آخر 10 مشاركات
الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          اخطب لأمك *مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رواية العودة المتأخرة _روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          17 - مندلا - مارغريت واي - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] عبثاً تحاول ، للكاتبة/ حنان | atch (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-07, 04:55 PM   #11

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ربما لا . اني اعترف بذلك , لكن القليلات هنّ اللواتي حاولن التخلص من هذا القدر , ومعظمهم أسسّ عائلات مثل عائلتي , واعطين اولادهن العطف والحنان والمحبة التي نالوها من ازواجهم .
لا شك في انهن نساء رائعات عرفن ان يتقبلن مصيرهن .
فقالت لورا بسخرية :
" لم يكن امامهن خيار آخر ".
وصلا الى مدخل اكابولكو ولما رات الشاطئ الرملي الذي تحدّه اشجار النخيل وجوز الهند ,
فكرت لورا بانفعال انها سترى والدها عمّا قريب .
الممر الطويل المتعرج الذي يؤدي الى فيلا جاسينتا لم يكن قد قطعته لورا من قبل ,
المرّة الوحيدة التي جاءت فيها مع دييغو الى هنا كانت عن طريق البحر على متن يخته ,
ظهرت الفيلا من بعيد , جدرانها بيضاء وقرميدها زهري وهي مبنية على قمة تلة صخرية ,
تحيط بها الازهار من كل الجهات , على الشرفة الواسعه وجهتي السلالم العالية و الجدران الصغيرة والمرتفعات المشجرة .... انها فيض من الالوان الزاهية والروائح العطرة .
وما ان توقفت السيارة امام الفيلا , حتى انفتح الباب بمصراعيه الكبيرين ...
وظهرت جوانيتا الخادمة المسؤولة , وورائها زوجها كارلوس المسؤول الاول في الفيلا .
اسرعت جوانيتا بوجهها الاسمر الضاحك لاستقبال العروسين , فرحةً برؤية سيدها في بذلة العرس والقرنفلة الحمراء ,
قبّلها دييغو على خديها وصافح من في المنزل
وطلب من جوانيتا ان تحضّر الشراب المنعش في غرفة الجلوس .
اخذها الى الصالون الصغير الذي تطل شرفته على البحر
المنظر رااائع .. فتوجهت لورا الى الشرفة لتتمتع بهذا المنظر الخلاّب .
الامواج تتكسر على الصخور والرغوة البيضاء ترتفع احياناً بعلو المنزل . ومن جهة اخرى يبدو الشاطئ الرملي تحميه سلسلة صخور تحيط بعرض الشاطئ .
قالت لورا لنفسها : "على الاقل هنا يمكنني ان اسبح بصورة دائمة ".
ظهر دييجو فجاة وقال كانه قرا افكارها :
" من الافضل الاّ تسبحي الا على الجهة الجنوبية من الشاطئ ,
فالشاطئ الشمالي ملئ بالتيارات الخطرة , افضل شئ هو الاكتفاء بالسباحة في البركة ".
فكّرت لورا :" اليس جريمة ان يسبح المرء في البركة عندما يكون البحر على خطىً قريبة منه ؟
شاطئ تحده اشجار النخيل وجوز الهند المليئة بالثمار الناضجة ".
شعرت بيد دييغو تلمس عنقها بينما ترفع يده الاخرى ذقنها وسالها :
" هل تعتقدين حقاً ان السباحة هي التسلية الوحيدة التي تجدينها في فيلا جاسينتا ,
يا حبيبتي اود ان اقدم لكِ اكثر ... وافضل ...."
وبحركة عنيفة تخلّصت لورا من قبضته وقالت :
" اراك واثقاً من نفسك !".
أجابها بصوت خفيض :
" نعم , اني واثق من قدرتي على اسعاد زوجتي , وعندما اضمكِ بين ذراعيّ الليله ,أعدك بانكِ ستنسين برانت نهائياً ".
فقالت وهي تدير نظرها عنه وتحدّق في الخليج :
"كيف تجرؤ على التحدث بهذه الصورة , انت تعرف جيداً ان هذا الزواج ليس سوى اتفاق ورياء !
يا الهي سامحني لانني ارتكبت صباح هذا اليوم خطيئة مميتة ,
فقط لانقاذ حياة والدي , فقد اقسمت بان اخلص لرجل لا احبه . ارجوك الاّ تجعلني اضاعف خطأي الى .... الى ....." .
جذبها دييغو نحوه بقوة وقال :
" تقولين انكِ لا تحبينني !
اني اشعر كلما عانقتكِ بان هناك تجاوباً لديكِ .
ومن يقول انك لن تتوصلي الى حبي متى اصبحنا زوجين بالفعل ؟".
فجأة خفف من حدة صوته ونظر اليها بلطف وقال :
" اني اسف يا حبيبتي .. ان تخوّفك في محله ,
وهذا شئ طبيعي , الا يمكنكِ ان تثقي بي . اني قادر على اكون لطيفاً معكِ ".
ظهرت جوانيتا حاملة صينية :
" شكراً جوانيتا ".
ثم اضاف بعض الكلمات الاسبانية طالباً من الخادمة ان تفرغ حقائب السيدة .
ولما خرجت جوانيتا من قاعة الاستقبال التفت دييغو نحو زوجته وسالها :
" هل يمكنني ان اطلب منكِ ان تتصرفي كسيدة المنزل , يا لورا ؟".
وبعد تردد قصير , هزت لورا كتفيها واتجهت نحو الطاولة التي وضعت عليها الصينية ,
كانت تشعر بالتعب وبالعطش بعد المسافة الطويلة التي قطعتها في هذا الحرّ اللاهب ,
فلم تشعر برغبة في التحدث مع الرجل الذي بدات تخشاه ,
عليها ان تحافظ على نشاطها وحماسها وطاقتها لانها ستكون في حاجة اليها هذا المساء لتبقيه بعيداً عنها .
ومع ذلك فهي تعترف ان شغف دييغو بها وولعه وشوقه , اضافة الى الديكور الروماني المحيط بيهما , كلها توقظ فيها رغبتها .
ومن حسن حظها . فقد ادرك دييغو انه من الافضل تغيير الموضوع ,
فبدا يتحدث بمرح وطلاقة عن اشياء كثيرة وفي الوقت نفسه كان يحتسي الشاي ويأكل السندويتشات الصغيرة والحلوى بالكريما التي احضرتها جوانيتا .
" هل تعرفين يا لورا ان هذه الفيلا تحمل اسم جدتي ؟".
" لا . لم اكن اعرف ان جدتك تدعى جاسينتا ".
" عندما بنى والدي هذا المنزل , اعطاه اسم والدته ....".
سالته في صوتٍ ساخر :
" ولماذا لم يعطه اسم زوجته "؟.
غاصت نظرات دييغو بتعبير حزين فقال :
" لم توافق جدتي على زواجهما , في الحقيقة يمكن القول ان والدتي لم تستطع التجاوب مع تقاليد البلاد .....".
"وما هو اسم والدتك "؟.
" لورا . لورا دايفيس ".
كأنها تلّقت حماماً مثلجاً .
هل كانت كونسيويلو على حق عندما قالت ان دييغو لم يتزوجها الا لانها تشبه والدته ؟
حتى انهما تحملان الاسم نفسه .....
سالها دييغو بلطف عندما رآها تنتفض :
" ماذا جرى يا حبيبتي , تبدين كانكِ تخشين حكم جدتي ... لكن هل تعتقدين انها استقبلتكِ بالحرارة وهذا الحب وأعارتكِ فستان عرسها , لو لم تعتبركِ الزوجه التي احلم بها ؟".
وضعت لورا فنجان الشاي على الطاولة وقالت ببرود :
" لا يهمني كثيراً ما اذا كانت جدتك تقبلني ام لا ".
انها كذبة واضحة . في الحقيقة , احبّت لورا كثيراً هذه المرأة العجوز التي تتمتع ببعض الاستبداد والجمال , والتي لا تخفي حبها الكبير لحفيدها الوحيد .
اضافت وهي تنهض دفعة واحدة :
" هل يمكنني الآن ان اتوجه الى غرفتي ؟".
سأوصلكِ الى جناحنا , ان جوانيتا تعدّ لنا عشاء بسيطاً وخفيفاً .
لكننا لن نتناوله قبل الثامنة والنصف , وأمامنا الكثير من الوقت حتى ذلك الحين ".
تساءلت لورا بعصبية وهي تتبعه في البهو , ثم في الممر :
" أمامنا الوقت كي تفعل ماذا ؟
هل سيحاول تنفيذ ما يجول في خاطره ؟".
فتح دييغو باب شقتهما الفاخرة المستقلة تماماً عن المنزل .
وفي رواق صغير تطلّ غرفة نوم شاسعة مزينة ومفروشة في ذوق مترف ولطيف ,
الابواب الزجاجية تفتح على شرفة مزهرة تطل على قسم من الشاطئ ,
وفي وسط الغرفة سرير عريض .
التفتت لورا الى دييغو وقالت :
" بما ان العشاء سيتاخر , فانني اوّد ان اذهب لزيارة والدي قبل ...."
" كلا يا حبيبتي , هذا لا يمكن تحقيقة اليوم ".
فقالت لورا بغضب :
" لكن لماذا ؟ لقد اتفقنا على .....".
" لقد اتفقنا على ان تتزوجيني ليكون لدي سبب وجيه يمكنني من مساعدة والدك على ان يمثل امام المحكمة باسرع وقتٍ ممكن . لقد وعدتكِ بان افعل ذلك , وساحقق هذا الوعد ".
" واتفقنا ايضاً على رؤية والدي ".
فقال بهدوء :
" نعم سأتيح لكِ ذلك . لكن كثيرين سيفاجأون بان ترغب زوجتي في الابتعاد عني ليلة العرس ...
والدكِ ايضاً سيستغرب ذلك ....".
" لماذا ؟ انه يعرف ان ...."
توقفت لورا عن متابعه الكلام وعضّت على شفتيها ,
صحيح .. لا يعرف والدها ان هذا الزواج ليس زواج حب .
" ان والدكِ يعرف فقط اني احب ابنته اكثر من اي امراة اخرى ,
وان سعادتها هي اقصى ما اتمناه ".
اكثر من اي امراة اخرى . انه يعني والدته ...
تضايقت لورا فجأة , وتوجهت نحو النافذة واسندت جبينها الملتهب اليها وراحت تتامل الامواج تتكسر على الصخور .
لماذا رفض دييغو ان يسمح لها برؤية والدها الان ؟
هل يخاف اقاويل الخدم , او انه يصرّ على ان يملكها قبل ان يتسنى لها الهرب ؟
قالت في جفاف :
" بما انه لا مجال لرؤية والدي الان فاني افضّل ان استريح ".
وفوجئت بقبول دييغو عرضها :
كما تريدين يا حبيبتي , سآتي لآخذكِ الى العشاء في الثامنة .
استريحي جيداً ".
وبعدما أغلق الباب وراءه , خلعت لورا حذائها العالي وشعرت بألم في رأسها ,
فتناولت حبتي مسكن من حقيبتها وتوجهت الى الحمام .
كان الحمام مقسماً الى جزئين .
الاول يحتوي على مغسلة كبيرة وحنفية مذهبة .وطاولة زينة كبيرة تضم عدداً كبيراً من الادراج تعلوها المرايا الرمتفعة حتى السقف ,
اما الجزء الثاني فقد ذكرها بالحمامات الرومانية . فهو مؤلف من حوض رخامي اخضر في وسطه نافورة ماء تحيط بها احواض مزروعة باشجار النخيل , وما ان تناولت حبتي المسكن حتى عادت الى غرفتها وبدات تخلع ملابسها .
فتحت باب الخزانة الواسعه ووجدت في جهة كل ملابسها معلّقة باتقان , وفي الجهة الثانية كانت ملابس دييغو ,
يا الهي , يجب ان تقنع نفسها انه الان زوجها وانه يحق له ان يضع ملابسه مع ملابسها .
وبحركة غاضبة تناولت قميص نوم من الساتان الابيض وهرعت الى الحمام ,
حتى المياه الناعمة التي وضعت فيها الاملاح ذات العطور المختلفة لم تساهم في استرخاء عضلاتها بصورة كاملة .
لكن عقلها يعمل باستمرار وتبحث من دون جدوى عن طريقة تجعل دييغو يتراجع عن تصميمه .
بامكانها ان تهرب من المنزل وتستقل سيارة دييغو وتذهب الى اكابولكو . لكن ذلك لن يخدم قضيتها ولن يعيد الحرية الى والدها .
لا يمكنها الاستغناء عن مساعدة دييغو , انها حلقة مفرغة .
خرجت من المغطس ولفّت جسدها بمئزر الحمام . ثم راحت تجفف جسمها وارتدت قميص النوم .
ربما توصلت الى اقناع زوجها بان رجلاً يحترم نفسه لا يمكن ان يحقق لنفسه اية متعة ضد ارادتها .
تمددت فوق الغطاء الحريري المعرّق الذي يلف السرير .
ماذا تفعل كي تجعل دييغو بعيداً عنها .
راحت تقارن بين وضعها بوضع شهرزاد التي نجحت في النجاة من الموت المحتم طوال الف ليلة وليلة ..
لانها راحت تروي لشهريار القصص المشوقة التي لا نهاية لها ....
ولكن هل ستتمكن بهذه السهولة من ان تحوّل دييغو عن الهدف الذي صمم على تحقيقه ؟



Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:56 PM   #12

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6-الهمسة الحاسمة





عندما استيقظت لورا كان الظلام قد ملأ الغرفة. وللحظات لم تتذكر اين هي، ولا لماذا هي هنا. لكنها عندما سمعت صوت الباب استعادت ذاكرتها بسرعة.

بدأ قلبها ينبض بسرعة جنونية، عندما رأت دييغو، في بذلة المساء البيضاء، يتقدم بخطوات واسعة نحو السرير. نظر اليها بدقة وتهلّل وجهه عندما شاهد قميص نومها نصف المفتوح.

حاولت لورا اقفال القميص، لكنه ابعد يدها، وجلس قربها و وضع راسه على صدرها. ويصورة غريزية، وضعت يدها على شعره الاسود مستمتعة بهذه المداعبة.

همس دييغو بصوت مبحوح "انت رائعة الجمال يا حبيبتي".

وعندما شعرت بجسمه يقترب منها، استعادت وعيها ماذا تفعل بين ذراعي هذا الرجل الذي تسخر منه، والذي استفاد من نعاسها ليفاجئها؟

الحت بصوت مخنوق:

" ارجوك ابتعد عني"

وبحركة مفاجئة توصلت الى ابعاده عنها.

" لن تسامحنا جوانيتا، اذا لم نتذوق الطعام الذي احضرته خصيصا لنا"

لم تجرؤ لورا على ان تنظر الى زوجها. فسكتت. اخيرا قال دييغو في لهجة ساخرة

" اه، سوف تفهم، انني متأكد انها تفهم.

لكن ربما كنت على حق وسوف ننتظر... ربما هذا افضل..."

القى نظرة سريعة على ساعة يده الذهبية، ثم قال.

" اذا اسرعت بارتداء ملابسك، فلن تتأخري عن العشاء. سأختار ما تريدينه"

ابتعد باتجاه الخزانة وعاد حاملاً فستاناً طويلاً من القطن الابيض المقطع بالرسوم الهندسية. وقال لها وهو يضعه على طرف السرير:

" لديك تشكيلة جميلة من الملابس الرائعه يا حبيبتي، لكني ساشتري لك الكثير ايضاً، مما يصدر عن دور الازياء الباريسية. وسوف اشتري لك الحلي و..."

قاطعته لورا بسرعة:

" الثياب والحلي لا تهمني ان الشئ الوحيد الذي ارغب فيه هو حرّية والدي"

" انت تعرفين جيداً انني سأفعل كل جهدي لأحصل عليها. هل تشكّين في كلامي؟"

"ساصدّقك بسهولة اذا وعدت بألاّ تلمسني والاّ تمارس حقوقك كزوج قبل خروج والدي من السجن".

فقال في تقلّص:

" لكن هذا يمكن ان يدوم اسابيع، وربما شهوراً! هل تظنين انني من حجر؟ هل تظنين يإمكاني النوم قرب زوجتي كاللوح؟ لا هذا غير وارد... وليس صحيحاً سواء باللنسبة الي او بالنسبة اليك".

ارتجفت عينا لورا. احست بانها كانت تتجاوب مع مداعبته لها. كيف وصلت الى حدّ ان تكشف عواطفها؟

قالت بوضوح:

" لن تكوت صمة مشكلة اذا لم نتقاسم السرير نفسه".

انتفضت عندما رات دييغو، الغاضب، يمسك بمعصمها ويضغط عليه بقوة ويقول:

" لا تتعلّقي بالأوهام، يا لورا، قبل نهاية الليل، برضاك او بالقوة، ستصبحين زوجتي. والآن اسرعي. انتظرك في قاعة الاستقبال الصغيرة".

نظرت اليه بغضب وهو يعبر عتبة الغرفة ويغلق الباب وراءه. من يكون هذا الرجل ليشتهي امرأة ترفضه؟ هل تسلّيه مقاومتها له وتثيره، بدل ان تبرد اعصابه؟

اذا كان ذلك صحيحاً، فستخيب لورا آماله! وعدت نفسها بأن تتصرف بين ذراعيه مثل عجينة رخوة، من دون انفعال. لن تقاومه ولن تشجعه ايضاً. ربما تأمل بأن تمنعه كبرياؤه في مثل هذه الظروف من ان يرغمها على اطاعته.

بعد هذا القرار شعرت لورا بارتياح. ارتدت الفستان الذي اختاره لها دييغو و وضعت الزينة والعطور وتوجهت الى غرفة الاستقبال.

كان دييغو مديراً ظهره يحدق في عتمة الليل. رأى انعكاس لورا من خلال زجاج النافذة، فاستدر مسحوراً امام زوجته الرائعة في فستانها الابيض. ولما رأت نظراته، ندمت لأنها لم ترتد فستاناً عادياً اقترب منها بسرعة، ورفع يدها وراح يقبلها وهمس:

" صحيح ان الجواهر لن تزيد من جمالك، يا حبيبتي"

لكنّها افلتت منه بلطف وجلست في كنبة مريحة. وسألته متجاهلة نظرته المهانة.

" هل يمكنني ان اشرب شيئاً؟"

سكب لها دييغو عصير البلح المثلج وسكب لنفسه كوب ماء بالليمون ثم قال بلهجة احتفالية يتخللها القليل من السخرية:

" أرفع كأسي لصحتنا ".

ولمّا لاحظ ان لورا لم تسمع ما قاله افرغ كاسه وجلس في مقعد آخر، وقال بجفاف

" لم يسبق ان فرضت على امرأة شيئاً اريده ".

كانت لورا تدرك انه تعرّف الى عدد كبير من النساء في حياته. هذا طبيعي لرجل مثله، يتحلى بمركز رفيع في المجتمع، اضافة الى جاذبيته ورجولته.

شربت العصير وسألته بصوت متردّد:

" الشخص، اقصد الاشخاص الذين ستتصل بهم بخصوص والدي، هل بإمكانهمان يعجلوا في تحديد موعد المحاكمة؟"

" لم افعل شيئا حتى الآن ".

" لكنك وعدت ..."

" لقد وعدت بأن احدثهم عن والدك. ويوم عرسي ليس بالظرف المناسب وانت تعرفين ذلك جيداً. سأفعل خلال اسبوع او اسبوعين ..."

" اسبوع او اسبوعين، وخلال هذا الوقت، يبقى والدي في السجن. اتجد ذلك طبيعياً؟"

" يجب الا نبالغ في الامر. ان والدك في ايدي امينة. وهو الآن يتناول عشاءً فاخراً لا ينقصه اي شئ. ولا حتى الرفقه النسائية اذا كان هذا ما يرغبه".

احمرّت لورا خجلاً وقالت:

" كيف تجرؤ ان تقول ... هذا ... عن ابي ..."

" ان والدك رجل مثل بقية الرجال، اليس كذلك؟"

بعدما طرقت الباب دخلت جوانيتا، مضطربه ومعتذرة عن تأخرها

فقال دييغو بلطف:

" هذا غير مهم، يا جوانيتا، لم تنته السينيورا من كأسها بعد ".

" شكراً، سينيور العشاء حاضر ".

وبعدما خرجت الخادمة واغلقت الباب وراءها، نهض دييغو وقال:

" لو سمحت ان تنهي عصيرك يا حبيبتي، كي نذهب الى العشاء. لقد امضت جوانيتا ساعات تعد الطعام. ولا داعي لأن ندعها تنتظرنا اكثر".

فقالت لورا وهي تفرغ كأسها.

" ليس في نيتي ازعاج جوانيتا، ابداً"

قالت لورا لنفسها : "ان دييغو يحترم موظفيه ويحرص على راحتهم، بينما رغباتها هي تبدو آخر اهتماماته. يالسخرية القدر! "

قال وهو يتأبط ذراعها:

" لورا. اسمعي جيداً. لا اريد ان تعرف جوانيتا اننا لم نتزوج عن حب. فهي تنتظر هذا اليوم منذ زمن .."

اجابت لورا بقسوة وهي تفلت من قبضته:

" تباً لجوانيتا وللجميع في كل حال، ليست جوانيتا من يضطر مقاسمتك سريرك ومائدتك ".

تقدمت امامه في خطى اكيدة، لكنها توقفت في منتصف الممر، ضائعة امام العدد الهائل من الابواب لا تعرف اي منها تختار. ومن دون كلمة لحق بها دييغو ثم ادخلها الى قاعة الطعام المتصلة بالدار الكبير بباب ذي مصراعين. غرفة الطعام بسيطة، لا تشبه في شئ غرفة الطعام الواسعة بقصره في مكسيكو.

فكرت لورا وهي تتأمل الطاولة الممدودة في دقة وفن:

" يالها من ورطة ". ان اي فتاة في العالم تحلم بمثل هذا الديكور ليلة عرسها. برفقة زوج جذاب مثله! لماذا اختار هذا الرجل المتعجرف، الجذاب الذي يستطيع ان يملك كل النساء، اختارها هي بالذات؟



..


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:57 PM   #13

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ظهرت جوانيتا حاملة الوجبة الاولى المؤلفة من اللوبياء المتبلة بالحشائش العطرية والجبن والصالصه الحامضة. انه حساء شعبي اعجبها طعمه، لكنها لم تكن قادرة على احتساء الا القليل منه لأنه حار. الوجبة الثانية كانت مؤلفة لحم الاوز المطبوخ. اكلت بعضاً منها. ولم يكف دييغو من النظر اليها بشكل مبهم. كان يلعب مع طريدته لعبة الهر والفأر ...

ولمّا مدت يدها لتتذوق العنب الهندي سألها دييغو فجأة:

" منذ متى عقدت خطبتك على هذا الاميركي؟ "

فقالت متعجبة:

" برانت؟ "

اجاب بخشونة:

" هل كان الكثير قبله؟ "

" كلا. هو فقط. انه الرجل الاول الذي تعرفت اليه منذ خروجي من الدير. كنت اسمع دائما اخبار صديقاتي. يتحدثن بفرح عن اصدقائهن الرجال. الذين تعرفن اليهم خلال العطلة الصيفية. اما انا فكنت امضي عطلتي على متن سفينة والدي وهذا كان يكفيني حقاً ".

" الى ان دخل برانت في حياتك؟ "

" نعم. انه يملك كل ما ترغب اي امرأة ان تجده في الرجل ".

وعندما رأت وجه دييغو يتجهم اضافت:

انه شاب حسن المظهر، ساحر، تحبه الفتيات. وقد حسدتني العديدات عليه "

انهت كلماتها بصوت مخنوق. وتذكرت بدقة غريبة، السبب الذي دفعها الى قبول الزواج من الاميكري برانت.

ذات مرة عادا باكراً من عطلة نهاية الاسبوع، امضياها لورا وبرانت في منزل والديه. وبرغم استقبالهما الحميم لها، والحاح برانت بالذات، كانت لورا مترددة في ان تعده بالزواج. صحيح ان المحامي الشاب يتمتع بمزايا عديدة، لكنها كانت تشعر بأنه جدي اكثر من اللازم. نادراً ما كان يعانقها او يداعبها، لم يكن قادرا على ان ينس لحظة، ان لورا تلقت تربيتها على ايدي الراهبات.

ومع ذلك، وفي ذلك اليوم بالذات، اتخذت قراراً نهائياً بأن تتزوجه، بعدما رأت والدها يعانق فتاة سمراء على سطح السفينة. التي كانت تتوجه نحوها برفقة برانت.

ومن دون تردد، التفت لورا برفيقها واقترحت عليه ان يعودا من حيث اتيا، او بالاحرى الى مطعم قريب لشرب القهوة.

لم تكن تريد ان ترى والدها في هذه الحالة. وفهمت حينئذ انه لم يعد لها مكان في حياة والدها.

صحيح ان برانت فوجئ بقرارها، لكنه لم يظهر استغرابه. فهو بتمتع باعصاب هادئة الى درجة الغيظ.

قال دييغو بصراحة قاسية:

" لاشك ان احدى الفتيات التي كانت تغار منك، ستكون مسرورة جدا لأن تستعيد حبيبك القديم ".

اخفضت لورا عينيها. حزن قلبها امام فكرة ان برانت يغازل امرأة اخرى. نهضت وقالت متثائبه في الوقت الذي دخلت فيه جوانيتا حاملة صينية القهوة.

" اني مرهقة واريد ...ان اذهب الى غرفتي ".

نهض دييغو في الحالو وضع ذراعه حول كتف لورا وقال للخادمة:

" ان السينيورا متعبة بعد هذا النهار الطويل. لن نتناول القهوة ".

ابتسمت جوانيتا وقالت:

" نعم سينيور. ليلة سعيدة ".

ولمّا وصلت الى غرفتها، حاولت لورا اغلاق الباب على دييغو، لكنها لم تنجح.

توجهت الى منضدة الزينة وخلعت حلقها الماسية و وضعتها في علبة الجواهر. ثم قالت بجفاف:

" في منزل شاسع كهذا، لاشك ان غرف النوم عديدة ".

فقال بهدوء:

" نعم. لكنّني قرّرت ان أتقاسم هذه الغرفة مع زوجتي ".

صرخت لورا:

" انا لست زوجتك".

قال وهو يرفع يدها اليسرى ويتأمل محبسها الذي وضعه في اصبعها في الصباح:

" لكن، يا حبيبتي، هذا هو الدليل ..."

فقالت وهي تسحب يدها:

" كل هذا مسرحية محزنة وانت تعرف ذلك جيداً. كيف استطيع التعبير عن محبتي لرجل لا اعرفه؟ فكيف اذا كنت لا احبه! "

لمع وجه دييغو وقال بصوت مداعب:

" غالبا ما يأتي الحب بعد الزواج يا حبيبتي.. ان الزوج الحنون والمهتم يعرف كيف يجلب الحب الى قلب زوجته..."

فقالت وهي تدير ظهرها:

" صحيح انني ترعرعت في دير. لكنني نشأت في بلد حرّ حيث النساء عرفن منذ زمن طويل كيف يتخلين عن سيطرة الجنس القوي ".

" اذاً فأنت تفضلين ذلك الاميركي الفاتر الذي نشلتك من بين يديه. حبيبتي. سوف نرى...سأتركك عشر دقائق فقط لأغيّر ملابسي ".

ظلّت لورا محدقة للحظة طويلة في الباب حيث خرج دييغو. لا شك انه ذهب الى غرفة اخرى ليغير ثيابه. سوف تقفل الباب. ومن المؤكد انه لن يحاول خلع الباب خوفاً من ازعاج جوانيتا..

ولكن لا مفتاح بالباب، لا في الخارج ولا في الداخل! كاجت ان تجهش بالبكاء. وفجأة، اتخذت قرارها النهائي. فخلعت فستانها وارتدت قميص نوم حريرية، وكانت متأكدة من شئ واحد: قد يمتلكها دييغو هذه الليلة لكنها لكنها ستفعل المستحيل كي لا تدعه يشعر بأي اكتفاء لكبريائه وعزّة نفسه.

لم تكن لورا تدرك الوقت الذي مر، فأغلقت باب الحمام وراءها وراحت تغسل اسنانها وتزيل الزينة عن وجهها. ثم سرحت شعرها.

عيناها الخضراوان تعكسان نوعاً من الالهام والوله. حلمت مثل اي فتاة شابه بليلة عرسها، لكن بصورة غير واضحة. كانت دائماً تتصور زوجاً جذاباً، حالماً و رومنطيقياً، يعرف ما تطلبه المرأة في مثل هذه المناسبة.

فجأة انفتح الباب واطلّ دييغو مرتدياً مئزراً من الحرير. آه كم هو بعيد من رجل احلامها الناعم! قالت بصوت متقطع لتربح بعض الوقت:

" لست...لست جاهزة ".

ومن دون ان يتحرك ظل يتأملها من رأسها الى اصابع قدميها. فالتفتت لورا بعصبية نحو المغسلة لترتب بعض الاغراض. فأمرها باختصار:

" اتركي هذا كله وتعالي "

وبحركة من اصابعها المرتجفة اوقعت لورا معجون الاسنان. ثم وكأن صوت دييغو سحرها، اقتربت ببطء وكانها مخدرة، فضهما الى صدره بشدة. ثم حملها بين ذراعيه كالريشة وتوجه بها الى الغرفة وهو يهمس بكلمات ناعمة وساحرة.

وضعها على السرير بلطف، وجلس قربها. كانت لورا جامدة كالثلج وهو غارق في مداعبتها... لكنها لم تستطع الاستمرار في الصمود

قرارها ان تظل باردة كالحجر بين ذراعي زوجها لم ينفذ، لأنها كانت تشعر بأحاسيس مثيرة من جراء ملامساته البارعة.

همس دييغو بحرارة وبالاسبانية:

" حبيبتي، اني احبك "

وغريزيا كانت لورا تداعب كتفيه قبل ان تغرز اصابعها في شعره الاسود. كانت تهمهم باللغة الانكليزيه بكلمات متقطعة ثم قالت من دون وعي

" آه برانت،حبيبي! "

عم صمت لبضع ثوان. ثم سحب دييغو شعرها بعنف وهمس بصوت اجش:

" ماذا قلت؟ "

انتفضت لورا في ارتعاشة غير ارادية واستعادت برودة اعصابها. انها تحمل الحل لجميع مشاكلها. كيف لم تفكر في ذلك من قبل ؟

فقالت في برائة متصنعة:

" هل قلت شيئاً ما؟ "

فقال وهو يرمقها بنظرة غاضبة:

" لقد همست باسم برانت "

فقالت وهي تقطب حاجبيها:

" آه، ليس ذلك غريبا في مثل هذه الحالة...برانت وانا كنا..."

وتوقفت تاركة دييغو ينهي الجملة. كانت تشعر بأن جسمه يرتجف غضباً. فسألها بهدوء يشوبه تهديد واضح:

" هل كان عشيقك؟ "

تطلعت اليه بنظره خاليه من اي تعبير وقالت ضاحكة:

" وماذا كنت تتصوّر؟ في الولايات المتحدة الاميركية يتمتع المخطوبين بحرية اقوى من هذه البلاد! هل كنت تتصور ان برانت وانا يمكننا التوصل الى الاتفاق على الزواج من دون ان نعرف مسبقاً اننا منسجمان على جميع الاصعدة؟ "

رفع دييغو مرفقيه وسمّرها على السرير ونظر اليها بغضب وقال وهو يشد بشعرها"

" لا اريد ان امارس حقوقي مع امرأة سبق وعرفت رجلاً آخر. لماذا تزوجت مني؟ لماذا؟

فقالت وهي ترفع كتفيها:

" لأنك لم تترك لي اي خيار ان والدي ..."

قفز دييغو من السرير وهو يطلق سيلاً من الشتائم باللغة الاسبانية. و وضع مئزره والتفت الى لورا ورمقها بنظرات حقيرة.

" والدك... دائما والدك ... هل تتصورين انني بعد كل هذا العار، سارفع اصبعا واحدا لأساعده على الخروج من هذه الورطة التي وضع نفسه فيها؟ يمكنه ان يمضي حياته كلها في السجن! "

بعد هذه الملاحظة، خرج من الغرفة، تاركاً لورا في حالة انهيار. نجحت في انقاذ نفسها ولكن ماذا كان الثمن؟






..


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:57 PM   #14

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع .......

7 – مشاعر متناقضة .....

"لورا ".
غصباً عنها فتحت لورا عينيها الناعستين وتسائلت في خوف أين هي .
ثم تعرفت الى الوجه القاسي , ذي الملامح النبيلة المتعجرفة
الذي كان يترائى لها في نومها الملئ بالكوابيس .
وبحركة من يده , أشار دييغو الى الصينية الموضوعه على الطاولة ثم قال :
" جئتكِ بطعام الفطور . كان يجب ان افعل هذا والا استغربت جوانيتا الامر و ........".
تقوقعت لورا وسالته :
" ماذا ..... ماذا قلت لها ؟".
اجاب وهو يتجه نحو النوافذ , ويفتح الستائر تاركاً النور يدخل بقوة الى الغرفة :
" هل اعتقدتِ بانني ساقول لها الحقيقة ؟
أي اني امضيت الليل بعيداً عن زوجتي التي وهبت نفسها لرجلٍ آخر ؟".
تكلم من دون غضب وبصوتٍ حزين , شعرت لورا بالدمع يصعد الى عينيها متأثرة بكبريائه .
كانت تريد ان تتراجع عما قالته بالامس وان تقسم له ان برانت احترمها دائماً , وانه هو , دييغو بالذات هو الذي عرف كيف يحرك المشاعر التي كانت تجهلها حتى الان هذه الليلة , ليلة الحب المتقطع وضعتها على شفير الانهيار وكانت سبباً في ارقها .
ومن دون كلمة , جلست في سريرها والقت نظرة خاطفة الى الصينية المليئة بالمآكل الشهية .
في سلة كان الخبز الصغير الطازج والساخن والزبدة الشهية بشكل اصفاد موضوعة في صحن من الكريستال الثمين , وقرب ابريق القهوة المصنوع من الفضة وضعت وردة حمراء في مزهرية صغيرة .
فهمست لورا بصوتٍ خافت :
" شكراً لهذا الفطور .. الوردة .... رائعة ".
قال دييغو وهو يقترب من السرير :
"ليس انا من اعدّ الصينية . عليكِ ان تشكري جوانيتا ".
" آه"
لماذ خاب املها الى هذه الدرجة . لا تعرف ؟
وفي حركة خالية من اي حنان , اخرج دييغو من جيبه علبة صغيرة ورماها على السرير واضاف بسخرية :
" من عاداتنا ان نقدّم هدية الى العروس , شاكرين لها محبتها ورقتها خلال ليلة العرس , من الافضل ان تاخذيها ".
اخذت لورا العلبة بيديها المرتجفتين وفتحتها بعناية , وجدت لورا داخل العلبة المبطنة بقماش الساتان الابيض زوجان من الحلق , مصنوعان من الزمرد المحاط بحبات الماس , التي تشبه خاتم خطبتها .
" ارجو ان تضعيها هذه الليلة خلال العشاء ".
تلعثمت وهي تنظر الى وجه دييغو الحزين :
" انها رائعة جدا . لكن يجب ان تحتفظ بها لزوجتك ".
" انتِ زوجتي , وكما سبق وقلت لكِ , لن اتزوج الا مرة واحدة في حياتي ".
سالته بعد زفرة عميقة :
" حتى بعد كل ما حدث الليلة الماضيه ؟".
ثم اضافت بعدما اطلقت ضحكة خالية من الشعور باي فرح :
" لكنك لستَ ناسكاً ".
" لم اعتد العيش كناسك , وبانتظار ان انسى خيبة املي بعد خداعك لي ,
فلن تنقصني النساء عندما ارى انني بحاجه الى واحدة ".
قالت وكانها تلقت صفعة :
" والنساء الاخيرات , السن جديرات بالاحتقار ؟".
فاجابها بصوتٍ هادئ وهو يتجه نحو الباب :
" لا تخلطي الاشياء , لم يسبق ان فكرت ان تكون زوجتي واحدة منهن .
احتسي القهوة ثم تعالي لنسبح في البركة قبل الغداء وسنذهب لزيارة والدكِ في فترة بعد الظهر ".
شعرت لورا بجفاف في حلقها , فسكبت عدة فناجين قهوة شربتها بنهم .
لم يكن وضعها افضل من يوم امس , سيبدا لعبة الهر والفار .
ومتى سئم من النساء سيفرض عليها ان تقوم بواجباتها الزوجية ,
وسيعرف حينذاك انها كذبت عليه فيما يتعلق ببرانت .....
لكن في الوقت الحاضر يبدو انه عاد عن قراره في اهمال والدها وتركه الى القدر ,
وهذا في حد ذاته انتصار .
عندما خرجت لورا من غرفتها , كانت الساعه العاشرة
وفي الممر التقت جوانيتا التي احمر وجهها ,
لاشك في ان الخادمة اعتبرت ذلك ناتجاً عن قضائها ليلة رائعةً بين ذراعي زوجها .
فقالت الخادمة وهي تتامل لورا من شعرها المرفوع الى الوراء الى قدميها النحيفتين مروراً بفستانها المزهر :
" صباح الخير سينيورا راميريز ".
" صباح الخير يا جوانيتا ".
بدت الخادمة مسرورة من ان الفتاة الامريكية تجيد اللغة الاسبانية , فقالت جواباً على احد اسالتها .
" ان السينيور في البركة , يمكنني ان اجلب لكِ بعض الشراب , اذا كنتِ تريدين ذلك ".
" شكراً , افضّل بعض القهوة اذا كان هذا ممكناً ".
" سأعد القهوة في الحال ".
قطعت لورا بهواً في وسطه سبيل ماء واسع ,
حوله النباتات المتسلقه على اعمدةٍ حديدية ,
فجأة شاهدت بركة السباحة المستطيلة ذات اللون الازرق الفيروزي تلمع تحت سماءٍ شديدة الزرقة .
وتأملت بامعان شديد شبح دييغو على حافة البركة وبالرغم منها بدأ قلبها ينبض بسرعة وهي تتأمل جسمه الجميل الملئ بالرجولة وكتفيه العريضتين وقدميه المعضلتين .
كان واقفاً يستعد لقفزة . ومن دون أن يراها رفع ذراعيه الى الشمس ,
ثم قفز تحت الماء ولم يظهر الا بعد ان وصل الى الطرف الآخر من البركة .
وخلال عملية الغطس , جلست لورا على سرير بحر مبطن وراحت تدهن قدميها بزيت واقً للشمس .
وفجأة شعرت بدييغو يقترب منها ويتوقف قربها وهو يلاحظ ما تفعله ومن دون ان ترفع عينيها طلت تدلك قدميها لتدخل الزيت الى بشرتها .
اخيرا قال بصوتٍ جاف :
"اتصور ان شمسنا المكسيكية الحارة ستتردد في التسرب الى بشرتكِ بعد هذا التدليك ".
كانت تفكر فيما اذا كانت هذه الكلمات تعني شيئاً آخر ,
واذا بدييغو يتناول الانبوب من يديها ويشير الى كتفيها :
"هل تسمحين لي بأن ادلك كتفيكِ ..."
" بوسعي ان افعل ذلك بنفسي ".
لم يأبه دييغو لرفضها بل وضع في يده قليلاً من الزيت وراح يدلك كتفيها بلطفٍ وشعرت بانه يملك اصابع ذهبية , فهذا التدليك الخفيف ساعدها على الاسترخاء بعد انفعالات الساعات الماضية وليلتها البيضاء , فاسترخت واغمضت عينيها الى ان شعرت بيد دييغو تقترب من صدرها , وانفاسه تلامس اذنها , فشعرت بقشعريرة تعبر جسمها , فانتفضت واقفة .
" آه . عفواً يا سينيورا , احضرت القهوة كما طلبتِ ...."
ولدى سماعها صوت جوانيتا التفتت لورا بسرعه واحمرت خجلاً .
لا شك في ان الخادمة شاهدت دييغو يلامسها ولربما اعتقدت انه يهمس في اذنيها بكلمات الحب المعسولة .
وعلى وجهها تعبير يقول بان ما تراه او تسمععه شئ طبيعي جداً .
قالت لورا عندما اختفت جوانيتا عن الانظار :
" كيف تجرؤ على هذا , لا شك انها فكرت...."
هز كتفيه وجلس على طرف سرير البحر وسكب لها القهوة وقال :
" في كل حال انتبهت بسرعة الى عينيك المتاججتين , لا شك في انها وزوجها سعيدان ومبتهجان لليلة عرسها ...."
ثم قدّم لها القهوة في فنجان مصنوع من الخزف الصيني , فقالت بصوت ساخر :
"اني اعجب لاهتمامك براي الموظفين والخدم ".
" لا يمكنكِ ان تفهمي ... عندما كنت صغيراً , كنت آتي الى هنا خلال العطلة المدرسية ,
وكان كارلوس وجوانيتا بمثابة والدىّ .
وهما الآن سعيدان جداً لرؤيتي متزوجاً .. ويحلمان برؤية ابنائي يقفزون على احضانهما ,
ولذلك , فلا اريد ان اخيب المالهما ".
اتكأت لورا بعنفٍ على ارائك السرير فاندلقت القهوة على الصحن ,
فاذا بدييغو ياخذ الفنجان من يدها و ينظفه ثم يعيده اليها قائلاً :
" كوني حذرة يا حبيبتي ".
قالت في تحدٍ :
" من الذي يمنعني من ان اقول لهما ان زواجنا ليس سوى مسرحية ..!!".
" أولاً , لن يصدقالكِ , ثم , رغبة مني بأن اكذّب اقوالك , فلن أتأخر عن المطالبة بحقوقي الزوجية والحصول عليها ".
" صحيح ..؟؟ وما رأي والدتك بالامر , لو كانت لا تزال حية ".
لكنها كانت قد وعدت نفسها بالا تدعه يعرف بان تلميحات كونسويلو فيما يتعلق بتشابهها مع والدته قد جرحت شعورها , فسالها بصوت مبحوح :
"من حدثكِ عن أمي ؟".
" لقد شاهدت صورتها في مكسيكو ... ان شبهها بي قوي جداً ".
فقال وهو يتاملها من راسها حتى قدميها :
" ليس هذا رأيي , الشبه هو مجرد شبه سطحي , في الواقع , ليس بينكما اي شئ متشابه ".
صمت لحظة ثم نهض قائلاً :
" سوف اسبح قليلاً قبل موعد الغداء , هل تاتين معي ؟".
هزّت لورا راسها بالنفي , فقفز دييغو في البركة وطرطشها بالماء الذي انعش بشرتها الملتهبة ,
لمااذ لم تتبعه الى البركة برغم حرارة الطقس ؟
احتلها شعور بالخدر والخمول , لكنها لم تكن توقف عن التفكير بصورة مستمرة .
في كل حال , ربما كان من الافضل الا تلحق به في الماء ,
ربما حدث احتكاك بينهما وهي تعرف انها عاجزة عن مقاومة رغبتها بالاستسلام له كلما اقترب منها ولمس جسمها .
متى اصبح والدها خارج السجن , سوف تفسخ هذا الزواج الذي فرضه عليها دييغو ,
وتغاذر البلاد ومن السهل ان تحصل في بلادها على فسخ للزواج بطريقة اسهل مما يجري في مكسيكو .


اوقف دييغو سيارته المرسيدس قرب مركز الشرطة , ثم حدّج لورا بنظرة تهكمية وقال :
"تشبهين كثيراً امرأة عانساً مهانة يا حبيبتي , اكثر من عروس متالقة بعدما امضت الليل بين ذراعي زوجها , يجب معالجة هذا الامر ".
فالتفتت لورا نحوه وانفجرت غاضبة وقالت :
" هل تعتقد ان والدي سيصدق كل هذا الرياء والكذب ؟
والدي ووالدتي احبا بعضهما البعض منذ اللحظة التي التقيا فيها .
ويعرف والدي تماماً كيف يظهر الحب والغرام في عيون العروسين وخاصةً بعد ..... بعد ..... اوه ... "
اكمل دييغو ببرود :
"بعد ليلة عرسهما . اسمحي لي بان اقول لكِ يا عزيزتي ان والدتك لم تكن بكل تاكيد قد نامت مع رجل اخر قبل ان تتزوج والدكِ ".
استغرابها المصدوم مات على شفتيها , لان دييغو جذبها نحوه وخلع نظارتيها ,
ثم رفع ذقنها بنعومة وحدّق في عينيها الخضراوين الناقمتين , ثم من غير مبالاة بنظرات الشرطة التي تستعد للدخول الى المركز , احنى راسه على وجه لورا التي راح قللبها ينبض بسرعة جنونية , ارادت ان ترفع يدها لتبعده عنها , لكنها لاحظت انه انتزع من شعرها الدبابيس وانسدل شعرها الاشقر على كتفيها .
تقلصت حتى لا تنساق مع هذه الاحاسيس المتيقظة من جراء هذا الاقتحام المنتظر .
عناق دييغو واصابعه التي تلامس شعرها وعنقها , كلها تساهم في فقدانها لوعيها ,
وادركت ان برانت لم يكن قادرا على ان يشفي غليلها ويطفئ الظمأ الذي تشعر به
همست في اذنه بصوت مذهول :
" .. دييغو .... "
ولمّا دفعها عنه فجاة , شعرت بصدمة كبيرة ,
وخلال لحظة , راح يتاملها مثل فنان معجب بلوحته ,
ثم قال لها بصوتٍ مبحوح :
" والآن لا شك في انكِ تبدين متعةً للنظر , سوف يتأكد والدك من اننا عاشقان متيمان ,
ولما رآها تبحث في حقيبتها عن مشط وحمرة الشفاة قال :
" لا . لا تفغلي شيئاً , وإلا اضطررت الى ان اعيد الكرّة ".
تناولت لورا نظارتيها لكن دييغو اعترضهاقائلاً :
" اتركي النظارات هنا, ان نظراتك ... كاشفة ".
وبرغم غضبها لم تكن لورا مستاءةً من وجود دييغو معها ,,
الشرطي البدين الذي راته خلال زيارتها الاولى نهض لاستقبالهما في ابتسامةٍ مجاملة ,
لكن الشرطيين الآخرين راحا يحدقان بها بطريقةٍ وقحة,
مما جعلها تلتصق بدييغو الذي وضع ذراعيه حول خصرها ,
ولم يتركها إلا عندما وصلا إلى زنزانة والدها , ولما فتح السجّان الباب أسرعت لورا الى داخل الغرفة , تبحث عن والدها الذي كان ممدداً على السرير وراسه في اتجاه الحائط وقد حلّ مكان السرير الصغير سرير واسع عليه الشراشف الملونة .
" أبي ... هذا أنا ".
استدار دان وفتح عينيه كانه يستيقظ من نوم عميق ....
" لورا ؟ هذه انتِ حقاً ؟".


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:57 PM   #15

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتصب بصعوبة وجلس على حافة السرير ,
ثم نهض وعانق ابنته وشدها الى صدره ثم قال بصوت ثقيل :
" كنت احلم , عفواً يا ابنتي , لم انتظر ان اراك بهذه السرعة بعد الزواج , والا لرتبت غرفتي ,
إقبل مني احرّ التهاني يا دييغو .."
ثم ابتعد عن ابنته قليلاً ليتأملها عن قرب .
واستغربت لورا ان ترى بشرته داكنة . فقال دان بابتسامة طبيعية :
" ارى ان الزواج يليق بكِ يا صغيرتي , لم يسبق لي ان رايتكِ مشعةً كاليوم واني سعيد جدا لذلك ".
قالت بصوت خافت :
" كنت اود لو حضرت حفلة العرس , يا ابي , لم يكن هناك احد من عائلتي .."
ضغط دان على يدها وقال بانفعال بعد صمت طويل :
" كان هناك زوجكِ , انه يساوي كل اهلك و اصدقائك ".
كتمت لورا احاسيسها والتفتت عفويا الى دييغو وفوجئت أن رأت في عينية الحنان والمحبة ,
فقالت بصوت منخفض :
" نعم .... كان هناك دييغو ".
قال دان :
" لنجلس ونتحدث قليلا , لا اريد ان احتجزكما كثيرا ,
لا شك انكما ترغبان ان تكونا وحيدين . كما اننا لسنا في فندق من الدرجة الاولى .
لكن منذ زيارة لورا الاخيرة , اصبحت غرفته مريحة جدا , وضعت المقاعد الجلدية حول الطاولة وخزانة مليئة بالملابس , وعلى الطاولة اباريق القهوة والشاي وبراد يحوي على المشروبات المنعشة .
" دييغو اريد ان اشكرك لكل ما فعلته لتجعل هذا المكان مريحاً , كما احب ان اشرب شيئاً على شرفكما .
ماذا تريدين ان تشربي يا لورا ؟"
كانت على وشك الرفض , لكن نظرات دييغو جعلتها تغيّر رأيها ,
فقالت :
"اريد قليلاً من الشاي ".
وقام دييغو يسكب الشاي للجميع . واذا بدان يرفع كأسه ويقول وهو ينظر الى ابنته بانفعال كبير :
"ليكن زواجكما سعيداً كما كان زواجي ".
احمرت لورا خجلاً وجرعت الشاي وكادت تختنق ثم قالت :
" اعرف جيداً يا ابي ان زواجك كان فريدا من نوعه ".
لم يكن بامكانها التصور انه سياتي يوم ويشرب والدها على شرفها في زنزانة مكسيكية , كان عرسها من رجل حقير ؟
هي التي كانت تحلم ان يرافقها والدها الى العرس ويسلمها الى برانت ,
امر غريب للغاية ....
فجاة , عادت الى وعيها وتبين لها ان والدها و زوجها يتحدثان كانهما صديقان قديمان .
آه لو انها قادرة على ان تفتح قلبها لدان , او ان تبقى معه لوحدها بضعة دقائق , خلال الفرص المدرسية التي كانت تمضيها برفقة والدها على متن سفينته بربارة , كان دان دائما يصغي اليها بانتباه لكل مشاكل واحزان الطفولة والمراهقة .
اما اليوم والوضع معها متازم , فان والدها هو اخر من يمكنها ان تشكو اليه او تفتح له قلبها .
نهض دييغو كانه احس بمدى توترها , ووضع فنجانه على الطاولة وقال في محبة :
" يجب ان نذهب الآن يا حبيبتي ".
ثم اضاف وهو يلتفت نحو عمه :
" تأمل خادمتي ان يكون العشاء الليلة انجح مما كان عليه عشاء الأمس ...."
ابتسم دان ترانت بينما ابتعد دييغو نحو الباب تاركاً الابنه والاب يودعان بعضهما البعض على حدة ..
همس دان في صوت مبحوح :
" لقد عثرتِ على زوج محبٍ يا حبيبتي .. اعتني به جيداً , هذا ما فعلته امكِ ولم تندم ابداً على هذا ".
ارادت لورا ان تصرخ له انها نادمة على زواجها من هذا الرجل الذي لا تحب ولا يمكنها ان تحبه ابداً ".
" انت تحب دييغو كثيراً .. اليس كذلك يا ابي ؟".
اجابها دان وهو يتفحصها بنظراته :
" نعم , سيكون صالحاً لكِ يا صغيرتي . لقد عرفت ذلك منذ المرة الاولى , عندما رايته ينظر اليكِ في الميرادور
, كما انني فخور جدا بابنتي , واعتقد ان دييغو محظوظ ايضا و مسرور لانه تعرف اليكِ , لقد قلت له ذلك . وكا من رأيي ".
سالته لورا من دون ان تخفي مرارتها :
" والآن ؟".
قال دان وقد فاجأته لهجتها الحزينة :
" كأن شيئاً ما يزعجكِ يا ابنتي , الستِ سعيدة ؟
احيانا يشعر المرء بالانصدام بعد ليلة العرس الاولى , لكن الامور تتبدل بسرعة , سوف ترين ذلك ".
ادركت لورا انها تشكو بطريقة غير مباشرة , فقامت بجهد وابتسمت وقالت :
" بلى انا سعيدة , لا يمكنني ان اتصور العيش من دون دييغو ".
فرح لجوابها . غصّت لور وخرجت لتوها من الزنزانة . طوّقها دييغو بذراعيه ورافقها في الممشى ولم تتمكن من اخفاء دموعها .
ولما وصلا الى السارة سألها دييغو :
" هل هناك ما يزعجكِ ؟".
" طبعاً . لماذا الاستغراب ؟ اني متزوجة من رجل ترعبني مجرد رؤيته ووالدي مسجون في هذا المكان المرعب ".
قامت بحركة غاضبة باتجاه السجن الواقع على الجهة الثانية من الطريق .
وبالصدفة وقع نطرها على وجه دييغو , فانتبهت الى تغيّر ملامحه بهذه السرعة الرهيبة . فقدت عيناه لمعانهما وحرارتهما العادية .
وتقلص وجهه ومن دون كلمة اقلع بسيارته .
وخلال الطريق عمّ الصمت , مرة او مرتين القت لورا بنظرة خاطفة باتجاهه
اوقف السيارة امام المنزل واخذ لورا بذراعها وجذبها بقوة نحو الشقة من دون ان يلاحظ نظرة جوانيتا المتفاجأة وكانت لورا تنتظر في ان تراه ينتقم منها بطريقة .. طبيعية .
لكنها ظلّت جامدةً مستعدة لكل شئ ما عدا رؤية ملامح وجهه الجامده ..
فهمست بعدما دفعها بقوة الى داخل الغرفة :
" دييغو "
ثم رددت بصوت مرتجف وهي ترفع عينيها نحوه :
" دييغو .. دييغو ". " اجلسي "
تقدّمت خطوة منه وفي نظراتها توسل .....
" اجلسي . اني آمركِ ان تجلسي , اسمعيني جيداً ".
جلست لورا في مقعد وهي تحدق فيه ..
توجه دييغو الى النافذة وادار لها ظهره وبعد صمت طويل قال بدون ان يلتفت اليها :
" لقد أخطأت ,,, أخطأت عندما تزوجتكِ بعدما انتزعتكِ من خطيبكِ ,, وأخطأت في الاستفادة من وضع والدكِ لأرغمكِ على الزواج الكريه بنظركِ .
كنت اعتقد بأني قادر على التوصل الى ان اجعلكِ تحبينني .. لكن ... "
التفت نحوها وهو يهز كتفيه . فهمست لورا في صوت متقطع
" الحب .... لا يمكن فرضه ".
أضاف وهو ينظر الى النافذة :
" أعرف هذا الآن .. ولذلك , لن أفرض عليكِ شيئاً .. من الافضل ان نظلّ متزوجين لمدة من الوقت .
هذا يسهّل علىّ القيام بالمساعي الضرورية لاخراج والدكِ من السجن ومتى اصبح حراً أعيد لكِ حريتكِ ".
" اتريد ان تقول .........."
" سوف نطلب فسخ الزواج "
" لكن ... دييغو ...."
هذا ما كنتِ تريدينه منذ البداية .. اليس كذلك ؟
ان تخرجي والكِ من السجن والالتحاق بالرجل الذي تحبين ؟"".
حزن قلب لورا وتلعثمت وهي تقول بصوت خافن :
" نعم "
بينما ادار دييغو ظهره وخرج من الغرفة ...


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:58 PM   #16

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن ....

8- ما طعم الحياة بلا حب ؟


همس جار لورا بلهجة متملقة :
" ان زوجك محظوظ جداً لانه عرف كيف يقطف أجمل زهرةٍ ليزين طاولته يا سينيورا ".
ألقت لورا نظرة سريعة الى الطرف الآخر للطاولة المستطيلة ..
كان دييغو يصغي بانتباه الى حديث جابرته الجذابه .
كان يبدو مسحوراً بجمال هذه المرأة السمراء ..
التي كانت ترتدي فستاناً أبيض ضيّقاً يظهر تفاصيل جسمها الجميل .
أجابت بابتسامة مشدودة :
" لا اعتقد بأنّ زوجي كان يجد صعوبة في تزيين طاولته بالزهور يا سينيور ".
أضاف جارها الذي كان يتبع اتجاه نظراتها :
" لا تقلقي عليه فيما يتعلق بفرانسيسكا , انه حب قديم , حب الطفولة ,
لقد تزوجت من رجل فرنسي , وسمعت انها كانت سعيدة جداً معه .
لكن للأسف , توفي انطوان منذ بضعة شهور ,
كانا يعيشان في فرنسا , لكن فرانسيسكا فضّلت أن تعود الى وطنها ,
فبامكان عائلتها و اصدقائها ان يساعدوها في التغلب على احزانها .
شاهدت لورا يد دييغو في يد الارملة الجميلة ,
حيث ابقاها مدة طويلة ,
حاولت جاهدة ان تتحرك وتتذوق ثمر الفريز الذي ينمو في جنوب المكسيك ,
لكن قابليتها ضاعت ....
وضعت شوكتها في الصحن واشارت سراً الى الخادمة ,
وبعد لحظة , قدًمت القهوة الى المدعويين ,
نظرت لورا بسرعه نحو زوجها , انه ما يزال يتحدث الى جارته .
هذا هو العشاء الثالث الكبير الذي يقام في فيلا جاسينتا منذ عودتهما الى اكابولكو ,
وتعوّدت لورا بسرعة أن ترأس الطاولة التي يشترك فيها عدد
من الشخصيات الكبيرة المعروفة جداً في لمكسيك ,
فقد قال لها دييغو إنّ هذا النوع من الاحتفالات يساعد في الجهود
المبذولة لإخراج والدها من السجن وفي الإسراع باجراء المحاكمة .
قال لها ذات يوم عندما كانا يتناولان طعام الفطور قبل ان يتوجه لى مكتبه .
" في بلادي من الصعب استعجال الأمور , علينا ان نستقبل الشخصيات مرّات عديدة قبل ان تطلب منها الاهتمام بقضيتنا ".
فقالت له بلهجة غاضبة :
" أنت لا تفعل شيئاً , ووالدي .....".
أجابها دييغو غاضباً وهو يرفس الكرسي :
" بالنسبة الى الظروف الراهنة , فإ والدك ليس في وضعٍ سئ , بل بالعكس ..."
قالت لورا بإلحاح :
" ينقصه الهواء ولون بشرته أصبح رمادياً ".
قال في سخرية :
" آسف لأني لم أستطع إقناع المسؤولين بأن يأخذوه كل يوم الى شاطئ البحر لتلّوح الشمس بشرته ".
وخرج من الغرفة قبل ان يتسنى لها الاعتذار ,
فهي تعرف جيداً أن والدها سيكون في وضع يرثى له لولا مساعدة دييغو ,
لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من إثارة زوجها , ربما لانها تشعر بالاهانة عندما تراه يتأقلم مع وضعهما المعقد في رباطة جأشٍ وهدوء .
ومنذ الليلة التي وعدها فيها بأن يعيد إليها حريتها ,
كان يعتبرها كأنها تمثال من الرخام يزين المكان .
وخلال شهر العسل الذي لا ينتهي لم يعد دييغو ينظر اليها كأنها امرأة جذابة ومثيرة ,
بينما هي تفقد صوابها وتضطرب تأثراً ,
فإن دييغو يحافظ على هدوئه الغريب , ولاشك في أنّ ذلك غريب لأنه يتمتع بطبع ناري ,
ان ذكرى ليلة عرسهما حين كانا على وشك إتمام الزواج ما زالت تلازم لياليها الأرقِة .
قالت لورا لجار دييغو بعدما انتبهت انه يكلمها :
" آه عفواً انني ... انني تائهة ... كأنني كنت في القمر ".
فهمس قائلاً
" اعتقد بان دييغو يحاول ان يشير إليكِ منذ لحظة , لاشك في انه يرغب في ان ينهض عن الطاولة ..".
" نعم , بكل تأكيد ".
احمّرت بينما كانت نظراتها تلتقي بنظرات رب المنزل المتزنة ,
ولثانية ظلّت جامدة وكأنها مشلولة ,
وبجهد نهضت ولحقت بالضيوف الى الصالون .
اتكأت لورا الى حائط الموقدة و راحت تتأمل في ابتسام المدعويين المتجمعين في حلقات في مختلف زوايا القاعة الكبيرة .
بين المدعويين كان وزير العدل واثنان من معاونيه .
في هذه الليلة بالذات سيحقق دييغو اولى الخطوات من اجل الاسراع في اجراء محاكمة والدها .
هل سيبدا بالحديث معهم الآن ..
في غرفة الطعام الفارغة , ام انه سيصطحبهم الى مكتبه المريح الواقع في الطرف الآخر من البهو ؟
فجأة تقدّم منها بعض المدعويين يرغبون في أن يشكروها على هذا العشاء الذي أعدته .
قالت لور وهي تبتسم لإحدى المدعوات :
" يجب ان تشكري الطاهيه على ذلك , كان يكفي فقط ان أوافق على قائمة الطعام التي وضعتها ".
وفجأة تقلّصت معدتها ..
إذ رأت وزير العدل يصغي بانتباه الى احد معاونيه
بينما معاونه الآخر يتحدث مع مجموعة من المدعويين .
أين ذهب ديغو ؟
اعتذرت لورا من المدعويين المحيطين بها وابتعدت خلسةً ,
كان الخدم يقدمون المشروبات المنعشة , ألقت نظرة الى غرفة الطعام ,
فلم تجد إلا الخدم يوضّبون المائدة .
ترددت لحظة, هل هو في مكتبه ؟
ربما ناداه أحد ليرد علىالهاتف ؟
في اكابولكو كما هو في مكسيكو , لم يكف الهاتف عن الرنين .
اجتازت البهو وتوقفت أمام باب الكتب وراء باب ضخم .
فلم تسمع اي صوت . وبعد ثانية من التردد فتحت الباب .
كان دييغو يحني رأسه على امرأةٍ وجهها ملئ بالدموع وهي تنتحب بين ذراعيه ...
إنها فرانسيسكا .
وأول انسان استعاد وعيه كان دييغو , الذي نظر بقسوة الى لورا ثم قال لفرنسيسكا في لطف :
" اذهبي الآن يا عزيزتي .. سنتابع الحديث بعد قليل ".
أحنت فرانسيسكا عينيها ومّرت أمام لورا واختفت من دون أن تقول كلمة .
فتح دييغو علبة موضوعة على المكتب وأخرج سيجاراً صغيراً ثم أشعله بهدوء قبل أن يلتفت الى زوجته وسألها في سخرية :
" اذاً يا عزيزتي , انتِ تطاردينني في عريني ؟ لماذا هذا التطفل ؟".
الغضب الذي شعرت به لورا ورؤيتها فرانسيسكا بين ذراعي دييغو حلّ مكانه الانفعال ,
فقالت بلهجة جارحة :
" إني اهزأ من كل النساء اللواتي تعاشرهن .
كما اني لا اهتم بالمدعويين الذين تتغاضى عنهم ,
غير أنني أشعر بالصدمة إذ أراك تخلّ بوعدك بأن تتحدث الى الذين سيساعدوننا في اخراج أبي من السجن ".
لم يرد دييغو في الحال .. تسمر وجهه ثم نفض رماد يسجاره قبل ان يجلس الى المقعد الجلدي الاسود وراء مكتبه وهو يقول بلهجةٍ هادئة :
" لم اعدكِ بشئ من هذا النوع , لم أكن أنوي أن أبدأ محادثاتي الليلة ".
" لكنك أكدّت لي ....".
" لقد سبق وقلت لك ورددت ذلك على مسامعك مئات المرات , أنه في بلادنا , هذا النوع من المبادرات لا يمكن الاقدام عليه إلا بكثير من الدبلوماسية,
وليس مسلكاً سليماً أن أفتح هذا الموضوع مع رجال مدعويين الى مائدتي الآن ".
فقدت لورا سيطرتها وخبطت على المكتب وصرخت في صوت هستيري ..
" لا ابالي قطعاً بهذه الانظمة واللياقات اذا كنت لا تريد ان تكلمهم الآن فسوف أكلمهم انا ".
أسرعت بالخروج , لكنها ما كادت أن تصل الى الباب حتى أمسكها دييغو في معصمها بعنف وأدارها نحوه وقال ووجهه أبيض من الغضب :
"أمنعكِ من احراج المدعويين , هل تسمعين .
اصعدي الى غرفتكِ في الحال , سأعتذر لهم عنكِ , سنتحدث في الأمر في وقتٍ لاحق ".
فقالت :
" قبل أو بعد محادثتك الصغيرة مع فرانسيسكا !
يبدو لي أنّ سهرتك حافلة بأمور كثيرة ".
رفع يده عنها وتراجع خطوة الى الوراء وقال بهدوء :
" لا ارى لماذا أكنّ لكِ الاخلاص !!".
فقالت في تحدٍ :
" وأنا لا أرى لماذا لا أتولى الدفاع عن قضية والدي شخصياً ".
فصرخ وهو يحملها كالريشة ويتوجه بها نحو السلم المكسو بالسجاد الاحمر الذي يصل الى الطابق الاول :
" هنا , انتِ في منزلي أيتها المرأة الشرسة , ستفعلين ما أقوله لكِ ."
صفعته لورا بقوة وصرخت :
" اذاً تقول إني امرأة شرسة ! لكنك لم تر أو تسمع شيئاً مني بعد , انتظر لترى ".
فقال وهو يضع يده حول ظهرها ويصعد بها السلم :
" الآن تجاوزت جميع الحدود ".
توقفت لورا عن التخبط ليس لأنها مكبلّة , بل لأن انفعالاً غير منتظر اجتاحها كلياً , فقد شعرت بصدر دييغو المضغوط على صدرها . تكفي رائحة عطره حتى تغيب عن وعيها .
حملها من دون أي جهد ظاهر حتى السرير ووضعها بلطف وقال بصوت يلهث وهو يحدّق فيها بشراسة :
" المطلوب منكِ أن تبقي هنا حتى ينصرف المدعوون . هل فهمتِ ؟ سأعود فيما بعد ".
نظرت اليه وهي مخدرة بالانفعال ولم تكن قادرة على ان تنطق بكلمة . خرج دييغو وأقفل عليها الباب بالمفتاح .
فهمست بصوتٍ متقطع :
" آه .. يا الهي ! هذا مستحيل , إني أحبه ! لا , هذا مستحيل ".
يالغرابة الأمر ... قبل دقيقة كانت تكرهه .. والآن ... انها تريده بجنون ..
لم يعد الامر بمثابة رغبة سبق وشعرت بها في اكابولكو ,,لا , انها تريد ان تصبح زوجته بما في هذه الكلمة من معنى , ان تكون المرأة التي كان يحلم بها منذ الأزل ,
أن تكون في الوقت نفسه العشيقة والزوجة وربة بيته وام اولاده ....
لماااذا استغرقت كل هذا الوقت كي تكتشف حقيقة عواطفها ؟ كان لديها العديد من الاسباب لتحبه ..
شكله الخارجي يعجبها . وهذا تعرفه منذ وقت بعيد ..
ثم اعجبت بالاهتمام والعناية والاحترام لموظفيه وحتى لخدمه ,
كذلك الاحترام والمحبه اللذين يكنهما الجميع له ,
فضلاً عن الاهتمام بمساعدة والدها .

لماذا أضاعت كل هذا الوقت الثمين لتقاوم هذا الانجذاب الخدّاع؟
ربما لم يفت الامر !! صحيح انها راته منذ قليل يعانق فرانسيسكا ,
لكن هذه الاخيرة عادت من فرنسا منذ فترة وجيزة .. والامور بينه وبينها لم تتطور بعد ...
وعندما يكتشف دييغو أنها تحبه , يمكنها ان تستعيده ....
وفي الباحة الواقعة تحت النوافذ سمعت فجأة ضجيج أصوات و ضحكات وابواب تصفق ومحركات سيارات تقلع ..
تحمست لورا ونهضت من سريرها وخلعت بسرعة فستانها الاخضر الذي ارتدته للعشاء ,
وفتحت باب خزانتها , وبعد ان امضت وقتاً لا بأس به تتأمل العدد الهائل من قمصان النوم المعلقة ,
وقع اختيارها على قميص نوم شفاف من قماش ناعم , عربون البراءة , كما سيكتشف دييغو ذلك .
بدأ قلبها ينبض بسرعة , نظرت الى المرآة واعجبت بنفسها وبوجهها الاحمر وعينيها اللامعتين المتلهفتين ,
فكّت كعكة شعرها فانسدل على كتفيها ثم راحت تسرحه ,
ثنت غطاء السرير وأطفأت الانوار تاركة ضوء قنديلين من كل جهة من السرير .
آه كم كانت تكره هذه الغرفة , وأثاثها الاسباني الضخم وجوّها المخنوق . والآن كل شئ مختلف وهي تستعد أن تتقاسمها مع دييغو .....
لكن لماذا تأخر دييغو في الحضور ؟ لقد وعدها بأن يوافيها متى ذهب المدعويين ..
ساورها القلق فاقتربت من احدى النوافذ وازاحت الستائر قليلاً .
. ربما قرر دييغو ان يحدّث وزير العدل في قضية والدها .
لم يكن هناك اية سيارة امام المنزل , سوى سيارة المرسيدس التي تلمع تحت ضوء المصابيح الكهربائية التي تنير الساحة كضوء النهار .
ثم لمحت شبح دييغو واعتقدت لورا ان قلبها سيتوقف عن الطرق ,,
كان يتأبط ذراع امراة ترتدي معطفاً أبيض .
وما ان وصلا امام السيارة , حتى أخذها بين ذراعيه .
رفعت المرأة وجهها نحوه , انها فرانسيسكا .
ولما انحنى رأس دييغو على وجه فرانسيسكا , أطلقت لورا نحيباً عنيفاً وأقفلت الستائر .
لا شك ان باب غرفتها قد نفتح في وقت معين من الليل . وعندما أفاقت لورا كانت تريزا الخادمة قد وضعت صينية الفطور على طاولتها .
وباصبعها لمست ابريق القهوة الذي ما زال فاترا فقفزت من السرير وتوجهت الى الستائر تزيحها لتدع النور يدخل اليها .
ونظرت الى ساعة الحائط المعلقة فوق المدفئة .. انها الساعه التاسعه والربع ..
كيف كان بامكانها ان تنام طويلاً وبهذا العمق بعدما أمضت جزء كبيراً من الليل تبكي وتنتحب ؟
ولمّا نظرت الى نفسها في المرآة عرفت مدى حزنها وتعاستها ,
عيناها متورمتان وملامحها الناعمة متشوشة ,,
فدخلت الى الحمام ووضعت وجهها في الماء البارد مدة طويلة ,
ولما عادت الى غرفتها استعادت بعض وعيها , القهوة الفاترة تساعدها على ان تستيقظ تماماً .
لكنها لم تكف عن التفكير فيما حصل , لم يعد دييغو قبل الفجر لأنها لم تسمع صوت محرك سيارته .
ما دامت لم تخلد الى النوم الا في الفجر , ولحسن حظها فان دييغو لا يمكنه ان يعرف انها انتظرته في تلهف العروس ليلة زفافها .



Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:58 PM   #17

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يكفي ما تشعر به من ذل واهانة بعدما عرفت انه بقي مع
فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفته كما وعدها
.. سكبت لنفسها فنجاناً آخر من القهوة وذهبت تجلس في أحد المقاعد قرب الموقد .
لاشك أنه عاد خلال الفجر ,
والا لما كان في وسع تريزا ان تدخل الى غرفتها حاملة صينية الفطور ,
الا اذا ترك المفتاح في القفل ..
وهل الخدم اغبياء هنا ..
يكفي ان تنظر تريزا الى السرير لتعرف انها نامت وحدها في هذا السرير الضخم .
وفي يأس نظرت لورا الى السرير الذي تأمل من كل قلبها أن تتقاسمه مع زوجها .
للأسف لقد فات الاوان , سئم دييغو هذا الزواج الابيض ,,وحبه القديم لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لى الحياة من جديد كما ان هذه المراة المكسيكية الجميلة اصبحت حرة ..
بدأ الدمع يترقرق في عينيها عندما سمعت طريقاً على الباب .
فانتفضت فجأة ونهضت ,, انفتح الباب ,

وظهر دييغو في بذلته الرمادية وقميصه البيضاء وربطة عنقه ذات اللونين الاحمر والرمادي ..
نسيت لورا كلياً قميص نومها الشفاف الذي كانت ترتديه ,
وراح دييغو بكل وقاحة يتأمل جسمها النحيف الظاهر تحت القميص ..
احمرّت لورا خجلاً وراح قلبها ينبض بسرعة جنونية ,
لاشك أنه يقارن نحافتها بجسم المرأة التي أمضى الليل معها .
سالها فجأة :
" هل انتِ تعيسة جدا يا حبيبتي ؟".
مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت بلجة لاذعة :
" تعيسة , أنا ؟؟ لماذا اكون تعيسة ؟
تزوجت من رجل ثري وقادر , ووالدي متهم خطأ بتجارة المخدرات , فلماذا أ:ون تعيسة ؟".
" لورا لقد وعدتكِ ..."
قاطعته في شراسة وهي تتوجه الى الخزانة لتضع مئزرها :
" حافظ على وعودك لفرانسيسكا ! ".
" فرانسيسكا !!".
ظهرت الدهشة على وجه دييغو الى درجة ان لورا كادت ان تستسلم لو لم تره بعينيها خارجاً ليلة البارحة مع هذه المراة المكسيكية الرائعة .
رددت وهي تبكل أزرار مئزرها :
" نعم , فرانسيسكا !".
تقدّم دييغو خطوة منها وقال :
" سأشرح لكِ ...."
قالت له بصوتٍ جارح وهي تجلس أمام منضدة الزينة لتسرح شعرها :
" لا أطلب منك أي شرح ,
إني أرغب في شئ واحد وهو معرفة متى يمكن لأبي ولي أن نغادر هذا البلد اللعين ! ".
قال لها في جفاء :
" جئت لأقول لكِ اني على موعد مع جوزيه بيريز , وزير العدل في لساعه الحادية عشرة ".
" آه "
توقفت لحظة عن تسريح شعرها ثم أضافت :
" حسناً , تخبرني عن نتائج اللقاء في اكابولكو لاني انوي السفر الى هناك في الطائرة المسافرة ظهراً ".
ران صمت فيه تهديد ,
تمالكت لورا نفسها فلم تقذفه بالاتهامات التي ظلت ترددها طيلة تلك الليلة البيضاء التي امضتها وهي تنتحب باكية على وسادتها ,, أخيراً سألها :
"هل أنتِ ذاهبة الى اكابولكو ؟".
أجابت بمرارة وهي تلتفت اليه :
" ليس عندي خيار آخر , إني من دون عمل وبالتالي ليس معي نقود .
. اني مضطرة لان اتكل عليك الى ان اصبح قادرة على الاتصال ببرانت ".
خيّل اليه انه سينفجر غضباً مثلما حدث مساء امس ,
لكنها تجاوزت حدود الخوف كانت مستعدة لان ترضى بان يخنقها غضبه ,
لم يعد هناك طعم للحياة ما دام لا يحبها .

قال وهو يستعيد برودة اعصابه :
" حسناً , ساتصل بك,,
وفي الوقت الحاضر ساحجز لكِ مكاناً في الطائرة , انكِ لم تحجزي بعد على ما اظن !!".
" لا ".
تناول دييغو سماعةالهاتف واجرى الاتصال اللازم , قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا :
" لقد حجزت لكِ مكاناً ".
ثم اعطى اوامره لجوانيتا , ووضع السماعة وقال :
" ستعد جوانيتا كل شئ لتوصيلك , وسينتظرك غييارمو في المطار ".
" لا .... سآخذ تاكسي ,, المطار ليس بعيداً عن الفيلا ".
" افضل ان يذهب غييارمو لاستقبالك . فليس لديه اعمال كثيرة في غيابي ".
لم تلّح لورا عليه , كيف يمكن لدييغو ان يكون مطّلعاً على اهتمامات غييارمو .
لقد شاهدت لورا هذا الشاب الجميل قبل زواجها بقليل , وكان على متن باخرة دييغو ,
ولمحته يغازل احدى السائحات ,
لو شاهده دييغو ذلك اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجته .

كان دييغو قد وصل الى الباب عندما سالته لورا في صوت متوسل :
" ستتصل بي , اليس كذلك ؟".

" طبعاً ".

همست وهي تراه يخرج حالماً من غرفتها :

" شكراً ".

قالت لورا لنفسها في غضب ,
لاشك انه سيسرع في تحريك الامور ليتخلص منها ومن والدها ,
ثم يتزوج من فرانسيسكا هذه الارملة الشابه الجذابه التي جاءت الى لمكسيك لتلتقي حبها القديم


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:58 PM   #18

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


9-حقيقة كالحلم




حسب الاتفاق، جاء غييارمو لينتظر لورا في المطار. وخلال الطريق الى الفيللا، كانت تدرك اعجاب هذا الشاب المكسيكي بها. وخلال الاسبوعين اللذين قضتهما في الفيللا، خلال شهر العسل، كانت تلاحظ ذلك، لكن وجود دييغو الى قربها. منعه من اظهار اعجابه بوضوح. لكن نظراته بدت اليوم وقحة الى درجة ظاهرة.
" استغرب كيف ان السينيور دييغو يدع زوجته الرائعة وحدها خلال هذه السفرة الطويلة..."
كانت مكسيكو تبدو لهذا الشاب في آخر الدينا وهو الذي لم يغادر مدينة الحمامات الشهيرة. ابتسمت لورا بتحفّظ وقالت بلهجة مازحة:
" لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني. كان السينيور دييغو على موعد مهم، صباح اليوم، فأوصلني سائقه الى المطار، وبعد ساعة سفر في الطائرة وسط مئات المسافرين، جئت انت لأستقبالي. واني أسألك ماذا يمكن ان يحدث لي؟ "
وخلال الطريق، لم تكف لحظة عن التفكير بوالدها. المهم ان تتم المحاكمة بسرعة. فهي لم تشك لحظة في برائته وهي التي سمعته مراراً يهاجم بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات. فكيف يمكنه ان يورط نفسه في مساعدة هذين الرجلين اللذين استأجرا منه اليخت.
آه، لو يتم القبض عليهما، لكان بالامكان انتزاع الحقيقه منهما.
وبدا حتمياً ان والدها سيدفع الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما.
وصلت السيارة امام ساحة الفيللا المحاطة بالخضار بمختلف انواعها.
وما ان سمعت محرك السيارة حتى خرجت جوانيتا الي عتبة المنزل لاستقبال معلمتها بحرارة وارتباك.
سالتها وهي تأخذ من يد لورا حقيبة الزينة بينما كان السائق يخرج حقيبتها الوحيدة من صندوق السيارة:
" هل سياتي السينيور دييغو متاخراً "
فاجابتها بأختصار:
" نعم. سيلتحق بي قريباً. لديه مواعيد عمل مهمة ".
فتحت جوانيتا الحقيبة التي وضعها كارلوس على طاولة صغيرة واطلقت زفرة عميقة وقالت:
" آه، الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ آخر. عندما كان صغيراً كان يعرف معنى المسؤليات. كان يكبر اخاه بسنتين فقط ويهتم به اهتماماً مسؤولا. لكن جيم كان مختلفا. يحب المرح والضحك. ولا يرى في الحياة غير حسناتها ".
توقفت لحظة عن الكلام ثم تابعت:
" كان عمر السينيور دييغو اربعة عشر عاماً عندما فقد والديه. وبعد ذلك كانت تأتي السينيورا جاسينتا لتمضي مع حفيدها العطلة. في اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟ "
" آه، في الثامنة والنصف، يا جوانيتا. لكني سأتناول فنجان شاي في الصالون الصغير بعد القيلولة. وبعدها سأخرج لفترة قصيرة ".
قالت جوانيتا مقطبة حاجبيها:
" هل تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الي مكان معين؟ "
" كلا. سأقود السيارة بنفسي ".
لم ترحب جوانيتا بقرار معلمتها الخروج وحيدة. لكن لورا تجاهلت الأمر. فهي لا تريد ان تدع احداً يعرف بوجود والدها في السجن المحلي.
سألت لورا " هل هناك اي رسائل لي؟ "
" كلا، سينيورا ".
لم يرد برانت على رسالتها وهي لا تستغرب ذلك. في الحقيقة لم تكن مصرة على ان تتلقى منه رسالة. فهي لم تشعر تجاه خطيبها القديم سوى بالمحبة. وهذا الاحساس لم يكن واضحاً الاّ الآن. ان دييغو وحده يملأ عالمها. وحده قادر على ان يشعرها بمداعباته وملامساته الحنونة.
وتساءلت وهي ممدّدة على السرير: لماذا ما تزال تتذكر مشاهد الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم كل شئ بينهما؟ وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه، لم تستطع ان تمتنع عن التفكير بتلك الليلة التي كادت ان تستسلم فيها نهائياً.
" عفواً سينيورا، الهاتف! "
التفتت لورا وقالت نصف نائمة:
" ماذا هناك؟ "
" الهاتف، سينيورا! انها الشرطة! "
نهضت لورا من سريرها مرتجفة ورددت:
" الشرطة؟ سأرد من هنا "
وبرغم صدمتها، ظلت منتظرة الى ان اقفلت جوانيتا سماعة الهاتف في البهو قبل ان تعطي اسمها:
قال صوت رجل :
" العفو، سينيورا. اريد التحدث مع السينيور راميريز ".
" ليس هنا. انه في مكسيكو، ولكنني..."
" لو تفظلت ان تقولي لي اين استطيع الاتصال به يا سينيورا ".
فقالت متوترة:
"اذا كانت القضية تتعلق بوالدي، دانييل برانت. فيمكنك ان تقول لي ما الأمر ".
ضغطت على اسنانها عندما اصرّ المتكلم على معرفة رقم هاتف دييغو. وعلى مضض اعطته رقم المنزل ورقم المكتب. ثم اضافت: " كنت على وشك الذهاب لزيارة والدي. لا شك ان بامكانه ان يشرح ما يجري من الامور ..."
" لا انصحك بالمجيء، سينيورا..."
" كيف؟ لن تمنعني من القيام بزيارته! "
" لا داعي ان تنزعجي، سينيورا راميريز. ان السينيور ترانت ... لم يعد هنا ".
حدقت لورا بالسماعة في توتر وقالت:
" انني ... لا افهم، لايمكن ان يكون قد نقل بهذه السرعة؟ "
" بلى، لقد ذهب ".
احتلها فرح كبير هي التي كانت تشكو من بطء القانون والعدالة المكسيكية! لقد تحدث دييغو مع وزير العدل منذ قليل. وها هو والدها يتقل الى مكان آخر، ربما الى مكسيكو، من اجل محاكمته.
فقالت قبل ان تضع السماعة جانباً:
" شكراً سينيور، شكراً جزيلاً ".
لم يطل فرحها الاّ لحطة ... ان محاكمة والدها وتبرئته، ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او بالأحرى الى الطلاق، من الافضل الاّ تفكر في الامر ...ان دييغو يريد فرنسيسكا.
ومن النافذة القت نظرة سريعة الى الساحة. البحر يرفع امواجاً عالية، ترتطم على الصخر وتظهر رغوة بيضاء. تذكرت لورا ان دييغو حذرها من السباحة على هذا الشاطئ الخطر. لكن لماذا لا تذهب لأكتشاف الشاطئ الجنوبي؟ انها الفرصة الوحيدة، فستغادر اليفللا عما قريب. لاشك ان عليها الانتظار يوماً او يومين قبل ان تعرف الى اين نقل والدها.
اخرجت من احد الجوارير زي السباحة. لا داعي للقبعة، فستحتمي تحت اشجار جوز الهند العالية.
دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت في الحال.
" لن اتناول الشاي في المنزل، فقد قررت الذهاب الى شاطئ البحر. وسآخذ معي عصير الليمون ".
سالتها الخادمة وهي معجبة بقامتها النحيفة الظاهرة تحت سترة البحر القصيرة:
" الن تأخذي السيارة؟ "
قالت لورا وهي تبحث عن كتاب صغير بدأت قرائته في الطائرة:
" لقد غيرت رأيي في الآمر "
" هل هناك شئ خطر؟ "
فوجئت لورا والتفتت نحوها.
" المكالمة الهاتفية ... الشرطة ..."
" آه لا. لا شيء. كانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو. وشرحت لهم اين يستطيعون الاتصال به ".
" هكذا اذاً ".
اطمأنت جوانيتا وذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب، بينما كانت لورا تضع داخل حقيبة البحر، منشفة وكتاباً وانبوب زيت. ثم حملت الحقيبة على كتفها وتوجهت الى الشاطئ.
سبحت لورا طويلاً في مياه البحر الفاترة، ومن وقت الى آخر كانت تعوم على ضهرها في فرح، مغمضة العينين


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:59 PM   #19

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وبعد نصف ساعة من السباحة، عادت الى الشاطئ الرملي حيث ابريق العصير المثلج في انتضارها. تمددت على بساط البحر وراحت تشرب العصير ببطء وهي تتأمل المنظر الرائع الذي لن تراه بعد الآن وكانت تحاولان تحفر في ذاكرتها الرمل الناعم الابيض والبحر الازرق والاخضر، واشجار جوز الهند العديدة المحملة بالثمار الناضجة تحت الاوراق الخضراء الغامقة.
ثم تمددت واغمصت عينيها تحت اشعة الشمس البراقة. فجأة مر ظل بينها وبين الشمس، فخفق قلبها بسرعة وفتحت عينيها. ولثانية اعتقدت ابنها ترى دييغو في قميصه البيضاء القطنية وبنطلونه الجينز الضيق. فجأة شعرت بصدمة عندما رأت غييارمو.
سألته وهي تنتصب في حركة سريعة محاولة تناول سترتها:
" ماذا تفعل هنا؟ "
" ارسلتني جوانيتا لأرى ما اذا كنت بحاجة الى شئ ما ".
" لا تبدأ في سرد القصص! لديّ كل ما اريد وتعرف جوانيتا ذلك تماماً "
انحنى غييارمو ليجلس قربها، ثم نظر اليها بوقاحة قائلاً:
" لاشك انها لاحظت مثلي بعض الاشياء، لقد تزوج السينيور دييغو من امرأة جميلة جداً يمكن ان يفتخر بها اي رجل. ومع ذلك فهو يبتعد عنها زارعاً الحزن في عينيها. اني اعرف ذلك يا سينيورا. لقد سبق وقرأت هذا التعبير على وجه النساء اللواتي يأتين الى اكابولكو من دون ازواجهن ".
قفزت لورا واقفة وقالت في غضب:
" لا استغرب ذلك. لكنك تعتبرني مثل السائحات اللواتي تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي ..."
همس غييارمو بصوت شهواني مقنع:
" لا حاجة لك لآن تقولي له شيئاً؟ انني اعرف ان اجعل النساء سعيدات، يا سنيورا، ويمكنك ان تثقي بي تماماً ".
صرخت لورا:
" اذا كنت مصرا على الاستمرار في موقفك فسأنادي كارلوس ".
لكنها قبل ان تنفذ ما هددت به، امسكها غييارمو بذراعها وجذبها بشدة نحوه ضاغطاً بيده على فمها حتى يمنعها من الصراخ. راحت تقاومه بصمت. كانت تقاوم بكل قواها وتمكنت للحظة من ان تفلت من قبضته، وفتحت فمها لتصرخ، لكنه ارتمى عليها مانعاً مقاومتها وشعرت بالغثيان آملة ان يأتي كارلوس او جوانيتا لينقذاها.
كادت ان تفقد وعيها تحت قوّة جسده عندما وجدت نفسها فجأة تسقط على ركبتيها وقد ابتعد عنها غييارمو والدم ينزف من انفه وسرعان ما سمعت شتائم بالاسبانية مما جعلها ترفع رأسها. انه دييغو، يرتدي بذلة الصباح، وكان شاحب اللون من الغضب.
ارتمت بين ذراعيه وراحت تبكي وتنتحب:
" آه دييغو! اني خائفة جداً ".
التفت دييغو ليلقي نظرة الى خادمه ثم صرخ:
" اختف من هنا في الحال، ساراك في السفينة بعد قليل ".
ثم التفت الى لورا وحدجها بنظرة غاضبة بينما كانت ترتجف بين ذراعيه. فقال وهو يبعدها عنه في حنان:
" ان منظرك غير لائق وردة فعل هذا الولد عند رؤية امرأة جميلة نصف عارية على شاطئ مهجور، ليست مستغربة ".
اجابتة لورا وقد استشاطت غصباً:
" بلادك بلاد البرابرة "
كان دييغو يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده في الوقت الحاضر. وعندما رأته يخلع سترته وربطة عنقه ويفك ازرار قميصه، تثاءبت وسالته:
" ماذا تفعل. "
" هذا طبيعي، اليس كذلك؟ هذا سيعلمك كيف تثيرين الرجال.لست سوى امرأة مثيرة ".
القى بثيابه جانياً، ركضت لورا نحو السلم الحجري، لكن دييغو لحق بها وحملها بين ذراعيه. تلاشت وحدقت فيه متوسلة. صحيح انها ارادت دييغو وتريده دائماُ، لكنها لا تريد علاقة ناتجة عن غضب ورغبة بحتة. وقبل كل هذا كيف تنسى المرأة المكسيكية السمراء، فرنسيسكا ...؟
همست:
" دييغو، لا، ارجوك!"
تصرف كأنه لم يسمع شيئاً. وضعها في لطف على اريكة الشاطئ وراح يتأمل جسمها الجميل المرتعش وهي كانت تقول:
" دييغو، لا ..."
لكن عينيه كانت تقولان اشياء جعلتها تتخلى على اية مقاومة وتستسلم. قال وهو يعانقها:
" لم اعد استطع احتمال تهربك ".
ليس هناك كلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعرت بها من جراء مداعباته البارعة. كانت تداعبه بشعره الاسود وتلثم عنقه. بعد هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها، رفعت عينيها الخضراوين البراقتين وشاهدته ينظر اليها، بسحر ويهمس وكأنه لا يصدق:
" يا الهي. لقد اكدت لي ان ... اوه .. برانت وانت ..."
" آه دييغو، هذا لآنه ... لم اكن اعي تماماً ... انني ..."
وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة، انها كانت تقاوم منذ البداية هذا الحب الذي كانت ترفض الاعتراف به، كانت تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميها من اشعة الشمس ولبرهة قصيرة شاهدت دييغو يرفع رأسه فجأة في استغراب ويمد يده في حركة دفاع ... ثم تلقت صدمة عنيفة افقدتها وعيها.



Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:59 PM   #20

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

10 - عتمة الذاكرة

فتحت لورا عينيها وكان اول ما لمحته زهور البنفسج الرائعة0 مضى وقت طويل قبل أن تلمح من بعيد شبح أبيض كإنه ضباب كثيف0
أرادت أن تصرخ لكن الصوت لم يخرج من حلقها الجاف 0 إن مثل هذا الجهد البسيط كاف لأن يحفر دماغها في الم عميق0 وبشبه غيبوبة راحت تنتحب 0
همس صوت في لغة لم تعرف ماهي برغم أنها فهمت المعنى من دون صعوبة0
- شكرا ياالهي ! هل تريدين شئ ما 0يا ابنتي؟
قالت لورا في صوت ثقيل انها تشعر بالعطش 0 فاختفت الممرضة لتعود حاملة قدحا مليئا بعصير البرتقال ألمثلج وقالت :
- سيفرح زوجك كثيرا لأنك استعدت وعيك 0
إجابت لورا مقطبة الحاجبين :
- زوجي هل أنا متزوجة؟
- طبعا ياصغيرتي 0 إنه قلق عليك0
وكأن الممرضة تذكرت أن لورا لاتعرف اللغة الأسبانية , فقالت لها بالأنكليزية :
- سأزف إليه الخبر السار واطلب منه إن يحضرلرؤيتك 0
- إنتظري, ارجوك , من ستحضرين00؟ انني لا اتذكر احدا 0
- انت زوجة السينيور راميريز وهو شخصية بارزة في المكسيك0
المكسيك00 ماذا تفعل هنا في المكسيك ؟ هل هي متزوجة من رجل مكسيكي ؟
أضافت الممرضة:
- تعرضت لحادث على الشاطئ القريب من فيلا جاسينتا 0
حادث في فيلا جاسينتا0 هزت لورا رأسها في حيرة وارتباك0
ومن جديد عاد الألم العنيف يعصر صدغيها 0
- انني 00إنني لا أتذكر شيئا0
- لا تقلقي, سينيورا 0 هذا شيء طبيعي بعد صدمة كهذه 0 لاتتحركي سأقول لزوجك أنك استعدت وعيك0
وضعت لورا يدها على أكمام الممرضة وهمست:
- أرجوك 0اخبريني أولا عن الحادث0
أن تلتقي زوجا لا تعرفه فكرة ترعبها0 من هو ؟ من يشبه ؟ ماعمره ؟ وهي 0من هي ؟
- كنت ممددة على الشاطئ0سنيورا 0 تحت شجرة جوز هند المحملة بالثمار الناضجة0 إن ثمره واحدة بإمكانها تحطم رأسك00
- و00هذا ما حدث لي ؟
- من حسن حظك أن زوجك كان معك في هذه اللحظة وقد تمكن أن يخفف من حدة الصدمة0 والآن سنيورا سأذهب لآتي به0 لم نستطع أن نقنعه الا اليوم بأن يخلد إلى الراحة0 لكننا وعدناه بأن نوقضه متى استعدت وعيك 0
وعندما اختفت الممرضة راحت تحاول التركيز تلاحقها عشرات الأسئلة التي لا تعرف لها جوابا0 منذ متى وهي متزوجة من مكسيكي ؟ لا شك أن يحبها كثيرا لأنه رفض أن يبتعد عنها 00 كأن عليها أن تطلب من الممرضة مرآة قبل أن تدعها تذهب لتأتي به0 لا تعرف كيف ملامحها؟ هل لون عينيها أزرق ام اسود ؟ رفعت يدها لتلمس خصلة من شعرها لمعرفة لون شعرها 0 لكن شعرها كان مختفيا وراء ضمادات تلف كل رأسها 0 وعندما لمست جبينها 0 شعرت بألم عنيف 0
فجأة , انتفضت 0 فقد دخل إلى غرفتها0 وبقي جامدا قرب السرير 0 كان ممشوق ألقامه أسود, الشعر ,أسمر البشرة0 في الثلاثين من العمر 0 يرتدي قميصا بأكمام قصيرة وبنطلون جينز وجهه متعبا0 كان ينظر إليها في قلق ويهمس في صوت مبحوح وهو يضع يده على يدها :
- لورا 0


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
117 -على خطى الشيطان - ع.ج .. ( كتابة / كاملة )** Fairey Angel روايات عبير المكتوبة 722 15-03-24 08:04 AM
74 - لماذا كل هذه الاسرار - جون هول - ع.ج ( كتابة / كاملة )** lola @ روايات عبير المكتوبة 1313 30-11-23 06:33 PM
10 - اليخت - فلورا كيد - ع.ق ( كتابة / كاملة **) جين اوستين333 روايات عبير المكتوبة 272 21-11-23 09:24 PM


الساعة الآن 10:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.