07-10-12, 01:30 AM | #1 | ||||||||
نجم روايتي
| أَحِبّني..لكن باحترام السلام عليكم و رحمة الله بخجل و تردد أدق الباب و في يدي بضاعة مزجاة ما غرني على عرضها سوى أمل طفيف بين جنباتي في أن أحسن منها ذات يوم و لكي أفعل لا بد أن أتدرج في عرضي و على بركة الله أبدأ أَحِبَّني..لكن باحترام خرجت من عملها في الساعة السادسة مساء كعادتها منذ ثلاثة أشهر حين التحقت بهذا العمل كأمينة مكتبة..كان دوامها اليوم حافلا خاصة مع بدء الموسم الدراسي و إقبال جحافل من التلاميذ و الطلبة للتسديل في المكتبة كونها أكبر مكتبة عامة في المدينة و لكونها تعد فضاءا ملائما للمطالعة و مرجعا مهما للبحوث بشتى مجالاتها بما تحويه من كتب متنوعة و مخطوطات نادرة.. عدلت حجابها و رفعت ياقة معطفها صادة موجات الهواء البارد التي تلفح وجهها..سارت بتؤدة على الطريق و هي مستمتعة بصوت وقع قطرات المطر على الأرض..لكم تحب المطر و تعشق السير تحت سيل قطراته الناعمة التي تبلل وجهها و تحسها تغسل روحها من كل ما يمكن أن يدنس طهارتها و نقاءها. - "مروة"..صوت ضعيف وصلها عبر ضجيج السيارات و وقع الخطوات المتسارعة الهاربة من سيل القطرات المنهمرة.. التفتت رافضة أن تصدق أنه هو، و لكنه كان هو فعلا! نظرت إليه بوجه خال من التعابير سامحة لعينيها أن تتجولا على وجهه غير الحليق و البادي التعب لتتساءل في نفسها: ما الذي أحببته فيه؟كيف لم أر سواد روحه التي أرى انعكاسها الآن بوضوح في عينيه؟ألهذه الدرجة كنت عمياء؟ صدق من قالبأن الحب أعمى..يعميك عن رؤية حقيقة الحبيب إلى أن تصحو في يوم على واقع بشاعته كفيلة أن ترمي بك في واد سحيق غير ذي قرار..لولا لطف الله - "جمال.." تشدقت باسمه بقرف و هي تطالعه بنظرات تحمل كل ما تكنه له من احتقار: لا أصدق أنك تملك الجرأة لتقف أمامي؟ لا أصدق أنك بهذه الجسارة بحيث تريني وجهك بعد أن عرفت حقيقتك؟ - "مروة أنا.. - قاطعته قائلة: انت ماذا؟ أنت ماذا يا خيبة أمل أحلامي الكبيرة؟ - " انا أحبك..صدقيني أنا أحبك - " و أنا أحتقرك..و صدقني أنا فعلا أحتقرك,,و إن كان بقي لديك ذرة احترام واحدة لنفسك فستفهم قولي و تتركني و شأني".. تركته واقفا و علامات البؤس ترتسم على وجهه و أكملت طريقها نحو بيت خالتها حيث تقطن منذ أن استقر بها المقام في هذه المدينة.. و سمحت لنفسها أن تستعيد ذكريات أصبح لها طعم العلقم كلما سمحت لنفسها أن تتذكر..جمال ال"........" شاب في الثلاثين من عمره، وسيم ناجح في عمله كتاجر للأقمشة. تعرفت عليه خلال زيارتها المنتظمة لمحال الأقمشة، و قد أعجبت به منذ البداية كما فعل هو.. اختارها من بين كل البنات رغم توسط جمالها و بساطة وضعها الإجتماعي، لا تنكر إعجابها بشخصيته المتزنة و التزامه الظاهر - و الذي اكتشفت أنه فعلا مجرد مظهر-، كانا يلتقيان أحيانا في محل عمله و أحايين كثيرة في أماكن عامة حيث بدآ يتعرفان على بعضهما لتكتشف فيه كثيرا من الخصال الجميلة التي كانت تتمناها دوما في فارس أحلامها. كانت تحس بالخجل حين يسمعها كلمات الغزل الرقيقة التي تشبع غرور أنوثتها المتعطشة للتقدير و الإحساس بوجودها و تأثيرها..و كونه الولد الوحيد وسط 5 بنات- بالإضافة لكونه انطوائيا كما كان يقول- كان يشعره بالإفتقاد للصديق و الأخ الذي يحكي له أسراره و ينقل له مشاعره فقد كان يردد مسامعها انها ليست حبيبته فقط و إنما صديقته التي يبثها كل أسراره و تمر الأيام ليزداد جمال جرأة في التصريح عن "خبايا" نفسه، تعدى الأمر الغزل البريء ليتجاوزه إلى مواضيع لم تتخيل يوما أن تفتحها مع صديقاتها فكيف برجل؟ و هذا الرجل هو حبيبها؟ كان يتعمد دوما جرها للحديث عن العلاقة الخاصة بين الرجل و المرأة بحجة وجوب الإنفتاح على مثل هذه المواضيع التي يتعامل معها الكثيرون بسياسة النعامة.. في كل مرة كان يفتح موضوعا مشابها كانت تغيره و هي تشعر بالحنق في داخلها؛ ليعود لنفس الموضوع في كل مرة يتحدثان فيها عبر الهاتف لتقول يوما:" جمال ألا تظن أنه من غير اللائق أن تقول لي هذا الكلام؟ - "لماذا حبيبتي؟ اولست زوجتي المستقبلية؟ و قبل ذلك أولست صديقتي؟" -" أجل صديقتك لأكن ألا تلاحظ أن هذه المواضيع تحرجني؟" -" و لم يجب أن تحرجك؟ يجب أن تشكريني لأنني أفتح عينيك على أمور صدقيني ستعيننا في حياتنا الزوجية".. كانت كلما سمعته يردد هذا الكلام تتأكد من شيء واحد: الحب بالنسبة لجمال يعني شيئا واحدا فقط و طريقة تعبيره عن هذا الحب لا تتماشى مع مبادئها بل تعتبرها إهانة لها و قبل ذلك إهانة لهذا الشعور السامي الذي يدنسه الكثيرون بتصرفاتهم التي تعكس مرض نفوسهم تغير شعورها نحوه ليختلط بالنفور.. كانت تحس علاقتها به تغتال براءتها و صفاء روحها..لك يكن يفتح عينيها كما يدعي بل كان يغلق قلبها يوما بعد يوم عن شعود كانت تحسبه دوما في خيالها مرتبط بكل ما هو روحي سامي.. و انفجر كل شيء فجأة و ذات يوم حين بلغت به الجرأة ليسمعها كلمات لت تظن في أسوإ كوابيسها أن تسمعها منه لتصرخ به:" أشعر بالقرف منك" "أكرهك" " و أكره نفسي أكثر لأنني أوهمتها أني احبك" ليس هذا هو الحب الذي كنت أنتظره ليس هذا ما قرأت عنه و تمنيت دوما أن يطالني ما حلمت به دوما كان شعورا ساميا يسمو بروحي و ليس يغرقها في مستنقعات ظلامية أريد أن أُحب دون أن أشعر أني كمن يقتل نفسه و يئد إنسانيته أريد أن أُحَب دون أن أشعر كمن تغتال براءتها و هي صامتة لا تقوى على الإعتراض أفاقت من ذكرياتها لتمسح دمعة خائنة نزلت على وجنتها لتردد:" نعم أريد أن أُحَب..لكن باحترام" | ||||||||
07-10-12, 01:57 AM | #2 | ||||
نجم روايتي وقارىء ذهبي في قلوب أحلام وشاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| قصة رائعة بل اكثر من رائعة لم يخطر فى بالى ان تكون تركته لهذا السبب هناك الكثير من هذه النوعية ولكن هل هو مرض يتغلغل داخل الانسان ويسيطر عليه ام انها التربية التى جعلته بهذه الواقحة مع فتاة يقول انه يحبها احترمتك مروة لانك لم تنساقى وراء كلماته ولانك تبحثين عن الحب الاسمى الطاهر والنقى بكل معانيه التى تتمناه اى فتاة نعم نريد الحب ولكن باحترام .. اتمنى لكى التوفيق وفى تقدم دائم .. | ||||
07-10-12, 11:47 PM | #3 | |||||||||
نجم روايتي
| اقتباس:
بارك الله فيك أختي آية..تسلمي للأسف أمثال جمال كثر..مظاهر جاذبة تخفي نفوسا مريضة، قد تكون التربية هي السبب خاصة إذا نشأ الطفل في محيط فرض عليه انطوائيته لتتكون شخصية مهزوزة مقدامة لكن في الخفاء جريئة لكنها غالبا ما تكون جرأة مذمومة و في غير محلها..و إذا كانت مروة قد نجت فغيرها سقطت و ما أشدها من سقطة تترك آثار ندوب على الروح لا تشفى.. | |||||||||
08-10-12, 01:46 AM | #4 | ||||
| حقا الروايه اكثر من راءعه............وكانك عبرتى عما بداخلى ............الروايه تعبر عن واقع اصبحنا نعيشه الان .........وانت ببساطة تعبيرك قد وصلتى حد الكمال فى الوصول الى الجرح .........من قلبى اتمنى لكى التوفيق بقدر ما اتمنى ان يصبح عنوان روايتك هو مبداء الجميع لكى نخرج مما اصبح يصيبنا بعذاب الضمير والتمزق بين ما نراه يحدث امامنا بقبول الجميع وبين ما نوقنه صوابا....... | ||||
08-10-12, 10:56 PM | #5 | |||||||||
نجم روايتي
| اقتباس:
و واقعنا أصبح يزخر بما تندى له الجباه و تدمع له العيون، و ما قصة مروة إلا وجه من أوجه هذا الواقع..و بالمناسبة هي قصة حقيقية استنبطتها من الواقع و لم اتخيلها و ما يحدث أمامنا حتى لو كان بموافقة الجميع فهذا لا يعني أنه الصواب، الصواب هو ما لم ينافي الفطرة السليمة المجبولة على الطبيعي و ليس الشاذ من الأمور..كل الأمور بارك الله فيك | |||||||||
08-10-12, 11:56 PM | #6 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| عزيزتي هدى قصتك رائعة جدا .. جذبني العنوان إليها , قرأتها وأنا أعرف بأني سأحبها .. لقد عزفت سنفونية خاصة لمن لهم قلوب تهوى أن تعشق , وأن تنال عشق بريء .. وإن لم تفعل ..فهم يكتفون بالصمت .. وللأسف ..فالنظرة الواقعية للحب أصبحت مخلة للمشاعر السامية أعجبتني للغاية .. اسلوبك راقي ..موفقة دائما | |||||||||
09-10-12, 02:10 AM | #7 | |||||||
نجم روايتي
| راااائع جدا ماا قرأت ، قلمك جميييل وأسلوبك سلس وجذااااب ، نفع الله بك وبقلمك العنواااان ملفت وجذاااب ، وجملة في الصميم ،وتختصر جملا عديدة ، فعلاا الكثير يستهين بالزواج العلاقة السامية الشريفة ، وينظر له من جانب واحد جسدي بحت كالحيوانات ، ويغفل جوانب كثيرة الحب والتفاهم والانسجام والتضحية وغيرهاا من مصالح وحكم جليلة في تشريع الله العظيم ، عزيزتي كل الشكر لك على هذا الابداااااع ، سلمت يمينك ودمت متميزة | |||||||
09-10-12, 08:45 AM | #8 | ||||||||||
نجم روايتي
| جميلة أووي القصه عزيزتي هـدي أحببت عنوانها جدا وأحببت موضوعها وأعجبتني البطله انها لم تستسلم لاعجابها به وانه لم يستطع ان يفرض أسلوبه عليها,,,,,بل هي قررت الحب بشروطها وطبقا لاحترامها لنفسها في نظري من ناحيته هذا ليس حب ان الانسان عندما يحب يخشي علي محبوبه من كلمة تجرحه أو تؤذي مشاعره ويعامله كطفل صغير يرعاه ويخشي عليه أريد أن أُحب دون أن أشعر أني كمن يقتل نفسه و يئد إنسانيته أريد أن أُحَب دون أن أشعر كمن تغتال براءتها و هي صامتة لا تقوى على الإعتراض | ||||||||||
09-10-12, 08:18 PM | #9 | |||||||
نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية
| ممتازة ...فكرة جريئة تناولتيها بأسلوب بسيط غير خادش...ألفاظك قريبة من النفس لا تقعر فيها ...الأخطاء الإملائية غير موجودة...الجاذب والتشويق في القصة يرغم قارئك على الاستمرار... قصة ناجحة بكل المعايير من وجهة نظري على الأقل... يعطيك العافية..............................:eh_s( 7): | |||||||
09-10-12, 10:15 PM | #10 | |||||||||
نجم روايتي
| السلام عليكم عزيزتى .. اسم القصة لذيذ ( أحبنى و لكن باحترام !!! ) قصة بسيطة و مفردات رائعة جميلة .. أعجبتنى الفكرة جدا ، ففعلا الحب لا يكون حبا مادام محف بأسمى المعانى الجميلة ، و إلا صار سلعة تشترى و تباع بأرخص الدروب .. أشكرك عزيزتى و لك منى ألف تحية .. | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|