثر وصارت تقلب في شنطتها تدور فلوس



فطاحت من شنطتها بطاقتك اللي فيها كل أرقامك اللي أنت معطينا إياها..



فصاحب المحل شاف الاسم وسأل: وش يقرب لك كسّاب آل كسّاب؟؟



فهي قالت ولد خالتي.. فحلف ما تدفع شيء..



فانا جيت وأصريت أدفع وما رضى..



والمشكلة إني قبل ما نروح الحمام ناديت السواقة عشان تأخذ السلة توديها السيارة



أو كان رجعناها..



وللعلم إحنا كنا مجهزين الفلوس في ظرف بنخلي السواقة توديها الحين.. بس أنت جيت الله يهداك هداد علينا







بعد ذلك بقليل





عفراء تصعد لابنتها.. تطرق الباب الموصد عليها



همسها الخائف الباكي: من؟؟




عفراء بحنان: أنا يا جميلة.. كسّاب راح خلاص




فتحت الباب وهي تشهق: بيذبحني يمه.. بيذبحني..




عفراء تمسح شعرها بحنان: ترا كسّاب يعتذر منش ياقلبي.. ويقول العصر بيجيب لش هدية ماجا لبنت في الدوحة مثلها رضاوة لش




حينها ارتفعت شهقاتها: ماأبي منه شيء ما أبي شيء.. قولي له لا يجيب شيء



عقب اللي هو سواه كله يبي يجيب لي هدية..



ما أبي منه شيء.. ما أبي منه شيء..




عفراء تحتضنها بحنو: خلاص يأمش.. خلاص.. لا تزعلين




جميلة تبكي: إلا بأزعل وبأزعل..



والله العظيم لو إنها مزون اللي صاير معها نفس الموقف.. حتى لو كان زعلان عليها وما يكلمها



إنه ما يسوي لها ذا السالفة كلها..



إيه بنت بطن و بنت ظهر




عفراء تهدهدها بحنان مصفى: يامش ياجميلة.. عيب ذا الكلام..



كساب شايفش أخته الصغيرة وهذا من خوفه عليش




جميلة ترفع رأسها وتهمس بغضب بصوتها المبحوح: لا والله خايف علي؟!!



قصدش خايف على برستيجه قدام الناس..



وإلا أنا بالطقاق..




عفراء صمتت وهي تحتضنها وتمسح على شعرها..



لأنها تعلم أنها إن بقيت تحاورها وهي في حالة الغضب هذه فهي لن تقتنع مطلقا مع عناد المراهقين المتزايد لديها



وخصوصا مع تحسسها الغريب والمضاعف من وجودهم في بيت زوج خالتها..



فهي مع اضطرارها أن تغطي وجهها عن زايد الذي كانت تشعر به كأب فعلي لها..



وإحساسها بالغربة يتزايد ويتزايد حتى خنقها



فمهما كانت تشعر به كأب.. فهو لم ولن يكون والدها يوما..



فوالدها الذي لا مثيل له بين الرجال رحل... رحل



رحــــــــــــــل!!



وحتى زايد ماعادت تستطيع تقبيل رأسه أو دفن وجهها في كتفه لتشتم عبق رائحة دهن العود الدافئ التي طالما عشقتها فيه



لتمثل لها رائحة الأب الوحيد الذي عرفته..



حتى هذا الأب المبتور.. استكثر نفسه عليها!!



أ كلهم لابد أن يرحلوا ويتركوها؟!!





كانت الأفكار المتناقضة تتنازع روح جميلة المراهقة..وهي تستكين لصدر والدتها



لتهمس بخفوت ووجهها مختبئ في صدر أمها:



يمه أبيش توديني بكرة للدكتورة عائشة صقر تسوي لي برنامج ريجيم




عفراء بدهشة عميقة: ما يحتاج يمه ريجيم.. جسمش حلو ويجنن




جميلة بغضب طفولي: إلا أحتاج.. أنا دبة..دبة.. دبة




هل أردتِ أيتها الصغيرة شيئا تدفنين فيه فوضى التفكير؟!!



تشغلين نفسك فيه؟!!



أم أن هناك شيئا آخر؟!!!








*******************************







قبل أكثر من سنة





"بسش وقفي ذا الرجيم والرياضة... جننتيني.. خلاص صرتي جلد على عظم"




جميلة تركض على جهاز الجري وهي تشير لخصرها النحيل الشديد الضمور:



يمه ما تشوفين ذا الكرش كلها.. تكفين خليني على راحتي




عفراء بغضب ووجع: أي كرش يا غبية.. أنتي عمياء.. وحدة مثلش طولها 165 وزنها 42 وتقولين لي كرش..







قبل عشرة أشهر






" أنا حجزت لش موعد مع الدكتورة"




"أي دكتورة؟؟ وموعد لويش؟؟"




عفراء بحزم: الدكتورة اللي ألف مرة قلت لش بنروح لها وأنتي مني براضية




جميلة بعناد: ولحد الحين ما أنا براضية.. وش اللي تغير




عفراء بغضب كاسح نادرا ما رأتها جميلة فيه وهي تمسك عضد جميلة النحيل بقوة:



ورب العزة والجلال لو مارحتي معي برضاش.. لأدعي كسّاب يشلش للسيارة غصب




جميلة بجزع: بأروح يمه بأروح.. بس تكفين عيال خالتي لا تدخلينهم في شيء يخصني.. تكفين







قبل خمسة أشهر







"جميلة ياقلبي.. الدكتورة تقول الأحسن لو نروح لمصحة برا



بأكلم كسّاب يحجز لنا"




جميلة تنتفض رفضا: لا لا لا... أولا مافيني شيء يستلزم السفر



ثاني شيء حتى لو فيني



أموت ولا أروح مع كسّاب.. تبينه يتمنن علي وإلا يقعد يمسخرني في الطالعة والنازلة




عفراء برجاء: زين علي..




جميلة بذات العناد: ولا علي.. ولا حتى عمي زايد.. مانبي نثقل على احد



مهوب كفاية مستحملين غثانا ذا السنين كلها




عفراء بعناد مشابه: مهوب على كيفش



بتسافرين يعني بتسافرين ورجلش فوق رقبتش




جميلة بحزم مجنون: سويها عشان أهج من البيت ولاعاد تشوفين وجهي



والله العظيم لأهج من البيت





يائس هو الإنسان المصلوب بين قسوة أحبابه وبشاعة استخدامهم لسيطرتهم على قلبه..



حربٌ.. كل الاطراف فيها خاسرة!!








اليوم صباحا






عفراء تستعد لإخبار جميلة بخطبة علي لها.. توترها يغتالها



كم تمنت أن تحتفل بابنتها الوحيدة في ظروف طبيعية



وخصوصا أنها سعيدة بالفعل أن يكون نصيبها مع علي بالذات



فعلي رجل حقيقي.. حنون ومتفهم وتعلم أنها تستطيع أن تأتمنه على فلذة كبدها بكل ثقة



ولكن فرحتها بابنتها مبتورة وقاصرة.. عروس يُعقد قرانها في مستشفى لتسافر شهر عسلها على نقالة طبية!!



تتمنى فقط أن ينتهي كل هذا على خير ليعودوا جميعا للدوحة وجميلة استعادت عافيتها بمشيئة الله




"يمه.. يــ ــمـــ ــه..



خليهم يشيلون ذا المغذيات اللي تنفخ عني"



للتو صحت جميلة وهمست بصوتها المتقطع ارهاقا




عفراء ابتسمت وهي تميل على صغيرتها وتمسح شعرها بحنان مصفى:



اليوم يوم خاص.. طالبتش ما تقولين شيء ولا تعترضين على شيء




جميلة بتساؤل مبهم خال من الحماس: ليش خاص؟؟




عفراء بابتسامة دافئة: علي طلبش مني.. ولو وافقتي تملكتوا اليوم عشان يسافر معنا بكرة للمصحة في فرنسا..




جميلة شهقت بعنف.. ثم كحت لتستطيع سحب أنفاسها..



وهمست بدهشة عميقة متوترة:



علي يمه؟؟ علي ما غيره.. علي عمره مابين إنه يبيني..




ثم حاولت بفشل ذريع تجاوز دهشتها العميقة وتوترها الأعمق لأسباب خاصة بها وهي تهمس بغضب:



وبعدين أنا مابي أسافر.. ما أبي أسافر.. غصب هو




عفراء بتوتر: أول شيء علي هو اللي أصر عليش بنفسه.. والسفر عمش زايد اللي حجز وملزم تسافرين



وإلا تبين تزعلينه؟!!....




جميلة بهمس متعب وأفكارها تطوف في دوامات هائلة:



وعمي زايد موافق على زواجي من علي؟؟




عفراء بحنان وهي تمسح على شعرها: أكيد موافق




همست حينها جميلة بنبرة محايدة قدر ما سمح لها تعبها وتوترها وفوضى تفكيرها:



خلاص كيفكم يمه.. اللي تبون سووه..




لا تعلم مابها.. تشعر كما لو أنها تنفصل عن ذاتها.. ماعاد يهمها شيء..



فهي تشعر أنها توشك على مغادرة الحياة



فهل يختلف إن غادرتها آنسة أو زوجة لعلي؟!!



أو إن غادرتها في الدوحة أو فرنسا؟!!



المهم أن تكون والدتها وعمها زايد راضيين



ماذا بقي لها يربطها بالحياة سوى رضاهما؟!!



لا تنكر أنها في داخلها وفي عقلها الباطن.. تمنت أن تتزوج أحد ابني خالتها



لسبب وحيد




هو أن يصبح زايد والدها فعلا..



لتستطيع حينها الارتماء في حضنه بلا قيود






هكذا كان تفكير جميلة هذا الصباح فقط... فمالذي تغير مع خليفة؟؟



ما الذي تـــغـــيــــر؟!!







***********************


morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:39 PM   #24

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صالة بيت فاضل بن عبدالرحمن



بعد صلاة الظهر





يدخل فاضل وابنه عبدالرحمن عائدين من المسجد.. يستند فاضل على ذراع عبدالرحمن.. رغم أنه في غير حاجة للتسند..



فأبو عبدالرحمن في أواسط الخمسينات ومازال يتمتع بصحة رائعة فهو شديد الاهتمام بالأكل والمشي



عدا عن تولعه برياضة الصيد بالصقور التي لم يأخذ عنه تولعه فيها سوى ابن أخ زوجته تميم..




وهاهما الأب والابن يتهاديان.. بينهما شبه كبير.. ومن يراهما يعلم فورا القرابة بينهما..



طويلان.. ممتلئا الجسد.. لون بشرتيهما يميل لبياض بحمرة لطيفة.. لهما إطلالة رجولية جذابة.. وكلاهما يرتديان نظارة طبية!!



ولكن إن كان أبو عبدالرحمن ارتداها قبل سنوات لضعف في بصره.. فإن عبدالرحمن لا يعاني أي مشاكل في النظر



ولكنه اعتاد على لبس نظارة للحماية حين بدأ يُكثر من الجلوس أمام شاشة الحاسوب



حين كان يُعد اطروحة الدكتوارة.. ثم اعتاد بعد ذلك عليها!!!




فاضل مولع كثيرا بابنه عبدالرحمن..



فهو ابنه الوحيد الذي لم يرد الله لزوجته أن تسنده بآخر بعد أن أصيبت بمشاكل خلال ولادة شعاع أدت لتطورات أدت للعقم




لا ينكر أبو عبدالرحمن أن شبح الكثير من الأبناء الذكور يسندون كبره وشيخوخته ظل حلما يطارده بلا هوادة.. ولكنه كان يقمع دائما هذه الأفكار.. ليس من أجل أم عبدالرحمن ولا بناتها



ولكن من أجل عبدالرحمن.. وعبدالرحمن فقط!!




كره أن يؤذي مشاعر عبدالرحمن بإحضار زوجة أب



ثم بإنجابها أولاد آخرين قد يشاركون عبدالرحمن في محبته التي يجب ألا يشاركه فيها أحد.. ويجب أن تكون خالصة له وحده..




حينما سافر عبدالرحمن قبل سنوات للدراسة كاد يجن من الشوق له..



ولكنه مطلقا لم يحاول منعه من تنفيذ رغبته..



فرغبات عبدالرحمن كالسيف الذي لا يمكن معارضته أو حتى النقاش فيه




ثم أنه كان يجد له سببا ليزوره كل شهر.. رغم كراهيته الشديدة لتلك البلاد بعيدا عن أبله وصقوره




وهاهما يدخلان إلى البيت ليجدا جوزاء وشعاعا جالستين في الصالة السفلية.. تقفزان فور دخولهما احتراما لهما



بينما يصرخ أبو عبدالرحمن: اشعيع ووجع.. روحي جيبي القهوة.. وتعالي قهويني أنا وأخيش..




تسارع شعاع للتنفيذ بينما يستوقفها عبدالرحمن ويشدها وهو يقول لوالده باحترام:



وش قهوته يبه طال عمرك.. ماعاد إلا الغدا.. مهوب زين لك القهوة على كل حزة




يبتسم أبو عبدالرحمن ليهمس بمودة عميقة : إن شاء الله يأبيك.. على خشمي ولو أني مشتهي القهوة




يجلس فاضل وعبدالرحمن وهو مازال ممسكا بشعاع ويجلسها جواره..



تهمس له شعاع بمرح خفيض في أذنه: خلني أقوم قدام يلاقي أبيك سبب يكوفني عشانه




يهمس لها عبدالرحمن في أذنها بذات المرح: ياسلام على أبيك ذي.. ليه هو أبي بروحي يعني؟!!




شعاع بذات المرح المنخفض: الظاهر كذا.. وأنا وجوزا جينا بالغلط




قاطع حديثهما صراخ أبي عبدالرحمن: اشعيع ياللي ماتستحين قومي ضيقتي على عبدالرحمن




عبدالرحمن احتضن كتف شعاع وهمس بمودة: شعاع عصفور ما تضيق على حد




بينما كانت شعاع تفلت يد عبدالرحمن من كتفها برقة وتنهض لتجلس جوار جوزاء




أبو عبدالرحمن بابتسامة: هذا أنت قلتها عصفور.. يعني مافيها فود.. ماحتى هي بحبارى ولا أرنب نعشيها الطير




شعاع تهمس في أذن جوزاء بمرح لا يعرف هل هو مقصود أو موجوع: خوش إب.. يبي له أرنب وإلا حبارى بدالي




ثم أردفت شعاع بدات المرح الموجوع الهامس وهي تمسح على شعر حسن الجالس على رجلي جوزاء كالعادة



وهي تبقيه ملتصقا بها لا تعطيه فسحة للتنفس:



زين إنش جبتي ولد... هذا أبي يحب حسن الحمدلله.. لو جبتي بنت مهوب بعيد يحذفش أنتي وإياها..




جوزاء تهمس في اذنها بغضب: لا تبهتين أبيش.. صحيح أبي قاسي علينا شوي..



بس عمره ماقصر علينا..



أنا حتى يوم كنت عند عبدالله الله يرحمه كان كل ماجيتكم زيارة يحلف إلا يعطيني فلوس.. مع أني أحلف بس هو بعد يحلف




شعاع بسخرية مرة عميقة الوجع: والأبوة فلوس وبس؟؟!!!








******************************







الكورنيش



بالقرب من رأس النسعة





دار كساب طويلا.. قبل أن يخطر هذا المكان بباله



كان يعلم أن هذا هو مكان علي المفضل للجلوس



ولكنه لم يتوقع أنه قد يجلس هنا في هذا الجو الحار الملتهب



وعند الظهر تماما!!



مشروع ضربة شمس قاتلة باقتدار!!




اقترب من الخيال الأبيض حتى أصبح خلفه تماما



وضع يده على كتفه.. لم يتحرك مطلقا ولم يلتفت



همس كساب بود عميق: علي .. قوم نرجع البيت.. بتجيك ضربة شمس على ذا القعدة




همس علي بهدوء خالص: توني جاي من صلاة الظهر.. مابعد لي واجد وأنا قاعد هنا




كساب بذات الود: خلاص ماتبي نرجع البيت.. قوم نروح لمكان ثاني



نتكلم شوي!!




علي بذات الهدوء الروحي المصفى: كسّاب لا تحاتيني.. ماحد يأخذ إلا نصيبه



وأنا عمري ما اعترضت على شيء كتبه ربي



ما أنكر إني متضايق واجد.. بس شوي وأروق يأخيك




كسّاب بحنان عميق مختلف عن شخصيته الحالية : يأخيك مابعد صار شيء



وأنا متأكد مليون في المية إن جميلة مستحيل تختار حد عليك




كان كسّاب مازال سيتكلم لولا انه قاطعه رنين هاتفه..



التقطه بسرعة وهو يرى المتصل: بشّر يبه



..............



- ويش؟؟.. ويــــــش؟؟؟



اللي ما تستحي.. ناكرة الجميل.. الكــلــبــة (صراخ كسّاب الغاضب يتعالى)



..................



- إلا بأقول.. وأقول.. وأقول..



ذا العرس مستحيل أخليه يتم



تعيي من أخي..عشان تاخذ كلب مثلها ماحتى تعرفه




كان كساب ينهي الاتصال.. وهو على وشك الركض للمستشفى.. لولا اليد القوية التي أمسكت به والصوت الهادئ العميق الذي همس له:



والله ثم والله ماتسوي شيء.. ولا تقول شيء



مستكثر على جميلة حقها في الاختيار؟!!!



هذا أبسط حق من حقوقها..



هذي بنت يتيمة ومريضة.. ومستحيل أخلي حد يجبرها على شيء



ولو حاولت أنت تجبرها.. أنا بأوقف في وجهك



يعني أنت متمنن عليها إنه حن راعيناها ذا السنين..؟!!



راعيناها لأنه حن كنا محتاجينهم أكثر ماهم محتاجينا



أشلون كان قدرنا نعيش من غير خالتي عفرا؟!!




كسّاب بغضب ملتهب وكأنه لم يسمع شيئا: هدني يا علي.. هدني



خلني أوريها شغلها.. تظن إنها طلعت من شورنا؟؟



تبي تختار عليك.. تختار عليك أنت..



هدني.. هددددددددني



هددددددددددني




علي يمسك به بقوة وهو مازال يهمس بهدوء: امش نروح لسيارتك



خلنا نتكلم على قولتك..




كساب يحاول التفلت وهو يصرخ بغضبه العميق: خلني أوريها شغلها وعقبه نتكلم




علي بدا صوته يعلو بارتعاش موجع: أنا حلفت ياكسّاب.. حلفت



تبي تفجرني؟؟ .. تبي تفجرني؟؟ (يفجر= لا ينفذ الحلف)



هذي حشمتي عندك؟!!



خلاص يا كسّاب.. جميلة لو كانت آخر بنت في الدنيا طابت النفس منها



جميلة اختارت حد غيري ياكساب.. اختارت حد غيري



السنين اللي مضت كلها ما كان لها قيمة عندها



19 سنة ضاعت قدام كلمتين قالها لها ولد عمها



على ويش أتحسف ياولد أمي؟؟ على ويش؟!!








***************************







"يا الله قولي لي وش اللي مزعلش؟؟"




انتفضت كاسرة بخفة ثم ابتسمت وهي تهمس بعذوبة : ومن اللي قال لك إني زعلانة فديت عينك؟؟




الجد بعمق: بتدسين على أبيش ياكاسرة؟!!



أعرفش أكثر ماتعرفين روحش.. زعلانة وزعلش كايد بعد




كاسرة احتضنت عضده ووضعت رأسها على كتفه



وهمست بعذوبة مصفاة مغلفة بحنان عميق: مافيه شيء جعل يومي قبل يومك




الجد بحنان عميق: إلا يومي أنا قبل يومش.. وش حياتن ماأنتي بفيها يأبيش.. أمحق حياة.. كني ميت وأنا حي



جعل ربي ما يقوله




هتفت كاسرة بجزع: إلا جعل ربي ما يقوله.. تبي تروح وتخليني ياجابر؟؟ أهون عليك؟؟




الجد برجاء حازم: ها والله إنش زعلانة..كاسرة والله لما تقولين لي الصدق ذا الحين إن قد أزعل ليش..




لا تستطيع أن تخفي عليه شيئا وخصوصا حين يتكلم بهذه النبرة التي تذيب قلبها أو حين يهدد أنه سيغضب منها



لذا همست بطبيعية قدر ماتستطيع وهي تهز كتفيها: امهاب ضربني أنا ووضحى



ثم أردفت وهي تستدرك بسرعة: بس حن اللي غلطانين يبه.. نستاهل




ليس من طبع كاسرة أن تُركب نفسها الخطأ وخصوصا حين تعلم أنها على حق وصاحبة حق..



وكان صعبا عليها لأبعد حد أن تقول لجدها أنها من أخطأت لدرجة أنها تستحق الضرب



ولكنها فعلت ذلك من أجله.. من أجل هاتين العينين الغاليتين



لم ترد أن تغضبه أو تكدر خاطره.. أو تجعله يعنف مهابا من أجلهما



فهي قادرة على التصرف مع مُهاب بطريقتها الخاصة.. المهم ألا يضايق جدها أدنى شيء



ولكن محاولتها لم يكن لها فائدة لأن الجد انتفض بشكل مفاجئ



وهو يبحث عن عصاه ليتوكأ عليه وهو يصر على أسنانه بغضب عميق: الخاسي.. وينه.. وينه؟؟



يضربكم وانا عادني حي..إجل إذا متت وش بيسوي فيكم



وإلا ماعاد لي قدر ولا حشيمة؟؟




كاسرة تناست كل شيء عدا عبارة واحدة: كم مرة قلت لك لا عاد تجيب طاري الموت




الجد غاضب وموجوع: دقي على امهاب خله يأتي ذا الحين




كاسرة برجاء عميق: حلاص يبه فديتك.. موضوع وانتهى.. وقلت لك إنه حن اللي غلطانين وخذنا المقسوم




الجد بإصرار غاضب: قلت لش دقي عليه الحين.. يعني دقي عليه ذا الحين







**************************







مستشفى حمد



غرفة جميلة




زايد الموجوع أبدا الظالم والمظلوم ذهب ليحضر الشيخ ليملك خليفة في أسرع وقت.. ليستخرج عقد الزواج في الغد قبل سفر جميلة




مزون وصلت لتصدم بالاخبار التي روعتها



وهاهي تجلس صامتة في الزاوية تشعر بغثيان حقيقي وعيناها زائغتان..




بينما عفراء تهمس بحزم في أذن ابنتها: جميلة.. أنتي عارفة وش سويتي؟؟



اخترتي واحد ما تعرفينه على علي.. علي ياجميلة



عـــلـــي



هذا زواج يا بنتي.. زواج وبتملكين الحين ولا تقدرين تراجعين عقبها



زواج يا بنتي زواج مهوب لعبة..




جميلة بصوتها المبحوح المتقطع وهو تحاول تركيز النظر لوالدتها بنظرها الذي ضعف مع المرض:



أدري يمه إنه زواج.. وأنا خلاص أبي خليفة




عفراء تلقي سلاحها الأخير والأخطر: جميلة لو خذتي خليفة.. ماني برايحة معش فرنسا



إذا أنتي مستعدة تروحين معه.. أنا ماعندي استعداد أروح مع واحد ما أعرفه




جميلة صمتت للحظة وهي تصارع أفكارها وجنونها: بكيفش يمه




عفراء انهارت جالسة على الكرسي.. لم يخطر ببالها أن جميلة قد تختار هذا الخليفة المجهول حتى عليها.. على أمها!!!



كيف ستتركها تسافر لوحدها مع رجل غريب وهي بهذا الوضع الصحي المزري؟!!



كيف؟؟



كــــيــــف؟؟



ألقت هذه الكلمة وهي شبه متيقنة أن ابنتها يستحيل أن تسافر دونها



كانت متأكدة إن هذا السلاح سيجعل جميلة تتراجع عن جنونها المتمثل في الموافقة على خليفة



وإذا بها تتورط مع ابنتها ومع جملتها!!!







**************************







"أنا ما أبي عبدالرحمن ما أبيه



تكفى ما تغصبني



ولا تحطها في الشيمة



لأنك تدري بغلاك.. فلا تستخدم غلاك سلاح ضد أختك"




تنهد مهاب بعمق.. يبدو أنه سيحتاج للكثير من اللف والدوران:



ياقلبي يا وضحى



ما يصير تقررين مصير في دقايق



اخذي وقتش وفكري



وما عليش من غلاي.. لأنش عندي أغلى




وضحى بحزم رقيق: عبدالرحمن ماينفع لي ولا أنفع له



مهما حاولت أنسى أو اتناسى.. شبح كاسرة بيظل بيننا



أنا وعبدالرحمن مشروع زواج فاشل



والمشاريع الفاشلة الأحسن الواحد ما يناقش فيها



طول عمري حاطة في بالي عبدالرحمن وقباله كاسرة



مايصير أحطه قبالي أنا.. والله العظيم مايصير ولا حتى تركب الصورة




مهاب يستعد للمغادرة وهو يلتقط هاتفه الذي يرن.. سينهي الجولة ولكن ليس الحرب.. يهمس بحزم:



إذا بغيتي الصورة تركب..



بتركب يا وضحى



بتركب!!






************************







"خليفة يأخوي من جدك هاللي سويته؟!!



أنت في كامل قواك العقلية



البنية يقولون لك تعبانة ويمكن تموت



كان خليت ولد خالتها هو اللي ياخذها



السالفة مافيها لعب"




"جاسم اسكت عني



الله يلعنك يا أبليس



والله ما أدري وش هببت



وش هببت؟!!"




انتهى عقد القران



انتهى




أصبحت جميلة زوجة لخليفة المصدوم الذي لابد أن يبدأ بالتجهيز للسفر معها غدا



فقط هو وهي



هـــــو



و



هــــــــي




فقط






#أنفاس_قطر#



.



.



.



مع نهاية أجزاء هذا الأسبوع سنطوي مرحلة من بين الأمس واليوم



أجزاء الأسبوع القادم سنبدأ فيها مرحلة جديدة أكثر إثارة وعمقا



سنتعرف على آخر عائلتين في بين الأمس واليوم



عائلتان مثيرتان جدا



الأسبوع القادم سنبدأ بالتعرف على كاسرة من الداخل



ومع نهاية الأسبوع سنقفز لذروة الإثارة مع شخصيتين من الشخصيات الجديدة



فإلى الملتقى بإذن الله ومشيئته

Msamo and ميرا حوا like this.

morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:43 PM   #25

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير ياوجوه الخير الباهية
.
عبرنا مرحلة مضت وكم أنا سعيدة بكل هذا الجذب والتعارض والاختلاف
أشعلتم الحماسة في عروقي
لن أكثر الثرثرة عليكم اليوم.. أعاني من صداع مؤلم منذ البارحة <<< رحمكم الله من ثرثرتها<<< هذا كله ولم تثرثري؟!!
.
اليوم موعد جديد مع مرحلة جديدة
نتعرف اليوم على عائلة جديدة ومثيرة
والبارت القادم نتعرف على العائلة الأخرى ليكتمل عقد شخصيات بين الأمس واليوم حتى حين
اليوم نرى ردة فعل الجد على مهاب وتأثير ذلك على كاسرة الذي سيرينا وجها جديدا لها
تمهيدا لجزئها الخاص في البارت القادم
كما سنراها اليوم وهي تخبر وضحى برأيها في عبدالرحمن
نتعرف على ما حدث لعلي بعد عقد قران جميلة
كما سنعرف هل ستذهب عفراء مع ابنتها أو لا.. والأسباب
.
.
إليكم
.
.
الجزء السابع
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


بين الأمس واليوم/ الجزء السابع





"تضربني يبه؟!!
ما عمرك سويتها حتى وأنا بزر
تضربني وأنا رجّال في الثلاثين"



" ويوم أنك رجّال موجعك أني ما حشمت الثلاثين سنة اللي فاتت من عمرك
أجل اللي فات من عمره أكثر من 90 سنة ولا له حشمة ولا قدر.. وش يقول؟؟"



كاسرة المبهوتة من صدمتها لهول ماحدث أمامها تحاول أن تقف على الحياد
وتجد نفسها مجبرة على الإشاحة بنظرها حتى لا تقابل نظر مُهاب..
ومشاعر متضادة تصطرع في أعماقها
وجع.. انتصار.. خيبة.. ومن المؤكد كثير من الألم المتزايد الذي جثم على صدرها..
لم تكن تريد مطلقا أن تختبئ خلف جدها ليأخذ لها بحقها
ولم تكن حتى تتوقع أبدا أن هذا الرد الحاد الموجع قد يكون ردة فعله على مهاب
لو كانت تعلم كان يستحيل أن تتصل بمهاب وتطلب منه القدوم لمقابلة جدها..



لا تنكر أنها شعرت بشيء يشبه السعادة وهي ترى جدها يصفع مهابا
قد لا تكون صفعته بقوة صفعة مهاب لها ولا حتى نصفها
فالجد عاجله بصفعة قدر ماسمحت له قوته وضعف بصره بينما كان مهاب ينحني عليه ليقبل رأسه
ولكنها تعلم أن ألم الصفعة النفسي أكثر بكثير من الألم الجسدي


وعلى الطرف الآخر أيضا لا تستطيع منع نفسها من الإحساس بكثير من الألم الثقيل الوطأة .. وهي ترى أخيها الأكبر في هذا الموقف
وهو يؤخذ على حين غرة وبدون توقع وبهذه الصورة المهينة التي لم تعتد على رؤية مهاب المهاب فيها


(ينحني على جده ليقبله
فيعاجله بصفعة!!!)



قد لا يكون فعليا شعر بأي قوة لهبوط الكف الذاوية على خشونة عارضه
ولكن هذا على كان على مستوى القياس الجسدي الاعتيادي
ولكن على المستوى الروحي
كان الألم غائرا لأبعد حد
كما لو أن والدك يضربك لأنك ضربت أبنائك
والأبشع لو كان أولادك يشاهدون
كيف ستستطيع بعدها النظر لأولادك؟!!


كيف سيستطيع بعدها النظر لكاسرة؟!!


هتف مُهاب بحزم دون أن ينظر ناحية كاسرة: كاسرة اطلعي برا وسكري الباب وراش


ربما في موقف آخر كانت كاسرة لترفض ولكنها الآن شعرت أنها تريد لها سببا للهروب منحه لها مهاب
لذا انسحبت بصمت مثقل بوجع شفاف غير مفهوم وهي تغلق الباب وراءها


مُهاب جلس بجوار جده ثم التقط كفه وقبلها
ولكن الجد انتزع كفه بحدة في الوقت الذي كان مهاب يهمس باحترام:
يبه يوم أنك يوم دعيتني ناوي تضربني.. كان على الأقل قلت لكاسرة تروح لحجرتها
وعقبه سو فيني اللي تبي إن شاء الله تذبحني..


يبه كاسرة بالذات يالله قادر احكمها أشلون عقب ماضربتني قدامها
الحين قويت رأسها علي.. وهي أصلا رأسها قوي..


الجد بثبات غاضب: ضربي لك ما يعيبك.. لكن يعيبك ضربك لأخياتك اليتامى
وكاسرة منت بعاجز فيها
وأدري إن كاسرة على غلاها عندي يمكن تحد الواحد على ضربها
بس وضيحى وش سوت عشان تضربها


مهاب بهدوء نادم: اللي صار يبه.. غلطت وضربتهم وأنا بحل الموضوع ومالك إلا الرضا
طالبك ما تشيل بخاطرك علي..


الجد بعمق: أمنتك الله يا امهاب ماتضيم حد منهم.. أنا شيبة رجلي في القبر
سمعي ثقيل وشوفي ثقيل وحركتي يا الله يا الله
ماعاد باقن لي الا ذا الحشمة.. احشمني في بنياتي..ترا مايهين المره إلا الرخمة
وانت منت برخمة ياأبيك.. إلا رجّال وشيخ الرياجيل
لا تقهرهم ولا تغصبهم على شيء ما يبونه..
ترا ذي وصاتي لك.. والوصات ثقيلة يأبيك


مهاب بعمق مشابه وهو يميل على رأس جده ليقبله: أبشر يبه.. أبشر





****************************





بيت آخر في الدوحة
أسرة أخرى.. هم آخر !!




تتمدد على سريرها.. بطنها على السرير.. تستند على كوعيها لتقرأ في مجلة..
وساقاها الملفوفتان في بنطلون بيجامة زهرية تتلاعبان ذهابا وعودة
كانت مستغرقة تماما في القراءة.. لذا لم تنتبه لمن دخل حتى شعرت بقوة ضربته على ساقها تلاه صوته الغاضب:
كم مرة قايل لش ذا السدحة ما تنسدحينها والباب مفتوح.. هذا أولا
ثاني شيء الحين عقب صلاة الظهر وأنتي عادش لابسة بيجامتش..
لو إبي اللي داخل عليش الحين وش كان سويتي؟؟
توقفين قدامه وأنتي متشنقطة بذا السروال؟؟


حينها قفزت الشابة ليتناثر شعرها المصبوغ بالأشقر الداكن على كتفيها في لفات طبيعية حول صفحتي خدين ناصعي البياض لدرجة الإشراق
وهي تنفخ في جيبها وتهمس بطريقة مصطنعة:
يالله سكنهم مساكنهم... هما بيطلعوا أمتى دول على قولت أمي.. صبيت قلبي يا غنوم


حينها هتف غانم بجدية: كم مرة قايل لش غنوم ذي ما أبي اسمعها... نعنبو صار عمري 27 احترميني شوي


حينها همست بخوف مصطنع: يمه خوفتني... شوف يدي أشلون ترجف... شوفني خلاص بانهار.. بانهار... خلاص انهرت!!


قالتها وهي تلقي بنفسها على السرير وتخرج لسانها كله للخارج وتغمض عينيها في إغماء مسرحي مضحك


حينها ابتعد غانم خطوة وهمس بقرف باسم: أقرفتيني .. دخلي لسانش يا الوسخة..


حينها همست وهي مازالت على نفس الوضعية ولسانها يتدلى للخارج: أنا مغمي علي.. أشلون أدخل لساني...


ابتسم غانم لجنون شقيقته ثم قال بجدية: قومي سميرة.. بدلي ملابسش وانزلي لأمي.. محتاسة مع البزارين.. جننوها..


حينها قفزت سميرة وصاحت بغضب حماسي مضحك:
أما أمك هذي غريبة..
اللي مثلها المفروض تقول يالله حسن الخاتمة... مهوب يوم صار عمرها خمسين رايحة تجيب بزرين على آخر عمرها
والمشكلة ماعاد فيها حيل تبزي... اخذي ياسميرة وابزي..
جابت أول شيء القرد صويلح.. قلت يالله خطأ مطبعي.. ما نشره على الشيبان
لكن عقبها على طول ترجع وتحمل وتجيب السحلية مهاوي... هذي عاد متقصدة هي وشايبها...
ومن زين الانتاج بعد.. صدق انتاج شيبان مخبطين... شواذي يلوعون الكبد...
قال بزران قال... هذولا آفات..


حينها انفجر غانم بالضحك: وهذا كله شايلته في قلبش يا حرام...يا مظلومة...


حينها ابتسمت سميرة: إيه وش عندك اضحك.. على طقم السنون اللي يلمع هذا
ولا ابتسامة نجم سينما


غانم يضحك: الله أكبر يأم عيون...


سميرة بمرح: عدال يا غنوم... ترا كله إلا سنون تركيب.. وش بأنظل عاد


ثم أردفت سميرة بخبث لطيف وهي تخفض صوتها وتلتصق بغانم: إلا غانم صدق صدق..
اللي تكسرت سنونك عشانها .. تستاهل إنك تهاد عشانها.. ويكسرون بظمك الشين بعد؟؟؟


حينها أبعدها غانم عنه بغضب: كم مرة قايل لش ذا الموضوع ما تفتحينه... الشرهه علي إني علمتش.. المفروض خليتها هدة شباب وبس... وما قلت لش السبب


سميرة باستجداء مرح: غانم حبيبي.. غنومتي تكفى... بأموت أبي أدري..
شوف كم لك معلمني ثلاث وإلا أربع سنين يمكن... والله ماحد درا
بس أبي أدري هي حلوة تستاهل إن غنوم الجنتل يحوسون وجهه عشانها...
تكفى فضول بنات... تهون عليك سميرة حبيبتك


حينها غادر غانم دون أن يرد عليها.. ليقف عند الباب ويهمس بحزم:
لا تأخرين على أمي... محتاسة بين الاثنين وماعندها حد من الخدامات... بسرعة انزلي...




بعد دقائق تنزل سميرة لتجد والدتها تحمل الصغيرة ذات الأشهر الثلاثة على ساقيها..
والصبي الذي أكمل عامه الأول للتو تهزه على مقعده الهزار وصراخه يتعالى..


سميرة تنحني لتقبل رأس والدتها ثم تتناول صالح من مقعده لتجلسه في حضنها
وهو تحتضنه بحنو وتوزع قبلاتها على وجهه ويديه وهي تهمس بحب شاسع :
(يا لبي قلبه.. يهبل ياناس.. من وين ياكلونه ذا السكر ذا) وهي تتناسى كل شتائمها في الأعلى قبل دقائق


همست والدتها بتعب عميق: زين جيتي.. تعبانة خالص...هلكوني


سميرة برقة: والخدامات وينهم؟؟ غانم جايب لش ثنتين حق البزارن بس.. وما تخلينهم حتى يمسكونهم..


أم غانم بإرهاق: دول لسه لحمة حمراء.. أزاي أخلي الخدامات يبزونهم


حينها انفجرت سميرة ضاحكة: أما عاد يمه (أزاي يبزونهم) ذي... مافيها حيلة على قولت حمد السعيد..


ابتسمت أم غانم بتعب: الله يا بت.. لازم تعزربي بس..


انفجرت سميرة بضحك هستيري: (تعزربي؟؟) بس يمه تكفين... بطني.. بأموت



"شوي شوي لا تموتين على روحش بس"


التفتت سميرة لمصدر الصوت الباسم .. التفت لناحية الباب الذي يؤدي للمطبخ الخارجي
حيث دخلت شابة لتنتزع جلالها ويظهر وجهها المحمر من حرارة الجو
ابتسمت سميرة: هلا طماطة هانم أنتي ما تشبعين من قعدة المطابخ..
ما ألوم صويلح طردش من بيته... تقابلين المطبخ أكثر ما تقابلينه


ابتسمت الشابة: أقله يوم رحت للرّجال مافشلت روحي.. بيضت وجهه في كرايمه وعزايمه
أما أنتي الله يخلف على اللي بتاخذينه ما تعرفين حتى تسلقين بيضة


لاعبت سميرة حاجبيها: بأسوي له كل يوم بديكير ومنيكير ويحمد ربه


الشابة انحنت على والدتها وأخذت الصغيرة من يدها وهمست بحنان:
يمه روحي أنتي نامي.. شكلش منتهية من التعب.. ولا تحاتين صلوح ومهاوي


أم غانم بتردد: وعيالش يمه؟؟


الشابة بحنو: عيالي اليوم عند إبيهم ومهوب جايين الا في الليل
ثم ابتسمت: وبعدين عيالي صاروا شيبان أصغرهم عزوز قرب يكمل خمس سنين..


أم غانم غادرت تسحب قدميها لغرفتها القريبة التي نقلتها للطابق السفلي بعد أن أصبحت عاجزة عن صعود الدرج بشكل متكرر


بينما همست سميرة بخبث وهي تميل على أختها: وش عندش راضية على أبو العيال.. خليتيه يأخذ الشباب طول اليوم


همست الشابة بغيظ: ياختي ما أبيه يلاقي سبب يدقدق علي (خليهم معي شوي) وانا عارفة إنه يتلكك عشان يكلمني بس..
قلت لخويلد يقول له إنهم اليوم بيقعدون معه لين في الليل


حينها همست سميرة بمرح: ياحرام على الحركات يا ويلي يا ويلي
ثم أردفت بابتسامة أكبر: اما يا نجول خسارة اسم اخي صلوح اللي سميناه على رجّالش


رفعت نجلاء حاجبا وأنزلت الآخر: والله يا حبيبتي ما سميتوا صالح عشانه رجّالي.. لكن عشانه عاجبكم
وبعدين يا حبيبتي ترا سماوة أبو خالد لحد الحين واقفة في حوشكم وهي اللي توديش وتجيبش


سميرة تضحك: يه يه يه.. بتذلنا عشان رجالها عطانا سيارة سماوة عليه..
هذا أصلا أقل شيء يسويه.. يحمد ربه سمينا ذا القرد عليه.. قصدي الغزال
(قالتها وهي تدير وجه صالح الصغير ناحية نجلاء وتعتصره بين سبابتها وإبهامها)


نجلاء بغضب رقيق: هدي صلوح يالخبلة.. آجعتيه..
وبعدين لا عاد تقولين رجّالي.. ما أحب تذكريني


سميرة تهز كتفيها: ويعني ولو ما قلت رجّالش.. بيغير من الوضع شوي.. لا هو اللي طلقش.. ولا أنتي إلا رجعتي


نجلاء بحزم موجوع: مصيره يمل يطلقني..


سميرة بهدوء مختلف عن شخصيتها الصاخبة: يا خوفي يتزوج وهو معيي ومعند ما طلقش..


همست نجلاء بضيق شعرت به يكتم على أنفاسها فجأة: يعني سمعتي سالفة إنه يبي يتزوج؟؟


سميرة بهدوء : سمعت مثل ما سمعتي...
إنه يخطب جوزاء أرملة أخيه.. أخت اشعيع بنت فاضل


نجلاء بضيق متزايد تحاول كتمانه: غريبة إن صالح مانفذ وتزوجها أو تزوج غيرها .. لأن صالح ما يقول شيء إلا هو بيسويه فعلا
لكن هي أو غيرها ما يهمني.. المهم يطلقني قبل ما يتزوج


سميرة تبتسم: ماظنتي يطلقش.. أنا عمري ما شفت رجّال يحب مرته مثل ما صالح يحبش..


نجلاء بحزن عميق: أمحق حب يعرفه صالح.. وش الحبيب اللي يعاير حبيبه في الطالعة والنازلة..


سميرة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: أمي تاج رأسه هو وهله وطوايفه.. أمي مهيب عيارة


نجلاء بضيق عميق عميق: أكيد سميرة أمي مهيب عيارة.. بس لما يكون هو قاصد يعايرني ويهيني مستحيل أسكت..
تخيلي بكرة كل ما يعصب يقول لي قدام عيالي يا بنت المصرية..
لما كان يقولها على سبيل المزح.. مثل: خذتي هالحمار والبياض من خوالش المصريين.. كنت عادي أمشيها ولو أني ماعندي خوال
بس صار كل ما يعصب علي يقول لي يا بنت المصرية.. كن مالي أب أو مالي اسم..
يعني مافيه يا بنت راشد ولا يا نجلاء ولا يأم خالد.. بنت المصرية وبس


ثم بدأ صوت نجلاء بارتعاش: يعني ما حشم أني بنت عمه ولا أم عياله.. ولا عشرتنا ذا السنين اللي فاتت كلها..
خلاص مافيني أستحمل والله مافيني...
عاد كله ولا عيشة مع رجال ما يحترمش ويحترم هلش.. حتى لو هو يذوب في الأرض اللي تمشين عليها


سميرة ترفع عينيها لغانم الذي ينزل الدرج بثبات حازم وتهمس بخفوت:
اقصري السالفة.. غانم نازل... لو درا ، مهوب بعيد ييتيم عيالش.. مجنون ويسويها





**************************


morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:46 PM   #26

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد صلاة العصر..
خليفة يتجهز للسفر وهو لا يعلم حتى إن كانت تأشيرته ستنتهي في الغد كما وعده زايد
يشعر كما لو أنه مخلوق آلي يتحرك بدون أي احساس
هاهو يضع ملابسه في حقيبته.. يشعر كإحساس ضائع في لجة محيط مرعب
فهو اعتاد دائما على التخطيط الدقيق.. والارتجال يربكه
حين قرر الوقوف في وجه زايد كان مخططا بسيطا سينتهي برفض جميلة له ولكنه في ذات الوقت سينتهي بنوع من الرضى النفسي له
لأنه استطاع أن يجعل غيره يشعر بما شعر به
وغريب هو الإنسان الذي يجد في سلواه في رد الأذى عن نفسه أن يمارس ذات الأذية في حق الآخرين


ولكن هاهو الآن رجل متزوج ومسؤول عن فتاة مريضة حمّلته والدتها مئات الرجاءات المبللة بالدموع:


تكفى ياخليفة يأمك.. جميلة اختارتك حتى علي أنا
اختارت ريحة إبيها فيك.. تكفى ما تخذلها
جميلة مريضة واجد ووضعها صعب.. والحالة النفسية أهم خطوة في العلاج
تكفى ماتخليها دقيقة ولا تحسسها بالغربة..جميلة عمرها مافارقت حضني دقيقة
وتراها من رقبتي في رقبتك..
تكفى يامك..
تكــــفى..
تـــــــــــكفــــى



صدى صوتها يتردد في كيانه المثقل.. ليختلط مع صدى صوت الطبيبة التي راح يستوضح منها عن مرض جميلة بالتفصيل
ليزداد ضياعا على ضياعه..وارتباكا فوق ارتباكه:


جميلة مصابة بمرض فقدان الشهية العصبي anorexia وفي مراحل متقدمة من المرض ووضعها متدهور
يعني يأخ خليفة وبما أنك زوجها خلني أصارحك
إن أم زوجتك تأخرت كثير في علاجها يعني المفترض على الأقل 6 شهور من بدء المرض تجيبها عندي لكن هي جابتها بعد سنة
لأنها اعتقدت انه هذا مجرد ريجيم تعمله بنت مراهقة..
بينما بعد الست شهور فكرة النحافة تصير هوس عند المريض..ومهما نحف يظل يعتقد انه يحتاج للمزيد
وبعد ذلك تأخروا في السفر لمصحة للحالات المتدهورة واللي انا لي زمان انصح فيها
الآن انت قدامك مشوار صعب.. لأنه جميلة نفسها لازم يكون عندها رغبة قوية للعلاج وهالشي مش موجود..
جميلة لحد الآن مقتنعة إنها تعاني من السمنة وترفض الأكل ..
ولازم أصارحك إن 70 بالمئة من العلاج بيعتمد عليك بما أنك الوحيد اللي بتكون معاها..
لازم تمسك العصا من النص تشد عليها عشان الأكل.. وفي نفس الوقت تكون حنون عليها..
ولازم تزرع فيها رغبة العلاج وتقنعها انها الآن نحيفة بطريقة ماتعزز الأنوثة عندها لكن تسلبها
ولازم تقنعها إنك تحب الجسم المليان.. وماتحب الوحدة الهزيلة بهالشكل


حينها انتفض خليفة بجزع: أنا؟؟


الدكتورة أكملت بابتسامة: أيوه أنت.. لأنه بما أنك زوجها ..
فأكيد هي تبي تكون حلوة وجذابة في عيونك.. فلازم تعزز هالشيء عندها
الشيء الثاني وعشان تكون على بينة.. مرض فقدان الشهية في مراحله الاخيرة يؤدي لتوقف الدورة الشهرية
وفعلا دورة جميلة متوقفة من أكثر من 7 أشهر.. ورحلة العلاج راح تكون طويلة فعلا..
وبتستغرق وقت أطول لرجوع الدورة الطبيعية وهالشيء يمكن يأثر على الحمل حتى في حال شفاء جميلة إن شاء الله


كان وجه خليفة يتلون بشتى الألوان والطبيبة تتحدث وهو يسب نفسه على إدخال نفسه في كل هذا..
حتى وصلت الطبيبة لموضوع الحمل ليمتقع لونه تماما ويهمس بحرج:
أي حمل يا دكتورة؟!!.. خليها الحين ربي يشافيها على خير.. ولكل حادث حديث



وهاهو يستعيد كل هذا في ذهنه وهي يرتب ملابسه بذات الآلية الرتيبة دون حتى أن ينتبه لدخول شقيقه جاسم عليه:


"خليفة يأخوي من جدك هاللي سويته؟!!
أنت في كامل قواك العقلية
البنية يقولون لك تعبانة ويمكن تموت
كان خليت ولد خالتها هو اللي ياخذها
السالفة مافيها لعب"


نظر خليفة لجاسم نظرة خالية من الحياة وهمس بسكون :جاسم اسكت عني
ثم أردف بضيق: الله يلعنك يا أبليس..والله ما أدري وش هببت..وش هببت؟!!"


جاسم يجلس على السرير وهو يشبك يديه أمامه بقلق: خليفة لو ماتت البنت عليك وانتو بفرنسا لا قدر الله
أشلون تقدر تحط عينك بعين أبو كسّاب اللي قعد ساعة عقب الملكة يوصيك عليها جنه معطيك قطعة من يوفه...
والله العظيم أني ظنيت انه مزوجك بنته موب بنت عمنا


خليفة بقلق مشابه: لا تفاول ياجاسم إن شاء الله ما نرجع الا وهي مثل الحصان


جاسم بحزم: خليفة لا تاخذك العزة بالأثم.. طلق البنت وخل أهلها يسافرون معاها مثل ماكانوا مقررين


انتفض جسد خليفة بعنف ليقذف بالقميص الذي كان بيده داخل الحقيبة بحدة وهو يلتفت بغضب لجاسم:
شنو شايفني عشان أسوي جذيه.. حرمة؟!!
يمكن غلطت في تهوري.. بس خلاص جميلة صارت حرمتي.. وأنا الحين اللي مسئول عنها
ومستحيل أتنازل عن مسؤلياتي لأحد.. ومستحيل أصغر نفسي قدام الرياييل..


جاسم يقف وهو يهمس بحزم: أنا بريت ذمتي خلاص وأنت بكيفك..





*****************************





"اشعيع ومرض.. سكري الدريشة لا أحد يشوفش"


شعاع تلتفت لجوزاء وهي تهمس بملل: ليت حد يشوفني بس
خير شر ماعاد تشوفين في ذا الشوارع حد مزيون.. يا سواق بنغالي والا هندية طاقة من بيت أهلها
الظاهر وقفوا عن تصنيع المزايين على حظي..


جوزاء تجلس ابنها على حجرها وتهمس: زين يالزينة اللي تدورين المزايين ليش مادة البوز؟؟


شعاع بحماس غاضب: وضوح الكلبة ماترد على تلفوناتي


جوزاء تهز كتفيها: وخير ياطير ماردت.. وش حارقش أنتي؟؟


شعاع بغضب لطيف: أشلون خير ياطير... باموت أبي أعرف وش رأيها في خطبة عبدالرحمن ؟؟


جوزاء بسخرية: رأيها؟؟ تحب يدها مقلوبة اللي جاها واحد مثل عبدالرحمن..
غير عن أخلاق عبدالرحمن العالية وكونه دكتور جامعة..عبدالرحمن حتى على مستوى الزين أحلى منها..


شعاع بابتسامة: ماخذة مقلب قي أخيش.. ترا عبدالرحمن ماشيء حاله .. مهوب ذابحة الزين ترا
ثم أردفت باستغراب: بس أنتي صدق ما ينعرف لش توش اليوم الصبح تقولين وضحى أحسن من أختها المعقدة
يعني ماعجبش يوم خطب الحلوة ولا عجبش يوم خطب العادية..


جوزاء تضحك: عادية؟!!.. تحبين تخففين المسميات.. وضحى مهيب حلوة أساسا


حينها انتفضت شعاع غضبا: وضحى مافيها قصور.. وزين أخلاقها يغطي على كل عذاريبها.... هذا لو فيها عذاريب!!..
ثم تهورت شعاع في غضبها وهي تصرخ: وهي أساسا أحلى منش وأخلاقها أحسن من أخلاقش.. وما أسمح لش تغتابنيها


جوزاء انتفضت بغضب كاسح: أنا يام لسان.. أنا ياقليلة الأدب؟؟ تطولين لسانش علي عشان بنت خالش..


شعاع بذات الغضب: بنت خالي مهيب هنا ترد عن نفسها.. وإلا أنتي بس تبين تعذربين في الناس
لا كاسرة عاجبتش ولا وضحى عاجبتش... عشانش وحدة معقدة وتبين تطلعين عقدش في الناس


حينها مدت جوزاء يدها لشعر شعاع وأنشبت أناملها فيه وشدته بقسوة:
والله لا عاد تطولين لسانش علي لا تشوفين شيء مايسرش... وو.....


كانت شعاع تصرخ بألم وهي تحاول تخليص شعرها من براثن جوزاء
وكانت جوزاء مازالت ستتكلم وتسب وتصرخ فشعاع جاءت على وجيعتها تماما
حتى شعرت باليد الصغيرة التي تضربها والصوت الباكي: ماما خلي شاشا خليها


لتنتفض بعنف جازع وتفلت شعر شعاع وهي تنظر ليديها برعب كالمذهولة ثم تحتضن صغيرها:
بس حبيبي أنا آسفة.. كنت ألعب مع شاشا حبيبي


بينما تأخرت شعاع للزواية تبكي..
حين أسكتت جوزاء ابنها.. اقتربت منها وجلست جوارها وهمست بحنان انقلبت فيه من النقيض للنقيض.. حنان ولّده صغيرها حسن:
آسفة شعاع آسفة سامحيني ياقلبي


ولكن شعاع تأخرت للخلف.. بينما جوزاء قرصت خدها برقة: خلاص اشعيع انتي بعد طلعتيني من طوري


شعاع بين شهقاتها: يعني تبين أخليش تأكلين في لحمها وأسكت..أنتي تعرفيني ما أسكت على الغلط


جوزاء بجزع: ياكبرها عند الله... استغفر الله استغفر الله... خلاص يا بنت الحلال أخر مرة أجيب سيرة حد.. ماقصدت شيء والله العظيم
ثم أردفت بمودة صافية : أنتي عارفتني.. يالله عاد مايهون علي زعلش
آخر مرة أخر مرة صدقيني..


سكتت شعاع وهي تضع رأسها على كتف شقيقتها استجابة لمد جوزاء ليديها لها.. وهي تعلم أنها لن تكون المرة الأخيرة كما تقول
لن تكون الأخيرة!!
حتى وإن كانت لا تقصد كما تقول.. فهي ستقول.. ثم ستندم.. ثم ستقول.. فتندم
في دائرة لا تنتهي من التناقضات التي تغضب جوزاء نفسها قبل أن تغضب غيرها..


فهذا دأب جوزاء بشخصيتها المتقلبة العصية على التفسير
والتي ظهرت بشكل مركز بعد حادثة وفاة زوجها الغريبة!!





********************************






"كاسرة يأمش.. روحي شوفي وضحى..ماطلعت من غرفتها من صبح..مع إن امهاب جاني وتعذر مني ويقول إنه أرضاها
فليش ما نزلت.. وحتى الغداء ما تغدت.."


كاسرة بابتسامة: كفاية أنا تغديت معش..


كاسرة تجاوزت ضيقها كلها من صفعة مُهاب لها صباحا.. فجدها اقتص لها منه.. وأراحها من التفكير بوسيلة للتنكيد على مُهاب ومعاقبته
ولكنها طبعا لم ولن تخبر أحدا بما حدث.. ربما كان السبب الأبرز أنها بطبعها كتومة لأبعد حد..
وربما لأنها لم ترد إثارة غضب والدتها..
وربما لانها في عقلها الباطن ترفض فكرة إهانة مُهاب ونشر خبر إهانته
وربما لانها شعرت أنها في ذات اللحظة التي ارتاحت فيها عادت لتتضايق من أجله..



مزنة بضيق: قومي يا بنت.. تبين تقارنين وضيحى اللي كل شيء يحز بخاطرها بوحدة مثلش وجهها بليته..


كاسرة مازالت مبتسمة: أفا يام امهاب.. أفا.. الدعوة خاربة...
الحين هذا انضربت معها.. ولا حد عبرني.. ولا حد رضاني
لكن أبشري بأروح لأم دميعة أشوف علومها


كاسرة وقفت للتوجه للأعلى.. بينما وصلها صوت والدتها الحازم:
إياني وإياش توجعينيها بالحكي.. أعرفش إذا بغيتي تصيرين مغثة.. صرتي أكبر مغثة..


التفتت لها كاسرة وهي تكاد تصل أسفل الدرج ومازالت تبتسم:
تدرين يامزنة.. مالي خاطر أزعل عليش.. بس ما يضر نسجلها في الدفتر.. يمكن نعتازها بعدين


كاسرة صعدت للأعلى بخطوات هادئة حتى وصلت لباب غرفة وضحى.. طرقت الباب بهدوء وحزم ثم فتحت مباشرة..
لتتفاجئ أن وضحى تجلس على مكتبها منخرطة في الاستذكار


كاسرة هتفت بسخرية: ماشاء الله الأخت تدرس.. ومخلية أمي قلبها ماكلها عليش


وضحى رفعت عينيها بعتب عميق وساخر في ذات الوقت: والله ماحد طل علي ولا سأل عني..
وبعدين حنا في آخر الكورس وامتحاناتي خلاص ماباقي عليها شيء.. وأنا كورس تخرج
وش تتوقعين أسوي.. أتحزم وأرقص يعني؟!!


كاسرة أنزلت حاجبا ورفعت الآخر وهي تميل شفتيها بسخرية: عشتو.. وتنافخين بعد
والله ظنتي إن أخيش حبيب قلبش هو اللي معطيش طراق مهوب أنا ولا أمي


وضحى بذات السخرية: والله امهاب جعل يومي قبل يومه.. جاني وراضاني وسمّح خاطري


حينها اقتربت منها كاسرة بغضب.. لتنكمش وضحى قليلا وهي تشعر أن كل شجاعتها التي حاولت تجميعها تبخرت
همست كاسرة بغضب خفيض وهي تقف فوق رأس وضحى:
أنتي شنو جنسش؟؟ لعب عليش بكلمتين.. وقولي بعد إنش بتوافقين على عبدالرحمن أبو تمبة


وضحى تفرك يديها وهي تنظر للكتاب بين يديها وهي تقرر اتخاذ استراتيجية أخرى..
لتهمس لكاسرة باحترام مدروس تماما غذت به غرور كاسرة: هل تشوفين فيه عيب؟؟


حينها تنهدت كاسرة بارتياح لأنها شعرت أن زمام الأمور عاد ليديها وتراجعت لتجلس على طرف السرير قريبا من وضحى
وهمست بهدوء حازم: عبدالرحمن بنفسه.. مافيه عيب أبد..
بس أنا ما أحب حد يجبرش على شي أنتي ما تبينه أو منتي بمقتنعة فيه


حينها همست وضحى باستجداء تمثيلي بارع لا تقصده مطلقا..
ولكنها طريقة تعرف أنها تنفع مع كاسرة التي تكره أن يعاندها أحد.. وإذا رأت أن من أمامها يستسلم فهي تتنازل عن كثير من حدتها:
زين كاسرة.. ويوم أنه مافيه عيب أبد.. ليش ما وافقتي عليه؟؟..
وهل ياترى لو أنا وافقت عليه.. الموضوع بيضايقش؟؟؟


حينها ضحكت كاسرة برقة: أتضايق وليش أتضايق؟؟ من جدش ذا السؤال..
طبعا مستحيل أتضايق وهذي إجابة السؤال الثاني.. وإذا كان هذا سبب رفضش له تكونين غبية
أما إجابة السؤال الأول فعلا عبدالرحمن مافيه عيب عندي إلا عمره.. أشوفه صغير واجد علي


وضحى باستغراب شديد وهي تعرف للمرة الأولى سبب رفض كاسرة لعبدالرحمن:
صغير؟؟!! وواجد؟؟ عبدالرحمن عمره 31 سنة يعني أكبر منش بخمس سنين!!


حينها ابتسمت كاسرة: أنا واحد أقل من الاربعين ما أبي


وضحى بدهشة عميقة: كاسرة أنتي صاحية؟؟ وحدة في جمالش وشخصيتش وش يحدها تأخذ شيبة؟!!
اللي مثلش تحط رجل على رجل وتختار في أحسن الشباب


كاسرة بذات الابتسامة: واحد في الأربعينات ماينقال له شيبة.. لكن ينقال رجّال.. ثقل ورزانة وشخصية تبلورت خلاص..


ثم أردفت وهي تقف بالقرب من النافذة وتنظر للخارج:
تدرين وضحى.. أنا أدري إن شخصيتي قوية.. لكن في ذات الوقت ما أبي شخصيتي تطغى على شخصية اللي بأتزوجه..
لو خذت لي شاب صغير.. صدقيني أنا اللي بأفرض عليه كل شيء أبيه
لكن لو خذت رجال عدى الأربعين.. رجّال شخصيته مكتملة ومتبلورة من سنين.. صعب أفرض عليه شيء...
وهذا هو اللي أنا أبيه... رجّال صدق..


وضحى وقفت بجوارها وهي تنظر معها للخارج وتهمس باستنكار رقيق:
أفكارش غريبة صريحة... كم شاب في الثلاثينيات أو حتى العشرينيات شخصيته قوية ومستحيل حد يفرض عليه شيء
الحين امهاب مثلا توه ثلاثين.. تعتقدين إنش تقدرين تفرضين عليه شيء؟؟


كاسرة ببساطة: شخصية امهاب غير.. وظروفنا كانت غير..
امهاب اضطر يتحمل المسئولية وهو صغير.. وذا الشيء قوى شخصيته
وخصوصا مع تربية أمي اللي هي بعد كانت غير


وضحى عاودت الجلوس على مكتبها وهي تهمس بالاحترام المدروس إياه:
بصراحة كاسرة كلامش مهوب مقنع.. اسمحي لي


حينها التفتت كاسرة لها وهمست بهدوء: مهوب لازم تقتنعين المهم أنا مقتنعة
وثاني شيء انزلي لأمي شوي.. أمي تحاتيش
ثالث شيء إذا أنتي مقتنعة بعبدالرحمن وكنتي تبين ترفضينه عشاني.. فخلي منش ذا الخبال.. وسوي اللي أنتي مقتنعة فيه وبس وماعليش من حد


أكملت كاسرة عبارتها وانسحبت بهدوء لتغلق الباب خلفها..
بينما توجهت وضحى لتستبدل ملابسها وتنزل لوالدتها وكثير من الأفكار تزدحم في خيالها
وهي تشعر براحة عميقة لجلسة المصارحة الغريبة بينها وبين شقيقتها..
فهذه المرة كانت من المرات القليلة التي تفتح كاسرة قلبها وتحكي مابداخلها!!





**************************

Msamo and ميرا حوا like this.

morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:47 PM   #27

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد صلاة المغرب
في سيارة كسّاب التي تطوف شوارع الدوحة دون هدف


"كسّاب ولا عليك أمر.. اصفط عند أول محل سفريات بتلاقيه"


كسّاب باستغراب: ليه محل سفريات؟؟


علي بهدوء: بأحجز على أول طيارة طالعة الليلة من الدوحة.. بأرجع لشغلي..


كسّاب باستفسار: واشدراك انك بتلاقي لك حجز على جنيف الليلة وبذا السرعة؟؟


علي بذات الهدوء: لو مالقيت لجنيف طلعت للنمسا وإلا ألمانيا وإلا إيطاليا
ومنها بالقطار لجنيف.. معي تأشيرة شنغن لكل دول الاتحاد الأوربي


كسّاب بتساؤل لم يقصد منه شيء فعلا: وليش مهوب لفرنسا.. جنيف على حدود فرنسا على طول ..


انتفض علي بخفة: فرنسا لا.. ما أبي أروح لفرنسا


حينها انتفض كسّاب بغضب: يعني هربان؟؟ لمتى ذا الهروب يا علي.. لمتى؟؟
متى بتقعد وتواجه


علي بذات هدوءه الساكن: إذا أنا هربت برا ديرتي.. فأنت هربت وأنت فيها
لا تقعد تفلسف علي يا كسّاب
لأني الليلة آخر واحد محتاج فلسفة.. أنا بس أبي أختلي بنفسي





*******************************






انتهى عشاء للرجال في مجلس فاضل بن عبدالرحمن.. غادر الجميع..
حتى أبو عبدالرحمن نفسه استاذن وترك الشباب ليسهروا بعيدا عن أعين ورقابة "الشيّاب"
بقي فقط عبدالرحمن ومُهاب وتميم..
تميم يريد المغادرة.. ولكن لأنه هو من أقل مُهاب بسيارته لا يستطيع أن يتركه
بدأ يشعر بالملل وبمرارة غريبة والشابين الأكبر منه ينخرطان في حديثهما الخاص والصاخب ليتناسيا وجوده
ورغم ضيقه من ذلك إلا أنه في احيان كثيرة يتمنى ان يتناسيا وجوده كليا..
فتلك الإشارات التي تشبه الصدقات التي يمنون بها عليه من وقت لآخر تؤذيه أكثر مما تسعده
يشيرون له يسألونه عن رأيه في مباراة المنتخب بالأمس.. أو ربما حدث سياسي اليوم..
فيشير لهما إشارة مجاملة قصيرة ردا على مجاملتهم
ثم يعود غارقا في الصمت الساكن بعيد عن ضجيج كلماتهم
تناول هاتفه المحمول ليلتهي به.. وحتى لا يشعرهم بملله المستحكم..


حينها التفت عبدالرحمن لمهاب وهمس بمرح: يالله قوم توكلوا لبيتكم


مهاب بابتسامة: أفا... هذي طردة أنت ووجهك؟!!


عبدالرحمن بابتسامة مشابهة: تميم شكله زهق وحن حابسينه معنا..
ثم أردف (بعيارة): وبعدين تميم هو اللي ولد خالي.. وإلا أنت حيا الله أخ ولد خالي


مهاب يضحك: لا يا مسود الوجه ذي أخرتها.. صدق مافيك خير
ثم أردف بمرح: تلاقي ولد خالك مستعجل يبي يروح لوضحى يصب علومه عندها.. ماحد يفهم له مثلها.. واليوم مابعد عطاها علومه


حينها همس عبدالرحمن بدفء مَرح: لا يكون بكرة أخيك كل شوي ناط عند مرتي ومزعجنا


تنحنح مُهاب بحرج وقفز لموضوع آخر ولكن في ذات الاتجاه:
أنت عارف إن تميم يبي يتزوج بس الوالدة مهيب راضية الله يهداها


لم يفت ذكاء عبدالرحمن قفزة مُهاب الذكية لموضوع آخر.. لكنه قرر أن يتجاوز هذه المرة وحاول أن يهمس بطبيعية:
وتميم يعني يعرف وحدة معينة في نفس حالته عشان كذا مصمم عليها


قطب مُهاب جبينه: وين يعرف الله يهداك... هو مقرر يسأل أو يستعين بخطابة لو وافقت أمي..


عبدالرحمن باستغراب: خطّابة؟؟؟


ابتسم مهاب: إيه خطّابة...
ثم أردف بسخرية: ليه يعني أنت تعرف حد عندهم بنت نفس حالة تميم.. وفي نفس الوقت تناسبه؟!!


صمت عبدالرحمن لدقيقة كأنه يفكر ..ثم همس بعمق: من حيث أني أعرف... فأنا أعرف





*************************





بيت زايد آل كسّاب
وقت متأخر من ذات الليلة



يدخل كسّاب إلى البيت وهو ينتزع غترته عن رأسه ويلقيها على أقرب مقعد بتعب
يعبر الصالة الواسعة ليتجه للأعلى.. كان مرهقا بالفعل ومستنزفا نفسيا وجسديا
لذا لم ينتبه للجالس الذي عبر من أمامه تماما


"صحيح إني قصير.. بس مهوب لدرجة إنك ما تشوفني"
استوقفه الصوت الحازم الذي لم يخلُ من رنة غضب


تنهد كسّاب بعمق.. فأخر شيء تمنى أن ينهي به هذه الليلة المريعة هو والده
تراجع وهو يهمس باحترام: مساك الله بالخير يبه


زايد بغضب: ماعاد هو بمسا قده صبح يالشيخ


تنهد كساب وهو يحاول أن يجيب بتهذيب: يبه الله يهداك من متى تحاسبني على التأخير..


زايد بذات الغضب: ليه كبرت على المحاسبة.. وأخيك الثاني وينه؟؟ مهوب معك؟؟ ليش تأخر هو بعد؟؟


كساب تنهد للمرة الألف: اللي أخرني هو علي.. لأني وديته المطار.. وطيارته توها طارت..


زايد بجزع لم يستطع اخفاءه: وين راح؟؟


كساب بنبرة لا تخلو من سخرية مبطنة موجوعة: رجع لشغله.. وشو له يقعد!!


زايد بصدمة غاضبة متوجعة: وبدون حتى مايقول لي ولا يسلم علي؟؟


كساب بذات النبرة الساخرة الموجوعة: يبه أنت مشغول اليوم في ملكة خليفة اللي بديته على ولدك..


زايد بنبرة حازمة: اقصر الحكي يا ولد وتلايط


كسّاب بغضب: لا ماني بقاصره..يعني حتى الحكي نغص به وما نحكي..


هذه المرة من رد بسخرية هو زايد: ومن متى وأنت تحب تأخذ وتعطي معي.. يوم تشوفني تركبك السكون


كسّاب يتجاهل تعريض والده لينظر له بنظرة مباشرة ويهمس بنبرة ذات مغزى:
يبه.. علي يوم بغى جميلة.. بغاها لأنها تربت في بيته وقدام عينه ولأنها بنت خالتي اللي مثل أمنا
لأن جميلة في وضعها الحالي تعتبر كارثة على أي زوج..
عــــدا..........
لو تموت ويورثها
فانت إسأل نفسك وش اللي يخلي خليفة هذا يتزوجها؟؟
فكّر في ذا السؤال زين... ومثل ماكان ذنب علي في رقبتك.. ترا ذنب جميلة وأي شي بيصير لها في رقبتك بعد


ألقى كسّاب بعبارته المسمومة وانسحب صاعدا تاركا زايد يزأر كأسد مجروح بعد أن أثارت كلمات كسّاب مخاوفه التي تخنق روحه:
صدق إنك تربية منصور.. لسانك سم مثله
ما تعرفون تقولون كلمة خير


كساب يهمس بهدوء ملغوم وهو يصعد: ماحد رباني غيرك طال عمرك



عاود زايد الجلوس لينتزع غترته ويلقيها جواره بغيظ وقهر
يمرر أصابعه عبر خصلات شعره بإرهاق
كل المشاعر الكثيفة التي تثور في أعماقه كالبراكين انزاحت أمام شعور مرّ بالوحشة
كم هو مشتاق لهذا الفتى الذي غادر دون أن يزرعه في أحضانه
ليخزن في روحه بعضا من عبق رائحته علها تصبره على البعد
كيف يذهب ويكون آخر ما رآه منه ظهره يخرج مقهورا مثقلا بالأسى
ويجد زايد نفسه ممزقا بين رغبته في اللحاق به
وبقاءه مع أحمد وأبنائه للتناقش في التفاصيل
كانت الأولى هي الرغبة والثانية هي الواجب
لينتصر الواجب على الرغبات
ويبقى هو ممزق الروح معلقا بين خوفه وحزنه..
خوفه على جميلة وعلي.. وحزنه عليهما!!!





*******************************





مهاب يدخل إلى غرفته بعد أن عاد من سهرته مع عبدالرحمن التي طالت طويلا
بعد أن سمح لتميم أن يعود للبيت لوحده على أن يوصله عبدالرحمن بعد ذلك


لا ينتبه لضيف لطيف يقبع على سريره.. لأنه خلع ملابسه وتوجه للحمام مباشرة ليتوضأ ويصلي قيامه أولا
حين توجه لسريره ليتمدد.. وجد وردة جورية بيضاء تتمدد على مخدته وتحتها بطاقة بيضاء
ابتسم وهو شبه متأكد من صاحبة البطاقة..
تناول البطاقة


"والله العظيم إني ما اشتكيت منك لجدي
وإني ركبت نفسي الغلط بعد
ووالله مهوب هاين علي اللي صار لك مع جدي
بس تدري.. أنت تستاهل..
يعني تعتذر لوضحى وما تعتذر لي..
أظني إني انضربت مثل ماهي انضربت
وإلا هي أختك وأنا لا ؟! "


اتسعت ابتسامة مُهاب..
يعلم أن هذه طريقتها في الاعتذار
ولطالما وجدت طرقا أكثر غرابة ..
المهم ألا تعتذر بنفسها.. أو حتى تقترب من مفهوم الاعتذار


مازالت ابتسامته مرتسمة وهو يتناول هاتفه ويرسل لها


" آسفين طال عمرش
حقش علينا
أي أوامر ثانية ياصاحبة السمو؟؟"





******************************






مستشفى حمد
الوقت بعد منتصف الليل وقبل صلاة الفجر



"بس خالتي فديتش.. ذبحتي روحش بكا.. عيونش ورمت"
همس مزون الحنون المختلط بعبراتها المكتومة وهي تمسح على كتف خالتها التي لم تتوقف عن البكاء منذ عقد قران جميلة


عفراء تهمس بصوتها الذي تغير من كثرة النحيب: بأموت يامزون.. بأموت.. أشلون أخليها تروح بروحها.. أشلون؟؟
حاسة روحي بتطلع من مكانها


مزون بعتب رقيق: بعد أنتي ياخالتي سكرتيها من كل صوب.. خليفة الحين عبارت ولدش.. وش فيها لو رحتي معه؟!!


رفعت عفراء عينيها المحمرتين لتنظر لمزون بحدة: لا مهوب ولدي..
ولدي اللي كسروا بخاطره وخلوه يهج من الدوحة مجروح وحزين..


ابتلعت مزون عبرتها التي وقفت في حلقها وماحصل لعلي يعود لذاكرتها بعنف يائس..
ولكنها حاولت تجاوز كل هذا وهمست بثبات:
علي رجّال.. وبيعدي ذا كله.. لكن جميلة محتاجتش ياخالتي.. لا تخلينها..


عفراء بحزن مرير: يمكن أحسن لها تروح من غيري.. ويمكن هذي خيرة ربي لها اللي خلاها تاخذ خليفة... عشان أهون وما أروح معهم..


مزون باستغراب عميق: أشلون تقولين كذا يا خالتي؟؟


عفراء همست بمرارة شعرت بها تمزق حنجرتها: الدكتورة كثير كانت تعاتبني إني السبب في تدهور حالة جميلة..
وإني بدلالي لها خربتها وما أرضى يشدون عليها في العلاج
وأصلا الدكتورة أساسا كانت تقول لي أنتي لا تروحين معها.. بس طبعا أنا رفضت.. وكان مستحيل أخليها
بس يوم صار اللي صار... خلاص هذي خيرة رب العالمين... وأنا مالي إلا الصبر والدعاء لوجه الكريم





#أنفاس_قطر#
.

nour66, Msamo and ميرا حوا like this.

morano غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:52 PM   #28

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صباح المودة والترحيب والبخور والعطور



أهلا بكل القادمين من أماكن أخرى ليحملوني شرف اشتراكهم من أجلي



تأكدوا أنكم في بيتكم .. وإن كنت أنا السبب في حضوركم هنا



فصدقوني أن المقام سيطيب لكم هنا..ليس من أجلي



ولكن لانكم ستشعرون بالراحة في أحضان xxxxx



.



.



ألف شكر لكل من أقتطعت من وقتها زمنا لتفكر معي وتعلق وتناقش



وهي تمنح بين الأمس واليوم بعضا من عبق روحها الغالية



تأكدوا من تقديري وامتناني لكل حرف يُخط هنا



.



.



ألف شكر لكل المهنئات بلقب القاص المتميز.. أخجلتموني بفيض مشاعركم الدافئة



ولولا تشجيعكم لم أكن لأصل هنا



.



.



نعود للجزء الماضي..



مع بعض التعليقات.. وبعض الردود



.



أولا التوقف مع قضية زواج كثير من شيباننا أول من جنسيات أخرى



وأنا شخصيا أعرف كثير أمهاتهم ليسوا خليجيات.. فيهم خير أكثر من غيرهم



وعيالهم يكون فيهم بداوة ومرجلة فوق الوصف..



ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى



.



وبنشوف قصة نجلاء وصالح <<< قصة قريبة من قلبي



يمكن لأني أحب القصص اللي يكون العلاقة فيها عمق وتعقيد بين الأزواج



.



.



نجي لتوقع لطيف جدا.. بس أشلون انتو جبتوه وسويتو الربط.. ما أدري صراحة



التوقع هو: إن اللي عبدالرحمن بيعرضها لمهاب هي سميرة أو جوزاء أو شعاع..




انتبهوا يا بنات للحوار:




ابتسم مهاب: إيه خطّابة...


ثم أردف بسخرية: ليه يعني أنت تعرف حد عندهم بنت نفس حالة تميم.. وفي نفس الوقت تناسبه؟!!






صمت عبدالرحمن لدقيقة كأنه يفكر ..ثم همس بعمق: من حيث أني أعرف... فأنا أعرف





يعني الحوار مفسر نفسه... وحدة نفس حالة تميم.. وموب وحدة سليمة



فمن وين جبتوا التوقع ياحليلكم؟؟



على العموم اليوم بتعرفون من هي اللي اقترحها عبدالرحمن



.



.



.



نوقف مع أخونا الفاضل تساهيل اللي استغرب الشتيمة بالكلب والحيوان في هالرواية



اللفظتين جات عند شخص واحد هو كسّاب



وكسّاب بالفعل شخصية أتعبتني في المعالجة.. ولم يسبق أن عالجت شبيها لها



لأني بطبعي أنا كأنسانة مهذبة جدا في الحوار << ماتمدح روحها أبد



ولكن شخصياتي أحاول إلباسها التنوع فهي تعبر عن نفسها



وشخصية فيها خيط رفيع بين سلاطة اللسان والوقاحة وحدة الشخصية مثل كسّاب



هذه الألفاظ هي أقل ما قد يرد على لسانه رغم صعوبتها عليّ..



.



.



.



وعن كساب بالذات



في أحيان كثيرة يؤلمني قلبي وأنا أكتب كيف يكون كسّاب سليطا مع والده



لأن للوالدين مكانة رفيعة ومهما فعلوا لا يحق للابن أن يتجاوز حدوده معهم



ولكن هذا تفكيري أنا.. وليس تفكير كسّاب



ولكن ألا تلاحظون أن كسّاب بقي يحتفظ بخط احترام غريب في طريقته لوالده



خط يتناسب مع شخصيته وشخصية زايد



.



.



وللعلم كل الشخصيات سيظهر لها جوانب متعددة..فالإنسان كائن معقد أبعد ما يكون عن الأحادية



وطبعا هذا التنوع لا يعني التعارض.. ولكنه الغنى الإنساني العسير على الفهم..



ولكن دعونا ننتهي من أجزاء هذا الأسبوع أولا



.



.



ماذا أيضا.. نشكر أختنا سكوت على تنبيهها لي..



في حواراتي أحاول أن أقترب جدا من اللغة الحية المحكية



فأجدني أنزلق دون قصد مني رغم أني أكون أعرف الحكم الشرعي ولكنه في حينها يغيب عن بالي
وقد قمت بالتعديل في النص فورا



اللهم أني أعوذ بك من وسوسات الشياطين




خالص شكري لسكوت ومن قبلها للواثقة



والشكر موصول لكل أخت تتكرم بتنبيهي لأي خطأ أقع فيه



فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون



اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك



.



.



اليوم أتوقف عند زوزو وزارا الغاليتين المنثالتين بعبق الحياة الجامح



توقعاتكم وتعليقاتكم أكثر من رائعة



لكن أتعلمان.. فيها من الصحة وفيها الخطأ



ولكن طبعا لن أقول أي التوقعات صحيحة وأيها خاطئة



وأيكما مصيبة وأيكما مخطئة



حتى ترونها على أرض الواقع



كان لكما في تعليقيكما الماضيين توقعات خطيرة



لكن في حينه.. في حينه



.



.



.



اليوم جزء كاسرة الخاص



تذكرون الإشارات اللي قلت قبل



طبعا الإشارة اللي تحولت لتلميح هي علاقتها بجدها



الإشارة الثانية المهمة تذكرون أول مشهد طلعت فيه وضحى وشعاع



لما وضحى قالت لشعاع: ترا أختي ما تنغلب في الحكي وتقدر تخلي جوزاء ما تسوى بيزة بس هي تحشم عمتي..




ما استغربتم وقتها إن شخصية مثل كاسرة تسكت على تنغيز جوزاء لها؟؟



اليوم نتعرف على السبب



ونتعرف على شخصية كاسرة من الداخل



.



.



اليوم سنطوف بكثير من الشخصيات



ونتعرف على العائلة الاخيرة في بين الأمس واليوم



.



وسيحدث شيء يقلب توقعاتكم بخصوص سفر عفراء مع ابنتها



.



.



إليكم



الجزء الثامن



جزء طويل جدا أتمنى يعجبكم



.



.



قراءة ممتعة مقدما



.



.



لا حول ولا قوة إلا بالله



.



.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن







صباح الدوحة



يوم يحمل الكثير



قلوب تُفجع.. وقلوب تتأمل..



وقلوب ليس لديها سوى فتات الأمل!!








ينزل السلالم بخطوات ثابتة..



يبتسم وتشرق روحه المثقلة حين يرى العينين الدافئتين الحنونتين تطلان من خلف برقعها



تحيط بهما تجاعيد رقيقة جعلت هيئتها تبدو أكثر ضعفا وهي تنحني بوهن..



أو ربما وحشة أمام قهوتها الصباحية!!




ابتسمت بشجن ورحبت قبل أن يصلها: حيا الله أبو خالد.. صبحك الله بالخير




يصلها لينحني على رأسها مقبلا.. ثم يهمس باحترام ودود: صباحش أخير جعلني فدا أرجيلش.. كيف أصبحتي يأم صالح؟؟..




ابتسمت بحنو: إذا قدك بخير أنت وأخوانك ما أشكي باس




ابتسم لها بمرح حنون: هذا أنا وأخواني قدامش قرود تنطط




همست بحزن عميق مسرف في العمق.. وكأن هذا الحزن المقيم يأبى الإنزياح أو التراجع أو الإنكماش:



جعل ربي ما يفجعني في حد(ن) منكم..



من عقب ماراح عبدالله والخاطر كلش(ن) يجيبه ويوديه




همس بحنين موجوع وهو يتذكر شقيقه الأصغر الذي رحل قبل أكثر من ثلاثة أعوام:



جعلها برايد عليك يابو حسن..



أنا أشهد إن الموت خذ له وليدة.. (الوليدة= الرجل النادر)




همست أم صالح بحنين: صالح يأمك.. جيب لي حسن اليوم فديتك..



قد لي كم يوم ماشفته.. وأنا بأكلم أمه تجهزه وتلبسه




ثم أردفت بألم شفاف: ما أدري لمتى ربى كاتب علي ماحد من عيال عيالي يقعد عندي!!



ذبحتني الشحنة لهم!!




ابتسم لها صالح: خلاص ولا يهمش خلي أم حسن توافق علي.. ونجيب حسن عندش




حينها نظرت له والدته بعتب: يعني تجيب حسن وأمه.. وأم خالد وعزوز وخويلد ؟؟




حينها أنزل صالح فنجانه وهو يشعر بضيق كتم على صدره أخفاه خلف هدوء صوته:



وش أسوي بنجلاء هي اللي معندة.. ومعية ترجع لي.. هي اللي حدتني أخطب عليها




نظرت أم صالح لابنها نظرة مباشرة وهمست بعتب مقصود:



نجلاء مرة عاقلة.. وماحدها على ذا كله إلا شي(ن) كايد



شوف وش أنت مزعل(ن) بنت عمك فيه؟؟




صالح بعتب: يعني رجعتي على ولدش.. وش بزعلها فيه يعني؟؟



لا عمري مديت يدي عليها ولا قصرت عليها بريال




أم صالح بذات النبرة المقصودة: أنت أخبر يأمك.. السالفة مهيب سالفة ضرب وفلوس




ثم أردفت بمودة: ياحيها نجلاء.. ليت كل النسوان مثلها..



كانت كافيتني غثى عزايمك أنت وأبيك.. وشاله البيت كله مني..



وين من هي مثلها؟؟




ابتسم صالح: إذا السالفة على كذا.. زوجي الجباوة الثنين اللي أخنزوا من الرقاد فوق..




أم صالح باستنكار: هزاع توه صغير.. أنت صاحي؟؟ خله يخلص الثانوية ذا الحين




ثم أردفت بابتسامة حنونة: أما أخيك الفاسخ كل ما قلته أعرس قال لي..........





"هذا حضرت العقيد عزابي.. وأنا مأنا بأحسن منه"





ارتفعت الأعين لمصدر الصوت الواثق المرح وصاحبه ينزل بخطوات سريعة عن الدرج



بلباسه العسكري الأنيق والنجمتين اللامعتين على كتفيه العريضين



ليصلهم خلال ثوان ليقبل رأس والدته وشقيقه الأكبر بينما كان صالح يهتف بابتسامة:



والله ياملازم فهد..ترا منصور آل كسّاب تزوج بدل المرة ثلاث..



يعني جرّب مثله.. ما تضر التجربة.. يمكن يعجبك الحال عقب




فهد يسكب لنفسه فنجانا من القهوة ويرد بابتسامة مشابهة:



هذا أكبر دليل إني لازم ما أتزوج



لأنه إذا حضرة العقيد بنفسه جرب ثلاث مرات وما صلحت له مرة..



معناتها النسوان كلهم مافيهم خير..




ثم استدرك وهو يعاود تقبيل رأس والدته ويقول بمرح حنون:



إلا أم صويلح.. المصنع عقبها سكروه




أم صالح بحنان: إيه إلعب على أم صويلح بدل ما تبرد خاطرها بشوفت عيالك..




صالح يضحك: وأشفيش أنتي وولدش.. شايفيني أصغر بزرانكم.. صويلح وصويلح...




فهد يعاود تقبيل رأس والدته للمرة الثالثة ويهمس باحترام ودود:



لاحقين خير يا الوالدة.. ما يصير إلا اللي يرضيش.. بس خلوني الحين على راحتي




صالح يبتسم: إيه يمه خليه.. وادعي في كل صلاة إن منصور آل كسّاب يتزوج..



صدقيني يا ساعة يأتي إخبره متزوج..



يافهيدان إن قد يجيش يعدي كنه سلقة يبي العرس...




أم صالح بغضب: يكرم ولدي عن السَلق..



ثم أردفت بابتسامة لطيفة: بس ما يضر ندعي لمنصور.. اللي فهيدان يحبه أنا أحبه




فهد يقفز ويقبل رأس والدته للمرة الرابعة ويقول بمرح:



إيه جعلني فدا عويناتش.. ادعي لحضرت العقيد.. يستاهل..



وادعي لي ما أتاخر اليوم على طابور اليوم.. ويعطيني حضرت العقيد جزا




صالح يبتسم وهو يرى شقيقه يغادر: أستغرب حبك لقائدك على كثرة ما يجازيك.. المفروض تكرهه




فهد بابتسامة واثقة: أنا أدري إن حضرة العقيد يعزني ويقدرني.. لكن العسكرية مهي بلعب..



ولو هو ما تعامل معي ومع الفرقة كلها بذا الطريقة ما كان حبيناه



لأنه يعرف يمسك العصا من النص..



يعطينا حقنا.. ويأخذ حق العسكرية منا




ثم أردف فهد (بعيارة) : بعدين يأخي سيادة العقيد كله كاريزما.. يئبر ئلبي شو مهضوم..




صالح يضحك بصوت عالٍ: أمحق عسكرية تعرفها ياهيفا




فهد يشير له بيده مودعا وهو يضحك



بينما دعوات والدته ترتفع خلفه أن يكتب لكل من ابنها وقائده الزوجة الصالحة والذرية البارة..




بينما صالح يتذكر شيئا... ويهتف وراء فهد بصوت عالٍ حازم يختفي خلفه قلق عميق:



فهيدان الله الله في الركادة وأنت تسوق ياولد..







**********************************








مستشفى حمد



الساعة العاشرة صباحا



غرفة جميلة الخالية من جميلة!!!





نحيبها المكتوم الموجوع حينا ينخفض.. وحينا يرتفع



وهمهمات متقطعة تصدر متحشرجة من حنجرتها التي تمزقت من طول النحيب الذي لم يتوقف مطلقا منذ يوم أمس:



راحت.. راحت بدون حتى ما أسمع صوتها.. يا حر جوفي حراه




مزون تحاول كتم عبراتها: شتسوين يا خالتي؟؟



عادها ما وعت من تخديرتها البارحة عقب ما خدروها عشان ما تشيل المغذي من يدها




تغرس أظافرها في معصم مزون التي تجلس جوارها تحتضن كتفيها تهدهدها



وهي تهمس بصوت مبحوح ممزق: بأموت يأمش يامزون بأموت..



حاسة إني ماعادني بشايفة بنتي..ياحي جميلة حياه





"قومي الحين جهزي أغراضش..



والله ما تمسين إلا عندها واللي رفع سبع(ن) بليا عمد"





الاثنتان نظرتا بدهشة للواقف بجوار النافذة الطويلة ينظر للخارج وهو يوليهما ظهره ويكمل بحزم شديد:



أنتي تأشيرتش جاهزة.. وأنا عندي تأشيرة شنغن مجهزها عشان لو جاتني سفرة شغل مفاجئة



قومي يالله..




عفراء وسط عبراتها: لا يأمك ماني برايحة.. هي عبرة وانقضت.. بفضي رأسي من دموعه وعقبه بأهدأ




كسّاب بذات الحزم البالغ: أنتي تحسبيني حلفت وبأفجر؟؟.. لا والله إن قد تروحين..




عفراء بضعف: يأمك ما أبي أروح.. لو أبي أروح كان رحت معها من أول..




كساب يدير وجهه ناحيتهما وعيناه ممتلئتان بتصميم غريب حازم.. ويقول بقسوة:



خالتي لا تضيعين وقتي ووقتش..



يالله قومي أوديكم البيت وتجهزين وأنا بأروح أحجز لنا على طيارة فالليل



لأنش بتروحين يعني بتروحين




مزون بتردد: كسّاب خلها على راحتها




كسّاب ينظر لها نظرة مباشرة شعرت كما لو كانت نظرته ستسلخ جلدها عن عظمها



وهو يقول بقسوة أكبر: أنتي تلايطي ولا تتدخلين في شيء ما يخصش




مزون تراجعت بجزع.. وعبراتها تتضخم في حنجرتها




بينما انتفضت عفراء بغضب لم يمنعها منه استغراقها في الحزن:



ما أسمح لك تكلمها بذا الطريقة وقدامي.. أنا ما لي حشمة عندك




كسّاب يتجه للباب وهو يقول بذات الحزم القاسي:



أقول لش خالتي.. الأحسن اتصلي في سواقتش توديكم



أنا طالع أجيب التذاكر.. الساعة 7 في الليل تكونين جاهزة..




كسّاب خرج.. لتنفجر مزون في بكاء حاد مترع بالشهقات في حضن خالتها..




عفراء تهمس لها بحنان.. وحزن مزون يأخذها من حزنها:



بس يا قلبي لا تزعلين على كسّاب.. أنتي صرتي عارفته..




مزون تهمس بألم ووجهها مختبئ في كتف خالتها:



حتى لو كنت مستوجعة من قسوة كسّاب وتقصاده إنه يوجعني..



مهوب ذا سبت زعلي



أنتي عارفة إني كنت عاملة حسابي إني بسافر معش أنتي وجميلة



لكن الحين أشلون بأقدر أقعد على أعصابي من غيرش ومن غير جميلة..



لا وبعد من غير كسّاب وعلي




عفراء بحنان وهي تحتضنها بحنو: ماني برايحة يأمش.. بأقعد عندش..



أنتي عارفة إني من لما تزوجت جميلة خليفة قررت إني ما أروح




حينها مزون انتفضت بجزع: لا خالتي تكفين.. لا يرجع كسّاب ويلاقيش ما تجهزتي بيعصب..



انا ما أستحمل أشوف عصبيته.. تذوب ركبي من الخوف




ثم أردفت بوجع: يا سبحان الله.. مع إن كساب طول عمره عصبي..



بس فرق السما عن الأرض بين عصبيته مع حنانه وعصبيته مع قسوته!!




ثم مسحت دموعها وأردفت بتشجيع: خلينا نرجع البيت.. أغراضش تقريبا جاهزة



روحي على الأقل تطمني على جميلة.. لو حبيتي تقعدين مرخوصة



ولو بغيتي ترجعين لي.. هذا أحب ما على قلبي







بعد دقائق في سيارة كساب الذي يزفر غضبه في زفرات محرقة



توشك أن تحرق لشدة لهيبها الهواء العابر أمام أنفاسه:





"تريدني أن أراها على هذه الحال وأتركها



تريدني أن أرى روحها تذوي وأتركها



هل تريد أن تتركني كما تركتني وسمية؟!!



هل تريد أن تعذبني بحزنها كما عذبتني أمي بمرضها



أعلم أن للاثنتين قلب سرعان ما يذيبه الحزن كما يذيب الماء الملح



إن لم أستطع أن أبقي أمي جواري..



فلن أسمح لعفراء أن تتركني وحيدا في هذا العالم.. مخلوق مشوه الروح.. مشبع بالأسى والأحقاد



ما زالت هي نافذة الضوء التي تأخذني من عتمة أيامي المظلمة إلى فضاء يبصق بعض الضوء



الذي يبقيني على تواصل مع كينونتي الإنسانية



لن أسمح لروحها أن تغرق في الحزن..



لن أسمح لابتسامتها أن تنطفئ



فكيف تنطفئ ابتسامة أيامي الوحيدة؟!!!"







*****************************

Msamo likes this.

morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:54 PM   #29

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"صبحش الله بالخير يأم امهاب"




ترفع رأسها للقامة المديدة التي تنحني عليها وهو بكامل ألقه في لباس الطيارين الأنيق وتهمس بهدوء: صباحك أخير يامك



ثم أردفت باهتمام: ما قلت لي إنك عندك رحلة اليوم..




مازال واقفا وهو يقول بهدوء: واحد من الزملاء اعتذر عنده ظرف وكلموني.. رحلة قصيرة للبحرين.. قبل المغرب باكون راجع إن شاء الله




أم مهاب بمودة: تروح وترجع بالسلامة يأمك..




تفكير معين يدور في ذهن مُهاب..



يتردد للحظات ثم يهتف بثقة: يمه فيه موضوع أبي أكلمش فيه




مزنة تعتدل بفرحة وهي تشهق: تبي تعرس؟؟




ابتسم مُهاب: يعني مافيه موضوع أكلمش فيه إلا موضوع عرسي




مزنة عاودت الجلوس وهي تقول بخيبة أمل: مهوب القصد.. بس المقدمة حسيت فيها ريحة عرس




مازالت الابتسامة مرتسمة على وجهه: هو من حيث ريحة عرس فيها ريحة عرس.. بس مهوب أنا



صمت لثانية ثم همس بحذر: عرس تميم




مزنة بضيق: شوف يا امهاب تقول لي ياخذ طرماء صمخاء لا..



عندك سالفة غيرها.. وإلا لا تعطل روحك على شغلك




مهاب يتنهد بعمق ثم يقول بثبات: يمه اسمعيني جعلني الاول.. ذا المرة العروس غير والله غير..



بنت دكتور مع عبدالرحمن في الجامعة.. عبدالرحمن يقول شافها مع أبيها..



يقول مزيونة ومخلصة ثانوية.. وإبيها يمدحه عبدالرحمن واجد




تقاطعه مزنة بنفاذ صبر: والزبدة إنها طرماء صمخاء..



توكل يا ولد بطني.. توكل الله يحفظك




مهاب باحترام لم يخلُ من رائحة الاستجداء اللطيف:



يمه ما يصير تسكرينها في وجه تميم.. الولد يبي يتزوج




مزنة بغضب: اسمعني امهاب.. يا ويلك تزين ذا البنت ولا ذا السالفة كلها في عين تميم



والله إنه زعلي عليك دنيا وآخرة..



تميم يبي يعرس.. بأزوجه أحسن بنت اليوم قبل بكرة.. وغير ذا الحكي ما عندي







*************************







مطار الدوحة الدولي



سيارة الإسعاف التي تحمل جميلة تصل وتدخل إلى داخل أرض المطار



فالمرضى لا يعبرون عبر القنوات الاعتيادية



فسيارة الإسعاف تقف تماما تحت الطائرة..



وجاء ضابط الجوازات للتأكد من الجوازات وأخذ بياناتها لإدخالها في الحاسوب..



ومن ثم لأخذ زايد معه الذي أخذ إذنا خاصا ليدخل معهم لأرض المطار




خليفة يكاد يذوب توترا..



مازال حتى الآن لم يرَ المخلوقة المسماة زوجته.. ولا يشعر مطلقا بأي رغبة لرؤيتها



يشعر بالجزع يخنق روحه.. على أي حال هي؟!!



قالو له أنها مريضة جدا.. ما مدى مرضها؟!



كيف هي هيئتها التي يشعر بالرعب من فكرة رؤيتها؟!!



منذ علم بوزنها وهو لا تفارق أفكاره صور موجعة لضحايا المجاعات



ولكن .. فرق شاسع بين من ترك الطعام مجبرا وهو يستميت ليبحث عنه



وبين من تركه مخيرا وهو يُجبر عليه



فكيف هذه التي قررت تجويع نفسها اختيارا ؟!!





الطاقم الطبي رفع جميلة لسطح الطائرة..



بينما بقي خليفة مع زايد الذي أثقل على روحه بكثرة الوصايا:



ترا جميلة أمانتك ياخليفة.. والأمانة ثقيلة وتُسأل عنها يوم القيامة



هذي بنت الغالي.. وتراها أمانتك يأبيك




خليفة بثقة يذوب خلفها توترا: في عيوني ياعمي.. لا تحاتيها




زايد غادر.. وخليفة صعد بخطوات أكثر توترا وثقلا إلى متن الطائرة




قابل الطبيبة في الممر.. فزايد أصر أن تسافر طبيبتها معها..



وتبقى معها حتى يستقر وضعها هناك.. ودفع من أجل ذلك مبلغا مهولا من المال




همس خليفة بتوتر متعاظم: أشلون وضع جميلة الحين؟؟




ثم أردف وهو يحاول ابتلاع ريقه الذي يرفض عبور حنجرته الجافة: صاحية الحين؟؟ ممكن أشوفها؟؟




رغم أنه في داخله كان يهرب من اللقاء.. ويريد أن يؤجل هذا اللقاء المحتوم لأطول وقت..



ربما حتى يعتاد على الفكرة..



أو ربما حتى يكون قادرا على التحكم في تيارات مشاعر قلقه وتوتره المتزايدة بعنف



.. ولكن حتى متى الهروب؟؟




فهذه الشابة أصبحت زوجته.. أمانته.. وهو المسؤول الأول عنها..



فلمن يترك مسؤولياته الإجبارية التي ورّط هو نفسه فيها؟!!




أجابته الطبيبة بمهنية ودودة رتيبة: صاحية لا..



بس أكيد تقدر أشوفها..



أصلا تركنا المقعد اللي جنب سريرها فاضي عشانك




انتفض خليفة في داخله بجزع ( أ سأبقى مقيدا لجوارها طوال الرحلة؟!!)




توجه خليفة بخطوات مترددة ناحيتها..



ليجلس جوارها وهو يشيح لا إراديا بنظره عنها



يحاول الإلتفات لها ليجد نظره يهرب إلى كل مكان إلا مكانها



يعاود الإلتفات ليعاود نظره المتخاذل القلق رحلته في الهروب..



يكثر الدعوات في قلبه أن يلهمه الله الصواب ويمنحه القوة





يسمي بسم الله ويلتفت نحو المخلوقة الممدة بلا حراك جواره..



لتكون هذه الإلتفاتة هي المحاولة الجادة لإكتشاف رفيقة سفره




انتفض بعنف..والمنظر الصادم يبعثر تفكيره كاعصار عاتٍ



وهو يشعر بشيء ما يسد بلعومه ويجعله عاجزا عن التنفس..



شعوران تصاعدا في روحه حتى خنقاه..




الشفقة والرعب..




كان ينظر بشفقة كاسحة لوجهها الخالي من الحياة..



مظهرها البائس وعظامها البارزة.. عنقها شديد النحول.. أناملها اليابسة الموصلة بأجهزة التغذية



كان يفتح عينيه ويغلقهما وهو عاجز عن استيعاب المنظر أمامه



ليقفز له حينها إحساس الرعب الموجع..




"هذه المخلوقة توشك على الموت



توشك على الموت



فما هذا الذي أدخلت نفسي فيه



كيف أستطيع أن أنجو من الإحساس بالذنب ومن عتب والدتها وزايد.. لو حدث لها شيء؟!!



أي مخلوقة جافة هذه كغصن خشب متحطب بُتر من شجرته لتغادره كل معالم الحياة ونضارتها؟!!



أ يعقل أنها من فعلت بنفسها هذا؟!! أي مجنونة هذه؟!



أي مجنونة؟!!



بل أي مسكينة؟!!



أي مسكينة؟!!"





حاول خليفة أن يمد يده ليمسح على خدها ترجمة لشعور الشفقة المتزايد ناحيتها



ولكنه لم يستطع.. لم يستطع



مشاعر كثيفة معقدة متداخلة تمور في جوانحه المثقلة..



نفور ربما..!!



خوفا من أن يؤذيها وهي تبدو هشة لدرجة التكسر السريع ربما!!




أرجع ظهره للمقعد وهو يربط حزامه..



ويشعر في داخله برغبة حقيقية في البكاء



على حاله.. على حالها.. على هذا الوضع غير الإنساني الذي أدخل نفسه فيه




ولكنه نهر هذه الرغبة المضادة لإحساس الرجولة الثمين



الذي لابد أن يتمسك به حتى النهاية!!



وما بعد النهاية..!!







**************************







نهار عمل اعتيادي يقترب من ختامه بخطى حثيثة..



ترفع كاسرة الهاتف وتتصل بنبرة عملية رسمية: فاطمة لو سمحتي باقي أي شغل؟؟




فاطمة السكرتيرة ترد عليها بذات النبرة الرسمية: لا أستاذة كاسرة الحين مافيه شيء..




حينها انقلبت نبرة كاسرة للنقيض تماما..النقيض تماما.. مودة رقيقة شديدة العذوبة :



زين فطوم قولي للساعي يجيب لنا قهوة.. وتعالي تقهوي معي




فاطمة ترد عليها بذات النبرة ولكن مغلفة بالمرح:



زين سوسو.. دقيقة بس.. أقول لسماح تجي تمسك مكاني.. وأجي لش




بعد دقيقتين تدخل فاطمة ومعها الساعي الذي يحمل القهوة..



ويضعها على المكتب ويخرج لتخلع كاسرة نقابها وتعلقه جوارها




همست فاطمة بمرح شفاف وهي تخلع نقابها بدورها لتجلس:



كم صار لنا متصاحبين؟؟.. أكثر من عشر سنين..



تأثير خلعتش للنقاب علي مثل أول يوم شفتش داخلة المدرسة وتشيلين نقابش



يومها قلبي وقف.. شهقت وقلت نعنبو هذي من وين جايه..



لا تكون مضيعة الدرب وتحسب مدرستنا مكان انتخاب ملكات الجمال




ضحكت كاسرة: والله أيام يافطوم..



ثم أردفت بهدوء عذب فيه رنة حزن لا تكاد تُلحظ: ماطلعت من كل دراستي في المدارس ثم الجامعة إلا بش أنتي وبس




فاطمة تضحك: ياحظش.. أنا أكفي عن العالم كله.. مو؟؟




كاسرة تبتسم: إلا مو.. ومو.. ومو..



ثم أردفت بذات نبرة الحزن الـمُخبئة: الحين ماعاد يهمني.. بس زمان وأنا صغيرة تمنيت يكون عندي صديقات كثير..



تمنيت أكون مثل أختي وضحى الحين ماشاء الله وش كثر صديقاتها..




فاطمة تضحك بمرح: زين يا بنت الحلال إني رفيقتش الوحيدة.. عشان ما تتوسطين إلا لي.. وتشغليني



لولاش وإلا كان قاعدة الحين في البيت أشد شعري..




كاسرة تبتسم: أنا من يوم انطردتي من الجامعة عقب الانذار الثالث



وحن أخر فصل.. ومهوب باقي لش إلا 12 ساعة على التخرج وأنا محترة




فاطمة بحزن: لا تذكريني.. ضاع عمري في الجامعة وعقبه يطردوني ماباقي شيء على تخرجي..



تقارير مرض أمي وانشغالي فيها ماشفعت لي عند إدارة الجامعة بشيء..



وعقب ذا كله هذا أنا اضطر اشتغل بالشهادة الثانوية




ثم أردفت وهي تتناسى هذا القهر الذي لا تستطيع تناسيه:



بس أكيد الفصل اللي خليتش فيه بروحش في الجامعة.. كان فصل ممل




كاسرة هزت كتفيها بسخرية موجوعة: ممل؟؟.. كان مأساة..



كانت روحي بتطلع من الحزن على فراقش والقهر عليش..



وأنا أمشي في الجامعة بروحي ماحد داري عني ولا معبرني




ثم أردفت بحزن أعمق: يعني فطوم لهالدرجة أنا ما أتعاشر..



مثل ما أصيد وضحى وتميم وامهاب وحتى أمي دايم يقولون علي كذا..



وأبين إني ما شفت شيء ولا سمعت شيء




فاطمة بتساؤل حنون: زين وليش تكونين كذا قدامهم..؟!!




كاسرة بسخرية مرة: على قولت جدي (إذا سموك كلب، فصر نباح)..



يعني أمي ربتني كذا.. لكنها يوم شافت الحالة زادت عندي.. ماحاولت تعدلني..



كانت مبسوطة فيني.. لأني أذكرها بنفسها



وعقب صار الكل ينتقدني.. يعني أنا صرت الكلب اللي لازم يرعب بنباحه..



وصرت ما أعرف أتصرف إلا كذا..




مثل يوم كنا في المدرسة تذكرين.. والبنات يقولون لش.. أشلون مصاحبة ذا المغرورة..



يعني البنات يوم شافوني حلوة.. على طول قالوا: مغرورة..



فقلت خلاص الغرور حق مكتسب لي.. ومن هي مثلي يحق لها تصير مغرورة




فاطمة بذات الحنان: بس لو سمحتي لهم يعرفونش عدل.. لو حاولتي تنازلين أنتي عن عنادش..



بينتي لهم داخلش.. كان حبوش..



الإنسان لازم يظهر أحسن مافيه للناس..



مهوب وأنتي راسمة نفسش نجمة في السما وتبين الناس يفهمونش بدون ما تقدمين مقابل




كاسرة بعناد: ما أعرف أسوي كذا..



وأنا ماني بمستعدة أتنازل عشان أغير صورة الناس حطوني فيها وعقبه أنا لبستها بجدارة




فاطمة تهز كتفيها بمودة صافية حقيقية: الناس مالهم إلا الظاهر..




كاسرة بحزم لطيف: خلاص خل الظاهر لهم.. أنا عاجبني حالي..




الاثنتان مستغرقتان في حديثهما الودي.. ليرن هاتف كاسرة.. تلتقطه بهدوء: نعم وضحى



..................



نعم



..................



بحزم شديد: لا.. العصر أنا أوديش..



......................



خلاص وضحى قلت لا يعني لا




كاسرة أنهت الاتصال.. وفاطمة ابتسمت بتساؤل: وين تبي تروح وضحى وأنتي ما رضيتي كالعادة؟؟




كاسرة بهدوء لم يخل من بعض غضب: اليوم تدري إنه أمي في مدرسة تحفيظ القرآن..



وماحلا لها تروح إلا وأنا وأمي مهوب موجودين في البيت




ابتسمت فاطمة وهي تتذكر: خالتي أم امهاب كم جزء وصلت لين الحين؟؟




كاسرة بحنان غامر: فديتها.. ختمت 20 جزء.. عقبال العشرة الباقية بإذن الله..



يا الله ياني ناوية أسوي لها شيء كبير إذا ختمت حفظ القرآن إن شاء الله




فاطمة بتحسر: بس حرام إن أمش ما دخلت الجامعة..



تذكرين واحنا في ثالث ثانوي وهي تمتحن معانا منازل..



والله العظيم كنت على طول أسألها قبل الامتحان ماشاء الله إجاباتها على طول جاهزة



وبعدين جابت أحسن مني.. ماشاء الله منازل وجابت 87 %.. وانا ياحظي 76 بس..




كاسرة بحنان عميق: والله حاولت فيها تدخل بس هي مارضت..



قالت بادخل مدرسة تحفيظ أروح يومين في الأسبوع..



الجامعة تبي انتظام ومقابل.. وما أقدر أخلي إبي بروحه..




ثم أردفت بمودة غامرة: فديت إبيها ..جعلني ما أذوق حزنه يوم..




فاطمة بحذر: كاسرة جدش رجال عود واجد.. يعني توقعي ذا الشيء.. وأنتي إنسانة مؤمنة




كاسرة بغضب: فاطمة سكري ذا السالفة..




فاطمة بمرح: زين زين يمه منش..



ثم أردفت لتنسي كاسرة الموضوع الذي تعلم أنه مصدر ضيقها الأول :



زين خلاص قولي لي وين كانت وضحى تبي تروح..




كاسرة تحاول أن تهدأ بعد الخاطر المزعج: المكتبة تبي تطبع بحث..




فاطمة بتساؤل رغم أنها تعرف الإجابة: زين ليه ماخليتيها تروح.. يعني لازم تكسرين بخاطرها كل مرة




كاسرة بهدوء: يعني فطوم كنش ما تعرفين أسبابي..




فاطمة بهدوء مقصود: أنا أعرف بس هي ما تعرف.. وترا مبرراتش ممكن تكون مقنعة لش..



لكن لها أو حتى لي مهوب مقنعة.. وضحى ماعاد هي بزر.. عمرها 22 وكلها أسبوعين وتتخرج من الجامعة إن شاء الله




كاسرة بحنان موجوع: يا فطوم.. طيبة زيادة عن اللزوم.. إلا هبلا..



العام اللي فات راحت تسوي نفس الشغلة بروحها..



تدرين الطباع النصاب.. خذ على طباعته اللي ما تجي خمسين ريال..خذ 400 ريال.. وما عطاها حتى وصل



ولما رجعت أنا له.. يقول إنها كذابة وماعطته إلا سبعين ريال.. تخيلي!!




ومهوب هذي السالفة الوحيدة.. ياختي مكتوب عليها مقصة..



ماتروح مكان إلا يقصون عليها.. وما تتوب ولا تتعظ.. عندها حسن ظن بالناس غير طبيعي



وأنا ما ابي حد يستغفل أختي




ثم أردفت بحزم: يأختي عدا أني أخاف عليها واجد.. أدري بتقولين كبرت وأخلاقها ماعليها كلام..



صدقيني أدري.. بس طيبتها تخوفني.. أخاف حد يلعب عليها بكلمتين.. حد يضايقها في الطريق وما تعرف تتصرف



تدرين إني مستحيل أخليها تسهر مقابلة الكمبيوتر عقب ما أنام أنا..



أخاف تدخل شات.. وإلا حد يلعب بعقلها.. وضحى بريئة بزيادة وتصدق كل شيء




فاطمة تضحك: والله إنش غريبة.. وش ذا التفكير الحجري اللي عندش..



فكي عن البنية شوي..وضحى ما ينخاف عليها ..وتراش منتي بأمها



فليش تخنقنينها بذا الطريقة.. لو أنا منها.. اخنقش وأنتي نايمة..




ابتسمت كاسرة: عاد هذا اللي الله عطاني... خليها لا تزوجت.. بتنفك من غثاي..




ابتسمت فاطمة: وافقت على عبدالرحمن؟؟




كاسرة بهدوء رقيق: مابعد عطت رأيها..



تدرين فطوم في داخلي أتمنى وأدعي ربي إنها توافق على عبدالرحمن



سبحان الله هي وعبدالرحمن فولة وانقصت نصين..




ابتسمت: طيبين ومهبل




ثم أردفت بتوجس: بس أخاف إنه سالفة إنه عبدالرحمن خطبني أكثر من مرة تخرب عليهم حياتهم..



عشان كذا أنا ما شجعتها.. وقلت لها سوي اللي أنت مقتنعة فيه




تدرين فطوم لو كنت أنا الحين متزوجة كان اقنعتها توافق على عبدالرحمن.. بس بما أني لحد الحين عانس على قولتش



أخاف إنها تحس في وجودي خطر عليها وعلى زواجها..




فاطمة بمرح: زين ضحي بعمرش يالعانس وتزوجي عشان أختش واحد من اللي حرقتهم الشمس عند بابكم




ثم أردفت بجدية: ماتعبتي من كثر ما تردين الخطاب..



كاسرة العمر يجري.. أنا الحين عندي ولدين وأفكر إن شاء الله أحمل بالثالث



ما تبين لش ولد تضمينه لصدرش.. والله العظيم الأمومة بروحها تكفي عن أي شيء..




كاسرة بألم: اكيد نفسي أتزوج ويكون عندي عيال..



ثم أردفت بابتسامة: بس أول خليني ألقى الأبو المناسب لعيالي..




فاطمة بسخرية: إيه شايب منتهي مخرف.. يموت عليش ويخليش أنتي وعيالش..




كاسرة تضحك: ول عليش.. على طول موتي رجّالي.. إلا عمره طويل إن شاء الله لي ولعياله



طريتي علي العيال.. فديته حسون اشتقت له..




فاطمة تبتسم: ما أدري وش حببش في ذا الولد اللي أمه ما تطيقش




كاسرة تهز كتفيها: المحبة من الله.. ومهوب أنا بس اللي أحبه.. الكل يحبونه..



ياسبحان الله يمكن عشان أبيه مات وهو في بطن أمه.. يخلينا كلنا حاسين بحنان عليه



وبعد هو ماشاء الله أدب وحلاوة ودش تأكلينه من قلب..




لكن أمه الله يهداها.. يوم تشوفيني أشيله وإلا أحبه تركبها العفاريت.. كني ذابحة لها أحد



بس جوزا بالذات ما أقول لها شيء.. والله العظيم فطوم.. أول مرة أحس بوجيعة حد مثلها..




بنت صغيرة توها عروس ما تتهنى حتى شهرين ويموت رجّالها وهي حامل في شهر



لا ويقطون عليها كلام إنها وجه نحس.. وحدادها 8 شهور كاملة



تغيرت كثير عقب موت زوجها.. كنها وحدة ثانية.. بس نعنبو لايمها.. قلبها احترق



عشان كذا يوم تقط هي علي كلام.. أحط نفسي ما سمعت.. أو ما انتبهت..



أو أرد رد عادي على أني ما فهمت قصدها



ما ألومها مقهورة وتبي تفضي قهرها..وشكلي صرت كبش الفدا




بس اللي جرحني بجد تخيلي فطوم قبل كم اسبوع جايبة لحسن هدية..



تخيلي وأنا طالعة من بيتهم لقيتها مرمية في الزبالة اللي قدام البيت بعلبتها ما انفتحت...



هذا تصرف وحدة عاقلة؟!!




أحيان كثيرة أسأل نفسي أنا وش سويت لها.. والله العظيم فاطمة عمري ما ضايقتها بشيء




ثم أردفت وهي تبتسم لفاطمة وتقول هذه المرة بغرور تمثيلي مرح باسم:



بس واثق الخطوة يمشي ملكا.. خل اللي كاسرة مهيب عاجبته يحترق بحرته




فاطمة تضحك: يالله ياكريم لا تحرمني أشوف كاسرة عند واحد كاسر خشمها



تذوب فيه وتذبحها الغيرة عليه




كاسرة باستنكار: من هو ذا اللي أغار عليه.. مابعد جابته أمه..



ثم أردفت بغرور: ياحبيبتي تغار اللي خايفة رجّالها تزوغ عينه..



لكن أنا الحمدلله واثقة إنه عينه بتكون عايفة خلق الله عقب ما يشوفني




فاطمة تبتسم: اللهم علي الدعاء ومنك الاستجابة..








************************************

Msamo and ميرا حوا like this.

morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-12, 12:56 PM   #30

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"خلاص خالتي.. كل شيء جاهز؟؟"




عفراء بتوتر وهي تلبس عباءتها: جاهز..



ثم أردفت بحرج: يافضيحتي من خليفة.. أقول له ماني برايحة معكم.. مع أن الولد ترجاني..



ثم ما يوصلون إلا يلاقيني ناطة عندهم.. وش يقول ذا الحين؟؟ إني مابغيت خوته؟!!




مزون بابتسامة: وهذي الصراحة.. أنتي ما بغيتي خوته




عفراء بغيظ: عيب مزون!!





يتعالى صوت بوق سيارة قريب.. تقفزان معا بتوتر..



وتهمس مزون بتوتر أكبر : يالله خالتي شكله كسّاب يستعجلش




عفراء بحنان: ماتبين شيء يأمش




تحاول مزون أن تمنع الدموع من التقافز لعينيها وهي تهمس بثبات قدر ما استطاعت:



لا فديتش.. روحي وتطمني على جميلة..



وأنا الحين بأخلي خدامتش تكمل ترتيب البيت وعقب بأسكره..



واخليها تروح تنام هي والسواقة مع خدامات بيتنا




عفراء تتنهد وهي تحتضن مزون ثم تنزل نقابها على وجهها وتسحب خلفها حقيبتها الصغيرة..



فهي مصرة أن تكون زيارتها قصيرة وتعود مع كسّاب




ما أن غادرت وأغلقت الباب.. حتى انهار تماسك مزون الهش



لتتهاوى جالسة بيأس وهي تنخرط في بكاء خافت عميق الشهقات..




"أما تعبتِ يا مزون من كثرة البكاء..؟!



تبدين كما لو كنتِ عقدت معاهدة دائمة مع الدموع..



يكاد طعم الدمع المالح لا يفارق حنجرتي



فقدت الإحساس بطعم كل شيء.. فقط طعم مرٌّ كالعلم يتضخم ويتضخم



حتى بتت أبصق هذه المرارة داخل أوردتي وشراييني



كان يجب أن أكون أقوى من ذلك.. مررت بأقسى الظروف.. وتخصصت أصعب التخصصات



تخصص لا يجرؤ عليه إلا الرجال.. وتفوقت عليهم فيه



كان لابد أن أكون أقوى



ولكن بقيت أنثى بدمعة حائرة لا تجف



كسّاب لماذا كسرت ظهري هكذا؟؟



كيف أستطيع الوقوف وأنا أعلم أنك لست خلفي لتسندي



لماذا علمتني أن أعتمد عليك بينما كانت مساندتكِ لي مشروطة أن أنفذ أنا شروطك؟؟



لماذا عجزت عن تفهمي .. عن مسامحتي.. عن احتوائي؟!!



أ لم تقل لي دائما أنني ابنتك؟؟



فكيف يقسو قلبكِ هكذا على ابنتك؟؟ كيف؟؟"





تحاول الوقوف وهي تتنهد وتمسح دموعها وتنظر حولها بحنين عميق وتهمس بشفافية:




" الله يرجعش يا خالتي على خير



والله المكان والدنيا من غيرش ما تسوى"







بعد دقائق.. في سيارة كسّاب المنطلقة التي يتبعها سيارة أخرى فيها اثنين من سائقي شركته حتى يعيد أحدهما سيارة كسّاب للبيت




عفراء تشعر براحة عميقة وحال مختلفة عن حالها خلال اليومين الآخيرين..



حتى وإن كان كسّاب أجبرها على السفر.. فكم هي شاكرة له أنه أجبرها!!



كم هي ممتنة لإصراره عليه!!



فرفضها الهش سرعان ما تهاوى أمام إصراره



لأنها كانت تتمنى في داخلها أن يجبرها.. وفعل!!




كان هذا التفكير يدور ببالها وهي تلتفت لكسّاب بحنان متعاظم..



لتهمس بعدها بامتعاض: كسّاب يأمك.. ليه مالبست لك لبس غير ذا؟؟




كسّاب يلقي نظرة خاطفة على لباسه الانيق والبسيط في آن



(تيشرت أبيض نصف كم) بخطوط سوداء عشوائية وبنطلون جينز أسود



ويهمس بهدوء وهو يعاود النظر للطريق: وش فيه لبسي خالتي ؟؟




عفراء بذات الامتعاض وهي تلمس عضلات عضده الشديد الصلابة:



يأمك كان لبست لك قميص كمه طويل وواسع..



أخاف عليك من العيون ما تشوف أشلون التيشرت لاصق بصدرك وزنودك..




حينها ضحك كسّاب: خالتي عيب.. والله العظيم عيب.. تراني رجال ماني ببنية..




عفراء بحنان: وشيخ الرياجيل ماقلنا شيء.. بس العين حق..



وأنت بعد يأمك مربي لي ذا العضلات بزود.. اللي ماعنده عيون بتطلع عيونه




ثم أردفت وهي تتذكر شيئا: وإيه وتذكرت سالفة ثانية حارتني..



لا وهذاك اليوم في عزبة أبيك شايفتك رايح للرياجيل شايل سرندلين كبار كنك شايل قواطي بيبسي..



ياولدي الناس مامن عيونهم خير




ابتسم كساب وهو يقول (بعيارة): الحين أنتي اللي أم عيون.. عاد السرندلات قواطي بيبسي؟!..



ول عليش ياخالتي (سرندل=أنبوبة غاز)




عفراء قرأت بعض آيات القرآن و نفثت عليه ثم همست باستفسار مبهم:



خاطري أعرف السنة اللي أنت قعدتها في أمريكا وش سويت فيها؟!




كسّاب بثبات وثقة: درست الماجستير.. وش سويت بعد..




عفراء بنبرة ذات مغزى: ودراسة الماجستير تخلي الواحد عضلات كذا..



شكلك كنت تشل حديد 24 ساعة في اليوم طول ذا السنة.. ولا ظنتي بعد تكفي




كساب يبتسم ويهمس بنبرة مقصودة: خالتي اخلصي علي.. وش تبين تقولين؟؟




عفراء بجدية: حلفتك بالله ثم حلفتك بالله ثم حلفتك بالله.. أنت كنت تاكل بروتينات وإلا ضارب إبر هناك..؟؟



يأمك أنت عارف ذا الأشياء أشلون خطرة وتضر الصحة وتجيب الأمراض الخبيثة.




حينها انفجر كسّاب ضاحكا: وهذا الموضوع اللي دايم تحومين عليه؟؟



تحلفيني عشانه وثلاث مرات؟؟



ثم أردف ببساطة: ها والله العظيم ثم والله العظيم ثم والله العظيم



إنه عمره ماطب حلقي أي حبوب ولا كلت بروتينات ولا ضربت إبر..



ارتحتي يالغالية؟؟؟




حينها عاودت عفراء لمس عضده وهي تتساءل باستغراب: زين من وين جات ذي.. ؟؟




كسّاب يبتسم: رياضة ياخالتي.. مابعد سمعتي بالرياضة؟؟




عفراء بعدم ارتياح له زمن يرافقها: سمعت بالرياضة.. بس ماسمعت عن رياضة تسوي في الواحد كذا








*********************************







طرقات خافتة على الباب



همست وضحى المستغرقة في استذكارها: ادخل




ولكن الطرقات تكررت.. حينها ابتسمت وضحى بصفاء حقيقي



وهي تقف لتفتح الباب بنفسها ثم تشير بعلامة ترحيب متحمسة وتهمس في ذات الوقت:



هلا والله إني صادقة..




يدخل إلى غرفتها بخطوات هادئة ويشير بإشارات هادئة:



أمي تقول ما تعشيتي .. ليه؟؟




أشارت بابتسامة وهي تهمس ذات العبارة كما اعتادت :



عندي دراسة كثير والله..



إذا خلصت نزلت كلت لي شيء




تميم بهدوء عذب: يعني مهوب شيء ثاني؟؟




ابتسمت وضحى: الشيء الثاني كان أمس.. وأنا خلاص اليوم لاهية في دروسي




أشار تميم وفي عينيه نظرة مقصودة:



وموضوع أمس بيقعد أمس.. وماراح ينحل اليوم يعني؟!!




وضحى مع تميم مخلوق آخر.. محررة من التردد والخوف والتوتر..



علاقتها مع تميم شيء فريد وكأن كل منهما يأخذ من عبق روح الآخر



فروح هذا الشاب الشفافة الصافية تنعكس عليها لتبعث في أوصالها إحساسا حانيا بالإحتواء والمساندة والصفاء




أشارت وهي تستعد للجلوس: أبي لي يومين.. قبل أبلغ امهاب رفضي..



عشان ما يأكل كبدي ويقول لي استعجلتي في التفكير




يجلس تميم جوارها: وأنتي كذا تشوفين إنش ما استعجلتي..



عبدالرحمن ما ينرفض.. حرام تروحينه من يدش




حينها انتفضت وضحى بغضب: حتى أنت يا تميم.. حتى أنت..



شايف إنه من المفروض إني أحب يدي ألف مرة إن واحد مثل عبدالرحمن قرر يفكر فيني



لأني ما أناسب مستواه العالي.. لازم أستغل الفرصة..عشان أدبسه فيني قبل ترجع له الذاكرة



لأنه أكيد واحد مثله ماخطب وحدة مثلي إلا لأن فيه خلل في عقله لازم نستغله قبل يتصلح الخلل... ولأنه......




تميم قاطعها وهو يمسك بيديها ليوقف سيل إشاراتها العصبية وكلماتها المتدافعة بغضب



وهو يشير لها ببساطة: سواء كنتي أحلى وحدة في العالم وإلا أشين وحدة في العالم



في كلا الحالتين عبدالرحمن ما ينرفض..



أما إذا رجعنا لش.. أنا أبي أعرف أنتي من وين جايبة ذا النظرة السلبية عن نفسش..



هذا أنتي قدامي وشايفش حلوة ومافيه أحلى منش




وضحى بأسى: هذا عشانك تحبني.. شايفني في عيونك حلوة




تميم يشير بحنان ومودة: وعبدالرحمن بعد بيحبش وبيشوفش في عيونه حلوة مع أنش حلوة بدون عيون حد



وترا عمر الجمال ماكان هو سبب لنجاح الزواج



الحين كاسرة هل فيه وحدة أحلى منها..



مع كذا ما أتوقع إن الرجّال اللي بيتزوجها بيكون مبسوط معها.. لأن عشرتها صعبة



لكن أنتي ياحظه اللي بتكونين زوجته




ابتسمت وضحى: الله لا يحرمني منك.. دايم رافع معنوياتي..



ثم أردفت بجدية: بس يا تميم والله أنا مأني بمقتنعة بذا السالفة كلها




حينها أشار تميم بجدية: إيه كذا معقول.. منتي بمقتنعة.. حقش..



وعلى العموم وضحى.. ماحد بجابرش على شيء



بغيتي توافقين أو ترفضين هذا شيء راجع لش.. وتأكدي إني واقف معش وفي صفش مهما كان قرارش..








*****************************








"أوف جننوني عيالش.. مابغوا يرقدون..



وش معطية عيالش أنتي؟؟ من وين جايبين ذا الطاقة كلها..



نطينا على السرير.. وتطاردنا ولعبنا..



أنا انهديت وهم يقولون مثل خالي هريدي: كمان"





صرخت سميرة بهذه العبارة وهي تلقي بنفسها على سرير نجلاء التي كانت واقفة تجفف شعرها المبلول..




ضحكت نجلاء: ما دريت إنه عندنا خال اسمه هريدي..




سميرة تضحك: كنت بصراحة أحلم يكون عندي خال اسمه هريدي



وواحد ثاني اسمه محمدين.. وحسنين بعد.. وابو المعاطي.. وعوضين




نجلاء تضحك بهستيرية: من جدش؟؟.. عصابة مطاريد الجبل مهوب خوال ذولا..




حينها اعتدلت سميرة جالسة وهي مازالت تضحك:



وش سوي بأبيش.. اللي يوم حب له مصرية..



خلا كل المصريات اللي أخوانهم أكوام أكوام.. وراح يتزوج وحدة (مئطوعة من سجرة)..




نجلاء بمودة عميقة: فديتها أمي.. ليه هو كان بيلاقي أحلى منها..




سميرة تضحك: إيه وأبيش عاد ما يطيح الا واقف..



وين لقى له مصرية شقراء وبيضاء كذا كنها روسية؟؟ وش ذا الحظ اللي يفلق الصخر عنده؟!!




نجلاء باستنكار باسم: ماعاد باقي الا أمش وأبيش تبطحينهم بعينش.. عقب ما بطحتي هل شارعنا كلهم




سميرة (بعيارة): إيه وش عندش؟؟ مبسوطة في أمش.. ماحد خذ الشقار إلا أنتي..



وأبيش عاد يموت على الشقار.. خليتوني أروح أصبغ شعري عشان ما أصير شاذة في البيت




سميرة تضحك: أمي قسمتها بالعدل بيننا.. أنتي أبيض وحدة فينا.. وأنا خذت الشعر الأشقر.. وغنوم العيون العسلية




حينها وضعت سميرة يدها على قلبها وهي تصرخ باصطناع: أه يا قلبي.. يا قلبي لا تذكريني...



ماحد حارني إلا غنوم.. صحيح (يدي الحلئ للي بلا ودان)



غنوم الخايس يأخذ العيون العسلية.. وأنا عيوني سود تروع في بياضي



لا وبعد مهوب عاجبه لون عيونه... يا حرتي حرتاه



لا وأنتي بعد عادش متمننة علي بالبياض.. هذا أنتي قدش بتنفقعين من البياض اللي بحمار




نجلاء تضحك: ماتعرفين تذكرين ربش أنتي..




سميرة تنزل حاجبا وترفع آخر: عارفته قدام أشوف وجهش يالطماطة..




كانت نجلاء على وشك الرد عليها لولا صوت رنين الرسالة التي وصلت هاتفها




حينها صرخت سميرة وهي تقفز لتلتقطه: والله ما يفتحه إلا أنا..




تراجعت سميرة بحزن وهي تترك جهاز الهاتف لها وتقول بغصة:



إذا قريتيه امسحيه ومافيه داعي تقولين لي وش فيه..




سميرة بمرح: كذبش كذباه.. قال ما تبي تدري وش فيه... عليّ يانجول؟!!



بس تدرين نجول.. صويلح هذا المفروض يعطونه جائزة أكثر رجال العالم مثابرة..



9 شهور كاملة مامل.. يوميا نفس الوقت مسج..




وأنتي بعد يعطونش جائزة أكثر نساء العالم تحجرا.. إذا قلبش مابعد ذاب من ذا المسجات.. و أنا قلبي ذاب منذو مبطي..




ثم تنهدت وهي تفتح الرسالة: يارب ابعث لي من عندك واحد كلامه حلو مثل صويلح




ما أن قرأت الرسالة حتى أغمي عليها أحد إغماءتها التمثيلية التي لا تنتهي:




آه آه ياقلبي.. لا عاد رجالش ذبحني الليلة.. والله ذبحني..



إن ما جهزتي شنطتش ورجعتي لصويلح عقب ذا المسج.. يكون ما عندش قلب



وعليه العوض ومنه العوض في قلب أختي اللي انتقل إلى رحمة الله




حينها لم تستطع نجلاء مقاومة الفضول..



تناولت الهاتف الملقى بجوار سميرة التي مازالت مغمى عليها في تمثيليتها ..



لترفعه إلى مستوى نظرها بتردد







#أنفاس_قطر#

Msamo and ميرا حوا like this.

morano غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.