آخر 10 مشاركات
غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree43Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-12, 06:34 PM   #101

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



،

في صباحٍ داكِن تطلُّ الشمسُ من خدرِها غاضِبة تحرقُ ملامِح المارَّة ، الرياضُ المُزرَّقة من إتهاماتِهم الباطلة ، الرياضُ الخجولة مثقُوبة بكدماتٍ من كذبِ البعضْ على عفتِها ، الرياضْ الصاخِبة صيفًا و الدافئِة شتاءً تلمُّ شملً القلُوب حولِها ، تبقى الفتنةُ بقمرٍ طلّ من سماءِ الرياض ، يا من تركت الرياض . . كيف الحياة بدونها ؟ رُغم التذمر و الشكوى من هذه الأرض ، إلا أنَّ الجفافُ يبقى " بللُ " و العشاقْ يربطهُم رضـا الله و النجُوم ضياءٌ تشهد بسبابةِ القمَر.

في مُنتصف طريق بقي تقريبًا 5 ساعات حتَى يصِلُوا إلى حائِل ، يُوسف بهدُوء : نزلي الكرسي عشان يرتاح ظهرك
مُهرة أنزلت يدِها بجانب المقعَد حتى تضغط عليه لتُردف : ماينزل
يُوسف ألتفت عليها : مو الأولى الثانية
مُهرة بخوف : شوف الطريق طيب
يُوسف خفف سُرعته و ركَن سيارتِه جانبًا لينحنِي عليها من الجهة الأخرى ،
مُهرة أخذت نفسًا ولم تزفُره من قُربه ، شفطَت بطنها من قُربه وهو يحاول إنزال الكُرسِي ، تسمعُ أنفاسِه و دقاتِ قلبه ، أنزله إلى أن قارب المرتبة الخلفية : كِذا تمام ؟
مُهرة بصوتٍ مُرتبك : إيه
يُوسف عاد لمقعدِه و حرَّك سيارتِه : فيه محطة قدامنا إذا تبينا نوقف عندها ؟
مُهرة : لأ
يُوسف : كلمتي أمك ؟ يعني قلتي لها !
مُهرة : لأ بس أوصل أشرح لها .. ماراح تفهمني من التليفون
يُوسف : تدلين بيتهم
مُهرة : لأ بس نوصل للقصيم ويبقى ساعتين على حايل أكلمهم ويعطوني العنوان
يُوسف تنهَّد : طيب ، .. *صمت لدقائِق يُحيطهم ثم أردف* .. ودراستك بالرياض ؟
مُهرة : أوقفها عادِي

،

الضوءُ يخترق النوافِذ التي تُشبه السجُون ، يقطعُ الزجاج أعمدةٍ كثيرة و رائِحة المكان مُقرفة تُثير الغثيان ،
مُغلق عيناها بوشاحِها ومُثبت أقدامها بالكُرسِي الخشبِي الممتلىء بالرسومات والعبارات التعصبية ، في مكانٍ مُظلم و كأنهُ مهجور.
سعَد : طيب .. لآ ولا يهمك ... تآمر آمر إن شاء الله ... وأغلق هاتِفه ، سحب كُرسي ليجلس أمامها ،
سحب اللاصِق من فمِها ليُثير الحمرة حول ثغرها : مين اللي اعطاك الفلوس ؟ أبي كلمة وحدة
لا رد يأتِي ،
سعَد : صدقيني ماهو بصالحك أبد ، يعني لو وصل موضوعك لبوسعود و بوبدر .. بتكونين في عداد الموتى
أمل : . . . . . .
سعَد : بعِّد لين العشرة إن ماتكلمتي يؤسفني أنه بيتم التبليغ عنك . . . واحد . . إثنين . . ثلاثة . . أربـ
أمل : ناس
سعد أبتسم بإستخفاف : أحلفي عاد ؟ ناس ؟ تصدقين أحسبهم حيوانات
أمل أشاحت نظرها بعيدًا عنه و الألمْ يسيرُ ببطء بين ملامِحها بعد أن نامت ليلتها على هذا الكرسي ،
سعد بغضب : أنطقـــــــــــــــــي !! . . كنتِ راح تعيشين زي ماتبين .. وش تغيَّر ؟
أمل : . . . . . .
سعد : لا توجعين راسي عندي ميَّة شغلة غيرك ، غادة مع وليد الحين ولا ندري عنهم شي والبركة بأفعالك !! تكلمي عن كل شي تعرفينه ، لا والله يصير شي مايعجبك
أمل : هي تحب وليد
سعد بغضب : مالك شغل تحبه ولا تكرهه قولي لي شي يفيدني بعيد عن هالخرابيط
أمل : مدري قالوا بيطلعون برا باريس
سعد : طبعا ماراح يقدرون لأن جوازها هنا .. أبغى إسم المدينة اللي راحوا لها
أمل بإرهاق : وقلت لك مااعرف
سعَد بهدُوءٍ مُخيف : أفكِّر بردة فعل سلطان بن بدر و عبدالرحمن آل متعب إذا عرفوا عنك
أمل بلعت ريقها و الخوفُ يتشكَّلُ بأنفاسها المُتصاعِدة ،
سعَد : مقرن يبي يساعدك ويبعدك لكن أنتِ تجبرينه يتصرف معك كذا !!

،

في الضاحية الشرقية لباريس ، مقبرةُ دي بلفيز في مُربع المسلمين ، وكَّل شركة فرنسية تدفع لهُم الرسُوم في شراء المقابر هُنا حيثُ أنّها تُشترى و حسبِ المُدة فـ كُل عائلة عبدالعزيز و أُمِي كل 30 سنة يجب أن نُجدد الشراء لهم وإلا أخرجت السُلطات الفرنسية الجثث و أحرقوها ، وقف عند قبرِ أُمه و قرأ من القرآن " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا " ، أحمَّرت عيناه وهو يجمع كفُوفه ليدعِي " اللهم أبدلها دارًا خيرًا من دارها و أهلاً خيرًا من اهلها و أدخلها الجنةِ و *تحشرج صوتِه ليصمت ثوانِي ثم يُردف بصوتٍ موجوع* و أعِذها من النار و من عذاب القبر ، اللهم تجاوز عن سيئاتها و جازِها عن الحسناتِ إحسانًا و عن السيئات عفوًا و غُفرآنا ، اللهم أجمعنا في يومٍ لاريب فيه .. أكمل دُعاءه بخشوعٍ تام و عيناه تبكِي وجعٌ "
مرَّت دقائِق طويلة و هو امام قبرِ أُمِه ، قبل أن يذهب عنها أبتسم لم يراها كثيرًا . . توفيْت و هو في ثاني متوسط ، ليتهُ كان معها في آخر أيامها ، أيامُ مرضِها و علاجُها الذِي توجَّب عليه الذهاب لباريس . . ربَّ ضارةٍ نافعة ، لو لم تأتِي للعلاج في باريس لما رأيت غادة.
وقف أمام قبرِ هديل ، دعَى لها كثيرًا و كأنها أخته ، هو فعلاً يشعُر بأخويتِه مع هديل وحميمية الأخوة بينهُما رُغم أنَّ لا موقفًا يُذكَر بيني وبينها .. إلا أنها أختُ من أفديهِ برُوحِي و أختُ من تملَّكت قلبي.
أقترب من قبرِ والِد عبدالعزيز ، دعَى لهُ بالمثل إلا أنَّه تأثَر أكثر أمامِه و صوتُه يختنق و يتحشرج و يقِف بمساحاتٍ شاسعة تُشبه الخواء الذِي يواجه قلبه الآن في وحدتِه ، وقف أمام قبرِ والدة عبدالعزيز ، قرأ بعضُ آيات القرآن و دعَى لها .
أتَى الدور على القسم الأكبرِ من قلبه ، وقف هذه المرَّة على رُكبتيْه أمام قبرِها ، شدّ على شفتيْه ويحاول أن يبتسم أن يفرح ، يُريد أن يصِل شعُوره إليْها ، قبل أن آآتي إلى هُنا قرأت أداب زيارة المقابر حتى لا أقع بشيءٍ منهي عنه و قرأتُ حديثًا صحيحًا شعرتُ بأنَّ عُرسًا يُقيم في قلبي " ما من رجل يزور قبر ‏أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم " هذا يعني انها تشعُر بيْ ؟ يالله يا غادة أُريد أن أُخبرك عن حُزنِي دُونك و انَّ الحياة ناقِصة تتشعبُ منها زوائِدٌ مهما حاولت أن أُعطيها بعضُ الأهمية إلا أنَّها تعجز أن تحلُ جزءً من قلبِي مثل ما حييتِ هُنا – قلبي - ، " نزلت دمعتِه ليُكمل بأحاديثِ نفسٍ لا يُجرؤ أن تخرج بصوتِه ، تعبنا يا غادة ، لا عزيزٌ سعيد و لا أنا ، لا نحنُ نحن و لا الحياةُ ترتضِي أن تُسعِدنا ، يالله ياغادة لو تعرفين أو تدركين كيف أنني غير قادِر على العيش و الحياة ! والله لستُ بقادِر و أخافُ السخط على قدرِه يا غادة . . يا جنُونِي . . يا حبيبتي ، أولُ مرة أرى باريس بهذه الثيابُ الرثَّة ، أول مرَّة أفقدُ اللهفة في عينيْها ، أول مرَّة أجِد أن باريس جافة مُفلسَة ، أيامُنـا القديمة و تفاصِيلُنا المُباغتة لذاكرتِي التي تمِّر ببُطء على قلبي حتى تنزلق بِك يا رُوحي ، يا سمائِي . . يا أرضِي ، يا كُل شيء ، تراكمت الغيُوم يا غادة و لم تبقى السماءُ كما عهدتِ . . تراكمت ولم ترحمُ العطشى و الحزانى ، لم ترحمهم وتُمطِر.
أتشعُرين بي الآن ؟ يارب أنك تُشعرين بيْ ، أنا لم أنساك و لم أنسى وعدُنا لبعض ، والله لم أنسَى.
كانت الحياة أقصَر من أحلامِنا الممتدَّة على قارِعةِ حُبِنا ، أحلامُنا التي كانت أن نشيخ سويًا و أحفادِنا حولنا ، لم نشيخ يا غادة و لم نرى أطفالُنا حتى . *بكَى بشدَّة و بصمتٍ مُطبق شدَّ به على شفتيْه إحترامًا لهذا المكان و أن لا يجبِ النواح فيه*
كانت أقصَر يا غادة ، والله ستكُون الحياة أسعَد لو تركتِ لي طفلاً ، فقط طفلٌ واحِدٌ ياغادة ، أنا أحببتُك و أحببتُ أن تُبللين جُحرِي بطفلٍ يقع و يتشبثْ ، يسرقُ من تفاصِيل أُمِه الكثير ، أن يُشبهك ،
تذكرين المرةِ التي قُلت لكِ فيها " الأربعين الشبيه اللذين يحشرُون أنوفهم بقصائِد الشُعراء لا وجود لهم و لم تصدقيني "
أتُصدقيني الآن ؟ أين أشباهكِ يا غادة ، أين هُم ؟
أُريد أن أحكِي لك الكثير ، الكثير مما حصَل ، عُدنا للرياض التي كُنتِ تشتاقين إليها ، عُدنا يا غادة ولم تكُونِي معنا.
لم تتغيَّر كثيرًا ، أرضُ لم تطأ بها قدماكِ هي عنصرٌ كونِي مُكتَّظ لا أحد يلتفتْ إليه و الآن باريس تدخلُ تحت هذا المصطلح بعد أن كانت حسناءٌ راقِصة تسرقُ من عينيْكِ ضياءُها و مِن رقةِ شفتيْك فتنتُها . . آآآه يا غادة لِمَ المُدن تتشابه ؟ لِم الأرضُ بأكملِها تُشبه غصةً في صدرِي تلعبُ بأعصابِي ولا ترحل ، لِمَ كُل شيء في غيابِك " باهِت " ، لا شيء يُذكَر بعد ، سنَة كاملة لم أفعل بما شيئًا يستحقُ الذِكر حتى الأمور البسيطة كانت في وقتِنا هي أهمُ الأشياء ولكن فقدتك و فقدتُ كل أشيائِي خلفك.
قبل أن أرحَل أُريد أن أُخبرك ، . . . . *خرجَت شمسُ باريس الخجولة و أشعتُها الخافتة لتعكسَ دمع ناصِر على ملامِحه*
أُريد أن أقُول أنني أحببتُكِ أكثرُ مما يُدرَك في هذه الحياة الوضيعة و لم أتوقَع أن خسارتِي فادِحة إلا و أنا أرى السماء تُطوِي سُحبها المُتمايلة بين همساتِنا لتقطع خيطًا بيني وبينك.
أُريد أن أقُول يا غادة أننِي أشتاقُك . . ، أشتاقُك و جدًا ،
أدعُو الله أن يُسامحنِي على إحتفاظِي بصورِك و بكلماتِك و بأقراصٍ تضمُ مشاهِدٌ تضحكِين بها كإتساع الشمس و قطراتُ المطَر و تبكِين فيها كرذاذِ عطرٍ لا يكفُّ عن السؤال عنك.
أدعُو الله أن يعفُو عنِّي لما أفعله الآن ، رُغمًا عنِّي أضعفنِي فُقدانِك في ليلتنا التي جلسنَا سنين نُفكِر بها ، في ليلتنا التي كان يجب أن أُصلِي معك شُكرًا أنَّ سقفُ حُبي بات يجمعُنا على أرضٍ واحِدة ، في ليلتنا التي كان يجبْ أن نوثِّق بها حُبنا لأطفالنا ، في ليلتنا يا غادة أتى موتُك خاطِفًا قتلنِي و قتل عبدالعزيز من خلفِي.
أدعُو الله أن لا يجعلنا من الساخطين على أقداره ، والله لا أُريد ، والله لا أُريد أن أكون مجنُونًا هكذا ، لا أُريد أن يغضب مني الله ببُكائِي ، لا أريد يا غادة ولكن رُغمًا عنِّي ، لا أُريد أن أضعف ولكن حُبك أقوى ، لا أُريد أن أنكسِر ولكن غيابُك أقسى ، لا أُريد أن أنهار ولكن حضُورك أكثرُ إتزانًا ، لا أُريد يا جنُونِي لا أُريده ولا أُحبه و الله على كُل هذا هو الأعظم وهو القادِر على أن يُخفف من جمرةُ أشتياقٍ واقفة في حلقي ، كل شيء يا غادة يتطفَّلُ ليظهر أمامِي ليُذكرني بك وكأنِي نسيتك ، كانت أُمنيتي سابقًا أن نشيخ سويًا و لكن الآن أُمنيتي أنَّ الجنة تجمعُني بك لأحبك من جديد.
أستمَّر دقائِقٌ يحاول أن يتزِن و يُطفأ حُرقة دموعه ، وقف وجمع كفيَّه ليدعُو لها و نصف ساعة و أكثَر وهو يدعُو إلى أن قال مودِعًا " يالله إنك فطرت إبن آدم على قلبٍ ضعيف ينشغلُ بلهوِ الدُنيـا فـ يارب علِّقني بِك و أرحمني و أرحمها كما ترحمُ عبادِك الصالحين ، يالله أني لم أُحببها لأجلِ دُنيا فانية ، يالله أني أحببتُها طاعةً فيك لم تُشغلني يومًا عن ذِكرك فـ يارب كما أحببتُها بالدُنيا حُبًا عظيمًا قائِمًا على طاعتِك و على رضاك أن تجمعني بها في أعلى جنانِك "

،

مُستلقي على السرير الوثِير و رائِحتُها تُثير حواسِّه الناعِسة ، صُداعٌ يقضُم خلايـا مُخه و يفتحُ عيناه ببطء.
نظر للسقف مُستغربًا إلى أن أستوعب ماجاء بِه إلى هُنا ، مدَّد ذراعيْه بإرهاقٍ و تعب بعد أن أستنزفت كُل قوَّاه بالأمس العنُود ، يالله يا هذه الأنثى يشعُر بأنَّه يكرهها أكثر من اليهُودِ أنفُسهم ، تحرُرها الزائِد و مظهرها الذِي يشعُر به دائِمًا بالتقزز ، يخجَل من أن تكُون إبنة عمِته بهذه الصُورة ، سيئَة جدًا حتى أخلاقُها تشوِّهها كثيرًا رُغم أنَّ ملامِحها تُشبه عمته الأقرب لقلبه ولكن تبقى عمته أجمل بكثير و هي لاشيء يُذكَر عِندها ، هذه العنُود سأعرف كيف أُعيد تربيتها من جديد و أجعلها تحترم عاداتنا وتقاليدنا ولو كان رُغمًا عنها.
تأمَّل الغُرفة التي هو بِها مرةً أُخرى ، غُرفة الجوهرة في أيامها الأخيرة هُنا ، لا يعلم لِم شعَر بضيق من أن يدخل جناحه ولا يعرف كيف قادتِه أقدامه لغرفتها هيَ ، مازال يرنُّ في إذنه بُكائِها و كوابِيسها.
مقهور جدًا من طريقة إستغفالي هذه وأنا الذي لم أعتاد أن أحدهُم يُهينني بهذا الشكل كيف وأنتِ الجوهرة ؟
أنا قادِر على العيشْ دُونِك لم تكُوني يومًا أهم من والديْ ! ولكن بي من القهر ما يجعلُنِي أردُّ إساءتِك ليْ ، أُريد أن أردَّها بأقربِ فُرصة ، أُريد أن أُذيقك مرّ ما ذِقتهُ مِنكِ ، ليتك تشعُرين بشعُور الرفض الذي كنت أراه بعينك إن حاولتُ الإقتراب مِنك ، شعُور سيء يُثير أعصابي و يُغضبني ، لمْ تشعُري يومًا بفِكرة أنني زوجُك و ألقى الرفض من كُل جانب !
أنتِ و تُركِي ستدفعُون الثمن غالِي و أنا أُقسم بذلك.
دخل للحمامْ المُلحق بالغُرفة ، بلل وجهه و كالعادة توضأ رُغم أنه ليس بوقتِ صلاة ،
خرَج و أنتبه لبعضُ الحركة في غُرفةِ سُعاد ، دخل و لقيَ حصَّة و عائشة ، رفع حاجبه : وش قاعد يصير ؟
حصَّة بحزِم :سعاد والله يرحمها بتبرَّع بأغراضها للفقراء ، فيه محتاجين كثير ومنها نكسب أجر
سلطان بهدُوء : طيب ماهو كان لازم تستشريني ؟ قلت لك يا حصَّة مليون مرة عن هالموضوع
حصَّة بحزم أكبر : أنا أكبر منك ومفروض تحترمني وتحترم شوري
سلطان بإنفعال : أيّ شوري أيّ بطيخ !! هذي أشياء تخصني
حصة بهدُوء تُريد أن تختبره : بس الجوهرة أكيد بتجي قبل العيد ومايصير تشوف هالغرفة في بيتها
سلطان : والله ؟ ومين قال بتجي ! حصة لو سمحتِ أطلعي أنت وعايشة وأتركوا الغرفة
حصة بنبرةٍ خبيثة : ليه نايم بغُرفتها اليوم ؟
سلطان يُظهر اللامُبالاة و الإستغباء في آنٍ واحِد : أيّ غُرفة ؟
حصة وهي تمسك الكُتب وتُسلِّمها لعائشة : مدري أي غرفة بس يقولون لك اللي قلبه على حبيبه يدور عليه ويجيبه
سلطان الغاضب لانت ملامِحه ليبتسم : مخك متبرمج على أفلام أبيض وأسود
حصَّة بإبتسامة : سعاد بحّ . . طيب ؟
سلطان : عطيني الكتب بحطها في مكتبتي
حصَّة : أنت ماتقرأ كتب رومانسية وأدب ليه أحطها لك
سلطان : إلا أقرأ .. جيبي بس
حصَّة : علي ؟ خلك على كتب المجانين حقتك ومالك دخل بهالكتب
سلطان بجدية : عطيني أبيها . . الجوهرة تقرآها
حصَّة بضحكة : صدق ؟
سلطان : أسألي الجاسوس اللي جمبك
عايشة بإندفاع وخوف : أنا ما يقول شي
حصَّة : مالك دخل بحبيبتي عيوشة
سلطان بسخرية : يا عيني بس !!
حصة : أوَّل قولي الجوهرة تقرأ الكتب الأدبية ؟
سلطان : والله تقراها
حصة : طيب أخذها أجل .. مدَّت له الكتب
سلطان : خل عايشة تحطها في صندوق واحد وتجيبها المكتبة انا أرتبهم
حصَّة و هدُوء سلطان يُغريها بالأسئلة : متى راح تجيبها ؟
سلطان بضحكة يُردف : تحزنيني والله عاد أمس مكلِّم أبوها نتفق على الطلاق
حصَّة توسَّعت محاجرها : من جدك ؟
سلطان بجدية : حصة الله يخليك الموضوع منتهي وماأبغى أتناقش فيه وهي تعرف مصلحتها وأنا أعرف مصلحتي
حصَّة بإنفعال : ننععععم ! لا والله ماتطلقها .. وش تطلقها ماصار لكم سنة عشان تطلقها ؟ مهما كانت هالمشكلة العظيمة اللي بينكم وأدري أنها سخيفة بس مايصير
عائشة عندما علت الأصوات أنسحبت بأطراف أصابعها وملامح الخوف تظهَر بملامحها ،
سلطان : خلاص ولا يهمك اطلقها عقب ماترجعين لندن
حصة بغضب : تستهزأ فيني ؟
سلطان يقترب منها ليُقبل رأسها وبنبرةٍ خافتة : الموضوع منتهي
حصَّة بحزنٍ واضح على ملامحها : طيب ليه ؟ سلطان أنت كبرت مايصير تبقى كِذا !! بكرا تتقاعد وش بتسوي ؟ قولي بس وش بتسوي ؟ أنا خايفة عليك وأبيك تعيش حياتك زي مالكل عايش .. يكفي شغل ماراح يجيك كثر ماراح من عُمرك في هالزفت شغلك ، وش أستفدت منه ؟ طيب قلنا نسلم أمرنا لله وتبقى في هالشغل لكن حياتِك !! أنا ماشفت الجوهرة بس واثقة أنها ما تستاهل الطلاق .. مرَّة وحدة بحياتك حاول تحافظ على شخص .. أنت منت ملاحظ أنك تخسر الناس بسهولة !! منت قادِر تحميهم .. لآتقولي أنا أحمي غيرهم .. لكن أحنا أهلك و الجوهرة أهلك يا سلطان .. يا روحي الله يخليك يكفي اللي مضى ، لا ترخص هالناس اللي حولك .. بيجي وقت تحتاج فيه لأحد يسمعك ويكلمك .. رجِّعها عشان خاطرِي وبعدها يحلها ربِك ، و كل مشكلة لها حل
سلطان تنهَّد : أنا ماأصلح أكون كذا ، ماأعرف أكون زوج ولا غيره .. أنا ماأصلح الا بمكان شغلي وبجلس فيه لأني أحبه و هو حياتي كلها .. ومستغني أنا عن هالحياة الثانية اللي مع الجوهرة و غيرها.
حصَّة و أختنقت محاجرها بالدمُوع : مستغني عنَّا ؟ يالله يا سلطان ماأعرف كيف قلبك حجر كذا !! ليه ماتحس أنه بكرا بتشيب وهالشغل بيستغني عنك مثل ماأستغنى عن غيرك و بتبقى بروحك لا زوجة ولا أهل ..
سلطان بصمتٍ يتأمل عيناها التي تُجاهد أن لاتبكِي ،
حصَّة تُكمل : إذا تغليني ولو شويَّة يا سلطان لا تخسر نفسك أكثر من كذا .. لآتخسرها ورجِّعها .. لآتطلقها بس عشان ترضي عقلك .. لأن هالعقل اللي تفكر فيه مصيره بيتخلى عنه وماراح تلقى بقلبك إلا ذكرى ناس أنت خسرتهم بنفسك !! .. رمقته بنظراتٍ راجيَة وخرجت.
سلطان وقف في مُنتصف غُرفة سعاد و أفكارِه تهوَى كما تسقُط قطراتُ الماء من المباني ، أصطدم به أكثرُ من فِكرة و حديثُ حصَّة مُوجع لقلبه ، كم خسَر في حياته ؟ فترةُ الشباب الطائشة و عمِي عنَاد و إبنه نايف في رحلتِنا الغارقة على شواطىء صقليَّة ، أُمِي الجنَّة و لا جنةٌ في الدُنيا سواها و أبِي الرائحة العتيقة التي يحتفُظ بها قلبي ، أجدادِي الذِين باغتهُم المشيب حتى ماتُوا تباعًا و المصائِبُ لا تأتِي فُرادى ، من بقيَ ؟ كان يجبْ على والديْ أن يُفكِرُوا بوِحدةِ إبنهم بعد عُمرٍ طال ، لو أنَّ لديْ أخ الآن قريبًا من عُمري كان الأمر سيكُون مسليًا رُبما كنت سأعلمه على الفروسية أو رُبما أُعلمه على انواع الأسلحة و من الممكن أن يُعلمني شيئًا .. كنت سأجِد مُتسعًا لأحتفِظ بهذه الحياة كما رددتها عمتِي ، ولكن حياتي ليست مُغرية لأنَّ أتشبث بها ، أصابني الله في حُبِ عملي حتى أفقدنِي الكثير و مازال.

،




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-12, 06:35 PM   #102

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

،

دُو فِيل على أمواجِ البحر المُستقرِة ، على شُرفةِ شقتِها تنظرُ للبعِيد الغير آتي ،
وضعت كفَّها على صدرِها ، نبضاتِها غير مُستقِرة تشعُر بهيجان يحرقُ أطرافِ قلبها ، أحدهُم يُناديها ، أحدهُم يُثير سمعها كما لو أنه يضع جمراتٍ مُتراصَّة حول غضارِيفِ أُذنها الرقيقة ، عيناها تبكِي بلا سبب او رُبما حتى الأسباب تجهلها ، مازال قلبُها يتواطؤ مع حُزنِها و يُمارس الإختباء ، يتألم ولا يُخبرني ما يؤلمه ، أحدهُم أشتاقُ إليه كما يشتاق إليْ ، أحدهُم يخنقنِي و قلبهُ الأكسجين ، أحدهُم صيحةٌ عظيمة تنهشُ بعظامِي ، أحدهُم يُضعفني ، يُعصرني ، يُبكيني ، يؤلمني ، يجرحني ، يكسُرني ، يُقتلني . .
أحدهُم قلبي يعرفه جيدًا ولكنه جبانٍ من أن يقُول ليْ ، أحدهُم مُزعِج جدًا لذاكرتي ، يُثير الخوف على أطرافِ حُزني ، أرجف.
أكفف عن هذا ، أرجُوك . . لا طاقة لديْ لهذا الألم ،
أخفضت رأسها و كفوفها تنزل ببطء لبطنِها و غثيانٌ يُداهمها كأنَّ جنينًا بها يصرخُ عن والِده ، والِده ؟ يالله يا .. يا .. من أنا ؟
يالله يا رُوحي أكان هُناك شخصًا أُحبه قبل الحادث ؟ " طيب مين ؟ "
هديل . . رُبما أختي ، و عبدالعزيز أخي ، و مقرن . . أبي أو من ؟ لن أُسامحه إن كان حيًا و تركني ضائعة مُشتتة ، لن أُسامحه أبدًا وهو يُسقطني غرقًا في هذه الدُنيا دُون أن يحمِيني ويطوِّقُني ، لن أُسامحه على هذا الحُزن أبدًا.
ناصر ؟ . . . صمتُ لدقائِق طويلة حتى تُردف بحديثِ عقلها المُتشابك مع قلبها . . رُبما أخي ؟
أبتسمت بين أمواجِ دمُوعِها و قلبُها يضطرب كإضطراب البحرُ في مواسِمه و إرتفاعه.
همست : وينك ؟
أين انت من كُل هذا ؟ أين قلبِك الآن ؟ يبدُو أنَّ قلبي يُحبك يا ناصِر كما يُحب هديل الغائِبة عني و عبدالعزيز الذي لا أعرفُه ، أحبكم و لكن " وينكم " ؟
يالله يا من أجهله كم أشتاقُ لك كتكاثُر الغرباء في مُحيطي.

،

أفاق و العرقُ يُبلل الجُزء العلوي من جسدِه العاري ، أنفاسِه تُسمَع كإرتطامِ قطعٌ معدنية على الأرض ، شعَر بوخزٍ يسار صدرِه و رعبٌ يدبُّ في قلبه المُضطرب في هذا الصباح المُتأخر.
مسح وجهه و عيناه تسرقُ تفاصيل ما رآه ، أعُوذ بالله من هذه الكوابيس ، صدرِه يهبط ويعلُو بوقعٍ شديد . .
أن أرَى أختي تمُوت أمامِي مرةً أُخرى هذا يعني أنها تتعذَّبُ في قبرها ، يالله يا غادة ماذا يحصل معك في ظُلمتك ؟ أكاد أحلف أنك لم تفوِّتِي فرضًا ولا صلاة !! ماذا فعلتِ ؟ بربِّ الناس ماذا فعلتِ في دُنياك ؟ يالله يا غادة أشعُر بحممٍ تُصبّ في قلبي من أنكِ تتعذَّبين ، حفظتِي أجزاءً كثيرة من القرآن كما حفظتُ أنا ، فعلتِ الكثير من الأعمال الصالحة ، مالفعل المذموم هذا الذي محَى كل أعمالك وجعلكِ تتعذبين ؟ يالله أرحمها وأرفْ بحالها ، يالله جازها عن الحسناتِ إحسانًا وعن السيئات عفوًا وغُفرانًا.
لم يتحمَّل حتى أخذ هاتفه و يتصِل على ناصر ، ثواني حتى أتاه صوته المُتعب : هلا
عبدالعزيز بصوتٍ مخنوق : غادة تتعذَّب
ناصِر و للتو هدأ ، أختنق مرةً أُخرى ، ليتك هُنا يا عبدالعزيز حتى تسمعُ لعينيْ وتقرأُها ، ليتك هُنا .
عبدالعزيز يُكمل برجفة حُبٍ و إشتياق : ما سوَّت شي والله ماسوَّت ، حتى طلعاتها ماكانت الا معاك و نادِر ماتطلع لوحدها وصلاتها ماتطوِّفها ، أحيانًا تضطر تأخرها لكن تصليها .. ماطوَّفت فرض .. وماعليها ديُون .. وش صاير ؟ أحس بموت من التفكير .. هديل و أُمِي و أُبوي أحسهم مرتاحين .. حتى أمي كانت تبكِي كثير لكن الحين مرتاحة أنا أعرف هالشي أحس فيه .. حتى أبُوي أحس فيه .. بس غادة ليه ؟
ناصر بوجَع : كنت عندهم اليوم .. زرت قبورهم
عبدالعزيز ونفسه تلهَّفت : رحت لهم ؟
ناصِر بصوتٍ شارف على البُكاء : إيه
عبدالعزيز أختنقت عينه بالحُمرَة ، أشتاق لهم ، يشعُر بأن روحه تخرج من مكانِها الآن ، ليتهُم دُفِنُوا هُنا ، بئس تفكيري في ذلك الوقت أنه سيعيش عُمره هُناك فأردتُ أن يكُونوا بجانبِي .. لكن حتى أطيافهُم رحلت بعيدًا عني.
ناصِر : قبل شوي رجعت ، سو لهم شي ، خل لهم صدقة جارية كلهُم .. أخاف يختنقون من وحشتهم
عبدالعزيز مسح جبينه مُتعبًا وهو يضغط على عينيْه المُغمضة : وش يرجِّعهُم ؟
ناصِر نظر لشِقته الخاوية لتنساب دمعته على خده ، و أنفاسه لا تهدأ
عبدالعزيز و دموعه تتصارع في محاجره لتحجب عنه الرُؤية وبصوتٍ خاف ممتلىء بالوجع : مرَّت سنة . . كيف عشتها بدونهم ؟ محد حولي ومحد جمبي .. مححد .. كيف ؟ ماأبغى أدعي على نفسي بس يذبحني هالألم يا ناصر .. ماأبي هالحياة ، مليييت ..
بصوتٍ حطم حصُون اهدابه : موجوع يا ناصر حييل
ناصِر جلس على طرفِ طاولته الخشبية ، أنحنى بظهره لتسقُط دموعه على الأرض ، وجَع يفتُك عظامه هو و صديقه.

،

على فراشٍ ذو رائِحة نتِنة ساقِط و نومُه عميق و هالاتٍ داكِنة تُحيطه و رائِحةُ الغرفة تختلِط برائِحة الشُربِ و الألوان ، اللوحاتِ مُرتبة بجانِب بعضها في زاويةٍ ، دخل عليه برهبة و هو يرفع الملابس العفِنة ليصيح به : فااارس أصححى بسرعة أبوك جاي بالطريق
فارس بهذيان ناعِس : خلني أنام
حمَد يفتحُ الستائِر و النوافِذ الزُجاجية ليختلط الهواء النقِي بالغُرفة : أبووك بالطريق .. ركِّز معي ... رائد الجوهي بالطريق .. راائد اللي هو أبوك بالطريق
فارس فتح عينه : وشو ؟
حمد لم يتحمَّل تناحته حتى أخذ قارورة زُجاجية ممتلئة بالماء ، أخرج منها الورد و رماه و بلل فارس بمياهِ الزهر : أصحححى أخلص عليّ والله إن شم ريحتك لا يذبحك
فارس بعصبية : يامجنووون ليه ترمي الورد !!
حمد : هذا اللي يهمك يا مرهف الإحساس . .أنقلع للحمام فرِّك نفسك لين تطلع هالريحة ، نص ساعة وبتلقى أبوك هنا وساعتها شوف عاد وش يسوي فيك
فارس وقف عاقد الحاجبيْن : طيب بخِّر الغرفة .. وسحب منشفته داخلاً للحمام.
حمد : يا حومة كبدك يا حمد .. نظف غُرفة فارس وهو يرمِي بعض الأشياء التي بنظرِه تافهة و لكن بنظر فارس مُهمة.
دقائِق طويلة مرَّت وحمَد يُبخِر المكان برائِحة العُود العتيقة ، خرج فارس ناعِسًا : جاء ؟
حمد : لآ بس على وصول
فارس ببرود : طيب أطلع ببدِّل
حمَد خرج تارِكه ليُبخِر الصالة العلوية أيضًا ،
أرتدى فارس ملابسه بهدُوء وهو يتأملُ غرفته أن لايكون هُناك آثار لجريمته ، خرج لحمد
حمد : خلنا ندخل غُرفتك نشوف فيها ريحة ولا لأ
وبتحشيشٍ فعليْ ، أغلق حمد باب غُرفة فارس ومن ثُم فتحه ليدخل ويستنشق وكأنه يُمثٍّل دُور الجوهي : همممم أحس فيها شي
فارس : يالله خلف على عقول الحمير .. خلاص اترك الغرفة ريحتها ريحة ألوان
حمَد بخبث يجلس مُقابلا له : تدري أمس وش قلت لي ؟
فارس بلا إهتمام يتصفح الجريدة : وش ؟
حمَد : عبير
فارس رفع عينه له : نععم !!
حمَد : ههههههههههههههههههههه وش فيك عصَّبت ؟ تقول أنها لذيذة و ******* و
لم يُكمل من رفسة فارِس على بطنِه ، وقَف وجعله يتمدد على الطاولة الخشبية وبغيرةٍ شديدة لكمَه على عينِه ومن ثُمَ صفعةٍ مُدويَّة على خدَّه و لم يكتفِي بذلك ، ضربةٌ بالقُرب من أنفِه لينزف دماءً.
بصوتٍ غاضب شدّ شعره ليُقربه من وجهه وهو الذِي أعتاد من فارس البرُود و الهدُوء : قسم بالعلي العظيم لو تجيب سيرتها على لسانك لا أقطعه لك
حمد يدفعه وهو يُعدِّل بلوزته التي تمزَّقت أطرافها وكان سيُهدد كالعادة لولا حضُور رائِد بينهُم ،
فارس أقترب من والِده وقبَّل جبينه ،
رائد : وش فيكم تتهاوشون ؟
فارس بهدُوء : نمزح
رائد بضحكة : تمزحون !! عنيفيين ماشاء الله
حمد بإنسحاب : رايح أغيِّر ملابسي
جلس رائِد وبجانبه فارس ، أردف : شلونك ؟
فارس بخير الحمدلله
رائد رفع حاجبه : مبخرين البيت ؟
فارس : إيه حمد مبخره
رائد : عليّ ؟
فارس بلع ريقه : ليه وش فيه البخور ؟
رائد : ماتبخرونه الا فيه ريحة لمصايبك !!
فارس ويُمثل دور البريء : دايم تظلمني يايبه دايم تظن فيني ظن السوء ، خلاص من اليوم ورايح بقوله لا يبخِّر البيت وأستمتع بريحة الألوان والعفن اللي دايم تقوله
رائد بإبتسامة : شوي وتآكلني ، خلاص ماقلنا شي بخروه .. قولي وش مسوي بالتدريب ؟
فارس : كل يوم قبل لا أنام أتدرَّب
رائد : زين هذا اللي أبيه منك ، أنا بعد فترة راح أسافر ويمكن أطوِّل كثير فـ راح تكون مع حمد وماأبغى مشاكل
فارس : طيب ينفع أطلب طلب ؟
رائد بضحكة تُشبه ضحكة إبنه الساحرة : لأ
فارس إبتسم : طيب تروح وترجع بالسلامة
رائد : ههههههههههههههههههه قول وش تبي ؟
فارس : يعني الحرس والله مالهم داعي ، ماني بزر .. خلاص أنا كبرت على هالحرَّاس اللي يمشون مثل ظلي أبي آخذ شوية نفس وخصوصية
رائد بهدُوء : أبوك عنده أعداء كثير و
فارس يُكمل عنه بسخرية مُقلدًا لنبرته : و الأعداء هذولي يدورون عليّ الزلة ويبون يأذوني بأي طريقة وممكن يأذوني فيك .. حفظتها يايبه والله حفظتها من طلعت على هالدنيا وأنا أسمعها .. طيب أنا بجلس أنحبس كذا إلى متى ؟
رائد : طيب سافر لكن هُم معاك
فارس بإستهزاء : شكرا دايم ماتخجلني في كرمك
رائد يضرب ظهره بقوة ضاحِكًا : مسألة الفرفرة بالرياض أنسى
فارس: كسرت ظهري
رائد : اليوم صاير تتدلَّع كثير
فارس : يبه والله تعبت وحمد يخنقني .. طيب جيب لي واحد ثاني
رائد : أنا أثق في حمد
فارس : الله والثقة عاد
رائد بحزم : فاارس !!

،

صوتُ القرآنِ يضجُّ في البيت ، بعد أن راجعت بعضُ السوَر حتى لا تنساها وتأكِد على حفظِها ، نزلت لوالدتها ساعدتها قليلاً حتى جلسَا بالصالة و صمتٌ مُريب بينهم.
الجُوهرة بهدُوء : يمه زعلانة مني ؟
والدتها بإقتضاب : لأ
الجُوهرة جلست على رُكبتيها أمامها وهي تُمسك كفوفها وبإبتسامة : أجل ليه ماتكلميني ؟
والدتها : لأنك ماتبين تريحيني
الجُوهرة ومازالت تُحافظ على تقويسةِ ثغرها : أنتِ لو تطلبين صحتي وعافيتي وراحتي كان أقول فداك بس ماأبي أشغلك معي وأضايقك
والدتها بنبرةٍ مُهتزة : ماراح تشغليني ولا بتضايقيني .. أنا بس برتاح وأتطمَّن
الجُوهرة : تطمَّني يا روحي ،
والدتها : وش بينك وبين سلطان ؟
الجُوهرة بلعت ريقها وكأنَّه بدأ الهواءُ يضيقُ عليها : مابيننا الا كل خير
والدتها : مأذيك بـإيش ؟
الجُوهرة بهدُوء : ما تطلع الشينة من بوبدر
والدتها : طيب وش هالمشكلة اللي تخليك تتركين بيتك وأبوك يوافقك !!
الجُوهرة : أنا بس كنت أبي أرتاح عندكم ومشتاقة لكم
والدتها بخوفٍ يرتسم بعينها : غيره يالجوهرة هالكلام مايقنعني !
الجُوهرة أبتسمت حتى بانت صفةُ أسنانها العُليا : مافيه شي غيره
والدتها بضُعف : أحلفي بالله ..
الجُوهرة صمتت و لا كلمةٌ تنطقها و تُسعفها في هذا الموقف.
والدتها : ليه تكذبين عليّ ؟ أنا أمك بس قولي لي وش اللي صار وريْحيني !!
الجُوهرة ثبتت أسنانها العُليا على طرفِ شفتِها السُفلى ، بصوتٍ ضيِّق : مشكلة بسيطة .. وبتنحَّل إن شاء الله
والدتها بصمت تتأمل عينِ إبنتها ، تُريد أن تقتبِس من هذه العينُ بعض الأحاديث التي من الممكن أن تُطمئنها ،
الجوهرة أخفضت رأسها لتُقبِّل كفوفٍ عتيقة لها رائحةُ الجنَّة التي تحلم بأنَّ تكون يومًا من نصيبها.
أنساب شعرِها في حضنِ والدتها لتتضِح بعضُ الخيُوطِ الحمراء المُتخثِرة بالدم و كدمةٌ ليلكية تُفسد بياض رقبتِها ، أرتجفت أهدابِ الأمِ الخائفة : مين سوَّى كِذا ؟
الجوهرة رفعت عينها بعدم فهم ،
والدتها بغضب ممزوج بحُزنٍ عميق : وتقولين مافيني شي ؟
الجُوهرة أبتعدت قليلا عن والدتها و على جبيُنها يرتسمُ الإستغراب.
والدتها : ضربك ؟ لا تكذبين وتقولين ماضربك !!
الجُوهرة مسكت رقبتها لتقِف مُرتبكة مُرتجفة لا جوابْ لديْها . .
دخل ريان : السَلام عليـكم .. .. دارت نظراتِه بينهُما و رفع حاجبُ الشك : وش فيكم
والدته تتجاهله تمامًا : ليه تكذبين عليّ ؟ وش مسوي فيك هالأغبر ؟
الجُوهرة أرادت لو أنَّ والدها موجود يُنهي هذا النقاش بدُبلوماسيته المُعتادة ، أرتجفت بوجودِ ريَّان !
والدتها وعيناها تختنق بغضب : أكيد صاير شي كايد ولا مايضربك من هنا والطريق وأبوك واقف معك بعد !! ريحوني بس قولوا لي
ريَّان وعقله بهذه المواضيع يفهمها من كلِمة ، بهدُوء : سلطان ضربك ؟
الجُوهرة بدفاع مُرتجف : أنا زوجته ولو يكسِر راسي حلاله ، مشاكل وتصير بين أيّ زوجين ليه تعطونها أكبر من حجمها
والدتها : اللي يضربك مرة قادر يضربك مليون مرَّة
ريَّان : وليه ضربك ؟
الجوهرة بلعت ريقها بخوف : مشكله بيني وبينه
ريَّان رفع حاجبه مرةً أُخرى : زين حفظتي كرامتك وجيتي !!
الجُوهرة : وش قصدِك ؟ . . يعني أختك ماعندها كرامة *تعمَّدت أن تلفظُ - اختك - حتى تُشعره ببعض الذنب*
ريَّان ببرود يجلس : أنا واثق أنه المشكلة أساسها منِك عشان كذا ماألومه لو يكسِر راسك على قولتك
والدتها بحُرقة أمٍ ترى إبنتها بهذه الوضعية : وأنت معه بعد !! أنتوا بتجننوني ! كيف يضربك ؟
الجُوهرة و لا تُريد أن تبكِي ولكن نبرةِ والدتها جعلتها تبكِي لتلفظ بين بُكائها : يمه الله يخليك !! ماهو ناقصني
ريَّان بإبتسامة : أحمدي ربك ماذبحك .. أنا لو مكانه دفنتك على أيّ غلطة تطلع منك ودام سلطان ماشاء الله صبور فأكيد هالغلطة كايدة وخلته يضربك .. عاد الله أعلم باللي تخفينه عننا ويمكن عن سلطان
الجوهرة بقهر : ليه دايم ظنك فيني سيء ؟ . . أنا أختك من لحمك ودمك تعاملني كذا وش خليت للغريب !! ،
بحدة لم تعتاد أن تُخرجها لأحد ، بغضب وكأنها أنفجرت من سيل أتهاماتِ ريان الباطلة التي لا تنتهي : أتذابح مع سلطان ولا يصير اللي يصير بزواجي مالك دخل .. مالك علاقة فيني .. ماعدت صغيرة عشان تكلمني بهالطريقة ، أنا عمري 26 ماني بزر عندِك عشان تقولي هالكلام ... أرحم حالك وأرحمني من كلامِك
والدتها بحدة : هذا اللي شاطرة فيه تراددين أخوك !! تزوجتي وصغر عقلك
الجُوهرة بضيق : أنا الحين كذا ؟ يمه أنا متضايقة منه ومن كلامه بدل ماتوقفين معي توقفين معاه
والدتها : ماراح أوقف لا معك ولا معه .. سوِّي اللي تسوينه ماعاد يهمني .. وخرجت ،
ريَّان يصفق لها بسُخرية : برافو طلع لك لسان والله من سيادة الفريق سلطان !! سلطان هذا اللي تحتمين فيه رماك ولا كان أتصل من زمان ، بيعدي شهر وإثنين وثلاثة وورقة طلاقِك بتشرِّف .. ومحد بيبقى لك إلا أحنا .. أهلك .. فحاولي ماتخسرينا زي ماأنتي الحين تخسرين أمي !
الجُوهرة بنبرةٍ هادئة مبحوحة : ما رماني ، و أنا عندي لسان قبل لا أشوف هالسلطان اللي مرة مسبب لك أزمة !! بس أحترمتك يا ريان وأحترمت أنك أخوي الكبير بما فيه الكفاية لكن بديت تغلط علي كثير وأنا ماعاد أتحمَّل كلامِك اللي عُمرك ماطلعت ليْ بكلمة حلوة !!
ريَّان : وغصبًا عنك يا ماما بتحترميني .. ماهو كرم ولا تفضُّل منك .. وخرج هو الآخر ،
الجوهرة بقيتْ واقِفة لوحدها ولا ترى أحدًا يُشاركها الحزن الآن ، الجميع بات يتشمَّتْ بيْ منك يا سلطان.

،

أرتفع أذان المغربْ ، و مازال الهدُوء و الغضب المُختبىء خلف البرُود يُحطيهم.
عبير بهدُوء : يبه ما قلت لنا وش سويت بباريس ؟
عبدالرحمن : شغل وش بسوي غيره يعني !
رتيل رفعت عينها لوالِدها ، و عبير تُشاركها نظرات " الكذب و الشك و رُبما الإستحقار "
عبدالرحمن و من نظراتِهم باغته شك : وش صاير لكم ؟ تركتكم أسبوع ورجعت كل شيء محتاس !! لا أنتم بناتي اللي متعود عليهم ولا شيء
عبير تشربْ من كأس الماء : سلامتِك بس كذا بناتك نفسيات
عبدالرحمن بحدة : تكلمي معايْ زيين ماني أصغر عيالك
عبير ببرود : كيف أتكلم يعني ؟ سألتني وجاوبتك
عبدالرحمن رفع حاجبه : يعني هذا أسلوب تكلميني فيه ؟
رتيل الصامتة الهادئة الحزينة تُراقب الكلمات المُبطنة التي ترمق بها عبير لوالدها و عيناهُا متورِّمة بالبُكاء.
عبير تنهَّدت : الحمدلله .. وقفت ولكن حدة صوتِ والدها جعلتها تثبتُ في مكانها : عبيــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــر !!
عبدالرحمن بغضب : أشُوف طالعة بحكي جديد ؟؟ خير إن شاء الله ؟
عبير بصوتٍ مُرتجف :آسفة
عبدالرحمن بهدُوء : وش صاير لك ؟
رتيل ونطقت أخيرًا : قولي له .. مو قلتِ بتقولين له !!
عبدالرحمن وأنظاره تتجه لرتيل : عن ؟
رتيل ببرود : عن الزواج اللي صار بالخش والدسّ
عبدالرحمن توقفت عيناه عن الرمش غير مُصدِق بأنَّ عبدالعزيز قد يُخبرهم عن زواجه بإحدى إبنتيْه ، غير مُصدِق بأنَّ عبدالعزيز يفعلها معه ، صعبة على نفسِه بأن يتقبَّلها من عزيز . . ولكن الأصعب كيف يقنعهُم بهذا الزواج !!! يالله يا رتيل كيف سأُقنعك بعبدالعزيز !
بحزمٍ أردف . . .

،

لا أحاديِث تُذكَر بينهُم ، الصمتْ يحكمُ شفاهِهم ، و طريقٌ ضيِق للنقاش لا يُفتح الآن.
أرتشف من القهوَة الداكِنة و عيناه تحكِي الكثير و لكن لا ردّ من الطرف الآخر !
سلطان : ما طفشت من الحكي ؟
عبدالعزيز رُغما عنه أبتسم : مررة
سلطان تنهَّد : ماتبي تحكي شي ؟ يعني يخص الشغل .. يخصك ؟
عبدالعزيز بهدُوء وعيناه تغرقُ في فنجانِ قهوتِه : أستسلمت منكم
سلطان : إحنا ؟
عبدالعزيز : للأسف ،
سلطان ضحك : وبعد ؟
عبدالعزيز : سلَّمت أمري و فكرت
سلطان بهدُوء : وش وصلت له ؟
عبدالعزيز يُحرك مُربعات السكر المُغلفة على الطاولة و يضع حبتيْن بالأمام ليتشكَّل مُستطيل وحبَّة في الوسط وحبةٌ أخرى بعيدة : أنه المربع يضِل جُزء من المستطيل و أنه المستطيل مايقدر يستغني عن المُربع !
سلطان و يُمعن النظر في عينيّ عبدالعزيز ، يُشبه والِده كثيرًا حتى طريقة تفكيره ، ذكي مهما أنكسر وضعِف يبقى " داهية "
عبدالعزيز : أنا مقدر أطلع منكم و أنتم ماتقدرون تستغنون عني ..
سلطَان بنبرةٍ خافتة : وهذا الصح
عبدالعزيز بإبتسامة ونبرةِ سُخرية وهو يضع فوق المُستطيل مُربعٍ آخر : لكن ممكن المستطيل يقمع المُربع
سلطان يأخذُ مُربع السكَر منه ويُزيح المربعين ليُلصق المُربع الجديد بينهم : لكن يقدر المُربع يثبت نفسه ويكون مُستطيل
عبدالعزيز رفع عينه لسلطان : و كيف ؟
سلطان : كون صبُور مهما أستفزّتك الأحداث اللي حولك ، طنِّش وتقدر ، لا ترمي كل شيء عشان كلمة أو عشان موقف ! خلك دايم ثابت والبقية هم اللي يتحركون لاتكون أنت اللي يتحرك حسب مالظروف تبي !! أوقف بوجه كل شيء يواجهك وخلك ثابت !!
عبدالعزيز يرتشفُ من قهوته التي برَدتْ ،
سلطان : وين جلست باليومين اللي غبت فيها ؟
عبدالعزيز : أول يوم مالقيت مكان وجاني أرق ، كل مارحت مكان قالوا لازم عوائل
سلطان أبتسم حتى بانت صفة أسنانه العليا : كان لازم تعرف قوانين بلدك
عبدالعزيز : وش يعرفني أنه ماينفع العزابية يسكنون بالفنادق بعد !!
سلطان : على حسب الفندق
عبدالعزيز : ثاني يوم تعبت وكنت أبي أنام ولقيت عمارة ومكتوب عليها شقق مفروشة للعزابية ، كانت أقذر مكان شفته بحياتي وبعدها أضطريت أرجع !
سلطان : ماهو أضطريت !! لكن لأن هذا مكانك الصح
نظر لهاتفه الذي يهتز إثر رسالة ، قرأ " تُركي في مزرعتك طال عُمرك "

،



.

أنتهى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-12, 10:34 PM   #103

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء ( 42 )




أنتِ لي . . أنتِ حزني وأنتِ الفرح
أنتِ جرحي وقوس قزح
أنتِ قيدي وحرِّيتي
أنت طيني وأسطورتي
أنتِ لي . . أنتِ لي . . بجراحكْ
كل جرح حديقهْ ! .
أنت لي .. أنت لي .. بنواحك
كل صوت حقيقهْ .
أنت شمسي التي تنطفئ
أنت ليلي الذي يشتعل
أنتِ موتي , وأنت حياتي”

*محمُود درويش



،
عبدالعزيز : ثاني يوم تعبت وكنت أبي أنام ولقيت عمارة ومكتوب عليها شقق مفروشة للعزابية ، كانت أقذر مكان شفته بحياتي وبعدها أضطريت أرجع !
سلطان : ماهو أضطريت !! لكن لأن هذا مكانك الصح
نظر لهاتفه الذي يهتز على الطاولة إثر رسالة ، " تُركي في مزرعتك طال عُمرك "
رفع عينه لعبدالعزيز : نمشي ؟
عبدالعزيز وقف : إيه
خرجُوا من إحدى المقاهِي على شارع التحلية الصاخب ، كلٌ على سيارتِه ، ذهب البائس حيثُ الحيّ المُنزوِي بمثلِ إنزواءِ سُكانِه ، نظراتِه أرتفعت لنافِذتها المُظلِمة و ستارٌ يُغطِيها ، أخذ نفسًا عميقًا ، أفلس من هذه الدُنيا ولم تعُد من أحلامه – الغنى –
لِمَ أقِف ؟ الحياةُ تسير كـ رمشةِ عين و ما زلت مُتغير مُتحرك حيثُ ما حولِي يُريدون ، لا عائلتِي سيعُودون و لا أنـا سأفرح ، يجب أن أنسى حتى لو كلَّف أمرُ نسيانهم " موتْ أعصابي " ، سأنسى مثل ما ينسى الجميع إلا أنني سأحتفظ بقلبٍ لا يرى سوى الغائبين من على هذه الأرض ، غادَة و هديل و أبي و أمي . . أنتُم في حُجرةٍ من قلبي لا تنكسِر و البقية لا يهُم.
لا يهُم ، مثل ما وهب سلطان حياته للعمل سأبذل كل طاقتِي فيه و سأنشغل وأنسى كما نسيَ سلطان ومن قبلِه عبدالرحمن بن خالد ، سأنسى و هذا وعدٌ لقلبِي.

،

قبل ساعتيْن و 37 دقيقة مُربِكة ، غير مُصدِق لما يُحدث مع إبنتيْه ، كيف كشف عبدالعزيز الخِمَار عن هذا الزواج المُحكم في سلاسِل الألسُن ، أيُّ جوابٍ مُقنع يمسح به شحُوب قلبِ رتيل ؟ أيُّ صفعةٍ ستتحمَّل رتيل ؟ أحلامُ الصِبـا ذابت كما السُكر يذُوبِ في سخُونةِ الكأس ، كان سهلاً عليه أن يُقنع عبير ولكن يقف الآن عاجِزًا عن خلقِ عُذر يُبعد هذه الشكُوك أو رُبما اليقين الذي يجزمانِ به ،
رتيل ببرود غِير مُبالي وهِي تدفنُ الملعقة في قاعِ السلطة الخضراء : ضي
أتسعت محاجره و شفتيْه تثبت ، راحةٌ بسيطة تسللت إلى قلبه فأمرُ ضي هيِّن أمام فاجِعتها بعبدالعزيز ،
عبير بقهر : الله أعلم من متى متزوجها
رفع عينه على إبنته الواقفة و الذِي يُفترض أن تكُن أكثر أدبًا : لو متزوجها من قبل لاتنولدين ؟ وش بتسوين يعني ؟
رتيل بإستنكار و غضب سقطت الملعقة من بين أصبعيْها على أرضية الرُخام : متزوجها أيام أُمي الله يرحمها ؟
عبدالرحمن بهدُوء : ماتلاحظون أنكم نسيتوا أنفسكم وجالسين تحاسبوني ؟
عبير أنفاسُها تضطرب : مانحاسبك ! بس ليه دايم إحنا على هامشك ؟ ليه دايم إحنا مالنا حق نسألك أو حتى نشاركك القرار ؟ هذي حياتنا زي ماهي حياتك .. ليه دايم إحنا مالنا كلمة ولا حق الإختيار .. ليه دايم إحنا ننجبر وغصبًا عنَّا مانناقشك !
رتيل بهدُوء : تزوجت ماتزوجت مايهمني !! دامك فصلت حياتك عنَّا فما لنا حق نحاسبك بحياتِك أنت وأنت بروحك
عبدالرحمن بحدَّة : تكلمي زين أنتِ وياهاا !! أنا الحين حاطكم على الهامش ؟
صرخ بعبير : انا كذا ؟ يعني أنا مقصِّر و ماني سائِل عنكم ؟
عبير حاجتها للبُكاء من بؤسٍ تراكم على قلبها جعلت هدبيْها يرتجفَان لتترامَى الدمُوع على خدِها ، أردفت بخفُوت : طيب ليه ؟
عبدالرحمن : هذا شيء وأنتهى ماراح أجلس أبرر لك عشان تقتنعين !
عبير أطبقت فكيْها المرتجفة فوق بعضِها لتشدَّ عليها وكأنها ستطحن أسنانها من قهرها : ما طلبت منك تبرير ! بس ليه تفصل حياتك عن حياتنا ! إحنا مانستاهل هالحياة !! . . بكرا راح تتحاسب على بناتك .. على كل قهر ذقناه و أنت تبني حياتك مع وحدة ماندري مين ولا حتى أصلاً نبي نعرف مين !!! ما طلبنا منك المستحيل .. بس زي ما أنت تعيش حياتك أتركنا إحنا نعيشها خلنا نبكي منها ولا نبكي منك .. خلنا ننقهر ونضيق ونطيح في مصايبها بس نتعلم .. لا تحبسنا ..
رتيل بصوتٍ هادىء مُوجع : مايفيد ؟ لو تقولي الحين روحي يا رتيل وعيشي زي ماتبين .. ماراح يفيدني بشي ؟ 24 سنة مرَّت و أنا ما أعرف وش يعني صداقة و لا ناس ومناسبات .. تبي تعلمني الحين كيف أصادق غير بنات ربعك !! أعدد لك كم بنت صادقتها وأطول فترة صادقتها فيها ؟ هي وحدة .. وكورس واحد وجيتني قلت هالبنت لاتختلطين معها ..والحين هيفاء !! وطبعًا لأنها بنت بو منصور ولا كان قطعت علاقتي فيها من زمان ... لا تقولنا ماني مقصِّر .. أنت علمتنا كيف نفقد ثقتنا بهالناس كلهم و نبعد ؟ بس ما علمتنا كيف نعيش بدُون صداقة .. بدون أهل .. بدون أم .. بدون . . . أب طبيعي !!
عبير بإقتناع في حديث رتيل أردفت : حياتك مع اللي إسمها ضي تخصك أنت بروحك .. لا تخلط بيننا و عيش مثل ما تبي وإحنا بعد راح نموت مثل مانبي . . . وصعدتْ لغُرفتها بخطواتٍ سريعة و دمُوعها تُسارع خُطاها.
رتيل أخفضت نظرها بسُخرية مُبكية : بتعلمنا كيف نمُوت و ببطولة ؟ وبننهي هالمثالية اللي عايشين فيها !!
عبدالرحمن و تواطؤ اراء رتيل مع عبير يُثير في داخله ألفْ كدمةُ حزن ، لم يتفقَا طوال حياتهُما و الآن يتفقان على " الموت " ، ألهذه الدرجة الحياة هُنا جحيم ؟ ألهذه الدرجة تكدسَّت الهمُوم في قلب إبنتيْ ؟ خُفت الفُقد ! لم أتحمَّل فكرةُ أن أفقُد أحدٌ مِنكُما . . لو أن أسجنكما في عينيْ لبقيتْ غير مُطمئِنًا أيضًا ، ليتكُما تُدركان الخطر و الرهبة التي تدبُّ في نفسي كُلما فكرتُ في " كم ضالاً يسيرُ بشوارِعنا ؟ ، كم حقيرًا يُلطخ طُرقنا ؟ ، كم مُجرمًا يدُوس على أعراضنا ؟ . . " حاولت أن أُطمئن نفسي كما تُحبان ولكن أيضًا فشلت ، أنا غير قادِر على جمعُكم بمُجتمع يكسرُ غصنُ الأنثى و أنا أخاف على إنعواجِ ضلعٍ بِكُما . .
رتيل رفعت عيناها لتلتقِي بعينيْ والِدها اليائسة ، بنظراتِ والِدها سقطت دمُوعها : آسفة ، . . . . برجفة شفتيْها نطقت : مانبي نضايقك ، نعرف أنك تتعب عشانا بس يبه ضقنا .. ضقنا حيييل ماعاد نقدر نكتم أكثر .. لما عرفت عبير عن الموضوع وهي تبي تجيب الكام من غرفتك .. تخيَّل أنه عبير جرحتني بكلامها وطلعتني ولا شيء .. عبير اللي مستحيل تنفجر بوجه أحد .. أنفجرت فيني . .
بلعت ريقها وهي تنظرُ لوالِدها بإنكسار : يشوفوني رخيصة مالي فايدة بهالحياة .. ماني معارضة زواجك من حقك تعيش لكن إحنا يبه نبي نعيش .. كفاية والله كفاية .. أنا ندمانة قد شعر راسي على كل شي سويته وأنا أعصي أوامرك .. كل شيء ندمانة عليه .. لأني الحين عرفت سبب أوامرك .. لأني الحين عرفت كيف عصيانك يخليني رخيصة !! بس . .. ماأحملك شي ،كلها أغلاطي بس لولا أوامرك اللي خلتني احس بالنقص قدام ناس كثير ماكان سويت كذا !! لولا أقنعتني صح بقوانينك ما وصلت لهالمرحلة ولا وصلت عبير لهالشيء !!
أقتربت بِخُطى هزيلة لتُقبله بين حاجبيْه و تدفنُ ملامِحهها على كتفِه و تُبكِي بإنسياب ، عبدالرحمن وضع ذراعه خلف ظهرِها لايعرفُ كيف يُربت أو يُخفف حزنها ، لوهلةٍ شعر بأنه عاجز عن كُل شيء و لا شيء يستحق بأن يُغلف الحزن هدايـا السماء لقلبه.
رتيل بصوتٍ مخنوق : آسفة
والدها بصوتٍ يتقطَّعُ بسِهامُ حُزنٍ : حاولت ... حاولت يا رتيل أسعدكم بس واضح أني مقدرت
رتيل وقفت بقدميْها كاملة بعد أن أعتلت أطرافها حتى تصِل لجبينْ والِدها ، غرزتْ رأسِها في صدرِ حبيبها المُتبقي و التي لم تخرج من حُبِه خائبة : يكفي أنك موجود هنا . .

،

دخَل مزرعتِه المُتسِعة لقتالٍ من نوعٍ آخر ، يعرفُ أنَّ تُركي سيستفزِه سواءً بحقيقة أو كذبة لذلك أخرج السلاح من جيبه و سلَّمهُ للسائِق ، رمى مفاتيحه و هاتفه على الطاولة الخشبية التِي يُزيِّنها مفرشُ الكُورشيه ، سَار بخطواتٍ هادئة خافتة غاضبة حاقدة مشحُونة بكُل شيءٍ بائس ، فتح باب الغُرفةِ الخلفية الخاصة بأدواتِ الزراعة و الحراثة ، ألتقت عيناهُ باللاصِق الذِي يربطُ عينا تُركي ، تمتم في داخله " أستغفرك ربي من كل ذنبٍ فعلته أعلمه أو جهلته "
وقف خلفه وفتح اللاصِق بشدَّة جعلت الهالات الحمراء تُقيم حول عيناه ،
سلطان بنظراتٍ ساخرة حادة : يا أهلاً
تُركي بلع ريقه و جسدِه النحيل المُهتَّز يُثير ريبة ملامحه التي تتفجَّر بالبياض الشاحِب ،
سلطان فتح قيدِه من على يدِيْه و قدميْه ، شدَّه من كتفه ليُوقفه و بغضب : لا تلف ولا تدور ، اللي سويته مع بنت أخوك تقوله ليْ . . . وبالتفصيل
تُركي بنبرةٍ مُتعبة : ما سويـ
لم يُكمل من صفعةٍ أدمَت شفتيْه : كذب ماأبغى ... ترك كتفيه ليُرمى على الكرسِي الخشبي الذِي مال به حتى سقط على ظهره
،
سلطان شد الكُرسي له وجلس : لا تحسب أنك بتفلت ، طبعًا تترحم على نفسك مني وبعدها الهيئة تعرف تتصرف معاك !!!
تُركي بمرضٍ يُجاهد أن يتمسك به ، لا شيء يراه سوَى الجُوهرة و عشق الجُوهرة ، وكل شيءٍ ينحدِر من الجُوهرة أُحبه و هي تُحبني ، هذه الحقيقة يجب أن يعلمها الجميع و يجب أن نٌدافع عنها حتى تُثبت في عقُول من حولنا ،
أردف : هي تحبني .. وراضية
سلطان بغضب وقف ورمى الكرسي عليه لتنكسِر إحدى سيقان الخشبْ عليه وتجرحُ جبين تُركي : مين اللي راضية ؟ .. صرخ : مين ؟
تُركي ولايشعرُ بهذا الألم الجسدي مثل ألمِ قلبه : أنت ماتحبها .. انا بس اللي أحبها .. حياتها معايْ انا .. معاي أنا .. محد بيوقف معها إلا أنا .. محد بـ
سلطان أنحنى عليه ليشدُّه من الأرضِ ويُثبته على الجدار : قلت تحبها ؟ ؟
تُركي بغضب : و أعشقها
سلطان أبعد رأسه عن الجدار ليدفعه بقوة ناحيتِه : تعشق مين ؟
تُركي بإنهيارٍ تام و موتٌ لقلبه وعقله الذِي بات مشلول لا يستطيع أن يُفكر بما يجب أو بما يُحرَّم عليه : أعشق الجوهرة .. الجوهرة ليْ أنا بروحي
سلطان وشدِّه من ياقةِ ثوبته ليدفعه للجهة اليُمنى و يتحطم من جسدِ تُركي زُجاج النافِذة وبصرخة حارقة : بنت أخوووك !! من لحمك ودمك يا *****
تُركي و جسدِه يُخدش بقطعِ الزُجاج المُتناثرة حوله : أنا أحبها و راح نقدر نعيش بدونكم .. إحنا لبعض لازم تعرف أنها ماهي لك .. ماهي لك ... هي وافقت عليك غصبًا عنها .. تبيني أنا .. رفضت مليون واحد قبلك عشاني .. عشاني أنا .. و أنا أحبها
سلطان تمنَى لو أنه لم يترك سلاحه حتى يقتله إبتداءً من لسانه الميِّت : أغتصبتها ؟ أغتصبت بنت أخوك ؟
تُركي بجنُون : لأنها حقي .. حقي أنا
سلطان وأعصابه تلفت ، تقدَّم إليه ليشدُّه من شعره الطويل و ثبَّت ذقنه عند حافة حوضُ المياه الحارَّة المُعلق : يعني أغتصبتها ؟
تُركي ولا يُبالي بشيء حتى المياه التي يتصاعدُ دُخانِها : أنا أول رجال في حياتها وآخر رجَّال .. لا أنت ولا غيرك راح يقدرون يلمسون شعرة منها .. هي لـي أنـ
أغرقه سلطان بحوضٍ تذُوب به أغصانُ الأشجار و ينعوِجُ به سلكُ المعدن المُتماسك ، أغرقه و ملامِحه تحترِقُ بالحُمرة
تُركي بصرخة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
سلطان يرفع عن المياه : تعرف وش راح يسوون فيك ؟ بتهمة الإغتصاب والتحرش طوال الـ 7 سنوات ممكن يحكمون عليك بالقصاص وبأقرب وقت.
تُركي بإستفزاز لسلطان وعيناه يتجمَّعُ بها دمعٌ أحمر : أموت وياها
سلطان لكمه على عينِه : أنا أعلمك كيف تمُوت وياها ،
جرّ شعره إلى أن وصَل لزاويةٍ أُخرى ، ضغط على زرٍ لتتحرَّك أعوادٌ من الحديد متينة تصطدمْ بسلسة من الحديد أيضًا ، لو وضع قطعةٌ معدنية لتفتت بهذه الآلة ،
تُركي أتسعت محاجره الحمراء وهو ينظرُ لحركةِ الآلة المُخيفة ،
سلطان وضع ذراع تُركي على طاولة الألمنيُوم الحارِقة : تقولي كل شيء ولا بتودِّع أصابعك !!
تُركي : طلقها هي مـا
سلطان يُقرب الفكوك الحديدية منه : جاوب على قد السؤال
تُركي وينظرُ لهذه الآلة التي تقترب : هي جتني
سلطان : كيف ؟ .. بصرخة أردف : تكلم زي الناس
تُركي برجفة : كانت قريبة مني حيل و بوقتها كانت راجعة من عرس و عندها إختبارات الثانوية .. راح عبدالمحسن وزوجته للرياض وتركوها عندي أنا وريان .. شفتها و .. . . هي أغوتني .. هي اللي جتني في ذيك الليلة وقالت لي محد موجود و أننا نقدر نعيش زي مانبي .. و إحنا نحب بعض .. 7 سنين إحنا نحب بعض ومحد له علاقة فينا .. رفضت كل اللي جوها عشاني .. و لما جيت أنت ضغط عليها أبوها وريان و وافقت و .. حتى قبل كم أسبوع جيتها في بيتك .. و ودعتني وقالت بأقرب وقت راح آ . .
لم يُكمل من لكمةٍ في أنفه جعلته يسقط على الأرض وهو يتذكَر ذاك اليوم التي أمتلأ عُنقِها بحُمرةِ قُبلاتها ، لو أنِي ذبحتها في يومها لكان أفضَل.
تُركي : إذا هي داشرة أنا وش دخلني ؟ أنا زيي زي غيري نشوف بنت أكيد بـ
حذف عليه علبةُ المسامير لتنزف ملامِح تُركي من كُل جانب ، شدّه من رقبته ليُوقفه وحرارةِ أنفاس سلطان تكاد تحرقُه من جديد : تشوف بنت تآكل تبن و ماتقرب لها .....
دفعه على الأرض الممتلئة بالمسامير : هالحكي بتقوله قدامها عشان تنذبح وراها ....
خرج و وصَّى الحارِسُ عليه ، أقترب من الطاولة المُثبتة على الأرضِ الخضراء المزروعة ، أخذ هاتفه و ضغط على " الجوهرة "
هِي غارقةُ في البُكاء الصامت الخافت و كفِّها أسفَل خدِها ، تنظرُ لهاتِفها الذي يهتزُ على الطاولة ، تجاهلته وهي تتأمله.
دقائِق حتى مدَّت يدِها بضيق و ما إن قرأت " سلطان " حتى أرتعشت أطرافِها و قلبُها ينتفض ويعلقُ بقفصٍ هزيل مُتعب ، ردَّت برجفة و دُون أن تنطِق شيء و أنفاسِها المُرتفعة هي من تصِل إلى مسامِع سلطان.
سلطان بحدَّة : تجهزين نفسك بكرا الصبح تكونين عند الباب
الجُوهرة بهدُوء : أتفقنا على الطلاق
سلطان بصرخة ألجمت الجوهرة : طلاق يآخذك لجهنم الحمرا أنتِ وياه .. تشوفين حل مع أبوك مع أي زفت عندك والساعة 6 أنتِ عند الباب ... وأغلقه.
سلطان وضع سلاحه في جيبِه و مفاتيحه و . . . . أتجه حيثُ طريق الشرقية ،
هُناك أرتطم فكيْها ربكة و خوفْ ، سيقتلني لا مُحال .. لِمَ يطلبنِي وهو قد أتفق على الطلاق مع أبي ؟ ماذا يُريد بيْ ، لو لم أخرج له سيفضحني عِند أُمي و ريَّــان ، لكن أبي ؟ كيف أُقنعه ! لن يوافق ولن يستطِع سلطان أن يجبُرني ولكن سيصِل بنا إلى طُرق مسدودة !! ستنتهي علاقاتٍ كثيرة منِّي ، إن كان يُريد الطلاق إذا لِمَ يُريد أن يراني ؟ رُبما لم ينتهِي من ثقب جسدِي بكدماتِه ، يالله يا سلطان كيف تُريدني أن أخرجُ لك دُون علم أحد ؟

،

على أطرافْ القصيم ، جسدِها مُتعب من السيارة التي كسرَت ظهرِها ، كتبتْ له العنوان : هذا هو
يُوسف : طيب على مانوصل حايل بتكون الساعة 4 والناس نايمة
مُهرة و لا فكرةً لديها أو رُبما لا تُريد أن تُفكِر ، تنهَّدت : وش نسوي ؟
يُوسف بإرهاق : ننام في القصيم وبعدها نمشي لحايل
مُهرة : طيب
دقائِق طويلة حتى وصلُوا لأولِ فُندق واجههم على الطريق ، يُوسف : بشوف إذا فيه غُرف فاضية .. نزل وتركها تغرق في تفكيرها.
تأملتهُ حتى دخل ، وضعت كفِّها على بطنها و هي تدعي بأن يصرف عنها السوء ، مشاعر مُتشابكة مُلخبطة و الأكيد أنَّ يُوسف ليس بالزوج المُناسب لها.
كيف ستشرح لوالدتها الموضوع بأسلوبٍ سلس يُقنعها ؟ يالله كُن معي و أحميني من عبادِك الضالين ،
تُفكِر لو تقدَّم لها يُوسف في ظروفٍ أجمل ؟ كـ زواجٍ تقليدي إعتياديْ ، هل كانت ستوافق عليه ؟
رُبما لأ ولكن ماهي أسبابي ؟ الدراسة ليست حجة مُقنعة ، ذو أخلاق و طيِّـب و . . . جميل.
عقدت حاجبيْها من تفكيرها فيه وفي صفاتِه ، سيء . . رُبما كنت سأُخدع به و بصفاتِه هذه ، هزلِي لا يحتمِلُ الجدّ كان سيقهرني كثيرًا في تصرفاتِه الهزليـة و لن أتحمَّل ، أيضًا عائلته ليست بتلك الجمال حتى أُخالِطهُم و يجتمع مع أخيه تحت سقفٍ واحد و نظامٌ يقتُلني أن تُحاصرني غُرفة واحدة أو رُبما جناح ولكن أيضًا لا تكفي حتى أرتاح في منزلي.
لا شيء في يُوسف يُغري للحياة معه ، ألتفتت على الباب الذِي يُفتح : لقيت غرفة
نزلا معًا متوجهين للطابق الرابع حيثُ غُرفتهم الفندقـية ، يُوسف رمى نفسه على السرير وفي المنتصف أيضًا ، مُتنهِدًا براحة حتى أنه لم ينزع حذائه .
مُهرة تتأمل لثواني معدودة الغرفة الضيـقة نوعًا ما ، أخذت نفسًا عميقًا : ممكن تخليني أنام ؟
يُوسف بصوتٍ ناعس : أفصخي جزمتي وببعد
مُهرة بعصبية : نعععععععم ؟
يُوسف : زوجك !! ماراح ينزل من قدرك شي
مُهرة : ماأنحني لك
يُوسف بسُخرية : يامال الضعفة والله .. أقري وتثقفي وش كانوا يسوون نساء الرسول عليه الصلاة والسلام
مُهرة تكتفت : عائشة رضي الله عنها قالت عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ..
يُوسف بعناد وضع الوسائد أسفَل رأسه و أغمض عينيْه.
مُهرة بجدية : من جدك بتنام ؟ طيب وأنا وين أنام ؟ حتى مافيه كنبة هنا !! بعدين تعبت من الطريق ... قوم
يُوسف ولا يردُ عليها ،
مُهرة تنهَّدت بغضب لتجلس على طرف السرير و تنزع طرحتها و تضعها على الطاولة ، أردفت : يعني كيف ماأنام اليوم ؟ ترى دعوة الصايم مجابة
يوسف وهو مُغمض عينيْه : منتي بروحك صايمة حتى أنا صايم
مُهرة وقفت لتنزع عبايتها ، رفعتها وبإرتفاعها بدأت بلوزتها الليلكية بالإرتفاع ، فتحت عيناها و نظرات يُوسف الضاحكة جعلتها تعض شفتِها و ترمي عليه العباءة : قليل أدب
يُوسف صخب بضحكتِه : ههههههههههههههههههههههه تصبحين على خير
مُهرة تفتح شعرها و تسحب وسادة أسفَل رأسه لتستلقي بجانبه ولو أزاحت قليلا لسقطت من السرير ،
يُوسف الناعس أستعدَل بجلسته ليرمي حذاءه عند الباب و يعُود تارِكًا مجالا واسعًا لمُهرة ، نامَا و ظُهورِهم تُقابل بعض.

،






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-12, 10:35 PM   #104

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

أشرقت شمسٌ خجلى تُداعب السُحب في سمـاء المملكـة الـعربيـة الفاتـنة ،
طفلٌ يُريد الحيـاة و قلبُه ينبضُ برقةٍ نحو أُمه ، يعضُ جُدران رِحمها طالبًا الدُنيـا ، تنظُر لحبيبها الأوَّلُ و الأخير ، زوجُهـا الطيِّب العذب ، ما كان الحُب يومًا إختيارًا ، طفلِي سأُعلمه كيف تجعلُ الحُب يختارك بالزواج و أنَّ من يختار الحُب له نارٌ في يومٍ لاريب فيه ، سأُعلمه كيف الجنـة تتسع للمُتحابين في الله ، سأُعلمه كيف الحياة جميلة بالحلال و برضا الله ، سأُعلمه كيف أن ظُلم النفس شديدًا ولا يكُون ظُلم النفس الا بمعصية الله ، سأُعلمه كيف أنَّ الجنةٍ طُرِد منها آدم بسبب تُفاحةٍ فلا تُتقل القول ويفلتُ منك الفوزُ العظيم ، سأُعلمه كيف أُحب والِده و كيف أنتظرناه ؟ سأُعلمه كيف يتفادى الخيبات ؟ سأُعلمه كيف أنَّ كثرة الأصدقاء شقاء ، سأُعلمه عن البهجة و الدهشة .. وكل الأشياء الملوِّنــة الجميلة.
أمام المرآة يُعدِّل " نسفة " غترتِه ، بصوتٍ هادىء : يمكن اليوم أتأخر بالدوام لأن يوسف ماهو موجود
نجلاء تنظرُ له بلمعةٍ عينيْها المُضيئة حُبًا ، وضعت كفِّها على بطنها : منصور
منصور و عيناه على المرآة : همممم
نجلاء بفرحة عظيمة رُغم كل الألم الذي تشعرُ به و التقلصات في بطنِها ، دمَّعت عينها خوفًا و رهبةً و فرحةً وبهمس : بُولد
منصور ألتفت عليها ليسقِط " عقاله " : وشششش ؟
نجلاء و دمعتها تسقط و برهبة من التجربة الأولى و ربكة : آآ .. مدري ألم ولادة ولا شيء ثاني ؟ .. أنحنت بظهرها قليلا من شدة الألم
منصور أخذ عقاله ، و بمثل ربكتها : لحظة !! هو فيه فرق بالألم ؟
نجلاء بتوتر : منصوووور
منصور حك جبينه : يعني نروح المستشفى ؟
نجلاء : لحظة .. راح .. لألأ
منصور بعصبية : كان لازم نآخذ ورقة مكتوب فيها كيف نعرف أنه هذا ألم دلع ولا ألم طلق
نجلاء بإبتسامة شقية في كومةِ ألمها : ماودِّك تآخذ ورقة بعد مكتوب فـ .. لم تُكمل من ألمٍ شعرتْ وكأنه سهمٌ ينغرز بها .. آآآه
منصور يجلس عند ركبتيْها وعيناه على بطنِها المُتكوِّر وبهمس : بتولدين . . قرَّب شفتيْه من كفيْها التي تُحيط بطنها ، قبَّلها : ثواني . . أخذ عبايتْها و . . . ربكة كبيرة تطفُو على مُحيطهم ، إنه الطفل الأول ، الضحكة الأولى ، و " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " يا عذُوبـة النطق الأول و ماما / بابا من فمٍ مُتغنجِ بالبراءة ، يا سيلانُ الطُهر في أحشائِي ، يا طفلي.

،

أقتربتْ من طرفِ حُفرةٍ عميقـة ترمِي بجمراتٍ من نار بيضاء و دُخانٌ بارِدٌ يتصاعدُ مِنها ، خلخلت أصابعُ اليمين باليسار لتضُم كفيْها نحو صدرِها و عيناها تسقطُ دمُوعًا كـ حُبيباتِ ثلجٍ باردَة تستقرُ في القاع و تُشعل النيران مرةً أُخرى.
الهواءُ يُداعب شعرهِـا البُندقي ، و .. تكاد تنزلقْ ، يذُوب الصخرُ بجانِب قدميْها لحممٍ بُركانيـة ، أنـا أنزلق.
أفاقت و أنفاسها تعتلِي سقف غُرفتها ، صدرها يهبط و يرتفع بشدَّةٍ تخترقُ قلبها المُنتفض ،
بللت شفتيْها الجافة بلسانِها و هي تنظرُ لِمَ حولها ، لطالما آمنتُ برسائِل القدر وأنَّ الصُدف وسيلة لهذا القدر.
لطالما قُلت بأنَّ كل كلمةٍ تسقط عليها عيني هي " رسالة من الله " ، أؤمن بكل هذا.
الله غير راضٍ عنِي ، الله يُمهلنِي وقتًا ولكن لا يهُملني ، الله يُريد التوبة لي كما يُريد التوبة لعباده ولكن لن ينقصُ منه شيئًا ولن يضره إن كفرنـا به فهو غنيٌ عنـَّا ونحنُ الفقراءِ إليه ، الله لم يُوحي لي بهذا الحلم إلا لسبب ، الله لم يجعلني أقرأ ذاك الكتاب الا لسبب ، الله لم يجعلنِي أدخل ذاك الموقع و المنتدى إلا لسبب .. الله لم يُبقيني حيَّـة إلى الآن إلا لحكمةٍ ورُبما حسب عقلي الصغير " الله يُريد ليْ حُسن الخاتمة " ، رُبما هذه خاتِمتي . . رُبما الموتُ يقترب مني ويجب أن أُحضِّر لآخرتي.
يتصبب من جبينها حُبيباتِ العرق المُتشبثة بها و النُور يعكسُ لمعة البرونز من على ملامِحها.
يالله يا عزيز ما أنت فاعلٌ بي ، أبعدت فراشها عن جسدِها لتقف أمام المرآة ، يجب أن أكون قويَّـة ، هذا الحُب أنتهى ، هذا الحُب يا رتيل أنتهى ، هذا العزيز أنتهى ،
" أرادت أن تقسُو على نفسِها بكلماتِها " ، عزيز لا يستحقني ، عزيز لا شيء ، عزيز يُريد إذلالي و أنا لستُ في موضع ذُل ، عزيز يا رتيل " بحّ " ،
أخذت نفسًا عميقًا وهي تشعُر بأنها تخدع نفسها ، لن أضعف مرةً أُخرى ، لن أضعف لو كلَّف الأمرُ الكثير ، ليغرق في معاصيه لستُ مُستعدة أن أغرق معه . . و أنا لستُ طوق نجاةٍ لأحد و لن أُساعد أحد ، لستُ طيبة و صالحة بما يكفي حتى " أرحمُ " رجُلاً مثل " عبدالعزيز ".
دخلت الحمامْ لتستحِم بدقائِقٍ طويلة دافِئة و كأنها تُريد أن تظهر بوجهٌ آخر وإن كان تصنُعًا ، وإن كان تمثيلاً ، لا مكان لعبدالعزيز في حياتي و لا يستطيع أن يُجبرني على شيء.
رتيل الإنهزاميــة يا عزيز " ماتت ".
فتحت دُولابها لتسقط عينها على قميصه ، أخذته و مزقتهُ بيدِها لتأخُذ كحلها الأسوَد وتكتُب عليه بمثلِ قول غسان كنفاني الذي يُحبه هو و " بقرته " ، كتبت " إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة . . مثلك تمامًا يا عبدالعزيز ، كُنت حيًا و صالِحًا لأن تقع في حُبك أيُّ أنثى و لكن الآن لم تعُد سوى ميتًا يقعُ في حُبك مُخلفاتِ البشر كـ أثير .. مبرُوك أتمنى لكم قبر سعيد "
لملمت قطع القميص الممزقة ووضعت الكُم في الأعلى حيثُ كلماتِها المكتُوبة ، أرتدتْ ملابِسها ،
و وقفت أمام المرأة لتلمُّ شعرها المُبلل والملتوِي حول بعضه مُتشابكًا ، رفعت حاجِبها " لِمَ لا أهتم بنفسي ؟ لا أحد يستحق أن أحزن عليه ، تعلمي اللامُبالاة يا رتيل " جففت شعرَها و أخذت نفسًا عميقًا من هذا الجُهد البسيط لترى شعرها و كأنَّ قُنبلةٍ ما أخطأت الإتجاه و أنفجرت به ، تأملت نفسها قليلاً لتُداهم خيالاتِها أثير بشعرِها الناعم ، و لِمَ أكُون شبيهة بها لأنال رضـا عين عزيز ؟ لا يهُمني ، في حديثٍ خافت " كل الناس يبون الكيرلي وأنا طبيعي "
تمتمت : إلا الرجال و العجايز
تنهَّدت و تفننت بشعرها دُون أن تستعمل السرامِيك و تُنعمه ، أخذ خصلتيْن من الجانبين لتربُطهما في بعضهما وتركت شعرها بمثلِ إلتوائِتها ماعدا أنه أكثرُ ترتيبًا.
رطَّبت ملامِحها و أخذت القميصُ الممزق ونزلت للأسفَل بخطواتٍ هادئة ، نظرت لأوزدي : عبدالعزيز راح الدوام ؟
أوزدي : no
مدَّت لها القميص : tell him it's a gift
أوزدي أبتسمتْ و خرجت متوجِهة إليه ، ركضت رتِيل لنافِذة الصالة الداخلية المُطلة على بيتـه من جهةِ غُرفته ، لا شيء يكشفُ له ملامِحه حتى تراه بوضوح ، أخرجت هاتِفها الآيفون لتفتح تويتر و لا تعرف كيف توجهت لإسمها على الرُغم من أنها تُريد التجاهل قرأت تغريداتها لليوم " العُمر يُقاس بالتجارب " و كجنُون رتيل تمتمت بسُخرية : حكيمة ماشاء الله .. جايبة شي جديد
أوزدي : good morning
عبدالعزيز دُون أن ينظِر لها مُنشغل في تركِيب هاتفه الذي رماهُ صباحًا عندما رفع فِراشه ، بعد ثواني طويلة رفع عيناه لها ،
أوزدي : miss ratel told me that it's a gift to you
عبدالعزيز وقف ليقترب ويأخذُ القميص الممزق من بين يديْها ، أوزدي : have any Orders؟
عبدالعزيز هز رأسه بالرفض لتخرُج أوزدِي ، لم ينتبه للكُم المكتُوب عليه ، مالمقصُود من حركتِها هذه ؟ ما الذي تُريد أن تُوصله إليّ ؟ و . . أنتبه بكلامٍ بخطٍ مُتعرج أسود ، أمال برأسه قليلاً ويقرأ ما كُتب به لتعقد على حاجبيْه علاماتُ الغضب ، عض شفتِه بغضب ،" أجل أنا ميت يا آنسة رتيل ؟ " طيب يا بنت أبُوك بعلمِك كيف قبري سعيد "
أخذ هاتِفه و بأصابعٍ غاضبه يضغط على إسمِ " أثير ".

،

طل من شباكِه على الحركة المُثيرة للشك في جنباتِ حديقتهم الكئيبة ، هذا القصر يُؤمن بكل شيء عدا الحُريــة.
أخذ كتاب " لا أشبه أحدًا لـ سوزان عليوان " أستلقى على سريره و غارقٌ في القراءة و عيناه تلتهمُ الأسطر حتى وصَل لـ " هذه التعاسةُ الرماديّةُ في عينيك ما سرُّها؟ وماذا أستطيعُ أن أفعلَ كي ألوّنَها؟ "
أتته عبيرُ على جناحٍ وثِير يُلتمسُ به خيالِه ، فتح هاتِفه الذي لا يضمُ رقم أحدٍ سواها ولا رسائِلُ إلاها.
كتب لها مِثل ما كتبت إبنةُ عليوان و " إرسال ".
في حصارٍ من نوع آخر كانت تتأملُ السقف منذُ ساعتيْن ، أهتز هاتِفها و قطع خلوتِها القلبيـة مع أفكارِها المُتشابِكة ،
رفعت هاتِفها وهي تفتحُ الرسـالة لتتشبَّع عيناها ريبةً ، نظرَت لِمَ حولِها ، كيف يعرفُ حتى الحُزنَ إن رمَدت به عينايْ ؟ كيف يعرفُ تفاصيل قلبي الدقيقة ؟ كيف يعرُفنِي بشكلٍ لاذع هكذا ؟
لا عودة يا عبير ، الحرام إن أنتهى بحلال يكُن بائِسًـا يمُوت عِند أولِ مرضٍ ينهشُ بجسدِه ، الحلال دائِمًا مايكُون ذُو مناعةٌ قويـة .. تذكر هذا يا قلبي ، تذكَّر بأن لا ردَّةٌ تجذُبني لهذا الرجُل.

،

قبل 4 ساعاتْ ، الساعَة تُشير للخامِسة فجرًا و بُضعِ الدقائِق ، أتصَلت عليه مرارًا ولا رَد ، نزلت بخفُوت إلى الأسفَل و الظلامُ يُسدِل ستاره على الطابِق بأكمله ، جلست في الصالة المُطلة على " كراج " بيتهم حيثُ سيارة والِدها و ريـان ، أرسلت له رسالة " لازم نتفاهم " . . مرَّت ساعة و أيضًا لا ردّ مِنه ، مُشتتة هل تُخبر والِدها وهو يتصرف معه ؟ ولكن إن أيقظته الآن سأُثير الشك في نفسِ أُمي ، بدأتُ بالدعاء كثيرًا أن يستُر الله عليها و يرحمها برحمته التي وسعت كُل شيء.
بلعت ريقها ورجفَة سكنت أطرافِها عندما أهتز هاتفها بين كفيْها ، ردَّت وحاولت أن تتزن بصوتِها : سلطان ..
لم يعطِيها مجالاً واسعًا وبحدة : اطلعي برا
الجُوهرة بتحدي : ماراح أطلع ، أدخل للمجلس لازم نتفاهم أول
سلطان ببرود : كلمة وحدة .. أطلعي برا أحسن لك
الجُوهرة أخفت ربكتها : ماراح أطلع
سلطان عض شفتِه بغضب : الجوهرة لا تستفزين أعصابي
الجُوهرة : اللي بيننا أنتهى ،
سلطان بحدة وبين أسنانه المشدُودة على بعض : أطلــــعــــــي
الخوفُ يدبُ في نفس الجوهرة : مقدر أبوي نايم
سلطان بصرخة : أنــا زوجك !!
الجوهرة وقفت و هدبيْها يرتجفَان : و راح تكون طليقي ماينفع تشوفني و دام أتفقت مع أبوي ليه تجيني الحين !!
سلطان بهدُوءٍ مُناقض لغضبه : تحسبيني جاي من شوقي لك ؟ أنا عندي حساب معك ماخلَّص ، ولا أبي أسمع منك كلمة ثانية .. ثواني وأشوفك برا ولا ماراح يحصلك خير
الجُوهرة بعد صمتٍ لثواني طويلة وهي تسمعُ لأنفاسه الهائجة : لأ .. يا سلطان
سلطان بغضب كبير : قسم بالله وأنا عندي حلفي لا أخليك معلقة لا أنتِ مطلقة ولا متزوجة ... أطلعي أحسن لك
الجُوهرة و لأن ما يربُطها به " هاتف " تجرأت أن تحكِي له ما لا تستطيع أن تقُوله أمامه : ما هو على كيفك
سلطان : قد هالحكي ؟
الجوهرة : حل اللي بيني وبينك مع أبوي و
سلطان قاطعها بصرخة زعزعت طمأنينتها : الجــــــــــــــوهــــــ ـــــــــرة !!!
الجُوهرة برجاء : طيب بالمجلس .. ماراح أركب معاك
سلطان بعد صمتٍ لثواني : طيب .. وأغلقه في وجهها ، نزل من سيارتِه متوجِهًا للمجلس المفتُوح و المفصُول عن البيتِ تقريبًا.
أرتدت الجُوهرة عبائتها و طرحتها دُون نقابها ، فقط غطت ملامِحها البيضاء من طرف الطرحة ، دخلت المجلس لتلتقي عيناها بعينْه ،
وقفت في آخر المجلس و أنظارِها المُرتبكة تحمَّر كالقُرمز ، بلعت غصتِها لتنطق بهدُوء : آمرني
سلطان و عيناه تخترقْ تفاصِيلها الصغيرة كالسهام ، أكان موتُ الحلم في مهدِه جريمة ؟ ماذا يعنِي أنَّ تمُوت الأخلاقُ في الطُهر ؟ ماذا يعنِي أن تمُوت الأمانة في الحياة ؟ ماذا يعنِي أن أرى الخيانة بكامِل إتزانها أمامِي ؟ ماذا يعني أن أشهدُ على هذه الخيانة !!
وقف ليُربك الحواسِ الضيِقة في الطرف الآخر ، : راح نروح الرياض
الجوهرة أبتعدت أكثر : لأ
سلطان و خطواتِه تتراقص على أعصابُ الجوهرة و تقترب
الجوهرة و أسهلُ وسيلة أن تهرب الآن ، مشت بسُرعة نحو الباب ولكِن سبقها سلطان وهو يقف أمامها وبسخرية مُتقرِفًا منها : عندي لك مُفاجآة
الجوهرة أنفاسها تضيق ، بربكة حروفها : سلـ ..
صرخ :لآتنطقين أسمي .. ماأتشرف فيك
الجُوهرة و سقطت حصُونِ أهدابها لتبكي : دام ماتتشرف فيني أتركني
سلطان يشدُّها من يدِها لتقترب منه و تحترِق بحرارةِ أنفاسه : صدقيني لا أنتِ ولا هو راح تتهنُون بعد قرفكم هذا !!
الجُوهرة بنبرةٍ موجوعة : فاهم غلط
سلطان بغضب : تدرين وش أكثر شي مضايقني في الموضوع ؟ أنك تمثلين الطهر و أنك حافظة لكتابه !!
الجوهرة أبتعدت حتى أصطدمت بالتلفاز : لا تقذفني كذا .. حرام عليك
سلطان : أقذفك باللي قاله المعفن عمك !! كل شيء قاله لي
الجوهرة بذبول همست : وصدقته ؟ .. كذاب والله كذاااب
سلطان يشدُّها من زِندها ويضع الطرحة على ملامحها الباكية : ولا همس !!
دفعها في المرتبـة الأمامية بجانبه حتى يحكُم سيطرته عليها ، ربط الحزام عليها بطريقةٍ خاطئة حيثٌ شدُّه حول الكُرسِي ومن ثُم أدخله في مكانِه ليُبعد عنها كل محاولة للمقاومة والحركة ، تحرَّك متوجِهًا للرياض غير مُباليًا بتعبه وإرهاقه ،
أخفضت وجهها الشاحِب والبُكاء يغرقٌ كفوفها المُقيدة بالحزام ، أيُّ قسوةٍ هذه يا سلطان ؟ إن كُنت في شهرِ العبادة تفعل هكذا ماذا تركت لبقية الشهور ؟ في كل يوم أكتشف بك جانبًا سيئًا و أكثر.

،

بضحكةٍ صاخبة تُقلدها لتُردف : يازينها بس وأخيرًا عبود راح يجي
الأمُ الهادِئة على سجادتها تدعِي بكُل صِدقٍ على أنه يُسهِّل على نجلاء ولادتها ،
ريم بتوتِر : يا حياتي يقولون يمكن عملية ... يارب تسهِّل عليها
هيفاء بفرح : وش فيكم خايفين ؟ أنبسطوا بس وأفرحوا .. على قولتهم العيد أتى باكِرًا
ريم تنهَّدت : جد رايقة ، الحين صار لها 5 ساعات ، شكلهم بيولدونها بليل
هيفاء بعبط : يووه قهر أجل بنام وصحوني لا ولدت
ريم : أنقلعي بس
هيفاء بتجاهل لريم : ليت يوسف موجود أشهد أني بقضيها ضحك وياه على شكل منصور
والدهُم دخل : ما ولدت ؟
هيفاء : هههههههههههههههههه يعجبني الجد المتحمس
والدها بإبتسامة : هذا ولد الغالي وحفيدي الأول
هيفاء : بدأ التمييز من الحين ، الله يعين عيالي بكرا
ريم : هذا إذا تزوجتي إن شاء الله
هيفاء : بسم الله على قلبك يالزوجة الصالحة !!

،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-12, 10:36 PM   #105

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

في هدُوءٍ يتأملها وهي واقفة أمام البحَر والموجُ يرتبط بقدمِها ، لا تخشى الموت و لا الغرق ، جاِلس على بُعدٍ منها بعدةِ أمتار ، لو أنَّ هذا الموجُ يبتلعنِي ، لو أنني أرجُو الله للحظةِ فرحٍ أُصبِّر بها قلبي لسنواتْ ، كيف أخترقُ اليأس بأمل ؟ علمتُ المئاتْ من مرضى و طُلاب عن التفاؤل و الأمل و الأحلام وعجزتْ أن أتمسكْ بأملٍ واحد ، يُحزنني أن أكُون في هذه الحالة الوضيعة ومن ثُم أأمرها كيف تحلمُ بـ غد وأنا عاجزٌ عن إنتظارِ الغد.
يالله يا رُؤى ، تسرقين التفاصِيل لتنحازُ لأجلِك و فقط ، يجب أن أعترف في هذه اللحظة أنني أحببتُك في وقتٍ كانت الحياة لا تحتاجُ لحُبِ طبيبٍ ضائع لا يعرفُ كيف يُلملم شتاته مع أحدٍ إلا قلبه ، في وقتٍ كُنتِ تحتاجين به إلى الصدق و الفرح.
لم يفِي قلبي بوعُودِه بالرحيل ، بقيتُ بجانِبك ومازلت لأجلِ " الإنسانيـة " وأنا أُدرك تمامًا أن الأرض لن تتنازل عن قطعةٍ من خمارِها يُغطينا و يجمعُنا.
ألتفتت عليه و أبتسمت وبصوتٍ شبه عالٍ ليصِل إليْه : تدري وش أحس فيه ؟
وليد بادلها الإبتسامة : وشو ؟
رؤى : تفكر كيف هالحياة قاسية عليك
وليد ضحك بوجعٍ حقيقي ، أردف : تقرأين أفكاري .. وقف ليقترب مِنها ،
رؤى : الجو اليوم حلو بس غريبة مافيه أحد هنا
وليد : عندهم داوامات ، .. زهقتي ؟
رُؤى هزت رأسها بالرفض : لأ ... وليد
وليد : سمِّي
رؤى : ينفع نروح السعودية ؟
وليد رفع حاجبه إستنكارًا : ماتقدرين !! كثير أشياء راح تمنعك أبسطها الجواز
رُؤى بضيق : كنت أقول يمكن فيه حل
وليد وصدرِه يشتعل حُرقة من كلامٍ لا يُريد أن يقوله ، أحيانًا نخيطُ لأحدهُم راحةً و نحنُ جرحَى نُعرِي أنفُسنـا : أرجعي رؤى اللي تبينها وبعدها تقدرين تكلمين السفارة و تطلبين منهم وهم راح يبحثون عن أهلك
رُؤى : مو قلت أنه ماقمت أسولف لك عن أهلي ؟
وليد : الأدوية جايبة مفعولها قبل لايتطوَّر عندك موضوع إنفصام بالشخصية لكن بعد إلى الآن ، بين كل يومين ترجعين لسارا مدري مين .. وتكلميني على أساس أني أخوك
رُؤى تنظرُ للبحر و عيناها ترجف : تحمَّلني
وليد أدخل كفيْه بجيُوبِه ، ألتزم الصمتْ لا يُريد التعقيب و يجرح نفسِه أكثر ، " تحمَّلني " هذا يعني أن وقتًا مُعينًا و سأختارُ طريقةً أنيقة للوداع.
أتاهُ طيف والِدته الشقراء ، مُتأكد لو أنني شكوتُ لها لأغرقتني نُصحًا وفائِدة ، مشى بجانِب المياه و قدماه العاريـة تُغرقها المياه تارةً وتارةً الرملُ يتخلخل به ، عينـاه أحمَّرت و مثل ما قال الشاعرُ محمَّد " من يوصف الدمعه اللي مابعد طاحت؟ "
ألتفت على رؤى بإبتسامة ضيِّقــة : يالله أمشي

،

أخذتْ لها حمامًا دافِئًا ، أرتدت ملابِسها على عجَل وهي تُلملم شعرها المُبلل على هيئةِ " حلوى الدُونات " بصوتٍ مازال مُتعب : يُوسف .. يــوسف .... أووف .. يوووووووووووووسف
وكأنهُ جثـة لا يتحرَك ، أتجهت للحمام لتُغرق كفوفها بالمياه و بدأتْ بتبليل وجهه : يالله أصحى تأخرنا
يُوسف بإمتعاض : فيه وسيلة ألطف تصحين فيها الأوادم ؟
مُهرة بإبتسامة : للأسف لأ
يُوسف تأفأف مُتعب يحتاج أن ينام أسبُوعًا ، فتح هاتفه لينظرُ للساعة ولفت نظرِه مُحادثةً من هيفاء ، فتحها و أعراسُ من الأيقونات لم يفهمها عدا الكلمةُ الأخيرة " أرجع لا يطوفك الدراما اللي في البيت ... بتصير عم يا شيخ "
يُوسف أتسعت إبتسامته و الفرحة تُعانق عيناه ، أتصل بسُرعة على هيفاء لترد هي الأخرى بثواني قليلة : لازم هدية بالطريق على هالبشارة
يُوسف : ولدت ولا للحين ؟
هيفاء : على كلام أخوك الصبح إلى الآن ماولدت
يُوسف بفرحة ضحك : ههههههههههههه الله
هيفاء وتُشاركه " الهبال " : ههههههههههههههههههههههه وأول حفيد بالعايلة
يُوسف يحك جبينه : راح أرجع بعد المغرب بس أكيد بوصل الفجر هذا إذا ماوصلت الصبح
هيفاء : أجل بيطوفك
يُوسف بخبث : تكفين أوصفي لي شكل منصور
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههه طلع خوَّاف
يُوسف : ههههههههههههههههههههههههه هه قههر كان مفروض أشهد هالخوف عشان أذل عمره فيه
هيفاء : أرجججع بسرعة اللي هنا كآبة كأننا بعزا
يُوسف : بوصِّل مُهرة و برجع على طول
هيفاء : طيب بإنتظارك
يوسف : يالله أقلبي وجهك .. وأغلقه ضاحِكًا ،
مُهرة وفهمت أنَّ نجلاء أنجبت لهُم حفيدًا ، لم تهتم كثيرًا فمازالت تكرهها وتكره كل فردٍ في عائلةِ يُوسف ، أردفت بهدُوء : أستعجل عشان ماأتأخر ولا أنت تتأخر

،

في ضحكةٍ فاتـنة غاب بها من غاب يبقى القمرُ حاضِرًا و لن يضرُه نومُ النجُوم ، داعبت أنفه بأصبعِها : يا زعلان حنّ شوي علينا
ناصِر غارقُ في الكتابة وبنبرةٍ هادئة : أبعدي عني خليني أكتب
غادة : ماأبغى لين تقولي أنا راضي وعادي عندي
ناصِر ألتفت عليها : ماني راضي ولا هُو عادي
غادة تسحب القلم بين أصبعيه وبإبتسامة شقيَّـة : وش تبي أكثر من أني أعتذرت لسموِّك ؟
ناصِر سحب القلم منها مرةً أُخرى : شفتي الباب .. لو سمحتِ خليني أكمل شغلي
غادة وتُمثل الضيق : تطردني ؟
ناصر : للأسف
غادة ضحكت لتُردف : أنا أقرأ قلبك و قلبك يبيني
ناصِر رُغمًا عنه إبتسم ، دائِمًا ما تُفسد غضبه بكلماتِها الدافئة : بس إلى الآن متضايق من الموضوع ! على أيّ أساس تركبين معاه
غادة : والله أنه الكعب أنكسر ومقدرت أمشي وبعدين الطريق طويل وهو عرض عليّ مساعدته وكانت موجودة أخته يعني ماأختليت فيه ولا شيء .. يعني مُجرد زميل مابيني وبينه الا السلام
ناصر : منظرك مقرف وأنتِ تنزلين من سيارته
غادة بغضب : أنتقي ألفاظك
ناصِر تنهَّد و أكمل كتابـة : غادة لك حُريتك وخصوصيتك بس في خطوط حمراء وعادات ماتتجاوزينها لو أيش !!
غادة : يعني تبيني أمشي لين البيت وكعبي مكسور ممكن أطيح في أي لحظة وساعتها بتمصخَّر قدام العالم والناس
ناصِر : أكسري الكعب الثاني وتنحَّل
غادة : تستهزأ ؟
ناصِر : بالله أتركيني ماني ناقص وجع راس
غادة وقفت : طيب .. زي ماتحب طال عُمرك !! بس عشان بكرا لو قابلت إساءاتِك بإساءة نفسها ماتقولي ليه كل هالحقد وتشيلين بخاطرك ؟
ناصر ببرود : سكري الباب وراك
غادة تنهَّدت بغضب ودفعت كُوب الماء من على الطاولة بهدُوء ليتناثر الماء على أوراقه التي تعب عليها : مع السلامة ..
ناصر بعصبية : غــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــادة
غادة أخذت حجابها لترتديه ولكن يدٌ من حديد شدَّت ذراعِها بقوةٍ آلمتها : وش هالحركة إن شاء الله ؟
غادة رفعت حاجبها : أترك إيدي .. توجعني
ناصِر لوَى ذراعها خلف ظهرِها وهو يهمسُ في إذنها : هالحركة ماتنعاد معي .. ويالله أكتبي كل اللي كتبته والله ماتطلعين الا لما تعيدين كل هالأرواق
غادة سحبت ذراعها وهي تحِكه بألم : يالله يا ناصر توجعني
ناصر بإبتسامة خبث : عشان ثاني مرة تحسبين حساب هالحركات
غادة جلست و هي تُمسك أوراقًا جديدًا وتتأفأف كثيرًا ، ندمت على فعلتِها ولكن لم تتوقع منه أن يُجبرها أن تكتب كل هذه الأوراق ، جلس بجانِبها يتأملُ خطِها و يُحلله كيفما يُريد ، أخَذ مع عبدالعزيز دورة في علم تحليل الخطُوط ولكن خرجُوا " بالفشل " عندما أُختِبرُوا آخر أسبوع بالخطوط ، تذكَّر كيف الإحراج أغرق ملامحهم و هُم يقدمون الإختبار بفشلٍ فادح جعل المُحاضر يقول لهم " أبحثُوا عن شيء آخر بعيدًا عن التحليل "
ناصر : اكتبي بخط حلو وش هالخط المعوَّق
غادة بعصبية : هذا خطي بعد
ناصر : أنا أعرف خطك لا تضحكين عليّ .. أخلصي أكتبي
غادة همست : أشتغل عندك
ناصر : نعععم !!
غادة : يخيي أكلم نفسي
ناصر أبتسم : عدلي *قلد صوتها* يخيي
غادة بعناد : كيفي
ناصر يُقبل رأسها وشعرُها يُداعب أنفه : كملي بس
غادة أبتسمت : لا تقولي كل هالأوراق لأن مافيني حيل
ناصر : بس هالورقة
غادة ضحكت لتُردف : دارية أنك ماراح تخليني أكتبهم كلهم ... حنيِّن يا ألبي
ناصر : هههههههههههههههههههه هذي المشكلة مقدر أتعبك
غادة بإبتسامة واسِـعة و الخجلُ يطويها : بعد عُمري والله
ناصِر سحب القلم منها : خلاص .. الحين أبوك يبدأ تحقيقاته معي لو تأخرتِي
غادة : طيب تصبح على خير و فرح و .. حُب
ناصر : و أنتِ من أهل الخير و الفرح و الحُب و كل الأشياء الحلوة
غادة أبتسمت وهي تقِف عند المرآة وتلفّ حجابها جيدًا ، جلست على الطاولة لترتدِي حذائِها ، أخذت جاكيتها المُعلق خلف الباب .. أقترب منه وأخذت القلم لتكتبْ له على الورقة المُبللة التي فسدَت " أشهدُ أنني أُحبك بكُل إنتصاراتِ هذه الحياةُ معِي و بكلِ المكاتِيب المنزويـة في صدرِي و بِكلُ الحُب و أناشيدُ العُشاق ، أُحبك يا ناصِر لأنني لم ألقى جنةٌ في الدُنيـا بعد أمي إلاك ، 16/10/2009 "
بين كفيْه ورقةٌ جافـة مُبللة منذُ 3 سنين كانت هُنـا ننُهِي خلافاتِنـا بضحكةٍ ضيِّقـة و قُبلة ، كُنـا أجمل كثيرًا ، ثانِي سنـة بعد ملكتنا ، مرتُ السنين و أتى الحلمُ مُعانقًا في سنتِك الأخيرة دراسيًا ، و في ليلة زفافنا : لم يُتوَّج حُبنـا.
ليتك كتبتِي أسطرٌ كثيرة ، لِمَ لمْ تكتبتِي للذِكرى .. للبُعد .. للموتْ ، أثقلتي ذاكرتِي كان يجب أن تكتبِي أشياءً كثيرة حتى أقرأُها وأشعرُ أنكِ معي ، كتبتُ لكِ مرةً في الفُصحى و من بعدِها بدأتِ تتحدثين بالرسائِل بها ، كُنتِ تُحبين كل شيء يرتبط بي وكل طريقةٍ أُحبها ، كُنتِ جميلةٌ جدًا عِندما تحاولين تقليدي و كُنت أبدُو وسيمًا عندما أحاول أن أُقلدك ، كُنــا أحياء و العالمُ يحيـا من أجلنا.
كيف أعيشُ بنصفِ قلب ؟ بنصفِ جسد ؟ بعينٍ واحِد ؟ بذاكِرة كاملة ثقيلة تحتفظُ بك ؟
يا نصفِي الآخر ، يا أنـا في مكانٍ بعيد : أشتاقُك.
أدخل الورقة وهو يواصِل البحث في شقتِه ، صورُهم تتساقط على كفيْه في كل لحظةٍ و اللهفة تقتُل عيناه.
ينظرُ لورقةٍ أُخرى مُتسِخة ببقع القهوة ، قرأ " أحببتك رجلا لكل النساء ، للدورة الدموية لأجيال من العشاق وسعدت بك فاشتعلت حبا – حتى سميتي تتغزل فيك :$ ، ترى ماقريت الكتاب كله تعرفني أمِّل من القراءة بس هذا إقتباس منه عشان تعرف أني أحاول أقرأ أيْ شي منك *وجه مُبتسم* "
سقطت دمعتِه على سطرِها اللاذع لقلبه الآن ، كان أولُ كتابٍ أهداها إياه لـ غادة السمَّان أراد أن يقرأ الحُب في أصابعها التي تكتُب ، كل شيء بك يا غادة أُحبه ، تفاصيلك الرقيقة ، حتى أنامِلُك المُستديرة التي تُغطينها بطلاءِ الأظافِر الأسوَد و حركاتِك البسيطة أنتبهُ لها كـ حاجبِك اليمين إذا أرتفع غضبًا و عقدة حاجبيْك البسيطة بالخجل و شفتيْك التي تُختزل مساحتِها إذا أبتسمتي بضيق ، بُكائِك إن أختنق في عينِك وأنزلتِ بعضُ خصلاتِك على وجهك حتى لا أراها ، شعرُكِ الذي لا ترفعينه على هيئة كعكة بائِسة إلا وأنتِ حزينة و عِندما تربطِين نِصفه إن تأخرتِ ، و شعرُك المُنسدِل على كتفيْك حين تفرحين و ذيلُ الحصان حين تُخططين لشيءٍ ما أو تدرسين .. أترينْ كيف أحفظُ تفاصيلك ؟ 4 سنوات يا غادة ، 4 سنواتِ فاتنة مُبهجة مُدهشة ملوَّنة جميلة رقيقة عميقة أنيقة .. و كنا على وشك الخامسة ولكن رحلتِ.

،

خرجَت من المصعد و هي تبتسمْ بهدُوء بعد أن أستلمت تهزيئًا غير مُباشر من مُشرف الدورة الأمريكي بأنَّ الإبتسامة يجب أن لا تختفِي من ملامِح أحدكُم ، جلست على مكتبِها بنشاطٍ وحيويــة ، أنتبهت لصندُوقٍ نحيل مُمتلىء بالحلوى المُغرية لصائِمةٌ مثلي يعتليه ورقةُ بيضاء كُتب فيها " Sorry Fna , oliever "
أبتسمت بحميمية الهديـة الجميلة ، يالله على هذا الإحترام * داعب تفكيرها وقالت : ولو انَّ الشيطان سيغويني في الوقوع بحُب شابٌ مثل أوليفر "
أتجهت وبيدها الصندُوق المكوَّن من الكرتُون المقوَّى لمكتبِه المنزوي : أسعد الربُ صباحك
أوليفر أبتسم : وصباحك أيضًا . . أخذتُ درسًا في كيفية التعامل مع المُسلمات
بادلتُه الإبتسامة : أخجلتني ولكن شُكرًا كثيرًا .. كثيرًا
أوليفر ضحك بخفُوت ليُردف : وعفوًا كثيرًا
أفنان ألتفتت للظِل الذِي أنعكس بعينِ أوليفر ،
أوليفر : أعتذرتُ من إبنة بلادِك الجميلة
نواف رفع حاجبه : دُون مغازلة
أوليفر : مُجرد إطراءٌ بسيط
نواف أبتسم : صباح الخير أفنان
أفنان بحرج : صباح النور .. صح كنت بقولك عن شيء
نواف : تفضلي
أفنان : بٌكرا بيكون آخر يوم في كان صح ؟ لأني حجزت على باريس بكرا المغرب بس سُمية قالت أنه فيه أسبوع ثاني
نواف : لآ عادِي ماهي مُشكلة ، الأسبوع الجاي بيكون تطبيق وإضافات ماهو مهم مررة
أفنان : طيب شُكرًا
نواف : العفُو .. ماراح تعزمينا ؟
أفنان أبتسمت : صايميين نتركها لين تغرب الدنيا
نواف : الله يتقبَّل منا ومنك صالح الأعمال .. وذهب.
أوليفر : ألن تذوقيه ؟
أفنان : حتى يحل المغيب لأني صائمة
أوليفر : أووه عُذرا ،
أفنان : مرةً أخرى شُكرًا

،

حذَف سلاحه على الطاولِة الخشبـية ، شدَّها من ذراعه ليُدخلها الغُرفـة المُظلمة ، وقفت أمام قاتِلها ، مُنتهِك عرضها ، من سرق الضِحكة من شفاها وخبأها في جيبه ، من أختطف من عينيها الفرحة ، من أقتبس من الظُلمِ آهآته ، من تركنِي مُغلفة بالحُزن ، من جعلنِي أعيشُ سنوات عُمرِي ضائِعة ضعيفة ، من أوقفنِي في مُنتصف الحياة ليُتفنن في طُرقِ موتي ، من أجهض أحلامِي و كسَر الحلمُ في قلبي ، يالله يا تُركي .. يا عمِي .. يا من كُنت في حياتِي فرحةً .. يالله ما أقبحَ اللحظة التي تجمعُني بك في العشرِ الأواخر ، أكرهُك بكامل وعي و إتزان.
تُركِي الذي بات مشوهًا من أفعالِ سلطان له في ليلة الأمس ، رفع عينه الضعيفة للجوهرة ، ألتقت عيناهِم و أحاديثٍ غير مفهومة تُدار حسب ما يُخيِّل له سلطان ، وقف في المنتصف بينهم : عيد كلامك اللي أمس .. وبدون لف ولا دوران
الجُوهرة و يديْها ترتجِفان ، أبتعدت قليلا وهي تهزُ رأسها بالرفض ، تبكِي بشدَّة و الليلةُ التي قتلت بها روحها تُعاد ، تجاهل سلطان بكل قسوَة بُكائها و أنينها وهو يدفع كُرسي تُركي ليسقط على الأرض وبغضب : تكلللللللللللللم
تُركي بهمس مُتعب : الجوهرة !!
وضعت كفيْها على إذنها وهي تسقط على ركبتِها : لأ .. لأ ... لأ خلاااص ... تكفىىى خلااااص
سلطان : تكلللم
تُركي تجاهل سلطان وبعينٍ تبكِي دماء جفَّت على جفنِه : الجوهرة طالعيني ... طالعييني
الجُوهرة تُغمض عينيْها بشدَّة و شلالًا من البُكاء يرتفع على خدِها وبصرخةٍ حادَّة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
سلطان لم يلتفت إليْها ، لا يُريد أن يراها ، عقد حاجبيْه من صرختِها التي أخترقت قلبه قبل مسامِعه ، لا يُريد أن يرى شيئًا و لا أن يشفقُ عليها حتى.
تُركي ببكاءٍ عميق : طالعييني .. أحبببك ... أحببببك قولي له أنك تحبيني ... قولي له ... قولي له .. *بصراخ طفلٍ يتألم* قولي له حرام عليك
الجُوهرة والأرضُ الباردة تخدشُها ، مازالت مُغمضة عينيْها وكفيْها على أُذنها وتهزُ رأسها بالرفض : يارب .. يارب ...
بإنهيار تام : ياللـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــه رحمتك
ألمٌ يخترق صدرِها ، لم أعد صبيـةٍ تتغنجُ من كلمة زواج ، لم أعُد بأنثى كاملة لرجُلٍ يُريد الحياة ، لم أعُد شيئًا يستحقُ الذكر بسببك ، دمَّرت مُراهقتِي و شبابِي ، دمَّرت الأنثى التي بداخلي ، دمَّرت الحكايـا الملوَّنة في قلبي ، دمَّرت كُل شيء ، أيعيد أسفك الحياة التي أنتهت ؟ أيُعيد إحترامُك ما نثرتهُ من كرامتي ؟ أيُعيد ندمُك شيئًا يا تُركي ، والله لا أحتمل كُل هذا ، والله لا أستحق أن تُلطخني بسوادِك ، لِمَ ؟ فقط قُل لي لِمَ تصِّر على أنَّ ما بيننا شيءٌ شاهق لا يُمكن لأحد أن يعتليه ؟ لِمَ تُصِّر على ذلك وانت تعلم أنك فاسدٌ أفسدتنِي بتصرفٍ حقير ؟ أنت تعلم جيدًا أن ما تفعلهُ يُغضب الله و يقهرني .. ومازلت تفعله.
لا أرجُو أحدًا بدُنيــاه ، أرجُو من خلقني ، من أحكم تدبيري ، من رزقني حفظُ كتابه ، أرجُو الله أن يرحمني.
تُركي وشهقاتِه تعتلي و الخوفُ هذه المرَّة من الجوهرة : تكفين طالعيني .. تكفييين .. قولي لهم .. قولييي لهم الله يخليك ... قولي لهم أنك تحبيني .. أنتِ تحبيني أنت تبيني .. قوليها
الجُوهرة و ألمٌ آخر يتجدد في نفسِها ، صرخاتُها تُفجِر قلبها ، صرخاتها التي ماتت في تلك الليلة مازالتْ تسمعُ صداها ، بحُرقة وهي مازالت على هيئتها السابقة : لا تظلمنــــــــــــــــــــ ي
سلطان شدّ تُركي المُقيد من كل ناحيـة ، أجلسهُ على الكُرسي وبغضبٍ حاد : حكايات الحُب والغزل أنت وهالحقيرة بعيد عنِّي .. تكلم وش صار في ذيك الليلة !!
الجُوهرة تخفضُ رأسها بإنكسارٍ حقيقي ، قلبُها لا يتحمَّل هذا البُكاء وهذه الغصاتْ المُتراكمة : لآ .. الله يخليك لأ ...
تُركي بضُعف : جلستي عشان مين ؟ كلهم راحوا الرياض إلا أنتِ ! كنتِ تبيني ولأنك تحبيني
الجُوهرة و البُكاءِ يتساقط على الأرضِ الجافـة : لأ .. لأ .. حرام عليك .. يا تركي حررااام .. ماني كذا ماني كذا .. والله ماني كذا
رددت حلفها بجنون : والله ماني كذا ... والله العظيم ماني كذا ..... أقسم برب البيت ماني كذا ... ياربي حرام والله حرام اللي تسوونه فيني ... والله حرااااام
تُركي ويبكِي لبُكائِها مُتعذبًا : أحببك .. أنتِ ماتقدرين تعيشين مع أحد غيري .. أنتِ لي .. صدقيني ليْ .. قولي أنك ليْ .. قوووووووووووووووووووووووو وولي ... قووووووولي * أنهار ببكائِه هو الآخر وقلبهُ يتقطَّع حُزنـا على الجوهرة *
سلطان مسك ذقن تُركي بكفيْه وأعتصره بقوة : تعيش معاك ؟ تبيها تعيش معاك ... بجهنم إن شاء الله يا كريم
تُركي لا يأبه في آلامِ سلطان الجسدية ، وجعهُ النفسي أقوَى بعينٍ مُتلهفة : قولي له يالجوهرة
الجُوهرة بإختناق و يداها تسقطُ من أُذنيها بإنكسار و أنفُها يبدأُ ببكاءٍ الدماء ، لم تلقى صديقًا وفيـًا كدِماء أنفِها التي تُشاركها الوحدة و البُكاء و الخوف : مرة وحدة .. بس مررة وحدة ... قول الصدق ... قوووله حراام .. اللي تسويه في نفسك وفيني حراااام
تُركي بصراخ جنُوني : انتِ تكذبين .. ليه تكذبييييييييييييييييين !!
الجُوهرة رفعت عينها للمرةٍ الثانية بعد دخُولها لتنظرُ له وبصوتٍ خافتْ يمرضُ ويموت : ماأكذب ، أنت اللي جيتني أنت اللي قهرتني .. أنت اللي قرَّبت مني في صالتنا القديمة .. أنت اللي خليتني أصرخ و أنا أقولك حراام اللي تسويه .. أنت ماهو أنا
تُركي بضُعفٍ من نوعٍ آخر و بُكائِه ينزفُ من عينه : أنتِ زوجتي وحبيبتي وأختي وأمي وكل شيء .. أنا أبيك تكونين ليْ ..
سلطان بغضب صفعه ليسقط على الأرض ، ضغط على زرٍ يُحرِر قطعةُ مُسطحة طويلة من المعدَن شبيهة بآلة الشواء ، الجوهرة صرخت : لأ ... لأ
سلطان توقف قليلاً وهو يلتفت عليها وبصوتٍ جنُوني : خايفة عليه ؟
الجوهرة بخوفِ تراجعت للخلفْ ليرتطم رأسها بحافةِ شيءٌ صلب ، عيناها تبكِي و أنفُها يبكِي و قلبُها أيضًا لا يكفُ عن أنينه ، هزت رأسها بالرفض و الربكة.
سلطان دفع تُركي على الجدار ليصطدم رأسه هو الآخر ، أقترب من الجوهرة المُنكسِرة ، شدَّها من شعرها ليُغرق كفيْها المُتلاصِقة بالنار الذائِبــة ،
الجُوهرة صرخت من جوفِ قلبها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه
تركها لتسقط على الأرض وهي تضمُ كفيْها المُحترقــة بين فُخذيها و الألمُ ينتشرُ بأنحاءِ جسدها ، كررت الوجعُ كثيرًا على صوتِها المُختنق و بُكائِها لا يصمُت : آآآآه ... يُـــــــــــــــــــــــ ــــمــــــــــــه ...
سلطان ولم يشفِي غليله بعد ، مسك تُركِي من ياقةِ ثوبه ودفعه على الجدار مرارًا ليلفُظ الجحيم : والله بسماه لا أخليك تبكِي على موتك
رجَع للجوهرة وشدَّها من ذراعِها ، خرج معها لتدخل معه المبنى المتوسِط حجمًا في مزرعتِه ، أدخلها إحدى الغُرف في الطابق الثاني و دفعها على الأرض : ماأنتهى حسابك للحين ، لأخليك تحترقين بحُبه صح !!

،

ثبَّت الهاتِف على كتفِه و هو يلبس الكبك الفُضِي : وإذا يعني ؟
ناصِر : لأنك تكذب على نفسك بهالحكي ، أنا سامعك بإذني وعارف وش تفكر فيه !! قلت أنه حياة الفري ماتعجبك والبنت بنظرك ماتتغيَّر
عبدالعزيز : أنا أغيِّرها
ناصر بعصبية : طيب ليه أثير ؟!! عز لا تستهبل على مخي .. البنت ماتصلح لك ولا تناسبك
عبدالعزيز تنهَّد : عاد هذا اللي بيصير
ناصر : وأنت متزوج بنت عبدالرحمن ؟
عبدالعزيز أبتسم : الشرع محلل 4
ناصر بغضب : محلل 4 بأحكام وشروط ماهو كل ماطق في راسك زواج قلت بتزوج
عبدالعزيز بهدُوء : أنا بعرف ليه دايم تدافع عن الناس اللي ضدي ؟
ناصر : لأنك غلط .. أفهم أنه اللي تسويه أكبر غلط
عبدالعزيز : وش دخلني في بنته ؟ كيفه هو وياها يتفاهمون ! أما أنا بعيش حياتي مثل ماأبي
ناصر : ومثل ماتبي ؟ مع أثير !
عبدالعزيز : إيه
ناصر : أقطع إيدي إن أرتحت لحظة وياها ، أنا أعرفك مستحيل تتحمَّل تصرفات أثير !!!
عبدالعزيز تنهَّد وهو يُمسك الهاتف : مشكلتي داري أني ماراح ألقى منك شي يطيِّب الخاطر ومع ذلك أقولك
ناصر ضحك ليُردف : لأنك أنهبلت .... الحين بفترة قصيرة بتتزوج ثنتين وطبعًا محد يعرف .. يالله على حقد بعض البشر .. ماأعرف كيف لك قلب تتسلى بمشاعر الثنتين .. أثير نعرف أنها تحبك والله أعلم عن بنت عبدالرحمن
عبدالعزيز بهدُوء : الغاية تبرر الوسيلة
ناصر : ووش غايتك إن شاء الله ، اللي مخلية وسيلتك دنيئة ؟
عبدالعزيز : أعيش .. يخي من حقي أعيش ، كيفي أتزوج وحدة ثنتين ، إن شاء الله 4 .. بدلِّع نفسي
ناصر : هههههههههههههههههههه تدلع نفسك !! يارب ارحمنا
عبدالعزيز بإبتسامة : قلت لك أني قررت أرجع للشغل وببدأ صفحة جديدة وياهم
ناصر : إيه الله يثبتك
عبدالعزيز : بس مقهور !! ليتني علَّمت بوسعود عن أثير قبل لا تصير هالمصالحة عشان ساعتها بيضطر يقول لرتيل ...
ناصر تجاهل إسمها وبهدُوء : يا خبثك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه تخيَّل منظرهم وهو يقولها والله زوَّجتك بدون لا تدرين .. يخي شعور ماش بين بنت وأبوها
ناصر : عزوز أصحى وش هالحقارة اللي نازلة عليك فجأة
عبدالعزيز : وش دخلني أنا ضربته على إيده وقلت له لا تعلِّمها ... كل شيء برضاهم أنا طالع منها
ناصر : أستغفر الله بس هذا وإحنا بالعشر وتسوي كذا
عبدالعزيز بحدة : وش سويت ؟ مسوي شي يغضب الله ؟ ما تعديت حدودي ولا شيء ..
ناصر : الحكي معك ضايع .. مع السلامة .. وأغلقه ،
عبدالعزيز تنهَّد لو كان محلِ ناصر كان بالتأكيد سيهزأه على أفعاله مثل ما يحصل الآن من ناصر و لكن كل الأشياء تتغيَّر لن نبقى على حالنا.
أخذ سلاحه وخرج ، توجه لسيارته وقبلها رأى " رتيل " تتوجه لسيارة السائِق الفُورد السوداء ، تراجعت رتيل للخلف قليلاً ولكن تجاهلته وأستمرت
عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهدُوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز ولا يرى سوَى عينيْها الداكِنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
رتيل : عفوًا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
بصوتٍ عالٍ غاضب وحاد أخترق مسامعهم : عــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــز




.

أنتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-12, 06:17 PM   #106

تي كيونغ

نجم روايتي و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية تي كيونغ

? العضوٌ??? » 161922
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » تي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمو ع النقل الرواية فعلا حلووه ...
يعطيج الف عافية ...


تي كيونغ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-12, 04:49 AM   #107

( miss me )

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ( miss me )

? العضوٌ??? » 205419
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 386
?  نُقآطِيْ » ( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute( miss me ) has a reputation beyond repute
افتراضي

لامار .. الرواية أكثر من رائعة ولأول مرة أقرأ للكاتبة طيش

مشكورة يالغالية على التنزيل بجد ماقصرتي على مجهودك الرائع

أنتظر الفصول الجاية لاتتأخلاين كثير علينا ..

من اللي فاجأ رتيل وصرخ باسم عز الله يستر يمكن أبوعبدالرحمن !

والجوهرة .. ربي حافظها إن شاءالله من سوء ظن سلطان فيها ومن أفكار تركي المريضة وهوسه بحبها المحرم شرعا ..كيف يغتصبها الله ياخذ هالأشكال (مليتوا البلد) بزنا المحارم !!

وناصر .. كيف يلاقي زوجته غادة وهي فاقدة الذاكرة وبمكان بعيد عته !!

عبير .. أتمنى ماتضعف لفارس ولد الإرهابي الجوهي بينجلط أبوها الله يستر من الجاي



( miss me ) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-12, 06:06 PM   #108

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( miss me ) مشاهدة المشاركة
لامار .. الرواية أكثر من رائعة ولأول مرة أقرأ للكاتبة طيش

مشكورة يالغالية على التنزيل بجد ماقصرتي على مجهودك الرائع

أنتظر الفصول الجاية لاتتأخلاين كثير علينا ..

من اللي فاجأ رتيل وصرخ باسم عز الله يستر يمكن أبوعبدالرحمن !

والجوهرة .. ربي حافظها إن شاءالله من سوء ظن سلطان فيها ومن أفكار تركي المريضة وهوسه بحبها المحرم شرعا ..كيف يغتصبها الله ياخذ هالأشكال (مليتوا البلد) بزنا المحارم !!

وناصر .. كيف يلاقي زوجته غادة وهي فاقدة الذاكرة وبمكان بعيد عته !!

عبير .. أتمنى ماتضعف لفارس ولد الإرهابي الجوهي بينجلط أبوها الله يستر من الجاي


طالما انك استمتعتي بهذا الفصل

إليك فصل جديد

تفضلي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-12, 06:07 PM   #109

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء ( 43 )





لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ " .

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !


*أحمد مطر.



عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهدُوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز ولا يرى سوَى عينيْها الداكِنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
رتيل : عفوًا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
بصوتٍ عالٍ غاضب وحاد أخترق مسامعهم : عــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــز
رتِيل دبَّ الخوفُ بها مثل ما يُرعب الفيضان الأسماك الصغيرة ، أبتعدت للخلف قليلاً وهي تخافُ أن يفهم والدها الأمرُ خطأ ، أو رُبما يفهم الخطأ بحدِ ذاته.
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : مساء الخير
عبدالرحمن بنظراتٍ عاتبة غاضبة ، وقف أمامهم : خير ؟ وش عندك هنا ؟
عبدالعزيز و عيناه تُرِسل تهديدٌ مُبطن ، بصوتٍ هادىء : كنت أدوِّر عليك ، بروح احجز لباريس كم يوم .. بشوف زوجتي
عبدالرحمن وملامِحه تستكين بالبرُود أو رُبما الغضب الغير مفهُوم ،
رتِيل ودَّت لو أنها تُفرغ كل أسلحة والِدها في رأسه الآن ، يستلذُ بالتعذيب حتى أمام والدها لم يخجل ، أم أن والدي من الأساس يعرف لِمَ يخجل ؟ ليتك يا عزيز تفهم عظمة الحُب قبل أن ينهار هذا المُلك في قلبي ، ليتك.
عبدالعزيز بإبتسامة صافية : زوجتي أثير ...
عبدالرحمن بهدُوء : رتيل أدخلي داخل
رتيل أستجابت لأمره دُون أن تناقشه ، دخلت بخطوات بطيئة حادة غاضبة مقهورة ، " زوجتي أثير ! الله يآخذك ويآخذ أثير وراك و يحرقكم إن شاء الله " ... جلست على الأريكَة الوثيرة ، فتحت هاتفها وأقدامها لا تهدأ من الوكز على أرضيَة الرُخام.
لا تعرف مع من تتحدَّث وتُفرغ غضبها ، و لا تعرفُ لِمَ أصابعها تدخلُ على تطبيق " تويتر " ، دخلت صفحة أثير المحفوظة عندها و بملامِحٍ باردة تقرأ تغريداتها " اليوم أحلى يوم في حياتي ، الحمدلله "
تمتمت : أحلى يوم طبعًا راح يجيك عسى الطيارة تـ .. لم تُكمل وهي تستغفر .. " كلب ! "
، - " هذِي رسمة قديمة يمكن قبل سنتين كنا في زيارة لمتحف بيكاسو و عزوز تحركت أحاسيسه ورسمها *صُورة مُرفقة تحوي رسمَة لجماهيرٍ غير واضِحة ملامِحهُم على مُدرجاتٍ ذهبيـة و أمامهُم مضمارْ للخيُول " ،
بحنق : يازين من يهفِّك فيها يالسامجة ...
أغلقت التطبيق و غضبها أزداد ، لِمَ أبحث عنها ؟ " في حريقة هي وياه " ، حدَّثت نفسها بهبَل الغيرة " وش قلنا يا رتيل ؟ مالك دخل فيه خليه يولِّي هو و هالأثير اللي ميت فيها .. شينة معفنة وهو أعفن منها بعد "

عبدالرحمن بغضب : وش تبي توصله ؟
عبدالعزيز بإستغباء : ولا شيء ، أنا صدق بتزوَّج .. يعني للأسف على بنتك
عبدالرحمن بلع ريقه و الحدة ترسمُ ملامِحه : تبي تعاندني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : ماأعاندك ! بس أبي أعيش حياتي و بنتك ماراح تعطيني هالحياة
عبدالرحمن : ومين أثير إن شاء الله ؟
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : زوجتي اللي بتعطيني هالحياة
عبدالرحمن بحدة لم يتزن بها : طيب .. أنت تبي تخسرنا و صدقني إن خسرتنا ماراح نوقف وياك بأيْ شكل من الأشكال ! وأنا إلى الآن أقابل إساءاتك بالإحسان لكن راح يجي يوم و بتلقى هالإحسان منتهي وماراح أقدر أقابلك الا بإساءاتك يا عز
عبدالعزيز : إذا خسارتي لكم بتكون في كسب نفسي فأنا أرحِّب بهالخسارة
عبدالرحمن بغضب كبير : رتيل خط أحمر .. قسم بالعلي العظيم لو أشوفك مقرب لها مرة ثانية لا يصير لك شي يخليك تندم على حياتك كلها !! و أتق ياعبدالعزيز شر الحليم إذا غضب . . . ودخَل للداخل.
عبدالعزيز عادَ لبيته و بغضب جنُوني شدَّ على قبضةِ يده ليضربها على الجدار و يجرحُ نفسِه ، تألم من الضربة ، جلس لم يعد يعرف بِمَ يُفكر أو كيف ؟
أول ما أتَى كان الكُل سعيد و لكن أنا ؟ الآن الكل مُضطرب حزين ! و أنا مازلت أيضًا بحُزني ، لم أستطع كسب نفسي بعد سنة كاملة و لم أخسرها أيضًا ! مازلت مُعلَّق ! يالله يا رحمن أكان يجب أن تضُمني الرياض الآن وهي لا تملكُ وشاحًا تُدفىء بها أطرافي ؟ الرياض عقيمة لن تُنجب لي فرحًا ولن أستطِع أن أخلق لي فرحًا سرمديًا ، بينهُم أنا أعيشُ الرماديـة.

،

في أجواءٍ مجنُونَة مُحرمَة ، وقف على عتبةِ الحجرُ القاسِي ، مسَك سلاحِه و بضحكة تُشبه والِده : يا حزين
حمَد بإبتسامة : أنا وش أقولك ؟ فيفتي فيفتي مايصير كذا
فارس بملامِحٍ مُشفقة : هم مايقدرون يتخلون عنِّي
حمَد : قولهم من أبوك وعلى ضمانتي ينحاشون
فارس بوقفةٍ مُضطربة : أنا ولد سيادة المحترم رائد الجوهي و شُكرًا
حمد بضحكةِ تُشاركه الجنون ، يُقلد صوتٌ أنثوي ناعم : يا حرام أنت ولد بابا رائد !! ما يسير حبيبي كذا
فارس : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه وش أسوي يا حياتي !!
رن الهاتِف و إسمُ " رائد " يُرعب الشاشة ، حمد : أششششششششششش هذا أبوك
فارس : قوله مانيب فاضي عندي حفلة اليوم
حمَد بتحشيشْ فعلي : لحظة شمِّني أخاف يكشفنا من الريحة
فارس ويقرب منه : لألأ ماهي واضحة الريحة
حمد يرد بصوتٍ متزن : ألو
رائد : ساعة على ماترد حضرتك .. عطني فارس بسرعة
حمد : فارس بالحمام من ساعة جايه إمساك يا حياتي
رائد : يا مال القرف أنت وياه
فارس أرتمى على الأرضِ الخضراء و ضحكته تصخب به أطرافُ القصر
رائد بغضب و حنق : سكران !!!!
حمد : هااا .. لأ .. إيه أقصد لأ .. لآ ماهو فارس هذا الكلب الثاني
رائد يُغلقه في وجهه و أعصابه تتلف ،
حمد : ههههههههههههههههههههههههه هههه أبوك يا حبيبي عرف .. هيَّا الدونيا مش حتضحك لنا أبدن
فارس و السلاح على صدرِه و مازال مُستلقي على الأرض : قوله أنا ميت لين يسافر
حمَد ويرتمي بجانبه : أنا ميت معاك
فارس وينظُر للسماء الصافيـة ويُشير بتعبِ بذراعِه المُهتزة : هذيك عبير .. شفتها هنااااك مررة بعيدة .. مقدر أوصلها
حمَد وعيناه مُغمضة : خذ لك صاروخ وروح لها
فارس بضيق حقيقي : مغرورة ماتتنازل وتنزل ليْ
حمَد : أفآآ وراه عاد مغرورة ؟ أذكرها وش حليلها ذيك عبير اللي جتنا صح
فارس يجلس : لأ يا خبل .. هذيك .. همممم وش إسمها .. هذيك أمي ... إيه أمي .. وش إسم أمي صح ؟
حمد : موضي
فارس : إيه هذي موضي اللي جتنا بس حرام تكسر الخاطر
حمد وملامِح الحزن يُمثلها بسُكِر : الحريم عوار قلب هم اللي يجيبونه لنفسهم .. صدقني
فارس : لأ هالحين أبوي تطلق منها صح
حمد : يعني أبوك مطلقة
فارس وبلسانٍ أصبح ثقيل مع كثرة الشُرب : إيه لأن أمي هي اللي طلقته .. حسافة عاد كنت أبي أبوي يقهرها وهو اللي يطلقها
دقائِق طويلة تمُر بأحاديثِ السُكر الغائِبة عن العقل ، بأحاديثِ الحرام و الرائِحة التي تفُوح منها في أواخِر رمضان ، يالله أيُّ قلبِ يستطِع أن يعصِي الله بهذه الجُرأة ؟ و الله الذِي قد يعفُو عن العاصين إلا من جهر بمعصيته لا يشمله عفوًا ، أيُوجد أقسى من أن تكُون خارِج عفو الله ؟
شدُّه من ياقةِ قميصه المُبللة ببعض ما سقط من زُجاجة الخمر ، أوقفه وجسدِه لا يتزن على الأرض ، عيناه تدُور وتُثبت في عينيْ والِده الغاضبة ، لكمَه بشدّه على عينه ليرفعه مرةً أخرى وبصرخة أرعبت جميع الحرس : مو قلت تبطِّل شرب !!!!
فارس بضحكة : أوووه رائد الجوهي منوِّرنا
والده صفعه على خدِه ليسقط على الأرض ، توجه لحمد : وأنت معاه بعد !!! مين اللي يوفِّر لكم الشرب قسم بالعلي العظيم دفنك اليوم على إيدي لو مانطقت !
فارس بعبط طفُولي : هذا يا بابا هو اللي قالي أشرب
حمد : نصاب لا تصدقه هو اللي خلاني أشرب أصلاً
رائِد بغضب : تكلم مين اللي يوفِّر لكم الشرب
حمد هز كتفيْه بعدم معرفة : هذا اللي جابه لي .. *أشار بأصبعه لفارس*
فارس : كذاب لا تصدقه هو يغار مني عشان كذا يحب يورطني دايم
رائد ويسحبه من ذراعه ليدخلا إلى قصرِهم المنزوي بعيدًا عن أحياء الرياض المعروفة ، دخل الحمام و فتح صنبُور المياه الدافِئة ، أغرق وجه فارِس به :أصححى جبت لي الضغط والمرض
فارس بصُداعٍ يُفتفت خلايا رأسه : خلاااص ... خلااااااااااااااااااااااص
رائِد وبغضب ضرب رأسه بالصنبُور المعدنِي لينجرح جبين فارس وينزفُ بدماءِه ، تركه وهو يُغسِل كفيْه : قووم حسابك أنت وحمد ماأنتهى ، بشوف مين اللي يوصلكم هالخمر

،

قبل ساعاتْ ضيِّقـة ، في عصرِ حائِل السعيد و كبارُ السِن يتبادِلُون الإبتسامات سيرًا على الطريق و السلامْ يحيـا بكفوفهم التي ترتفع كُلما مرَّ أحد بجانبهم.
ركَن سيارتِه أمام البيتْ المتوسِط الحجم ذو اللون الأبيض و الذِي أصبح يُقارب " البيج " بسبب عوامِل الجو و الغبار.
يُوسف رأى خال مُهرة الكبير ، نزل وسلَّم عليه و قبَّل رأسه إحترامًا للشيب الذِي يتخلخلُ شعرُ لحيتِه
الخال : وش علومك ؟
يُوسف بإبتسامة : بخير الحمدلله
مُهرة قبَّلت جبين خالها الذي تهابه : شلونك خالي ؟
الخال : ماعليّ خلاف .. و دخلُوا ، مُهرة توجهت للبابِ الجانبي الخاص بالبيت أما يُوسف و خالِها توجهُوا للمجلس.
يُوسف و شعر بالخجل من أنه لا يعرف حتى أسمائهم ، سلَّم على جميع من هُم في المجلس وجميعهم يجهلهم.
الخال : زارتنا البركة والله
يُوسف : الله يبارك بعُمرك
الخالُ الآخر والذِي يبدُو أربعيني بالعُمر يتخلله بعضُ الشيب : عشاك اليوم عندي بعد التراويح .. قل تم
يُوسف : جعل يكثر خيرك بس والله مستعجل
الخال : آفآآ تجينا و مانعشيك !!
يُوسف بحرج كبير بلع ريقه : ماعاش من يردِّكم لكن الجايات أكثر
الخال الثلاثيني ورُبما عشريني : لازم توعدنا بزيارة
يُوسف بإبتسامة : إن شاء الله على هالخشم
في جهةٍ أخرى ، بعد أحاديثهم الحميمية الدافِئة صعدُوا للأعلى
أم مهرة : حرمة عيد ماتعطي خير أبعدي عنها
مُهرة ضحكت لتُردف : يمه تكفين مانبغى نحش فيهم خليهم بحالهم
أم مهرة : بيجلس كم يوم ؟
مُهرة و تحاول أن تُمهِّد الموضوع : يوسف بيرجع اليوم !
أم مهرة : مسرع جايين من الرياض عشان يوم !
مُهرة بتوتر : لآ ، يعني بيخليني هنا
أم مُهرة بحدة : وراه إن شاء الله ؟
مُهرة بربكة : يعني فترة بس و
أم مهرة : تبي تتركين بيت رجلتس ؟؟
مُهرة تنهَّدت : يمه بس فترة وبعدها خلاص يعني برتاح عندك .. وعندي لك خبر حلو
أم مهرة جلست بضيق : مايجي من وجهتس أخبار حلوة
مُهرة تجلس على ركبتيْها أمامها : أنا حامل
أم مُهرة : وشهوووووووو !!
مُهرة أبتسمت بتمثيل الفرحة وهي الغاضبة على هذا الحمل : إيه والله
أم مُهرة بفرحة عميقة : جعله مبارك .. بس هسمعي حريم خوالتس لا يدرون ترى عينهم قوية وشينة
مهرة : هههههههههههههههه أبشري
أم مهرة : أقري أذكارتس ترى الناس ماتعطي خير
مُهرة تنهَّدت ، ودَّت أن تقول " من زين حظي "

،

صباحٌ آخر ، يُشابه الأمس ، أيامُ رمضان تركض و يكاد تفلتُ خيوطها منَّا إلا من مسك زمامُ الطاعة و ركع.
سجَد على الأرض و لسانهُ يُردد " الحمدلله حمدًا كثيرًا مُباركًا فيه " ، يا شعُور السعادة المُنصَّب على قلبي اليوم ! يا راحة الكون التي زُرعت في قلبي هذا الصباح ، يا جمال الدُنيـا التي أراها الآن ، يا كرمُ الله الذِي لا يُعد ولا يُحصى .. سُبحانه الكريم المُعطي ، أُحبك يالله لأنني لا أعرفُ غيركُ مُعينٌ و مُعطِي ورازق ،
دخل عليها ليُقبِّل جبينها و يغرقُ في تقبيل ملامِحها المُتعبة هامِسًا : الحمدلله على سلامتك يا أم عبدالله
أبتسمتْ و عيناها شاحِبة صفراء وببحة مُتعبة : الله يسلمك
منصُور و فرحَة عميقة ترقصُ في قلبه لدرجة لا يعرف كيف يُعبر عنها إلا بركعتينْ أرسَل بهما أحاديثٍ و دُعاء مُبتسمًا إلى الله.
نجلاءَ لم تكُن أقل منه فرحَة ، هي الأخرى لا تعرفُ ماذا تفعل ، و عيناهُما تُقيمان أعراسًا لا تنضبّ ، غرقت محاجِر نجلاء بدمُوع اللهفة و الفرَح و بللت التعبُ بها بضحكةِ عينها المُدمِعة.
دخلت الممرضة و معها " عبدالله " الصغيرُ المُكتسِي ببياضٍ مُحمَّر.
كاد قلبه يخرج من الشوق له و الفرحة ، مسكه برهبة بين ذراعيْه و هو يؤذن في أذنه اليُمنى " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله الا الله اشهد أن لا إله الا الله ، أشهد أن محمد رسول الله أشهد أنّ مُحمد رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله الا الله "
قبَّل أنفه الصغير و خدِه الأحمر و جبينه الرقيق " اللهم أجعله من الصالحين الأتقياء "
مدَّت نجلاء ذراعِها ليضعه بجانِبها ، قبَّلتهُ كثيرًا وهي تشمُ رائِحة الطُهر فيه : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
منصُور بإبتسامة تتسع لفرحته الكبيرة ، ألتفت للباب الذِي يُطرق بخفُوتْ ، كانت والدة نجلاء ، قبَّل رأسِها وكفَّها
أم نجلاء : مبرووك الله يجعله من الصالحين
منصور : امين الله يبارك فيك
نجلاء بضحكة مجنُونة : يممه تعالي شوفيه
منصور : عمي برا ؟
أم نجلاء : إيه
منصور خرج و سار قليلاً حتى أنتبه لعمِه ، قبَّل رأسه
أبو نجلاء : مبرووك يا ولدي عساه يكون شفيع لكم
منصور : الله يبارك بعُمرك
أبو نجلاء : أذنت فيه ؟
منصور : إيه تو جابوه
أبو نجلاء : عطيته تمرة ؟
منصور بعدم فهم : تمره !!
أبو نجلاء : إيه من السنة وأنا أبوك
منصور بإبتسامة : الحين أروح أجيب له
أبو نجلاء بإبتسامة مُتسعة فرحةً بملامح منصور الضاحكة : و أنا بروح أشوف الغالي



،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-12, 06:08 PM   #110

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

مرَّت الأيام ، وصلنـأ إلى :
اليومُ الأخير لرمضان ، الوداع المُرتجفْ للثلاثين اليومْ ، أُتِّم رمضان تمامًا كـالرمشة ، رُبما أحدُنا تمسك بأهدابِها طاعةً و رُبما أحدُنا سقط دُون أن يفعل شيئًا إلا أنَّ الندم سيحفُر بقلبِ كُل من أعرض عن ذِكر الله و الله الغنيُّ عنَّـا.
الساعَـة الثامِنة ليلاً ،
عبدالمحسن : الحمدلله ، طيب وينها ؟ أبي أكلمها
سلطان سار بخطواتِه للغُرفة التي أمامها ، دخل و رآها على سجادتِها ، بصوتٍ خافت : تصلي ، بس تخلص أخليها تكلمك
عبدالمحسن : طيب .. بحفظ الرحمن .. وأغلقه.
سلطان ادخل هاتفه في جيبه و جلسْ بجانبها ، ألتفتت عليه و بخوفٍ تراجعت قليلاً ،
بهدُوء ينظر لباطِن كفيْها المُحترقة ، سحَب كفوفها ليحُاصرهم بكفوفِه ، سقطت دمُوع الجوهرة المهزومة.
سلطان : أتصل أبوك ، تبين تكلمينه ؟
الجُوهرة هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطِق حرفًا و يديْها مازالت مُقيدة بكفوفِ سلطان.
سلطان بهدُوء : قلت له بتجلسين عندي فترة ... وبرضاك طبعًا
الجُوهرة بهدُوء عيناها تلتقِي بعينيْه ، و أحاديثٌ من نوعٍ آخر تُجرى بينهُما ، بلعت ريقها لتهمس : طيب
أخرج هاتفه ليتصل عليه ويمدُّه إليها ، مسكت الجُوهرة وسرعان ماسقط منها عندما شعرت وكأنَّ ملحًا يُمرر على حرقِها ،
سلطان عقد حاجبيْه و رفعه إليها
الجوهرة مسكته بين أصبعيْها و دمُوعها تغرق في محاجرها ، من ينقذُ الدمُوع من الغرق ؟
ببحة : ألو
عبدالمحسن بصمتٍ طال يحزنُ به على إبنته ، أردف : شلونك يا روحي ؟ عساك بخير ؟
الجُوهرة بهدُوء وهي تنظرُ لسلطان : الحمدلله أنت شلونك ؟
عبدالمحسن : الحمدلله بخير ، مرتاحة ؟ .. أصدقيني القول
الجوهرة بلعت ريقها : الحمدلله ، بس مثل ما قالك فترة ... تعمَّدت قولها حتى تسدُّ كل محاولات سلطان التي رُبما ستأتي قريبًا.
عبدالمحسن : بيجي عرس ريان بعد كم يوم و بتحضرينه وممكن ترجعين معنا
الجوهرة بصوتٍ تحاول أن تتزن به : إن شاء الله
عبدالمحسن : تآمرين على شي
الجوهرة بصوتٍ خانها باكيًا : سلامتك
عبدالمحسن بهمسةٍ دافئة : الله يسلمك ، أنتبهي لنفسك
الجوهرة : بحفظ الرحمن .. مدت الهاتف لسلطان.
سلطان و يخشى جدًا من نفسه عليها ، لا بُد من أحدٍ يحميها ولا أحدٌ سيفعل هذه المهمة دُون أن يشعر إلا عمته : بنرجع البيت اليوم
الجوهرة و صمتُها يستنطِق حُزنًا ، حطَّم كل شيء و أحرقه و كيف تعُود الحياة بعد أن أحرقتها ؟ لا شيء يشفِي أوجاعي منك يا سلطان و لا شيء يُلملم حُزني منك يا تُركي ، لا أحَد من الأوطان التي أردتُ أن أنتمي إليها رحَّبت بيْ ؟
سلطان : جهزي نفسك نص ساعة بالكثير وبنرجع .. خرَج تارِكها
و عُتمة الظروف جعلتها تُخفض رأسها لتبكِي بإنهيار و تُفرغ كل طاقاتِها السلبية الباكيـة ، حُزنها المتراكم و الغيمُ الذي لا ينجلي بسوادِه كل هذه الأشياء تجعلها تختنق في بُكائِها ، أتجهت للحمام لتغسل دمُوعها ببرودة المياه ، تجاهلت حرقِ كفوفها الذِي يزداد ألمًا كُل يومْ ،
لم يكتفِي تُركي بـ 7 سنوات أتى سلطان يتوِّجُ العذاب بحرقِه ، يالله يا أبناءِ آدم كيف تغتالون الأنثى دُون أن يتحشرج بكم حُزنًا أو ضيقًا.
ملامِحها باهِتة شاحِبة ولا الحياةُ تسكن في مُحيَّاها ، رفعت شعرها الطويل بترتِيب و أرتدت عباءِتها.
دخَل سلطان ليجلس قريبًا من السرير : تعالي
الجوهرة بخطواتٍ موسيقية خائفة وقفت أمامه ، أخذ الكفْ اليُمنى و وضع عليه مرهم ليلَّفها بـ شاشْ وفعل بالأخرى مثل الأولى.
سلطان وقف أمامها و لا شيءٌ يفصلهما سوَى مرور هواءٍ هزيلٍ مُختنق في حضرةِ حُزنِ الجوهرة.
سلطان بهمس : أنتظرك برا .. خرج ليتحدَّث مع الرجُل ذو سمَارٍ شرقي : خل عيونك عليه
: تآمر آمر
سمع صُراخه المُنادي " الجوووووووووووووووووووووو وووهـــــــــــــــــــــ ــرة "
سلطان تنهَّد بغضب كبير لو أتى إليه سيدفنه فعليًا ، تقدَّمت له الجوهرة وسمعت صرخاته لترتجف ، ألتفت عليها سلطان وبسُخرية غاضب : تبين تودعينه ؟
الجُوهرة بقهر أتى صوتُها حادًا : لا ، لأنه محد فيكم يهمني
سلطان عقد حاجبيْه : محد فيكم ؟ أنا تقارنيني فيه ؟
الجوهرة بلعت ريقها بخوف لتعُود عدة خطوات بسيطة ،
سلطان بصوتٍ مُهدد : طيب يابنت عبدالمحسن ..

،

على فراشِه منذُ ساعتيْن ، لآ يُريد أن يُفكِر بشيء ولا يتحدَّث مع أحد ، دفن وجهه في الوسادة و تفكيره مُشتت بين أشياءٍ كثيرة ، غدًا العيد كيف يشهدُ حضُوره دُونهم ؟ يالكآبة العيد و يالحُزنِ الأرضِ التي لا تحويهم و ياجفافِ زهرُ الحياةِ دُون ماءِ عينهم ، يا سوادِ السماء الزرقاء المزحومَة بغيمِ حزني ! لا أنا أنا ولا الحياة هي الحياة ! من يستنطِقُ بي فرحًا يا أُمي إن غبتِ ؟ من يُقوِّسُ بي ضحكةِ إن رحلت يا أبِي ؟ أُقسمُ بربِ خلقنِي أنني حاولت أن أصبر ولم أستطع ، أصعبُ شيء أواجهه ولا أجِد به مخرجًا هو الفُقد و كيف أصبرُ عنه يالله ؟ و أنا الذِي لم أجِد طريقة أُصبِّر بها قلبي عن جوعه و شغفه بعينِ الهديلْ و بضحكةِ الغادة !
يالله مرر على قلبِي كِسرةُ صبرٍ تُسدِد هذا الثُقب المنزوي في قلبِي والهائِجُ بحُبهم ،
تمتم : اللهم أرحمهم وأغفر لهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب أعفُ عنهم وأغفر لهم بأضعافِ وأضعاف إشتياقِي لهُم وحاجتِي لرؤيتهم ، يالله أرزقني رؤيتهم في الجنان يا كريم يا رزَّاق.
تنهَّد واقِفًا ، سمع أصواتٌ مُتداخلة كثيرة في القُرب من نافِذته ، يعلمُ أنَّ بوسعود خرج ليجيءُ بـ زوجته ، يا شماتتي ببناتِه ! أيضًا لا يهُم بالنهاية والدتهُم متوفية منذُ زمن بعيد.
وقف مُبعِدًا الفراش عن جسدِه ، أدخل كفوفه في جيبِ بنطال بيجامتِه الكاروهات ، خرج لينظُر للقصرِ الهادىء تمامًا في مثل هذا الوقت أو رُبما كل الأوقات.
أقترب من حمام السباحة و لا أثر لأحد ، سقطت أنظاره على غُرفة التخزين ، تنهَّد من ذاك الفجر البائِس ، عاد ليصطدِم بها وواضِح أنها غير مُنتبهة لها ، مُنحنية تمسح شيئًا على بيجامتها المُتسخة الآن ، تنهَّدت بضيق من وقوعها قبل قليل على الطين المُبلل ، رفعت عينها وتجمَّدت في مكانها وشتمت في داخلها " ساندي " التي أخبرتها أنَّ عبدالعزيز نائِم وأضواء بيته مُطفئة.
الباب خلف عبدالعزيز إذن لابُد أن تمر من جانبه ،
عبدالعزيز و انظاره صامِتة هادِئة تتأملُها حتى شعرها غرق في تفاصيله وهو ملموم للأعلى ومموَّجُ بشكل يُغري العين.
رتيل بلعت ريقها وهي تسيرُ بجانب الجدار ، و هدُوئه يُثير في داخلها الشك لم تعتادهُ هادِئًا في الفترة الأخيرة.
عبدالعزيز وكأنه شعَر بأفكارِها و وقف أمامها ، رتيل أبتعدت للخلف بخطواتٍ قليلة لترفع عينها : وش تبي ؟
لاينطقُ شيئًا وعيناه في عينيْها ، غارقة. ستعرفين يا رتيل يومًا أنَّ عيناك كانت قصيدة مُؤجلة لم تجد بيْ أيٌّ من قوافيها.
رتيل بغضب : أبعد عن طريقي
عبدالعزيز بضحكة مُستفزة : ماهو لايق عليك تعصبين
رتيل عقدت حاجبيْها : والله ؟؟ وأنت ماهو لايق عليك تكون رجَّال
عبدالعزيز ببرود ينظر إليْها ولإستفزازها ، لو كان الأمرُ بيدِه لفجَّرها بوجهها حتى تعلم كيف تكون الرجولة.
رتيل وأراد أن تدفعه لولا أنَّ عبدالعزيز لوَى الذراع الممتدة له خلف ظهرها وهمس في أُذنها بحرارةِ أنفاسه : لا تحاولين تمثلين القوَّة !! .. وترك ذراعها مُتجِهًا لبيته.
رتيل مسكت ذراعها بألم وبصرخة وصلت له : الله يحرقـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـك أنت وياها
عبدالعزيز أبتسم وهو يسير وضحكة تقوِّس شفتاه.

،

أغلقْ أنوارِ شقتِه التي باتت لا تزهُر في غيابِ قلبه الذِي أندفن مع غادة ، تنهَّد بضيق وهو يسحبُ حقيبتِه وبجيبه جوازِه الأخضَر ، غدًا العيد و من علَّق على حياتِها أعيادٍ لا تنتهِي رحلت ، من كانت ضِحكتُها عيدْ و عيناها عيدٌ آخر ، من كُنت أُشارِكها الأعياد غابتْ و الآن أعجزُ ان أفرح بعيدٍ واحِد و انا الذِي أعتدتُ العيد منذُ عرفتِك.
في ليلةٍ صاخبة - دُوفيل - على الشاطىء ، هذه ليلةِ ثانِي أيامُ العيد.
عبدالعزيز خرَج من المياه الدافئِة عاريْ الصدِر و الضحكة ترتسمُ على مبسمه : خربت جوِّكم
ناصِر الجالِس بجانِب غادة : ماهو شي جديد عليك
عبدالعزيز بعبط : بابا قالي لا تتركهم بروحهم
ناصر: ياغثِّك ، طيب المويا باردة ؟
عبدالعزيز أستلقى على التُراب المخملي : لأ برودتها حلوة
غادة ترمي عليه المنشفة : غط نفسك لايدخلك برد
عبدالعزيز وزحف حتى وضع رأسه في حُضنِ غادة وبخبث : ألعبي بشعري
ناصر : ههههههههههههههههههههههه بزر
غادة بإبتسامة : تدري قبل شوي هديل تكلمني وتسب فيك تقول كل عيد لازم أنثبر وأنتم تفرفرون
عبدالعزيز : وش أسوي في هالحمار اللي جمبك !!
ناصر : أنا ساكت من اليوم إحتراما لإختك بس بقوم عليك بعد شوي أخليك تعض التراب
عبدالعزيز : أقول أنبسطوا بس هذا آخر عيد لكم يتحكم فيه أبويْ .. العيد الجاي إن شاء الله بتآخذ مُرتك وتنحاش
غادة بخجل شتت أنظارها ، والإبتسامة تُزيِّن ثغرها الخجُول ، هذا اليومُ المُنتظر منذُ سنين.
ناصِر بضحكة واسِعة : شعور حلو أنه أحد يستأذن مني تجيني وتقولي بروح بيت أهلي وأقولها لأ .. أخلي أبوك يجرب الـ لأ مني
عبدالعزيز : أكسر راسك والله إن حاولت

فُتِح المصعد مُتجِهًا لسيارة الأُجرة المُنتظِرة تحت ، صُدِم بأمرأةٍ رفع لها حقيبة اليد التي سقطت : آسف
أمل و عيناها تتأمل ناصِر بنظراتٍ طويلة ، ناصِر بقيَ واقِفًا بريبة من نظراتِها
أمل بعربيـة : عفوًا
ناصِر أكتفى بإبتسامة ودخل السيارة متوجِهًا للمطار.
أمل وذراعِها الملتوي يؤلمها إثر جلُوسها على المقعد مربوطة عدةِ أيام تحت التحقيق الأسود من قبل سعد ، لم يخرج سعد بحقٍ ولا باطِل ، أعرفُ جيدًا كيف أحفظُ الأسرار كما أعرفُ كيف أعيشُ في مُنتصف المعركة.
ألتفتت على سيارة الأجرة البيضاء ، هذا " ناصر " أنا مُتأكِدة من ذلك ، سبق و رأيت صورتِه ، يبدُو لي أنه مازال يأتي إلى باريس ولم ينتقل بشكِل كُلي للرياض ، لا يهُم واضِح أنه مُغادر من حقيبته .. من الجيد أنَّ غادة ليست في باريس.
في عُتمة السيارة فتح أزارير قميصه ، يشعُر بضيقٍ بلا سبب أو رُبما باريس هي السبب ، غثيان يُداهمه و نظراتِ تلك المرأة العربية مُستفزة لمعدتِه الفارغة ، أثارت الشك في قلبه و رحلت. من الممكن أنها سبق ورأتني أو رُبما تعرفني لذلك توقفت ، " أستغفرك ياربي من كل ذنب " ، تنهَّد و قلبه يضيقُ به أكثر.

،

دفنتْ ملامِحها الباهِتة في الوسادة ، تبكِي بإنهيار قلبٍ بات لا يتحمَّلُ الإنتظار ، غدًا العيد و لا أهلٌ تتسع فرحتهُم ليْ ، تشعُر بضيقٍ تام من أنَّ لا أحدًا بجانبها سوى ولِيد الذِي لن يكُن زوجًا تُقبِّله ولا أخًا تُعانقه ، ماذا يفعلون الآن ؟ رُبما يُجهزون ملابِسهم الجديدة للغد و رُبما لأ.
ضربت رأسها كثيرًا على الفِراش تُريد أن تتذكَّر ولكن بيأس تضربُ غير مُصدِقة ، أنينها يرتفع " لِمَ كُل هذا يحصُل بيْ "
بحُزن عميق : آآآآآآآآه .. ساعدني يالله
فقط يالله أُريد أعرفُ كيف كان عيدي السابق ؟ كيف كانت فرحته ؟ أنا لا أنسى ضحكاتِهم ولكن أنسى ملامِحهم ! أنساهُم يالله ولا أُريد ! والله لا أُريد أن أنسى من أُحب.

،

سَار بغضب لا يعرفُ ماذا يفعل الآن ، أرسَل رسالة لمقرن " أمل ماتعرف مكان غادة و وليد ، بحاول أدوِّر في المناطق القريبة "
مرَّت سيارةُ الأجرة بالقُرب من الرصيف و تناثَر ماءُ الطريق عليه ، سعد بحنق : الله يآخذك
ناصِر ألتفت للنافِذة الخلفية من سيارةِ الأجرة مُتفاجِئًا : هذا سعد !! ...
ماذا يفعل في باريس ؟ أذكُره جيدًا في بدايةِ حضُوري لباريس كان لا يُفارق والِد عبدالعزيز و من ثُم ألتزم بعمله في الرياض ، مالذِي جاء بِه إلى هُنا ؟

،

تسيرُ حول البيت و رائِحة البخُور والعُود تنبعثُ من كفِّها الحاملة للمبخرة ،
العنود بإمتعاض : يمه خنقتينا !! كل هذا لوشو ؟
حصة بإبتسامة : سلطان يقول بتجي الجوهرة اليوم
العنود بسخرية : ماشاء الله وكل هذا بس عشانها بتشرِّف بيتها مفروض هي اللي تقوم فينا الحين
حصة : أقول أبلعي لسانك اللي وش طوله
العنُود تنهَّدت و أخذت مُجلة تتصفحها ،
حصة : أسمعيني زين بس تجي ماعاد أشوفك طالعة بهالمصخرة قدام سلطان ، تلبسين طرحتك ولبس زي العالم والخلق
العنود بدلع : هذا لبسي وهذا أنا ماراح أتغيَّر عشان خاطر أحد
حصة عضت شفتِها السُفليا : يا شين هالدلع بس !!
فُتِح الباب مُتقدِمًا سلطان على الجوهرة ، حصة ببهجة كبيرة : يا هلا والله تو مانوَّر البيت ،
الجوهرة بهدُوء سلَّمت على حصَة و التي عرفتها من صوتِها أنها العمة التي تحدثت معها سابِقًا ، تقدمت العنود لها وكان سلامًا بارِدًا جدًا.
سلطان همس في أذنِ حصة : شوفي لك حل مع بنتك
تنهَّد جالِسًا وهو يملىء فنجانه بالقهوة مُتجاهلاً تماما مايحدثُ خلفه بين الجوهرة و عمتِه.
العنود توجهت لغُرفتها بعد أن رمقت الجوهرة بنظراتٍ لم تعرفُ تفسيرًا لها.
حصة : وش فيك واقفة ؟ تعالي أجلسي خلني أعرف أخبارك
الجوهرة حمدَت ربها كثيرًا أنَّ ملامِحها لا تحوِي أيّ أثرًا للجروح وهي تدسُ كفَّاها بطرفِ أكمامها ، بإبتسامة شاحبة جاهدت أن تخرُج لها ولا تعرفُ بأيْ كلمةٍ تُردف
سلطان ألتفت : خليها تصعد ترتاح شوي
حصة : إيه أكيد أخذي راحتك حبيبتي
الجوهرة وبخطواتٍ سريعة صعدَت للأعلى ،
حصة جلست بجانب سلطان : وش فيها ؟ وجهها أصفر مررة
سلطان بغير إهتمام : تلقينها مانامت
حصة : مالت عليك إيه والله مالت
سلطان رفع عينه غاضبًا ،
حصة : يخي تحرَّك مافيك قلب يحس !! .. روح ألحقها شف وش فيها وش منَّه تعبانه ؟
سلطان بحدة : تنام وترتاح
حصة تنهَّدت : الحكي معك ضايع ، بكرا العيد حاول تكون لطيف شوي
سلطان رُغما عنه ضحك ليُردف : طيب بصير " قلد صوتها " لطيف
حصة أبتسمت : لا عاد جد سلطان ، خلك وش زينك وأهتم فيها ، ماشاء الله هالزين مفروض مايضيق
سلطان تنهَّد : طيب
حصة بضحكة : بس والله عرفت تختار !! هذا وهي تعبانة كذا كيف عاد وهي كاشخة .. الله لايضرها
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه ه يارب دخيلك ، بتجلسين تمدحينها لين بكرا عارف أسلوبك
حصة : إلا والله أني صادقة ، ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحرسها من عيون خلقه .. أحلفك بالله ماهي أزين من شفت بحياتك ؟
سلطان بتضييع : أنتِ أزين من شفت والله
حصة : يا شينك لا قمت تضيع السالفة ، المهم سلطان أنا حجزت لك في مطعم ***** طاولة بكرا لك أنت والجوهرة ، المكان مررة راقي وهادي وبيعجبك أنا واثقة
سلطان : لأ مقدر بكرا مشغول
حصة : حتى في العيد مشغول !! عليّ هالحركات !!
سلطان بضحكة وقف : روحي أنتِ وبنتك

،

رفعت شعرها الأسوَد على شكلِ " ذيل حصان " ، أخذت نفسًا عميقًا ونزلت للأسفَل ،
وقفت في مُنتصف الدرج وهي تسمعُ الصوتُ الأنثوي الغازِي لبيتِهم ، تجمَّدت في مكانها وهي تنظرُ إليها بريبة و كُره.
عبدالرحمن : عبيير
عبير نزلت بهدُوء وهي تعلم من هي ولكن بحقد أردفت : مين هذي ؟
عبدالرحمن عقد حاجبيه وبحدة : إسمها ضي
عبير ، أنظارها تتفحصها من أسفَل للأعلى و بكُرهٍ يكاد يُنطق بينهم.
رتيل بحرج من أنظار عبير : بقول للشغالة تسوي لنا قهوة ... وأتجهت للمطبخ.
عبير سلَّمت عليها ببرود إستجابة لعينِ والِدها الغاضبة ،
عبدالرحمن جلس وبجانبه ضي : شلونك ؟
عبير بصوت خرج حادٌ : بخير
ضي أكتفت بإبتسامة وهي تشعُر بأنَّ عبير ممتلئة بحقدٍ عليها عكس رتيل التي رحبَّت بها.
عبدالرحمن : بروح أشوف عز ... وخرج.
توتَّرت الأنظار بين عبير و ضي لتتقدَّم إليهم رتيل ، : ماقلتي لنا وش أخبارك ؟
ضي : بخير الحمدلله ، أنتِ بشريني عنك ؟ قالي عبدالرحمن أنك كنتِ تعبانة اليومين اللي فاتت
رتيل بإبتسامة : لآ الحين أحسن الحمدلله ، خلصتي دراسة ولا ؟
ضي : لآ مخلصة من زمان بس كنت آخذ دورات خبرة وكذا
رتيل : وش تخصصك ؟
ضي : إدارة أعمال
رتيل : حلو زي تخصص عبير
عبير وتنهيدتها كانت تصرُفًا غير لائِق أبدًا لضي و لو كان حاضِرًا عبدالرحمن لرمقَها بنظراتٍ كرهت بها حياتها ، أردفت : عن إذنكم .. وصعدتْ.
رتيل : معليش بس عبير متضايقة هاليومين
ضي أبتسمت : لآ عادِي ،
رتيل : أبوي وين راح ؟
ضي : قال بيشوف عبدالعزيز
رتيل وتغيرت ملامِحها لحدةٍ و غضب.
ضي ضحكت : وش فيك كذا تغير وجهك
رتيل بإبتسامة : ماأطيقه أبدًا
ضي وألتزمت الصمت و أتاها شعُور الرحمة لرتيل التي لاتعرف بأمرِ زواجها هذا ، " ماتطيقه " كيف لو تعرف بأنها زوجته ؟
دخلت عبير غُرفتها وأغلقت الباب بغضب ، إذن أتى بها ؟ يُريد أن يفرضها علينا بحياتِنا !!
من المُستحيل أن أحترم انثى لم تحترم عُمر أبِي وتزوجته والأكيد أنَّ زواجها طمعًا به ، ماذا تُريد من رجُل في مقامِ والدها ؟
لا تُريد سوى " المادَّة " ، فئة حقيرة تُجبرني على شتمِها.
أستلقت على السرير وأخذت هاتِفها ، لا توَّد أن تضعف ولكن تشتهي ان تقرأ له رسالةً ، كل رسائِله حذفتها حتى لا تشتاق إليه ولكن رُغم ذلك هي تشتاق ، يالله أغنني بحلالك عن حرامك.

،






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.