آخر 10 مشاركات
1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-12, 04:41 PM   #51

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘,


كما يحمل هو في طيات حياته الكثير والكثير من الامور .. قد تكون صائبة وقد تكون عكس ذلك .. ضحكاته تملأ جنبات المكتب الراقي .. فتلك الكلمات الواصله اليه عبر هاتفه " النوكيا " تدغدغ خلايا الفرح في نفسه .. قابعا على كرسيه مواجها تلك النافذة التي يتعلق خلفها خيطا ثخينا .. فعمال النظافة لا يزالون يتدلون من اعالي تلك العمارة الشاهقة .. ضحك من جديد وهو يردد : يعني طلقها- عاد ليقهق بزهو – هذا هو جاسم عمره ما بيتغير ..

التفت بكرسيه حين احس بوجود شخصا ما يجلس على الكرسي المقابل .. قطب حاجبيه .. ومالبث حتى اعتقهما .. وانهى تلك المكالمة .. ليسارع الآخر قائلا : مسرع ما وصلتك الاخبار ..
- انا اقول جاسم هو جاسم ما بيتغير .

ابتسم بسخرية : وتظن ان جاسم الحين نفس جاسم من 11 سنة يا عبد العزيز .. وتقول ان جاسم هو جاسم .. عجيبة الدنيا اللي نستك جاسم اللي كان وياك خطوة بخطوة .. واللي كان يمينك – يتلفت في انحاء المكتب – فهالشركة .

- الين متى هالحقد

- مب حقد يا عبدالعزيز .. كره .. لان اللي داخل هالصدر – يضرب براحته على صدره – ما يعرف الا اثنين .. حب وكره .. ودامك انت مب مع الاول .. فتكون مع الثاني .
تشدق وهو يرخي ظهره على كرسيه : تحبها يا جاسم .. وخايف عليها ..

ضحك باعلى صوته .. تلك الضحكة التي يمقتها عبد العزيز بقوة : قلت لك عمرك ما بتفهمني .. بس مب جاسم اللي يطيح

ضحك تهكما .. وصدره يرتفع ويهبط .. وبعدها اسند ذراعيه على الطاولة منحنيا : بطيح ..

- ضيقت علي انت وجون الكلب .. ووقفتوا شغلي فشركتي الشهور اللي راحت .. كل مناقصة ادخلها تسحبوها .. بس لا تنسى يا عبد العزيز ان البيت ما يوقف ع عمود واحد ..

- تريد تقولي انك معتمد على " روز فاشن " اللي ما تسوى بيسه قدام اللي عندي .
- انت غول يا عبد العزيز ..بس انا بن آوى – ابتسم وهو ينظر لعبد العزيز – تذكر هالقصة يا عبدالعزيز .. الكتاب بعده عندي ..
- كنت تسوي فيها العود .. والقوي .. وتقرا قصص اطفال من كليلة ودمنة .

قهقه بشكل اثار الغيض في نفس عبد العزيز : القصص هذي عمرك ما بتفهمها .
قام واقفا ليجلس على الكرسي المقابل لجاسم : الحين تبي تقولي يابن آوى .. انك بتحتال علي .

طقطق بلسانه وهو يحرك رأسه بخفه دليل الا : ياي اخبرك عن نصيبي هني بهالشركة .
- رجعت بكلامك اللي قلته لي ذيك الليلة .. وانا اظن ان جاسم ما يرجع فكلمة قالها .

- بس اذا كان الطرف الثاني غول .. ومب اي غول بعد .. لازم تاخذ احتياطاتك
- اعتبرها مدحة ؟

قام واقفا وهو يمسح ذقنه باصابع يده اليسرى : اعتبرها مثل ما تعتبرها – مشى حتى النافذة .. كتف ذراعيه على صدره والتفت لعبد العزيز – دريت ان شركة المرحوم سالم الــ ... انباعت ؟
تغير بروده الذي كان .. صارخا وهو يقف : انت شو تقول .. انا متفق مع البنك اللي حاجز عليها اني اشتريها .. قالولي الشهر الياي .. انت متأكد .. والا بس تحاول تـ..

قاطعه : ما احاول .. الشركة صارت لفرناند مور .. تاجر امريكي .. وازيدك من الشعر بيت لي فيها 25 % .
تقدم منه والغضب يتطاير من عينيه : جويسم لا تلعب باعصابي .. ومنو هذا مور .. اول مرة اسمع بهالاسم .. وانت كيف اشتريت هالنسبة .. ومن وين لك .. وشغلك واقف من ...

سكت وهو ينظر لابتسامة جاسم التي اثارت في نفسه الخوف : جسووم .. من وين لك الفلوس عشان تاخذ هالنسبة .
مشى ليجلس على تلك الاريكة .. ثانيا ساق على الاخرى : قلت لك لازم الواحد يكون حذر .. عطيتهم كل نسبتي هني مقابل ربع الاسهم فشركتهم .

تقدم منه ماسكا ثوبه بعنف حتى ارتفع صدره من قوة شد والده له : انت مينون ..
فك يد والده ورتب هندامه وهو يقف : لا ما ينيت .. ع فكرة قبل لا انسى .. ترى مدير الشركة الحالي هو فيصل سالم الـ.... .. وهو اللي بيكون رئيسك هني ..

قهقه تاركا المكان .. وقبل ان يغادر التفت لعبد العزيز : ع فكرة جاسوستك روز بكنسلها .. اذا المدام تريدها ياليت تخبرني

ضحك من جديد .. حتى توارى وتوارت ضحكته .. اما الاخر فسقط على الاريكة يحاول ان يفتح ازرار ثوبه .. فانفاسه بدأت تثقل وتزيد من اختناقه .. تمتم بغضب : الله ياخذك .. ياليتني ما يبتك ..

,‘,

ياليت كلمة نقولها حين الندم .. او التحسر .. او عند التمنى كما هو حال فاطمة التي تتمنى ان لا تقابل سناء في هذا الصباح .. فهي تثير في نفسها مشاعر الانزعاج .. قامت متأخرة على غير عادتها .. اليوم يوم الثلاثاء .. يوم لا اجازة فيه .. ولكنها اعطت لنفسها اجازة بسبب موعدها .. عند الحادية عشر ستقابله .. خرجت من غرفتها لتعد لها كوب "نسكافية " لعله يهدأ من توترها الزائد .. ستخرج من حدود ابوظبي لتقابله .. شيء بالفعل مخيف لفتاة لم تبتعد يوما لخارج العاصمة بمفردها ..حركت الملعقة في الكوب .. حتى تتلاشى حبيبات السكر .. خرجت لتصادف والدتها .. التي استنكرت وجودها في المنزل .. لترد الاخرى وهي تتابع طريقها نحو السلم : ما عندي شيء الصبح .. بطلع عقب شوي .

صعدت درجة .. اثنتان .. ثلاث .. وتوقفت لكلام والدتها .. والتفتت لها : قلت لابوج عن سالفة اخو ام خلفان .
رشفت من كوبها : وشو رد عليج ؟

يكسرها حال ابنتها البكر .. ولكن لا تستطيع ان تعصي زوجها .. ردت بحزن : يقول بييج الاحسن منه .. لا هو من مواخيذنا ولا من قبيلتنا .
رفعت كتفيها وهي تنطق : عاادي .. مب شيء يديد ..

وتابعت الصعود .. تحت انظار والدتها التي استغربت ذاك البرود منها .. فبالعادة اذا تم رفض شخص تقدم لها .. تقيم الدنيا ولا تقعدها .. تصرخ بوالدتها .. وتحتقن على والدها في غيابه .. تثور فجأة .. وتستهزأ قبل الانصراف .. لكن اليوم لم يحدث ما كان يحدث ..

دلفت الى غرفتها .. شربت ما تبقى من " النسكافية " .. وتركت الكوب على "الكوميدينة " .. تنفست بعمق .. بعدها قامت تجمع بعض الاوراق من الادراج .. وتضعهن في حقيبة يدها الجلدية .. رمتها على السرير .. وقامت لتغير ملابسها .. سحبت لها جينز ازرق .. وبلوزة سوداء .. يجب ان ترتدي اشياء تساعدها على المشي بحرية .. فيكفيها توترها .. الدولاب يعج بالعباءات .. السادة والمطرز .. سحبت عباءة سادة .. وسرعان ما ارجعتها وهي تحدث نفسها : لازم تبانين انج شيك ..

اخذت اخرى بها تطريزات على الاكمام بشكل ملفت .. ارتدتها .. ولفت " شيلتها " على رأسها .. نظرت الى وجهها .. يبدو شاحبا .. مدت يدها لعلبة " أولاي " ورطبت وجهها .. وطبعت اللون الوردي الفاتح على شفاهها .. سحبت عطرها المفضل من " جيفنشي " .. واذا بها تمطر عباءتها به .. شهقت وهي تتمت : فطوم شو صارلج .. انتي ما رايحه المدرسة عشان تتعطرين .. انتي رايحه تقابلين ريال .. استغفر الله العظيم .

خلعت ما ارتدته .. ولكن تلك الرائحة تخللت ملابسها الاخرى .. لا بد من التغيير الكامل .. ابدلت جميع ملابسها بملابس اخرى .. انحنت تفتح حقيبتها للمرة المليون تتأكد من انها لم تنسى شيئا .. اخذت نفسا عميقا قبل ان تخرج من غرفتها .. اقفلتها وما ان استدارت وهي تضع المفتاح في حقيبتها حتى جاءها ذاك الصوت الذي تشمئز منه : غريبة متأخرة اليوم – وهي تنشق الهواء – ما اشم ريحة العطر اللي تتسبحين فيه .

رفعت حاجبها وتقدمت من سناء : اقول .. خلج بعيد عني .. وما في داعي كل هالاهتمام .. اخاف بعدين اتعود عليه .. وبصراحة اذا تعودت على شيء صعب اني اخليه .. واخاف اموت من بعدج .

وضعت يدها على وسطها .. وبغيض : تطنزين ( تستهزء )
هزت رأسها وبوجه بريء قالت : حشا لله – ابتسمت – عن اذنج يا حرمة اخوي .

زفرت .. وبعدها انصرفت لغرفتها .. كان جالسا على الارض عند نهاية السرير .. منحنيا الظهر يقلم اظافر قدميه .. دنت منه .. وبغيض جامح جلست على السرير .. ببرود : خير ..شو فيج حبيبتي .

ابتسمت بمكر .. وهي تزحف حتى اضحت خلفه .. حركت يدها بحنيه على جانب وجهه : سعوودي .
دون ان يرفع نظره : هاااااااا .

- امممممم حبيبي .. شو رايك تاخذلنا بيت .. ونطلع مني ..
انهى اخر ظفر .. وضعه مع اخوته على ورقة المناديل .. ولفها : لا يا روحي – قام ونظر لها وهو يمسك وجهها بكفيه – ما يصير نخلي البيت لاخواني .. وهذا بيتنا فديتج .

انزلت كفيه بعنف .. وادارت وجهها بزعل مصطنع : بس انا مب مرتاحة .. وابوك ع الطالعة والنازله يحارش في .. ومب ماخذه راحتي واخوانك هني .

جلس بجانبها ناظرا لوجهها .. وشفاهها البارزة : يا روحي .. يا عمري صبري علينا شوي .. وترا اخواني مب دوم فالبيت ..
تهلل وجهها فجأة وهي تضغط على شفتها السفلى : انزين حبيبي .. غرفتنا صغيرة .. وبعدين انت عندك جناح بروحك ليش ما ننقل فيه .
- وريم .

قامت صارخة : انت بعدك تحسبلها حساب .. وليش ما تطلقها .. وبعدين انت كنت تقولي انك ما تحبها .. واشوف العكس الصراحة .

ربعت ذراعيها على صدرها .. واعطته ظهرها .. وساقها تلك لا تهدأ من الاهتزاز .. طوقها من الخلف منحنيا على كتفها : يا روحي .. لا تزعلين .. ولا يصير خاطرج الا طيب .. من باكر ننقل للجناح ..

التفتت له .. وبدلع يقتله .. ويذيب رجولته التي كان يظهرها على ريم .. وكلمات تحيل ما يختبيء خلفه من رجولة الى سراب .. قالت وهي تطوق رقبته بذراعيها : سعودي .. طلقها وارتاح .

التهمهما بنظراته : مب وقته .. ترا حلاتج تزيد ع الصبح .

,‘,

الصبح الذي تدمر فيه محمد جراء جرعة زائدة .. لم تصل الاسعاف بعد .. وهو ما ان وصل حتى طار الى غرفته .. هناك كان ممدا على الارض وجدته تحاول فيه لعله يستيقظ .. والاخرى واقفة مستندة على الجدار تبكي بخوف .. وصل وبسرعة ابعد والدته عنه .. تحسس انفاسه بظهر كفه وهو يصرخ : شو صار ؟ ..

لترد والدته : وديمة عطته الدوا وبعدها ما ندري شو صارله ..
انحنى يستمع لنبضات قلبه : قلبه ضعيف – اخذ يضغط عليه بخفه – لازم اخذه للمستشفى – صرخ في وسط توتره – اي دوا عطيتيه ؟
تلعثمت : ما اعرف .. مكتوب عليه حبتين .
ارتجفت شفتاها .. ويداها اضحى لونهما احمر بسبب دعكها لهما .. حين صرخ : حبتين شو .. طلعيه لي بسرعة

كان يضغط على صدر محمد .. ويعود يستمع لنبضه .. بعثرت الادوية امامها .. تبكي بقوة وتردد : والله مب قصدي .. والله مب قصدي

ليصرخ بها ان تحضر الدواء وهو يرفع محمد عن الارض .. دنت منه .. تمد له علبة الدواء بيد مرتجفة : مكتوب عليه اثنين .

صرخ : اثنين شو يالعمية .. ما تشوفين الواحد .. مكتوب نص مب اثنين – صرخ بها – حطيه فمخباي ( جيبي ) .

وبعدها هرول مسرعا ومحمد بين ذراعية .. لا حياة فيه .. سوى انفاس خافتة .. وقلب على وشك التوقف .. نزلت على الارض تبكي .. وهي تسمع كلمات امها المحملة باللوم ..دفنت وجهها في ركبتيها .. و رددت من وسط شهقاتها : والله ما شفته انه نص .. والله ..

انطلق بسيارته بعد ان اراح جسد محمد في الكراسي الخلفية .. سلك الجانب الايمن من ذاك الطريق متعدد المسارات .. فتلك الجهة غير مزدحمة كما الباقي .. ابطء من سرعته .. ليتفقد محمد .. التفت له واضعا كفه الايمن على صدره .. لا يزال قلبه ينبض .. ارتاح .. واذا به فجأة يندفع للامام .. ويندفع مع اندفاعه جسدها .. خافت .. فنزلت مسرعة تقف امام بابه صارخة به : عّمي ..ما تشوف ..

انزل زجاج سيارته : سامحيني ياختي .. الله يخليج خوزي من طريجي .. مستعيل ..
تخصرت وهي تزم شفتيها : لا والله .. تقتل القتيل وتشرد .. مب خايزه الين ايون الشرطة يشوفون صرفه وياك ..

ضاق ذرعا بها .. بعثر اوراق الدرج الصغير .. واخرج ورقة وقلم وكتب لها رقمه على عجل .. مده لها وهو يترجاها : اندوج رقمي .. وخليني اروح يا بنت الناس .. ولدي مريض ولازم اوصله المستشفى
- والله عيب عليك .. ريال شكبرك وترقم .. لا وبعد تتعلث ( تتعذر ) بولدك .

زفر بعنف .. وفتح باب سيارته .. ليجرها من يدها بعيدا عنه .. وبعدها يفتح كفها ضاربا بالورقة فيه : هذا رقمي
ادخل يده في جيبه .. واخرج محفظته .. وهو يسحب بطاقتان منها.. صرخت : انت شو تسوي .

سحب يدها من جديد ولا تزال تلك الورقة فيها : هذي هويتي .. وهذي بطاقة الليسن – نظر لها بغضب – خليهن عندج .. عشان تظمنين حقج .

تصلبت في مكانها .. لا تعرف ماذا تقول .. او ماذا عساها تفعل .. مر بسيارته مسرعا .. تمتمت وهي تلتقط انفاسها : مينون .

اسرعت الخطى الى سيارتها .. سحبت حقيبتها من على الكرسي .. ورمت فيها ما يخص سعود .. رقم هاتفه وبطاقاته .. اعادتها وسحبت هاتفها القابع بجوارها بيد مرتجفة .. فما حدث شيء اثار خلاياها .. لمسها بعنف .. استغفرت ربها اكثر من مرة وهي تضغط على ارقام هاتفها .. يجب ان تطلب سيارة اجرة .. فسيارتها تلك لن توصلها لوجهتها وقد كسرت انوارها الخلفية .. وذاك الموعد ينتظرها .. لا بد لها ان تصل في الوقت المحدد .. زفرت وهي تجلس في سيارتها واصوات السيارات المارة ترهقها .. وايضا اولئك الشباب الطائش .. وصراخهم كلما مروا عليها .. عادت لتستغفر من جديد وهي ترى رجفة يدها .. لم يلمسها انسان غريب يوما .. وهذا السعود لمسها بقوة .. تساءلت في نفسها .. هل ابنه فعلا مريضا ؟ .. فهي لم ترى احدا معه .. نفضت راسها من تلك الافكار .. وهي تسحب حقيبتها وتخرج بطاقة هويته . قرأت اسمه .. وتمتمت : شكله ما يكذب .. والا حد يتوح ( يرمي ) اوراقه ع انسانه ما يعرفها بهالشكل – اخذت تضرب بها على راحة يدها بخفة – بس شكله وسيم ..

ضحكت على كلامها وهي ترى سيارة الاجرة تقف خلف سيارتها .. تاكدت من اخذ جميع الاوراق المهمة وترجلت .. بعد ان هاتفت من سيأتي لاخذ سيارتها للتصليح ..

,‘,

,‘,

نفس ذاك الصباح كان لا يزال ليلا على اجواءها الكندية .. تاخروا في الوصول .. فتلك المسافة طويلة جدا .. ارهقتهما .. كما ارهقهما الانتظار في قاعات المطارات .. وتقلب الاجواء وتاخر الرحلات .. ومع كل ذاك التعب ها هي لا تستطيع العثور على حفنة نوم تريح جفونها .. تقلبت على ذاك السرير الغريب في فندق "السفارة " .. لا تعلم لماذا اصر طارق على هذا الفندق .. مع انها الحت عليه ان ينزلان في احد الفنادق الصغيرة .. لكنه انسان لا يأبه بالمال .. دائما كان يقول " اذا لديك مال فاستمتع به " ..وهو اراد ان يستمتع قبل ان يصبح ابا .. كم ان هذه الكلمة تفرحه جدا .. حين وصولهما كان خائفا جدا بعد مكالمته لشهد .. فلقد اصر ان هناك شيء ما تخفيه .. فصوتها لا يطمأن .. لم تستطع اقناعه بان زوجته وحبيبته بخير الا بعد ان هاتفت الجميع .. والدتها واختها ريم وعمتها .. حتى انها تكلمت مع عليا ليصدق ان تلك التي تملكت قلبه وروحه بخير ..

ابتسمت وهي تجلس على السرير مرخية ساقيها للاسفل .. وتساءلت هل نام بعد ذاك القلق .. هزت رأسها مستبعدة فكرة الاتصال به .. فقامت واقفة .. تنظر الى تلك المياة المندفعة من تلك الشلالات .. شكلها مخيف في ظلام الليل .. وضعت يدها على زجاج النافذة .. كانت باردة مما جعلها ترتعش لبرهة .. تلك الشلالات تشبه حياتها في الاشهر الماضية .. اعتقت النافذة من ملمس يدها الحارة .. وجلست على اقرب كرسي مرخية رأسها للوراء .. لا تشعر بالنعاس .. ولعل السبب هو ذاك النوم المتقطع على طول تلك الرحلة .. هي هنا الآن بعيد عن اهلها .. عن امها التي تبكي غيابها حتى الساعة .. لو انها استمعت لهما هل كانت ستصل الى هنا ؟ .. وهل كان انقياد سارة لقرارات والدها في صالحها ؟ .. هل كان حكيما في ذاك اليوم ..

انحنت للامام وهي تزفر انفاس الملل .. فهي تذكر ذاك اليوم جيدا .. كما تذكره سارة بجميع تفاصيله ..

نزلت تجري بخوف للاسفل .. الى غرفة والدتها شيخة .. شيخة التي كانت تجهز ملابسها التي سترتديهن في حفلة عقد القران .. حفلة ابنتها .. اول بنت من بناتها ستتزوج .. كانت قد اخرجت علب البخور الفاخر والعطور التي ستستعمل في هذه الحفلة .. ولم تنسى حبات العود حتى يتبخر به الرجال .. دخلت عليها تناديها .. التفت لها واذا بها تزجرها : ليش مب لابسة .. الحين بيي اخوج ياخذكن لصالون .. وين خواتج ؟

عادت ترتب ملابسها وهي تتكلم : ياللا فديتج روحي خبري روضه وخبري العنود .. ناصر ما بيلسلكن .. وراه شغل للريايل ..
بصوت خائف : امي .. روضة مسكره ع عمرها الباب .. وتقول ما تريد تعرس ..

شو .. صرخت بها شيخة .. وهرولت وهي تردد : يا فضيحتنا .. يا فضيحتنا ..

طرقت الباب .. تهز المقبض بعنف .. وتصرخ على روضة لتفتح الباب .. لتصرخ الاخرى وهي جالسة على سريرها بهلع : ما اريد اعرس ..ما اريد افتح الباب

مر الوقت وهي فالداخل وشيخة وبناتها فالخارج .. كان الجو كما لو ان كهرباء عالية التردد ضربته .. وصل ناصر .. ليهوله ما يحدث ولتشل اوصاله مما يسمع .. طرق الباب بعنف : الحين يايه تقولين ما اريده .. فتحي الباب ..

كان صراخه عاليا .. فجعلها تترك السرير وتتسمر على الجدار تبكي : ما اريد ..

كل شيء بدى خارج السيطرة .. اليوم الاحتفال وعقد القران .. والناس المدعون ماذا سيقولون لهم .. صعد يتعكز على عصاه الصفراء .. فالاصوات وصلته .. كان وجهه مشرأب بالغضب .. ضرب على الباب بكل عنف وقوة : لا تفضحينا يا مسودة الويه .. فتحي الباب .. والا والله ما يصير لج خير .. فتحي ..

حاولوا معها بكل الطرق .. بالتهديد والوعيد ... وبالهداوة والحنان .. ولكن هي هي .. لا تريد الخروج .. ليصرخ بعدها عبيد : ياليتني ما يبتج ولا يبت اخوج يوم هذي سواياكم ..

كانت صرخة اخترقت الجدران لتسمعها اذان اخرى .. وبعدها بدأ يهدأ لينادي سارة لتتبعه للاسفل .. وبقي الاخرون يحاولون مع روضة .. كان وجهه الغاضب يخيفها .. اخذها الى مجلس الرجال .. ووضع يده على كتفها : اسمعيني يا سارة .. ذياب ولد عمج والنعم فيه .. وانا ما اقدر ع الفضيحة مرة ثانية .. الناس بيوصلون الليلة .. والمليج ( الشيخ ) بيكون موجود

كان يتكلم .. وكان قلبها يبكي .. لماذا ؟ هل ستكون كبش الفداء .. مالذي يقوله والدها .. في ذاك اليوم وفي تلك الساعة جاءت مريم مع ابنتها هاجر وريم وميثة .. كان لا بد من الحضور الباكر حتى تساعد اختها ولتكون الفرحة اثنتان كما كانت تردد مريم على مسامع زوجها قبل وصولهن .. وكانت دموع الالم قد تغلبت على دموع الفرح في تلك الساعة .. فشيخة لا تعلم ما تفعل .. وحتى انها لا تدري بمضمون ذاك الاجتماع بين زوجها وابنتها .. فكانت فرحتها ناقصة .. لم تكن فرحتان ولا حتى فرحة واحدة .. دخل عبيد غرفته ذات الباب المفتوح على مصراعيه .. ليزف جملته الى شيخة : خلاص .. كل شيء بيمشي مثل ما هو .. والعروس بتكون حاضرة ..

ضربت فخوذها بألم وهي تبكي وتردد : يا ويل حالي .. يا ويل حالي يا مريم .. شو بنقول لناس .. وروضه هي العروس .. والحين سارة .. يا فضيحتنا ..

احتضنتها من اكتافها : استهدي بالله يا شيخة .. يمكن هاجر تقنعها .. واذا ما اقتنعت ما بيدنا غير نكذب .. نقولهم ان سارة من اول هي العروس ..

ولا تزال تضرب فخوذها وتبكي : وروضة .. ابوها حالف ان طلعت ما تشوف خير ..

- بنقولهم مريضة .. يا بنت الحلال بسج صايح .. بتدبر .. ياللا قومي خلينا نجهز المكان ..

ولا قدرت اقنعها .. قالتها بهمس لجدران تلك الغرفة .. واردفدت في نفسها : وتحملت سارة حكم ابوها .. بس الين متى نداريهم على حسابنا .. ليش دايم يسون الف حساب لكلام الناس .. وينسون عيالهم ..

,‘,

اتمنى انه يكون نال اعجابكم


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:42 PM   #52

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

التاسع عشر



,‘,

الجو غائم .. فهناك بعض السحب السوداء التي تبشر بهطول زخات من الامطار .. سوداء بسواد الاجواء التي تحيط بعيسى بعد سماعه من ايمان بوجود خولة في المنزل .. تذمر وهو يحتسي كوب شاي .. بعد وجبة الغداء الدسمة التي تناولها .. استنكرها في باديء الامر .. فايمان لا تجيد الطهو بمثل هذه الجودة ..وحين سأل لم تجبه عن من قام بالطهو .. مع انه تمنى لو تعود خولة معهم ليتذوق الطعام الذي كانت تعده باتقان تام .. كالطعام الذي كان بين يديه .. وبعد ان القت على مسامعه وجود خولة في المنزل .. ايقن بان تلك الوجبة التي تناولها بمعية اخته ايمان من صنع يديها ..


كانت تنظر اليه بتوتر وهو يرشف من ذاك الكأس الشفاف الذي لم يتبقى في جوفه الا القليل من الشاي الاحمر قليل السكر .. كانت ملامحه ساكنه برغم غضبه الذي كان حين سماع الخبر .. ارتشف آخر قطرة .. وهو يضع الكوب من يده تحت انظار ايمان : ما اريد اشوفها خير شر .

بعدها قام واقفا .. فقامت هي معه ..حتى اضحت امامه .. وبنبرة يشوبها التوتر : بس اذا عرفت ؟

نظر اليها وبحزم قاطع : واذا عرفت .. انتي ما سويتي شيء غلط .. ولا انا سويت شيء غلط .

سحب " طاقيته " عن رأسه وهو متوجها لغرفته .. احس باغلاق الباب .. فادرك انها كانت تستمع لهم .. ولعلها كانت تنظر اليه .. يعلم بانها تحبه كما يحبها .. فطيبتها احتوته سنوات طوال .. ولكنه عنيد .. فتلك الصفة ورثها من جده والد والده .. كان عنيدا لا يثنيه شيئا عن قرار اتخذه .. دخل الى غرفته الصغيرة .. حث الخطى نحو دولابه الصغير ذو البابين .. لينتزع له ثوب نوم مريح .. لعله يغفو قليلا بعد عناء يوم شاق في العمل ..


القى بجسده البدين بعض الشيء على ذاك السرير .. واضعا ذراعه اليمين على جبهته قريبا من عينيه ..يوقن اشد الايقان بانها لن تخرج .. لانه يعلم بانها تحترم قراراته حتى لو كانت ضدها هي .. جفونه لا تريد ان تحتظن عينيه .. فعقله ذاك يسلطهم على عدم النوم .. هو مشتاق لها .. يتمنى ان تدخل عليه .. فتخيلها تفتح الباب على مصراعيه هاجمة عليه .. تصرخ في وجهه بان ما يفعله خطأ .. وبأن حياتها مع جاسم كما كانت تتمنى .. ابتسم على خياله ذاك .. فهو مستحيل ..


انقلب على يساره لعله يجد النوم الذي يطلبه .. اما هي فتداركت دمعة قبل ان تجرح وجنتها .. مسحتها بسبابتها .. ثم مدت ذراعها للوراء حيث تقبع " الكوميدينة " على الجهة الاخرى من السرير .. فهاتفها ذاك قد يكون المنقذ لها .. الهاتف مغلق او خارج نطاق الخدمة .. ترددت كثيرا على مسامعها ..فاحتظنته بكفيها بين فخذيها .. تشد عليه وكأنها بذاك الفعل تشد على قلبها .. لا تشعر بالراحة .. فهي في سجن .. وعيسى هو السجان ..


مرت الدقائق وهي على حالها من الجلوس .. تتساءل عن ذاك الحديث الذي سمعته .. ماذا يقصدان ؟ وعن اي خطأ يتحدثان ؟..

اعتقت الهاتف من كفيها .. واذا بها تجلس على ركبتيها .. وتلك حقيبتها لا تزال الملابس مطوية فيها .. فتحتها واذا بها تبحث عن مستودع مشاعرها .. عن ذاك الدفتر الذي هجرته مدة لا بأس بها .. وهاهي تعود إليه .. تتصفح الاوراق .. تضحك على اول كتاباتها فيه .. وتبتسم على ذكرى ايام تلك السطور .. اصابعها تقلب تلك الاوراق الملطخة بالحبر .. حتى صارت قاب قوسين من آخر ما خطه قلمها :


احبه .. ممكن ..

ولكن الاكيد انني اصبحت اشتاق له .

اشعر انه يحبني ..وكم اتمنى ان ادخل الى قلبه واتأكد .

اتمنى معرفة سبب ذاك التحول .. هل اخطأت بحقه دون قصد مني ..

ام ان هذه شخصيته التي لا اعرفها .




اغلقت الدفتر بعد تأملها تلك الحروف .. واذا بها تحتظنه لتترك لتلك الليلة ان تعبث بها .. وتبعدها عن المكان .. تلك الليلة المغايرة في حياتها .. كانت يومها سعيدة .. تعرفت على بعض النسوة هناك .. يبدو انهن من اهل جاسم .. ابتسامتها لم تكد تفارقها حتى تعود اليها .. الجو مليء بالاغاني .. وفتيات يرقصن .. والكثير من الفاتنات في تلك الحفلة التي كانت عالما مختلفا لها .. متوترة لان هناك من يرقبها بنظرات قاسية .. على تلك الطاولة القريبة من منصة العرسان .. ترفع نظرها دقائق اذا بها تحدق بها .. امرأة بفستان راقي جدا .. ذا لون احمر .. كدماءها التي باتت تغلي في عروقها .. هل هي اخت جاسم .. ام لعلها قريبته .. رن هاتفها .. سحبته من على الطاولة .. فهناك من سيريح قلبها .. جاسم يتصل بها .. الاصوات عاليه وبالكاد تستطيع سماعه .. قامت على عجل تحمل حقيبتها الصغيرة مستطيلة الشكل بكفها مع هاتفها .. ولا تزال تلك النظرات تتبعها ..


كان هناك ينتظرها .. سيعودان الى المنزل .. يلفها استغراب.. ووجه جاسم المتغير يثير في نفسها الخوف .. لم تتكلم بعد ذاك السؤال الذي طرحته .. ولم تجد عليه جوابا : ليش تبانا نرد والعرس بعده باوله ؟


ترجلا .. فمشى ومشت خلفه .. هدوء قاتل يسيطر على المكان .. دلفا الى المنزل .. وما هي الا لحظات حتى انقض عليهم بكلامه .. توقفت هي قبل ان تصعد السلالم .. اما جاسم فقد هب من على مقعده بفزع : انت لاحقني لهني ؟


اقترب منه بغيض : اسمع يا جويسم .. تعرس .. تطلق ما يعنيني .. بس انك تزفها وياك لحفلة بنتي ما ارضى .. عمرك ما سويتها مع وحدة من حريمك .. ليش هذي

وهو يؤشر لها بسبابته .. حتى احست بتلك الاصبع تخترقها .. ازدردت ريقها ونظرت لجاسم بخوف .. الذي تقدم اكثر لوالده .. ومن بين اسنانه : سمعتني كلام فالعرس وسكتت .. بس انك اتي هني وتزيد فما اسمحلك .

- وتسمح لها هي .. اللي لا من ثوبنا ولا من مستوانا تخالطنا ..


شدت قبضتها اليمنى حتى غارت اظافرها في باطنها .. لم تشعر بالالم .. فهناك الم اكبر ينساب اليها عبر آذانها .. سياط يجلدها بها من يقال عنه عمها .. ارادت الانسحاب ولكن قدماها تسمرت حتى باتت لا تقوى على تحريك ساقيها .. صرخة منه قبل ان يخرج : اذا تحبها يا جاسم .. فتحمل كل اللي بييك وبيها ..


وبعدها غادر .. كلام كثير قيل لم تعيه .. بل انها لم تسمعه .. وذاك المتسمر امامها يبدو عليه الغضب .. فانفاسه تكاد تصل اليها .. اغمض عينيه ليرفع رأسه قليلا .. زافرا انفاسه دون رحمة .. ليلتفت بعدها لتلك الواقفة دون حراك .. وذاك السائل الثخين مل المكوث في راحتها لينزلق على عباءتها مختفيا في سوادها .. اقترب منها ماسكا رسغها .. نافضا قبضتها : مينونه .


واذا به يجرها .. يجلسها هناك كدمية بلا روح .. كانت تنظر لكفها المضرجة بالدماء في راحة كفه .. يطببها .. ويتمتم بكلمات احست بهن حبه : ما عليج من كلامه .. ولا اريدج تكونين ضعيفه .. انتي دخلتي عالم جاسم اللي ما يرحم – رفع نظره لها بعد ان ضمد جرحها – لازم ما تتأثرين بكم كلمة تنقال .. فعبد العزيز واهله اللي يقولون انهم اهلي ما يرحمون .


الله اكبر .. الله اكبر .. ايقضها اذان العصر من تلك الذكرى .. تريد ان تستوعب ما حدث .. او تتذكر ما قيل بين الكلام .. لكنها لا تستطيع ..وكأن ذاكرتها مسحت .. لا تذكر الا اول الكلام وآخره .. وكلام جاسم الذي لم تفهمه حتى الساعة .. كل ما تدركه ان جاسم تغير بعدها .. ابتسمت وهي تضع دفترها على الارض لتحمل تلك العلبة الصغيرة .. هناك تقبع هديته لها .. هنا روحه .. لا تزال معها ..

,‘,


كما لا تزال تلك الاوراق في حوزة فاطمة حتى اليوم .. كان بالامس واقفا امامها يرمي بها في يدها .. ويبتعد .. تتأمل رقم هاتفه .. سهل الحفظ .. اربعة ارقام تكرربعضها بشكل لا ينسى .. رمت بكل شيء من يدها .. وقامت لتخرج من غرفتها .. لكن سرعان ما عادت لتجلس على السرير وتسحب هاتفها .. الوقت مبكر .. ولكن لا بأس من الاتصال به .. بلعت ريقها وقلبها يقرع طبول قلق اتضحت في انفاسها .. عليها ان تنهي كل شيء .. كومت الارقام امامها على تلك الشاشة واذا بها تضغط على زر الاتصال .. يرن ..


مر الوقت ولكن لا من مجيب .. فزفرت بخيبة امل : يا ربي .. يعني لازم هالمواقف المحرجة .. امس ياللا ياللا قدرت اسيطر ع عمري وانا مقابلتنه .. بس الحمد لله كل شيء صار اوكي – نظرت لهاتفها واعادت الاتصال – والحين لازم انهي هالموضوع .


هناك كان واقفا في خارج تلك الغرفة التي يصرخ فيها جهاز القلب بصرخات منتظمة .. وهاتفه يحتظنه ذاك الكرسي الذي تعب من اهتزازه المستمر في حجره ..يبدو عليه التعب .. فمنذ الامس لم يبارح المستشفى دقيقة واحدة .. لا يزال ابنه في حالة غير مستقرة .. فقلبه ضعيف لا يتحمل ما تدفق اليه من دواء .. مستندا على الجدار ومربعا ذراعيه على صدره .. يتحدث مع حمد صديقه القريب جدا منه : الحمد لله انها يت على جذي .

- الحمد لله .. وبعد لا تلومها الدوا يديد .. وكتابة الدخاتر الصراحة ما تنقرا تقول تنبير دياي ( حركة ارجل الدجاج على الارض عندما تبحث عن الطعام)

ضحك على كلام حمد .. ليردف الاخر : هيه جذي اضحك .. ومحمد ان شاء الله ما عليه الا العافية .. انزين شو رايك تروح البيت تتسبح وترتاح .


اعتق الجدار من ظهره .. كما اعتق صدره من ذراعيه : لا يا حمد .. ما اقدر اخليه .. انت تدري انه ما يحب يشوف حد غريب .. وجودي يمه مهم .. فاي وقت بيقوم – وضع يده على كتف صاحبه – اريدك تخطف ع البيت وتيبلي ملابس .. لي ولمحمد .. انا كلمت الوالده وقلت لها تجهزهن .




تركه حمد .. ليعود الى محمد .. يتحسس جبينه بيده .. ويطبع قبلة ابوية حانية على جبينه .. الهاتف تعب من الرنين وعاد ليرن من جديد .. دون صوت سوى صوت ذاك الاهتزاز .. الذي جعل سعود يخطفه بسرعة ويخرج من الغرفة .. الرقم ليس معروفا .. رد .. واذا بصوتها المرتجف يلقي التحية على مسامعه .. وبعدها تتلوه بالسؤال ان كان من معها هو سعود .. ليجيبها : هيه نعم .. منو وياي ..


بتوتر واضح قالت .. وهي تلف سماعة هاتفها على اصبعها وتعيد فكها مرارا : انا اللي صدمتها امس .. شوف اخوي انا للحين ما علمت اهلي .. والصراحة مالي خلق سين وجيم منهم .. والسيارة مب طايعين يصلحوها الا بورقة من الشرطة ..


وتتابع التذمر من قبلها .. شد اعلى انفه باصبعيه .. وهي لا تزال تتحدث .. تخرج من موضوع السيارة لموضوع ما يخصه وكيف ستعيده له .. وترجع وتسأل ماذا عليها ان تفعل .. حتى بدى الانزعاج منها على ملامحه .. فكلما هم بالكلام قاطعته .. حتى فاض به الغضب صارخا : ممكن تسمعيني .


وضعت اطراف اصابعها على فيها .. وكأنها استوعبت اخيرا انها كالراديو اذا تحدث لا يخرس ..ليأتيها صوته مطمأنا لهواجسها .. وبأنه سيتدبر كل شيء .. اما عن ما يخصه فلا بد للقاء .. وانتهت المكالمة على اتفاق الطرفين بالاتصال مرة اخرى لتحديد موعدا بينهما وانهاء كل شيء ..


في خضم كل ما حدث معه .. نسى امر زوجة المستقبل التي كان اللقاء بها بالامس ليلا .. فعقله تبرمج فقط ليكون مع محمد لا غير .. وتلك التي انتظرته حتى الساعة العاشرة ليلا بتوتر مستفحل .. لم يتذكرها .. حتى والدته نست امرها وامر ذاك اللقاء الذي شرعه الله ..

قامت بكسل عند الساعة الحادية عشر .. فهي لم تنم .. فلعلهم لا يرغبون بها ويتهربون من اتمام كل شيء .. فما كان منها الا البكاء حتى اصبحت عيناها حمراء منتفخة .. وقفت امام مرآتها .. تنظر لملامح وجهها .. وهناك نظرة كره قد استوطنتها .. وكان لا بد من الكلام .. خرجت لتنفجر في وجه والدتها واخواتها الصغار .. بعد ان اخبرتها والدتها سبب عدم مجيئهم .. لتنفجر بغضب : مب قاتله عمري عليه .. اول قلتوا انه راح دوره .. والحين ييا دور ولده .. من زينه يعني ايلس اترياه .. خلوه يولي ..

- استغفر الله العظيم شو بلاج .. الريال معذور ..

- لا مب معذور .. انا مب لعبة فايدهم .. خاطبيني وللحين حتى ما شفته ولا شافني .. وبعدين .. يعني كل مرة بيطلعلي بعذر ..

- ابوج يمدحهم .. والريال والنعم فيه ..

-ما يهمني – وعادت ادراجها ثم التفتت لتردف – ولا باخذه الا بشروطي .. خبري ابوي ان عندي شروط .. والا النسب يتعذرهم .. مب مجبورة اعرس واخذه .


,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:43 PM   #53

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘,

موزة ليست مجبرة على القبول بسعود زوجا لها ... كما تم اجبار سارة على الزواج من ذياب .. او كما تم اجباره هو على الزواج بها .. ولكن ما يحدث معه بدأ يشتته .. هو لا ينكر بأنه تقرب من سارة كثيرا في الاشهر التي تبعت حفلة يوم عقد القران.. فكانت تلك الاتصالات بينهم كفيلة ان تحول قلبه اليها ويبتعد عن روضة .. التي خذلته في ذاك اليوم .. وخذلت والدته التي كانت تتمناها له ..دلف الى سيارته " الكابرس " البيضاء ..بعد ان انتهى من عمله الأمني في قسم الشرطة .. يحمد ربه كثيرا ان عمله اضحى مدنيا .. فهو لا يطيق ارتداء البس الرسمي .. ما ان حرك سيارته حتى اصدر هاتفه تلك النغمة المنبهة بوصول رسالة ما .. ابتسم .. فتلك السارة عجولة جدا .. واذا تأخر لا بد من الاطمئنان عليه .. ينظر الى الطريق وبيده هاتفه .. يسترق النظر الى تلك الرسالة .. تعابير وجهه تغيرت فتلك الرسالة القصيرة ادخلت الضيق الى صدره .. مسحها ورمى به بجانبه ..وهو يتحوقل بصوت يشوبه التعب .. زفر انفاسه الغاضبة وتابع طريقه .. فلا يجب لسارة ان تعلم بأمر تلك الرسائل .. فيكفي انها تشعر بانها غير مرغوب بها في منزله .. اوقف سيارته وولج الى منزله البسيط .. وكما توقع هاهي تنتظره في الصالة .. لتجري مسرعة له .. بخطوات يكللها الشوق .. لتقبله عن اليمين وعن اليسار .. ثم تبتسم وهي تضع يداها خلفها .. وتردد : احطلك الغدا ؟


اسلوبها الطفولي يريحه كثيرا .. وينسى معه تعبه .. يمسك خديها باصابعه حتى تبان تجعيدة جبينها من الألم : بتسبح .. وبتغدا .

وضعت كفها على وجنتيها : حرام عليك يعور .


لينفجر ضاحكا وهو يبتعد عنها متوجها لغرفته .. اعدت كل شيء مسبقا .. ليس عليها سوى حمل صينية الطعام الى الصالة وتنتظره .. انزلت الصينية .. واذا بها تقف لترفع بنطلونها " الجينز " الاسود .. وتبتعد عن المكان متوجهة الى حيث هو .. ما ان دخلت حتى رن هاتفه .. اقتربت من السرير حيث يقبع .. وبعدها تنحني قليلا ويداها على ركبتيها .. تتأمل ذاك الرقم .. ليس بالرقم الغريب .. فهي تعرفه .. بل انها تحفظه جيدا .. خرج من دروة المياه ( اكرمكم الله ) وهو يداعب شعره بتلك المنشفة البيضاء .. ليبعد قطرات الماء عنها .. ما ان تبادى لها حتى رفعت جذعها .. واستنكر هو فعلها .. لتبتسم : في حد يتصل عليك .


اقترب وهو قاطب جبينه .. وقبل ان ينطق رن من جديد .. انتشله من احظان اللحاف البنفسجي .. ولا تزال نظراته عليها .. يخاف من ان تعرف .. نظر الى الرقم .. فتلعثمت ملامحه .. ليبتعد عن المكان .. حتى لا تسمعه .. ويعود بعدها .. ليخبرها بان عليه الخروج .

هبت واقفة بعد ان كانت جالسة على السرير : وين بتروح .. توك راد .. حتى ما تغديت .

تنظر له يرتدي ثوبه .. ويضع " الكاب " الاسود على رأسه : شغل .. ما بتأخر .

لتضرب بعدها السرير بقبضة يدها وهي تجلس .. لعل غضبها يمتصه ذاك السرير الذي تتشاركه مع ابن عمها .. احترقت خدودها بنار تلك الدموع .. لتردد بعدها : شو ذنبي .. شو ذنبي اني صرت بدالها .. وشو ذنبي اني تعلقت فيك ..


نداء ام ذياب لها .. جعلها تقف مكفكفة دموعها .. لتأخذ نفسا عميقا .. وبعدها تخرج .. ليأتيها سؤال عمتها عن ابنها .. ولماذا لم يأتي من عمله بعد .. تقدمت منها وهي تردد على مسامعها انه لا يزال في عمله .. فتمشي معها متوجهتان حيث تقبع تلك الصينية .. لتجحظ عينا ام ذياب صارخة : حق منو هذا كله .. كم مرة قلتلج لا تحطين عيش ( أرز ) وايد .. كل اللي فالبيت اربعه .. وبعد الشغاله مب ذاك الزود اكلها .


تأففت من ذاك الموال الذي دائما يتكرر على مسامعها .. فعمتها تلك قريبة من حدود البخل .. او لعلها قد دخلت حدوده .. لا تشعلي التكييف دائما .. لا تتركي الاضواء منارة .. لا تسرفي من الماء .. والكثير من الاآت .. فتلك المرأة لا تزال حاقدة على ما حدث لابنها بسبب ابنة عمه .. ولا يوجد احد امامها سوى سارة لتظهر ذاك الحقد عليها .. حتى احيانا تشعر بانها هي الخادمة لا تلك الاندونيسية ..

انحنت لتحمل الصينية : ولا يهمج عمتي .. ما يصير خاطرج الا طيب .

وابتسمت لها على مضض .. وبعدها اختفت .. لتزفر الاخرى : استغفر الله .. انتي وين وروضة وين .. ياليتها كانت بدالج .


,‘,

كما تتمنى ام ذياب روضة مكان سارة .. تتمنى رنيم ان تكون مكان جود .. فتلك المكانة التي تسيطر عليها جود عند فيصل .. تثير في نفسها غيرة جامحة .. اليوم ستصل معه من رحلة سفر دامت اسبوع .. اسبوع اخر من تلك الرحلات التي دامت اشهر خلت .. ولجت الى المنزل وهي تجري مسرعة نحو والدتها التي استقبلتها بالاحضان : اشتقت لك مام .

لتتشدق رنيم وتردد بغيض مقلدة جود : اشتقت لك مام .


وبعدها تزيل ذاك التشدق بابتسامة لرؤيتها فيصل .. ذاك الفيصل الذي تغير كثيرا .. اضحى جديا .. حتى نظرة عيونه الواسعة اختلفت .. حتى تلك الملامح تبدلت عن ذي قبل .. دخل المنزل بهيبة لم تعد غريبة على اخواته ووالدته .. ولكن هذه المرة هناك شيء ما تغير في وجهه .. فتلك " السكسوكة " جعلته اكثر وسامة .. تقدمت منه لتقبل وجنتيه .. بعكس جواهر التي حيته بالتحية الاماراتية المعروفة عن طريق تلامس الانوف .. واذا به يقترب من والدته ليقع على رأسها مقبلا له .. ثم يحتضنها .. لتصرخ جود وهي تحتضن ذراع ميرة : شو رايج بالشكل اليديد ؟

وهي تتلمس وجهه بكفيها : ولدي طول عمره وسيم .. الله يحفظك من العين .

امسك كفها ليلثم راحتها : ويحفظج لنا يالغالية .

تشتاط غيضا .. ففرحة جود وتلك الابتسامة الواسعة تزيد من مقتها : وان شاء الله انتي اللي قلتيله يسوي هالشيء .. ووع .. طالع مثل الزلمات ( شباب اهل الشام )

- حلاتهم الزلمات .. بيضان .. وانا ياللا اوصل لبياضهم .


علت الضحكات الا منها هي .. ليستأذن بعدها فيصل .. ليأخذ حماما ويستعد للخروج .. تبع تلك الفلبينية التي تحمل الحقائب للاعلى .. فاذا بجود تصرخ عليها ان تترك الحقيبة الصغيرة .. هرولت اليها تجرها وهي تردد : بعطيكن الهدايا ..

نزلت جواهر على الارض بجانبها تساعدها لفتح الحقيبة .. اما رنيم فتشدقت ناطقة : والله وكبرنا وقمنا نييب هدايا .


قفزت وبيدها هدية مغلفة لتجلس بجوار والدتها : شريتلج عطر باريسي على ذوقي .. مام لو تشوفين باريس كيف تكون فالليل وانتي تشوفينها من فوق .. والا برج ايفل يخبل .. لازم اقول لفيصل يشلج ويانا المرة الياية .


مسحت على رأسها .. وهي تأخذ الهدية من بين يديها .. وتقبل وجنتها الشحابة .. تتابعها بنظراتها وهي تخرج الهدايا وتعدد اسماء اصحابها .. فتلك لصديقتها .. واخرى لمعلمتها .. قامت واقفة مبتعدة وبيدها ذاك العطر الباريسي .. كتفت جواهر ذراعيها تدعي الزعل : وانا وين هديتي .. شكلج نسيتيني ..

لتنفجر الاخرى ضاحكة .. وهي تخرج هدية كبيرة بعض الشيء .. وملفوفة باتقان : هاذي لاحلى جوجو فالدنيا – قبلتها على وجنتها – وانا اقدر انساج .


وانصرفت بعدها تحمل هدية اخرى لرنيم .. مدت يدها بابتسامة ونظرات تتمنى ان ذاك القلب القاسي يحتويها يوما .. طال الامر .. وتعبت ذراعها .. والاخرى تنظر لمكان آخر .. غيرت مكانها لتقف قبالة وجهها : رنيم هذي لج .

لتسحب الهدية من يدها بعنف سافر .. رامية بها على الارض .. وصارخة : ما اريد منج شيء .. كل اللي اريده موتج .. ياليتج متي بدال ابوي .

لتنصرف بعدها .. وتقف جواهر واضعة كفها على كتف جود : ما عليج منها ..

ابتسمت على مضض والتفت لاختها : عاادي .. تعودت ..



,‘,

Continue




nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:44 PM   #54

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

,‘,

دخلت بعد ان طرقت الباب .. وبعد ان اذن لها بالدخول .. تناظره وهو يعدل هندامه امام المرآة .. اقتربت منه حين اخذ قارورة عطره المفضل ليسكب منها دون اكتراث على ملابسه .. صارت بجانبه : فيصل ..

كانت نبرتها خائفة .. مما جعله يترك ما بيده ويلتفت لها : خير .. شو بلاج ؟

- جود شو فيها ؟

استنكر سؤالها .. فهو سؤال غريب لم يخطر عليه يوما .. سألها عما تقصد .. لترد: جود متغيره .. مب بنتي الصغيرة .. مب بنتي البريئة .. اللي عيونها دووم تضحك .. شو اللي غير بنتي يا فيصل .. شو استوى وياكم .. ليش مب طايع تريحني .

امسكها من كتفيها : امي جود كبرت .. مب جود الصغيرة هذي كل السالفة .. وانا خبرتج ان فرناند صديق ابوي اشترى شركتنا .. وحطاني مدير عليها ..

- مب مرتاحة يا فيصل .. جود فيها شيء – احتظنت جانب وجهه بكفها – اوعدني تدير بالك عليها ..

- يالغالية شو بلاج اليوم .. كل مرة نسافر ونرجع .. بس انتـ...

قاطعته : اوعدني.

لثم كفها من جديد : اوعدج .. وتطمني جود ما عليها الا العافية .. الحين لازم اطلع وراي شغل .

تركها وهي تحاول ان تصدقه وتكذب احساس الام الذي انتابها ..

,‘,


بخلاف الام الاخرى .. التي لم تشعر يوما باحاسيس ابناءها .. او بالاحرى ابنيها .. كانت بعيدة جدا .. والآن هي بعيدة اكثر .. فبعد القلب زاد عليه بعد المكان .. وصل ليلا الى الاراضي الالمانية .. لعل هذه الرحلة الخامسة في حياته لهذه الارض .. اولها كانت رحلته مع نصفه الاخر قاسم .. كل شبر يمر عليه يذكره به .. بمزاحه .. وضحكاته .. لكل مكان هنا حكاية .. حكاية الم .. وحكاية قصة حب عاشها مع توأمه .. قصة حب لم تكتمل .. واليوم هاهو يقف ناظراً الى ذاك المبنى الكبير .. ثالث زيارة له لهذا المكان .. مكان يحتوي اناس لا تحكمهم عقولهم .. وقف طويلا .. فهناك انسانة تنتظره .. يجبر نفسه على زيارتها .. حتى وان كانت لا تستحق .. فهي تبقى امه .. اخيرا اعطى مخه لقدميه اوامر بالتحرك .. ليلج الى الداخل .. ويمر به الوقت جالسا امام ذاك الطبيب الذي يخبره للمرة الالف بان لا فائدة من العلاج .. وان ما ذهب لا يمكن ان يعود .. خطى معه الى تلك الغرفة التي تحتظنها منذ ما يقارب الاربع سنوات .. فهو ابعدها عن الجميع .. ابعدها عن كلام الناس الذي لا يرحم .. ابعدها عن الصحافة التي تعبت وهي تبحث عن الدكتورة سلامة محمد .. التي اثرت الامارات والخليج والوطن العربي بندواتها .. وبقوانين التربية السليمة .. ابتسم وكأنه يتذكر تلك التربية التي طالته مع شقيقه .. فمرت ذكرى الوقوف كما هو الان .. لا شيء مختلف سوى المكان والزمان




نظرت اليهما وهي بين يدي تلك التي تطلي اظافرها بعناية : خير اشوفكم هني .

نظر قاسم لجاسم .. وكأن به يحثه للكلام .. لكن الاخر لم يتكلم .. فلا بد اذن من قرصة في خاصرته .. جفل ونظر لقاسم بغيض .. ومن بين اسنانه تكلم بهدوء : لازم انا اتكلم ..

ليرد الاخر بهدوء كسابقه : انت وعدتني .ياللا .

وضعت ساق على أخرى وهي تنفخ على اظافرها : بتتكلمون والا اقوم .

تحنحن واردف قائلا: قاسم يريدج تخطبيله .


تبعثرت نظراته على الارضية .. وهو يشعر بابتسامة جاسم الساخرة .. وبخطوات والدته التي اضحت امامه : ومنو سعيدة الحظ .. والا تريدني ادورلك .. تراني مب فاضية ازور بنات العالم واتخير .

رفع رأسه : موجوده .. بس انتي كلمي ابويه وخليه يروح وياج تكلمون اهلها .

نظرت لجاسم : وانت مب لاقي وحدة بعد ..

- لا .. مب مستعد .. وفرحة قاسم من فرحتي .



اخيرا .. الباب امامه .. وهي هناك خلفه لا عقل بها .. سوى ترهات تلقيها ..تركه الطبيب بعد ان اوصى ممرضتان بالبقاء قريبا .. فحالتها عند رؤيته غير متوقعة .. تنفس الصعداء .. وولج لداخل .. كانت هادئة على ذاك الكرسي .. شعرها منفوش حتى وان بدى مرتبا .. ووجهها شاحب .. وعيونها تلك غارت في عظام وجهها .. تقدم خطوات .. واذا بها تشعر به .. تنظر اليه بتفحص .. ثم تقف مبتسمة .. وتقترب منه وهي تتحدث بنبرة ترافقها ضحكة مجنونة : جاسم .. ياللا خلنا نروح – تمسكه بيده تشده اليها – ياللا قبل ما يضيع كل شيء ..


واذا بها تجلسه على ذاك الكرسي .. تمشط شعره الطويل باصابعها بعنف اوجعه : لازم تتعدل .. شوف شوف – وهي تلف امامه بدورة كامله – انا جاهزة .. ياللا الحين اخوك بيزعل لانا ما استعيلنا ..

امسكها من ذراعيها .. ناظرا اليها .. لعيونها وابتسامتها : انتهى كل شيء . ماله لزمه نروح ..


لتهيج بعدها صارخة بوجهه بالـ لا .. تكررت تلك الـ لا .. وهي تضرب نفسها وتعود تضربه على صدره .. يكابر بوقفته تلك .. فضرابتها موجعه حتى الموت .. لتهدأ بعدها بأبرة .. تحيل اطرافها الى ارتخاء تام .. وهي تكرر : ما انتهى .. انت كذاب .. انت كذاب


لتستسلم بعدها لنوم .. ويجر هو خطواته للخارج .. كل شيء انتهى .. فهي من انهت كل شيء.. وهي من اوصلت نفسها لهذا المصير ..


,‘,

كذاك المصير الذي ينتظره دون ان يحسب له حساب .. خطوات تتوالى على ذاك المكان .. كانت شبه منتظمة .. الكثير والكثير من الاقدام الجارية .. الساعة تقارب منتصف الليل .. والمكان دامس في الخارج الا من تلك الانوار المنبعثة من نوافذ ذاك المنزل في تلك المزرعة البعيدة .. استنفار في الخارج .. وهرج ومرج في الداخل .. وكؤوس عانقت المحرمات .. واعين تلذذت بالمفاتن .. واذان اغرتها مزامير الشيطان التي اخلت بتوازن الجدران من علوها .. شباب وفتيات .. تعددت الجنسيات .. وتعددت الاعمار .. وهو يجلس فاغر فاهه ينظر لتلك الراقصة .. او لتلك التي تطوق ذاك السكير بذراعيها .. لم يشرب .. فقط يتلذذ بالنظر .. وفجأة تعالت الصرخات بين الجموع .. فذاك يجر وذاك يضرب.. واخرون يحاولون الفرار دون فائدة .. وتلك انهارت على الارض صارخة .. خائفة من الفضيحة .. هدأ المكان .. فالجميع تم اعتقالهم .. هناك من تسترت . وهناك من ذهبت بعريها .. وذاك تائه مع قطرات خمر الدنيا لا يعي من الامر شيئا .. واخر يصرخ بانه لم يفعل شيء .. امسكه ذاك الشرطي البدين الذي تدلت بطنه من خلف ذاك الحزام الجلدي .. يعرف بقسوته ..فيجره بعنف .. فيصرخ : والله ما سويت شيء .. اسألهم .. اول مرة اروح وياهم ..


ليدفعه بعدها على تلك الارضية الصلبة .. ويغلق خلفه القضبان ..



,‘,

اتمنى ان ينال اعجابكم


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:45 PM   #55

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

العشرووووووووون

,‘,


صوت حشرات الليل في تلك الحديقة الصغيرة التي يتملكها ذاك المنزل يسيطر على الاجواء .. ويقطع تلك السمفونيات صوت اطارات سيارة شاب اندفع على الاسفلت حتى صرخت معلنة الاحتكاك .. يختفي الصوت ويعود بعد فترة .. لا يعون مقدار الخطر فيما يفعلون .. وهي تحاول منذ ساعات ان تنعم بقسط من الراحة .. لكن هناك من لا يريد لها النوم .. بل انه يركلها كلما غفت عيناها مستسلمة للتعب .. تتأوه فتلك الانقباضات كانت زائراً ثقيلا ..أتاها عند صلاة المغرب .. ويذهب ويعود .. لتسكت تلك الآلام بتأوهات شفتها السفلى تحت وطأة اسنانها .. ولكن هيهات لراحة ان تأتي .. فهو سيأتي .. ولا بد ان يتحمله ظهرها الذي تحس به وكأنه سيقسم الى شطرين .. صرخت بألم .. وقامت من سريرها .. تجر نفسها بأنفاس مخنوقة .. لتصل الى حيث الغرفة التي بها ميثة وبناتها .. طرقت الباب وهي تكابد الانقباضات الموجعة ..

دقائق بطيئة جدا على شهد .. التي اخذ صدرها يعلو ويهبط .. ويدها مستندة على الجدار .. واخرى على جانب ظهرها .. صوت دوران المفتاح جعلها تتصنع الابتسامة حتى لا تقلق تلك الواقفة .. الناطقة بكلمات مشبعة بالنعاس والتثاؤب : خير يا شهد .. فيج شيء .

لم تستطع الرد سوى بصرخة مكتومة .. لتتوتر تصرفات الأخرى .. لا تعرف ماذا عليها أن تفعل .. تارة تمسك شهد .. وتارة أخرى تجري لتنادي مريم .. وتارة خطواتها ترجعها للغرفة لتغطي شعرها .. وتلك واقفة متألمة .. وقفت بجانبها : روحي تجهزي إذا تقدرين بنزل اوعي ( أوقظ ) مريم .
هزت رأسها وسحبت نفسها تكابد أوجاعها إلى غرفتها .. تسحب عباءتها بتعب .. فتصرخ وتتركها من يدها .. وتعود من جديد تأخذها .. اما في الاسفل ففزعت مريم وقامت عن السرير وهي ترد : يا رب خير .

وعبد الرحمن فتح عيناه لبرهة ثم عاد لينام .. فذاك الرجل ذا نوم ثقيل جدا .. فتحت الباب ليصلها الخبر من لسان ميثة المتوترة والخائفة .. لتسرع الأخرى لداخل تسحب عباءتها و " شيلتها " .. وتخرج تغلق الباب من خلفها بهدوء .. فبعلها متعب من صداع الم به طيلة الليل ولم ينم سوى من نصف ساعة .. وهي تحثها على الصعود وتصعد خلفها : روحي ساعديها وأنا بوعي عمار ..

طرقات متتابعة على باب غرفته .. مما جعلة يتقلب في فراشة ساحبا اللحاف على وجهه بشدة .. دخلت بعد أن يأست من استيقاظه بهذه الطريقة .. ضربات خفيفة على كتفه مع صوتها الحاث له بالاستيقاظ جعله ينطق بفم ملؤه النعاس والتعب : شو
سحبت الغطاء عن وجهه : قوم حرمة اخوك بتربي .
دون وعي : انزين .
وعاد لينام .. لتضربه بعنف على كتفه .. زاجرة له : قوم ودنا المستشفى .. ابوك ما يقدر يسوق فالليل ..

دعك وجهه بكفيه .. يريد ان يستوعب كلام والدته : امييييه حراام عليج .. مب راقد الا من شوي .. ووراي مقابلة لشغل ..
هزته من كتفه : حرمة اخوك بتربي انت شفيك ما تسمعني
فتح عيناه على وسع : هاااااا

ادبرت وهي تحثه من جديد على النهوض .. قام يتعثر بخطواته .. فهذا الموقف جديد عليه .. ماذا عليه ان يفعل .. خلع ثوب نومه وارتدى ثوب بقصة كويتية .. وركض نحو دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. غسل وجهه بعجل وهو يتمتم بحنق : يعني كان لازم انحط فهالموقف .. يا ربي .. وينك يا طارق .

اسرع الخطى ..و صوت والدته يصله وهي تصرخ عليه بالاستعجال .. ادخل قدميه في نعليه دون انتباه منه .. واسرع للخارج .
حرك سيارته من موقفها .. وانتظرهن يركبن .. أصرتا على شهد أن تركب بجانبه لترتاح أكثر .. كانت تصرخ طالبة طارق .. فهو اقرب لها من الجميع .. تكتم صرخاتها بصعوبة بالغة .. فذاك الألم ليس سهلا .. فروحا ستنشق من خلال روحها .. مريم خلفها تهديها بالربت على أكتافها .. وتطالب عمار بعدم الاسراع .. فالطريق لا يرحم حتى وان كان خاليا في هذه الساعة المتأخرة .. وميثة تستغفر ربها .. وتحاول ان تهدي شهد المذعورة ببضع كلمات .. فهي قد جربت ألآم المخاض سابقا .. فهي ذات خبرة ثلاث مرات .. وصلوا الى المستشفى .. واذا بهم يركبوها على كرسي مدولب .. فساقاها لا تستطيعان حملها .. وظهرها يصرخ مع صرخاتها ..

معاناة الانتظار ليست بسهلة .. فتلك الممرضات يعتقدن انه دلع بكر لا غير .. فلقد شاهدن الكثير ممن يصرخن وفي النهاية لا يوجد مخاض .. ويعدن الى منازلهن بحملهن .. فتركنها فور معرفتهن بانها بكر .. صرخت مريم بهن الاستعجال .. فتلك المتألمة تعبت .. اخيرا جاء الفرج لتصرخ تطالب عمتها ان تاتي بطارق .. كان خوفها مضحكا .. توارتا من المكان وظلت ميثة واقفة في الخارج .. لتنظر بعد مدة الى ذاك المتوجه نحوها بخطى سريعة .. لتبتسم له .. ولشيء آخر هو لا يعلم عنه بعد : قدمت البطاقة لهم .. وين امي .

ابتسمت : داخل وييا شهد – نظرت لقدميه – شوف ريولك .
وكتمت ضحكتها .. لتنفجر بعدها ضاحكة .. فهو ينتعل في اليمين نعل ذا لون اسود وفي اليسار ابيض .. ليردد بعدها بغضب : كله منكم .. سويتوني مصخرة ..
وادبر بخطوات كارهة الموقف .. لتنادي عليه : تعال وين رايح .

لا اجابة منه .. فهو في موقف يتمنى ان لا يراه احد .. انتبهت لمريم التي تحدثها سائلة عن عمار ويبدو على ملامحها الهلع .. لترد الاخرى : خير شو صاير ..
لوحت برأسها : شهد مب بخير .. وين راح عمار .. لازم يوقع اوراق العملية .
قاطعتهم تلك الطبيبة الهندية بلغة مكسرة : ما في مشكله .. انت يقدر يوقع .. بس لازم بسرعة .. بنت ما في يتحمل واجد ضعيف .

امسكت ميثة مريم برسغها : مريم لا تخليهم يسولها عملية .. انا ياما اصروا علي اسويها وبالنهاية ربيت طبيعي .
عادت تلك الطبيبة البدينة تتكلم : لازم عملية .. حبل سري على رقبة البيبي .. وام مال هو واجد تعبان ..

اذعنت مريم لها .. ورافقت احدى الممرضات لتوقع على الموافقة .. مر الوقت متعبا عليهما .. الشمس بدأت تشق طريقها لتنشر ضوءها على الخلائق .. وهو هناك يطوي المكان ذهابا وايابا .. وهاتفه بيده .. اهلك ذاك الزر الاخضر من كثرة الضغط عليه .. طرقت باب غرفته .. فتح لها وباشرها قائلا : خلصنا كل شيء .. عرفت مكان سكنج وعرفتي المواد اللي بتاخذيها .. وانتهينا من كل شيء ..

وتابع الكلام بشكل غير مفهوم لها .. وضعت يدها على جبينه بعد ان جلس مرتميا على الكرسي : انت مريض ؟
غطى اسفل وجهه بكفه الأيسر .. وسبابته قابعة على انفه .. وتمتم : خايف على شهد .
جلست بجانبه بخوف : ليش ؟
- ما يردون يا هاجر .. لا امي ولا عمتي ولا حتى ريم .. وشهد ما ترد علي بعد .. حاس ان في شيء مستوي ..

اخذت هاتفه من يده .. وضغط على الاسم المطلوب .. وبالفعل لا يصلها أي رد .. والاسم الاخر والذي يليه .. لم تجد بدا من الاتصال بعمار .. والاخر ايضا لا يرد .. مالذي يحدث .. نظرت لساعة عبر الهاتف .. لتبتسم : طرووق الناس راقدة .. عندهم فير الحين

سحب الهاتف من يدها : بحجز وبسافر لهم .. قلبي مب مطمن .
وقفت امامه .. كان مطأطأ الرأس : محظوظة شهد فيك .

رفع رأسه مبتسما لها من خلف ضربات قلبه الخائف .. تركت المكان بعد ما تمنت له التوفيق .. دخلت غرفتها .. واستندت على بابها .. هذه آخر ليلة لها هنا في هذا الفندق .. وغدا ستكون هناك مع عدد من الفتيات الغريبات .. تنهدت .. فقلبها بدأ يرجف اضلعها .. طارق سيتركها وستبقى وحيدة في معمعة كندا .. رمت حجابها على الكرسي .. وتركت لجسدها ان يرتمي في ذاك السرير الناعم .. واذا بها تتخيل ما حدث معها قبل ايام طويلة .. كانت كثيرا ما تتذمر من الدراسة وتعبها .. واكثر ما تتذمر منه هو البنات اللواتي يكن في مجموعتها في تلك المشاريع الجامعية .. كان اغلب العمل عليها .. فتتأفف بتعب .. ولا تجد من عمار حينها سوى نظرات تخبرها بانها هي من جاءت بكل ذاك لنفسها .. فكانت تبتعد عنه حتى لا يشتد الجدال بينهما ..

وتذكرت ذاك اليوم الذي انهى تلك العلاقة التي قررها عمها .. ان تكون خطيبة لبدر .. انقلبت على جانبها الايسر محتظنة الوسادة تحت رأسها .. تاركة خدها يغوص فيها : ما اتصور اكون لبدر

وضحكت على تفكيرها .. ذاك اليوم كان في ايام التدريب العملي .. كانت تتدرب في قناة ابوظبي الاولى .. لا تعلم يومها لماذا نست هاتفها على تلك الطاولة .. وعادت لاحقا لاخذه .. لتفاجأ بالاستنفار القائم في ذاك الاستوديو .. اتصالات كثيرة ..فتلك المذيعة تأخرت ولا خبر عنها .. وحتى هاتفها لا يبشر بانها قد ترد .. لينظر لها ذاك المخرج نظرة غريبة .. وكأنه وجد ضالته .. فهي تتدرب هناك .. وهو يعرفها ويعرف قدراتها .. وكان ما كان .. اضحت البديلة يومها عن تلك المذيعة .. لعل الله يومها اراد هذا الشيء حتى يعتقها من الرفض .. فجاء الرفض من والدها هي ..

وفي ذاك اليوم ايضا كان هناك احتفالا معدا من قبل عائلتها .. فهي وصلت لما تتمناه .. كانت سعادة عارمة تحيط بهم .. لا تزال تذكر محاولات طارق وعمار لاخراج عليا من خوفها منهم .. وكانت تلك الليلة اول اختلاط لها بهما بهذا الشكل القريب .. انسحبت من الصالة المليئة بالوجوه السعيدة .. لاحضار تلك الكعكة التي نقش عليها اسمها وامامه كلمة مذيعة .. وما هي الا لحظات حتى وصل صراخها اليهم .. شدها من شعرها فجأة .. فوقعت تلك التي بين يديها لتسيح على الارض كريمتها الملونة .. يسحب شعرها بعنف .. وبدر وسعيد يقفان خلفه .. كان الباب مفتوحا فدخلوا دون استأذان .. يسحبه وهي تتألم صارخا : يا مسودة الويه فضحتينا ..
تحاول ان تفك نفسها من قبضته صارخة : مالك كلمة علي .. آآآآآآآخ

هنا كان هو له بالمرصاد ليمسك يده بكل قوة : ما هقيتها منك يا عمي .
لتختبأ خلفه : لو خايف من الفضيحة ما دخلت بهالشكل تسحب في قدام عيالك ..

لف بدر وجهه حين ادرك انها بدون غطاء .. ليرد الاخر بغضب : خل ايدي يا ولد منصور .. والا ما علموك ان عمك فمقام ابوك .
ارتمت في حظن والدها الذي صرخ بطارق : خله يا طارق ..
راشد : لو مب عارف تربيهم .. خلهم لي انا بربيهم .. والا بنت توطي روسنا فالدعنة ( الارض بمعنى التراب )
نطق من خلفهم بغضب واضح : ابويه ربى يوم ربى .. مب مثل عيالك يا عمي ..

صرخ عبد الرحمن به .. فتلك اهانة لا يرضاه لاخيه .. ليزفر بعدها عمار انفاسه الغاضبه .. ويتكلم الاخر بسخرية : باين والدليل حرمتي اللي مكبرين راسها علي .
راشد : هاجر خطيبة بدر .. وهو ما يريدها تشتغل هالشغلة . ومن حقه
تركت حظن والدها : ماله حق علي .. ولا لك حق علي دام ابويه واخواني عايشين ..
وتركت المكان ليصرخ عمها مهددا : والله ان ما يزتي لخليه يربيج من يديد
لينطق عبد الرحمن : ما بينا نسب ثاني يا راشد .


تنفست بعمق وهي تنظر لسقف تلك الغرفة .. سعيدة بما حدث رغم الألم الذي كان .. وهاهي الآن حزينة لانها ستبقى وحدها .. ولكن عاجل ام آجل سيتركها طارق .. اغلقت جفنيها واسترسلت الى عالم اخر ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:45 PM   #56

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘,



عالم النوم الذي كان لا يزور علياء حتى يتعبها بتلك الاحلام المخيفة .. كان هذا فيما مضى .. الآن اضحت نفسيتها مختلفة .. متفائلة .. وفرحة جدا ... وتنتظر ان تعود والدتها من المستشفى .. نزلت الدرج بمرح تخلل قفزاتها .. رصت على شفتها السفلى وهي ترى خالها جالسا في الصالة يشرب فنجان قهوة ويتابع التلفاز .. تقدمت منه وقبلت رأسه .. ثم جلست بجانبه والحياء يكتنفها : خالو ..
وضع الفنجان من يده والتفت لها : خير علايا .. فيج شيء .. تبين شيء

هزت رأسها بصورة طفولية : اريدك تكلم امي . . تقول انها بتخلي شغلها
عبد الرحمن : اذا هي تعبت منه خليها تخليه .
- هي ما تعبت .. هي تحب شغلها بس تريد تخليه عشاني .. خالو انا بخير ما في شيء والله .. ولا اريد امي تخلي شغلها عشان هالسبب – وضعت يداها على فخذه وباصرار – الله يخليك خالو .. قول لها

ضحك عليها .. وبعدها وعدها انه سيحدثها في الموضوع .. التفتا حيث دخل طارق ملقيا التحية .. رمى ملفه الأزرق على الارض .. وجلس بتعب : الحين من وين اييب لهم خبرة .. اذا تونا متخرجين بالله كيف بنشتغل والكل يطالبنا بخبرة .. اوووووووف
تحوقل عبد الرحمن وهو يرى تعب ابنه في البحث عن وظيفة : لا تفقد الامل .. وان ان شاء الله بتحصل .
قذف انفاسه الخائبة بتعب واضح : علايا قومي يبيلي ماي ..

قامت متوجه للمطبخ وعادت وبيدها قنينة ماء صغيرة .. تناولها من يدها : شيء غدا والا بنصوم دام امي وعمتي محد .
ضحك عبد الرحمن وأردف : شيء .. ريم ما تقصر .. بتسوي غدا لنا ولهم .

اعتدل في جلسته وهو يطوي تلك القنينة في يده ويصوبها نحو سلة المهملات : وكيف الصغيرون .
قام واقفا : الحمد لله .. بس شهد تعبانه .
- الله يشفيها .

,‘,

ردد هذا الدعاء وهو يغلق هاتفه .. بعد مكالمة مع طبيب والدته .. لا يزال في تلك الاراضي الغريبة .. ولا يود العودة قريبا .. فهو يتمنى الابتعاد عن كل ما يسبب له الضيق .. هناك والده الذي لن يرحمه في العمل .. ولن يترك ما فعله به من بيع تلك النسبة ان يذهب هباء .. هو يدرك بان والده سيخطط لموضوع ما .. رمى هاتفه على الطاولة وقام ليجدد نشاطه بحمام دافئ .. انسابت قطرات الماء على جسده الرياضي بهدوء تام بعد ان اطفأ ذاك الشلال المنهمر .. جفف جسده وستر عورته بالمنشفة .. وقبل ان يخرج تراء له .. ينظر اليه .. هز رأسه بعنف فقاسم ليس معه الآن .. اعاد النظر من جديد حيث خيل له وقوف توأمه .. لا يوجد أحد .. عرك صدعه الأيسر بإطراف أصابعه فتلك حركة تلازمه كلما أحس بوجود خطر ما يداهمه .. او يداهم اخيه .. ولكن لماذا يتراءى له دون حلم .. سؤال تعب من ان يجد له اجابة شافية .. فتلك الاحلام باتت تسيطر عليه .. حتى بات يراه امامه .. رمى بنفسه على السرير جالسا .. وتلك الخصلات المبللة تتزاحم أمام عينيه ..

مثل ذاك اليوم رآه .. حتى الملابس نفسها .. حين كان مكسورا واقفا عند عتبة باب غرفة جاسم .. يومها تمتم : حبيتها .
وضمه الى صدره بقوة وكأنه يمده بقوته .. لكن سرعان ما ابعده ناطقا : ليش ما رحت ويانا ..
نظر اليه باستغراب : قلت لك اني كنت مشغول .. وابوي ترك كل شيء ع راسي ..

ابتسم باستهزاء : وليش ما تسألني شو في .. وليش حالتي بهالشكل – رفع صوته – انت وياهم ..
اقترب منه فدفعه الاخر بعيدا عنه : لا تقول اسمي ع لسانك .. انت مثلهم .. اكرهكم .. ما تحبون الا نفسكم ..

اراد الاقتراب من جديد فابتعد الاخر : قاسم اسمعني
لوح بيده لبيتعد عنه وان يتوقف عن الاقتراب : ما اريد اشوفك يا جاسم .. انسى ان لك اخو اسمه قاسم .. سمعت او لا .. من اليوم قاسم مات . فاهم


ارخى رأسه في كفه وتمتم : ما كنت اعرف شيء .. ما كنت اعرف .. امي وابوي هم اللي خططوا .. والله مالي ذنب يا قاسم ..

سحب هاتفه .. فهناك امرأة يجب ان يطمأن عليها .. رن الهاتف ولكن لا من مجيب .. اعاد الاتصال من جديد .. وايضا لا من مجيب .. كانت هناك تشعر بطعنات قاتلة في رأسها .. وسقط الهاتف من يدها قبل ان تجيب .. لتدفن وجهها في وسادتها متأوه .. وجعا يفتك بها وكأن رأسها سينفجر وسيتلاشى .. تشعر بعروقه تنتفخ بعنف .. شدت جانبي الوسادة على رأسه بصرخة كتمتها .. هدأ الألم .. فرفعت رأسها الثقيل .. كانت لا ترى الا ضبابا من شدة الوجع .. واذا بها تشعر برغبة بالاستفراغ .. وكأن أمعاءها ستخرج من فيها .. خرجت مسرعة دون ان تنتبه لذاك الواقف ينظر اليها .. دخلت دورة المياه ( اكرمكم الله ) تحاول ان تستفرغ .. ولكن تلك الامعاء خاوية .. لم تتناول شيء منذ الامس .. وقف ينتظرها بخوف .. يشعر بالذنب لانه القى بموافقته لفارس حين تقدم لايمان خاطبا .. امرا لم تستطع ايمان ان تخفيه عن خولة .. فرمت به على اذنيها صباح الامس .. وهي تبكي .. لتجيبها : فارس ريال شهم .. وانتي تستاهلين حبيبتي

فضمتها وقبلتها .. تصرف شعرت من خلاله ايمان بالخجل .. كما شعر هو بالخجل .. كيف له ان يقبل بشخص للمرة الثانية .. التفت لها تخرج بتعب بالكاد تستطيع الوقوف .. اقترب منها بوجل : اوديج العيادة ؟

هزت رأسها بلا .. وتابعت مسيرها الى غرفتها . استلقت على السرير دون اكتراث .. تريد ان تغفو .. تبحث عن الراحة الجسدية .. فعظامها تتعبها .. عاد بعد دقائق حين اخبرته ايمان انها لم تتناول شيء منذ الامس .. اقترب منها رابتا على كتفها : قومي اوديج العيادة ..
دون ان تفتح عيناها : خلني .. برقد وبصير بخير ..

كان قلقا عليها .. فاصر الا ان يأخذها .. حتى وان كان رغما عنها .. فهي أخته التي كانت بمثابة ام له .. ومن بين تعبها كانت سعيدة لذاك الخوف من قبله .. يساعدها في وقفتها . يرافقها الى داخل العيادة ويجلسها على كراسي الانتظار .. ويسألها ان كانت بخير .. كم اشتاقت لعيسى الذي تراه امامها ..

,‘,

كما تشتاق تلك الممدة على السرير لطارق .. الغرفة تعج بالنساء .. قد جلسن على الارض في تلك الغرفة .. الكثير من الاصوات المتداخلة .. فتلك تحكي شيء مغاير عن تلك .. وسلة الحلويات الكبيرة لم يبقى منها شيء .. متعبة وتحاول ان تغمض عينيها ولكن سرعان ما تفتحهما على صوت حصة الصارخة في وجه خلود .. او على صوت ضحكات اخت عمتها شيخة .. التي تتمنى لابنتها سارة الامومة .. لتشعر روضة بالغضب .. ويبان ذاك على فمها وشفاهها .. قامت سارة من بين النساء لتسلم على فاطمة التي دخلت وبيدها سلة حلويات من " باتشي" سلمت على الجميع .. وبعدها قبلت شهد على وجنتيها .. واذا بها تنحنى على ذاك المحمر في ذاك السرير الزجاجي : فديته .. حلاته الاحمراني .

لتضحك ريم الواقفة بجوار سرير شهد .. وتبتسم شهد بتعب .. وتردف فاطمة : خلاص حجزته لي .. خطيبي . اوكي شهودة ..
كانت تضحك معهن .. فاذا بصوت يخترق الضحكات ويحولها لتجهم غريب : شو يريد فوحدة عانس .

كانت تلك روضة التي القت بتلك الكلمات على مسامع فاطمة .. التي بدورها ابتسمت .. وتداركت ريم الموضوع قائلة : طارق بيتخبل يوم يشوف ولده .
سالت فاطمة عن موعد وصوله .. لتجيب شهد بتعب واضح : فالليل ان شاء الله ..

سارة لم يعجبها تصرف روضة التي تغيرت كثيرا في الاشهر الماضية ... فاقتربت منها هامسة بضيق : انتي شو فيج .. حتى ما تحبين غيرج يستانس
صدت بوجهها : ما دخلج .
- سمعيني .. بعدي عن ذياب احسنلج .. وما في داعي كل مرة تتصلين عليه ..
نظرت اليها : اشتكالج ؟
-بدون ما يقول .. انا مب غبية يا روضة .. خلج بعيد عنه والا والله كل شيء بيوصل لابوي وامي .. وانتي مب ناقصة اسلوب خايس منهم بعد اللي سويتيه .
انحنت لها هامسة : ما يهمني شيء .. وانا ما اتصل فيه الا لما اكون محتاية حد يردني البيت .

صوت شيخة منادية لسارة ابعدها عن روضة .. اما هناك فاسرت فاطمة في أذن ريم انها راغبة في الحديث معها .. فتركتا الغرفة لتقفا خارجا في الممر .. لتحكي لها ما حدث معها .. وطالبة منها ان ترافقها لرؤية سعود .. ردت الاخرى : شو .. انتي شو صاير بعقلج فطوم .. وانتي العاقلة تسوين هالشيء ..
- ما غلطت .. له عندي شيء وبرجعه .. شو فيها .. وبعدين ما كلمته الا مرة ..
- عطيني بطاقاته
- شو تبيني فيهن ..
زفرت وهي تردد : اقولج عطيني اياهن .. بقول لعمار يخلص الموضوع وياه .. اظن وراج عيال عم اذا خايفة من اخوانج .

قاطع حديثهما صوته الرجولي وهو يلقي التحية .. كان مختلفا .. هكذا بدا لريم .. سألها عن حالها .. منذ مدة طويلة لم يرها .. وبعدها تكلمت هي سائلة : شو اخبار مايد ..
- يا رب اللي صار له يأدبه .. يمكن يطلع بكفالة .. لان واايدين شهدوا انه اول مرة يروح وياهم .. ومغصوب بعد .
- الحمد لله
تكلمت فاطمة اخيرا : بس الله يستر من ابوي .. ياللا ريمان بخليج – قبلت وجنتيها – سلميلي ع شهوده .

وبعدها ابتعدت مع اخيها .. وريم تنظر لهما .. ما يحدث لعمها يضايقها .. فيكفيه الفضيحة التي لحقت به من جراء فعل مايد .. تنفست بعمق .. وعادت ادراجها للغرفة .. واذا بشهد تغط في النوم .. وتلك النسوة غير مكترثات ..تبسمت وتوجهت لمنصور .. نظرت اليه .. لتلك العيون وتلك الشفاه الصغيرة .. وذاك الشعر الناعم .. كم تتمنى ان تكون اما .. كم تعشق الاطفال ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:48 PM   #57

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘,


كما يعشق هو ابنه محمد .. الذي اعطاه الله عمرا جديدا .. حياته بدونه كالارض دون زرع .. غادر منزله وهو في أبها حله .. ودعاء والدته يصحبه .. اليوم سيلتقيها .. سيرى اختيار شقيقاته .. ليس متوترا .. فلقد جرب هذا الامر سابقا .. ولكن هناك بعض التوجس يخالطه .. وصل منزل عائلتها .. فاستقبله والدها باستقبال راقي .. يحب ذاك العجوز .. فهو يذكره بوالده .. طيب والابتسامة لا تفارق محياه .. بعد الضيافة .. استأذن ليناديها .. شعر سعود بشيء ما .. وكأن هنالك كلمات يريد القاءها ذاك المسن ولكنه تمنع .. انتظر وهو يفرك سبابته بين ابهامه والوسطى .. توتره يُعرف من تلك الحركة ..

هناك كانت ترتدي عباءتها .. لفت " شيلتها " بأتقان .. وخرجت لتلبي نداء والدها .. قوية الشكيمة .. حتى والدها لم يستطع منعها من تلك الشروط التي ستلقيها بعد قليل .. دخل والدها المنحني الظهر وهي خلفه .. طولها لا بأس به .. كانت متوترة حتى في جلستها اتضح ذاك الارتباك لسعود .. كلما تكلم مع والدها رفعت نظرها تنظر اليه .. كان وسيما حتى ولو كان شعره بدأ يكسى بالشيب .. نظر اليها .. كانت عادية جدا .. ملامحها هادئة .. قال بعد ان اخبره والدها بما في جعبتها : قولي اللي عندج ..

ازدردت ريقها : عندي كم شرط .. اذا وافقت عليهن فمبروك لنا .
هز والدها رأسه بعدم الراحة .. وسعود ينتظر ما ستقوله .. شبكت اصابع كفيها وشدت عليهم : اولا اريد بيت بروحي .. مب شرط يكون بعيد عن بيت اهلك .. حتى لو نكون جيرانهم عاادي .. بعد انت من حقك تطمن عليهم .. يعني انا من حقي اعيش بروحي بعيد عن امك واختك .

شبك هو الاخر اصابعه وانحنى للامام قليلا : اوكي
- موافق
- كملي وبعطيج رايي عقب ما تخلصين .. شو الشرط الثاني .

نظرت لوالدها .. ثم نظرت للارض عند قدميها : ولدك يعيش عند امك واختك .. انا مب مستعدة اعيش معاه فبيت واحد .

بعدها قامت واقفة .. فوقف لوقوفها .. كما وقف والدها : اذا موافق قول لابوي .. عن اذنكم
وقبل ان تنصرف : صبري .. اريدج تسمعين كلامي باذنج .

تسمرت في مكانها لبرهة وبعدها استدارت عائدة .. ظل واقفا .. فقامت واقفة : عمي .. والله انك ع العين والراس . وكلامي اللي بقوله ما بيقلل من احترامك وقدرك عندي – التفت لها – سمعي يا بنت الناس .. اذا الزواج بيطلب مني اخلي امي وولدي .. فما اريده .. واللي ماله خير لاهله ماله خير لناس .

,‘,

بالطو اسود طويل قد صنع من الجلد .. وبلوزة بيضاء ذات كلمات انجليزية متعددة على الصدر .. وبنطلون جنز ذا لون باهت .. يمشي بخطواته المتراقصة على أنغام دندنة لسانه لتلك الأغنية الممزوجة بروح البداوة .. يعرفه الجميع بروحه المرحة .. شعره خفيف جدا فهو لا يحبذ إطالته أبدا .. وسماره البدوي الدال على بداوة أهل مدينة العين اكبر مدن العاصمة ابوظبي يجعل من تلك الفتيات يهيمن به .. فكم يعشقن السمار الخليجي ..

تحية من احد الطلبة الكنديين في تلك الجامعة العريقة .. استقبلها بابتسامة وسؤال عن الحال يتلوها .. تسمر بجانب باب تلك القاعة الشبه خالية .. هناك شخص جديد يقبع على احد الكراسي .. نظر لمجموعة الشباب والبنات بأخر القاعة .. وبحركة من يده سائلا عن تلك الفتاة .. ردوا عليه بعدم المعرفة .. اذا لا بد من التقدم والتعرف ..
احست بخطواته تقترب منها .. فاستمرت بالنظر الى ذاك الكتاب بين يديها .. هي لم تعد تقرأ .. فاقترابه منها يشتت تركيزها .. استنكرت تلك الخطوات المبتعدة عنها .. مارا من امامها .. لعل خوفها هو الذي يوحي لها باشياء ليس لها مكان من الصحة .. فبعد سفر طارق بالامس وهي تشعر بالخوف .. لولا تلك الفتاة الامريكية التي تقربت منها خلال الايام الثلاثة الماضية التي عملت فيهن كمرشدة سياحية لها .. لكانت الان في حالة رعب لا تحسد عليها ..

لقد كانت مخطئة هاهو يعود ليجلس بصورة مفاجأة على الطاولة التي بجانبها بحركة خفيفة جدا .. بلعت ريقها وهي تسمعه يقول وبلكنة غريبة بعض الشيء : السلام عليكم .

فحجابها المشجر باللون الاخضر دليل على اسلامها .. ردت عليه التحية دون ان ترفع رأسها .. ليردف هو بعدها ساءلا : هل انتي عربية ؟
- اجل
بفرحة استغربتها وعقدت لاجلها حواجبها من كلامه : وااو .. شيء حلو .. انزين من وين الاخت .
ابتسمت وهي تقول : من دار حكمها زايد

بصوت عالي شد الموجدين اليهما : والنعم والله –نظر اليها وهو ينحني قليلا لعله يلمح شيئا من وجهها – حيالله بنت ديرتي .. اسمي مصبح من دار الزين وانتي .
ردت دون ان ترفع نظرها عن الكتاب : هاجر من ابوظبي .

اذا بها تبتعد بجذعها للخلف حين مد يده ليقلب جانب الكتاب الذي بين يديها : تدرسين اعلام .. شيء حلو والله .. اذا احتيتي اي شيء ما يردج الا لسانج – يضرب على صدره براحة يده اليسرى – محسبوج طالب دكتوراة في الصحافة .. عاد تخيلي اني خايس هني من سنين .. لو اخذت الدكتوراة فبريطانيا ما كان احسنلي

واخذ يضحك ويتابع الحديث بثرثرة ازعجت هاجر .. فهي لا تشعر بالراحة التي يشعر هو بها .. ومع ذلك لا تنكر بان الجو الذي يثيره مصبح باحاديثه العفوية اثار في نفسها بعض من الراحة مع الوقت .. واذا بها تحارب ضحكتها من حديثه .. حين استرسل بالحديث قائلا : والله ياني مشتاق لاهلي .. وللبوش ( الجمال ) .. يا حلاة لبنهن .. ويا زين الواحد لي يلس تحت الناقة وحلبها في ذيج ( تلك ) الطاسة .. وشربه ..

كانت تغالب ضحكتها على حديثه المليء بالشوق لحياته البدوية .. ومن بين حديثه اذا به يقفز واقفا .. مرحبا بالشخص المقبل نحوهما : حيالله ولد العم .. حياك حياك .. تعال اعرفك ع بنت ديرتي ..
القى التحية واذا به يسأل عن الحال .. وبعدها مد يده ليصافح هاجر قائلا : اخوك نادر .. من السعودية
ابعد مصبح يده وهو يقول : عييب يا ولد ..
ليقهقها سويا .. وتقف هاجر : سمحولي .. وتشرفت بمعرفتكم ..

ليقف هو مشدوه النظر اليها .. ليعبر الى عالم آخر .. الآن فقط رأى وجهها .. رأى عيونها .. هي اعادة في نفسه امورا كم اراد ان يبتعد عنها .. غاص في حياة كانت .. حتى اضحى كلام نادر لا يصل الى اذنيه حتى يعود خائبا .. يراها تبتسم مع تلك الاجنبية .. قريبا من الباب .. اسلوبها شده بقوة .. ليخرج من دوامته على اهتزازات جسمه من قبل نادر الذي امسك بكتفه وهزه منبها له : وش فيك .. حبيتها ؟
التفت ناطقا بالــ هااا .. ليتابع الاخر : لا بالله انك طحت .. اقول وش رايك نروح المكتبة .

فجأة اذا به يتحرك نحو ذاك الشاب الذي اخذ ينظر لهاجر المبتعدة مع صديقتها الامريكية .. كان ينظر اليها بنظرات يحفظها مصبح جيدا .. وقف امامه .. ليتشدق الاخر : خير .
من بين اسنانه قال مهددا : خلك بعيد عنها ..
حتى يثير غضبه قال : افكر
لينفث الاخر انفاسه الغاضبة في وجهه : والله اني استحي اني اقول انك من عيال ديرتي .

سحبه نادر من يده مبعدا اياه عن ذاك الشاب .. الذي يكون ابن شخصية مرموقة في الامارات .. ويكفي انه يستطيع ان يفعل اشياء قد توصل مصبح الى حيث لا يريد .. همس وهو يجره معه : وش فيك يا مصبح .. انت ناسي من يكون .. والا تبغاني اعيد كلامك عليك .

سحب ذراعه من بين اصابع نادر .. واقفا ينظر الى ذاك المتبختر بين الفتيات .. ليشيح بوجهه بعدها للجهة الاخرى : حتى لو يكون ولد شيوخ .. ما يهمني .. واذا قرب منها ما بيشوف طيب
- لا حول ولا قوة الا بالله .. وش فيك انت اليوم .. انهبلت .. ما اصدق ان مصبح تغيره بنت وتقلب حاله بهالسرعة .
اراد ان ينهي الموضوع .. فمشى مبتعدا : خلنا نروح ..

مرا من جانبها .. فابتسمت لهما .. فبادلها نادر الابتسامة اما مصبح فكان كالاعمى الذي لا يرى شيئا .. نظرت لزميلاتها التي باتت قريبة منها : هل تعرفينه ؟
التفت لورا لهما وهما يبتعدنا : تقصدين مصبح ام نادر ؟
ضحكت ضحكة خفيفة على نطقها لاسمه ..فـ" مسبه" كما نطقته لورا كلمة تدل على الغباء في اللهجة الاماراتية ..وما ان اجابتها حتى تابعت : يدرس هنا منذ فترة طويلة .. احيانا نشعر بانه لا يريد العودة الى وطنه .. هو انسان رائع بحق .. والكثير من الفتيات معجبات به .. يحب المزاح بكثرة – ضحكت واردفت – ويحب مشاكسة الجميع .

ابتسمت لزميلتها .. وبعدها مشت بمعيتها .. تحت انظار ذاك الذي مرت بجانبه .. لم تهتم له عند مرورها خارجة من تلك القاعة .. مع انها تراه دائما برفقة مجموعة من البنات والشباب .. الا انها لم ترى نظراته يوما نحوها .

,‘,

اتمنى تعذروني اذا كانت اللهجة السعودية على لسان نادر مب مضبوطة ^^



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:49 PM   #58

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الواحد والعشرووووووون




,‘,

عندما تستند على اساس ضعيف .. وتبني حياتك عليه .. فانك دائما ترجع الى ذاك الاساس .. تحاول ان تبعده عن عقلك ولكنه يعود رغما عنك .. فلقد بنيت حياتها على اساس صنعه غيرها .. لم يكن لها يد فيه الا انها كانت الحلقة الاضعف .. فتمنت ان تعيد بنيانه من جديد .. خطوة بخطوة .. معه هو ..

نهرتها والدته حين عودتهما من تلك الزيارة الى المستشفى .. فتلك الهدية الكبيرة اثارت في نفس ام ذياب الكثير من الغضب .. حتى دفعتها بعد ان وصلتا الى المنزل .. فكانت ستقع لضعف بنيتها وقوة بنية عمتها . التي صرخت بها : الحين لشو شاله هدية هالكبر كبرها .. حق واحد بعده ما طلع من البيضة .

لفت ذراعها اليمين لتلمس كتفها .. فتلك الضربة آلمتها : لا تخافين .. شريتها من فلوسي .
رمت عباءتها .. وجلست بثقل واضح في حركتها : وبعد ترادديني .. وهالفلوس ان شاء الله من وين مب من ولدي .. والا انتي تشتغلين وانا مادري .

تمتمت وهي تنسحب من المكان .. مستغفرة ربها .. فتلك المرأة تثير عصبيتها رغما عنها .. اغلقت الباب من خلفها .. فذياب اوصلهما وغادر الى عمله .. تتمنى ان تصرخ في وجهها ولكن احترام الكبير يمنعها .. رمت بعباءتها دون اكتراث منها في تلك السلة بجانب باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. ولجت برجلها اليسرى وهي تتمتم : اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث .

فهي لا تنسى تلك الادعية حتى وان كانت بسيطة .. تعودت على ذلك من امها شيخة .. نضحت الماء على وجهها .. وتسمرت في مكانها .. تشعر بان وجودها في هذا المنزل غلطة .. وهي تدفع ثمن ذنب لم تقترفه .. تركت تلك المنشفة البيضاء الناعمة ان تلامس وجهها بكل رقة .. وبعدها خرجت .. تنهدت وهي تنظر لتلك الملابس المكومة .. خطواتها تتتابع حيث تقبع تلك الطاولة ذات الارجل المطوية .. واذا بها توقفها وتشعل المكواة .. ابتسمت وهي تلتقط ثوب ذياب من السلة .. سحبته حتى احتظنه صدرها بشدة ..واذا بها تستنشقه .. فعطره المركز لا يترك اثوابه حتى وان غسلت بالماء والصابون .. مر الوقت وهي واقفة على تلك الطاولة وتلك المكواة تذهب وتجيء .. ولم تشعر بالوقت الا وذياب يدخل ملقيا عليها تحية الاسلام .. رمى " غترتة " و " عقاله " على السرير وجلس بعنف : ليش ما تعطيهن الشغالة تكويهن .

دون ان تلتفت : حراام.. واايد عليها شغل البيت .. ارحموا من فالارض ..
كانت نبرتها مختلفة.. قالتها بشيء من الحنق .. ابتسم وهو يستند على ذراعيه للخلف : ما عليج من امي .. بكلمها باكر .. خليهن عنج ..
- ما بقى شيء .
اعتدل في جلسته : شو بلاج مادة البوز .
قلبت الثوب .. وبدأت تكوي من جديد : ما في شيء ..
قام واقفا حتى صار بجوارها : حد زعلج فالمستشفى ؟

هزت راسها دون اي اجابة منها .. فماذا عساها تقول .. هل تخبره عن اختها وعن اسلوبها معها .. ام تخبره بانها تشعر بالغيرة من اي فتاة حتى وان كانت شقيقتها .. انهت الكي وحملت الثوب الى الدولاب .. ارتفعت على اصابع قدميها لتعلقه .. فكان اسرع منها .. همت بالابتعاد واذا به يمنعها بتطويق خصرها النحيل .. فكت ذراعه : مب وقته .

واذا بها تتوارى عنه لتغير ملابسها .. زفر انفاس القلق .. فاغلق الدولاب بعد ان سحب له ثوب نوم .. لم يترك مكانه فلا يتطلب منه تغيير ملابسه الا رمي ما عليه وارتداء آخر .. تتبعها بنظراته وهو جالسا على السرير ومستندا على ظهرة .. هاهي ترطب جسدها بذاك" الوشن " مميز الرائحة .. وبعدها تضع القليل من العطر الهادئ على جانبي رقبتها .. وتربط شعرها الذي يصل الى نصف ظهرها بربطة قطنية .. لا تريد الحديث معه .. فهي ان تحدثت فستنفجر .. فالكبت لا يولد سوى انفجار قد ينهي كل شيء .. استلقت على جانبها الايمن .. وهو هناك خلفها يلفه الاستغراب من تصرفها .. انحنى قليلا واضعا يده على كتفها : سارونه .. شو بلاج اليوم .. حتى مالج خلق تطالعيني .. انا زعلتج فشيء .. غلطت فشيء ..

دون ان تلتفت وهي تشد الغطاء عليها : لا .. بس نفسيتي تعبانه .
انحنى اكثر مقبلا وجنتها : اعرف ان فيج شيء ومب طايعة تخبريني .. مب من اليوم اعرفج .
التفتت له مستلقية على ظهرها .. حتى صار وجهه اعلى وجهها : شو تعرف عني .. غير اني انفرضت عليك .. واني ..

سكتت فهناك ذاك الذي باتت تكرهه .. يرن مقاطعا لها خلوتها مع زوجها .. وهاهو يبتعد خارجا .. تسمع همساته الغاضبة ولكنها لا تعي شيء .. فذاك الباب لا يدع لها مجال لتفهم .. ولكنها عرفت ان الاتصال من تلك التي تسمى شقيقتها .. عادت لتنام على شقها الايمن .. ولكن هذه المرة دموعها كانت ترافقها .. لا تجد حلا لتلك المجنونة التي فقدت عقلها .. هل ترى ذياب الان بشكل مختلف ؟ اصبح اجمل في نظرها ويستحق ان تحبه ؟ ام ماذا بها ؟

تسمعه يعنفها دون اي تردد .. ويذكرها برفضها له .. فما كان منها الا ان تنطق : انا احبك .
ليصفعها بكلمات التعنيف القاسية . فتلك التي تنام في أحضانه شقيقتها .. اغلق الهاتف وعاد ادراجه .. يشعر بان سارة تعلم بمحاولات اختها .. ولكنه لا يحبذ سؤالها .. يريدها هي ان تتكلم .. وتخبره بما فيها ..
اما الاخرى .. فشخص نظرها بعد ان اغلق الهاتف في وجهها مهددا اياها بتغيير الرقم .. ضغطت على الهاتف في يدها حتى كاد ان يصرخ .. ونظراتها ترنو حتى كادت ان تخترق جدار غرفتها .. لا تزال تذكر تلك الليلة .. تلك الليلة التي غيرتها لانسانة كارهة للجميع .. حتى ذاك المغترب ... صدمها برسالته لها ..

"ساترك الكتابة حتى ابتعد عن المجانين امثالك " .. كان ردا عليها حين باحت له بحبها للمرة المليون عبر بريده الالكتروني .. فهو قد مل من نصحها .. وهي متمسكة برأي واحد لا يعيه عقل .. انها تعشقه وتخلت عن ابن عمها لاجله .. في تلك الليلة السوداء التي احالت قلبها الى كتلة من البغض لاختها .. لتلك الاخت التي طالما كانت بجانبها وترشدها .. لكنها الآن لا ترى الا صورة واحدة .. وهي تود تحطيمها .. فهناك في عقلها لا يوجد سوى تلك النظرات من اختها وذاك الكلام من والدها ..


تكومت على نفسها في تلك الليلة بجانب الجدار .. الرعب يتملكها من رأسها حتى أخمص قدميها .. لا تزال اصوات الموسيقى والغناء تصل اليها .. فادركت ان تلك الحفلة قائمة .. تذكرت محاولات الجميع في اخراجها .. وكلام هاجر لها .. تلح عليها لتفتح الباب .. رفعت رأٍسها بهلع واضح .. لعلهم سيزوجونها دون علم منها .. قد يوقع والدها بالنيابة عنها .. فلماذا الحفلة لم تتوقف .. قامت تجر جسدها حتى اقتربت من الباب .. لن تفتحه فهي جبانة جدا .. بل جلست لتستمع عن قرب لما يحدث .. هناك وشوشات قريبة .. صوت والدتها وصوت آخر تعرفه جيدا .. ام ذياب تتحوقل .. لعلها علمت بما حدث .. واسمها هي يظهر بين الكلمات ويختفي .. اختفت الاصوات بعد نداء لام ذياب .. ولا تزال تتحوقل حتى وصوتها يبتعد .. انكمشت اكثر .. تريد ان تعرف مالذي حدث .. غفت وهي على جلستها تلك بجانب الباب .. ومر الوقت دون ان تشعر .. بدأ الهدوء يسيطر على الارجاء .. الساعة تقارب منتصف الليل .. بيد مرتجفة قامت لتفتح الباب .. تريد ان تعرف ماذا حدث .. وما ان اطلت برأسها حتى فاجأها ذاك المتربص بها وعصاه بيده .. سحبها من شعرها .. وضربها بتلك العصا مرة واثنتان وثلاث دون هوادة .. وهي تصرخ الم رأسها والم جسدها .. وقفت سارة بكامل زينتها هناك بجوار الدرجات في الاعلى .. هالها ما يحدث .. لم تشعر الا باندفاع شيخة التي دفعتها حتى تمر .. حاولت ان تفك ابنتها من قبضة عبيد : خلها بتقتلها ..
وضربة خاطئة اصابة شيخة وهو يصرخ : عساها الموت ..

تنادي ناصر بصوتها العالي .. لكن لن يأتي فهو غادر المنزل .. فعمله يطلبه .. دفعت ابنتها خلفها لتحتمي بها .. فسقطت على الارض جراء تلك الضربات التي اهلكت ساقيها وجسدها .. كان بكاءها مؤلما بحق .. وقفت امامه بجسدها .. ليردد : خليني اعلمها كيف تنزل روسنا مرة ثانية .. خوزي عني
يدفع زوجته ولكنها بدت قوية امامه لا يستطيع زحزحتها : خلها يا عبيد .. بسها اللي ياها ..

صرخ لتلك الواقفة ودموعها تنسكب على وجنتيها لتشوه وجهها بذاك الطلاء الاسود .. اقتربت منه .. ليلفها بذراعه ناظرا لتلك المرتجفة والباكية خلف امها على الارض : هذي بنتي اللي رفعت راسي .. ياليتني ما يبتج ولا يبت اخوج اللي وطيتوا راسي قدام الناس .. ياليتكم مثلها ..

كان يشدها اليه وهي تنظر لتلك الناظرة اليها .. نظراتها نظرات عتب لروضة .. التي ظنت بانها شماتة بها .. لتحرق سارة بنظراتها .. فلقد استصغرت بسببها .. انسحبت بتعب لغرفتها .. لتغلق الباب من جديد .. وتبكي بمرارة .. وصوت والدها الغاضب لا يزال يتهادى اليها .. يكسر قلبها .. ويبني بناء الكره لسارة فيه ..

ضغطت على هاتفها اكثر وهي تتذكر كل ذلك .. وتمتمت بغيض : بعلمكم من هي سارة ومن هو ذياب .. اللي رافعين روسكم فيهم ..

اعتقت الهاتف من يدها .. وانسحبت لتتغطى بلحافها .. ولا تزال تلك الافكار السوداوية تجتاحها .. حتى باتت هاجس يؤرق نومها .. تقلبت في فراشها كثيرا .. حتى باغتها النوم أخيرا ..

,‘,

بعكس تلك النحيلة .. التي لم تنم حتى الساعة .. لم تكن هي من تتقلب في ذاك المكان .. بل أشيائها .. كانت تبحث بجد بين ملابسها .. فهي تذكر انها وضعته هنا .. في جيب ذاك القميص القطني .. فهي لن ترتديه في هذه الايام .. بحثت وبحثت .. ذاكرتها لا تخونها ابدا .. جلست على الارض وامامها قد تكومت ملابسها .. تحاول ان تسترجع كل شيء .. تذكر انه اخبرها بان تحتفظ بكل شيء .. وبعدها وضعته هنا .. فيه جميع المعلومات عن تلك الشركة .. وشركة اخرى .. تذكرت امر تلك الورقة التي اخذتها يوم وفاة والدها .. اخذتها خلسة من مكتبه .. لا احد يعلم عنها شيئا .. بها الكثير ولكنها لم تستفد منها في شيء .. قامت واقفة .. يبدو ان ذاكرتها لا تعمل جيدا ..

هاهي تعاود البحث من جديد ولكن ليس عن ذاك " الفلاش " الرصاصي .. بل عن تلك الورقة .. وقفت وهي تنظر لتلك الفوضى التي احدثتها .. وتمتمت بتفكر : ماذا حدث لك يا جود ؟ هل بدأ عقلك بالنسيان .

انتفضت حين فتح الباب .. ليبان الاستغراب على وجهه : شو فيج ؟ - بعثر نظراته على تلك الفوضى – شو كل هذا .
ازدردت ريقها : لا شيء .. كنت ارتب غرفتي .
اجابها بنفس لغتها الانجليزية : في هذه الساعة ؟
ابتسمت حتى بان ذاك السلك المعدني : ما قدرت ارقد .. قلت اسلي نفسي .

مع ان ذاك العذر لم يدخل عقله .. الا انه لم يكثر عليها بالاستجواب .. جلس على السرير ناظرا اليها حيث كانت واقفة : كبرتي – مد كفيه لها – تعالي .
ابتسمت وهي تمسك كفيه .. ظلت واقفة .. تنظر الى ذاك الشبيه بحبيبها .. كم تمنت ان تكون مثلهم .. ووجهها الشاحب كان اقل شحوبا .. وفمها الواسع اقل اتساعا .. وعيناها ذات اللون الرمادي تكونان باللون الاسود .. اختلاف ملحوظ .. وطفرة لا تعرف ان كانت حقيقة .. لكن كل ما تعرفه ان والدها لم يكذب عليها يوما .. عادت الى واقعها على اهتزاز يدها بسبب فيصل الذي نبهها .. فهو لم يجد ردا منها على سؤاله : وين وصلتي ؟
ابتسمت وجلست بجانبه : لا مكان .
دار بجسده نحوها .. واخذ ينظر لعينيها : بس انتي ما رديتي ع سؤالي .

لم تجب الا بالـ هاا .. ليدرك هو ان هناك شيء ما يجعلها بعيدة عن الواقع ..امسكها من كتفها .. وباهتمام بالغ : جود .. شو صاير وياج .. الحين تاكدت من كلام امي .. انتي متغيرة .. ذيج الليلة كنتي سهرانه لوقت متاخر .. مع انج سحبتي كل المعلومات اللي بغيتهن .. شو كنتي تسوين ع الجهاز ؟
هزت رأسها : ولا شيء .. انا دووم ايلس عليه بالساعات .
- بس كنتي طبيعية .. الا من بعد ذيج الليلة وانتي صايرة واايد تسرحين .. خبريني شو صار وياج ..
-ما صار شيء .. فيصل
- عيون فيصل .. آمري شو تبين ..
داست على شفتها السفلى باسنانها وسرعان ما تكلمت : تحبني ؟

احتظن كفيها بكفيه .. يحدق في عينيها .. فهناك نظرة غريبة تخفيها تلك العيون : ما يباله اجابه هالسؤال .. انتي تدرين كثر شو احبج .
تهللت اساريرها : يعني اقدر اطـ......

لم تكمل لان الهاتف يرن .. ولا بد لفيصل ان يجيب عليه .. فاكملت في سرها : يعني اقدر اطلب انك ما تخليني ابد .

كانت تلك المكالمة قد اثارت في نفسه بعض التوتر .. اتمها بشكل متقطع على مسامع جود .. فهي علمت من خلال ذاك الحديث ان مصيبة في الطريق .. قد تكون هي طرفا فيها .. قام واقفا تحت انظارها .. بخطوات سريعة اعلن الانسحاب من تلك الغرفة .. وبكلمات يشوبها القلق غادر المكان .. ليقابل والدته في الاسفل .. ليرد على سؤالها الذي قد اكتساه الخوف لمنظر فيصل : ما في شيء .. بس بروح الشركة في ناس يبوني ..

وهرول مسرعا .. كان يود التاخر لساعة العاشرة .. لكن الظروف اعلنت لرحيلة عند الثامنة والنصف ... عادت تبعثر اشياءها .. تبحث باصرار عن ذاك الذي يختزن الكثير من الاشياء .. فتلك الورقة قد وجدتها مطوية في احد كتبها .. اما هو فلا اثر له .. جاءها صوتها : جود .

كان فيه شيئا مختلفا .. فالتفت وبيدها محفظة اقلام قديمة .. لعلها تركته فيها ونست .. نظرت لتلك المر تعبة التي اغلقت الباب واستندت عليه .. احنت رأسها قليلا وكأنها تستفسر ما بها : شو فيج ؟

مدت يدها .. واذا بذاك الذي تبحث عنه قابعا في كفها .. وتلك السلسة الطويلة تذيله مع قطة " لولو كاتي " .. اغترفته من يدها .. واطالت النظر لها .. تريدها ان تتكلم .. ان ترمي ما بجوفها .. فاطالت الاخرى السكوت .. حتى اصبح لا بد لها ان تسأل بنفسها : شو سويتي ؟

ازدردت ريقها بخوف واضح : لا تخبرين فيصل .. شفته طالع معصب .. يمكن عرف باللي سويته .. ما كان قصدي شيء .. الله يخليج يا جود .. لا تخبرين علي .. فيصل ما يحبني كثر ما يحبج .. الله يخليج .

وبعدها انصرفت .. لعلها خطة منها كما دار في عقل جود وهي تنظر للـ" فلاش " في كفها .. شدت عليه .. وعقلها يضرب أخماسا في أسداس .. منت نفسها بان لا يكون ما حدث شيء كبير .. هرعت الى جهازها لتتأكد إن كل شيء لا يزال فيه .. ابتسمت على مضض .. كل شيء هناك .. ولكن قلبها منذ الفجر يقرع اجراس الخوف القادم ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:50 PM   #59

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

,‘,


كالخوف الذي اعتلى روح سيف وهو يحادث فيصل عبر الهاتف .. فذاك الثاني قد خرج وشياطين الارض تتقافز امام عينية .. وسيف كان كيس الهواء الذي سيفرغ فيه غضبه : اسمعني .. خل النفس عليك طيبة .. والا ترا والله ما يصير خير ..

عدل " غترته " البيضاء .. ونزع سماعة اذنه فهو لا يرتاح لها .. واضعا الهاتف مكانها : انت شو بلاك .. ترا كل السالفة شراكة .. مثلي مثل غيري .. انتوا عرضتوا المشروع وانا بدخل فيه .

نزل من سيارته .. حتى وصل صوت اغلاق بابها الى مسامع سيف : سيف ما فاضيلك .. وتدري .. كان بامكاني اخلي رشا تخليك .. بس عشانها ما قلت لها اي شيء .. وانك انسان انتهازي وخاين ..
صرخ الاخر حتى وصل صوته لرشا التي تنزل الدرجات بهوادة فتوقفت : ما اسمحلك .. انا سيف علي الـ ... عمري ما كنت خاين ولا بكون .. فاهم ..

شد على الهاتف بقبضة يده وهو ينزله من على اذنه .. ارتجف جسده حين وضعت كفها على كتفه .. التفت لها .. مسحت جانب وجهه الايسر بكفها الايمن : شو صاير ؟ ليش معصب بهالشكل ؟

امسك يدها فلثمها .. لثمة محب اسكره العشق .. ثم مشى بمعيتها ويدها في يده .. اجلسها على الاريكة الصوفية .. وانسحبت يده بهدوء لتلامس بطنها التي بدأ يظهر عليه الانتفاخ .. سرعان ما قرب وجهه له .. مقبلا له .. ومحتظننا لها من بطنها .. لتمسح على رأسه : سيف .. حبيبي شو صاير ..

خده على بطنها .. وذراعاه معانقتنا لوسطها : احبج يا رشا .. ولا تصدقين فيوم اني خنت ابوج .. والله ثم والله انا مب خاين ..
انحنت مقبلة رأسه : ادري يا روحي .. وعمري ما بصدق هالشيء ..

نهض ليترك الحرية لكفيه تعانقا وجهها الدائري .. يعشقها .. ويعشق كل شيء فيها .. قد يكون عشقه ذاك لحد الجنون .. وقد يكون بُعدها هو الختم على شهادة جنونه الرسمية : فيصل يظن اني انا السبب باللي صار لعمي الله يرحمه - تغيرت ملامحها – ما اعرف منو اللي حطى هالشيء فراسه ..
ابتسمت : فيصل عصبي .. ما يتحرى عن اللي يوصله .. وصدقني يا سيف .. عمري ما بصدق فيك ..
بحركة سريعة احتضنها .. وهو يتمتم : امووت فيج يا روحي ..

,‘,

تلك الجملة القاها طارق على مسامع شهد وهو يحتظنها بعد غيبة اسابيع .. لتصرخ متألمة .. فذاك الجرح لا يزال طريا .. وصل ليلا .. وتلك الزيارات قد اغلقت ابوابها .. فكان لا بد من الانتظار حتى الصباح .. يعد الدقائق والساعات .. حتى ان النوم هرب مبتعدا عنه .. وما ان صار الصباح حتى خرج متوجها اليها .. فهي تسكنه .. لا يتخيل ايامه بدونها .. ينظر اليها يتفحصها .. وكأنه غاب عنها سنين طويلة .. يداعب وجنتيها باصابعه حتى تحمران على احمرار الخجل : اشتقتلج يالقزمة ..

لم تعد تلك الكلمة تثير في نفسها الغضب .. فهي تعلم بانه حين ينطقها فهو دليل حبه الصادق لها .. نزلت دموعها .. فخاف عليها : شهودتي . اليرح يعورج .. اقول للمرضة اتي تشوفيج ..
سحبت يده التي كانت على كتفها .. قبلتها بعمق : اشتقتلك .. هذي كل الحكاية – ابتسم فاردفت – الحين صارلك ساعة ماسك في .. وتتغزل .. ولا سألت عن ولدك .
سحب يده بمعية يدها التي تمسكها .. فاعاد فعلها : دام القمر بخير شو لي بالنجوم .

ما ان قال جملته حتى توجه لذاك السرير الزجاجي .. ليحمل ذاك الصغير بين ذراعيه : تراه هذا القمر
قالت وهي تتصنع الغضب : لا والله .. يعني انا النجوم الحين .

لم يسمعها فعقله مع ذاك الصغير الذي فتح عينيه .. صرخت به ليمسكه جيدا .. امسك كفه الصغير يقبله : شوفي شوفي – يقربه منها – اصبوعه طوال .. يعني بيطلع علي .. مب عليج يالقزمة .
ضحكت حتى توجعت : الحين حكمت من صبوعه ..
جلس بجانبها على السرير : شوفي حلاته .. فكل شيء طالع علي ..
قاطعهم صوتها : قول ما شاء الله ..

وضعت الاكياس من يدها .. فهناك حافظة القهوة وحافظة الشاي .. والكيس الاخر به إفطارا أعدته ريم بمساعدة من مريم .. القت التحية عليهما فرداها .. ثم اخذت ذاك الصغير من والده بعد ان قبلت شهد وسالتها عن حالها : هذا ريلج مينون .. قلتله لا يطلع قبل ما اجهز نفسي .. بس خبل ..

صرخ مدعيا السخط : عمتييييي .. الحين قدامي وتقولين جذي .. عيل من وراي شو بتقولين .
انفجرت ضاحكة: بقول اللي بقوله وانت شو دخلك – بدأ منصور بين يديها بالبكاء – خذي شهودة رضعيه .. كله من ابوه موعينه من فير الله ..

الضحكات تتعالى في تلك الغرفة .. والسعادة ملأت تلك القلوب .. وسرعان ما امتلأت تلك الغرفة بالنساء .. وطارق وحيدا بينهن .. ففضل الانسحاب .. فريم لا تاخذ راحتها بوجوده .. هي تربت معه ومع هذا فهي تشعر ببعض التوتر حين يكون بينهن .. وقبل ان يخرج .. التفت لعلياء التي جلست بجوار والدتها ناظرة لمنصور الصغير : علايا .. ردي من وقت عشان تشوفين هيديتج ..
ابتسمت وبفرح عارم ذهبت اليه : يبتلي هدية ..
وضع يده على كتفها .. وانحنى ليكون وجهه مقابل وجهها : هيه يبتلج .. بس بشرط .

بان عليها الحزن .. فهي ادركت شرطه ذاك .. مؤكد ان والدتها حدثته عن ذاك الموضوع والذهاب للطبيبة .. مع انها اكدت لوالدتها بان مايد لم يلمسها يوما .. ولكن قلب الام لا يطمأن لكلام فتاة صغيرة .. ابتسمت على مضض : شو شرطك .
همس في اذنها .. فابتسمت وهي تنظر لوالدتها .. وقال بصوت مسموع : شو موافقة؟ ..
- اكييد ..
حرك يده على رأسها عابثا بشعرها : طروق خلاص

ابعدت راسها عنه وهو يقهق .. وبعدها ترك المكان .. لتقترب هي من والدتها التي لفها الاستغراب .. سالتها عما همس لها .. ولكنها رفضت ان تجيب .. متعذرة بانه سرهما الصغير ..

كذاك السر الذي يأرق فاطمة وجعلها تحث الخطى نحو المستشفى .. فهناك ريم .. وعليها ان تقنعها بان ترافقها .. سحبتها من بين الحاضرات .. حتى اضحيتا خارجا : شو فيج ؟
بتوتر : سعود هني فالمستشفى .. وانا ما اقدر اقابله بروحي .. تعالي وياي .
- مينونه انتي تخلينه ايي هني .. واذا شافنا حد .. لا حول ولا قوة الا بالله ..
- الريال يريد بطايقه .. اشغاله متعطله .. واتصل علي اليوم وقلت له ايي هني – امسكت رسغها – خلينا نروح .. يتريانا فستار بوكس .. ياللا ريمان .

زفرت .. وتحوقلت من جديد .. وبعدها رضخت للامر الواقع .. فتلك الفاطمة باتت تتصرف كالمراهقات .. وهي باتت لا تعرفها .. حتى حديثها عن ذاك المدعو سعود يكون مختلفا .. نبرتها فيها فرحا غريبا .. هل يعقل ان تكون معجبة به ؟ .. هزت رأسها وكأنها تبعد تلك الفكرة من رأسها .. وقفت لتعدل " شيلتها " التي بدأت تنسحب عن رأسها .. لتحثها الاخرى على الاسراع.

جالسا على تلك الطاولة .. ينتظر فلقد مل الانتظار .. فلقد حادثها منذ ساعة ونصف .. وهو هنا منذ ثلث ساعة .. نظر الى ساعته السوداء .. وتأفف للمرة الالف .. وصلتا يمشيان على استحياء .. ليقليا التحية عليه .. ويرفع هو رأسه لهما : حياكن ..
ردت ريم بسرعة : تسلم .. ياللا عطيه اللي يخصه وخلينا نروح .
- افا ما يصير .. يلسن بطلبلكن شيء ..
- ما تقصـ..
لتقاطعها فاطمة : عن نفسي اريد كابتشينو . .
نغزتها ريم . وبهمس : فطوم شو فيج ..
لم تهتم لها وجلست وظلت الاخرى واقفة : حياج ..
- سمحولي .. انا رايحة .. مب متعودة ايلس مع ريال غريب

لتنظر فاطمة لها .. شعرت بان ذاك الكلام موجه لها .. فقامت واقفة ليقف سعود .. فتحت حقيبة يدها واخرجت البطاقتان .. ووضعتهما على الطاولة : اسفه لاني تاخرت .. ومشكور عشان صلحت سيارتي .
مد يده ليأخذ البطاقتان : العفو .. الغلط كان مني ..

استأذنت ولحقت بتلك التي اسرعت الخطى عائدة حيث كانت .. امسكتها بذراعها : ريمان شفيج .
حدقت بها بنظرات غضب : انا اللي شو في .. والا انتي .. صايرة كنج بنت صغيرة .. حلوة يعني تيلسين وياه وادقين سوالف .. ما هقيتها منج يا فطوم .
- انتي معقدة .. شكله سعيدان علمج طبايعه .
ابتسمت : سعيد ما علمني شيء .. بس اللي اعرفه ان هو ريال غريب ولا لي اي حق ايلس وياه ..

وبعدها غادرت تاركة تلك الواقفة في منتصف الممر .. كلامها صحيح .. تقاذفتها الافكار وهي تترك المكان .. فهي اضحت مختلفة .. بدأت تفكر بأمور مختلفة .. هل تريد ان تكون هناك علاقة بينها وبينه .. وماذا عن عائلته .. ماذا عن ابناءه ؟ فهو ليس بسن صغير .. كانت تلك الافكار المعاتبة تعبث برأسها .. ركبت سيارتها وانطلقت .. لعلها تعيد لنفسها ذاك التوازن الذي كان .. فكلام ريم ضربها في الصميم ..

,‘,
,‘,

كما ضرب ذاك الضابط بكلامه بدر وعبدالله .. فلقد عاتبهما على تلك التربية .. واين هم عن اخيهم .. اعطاهم الكثير من الكلام .. وما كان ليدع مايد يخرج بهذه البساطة الا لانه يعرف عبدالله جيدا .. كان يتمنى ان يأخذ جزاءه على ما فعله .. وحتى وان كانت اول مرة ..

نظر الى الباب حيث دخل الشرطي وبمعيته مايد .. الذي كان مطأطأ الرأس .. وشكله غير مرتب .. فشعر وجهه نمى ولم يجد اي عناية خلف تلك القضبان .. وجه ذاك الضابط الاربعيني كلامه لمايد .. ويحذره من اعادة الكرة .. فليس دائما يكون الحظ حليفه .. وبعدها غادروا ثلاثتهم .. الجميع صامت .. ركبوا سيارة عبدالله .. واذا به من خلفهما ينطق : والله ما كنت اعرف .. ولا شربت .. ولا سويت اي شيء

رد عبدالله بكلمة واحدة " اسكت " فهو لا يرغب بسماعه .. ولا يريد منه اي تبريرات .. ليعاود من جديد الكلام مبررا ما حدث معه : كله منهم .. قالوا لي حفلة عاديه .. وانا ع نياتي رحت وياهم ..
تابع شرح ما حدث .. وذاك الذي على المقود يكاد ان ينفجر غضبا .. وبدر ينظر اليه .. فتدارك الامر : مايد خلاص اسكت .. لا تصير حنان .. عرفنا السالفه كلها من الضابط .. واللي صار ما يعطيك اي عذر .. انت تدري بالشلة اللي ترابعها .. شلة فاسدة ما وراهم الا المصايب .
- بس ...
قاطعه عبد الله : تقدر تسكت .. والا بعد ما تعرف .

انخرس عن الكلام .. وعم صمتا خانقا الاجواء .. حتى وصلوا .. التفت الى ذاك المنزل .. هناك خلف تلك الابواب والده .. رجلا لا يفارقه الغضب الا نادرا .. كيف سيستقبله .. ترجل بتردد تام بعد ان حثه بدر للنزول .. نزل وسحب خطواته مرغما لداخل .. هناك ايضا والدته .. واخته واخيه .. فلا داعي للخوف .. اما بدر فبقي مع عبدالله .. يحاول اقناعه بان ينزل لرؤية والدهما .. فيكفي هذا البعد .. التفت لسيارة فاطمة التي مرت داخلة من البوابة الكبيرة .. وما هي الا دقائق من دخولها حتى خرجت مسرعة بعباءتها .. وقبل ان ينطلق عبدالله مغادرا .. صارخة بهما .. فوالدها اغلق باب الغرفة على مايد وهو معه .. وصراخ مايد قد تعالى حتى هز اركان المنزل .. اسرعا يتدافعان الى الداخل .. وتلك المسنة تولول وتنتحب .. فاخر العنقود وفلذة كبدها بين يدي زوجها الغاضب .. ضربا الباب ولا يصلهما الا صوت مايد المترجي لوالده : ابويه سامحني ..

ولا يأتي من راشد الا ضربات قاسية بـ " العقال " على بدن مايد الضعيف .. ابتعد للخلف فتعثر بتلك الطاولة الصغيرة .. ليسقط وتسقط ضربة على عينه اليسرى من ذاك العقال .. لتشل حركته .. وحواسه الاربع .. لا يرى لا يسمع لا يتكلم .. حتى الاحساس لم يعد يشعر به .. فتلك ضربة مميتة افقدته كل شيء .. والاخر لا يأبه الا لضرباته المتلاحقة .. وصرخاته الغاضبة .. التي اتعبتها تلك الفضيحة العظيمة .. كُسر الباب بضربة مزدوجة من قدم بدر وقدم عبدالله .. ليندفع بدر ممسكا بوالده ويقف عبدالله امامه .. لتأتيه ضربة على الساق .. كان يصرخ على مايد ان ينهض .. لكن الاخر كالميت .. لم يعد يشعر بمن حوله .. فيكابد ذلك الرجل الستيني قبضة بدر صارخا : خلوني اقتله وارتاح ..
ليصرخ بدر بعبدالله : خذه برع – ويتابع كلامه مهدأ والده – خلاص يابويه .. خلك منه .. اللي ياه يكفيه ..

سُحب مايد على يدي عبدالله الى اعلى .. ليرميه على سريره .. ناظرا الى عينه التي تهل الدمع دون هواده .. وذاك الخط الاحمر قد بصم بقوة على جلد وجهه .. خرج ليطلب من فاطمة ان تأتي بالثلج .. وما كان منه الا ان يكمد له تلك الضربات التي ادمت جسده .. امامه عاريا .. الا من أزار يستره .. كلما وضع الثلج على الجراح صرخ متأوها .. ليتمتم من بين التأوهات : سامحني ..

لم يرد عليه .. واكتفى بالصمت .. فتلك الكلمة لن تعيد له كرامته التي هدرت في هذا المنزل .. وهل لكلمة في ساعة ندم تعيد ما كان .. هل الندم يبعثر الشعور بالاهانة في قلبه .. ظل هناك يطبب جراح شقيقه .. الذي تسبب في الكثير والكثير والتزم الصمت ..

,‘,

كتلك التي التزمت الصمت سنين مضت .. ها هي تعود الى المنزل مع علياء .. فتلك الصغيرة عليها امتحان في الغد وعليها ان تبدأ بمذاكرة دروسها .. اوقفت تلك السيارة الصغيرة ذات اللون الابيض .. فلقد امتلكت رخصة قيادة منذ شهر .. وهذه السيارة من والدها ..

نزلت ونزلت معها علياء .. يتبادلن الحديث .. سبقتها وهي تلهو بمرح .. وبها شوق لرؤية تلك الهدية .. وما ان وضعت قدمها في داخل المنزل حتى ارتدت للخلف صارخة .. فهناك من امسكها بقوة من شعرها : مب حرمة تمشيني ع كفيها .. وبتردين البيت غصبا عنج .

تمسك كفه التي تشبثت بشعرها من خلف " شيلتها " : هدني .. ما اريد ارد وياك ..
نزلت الاخرى على ذاك الصراخ .. واذا بها تضربه تريد ابعاده عنها : خوز عنها ..
واذا به يدفعها بيده الحرة .. لتسقط .. وتصرخ ريم : علاياااااااااااا

واذا بها تتأوه وهو يدفعها للخلف : وبعد تسوقين سيارة ياللي ما تستحين .. امشي ..
واذا بتلك القبضات الصغيرة تعاود ضربه في ظهره : حرام عليك .. خلها .. ما تباك ..
وفجأة اذا بها تعضه في ذراعه .. ليدفعها دون رحمة صارخا : الله يغربلج .
صرخت وهي واقعة على الارض : رييييييييييم

فتلك الضربة من ذراعه شلت حركتها .. بكت وصرخت وهي تراه يجرها كالنعجة .. ليرميها في سيارته .. وهو ينفث انفاسه كثور هائج اعمى .. شعرها منفوش .. حاولت ان تفتح الباب قبل ان يصعد .. فرميته تلك اضعفتها .. واذا به يجرها من جديد لتصرخ : حقيييييييييير ..
رص على اسنانه : بتسكتين والا شو ؟

اوصد الابواب .. ولم يعد يُسمع الا شهقاتها المتتابعة .. وهو كان يقذف انفاسه الحارة وعينيه على ذاك الطريق .. وفي رأسه يدوي كلاما قد قيل على اسماعه قبل ان يخرج من منزله على لسان تلك السناء المتعالية : لو انت ريال ما تمشيك حرمة مثل ريم على هواها .. صارلها شهور فبيت ابوها .. يا تطلقها .. يا تثبت مرايلك ..

,‘,

هل بهذا الشكل تثبت الرجولة .. قد تكون هذه الرجولة في مفهوم سعيد .. ولكن مفهومها مختلف عند جاسم .. الذي عاد من جولته في المانيا .. المنزل مختلف .. ليس به حياة .. يتذكرها .. يريدها هنا معه .. يتمنى ان يسمع كلماتها .. أسئلتها .. اغنياتها التي تترنم بها حين تكون وحدها في الغرفة .. يريدها ان تعود .. ولا يريدها .. يشعر بضياع غريب يجتاحه .. يقبع على ذاك الكرسي وامامه صديقه الاسود .. يضرب بسبابته على أصابعه ببطء .. فهو يفكر فيها ..

صوتها المتعب الذي جاءه عبر سماعة هاتفه منذ ساعة .. يشعر بانها ليست بخير .. كانت تكابر الضحكة .. توهمه بانها بخير .. لكنه شعر برائحة الكذب تفوح من نبرتها .. افاق من تفكيره على صوته : مشتاقلها .
تلفت يمنة ويسرى .. لا احد الا هو ولوحاته وصديقه الذي امامه . الباب مغلق .. ابتسم .. فلعله صوت ضميره لا غير .. ولعلها افكاره التي توهمه بوجد قاسم بجانبه .. يشتاقه .. ويشتاقها .. تنفس الصعداء .. واذا به يعزف مقطوعة مختلفة عن تلك التي كان يعزفها .. بها شيء من الفرح .. شيء من السعادة .. كان يبتسم .. كاعمى رأى النور .. او كعطشان وجد الماء .. لم ينتبه لذاك الواقف عند الباب .. مستندا عليه .. وبيده بعض الملفات قليلة الورق .. وتعلو محياه ابتسامة رضا .. لم يتحرك .. فتلك المعزوفة رائعة بحق .. وذاك المستمتع سعيدا بقوة .. اخيرا انتبه له بعد ان رنت نغمة النهاية اجواء الغرفة .. فقام مبتسما .. ليصافحه : حيالله من يانا .
- الله محيك ..
-من متى وانت واقف .. يا ريال تنحنح .. دق الباب .. سو شيء .. مب واقفلي مثل ابو الهول
قهقه حتى بانت نواجذه : الحمد لله المعنويات ممتازه .

دعاه للجلوس في الصالة القريبة .. وطلب اعداد القهوة من الخدم وبعدها عادت اليه ملامحة الجدية التي لطالما رافقته .. الا مع هذا الصديق الذي يعرفه منذ سنوات ليست بكثيرة : شو صار ع اللي طلبته منك .

مسح على شعر وجهه .. واخذ الملفات من جانبه ليسلمها لجاسم : هذي الملفات اللي طلبتها .. مع اني ما اشوف فيك شيء يمنعك من انك تداوم اليوم .
قلب الاوراق وبعدها ترك كل شيء على الطاولة : اريد اعرف شو صار .. لا تحرق اعصابي .. مب لاني مسوينك اخوي وصاحبي تلعب في وتختبرني

عاد ليضحك من جديد : والله اتشرف باخوتك يا جاسم .. اسمع .. فيصل كان يسافر لعدة دول .. منها امريكا .. بس ما اعرف وين بالضبط التقى بفرناند .. وع فكرة فرناند هذا ماله اي خبرة بالتجارة .. يحب جمع التحف . واللي استغربته اكثر ان كل رحلاته كانت مع اخته الصغيرة .. اللي كانت تظهر دوم مع ابوها فالقاءات الصحفية .. او بالامكان اللي يكون فيها تصوير .

-اللي يقولون عنها مب بنته .
- يقولون .. لانه هو رجع من امريكا وهي معه .. بس ليش ياخذها فيصل معه ما فهمت
انحنى بجذعه للامام : اسمع اريد اقابلها .. فيصل عنده كنز ومب عارف كيف يستخدمه .
باستغراب وتساؤل قال : كنز .. شو الكنز فبنت ما كملت 17 سنة .
ابتسم وهو يريح ظهره على الكرسي : دبرلي لقاء وياها ..

,‘,

اتمنى يكون الجزء 21 حاز على رضاكم
ولا تخلون القراءة تلهيكم عن ذكر الله





nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:51 PM   #60

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

22



,‘,



البيت فارغ من ساكنيه .. لا يوجد احد .. الا هي هناك .. قابعة على درجات السلم .. وصوت بكاءها المتقطع يعود صداه اليها .. لا تعلم ماذا تفعل .. فهاتف المنزل قد احيل الى التقاعد .. فلم يعد في الخدمة بعد ان استولت الهواتف النقالة على المكان .. مسحت دموعها بظاهر كفها . وذاك الـ " آيفون " اسود اللون يقبع بين اناملها .. لم تستطع الولوج اليه . فريم قد اغلقته برقم سري .. رفعت رأسها وهي تسمع ضحكاتهما .. وما ان فتح الباب ودخل حتى جرت اليه بخوف .. بكت .. ومن بين بكاءها كانت تنطق بأسم ريم .. ليمسكها هو بهلع : شو فيج علايا .. شو مستوي .. وشو بلاها ريم .

قطع ضحكته وهو يرى اخيه عمار واقفا مع تلك التي تبكي وتنطق بكلمات متقطعة .. حاكية لعمار ما حدث ..وقع نظره على تلك الحقيبة المفتوحة بجانب السلم .. وبجانبها اشياء قد بعثرتها علياء وهي تبحث عن الهاتف النقال .. استجوبها من جديد .. وهو يديرها نحوه بعد ان انتشلها من بين كفي عمار : علايا اهدي وخبريني شو صار .

بدأت تقص عليه ما حدث .. فاذا به يصرخ : الكلب ... وربي ما اخليه ..
وادبر والغضب يجتاحه كما يجتاح اخيه عمار .. واذا به يقف .. فذاك الباب قد سد بجسد عبد الرحمن : وين رايحين ؟
وبنفس النبرة الغاضبة صرخ : سعيد الكلب .. متهجم ع البيت فغيابنا وماخذ ريم بالقوة .. والله لاربيه وعلمه المريله كيف تكون .

-وانت رايح تساعده بعد – مد يده – عطوني سويجات ( مفاتيح) سيايركم .
-شو اللي تقوله يا عمي .. هذا بدال ما تقول بروح وياكم وبربيه ..
لا يزال مادا يده : ومن متى تقولي عمي يا طارق .
اشاح بوجهه .. واذا بعمار يتكلم بعصبية قريبة من عصبية طارق : ابويه ما فينا نسكت عنه .. شهور وهي تترياه يطلقها .. وفالاخر ايي يسحبها مثل البهيمة ..

-عمار الطلاق مب سهل .. ييبوا سويجاتكم .. المسألة ما بتنحل بالعصبية وانا ابوكم ..
اخرج مفتاح سيارته من جيبه ووضعه في يد عمه : اذا هذي سواته فالطلاق هو الحل يا الغالي .
نظر لعمار : عطني سويجك ..
-مب عندي .. فوق فحجرتي .

مشى وجلس وهم ينظرون له : يمكن هي حبت ترجعله .
اقتربت منه علياء وهي تمسك بيده : خالو هو خذها بالقوة .. والله .. وضربني بعد ..

ضرب بقبضة يده الجدار : الخسيس ..
-طارق الامور ما تنحل بالعصبية .. اهدوا .. وان شاء الله بنروح لعمكم ونتفاهم معهم .. واذا هي تريد الطلاق بتاخذه .

هاديء كعادته .. لا يستعجل التصرف كأخيه راشد .. وكأبن اخيه سعيد .. الجو هناك اقرب الى السكون بعد ذاك الاجتياح الغاشم من راشد على مايد .. انزوى في غرفته ولا تزل تلك الكلمة ترن في اذنيه " سامحني " .. لا يعرف لماذا يشعر بان طيبته تلك ستوصله الى طريق يكون الندم حليفه ..تنهد وهو يرخي ذراعيه بين فخذيه .. يشعر بالضيق من وجوده في هذا المكان .. فهنا أُتهم .. وعوقب دون اي دلائل .. وهنا كان حبه يقوده دوما .. اطلق زفرة اتعبها التفكير .. فاذا بالباب يفتح .. ليستند عليه ذاك الواقف الناظر لاخيه على ذاك السرير .. ثواني واذا به يعتق الباب من ظهره العريض .. ويجلس بجانب اخيه : شو اخبار مايد .

-فحجرته .. ابوي ما خلى فيه شيء صاحي .. شو اخبار ابويه .
تنهد : بخير .. ياللا ياللا هدا .. بس ما ينلام .. كلام الناس مثل الخناير .. يطعنون فيه وهو ساكت .. ولدك سوى .. وولدك فالسجن .. وانت تدري بابوي ما يتحمل .

ابتسم بسخرية : مثل ما سوى في ..

وضع كفه على فخذ اخيه : مب ناوي تنسى .

هز رأسه : صعب .. لو انت اللي انضربت بين اخوانك .. وقدام الانسانه اللي تحبها .. كنت بتنسى .

ربت على فخذه : انساها .. ما اظن سعيد بيتخلى عنها .. والا كان ..

لم يكمل .. فهناك اصوات ومعمعة خفيفة في الخارج .. كان ذاك السعيد يجر تلك الحبيبة التي لا تزال متربعة في قلب عبدالله .. يجرها بعنف .. ويوبخها حتى لا ترفع صوتها .. تتعثر خطواتها على ذاك السلم .. فتصرخ لألم قبضته لها .. فيسحبها بقوة .. لا يرأف بها .. ولا توسلاتها تلك وجدت الطريق الى قلبه فيلين .. تصرخ به دون صراخ .. فذاك السعيد يخيفها .. حتى باتت عظامها تتراقص : الله يخليك خلني ارد البيت ..

كان الشرر يتقاذف من عينيه : اصص ولا كلمه فاهمه ..

واذا به يدفعها بقوة بعد ان فتح باب تلك الغرفة التي كانت له ولسناء قبلا .. لتصرخ متأوه .. وتجري قبل ان يغلق الباب .. ولكنه كان اسرع .. حركت المقبض وهي تبكي : حراام عليك .. افتح الباب – صرخت – افتحه

طرقت على الباب بعنف .. تهزه لكن دون اي فائدة ..نزلت دموعها وكفاها تنسحبان على ظهر الباب الخشبي حتى خارت على الارض : سعييييييييد ..

بكت وبكت .. وصرخت حتى تعبت حبالها الصوتية وتحشرجت .. واذا بها تهدأ حين سمعته .. امسكه من ذراعه واداره قبل ان يدبر : شو اللي تسويه .. ينيت والا انخبلت ..

سحب ذراعه بقوة .. وشد على اسنانه .. حتى صارت انفاسه المليئة بتلك الراحة النتنة تلفح وجه عبدالله : ما دخلك بيني وبين حرمتي .. واظن ان ابويه طردك من هالبيت .
بنفس النبرة : قبل لا تكون حرمتك تكون بنت عمي .. افتح الباب يا سعيد .
ضحك متشدقا : تحلم يا عبدالله .. تحلم ..
كان سيلحق به ولكن يد بدر منعته : خلك منه .. هذا مريض ..

التفتا الى ذاك الباب .. كان صوتها يصلهما وهي تطرق الباب براحة يدها : عبدالله .. عبدالله طلعني من هني ..
شد على قبضتيه .. فقلبه لا يتحمل بكاءها .. هم ليصل الى ذاك الباب ولكن بدر كان له بالمرصاد : لا تتدخل بينهم ..
نظر اليه : مب قادر اتحمل صوتها يا بدر .. مب قادر ..

واذا به يترك المكان مهرولا على تلك الدرجات .. تمتم بدر : استغفر الله العظيم .. الين متى يا سعيد هذا تفكيرك .


,‘,

مشى في ذاك الممر الطويل .. صار له فترة طويلة لم يأتي الى هذا المكان .. الجميع ينظر اليه .. يعرفونه
.. وهو يعرف نظراتهم تلك .. فهو غير مرغوب فيه في هذا المكان .. اما الاخر الذي يقبع في مكتبة الفخم فكان مريحا جسدة على تلك الاريكة الجلدية .. وسماعة الهاتف البيضاء تتدلى من أذنه : حلو .. يعني طاح بريوله .. واخيرا طاح فايدي – قهقه ونظره تسمر على ذاك الباب الذي ولج منه ذاك القادم – خلك معهم . وطمني اول باول ..

اغلق المكالمة ونظراته تتبع ذاك الذي جلس قبالته : خير اشوفك هني .. شكلك مضيع طريقك .
-لا مب مضيع .. بس اشتقتلك قلت ايي ازورك .

تشدق : اشتقتلي ؟ .. اقول جسوم ييبها من الاخر .. شو يايبنك الشركة .ترا مالك شيء فيها .. والا انت ناسي
طقطق بلسانه وهو ينحني للامام قليلا : غلطان يا عبد العزيز .. لي مشاغل هني .. مع شريكك اليديد – اعتدل في جلسته – الا شخبار شريكك ..

قام واقفا .. ليجلس خلف مكتبه : مشغول .. ياي من فير الله الشركة .. والحين فقاعة الاجتماعات .. الظاهر ما له فالتجارة .. ما صارله كم شهر والمشاكل هلت عليه ..

ضرب بكفيه على فخذيه بخفه وهو يقوم لجلس قريبا من والده .. اراح ساعده الايسر على الطاولة.. وبتساؤل : مشاكل ؟
وهو يضغط على زر الاتصال بمكتب السكرتارية : طلبيلنا اثنين قهوة .
-صاير كريم . مب بالعادة

قهقه : خايف على اعصابك .. اذا طاح فيصل معناته طاحت اسهمك اللي عنده – انحنى مربعا ذراعيه على الطاولة – السوق مب محتاي واحد مثله .. صارله ساعات يتفاهم مع اصحاب شركات معروفة .. مادري شو ماسكين عليه ..

-الا شو اخبار جون ؟
تشدق وهو يرجع ظهره لكرسيه : ما عليه باس .. لاهي فقطر .

وصلت القهوة .. وما ان تم وضعها على الطاولة امام عبد العزيز وجاسم .. حتى دخل فيصل وهو يلقي تحية الاسلام بشيء من الشدة .. جلس مقابل جاسم والتفت لعبد العزيز : الحين مب قادر تصرف معهم .. وتفهمهم .

-مب اصغر عيالك ترمسني بهالشكل .. وبعدين هم يبونك انت بالاسم .. وانا ما دخلني بينكم

-ما دخلك هاا .. لا تنسى يا عبد العزيز ان لك فهالشركة مثل ما لي .. واذا طحت انا انت بطيح .. واذا تشوهت سمعتي بينالك من التشويه نصيب ..

استمر الجدال بينهما تحت انظار ذاك القابع على الكرسي .. حدث نفسه : سبحان الله .. تخلصت مني وياك اللي العن مني .. ليش احس انك قريب مني يا فيصل .. نظرتك .. غضبك .. مع ان غضبي داخلي الا انه اذا طلع بيكون مثلك ..

قطع حديث نفسه وقوف فيصل وهو يهدد : مرة ثانية حاول تحل الامور ولا تخليها تتفاقم .. واذا ما قدرت ما في داعي للبهارات اللي ترشهن .

هزت ضحكته الاركان .. فالتفت فيصل له كما التفت عبد العزيز .. قام واقفا وهو يعدل نظارته : بعدك ما شفت شيء من عبد العزيز – نظر لعبد العزيز الذي بان عليه الغضب – هذا ذيب .. وان كنت تريد تعيش بين الذيابه يا فيصل .. خلك ذيب ..

-ما اريد نصايح منك يا جاسم – التفت لعبد العزيز الذي لا يزال جالسا – وانت خلك قد الكرسي اللي يالس عليه .

بعدها خرج .. ليبتسم جاسم : خلك فطين .. ترا فيصل مب سهل .

رن هاتفه بنغمة الرسائل الخاصة .. فاخرجه من جيبه وهو يمشي خارجا من مكتب عبد العزيز .. ابتسم اكثر وهو ينظر لتلك الاسطر البسيطة التي وصلته .. " هل تشتاق الي كما اشتاق لك " .

تابع المشي ليستقل ذاك المصعد الذي سيوصله الى الاسفل .. قلبه فرحا وكأنه طائر صغير يرفرفر بعد انتعاشه بقطرات المطر الخفيفة .. حتى مشيته تلك كانت مختلفة بالنسبة له .. وكانه يتقافز بمرح طفولي .. هو يشعر بان جسده يعشق كل ما يأتي منها .. تابع المشي وهو لاول مرة يدندن بنغمة لاغنية عاشقة .. توقف فجأة قبل ان يلج الى سيارته .. فهناك من يرقبه .. تلك العيون تتبعه في كل مكان .. لا يعرف لمن هي .. لعلها لعبد العزيز .. ولعلها لشخص آخر .. كل ما يريده الآن هو ان يبعدها عنهم .. ان يظنوا بانه تركها دون رجعة .. فتلك الرسائل القصيرة التي تصله في الاسابيع الماضية تثير في نفسه الخوف .. لا على نفسه .. بل عليها هي .. هم لن يكسروه الا عن طريق من يحب .. كما كسره والده سابقا عن طريق قاسم .. ركب سيارته بعد ان غابت تلك الفرحة التي رافقته لدقائق .. ابتسم على مضض وهو يرى سيارة فيصل .. جديدة كانت .. وليست بقليلة الثمن .. هناك شيء يخفيه ذاك الشاب عن الجميع .. انطلق وهو يرقبه .. يتساءل عن ذاك الاجتماع الذي كان فيه .. وماذا كان يقصد ببهارات والده .. تمتم : ليتني اعرف شو السر اللي وراك يا فيصل .. وان شاء الله بعرفه قريب .

,‘,

Continue





nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.