آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-12, 06:53 PM   #131

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واقتربنا من خط النهاية ..
عذرا البعض منكم يضن ان قصدي بالنهايات الفتوحة ان لا نهاية للشخصيات ..
ولكن هناك نهاية .. لكل شخصية في روايتي .. ولكن قصدي بالمفتوحة ان بعد هذه تبدأ حكايات اخرى ..
مثل اي حكاية تصل الى خط النهاية ^^




nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 06:55 PM   #132

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


البارت التاسع والثلاثووون بداية النهاية

,‘،

العقل قد يغيب عنا احيانا .. وبعدها نندم .. قد نخسر وقد نتعلم من تلك الخسارة .. وقد ننسى كل شيء لنبدأ صفحة جديدة نطوي معها ندمنا ذاك .. منذ اسبوع وهو لم يذق طعم الراحة .. يعلم بان حديثه الذي كان بينه وبين والده ومن ثم بينه وبين عمه ابو عمار لا يبشر باي خير .. اقنع يومها والده بالذهاب معه الى منزل تلك التي كانت يوما على ذمته .. اراد ان يضع النقاط على الحروف .. فما كان رد والده الا ان قال : بروح وياك بس ما بدخل باي شيء .. انت اللي تسببت وانت حلها ..

قام واقفا ليقبل رأس والده .. ويجلس بعدها بجانبه يمسك بيده يلثمها : ولا يهمك يالغالي .. اهم شيء انك انت راضي علي .. والناس لازم يعرفون ليش صار اللي صار .

" الناس اجرحوا بنت خالتك بالكلام الزايد " .. جملة قالها ناصر وهو يقضم تفاحة بيده .. ليتجهم ذاك من قوله .. ليجيب عليه : ان شاء الله كل شيء بيتوضح .. والليلة بقول كل شيء لعمي وخالتي .

لم يهتم ناصر بما يقوله اخيه .. فهو قد رأى جرح ابنة خالته في تلك الليلة .. رأى انكسارها وتعلقها باخيها .. وذاك اخيه كان باردا وقاسيا .. ولو كان هو من بيده ان يسامحه او لا .. لما سامحه ..

انفض ذاك المجلس الصغير .. ليبدأ ليلا بعد صلاة العشا مجلسا اكبر في منزل عبد الرحمن .. وعبيد اخلى مسئوليته وترك كل شيء لاحمد .. هو فقط من سيتكلم واولئك مجرد مستمعون .. الموقف كان صعبا جدا .. فنظرات عبد الرحمن وابنيه لم تكن ذات راحة له .. تنفس محاولا ان ينسى تلك النظرات التي تحرقه .. وليبدأ حديث التبرير .. قال كل شيء من يوم اكتشافه لذاك المرض الى اليوم الذي سمع كلمات والده القاتلة له .. وكأنه بذاك سيضع مبرر لعدم عودته وايضاح كل شيء حينها .. سكون ساد المجلس .. وعيناه ارتفعتا لتبحث في الوجوه عن اشارة ما .. لتتسمران على ذاك الذي قال : والمطلوب ؟

ابتسم : ما فهمت عليك ؟

نظر لوالده الجالس على يمينه .. وسرعان ما اعاد النظر له : شو تريد من ورى كل كلامك .. تريد ترجع هاجر لذمتك .. اسمع يا احمد انت ولد خالتي وع عيني وراسي .. بس اختي والضيم اللي ياها منك صعب نسامح عليه .

قبل ان يكمل حديثه ذاك استوقفه والده : اصبر يا عمار .. شوف يا ولدي .. مثل ما ابوك نفض ايده من الموضوع عشان ما ينلام اذا كبرت بينا .. انا بعد انفض ايدي من الموضوع .. المعنية بكل شيء هاجر .. وهي اللي لها الكلمة يا تسامحك والا تبقى ولد خالتها وبس .


ابتسم وهو في الانتظار .. ابتسم على ما آل اليه ذاك الاجتماع .. فهي تلميذته .. هو من علمها الحب وكلماته .. هو ادخل اليها الشوق له ولانفاسه .. هو اول رجل في حياتها .. فهو يظمن رضاها وعودتها .. بل انه واثق بان تلميذته لن تخذله يوما .. ستقف على اسبابه مرارا وستجد فيهن حبه الكبير لها .. وخوفه عليها .. سحب انفاسه وهو يرفع معصمه ليرى الوقت .. ذاك الطبيب تأخر وهو يشعر بحرارة المكان بسبب " بلوزته " ذات الياقة المرتفعة .. استغفر ربه مرارا .. هو محجوزا هنا بسبب تلك القابعة على ذاك السرير منذ ايام خلت .. يعتبر نفسه مسئولا عنها .. فلا يوجد احد يستطيع ان يحل مكانه .. فهي مجهولة تماما . الا من اسم تربع على اوراقها الثبوتية امريكية الاصل .. التفت لدخول ذاك الطويل اصهب الشعر وهو يعتذر : اسف .. لقد كانت لدي حالة طارئة ..

صافحه وجلس على كرسيه وهو يدعك منتصف عينيه بسبابته وابهامه بعد ان ابعد نظارته .. وهو يعيدها : استاذ احمد .. انت تعلم بان التحقيق في قضية الاعتداء تم اغلاقه – هز رأسه ليتابع هو حديثه – الفتاة بحالة سيئة جدا .. الضربة التي تلقتها على رأسها بالاضافة الى النزيف الذي لم نستطع ايقافه حتى البارحة ..

قاطعه : توقف النزيف ..

ابتسم نصف ابتسامة : اجل توقف .. ولكن جسدها الضعيف لم يتحمل .. اخشى ان تبقى في غيبوبة .. واذا افاقت قد تفقد الذاكرة ..

انعقد حاجباه .. فان فقدت هي الذاكرة فكيف عساه ان يعرف اهلها .. تابع ذاك حديثه المتشائم .. وهو لا يطرق باب عقله الا هي وكيف كانت حين انتشلها من اولئك الذين يطاردونها .. ليعنفها بسبب استخدام صلاحياتها التي اعطاها لها في البحث عن برامج تجسس .. لتصرخ به وهي بالكاد تتنفس : لا يحق لك لومي .. الا اذا تسببت باذية لك .. لم يكن ما فعلته الا لمعرفة لا غير .. وانظر الى الجانب الاخر مما فعلته لك .. الم ينشط عملك في بضع اسابيع .. تلك التي كنت فيها مسئولة عن مكتبك .. الم تحل مشكلاتك مع تلك الشركات ولم تصل الامور الى المحاكم .. اخبرني ان كنتُ قد قصرت في واجبي ..

كان يقود سيارته والغيض يتطاير من عينيه .. ليتوقف في احد المواقف.. ملتفتا لها : ولماذا جعلتي مكتبي واجهة لسؤالك عن تلك البرامج المشبوهة ..

تحاول ان تلتقط انفاسها بتعب .. وكأن دخول الهواء وخروجه يجرح رئتيها : اسفة .

نطقتها وصمتت .. صمت طويل لم تتحدث بعده .. حتى وهو يستفسر منها سبب مطاردة اولئك الرجال لها .. كان يتكلم ويتكلم وهي فقط تنظر للامام مع ابتسامة غريبة .. حتى هو صمت حين انتبه لها .. دست يدها في جيب بنطالها لتتحسس ذاك الـ"فلاش " خافت ان يكون قد وقع منها .. وبعدها التفتت له .. لتشكره بعمق تحت نظرات الاستغراب التي تملكته .. وتختم كلماتها تلك : اعتبرني استقلت من الوظيفة .

نزلت واغلقت الباب .. لتختفي بين الزحام .. وهاهو الآن يقف عند عتبة باب تلك الغرفة التي نقلت اليها .. لا يعلم ماذا يفعل .. ايتركها ويعود لديار ليلتقي بتلك التي ستعود قريبا ؟ .. ام يبقى معها حتى تفيق ؟ وان لم تفق ؟ .. مسح وجهه بكفه اليمين مستغفرا .. تابعا ذاك الاستغفار بشهادة ان لا اله الا الله ومحمد عبده ورسوله .. يده تعانق مقبض الباب .. ليلج ويصدح صوت تلك الاجهزة .. اقترب بخطواته من سريرها .. هو سافر بعد ان تركته في ذاك اليوم .. وعاد منذ اسبوع ليكمل تصفية اعماله في لندن ..ليفاجأ بها تطلب المساعدة قبل ان تفقد الوعي تمام .. وجهها مزرق ورقبتها مجبسة .. ويدها كذلك .. وشاش سرعان ما يستبدل عن رأسها كلما اتسخ بدماءها النافرة .. مطموسة المعالم .. بسبب تورم وجهها .. دنى منها حتى لفحت انفاسه جانب وجهها : جوليا .. هل تسمعينني ؟ ..

ارتفع بجذعه ليتنهد .. ويجلس بجانبها بعد ان اخرج ذاك المصحف الصغير من جيب بنطاله .. وبدأ بقراءة آيات القرآن الكريم .. فهي سكن لروحها .. لعلها تفيق وتستجيب ..


,‘،

تمتم بالمعوذات بعد كابوس آخر من تلك الكوابيس التي تجتاح مناماته .. وتلك الذكرى تعصف برأسه .. وكلمات ذاك له " اذا نسيت انت انا بنسى " تأرقه .. كيف له ان ينسى انسانة استوطنت روحه .. تنهد وهو يسقط رأسه على حافة ظهر سريره .. ويداه تقبضان الغطاء بعنف .. وكأنه يحاول تمزيقه .. ليتذكر ذاك اللقاء الذي كان بينهما بعد سنوات غياب .. يومها بحث عنه في شركته وفي منزله ولكن الجميع يخبره بانه سافر لكن الجهة غير معلومة . وقادته قدماه الى تلك المزرعة يعلم بانها ملاذ جاسم حين تتشابك الخيوط حوله . فهو يعلم الكثير عنه .. خطواته يومها كانت تنبأه بان شيء ما سيحدث وتحثه على الرجوع .. توقف وهو يرى خيال ذاك يخطو نحو المنزل فابتسم .. واكمل هو خطاه .. يشتاق اليه والى الاخر .. وقف عند عتبة الباب ليرى ضياعه التام .. ليس جاسم الذي يعهده .. فهذا على كاهله حمل كبير يكاد ان يسقطه ارضا .. رآه يتحرك في تلك الغرفة .. ليسند ظهره على جانب الباب ويكتف ذراعها ويستمع لتلك الابيات الموجعة ..ليحزن على حاله حين قال :

أبتعدنا وافترقنا وعبرات الفراق شهود يمر طيفه على فكري وبه تهتز اركاني ثقيلة لعبة الدنيا وانا المذنب بليا قيود وانا في كل حالاتي انا المجني وانا الجاني

بقلمي .. تدقيق : هشام القصيم |~


لينطق هو بعدها : لهالدرجة يا جاسم ..

سقط ما بيده ليتشظى كتشظي آخر عانى منه سنين مضت .. أيبتسم لذاك الواقف هناك .. ام يقف دون حراك دون اي تعابير .. عاد لتعود معه ذكريات مرة .. وجد نفسه يبتسم لا اراديا .. وذراعاه تمتدان على جانبيه دون تفكير .. يحتاج ان يشم رائحة ذاك الغائب .. يحتاجه الى جانبه .. ابتسم ذاك وهو يستقيم في وقوفه .. وينزل قبعته ليتحرك الى ذاك الواقف .. وعناق اخوي استنزف من الوقت ثواني .. كان يتمنى ان تطول ليبعده : شو اللي يابك .. اكيد الموضوع قوي اللي خلاك تنزل الامارات .

سحب الهواء الى رئتيه .. ليتلفت بعدها في ارجاء تلك الغرفة .. هنا كانت احداث لا تنسى : خلنا نطلع من هني .

فألمه اصعب من ان يحتمل ذكرياته .. ابتعدا عن المكان .. ليعرض عليه ركوب الخيل .. فهو يدرك مدى عشقه لتلك الخيول .. فحين يكون على ظهر فرس ما فهو يشعر بان روحه المتألمة ترحل مع ضربات نسمات الهواء وقفزات تلك الجموح ..

يذكر الحديث وتطن في اذنه تلك الكلمات .. ارخى رأسه في كفه مع تنهيدة متعبة جعلته يترك الفراش هاربا من عودة تلك الكوابيس .. غير هندامه على عجل بعد ان اغرق وجهه بالماء .. خرج من غرفته ساحبا بيده هاتفه .. هو بحاجة ماسة لمحادثة صديق غربته .. هو وحده يدرك وجعه المستأصل فيه .. جلس هناك ناظرا للامواج السوداء .. لا يريد النزول او الاقتراب بسيارته .. فالهواء يدخل يداعب وجهه وشعره ويكفيه هذا .. زفر انفاسه بتعب فعقله بات مجنونا غريبا .. لا يستطيع ان يفهمه .. انتشل هاتفه من ذاك الصندوق الصغير بجانبه .. لا يهم كم الساعة الآن هناك .. مؤكد انها نهارا .. يرن كثيرا .. حتى ظن ان لا مجيب .. وخاب ظنه في اخر الرنين .. ليرد عليه ذاك مرحبا بشوق .. ويضحك هو على مضض يجاري حديث الاخر الذي علم ان تلك لم تكن صادقة : مصبح فيك شيء ؟

نظر الى ساعته ليتأكد من الوقت ليردف : وش مصحيك فهالساعة ؟

ايجيبه ويخبره بان تلك اضحت تهاجم ذكرياته .. وعقله يفتح لها المجال على مصراعيه .. هل يعلمه بان افكاره باتت متذبذبة بين ماضيه وحاضره .. وفي كلا الطرفين فتاة .. تنهد ليدرك ذاك ان صاحبه ليس بخير : مصبح سولف ؟ طلع اللي فقلبك .. واذا ودك اجيك والله لاسويها ..

ابتسم فكم يعشق حديث النادر : قلبي يا نادر تاعبني حيل .. تدري صاير نص كلامي من كلامك

وضحك ليصرخ ذاك به : انت وش فيك جالس تغير الموضوع .. اسمع ترا ان ما تكلمت والله لاجيك.. وش فيك ؟

سحب انفاسه من جديد .. سيتحدث بكل شيء .. سيرمي همه على ذاك الصديق : صاير اشوفها كل ما فكرت فيها .. كل ما اتيي ع بالي تختفي واشوف الثانية مكانها .. احس اني ضايع بقوة .. كنت احارب فكرة اني احب من يديد .. بس مادري حاس بشيء غير هالايام .. هذيك تزورني فاحلامي ومرات تختفي واشوف هاجر .. صاير كل ما افكر تدخل هي عرض فافكاري .. ضايع يا نادر وما اعرف شو اسوي .. ما اريد حب يديد انجرح منه .. ما اريد اعيش التجربة مرة ثانية .. يكفيني ان الويع للحين احس فيه ..

" بترجع " .. نطقها نادر ليصمت الاخر .. ويسأله ماذا يعني بتلك الكلمة ..ليجيبه بان تلك قدمت موعد مناقشة رسالة " الماجستير" وبعد ايام قليلة ستكون على ارض وطنها .. تجهم وجهه .. فاذا عادت لن يستطيع الوصول الى اخبارها .. ليس كما الان وهي هناك .. وجميع ما يحدث معها يصل اليه من صاحبه .. نفض رأسه : انت شو تقول ؟

-اللي سمعته ؟

ايبكي على حظه السيء في النساء .. ام يحمد الله لان جنسهن يبتعد عنه .. انتهت تلك المحادثة .. ليقلب في اسماء هاتفه .. فرقمها لا يزال هناك قابعا بين الاسماء .. لكن هو ليس من اولئك الشباب الراكضون خلف الفتيات .. ابتسم وهو يتأمل اسمها .. يدرك ان قلبه سيتعبه من جديد .. فتنهد وهو يتمتم : الله يعين .


,‘،

وآخر يطلب المعونة في حالته تلك .. يشد عليها يحاول ان يبقيها واقفة .. لعلها بخير .. تمتم باسمها مرارا .. وهي في عالم آخر .. فقط انفاسها الضيقة التي يشعر بها .. لا يعلم لماذا قدماه ترتجفان .. وكأن شيء ما يرجفهما حد السقوط .. سقط على ركبتيه وهي بين يديه .. وكأن ذاك الذي ينظر اليه.. لا هي .. يحركها في محاولة يائسة ان تفيق .. كما كان منذ اكثر من احد عشر سنة .. حين صرخت والدته باسم توأمه وتسمرت عند الباب وخرت على ركبتيها باكية .. ليدخل هو ولا تزال حرارة كفها تلفح وجهه .. فلم يمضي على تلك المواجهة الا ساعة من الوقت .. كان هناك مسجى على ارضية غرفته .. صرخ باسمه ينتشل رأسه ليضعه على فخذيه .. يرى انفاسه المتعبة كما هي الان بين كفيه .. صرخ يومها باسمه مرارا .. ليسأله : وين دواك .. ؟

لكن ذاك كانت عيناه تحكي وداعا من نوع ما .. وابتسامة ضعيفة تخرج منها انفاسه الاهثة .. لم يشعر الا وهو يحمله بين ذراعية .. ودموع عينيه تأبى الفراق المنتظر .. وهمسات ضعيفه كانت واضحة لمسمعه : ذبحوني .. ذبحوني ..

واليوم يحملها هي .. ولكن صورته هو تجتاح عقله .. الحدث نفسه مع اختلاف الجسد .. مددها على كرسي السيارة الخلفي .. لم ينتبه انها غير مستترة وشعرها تناثر على وجهها .. يذكر كل شيء وكأنه يحدث الآن .. جلس خلف المقود لترتجف كفاه .. ويمر في عقله ذاك الحادث الاليم .. وانفاسه المتتابعة تحيل ريقه الى جفاف قاسي ..

يومها قاد سيارته بتهور .. فذاك ينازع في الخلف قلبه ضعيف ولم يجد الدواء لينجده به .. يومها اختفى كل شيء لبرهة .. وسائل حار ينساب على وجهه .. والم يفجر خلاياه تفجيرا لا يطاق .. وصوت خافت يردد اسم توأمه : قاسم ..

ليغيب بعدها عن الوعي .. لا يريد ان يتكرر الحادث من جديد .. ترجل صارخا باعلى صوته .. باسم سائقه .. ليهرول ذاك ويحثه الاخر بان يتحرك .. ركب في الخلف ليضع رأسها على فخذيه .. لن يتركها كما ترك توأمه .. لن يخسرها .. شد بكفه على كفها الضعيف .. وعينه تنظر اليها برجاء وكأنها تطلبها السماح .. يريدها ان تفيق وتسامحه على كل شيء .. فهو لم يكن بقدر المسئولية .. هو لم يعتد على ان يكون احد في حياته يستحق الاهتمام من بعد اخيه .. فاهملها دون قصد منه .. هل تأخر ؟ .. فكرة تراوده باستمرار على طول ذاك الطريق .. يصرخ بذاك ان يسرع .. وانامله المرتجفه تبعد خصلات شعرها المتناثرة على وجهها الحنطي .. وكفه بكفها .. يشدها بعنف دون قصد .. وهناك دمعة استقرت على طرف اهدابه .. لتسقط بعد ان رف بجفنيه .. سقطت على وجهها .. تكسرت على وجنتها المقابلة له .. تتردد في نفسه اصوات كثيرة : لا تموتين .. سامحيني ادري اني قصرت فحقج .. ما بقوى على الخسران يا خولة .. ما بقوى وان تقاويت ..

لم ينتبه لتوقف العجلات الا على صوت سائقه .. ليطلب منه ان ينادي من يساعدهم .. وسرعان ما حملت على ذاك السرير المدولب .. مسح وجهه كثيرا .. ليشد الهواء الى صدره .. ويترجل لاحقا بهم .. يعطيهم ما يعرفه من معلومات عنها .. واي معلومات تلك التي يعرفها .. مجرد معلومة كتبت في دفترها الذي امتزج بالالم .. شعر كم انه اجحفها .. الهذه الدرجة لا يعلم شيء عن زوجته .. تلك التي اختطفها من كفي خطيبها فقط لانه اعجب بها وبابتسامتها .. اي ابتسامة تلك التي اوصلتها في حياته الامبالية .. الساعات تمشي على مهل بل على ارض ملساء تخاف ان تسقط .. فمشت الهوينة .. وهو يقف على نار تأجج ذكريات الفقد التي حولته من جاسم الى جاسم آخر .. والآن هو في اختبار قاسي جدا .. ان زاد الندم في قلبه جرعة أخرى فهو لا يظمن الحياة ..

تجمدت الدماء في ساقيه وهو على وقفته تلك ينتظر احدا ما يطمأنه عنها .. وهاتفه .. يبحث في جيوبه عنه .. وابتسامة ساخرة على الوضع ترتسم .. ليسحب ذرات الهواء ويتمتم : يا رب .

وما هي الا لحظات حتى اقبل ذاك الطبيب .. يخبره بالكثير .. لن يستطعوا اجراء اشعة لها في هذا الوقت ليتبينوا مدى الضرر في رأسها .. فقط اعطوها مسكنات لاوجاع دماغها .. واكسجين يساعد رأتيها على التنفس وبعض المحاليل لتساعد في جلب القوة لجسمها .. وهي الان ستنقل لغرفة اخرى بعيدا عن قسم الطوارئ . وكل شيء مؤجل لساعات قليلة .. فالوقت الآن قارب الفجر .. حث الخطى مع ذاك الطبيب الذي استقدم له الصداع مع حديثه المتكرر .. ايظن بانه لا يعي ما يقول ليعيده مليون مرة على مسامعه .. توقفا عند باب احدى الغرف .. فهي هناك تحارب ذاك الورم ووجع روح تائهة ..غرفة خاصة للشخصيات الهامة .. فهم يعرفون من هو جاسم .. زفر انفاسه الراجية بقسوة عارمة .. ليدلف بعدها الى المكان الذي هي فيه .. يمر عبر الممر الذي به صالة للضيوف متوجها لغرفتها ..

,‘،

يـتــبــع |~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 06:56 PM   #133

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



هادئة جدا .. الا من انعقاد حاجبيها في بعض الاحيان .. وقف يتأملها .. وكأنه يغوص في تفاصيل وجهها .. لا يذكر متى اخر مرة تجول بين عينيها وشفتيها .. كل شيء بها يذكره باهماله المفرط .. انحنى ليطبع قبلة على جبينها ويبتسم بهدوء .. كما انسحب من المكان بهدوء .. ليرمي بجسده على تلك الاريكة في تلك الصالة الصامتة .. يشعر بانهاك منذ الامس لم ينم .. فتزاحم الاشياء ينسيه الراحة .. سحب الهاتف ليتصل باحدهم .. فقط شخص واحد يستطيع ان يشعر بما يعانيه .. شخص اجتمع معه والسبب ذاك المتوفى الذي يدعى قاسم .. رن الهاتف واذا بصوته المتعب قبل اي شيء ينطق : مصبح محتايلك ..

ذاك عاد الى منزله بعد ذاك الحديث مع صاحبه الذي بعثر كيانه بخبر رجوع تلك .. ترجل من سيارته قبيل الفجر ليصدح هاتفه برقم غريب .. ويأتيه صوت ذاك المنهك حد الاعياء : جاسم .. انت وين ؟

وسرعان ما عاد ادراجه الى سيارته .. ذاك الجاسم نسخة اخرى من صديق عرفه في ميادين سباقات القدرة .. فهو يعشق الخيل كذاك القاسم .. وتطورت العلاقة بينهما الى صداقة قوية .. ولا يزال يذكر اول لقاء له بذاك الجاسم .. فالاخير لم يكن دائم التسابق في تلك الربوع .. جل وقته كان مع والده في عالم لا يرحم .. كان مختلف عن قاسم الذي كان دائم الضحك .. حتى في احلك الضروف ..

قاد سيارته وفكره يعود الى ذكرى قديمة .. اول لقاء بجاسم واخر لقاء بقاسم .. حينها تعب فرسه فتوقف في احد سباقات القدرة العالمية .. واذا بذاك يصرخ عليه : شو بلاك وقفت .. ياللا اركب ما باقي شيء ع النهاية ..

ابتسم وهو يقف بجوار فرسه المتعبة : ما اقدر اقسى عليها .. تعبت .. ياللا موفق ..

كان يلقي بكلماته وهو يتابع ذاك الذي مر من امام ناظره .. ليعقد حاجبيه حين رآه يعود ويترجل : شو بلاها .

يعشق تلك الحيوانات حتى انه يخاف عليها كثيرا .. تقدم منها يمسح على جانبي وجهها .. ويربت بخفة على جانب رقبتها .. وذاك ينظر اليه : مادري شو بلاها .. بس اخاف اخسرها .. خلها عنك وياللا كمل السباق .

-ما اكون ولد عبد العزيز واخو جاسم ان خليتك وقفيت ..
-مينون .. اقول خلها عنك .

قال تلك الجملة وهو يبعده عنها .. ويدفعه من ظهره نحو فرسه : ياللا كمل ..

ضحك لفعل مصبح .. واذا بذاك يقف ينظر اليهما : قسوم انت هني وانا عبالي وصلت النهاية ..

التقاسيم نفسها .. بعثر نظراته بينهما .. ليهمس في اذن قاسم : اخوك ؟

ليقهقه : اخوي التوأم – يوجه حديثه لذاك الممتطي صهوة جواده – كمل عني جسوم .. هيه صح اعرفك هذا صبوح اللي دوم اكلمك عنه .. فرسه تعبت وانا بيلس آآزره ..
وعلا صوته بالضحكات .. ليترجل ذاك : ما اكون جاسم اذا كملت وخليتكم ..

ذاك اليوم كانت ضحكاتهم دليل راحتهم وسعادة استوطنت نفوسهم الشابة .. واليوم هناك وجع بعد فقد .. وصل الى حيث مكان ذاك .. ليطرق الباب ويدخل حين جاءه صوته .. ليحكي له وكأنه يحدث نفسه .. فذاك فقد ابنة عمه وحبيبته في يوم زفافه .. وهو يستطيع ان يقدر مقدار الوجع الذي يشعره : يومها قتلته .. نسيت ان قلبه ضعيف .. ولا رحت اطمن عليه عقب اللي سواه ابوي فيه .. خليته ولا كانه اخوي .. ولا حسيت فيه الا وهو منتهي .. واليوم نفس الشيء يصير وياي .. بس مع حرمتي .. آآه يا مصبح .. كثر ما قويت عمري الا اني مب قوي .. للحين احس بخنجرهم فقلبي .. حرموني من اخوي .. وصرت انا الجاني والمجني عليه ..

ربت على فخذه : ان شاء الله ما فيها الا العافية .. قوم توضا وصل ركعتين .. وايلس يمها سولفلها .. عشان تحس انك وياها .. وخل عنك الركض ورى هالفلوس وورى ابوك .. اللي تسويه ما بيردلك قاسم الله يرحمه .. ولو اللي نسويه بيرد اللي ماتوا كنا ردينا واايدين ..

- لو هالكلام من انسان غيرك كنت بصدقه .. انت اللي للحين عايش معها ومب راضي تصدق انها ماتت .. تريدني انا انسى واعيش براحه وهو اللي قتل اخوي عايش ولا همه ..

ابتسم ذاك .. ليتنهد وينطق : لازم نرضا .. واذا ما تناسيتها ع الاقل ما بقدر اعيش حياتي .. ترا لو هي او قاسم عايشين ما كانوا رضوا على عذابنا لنفسنا .. قوم استهدي بالله وصل ركعتين فهالوقت .. وارتاحلك ساعتين . باين التعب ع ويهك .. وان شاء الله بتكون بخير ..


,‘،

حزن في مكان وفرح في مكان اخر .. منذ يومان ارتبط بها بعقد موثق .. هي الان زوجته .. اخيرا هناك من ستملأ حياته .. وليست اي امرأة بل تلك التي خفق لها قلبه بعد سنين عجاف .. هو لم يتحدث معها من يومها .. ولا تزال رجفة يدها وهي ممسكة بذاك القلم في مخيلته ... شعر بخوفها واقسم ان يمحو خوفها من جنس الرجال بقدر ما يستطيع .. كما مسح هو صورة المرأة الامبالية من تفكيره بعد سنوات قليلة من طلاقه لتلك التي فضلت ان تعيش حياتها بعيدا عن طفلها المريض .. تعذرت يومها بالكثير .. صارخة به : مب مستعدة اعيش عمري وياه وفالاخير يموت ..

لم يمت كما قال الاطباء .. قالوا يومها بانه لن يعيش طويلا بسبب تضرر دماغه وانقطاع الاكسجين عنه عند ميلاده .. وهو كل يوم يحمد ربه بان محمد لا زال يتنفس .. حتى وان كانت تلك التشنجات المتكررة بصورة كبيرة في الاونة الاخيرة ترعبه .. الا ان ايمانه بربه اكبر .. يدندن وهو ينهي اخر ما تبقى من اناقته .. ساعته البيضاء .. اليوم يوم سعيد فتلك التي رباها ستزف الى عريسها .. نظر الى المرآة ليرتب " غترته " البيضاء جيدا .. ليبتسم وهو يلمح الجالس على ذاك الكرسي .. استدار ليدنو منه.. يحتضن وجهه بكفيه : حمود اليوم عمتك وديمة بتخلينا ..

وقبلة اب حانية على وجنته .. لينادي على ذاك الذي بات يعاونه بالاهتمام بطفله الكبير .. ويؤكد عليه الكثير من الامور .. ليخرج من تلك الغرفة مطمأن البال .. يلتقي بها وقد ازدانت بالثوب الاماراتي اللامع .. ليقبل رأسها ويبتسم : الله الله شو هالزين .. يبالج معرس يام سعود .

نهرته ليزيد من قهقهته : سود الله ويه عدوك .. على اخر عمري اعرس .. يسدني اشوفك معرس ..

مشى معها واذا به يسألها : أكدتي على انسابنا العزومة ..

- هيه وحرمتك بتي .. ادري انك تريد تسأل عنها ومستحي ..

تنحنح وهو يساعدها لتركب السيارة .. يغلق الباب ويستدير تحت انظارها ليصعد : تبين الصدج ؟ .. اريد ايلس وياها ونسولف اعرفها وتعرفني اكثر .. بس وقت ملكتنا غلط .. مشغولين بعرس وديمه .. ولا حصل لي وقت ازورهم – التفت لوالدته – الا وديمة حد بيبها من الصالون ؟

وهي تعتدل في جلستها : لا تخاف خواتها وياها وهن بيوصلنها للقاعة .. خلنا الحين نوصل قبل المعازيم ما يوصلون ..


زفرت هي انفاسها للمرة الالف .. فهي لا تجد ما يناسبها .. فجسدها نحل تماما وتلك الاربعة فساتين التي بحوزتها اصبحت واسعة جدا .. لولا الحاح عمتها ام سعود كانت فضلت البقاء في منزلها .. نزلت حيث خالتها مريم تجلس مع والدها في تلك الصالة وحديث عن هاجر تبادر اليها .. فمريم غاضبة لان عبد الرحمن جعل القرار في يد طفلتها التي تراها لا تجيد اتخاذ القرارات .. كان من باب اولى ان يقفل الباب تماما .. حتى وان كان احمد ابن شقيقتها الا ان بعد فعلته تلك تراه لا يستحق ان يكون زوجا لابنتها .. القت التحية .. وجلست بجوار مريم لتهمس في اذنها : خالتي يعني لازم نروح ؟

لتصرخ تلك بغضب : الحين يايه تسألين هالسؤال .. هيه بنروح .. ما فينا ما نلبي دعوة ام سعود .. وبعدين شو فيج حايسه البوز من الصبح ..

عبد الرحمن : شو بلاج ع البنت كلتيها ؟

مريم وهي تقف بغضب : منكم يعني الين متى اشوف واسكت .. يعني باللا اللي يصير عايبك .. عايبك البنت تردله عقب ما حطى سيرتها ع كل اللسان .. خاف كلام الناس عليه عشان المرض ومن وين ياه ولا خاف ع بنتي وسمعتها ان ولد خالتها خلاها قبل عرسها بشهر ..

تحوقل : يا بنت الحلال من توصل بنتج يلسي وياها وفهميها اذا خايفه انها تردله .. تراني ما اريد نرجع للقطيعة .. يكفيني اللي بيني وبين اخوي .. تبيني بعد اوصلها لج ولاختج اللي مالج غيرها .. خذيها بالعقل يا مريم .. وانتي دومج عاقلة .. لو ياهم الرفض مني والا منج بيزعلون وانتي شايفه اختج شكثر فرحانه .. واللي سويته هو الحل اللي بيهدي النفوس .. مالنا كلام من بعد قرار هاجر واحمد ..

زفرت انفاسها لتنطق : بكيفكم ..

وبعدها تترك المكان .. ليقف هو ناطقا : حد بيوصلكن العرس والا بتروحن وياي ؟

بلعت ريقها : بنروح ويا عمار .. قال بيوصلنا ..

اخذ مفتاح سيارته بعد ان دس هاتفه في جيبه : عيل انا بسبقكم بوقف ويا سعود ..

" الله يحفظك " .. قالتها وبعدها اطلقت تنهيدة منهكة .. فما تزال علاقة والدها بعمها متوترة .. ليست كما في السابق .. وهاهو والدها يعيد الحديث فيها من جديد .. قامت لترى تلك المريم .. فيبدو انها ليست على ما يرام .. وقد يكون خوفها من قرار هاجر بالعودة لاحمد هو السبب .. طرقت الباب ودخلت بعد ان اذنت لها .. لتجدها تخرج لها ملابس لتستعد بعدها لذهاب الى ذاك الحفل .. دنت منها لتحتضن رأسها تقبله : يا خالتي لا تضايقين عمرج .. واللي الله كاتبه لها بتاخذه .. احمد او غيره ..

جلست على طرف السرير : سامحيني يالريم .. بس من يوم اللي صار وغسل ابوج ايده من الموضوع وانا قلبي ماكلني .. عقب باكر بترد ويا خوفي ما تتهنا مثل ما تهنيتي انتي ويا المقرود سعيد ..

ضحكت وكأن ذكر ذاك المدعو طليقها اضحى يثير في نفسها فرحا ما .. جلست بجانبها لتلف بذراعها على كتفيها : يالغالية تظنين ان الغربة ما غيرتها .. ؟ .. وهاجر غايبة شهور عنا .. ومب شهر وشهرين .. الا فوق السبع شهور .. وهذيه بترد وفيدها شهادة الماجستير .. واكيد عقلها وتفكيرها تغير – ابتسمت لتردف – الحين حد كان متوقع اني بقوم فويه سعيد وبوقف فويه ابوي وعمي ..

لتغير الموضوع نظرت الى وجه ريم لتشهق : للحين ما يهزتي .. وعمار قال الساعة 7 ونص بيشلنا .. قومي تيهزي وخليني اخلص اللي فيدي ..

بضجر وهي تمسك طرف السرير بكفيها : ما لقيت شيء يناسب .. اصلا كنت مقررة ما اروح .. يعني مب حلوة اروح بتنورة وفساتيني اوساع .. وخالتي ام سعود اليوم صدعتبي وهي تحن علي اروح ..

ضربتها بخفة على كتفها : تأدبي وانتي تتكلمين عن ام ريلج ..

رصت على شفتها لتنطق بضحكة : والله للحين مب مصدقة اني حرمته ..

وقهقهت .. لتلوح تلك برأسها .. وتحثها لتستعد : خذيلج من فساتين هاجر .. هكن فالكبت محد صكهن .. بيناسبنج .. ياللا قومي عاد عن يسويلنا عمار سالفة ..

زفرت انفاسها وقامت وهي تردد كلمات ضجر .. ويتردد اسم هاجر على لسانها .. حتى فتحت ذاك الدولاب .. هناك الكثير .. تجولت بيديها بينهن .. ليقع اختيارها على ذاك البسيط " عنابي " اللون .. تمتمت بالدعاء ليكون مناسبا على جسدها .. والا فانها ستذهب بعباءة مغلقة .
مر الوقت لتقف بعد ان انهت اخر لمسات التجميل على وجهها .. جميلة هي .. تجيد وضع تلك الالوان بمهارة عالية .. ارتدت عباءتها.. و " شيلتها " اراحتها على شعرها بلطف حتى لا يفسد ما فعلته بشعرها .. نداء خالتها يصل اليها .. لتنزل مسرعة بعد ان سحبت حقيبتها الصغيرة ذات السلسلة الذهبية .. لتقف وهي ترى طارق يرتشف له فنجان قهوة واقفا .. لتسمع خالتها : طارق بيوصلنا .. عمار طلعله شغل فهالشركة اللي ما اعرف من وين طاح عليها ..

ضحك وهو يضع الفنجان من يده : احسنله عن اليلسه فالبيت – مشى متوجها للباب – ياللا اذا جاهزات لحقني ..

في خلدها تدعو الله ان يعدي هذه الدقائق على خير .. فهي تعلم بان خالتها ستثير موضوع شهد من جديد .. وهو يتهرب من طلبها بان يرجعها .. وبالفعل هذا ما حدث بعد دقائق من انطلاقهم .. ليتحدث هو : اميه شو بلاج .. قلتلج مب وقته . يعني كل ما بتشوفيني بتزنين ع راسي بهالموضوع .. وبعدين شهد زودتها وياي واريدها تتربى .. يعني متى ما بيطيح اللي بينا بردها ولا يصير خاطرج الا طيب .. بس مب الحين .

انهى الحديث تماما .. لتستغفر مريم وتتحوقل .. وتردد بان تلك ما هي الا عين قد اصابتهم بسوء ..

دخلتا لتصدح الاغنيات من ذاك الـ " دي جي " وتمران بالسلام على تلك النسوة .. ام العريس وخالاته واخواته وايضا عمته وبعدها تاتي ام سعود وبناتها .. لترحب تلك العجوز بسخاء بزوجة ابنها .. حتى احمرت خجلا .. وسرعان ما مرت الدقائق لتلوح لها عمتها .. فتلك فضلت ان تاتي متاخرة على ان لا تاتي .. فكانت في زيارة لصديقة لها .. وها هي تاتي لتجلس بجانب ريم على تلك الطاولة التي تضم ام سعود ومريم .. ليدور حديث نسوة .. وسؤال عن بعض النسوة الغائبات .. لتتفاجأ ريم بتمتمت ميثة ببسم الله بعد ان تعثرت تلك الطفلة الصغيرة وسقطت .. وسرعان ما تركت كرسيها لتساعدها على النهوض .. وكلمات حانية منها تصل الى مسامع الاخرى .. مسكينة هي تلك الميثة .. فشوقها لبناتها لا يتركها .. ولكن عنادها وكبرياءها اكبر من ان ترضخ لتلك الطلبات .. ولعل الله يأتي بالفرج من عنده .. وما ان عادت مكانها حتى همست في اذنها مريم : مب ناوية اطيحين اللي فراسج ؟

لتغير تلك الموضوع ساءلة ام سعود : الا شخبار بو محمد ومحمد .. ؟

وكأن بذاك السؤال جرسا ليصرحون بدخوله مع اخته .. لتهرول الفتيات باحثات عن ما يسترهن .. عن عباءاتهن .. اما ريم فاكتفت بان ترتب " شيلتها " على شعرها .. وعباءتها المفتوحة لم تخلعها .. دخل مع شقيقته التي تتأبط ذراعه .. كان حضوره ذا هيبة مع تقاسيم وجهه البشوش .. لا تعلم لماذا تسمرت عيناها عليه .. وكأنها تحفظ صورته .. شعر ذقنه الممزوج بالشعر الابيض يعطيه هيبة من نوع آخر .. لم تشعر الا وعمتها تمسك بذراعها : قومي ياا بنتي وصليني اسلم ع وديمة واتصور وياها .. قومي ..

وقفت لتردد : لحظة خالتي بخلي وحدة من بناتج تساعدج .

نهرتها مريم : افاا يا ريم .. عمتج تطلبج وتردينها ..

ما بال اولئك النسوة يتامرن عليها .. حتى عمتها وقفت معهما .. الا يشعرون بانها لا ترغب ان تكون بجانبه وقريبة منه .. ابتلعت ريقها وتنهدت .. لتعتذر من ام سعود وتمشي معها .. تسندها على الدرجات الى ان اوصلتها .. وحين ارادت العودة اذا بها تسمعها : لا تروحين فديتج بنزل وياج ..

وقفت بالقرب منهم وهي تشعر بنظراته عليها .. ليتحرك من مكانه وتشعر هي بنبضات قلبها المتسارعة .. وقف بجانبها ليسألها : شحالج ؟

" بخير " قالتها وسكتت .. وهو قدر توترها ففضل الصمت .. حتى تنتهي والدته من الحديث مع تلك العروس الجميلة .. تقرأ عليها وتوصيها .. ليبتسم وتلمح هي ابتسامته .. وما ان التفت حتى التفتت .. يعلم بان قربها منه يعني براكين ستتأجج في روحه .. لا يعلم كيف ومتى عشقها .. حتى استوطنت قلبه ليقرع طبول فرح بقربها .. ستكون معه بعد اسبوع فقط .. هذا ما تم الاتفاق عليه .. فاخته تلك العروس ستسافر مع زوجها قريبا .. وقد يطول سفرها بحكم دراسة بعلها .. بالرغم من اعتراضاتها الا ان الاتفاق تم .. وحفلة صغيرة تفي بالغرض ..

حديث قاسي يدور بين شقيقته وتلك المرأة التي بجانبها .. لتردد تلك المرأة : يعني شو فيها بنت اخوي .. ما قلتلكم البنت زينه وما يعيبها شيء .. ليش كنسلتوا الروحه وطلبها لاخوج ..

لترد تلك : نصيب .. كل شيء قسمه ونصيب ..

- ونصيبه ويا بنت الهندية .. ما لقيتوا غيرها .. وباكر اذا يوكم خوالها واحشروكم شو بتستفيدون ليش ما تاخذون بنت الحسب والنسب ..

قسوة مجتمع لا تزال تلاحقها .. لتطأطأ رأسها وغصة تتهادى في صدرها .. لم تشعر الا بيد تشد على يدها .. وهمسة منه : رفعي راسج يا ريم ..

رفعته له لتبان عيناها المغرورقتان بالدموع .. ليزيد هو من قبضته على كفها : دموعج غاليه فلا تنزلينها .

وكيف لا تنزلها .. وهي ستبكي فرحا لكلام اول مرة تسمعه .. لكلام جديد تسرب اليها من ذاك الرجل الذي كان غريبا .. وبات زوجا .. وسيصبح كنفا لها .. كيف لا تبكي وهي ترى بادرة اخرى من خصاله الحسنة ..

,‘،

يـتــبــع |~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 06:57 PM   #134

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘،

ودموع اخرى انسكبت خوفا هناك في حضرته هو .. تبكي فلذة كبدها التي اختفت دون اي خبر .. وكلمات تنبعث من شفاه ابنتيها مهدأة لها .. وهو يحاول ان يجد بداية خيط توصله اليها .. يجوب البهو بقدميه ذهابا وايابا . والانزعاج قد سكن ملامحه .. وذاك الهاتف لا ينزل الا وارتفع من جديد الى اذنه .. ليقف وهو يرى تلك الداخلة بعباءتها ومن خلفها تلك المربية تحمل طفلها الرضيع .. اتجهت مباشرة لوالدتها هناك في الصالة .. لم تنتبه له .. ليبدأ هناك حديث مُر بات يتجرعه كلما دخل منزله .. اقترب منهن ليقبل رأس والدته : بنحصلها فديتج .. انا طالع الحين .

واذا بها تمسكه من صدره : فيصل الله يخليك يبلي بنتي ..

كفاه تطوقان معصميها لينزلهما ببطئ ويلثمهما بعنف : جود بترجع يالغالية .. بترجع ..

لتصرخ تلك بتهكم في وجهه : هيه بترجع .. كلام فكلام .. الله العالم وين اراضيها والسبب هالشركات اللي تركضون وراها ..

استمرت باتهامه بالتقصير وكأن بها تتقيء وجعا آخر من زوجها ذاك .. الذي ابتعد عنها بشكل اخافها في الآونة الاخيرة .. وتلك المكالمات التي لا تهدأ حتى في ساعات الليل الطويل .. استشف وجعها كما استشف شيئا اخر من بين حديثها .. فلقد باحت بحال زوجها وحالها معه .. لتنفجر باكية على صدر والدتها .. وتنطق تلك : حسبي الله ونعم الوكيل ..

تنهد وابتعد بخطواته فذاك الحال لم يعد يطاق .. لتهرول تلك خلفه تمسك ذراعه قبل ان يخرج : شو بلاج ؟

مسحت دموعها : فيصل انا تعبت .. مسويه عمري قوية . عشان امي وعشان رنيم اللي كل ليلة تقوم من رقادها خايفة .. تعبت امنيهن فشيء يمكن ما يصير ..

انامله تقف على شفتيها : لا تقوليها يا جواهر .. لا تقوليها .. وجود برجعها غصبا عن الكل ..

ابتعد .. وخطاه محمله بذنوب لن يغتفرها لنفسه حتى وان غفرها الاخرون .. هو من ارغمها على العودة الى ذاك العالم الخطر .. قاد سيارته وافكار كثير تجتاحه .. فاين عساها تكون .. فان خطفت فلا بد من ان يصل الخبر من خاطفيها .. وان هي اختبأت فليست بتلك القسوة لتدع والدتها بهذا الوضع .. نفض رأسه من ذاك الذي يراوده .. ايعقل ان حديث جواهر اثر فيه ؟ .. ام ان هذا هو الذي يحاول انكاره منذ ان علم باختفاءها من شقتها في " لندن " .. وتغيبها عن الجامعة .. ايعقل انها تحت الثرى الآن .. ؟ .. دون اي تفكير قاد سيارته الى منزل ذاك المدعو " نسيبه " .. عليه ان يوضح له الكثير من الامور .. واسباب الغموض الذي اضحى يكتنفه اكثر عن ذي قبل ..

الوقت ظهرا ومؤكد انه في منزله .. وتلك لن تخرج الا اذا سمح لها بذلك .. خطواته الغاضبة تحث الخطى على الممر المرصوف .. ليقف ويده ترتفع .. وابهامه يبصم على الجرس .. رنات عديدة متتالية .. حتى فتح الباب على يد تلك الخادمة ليصرخ بها وهو يدلف : وين سيف ؟

" حياك انا هني " ... وكأنه ينتظره .. فهو يعلم بتقلباته .. ويدرك بانه موجوع حد النزف .. فسيحاول امتصاص غضبه الذي يتوقعه .. وقف يمد يده : هلا والله ..

ليصرخ ذاك دون اكتراث بتلك اليد : مب ياي اسلم .. خبرني يا سيف شو وراك .. شو اللي داسنه عني .. وشو سالفتك ويا عبد العزيز ..

- اهدا .. وايلس خلنا نتفاهم ..

بعثر نظراته على تلك الاوراق المكومة على تلك الطاولة .. وهو يعلم بان وقت الظهر وقت قيلولة مقدس لدى الاخر .. ودائما ما كان يردد والده بان سيف مستعد للعمل طوال اليوم الا في وقت قيلولته .. تجهم وجهه : سيف ليش خليتني اترك شراكتي ويا عبد العزيز .. وابيع نصيبي برخص التراب ..

- لان شركته مشبوهه .. واليوم وصلت كل الادلة اللي وصلتني من جود للجهات المختصة ..

ما ان سمع باسمها حتى عانقت يداه صدره : تتواصل ويا جود ولا تخبرني .. وينها .. تكلم .. وينها ..

" ما اعرف " .. نطقها وهو مستسلم لقبضتي ذاك الذي اخذ يشده بعنف : كيف ما تعرف .. من شوي تقول انك تتواصل وياها – فك قبضتيه ليردف صارخا – عطني فونك ..

بعثر نظره ليلمحه على الاريكة .. ليدفع ذاك كي يتعداه اليه .. يسحبه يقلب بين اخر المكالمات الواردة .. لا يوجد اي اسم لها .. ليمده له صارخا : اتصل فيها ..

اخذ الهاتف بهدوء : ما بترد عليك .. صارلها اسبوعين مسكرتنه ..

ينظر الى يده الممدودة بذاك الذي يتمنى ان يكون السبيل به اليها .. ليردف الاخر : اتصل .

سحبه من كفه ليمشي خطوات مبتعدا ,, وكأنه لا يريد للاخر ان يرى ملامحه حين الفرح او حين تكسر الامل .. الهاتف غير مستخدم .. لعله يضحك عليه .. لينظر اليه بوجع للحظات .. وبعدها يحث الخطى الثائرة بالغضب .. لينفث انفاسه في وجهه : سيف اذا تعرف وينها الله يخليك تكلم ..

لاول مرة يرى عيون سيف من هذا القرب .. هناك نظرة لوم او لعلها ندم من نوع ما : سامحني يا فيصل .. قلت لها لا تورط نفسها اكثر .. خبرتها ان اللي وصلتله عن اللي صار لابوها يكفي وزود .. ما سمعت كلامي .. ولا قدرت اخبرك لاني وعدتها ما اخبرك .. واني اكون قربك .. بس عشان تبعدك عنهم .. واللي سويته وياك عشان ابعدك عن طريق يمكن يوصلك للمحاكم وانت ما تدري ..

صدمة بل ان هناك ذبذبات شتات لا يعيها .. كيف .. ووالده حذره منه .. كيف واخر كلمة نطقها سيف .. والآن يحميه لطلب منها هي .. تلك التي مسؤولة منه .. تلك التي وعدها بالحماية ولم يفي .. ردد بتبعثر : متى آخر مرة كلمتها .

زفر انفاسه : من اسبوعين تقريبا .. اخر مرة يوم ضربتني قدام شركة عبد العزيز .. كانت هي ع الخط .. وسمعت كلامك .. واصرت اني لازم ابعدك قبل لا اسلم اللي وصلني منها ..

شد قبضته حتى كادت اصابعه ان تنغرس في راحته .. أيضربه .. ام يشتمه .. ام القتل افضل .. كان يعرف انها في خطر ولم يتكلم .. فقط لاجل وعد تافه .. يرميها لتهلكه .. طوح برأسه وزم شفتيه بغيض يخالطه بعض الحقد .. وينصرف بعدها .. الخيوط بدأت تتشابك .. وهي بين معمعة التشابك .. جُل ما يتمناه الان هو ان يحتضنها .. يعطيها الامان ان كانت خائفة .. او يعطيها الدفيء اذا كان البرد يحاصرها ..

,‘،

حضن حار على ارصفة المغادرة .. واحضان اخرى في الانتظار .. تعانق يمينها يسارها قريبا من فيها وتنطق بحزن : ساشتاق لك .
وجع فراق آخر على الاراضي " الكندية " .. لتبادر تلك بابتسامة واحتضان لكفوف الاخرى بين كفيها : سنلتقي يوما .. مؤكد سنلتقي – تحضنها من جديد وتردف – شكرا لورا .

لتلوح لها بكفها مبتعدة .. كل ما يفصلها عن ارضها ساعات من الزمن .. لا احد يعلم موعد رجوعها .. او هي تظن ذلك .. غادرت الغربة وشعور بالغربة يستوطن روحها .. غربة من نوع جديد لم تألفه يوما .. فلماذا يستعجل ذاك الطارق الامور .. ليزف لها ما لم تقوى والدتها على قوله .. هل كان يعلم بانها كانت تحزم امتعة الرحيل .. ام انها الصدفة المرة التي تعيد احمد الى تفكيرها من جديد .. يقول بان اخباره لها لتاخذ اكبر قدر من الوقت لتفكر .. ولم يكن يعلم ان وقت التفكير الذي يرتجيه ما هو الا تحليق طائرة ..

احتضنها ذاك الكرسي .. لترخي رأسها للوراء .. وحقيبة يدها على فخذيها .. سترحل لتعود الى عذابات الروح التي كانت فيها .. تنهدت لتبحث عن هاتفها مع انطلاق صيحات التوصيات .. لتخرسه تماما .. وترميه حيث كان دون اكتراث .. وتشد الحزام عليها .. وعيناها تنظران للخارج .. وابتعاد كل ما تراه على الارض .. ليختفي ولا تبقى سوى السماء وسحب تكدست فيها .. لتبتسم بعد حين على ذكرى حديث كان ..

دخلت بعد يوم جامعي متعب .. لتراه هناك يجلس في صدر المجلس .. يستقبلها بابتسامة كالمعتاد .. ويدنو منها يمسك كفيها ويقبل وجنتيها بحب : ما قلتلج خلي عنج الدراسة ..

زمت شفتيها وهي تمشي معه ويدها بيده .. ليجلسها بجانبه ويردف : شوفي ويهج كيف التعب مبين عليه .

-يعني بترجع فكلامك .. انا احب ادرس .. واخذ شهادات اكثر عن البكاليريوس .. واريدك تكون وياي مب ضدي .

اشاح بوجهه : لو فتخصص غير التلفزيون كنت بوقف وياج ..

-بس انا احب هالتخصص .. واحلم اكون مذيعة اطلع فالتلفزيون ..

كان يومها حديثها ساذجا .. وهي تمثل له كيف ستفعل اذا وقفت امام الكاميرا .. ليسحبها ويجلسها من جديد .. يحتظن وجهها .. وبهيام نطق : ما اريد هالويه يشوفه غيري .. بس دامج تحبين هالشيء بحبه عشانج .. بس بشرط – انقطب جبينها بعد ان كانت مبتسمة ليردف – ما تكونين فبرنامج فيه مذيع .. تراني اغار ..

انسابت دمعة على وجنتها .. وخالطت ذكريات حلم جميل كان .. مسحتها وكأنها تداري ذاك الضعف الذي بدأ يتسلل اليها .. تنهدت لتغمض جفنيها .. تريد ان تبتعد عن دوامة التفكير تلك .. بأي طريقة كانت .. حتى ولو كان السبيل هو النوم ..

وحتى النوم يحمله اليها فيتمنع عن جفونها .. او قد يقض منامها .. لترجف بخفة بعد ساعات طوال .. هذا ما ظنته هي .. انها نامت ساعات وساعات .. التفتت لترى تلك التي بجانبه ا تغط في نوم عميق .. اخذت نفسا عميقا وهي تنظر من ذاك الزجاج وخيالات ماضي تعود وتعود .. لتزفر انفاسها .. وسرعان ما تدس يدها في حقيبتها .. تسحب " لا تحزن " .. فكثيرا ما تقلب بين اوراقه في ساعة تعب روحي تمر بها .. وهي فيها الآن .. قلبت اوراقه وكأنها تبحث عن شيء معين يعينها على ما هي فيه .. لتقرأ عينيها :

"(أتى أمر الله فلا تستعجلوه) لا تستبق الأحداث، أتريد إجهاض الحملِ قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج؟!إن غدا مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل انفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فاذا هو سرور وحبور ؟! المهم انه في عالم الغيب لم يصل الى الارض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا بسلام."


وتتابعت الصفحات بين اناملها الطويلة .. تقرأ بتمعن احيانا .. واحيانا اخرى تغيب عن واقع الحروف لتعود اليها مجددا حتى تعيها .. وتمضي ساعات الرحلة الطويلة بين توقفات قليلة .. وتلك الافكار لا تزال تطاردها كفريسة ضعيفة تعشق ممارسة الركض خلفها حتى توقعها بعد ان تنهكها .. ابتسمت وهي ترى الامارات ارضها التي ترعرعت على ترابها .. ابتسمت وهي تراها صغيرة من بعيد .. لا تعلم لما عيونها في هذه الساعات اضحت تعشق الدموع .. وكم كانت دقائق الهبوط ثقيلة على روحها ..

يقولون ان العالم صغير جدا .. وزواياه قريبة من بعضها .. كزوايا مطار دبي الدولي هناك وصل هو قبلها بساعة .. يتحدث في هاتفه لاخيه ناصر الذي مل انتظاره .. عاد بعد استقرار حالة تلك الجوليا .. فهي لن تفيق اليوم ولا غدا وقد تطول مدة نومها كثيرا .. ابتسم وهو يغلق هاتفه .. غدا هي ستعود .. هذا ما يتوقعه الجميع .. سينتظر اسبوعا وسيطلب محادثتها .. بل انه سيلح على عمه وخالته ان يقنعاها بالحديث معه اذا تمنعت .. يريدها ان تعود الى احضانه .. يريد ان يشعر بوجودها معه كما في السابق .. تنهد وهو يغمض عينيه .. ليرى خيالها .. مؤكد انها تغيرت عن ذي قبل .. ولكن ستبقى هاجر التي احبها يوما ..

تمشي وبجانبها ذاك الذي يجر عربة حقائبها .. واذا بها تدس يدها في حقيبتها تبحث عن هاتفها .. وتمشي دون ان تنتبه .. ليصدمها ذاك الماشي على عجل .. يسابق الريح .. بعد مكالمة وصلته قد تكون بداية خيط الوصول الى تلك الجود .. اعتذر منها وهي فقط ابتسمت لتردد : ما عليه .. ما صار شيء ..

وتركها ليلحق بطائرته .. سحبت الهواء بعمق وهي تقف خارج جدران ذاك البناء .. هواء مختلف هذا ما شعرت به .. طال وقوفها دقائق .. وبعدها تشد خطاها الى سيارة الاجرة التي طلبت حضورها لتقلها .. لم يبقى شيء على رؤيتهم .. سيتفاجأون .. ابتسمت تحاول ان تبعد الافكار بافكار اخرى .. نظرت الى الساعة الرقيقة التي تزين معصمها .. لا تزال الساعة السادسة مساء .. وهم ينتظرون مجيئها غدا .. اي بعد ساعات وليست دقائق .. انتبهت لدخولها ابوظبي .. لم تنزل نظارتها عن عينيها وكأنها تخفي الحيرة التي تعانيها ..

السكون يثير ريبة بين اضلعها .. وغياب الشمس خلف الافق ثير وحشة خانقة .. لتنتبه من شرودها على صوت السائق يسألها عن مكان منزلها .. لتصف له بدقة متناهية حتى توقف وترجل لينزل حقائبها .. ها هو منزلها الذي غابت عنه اشهر خلت امام عينيها .. وطأت قدماها ارضه .. لتبعثر نظراتها على المكان .. وبنيان جديد يتطاول نحو السماء .. مؤكد انه القسم الذي يبنيه طارق .. تحرك ذاك وهي ظلت في مكانها .. هي وحقيبتين .. كبيرة واخرى متوسطة .. ودمعة شوق للقاطنين .. وصوته من جهة مجلس الرجال .. لتلتفت ويصمت هو وذاك الهاتف ينزل رويدا عن اذنه .. اخته هنا .. ابتسم ليغلق الهاتف دون كلمة ويحث الخطى اليها .. ينتشلها من ارضها كعادته .. يدور بها وهي تضحك على تصرفه الذي لن يتركه .. لتصرخ به : خلاص خلاص ..

اطراف اصابعها تلامس الارض وسرعان ما وقفت بثبات .. لينطق هو : يالخاينة .. وبعدين كيف اتين بروحج .. ليش ما اتصلتي علي ...

ولوم كثير .. اختصرته هي : خل اللوم لبعدين يا طارق .

ليبعد نظارتها تلك .. ويحضن وجهها .. يرفع الى نظره : شو بلاج ؟

ملامحها متعبة .. وعيناها تحكي قصة طويلة لا يعرف ماهيتها .. انزلت كفيه بكفيها .. لتبعد نظراته عن عينيها : خلنا نفاجأهم .,,

وضحكة مصطنعة اطلقتها وهي تردف : اكييد بينصدمون ..

" أمايه " بعثرتها في المكان مرارا .. ليتهادى صوتها الى غرفة ريم .. حيث هناك هي وميثة يرتبن بعض اغراض تلك العروس .. ليقع ذاك الثوب من يدها .. وتردد الاخرى : بسم الله .. شو بلاج يا مريم ,,

" هاجر " نطقتها بشرود وكأنها تحاول الانصات بقوة .. لتردف : سمعت صوتها يا ميثة .. هاجر بنتي فالبيت ..

تعود لترتب الملابس في تلك الحقيبة : تتوهمين يا مريم ..

ليعود صوت النداء من جديد : سمعتي ..

وخرجت تهرول تتبعها الاخرى .. لتسمع النداءات وتزيد من نزولها على تلك الدرجات .. لتقف صارخة باسمها .. فتقف تلك وتلتفت قبل ان تدخل غرفة مريم .. لتجري وتجري الاخرى لا يمنعهما الا الاحتضان .. ودموع شوق اغرقت العيون قبل الوجوه .. لتردد تلك من بين دموعها وقبلاتها : ليش ما خبرتنا يا طارق ..

تظن بانه هو من احضرها من المطار فسكت .. ليبقى الامر بينهما وليقولوا ما يظنون .. فيكفي ان يبعد عنها الملام من امها ووالدها وحتى عمار لن يسكت اذا عرف .. يعلم ان بين طيات صدرها امور تكفيها الآن .. ليبتسم على تلك الاحاديث المغلفة بخوف ام : ضعفتي ..

ضحكت وهي تمسح دموعها : لا والله . الا زايده اربعه كيلو ..

لتترك حضن والدتها لحضن عمتها .. وينطق ذاك : حشا ما بسكم .. صدق انكن حريم ..

ليلتفت الجميع بعدها الى الباب .. فاصوات قادمة من هناك .. وغضب واضح من كلام عمار : حشا من قبل العصر ولا خذيتي الا كم كيس .. صدق حريم ..

ليقهقه الاخر في الداخل .. فكأن بعمار سمعه ليقولها .. لتردف تلك وهي تحمل اكياسها : كله منكم .. وانت وقفت وياهم .. والا اسبوع شو بيسد .. والا بعد تباني اروحله بخلاقيني القديمة ..

لتتسمر مكانها وتبتسم .. وذاك يغلق سيارته ويتابع : الله الله .. الحين صرتي ما ترضين عليه .. من ..

ليبتر حديثه على صرخة ريم باسم هاجر .. واحضان تتجدد .. لتقف هي بتعب : وين ابويه ..

لترد مريم : عند عمج عبيد .. الحمد لله كل شيء رجع مثل قبل .. وصايرين كل ليلة يتقهويون وييا بعض .. الحين اتصل عليه واخبره ..

لتنطق : لا تخبريه .. يوم يوصل البيت خبروني ..

تقبل رأس والدتها : بروح ارتاح .. حاسه بتعب .. بس لا تنسون تقولولي يوم يرد اوكي ..

- ما تبين شيء اسويلج شيء ع العشا ..

هزت رأسها لتردف : اريد سلامتج يالغالية .. بس تعبت من الرحلة .. بتسبح وبصلي وبرقد شوي ..

ليتابعها الجميع بنظراتهم .. لتمشي ويتردد في عقلها كلام والدتها " الحمد لله كل شيء رجع مثل قبل " .. طنت تلك الجملة مرارا .. شعور بالخوف انتابها .. الخوف من العودة للانقطاع .. الماء يتدفق على جسدها بعنف .. حتى لم تعد تشعر به .. الا باصوات كثيرة متداخلة .. وذكريات حلوة تثير في نفسها مرورة العلقم .. كغصة لا تريد الابتعاد .. تدثرت بـ" الروب " الابيض لتخرج بخطوات مبللة .. وتقف على تلك السجادة الصغيرة عند عتبة باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) ..

وتتمتم : شو اللي بيصير ..

سحبت انفاسها .. لتتابع طريقها .. الحقائب موضوعة في كل مكان .. حتى السرير مزدحم بالثياب .. ابتسمت لتحث الخطى الى دولابها .. وتعبق منه رائحة البخور : الله لا يحرمني منج يا اغلى ام فالدنيا ..

,‘،

لي عودة مع الجزء 40 والاخير
يرجى عدم الرد


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 06:58 PM   #135

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



الاربعوووووووووووووووون والاخير

,‘،

اختناق ووجع لا يقوى معه الانسان على الراحة .. يبعثر اشياءه القديمة لعل هناك شيء يعيد له امل البقاء .. لعل في الماضي نقطة تنبثق منها راحة نفس .. لم يعثر عليها وتراكمت عليها ذكريات موجعة .. منذ الامس وهو يحاول ان يعرف ما بها .. والى اين وصل بها الحال .. وذاك ماضيه يحرضه على الندم المدقع .. ومنذ دقائق انتهى اجتماعه مع ذاك الاخصائي .. الذي نطق بالكثير ومن بينها صعوبة استأصال ذاك المتطفل القاسي .. الا اذا قام بتلك العملية جراح متمرس في مثل هذه الحالات .. يعطيه بصيص امل ويعود يسحبه منه بعنف .. فحالتها لا تقوى على السفر بعيدا ..

يسحب قدميه بتعب ايام مضت .. ليلج الى غرفتها .. قالوا له بانها استيقظت ليلا ولكنها لم تمكث في صحوها طويلا . اجابوا عن بعض تساؤلاتها التي توقعوها بسبب تدهور حالة ذاكرتها .. وقف يتأملها .. ليرن في اذنه حديث اخر .. فذاك اثر على اعصاب عينها اليسرى .. حتى يحيل نظرتها الى نظرة غريبة .. قد يكون من مساوئ تلك العملية فقدانها للبصر فيها .. انحنى يطبع قبلة على عينها .. لا يعلم لماذا قام بذلك .. الا انه يدرك بانه يتحمل النصيب الاكبر فيما آلت اليه هي ..

ارتفعت يده لتتحرك على عينه اليمنى بعد ان ازاح نظارته تلك .. لتعود اليه صرخات كانت .. كان في نفس مكانها .. على سرير ابيض .. وشاش ورائحة معقمات .. وغفوة طويلة امتدت اسبوع .. ليستيقظ بوجع يعصف برأسه .. واحاديث تتهادى بخفوت اليه .. صوت والده وشخص ما .. ليتمتم : قاسم .

وتقترب الاقدام منه .. وسؤال من والده عن حاله .. يتبعه سؤالا آخر من ذاك الطبيب .. لينطق هو : اريد قاسم ..

ليدنو منه اكثر : جاسم تسمعني .

ليفتح عينه بوجع : انا وين ؟

لتتبادل النظرات بين الطبيب ووالده .. وينحني يهمس : جاسم .. استوالك حادث .. وعينك تضررت .. اضطرينا .

ليقطع حديثه : وين قاسم .. ابويه وين قاسم ..

حشجرة الم في صوته .. ليبلع ذاك ريقه مرارا .. ويجيب بألم : قاسم عطاك عمره ..

ليجلس بعجل صارخا : كذاب ..
ويردف : يبلي قاسم .. اريد قاسم .. انت اخذته ..

وثوران رجل وكأنه طفل صغير .. وبكاء وصراخ واتهامات .. آلت جميعها بعد دقائق الى وخزة ابرة .. وتمتمات وجع بفقد توأم كان كظله .. وذكرى اخرى تتهادى مع تهادي النعاس اليه .. وضحكات ذاك وهو ينظر الى السماء في باحة منزلهم .. وهما جالسان بجانب بعضهما .. ليسأل جاسم عن سبب تلك الضحكات وهو ينظر اين ما ينظر قاسم .. ليجيبه : شوف شوف – يشير باصبعه للنجوم – تخيل عاد ان كل واحد يموت يتحول نيمه ..

ويعود ليقهقه .. ويعقد ذاك حاجبيه : شو هالكلام .. الواحد يموت ويتحول تراب مب نيمه ..

كانا في سن العشرين .. لينظر اليه : ما يقولون في الافلام لعيالهم الصغار يوم تموت امهم او حد يحبونه .. انه تحول نيمه ويراقبه ..

وعاد ليضحك من جديد .. ليرفع ذاك حاجبه وهو ينظر لسماء : ما يعرفون شيء .. وان شاء الله انت تصدق اللي يقولونه .

قام واقفا وهو يضحك : مينون انت .. عيل ليش يالس اضحك .. يوم اموت شوف السما وبتحصلني ..

هو يضحك وذاك اشتاط غضبا ليقف في وجهه : لا تيب طاري الموت ..

فتح عينيه على وسعهما : شفيك .. يالس اتمسخر وياك – تلفت ليردف محاولا تغيير الحديث – شرايك نتسابق ؟

" الحين ؟ " .. ليقف ذاك وهو ينظر الى اشجار النخيل : نتسابق ونرقا النخله للنص ونرجع لهني .. شوف – يشير باصبعه – هذيك وحدة وذيك وحدة ..

تجهم : بس اللي من صوبك اقصر عن اللي من صوبي ..

وهو يرسم خط في التراب بقدمه : الشاطر اللي يسبق للنخله اللي فباله ويرجع لهالخط .. ياللا ..

وقف بجانبه على وضع الاستعداد : وشو المقابل .. ؟

ابتسم : اللي يفوز يطلب اي شيء من الخسران وينفذه .

" موافق " .. قالها ليبدأ ذاك بأسم الله .. وبعدها بالعد : واحد .. اثنين .. ثلاثة ..

جاسم كان اسرع من قاسم .. ليحتال عليه قبل ان يصل الى خط النهاية .. وينحني صارخا باسمه .. ليتوقف بهلع .. يعود ادراجه .. وكفاه تعانقان كتفي توأمه : قاسم انت بخير ..

يده على صدره : قلبي .. آآه ..

" بروح ايبلك دواك " .. ليهرول مبتعدا .. ويهرول الاخر الى خط النهاية ويصرخ : فزت ..

ويضحك ليعود ذاك غاضبا .. ينفث انفاسه في وجه شقيقه : غش .. ما يصير ..

رفع انفه : الحرب خدعة ..

بدون رغبة منه قال : وشو طلبك يالغشاش ..

اقترب منه وهو يبتسم : تقول لابوي يخلينا نسافر وييا بعض فهالاجازة ..

" ما بيرضا " .. ليردف الاخر : اريد اكون وياك .. مب كل اجازة يسحبك وياه لشركة .. ما يخصني هذا شرطي وانت نفذه .. بنروح اليابان والصين والهند .. بنسوي جولة ع هالبلدان ..

تمتم : وما طاع يا قاسم .. وانت سافرت بروحك ..

انتبه لهمهمة منها .. ليدنو من سريرها .. تفتح عينيها بتعب .. ويعقد هو حاجبيه .. فكما قال ذاك نظرتها في عينها اليسرى لن تكون ثابتة .. ليبتسم لها حين سألته من يكون : انا جاسم ريلج ..

سحبت جذعها ليساعدها هو ويجلس قبالتها على حافة السرير .. تلفتت : شو في ؟ .. وليش ما اتذكر اي شيء ؟

اخذ نفسا وهو يسحب يدها ليحضنها وكأنه يبعث في نفسها الأمان : عندج ورم فراسج .. وهو مسبب لج فقدان بالذاكرة .. وقريب بنسافر عشان تسوين عملية ..

انقطع حديثه على دخول ايمان وعيسى .. التي اخذت تحضن شقيقتها وتقبلها .. وتلك في عالم من الضياع .. كلما رأت احد سألته من يكون .. تحاول استعادة ذاكرتها ولو قليلا دون جدوى .. بعد الاطمأنان على حالها انسحب عيسى مع جاسم ليبدأ معه حديث عتب : ليش يا جاسم .. قلة فلوسك عند اختي .. وبتسفرها للسعودية .. عشان عمليه يمكن تسبب لها اضرار ومب مضمونه ..

تنفس بعمق يحاول السيطرة على اعصابه : اسكت يا عيسى .. انت مب فاهم شيء .. مب انت اللي وصيتك عليها .. وكل ما اتصل فيك تقولي انها بخير .. لا اتي الحين تحاسبني ع شيء مالي دخل فيه ..

وجه يقترب من وجه جاسم : كيف مالك دخل وانت اللي بتسفرها ..

- ما برد عليك .. روح اسأل الدكتور وهو يجاوبك .. ولا اتي تتهمني وتلومني .. وانت عليك اللوم ..

دخل اليها من جديد .. وقد رسم ابتسامة على وجهه .. ليقترب منها يقبل وجنتها ويهمس لها بانه لن يتركها ابدا ..لتبتسم بعدها.. وبعدها يقبل جبينها بعمق .. وهي تشعر بشعور غريب .. فيه شيء من التوتر .. فهم بالنسبة لها غرباء .. الا من احاديث يقولوها لتتعايش معها .. وذاك الطبيب جاءها لاحقا يؤكد ما يقولون ..

بعد مغادرته للمستشفى توجه لشركته .. يرمي بحمله على كاهل سلطان .. فهو بحاجة ان يبقى معها فقط .. ويبتعد عن الاعمال والشركات .. ليأتيه الخبر عن زوجة والده .. وبما يسعى والده لفعله .. ليصرخ بسلطان : انت شو تقول ..

- مثل ما سمعت ..

هز رأسه : ما بسمحله .. اسمعني اي شيء مهم بلغني فيه .. بعد كم يوم بسافر للسعودية .. الدكتور المسؤول عن حالة خولة بيتواصل وييا المختصين في مدينة الملك فهد الطبية ..

- وليش ما تاخذها برع ..

وقف : حالتها ما تسمح انها تسافر لساعات طويله .. وبعدين في جراحيين مختصيين فالسعودية هم اللي بيسون لها العملية .. انا لازم اروح .

تصافحا .. وذاك يتمنى له التوفيق .. ليخرج بعدها والغيض قد وصل به الى اقصى حد .. فكيف لوالده ان يفعل هذا الفعل .. قاد سيارته مباشرة الى حيث يوجد عبد العزيز وزوجته آمنه ..

تنهدت وهي ترضع ابنها الذي لم يمضي على ميلاده الا ساعات قليلة .. لتحدث نفسها وهي تنظر اليه : بشو يفكر ابوك .. نسى كل شيء والا يحاول يذبحني كل مرة اشوفك فيها .. سبحان الله كل اولاده يشبهونه .. وانت بعد شكلك بتشبهه والخوف انك تشبه اخوك .. الخوف انك تكون اسم ع مسمى ..

انقطع حديث نفسها حين وصلها صراخ جاسم على والده : تغير اسمه يا عبد العزيز ..

- مب بكيفك يا جويسم .. ولدي وبسميه ع كيفي ..

-اسم قاسم ما ينحط ويا اسمك واسم الخاينة اللي وياك ..

لم يشعر الا بكف والده على وجهه : تأدب وانت تكلم ابوك .. مب اصغر عيالك تتأمر علي مثل ما تريد .

بانفاس غاضبة : سو اللي فراسك وبتشوف نهايتك يا عبد العزيز ..

نزلت دموعها .. ليعود الحديث اليها : مب خاينة يا جاسم .. ما خنت اخوك .. بس الوقت كان اقوى مني ..

لتمسح دموعها بدخول زوجها .. براكين الغضب تتطاير من عينيه .. لتسأله بخوف : شو بتسوي ؟

ليصرخ بها : سميه مثل ما تبين ..

ويخرج بعدها .. اعصابه ليست بالقوة التي كانت .. يشعر بان كل ما حوله ينهار .. واولئك الذين ادخلوه في معمعة المعارك بدأوا يبتعدون .. وكأن كل شيء يتلاشى .. وحقده لذاك الجاسم يزداد .. فمؤكد ان له يد فيما يحدث له .. كان شارد الذهن في سيارته .. وحديث طويل مع نفسه .. بدأه بالتفكير فيما عليه ان يفعل .. لعل الهرب وسيلة ناجعة .. توقفت العجلات عند مبنى شركته .. اخيرا اضحت تلك الشركة له هو فقط .. دون ان يزاحمه احد على ادارتها .. ترجل وذاك يتبعه بحقيبته السوداء .. ليقف عن المسير وينظر لسكرتيره : شو مستوي ؟

بتوتر اجابه : ما اعرف يا طويل العمر .. من الصبح وهم هني ما مخلين شيء ما يفتشونه ..

ليصرخ به : وليش ما خبرتوني ..

ليخرج احدهم من مكتبه .. يبدو ان له مكانة فاعلة : اهلا استاذ عبد العزيز .. زين انك ييت ..

بخوف داخلي يحاول ان يخفيه : خير .. شو صاير ؟

- بيتم وقف شركتك .. ومنعك من السفر لاي مكان خارج الدولة .. وبتكون عليك رقابة الين نتأكد من كل المعلومات اللي وصلتنا . وهذا القرار اذا تريد تتأكد .

مد يده المرتعشة ليتناول تلك الورقة .. كل شيء انهار قبل ان يتصرف باي شيء .. حتى لم يكن لديه الوقت للهرب الذي فكر فيه .. رفع نظره حين استطرد ذاك : عندنا معلومات ان شركتك لها علاقة بشركات اوروبية .. تم من خلالها غسيل اموال واختلاس شركات .. وتهريب وغيره .. اتمنى تنفذ الامر والا بيكون لنا تصرف ثاني ..

انتهى .. هي الكلمة الوحيدة التي بدأت تعصف في ذهنه .. لم يعد هناك عبد العزيز .. ولم تعد هناك شركات هو المالك الاوحد لها .. تبادر اليه فيصل .. وسيف .. مؤكد انهما كانا يعلمان بكل شيء .. او احدهما يعلم . انهار جالسا على الكرسي في مكتب سكرتيره .. الغي وجوده بقرار حكومي .. وقد يصل به المطاف الى وراء القضبان بعد كل سنوات التعب ..


,‘،

تعب الايام التي ذهبت على وشك ان يختفي .. شعور يخالجه منذ تلك المكالمة التي وصلته .. وكان مفادها ان احدى زميلات جود قالت اشياء قد توصلهم اليها .. او الى طرف الخيط لمكانها .. خرج بعد حمام طويل .. يغير ملابسه ويذهب الى حيث تلك الشقة .. تذكر الكثير من الامور في الايام الماضية .. ليدخل على والدته يسألها ان كان لجود جواز سفر غير الذي بحوزتها .. ليأتيه الرد : هيه عندها .. بس امريكي .. انت تعرف انها استوت هناك .

جلس على ركبتيه امامها .. يمسك كفيها : امي .. في بنت من اللي تدرس وياهن جود تقول ان جود كانت تشتغل فشركة كمبيوتر .. بس للحين ما عرفوا اي شركة .. يمكن تكون اشتغلت بالجواز الامريكي ..

- بس يا فيصل اسمها هو نفسه فالجوازين ..

ابتسم وهو يحدث نفسه : جود ذكيه تقدر تتلاعب بصور الجواز .. تغير كل شيء ..

نظر اليها : امي .. جود بترد .. ولا برد من برع الا وهي وياي ..

- وشغلك ؟

قام واقفا : سيف بيمسكه ..

لا يعلم لماذا في ذاك اليوم الذي التقى فيه بسيف عاد ادراجه .. لا يعلم لماذا قادته قدماه الى منزله مجددا .. لعل الحق هو من كان يقوده .. ليهوله صراخ طلال على اخيه وهو لا يزال عند عتبة الباب المفتوح على مصراعيه : كله بسببك يا سيف .. ليش ؟ .. ليش تساعده ..

- انت شو بلاك .. هذا فيصل ولد عمي سالم وليش ما اساعده .

- سالم الخاين .. اللي خان ابويه وخلاه مشلول .. سالم اللي سحب كل املاك ابوي وخلاه بلا حول ولا قوة .. وانت ياي الحين تدافع عن ولده .

- اسكت يا طلال . انت مب فاهم شيء ..

يزفر انفاسه بتلاحق غاضب : كيف مب فاهم شيء .. بس هو مب ابوك .. اكيد ما بتهتم ولا بيهمك الانسان اللي رباك ..

كان يهيل الاتهامات بغضب .. ويرمي باللوم على سيف لانه اخ له غير شقيق .. ووالده هناك على سرير المستشفى منذ سنة : ابويه مثل الميت بسبب سالم .. لازم انتقم منه ومن ولده.

حرك قدميه ليخرج واذا بذاك يشده من ذراعه يرميه على الاريكة : ايلس واسمعني يا طلال .. انت ما سألت نفسك المية الف اللي كل شهر تدخل حساب ابوك من وين .. انت ما سألت عمرك ليش هالمية نقصت للنص بعد وفاة سالم – صمت لبرهة ليردف – انا بعلمك اللي ما تعرفه يا طلال .. ابوك يوم طاح محد وقف وياه الا سالم .. ابوك لولا سالم كان الحين فالسجن بسبب الديون اللي ع ظهره .. سالم اللي طعنته فالظهر وسحبتني وياك فخطتك الشينه بدون ما ادري .. هو اللي ساعد ابوك .. هو اللي عطاه نسبة من شركته ومية الف فالشهر من ارباح الشركة حتى لو ما كان شيء ارباح .. وبعد ما مات كملت انا بداله صرت اقسم ارباحي بيني وبينكم .. الحين عرفت ليش الفلوس نقصت .. روح اسأل ابوك وهو يخبرك بكل شيء ..

وقف : كذاب ..

- مب مصدقني روح اسأل ابوك .. روح شوف نهاية عبد العزيز اللي كان السبب ورى افلاس ابوك وافلاس سالم وافلاس واايدين قبلهم .. روح سأله .. روح اسألهم وهم يقولولك منو سالم .. اللي تعاونت مع عدوك عليه .. روح ..

اوراق الحقيقة تنفتح واحدة تلو الاخرى .. وذاك كالغارق في دوامة مظلمة لا يرى شيئا .. ليخرج وهو لا يرى الا كلمات سيف .. ايعقل انه كان يعيش وهما وعاون من كانوا اعداء والده على صاحبه .. خرج ليقف ينظر الى ذاك المتسمر عند الباب .. تتلاقى العيون .. وصداقة مصلحة تكسرت منذ سنين .. وتبعثرت الآن ..

كانت وصية سالم التي لم تكتمل .. هي ان يبقى مع سيف .. الآن فقط ادرك كل شيء .. وعلم من الذي كان يقصده جاسم في يوم العزاء .. تنهد وهو يقف عند باب شقتها في لندن .. هذه الشقة التي لطالما سكنوها عند سفرهم .. اخرج المفتاح ليدسه في ثقب الباب .. ورائحة الغبار تنتشر في المكان .. حتى انها رسمت خطا مع ضوء الشمس المتسلل من بين تلك الستائر .. خطى بخطواته يتلفت في المكان .. سيبحث هنا عن اشياء قد توصله اليها .. بدأ بغرفتها .. لا يزال سريرها يحتوي قميص لها وبنطال " جينز " .. وقبعة قطنية .. جلس على حافة السرير ليفتح احد ادراج " الكوميدينة " .. يبعثر ما فيه من قصاصات ورق .. لا يوجد سوى ملاحظات دراسية .. فتح الاخر .. لينشد نظره الى تلك الاوراق .. تؤكد انها سحبت مبالغ كثيرة .. ليحمل هاتفه وبعد السلام والسؤال عن الحال : امي .. جود عندها حساب فواحد من بنوك لندن .. ؟

لا تزال تلك الورقة في يده ليرميها ويقرأ اخرى .. وهو يستمع لحديث والدته : ابوك الله يرحمه فاتحلها حساب بس ما تقدر تصرف فيه الا يوم يصير عمرها 18 سنه – شهقت – فيصل شو مستوي ..

- جود ساحبه فلوس واايد من حسابها .. امي اكلمج بعدين ..

اغلق الخط وعينه على فاتورة تصليح لجهاز حاسوب وباسم جود .. ابتسم فلقد وصل الى حيث بداية ذاك الخيط .. طواها ليدسها في جيب بنطاله .. ويبدأ مشوار البحث عن تلك الشركة .. لم تكن بعيدة عن المكان .. ولكن لا احد يعلم شيئا .. فالشركة لم تعد باسم ذاك الذي دون اسمه على تلك الفاتورة .. ليقف امام ذاك السكرتير : واين اجد الاستاذ احمد ..

" انتظر " .. نطقها ليبحث في احد الادراج .. ويخرج " كرت " صغير دون فيه رقم هاتف نقال لذاك المدعو احمد : ما هذا ؟

- هذا رقم الاستاذ احمد .. كنت اتصل به اذا سافر الى الامارات .. لعله لا يزال يستخدمه .. تستطيع التواصل معه عن طريقه ..

ايعقل ان يبوء سعيه الى لا شيء .. اخذ تلك الورقة الصغيرة .. وفي قلبه أمل متذبذب .. ترك المكان فهنا لا احد يذكر اسم جود او حتى شكلها .. لا احد .. ايعقل ان ما بيده لن يوصله اليها .. مشى في ذاك الطريق .. ليدفن كفيه في جيبي بنطاله ... ويتحرك بتوهان غريب .. افكاره كثيرة .. وهي فقط من تستحوذ على النصيب الاكبر .. ووعد ترن اجراسه دائما .. فلقد وعد تلك الام بعدم العودة الا وجود معه ..

تنهد وهو يلج الى الفندق .. هناك يسكن منذ ساعات فقط ..
دلف الى جناحه .. ليرمي بجسده المتعب على ذاك " الكنب " .. ويده تتسلل الى جيبه تخرج ذاك الذي به الرجاء الاخير .. ضغط الارقام .. ليأتيه الرد بأن الهاتف مغلق .. ليغمض عينيه ويشد اصابع كفه .. لن يثق باحد في هذا الموضوع .. هو فقط من عليه ان يصل اليها .. عاود الاتصال ولكن نفس الاجابة تصله .. ليترك الهاتف جانبا ويستلقي في مكانه .. يحاول ان يرتب افكاره .. فذاك الاحمد اماراتي الجنسية .. لكن لا شيء بحوزته الا رقما مغلقا واسم ناقص .. فتح عينيه على صوت هاتفه .. سيف يتصل به ليخبره باخر التطورات : عبد العزيز طاح يا فيصل .. وقريب بيكون مسجون ..

اعتدل في جلسته : كيف يعني قريب .

- توقفت كل اعماله .. ومنعوه من السفر وعليه رقابه .. المعلومات اللي وصلتلها جود بتوصله للسجن هو والشركاء اللي وياه ... المهم انت شو سويت .

تنهد ليخبره بكل شيء .. والى الطريق المسدود الذي وصل اليه .. ولكن هناك امل بالعثور عليها .. مهما طال الزمان او قصر .. فلا بد ان يفي هو بوعده ويحاول ان يفي بوعد اخر قطعه لشقيقته منذ فترة ليست بقصيرة ..


,‘،

يــتــبــع|~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 06:59 PM   #136

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

بضطر اوقف هني .. اذن المغرب ..
وبعد الصلاة بطلع السوق مع امي ..
سامحوني فديتكم ..
من ارجع انزل لكم الباقي باذن الله

العذر والسمووحه ..
بس اتمنى ما اشوف ردود تحسسني اني مقصرة لاني اعرف اني قصرت بدون قصد مني
لي عودة
تحياتي |~


طبعا هاي كلمة الكاتبه



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 11:25 PM   #137

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تابع 40




,‘،

يتحرك على السجادة المزخرفة بتلك النقوش الجميلة .. وبيده لعبة صغيرة تصدر اضواء .. يضرب بها باقي الالعاب وهو ينطق بكلمات طفولية .. وكأنه ينادي والدته ووالده .. وهي تجلس على سريرها وبيدها هاتفها .. تشتاقه وتود حقا العودة اليه .. لم يعد هناك من اعذار لتجبره على المجيء .. منذ يومان كان عذرها مرض منصور .. ورأته لدقائق فقط فلقد كان ذاك الصغير هو محور اهتمامه .. واليوم تحاول ان تجد شيء ما لتتصل به .. لكن لا شيء .. حتى ولو تعذرت بالسؤال عن هاجر .. فهي قد اتصلت بها وحادثتها مطولا .. تأففت وهي تنظر لمنصور ترقب تحركاته .. خوفا من ان يؤذي نفسه .. التفتت للباب حين سمعت الطرقات الخفيفة .. لتأذن لطارق بالدخول ..
اطل برأسه يخبرها ان طارق ينتظرها بالاسفل .. لتقف وتحمل منصور تمده له : خذ منصور حقه .. اكيد ياي يشوفه .

حمله من بين كفيها : نزلي تكلمي وياه .. هو قال اريد اكلم شهد .. ما قال اريد اشوف منصور ..

" هااا " .. قالتها باندهاش لتردف : سلمان هو قال هالشيء والا انت .. لتكون كلمته عني ؟ وقلتله عن حالتي ..

تحوقل ليستطرد قائلا : يا بنت الحلال انا من اول قلتلج ما بدخل بينكم .. انتي اختي وهو ربيعي .. اثنينكم غلطانين فاللي صار .. وانتوا اللي بتحلونها .. نزلي شوفيه ..

جلست على سريرها لتسيل دموعها : شو اقوله .. كيف ابررله .. انا غلطت عليه واايد .. ولو واحد غيره كان طلقني .. مب بس هجرني ..

تنهد وذاك الصغير بدأ يبكي بين كفيه .. لينزله عند العابه ويجلس بجانبها : شهد .. خلي اللي صار درس ما ينعاد .. قومي .. تراه بيمل وبيروح ..

مقدمة قدمة تضرب الارضية الرخامية بنغمة ملل اصابه .. وبين الحين والحين يزفر تنهيدة ضجر تملكه .. هل يعقل بانها لا ترغب في رؤيته .. هل قسوته اتت بنتائج عكسية لن يضعها يوما في الاعتبار .. ومن بين افكاره وشروده دخلت هي .. تنظر اليه وهو في عالم آخر مع هواجس تملكته في لحظة انتظار .. لتلقي بالتحية لتنبهه لوجودها .. ردها عليها ليدعوها للجلوس .. حتى انه لم يقف ولم يدنو منها .. ولم يقبلها .. كل هذا جعلها تتوجسس من ذاك اللقاء .. جلست لتعقد كفيها ببعضهما : خير ؟

زفر انفاسه ناظر اليها : شهد انتي تحبيني ؟

ما هذا السؤال ؟ الذي يطرحه على مسامعها في هذه اللحظة المشحونة بالتوتر .. ابتسمت على مضض : انت تعرف الجواب .

- واللي يحب يسوي سواتج ..

عيونها اسالت دموعها لتطأطأ رأسها .. هي خجلى .. فما ان تتذكر ما كان حتى تغرق في بحر من الحياء من تلك التصرفات الطفولية .. صمت مريب استمر لثواني .. ليردف : ليش ما تردين ؟ وين راح اللسانج اللي كان يعق علي الكلام اللي مثل السم واسكت ..

تابع حديثه معاتبا لها .. يذكرها بكلماتها الجارحة له .. ويذكرها بتلك التي رضت بالزواج لاجلها كما تعتقد هي .. يعيد كل شيء وهي صامتة .. فكيف تجيبه .. وهي تعلم بأنها مخطأة من رأسها الى اخمص قدميها .. لم يوقفه عن الحديث الا شهقة بكاء لم تستطع كتمانها اكثر .. ليقف ويجلس بجانبها : شهد .. ليش تصيحين الحين .. غلطت فشيء ؟

هزت رأسها لتنطق اخيرا :سامحني .. بس الغيرة ذبحتني والله .. نسيت كل شيء وما كنت اشوف شيء غير اني بخسرك بسببها – التفتت له – كنت غبية .. انا من يوم يومي غبية ..

رفع حاجبه : تعترفين يعني ؟

هزت رأسها بنعم : هيه .. غبية ولا استاهلك .. حتى لو تطلقني من حقك ..

استقام واقفا : انزين ..

لتنظر اليه هي بخوف .. سيطلقها .. هذا ما دار في خلدها .. لتمسح دموعها وتقف وبرجفة شفاة : شو انزين ..

احتظن وجهها .. ونظر في عينيها : جهزي اغراضج واغراض منصور .. بنرد البيت .. باكر مسوين عزيمة لهجوره واباج تكونين ويانا ..

اتبتسم ام تبكي .. ام ماذا تفعل .. ستعود .. حتى وان كان سيعيدها لاجل هاجر .. المهم ستعود اليه .. تمتمت بـ " ان شاء الله " وسرعان ما اختفت من امامه .. لا ينكر بانه اشتاق لوجودها بجانبه .. لكن عليها ان تعلم بان طارق ليس دائما ذاك الشخص الذي يحب الضحك .. فهناك شخصية اخرى لا ترضا بالخطأ .. ولقد اعطاها فكرة جيدة عنها .. لتضع الحسبان لاي تصرفات ستقوم بها مستقبلا .. فارخاء الحبل دائما لا يأتي الا بالمشكلات .. فليتم الشد والارخاء بتواتر ليبقى الاتزان قائما .. درسا تعلمه هو وتعلمته هي ..

,‘،

يوم آخر يقودها الى القدر المحتوم .. تتنفس فيه ذرات التفكير العقيم .. يوم مختلف باصرار من والدها الذي بكت في حضنه تلك الليلة .. وحالها يقول : لماذا تضعني في مكان من الصعب ان ابت فيه بشيء .. لماذا ترميني وسط اختبار صعب لا اعلم كيف اجيب على اسئلته .. يومها ظنوا بانها تبكي لشوقها لوالدها .. الا طارق الذي يعلم بانها تعلم بسببه هو .. يشعر بحيرتها .. وبصعوبة اتخاذ قراراها ..
وقفت ترتب نفسها .. ترفع شعرها للاعلى .. وتبدأ بوضع لمسات التجميل على وجهها الشاحب .. تراه مختلفا .. ناضجا عن ذي قبل .. ومتعب الى حد الاصفرار .. وقفت تلك تنظر اليها وهي شاردة تحرك الفرشاة على وجنتها بهدوء .. اقتربت منها لتضع يدها على كتفها : هاجر شو بلاج ؟ من يوم ما رديتي وانتي مب هاجر اللي نعرفها .. خالتي تقول انج كبرتي وعقلتي .. وابويه يقول ان الغربة علمتج .. بس انا حاسه ان شيء فيج مب طايعة تقولينه .. شيء يخليج تصيحين فالليل بعد ما تظنين اني راقدة ..

قبضتها على الفرشاة وطأطأت رأسها : ريم .. انتي ليش وافقتي ع سعود .. وليش رفضتي عبد الله .. وانتي تعرفين انه يموت فيج ..

تنهدت وهي تتكأ بمؤخرتها على حافة " التسريحة " : مادري .. بس انا استخرت وحسيت براحة لسعود .. وحاسه اني ما بندم فيوم .. يكفي انه انسان راقي بتعامله .. انسان غير ما شفت مثله – ابتسمت – باقي يومين واكون عنده .. وكنت اظن ان طلاقي من سعيد بيخليني فبيت اهلي الين اموت .. بس دايم نظن اشياء وتصير اشياء ثانية ..

كانت تتحدث وتلك تستمع لها .. ترى في عينيها بريقا مختلفا .. هناك ضحكات تتراقص في محجريها .. ونغمات فرح تخرج مع حروف الكلمات من شفتيها .. ريم مختلفة عن ذي قبل .. شيء ما اجتاح حياتها ليقلبها لفرح غريب .. يظهر في ادق ما تقوم به .. ايعقل ان يكون سعود ؟ .. هذا ما تبارد الى عقلها وهي تنظر اليها .. لتبتسم تلك .. تمسح دمعة غافلة هاجر منسلة على وجنتها : قولي يا رب .. وهو يهون اللي فيج .. ياللا استعيلي .. الحين الناس بيوصلون والله يعينج ع الحريم ..




ضحكت لتضحك الاخرى معها .. خرجت ريم لتتنهد من جديد .. تعيد ترتيب ما بعثرته الدموع .. وتقف تبتعد عن المكان مرددة تلك الجملة " يا رب " .. خرجت لتلتقي بشهد تحمل منصور .. تمسك وجنته : يا حلاته .. كبر وانا بعيده عنه .. ما اشوفه الا بالصور ..


- بشله لعمي .. تنزلين وياي ..


- بس ابويه اكيد عنده ناس الحين ..


رفعت كتفيها : مادري .. طارق قالي اخذه لعمي .. اذا عنده حد برده ..
نزلتا للاسفل .. ووالدتها منشغله في ترتيب كل شيء مع تلك الخادمة .. وميثة تساعد بما تستطيع .. ابتسمت وهي تقف : محتايات مساعدة ..


" لا فديتج " .. قالتها مريم .. لتقترب منها هاجر : امايه الحين ليش مسوين هالعزومة .. انا كنت بعزم ربيعاتي ع بوفيه مفتوح مب ذبايح وحاله ..


- عقب عرس ريم ان شاء الله سوي اللي تبينه .. هذي العزومة ابوج مسوينها ..


التفتن الى الصوت الذي يبعثر التحية .. خالتها وابنتيها .. مؤكد ان احمد هنا ايضا .. فلقد عاد في نفس يوم رجوعها .. ابتسمت وهي تقبل خالتها .. لتمتعض على كلامها : حيالله عروستنا .. الحمد لله ع السلامه .


ابتسمت على مضض : الله يسلمج خالوه ..


كلما ارادت الابتعاد يظهر لها شيء يعيدها .. كمن يحاول يخرج من عرض البحر وتأتي موجة تعيده اليه .. نظرات النساء لها .. وتهامسات تسمعها بنية ان تكون لابناءهن .. ما بال هؤلاء النسوة .. بالامس كانن يتقاذفن الحديث السيء عنها حتى ابكن عيون والدتها .. واليوم بعد ما عرف السبب يأتين يحاولن اخذها لابناءهن .. الا يعلمن بان قلبها مشمع بالشمع الاحمر لشخص كان .. تحاول مرارا ان تذيب ذاك الشمع ولا تقوى .. جلست بجوار والدتها وعن يمينها فاطمة ..وريم تجلس بعيدا في حجرها منصور تلاعبه وتطعمه " زبادي " .. قامت فاطمة لتسألها بهمس : ع وين ؟


ردت عليها هامسة : اريد ريومه فموضوع ..


تابعتهما بنظراتها .. والنساء يخرجن تباعن مستأذنات بعد مأدبة الغداء تلك .. لم يبقى احد الا خالتها وبناتها سارة والعنود وروضة لم تأتي .. وبضع من جارات مريم ..


زفرت انفاسها وهي تجلس على السرير .. لتغلق تلك الباب وتجلس على السرير مقابلها : شو بلاج فطوم ؟


تلعثمت فهي لا تعرف ماذا تقول .. لتستطرد تلك اسئلتها : مب مرتاحة وييا فهد ؟ ..


هزت رأسها نافية لتردف تلك : عيل شو فيج ؟


بتردد : ريم .. حاسه اني مب عارفه كيف اتصرف .. واايد مقصرة فحقه .. ما اعرف شيء عن هالحياة .. هو يحاول وياي بس مشاعري متلخبطة .. وهو يظن اني مستحية من حالته ..


امسكت كفيها لتلتفت لها : فطوم .. فهالحالات لازم تخلين قلبج هو اللي يتكلم مب عقلج .. وانتوا صارلكم شهور ويا بعض المفروض تعرفينه وتفهمينه ..


- ما اعرف .. هو طيب واايد . مرات استحي منه لاني ما اعرف اتصرف صح .. مب فاهمة شيء ..


- قلبج شو يقولج فطوم ؟ تحبينه ؟


سكتت .. ثم ابتسمت : اشتاقله اذا رحت لبيت اهلي .. وما اطول عندهم مرات ابات ليله ومرات لا .. والحين متضايقه لانه بيسافر عشان يحضر مؤتمر فماليزيا ..


" سافري وياه " .. قالتها بعفوية .. ليتجهم وجه الاخرى .. وتكمل هي : انتي تستحين تظهرين وياه لانه ع كرسي ..


اناملها تعانق ذقنها لترفع وجهها .. وتبان عيونها الغارقة بالدموع : ليش تصيحين ؟ .. فطوم الانسان ما ينحكم عليه بجسمه .. شوفي قلبه بيكفيج عن كل شيء .. عودي نفسج ع الجرأة .. الحياة الزوجية محتايه جرأة في واايد امور .. المستحى احيانا يدمر الوحدة منا بدون ما نحس .. كسري خوفج .. مثلي .. كسرت خوفي من الريايل .. وهو السبب .. ما شفت عمره الكبير ولا شفت انه ابو لولد كبير معاق .. ما شفت كل هالاشياء .. اللي شفته قلبه .. اخلاقه .. والله يا فاطمة ان الريال اذا عنده قلب واخلاق صدقيني بيكفيج عن اي عيب جسدي فيه ..


رن هاتفها لتسحب حقيبتها : هذا فهد .


ابتسمت لها : ردي .. وابدي وياه صفحة يديدة ..


وضعت السماعة في اذنها : الو .. هلا فهد .. لا بعدني فبيت عمي .. انزين ليش معصب .. بعدنا العصر .. اوكي ما بتاخر .. باي ..
انزلت السماعة : معصب اونه تاخرت ..


ضحكت تلك لتردف : وتقولين ما تعرفين تتعاملين وياه .. اقول فطوم روحي بيتج ,, وانتي فالطريق خطفي خذيلج شيء ..


هزت رأسها باستغراب : شيء مثل شو ..


وقفت : مثل هدية صلح .. اقول فطوم خلج رومنسية شوي .. واذا ما تعرفين اقري كتب .. انا بروح اشوف من بقى عندنا .. مب حلوة اخليهن ..


وقفت الاخرى : صبري بيي وياج .. ووصليني للباب ..


مشت بجوارها لتهمس في اذنها : انزين شو اشتريله.


رفعت تلك نظرها للاعلى تطلب الصبر : فطوم انتي غبية .. والا تتغيبين .. ما اقول الا الله يعين طالباتج عليج ..


ضربتها بلطف على كتفها : ريمووه لا تكسرين مياديف..


- انتي يدفي بالاول عشان اكسرهن .. اقول روحي لبيتكم ترا عقلي اريده وراي ريال محتايله ..


- حشا لا حيا ولا حشيمة ..


لتضحك تلك وهي تقبلها مودعة .. وتتمنى لها ليلة سعيدة ..





, ‘،


يـتـبــع |~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 11:28 PM   #138

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



قادت سيارتها واذا بها تتوقف عند احد الـ" مولات " .. تشعر بتوتر غريب .. هي لا تجيد فن الرومنسية .. كمثله هو .. الذي يحرجها اسلوبه كثيرا .. تجولت بين المحلات .. لم تهدي هدية لاحد يوما .. او بالاحرى لم تهدي رجلا هدية .. اتشتري له عطر .. ام ساعة جميلة .. او بلوزة قطنية للشتاء .. ولكنها لا تعرف مقاسه .. تنهدت .. وهي تعيد التفكير .. وسرعان ما مرت الساعات ليصدح هاتفها من جديد .. لتضع يدها على فيها وتحدث نفسها : يا ويلي نسيته ..



سبابته تطرق جانب " الكنبة " التي يجلس عليها .. لترد اخيرا : وينج .. كلها ساعة واكون فالبيت والحين بتوصل ست ..



- اسفه انشغلت شوي ..



- فطوم ما اريدج تسوقين فاليل بروحج .. الحين تخلين كل اللي فيدج وترجعين البيت .. اصلا ما كان لازم اخليج تروحين بروحج ..



عاتبها مطولا .. ليغلق الهاتف مع تنهيدة .. ويرفع جهازه ليعد مقالا لهذا الاسبوع .. لا يعلم لماذا فكره مشتت هذه الليلة .. منذ ساعات يحاول ان يكتب شيء ولم يجد .. مر الوقت بين فكرة تكتب واخرى تمسح .. حتى دخلت هي ملقية السلام .. ليرد عليها : وين كنتي كل هالوقت .. لا تقوليلي فبيت عمج .. لان مب معقولة عزيمة غدا تبقى لفليل ..



عضت على شفتها السفلة .. وبنبرة خافتة : شو بلاك اليوم معصب ..



استغفر ربه : اخاف عليج فطوم .. لهالدرجة ما تفهمين ..



تخطته لتجلس بجانبه بعد ان وضعت حقيبتها على الطاولة امامهما : فهد .. بقولك شيء .. واريدك تفهمني .. والله يا فهد اني فاهمه عليك .. بس مرات اخاف ان فهمي للي تسويه غلط .. او احساسي يخوني .. انا جذي .. ما اقدر اعبر عن اللي فداخلي .. ما اعرف اقول كلام حلو ..



بارتجافة واضحة له مدت كفيها لتمسك بكفه الايسر : اريدك تعلمني .. اشياء واايد ما تعلمتها .. ما تعلمت كيف اتعامل مع الغير .. كيف افهمهم .. كيف اعبر عن مشاعري لهم ..



سحبت يديها لتسحب حقيبتها وتخرج علبة صغيرة تمدها له : هذي لك .. كنت فالمول .. انت باكر بتسافر .. وبتكون بروحك فالمؤتمر .. اريد هذي تكون وياك ..



فتحها ليفاجأ بساعة سوداء جميلة .. لينطق : ليش ؟



نزلت دموعها لتجيبه وهي تدفن نفسها في حضنه : عشان تحس اني وياك ..
وتكمل : وعشان ما تظلمني مثل ما ظلمتني قبل ..



عقد حاجبيه ليبعدها عن صدره : متى ظلمتج .. ؟



وقفت وهي تمسح دموعها : يوم انك انتقدت كتابي ..



امسكها من معصمها ليجبرها على الجلوس : شو دراج ؟



بتوتر وهي تسحب يدها من يده : كنت ارتب مكتبك ولقيت اوراق فيه مقالات بخط ايدك .. عرفت انك انت المغترب..



- من متى ؟



ازدردت ريقها : من شهر يمكن .. ما اذكر .. لا تخاف محد بيعرف بهالشيء .. بس ياليت تكون الصورة وضحت لك اكثر عقب ما عرفت اللي كتب ذاك الكلام ..



" تسافرين وياي " .. قالها لتصمت .. تنظر الى عينيه .. وحديث تلك يعود اليها .. لتبدأ من جديد عليها ان تقلب الصفحة .. وتبدأ بصفحة جديدة .. عليها ان تكسر خوفها .. وترميه بعيدا .. ابتسمت لتهز رأسها بالموافقة .. ستبدأ معه حياة جديدة .. ستعرفه اكثر .. قد يكون سفرها معه ليومان خيرة لها .. ولا احد يعلم ما يخبأه القدر له .




, ‘،

وذاك لا يزال متشبث بافكاره تلك .. ولا يعلم الى اين سيقوده قدره .. الجميع هناك في تلك الصالة الا هو .. لا يزال في الخارج .. وحديث قديم بين والد سناء وبين راشد احال الجلسة الى نقاشات غاضبة .. ويهيل بالاتهامات تارة على زوجته وتارة على ابنيه .. لينطق بدر : وشو تبانا نسوي يومها .. احنا وصلنا البيت وهو كان طايح فيها ضرب ..



يشير بيده لمايد : ولو ما تدخل هذا كنت ما تحركت .. وكان قتلها وقتل اخوك ..



تنهد : ما صارلي شيء كم غرزه وراح اليرح ..



- وهي .. وسوالف ابوها وتهديداته انه بيتوح اخوك السجن .. شو تباني اسوي فيها .



تحوقل بدر وهو يقف : ابويه الحين احنا شو دخلنا – نظر للباب الذي ولج منه سعيد – هذا هو سعيد تصرف وياه ..



رفع حاجبه : خير .. اشوفكم متيمعين .. ليكون تحلون مشكلة الشرق الاوسط ..



وقف غاضبا من تهكمه : ولك عين بعد تطنز .. روح شوف المصيبة اللي دخلت عمرك فيها .. روح تصرف ويا ابوها اللي بيعقك فالسجن من سواتك ..



بغضب كغضب والده : خله يشتكي .. ويحطي اسم بنته ع كل السان .. بنته الخاينه .. وما بيقدر يسوي شيء لان القانون وياي مب وياه ..



تهكم ضاحكا : لا واثق .. ترى البنت وبوها يحلفون ايامين ان الولد ولدك .. وانت قتلته ..



" كذابه الا هي " صرخ بها ليردف : الخايسة يايبتلي ولد بالحرام عشان تعلقه برقبتي .. تظن اني مغفل وغبي .. خلها تروح تشتكي وتفضح نفسها ..



اقترب منه يمسكه من ذراعه : انت ما تفهم ..



نفض يد والده بعنف : هيه ما افهم .. لانكم انتوا كل همكم كلام الناس .. ما همك اذا حرمة ولدكم شريفه او لا .. عرفوا يضحكون عليكم بكم كلمة وصدقتوهم .. بس والله ما اردها لو تحفى ريولها ..



- تردها ؟ - نظر الى زوجته ومن ثم ابناءه – سمعي ولدج .. سمعوا اخوكم شو يقول – نظر اليه – هي واهلها متاكدين من كلامهم مليون بالمية .. وانت روح دورلك حل ويا عصبيتك الزايدة .. تسببت بمشاكل لي ويا اخوي بسبب اسلوبك الوسخ ويا ريم .. والحين ياي تسببلي مشاكل ويا اهل سناء .. اطلع من بيتي ولا ترجع الا وانت حال هالمشكلة .. البنت متضرره ويهددون ان ما بينك وبينهم الا المحاكم ..



استمر التهكم بينهما طويلا .. حتى انسحب مايد وتبعه بدر .. فالحديث تشعب لصراخ مستفز ... ليخرج ذاك بعدها .. يطن في رأسه تأكيد والده انها بريئة .. وكيف يعقل ما يقال .. هو لا يمكن ان يأتي باطفال .. وهي كانت حامل .. صوتها وصراخها وهي تقسم تحت رجليه بانه طفله طرق رأسه .. عليه ان يتأكد قبل ان يقدم على اي فعل .. توقفت عجلات سيارته امام تلك العيادة .. ليترجل وفي عقلة نية بدحض اتهامات سناء ووالدها .. انتظر طويلا في تلك القاعة .. وعقلة يعمل في خطط لا حصر لها .. لا يهم ان علموا بانه عقيم . المهم ان يضع حدا لكلام تلك .. مر وقت الانتظار دون ان يشعر به .. ليدخل على ذاك الطبيب .. يسأله عن تحاليل قام بها لديهم منذ اشهر خلت .. ليبدأ البحث في الملفات وهو ترتسم على وجهه ابتسامة خبيثة .. دخلت الممرضة وبيدها الملف الخاص بسعيد .. ليردد ذاك الطبيب الهندي : كل شي تمام .. ما في عندك مشكلة ..



لتجحظ عينيه ويصرخ : انت شو يالس تقول .. كيف ما في مشكلة .. والدكتور اللي كان هني وسوى لي التحاليل قال اني عقيم ..



-لحظة..



قام واقفا ليخرج من مكتبه .. يجب ان يتاكد من كلام سعيد .. وذاك الطبيب في اجازة الان .. تاخر بالعودة وذاك ينفث انفاس حارقة .. اذا كان خطأ فهو قد قتل ابنه .. هز رأسه يحاول ان يبعد تلك الوسوسات الشيطانية .. ليدخل ذاك من جديد .. ويجلس والاخر يشد انتباهه له : شوف .. الدكتور اللي يسوي لك تحليل قبل .. يقول ان كان في غلط في ملف مال انت .. في اسم واحد يشبه اسم انت سعيد راشد .. هم يسون اتصال واجد لك بس انت ما يرد .. فما قدروا يوصلون لك عشان يخبروك ..



- يعني شو ؟



صرخ بها وهو يضرب بقبضته على تلك الطاولة .. ليردف : يعني انا قتلت اولدي .. والله ما اخليكم فحالكم ..



خرج بثورة غضب عارمة .. لا يرى امامه الا سواد حياته .. الطفل الذي انتظره حرم نفسه منه .. بسبب غلطة اسم .. مجرد تشابه اسماء .. ذهنه مشغول بافكار ووساوس لا تهدأ .. وذاك الطريق وكأن هو به وحده .. لا شيء امامه الا صراخ تلك .. وحديث والده .. وتلك الجمل التي القاها ذاك الطبيب الهندي .. لا يرى شيء .. حتى تلك الشاحنة التي اعترضت طريقه .. لم يشعر بها الا وهي قريبة منه قاب قوسين .. ليغيب عن الوعي تحت اطنان حديد وقعت من تلك الشاحنة .. ووجع روح ينهيه وجع جسد لا متناهي .. وانفاس تخرج مرغمة .. وصور باهتة تمر امام عينيه مختلطة برائحة الدماء ..


, ‘،

حين تقوم بشيء لطالما حلمت به .. تشعر بان الحياة جميعها تضحك لك .. بل ان كل خلية في جسدك تنتشي فرحا .. حتى من فرط فرحتها تحرم عليك النوم .. كما حاله هو .. البارحة لم ينم جيدا .. فاليوم هو اليوم الموعود .. يوما جديد في حياته .. يشعر باختلافه في نبضات قلبه .. حتى في اجواء المنزل .. وفرح والدته .. واهتمام اخواته بترتيب غرفته والاثاث الجديد .. البخور والعطور .. ودعوات والدته على الصباح .. وضحكات شقيقاته على الافطار .. وتهامسهن بسبب تاخره في النوم .. جميع ذاك جعله يبتسم .. وهو يلقي السلام ومن بعدها يقبل رأس والدته : صبحج الله بالخير يالغالية ..

- يا هلا بالمعرس .. شو بلاك ما قمت من وقت ..

لتنطق احداهن : اكيد من زود الوناسه ما رقد الليل ..

كانت تسخر منه وتشاكسه ليضحك وهو يجيبها : هيه والله يبتيها .. اكيد من زود الوناسة ..

سكبت له احداهن شاي .. ومد يده ليتناوله وهو يستمع لدعاء والدته له بالتوفيق .. وتوصية وكأنه لاول مرة يتزوج .. لينفجروا ضاحكين على تلك الجملة التي القتها شقيقته الكبرى : اووف .. عبالي الا البنات اللي يوصوهن سون جذي ولا تسون جذي ..

قد يكون الرجال اكثر ثباتا في مواقف كهذه .. اما النساء فهن كورقة لطيفة تهزها نسمات الهواء الرقيقة لتحيل مشاعرهن الى ذبذبات متوترة يخالطها فرح وخوف .. وكأن مشاعر جديدة تولد في هذه الاوقات ..

نائمة والغطاء يدثرها بالكامل .. فلم يزرها النعاس الا بعد صلاة الفجر .. وها هو وقت صلاة الظهر يغزو الزمان .. دخلت عليها تسحب الغطاء بعنف : قومي ريمووه .. حرام عليج كل هذا رقاد .. تبين تقابلينه بعيون منفخه .

شهقت وهي تجلس برعب : من صدقج .. عيوني متنفخة الحين ..

ضحكت عليها لتردف : لا ما فيهن شيء .. بس اريد اغربلج مثل ما غربلتيني يوم ملكتـ...

لتبتر كلمتها .. وهي تسحب الغطاء وتنطق : قومي ياللا .. بنصلي الظهر وبنروح نتجهز ..

لتناديها ريم قبل ان تخرج .. ويدها لا تزال على مقبض الباب : هاجر .. انتي تفكرين ترفضين احمد وخايفة ؟

ابتسمت لتلتفت لها : خلينا من هالسالفة ..

رفعت حاجبها : يعني عندج خبر بالموضوع .. شكي فمحله ..

مدت يدها لتساعدها على النهوض من السرير : قومي .. وخلي هالكلام لبعدين .. اليوم فرحتج .. ولازم نفرح ونستانس ..

امسكت بيدها لتنزل عن السرير .. وتتركها تلك مبتعدة .. شعور برهبة استوطنتها .. كانت تعتقد ان الزواج من جديد يبعد الخوف .. الا انه يزداد اكثر عن اول مرة .. كلماتها في هذا اليوم كانت معدودة .. وتلك التحضيرات تزيد نبضات قلبها ..

كل شيء جاهز .. والمنزل بدأ يكتض بالمدعويين .. مع ان العدد قليل جدا الا ان المكان بدى مزدحما جدا .. وذاك يقف بجانب بدر : وين ابوك واخوك عبدالله ؟

بلع ريقه : عبدالله عنده شغل .. ابويه طلع من الصبح وما قالنا وين رايح ..

ليصمت عبد الرحمن .. علم من تلعثم بدر ان تلك مجرد اعذار منه .. ليتركه ويبدأ باستقبال من اتى .. وكيف لذاك العاشق ان يحضر جنازة قلبه .. ايريدون منه ان يستقبل القادمون للتهنئة وقلبه يتوجع ويصرخ دون صوت .. تنهد وهو يتذكر حال اخيه .. وسرعان ما عبس وهو يتذكر حال والده المرتعبة عند خروجه .. لعل اولئك المدعون " انسابه " سيرفعون قضية على سعيد .. ووالده خائف من كلام الناس .. علل كل شيء تحت هذا البند الذي ازعجهم في الايام الماضية ..

طرقات الباب جعلتها ترتعب لتتضارب انفاسها .. لتقف مع انفتاحه .. وتلك تقترب منها تقبلها : الف الف مبروك فديتج ..

ابتسمت من بين ارتجافها : الله يبارك فيج عموتي .. متوترة .. حاسه بخوف ..

ازدحمت الغرفة لوجود فاطمة التي عادت هذا الصباح من تلك السفرة القصيرة .. وهاجر وسارة .. لتردد تلك الاخيرة : شو بلاج تتنافضين .. الله يكون بعونج .. موقف لا تحسدين عليه ..

لتنتشر الضحكات ويزداد توترها : سويره .. يعني هذا بدال ما تكونن لي عون صرتن علي فرعون ..

ضحكن على خوفها .. لتنسحب سارة بعد رنين هاتفها .. زوجها يتصل بها .. حياتها مستقرة معه ومع والدته .. ولا بأس من بعض البهارات بينهما .. ولكن يبقى شيء اجمل يطغى على تلك المناوشات من قبل تلك العمة .. يبقى حبا ترسخ في قلبها وقلبه .. مستعدة هي لتنسى كل شيء للبقاء على ما بينهما ..

هو نفس الشيء الذي يقود ذاك السعود في هذه الاثناء .. يقوده ليراها .. ويجلس معها .. يشم رائحتها عن قرب .. وكفاه تعانق كفيها دون خجل .. يعلم بانها خائفة الآن حد الموت .. فهو يدرك ما مرت به .. وليس من السهل ان تتجاوز كل ذالك بهذه السرعة .. دخل ليراها جالسة .. ويراها وهي تستقيم واقفة .. بيدها باقة ورود تتناسب الوانها مع لون فستانها " البيج " .. و " مكياجها " الخفيف اعطاها جمالا شرقيا رائعا .. اقترب لتقرع طبول قلبها توترا .. وما ان لامست شفتاه جبيتها حتى ارتجفت اطرافها .. تغتصب الابتسامة بين الحين والحين .. وهو بين الفترة واختها يهمس في اذنها محاولا ان يبعد عنها توترها .. تلك الدقائق العشرون كانت كالدهر بالنسبة لها .. واكثر بالنسبة له .. لتنطلق كلمات بدأ المغادرة .. لينظر اليها مبتسما .. يشبك اصابعه في اصابعها وينحني هامسا : بروح اقرب السيارة .. الين تلبسين عبايتج وتتجهزين ..

,‘،

يــتــبــع|~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 11:29 PM   #139

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘،

احضان وقبلات تنهال عليها .. وعقلها تسمر في نقطة واحدة .. ان هذه الليلة ستبات في حظن رجل .. لماذا الاحساس الذي كان ارتحل وحل مكانه خوف يرجف عظامها .. بالامس كانت فرِحة واليوم هي عكس ذلك ... حتى انها لا تبات تسمع الا نبضاتها .. ومعمعة نساء وزغاريد .. وهي تقاد وكأن لا ارادة لها .. وحضن جديد عند عتبة الباب من مريم .. وكلمات تهنئة وتوصية .. لتعانق كف عبد الرحمن كفها .. يقبل جبينها .. يبارك لها .. ويمشي معها حيث ذاك الواقف ينتظرها ..

غادرت منزل والدها للمرة الثانية .. وكم امنياتها كبيرة في هذه الحياة الجديدة .. غادرت وعيون عاشق ترقبها من بعيد .. ترقب تلك السيارة التي حملت قلبه بعيدا .. وترميه هو خلف اسوار الماضي المرير .. لا يعلم كم من الوقت ظل قابعا في سيارته تلك .. ما يشعر به حرقة في الجوف .. تتعبه وتأكل روحه .. خسرها للابد .. حرك سيارته مبتعدا .. هائما في الطرقات .. لا يرغب بالعودة الى تلك الشقة التي حلم ان تكون هي فيها يوما .. ابتعد وابتعد .. كما ابتعد فكرة عن ارض الواقع .. ليجد نفسه بعد ساعات امام منزل فهد .. وقدماه بالكاد تحملانه .. رن الجرس مرارا ..

حرك ذاك كرسيه خارجا من غرفته .. وتلك من وراءه : منو ياينا الحين .. انت تتريا حد ؟

" لا " .. قالها وابتعد .. لتقف هي على رأس الدرجات .. تراه يتوجه نحو الباب .. وصوت ترحيب من لسانه .. وصوت ذاك المتعب يتهادى اليها يجبرها على النزول بخوف : سامحني ياينكم فوقت مب مناسب .. تقدر تستضيفني يا فهد ..

" عبدالله " نطقت باسمه وهرولت تدنو منه .. لتردف : عبدالله انت بخير ..

يده يستند بها على جانب الباب .. ليرفع عينيه اليها : تعبان يا فاطمة اريد ارتاح ..

ابتعد ذاك بكرسيه للوراء : فاطمة خذيه للغرفة اللي تحت ..

تأبطت ذراعه تجبره على السير معها : حياك عبود ..

تنظر الى وجهه المنهك حتى اوصلته الى تلك الغرفة ليترك يدها يجر قدميه الى السرير : خليني بروحي فطوم ..

تسمرت مكانها لدقائق .. لترجع خطوتان للوراء .. وبعدها تنسحب .. ليقابلها ذاك بالسؤال عن حاله .. تطوح رأسها بصمت .. ماذا تخبره عن ذاك المجنون العاشق .. ولما عليه هو ان يتحمل توافه حب قديم .. زرعه ذاك في صدره وسقاه حتى بات لا يقوى على حمل جذوره واغصانه .. ابتسم لها : روحي يبيله بجامة من بجاماتي اليديدة .

ابتسمت له : الله يخليك لي .ولا يحرمني منك .

- روحي قبل لا يرقد الريال ..

اقتربت منه وبسرعة طبعت قبلة على وجنته متمتمة بالشكر له .. لتهرول بعدها مبتعدة .. ويغرق هو في ابتسامة فرح .. يحمد الله ان ما حدث في اليومين الماضيين غير الكثير بينهما .. قربها منه اكثر .. غير من تصرفاتها ولو بشيء بسيط .. التفت وهو يراها تنزل وبيدها احدى " بيجاماته " تمدها اليه : اعطيه هذي ..

هز رأسه بنعم .. لتتركه مبتعدة الى حيث ذاك .. دنت من الغرفة بهدوء .. حتى اذا ما ولجت رأته مستقليا على ظهره .. مغمض عينيه .. وذراع تعانق بطنه واخرى تستريح بجانبه .. اقتربت بهدوء .. واذا باناملها ترتجف على فيها .. اختنقت عبرتها .. لعبرة سالت من جانب عينه .. لتعود بخطواتها للوراء .. فكم صعبا ان ترى دمعة اخيها .. وكم من الصعب ان يعلم هو بانها رأتها .. هرولت لترمي بتلك التي في يدها على الاريكة وتجري تحت نداءات فهد لها .. هاله منظرها .. اراد ان يعرف ما حدث واذا به يحرك كرسية ناحية تلك الغرفة .. وقبل ان يصل .. سمع نحيبه .. ليتراجع .. عليه ان يبقى بمفرده .. ان يتركوه لدموعه .. حث المسير اليها .. هي تحتاج ان يقف معها .. اما ذاك فسيبقى هو مجرد زوج شقيقته .. لن يحبذ تدخله في حياته الا اذا هو ادخله فيها ..

دلف الى غرفته ليراها جالسه على طرف السرير تبكي .. اقترب منها .. لتعانق كفه ركبتها : فطوم ..

شهقت لتجيب من بين دموعها : ذبحوه بعرسهم .. عبدالله ما يستاهل .. والله ما يستاهل ..

- هذا نصيب يا فطوم .. وعبدالله ريال بيتخطى اللي صار .. بس انتي لا تيبين سيره لريم عن الموضوع ..

- ما بتكلم .. لا توصيني بشيء عارفتنه .. ريم بعد مالها ذنب .. بس والله كسر خاطري .. الا عبود يا فهد .. الا هو ..


,‘،

وذاك ينطق " الا سعيد يا رب " .. يجلس في مكتب ذاك الطبيب .. ينتظر اخبارا عن تلك العملية التي اجريت له البارحة.. يقولون ان ضرره كبير .. ليتمتم بالتسبيح .. مؤكد ان الخبر سينتشر اليوم .. فبالامس ادخل هنا .. واليوم اخبر ابنيه وزوجته .. لتبدأ النواح وتترجى الذهاب معه .. لكن هو لم يسمح لها .. فعليه ان يطمأن عليه اولا .. وابناءه انصرفوا احدهم الى عمله والآخر الى جامعته .. قام واقفا لدخول الطبيب .. صافحه ودعاه للجلوس : عم راشد .. انت تعرف ان الضرر اللي صاب ولدك من الحادث كان قوي .. والحمد لله انه نجى .. الحديد اللي طاح عليه من الشاحنه هشم ريله .. ما قدرنا نسوي شيء غير البتر .

جحظت عيناه : قصيتوا ريل ولدي – اغمض عينيه ليتمتم – لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله ..

تنفس الصعداء ليستطرد حديثه : الحمد لله البتر من الركبة .. بيقدر يمشي ع ريل صناعية بكل سهولة .. بس هناك شيء ثاني لازم اخبرك فيه ..

تابع ذاك حديثه .. لتهل عيناه الدمع .. بتر اخر في مكان اخر .. سيحيله لرجل دون ذكوره .. لن يرى له ابناءا .. لن يرى احفادا منه .. كسر ذاك الحديث ظهره ... وكأن جبل رفع ورمي على كاهله .. ليسترجع : انا لله وانا اليه راجعون ..

ويردف وهو يحاول ان يقف : دكتور ما اريد اي حد يعرف باللي قلته لي .. سعيد بس انبترت ريله .. غيره ماشي ..

ليقاطعه : بس لازم يعرف بهالشيء .

تمتم وهو يهم بالخروج : بخبره فوقتها ..

ومشى منكسرا عبر ممرات المشفى .. يشعر بان قدميه لم تعد تقويان على حمله .. ليجلس بتعب على احد كراسي الانتظار في ذاك الممر .. مرت الدقائق ثقيلة .. كيف سيخبره .. كيف سيستطيع ان ينطق بتلك الجملة له .. نطق آه طويلة في داخلة .. لو سمعتها جدران المشفى لتشققت .. وقف وهو يرى ذاك الذي يهرول ناحيته : راشد شخبار سعيد .. ان شاء الله انه بخير ..

- شو اللي يابك يا عبد الرحمن .. ياي تشمت فولدي .. ياي تبرد قلبك باللي سواه فبنتك .. ياي تتشفى فيه ..

طوح برأسه : افا يا راشد .. ما هقيتها منك وانا من عرفت تركت كل شيء وييتك .. اللي يابني يا راشد الدم اللي يمشي فعروقنا .. اللي يابني اخوة يمعتنا سوى .. حسافة .. حتى باصعب حالاتك تبقى راشد اللي اعرفه .. اسمحلي لان الدم يابني وقالي روح اسأل ع اخوك وولد اخوك .. ووقف وياهم ..

طوح برأسه .. ليدبر عائدا من حيث اتى .. وذاك ينظر اليه بوجع .. وينهار من جديد على ذاك الكرسي .. ليس محتاجا لحديث اخر يزيد من وجعه .. فيكفيه وجع سعيد .. الذي اصبح يشعر به بين جنبات جسده الذي تقدم فالسن ..

,‘،

وها هي الاقدار تعيد نفسها بشكل مغاير لاناس مختلفين .. وجع يحاول ان يوقف قلبها .. وذاك الح كثيرا على والدتها ليقابلها .. حتى باحت تلك اخيرا بكل شيء لابنتها .. بعد ان غادروا بالامس ضيوفهم وهدأ المكان .. وهاهي على مشارف الفجر ولم يحالفها اغلاق الجفون .. اليوم ستقابله في حضرة والديها .. ماذا عساها تقول .. وهناك خوف من المجهول .. وجرح منه هو لا يزال مفتوح لا يرضا الالتآم .. قامت من سريرها .. لتتوضأ وتناجي ربها .. ولتطلبه يوفقها فيما ستقدم عليه .. وما ان انتهت حتى استلقت على سريرها . لا تعرف كيف غاصت في نومها واحلامها حتى ساعات العصر الاولى ... لتصحو على صوت عمتها .. ليهولها منظر وجهها المتعب .. تتحسس جبينها براحتها وهي تجلس بجانبها : بسم الله الرحمن رحيم .. تعبانه ؟

ازاحت تلك يدها لتجلس الاخرى تشد جذعها على ظهر سريرها .. وتبتسم : لا عموتي .. بس ما رقدت للفير ..

ربتت على فخذها : الله يكون فعونج .. فديتج سوي اللي انتي ترتاحيله ما عليج لا من خالتج ولا امج ولا ابوج .. هذي حياتج انتي .. مب حياتهم – قامت واقفة – قومي صلي الظهر ما باقي شيء ويأذن العصر .. ياللا فديتج ..

نطقت تلك : بتروحين الليلة تشوفين البنات ..

هزت رأسها بلا .. لتردف : خليفة بيرد من السفر .. واكيد بتتغير اشياء برجعته .. ومتأمله رجعت بناتي .. الحين او بعدين .. بس اني ما انجبر ع عيشه ما اريدها ..

تنهدت تلك .. وكأن كلمات عمتها لها هي .. عليها ان لا تجبر نفسها على حياة ستحياها هي لا غيرها .. صلت الظهر .. وقرأت ايات من القرآن بعدها .. حتى دخول وقت صلاة العصر .. لتصليها وتخرج من غرفتها بعدها .. هناك يجلسون جميعهم .. وكأن بها تعيش ما مضى حين اختنقت بفراقه .. عيونهم تحكي نفس النظرات تلك .. نظرات شفقة على الحال .. وهي عليها ان تبتسم .. وتكابر اختناقات قلبها .. القت التحية لتقبل رأس والدها وبعدها رأس والدتها .. وتجلس بجانب عمار : غريبة اليوم مب فالشغل ؟ .. حشا صاير ما تنشاف ..

قاطعتها تلك : احطيلج غدا ..

-لا ياميه .. مالي نفس بالاكل .. متى ما يعت بكل لا تحاتيني فديتج – لتردف متابعة حديثها مع عمار – شكله رئيسك مأمن منك واايد ..

ضحك ليجيبها : هيه شيء اكيد .. انا عمار ولد عبد الرحمن مب حيالله حد ..

- الله الله ع الواثق .. خوزوا عنه .. من قده رئيس قسم الحسابات في شركة الجاسم ..

وامتلأ المكان بالضحكات .. لتنكتم حين وصلهم خبر وجود احمد في الخارج على لسان تلك الخادمة .. ليقف عبد الرحمن : يالله .. ييبوا القهوة للميلس .. وبعدين بزقرج انتي وبنتج تيلسن وياه – التفت لعمار – ما بتقوم تسلم ع ولد خالتك ..

- بعدين .

نطقها ليحث الخطى بعدها صاعدا .. فهو ان جلس معهم قد يقلب الموازين .. وقد يأثر بكلامه على هاجر .. فليدع كل شيء لها .. تتبعته بنظراتها .. لما الجميع يبتعد وهي في امس الحاجة ليد تمسك بيدها .. ايظنون بانها تستطيع اتخاذ قرار مصيري كهذا وحدها .. التفتت على صوت والدتها .. لما الدقائق تمضي سريعا في وقت يود فيه الانسان ان تقف ولا تتحرك .. قامت تتصنع ابتسامة .. وترتب " شيلتها " على رأسها .. ستقابله اليوم بعد غياب سنين .. شعور بوحشة تخلو من الاحاسيس الثابتة ينتابها ..

وهو هناك يجلس .. وبين الفينة واختها يرسم ابتسامة مجاراة لعبد الرحمن .. والتوتر والخوف يعصف فيه كرياح تأبى التوقف .. يطمأن نفسه بأنها ستعذره .. تنهد .. واذا به يقف حين لاحت له خالته ومن وراءها هاجر .. تسمر في مكانه .. وسرعان ما حثى خطاه يقبل رأس مريم .. ويقف بعدها ينظر اليها وينطق : الحمد لله ع السلامة ..

ابتسمت : الله يسلمك .. والحمد لله ع السلامة لك بعد ..

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه .. فهذا دليل راحة تتهادى اليه .. عاد ادراجه ليجلس بمقابلتهما .. هناك قريب من عبد الرحمن .. الذي نطق : هذي هاجر قدامك .. تكلم معها وقول اللي عندك ..

بدأ حديثه بكلمة سماح .. وهي فقط تستمع لا ترغب بالمقاطعة .. حديثه .. وصوته .. ونبرته الهادئة يعيد لها الم ذكرى جميلة .. تعاند دموعها مرغمة .. وهو يلقي بكلمات لوم على نفسه .. يتبعها باعتذار وتبرير ما قد ستقرره .. وسيعذرها مهما كان ذاك القرار .. متأمل الرجوع .. هذا ما لاحظته بعد ان توقف ينظر اليها بعيون مليئة بالامل .. نظرت اليه واذا بها تنطق : انت علمتني ان الحب مشاركة .. فابسط الاشياء ..

- هيه بس ..

قاطعته : لا تقاطعني .. مثل ما سمعتلك بدون ما اقاطعك .. لا تقاطعني وخلني اكمل .. فاول اختبار لهالحب نسيت انت درسك الاول لي .. نسيت كلامك ان اذا بغينا نكمل ويا بعض لازم نشارك بعض فكل شيء .. اول ما يتك الفرصة عشان تطبق الدرس شردت .. فضلت انك تاخذ صفر من ميه .. بس عشان محد يسألك من وين وكيف .. يمكن حتى شكيت اني بشك فيك .. اول اختبار عشان نثبت فيه ثقتنا لبعض انت تغيبت عنه .. بعذر مجهول .. والحين ياي تعيد الامتحان يا احمد .. للاسف ناس نجحت وناس رسبت .. وايام واشهور وسنين راحت ..

صمتت تبحث في وجه والدتها الباكي .. ووجه والدها الذي اكفهر .. ووجهه هو الذي غاب للارض .. هدوء جعله ينطق دون ان يرفع بصره : بس انتي تحبيني – رفع نظره اليها – للحين تحبيني حاس بهالشيء ..

ابتسمت له . لتنساب دموعها التي حاولت جاهدة ان تردعها : الحب اللي انت وطيت عليه عشان ثقتك المهتزة في وفنفسك .. ما اريده يا احمد – وقفت – بتبقى ولد خالتي اللي اعزه .. غير هالشيء لا ..

ادبرت خارجه .. بهدوء مغاير عما يجتاحها .. لتجري بمجرد ما وطأت قدماها خارج المجلس .. لا شيء سيوقف عاصفة روحها الا دموعها .. ولا مكان سيحتضنها الا سريرها .. لم تشعر الا بجسدها يتطوح مرتدا .. ويد ذاك تعانق ذراعها : شو صار ؟؟

ارتجفت شفتيها : انتهى كل شيء يا طارق .. كل شيء ..

سحبها اليه .. يدفنها في صدره .. وسرعان ما ابعدته : خلني .. اريد اكون بروحي .. خلوني الله يخليكم ..

ولجت الى غرفتها لتقفل ذاك الباب تتكأعليه بظهرها .. رفعت نظرها لتلمح تلك العلبة تطل عليها من اعلى ذاك الدولاب .. وكأنها تعبث بحنين الماضي .. وتزيد على الجرح جراح .. سحبت " شيلتها " لترميها على سريرها .. وكأن بفعلها تبعد اختناقات انفاسها .. لتجر خطاها تسحب كرسي " التسريحة " وتقف عليه .. لتصل اناملها الى تلك العلبة الصغيرة .. نظرت اليها تعانقها ذرات التراب .. لتتبعثر جراء نفخ الهواء عليها .. وتنزل لتجلس على ركبتيها .. تفتحها ببطئ ليبان ذاك الهاتف العتيق ..وشعرها يتبعثر امام ناظريها .. فتزيحه خلف اذنيها .. وتلك البطاقة الصغيرة .. كدفتي دفتر دون اوراق .. فتحتها .. لتتراقص الحروف امام عينيها ..(هذي اول هدية مني لج ..كتبت رقمي فيه وما حطيت اسم .. وانتي لج كل الحرية فختيار الاسم )..طوتها في يدها .. وعينها على ذاك الهاتف .. شدت بقبضتها اكثر لتندثر معالم تلك البطاقة .. وترميها جانبا .. لتلتقف يدها ذاك الهاتف .. وما هي دقيقة حتى احالته الى شظايا .. ليحمل ذاك الجدار بصمة تدمير ذكرى تحاول هي ان تنتشلها من اعماق عقلها ..

,‘،

خرج هو يحاول ان يجد مبرارات الرفض تلك .. ويضع الاستحقاق له .. هو يستحق ان تنبذه .. ان تتركه .. خرج يجر خطاه .. وافكاره متشتته .. لا نصيب قيلت له من عبد الرحمن وخالته .. وخوفا في عيونهم من انقطاع قديم قد يتكرر .. ترجل امام باب منزله ليصدح هاتفه من جديد بذاك الرقم الغريب .. سأم من هذا الاتصال الذي لا يكل من العودة .. رد بغضب : الو ..

ليأتيه صوته يسأله ان كان هو احمد .. يتبعه بطلب لمقابلته .. ويضع كل شيء تحت اطار الحياة والموت .. فقط ليستعجل ذاك اللقاء .. ويدعوه الى منزله مع ان الوقت قد تأخر .. جلس في المجلس يحاول ان يستوعب تلك المحادثة .. وما هو الامر المهم .. وكأن بما سيحدث له رحمة من ربه تنتشله من قاع التفكير بها .. صوت سيارة يشرخ سكون الليل .. ليخرج هو يفتح البوابة .. ليلوح له جسد يهرول ناحيته .. يرتدي بنطال " جينز " وبلوزة قطنية .. فجو شتاء هذا العام بارد جدا .. يده تصافح يد احمد : انت احمد عبيد .. ؟

- وصلت .. حياك داخل ..

استغراب وعلامات استفهام تخيم على رأسه .. ليجلس ذاك رافضا اي ضيافة .. ليردف وهو يخرج تلك الفاتورة من جيبه : تعرف هذي ؟

اخذها من يده ليجلس بجانبه : هذي فاتورة قديمة .. من شركة الحواسيب اللي بلندن .. ليش تسأل ؟

بعيون راجية الكثير : تعرف صاحبة الفاتورة ؟

ليتبعثر امله على رصيف الـ " لا" .. فذاك لا يذكر شيء وحتى انه لا يقابل زبائنه .. انما يوقع على بعض الفواتير المستعجلة لا غير .. طأطأ ذاك رأسه .. فاخر امل تناثر في مهب الريح .. وهو حتى الساعة لم يرى عائلته فقط لوعده ذاك .. سرعان ما مد يده في جيب بنطاله .. ليخرج صورة لها .. قد يذكر وجهها .. امل اخير عليه ان يتشبث به .. مدها له : تعرفها ؟


خطواته بعد ساعات تتسابق على رصيف ذاك المستشفى وكلام احمد يتردد عليه : هذي جوليا .. صارلها حادث اعتداء فشقتها اللي فشارع ........ والحين هي فغيبوبة .. التحقيق انقفل ع ان المعتدين بغوا يسرقون لا غير .. لان الشقه كانت مقلوبه فوق تحت .. ويمكن هي تصدت لهم فضربوها .. اتصلت في قبل ما يغمى عليها .. ونقلتها لمستشفى ....... وهي هناك للحين .. حالتها صعبة يقولون انها فغيبوبة .. يمكن ما تقوم منها ..

اسرع بالخطى اكثر حتى اصبح يجري لا يهرول .. ليقف يلتقط انفاسه عند ذاك الباب .. يغمض عينيه يتمنى ان تكون هي .. وان لا يخيب امله .. فقط يتمنى عودتها حية .. اصابعه تدير قبضة بكرة الباب المعدنية .. ليلج .. وتقابلة تلك الممرضة بابتسامة : انت من اهلها ؟

ليهز رأسه بنعم .. حتى قبل ان يراها .. خرجت تلك ليدلف هو .. يقترب من السرير .. ويظهر له وجهها رويدا رويدا .. ليبتسم .. ويبعثر نظراته على جسمها النحيل الذي لا يرى من ذاك السرير .. انحنى يغرق وجهها بالقبل .. على الجبين والوجنتين .. وعلى رأسها .. وصوته يردد : جود .. حبيبتي اخيرا لقيتج ..

يده تتحرك على وجهها الشاحب .. لا يصدق ما قاله احمد بانها ستبقى في سبات طويل .. ولا يصدق كلام ذاك الطبيب الذي اكد ما قاله احمد .. كل ما يتمناه الان هو ان يعود بها الى الامارات .. وهناك ستعود لهم جود التي يعرفونها .. جود لن تفقد ذاكرتها .. جود لن تختفي خلف اغلاق الجفون .. سيبقى معها ولن يتركها ابدا .. انحنى ليهمس : جود .. بنرجع لبلاد .. عشان امج تشوفج .. ما تبين تقومين وتشوفينها .. وترقدين فحضنها ..

وكأنه بحديثه سيوقضها .. سيرجعها الشوق من خلال حروفه المتبعثرة الى الحياة من جديد ..


,‘،

يـتــبــع|~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 11:47 PM   #140

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘،

حين تكون حياة عزيز على المحك .. وانت لا حول لك ولا قوة الا الدعاء لله .. تشعر بوهن .. تترقب بخوف .. حتى احلامك تكون مزدحمة بوجهه .. وكأنها تحاول ان تذكره بعدم النسيان .. وصلا يوم امس للملكة السعودية واليوم منذ الصباح وهم يجرون لها تحالليل واشعة وغيرها .. اجتمع بالطبيب الذي سيجري لها تلك العملية التي ارقتهما كثيرا .. ليطمأنه ولكن لن ينتشل ذاك باكمله في الوقت الراهن .. وذاكرتها محتاجة لوقت حتى تعود .. تحتاج لصبر من قبله هو .. ليتسائل لما لا يستأصلونه كاملا .. ليأتيه الرد بسبب جسدها الضعيف .. سيحاولون السيطرة على الجزء البسيط الذي سيتركونه لجراحة اخرى .. ذاك الجزء لا تصل نسبته لاكثر من 10 % من الحجم الكلي لذاك الورم .. ابتسامة ذاك الطبيب والثقة الكبيرة في كلامه اراحته .. ليلج الى غرفتها وهو يبتسم .. يقبل جبينها ومن ثم وجنتيها . لتغرق في خجل اعتاده منها في الآونة الاخيرة .. جلس بجانبها .. ليقابل ظهرها صدره .. ويطوقها بذراعيه من وسطها .. ويرد على سؤالها المليء بالخوف : متى بيسون العملية .. تعبت اليوم من كثر التحاليل اللي سواها ..

دس انفه في شعرها يشم رائحته : باكر ان شاء الله ..

شدت باناملها الضعيفة على ذراعه .. ليشعر بخوفها .. ويشدها اليه اكثر : خولة .. اباج تسامحيني .. يمكن كل اللي انتي فيه الحين بسببي .. شغلي وابتعادي عنج خلى صحتج تتدهور ..

هزت رأسها : مسامحتنك بس اوعدني ما تخليني بروحي .. والله خايفة .. انت وبس اللي وياي .. حتى هذيلاك اللي قالوا انهم خواني ما يوا معنا ..

" مشغولين لا تلومينهم " نطقها .. وسكت .. لا حديث يقال عبر الحروف .. هناك حديث اخر تعبر عنه انفاسهما المتضاربة .. ودقات قلبيهما التي يشعر بها كل منهما .. اراحت رأسها على صدره اكثر .. لتغمض عينيها .. غدا ليس ببعيد ..

لم يرتح البارحة في نومه .. فهي باتت تستحوذ على تفكيره .. الخوف من الفقد من جديد يأرقه .. وسقوط والده وانتشار خبر اعتقاله يزيد من تفكيره .. يعلم بان الجميع يدرك بان علاقته مع والده لم تكن بتلك القوة .. ليأخذوه بجرائر والده .. ولكن لا بد من الخوف مع ان سلطان طمأنه بان العمل يسير على خير ما يرام .. تنهد وهو ينظر لمعصمه .. ويرقب الساعة الحائطية .. لعل هناك خطأ في توقيتها .. الا ان الخطأ لا يوجد .. منذ ساعتان وهم هناك معها .. فتح كفه لتتدلى تلك الهدية التي تذكره بذاك .. اغلى ما لديه .. وسيعطيها لها من جديد .. فقط تفيق هي وتكون بخير .. دسها في جيبه .. ليسحب دفترها .. احضره معه لعله يعيد لها شيء من هلوسات ماضيها الجميل .. وشيء من حبها الذي دونته .. قرأ بعض خواطرها .. ولم يجد نفسه الا ويده تسحب القلم المرصع ببعض الاحجار الكريمة من جيب قميصه .. ويقلب تلك الصفحة ويخط كلمات متراصة :

على جدران قلبك سأخط قصائدي

وأعزف هلوستك سمفونية



وترقص خفقات قلبينا سويا

وتمرح نظراتنا بين المروج

وتعانق اشوقنا بعضها

بلهفة صدقٍ

وغمرة عشقٍ ,

وثورة توقٍ

فوق تلال العقيق .

***
نسافر فوق سحاب الأماني

ونترك تلك الخيول

ونرحل ... نرحل بعيدً

نحو الفضاء

هنالك حيث لا حقد يوجد ..

ولا حسد يولد

ولا ( عاذلين )..

والبدر مرآة
وجهك

والشمس وصيفٌ لليلك...

وهنالك سنبني على الـ ( مشتري ) من النجم
قصرً

به بستان حبٌ وعشقا

وعِنبً وعَنبا

ورمان شوقٍ

وتوت مودة .

ونبني على القصر سوراً



سوراً من النور



وحصنً من الشهب و(النيزك )

فلا يقربنَّ انسٌ وجان.

***

سأقسم أني سأمضي حياتي بقربك

فهل تقسمين؟

سأقسم أني فارس أحلامك المستحيل

فهل تقبلين .؟

سأقسم حتى يضل حديث كله ولىء



***



سأجلب لك الكوكب الدر عرشً

وفينوس و الثريا خادمات لديكِ



لكي تظلين انت ( الأميرة ) بين النجوم

لكي تصدقين إن قلت انك لست ملاك

ولست ببشرٍ...!

وأنك أنتِ (ست) النجوم



***


ويظل اسمك رمزالأنوثة

ورمز الجمال

ورمز الكمال في كل (منهج)

ورمز التكافئ بين المستحيل والمستحيل



وأنا أظل رمز الجنون ...

فهل تقبلين ......؟


بقلم : بؤس كادح ( عنتريهر سابقا )


فهي انثاه المستحيلة التي استطاعت كسر قيود الماضي التي احاطت به سنين خلت .. خطها وهو يبتسم .. سيتركها لتقرأها لعلها تعلم انها ليست لها .. وان علمت ذلك فسيخبرها ان هو من خطها لتقرأها هي يوما ..

,‘،

تمر الايام دون ان نشعر بها .. تاخذنا لطرق تصدمنا فيها احيانا .. واحيانا اخرى تكون هادئة رتيبة .. تغيراتها طفيفة .. واحيانا تكون تلك التغيرات كطفرة هائلة .. كاعصار هاج في ليلة وضحاها .. ليغير كل ما يصادفه .. تتوالى ايامنا تلك .. ومعها نطوي صفحات كثيرة بحلوها ومرها .. ننسى احداث ونخزن احداث في صناديق الذكريات حتى تزدحم فتفيض فتتبعثر .. وقد لا تمتلئ الا بالقليل من امورنا .. ونظن بان لنا ذكرى تستحق ان نبقيها .. ونتفاجأ بان ذكريات الغير اقوى منها .. فنبحث عن ذكريات اعمق .. اختفت بين الزحام ..

ومع تلك الايام ومسيرها تتغير نفوس .. وتتبدل شخوص .. كهو .. الذي اضحى بعيدا عن موجات الغضب العارمة .. انتهى اجتماعه مع المساهيمن في ذاك المشروع .. الذي لم يبقى على افتتاحه الا ايام معدودة .. ليقف ويقف معه سيف .. يلملم بعض الاوراق : براجعهن فالبيت .. لازم اطلع ..

- بتروح تزورها ؟

" اكيد " نطقها وهو يغير مكانه ليجلس خلف كرسي مكتبه يخرج اوراق اخرى من احد الادراج .. ليردف : ما بمل من زيارتها .. بخبرها بكل شيء يصير وياي .. اكيد بتقوم وبتسألني شو سويت ..

جلس : عمتي كل يوم عندها الصبح .. والدكتور يقولكم ما في داعي لكثر الزيارات وتعبكم .. متى ما بتقوم بيخبروكم .. وبعدين انت مب ناوي تكمل نص دينك .. ترا عمتي تقولي اقنعك ..

قهقه : ما بعرس الا عقب ما تقوم جود .. وهي اللي بتختاري العروس .. ياللا عن اذنك ..

طوح ذاك برأسه .. فهذا حاله منذ اشهر مضت .. لا يكل من زيارتها يوميا .. في اوقات الزيارة المسائية .. وتلك والدتها تزورها في الصباح ..

وصل ليجر خطاه الى غرفتها .. الجميع صار يعرفه .. وكأنه ساكن من سكان ذاك المكان .. لا زائر لمريضة لا احد يعلم متى ستترك سيريرها ذاك .. ولج الى غرفتها : وصلت ..

يقترب منها يقبل جبينها : اعرف انج يالسه تتريني .. ما تبين تقومين وتشوفيني .. امي تقول اني صرت اشبه ابوي الله يرحمه واايد ..

سحب الكرسي ليجلس بجانبها : جود .. بعد ايام بنفتتح المشروع اللي بديت فيه .. اول مشروع كبير اسويه من يوم خذت مكان ابوي – يده تعانق كفها النحيلة – بخبرج شيء .. تعرفين ابراهيم الـ ... .. اكيد تعرفينه كان دايم مع ابويه الله يرحمه فصفقاته وتجارته .. عياله الاثنين طلبوا رنيم وجواهر .. الصراحة ما يعيبهم شيء .. انتي شو رايج ؟ - ابتسم – اكيد بتوافقين .. لانج تتمنين لهن الخير ..

ضحكك بمرارة ليردف : اليوم سيف يقولي ليش ما اعرس .. ما يدرون اني اريدج انتي تختارين عروستي ..

سكت وكأن هناك غصة تمنع خروج تلك الاحرف .. ودموع تحجرت في العيون .. يحرك اصابعها باصابعه .. ليتنهد الما .. وعدها بانه سيحميها .. ولم يفعل .. شعور بالذنب بدأ يغزو حياته كما غزى حياة ذاك الجاسم من قبله .. رفع كفها يقبله .. ويقف بعدها .. ينحني عليها .. تتسلل اصابعه بين خصلات شعرها : شعرج كبر .. طالع وايد حلو عليج .. ما بسمحلج تقصينه يوم توعين – صمت ليردف بوجع – جود حاس بنار الذنب تاكلني يوم ورى يوم .. ريحيني وقومي .. ترى ما بسامح نفسي الين تقومين وتقولين سامحتك ..

انحنى اكثر ليطبع قبلة على وجنتها : قومي حتى لو بدون ذاكرتج .. المهم تقومين .. واحنا بنرجعلج اللي بتنسينه .. بس قومي ..

ابتسم على مضض .. ليمسح على شعرها بكفه .. ويدبر خارجا .. لم ينتبه لحركة يدها الخفيفة .. وحركة عينيها .. لعلها تفيق بدون ذاكرتها تلك .. ولعلها مجرد حركات لا ارادية اعتادوا سماعها من ذاك الطبيب .. ابتعد تاركا في قلبه امل برجوعها .. ويوم سيأتي لتعود هي اليهم كما كانت ..

,‘،

هكذا هي حياتنا بين المحطات متنقلة .. بين ذكرى ورحيل ورجوع .. تخطو بقدميها في المكان لتقف تتأمل شكلها امام تلك المرآة .. شعرها قصير ليس كما كان .. ورحلة العلاج تلك ارهقتها .. وتبدأ عملية اخرى قريبا .. لينتشل ذاك المتطفل من جذوره .. اقتربت حتى بات وجهها قريبا جدا .. لم تشعر به يقف يرقبها .. وكأن الزمان يعيد اول ليلة لها في منزله .. كتف ذراعيه يتأمل حركات اناملها على وجهها .. وتقطيبة جبين حين تحسست مكان الجرح .. دنى منها حتى رأت انعكاس صورته امامها .. ليتمتم : بتبقين فنظري حلوة .. والتعب بيروح مع الايام .. يكفيني الحين انج بديتي تذكريني .. وتذكرين اشياء واايد من حياتج ..

ادارها ناحيته .. لتتحرك انامله في شعرها .. وعيناها ترقب نظرة عينه التي تحبها .. بها هيام وحب دفين .. وخوف تحسه في ارتعاشة اصابعه بين خصلاتها .. التفت ليرى ذاك الدفتر على السرير .. امسك كفها ومشى معها لناحيته .. جلس ليجلسها على فخذه .. ويسحب ذاك يقلب في اوراقه .. فوجود قلما بجانبه يبشر بخاطرة جديدة : كتبتي شيء .؟

ليبتسم لكلمة باخر خاطرته تلك .. دونتها منذ قليل .. " اجل اقبل " ونقطة بعدها وكأنها تنهي الحديث ..

ابتسمت وهي تسحبه من بين كفيه : لا .. ما اريد اكتب شيء من بعد اللي كتبته .. اريد يكون ختام لهالدفتر .. اذا بكتب بكتب فدفتر يديد هديه منك ..

ابتسم : من عيوني ما طلبتي شيء ..

ابعدها ليقف : بروح مشوار وبرد ع العشى .. اوكي ..

احتضن وجهها وطبع قبلة على وجنتها .. وابتعد عن المكان .. حياته هادئة وهي تزيدها هدوء بشرودها الدائم .. لكنه امر مؤقت كما اخبروه .. وستعود كسابق عهدها مع الوقت .. ركب سيارته لينطلق .. فقبل سفره عليه ان يرى شخصا عزيزا .. بحث عنه طويلا ولم يجده .. وهاتفه اغلقه .. ليحول مسار طريقه الى اخر مكان قد يكون فيه .. مؤكد انه هناك يودعها ..
,‘،


انام وهمي بين الاضلاع مدفون ,, والعين تذرف من قهرها مطرها
البعـد يذبح واكثر الناس يبكون ,, فرقــى الحبايب للمحبه كسرهــا
ياليت بعض الناس فيني يحسون ,, وياليت كسر النفس بيده جبرها


الابيات لاخوي : عذب الكلام (ابو نورا )



جالسا القرفصاء يناجي قبرها بصمت عجيب .. لم يزره منذ زمن طويل .. ولكن بات يراها في منامه بصورة مختلفة .. وباتت حياته تنسلخ من الماضي الحزين .. كحياة الاخر .. تنسلخ رويدا مع ترك اثار طفيفة صعب ان تنسى .. تنهد : سامحيني يا نوف .. بس هذي سنة الحياة .. واعرف انج تتمنين لي الخير .. كنت عايش معج سبع سنين .. ما اشوف الا انتي .. بس كل شيء تغير .. وبتبقين انتي فالقلب .. اعرف انج مرتاحه لقراري .. يكفيني شوفة ضحكتج فاحلامي .. قبل ما كنت اشوف الا دموعج .. وكانج تقوليلي بسك مني .. وعيش دنيتك ..

التفت على نحنحة .. ليرى ذاك الواقف .. ليقف بدوره .. يصافحه ويمشي معه : كيف عرفت اني هني .. ؟

-حسيت ..

ادخل كفيه في جيبي ثوبه : لازم نتخطى الحواجز ونمشي فحياتنا ..

- ندمان انك بتعرس .. وبعد كم يوم ..

هز رأسه لينطق وهو يسحب كمية من الهواء : مب ندمان .. بالعكس يمكن باللي بنسويه بنتخطى اللي صار ويانا ..

- حاس انك بتظلمها .. ؟

وقف عن المسير حتى تقدمه جاسم بخطوات .. ليقف ذاك ويستدير ناظرا اليه .. ليبتسم ويجيب : لا – تابع سيره – فالبداية حسيت اني بظلمها لاني اشوف نوف فيها .. وابتعدت .. بس الحين لا .. تكلمت معها وعرفتها ماضي .. ما مانعت .. يمكن جرحها بيبرى مع جرحي .. يمكن قربنا خيرة لنا .. محد يدري وين الله كاتبله الخير ..

ابتسم الاخر له .. وتابعا طريقهما .. واحاديث جديدة تدور بينهما .. يتخللها الماضي البعيد والمستقبل القريب .. وضحكات فرح تتبعثر بينهما بين الفينة والاخرى .. لا شيء يدوم الى الابد .. لا شيء سوى وجه الخالق الكريم ..

,‘،

كما حال تلك الذي لن يدوم .. منذ الصباح وهي تتحرك في المكان لا تهدأ .. حتى انها استعدت قبل الوقت بساعة .. لتجلس بعباءتها مع عمتها .. وتلك تضحك عليها .. فيبدو انها قلقة من تلك التحاليل التي اجرتها بالامس .. لتنطق : يعني لو بقينا وخذنا التحاليل امس مب احسن .. يعني وين بيمدينا اليوم .. وورانا عرس .. والله انه ما يتعييا ( يقتنع ) ..

سحبت حافظة القهوة لتسكب لها فنجانا : لا حول ولا قوة الا بالله .. انتي شو صايرلج .. اليوم والا امس ترى ماشيء بيتغير ..

- انزين عموتي خلينا نروح الحين .. يمكن زحمة .. الين نوصل بيكون الوقت .. ياللا ..

رجاءها وحالتها تلك اضعفت تلك العجوز .. لتقف بمساعدتها : ياللا خليني اتجهز .. يبتيلي ويع الراس من حنتج ..

ضحكت تلك وهي تقبل راسها : سلامة راسج يالغالية .

بقاء الحال من المحال .. فمن له رب قادر على كل شيء لن يضام .. ارتسمت علامات فرح كثيرة على وجهها وهي تستمع لتلك الطبية .. تعطيها نصائح شتى .. لتتمتم بالحمد بين الفينة والاخرى .. تشعر بانها ستصل لحدود السماء .. تريد ان تبكي ان تضحك .. جميع المشاعر مختلطة في هذه اللحظة .. ظلت صامتة خلف مقود السيارة وتلك العجوز تتكلم في الكثير .. ولعلاجات الاجداد المجدية .. لتبتسم لها تلك دون ان تنبس ببنت شفة ..

نزلتا .. لتساعد ام سعود حتى اوصلتها الى غرفتها .. قبلت رأسها وخرجت تحث الخطى لغرفتها .. رأت نعله (اكرمكم الله ) عند الباب .. اذن فهو هنا .. رمت بعباءتها على السرير وكذلك فعلت بـ" شيلتها " لتتربع عليه تمسك ساقيها تشدهما بفرح .. وتتحدث اليه : سعود انا وصلت ..

طل برأسه وماكينة الحلاقة في يده .. والرغوة تملأ وجهه : بشري ..

ليعود يكمل عمله وتبدأ هي بثرثرة تشوبها سعادة كبيرة : تقول الدختورة اذا استمريت على العلاج بصح .. تدري سألتني من كم سنة مودرة حبوب منع الحمل .. يوم جاوبتها قالتلي شيء حلو .. يعني العلاج ما بيطول .. بس استمر عليه ..

ظلت تتحدث وتتحدث : بسوي كل اللي قالته – ضحكت – امك تريد تسويلي اعشاب ما اذكر شو اسمهن .. بس قلت لها لا .. ما بخذ اي شيء .. يمكن يضرني والا شيء ..

خرج وهو يجفف ذقنه بتلك الفوطة الصغيرة .. ليغير ثوبه امام عينيها .. وابتسامة سعادة ترتسم على محياه .. فتلك سعيدة جدا .. يستمع لها دون ان يقاطعها .. ينظر اليها بين الحين والحين من تلك المرآة وهو واقف يرتب " شماغة " .. لتتابع هي : براجعها كل اسبوعين .. تعرف سعود ... اذا حملت ويبت ولد بسميه غيث .. احب هالاسم .. يدل ع الخير .. واذا بنت .. امممم .. بسميها مريم .. والا اقولك .. انت سمها .. الولد انا بسميه والبنت انت .. تعرف ..

الجمتها شفتيه التي لامست شفتيها عن مواصلة الحديث .. لم تنتبه له الا وهو يرفع رأسها بكفيه ويطبع تلك القبلة .. ويردد بعدها : قولي ان شاء الله فديتج ..

رددت من بعده بخجل : ان شاء الله – لتردف بتوتر – اسفه .. ما حسيت بعمري ..

استقام في وقفته .. وهي تنظر اليه .. عيناه تنظر لعينيها الفرحتين : احبج .. واحب اشوفج دوم فرحانه ..

يده تعبث بشعرها .. ليطلق له العنان يسقط على كتفيها بعد ان بعد ذاك المشبك : مستانسه وياي .

طأطأت رأسها : واايد .. حتى مرات احس اني عايشه حلم .. ما اريد اقوم منه ابد ..

انحنى يطبع قبلة على وجنتها : بتروحين وياي ولا بتروحين بسيارتج ..

نزلت من على السرير : بروح فسيارتي .. انت روح لموعد محمد عن تتاخر ..

يده تغيب في جيب ثوبه .. ليخرج محفظة النقود .. يخرج بعض الآلاف .. ويمدها لها : يسدنج .. ؟

- واايد ..

- لو تطلبين عيوني ترخصلج .. كم ريم عندي ..

اغرورقت عيناها بالدموع .. وسرعان ما يحتضن وجهها : افااا .. ما قلتلج دموعج غالية ..

مسحتها بعشوائية .. وهي تردد : ما اصيح .. شوف ما اصيح ..

ليسحبها اليه يدفنها في صدره : فديت الحساسة انا ..

اخيرا وجدت كنف سعادتها .. وكأن الله يعوضها عن سنين عمرها التي ذهبت .. كصحراء جرداء .. اغيثت بمطر فانبتت .. هي حياتها هكذا ..

,‘،

هذه هي الحياة ان لم نمشيها للامام .. فلن نجد سعادتنا .. كتلك التي تمشي على انغام تلك الموسيقى الهادئة .. بكبرياء جميل .. وعنفوان انثى ابت ان ترضخ لضعف قلبها .. لتضع القرار لذاك الخاطب لها .. ان تكون ليلة الزفاف هي ليلة التوقيع على عقد القران .. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. والنساء ضعيفات يخفن من تكرار الماضي .. كهي .. خافت ان يتكرر الماضي وتعيش المعاناة من جديد .. مشت بخطوات هادئة .. عن يمينها والدها وعن شمالها اخويها .. وفستانها الابيض .. يحكي قصة نقاء روحها بعد ان لوثتها الاقدار .. وتبعثرت الاحاديث عنها في زوايا الاحياء .. اليوم تعلن بانها تستطيع ان تعيش من جديد .. ان تكون اسرة .. ان تمضي للامام مع ذاك المصبح .. اليوم تنظر امامها .. والنظرات ترنو لمستقبل بعيد .. لن تدركه الا الايام القادمة ..

رجفات اطرافها .. ودموع خوف تعانق المحاجر .. وابتسامات تتشتت على الشفاة .. وانفاس تحمل معها الامل بالغد القادم .. خطت خطواتها .. لتقف تنظر للوجوه المعتمة خلف اضواء البريق على جسدها المزدان بالبياض .. وورود تعانقها الانامل الرفيعة .. وتمتمات فرح .. واهازيج تمتزج مع رقصات الصغار .. وسرعان ما ترنو العيون لعيون اخرى .. تدنو رويدا رويدا .. فيكفي تلك العيون العيش خلف قضبان الماضي لسنين طوال .. فلتبحث عن الحرية خلف عيون اخرى .. وقلب اخر ..

فالعمر لا يتوقف الا بعد ان يواري الثرى الجسد .. هناك يتوقف ليبدأ حياة اخرى .. يكتنفها الفرح او غير ذلك ..وكله رهن يمين الانسان .....

,‘،

The End


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.